Category: فنون الأدب

  • الطبيب المشاغب.. يوسف إدريس.. دخل عالم الأدب بـ”المصادفة”.

    يوسف إدريس.. "الطبيب المشاغب" دخل عالم الأدب بـ"المصادفة"!

    يوسف إدريس.. “الطبيب المشاغب” دخل عالم الأدب بـ”المصادفة”!

    • تعرّض للسجن 3 مرات في شبابه بتهمة ممارسة “العمل السري” ضد المستعمر البريطاني الذي كان يحتّل مصر
    • حارب بجوار الثوار الجزائريين كتفاً بكتف في معارك استقلالهم عن المستعمر الفرنسي لمدة 6 أشهر
    • “طبيب القصة” كان أكثر الكُتّاب ارتباطا بنبض المجتمع الحقيقي.. واهتم في أعماله بحياة البسطاء والمُهّمشين
    • سجّل النقاد عليه أنه لم يحفل كثيرا بالتراث الأدبي العربي ولم يكن يرى فيه سوى “ألف ليلة وليلة” فقط!
    • تُرجمت أعماله إلى 24 لغة عالمية وحصل على جائزة الدولة “التشجيعية” في الأدب عام 1966 و”التقديرية” سنة 1991

    الأديب الكبير الراحل د. يوسف إدريس، طبيب “اختطفه” الأدب من مهنة الطب، فعاش حياة حافلة بالمعارك الأدبية والسياسية بل حتى “الحربية”، حيث اعتُقل أثناء دراسته الجامعية في الخمسينات من القرن الماضي، بتهمة ممارسة “العمل السري” ضد المستعمر البريطاني الذي كان يحتل مصر وقتها، كما قاتل كمحارب حقيقي مع الثوار في الجبال أثناء الثورة الجزائرية أوائل عقد الستينات، وخاض معارك فكرية شرسة، حتى استحق لقب “الأديب المشاغب” عن جدارة!

    وُلد “إدريس” يوم 19 مايو 1927، في قرية تُسمى “البيروم” تابعة لمحافظة الشرقية في دلتا مصر، لأسرة من متوسطي المزارعين تضم عدداً من المتعلمين “الأزهريين”، وكان والده متخصصاً في استصلاح الأراضي، مارس مهنته هذه في مناطق مختلفة من الدلتا، وأرسل ابنه الكبير “يوسف” ليعيش مع جدته في القرية، فتركت حياة الريف أثراً بالغاً في نفس الصبي الموهوب، حيث صار خبيراً بحياة الفلاحين البائسة التي صوّرها – فيما بعد- في قصصه ورواياته بدقة لا تخلو من القسوة.

    اعتقال “طالب طب”

    أراد الطفل “يوسف” منذ صباه المبكر أن يكون طبيباً، فالتحق بكلية “الطب”. وفي سنوات دراسته الأولى بالكلية شارك في مظاهرات ضد المستعمر البريطاني. وفي 1951 أصبح السكرتير التنفيذي لـ”لجنة الدفاع عند الطلبة” التي كانت تتولى أمور الطلاب والطالبات أمام الجهات الرسمية، ثم سكرتيراً لهذه اللجنة، وبهذه الصفة نشر “إدريس” مجلات ومطبوعات ثورية ضد الاستعمار البريطاني، وضد رجال حاشية “الملك فاروق” الفاسدين، وتعرض للاعتقال 3 مرات لبضعة أشهر بسبب نشاطه السياسي، وتم فصله من الكلية لعدة أشهر، ثم عاد فاستأنف دراسته مجدداً.

    وكان “إدريس” منذ صباه غزير الثقافة واسع الاطلاع بشكل يصعب معه تحديد مصادر ثقافته، حيث اطلع الرجل على الأدب العالمي وخاصة الروسي، وقرأ لبعض الكتاب الفرنسيين والإنجليز، كما كان له قراءاته في الأدب الآسيوي، حيث عشق الكُتّاب الصينيين واليابانيين، ولكن ما سجله النقاد عليه أنه لم يحفل كثيرا بالتراث الأدبي العربي، ولم يكن يرى فيه سوى “ألف ليلة وليلة” فقط!

    وفي أثناء سنوات الدراسة الجامعية كان يحاول نشر كتاباته القصصية، حيث بدأ نشر قصصه القصيرة في عدة مطبوعات صحافية كانت رائجة وقتها، منها صحيفة “المصري” ومجلة “روز اليوسف” وغيرهما، وفي 1954 ظهرت مجموعته القصصية الأولى تحت عنوان “أرخص الليالي”.

    وبعد تخرجه في الكلية، وحصوله على “بكالوريوس الطب” عام 1947، حصل على دبلوم الأمراض النفسية ودبلوم الصحة العامة، وعمل في المستشفيات الحكومية وكان مفتشاً صحياً في “الدرب الأحمر” وهو حي شعبي في القاهرة.

    وعمل الكاتب بعدها كطبيب “ممارس عام” في مستشفى “قصر العيني” بين أعوام 1951 – 1960؛ ثم تخصص في الطب النفسي، وعمل “مفتش صحة”. وبعد نحو 10 سنوات من ممارسة الطب ترك المهنة نهائياً، واشتغل بالصحافة كمحرر في صحيفة “الجمهورية” لسان حال نظام 23 يوليو الذي كان يقوده جمال عبد الناصر و”الضباط الأحرار”.

    وأصدر الكاتب مجموعته القصصية الأولى “أرخص ليالي” عام 1954، لتتجلى موهبته في مجموعته القصصية الثانية “جمهورية فرحات” عام 1956، الأمر الذي دعا عميد الأدب العربي طه حسين لأن يقول: “أجد فيه دائماً من المتعة والقوة ودقة الحس ورقة الذوق وصدق الملاحظة وبراعة الأداء، مثلما وجدت في كتابه الأول (أرخص ليالي) على تعمق للحياة وفقه لدقائقها وتسجيل صارم لما يحدث فيها”.

    وفي سنة 1957 تزوج “إدريس” من السيدة رجاء الرفاعي، ورُزق  منها بثلاثة أبناء هم “سامح” و”بهاء” و”نسمة”. وتحدث الرجل عن قصة زواجه قائلاً: “تزوجت في مرحلة من حياتي أحسست فيها بالوحدة فعلاً! وفي هذه الظروف قابلت زوجتي وأحسست أنها من الممكن أن تكون رفيقة العمر، أحسست أنني أريد أن أجلس معها وأتعرف عليها، وأصادقها.. فتزوجت! وقلت لنفسي بهذا الارتباط لا أتزوج! وضعت في قرارة نفسي لافتة داخلية مكتوب عليها: هذا العمل الذي قمت به ليس زواجاً وإنما أنا أريد أن أعرف هذه الإنسانة معرفة حقيقية وتعرفني هي الأخرى، ولكن مجتمعي يمنعني من أن افعل ذلك إلا بالزواج، فتزوجت!”.

