Category: فنون الأدب

  • الشاعر الحمصي “حسن بعيتي”..أمير الشّعراء كان إنجازه الأهمّ ..- مشاركة :  رضوان أبوغبرة

    الشاعر الحمصي “حسن بعيتي”..أمير الشّعراء كان إنجازه الأهمّ ..- مشاركة : رضوان أبوغبرة

    “حسن بعيتي”.. أمير الشّعراء، إنجازي الأهمّ

    رضوان أبوغبرة

    الاثنين 20 تشرين الأول 2014

    “حمص”

    “حسن بعيتي”؛ شاعرٌ استقى من مناخ العائلة، بداياتِ شغفهِ الشّعري. ومع توغّل الشّعرِ في نفسهِ أبدعَ، ليحقّقَ بذلكَ تميّزاً عربيّاً توجّهُ كأميرٍ للشّعراء.

    تكبير الصورة

    مدوّنة وطن “eSyria” التقتِ الشّاعرَ بتاريخ 15 تشرين الأول 2014، للحديث عن تجربته الشّعريّة، وكان معه هذا الحوار:

    * من أين استقيت حبّ الشّعر، وبمن تأثّرت في بداياتك؟

    ** ربّما لأنّني أنتمي إلى عائلةٍ كبيرةٍ نسبيّاً، بدأ يتكون لديّ فيها وعيٌ جماليّ، باعتبارها عائلةٌ واسعةُ التّجربة الحياتيّة. وبسببِ ميلٍ واضحٍ للموسيقا، والشّعر، فقد ظهرتْ أصواتٌ شعريّةٌ سبقتني زمنيّاً، ولا سيّما في الشّعر الشّعبيّ “الزّجل”، وعلى الرّغم من عدم تحقّقِ شهرة واضحة لتلك الأصوات، إلا أنّها كانت مواهبَ حقيقيّةً، ساهمتْ في تفتّحِ ذائقتي الإبداعيّة في سنوات طفولتي الأولى، لأنّني كنتُ أملك ذاكرةً سمعيّةً، مكّنتني من حفظِ، ورواية الشّعرِ شفويّاً. ثمّ في المرحلة اللاحقة بدأ تأثّري بمعظم شعراء العربيّة كـ”أبي نوّاس، المتنبّي، أبي العلاء، ابن الفارض”، وفي وقتٍ متأخّرٍ بدأ اهتمامي بالشّعر المُعاصر “بدويّ الجبل، أحمد شوقي، سعيد عقل”، ثمّ “نزار قباني”، و”محمود درويش”، و”أدونيس” ربّما مؤخراً. إنّ هذا الانتقال التّراتبيّ أعطى تجربتي الجماليّة قدراً كبيراً، من متانة البناء وتراصفه فنّيّاً وفكريّاً.

    * ما زلت مأخوذاً بشعريّة الإيقاعِ والتفعيلةِ، لماذا اخترتَ هذا الأسلوب؟ وكيف تنظر إلى الحداثة؟

    ** ما زلت مُنحازاً إلى الموسيقا، ولكن دون انغلاقٍ. إنّ التّطور المتدرّج والواعي لذوقي الجماليّ، يفتحُ الأفقَ أمامي لخوض تجربةِ الأشكالِ الأكثر حداثةً. إنّ ظهورَ أشكالٍ جديدةٍ من فنون القولِ والكتابة، لا تلغي أبداً جماليّات الأشكال السّابقة؛ فشعر التّفعيلة اليوم، يُعطي مساحةً أكبرَ للتنوّع والابتكار، بالقياس مع الشّعر العموديّ، الذي تحوّلَ إلى قوالبَ صوتيّةٍ جوفاء، ليس في الكثير منها شعر إلا الشّبهة، وأعرف أيضاً إنّ قصيدة النّثر، تقدّم اليوم مساحةً إضافيّةً متقدّمةً على شعر التّفعيلة، لكنّ ذلك لا يعني إغلاق الأبواب، أو الممرّات بين حُجراتِ فنّ الكتابة. هناك ما يحلو لي أن أسمّيَه “فنّ النّجاح” أو ربّما

    تكبير الصورة
    في إحدى مشاركاته الشّعريّة

    “فنّ الإقناع” الّذي يمكن أن يتوفّر، لأيّ شكلٍ شعريّ، ما إن تتوفّر اللّحظة الإبداعيّة.

    * نلتَ جائزة “أمير الشّعراء” العربيّة، ماذا أضاف لك هذا التّتويج؟

    ** كان الفوز بلقبِ “أمير الشّعراء” 2009م، أجملَ ما حدث لي، ولكنّها أيضاً ليست مهملةً كلّيّاً؛ فهي مسابقةٌ هامّةٌ بالتّأكيد، على أنّ أهمّ ما فيها هو تقديمُ منبرٍ إعلاميّ، ومساحةٍ للاحتكاك مع شعراء العربيّة. غير أنّ هذا الفوز على أهمّيته، لم يجعلني أنخدعُ على الإطلاق. إنّني أعي تماماً، أنّ المسابقات لا تقدّم نتائجَ مثاليّةً من النّاحية النّقديّة، لذلك وبعد فوزي مباشرةً، قرّرتُ أن أبدأ العملَ والاشتغالَ على تطوير تجربتي، لكي أثبتَ أنّ النّجاح هو حافزٌ لمزيدٍ من البحث والكشف. وبواقعيّةٍ شديدةٍ أدركُ أنّني مازلت في البداية، وأنّ تجربتي ما زالت تتشكل.

    * يشيع في السّاحة الشّعرية اليوم “شعر الاستسهال”، كيف تنظر إلى هذه الظاهرة؟

    ** أرى أنّ هناك الكثير من شعر الاستسهال، لكنّني بصراحةٍ لا أشغل نفسي كثيراً بذلك. أعرف أنّ الزّمن هو المحكّ، أو هو الغربال الّذي سيسقِطُ من حساباته، كلّ ما هو قليلُ القيمة فنّياً، وجماليّاً.

    * الشّعر ليس انفعالاً بل هو أفكار انفعاليّة، كيف تنظر إلى ثنائيّة الفكر واللّغة في شعرك؟

    ** الشّعر، يمكن أن يوصَفَ بأنّه قراءة جماليّةٌ مكثّفةٌ للوجود والحياة. لا شكّ أنّ الفكر مع العاطفة والخيال، يشكّل الطّينةَ الّتي يخلق منها كائن الشّعر؛ ولكن يجب ألا توضَع هذه العناصر، إلّا بالقدر الّذي يجعل هذا الكائن حيّاً وحارّاً ومتجدّداً، فلا يزيد أيّ من هذه العناصر، ولا ينقص على العتبةِ الّتي تحقّق أعلى مستويات الجمال، والتكثيف. أعتقد أنّ الرّوح -وليس العقل أو القلب- هي الّتي تنتج هذه الخلطة السّحريّة، ولذلك ارتبطت الكتابة بالوحي. أما عنّي فأزعمُ أنّ أكثرَ شعري هو شعرُ تجربةٍ؛ فكلّ

    تكبير الصورة
    غلاف ديوانه “كلّما كذب السّراب”

    قصيدةٍ كتبتها ارتبطتْ بتجربةٍ حقيقيّة، كانت أشبهَ بالنّار الّتي لا تحرقني، إلا لتنضجَ، لذلك فوجود الفكر أو العاطفة ينبثق تلقائيّاً من طبيعةِ كلّ تجربةٍ، وما تُحدِثه من مفاعيل في النّفس.

