Category: فنون الأدب

  • ماهي مبادئ التحريك الاثنا عشر في الأنميشن أو بالرسوم المتحركة

    ماهي مبادئ التحريك الاثنا عشر في الأنميشن أو بالرسوم المتحركة

     

    •  img_472071

      مبادئ التحريك الاثنا عشر |||

      من السهل اكتشاف الأنيميشن السئ , ولتجنب ذلك , وضع اثني عشر مبدءاً للأنيميشن
      علي يد محركا ديزني(فرانك توماس و اولي جونستون “frank thomas and ollie johnston “)
      في كتابهما (وهم الحياة The Illusion of Life) تساعدك في تحريك أنميشن واقعي قابل للتصديق.

      مبادئ الأنيميشن الاثنا عشر :

      1- (الإنضغاط والتمدد ) Squash and Stretch :
      تعطي إيحاء بالوزن والحجم للشخصية/ Character عندما تتحرك ( تعطي إحساس بوزن ومرونة الأجسام)

      2- (التوقّع/ توقع الحركة/ الاستباق) Anticipation :
      تحضير الجمهور لحدث مهم على وشك أن تقوم به الشخصية/Character .. كل حدث مهم يكون مسبوق بحركة مخصصة تجعل الجمهور يتوقع ما سيحدث . كالبدء في الركض , القفز – تغيُر تعابير الوجه .

      3- (تكوين المشهد /عرض فكرة ) Staging :
      هو طريقة عرض فكرة ما لتكون واضحة , حدث أو وضعية “Pose ” يستخدم كل من الشخصيات وزوايا الكاميرا من أجل المساعدة في رواية
      القصة وايصال موقف معين او فكرة عن شخصية/Character من حيث صلته بالقصة , تستخدم بشكل فعال في اللقطات الطويلة او المتوسطة واللقطات القريبة وعلي ان لا تجعل الجمهور يخلط بين حدثين او أكثر في وقت واحد .

      4- Straight Ahead and Pose to Pose :
      4-
      التحريك من وضعية لوضعية و التحريك برسم الفريمات :

      التحريك برسم الفريمات (Straight Ahead) :
      حيث يقوم المحرك بالبدء برسم الفريمات فريم فريم حتي نهاية المشهد ,تعطي حركة عفوية ,وتلقائية, اختراعات واشياء جميلة وغريبة تحدث

      التحريك من وضعية لوضعية (Pose to Pose):
      توزيع الفريمات الرئيسية في فترات على طول المشهد ,تبدأ بعدد قليل من الفريمات الرئيسية ثم تملأ ما بينها لاحقا

      يتبع >>>>

       

     

     

    • #2

      عضو متميز

      تاريخ التسجيلJun 2009
      المنطقةPalestine
      ردود1,403

      5- ( التتابع وتداخل الحركة ) Follow through and overlapping action :
      عندما يتوقف الجسم الرئييسي للشخصية فإن جميع الأجزاء الأخرى ستستمر بالحركة قبل أن تتوقف .. لا شي يتوقف في نفس اللحظة (تعطي
      انطباع بأن الشخصية خاضعة لقوانين الفيزياء)

      6- (التباطؤ داخل وخارج) Ease In and Out :
      عند بداية الحدث فإن فريمات أكثر ستكون قريبة من الوضع /pose الأول .. فريم أو 2 في المنتصف ثم فريمات أكثر قرب الوضع /pose التالي. فريمات أقل تجعل الحركة أسرع وفريمات أكثر تجعل الحركة أبطأ ( تخلق إيحاء بأن الجسم يحتاج وقتا ليتسارع ويتباطأ)

      7- (الأقواس ) Arcs :
      كل التحريك مع استثناءات قليلة ( مثل انيميشن ألة ميكانكية , ضربة امامية مستقيمة ) يتبع اقواس او مسار دائري خفيف ,والاقواس تنطبق بشكل خاص علي جسم الانسان وحركة الحيوان ,فالاقواس تعطي الأنيميشن تدفق وحركة طبيعة أكثر إنسيابية “تعطي المشهد واقعية أكثر وتدعم الحدث الرئيسي” , كمثال حركة البندول ,حركة الذراع , الراس عندما يتحرك يمينا او شمال و حركة العين كل ذلك يتحرك بأقواس.

      8- (الحركة الثانوية /حدث إضافي مكمل)Secondary Action :
      هو حدث إضافي في المشهد يستخدم كمكمل للحدث الرئيسي من أجل تقويته وإضافة أبعاد أخرى له ( تعطي المشهد حياة أكثر وتدعم الحدث
      الريئيسي) الحركة الثانوية تهدف الي اضافة المزيد من الواقعية لحركة الشخصية , وتساعد في دعم الحركة الاساسية
      حيث وجودها سيجعل الانميشن اكثر واقعية وسيشعر المشاهد بانه يري مشهدا حقيقياً, مثال عليها شخص ما يدخل غرفتة ويغلق الباب ورائه
      وبعد دخوله يكتشف ان الباب لم يغلق بشكل جيد فيعود لاغلاقة تم يواصل الاحداث وهناك طريقة رائعة لملاحظة الحركات الثانوية هي بتصوير
      نفسك وملاحظة تلك الحركات الثانويةوتطبيقها علي الأنيميشن
      .




      يتبع >>>>

    • #3

      عضو متميز

      تاريخ التسجيلJun 2009
      المنطقةPalestine
      ردود1,403

      9- (التوقيت) Timing :
      فريمات أكثر بين الأوضاع/poses تبطئ وتتعم الحركة.. فريمات أقل تجعلها أكثر سرعة وحدة .. التوقيت يحافظ على مظهر الجسم بخضوعه
      لقوانين الفيزياء
      التوقيت : هو معرفة اين تضع الكي فريم /Keyframe علي خط الزمن/Timeline الامر سيصبح أفضل مع ذوي الخبرة ,والتجريب الشخصي
      بتكرار البلاي بلاست/playplast/معاينة الأنيميشن مهم لتحصل علي توقيت صحيح , دراسة حركة كل شئ مما حولك والبحث عن مراجع
      للحركة كالفيديوهات المرجعية تساعد أيضا في الحصول علي توقيت صحيح .

      10- (المبالغة) Exaggeration :
      أن تبقى موافقا للواقع .. ولكن أن تعرضه بشكل أكثر مبالغة , المبالغة في المشي , وحركة العين , اوحتي دوران الرأس ضرورية أحيانا , المهم ان تكون المبالغة بشكل معقول ,واستخدام الحس السليم كي لا تحرك بشكل مسرحي ومبالغ فيه أكثر من اللازم .

      11- Solid Posing/Solid drawing :
      أن تأخذ بالحسبان الأشكال في الفراغ ثنائي / ثلاثي الأبعاد وتعطيها الحجم والوزن
      Solid drawing الاسم الاصلي للمبدأ جاء من 2D التودي
      ويقابله في3D الثري دي Solid Posing ويعني كيف يكون pose/ وضعية الكركتر بسيطة وواضحة ومقروءة قدر الإمكان ,
      Solid Posing/Solid drawing يطبق في التحريك علي الكمبيوتر بحيث تكون وضعية/pose للكاركتر قوية ومعبرة عن شعور و شخصية
      الكاركتر/ Character ..ومن المهم ان نهتم بالوضعية /pose لانه الوضعية /pose ستحكي الكتير عن الشخصية/ Character..



      12- (الجاذبية) Appeal :
      إنها صفة تجعل الحركة ساحرة ومثيرة للإهتمام ومرضية لعين المشاهد إنها كاريزما الحدث/ الحركة , في الغالب تكون في تصميم
      الشخصية/Character بشكل أساسي وفي Pose/ الوضعية وليش شرطا ان تضاف فقط علي الشخصيات/Characters الجميلة يمكن أن
      تضاف علي الشخصيات/Characters الشريرة أيضا.

