Category: عالم الطفل والإسرة

  • السؤال الأكثر إحراجا للسيدات .. “كم عمرك؟ ..حيث ترفض معظم “الإناث” الإفصاح عن أعمارهن الحقيقية، ويعتبرنها “أسرارا حربية”، .. وتزداد عقدة العمر بالمرأة كلما تقدمت في السن..

    السؤال الأكثر إحراجا للسيدات .. “كم عمرك؟ ..حيث ترفض معظم “الإناث” الإفصاح عن أعمارهن الحقيقية، ويعتبرنها “أسرارا حربية”، .. وتزداد عقدة العمر بالمرأة كلما تقدمت في السن..

    امرأة ترفض الإفصاح عن سنها ..”كم عمرك؟”.. سؤال يحرج السيدات

    “كم عمرك؟”.. سؤال يحرج السيدات
    امرأة ترفض الإفصاح عن سنها في مستشفى.. وأخرى تتباهى به

    ارتباط العمر بالجمال يدفع الكثيرات لإخفائه (الوطن)


    الطائف: فواز الغامدي
    “كم عمرك؟”.. هو السؤال الأكثر إحراجا للسيدات، حيث ترفض معظم “الإناث” الإفصاح عن أعمارهن الحقيقية، ويعتبرنها “أسرارا حربية”، .. وتزداد عقدة العمر بالمرأة كلما تقدمت في السن.
    تقول “أم سلطان” إن “أكثر الأسئلة إحراجا في حياتي اليومية تلك التي تسأل عن عمري الحقيقي، لذلك أحاول قدر الإمكان التهرب منه، وعندما تحاصرني الأسئلة، ولا أجد مفرا من الإجابة، أضطر عندها للكذب الأبيض، وتصغير عمري خمسة أو عشرة أعوام”.
    وأضافت أن “السبب الحقيقي لإخفاء المرأة عمرها عن الصديقات، هو ارتباط العمر في المجتمعات العربية، وبالذات الخليجية بالجمال، فكلما تقدمت المراة في العمر، كلما أصبحت في نظر الآخرين أقل جمالا، وأقرب إلى الشيخوخة”.
    أما الطالبة الجامعية عهود، فكان لها رأي آخر، حيث تقول “لا أتحرج من ذكر عمري الحقيقي وهو 23 عاما، وأحرص دائما على التباهي بذلك أمام من هم في سني أو يسبقونني في العمر، لأن الإنسان يمر بعدد من المراحل العمرية، ولكل منها حلاوتها وبهجتها”، مشيرة إلى أن هذا الأمر يعود إلى مدى ثقة الشخص بنفسه وبمجتمعه الذي يعيش فيه.
    وأوضحت أروى محمد (معلمة بالمرحلة الثانوية) قائلة “كثير من المعلمات يتحرجن من إعلان أعمارهن الحقيقية عند طرح هذا السؤال من قبل الطالبات، ويزداد الإصرار على التهرب من الإجابة كلما تقدمت المرأة في العمر، بل إن بعضهن يتخذن موقفا شخصيا سلبيا تجاه السائلة ويعتبرنها تفتقد الذوق”.
    وأضافت أن “نظرة المجتمع للمرأة هي السبب الرئيس في إخفاء العمر، فبينما يتراجع السن والجنس والمستوى الاجتماعي أمام المهارات في الغرب، يتزايد الاهتمام بالعمر في مجتمعاتنا العربية، خاصة عند الزواج، والتوظيف وهو ما يزيد الأمر تعقيدا.
    ويروي تركي محمد “تربوي” كيف تسبب هذا السؤال في مشكلة مع زوجته، ويقول “أثناء مراجعة زوجتي لإحدى المستشفيات، تطلب الأمر ذكر عمرها الحقيقي، وما إن أبلغت الممرضة بأنه 36 عاما، غضبت وثارت، لدرجة أنها طلبت العودة للمنزل دون إتمام المراجعة.
    وأوضح أخصائي التربية الخاصة صالح الكناني أن “هناك سوء فهم للعمر في المجتمع الشرقي، حيث يهتم الكثير من الناس بالسن، وينظرون إلى الفارق فيه بنظرة سوداوية، على سبيل المثال عند الزواج يبحث الشاب عن الزوجة التي تصغره سنا، وهو ما تسبب في ارتباط السن الأصغر بالجمال، وذلك كله دفع الفتيات لإخفاء أعمارهن الحقيقية”، مشيرا إلى أن هذه الظاهرة تكون أكثر وقعا وتأثيرا على النساء من الرجال.
    وقال المختص النفسي الدكتور حاتم الباشا “بمجرد دخول الشخص سن المراهقة يعمل على تكبير عمره، حتى يكسب ثقة الآخرين، لاعتقادهم الخاطئ بأن الأكبر عمرا هو الأكثر قبولا، ومع مرور السنوات يدخل الشخص في هواجس الكبر وقربه من مرحلة الهرم، وهذه المرحلة تكون من سن 35 إلى 40، وهنا يقاوم فكرة الهرم ونحوه، مما يجعلهم يتحرجون من ذكر العمر الحقيقي لهم”.
    وأضاف أن “الخوف من الهرم والمرض وتبعاتهما، يكون عند النساء أكثر من الرجال بسبب تخوفهم من دخولهن بعد سن الـ 45 مرحلة اليأس، فالمرأة في هذه السن تخشى أن تفقد رونقها وجزءا من أنوثتها وبالتالي فقد أهم شيء في حياتها وهو انقطاع الدورة الشهرية ويتبعها عدم قدرتها على الحمل والإنجاب.
    وأشار الدكتور الباشا إلى أن الرجال أيضا يمرون بهذه المرحلة، مرتين: الأولى عند منتصف العمر التي تأتي أحيانا في سن الأربعين، حيث يشعر بالشعيرات البيضاء وقد تسللت إلى رأسه، فيحاول أن يتمسك بالشباب، فتبدر منه أحيانا تصرفات قد توصف بالصبيانية، ومنها ارتداء الملابس الشبابية، والاهتمام بالشكل كثيرا، وفي بعض الأحيان يتطور الأمر عند البعض لحد الزواج من ثانية، أما المرحلة الأخرى فتأتي عند التقاعد وبالأخص بعد سن الـ 50، ففي هذه السن يقاوم الرجل فكرة الهرم، وأنه لم يعد مفيدا، فيحاول فرض رأيه على العائلة حتى في المجالات التي لا يعرف عنها شيئا.
    وأوضح الاختصاصي النفسي أن “عدم سؤال المرأة عن عمرها أصبح من قواعد فن العلاقات الإنسانية “الاتيكيت”، ومن يطرحه يصبح غريبا لا يعرف الأمور العصرية، ومن ذلك أيضا أن تمتدح المرأة، وهذه كلها أمور مستحدثة تتعارض مع المصداقية” وأكد الدكتور الباشا أن لكل عمر رونقه، وأن التصريح بالعمر الحقيقي دليل ثقة الشخص بنفسه، فالحياة تقيم بالإنجاز وليس بالأعمار.