    وعن مخاض الإبداع عند “إدريس” قالت زوجته السيدة “رجاء”: “حينما كان يوسف يكتب كنت أجلس أمامه، ويقتصر دوري علي إعداد الشاي أو القهوة فقط. وبعد أن يكتب جملة أو جملتين يندمج تماماً ويغيب عن كل ما حوله ويبدأ في التشويح والإشارة، ويتمثل الشخوص التي يكتب عنها، ويشعر بأنها حوله تكلمه وتلمسه!”.

    مقاتل في جبال الجزائر

    في عام 1961 انضم “إدريس” إلى المناضلين الجزائريين في الجبال، وحارب معهم كتفاً بكتف في معارك استقلالهم عن المستعمر الفرنسي لمدة 6 أشهر، وأُصيب خلال ذلك بجرح خطير، فأهداه الجزائريون وساماً رفيع المستوى إعراباً عن تقديرهم لجهوده في سبيلهم، وعاد إلى مصر، وقد صار صحفياً معترفاً به حيث نشر روايات قصصية، وقصصاً قصيرة، ومسرحيات.

    وبعد عودته من الجزائر في عام 1963، حصل “إدريس” على “وسام الجمهورية” واعترف به الجميع ككاتب من أهم كُتّاب عصره. إلا أن هذا النجاح والتقدير الرسمي لم يمنعه من الانشغال بالقضايا السياسية المثارة في عصره، وظل مثابراً على التعبير عن رأيه بصراحة مطلقة، يبدو أنها لم تكن تناسب نظام 23 يوليو، حيث نشر في عام 1969 مسرحيته “المخططين” منتقداً فيها نظام عبدالناصر بشدة، فمنعت “الرقابة” عرض المسرحية، وإن ظلت قصصه القصيرة ومسرحياته غير السياسية تنشر في القاهرة وفي بيروت. وفي 1972 اختفي من الساحة العامة، على أثر تعليقات له علنية ضد الوضع السياسي في عصر “السادات”، ولم يعد للظهور إلا بعد حرب أكتوبر 1973 عندما أصبح من كبار كُتّاب صحيفة “الأهرام”.

    عايش “إدريس” في مرحلة الشباب فترة حيوية من تاريخ مصر من جوانبه الثقافية والسياسية والاجتماعية، حيث الانتقال من الملكية بكل ما فيها من متناقضات، إلى نظام 23 يوليو بكل ما حمله من آمال، ثم وقوع “النكسة” سنة 1967 وما خلفته من هزائم نفسية وآلام، ومن ثم النصر العربي العظيم على العدو الإسرائيلي في حرب أكتوبر 1972، بكل ما كان انطوي عليه ذلك من استرداد لعزة وكرامة الشخصية العربية، وبعد ذلك تطبيق سياسة “الانفتاح الاقتصادي” في مصر، وما تبع ذلك من آثار سلبية وخيمة على المجتمع المصري، من تخبط وتغير في بنيته الثقافية والنفسية والاجتماعية.

    وأحدث نهج “إدريس” القصصي تغيّراً جذرياً في كتابة القصة القصيرة، في نهاية الخمسينيات وأوائل الستينيات من القرن الماضي، فالتصوير الواقعي، البسيط، للحياة كما هي في الطبقات الدنيا من المجتمع الريفي، وفي حواري القاهرة، يتلاشى، ويظهر نمط للقصة أكثر تعقيداً. وتدريجيًا، لتصبح المواقف والشخصيات أكثر عموميّة وشموليّة، إلى أن قارب نثره تجريد الشعر المطلق. ويشيع في أعماله جو من التشاؤم، وينغمس أبطال القصص في الاستبطان والاحتدام، ويحل التمثيل الرمزي للموضوعات الأخلاقية والسياسية محل الوصف الخارجي والفعل المتلاحق.

    وقدمت أعمال “إدريس” في مجال القصة القصيرة وعياً مختلفاً عن كل من كتبوا القصة قبله، ولا يكمن اختلافه فقط في التقنيات، ولا في طريقة مقاربة الواقع، ولا في تخلصه من شوائب “الرومانتيكية” والغنائية، إنما في عينه التي تنفذ إلى الجوهر، ولا تعميها غشاوة التعاطف المجاني التي تمنع الكاتب من الوصول إلى أعماق شخصياته وعالمه.

    وفضلا عن أعماله الإبداعية، كتب الرجل عدداً كبيرا من المقالات التي جمعها في كتب كان آخرها بعنوان “فكر الفقر وفقر الفكر”، غير أن مقالاته لم ترق أبداً إلى مستوى إبداعه القصصي. وعن ذلك قال الناقد الراحل فاروق عبد القادر إن “مقالات إدريس لا تثبت لنقاش جاد إذ كان يعبر في معظمها عن حساباته ومصالحه أكثر منها عن اقتناعاته الحقيقية”.

    واعترف الرجل في أكثر من حوار صحافي وإذاعي بأنه دخل عالم الإبداع القصصي بـ”المصادفة”، وقد أهلّته دراسته الطبية وأفقه العلمي وسعة معرفته، لتشخيص أزمة الركود والجمود التي تعيشها القصة العربية عامة، خوفاً عليها من الوصول إلى “طريق مسدود”.

    أزمة آخر العمر

    يرى بعض النقاد أن ثمة أزمة فنية وإبداعية سيطرت على حياة “إدريس” الأدبية وغلفت أعماله في أواخر مرحلة السبعينيات وأوائل الثمانينيات، حتى إنها بدت شكلاً من أشكال “الانهيار” الفني والفكري مر به الكاتب الكبير، إذ صمت الكاتب عن الإبداع والعطاء صمتاً طويلاً ومريباً. ومن المحزن أن هذا الكاتب المبدع راح خلال أخريات فترة الصمت هذه يحاول محاولات يائسة لينقذ سمعته ويسترد موهبته الذائعة الصيت ؛ فقد كتب في أواخر السبعينيات بعض المحاولات القصصية، منها على سبيل المثال قصة “الرجل والنملة” والتي نشرها في مجلة “الدوحة”، لا يكاد القارئ يصدق أنها من إبداع إدريس، حيث جاءت القصة بعيدة عن الإشراق الباهر الذي تميّزت به قصصه القصيرة السابقة.