     

  • قدم الدكتور( عصام الكوسى ) الأستاذ في جامعة البعث محاضرة حول جماليات النحو العربي – احتفالا بيوم اللغة الأم – اللغة العربية – تغطية الصحفية :لانا قاسم

    قدم الدكتور( عصام الكوسى ) الأستاذ في جامعة البعث محاضرة حول جماليات النحو العربي – احتفالا بيوم اللغة الأم – اللغة العربية – تغطية الصحفية :لانا قاسم

    ربما تحتوي الصورة على: ‏‏نص‏‏

    لانا قاسم

    لغتنا العربية

    هي عنوان حضارتنا ورمز عروبتنا من هذا المنطلق وتأكيدا على أهمية اللغة العربية في حياتنا أقيم الاسبوع الثقافي احتفالا بيوم اللغة الأم اللغة العربية الذي يصادف في الحادي والعشرين من شهر شباط وتضمن عدة محاضرات أضافت الكثير من المعلومات التي تثبت أن اللغة العربية كانت ومازالت أكثر ما يجسد انتمائنا وهويتنا العربية في اليوم الأول قدم الدكتور عصام الكوسى الاستاذ في جامعة البعث محاضرة حول جماليات النحو العربي وألقى الضوء من خلالها على المعاني الجمالية التي تتمتع بها لغتنا العربية بفضل قواعد النحو والصرف التي ميزتها عن باقي لغات العالم بدأ د.الكوسى بقوله على الرغم من أن للنحو قواعده الثابتة وربما لا يرى الكثيرون فيه تلك الجماليات الا أن علم النحو هو العلم الذي يحفظ اللغة من الاندثار والضياع في زمن العولمة الحالي واللغة هي اللبنة الاساسية التي لولاها لما كان النحو واذا ما عرفنا اللغة تعريفا مبسطا نقول باختصار هي الاصوات التي نستطيع من خلالها ان نعبر عما نريد فاللغة وسيلة تواصلية وهذه الوسيلة تختلف من قوم الى قوم وهي فكر ناطق كما انه معجزة الفكر الكبرى لها قيمة جوهرية في كل أمة واللغة الترسانة الثقافية التي تبني الأمة وتحمي كيانها والمعبر بين حضارة بائدة و حضارة لاحقة فعندا جاءت الحضارة العربية كان خير ما يمثلها هو اللغة اللغة العربية على الرغم من قدمها كان يتحدث بها الكثير من الشعوب وما زالت حتى اليوم قائمة مشرقة هي التي تحمل رسالتنا الاساسية لذلك نرى أن من الطرق التي يلجأ اليها أعداء الوطن محاربة اللغة العربية وتكريس العاميات وتعدد اللهجات من هنا علينا كمحبين للغة العربية أن نتمسك بها وندافع عنها فالمثقف العربي الذي لا يكون متمسكا بلغته سيكون ناقص الثقافة مهما حمل من شهادات وعن جماليات اللغة العربية قال الكوسى اللغة العربية ملئ بالجمال وهناك الكثير من جماليات اللغة العربية علينا أن نكون متمسكين بها ولولا هذه اللغة لما وجد النحو العربي الذي يحفظ السان عن اللحن والنحو هو القصد وهو الوسيلة التي تعلمنا كيف نتحدث من وان أن نقع في اللحن أو الخطأ وعندما اختار النحاة تقسيم الكلمات في اللغة لم يكن ذلك سدى وإنما تبعا للخفة بالحركات وهذا ما أعطى للغة جمالا ومن نقاط الجمال في لغتنا اسخدام الضمير فعندما نأتي للضمير يكون أبين للمعنى و أقصر للفظ واضحى عند النحاة من المعيب أن ناتي بالاسم مكررا في جملة واحدة إلا اذا كنا نسعى الى حالى بلاغية بقصد التعظيم والتفخيم وقد يكرر أيضا للاهانة والتحقير كما تعد ظاهرة الحذف من جماليات اللغة وهذا الحذف له هدف بلاغي ليجعل الكلام سهلا والعبارة موجزة فيدفع المتلقي الى إثارة خياله وأسباب الحذف إما أن تكون لكثرة الاستعمال أو من أجل الخفة وقد يكون للضرورة الشعرية أحيانا هذا الحذف يعطينا صورة جميلة من صور اللغة العربية فيحذف المبتدأ أحيانا والخبر أحيانا وقد ياتي الحذف من بابا التفخيم والاعظام أو من باب الجهل بالفاعل ويمكن أن نحذف الحركة او الفعل حتى نجعل الكلام رشيقا و لطيفا ومن علامات جمال اللغة أيضا التقديم والتأخير فيحق لنا في بعض الأحيان تقديم كلمة وتأخير أخرى وعندما نقدم شيئا لأننا نكون مهتمين به فيجوز أن نقدم الفاعل على الفعل والمفعول به على الفاعل

  • صابرحجازي يحاور الشاعرالمغربي الحَسَن الكَامَح – مشاركة يونس العلوي

    صابرحجازي يحاور الشاعرالمغربي الحَسَن الكَامَح – مشاركة يونس العلوي

    15267925_1183047618455703_3553384627975865751_n

    ……………………………………….

    استكمالا لما قمت به من قبل (الجزء الاول 23 مقابلة ) مع نخبة من أدباءالوطن العربي، يسعدني أن يكون الحوارمعالشاعرالمغربي الحسَن الكامَح هو رقم -27 – من  الجزء الثاني من  اللقاءات مع أدباء ومفكري الوطن العربي في مختلف  المجالات الأدبية والفكرية التي حظيت باسهامات لهؤلاء المبدعين وبذلك يكون مجموع الجزء الاول (23) والجزءالثاني (27) باجمالي 50 حوار

    وفي ما يلي نص الحوار.

    س: – كيف تقدم نفسك للقارئ العربي؟

    18492658_1356649104428886_697454904_n

    الشاعر الحسَن الكامَح من مواليد مدينة تاونات في بداية الستينيات، قرب مدينة فاس المغربية، هاجر صحبة أسرته إلى مدينة مكناس (عاصمة المولى إسماعيل في القرن الخامس عشر، وهي مدينة عتيقة، تمتاز بأسوارها القديمة وبواباتها المتعددة)

    أقطن في مدينة أكادير منذ أواخر الثمانينات، شاعر ومسرحي وروائي، وإن كنت أميل إلى كتابة الشعر أكثر من أي صنف آخر من الكتابة. إذ الشعر هو العشق الذاتي الذي لا أبرح سريره أبدا، ولا أقدر الابتعاد عنه، فهو نافذتي التي منها أرى الكون، ومن خلاله أقرأ العالم كما يحلو لي عن التناقضات والهموم اليومية.

     

    س: – إنتاجك الادبي: نبذة عنه؟

    بدأت كتابة الشعر في نهاية السبعينياتِ، لي ثماني دواوين شعرية مطبوعة بداية من أول اهتزاز سنة 1992، (أسميها اهتزازات، قناعة راسخة، أن الشعر الذي لا يهزك ليس جدير به أن يسمى شعرا، والقصيدة في حالة مخاضها تهز الشاعر قبل أن تهز المتلقي)

     

    1) الاهتزاز الأول: ” اعتناقُ ما لا يُعْتَنَقُ” 1992 عن دار قرطبة البيضاء

    2)   الاهتزاز الثاني: “هذا حالُ الدُّنْيا بُنَيَّ 2013 عن مؤسسة آفاق للدراسات والنشر والاتصال مراكش

    3) الاهتزاز الثالث “قَبْلَ الانصراف2014   عن مؤسسة آفاق للدراسات والنشر والاتصال مراكش

    4) الاهتزاز الرابع «صَرْخَةُ أُمٍّ” 2014 عن مؤسسة آفاق للدراسات والنشر والاتصال مراكش

    5) الاهتزاز الخامس: “أراهُ فَأراني”2014 عن مؤسسة آفاق للدراسات والنشر والاتصال مراكش

    6) الاهتزاز السادس: “بدوي الطِّينَةِ ” الجزء الأول سيرة مكان2015 عن مؤسسة آفاق مراكش.

    7) الاهتزاز السابع: “أنتِ القصيدةُ” 2015 سيرة ذاتية للقصيدة عن مؤسسة آفاق للنشر مراكش

    8) الاهتزاز الثامن: ” للطِّينَةِ… أنْ تُزْهر مرتينِ” 2016 سيرة من كانوا هنا، وهو الجزء الثاني للاهتزاز السادس: “بدوي الطِّينَةِ ” الجزء الأول سيرة مكان،عن مؤسسة آفاق مراكش.

    تحت الطبع:

    9) الاهتزاز التاسع: “وصايا الجسد” 2017، سيرة ذاتية للجسد، عن مؤسسة آفاق مراكش.

    10)        تقاطعات بين الصورة والقصيدة: صرخة يد”   عمل مشترك مع الفنان الفوتوغرافي يونس العلوي الترجمة بالفرنسية الشاعر حسن أو مولود الترجمة بالإنجليزية الشاعر الحبيب الواعي 2017

    ولي نصوص مسرحية وروائية، أتمنى أن ترى النور في أقرب الأوقات، بداية من هذه السنة إن شاء الله، بدء بالنص المسرحي: ” تصبحون على وطن” والنص الروائي:” الغرفة 214″.

     

    س: – متي بدأت في كتابة الشعر؟ وهل تذكر شيء من محاولاتك الاولي؟ وهل وقف أحد مشجعا لك على الاستمرار؟

    في أول الأمر كانت مجرد إرهاصات ومحاولات للخروج من طفولة البيت والمدرسة والشارع، (الثلاثي الذي حدد مسار حياتنا بصفة عامة) إلى رحاب اكتشاف الذات وميولتها في خضم عدة إكراهات، والبحث عن التميز بين الأصدقاء، بالتقرب من الكتاب والقراءة، ومحاولة تلخيص ما قرأت، أو كتابة رسائل عاطفية لبعض الأصدقاء في الحي، ومن بعد اكتشفت أني أميل إلى الشعر أكثر من أي صنف آخر، فبدأت بقراءة الشعر العربي بداية من الشعر الجاهلي، متنقلا بين مجموعات من الدواوين الشعرية، ولأن توجهي كان علميا، فكنت أجد متنفسا في قراءة كل ما يكتب بالعربية، بدل الفرنسية التي كانت تطغى على المقررات العلمية، وهكذا اكتشفتني يوما شاعرا أجمع أشعاري في ديوان شعري لن يصدر إلا في سنة 2014، وهو الاهتزاز الرابع: “صرخة أم” وقصائده كتبت أواخر السبعينيات والثمانينات، وكنت أرسل قصائدي للجرائد التي تشجع الشباب على الكتابة والنشر أو في الإذاعات الوطنية، وعرضها في بعض الأحيان على أساتذة اللغة العربية، مما أتاح لي المشاركة في أمسيات شعرية بالثانوية ثم في المؤسسات التربوية والجمعوية. ولأستاذين الفضل الكبير في تطوير أدواتي الشعرية، الأول (رحمة الله عليه) كان يسمح لي بقراءة أشعاري في الأقسام  الأدبية، والثاني بالاحتكاك مع شعراء آخرين في مدينة مكناس في بيته وهو شاعر وصديق حميم، الشاعر عبدالله الطني.