    * هل نالت أعمالكَ حصّتها من النّقد؟ وكيفَ تقيّم النّقد الشّائع؟

    ** أستطيع الادّعاء أنّ المجموعات الّتي صدرت حتّى الآن، لم تنلْ حقّها من النّقد العميق، بعيداً عن الآراء الانطباعيّة والمتسرّعة، الّتي تغلبُ في النّقد هذه الأيّام. هناك من يلمح مثلاً أثراً لـ”درويش” في بعض نصوصي، فيعمّم الظّاهرة متجاهلاً الأكثريّةَ من النّصوص الّتي تنحو منحى آخرَ، والتنوّعَ الّذي أراه موجوداً في معظم نصوصي الشّعريّة.

    الشّاعر “محمّد علي الخضّور” قال: «يميل شعر “حسن بعيتي” منذ بداياته، مع مجموعتهِ “قطرات” إلى الغنائيّة، مُبتعداً عن التعقيد في الفكرة واللغة، ويستخدم لغته الشّعريّة المُميّزة، لخلقِ لحظاتٍ جماليّةٍ ملأى بالدّهشة، مُعتمداً على أدواتٍ شعريّة باذخةٍ، استطاع من خلالها ترويضَ المفرداتِ، لتتّسقَ مع غنائيّتهِ الّتي ظلّ مُخلصاً لها. إنّه يكتب شعرَ التّفعيلة بأدواتٍ حديثة، تعملُ عملَ “مبضعَ الجرّاح”، لتفصلَ بدقّةٍ بين الحداثة المُنفلتةِ، الّتي تجعلُ الشّعرَ غريباً عن المتلقّي العاديّ، والحداثة التي تلبس لبوساً معرفيّاً، تجعلها جماهيريّةً وقريبةً من المتلّقي، إضافةِ إلى قدرتهِ على تطويع الشّعر الخليليّ في قالبٍ حديث جميل».

    الشّاعر الأردنيّ “تركي عبد الغني” قال: «إنّ ثمّة توازناً لافتاً بين سكون الشّاعر من حيث عوالمه الدّاخليّة، وسكون النّصّ من حيثِ التّركيب، بعيدين كلّ البعد عن ضجيج النّفس الكاتبة، وانعكاساتها المكتوبة. فعلى قدْر ما فيه من شفافيةٍ، فيه من عمقٍ، حيث يُدخِل المُتتبّعَ له بسكينةٍ تلقائيّةٍ، تُجبركَ على تفكيكِ رمزيّتهِ، ومحاولةِ التقاطه جماليّاً، فهو في الوقت الّذي يبتعدُ في بنائه الشّعريّ عن الاستعراض اللفظيّ، وزخرفه، يحافظُ في الوقت ذاتِه على شرطيّ المبنى والمعنى، دون إقحامٍ ودون مُغالاةٍ، حافظاً

    تكبير الصورة
    غلاف ديوانه “صدّق خيالك”

    بذلك سير النّصّ الشّعريّ».

    قصيدته “تجلّي”:

    “شفّتِ الرّوح، خلعتُ الآن ظلّي

    وقطفتُ الوحيَ عن طُورِ التجلّي

    باحثاً ما زلتُ عن نارِ هدى

    أصطليها مثلما عاهدتُ أهلي

    هتفَ الشّعرُ وقد أعجزتهُ

    علّك الآن تراني؟ قلت:علّي

    أنا طِبْقُ الكأسِ في نشوتها

    أشربُ الخمرَ الّتي تشربُ عقلي

    ليس لي في الحبّ شكلٌ ثابتٌ

    إذ أغنّي يصبحُ المضمون شكلي”.

    يُذكَر أنّ الشّاعر “حسن بعيتي” من مواليد “حمص” 1974م.

    صدرتْ له ثلاث مجموعاتٍ شعريّة:

    – “قطرات”، في العام 2007م.

    – “كلّما كذب السّراب”، في العام 2010م.

    – “صدق خيالك”، في العام 2014م.

    شارك في العديد من المهرجانات، وحصل على العديد من الجوائز، وأهمّها:

    المركز الأوّل في مُسابقة “أمير الشّعراء”، في العام 2009م.

    المركز الثّاني في جائزة “الشّارقة” للإبداع العربيّ في دورتها العاشرة، 2007م.

  • الشاعر “عبد المعين الملوحي” يكتب التاريخ والمستقبل بفكره الذي جعله في مرتبة قلّ من وصل إليها..

    الشاعر “عبد المعين الملوحي” يكتب التاريخ والمستقبل بفكره الذي جعله في مرتبة قلّ من وصل إليها..

    “عبد المعين الملوحي”.. 8 عقود مع القلم

     

    سومر العلي

    الثلاثاء 26 كانون الثاني 2016

    جورة الشياح

    لم تكن كلماته مجرد أشعار كباقي نظرائه خصوصاً لدى محبيه الذي تخطوا حدود البلد الواحد، فكان شاعراً يكتب التاريخ والمستقبل بفكره الذي جعله في مرتبة قلّ من وصل إليها.

    تكبير الصورة

    كان لساعة رحيله يوم الحادي والعشرين من آذار عام 2006، رنَّة حزنٍ في مدينته، هوى جسده لكن بقيت حروفه وكلماته، هكذا استذكر “رياض زيد” أيامه في الثانوية عام 1955؛ عندما دخل أستاذه “عبد المعين الملوحي” أول مرة لتدريسه اللغة العربية، وذلك عندما التقته مدونة وطن “eSyria” بتاريخ 19 كانون الثاني 2016، بعد أن تجاوز عمره السبعين عاماً، ليحدثنا عنه بقوله: «درّسني المرحوم “عبد المعين الملوحي” مادة الأدب العربي في مدرسة “التجهيز الثانية” في الصف الثالث ال156318_2016_01_26_09_35_34ثانوي، لم أكن يومئذٍ ألتقي مع فكره وهو الماركسي الثقافة، المتمرد النزعة، إلا إنني كنت ورفاقي في الصف نشدّ خلال خمسين دقيقة إلى عالمه البديع من البيان والجماليات اللغوية، فلا يوقظنا إلا صوت الجرس ينهى الحصة الجميلة الممتعة.