  • للباحث والكاتب الأستاذ محمد بري العواني.. – العرض المسرحي الطفلي.. “رؤية نقدية” ..الحديث عن مسرح الأطفال – الممثل ..والمتفرِّج ..

    للباحث والكاتب الأستاذ محمد بري العواني.. – العرض المسرحي الطفلي.. “رؤية نقدية” ..الحديث عن مسرح الأطفال – الممثل ..والمتفرِّج ..

    نادي حمص الثقافي الاجتماعي
    العرض المسرحي الطفلي.. “رؤية نقدية”
    للباحث والكاتب الأستاذ محمد بري العواني..

    مقدمة:
    إنَّ الحديث عن مسرح الأطفال لا يغادر البنية الرئيسة المكوَّنة لهذا الفن الذي يقوم على ضرورة وجود ركنين رئيسيين في العملية المسرحية هما:
    1- الممثل
    2- المتفرِّج
    ومن دون هذين الركنين لا وجود للمسرح، ولا لعرض مسرحي. لأن المسرح منذ نشأته الأولى كان يعني-ومايزال وعلى الدوام- أنه مكان للرؤية، أو المشاهدة، أو الفرجة.
    وعلى هذا فإنَّ عرضاً مسرحيَّاً موجَّهاً للأطفال لا بدَّ له من مراعاة الاعتبارات التربوية والفنية من حيث اختيار النص، شكلاً وموضوعاً، ومضموناً، واتجاهاً جمالياً وسلوكيَّاً، وهدفاً تربويَّاً اجتماعياً، لتعزيز وتكريس العملية التربوية الشاملة، وتحقيق المتعة والفائدة، إضافة إلى اعتبار مكان العرض وزمانه وطوله وشكله، ومكوناته وعناصره.. إلخ. ولسوف نناقش أهم مكونات وعناصر العرض المسرحي الموجه للأطفال في ما يلي.