     

    س : – هل لنا من شئ من جميل كتاباتك ؟

     

    للطِّينَةِ أنْ تُزْهرَ مرَّتيْن

    للطينة أن تزهر مرتين الأخير31 (Copier)

    …………….

     مرَّ علي َّهذا الصباح

    وأنا في الشُّرفةِ

    اقْرأ ما تيَسَّر من حكْمة الفَلاحْ

    لا أحَدا معي

    غير أغنيات الإصباحْ:

    كانَ جَدِّي يقرأ  آيةَ الكُرْسي

    بصَوْتٍ مَسْموع

    ويرْتدي سلْهامَه الأبيض الوَّضاحْ

    كانَ الأبْيَضُ  يؤثث المكانَ

    كلُّ شيء ابيضٌ

    وجْهُهُ النحيفُ

    لحيتُهُ القصيرةُ

    يداهُ

    و سُبْحتُهُ القديمةُ

    وصمْتٌ المدى يُغَطِّي البطاحْ

    حاولتُ انْ افرَّ منهُ

    وأنا الملْهوفُ لرُؤيته

    مذ موتهِ  مذْ بداية الانزياحِ

    منْ أمدٍ بعيدٍ

    لمْ تعُدْ لي القدرةُ

    أنْ أرى وجْههُ منْ جديدٍ

    واحاكيهِ أوْ يُحاكيني كَكلِّ صباحِ

    كانَ جدِّي وفيًّا للقرْية

    عَطوفًا على أهْلِها

    قلْبهُ تعلَّقَ بالأرض وبالنَّبْتة الفوَّاحِ

    كان الشَّيْخَ

    الذييَهابُ الفراقَ عن ْ شمْسِ القريةِ

    والبعْدَ عنِ الحُضْن الدافي

    حينَ يطوِّقه الزمانُ القاسي

    لكنَّهُ لا يَهابُ حُرْقةَ المَوت في الرَّواحِ

    كانَ  …

    فكيْفَ لي أنْ أكَلِّمَهُ الآن

    وهو يمْتطي الأبْيَض في انْشراحْ

    ماذا عَساني أنْ أقولَ لهُ

    وأنا منْ كان يُضيِّعُ الكلامَ

    في بحْرهِ لمَّا يجْرفني  الانزياحْ

    ثلاثُ عُقود مضتْ

    وهُو يَحْكي لي ويَحْكي

    وحكْيه حِكمةٌ لا تنْتهي

    حتَّى وإن هبَّتْ عليْهِ أجنَّةُ الرياحْ

    كانَ جدِّي..

    وهو الآن أمامي

    ملاكاً يرْتَدي البياضَ

     صامِتًا حَكيمًا لا يُبالي بالزمانِ

    ولهُ خفْض الجناحْ

    وجهُهُ الأبيضُ

    المزيَّنُ بلحْيةٍ قَصيرةٍ بيْضاءَ

    بدرٌ سَما في العلا

    كأنهُ ما شاء اللهُ  الإصْباحْ

    عيْناهُ تَقولُ كُلَّ شيء

    تُعاتِبُني عن غيابي

    في وقْتِ الَّرحيل  يوْمَ الرواحْ

    ماذا عساني

    أنْ أقولَ لسيد

    سكنَ الذات عمرا ولا زالَ 

    وأنا وحيدٌ في الوغى تحاصرني الرماحْ

    ماذا اقولُ لقَصيدَةٍ

    تكْتُبني كلَّ يوم

    وتُضاجِعُني بعُنْفٍ مرارا

    كلَّ ليْلَةٍ حتَّى الصباحْ..؟؟

    قَصيدتُكَ سيِّدي

    عاصِيَّةٌ علي َّ وضاربةٌ فيَّ

    فارحْمني لعلِّي أولدُ منْ جَديدٍ

    فآتيك حفيدا

    اوْ آتيك قصيدا

    يُعيدُ ترْبيتي بينَ حروف الألواحْ

    إنِّي تعبْتُ من الهُروب منكَ

    وتعبتْ أقدامي منِّي 

    وأنْتَ تحاصِرني في  هذا الصَّباحْ

    عفوا جَدِّي

    لا كلامَ عنْدي يَليقُ في حَضْرتكِ

    فاعْذُرني إنْ ضيَّعْت الكلامَ المباحْ

    واعْذُرني جدِّي

    إن سقطتْ حُروفي الآنَ  منِّي

    بعْدَ رحيلكَ بعْدَ  الرَّواحْ

    فقَصيدَتي ضاعتْ منِّي

    بيْنَ الرُّبوع يوْما

    أوْ بيْنَ الأسْفار التي أنْعشَتِ الجراحْ

    وبيْنَ الرُّفوف

    بحثْتُ عنْها واللَّه

    لكنَّها أبتْ

    أنْ تكونَ بيْن هذا الاهْتزاز البَراحْ

    أبتْ أنْ تُعانقَ الذاتَ

    ومنْ لمْ تُعانقهُ القصيدةُ

    على  سريرِ البوحِ، كما قلتَ،

    ماتَ شريداً معذَّباً وما اسْتراحْ

    ماتَ كأنَّهُ لمْ يكنْ هُنا

    يحْضُنُ الحروفَ على شطِّ البُحور

    أوْ يمْشي سويّاً مع الاسْتعاراتِ والقوافي

    عمْرا مضى على وقْع المَوْتِ، وذاتٌ لا تَرتاحْ

    أبتْ يا جدِّي

     هذه القصيدةُ أنْ تَكْتُبَني 

    كَما منْ قبلُ

    حيْثُ كنْتَ تُأسِّسُ فيَّ مواطن العشْقِ

    للحرف العاري منْ ذاتهِ

    وبي التصقَ ذاتَ مَساءٍ أوْ ذاتَ رواحْ

    هذه القَصيدةُ

    تُظَلِّلُني منْ حُمى الموتِ

    وتعيدُ لي ظلِّي الذي راحْ

    هذه القَصيدةُ جدِّي أنا

    فاقْبَلْني كما أنا

    عاريّاًمن النِّفاقِ والخداع

    والخوض  فيما لا يطاقُ

    وامْسَحْ دَمْعي

    إذْ أبْكَتْني قَصيدَتُكَ  قَصيدتي هذا الصَّباحْ

     

     مرَّ علي َّهذا الصباحْ

    لمْ اُكَلِّمْهُ ولمْ يكلِّمْني

    لكِنِّي اكْتَفَيْتُ

    أنْ ألْقِيَ عَلَيْهِ قَصيدَةَ الصَّباحِ

    ثُمَّ في هُدوءٍراحْ

    وفي شرْفتي بقيتُيَهزُّني مخاضُ القصيدةُ

    ثمَّ ترْميني هُناكَ بين الجبالِ العالياتِ

    والحُقولِ الفاتناتِ

    وأسائلُ نفْسي في هذا الصباحِ:

    في أي أفْقٍسَتُزْهر الطِّينةُ مرَّتين

    والقصيدةُأنْ تولدَ مرَّتيْنِ

    والجدُّ عني راضٍ

    بيْد أني واقفٌ هُنا تُغَربلُني نسائمُ الرياحِ..؟؟

     

    س: – من هم الادباء والشعراء الذين تأثرت بهم؟ وما زلت تنهل من ابداعاتهم حتى الان كقدوة ومثال لك؟

    يصعب على أي شاعر معين تحديد من تأثر به كشاعر واحد، لأني مقتنع بأن أي شاعر كان، فهو يتغذى من تجارب كثيرة في الشعر، كما يغذيها هو كذلك، هي عملية أخذ وعطاء، ومن الأحرى التحدث عن التجارب التي تأثرنا بها، فلا يخفى على أحد أن للمعلقات دور مهم في الشعر العربي مرورا بأبي نواس والمتنبي والأصمعي وغيرهم كثير، ولا ننسى الشعر الحديث بداية بالشاعر الكبير أحمد شوقي وصلاح عبد الصبور ومحمود درويش ونزار قباني أدونيس أمل دنقل عبدالوهاب البياتي، والجواهري إيليا أبو ماضي نازك الملائكة وشعراء من المغرب العربي   وغيرهم كثير بطبيعة الحال، والقائمة طويلة، فعلى الشاعر أن يلتهم من الشعر الذي يهزه ويقيم فيه ذاتا كاتبة ومتلقية في آن واحد، فلا يمكن لشاعر ما أن ينطلق من الصفر دون الاعتماد على تجارب أخرى، ولن أنسى كذلك الشعر المترجم لشعراء من فرنسا وإسبانيا واليابان.