    كانت الجدّيةُ ترسم محيّاه بخطوطها العميقة عندما ابتدأ درسه صباح يوم من شتاء ذلك العام، وأذكر عندما قال لنا: (أنتم اليوم في صف البكالوريا، وأشهر تفصلكم عن عالمكم الطلابي وتدخلون عالم الكبار

    تكبير الصورة
    منقذ الملوحي

    -فقد كان معظم جيلنا يأخذ طريقه إلى الوظيفة بعد حصوله على شهادة البكالوريا- فأنتم اليوم زملائي، لقد قضيتُ عشرينَ عاماً من الأربعين الأولى في إيمان مطلق، وقضيتُ عشرينَ عاماً أخرى في جحود مطلق، وأريدُ أنْ أقضي ما بقى لي من أيامي في إيمان قلبي ناعم لذيذ وفي استسلام عقلي هادئ عذب). ولا أنسى البيتين اللذين ختم بهما قصيدته الشهيرة:

    ســـأعود للإيمـان يمــلأ برده عقـلـي وقلبــي

    ســـأعود أحمل في دمــي ربي وإيمــاني بشعبي».

    نجله الإعلامي “منقذ الملوحي” تحدث عن الوالد الشاعر وتاريخه الأدبي ويقول: «بدأ والدي كتابة الشعر وهو في الثانية عشرة من عمره، وعاش مع القلم والكتاب طوال ثمانية عقودٍ من حياته، ترك خلفه أكثر من 96 كتاباً مطبوعاً والكثير من المخطوطات غير المطبوعة، قرأ الأدب الغربي عن اللغة الفرنسية التي أتقنها وبقي في تواصل دائم مع الفكر والأدب الفرنسي ينهل ويتفاعل معه؛ وهو ما جعله يحلق في أجواء الثقافة العالمية.

    وخلال عمله في “الصين” ملحقاً

    تكبير الصورة
    رياض زيد

    ثقافياً ومدرّساً لمادة اللغة العربية عاش أجواء الثقافة الآسيوية الشرقية، فأكمل فكره الإنساني العالمي، كتب في الصحافة وذيل توقيعه باسم شيوعي مزمن حتى عرف بهذا الاسم له العديد من المؤلفات المهمة، لكن أبرزها قصيدة “قدر وجريمة” التي طبعت ومن ثم سحبت من التداول، وما زالت تنشر مطبوعة غير كاملة، كان يجري تناقلها بكتابة اليد؛ وعلى الرغم من ذلك انتشرت انتشاراً غريباً؛ علماً أنها كانت قصيدة رثاء زوجته الوالدة “بهيرة” التي توفيت بسبب السرطان، والتي حققت جدلاً كبيراً لدى متابعيه».

    ويضيف: «كان عضواً مؤسساً لاتحاد الكتاب السوريين عام 1951، وعضو اتحاد الكتاب العرب في “سورية”، عمل مديراً للتراث في وزارة الثقافة السورية، وعمل مديراً للمركز الثقافي في “حمص”، ونشر كتاباً ضخماً مترجماً عن الشعر الفيتنامي نال عليه جائزة الصداقة الفيتنامية، كما نشر العديد من الكتب المترجمة عن اللغة الصينية، ونال العديد من الأوسمة منها دولة “بولونيا”، ولقب أستاذ شرف من جامعة “بكين”».

    يذكر أن “عبد المعين الملوحي” من مواليد “جورة الشياح”، عام 1917 في مدينة “حمص”، درس في المدارس الثانوية ونال شهادتها في “دمشق” عام 1938، حصل على إجازة الآداب من “القاهرة” عام 1945، وبدأ العمل مدرساً عام 1945، ودرس في “حمص” و”اللاذقية” و”حماة”، أول قصيدة نشرت له عام 1936، وأول كتاب قام بترجمته عام 1944؛ وهو كتاب “ذكريات حياتي الأدبية” لـ”مكسيم غوركي”.

  • الأديبة المغربية ( سميرة فرجي ) ..شاعرة استثنائية ..قاهرة الزمن ..

    الأديبة المغربية ( سميرة فرجي ) ..شاعرة استثنائية ..قاهرة الزمن ..

    سميرة فرجي الشاعرة التي تقهر الزمن اعتبر الجراري شعرها لا مثيل له، وأعلن الشميري بلوغها عرش الأميرة المتوجة ورفع حداثيون لها القبعة

     سميرة فرجي شاعرة استثنائية، نالت مؤخرا لقب سيدة السنة بالعاصمة العلمية  فاس، بعد بروزها اللافت كشاعرة متميزة تتقن إبداع القصيدة العمودية في القرن الواحد والعشرين بمختلف أغراضها، بما فيها السياسية، حيث  سبق أن وجهت رسالة قوية إلى الوزير الأول السابق عباس الفاسي، عبارة عن قصيدة شعرية غاضبة، كما وجهت خلال السنة الماضية رسالة غاضبة أخرى إلى بان كي مون الأمين العام السابق للأمم المتحدة على إثر انزلاقاته المتكررة فيما يخص قضية وحدتنا الترابية، لتضع أمامه النقط الناصعة على حروف الصحراء المغربية، بأسلوبها الجميل بناء وشكلا والقوي موضوعا ومتنا، المعبر بصدق عن موقف المغاربة الصارم والأبدي من قضيتهم الوطنية الأولى، ومما جاء في القصيدة قولها:

    بٱسْـمِ الدِّفـاع أتينَا نرفع التُّهَمـَا// وَنُشْهِـدُ الناسَ والتاريـخَ والأمَمـَا
    بأنَّنَا في سبيل الحَـقِّ أهـلُ وَفـَا// مِنْ أجلِ نُصْرَتهِ نستنهـضُ الهِمَمـَا
    العِزّ والحِلمُ مِنْ أخلاقنـا، وعلـى // جَبيـنِ أيَّامِنـا الغَـرّاءِ قَـدْ رُسِمـَا
    فَمَا وَطِئنا تُرابَ الغَيْـرِ مَظْلَمَـةً // وَمَا أرَقْنـا ،علـى أرضِ العِبادِ دَمـَا
    صَحْرَاؤُنا ركنُ فخرٍ مِنْ هُويَّتِنَـا // وقدْ بَنَى صَرْحَهـا أَجْـدادُنَا قِدَمـَا

    الناقد مصطفى الشاوي خلص في دراسة عن ديوانها الثالث “مواويل الشجن” إلى أن قصائدها “ولدت بعد مخاض عسير، وأن وراء نقشها معاناة كبيرة، وأن خلف استوائها تمثلا قويا لقواعد الشعر العربي، واستيعابا رصينا وجيدا لمقومات القصيدة العربية في أزهى عصورها وأرقى نماذجها التراثية الأصيلة والخالدة في  أجمل ما أبدعته”.