    ويعلل الناقد د. اسكندر نعمة ذلك بـ”اعتماد الكاتب الراحل على الموهبة الطامحة فحسب، فاضطرب عالمه القصصي على الرغم من النجاح الكبير الذي بلغه، والشأن الرفيع الذي ناله، ودليل هذا الاضطراب التداخل في عالم إدريس القصصي بين أجناس أدبية مختلفة ، لقد صمم الأديب أن يدخل عالم المسرح، فكانت تجربة المسرح عنده على حساب اهتماماته القصصية لفترة غير قصيرة من الزمن، إلا أن أهم مظاهر أزمة إدريس القصصية تتضح في ممارسته وبنشاط محموم وعزيمة كاملة كتابة المقالة، خاصة بعد أن كرس ذاته ووقته للصحافة فقط، فقد انساق بقوة جارفة إلى معالجة أزمة الحرية والحياة الاقتصادية والاجتماعية عربياً ومحلياً، فكان ارتداده لكتابة المقالة السياسية والاجتماعية أحد جوانب الانجراف لمعالجة هذه الأزمة الحضارية والإنسانية، فتوقف عن كتابة القصة وجرفه تيار المقالة السياسية والاجتماعية، وازدادت الأزمة لديه عمقاً ووضوحاً”.

    وقدم الأديب الراحل خلال رحلة إبداعه للأدب العربي 20 مجموعة قصصية و5 روايات، وكان الطبيب القاص أو “طبيب القصة” أكثر الكُتّاب ارتباطا بالشارع والمجتمع، واهتم في أعماله بحياة البسطاء والمهمشين الذين يصنعون تفاصيل الحياة اليومية، فقد جمع في أعماله بين نظرة الصحافي والأديب والمفكر، وكان على معرفة عميقة بواقع المجتمع المصري الذي تناوله بالنقد بالسخرية الأدبية اللاذعة والجريئة.

    وتُرجمت أعماله إلى 24 لغة عالمية، منها 65 قصة ترجمت إلى الروسية وحدها، وحصل على جائزة الدولة “التشجيعية” في الأدب عام 1966 والجائزة “التقديرية” سنة 1991 قبل وفاته بأشهر قليلة.

    وبعد “رحلة شغب” طويلة مع الكتابة والسياسة، استمرت نحو 40 عاماً، توفي الكاتب الكبير في أول أغسطس سنة 1991، وترك أعمالاً شهيرة لا تزال تتمتع بمقروئية عالية حتى الآن.

  • الشاعر فولتير.. “فيلسوف التنوير” الفرنسي كان واحدا ضد الجميع!

    فولتير.. "فيلسوف التنوير" الفرنسي كان واحدا ضد الجميع!

    فولتير.. “فيلسوف التنوير” الفرنسي كان واحدا ضد الجميع!

    أنشد الشعر وهو ما يزال طفلاً في سن الثالثة وكتب “تراجيديا شعرية” فــي عامه الثاني عشر

    قضى 11 شهرا معتقلا في سجن “الباستيل.. وتفاخر فيما بعد بأن زنزانته “أعطته الوقت ليفكر بهدوء”!

    تعرض للاعتقال أكثر من مرة فاختار أن يعيش في “منفيا” باختياره في إنجلترا لمدة 3 أعوام

    لم يلق أي تقدير رسمي خلال حياته.. وبعد وفاته اعتبرته “الجمعية الوطنية الفرنسية” بطلا قوميا

    كُتب على قبره: “هنا يرقد رجل حارب الملحدين والمتزمتين معا وأوحى في كل كتاباته بـ”روح التسامح”

    الأديب والشاعر والفيلسوف الفرنسي المعروف فرانسوا فولتير، واحد من أشهر الأدباء الساخرين في العالم، وأكثرهم إثارة للجدل، وقد أطلق عليه مؤرخو الأدب لقب “فيلسوف التنوير”، نظرا لإسهامه الكبير في مهاجمة الأفكار الجامدة والمتزمتة في عصره، وهو ما أسهم في اندلاع الثورة الفرنسية الكبرى فيما بعد.

    ورغم ذلك، لم يحظ فولتير خلال حياته بالتقدير، بل عاش مغضوبا عليه من قبل الكنيسة والسلطات الفرنسية معا، بسبب هجومه اللاذع على مساوئ عصره، كما تعرض للسجن أكثر مرة في معتقل “الباستيل” الرهيب، استمرت إحداها 11 شهرا متصلة، لكن ذلك لم يوهن عزيمته، بل إن تفاخر بعد خروجه من السجن بأن زنزانته “أعطته الوقت ليفكر بهدوء”!

    وظل فولتير طوال حياته “واحدا ضد الجميع”،  ومدافعًا صريحًا عن الإصلاح الاجتماعي على الرغم من قوانين الرقابة الصارمة والعقوبات القاسية التي كان يتم تطبيقها على كل من يقوم بخرق هذه القوانين. وباعتباره ممن برعوا في فن المجادلة والمناظرة الهجائية، فقد كان دائمًا ما يحسن استغلال أعماله الأدبية لانتقاد الكنيسة والمؤسسات الاجتماعية الفرنسية في عصره.

    وُلِد فرانسوا ماري أرويه الشهير ﺑ”فولتير” في باريس عام 1694، وكان الأخ الأصغر ضمن خمسة أطفال، والطفل الوحيد الذي عاش منهم، لأب كان يعمل موثقًا عامًا وموظفًا في وزارة المالية، فيما كانت والدته ماري دو مارت تشتهر بجمالها وذكائها، وهي تنحدر من أصول أرستقراطية نبيلة، ومنها ورث فولتير ترفعه عن الصغائر وحسه الأدبي الساخر، حيث أنشد فولتير الشعر وهو ما يزال طفلاً في سن الثالثة، وكتب تراجيديا شعرية فــي عامه الثاني عشر.

    سجين “الباستيل”

    تلقى فولتير تعليمه الأوليّ في إحدى مدارس الطائفة اليسوعية، وعلّم نفسه اللغة اللاتينية، ثم أتقن اللغتين الإسبانية والإنجليزية فيما بعد، بجهد ذاتي أيضا.

    وبعد أن أنهى دراسته، أراد أن يصبح كاتبًا، على عكس رغبة أبيه حيث أراد له أن يدرس القانون كعادة أبناء الطبقة الأرستقراطية في باريس وقتها، وأرسله والده إلى باريس للعمل في مهنة “مساعد محامِ” لكنه كان يقضي معظم وقته في كتابة الشعر الهجائي الذي استهدف مشاهير عصره، فأوقعه ذلك في متاعب مع السلطات، فشعرت أسرته بأنه يقضي على مستقبله بنفسه، وعندما اكتشف والده الأمر أرسله لدراسة القانون؛ ولكن هذه المرة في المقاطعات الفرنسية البعيدة عن العاصمة.