     

    س: – أنت عضو في العديد من المنتديات الثقافية والادبية ولك موقع خاص باسمك – فهل استطاعت الشبكة العنكبوتية تقديم الانتشار والتواصل بين الاديب والمتلقي؟

    الشاعر الذي يكتب لذاته فهو ميت، فهو يحتاج إلى من يكتب الآخر/ المتلقي للشعور بأن ما يكتب يذهب سدى، الآخر المتلقي هو الذي يخلق فينا الإحساس بالاستمرار أو التوقف عن الكتابة، الآخر/المتلقي هو من يفتح لنا بابا على ذواتنا لنشق المدى شعرا، ونلامس أبعد نقطة فينا، الشعر أو الكتابة بدون الآخر/المتلقي كتابة على رمل شط قبل المد والجزر،

    لكن من قبل كنا نعتمد على الجرائد والمجلات ونشر الدواوين الشعرية، أما الآن فالأمر لم يعد كما كان معقدا، ويحتاج إلى طرق شاقة لنشر قصيدة، الآن ما عليك إلا أن تضغط على أزرار الحاسوب أو الهاتف المحمول وقصيدتك منشورة في مواقع ومنتديات عديدة وفي شبكة الاتصال المتعددة، فالمهرجانات صارت كثيرة ومتعددة في كل المدن، والدعوات تأتيك من حيث لا تدري، لقد اختلف الأمر عما كان، وهذا في صالح الشعراء الجدد،

    والشبكة العنكبوتية سهلت وساهمت في ربط أواصر التعارف بين الأدباء في العالم بكامله، لم يعد هناك حواجز أو حدود، قصيدتك يمكن لك أن تنشرها في أي موقع، يكفي أن تكون على دراية بالوسائل.

    وهذا رابط صفحتي للتواصل

     

    https://www.facebook.com/gamahhassan

     

     

     س: – هل ترى أن حركة النقد على الساحة الادبية العربية الأن – مواكبة للإبداع؟

    شخصيا النقد وهذا منذ الثمانينات مرتبط بالزبونية والحزبية (نسبة إلى الأحزاب السياسية، الناقد الاشتراكي يكتب عن المبدع الاشتراكي، والأصولي عن الأصولي، والشيوعي عن الشيوعي، والحداثي عن الحداثي، ودواليك)، قليلا ما يرافق النقد الشعر أو الإبداع بدون هدف شخصي معين، فلست مع من يقولون إن النقد في واد والشعر في واد وبينهما سد عال، لا يلتقيان إلا في الندوات وتكريم شخص معين، والمجاملات التي صارت تطغى على سلوكنا الراهن، والنفاق الاجتماعي، ولكن أقول: لا يمكن للشعر أن يستقيم ويتطور بدون نقد ملتزم محايد. أولا علينا أن نفرق بين شاعر وناقد أو مبدع وناقد، فلا يمكن لك أن ترتدي قبعتين وإلا وأنت منافق، فيكفي أن النقاد الذين يكتبون الشعر، تجربتهم يغيب فيها روح الشعر، فالناقد الشاعر مثله مثل رجل متزوج بامرأتين لا يعطي لأية واحدة حقها ولا يمكن له أن يعدل بينهما، أو كأن تكون قاضيا ومتهما لا يستويان، فعلى النقاد أن يمارسوا النقد، والشعراء الشعر أما الخلط فهذا يضر أكثر بالأدب بصفة عامة.

     

     س: – ما هي مشاكل المبدع العربي؟ وماهي الاسباب التي قد تؤدي إلى عرقلة العملية الإبداعية والتأثير السلبي عليها؟

    حين يرتدي المبدع رداء غير الإبداع فهو يضر بالإبداع أولا، وبالجهة التي ينتمي إليها أو التجربة التي يدافع عنها أكثر مما يستفيد، لأن المبدع الحقيقي لا يهتم بالمناصب والكراسي وبوق المهرجانات والدعوات الرسمية التي تنحصر في فئة معينة لا تشيخ ولا تتعب أبدا من الرضاعة من ثد البقرة الحلوب، والشعر لا يحتاج إلا واص عليه لا من مؤسسة معينة أو من نقاد او شعراء وضعوا أنفسهم فوق أسوار الشعر حراسا عليه ونسوا كتابة الشعر، القصيدة حين تهزك تنسيك كل هذا النفاق الاجتماعي فلا ترتاح إلا أن تنام جنبها في سرير واحد، ولو أخذت من عمرك حيزا كبيرا على حساب الأسرة والصحة والذات. كتابة الشعر عشق وتفان… كتابة الشعر انصهار كلي وغوص في أعماق الكلمات بعيدا عن البهرجة والأنانية المفرطة والرياء. كتابة الشعر أسمى من كل هذا.

     

     

    س : – هل لنا من شئ من جميل كتاباتك ؟

     

    مقطع من النص السردي: “الغُرْفَة 214

    ……………………….

    نعم أنا فأر التجربة 214 القاطن في الغرفة 214،

    الرقم مكتوب على ملابسي،..ومكتوب على باب الغرفة، وموشوم في ذاكرتي المتعبة

    نعم أنا فأر التجربة 214. ولا شك في ذلك،

    واحد في الوسط، أربعة على اليمين،واثنان على الشمال.

    أو واحد  اثنان  وأربعة بدون ترتيب،

    أو أربعة وواحد… ثم اثنان…

    ثلاث أرقام اجتمعت لتكون الرقم الخاص بي  214

    واحدٌ أنا أو السائل: هو يسأل وأنا أجيب، ونكون اثنان إذا اجتمعنا في غرفة واحدة، وواحد حين نفترق كل واحد في غرفته لا هم له بالآخر.

    اثنان: الحارسان دائما لا يفترقان ظلان مستويان يتحركان معا لا يجوز لهما أن ينفصلا أبدا.

    أربعة: نحن أنا والسائل والحارسان حين نجتمعُ في غرفة واحدة.

    هكذا أفهم هذه الأرقام التي التحمت هنا لتجسدني في هذه الغرفة المظلمة.المهم أنا فأر التجربة 214، أحفظها ظهرا عن قلب، وبدون تردد، ولا خطا،

    فهل ينسى أحد اسمه أو شكله…؟؟؟

    أنا فأر التجربة 214، ولا شيء آخرغير هذا

    هكذا أرددها دائما مع نفسي وأمام كثيف الشاربين، وأعدها بأصابعي كلما عدت إلى هذه الغرفة القاتمة بدون توقف، أعيدها مرات ومرات بلا تعب ولا ملل حتى يأتيني النوم لكني لا أنام.هكذا أحفظها عن ظهر قلب ولا أنسى منها حرفا أو رقما، أحرف  كثيرة وأرقم معدودة.

     

     

     س: – لك عدد من المطبوعات، حدثنا عن تقاطعات بين الصورة والقصيدة: “صرخة يد”   عمل مشترك مع الفنان الفوتوغرافي يونس العلوي؟

    يندرج مشروع “صرخة يد” ضمن المشروع الكبير لتقاطعات بين الصورة والقصيدة، الذي أسسنا له من خلال هذه التجربة الأولى التي أطلقنا عليها “صرخة يد ” وهي مجموعة من الصور: التقطت من طرف الفنان الفوتوغرافي يونس العلوي (شاعر الصورة كما يحلو لي تسميته، لأنه صديق الشعراء)، وعدد الصور خمس وعشرون، صور فنية تحمل الهم الإنساني والمعاناة النفسية والاجتماعية.

                 وكل صورة لها بعدها الاجتماعي والفني من حيث زاوية الالتقاط والأبعاد، فكل صورة هي قراءة فنية للواقع المعاش عبر تداخل التجارب الحياتية انطلاقا من الذاتي والفني، وهكذا جاءت القصائد لتؤسس للصورة فضاء آخرا عبر الحروف والكلمات بدل الزوايا والأبعاد والوجوه، ومن خلال كل صورة تولدت قصيدة شعرية، وهي قراءة ثانية للصورة بالاستعارات والإيحاءات والكلمات والصور الشعرية بدل الصورة الفنية وقام بترجمتها للفرنسية الشاعر حسن أومولود الذي أضفى عليها لغة ثانية للقراءة. كما قام الشاعر الحبيب الواعي بترجمة النصوص الشعرية إلى اللغة الإنجليزية، مضيفا عليها نكهة اللغة والتجربة.