     ومن أجمل ما أبدعت في شعرها العاطفي وهو كثير قولها في ديوانها الثاني “رسائل النار والماء”:

    ولن أمانعَ يا جبارُ ثانيةً // إن كنت تنوي بهذا الصمتِ إقباري

    يحلو لي الموت لو أعطيتني قلما // من تحت لحدي لأنهي فيك أشعاري

     وقولها أيضا في ديوانها الثالث “مواويل الشجن”:

    وَمــا هَدَّ ليْلى الْعامِريَّةَ لاعِجي // وَلا مَنْ تفانى في هَواهــا كُثَيِّرُ

    ولا هِنْدُ أو أسْماءُ ذاقَتْ صَبابَتي // ولا أوْجَعَ الْخَنْساءَ مِنّي التَّذَكُّرُ

    وحَيَّرْتُ نِصْفَ الْعالَمينَ بِحَيْرَتي // وما زِلْتُ في هذا الْمُصابِ أُحَيِّرُ

     بهذه الإبداعية المتميزة، استطاعت الشاعرة أن تحرك خيال عميد الأدب المغربي الدكتور عباس الجراري بسبب مفعول شعرها في نفسه، فرد منشدا خلال حفل تتويجها مؤخرا بفاس قائلا:

    عجزتُ عن التعبير أبغي به شكرا // أأكتبه نثرا أم أقرضه شعرا

    فريدة ربات الخدور وكوكب // يضيء سمانا ينثر الأنجم الزهرا

    بهاء وأخلاق وعلم وعزة // من الشمم الوجدي تلبسه فخرا

    وكيف وقد زادت عليه بفضلها //شمائل زانتها وتعلو بها قدرا

    وإبداعها فاقت به كل مبدع // به نالت القصوى وأدركت الشعرى

    سلوني عن شعر لها قد خبرته // فليس له مثل ومن شاء فليقرا

    أصيل قصيد سبكته متانة // وروعة تصوير تصوغ به الدرا

    بشرق وغرب لم يعر لبهائه //كما عندها فاصدع به ليس ذا سرا

     وطبعا ما كان من باب المبالغة الزائدة أن يصف عضو أكاديمية المملكة المغربية شاعرتنا ب”الكوكب الذي يضيء سمانا“، بل قال ذلك بفعل قوة وجمال شعرها الذي سحره وهز كيانه وذائقته عند قراءته، فتأكد له أن إبداعها فاق كل مبدع، بأصالته ومتانته وسبكته وروعة تصويره، مما جعله فريدا ليس له مثيل, ومن أراد أن يتأكد من ذلك – يضيف الجراري-  فليقرأ شعرها.

             من جهته اعتبر الأديب والدبلوماسي اليمني الدكتور عبد الولي الشميري أن “الحديث عن شعر الشاعرة الملهمة سميرة فرجي متنوع، والتقييم يختلف من قصيدة إلى أخرى، إنها في صدقها وجمال تعابيرها ذبيحة بين عناد الكتمان وشموخ الاعتزاز بالذات” قبل ان يتوجه لها في دراسة عن شعرها قائلا: ” فأنت تجاوزت مدى لم يبلغه قيس وليلى، وكثير، وعزة، وقهرت العاشقين والشعراء الغزليين من بعدك. واعترف أنك بهذه القصيدة بلغت عرش الأميرة المتوجة للشعر الفصيح، الموزون المقفى البليغ السهل الممتنع”.

    ليس هذا فقط، بل إن عددا من الشعراء الحداثيين من أنصار قصيدة النثر، رفعوا لشعرها قبعاتهم تقديرا وإعجابا، فهذا حسن الوزاني الذي أعجب بشعرها أيما إعجاب، فكان ذلك سببا في برمجتها ضمن فعاليات المعرض الدولي للكتاب خلال الدورتين الأخيرتين، وذاك محمد بشكار الذي أفرد افتتاحيته – على غير العادة – ليتحدث بنوع من الدهشة عن شعرها على امتداد الصفحة الأولى للملحق الثقافي لجريدة العلم.

    وبالعودة إلى الدكتور عباس الجراري، فإنه عندما قرأ صدفة مخطوط ديوانها “رسائل النار والماء”، قرر بدون تردد تقديمه قائلا:

    “سعدت هذه الأيام بالاطلاع على ديوان “رسائل النار والماء” للشاعرة المتفننة الأستاذة المحامية سميرة فرجي، فأعجبت بما تتمتع به هذه الشاعرة من إمكانيات ذاتية وقدرات تعبيرية.

    فبالإضافة إلى لغتها الرشيقة، وعباراتها الجميلة الأنيقة، وصورها الرائعة البديعة، فهي تعنى بالتشكيل الموسيقي المطرب، تضبطه بأنماط إيقاعية داخلية وخارجية، تتعامل معها بعفوية وتلقائية، وفق ما يتطلبه الوضع وتقتضيه المعاناة.

    وهي بعد هذا تلفت النظر بنفسها الوجداني المتميز وجرأتها المتفردة في إعلان مواقفها، بشموخ فائق وحيوية متدفقة، وبوعي ورؤية طموحة لما تسمو به نفسها ويعلو به القدر.

    وعندي ان الأستاذة سميرة بهذا الديوان تكشف تجربة غنية في التعبير الشعري،  هي وليدة انفعال حقيقي وتأثر بالغ، مما يجعلها تتجاوز المتعارف عليه والمتداول، وتحول ما تعانيه من قضية شخصية تبدو واقعية في الغالب، إلى ما يضفي عليها طابعا إنسانيا يحث القارئ،  بما يشبه الحكمة، على التجاوب معها بتعاطف واندماج.

    وهي بهذا وغيره تحتل موقعا طليعيا في ساحة الشعر العربي، يدعو باعجاب وتقدير الى كثير من الاعتزاز بها والافتخار.” انتهىت شهادة عباس الجراري.”

    نعم لقد استطاعت الشاعرة حقا، وهي تسجل حضورها الشعري المتعاظم، أن تقهر الزمن، من خلال قدرتها على إبداع شعر جميل ومعبر يسحر  القلوب حسب عبد الولي الشميري، بلغة رشيقة وفي قالب عمودي يعود لقرون خلت، حيث “أبهرت – يقول الشاوي – وتبهر القارئ وتثير فضوله وترجعه إلى زمن القصيدة العمودية الجميل في أقوى لحظاته وأبهى تجلياته وأرقى نماذجه الخالدة، لأنها تصدر في ذلك عن طبع صقيل وذوق رفيع ودربة عميقة”. لذلك فلا غرابة أن تتم ترجمة أشعارها إلى عدد من اللغات الحية، كما أن القادم من الأيام يحمل بدون شك تألقا كبيرا ومفاجآت سارة للشاعرة.