    ولكن فولتير استمر في كتابة المقالات والدراسات التاريخية التي لم تتصف دائمًا بالدقة على الرغم من أن معظمها كان دقيقًا بالفعل. وأكسبه الظرف الذي كانت شخصيته تتصف به شعبية في دوائر العائلات الأرستقراطية التي كان يختلط بها.

    واستطاع والد فولتير أن يحصل له على وظيفة سكرتير السفير الفرنسي في هولندا، حيث وقع فولتير في هوى لاجئة فرنسية تدعى كاثرين دي نوير، فخططا للفرار معًا إلى انجلترا، ولكن تم إجبار فولتير على العودة إلى فرنسا مجددا.

    لم تكن علاقة الكاتب بأبيه جيدة، لأنه كان يحاول إثناءه عن الاشتغال بالأدب، وإجباره على العمل المهني. ولكي يظهر رفضه لقيم ومبادئ أبيه، تبرّأ في مطلع حياته الأدبية من اسم عائلته وتبنّى اسم “فولتير” إلى الأبد.

    ودرات معظم السنوات الأولى من حياة فولتير في فلك واحد وهو العاصمة الفرنسية باريس. ومنذ تلك السنوات المبكرة، وما تلاها من سنوات عمره، دخل فولتير في مشكلات مع السلطات بسبب هجومه اللاذع المتحمس على الحكومة، وأدت به هذه الأنشطة إلى التعرض مرات عديدة للسجن، منها 11 شهرا متصلة في سجن “الباستيل” الشهير، وتفاخر الكاتب فيما بعد بأن زنزانته “أعطته الوقت ليفكر بهدوء”!

    ويقول المؤرخون إن طريقة فولتير الاستفزازية في كتاباته والمثيرة للسخرية أوقعت به في مشكلة أخرى مع السلطات في آذار 1716، حيث تم نفيه من “باريس” إلى الريف بعد كتابته قصائد تسخر من عائلة الوصي على العرش الفرنسي.

    المنفى الإنجليزي

    أصبح فولتير ثرياً بطريقة غريبة، ومن خلال استغلاله لخلل في “اليانصيب الوطني الفرنسي”، ففي عام 1729 شكّل الرجل فريقاً مع آخرين منهم علماء رياضيات، ليستغلوا ثغرة مربحة في اليانصيب، حيث أعلنت الحكومة عن جوائز ضخمة لمن يفوز بالمسابقة كل شهر، ولكن كان هناك خطأ في الحساب، حيث كانت المدفوعات أكبر من قيمة كل البطاقات، فاستغلوا هذه الثغرة وحققوا مكاسب هائلة، وحصل فولتير بذلك على ما يقارب 500 ألف فرنك فرنسي سمحت له أن يتفرّع باقي حياته لمواصلة مسيرته الأدبية دون خوف من الحاجة المادية أو العوز.

    وتعرض الكاتب للسجن مرة أخرى لفترة قصيرة في “الباستيل” عام 1726 بسبب خلافاته مع أحد الأرستقراطيين، ولكي يهرب من هذه المتاعب المستمرة، نفى نفسه طواعية إلى انجلترا حيث بقي هناك لمدة 3 سنوات.

    وتركت التجارب التي مر بها فولتير في إنجلترا أكبر أثر في أفكاره، فقد تأثر بالنظام البريطاني الدستوري مقارنةً بنظيره الفرنسي المطلق، وكذلك بدعم الدولة لحرية التعبير عن الرأي وحرية العقيدة، كما تأثر بالعديد من كتاب عصره الذين ينتمون للمدرسة الكلاسيكية الحديثة، وزاد اهتمامه بالأدب الإنجليزي الأقدم خاصةً أعمال وليم شكسبير التي لم تكن قد نالت قدرًا كبيرًا من الشهرة في أوروبا في ذلك الوقت.

    وبعد أن أمضى قرابة 3 سنوات في المنفى، عاد إلى باريس وقام بنشر آرائه حول الموقف البريطاني من الحكومة ومن الأدب ومن العقيدة في صورة مجموعة من المقالات التي تأخذ شكل الخطابات، معتبرا فيها أن الملكية الدستورية البريطانية أكثر تقدمًا واحترامًا لحقوق الإنسان خاصةً في الجانب الذي يتعلق بالتسامح الديني، من نظيرتها الفرنسية، ولاقت هذه الخطابات اعتراضات كبيرة في فرنسا لدرجة القيام بإحراق النسخ الخاصة بهذا العمل وإجبار صاحبها على مغادرة فرنسا مرة أخرى.

    الكاتب الاستثنائي

    كان الرجل كاتباً استثنائيا، غزير الإنتاج، حيث كتب أكثر من 50 مسرحية، وعشرات الأطروحات عن العلوم، والسياسة، والفلسفة، والعديد من الكتب التاريخية والتي تحوي معلومات عن كل شيء بدءاً بالإمبراطورية الروسية إلى البرلمان الفرنسي، كتب أكثر من 20 ألف خطاب إلى أصدقائه ومعاصريه في ذلك الوقت، وكان يمضي حوالي 18 ساعة يومياً في الكتابة، ويشرب كميات كبيرة جداً من القهوة تصل إلى 40 كوبا في اليوم!

    وظهرت موهبة فولتير الشعرية في بداية حياته، وكانت أول أعماله المنشورة من الشعر، وكتب قصيدتين طويلتين؛ وهما إضافة إلى العديد من المقطوعات الشعرية، وجاءت أعماله في البداية مكتوبة بشكل يحاكي أعمال “فيرجل”، وكذلك جاءت بعض قصائده وكأنها محاكاة ساخرة يُهاجم فيها بعض المفاهيم الدينية والتاريخية؛ أما أعماله التي صاغها نثرًا، والتي جاءت عادةً على هيئة كُتيبات هاجم فيها التفاؤل الديني والفلسفي، وأعمال أخرى هاجمت بعض الأساليب الاجتماعية والسياسية التي كانت سائدة في ذلك العصر، كما هاجم فيها الأفكار التي يتم تناقلها عبر الأجيال والخاصة بالقيم والمبادئ التي تقوم عليها العقيدة الأرثوذكسية.