    هذا المشروع الذي سيرى النور خلال هذه السنة إن شاء الله تعالى. فهو فاتحة لمشاريع أخرى في طور الإنجاز ضمن المحور الأساسي: “تقاطعات بين الصورة والقصيدة” وأخص بالذكر:

    1.  “قبس من نور”: قراءة لمغارة وين تمدوين عبر الصورة والقصيدة، (ومغارة وين تمدوين هي أكبر مغارة في شمال إفريقيا يبلغ طولها تحت الأرض تسعة كيلومترات، ويوجد بها أربع بحيرات)

    2.  “أكادير فتنة الدنى”: قراءة لمدينة أكادير عبر الصورة والقصيدة

    3.  “لمراكش هذا البوح”: قراءة لمدينة مراكش عبر الصورة والقصيدة

    4.  “مكناسة الزيتون”: قراءة لمدينة مكناس عبر الصورة والقصيدة

    وأعمال أخرى في الطريق نحن في اشتغال متواصل مع صور يونس العلوي ونصوص شعرية أخرى.

     

    س: – مشروعك المستقبلي – كيف تحلم به – وما هو الحلم الادبي الذي يصبو إلى تحقيقه الاديب الحسن الكامح؟

    الشاعر رسالة أولا، وأحب من خلال قصائدي أو اهتزازاتي أن أضيف شيئا جديدا للساحة الأدبية في طريقة الكتابة السلسة بعيدا عن الغموض وتعقيد الصور، وتنفيس الذات المتلقية، وأن تجد في قصائدي روحا ورسالة إنسانية عالية، بعيدا عن التناقضات الاجتماعية والسياسية، فأنا أكتب لأمي وعن أمي، لحبيبتي وعن حبيبتي عن الفقراء عن القصيدة عن الهم الإنساني، وعن سير أشخاص رحلوا عنا، وعن ذاتي /ذات المتلقي.

    ولي حلم بسيط، هو نشر كل ما كتبت منذ أواخر السبعينيات إلى الآن من اهتزازات شعرية، ونصوص مسرحية وروائية، وأن أساهم في رفع المستوى الثقافي بمدينة أكادير مع مجموعة من المبدعين الغيورين على المدينة والوطن بصفة عامة،

     

     س: – كيف ترى المشهد الثقافي المغربي؟ وماذا تريد منه؟؟ وما هي وأفكارك التي تطرحها لتطوير هذا المشهد؟

    المشهد الثقافي المغربي غني بمبدعيه وبمثقفيه في كل المجالات: الشعر الرواية، الدراسات النقدية، الدراسات العلمية، الترجمة المسرح والفن بكل أنواعه، لكن ما يحز في النفس هو أن الوصي على الثقافة في المغرب يدعم أعمال كتاب ومبدعين كبار ليسوا بحاجة إلى دعم لنشر كتبهم ودواوينهم شقوا طريقهم منذ سنوات وهم في غنى عن المؤسسات الرسمية لدعم مشارعهم، لكن للأسف هناك مبدعين محتاجين إلى الدعم ماديا ومعنويا وإبداعاتهم تبقى محصورة في قلوبهم وبين جدران بيوتهم وبين أوراق موزعة هنا وهناك.

    للنهوض بالمشهد الثقافي وتطويره أولا يجب أن يكون هناك تواصل بين المبدعين وبين المؤسسات التربوية، لزرع محبة الكتابة والكتاب في عقول التلاميذ منذ الصغر أولا قبل كل شيء، ومن بعد نفكر في استراتيجيات أخرى.

     

     س: – ارجو الا اكون قد ارهقتك بالأسئلة؟ ولكني اظن انه كان حوارا أكثر من رائع مع شاعر واديب مثقف واعي – واخيرا ما الكلمة التي تحب ان تقولها في ختام هذه المقابلة؟

    شكرا لك أخي الاديب المصريصابر حجازي على هذا النبش في الذات الشاعرة التي تحتاج إلى من يهزها حتى تفوح لنا بأسرارها العميقة، فالكتابة هي قراءة للذات عبر الحروف والاستعارات والصور الشعرية والمحاسن البلاغية،

    ختاما أقدم مقطعا من القصيدة الوحيدة المكونة الاهتزاز السابع: “أنت القصيدة” سيرة ذاتية للقصيدة، فهي سيرة للشاعر الحسن الكامح ولقصيدته وللمرأة التي تسكن كيانه، والحوار الوجودي مع الموت.

     received_902565043113005

    (أنْتِ القصيدةُ…

    التي تكْتُبُني كُلَّ حين عمْرا لا يَنْتَهي

    أنْت القَصيدَةُ…

    التي تراودُني عنْ ذاتِها

    في كل اهْتزاز شعريٍّ أشْتهي

    أنْتِ …فسلامٌ لكِ

    وسلامٌ لكل من عشِقَ الحرْفَ

    وفي اهْتِزازهِ اسْتَمْتَعْ

    وسلامٌ لكُلِّ من نامَ على جَمْر الحَرْف

    وعلى نَشيدهِ أقْنعْ

    وسلامٌ لكلِّ منْ غاص َفي يمِّ الشِّعْر 

    ولإيقاعاتهِ   يُنْصتْ، وفي ولعٍ يَسْتَمِعْ

    سَلاما …

    سلامٌ أيتها القَصيدةُ التي لا تبْرحني إلا لِماما

    تنامُ على قلبي سَنواتٍ أعُدُّها اهْتزازاتٍ أعْواما

    سلامًا سلامًا

    طالما الحرفُ الساكن الذاتَ

    يسافرُ عبر الاهْتزازات اهْتزازا

    طالما العمْرُ يمضي بينَ أيدينا 

    رويْدًا روْيدًا ويتركُ التجاعيد

    تحْتلُّ البياضَ امتيازا

    طالما الحَرْفُ يَضمُّنا على سريره 

    ليالٍ نعدُّها قصائدا

    قدْ تجلَّتْ على ترانيم الذاتِ مجازا

    يُفاجِئنا في كل مخاض

    كالرِّيحِ في أقْصى حالاتهِ

    يُعرِّينا منْ رُكوضِنا وقدْ ضَمَّ الذَّاتَ اجْتيازا

    كالغيثِ يأتي من حيْثُ لا ندري

    يسقي الروحَ

    وقدْ تباعدتْ أرواحنا بين ربوات الأنا

    نرْفُضُ الآخر الآتي منْ بعيد انْحيازا)

    ————

    *

    الكاتب والشاعر والقاص المصري صابر حجازي

    http://ar-ar.facebook.com/SaberHegazi

    – ينشر إنتاجه منذ عام 1983 في العديد من الجرائد والمجلاّت والمواقع العربيّة

    – اذيعت قصائدة ولقاءتة في شبكة الاذاعة المصرية

    – نشرت اعماله في معظم الدوريات الادبية في العالم العربي

    – ترجمت بعض قصائده الي الانجليزية والفرنسية

    – حصل علي العديد من الجوائز والاوسمه في الشعر والكتابة الادبية

    –عمل العديد من اللقاءات وألاحاديث الصحفية ونشرت في الصحف والمواقع والمنتديات المتخصصة

     

     

  • باكورة نتاجات الكاتبة ( لينا عبد الكريم غانم ) .. مجموعة قصصية : قطاف من بلاد الياسمين…

    باكورة نتاجات الكاتبة ( لينا عبد الكريم غانم ) .. مجموعة قصصية : قطاف من بلاد الياسمين…

     قطاف من بلاد الياسمين… مجموعة قصصية باكورة نتاجات لينا عبد الكريم غانم

    دمشق – سانا

    قطاف من بلاد الياسمين مجموعة قصصية باكورة نتاجات لينا عبد الكريم غانم تتضمن هواجس امرأة بما هو خاص أحياناً ويمس أحاسيسها ومشاعرها وبما تأثرت فيه مما يدور حولها في البيئة والمجتمع المحيط بها.
    المجموعة صادرة عن مؤسسة سوريانا للإنتاج الإعلامي وتقع في 108 صفحات من القطع المتوسط.

    النزعة الوجدانية حاضرة في المجموعة ولا سيما في قصة طبيب القلب الذي أقدم على الزواج بمريضته رغم فارق العمر نتيجة للدافع الإنساني في سياق الأحداث ونمطيتها إضافة إلى قصة قيس وليلى التي تعالج قضايا إنسانية واجتماعية.

    الأديبة تقدم الأم بشكل فني فيه أًلق عاطفي بعد أن تقمصت شخصية البطلة وراحت تندفع في طرح الهموم المرضية ومشاكل الصحة والأطفال وذلك عبر محاولة للتشويق وإثارة العواطف.

    كما يتجلى الوطن في عدد من القصص متأثرة بالغربة والفراق والهجرة التي يعيشها الناس بدوافع مختلفة مسخرة الاستعارات لتكون رمزاً جميلاً للشهادة والشهداء وفاتحة حب تتمنى من خلالها عودة الأمن والأمان للوطن.