    محمد بلمو

  • بحماة تكريم الفائزين بمسابقة الرقة الأدبية للشعر والقصة القصيرة..- سهاد حسن

    بحماة تكريم الفائزين بمسابقة الرقة الأدبية للشعر والقصة القصيرة..- سهاد حسن

    تكريم الفائزين بمسابقة الرقة الأدبية للشعر والقصة القصيرة بحماة

    حماة-سانا

    كرمت مديرية ثقافة الرقة بالتعاون مع مديرية ثقافة حماة الفائزين بمسابقة الرقة الأدبية ضمن حفل أدبي خاص على مسرح المركز الثقافي العربي بحماة بحضور عدد من الشعراء والمهتمين.

    وجاء في المرتبة الأولى للشعر الشاعر مصطفى صمودي عن قصيدته مولوغ وفي المرتبة الثانية الشاعر طلعت سفر عن قصيدته أشرعة الحنين في حين ذهبت الثالثة للشاعر رضوان الحزواني عن قصيدته إلى دار الرشيد.

    ونال نهاد عبد الرزاق عن قصته حصان حمدان المرتبة الأولى للقصة القصيرة والقاصة فرات غانم المرتبة الثانية عن قصتها اغتراب وقارب وحلت ثالثة مناصفة كل من ناديا إبراهيم عن قصتها الغربة ونوران علي عيسى عن قصة عائدون.

    وتخلل الحفل إضاءة على المجموعة القصصية دمشق ام لاتموت للأديب سامي محمود طه.

    وأكد مدير ثقافة الرقة عبد الحميد خلف في تصريح لمراسلة سانا أن المسابقة حققت قيمة شعرية وقصصية عالية واستطاعت أن توظف الشعر والقصة على الصعيد الوطني بطريقة أدبية وإنسانية ناجحة مبينا أن سورية خلاقة ومعطاءة منذ الأزل ولا تزال ولادة للابداع الأدبي والفكري رغم كل الظروف.

    بدوره أشار مدير ثقافة حماة سامي طه إلى أهمية إقامة هذه الفعالية في خضم الحرب الارهابية التي تشن على بلدنا وهي تاتي تعبيرا عن الحس الوطني العالي الذي يمتاز به شعراؤنا وأدباؤنا مؤكدا أن كل ما قدم من قصائد وقصص للمسابقة كانت نصوصا جميلة لامست الحس الوطني لشعراء وأدباء تعاملوا مع الكلمة الجميلة النابضة.

    حضر الفعالية أنس جولاق عضو المكتب التنفيذي لمجلس محافظة حماة وفعاليات رسمية وأدبية وثقافية في محافظتي الرقة وحماة.

    سهاد حسن

  • للشاعرالسوري الدكتور ( جميل ضاهر ) .. قصيدة بعنوان ( أهواكِ ) ..أهواكِ شمسًا تدفئ صباحات كانون وقمرًا ينير ليالي نيسان …

    للشاعرالسوري الدكتور ( جميل ضاهر ) .. قصيدة بعنوان ( أهواكِ ) ..أهواكِ شمسًا تدفئ صباحات كانون وقمرًا ينير ليالي نيسان …

    ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏‏‏سماء‏، و‏شجرة‏‏، و‏‏شفق‏، و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏‏ و‏طبيعة‏‏‏
    Jamil Daher

    ‏13 يوليو‏، الساعة ‏06:52 م‏ ·

     أهواكِ
    أهواكِ شمسًا تدفئ صباحات كانون
    وقمرًا ينير ليالي نيسان …
    وربيعًا ألوانـه تجمّل العالمَ بـِسِحرها
    وورودًا يعشقـها النظر وترتاح لها الأعين
    وزهورًا تعطـّر النفس وتبهج الروح.
    أهواكِ أغنيةً لها من سِحر الكلمات
    وعذوبة الألحان …
    ما يُسعِد القلبَ ويُريح البدن …
    وحكايةً تطرب السمعَ ويطول معها السَهر.
    أهواكِ بيتًا أتوق للعودة إليه …
    وأعشق طعامَه …
    وأرتاح لقعدته.
    أهواكِ ينبوعًا …
    شربتة منه …
    تنهي عطشَ السنين …
    وماؤه لا ينضب.
    أهواكِ طيرًا لا يهاجر …
    وشجرةً خضرتها تكفي الفصول.
    أهواكِ حلمًا فيه أنتِ …
    وعرسًا لـكِ أنتِ …
    ومساءً معه أنتِ .
    أهواكِ غروبًا أنتِ ألوانه …
    وليلاً أنتِ نجومه …
    وفجرًا أنتِ مطلعه.
    أهواكِ نسمات المساء …
    ودمعةً ترضي العين …
    وعشقـًا أبديًّـا.
    ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏‏‏سماء‏، و‏شجرة‏‏، و‏‏شفق‏، و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏‏ و‏طبيعة‏‏‏
  • الأديبة الأستاذة ( نعيمة خليفي )..شاعرة و كاتبة و مترجمة..

    الأديبة الأستاذة ( نعيمة خليفي )..شاعرة و كاتبة و مترجمة..

     

    نعيمة خليفي شاعرة و كاتبة و مترجمة
    لها ديوان شعري الموسوم بـ همسات ثائرة
    و مجموعة شعرية ثانية بعنوان الفراشات تحترق ليلا ,لم تخرج للنور بعد
    رئيسة فرع المتطقة الشرقية لرابطة كاتبات المغرب
    مستشارة بجمعية تأهيل الفتاة بمدينة وجدة
    مديرة منتدى منارة الوطن العربي
    مديرة منتدى شعراء و كتاب المشرق و المغرب العربي
    شاركت في عدة ملتقيات شعرية
    حاصلة على عدة شواهد تقديرية
    نشرت لها عدة قصائد و بعض الحوارات و القراءات النقدية بالصحف الورقية العراقية
    من بينها اوراق , جريدة الزمان , الخالدون , و جريدة المصالحة الوطنية
    و بحريدة الامة المغربية , بالإضافة الى النشر بعدة صحف إلكترونية

    مغربية النشأة , عربية الانتماء, من مواليد1958 ,بمدينة أحفير ,
    حاصلة على الشهادةالجامعية بجامعة محمد بن عبد الله بفاس تخصص اللغة الانجليزية و ادابها سنة 1982
    بعد 28 سنة بسلك التدريس ,اسندت اليها مهمة قيمة على المكتبة لأسباب صحية
    ,كانت مناسبة للغوص في عالم القراءة و الكتابة من جهة و تحفيز التلاميد على المطالعة و عملت على تفجير طاقات في كل المجالات ,شعر ,مسرح ,رسم , اغاني و مقالات ادبية و فكرية , و سهرت على تنظيم امسيات ثقافية و شعرية بالمؤسسة التعليمية الشريف الادريسي و خارجها

    تعرفنا الأديبة نعيمة خليفي عن نفسها باختصار بقولها: أنا امراةٌ.. سيدة نفسي. أطمح كثيرا إلى التغيير , اهتماماتي تتمحور حول القضايا المجتمعية وبالدرحة الأولى قضايا المرأة وحقوق الإنسان, كما أهتم بكتابة الشعر والترجمة و بكل ما هو ثقافي