    وتشترك كتابات فولتير الأدبية مع أعماله الأخرى في استخدامها بوجه عام لأسلوب النقد، إضافة إلى التنوع في الموضوعات التي تناولها، فقد كان يسبق كل أعماله الأساسية تمهيد يمكن اعتباره نموذجًا لنبرة السخرية اللاذعة التي تميز أعماله، والتي لم تمنعه من استخدام تلك اللغة العادية المستخدمة في أحاديث الناس، ويعتبر أكبر الأعمال الفلسفية التي أنتجها هي المقالات التي خصصها لانتقاد المعاهد السياسية الفرنسية، وأعدائه الشخصيين، والكنيسة الكاثوليكية، كذلك انتقد السياسة الاستعمارية الفرنسية في أمريكا الشمالية.

    وتم حظر العديد من أعمال فولتير المشهورة خصوصا المتعلقة منها بالدين ونظام العدالة الفرنسي، حتى أن الحكومة الفرنسية وقتها كانت تطلب كتبا معينة من مؤلفاته لتحرقها، إلا أن الكثير من أعماله تمت كتابتها في الخارج للتهرب من هذه الرقابة وحتى أنه نشر مؤلفاته تحت أسماء مستعارة.

    وترك فولتير الكثير من الأعمال والكتابات المثيرة للجدل، كانت بدايته مع رواية «أوديب» وهي أول أعماله المسرحية، ومن أعماله أيضًا روايته الأكثر شهرة “كانديد” “التفاؤل”، وقصته “صادق” التي ترجمها الدكتور طه حسين إلى اللغة العربية، ثُم كتاب «قاموس عن الفلسفة المحمولة» وهو أكثر أعماله الفلسفية أهمية، وينتقد فيه الكنيسة الرومانية الكاثوليكية.

    كتب فولتير عدة مقالات في العلوم والفلسفة والاجتماع، وكان في أعماله الأدبية بصفة عامة يُدين الحرب والتعصب الديني والظلم السياسي والاجتماعي، كما كان لكتاباته تأثير كبير على الثورة الفرنسية. ولم يكتف فولتير في كتاباته بنقد الكنيسة، بل انتقد المجتمع الفرنسي في كل كتاباته، ومع صدور كل كتاب من مؤلفاته كان يتعرض للمنع والمصادرة، وهو ما أضفى على شخصيته صفة “المغامر” خلال حياة مديدة كرّسها لقلم جريء وفاضح في مجتمع وصفه بـ”الضيّق والمتزمّت”.

    ولم يتزوج الرجل قط، ومات عازبا، لكن حياته كان تحفل بالعلاقات العاطفية، وعاش أخريات أيامه في سويسرا، وأقام مشروعا تجاريا ناجحا لصناعة الساعات هناك وهو في الخامسة والسبعين من عمره، مع مجموعة من أصدقائه السويسريين، حيث كان الممول والمدير معا، وأصبحت الساعات التي أنتجها مشروعه تنافس أفضل شركات صناعة الساعات في أوروبا آنذاك.

    وبعد حياة حافلة بالأحداث والمعارك، تُوفِي فولتير عام 1778 في باريس، عن عمر مديد بلغ 84 سنة، ورفضت الكنيسة إقامةَ صلاة على جثمانه، فَدُفن سرا في إحدى الكنائس، وتعرضت رفاته للنهب من قبل بعض المتعصبين للكنيسة، باعتباره كان أحد أعدى أعدائها على الإطلاق.

    وكُتب على اللافتة التي تعلو قبره: “هنا يرقد رجل حارب الملحدين والمتزمتين معا، وأوحى في كل كتاباته بروح التسامح، وطالب بحقوق الإنسان ضد العبودية ونظام الإقطاع، وجعل آفاق النفس البشرية تتسع وتتعلم معنى كلمة الحرية”.

    ورُد اعتبار فولتير كأديب ومفكر من أهم رواد “عصر التنوير الأوروبي” فيما بعد على أعلى المستويات، حيث اعتبرته “الجمعية الوطنية الفرنسية” بعد أعوام طويلة من وفاته بطلا قوميا، وأحد أهم المبشرين بالثورة الفرنسية الكبرى، فجمعوا رُفاتَه وبُنِي له نصب تذكاري في مقبرة العظماء “البانثيون”.

  • اللبنانية الأمريكية ايتيل عدنان فارس..من رواد الحركة الشعرية المعاصرة.

    ايتيل عدنان فارس الفنون والآداب

    ايتيل عدنان فارس الفنون والآداب

    ايتيل عدنان المقيمة في باريس تعتبر من أشهر الأعلام اللبنانية – الأميركية ورواد الحركة الشعرية المعاصرة.

    نالت شهرة عربية لعملها في الصحافة الثقافية كمحرر ثقافي في جريدة “الصفاء” الناطقة بالفرنسية والصادرة من بيروت. وإلى جانب نشاطها الأدبي، فهي فنانة تشكيلية عالمية، ومؤخراً منحتها الحكومة الفرنسية لقب فارس الفنون والآداب في 2014.

    هي شاعرة وروائية ورسامة إيتيل عدنان مزيج من أعراق ومعرف ينبوع عطاء ثري ومسيرة ثقافية تمتد على مدى حقب بين بيروت وباريس وكاليفوؤنيا إنها نبع بلاد الشام ونتاج ثقافات العالم ، كتاباتها ذات نسيج فريد ونادر في أدبنا العربي أقول أدبنا العربي على الرغم من ان إتيل تكتب بالانجليزية والفرنسية ، ذلك لأن جوهر هذا الأدب محض عربي شرقي .

    ولدت إتيل في بيروت 1925 م لأب مسلم سوري كان ضابطا في الجيش العثماني وأم يونانية مسيحية تقول إيتيل عدنان :

    ” ولد في بيروت ، لبنان لأن والدي تركا تركيا بعد نهاية الحرب العالمية الأولى . كانت بيروت قريبة من دمشق وطن أبي وبعد سنوات كثيرة ولدت أنا في عالم يختلف كل الاختلاف عن العالم الذي عرفه والدي ،”

    تلقت تعليمها الابتدائي والثانوي في مدرسة كاثوليكية فرنسية ( في دير كاثوليكي ) في بيروت فأصبحت الفرنسية لغة التعبير الذي جبلت عليه ثقافتها ومن خلال مسيرتها الدراسية تعلمت العربية فطلب منها نسخ كتاب تعليم القواعد للأتراك ، فذلك ما كان يعرفه ولمدة طويلة واظبت إيتيل على نقل حروف وكلمات لم تدرك معناها فقد تعلقت إيتيل بالحرف العربي وشكله وغن لم تصل إلى حد إدراك المحتوى من أدبياته وهو ما سيظهر تأثيره عليها لاحقا في مقالتها الشاملة بعنوان ” الكتابة بلغة أجنبية” .