    محمد خالد الخضر

  • الأستاذ  ( جاك أتالي Jacques Attali ) أو هرجة : وزن الكلمة ..من مواليد 1943م و كاتب العمود في مجلة إكسبريس والمفكر والاقتصادي والمستشار الفخري للدولة الفرنسية في شخص الرئيس فرانسوا ميتران منذ عام 1981 وحتى عام 1991، والذي ألف ما يزيد عن الخمسين كتاباً ورواية

    الأستاذ ( جاك أتالي Jacques Attali ) أو هرجة : وزن الكلمة ..من مواليد 1943م و كاتب العمود في مجلة إكسبريس والمفكر والاقتصادي والمستشار الفخري للدولة الفرنسية في شخص الرئيس فرانسوا ميتران منذ عام 1981 وحتى عام 1991، والذي ألف ما يزيد عن الخمسين كتاباً ورواية

    رجاء عالم

     هرجة: وزن الكلمة

    جاك أتالي Jacques Attali من مواليد 1943، الأستاذ و كاتب العمود في مجلة إكسبريس والمفكر والاقتصادي والمستشار الفخري للدولة الفرنسية في شخص الرئيس فرانسوا ميتران منذ عام 1981 وحتى عام 1991، والذي ألف ما يزيد عن الخمسين كتاباً ورواية، ورشحه حبه للفن ليكون في مجلس إدارة متحف أورسي للفنون بباريس. أتالي هو رمز متعدد التأثير في الساحة الثقافية والسياسية والاقتصادية، فلقد ترأس إدارة شركة A & A للاستشارات الدولية والمتخصصة في مجال التكنولوجيات الجديدة، ومقرها في باريس، بالإضافة لمساهماته الاقتصادية مثل ترأسه لهيئة بلانيت فاينانس PlaNet finance غير الهادفة للربح الدولي، والتي تسعى لجمع مؤسسات التمويل الأصغر في العالم بهدف رعاية وتشجع أصحاب الابتكارات.

    والمعروف أن جاك أتالي هو من قدم الشاب إيمانويل ماكرون للرئيس فرانسوا هولاند ونصحه بإتخاذه مستشاراً له، فكان الفاتحة التي مهدت لهذه الموجة التجديدية التي تجتاح فرنسا وأوصلت ماكرون لقصر الإليزيه رئيساً لخامس أكبر القوى في العالم فرنسا، رجل في التاسعة والثلاثين من العمر يمسك بناصية هذه القوى وآلياتها القيادية والتي لايستهان بها في توجيه سياسات العالم.

    وهو مايبرر الفرح الطاغي الذي عصف بجاك أتالي ليلة السابع من مايو 2017 ليلة انتخاب ماكرون رئيساً، الفرح الممزوج بالترقب لجسامة التحديات التي تواجه الرئيس الشاب بمواجهة المشاكل التي تعيشها فرنسا من البطالة والديون وتهاوي النماذج السياسية التي دامت لأكثر من قرن من الزمان بالإضافة للتهديدات القادمة من الداخل والخارج المتمثلة في التطرف والإرهاب.

    ولقد هرع جاك أتالي بهذه المناسبة لتقديم عدد من المرئيات التي هي في صميمها قراءاته العميقة في الواقع المعاصر والرؤى للمستقبل والتي يطرحها بتجرد سواء في الموقع الخاص به على الإنترنت أو لمجلة الإكسبريس الإخبارية الأسبوعية، ونتوقف هنا بتوجيهه الضوء لحقيقة هي الأفدح تأثيراً ألا وهي خطاب العنف، و كما عبر عن ذلك بكلماته قائلاً:

    “وسائل الإعلام الاجتماعية هي مكان العنف العنيف، وحتى لو كان هذا العنف مجهولاً، فإنه يقول الحقيقة: لأنه وحينما تكون ضعيفاً فإنك لا محالة ستصرخ وتصرخ لدرجة الإهانة حتى نتمكن من سماعك. وهذا مايفرز خطاب العنف والكم من الأكاذيب وعمليات التشهير، مما يجعل من الضروري تعزيز الآليات التي تسهل تصفية الأكاذيب ودعاوى التشهير الرائجة بتلك المنابر الحصينة في حرياتها المطلقة والمسارعة في اضمحلال باطلها مع احترام الديموقراطية وعدم المساس بها.”

    وهنا ينبه جاك أتالي لسلطنة الكلمة في هذا السجال الحساس والبالغ الخطورة، يقول:

    “يجب أن يتم وزن كل كلمة على خلفية هذا العنف، يجب أن تُوزَن الكلمة ومن قبل كل من يستطيع أن يستمع إليها، حتى تلك الكلمات الفردية أو البيانات في عزلة. يجب أن يتم الوزن حتى من قبل أولئك الذين يمكن تحولهم الكلمة و بسوء نيتها لكاريكتور.”

    ولا يدع لنا جاك أتالي مناصاً من التوقف بوجل أو حتى بفزع أمام تناولنا المستخف للكلمة، بحيث لايمكن لنا إلا أن نعترف بمسؤوليتنا في هذا الوزن الذي إن خاننا تحولت الكلمة لشغب وفوضى وأحزمة ناسفة تذهب بحاملها وضحاياه، الكلمة ليست آمنة في الحريات المطلقة التي لشبكات التواصل الاجتماعي، و في نفس الوقت فإن الكلمة ليست جبانة و لامُهَادِنة و لامنافقة ومن هنا لايمكن أن يقف أمام عصفها إن عصفت ولا أعتى الطغاة والجبابرة، ومن هنا تجيء الإباحة لها بالجموح هنا وهناك وتتجاوز، حيث في خضم هذا الجموح تتحقق مكاسب رغم الأضرار، أضرار مهما بلغت فلن تفوق أضرار قمع الكلمة.

    ويستطرد جاك أتالي مصرحاً للإكسبريس” إن المستقبل سيكون قاتماً إذا لم نشهد أيضاً في هذه المناسبة -مناسبة التغيير الذي تعيشه فرنسا- ظهور شباب من جميع الآفاق والقناعات لكي يحلوا محل الطبقة السياسية المعروفة اليوم، شباب يتسارعون للتعبير عن روح التحدي والتجديد ونراهم في الانتخابات البرلمانية الفرنسية المقبلة قادمين من جميع الأطراف الحزبية، ولا سيما في حزب الرئيس الجديد.”

    فرنسا اليوم هي رمز للعالم في مفترق طريق لمستقبل مغاير وساع لبعث حيوات الشعوب.

  • كتب الدكتور ( أحمد الخميسي ).. قصة قصيرة – بعنوان :  تـــحــرش..ارتقى سلم الأتوبيس وهو يدفع الآخرين برأسه وكتفيه وقبضتيه يمينا وشمالا

    كتب الدكتور ( أحمد الخميسي ).. قصة قصيرة – بعنوان : تـــحــرش..ارتقى سلم الأتوبيس وهو يدفع الآخرين برأسه وكتفيه وقبضتيه يمينا وشمالا

    د. أحمد الخميسي

    د. أحمد الخميسي

    د. أحمد الخميسي يكتب: تـــحــرش.. قصة قصيرة

    ارتقى سلم الأتوبيس وهو يدفع الآخرين برأسه وكتفيه وقبضتيه يمينا وشمالا. ما إن لمح مكانا شاغرا حتى هرول نحوه. حط بدنه على المقعد بفورة من الشعور بالزهو والانتصار. المشوار طويل يحتاج راحة. انتبه إلي أنه قاعد بجوار شابة جالسة ناحية النافذة، بيدها موبايل وباليد الأخرى تلوح لشخص على الرصيف. قدر بنظرة خاطفة أنها تجاوزت العشرين. ممتلئة. عيناها واسعتان. شفتاها مكتنزتان كحبتي فراولة. حين فطن إلي جمالها ضم ساقيه وركبتيه إلي بعضهما. يجب أن تشعر بحرصه عليها وباحترامه الحدود. على أي حال الحمد لله على الجلوس. أدخل إصبعه خلف ياقة القميص يحك عرق الصيف. بالطبع كان الأفضل لو أني وجدت مقعدا قرب رجل مسن أو شاب لأن ملامسة أي امرأة في مواصلات عامة قد تؤدي إلي خناقة تبدأ بغضب مكظوم:” لو سمحت لم نفسك يا محترم” وتنتهي بعلو صوت يدرك مسامع الأتوبيسات المحاذية:” تتعرضون لبنات الناس. تشمون أي قطعة لحم. ولا تستحون أبدا يا أوباش”! يانهار أسود! بلغت حد”أوباش”! تزحزح بفخذه مسافة بعيدا عن الفتاة. ضم ساقيه بقوة أشد حتى أحس بركبتيه ترتجفان. أعوذ بالله. هز رأسه بأسف. أيعقل أن أتحرش بها وأنا رجل كبير السن؟ ثم أنها في عمر ابنتي. قطعا أصابتها لوثة لتظن ما تظنه! نعم. تحرش مرة واحدة؟! لو أنها تعلم كم عدد الأطباء الذين أتردد عليهم وأنواع الأدوية التي أتناولها بانتظام ما اتهمتني بهذه التهمة. حقن فيتامين للأعصاب. كالسيوم لهشاشة العظام. فوار للكلى. أسبرين لسيولة الدم. بخاخة ربو. التحرش بالبنات بحاجة إلي شباب وقد انقضت سنواته، حتى أمسى يعيش وحده من زمن، لا زوجة ولا ولد. ترافقه ذكريات وصور وأصوات الراحلين، يعزي نفسه بأنه سوف يأتنس بصحبتهم عندما ينتقل إلي جوارهم. حينئذ لن يعود وحيدا. في ظروفه هذه تظهر شابة وتتجرأ عليه، تنهره بعلو صوتها. تقول” تحرش”؟! قال تحرش قال! أهذا بدلا من أن تنظر إليه وتقول له: ” تفضل حضرتك اجلس براحتك”؟!