    !!!…ما أوجعَ الطـّريقَ إليك

    ما أوجعَ الطـّريقَ إليك… أيّـتها الشّـُموسُ الغارباتْ

    !انسحق الشّوك على شغاف القلب…الملتهب… الأسيرْ

    وأنت تأتين ولا تأتينْ

    تـُشرقين ولا تـُشرقينْ

    كالرّيح الكاسرة… تنصَبّ عليّ بوطأتها الأسئلة

    هل هو فصل النـّزف… نرتديه وشمـاً بالميراث والولاية؟

    هل هذا زمنُ الحمل الكاذب أم زمن عسر الولادة؟

    كيف للبياض أن يُورِق في مرابع السّحاب أيتها السّماواتْ؟

    والموت تحت حوافر اللـّيل… يتساقط كالأغنيّـاتْ

    ترى، هل من جواد طائر يلوي عنق هذا اللـّيل؟..وحش بلا قيد.. أهوجُ النـّزواتْ

    على لحن العاصفة يُتابع الرّقص على جراح الحمَامات الذبيحاتْ

    من يهـَبـُني لغة تـرُدّ وهـج الشّمس إلى غبش السّماء؟

    ما عادت السّماء سماء

    ولا الأرض أرضا

    …إذ أضحى الشّـجر الواقفُ مقعداً… مُستبدلاً جمـرَ الكفّ بالثـّلجْ

    والصّرخات ارتـدّتْ ساكنة على جصّ الشّـِفـاه

    إذ أضحى الفقـر الدمويّ.. شهادتـَنا

    إذ أمسى الوطنُ مسرحاً من زائف القدّيسين ومصّاصي الـدّماءْ

    أيّـتها الفراشات المصقولة الخفيّة

    هاتي الزهور الرّاضعات من ألبان الفراديس المُعطـّـَرة

    وكلـّلي عيون وشفاه النـّبوءة

    أيّـتها الـرّياح امنحيني صفتك الهَوجاءْ

    لأحمل أسماء الأماكن المهجورة ولون دماء الشّهداءْ

    بوجه الحُـلم اعتصمي… حتى وإن ابتلعتـْنا موجة الانتظارْ

    ثمّـة درب ما زال هناكْ

    لبُـلوغ الواحات المرئيّة في الآفاقْ

    لا بـدّ للبنفسج الأطلسيّ أن يُشرق على جراح العاشقينْ

    لا بـدّ للـّبلاب المُحترق واللـّيلك العاري أن يستعيد اخضرار البساتينْ

    من منـّا سيموت ويَذوي قبل هلاك الجسد المُنهار؟

    **

    الأديبة الشاعرة
    أ. نعيمة خليفي

  • قصيدة ( أحلام طفولية ) ..كم كُنْتُ أحلمُ عندما كنتُ صغيراً أنْ أحيا حياة السلطان ..للشاعرالمبدع ( محمد عبدالله ) ..

    قصيدة ( أحلام طفولية ) ..كم كُنْتُ أحلمُ عندما كنتُ صغيراً أنْ أحيا حياة السلطان ..للشاعرالمبدع ( محمد عبدالله ) ..

    صورة ‏محمد عبدالله‏ الشخصية ، ‏ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص أو أكثر‏‏‏

    الشاعر : محمد عبد الله

    أحلام طفولية قصيدة من شعر التفعيلة على تفعيلة ( فعولن وجوازاتها )
    كم كُنْتُ أحلمُ عندما كنتُ صغيراً
    أنْ أحيا حياة السلطان
    وكم حلمتُ لو أبيتُ يوماً
    على فراش السلطان
    كلُّ الأطفالِ في بلدي
    يريدون موت السلطان
    حتى يلعبوا في قصره
    ويكيلوا الشرَّ لإبنه
    ولم نكن نعلم
    أنَ أقوانا ابن السلطان
    ………….
    لمّا كبِرْتُ
    مات فيّا الإنسان
    ولم أعُدْ أرغب
    أن أبدو كالسلطان
    قد علمتُ
    أنَّ نصف السكان
    هم السلطان
    وأنّ السلطانَ
    لايلبسُ تاجاً من ذهبٍ
    بلْ يلبسُ لباس الحوذيّ
    وجلباباً من الجهلِ
    ويجمع ذقوناً من عطبٍ
    أو قاطعَ طريقٍ أو أفّاق
    مختبئاً بثوب الفارس
    ويُكثِرُ من مدْحِ السلطان
    لهُ هزائمٌ لاتُحصى
    وأكبرُ هزائمهِ
    موت الوجدان
    ويخطِبُ فيكَ
    ويستنهضُ غيرتك …همّتَكَ
    كي تحارب
    بسيف السلطان
    ويحاول تبسيط الفكرة
    بِأّنّ السبايا غنائمُ حربٍ
    وفي المعاركِ
    لابُدَّ من مُنْتَصِرٍ
    ولابُدَّ من خسران
    ………….
    الكُلُّ في بلدي
    يرغبُ أن يبدو كالسلطان
    لكنّي في أوّل جلسةِ اعتراف
    سُئِلْتُ عن أصدقائي
    وأهوائي
    اعترفتُ أنّي
    أقطُنُ بجوارِالجرذان
    وكتاباتي ماهيَ إلاّ
    أطغاثُ أحلامٍ
    وأحلامي
    بدّدَها النَسَيانْ
    …………..
    محمد عبدالله

    ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏زهرة‏ و‏طبيعة‏‏‏

  • للأديب ( أيمن الحسن ).. مجموعة قصصية بعنوان “مسك غزالة وقمر” – مشاركة : محمد خالد الخضر

    للأديب ( أيمن الحسن ).. مجموعة قصصية بعنوان “مسك غزالة وقمر” – مشاركة : محمد خالد الخضر

    “مسك غزالة وقمر” مجموعة قصصية لأيمن الحسن

    دمشق-سانا

    جاءت المجموعة القصصية “مسك غزالة وقمر” الصادرة حديثا للأديب أيمن الحسن متنوعة في بناء السرد الحكائي الذي جمع بين الواقع والخيال معتمدا أحيانا على أسس القص الأصيل مع حداثة جمعت بين الأصالة والمعاصرة.

    ويعتمد الكاتب الحسن في مجموعته على تنويع الأشكال المعنوية التي جاءت مليئة بالدلالات والنفحات الأصيلة مطرزة بالقدرة على خلط الموروث الأصيل مع ما هو موجود في عالم الحداثة وهذا ما ورد في أغلب القصص.

    كما يلجأ الحسن أحياناً للبيئة في تحديد معالم نصوصه القصصية فتبدو جميلة بهية وأحيانا يتخطى البيئة بغية تجاوز الزمان والمكان ليوحد بين هذه الأسس وبين شخصيات قصصه كما جاء في قصة “كان صباح” و”أستار لعتمة الحرير” و”سلاماً صباح الوطن”.