    ولصبية يافعة مثل إيثيل كانت بيروت آنذاك مجالا للقاء وجوه جديدة والاستماع إلى لغات عديدية كانت المدينة كما تصفها ” عاصفة صغيرة من حرب ومتعة

    ظلت إيتيل بحكم نشأتها تعتبر الفرنسية لغة خطابها وتفكيرها وفي مطلغ الخمسينات ذهبت إيتيل إلى باريس لدراسة الفلسفة في السوربون ثم واصلت الطريق إلى أمريكا لتحل عام 1955 م في جامعة بيركلي في كاليفورنيا . فأدركت من خلالها انخراطها في دراسة الفلسفة بالإنجليزية ، أن هذا الانتقال كان يعني تحولا شاملا في طبيعة التفكير والمشاعر بل هو : ” زلزال خفيف يضرب حياة المطالب ” فتوقفت إتيل عن الكتابة بعض الوقت لأنها كانت في حالة اكتشاف متواصل .

    لم يستمر بقاؤها في الجامعة أكثر من سنوات قليلة ، ولم تقدم أطروحتها بل أثرت العمل بوظيفة في كلية صغيرة بالقرب من سان فرانسيسكو تدرس فيها العلوم الإنسانية وعن طريق هذا العمل الوظيفي ، الذي أسست من خلال حياة مهنية جديدة أعادت إيتيل صلتها بكتابة الشعر ولكن بأى لغة ستكتب ؟

    ايتيل عدنان فارس الفنون والآداب
    ايتيل عدنان

    تقول الاديبة قمر صباح : لعل من أبرز أعمالها الشعرية السياسية مطولتها ” يوم القيامة العربي ” وقد صدرت بالإنجليزية عام 1998 م أما ” 27 أكتوبر ” فهي قصيدة مقطعية طويلة كتبتها على إثر الغزو الأمريكي للعراق 2003 م ولأنها كانت أنذاك في باريس فقد كتبتها باللغة الفرنسية وكلا العملين مترجمان إلى العربية :

    ” كنت أستطيع أن أذهب إلى المقهى المجاور

    أتامل البرد وهو ينسل في الخارج

    بينما أنعم بالدفء ، أو حتى بممارسة الحب ….

    بيد أن القنابل كانت تنهمر على بغداد”

    ايتيل عدنان

  • الأديب الجزائري محمد أركون (1928-2010).

    محمد أركون (1928-2010)

    محمد أركون (1928-2010)

    محمد أركون ولد في بلدة توريرة ميمون بمنطقة القبائل الكبرى بالجزائر.

    قضى فترة الدراسة الابتدائية في توريرة ميمون والثانوية في وهران. الدراسة الجامعية بكلية الفلسفة في الجزائر ثم في السوربون في باريس. درّس اللغة العربية والأدب في باريس سنة 1956. حصل على دكتوراة في الفلسفة من جامعة السوربون سنة 1968.

    من 1961-1991كان  أستاذاً جامعياً في جامعة السوربون  واستاذاً زائراً في برلين 1977- 1979 وسنة  1990 ضيفاً باحثاً في Wissenschaftskolleg ، وفي برنستون 1992-1993 في معهد الدراسات المتقدمة. استاذاً زائراً في جامعات: لوس أنجيلوس 1969، برنستون 1985، لوفان لانيف 1977-1979 ، روما في معهد Pontificial d’ Etudes Arabes ، وفي فيلاديلفيا 1988-1990، أمستردام 1991-1993 ، جامعة نيويورك لشهري مارس وأبريل في سنة 2001 وسنة 2003، في جامعة أدنبرة Gifford Lectures  نوفمبر 2001. ومنذ سنة 2000 مستشاراً علمياً للدراسات الإسلامية في مكتبة الكونجرس في واشنطن العاصمة.

    الوظائف والنشاط الحالي :

    • أستاذ متقاعد في السوربون، أستاذ زائر وعضو في مجلس إدارة معاهد الدراسات الإسلامية في لندن منذ 1993.
    • المدير العلمي لمجلة Arabica منذ سنة 1980.
    • عضو إدارة ثم عضو لجنة تحكيم في هيئة لإدارة جائزة أغاخان للهندسة 1989-1998 . عضو في الهيئة العليا للعائلة والسكّان 1995-1998.
    • عضو في اللجنة القومية للأخلاق والرؤيا  العالمية والصحة 1990-1998.
    • عضو اللجنة الدولية لتحكيم جائزة اليونيسكو لأصول تربية السلام لسنة 2002 ، عضو في لجنة تحكيم الجائزة العربية الفرنسية لسنة 2002 التي أنشأها السفراء العرب في فرنسا.
    • عضو لجنة العلْمَنة في فرنسا لسنة 2003

    الجوائز والأوسمة :

    ضابط لواء الشرف، ضابط بالمس الأكاديمي. جائزة ليفي ديلا فيدا لدراسات الشرق الأوسط في كاليفورنيا. دكتوراه شرف من جامعة إكسيتر.

    محمد أركون

    مؤلفات محمد أركون :

     باللغة العربية:

    1-    الفكر العربي  : ترجمة د. عادل العوّا. دار عويدات- بيروت- سلسلة زدني علما 1979ً.

    2-    الإسلام بين الأمس والغد : ترجمة علي مقلد. بيروت.

    3-    تاريخية الفكر العربي الإسلامي : ترجمة هاشم صالح. مركز الإنماء القومي- بيروت 1986.

    4-    الفكر الإسلامي : قراءة علمية. ترجمة هاشم صالح. مركز الإنماء القومي- بيروت 1987.

    5-   الإسلام، الأخلاق والسياسة: ترجمة هاشم صالح. مركز الإنماء القومي بالتعون مع اليونيسكو- بيروت 1986.

    6-     الفكر الإسلامي، نقد واجتهاد: ترجمة هاشم صالح. دار الساقي- بيروت 1995.

    7-   من فيصل التفرقة إلى فصل المقال: أين هو الفكر الإسلامي المعاصر؟: ترجمة هاشم صالح. دار الساقي- بيروت 1993.

    8-     الإسلام، أوروبا، الغرب: ترجمة هاشم صالح. دار الساقي- بيروت 1995.

    9-     الفكر الأصولي واستحالة التأصيل: ترجمة هاشم صالح. دار الساقي- بيروت 1999.