    1= النص المسرحي الدرامي:
    ما يجب التنبيه إليه هو أنَّ النص المسرحي الأدبي يشكِّل مدار الجدل الدائم والحوار النقدي المستمرِّين بين المتخصصين، والمحترفين، والهواة، والمربين، وعلماء التربية وعلماء نفس الطفل. وقد اتفق الجميع على أن البنية الفنية لنص الأطفال المسرحي لا تختلف عن النص المسرحي الموجَّه للكبار.
    غير أننا في نصوص الأطفال مدعوُّون إلى تقديم الأفكار والمعاني الإنسانية النبيلة كالحرية، والعدالة، والمساواة، والاشتراكية، والثواب، والعقاب، والحق، والخير، والجمال، وغير ذلك، في أشكالٍ حركيَّةٍ وأحداثٍ وأفعالٍ تقوم بها الشخصيات ولا ترويها للأطفال رواية، لأن الحركة أقوى من اللغة، وأعظم تأثيراً وثباتاً في الدماغ البشري. وهذا هو مضمون كلام أرسطو من أن المسرح- التراجيديا- فعلٌ وأحداثٌ، وليس رواية وسرداً. هذا من جهة.
    من جهة أخرى فإنَّ الأطفال، كالكبار، يرفضون الحديث عن الأفكار المجرَّدة في المسرح، لأنهم لا يمكنهم إدراك المعاني والمفاهيم المجرَّدة.
    ولما كان بعض مكوِّنات النص المسرحي واضحاً ومدركاً مباشرة كالمكان والزمان والملابس وأسماء الشخصيات والإضاءة… إلخ. فإنَّ عناصر أخرى في الحكاية والعرض كالتمهيد والعقدة والمشهد الإجباري والصراع وعوالم الشخصيات الداخلية تظلُّ مغلَّفة بأسرار الصنعة الماهرة، حيث يظن بعض المسرحيين، أو المُتطفِّلين على المسرح، كُتَّاباً ومخرجين وممثلين بأنّ مجرَّد إطلاق اسمٍ على شخصية تتكلَّم يعني وجود هذه الشخصية درامياً، وبأنَّ مجرد وجود حوار صاخب بين شخصيَّتين هو صراع. هذا يعني أن تبسيط الحكاية وتبسيط وتقزيم مكوناتها سوف يُقزِّم معه تلك المكونات الفنية والدرامية والفكرية. ومن المؤكد أنَّ هذا التبسيط الفاحش في النَّص المسرحي الطِّفلي هو الذي يجعل من العرض المسرحي تزييفاً وتزويراً للفن.
    ولعلَّ غيابَ الملامح الفردية الخاصة بالشخصية الدرامية وغيابَ هدفها الدرامي الذي تفتقده في الأعم الأغلب من النصوص المسرحية المكتوبة للأطفال، وغياب البطل المضاد السالب هو ما يمنعها من أن تكون شخصية برغم كل ما تقوله من كلام؛ شعراً كان أم نثراً، ومهما كانت بلاغة هذا الكلام أو الحوار، ومهما ادَّعى المؤلِّف المسرحي أو المخرج ذلك، وهو ما يمنع من أن يكون النص والعرض جديرين بالمتعة والفائدة!
    نقول ذلك لأن الأطفال الأطفال يتوقون على الدوام إلى بطل يتماهون فيه لأنهم يحبونه، مما يعني أن الشخصية- البطل والأحداث التي تجري أمام الأطفال واقعٌ منظور دائماً كونه مجسَّداً في علاقات حركية تناحرية.
    أما غياب الصراع لعدم وجود أطرافٍ أندادٍ فإنه يجعل من النص والعرض مجرد ثرثرة لا طائل منها. لذلك نجد أن هذا النوع من اللا مسرح يفتقد إلى التشويق والتحفيز والإثارة والفاعلية، ,إلى كل ما يشجِّع على متابعة الحكاية والعرض، لأنه لا شيء يجري، أو يحدث، برغم وجود الموسيقا والرقص والغناء والاستعراض وتوافر عناصر الفرجة الأخرى، وما أكثر هذه العروض التي رأيناها في سورية على الأقل، أو ما شاهدناه من عروضٍ عربية من خلال التلفاز! ولهذا فإنَّ الصراع حركةٌ، وحركةٌ مضادة؛ أي هو فعلٌ وردُّ فعلٍ. إنه بالتحديد أفعال تجري أمام الأطفال مباشرة، والآن.
    لذلك كان لا بدَّ من إثارة السؤال الأكثر أهمية في أي عرضٍ مسرحيٍّ بعامة، وفي العرض المسحري الموجه للأطفال بخاصة، هو:
    • على من سوف نركِّز انتباهنا ومتابعتنا من الشخصيات المسرحية الفاعلة كمتفرِّجين؛ كباراً وصغاراً، وذلك ضماناً لاستمرار طقوس الفرجة القائمة على الاهتمام بمركزية الحكاية، ومركزية أبطالها المتصارعين، ومركزية الحدث الدرامي من جهة؟
    • وعلى ماذا نركِّز انتباهنا من جهة الأفعال والصراع من جهة أخرى؟
    وذلك لأن هذين السؤالين يشيران بوضوح مطلق إلى حيوية العرض المسرح وفاعليته وتأثيره في جمهوره أياً كان نوع هذا الجمهور!