    على حين يأتي الوطن في بعض النصوص نتيجة الدلالات التي زخر بها النص والحركة العاطفية من شخوص القصص إلى الحدث كما في أغلب عبارات نص لازورد “نشيد الحكايات الناهضة” التي نافست بقية القصص في تحولاتها العاطفية.

    كما يظهر عند الحسن نزوع للتشبث بالوطن وظهور الهوية والاهتمام بالعلاقات الإنسانية الإيجابية وهي أمور تجلت في قصة “وظل في علبة الكرتون” التي صور فيها جماليات المدينة ورصد عواطف الحب واهتم بالحوارات لتغدو أهم بنى الحدث في النصوص.

    ولا تتسم قصص المجموعة بالتقليد وأحيانا تظهر فيها عواطف الكاتب الشخصية وتختلف الرؤى من قصة إلى أخرى لكنها في معظمها تتحدث عن العدالة الاجتماعية كما جاء في قصة “يا ظلها المتعب” وقصة “وعاد خليل”.

    ويحارب الحسن في قصصه الغدر والغش والمكر والخيانة وهذا بدا في أغلب القصص وفي كثير من الجمل والتعابير التي كان يستخدمها بشكل مقصود في مفاصل الأحداث كقوله “إلا الخيانة فليست مقبولة على الإطلاق”.

    وفي أغلب القصص تنتصر الأخلاق وتبدو واضحة كأساس بنيوي لتكون هي ذروة الحبكة في الأسلوبين اللذين جنح إليهما الحسن من المعاصر للأصيل فكانت هذه القيم الإيجابية هي جل ما أراد الكاتب إظهاره في شعاب قصصه وصولا إلى هدفه المنشود.

    ومجموعة مسك غزالة وقمر من منشورات اتحاد الكتاب العرب تقع في 203 صفحات من القطع المتوسط.

    يشار إلى أن أيمن الحسن حاصل على إجازة جامعية في الهندسة المدنية وهو أمين سر فرع دمشق لاتحاد الكتاب العرب وصدرت له سبع مجموعات قصصية منها “محاولة في رصد ما حدث” و”العودة ظافراً” التي نال عليها جائزة الشارقة للإبداع العربي 1997 و”عصا موسى” ورواية واحدة هي “أبعد من نهار دفاتر الزفتية”.

    محمد خالد الخضر

  • لقاء شعري بعنوان هنا القدس من دمشق…في مقر نادي اتحاد الصحفيين بدمشق

    لقاء شعري بعنوان هنا القدس من دمشق…في مقر نادي اتحاد الصحفيين بدمشق

    1.  هنا القدس من دمشق… لقاء شعري في مقر نادي اتحاد الصحفيين

    دمشق-سانا

    هنا القدس من دمشق عنوان اللقاء الشعري الذي أقامته دار القدس للطباعة والنشر والتوزيع بالتعاون مع ملتقى يا مال الشام في مقر نادي اتحاد الصحفيين بالعفيف بمشاركة عدد من الشعراء والشاعرات.

    وغلب على قصائد المشاركين التغني بالمقاومة والدعوة للتصدي للفكر الصهيوني وجرائمه بحق الشعوب العربية إضافة إلى قصائد وجدانية وغزلية كما تضمن اللقاء أغاني وطنية رافقها عزف على العود.

    وألقى الشاعر محمود حامد عددا من نصوصه الأدبية التي أخذت شكل الشطرين وعبرت عن مكانة القدس في حياته وفي شعره والدعوة لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي من أجل تحريرها فقال في قصيدة “هي القدس”:

    “هي القدس بوح الأسى لو تبوح..بماذا أستنطق فيه الجروح فهزي بثغر الطفولة آها..تري

    نفحة الشهد منها تفوح فهم عابقات المنى في رؤانا..وهم نبض هذا الوجود وروح”.

    وجاءت قصيدة الشاعر الدكتور محمد سعيد العتيق بين وصف فلسطين وحبها معتبرا أن ما تتعرض له هذه الأرض هو سبب الأسى واللوعة في نفس كل عربي حر يعتبر الوطن في أولويات الحياة فقال:

    “ما كنت يوما في هواك بمدعي .. إني أحبك يا فلسطين اسمعي

    عيناك بحر عكرته يد الردى .. زاد التياعا في الجحيم تلوعي

    نزفي فلسطين النبوءة يا أنا .. أخفيت نزفك طي هذي الأضلع

    هذي شآم والسيوف تنوشها .. تحنو عليك كالرؤوم المرضع”.

    في حين جاءت قصيدة الشاعر حسين عبد الكريم متفائلة في مستقبل أكثر ألقا ما دامت الحياة والرغبة في التحدي موجودة حتى تحقيق وعد التحرير فقال:

    “ليس من حقنا اليأس ما دام في العيون نداء..

    وأنت أم الجميلات والنظرة العصماء..

    ربيت كحلا فارسا كي يعشق النبلاء”.

    وألقى الشاعر صالح هواري قصيدة بعنوان “درة الله في الأرض” عبر فيها عن قناعته ببقاء القدس عربية وبوجوب تحريرها من المحتل بأسلوب مزج فيه بين الأصالة والحداثة في تعبير شعري مليء بالعاطفة فقال:

    “هي القدس في القدس باقية رغم أنف العدا..ولو لم تكن درة الله

    في الأرض ما اختارها الله عاصمة للندى..غزاة يخافون من ضحكة

    الدمع .. في مقلة الطفل ماذا إذا يفعلون سوى أن ..

    تقص براعمه قبل أن تولدا”.

    وذهبت قصيدة عطر الشام التي ألقتها الشاعرة إيمان موصللي إلى بهاء دمشق وحاراتها وجمال مكوناتها وما فيها من بهاء اجتمع لتكون من أجمل مدائن الكون فقالت:

    “على كتف الشآم شممت ظلا .. تهادى القلب تيها وانبهارا

    فنادتني الفراشات اشتياقا .. شعاعا أضرم الأشواق نارا

    وحدثت الروابي عن هيامي .. وأطلقت الدموع لها دثارا”.

    وعبر الشاعر حسام مقداد عن ألم القدس بسبب معاناتها من الاحتلال ليجسد صرختها بنصه الشعري فقال في قصيدة بعنوان “القدس”:

    “ذي قدسنا نادت كفاني ما بيا .. صوت من الأقصى يشق سمائيا”

    وقدم الفنان يوسف عبدو مجموعة من الأغاني الوطنية التي دعت للوقوف خلف حركات المقاومة ودعت لمواجهة العادات والتقاليد الاجتماعية حيث عزف مع أغانيه على آلة العود وقرات الشاعرة أحلام بناوي عددا من نصوصها التي رات فيها أن الوطن سيبقى مقاوما ومنيعا وأن القدس ستتحرر من الاحتلال بأسلوب عفوي مبسط يجمع العاطفة والتفعيلة بالدلالات الشعرية فقالت في قصيدتها “هنا يتسابق الزيتون واللبلاب..من منا سينمو جذره أكثر..هنا الليمون لا يقهر..هنا خبأته حجرا وراء عروسة السكر”.