    10-  نزعة الأنْسَنَة في الفكر العربي: ترجمة هاشم صالح. دار الساقي- بيروت 1997.

    11-  من الاجتهاد إلى نقد العقل الإسلامي. ترجمة هاشم صالح. دار الساقي- بيروت 1991.

    12-  معارك من أجل الأنسنة في السياقات الإسلامية: ترجمة هاشم صالح. دار الساقي- بيروت 2001.

    13-  قضايا في نقد العقل الديني. ترجمة هاشم صالح. دار الطليعة- بيروت 1998.

    14-  من التفسير الموروث إلى تحليل الخطاب الديني ترجمة هاشم صالح. دار الطليعة- بيروت 2001.

    15- الإسلام، أصالة وممارسة، بيروت 1986

    16- العلمنة والدين، دار الساقي 1990

  • كتبت الشاعرة السورية عبير الديب..قصيدة:لعطرك في المعطف الأسود **ضجيج يقض رؤى مرقدي**

    ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، ‏‏لقطة قريبة‏‏‏

    عبير الديب٤ أبريل ٢٠١٩ · 

    لعطرك في المعطف الأسود
    ضجيج يقض رؤى مرقدي

    ضجيج كأن الحياة تحن
    لضوع التراب بصبح ندي

    لعطرك بصمة كف نبي
    يداوي حنيني بوعد الغد

    يسير على ماء روحي خفيفا
    ويعلن بشراه في معبدي

    لعطرك سحر حليب الأمومة
    واليتم فيّ طغى… سيدي

    يداعبني في غيابك حينا
    و حينا يسوط بذات اليد

    فمن سوف يقنع جوع اليتميم
    ومعطفك السحر خبز غدي

    ومن سوف يمنع درويش قلبي
    من السكر عطراً أ يا مُجهدي

    ومن سوف يقنع
    ذاك الحلول المعطر
    أنيَ لن أهتدي

    ليتركني قرب باب الخطايا
    أدق و وهمَ الهدى أرتدي

    وأشكو الغياب لضوع الحضورِ
    فتدرك باب السماء يدي

    لعطرك خير لسان يقول
    لكل اللغات عليّ اشهدي

    له حين تخطو حديث جليلٌ
    يساوي الهنيهة بالسرمدِ

    يحاورني بالنشيد فأغفو
    على هدهدات الندى المنشدِ

    وأعبر سبع سماوات روحي
    بعطرك و المعطف الأسود

    عبير الديب

  • كتب الشاعر: عصمت شاهين دوسكي..قصيدة : أحكم الدنيا بكلماتك..

    كتب الشاعر: عصمت شاهين دوسكي..قصيدة : أحكم الدنيا بكلماتك..

    نتيجة بحث الصور عن أحكم الدنيا بكلماتك ... عصمت شاهين دوسكي


    أحكم الدنيا بكلماتك / عصمت شاهين دوسكي

    عصمت شاهين دوسكي

    أحكم الدنيا بكلماتك
    كملكة متوجة على عرشك
    أبيح لنفسي كل شيء
    أضحك ، أتمرد ، أحن ، أجن بغيابك
    يا سلوى في غربتي
    يا شجني بوحدتي
    آه من دمعي ، من تنزل دمعتك
    أحبك ، أحبك ، أحبك
    أحس بك وأنت بعيد
    تحترق أشعاري بصمتك
    أذوب خجلا من تقف على أبوابي
    لا تقف ، أقسمت روحي لك
    لولا إني امرأة
    لطلبت من كل سجان أن يسجنك
    لولا التاج على رأسي
    لقلت لكل النساء أنا أميرتك
    أنت تملك قلبي ، فرحي ، جنوني
    وكل سعادتي من سعادتك
    نعم يا شاعري المغترب
    شهد أنوثتي يتسلل بحنان لخليتك
    وأظافري تترك دماءً
    على كل بقعة من جسدك
    لأنا ملكة على عرش قصائدك
    أتحدى كل نساء العالم
    إن كن مثلي يحملن عشقك
    أنا دكتاتورية في الحب
    ولا أحب أن يشاركني احد في حبك
    ولا في خيالك ولا في أحلامك
    فأنا ملكة أحكم الدنيا بكلماتك
    وأنا متوجة منذ ألف عام على عرشك
    ولا أتنازل لحظة عن حبك

  • كتب الشاعر هيثم وطفة ..زجلية بعنوان:جميلة … وعندك عزة ..

    كتب الشاعر هيثم وطفة ..زجلية بعنوان:جميلة … وعندك عزة ..

    ربما تحتوي الصورة على: ‏شخص واحد‏

    جميلة …….. وعندك عزة
    وبعرشك …….. ما بتنهزي
    لكن إنتي ….. بوقت الجد
    أعظم دولة ………. بتهزي

    لطيفة ….. وكلك إحساس
    متل الخمرة.. بقلب الكاس
    يسلملي ……. خد الألماس
    وشفاف …… بطعم الكرزة.

    هيثم وطفة
    31/8/2019

    • منير محمد
      منير محمد احلى زجل واحلى كأس
      بل كلك رقه وإحساس

      مسا الإبداع

     

  • الطبيبة ريم عرنوق ..تصور في مجموعة “حرملك” القصصية وقائع حيوية رصدتها في المجتمع..

    الطبيبة ريم عرنوق ..تصور في مجموعة “حرملك” القصصية وقائع حيوية رصدتها في المجتمع..

    حرملك… مجموعة قصصية للطبيبة ريم عرنوق

    دمشق-سانا

    تصور الطبيبة ريم عرنوق في باكورة إصداراتها الأدبية مجموعة “حرملك” القصصية وقائع حيوية رصدتها في المجتمع من بيئات مختلفة تباينت خلالها سبل الحياة وطرائق التعامل واختلفت القضايا والمشاكل والمسائل الحياتية التي غلب عليها سطوة المأساة.

    في قصة الحرملك التي سميت المجموعة باسمها عالجت عرنوق ظاهرة وقوع المرأة في براثن الرجل الباحث عن الملذات ثم اضطرارها لتحمل نتائج أخطائها من قبل المجتمع الذي يتغاضى عن خطايا الرجل.

    وتسلط الطبيبة عرنوق الضوء على الغربة الزمانية والمكانية وبين الأهل والمجتمع بسبب تفاوت الوعي الذي يؤدي إلى تفاوت الإحساس عبر أسلوب قصصي لا تفلت منه ركائز القصة دون أن تقع في متاهات الضبابية بحجة الحداثة.