    أقبل محصل التذاكر. توقف أمامه وطرق خشبة بطرف قلم. من خلف المحصل مر شاب فاختل توازن المحصل ومال عليه بثقله، زحزحه قليلا فلامس كتفه غصبا عنه كتف الفتاة لمسة سريعة اعتدل بعدها على الفور. اختلس نظرة إليها. سارحة بأفكارها؟ هل هذه هيئة السرحان؟ أم أنه الاستياء؟ السخط ؟ تختزن الغضب وتجتره. تقول لنفسها:” عجوز لكن لا يخجل. كلما ارتجت العربة مال علي بكتفه”.  معقول! أنا متحرش! ياحول الله. إلي ذلك الحد تصل القساوة وسوء الظن؟ لكن هذه قلة أدب لا يمكن السكوت عليها. إن لم أواجهها فسوف تعتقد أنها على حق فيما ذهب إليه خيالها. ليس بالحتم أن أعنفها بالزعيق ولا أن أسبها. يكفي إحراجها بطريقة لطيفة، بالذوق: ” عيب عليك. أنا رجل كبير ومحترم. عيب. والله عيب”. أقول ذلك مبتسما بطيبة على مرأى من الركاب. لكنها تتمادى:” تدعي الآن أنك رجل غلبان، ياعيني، لو كنت تحترم نفسك ما قمت بذلك أصلا. لكنك رجل عرة”! عرة ؟! يانهار مطين! لم يبق بعد ذلك ما يقال. الحمد لله الركاب جميعا شهود على أنه خاطبها باحترام. بكل احترام. الآن أصبح من حقه بعد ما قالته أن يرد الصاع صاعين وأن يظهر أن لطفه ليس ضعفا:” للأسف أهلك لم يحسنوا تربيتك”. قالت وقد فنجلت عينيها محمرتين :” والله ما أتركك إلا في قسم الشرطة. هناك يتقنون معاملة أمثالك”. وفزت واقفة. نهض هو الآخر. ترنح وهو يلوح للركاب بيده عاليا :” جميعكم شهود. لقد خاطبتها بمنتهى الاحترام”. فاجأته بلكزة من قبضتها في كتفه:” تتحرش بامرأة يا قليل الأدب؟!”. التفت برقبته إلي الركاب يقول بأعلى صوت:”أترون؟ هي التي بدأت استخدام يديها وأنا .. وأنا .. بكل احترام”.

    انتبه فجأة إلي نهوض الفتاة من جواره. تطلع إليها واقفة مأخوذا. ابتسمت.   تمتمت برقة وهي تؤرجح بأصابعها قلادة فضية على رقبتها:” بعد إذنك. أنا نازلة”. غمرته سكينة كالبلسم. زحزح ساقيه جانبا بابتسامة شاردة. خرجت الفتاة من حيز المقاعد. سارت حتى اقتربت من باب العربة، ومن هناك استدارت إليه ببسمة، ثم هبطت. شيعها ببصره من النافذة في عبورها الشارع:” سبحان الله! واضح أنها بنت مؤدبة من عائلة طيبة. لكن لو أنها كانت قد حسبت أنني احتككت بها عمدا وقالت:” عيب يا محترم لم نفسك” لكان لنا حديث آخر. الحمد لله. لا شك بنت محترمة. راحت تقطع الشارع إلي أن بلغت الرصيف الآخر وهو يتابعها بنظره، ثم لم يعد يرى سوى رأسها يلوح ويغيب في زحام حتى اختفت تماما، فلوح لها بكفه مودعا، مرة ، ومرة أخرى. لو أنه استرعى انتباهها ، والتفتت نحوه قائلة:   ” لا تؤاخذني. أنت تبدو متعبا. تتنفس بصعوبة. سلامتك. مابك؟” لكان ذلك شيئا جميلا جدا في يوم طويل حار.

    ***

    أحمد الخميسي. كاتب مصري

  • للسعودي محمد حسن علوان تفوز روايته الــ (موت صغير)  بالجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر) في دورتها العاشرة وفي افتتاح الدورة 27 لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب

    للسعودي محمد حسن علوان تفوز روايته الــ (موت صغير) بالجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر) في دورتها العاشرة وفي افتتاح الدورة 27 لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب

    روائي سعودي يفوز بجائزة البوكر العربية

    روائي سعودي يفوز بجائزة البوكر العربية

    فازت رواية (موت صغير) للسعودي محمد حسن علوان بالجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر) في دورتها العاشرة.
    جاء الإعلان عن الجائزة مساء اليوم الثلاثاء في أبوظبي عشية افتتاح الدورة 27 لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب.
    ورواية (موت صغير) هي سيرة روائية متخيلة لحياة الفيلسوف محيي الدين بن عربي منذ ولادته في الأندلس في منتصف القرن السادس الهجري وحتى وفاته في دمشق.
    وقالت سحر خليفة رئيسة لجنة التحكيم “تنبش رواية (موت صغير) في حياة ابن عربي، وتستحضر الرواية مرحلة تاريخية بصراعاتها وحروبها واضطراباتها وكيف في قلب هذا الخضم تتشكل وتتطور مسيرة حياة ابن عربي الإنسان”.
    ولد علوان في الرياض عام 1979 ويقيم في تورنتو بكندا. صدرت له أربع روايات قبل (موت صغير) هي (سقف الكفاية) في 2002 و(صوفيا) في 2004 و(طوق الطهارة) في 2007 و(القندس) في 2011 التي وصلت إلى القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية في 2013.
    وبفوز علوان بالبوكر العربية يحصل على 50 ألف دولار إضافة إلى 10 آلاف دولار كان قد حصل عليها مثل كل كاتب بلغ القائمة القصيرة للجائزة.
    وضمت القائمة القصيرة ست روايات هي (السبيليات) للكويتي إسماعيل و(زرايب العبيد) لليبية نجوى بن شتوان و(مقتل بائع الكتب) للعراقي سعد محمد رحيم و(في غرفة العنكبوت) للمصري محمد عبد النبي و(أولاد الغيتو-اسمي آدم) للبناني إلياس خوري و(موت صغير) للسعودي محمد حسن علوان.وتختص الجائزة العالمية للرواية العربية بمجال الإبداع الروائي باللغة العربية وترعاها مؤسسة جائزة البوكر في لندن بينما تمولها هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة في الإمارات.

  • قراءة في ديوان – قبل الانصراف – للشاعر المغربي- الحسن الكامح، بقلم الإعلامي عبدالعاطي الخازن  – مشاركة يونس العلوي

    قراءة في ديوان – قبل الانصراف – للشاعر المغربي- الحسن الكامح، بقلم الإعلامي عبدالعاطي الخازن  – مشاركة يونس العلوي

    قبل انصرافه بقليل ، اكتشف شاعرنا مقدار الحرية التي يتمتع بها في هذا العالم الداخلي الواسع فأبدع . آخذا معه أسلوبه الخاص بقدر كبير من الاطمئنان ، مؤكدا به التعبير والجمال والخيال الخلاق . شاعر زاده الخيال أما الواقع يمكن أن يئول على أنه سير ذاتية صارمة الدقة أو بالغة الأمانة .
    فمنذ ذبيب هذا المخلوق المسمى مجازا إنسانا على وجه الأرض ، وهو يخطو لتدوين جراحاته أحلامه أحزانه وأفراحه .. لتكون شجا للروح .وعلى نفس الشجا والشجن حيث يعلو الخيط الرفيع للصدق ، جاءنا صدقا صافيا عذبا أنيقا في معانقته الصور الشعرية الفسيحة والاحتفال بعناصر العالم صباح مساء .. ليلاً ونهاراً على حد سواء . للنتساب إلى ذلك النقع اليومي المكثف ، المأهول بالعمل والسفر وضجيج الأفكار والتآويل والتعب .. ولا شك أن شاعرنا “الحسن الكامح” قد أتقن وصف ونقل هذه التعقيدات المتراصة بحبر من السهل الممتنع .مبرزا سلاسة اللغة التي لا تمنعه من قدرة الافصاح عن كل ما ينتسب إليه أو ينتمي إلى قضايا الحياة الواسعة من حوله :

    ” عندما
    أجلس في صمت
    على كرسي أرشف قهوتي وحيداً
    والأفق احمرار
    والندى يحاكي المدى شوقا جديدا
    أركب حلمي يقينا
    وأتيه في الكون بعيدا بعيداً ”

    بعيداً عن المزاح ، ومن خلال هذا التنوال الشعري المليء بالرموز والتيه والانصراف .. يبدو كما لو كان الحلم الذي أتيح لهذا الشعر كي يكتمل حضوره في صمت ، أيقن بكثير من كل شروخ الوحدة على كرسي آيل للزوال والبوار .. وإن كانت الكتابة الشعرية يقيناً أنها أبدية سرمدية خالدة فإنه لا شيء أصعب من ممارستها ، ولا شيء أروع منها أيضا . إنها نار بلا دخان تحرق القلب والعقل والأنامل التي تكتب في نزق من أوراق . بل إنها بلسم شاف من كل داء . فاضحة حد الخنق هي شطحاتها الفنتازية الضاربة في جذور الواقع الداخلي للذات :