    محمد خالد الخضر

  • الأديب”صدقي إسماعيل” واحد من أبرز المثقفين العرب الثوريين الذين قدموا في كتاباتهم ومن خلال الممارسة النضالية مساهمات جدية ..- مشاركة : إسماعيل النجم

    الأديب”صدقي إسماعيل” واحد من أبرز المثقفين العرب الثوريين الذين قدموا في كتاباتهم ومن خلال الممارسة النضالية مساهمات جدية ..- مشاركة : إسماعيل النجم

    “صدقي إسماعيل”.. الواقع العربي في مؤلفات لم تطبع

     إسماعيل النجم

    الأحد 03 آب 2014

    ساحة عرنوس

    روائي وشاعر وباحث، فتح نافذة واسعة على الفكر العالمي بمختلف تياراته، كاتب موهوب كان وفياً لقلمه وللقضية التي آمن بها وعاش لها، أمين المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية.

    تكبير الصورة

    مدونة وطن “eSyria” التقت بتاريخ 28 تموز 2014، الشاعر “محمد المضحي” الذي تحدث عن الأديب “صدقي إسماعيل”، ويقول: «كتب “صدقي” المقال والقصة والرواية والمسرحية والشعر، وترك أعمالاً كثيرة صدر معظمها في مجموعة من ستة مجلدات كاملة عن وزارة الثقافة والإرشاد القومي في “سورية” بين عامي 1977 و1983، وما يشد الانتباه أن مؤلفاته التي بقيت مخطوطة حتى وفاته كانت أكبر حجماً وأغزر مادة وأبعد مدى مما نشر في حياته، ويدور أكثرها حول تصوير الواقع العربي والإحاطة به، إضافة إلى البعدين الشعبي والإنساني، وقد آثر “صدقي إسماعيل” الأدب على الفلسفة التي درسها بدقة وتعمق، لأنه كان يرى في الفلسفة وبقية العلوم موقفاً من الوجود، أما الأدب فهو الوجود عينه، ووقائع الأدب وأعلامه وآثاره هي التي تكوِّن الشعوب، والشعب العربي بالذات، أكثر من أي شعب آخر، والتاريخ في نظر “صدقي إسماعيل” لم يكن مجرد أحداث توالت وانقطعت وبقي رجعها، بل هي حضور الماضي في الراهن حضوراً يتبدّى في قيم الشعب وموقفه من الموجودات».

    ويضيف: «ساهم “صدقي” في تحرير جريدة “البعث” الأسبوعية حتى

    تكبير الصورة
    صدقي إسماعيل فارس القلم النبيل

    عام 1958، ثم انتقل إلى الكتابة في جريدة “الجماهير” اليومية، وما برح يكتب ويؤلف والقلم في يده حتى خطفه الموت وهو في أوج عطائه الأدبي والفكري، وقد طور فنه هذا حين استهوته الصحافة فأصدر بعد انتقاله من “اللواء” إلى “سورية” المجلة الطلابية ثم المجلة المغربية التي أنشأها بعيد الخمسينيات للتعريف بنضال المغرب العربي، وأخيراً مجلة “الكلب” الدمشقية، التي ظل ينظمها شعراً هو والشاعر “سليمان العيسى” على مدى عشرين عاماً ويكتبانها بخط اليد فيتناقلها الأهل والأصدقاء والرفاق».

    ويشير الكاتب “وائل البدري” إلى أن “صدقي إسماعيل” واحد من أبرز المثقفين العرب الثوريين الذين قدموا في كتاباتهم ومن خلال الممارسة النضالية مساهمات جدية في محاولة بلورة نظرية للثورة العربية المعاصرة، ويقول: «كتب “صدقي” مجموعة من الأعمال منها: “الإعصار”، و”فان كوخ”، و”رامبو”، و”العرب وتجربة المأساة”، و”العصاة”، و”الله والفقر”، و”الأعمال الكاملة” ستة أجزاء، و”العطب”، و”مختارات من الشعر الصيني”، و”الينابيع”، أما المسرحيات فهي “سقوط الجمرة الثالثة”، ومسرحية “عمار يبحث عن أبيه”، و”الأحذية”، و”أيام سلمون”، و”حب المرقش الأكبر”».

    أما مدرّس اللغة العربية “محمد الحمود” فيقول: «كانت

    تكبير الصورة
    قصص الخالدين من أعمال الكاتب إسماعيل.

    القومية العربية القضية الأولى التي شغلت ذهن “صدقي إسماعيل” وظلت هاجسه طوال حياته، وقد تفتح ذهنه على محاضرات كان يلقيها “زكي الأرسوزي” في نادي “العروبة” في “أنطاكية”، فانغمس في المعركة من أجل عروبة “لواء اسكندرون”، وشارك إخوانه الطلاب في الحركة الوطنية التي تزعمها “الأرسوزي”، أصيب في إحدى المظاهرات التي جرت عام 1937 برصاص الجنود الأتراك فنقل إلى المستشفى وأخضع لعلاج طبي استمر نحو شهرين، وانتهت معركة “اللواء” بسلخه عن الوطن الأم، فانتقل “صدقي إسماعيل” من وطنه الصغير إلى وطنه الكبير “سورية” ليتابع نضاله من أجل المبادئ التي حملها والشعب الذي أحبه، والعروبة التي آمن بها فكانت بعداً من أبعاد وجوده، ولم تكن الكتابة عنده غاية بذاتها، بل هي جبهة معارك والقلم طريقها، فهو يرى أن الذي صان الأمة تراثها، وهو الذي يوحدها اليوم وليس سياسة السياسيين».

    يشار إلى أن “صدقي إسماعيل” ولد في مدينة “أنطاكية” عام 1924م، وأتم دراسته الابتدائية هناك، وقد باشر الكتابة وهو ما يزال في المرحلة الابتدائية، وأكمل دراسته الثانوية في “حماة” و”حلب” ثم “دمشق”، فنال

    تكبير الصورة
    الشاعر محمد المضحي

    شهادة الدراسة الثانوية سنة 1943، وتخرج في دار المعلمين بـ”دمشق” عام 1948، ومن جامعة “دمشق” نال إجازة في الفلسفة، ودبلوم تربية عام 1952م. عمل مدرساً في “حلب” و”دمشق”، وعُيِّنَ أميناً للمجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية عام 1968، ساهم عام 1969 في تأسيس اتحاد الكتاب العرب وتولى رئاسته حتى عام 1971، ورئاسة تحرير مجلة الموقف الأدبي.