    وتعالج في قصص أخرى مثل “قمح وعلقم” و”يليق بهم” و”الدلال” و”ناديا” ظاهرة تفاوت العمر بين الأزواج والمشاكل التي يتسبب فيها هذا النوع من الزواج وما ينجم عنه من فشل في تربية الأولاد والانحرافات السلوكية لديهم.

    وتأتي الكاتبة على ذكر الأمراض النفسية التي تتفشى بالمجتمع نتيجة سلوكيات سلبية كتعدد الزوجات لإنجاب المزيد من الأولاد كما في القصص الأخيرة من المجموعة مثل “المرأة التي هرمت قبل الأوان” و”نشكر الله” و”موعد بعد الغداء”.

    المجموعة الصادرة عن دار دلمون الجديدة للطباعة والنشر والتوزيع وتقع في 223 صفحة من القطع الكبير تحرص الكاتبة فيها على استخدام لغة سردية قريبة من المتلقي وإن أدخلت إليها بعض الكلمات المحكية تربطها في سياق البنية المتحولة بشكل تقني إلى نهاية الحدث.

    وقالت عفراء هدبة مديرة دار دلمون الجديدة في هذه المجموعة القصصية: “تأخذنا الدكتورة ريم عرنوق إلى عوالم أنثوية ساحرة عبر سلاسة لغتها وحسن تعبيرها وهي تسبر أغوار النفس الإنسانية في مقاربتها لحكايات واقعية في شكلها خيالية في جوهرها متجاوزة اللغة التقريرية إلى لغة أدبية مترفة في دلالاتها وإن كانت بسيطة في تراكيبها لتحقق معادلاً موضوعياً بين الأدب النسوي والإنساني”.

    محمد خالد الخضر

  • الشاعر اللبناني غسان مطر..يعتبر الموسيقا وصياغة المعاني من ضروريات النص الشعري.

    الشاعر اللبناني غسان مطر..يعتبر الموسيقا وصياغة المعاني من ضروريات النص الشعري.

    غسان مطر: الموسيقا وصياغة المعاني من ضروريات النص الشعري

    دمشق-سانا

    غسان مطر شاعر لبناني يمتلك أسس القصيدة بأشكالها المختلفة ورصانتها المثقفة والتي تجمع بين الماضي العريق والحاضر بمكونه الإيجابي الذي يحترم الأصالة ويتمسك بها.

    ويعتبر غسان مطر من الشعراء العرب الذين ناهضوا الاحتلال الصهيوني ودعوا للمقاومة ورفض التطبيع مع كيان الاحتلال ونبذ دعوات التخلي عن أي ذرة من تراب الأرض فجاء شعره مقاوما على الأغلب.

    وفي حديث خاص لـ سانا  الثقافية قال الشاعر مطر: “لا أكتب إلا الشعر المقاوم لأننا في زمن اجتمعت فيه علينا قوى الشر التي تتآمر ضدنا لأنها لا تقبل بأن تكون حضارتنا منافسة لحضارتهم أو أعرق منها وتريدنا خدما تابعين للصهيونية في مخطط انتشارها اللامعقول”.

    ويضيف الشاعر اللبناني: “لا بد لنا نحن الشعراء أن نسعى بحس نضالي إلى دعم حضورنا في المنطقة والعالم وحضارتنا العريقة ووجودنا الصحيح في ظل تهديده من قبل أعدائنا فالشعر المقاوم له دور في تفعيل أحاسيس مجتمعاتنا لتبقى على تأهب واستعداد”.

    واعتبر الشاعر أن ما يكتبه من شعر اجتماعي امتداد لقصائده في المقاومة لأنها تتطرق لأهمية تعزيز التماسك الاجتماعي ونبذ المظاهر السلبية.

    وحول ركائز الشعر الأساسية يرى مطر أن الموسيقا تساهم في تحريك المشاعر مع صياغة المعاني بشكل فني ولا سيما تلك التي ترتكز على الواقع الذي يخصنا مؤكدا أنها كانت منذ القدم من ضروريات النص الشعري.

    وختم مطر بالقول: “النص الشعري الحقيقي والشرعي هو المقاوم أو الذي يخدم المقاومة ويقف بوجه أي غريب أو أي متآمر على أراضينا وغير ذلك هو ترف لا معنى له ولا نحتاج له ما لم نكن قد حققنا أهدافنا في دحر المعتدي وإحباط المؤامرة ولا سيما أن الشعر انعكاس لحالتنا النفسية وحضورنا الإنساني”.

    والشاعر غسان مطر من مواليد جبيل في لبنان سنة 1942 مجاز في الحقوق عمل في المحاماة والصحافة وزاول السياسة ردحا من الزمن له 14 مجموعة شعرية وصدرت أعماله الكاملة مؤخرا عن دار دلمون في دمشق وشارك في العديد من المهرجانات الشعرية العربية ولا سيما في سورية ولها عدد من القصائد المغناة منها “غالي يا وطني”.

    محمد خالد الخضر

  • قصيدة للشاعرة السورية: فرات إسبر ..بعنوان: كل يوم .. أنتظرُ البريد  كلَّ ما لستُ أدري ، انتظرُ  أرى العاملة بلباسها الأحمر- اللوحة للفنان العراقي :منصور السعيد

    قصيدة للشاعرة السورية: فرات إسبر ..بعنوان: كل يوم .. أنتظرُ البريد كلَّ ما لستُ أدري ، انتظرُ أرى العاملة بلباسها الأحمر- اللوحة للفنان العراقي :منصور السعيد

    كل يـوم
    اللوحة للفنان العراقي منصور السعيد
    فرات إسبر

    كل يوم 
    أنتظرُ البريد
    كلَّ ما لستُ أدري ، انتظرُ
    أرى العاملة بلباسها الأحمر
    وبقلبي وقدميّ
    ألحقُ بها
    أما من رسالةٍ لديك ؟
    لماذا الحمام الزاجل
    لا يأتي إليّ ؟
    كل يوم
    انتظر ُ
    وما من أحَد.
    وأبكي بصوتٍ من ألم.
    أيها الحمام الزاجل
    عد بي إلى عهدكَ القديم
    أنا ما زلت،أنا
    و العمر عبَر.!
    وتبكي النجوم معي
    وما من خبر.
    ساعي البريد
    يعرف وجهي
    وكل يوم
    يقول لا خبر
    حمامك الزاجل ما عاد يا قمر
    تبكي النجوم معي
    وما من خبر.

    من ديوان مثل الماء لا يمكن كسرها

    ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏طائر‏ و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏‏
    التعليقات
    عرض ٧ تعليقات إضافية