    ” أكتب ما يكتبني
    ولا أكتفي بما يعريني
    وإن كنت عارياً
    منذ الولادة الأولى و لا أخفيه
    هو فعل الكتابة
    يعريك من كل ما ملكت يداك
    فلا تخجل وإن كنت تنفيه
    هو فعل الكتابة
    يجردك من كل ما كسبت ذاتك
    فلا تيأس وإن كنت في قرارة نفسك تلغيه ”

    هذا المقطع المتحدث عن فعل الكتابة ، تتعدد تجلياته فيغدو الفعل متكررا مؤكداً به شاعرنا ” الحسن الكامح ” على أنه لا يكتفي بوصف عري الكتابة و الافتتان بتشوهاتها المثيرة أو بالاكتفاء بطرق بابها بكل ما ملكت يده من خيال واستعارات ومجازات .. بل يكسر بابها معلنا اهتزازات شعرية مدوية عابرة كل الشرفات والغرف حتى المنسية منها التي أغفلها بعض الشعراء :

    ” يا طارقي لا تتمهل قليلاً
    ولا تقف
    خلف الباب قاطع الأنفاس
    مدمر الاحساس
    لا أنت معي
    ولا أنت بعيدا عني
    أدخل
    ولا تتردد في مكانك
    لك مني قلبا وعرشا ولا نعشا ”

    إنها دعوة صادقة من شاعر مرهف الاحساس ، للدخول إلى عوالمه المزدانة بالورود والوعود .. عوالم ليست لأحد .. عابرة كل حنايا المدن الأنيقة من أكادير إلى مكناس عبوراً بمراكش الحمراء .. فندرك أن الترحال راسخ كأصل الحب في قلب شاعرنا .. وإن كان السفر حياة أكثر وموت أقل .. نتمنى لشاعرنا ” الحسن الكامح ” حياة كلها سعادة و نجاح وتألق على درب القصيدة الشاقة .

    الإعلامي عبدالعاطي الخازن

  • احتفاء باليوم العالمي للشعر الذي يصادف يوم 21 مارس من كل سنة، استضافت جسور الإبداع وسانتا كروز بأكادير مائة ألف شاعر من أجل التغيير في الدورة الخامسة – مراسلة يونس العلوي / أكادير جنوب المغرب

    احتفاء باليوم العالمي للشعر الذي يصادف يوم 21 مارس من كل سنة، استضافت جسور الإبداع وسانتا كروز بأكادير مائة ألف شاعر من أجل التغيير في الدورة الخامسة – مراسلة يونس العلوي / أكادير جنوب المغرب

    احتفاء باليوم العالمي للشعر الذي يصادف يوم 21 مارس من كل سنة، استضافت جسور الإبداع وسانتا كروز بأكادير مائة ألف شاعر من أجل التغيير في الدورة الخامسة، بفضاء دار الحي السلام بأكادير يوم السبت 25 مارس 2017 ابتداء من الساعة الخامسة بعد الزوال .
    أمسية شعرية فنية تألقت فيها الكلمة العذبة الموزونة بكل اللغات العربية الأمازيغية الفرنسية والأنجليزية، والنوتات الموسيقية العالمية بامتياز، وكان ضيف شرف كشاعر هذه الدورة أبرز مثقفي مدينة أكادير منذ السبعينيات: الفنان المسرحي المقتدر عبد القادر عبابو ، فهو الفنان المسرحي الذي ساهم بشكل كبير في مسح غبار الإهمال واللامبالات والركود والمعانات عن هذه المدينة، بعروضه المسرحية الجادة والملتزمة بالأرض والإنسان، وحضوره ودعمه للأنشطة الجمعوية والثقافية ،
    والقليل من مثقفي أكادير يعرفونه كشاعر  انغمص في تجربة شعرية خاصة به منذ الثمانينات، بالفصيح والزجل، هذه التجربة ذابت ولا زالت تذوب بين أحضان نصوصه المسرحية العديدة، فنكهة الشعر ترافقه في ترحاله وفي غوصه في الشخصيات الممسرحة وفوق الركح. فهو وإن لم يعرف كشاعر فبكل بساطة لأنَّ المسرح احتواه سنوات وسنواتٍ أي احتواء. وسافر به إلى عوالمه الجذابة والمتعبة أحيانا.
    افتتحت الأمسية بوصلات موسيقية لكل من الفنانين الحبيب الواعي الحسين دسجي وابراهيم شكدا ثم كلمات الترحيب لسنتا كروز وجسور الإبداع وحركة مائة ألف شاعر من أجل التغيير للدفاع عن القيم الكونية مثل السلام والتضامن والحرية والعدالة الاجتماعية، التي أسس بُنيانها الشاعر الأمريكي: مايكل روتنبرغ في 24 مارس 2011 بسان فرانسيسكو الأمريكية.
    وقد شارك في هذه الأمسية كل من الشعراء:
    عبد القادر عبابو من أكادير الذي أتحف الحاضرين عشاق الشعر المتذوقين للكلمة الجميلة الساحرة التي تنسينا عوالم التعب اليومي وتناقضات الحياة العصيبة. وقد شارك بقصيدتين الأولى بالفصيح والثانية من الزجل المغربي.
    ثم تناوب على المنصة كل من الشعراء:
    الشاعر حكم حمدان من أكادير
    الشاعرة خذيجة الحمراني من أكادير باللغة الفرنسية
    الشاعر صلاح آيت صلاح من البيضاء بالأمازيغية
    الشاعر الحسن الكامح من أكادير
    الشاعر الحبيب الواعي من أكادير بالإنجليزية
    الشاعرة فاتحة لمين من أكادير
    الشاعر نوفل السعيدي من الصويرة الذي شارك مؤخرا في مسابقة الشارقة للشعر، وقد مثل القصيدة المغربية أفضل تمثيل.
    الشاعر حسن أومولود من أكادير بالفرنسية
    الشاعر موليد إليش من أكادير
    والشاعر محمد همزان المقيم بأمريكا
    وفي الختام قدمت للفنان المسرحي عبد القادر عبابو ، الشهادة التقديرية، وصورة فوتوغرافية له بعدسة الفنان الفوتوغرافي يونس العلوي. ومجموعة من دواوين الشعراء المشاركين موقعة له، ومجموعة من الكتب المسرحية مهداة من مؤسسة آفاق للدراسات والنشر والاتصال، وبدوره قدم الفنان المسرحي عبدالقادر عبابو الشواهد التقديرية للشعراء والفنانين المشاركين.
    وقد قدم الأمسية الشعرية الفنية القاص محمد إدسان بحنكة واقتدار.
    التوثيق: يونس العلوي
    المحافظة: جمال حجاج

    أكادير: 25 مارس 2017
    #الحسن_الكامَح
    #جسور_الإبداع

    17522597_1249856628383843_2056364894381632897_n 17522584_1249857725050400_7120861093076937766_n 17499550_1249857138383792_8507089083512381254_n 17499522_1249878828381623_2337582290375381061_n 17499456_1249857675050405_6901315677482279539_n 17353286_1249856508383855_7591362777502252551_n 17425924_1249856331717206_1599288648244481319_n 17426170_1249860271716812_3281774981185131122_n 17457548_1249856335050539_4716607052444577373_n 17498971_1249857751717064_7742920264094948465_n

     

  • كتبت ( عائدة جاويش Ayda Jaweesh ) ..أهلي ذَهبوا إلى الحربِ وتركوني أسقي الأشجارَ في غيابهم ..

    كتبت ( عائدة جاويش Ayda Jaweesh ) ..أهلي ذَهبوا إلى الحربِ وتركوني أسقي الأشجارَ في غيابهم ..

    Ayda Jaweesh
    أهلي ذَهبوا إلى الحربِ وتركوني

    أسقي الأشجارَ في غيابهم
    لتظلَ أحلامَهم خضرَاء
    أخذوا ظِلالهم المُتَكَسِرة
    على عَتَبات الضوءِ 
    على فوهةِ بندقية
    وتَرَكوني في مَرمى النارِ
    أحشو ليلَ القصيدة
    بهوامشِ الدم

    تحتَ جناحِ الظلمِ
    تَدلت عناقيدُ الخيبةِ من أكمامِ أحلامنا
    وأغلقت الطُرقاتُ
    نوافذَ النجاةِ
    ليظلَ الدم يَنزُ من قلوبنا
    فلا الموتُ يُدرْكنا
    ولا تُسعفنا الحياة

    أهلي لم يعودوا
    مازالوا يحاولونَ تَرويضَ ذئب الحلم في خيالاتهم
    وهم يتذوقونَ طعمَ المرارةِ كُلَ يوم
    إلى أنْ وصلت الحربُ إليَّ
    وأحرقت الأشجارَ و الأحلام

    بينَ الحلمِ والحياة
    هَاويةٌ
    سَقَطنا فيها
    هَمشت أرواحنا
    كانت قبراً جماعياً
    ضَمَنا جميعاً

    ضبني