    2= التماثل والتماهي مع الشخصية النموذج:
    إنَّ أهميَّة الحركة التي نتكَّلم عنها لا تقلل من أهميَّة النص المسرحي، لأن هذا النص سوف يحدد الشخصية الرئيسة التي سوف يتعاطف، أو يتماثل معها الأطفال الذين يبدون اهتمامهم أولاً بأول بمعرفة من هو البطل؟ بغض النظر عن كون هذا البطل طفلاً أو كبيراً! ولهذا لا بد من التأكيد الدائم على العناية ببناء شخصية البطل موضوعةً في إطار الفعل الدرامي، وليس الوصف والسرد الكلامي، وفي مواجهة الشخصية المضادة للبطل، باعتبارها الدافع عن الرئيس دراميَّاً إلى التَّطور الخلاق، لأن من صداميهما وصراعيهما تنشأ الأحداث المسرحية المشوِّقة والمثيرة والمحفِّزة على متابعة العرض بكليته.
    ما يبدو مهماً في تلك النقطة هو أنَّ الأطفال سوف يتماثلون مع شخصية البطل لأنه نموذجهم التوَّاقون إليه، لأنَّ التَّماثل هو علاقة إدراكية مع الذات؛ علاقة تقوم على فكرة التَّشابه بين الذات والنموذج الذي يتم إدراكه حسيَّاً.
    بل إنَّ التماثل ينبع أصلاً من حاجة الأطفال إلى شيء ما؛ هو الشيء نفسه الذي تعيشه، أو تعمل له من أجله الشخصية النموذج. إنَّ الأطفال يتوقون إلى ما يرغبون في أن يكونوه على الدوام ولا يرغبون في ما هو كائن. وهنا بالتحديد يكمن جوهر الشخصية النموذج المتمثِّل في أنه يحدد بشكل غير مباشر ما يمكن أن- أو ما سوف- يكون عليه الأطفال في المستقبل. إذن: إنَّ الشخصية النموذج في مسرح الأطفال هي مشروع صيرورة وكينونة شخصيات الأطفال المستقبلية.
    ولهذا وجب على الكاتب والمخرج المسرحيَّين أن يصوغا البطل النموذج بدقة ووعي من الداخل والخارج من دون أن ينسيا أنَّ البطل لن يصبح كذلك ما لم يُزَجَّ في صراع مع الطرف الآخر النقيض له لكي يتم تبنِّي الشخصية النموذجية من قبل الأطفال والتَّعلُّم من خلال أفعالها وسلوكها مجموعة القيَّم والأهداف التي يسعى إليها العرض المسرحي. وهذا يتطلَّب مؤلِّفاً ومخرجاً مثقفين واعيين بعالم الأطفال، قدر ما هما فنانان مبدعان. كما يتطلَّب الأمر ممثلين وفنِّين لا يقلون ثقافة ومعرفة عن المؤلف والمخرج.
    وعلى هذا فإنَّ العرض المسحري بعامة، ومسرح الطفل بخاصة، هو عض حركي مرئي. أي إنه صور مرئية وصوتية مسموعة متتابعة تخضع لحتمية الظهور والاختفاء والنور والظل.
    إنه صور ما إن تظهر حتى تختفي، وما إن تختفي حتى تظهر بفعل التعاقب الزمني الخطِّي إلى أن تكتمل حكايةُ-حبكةُ- العرض في صياغات تكوينية جمالية معبرة.
    وما دامت الحركة صورة، والعكس صحيح، فإن للصورة الحركية جملةً من الوظائف الجوهرية التي لابد من تحقيقها:
    1- على الصورة أن تحكي عن شيء، أو أن تحكي قصة.
    2- على الصورة أن تُبلوِر مشاعر الأطفال بشكل حسي ملموس، وأن اثير ذلك لدى جمهور الأطفال.
    3- على الصورة أن تُبلوِر العلاقات الدرامية بما هي علاقات اجتماعية متناحرة بحسب مهام كل شخصية وأهمية هذه المهام.

    3= الصراع المسرحي- الدرامي:
    وعلى هذا لا بدَّ للمؤلِّف والمخرجِ والممثل وجميع الفنانين الآخرين من مراعاة التوازن بين الخير والشر في النص والعرض لضمان الفاعلية المسرحية والتأثير العاطفي في الأطفال.
    إنّ النمط الرَّثَّ للشرير المضحكِ الذي يتعثَّر في مشيته فيقع دائماً، أو يتلعثم في كلامه فلا تفهم منه شيئاً، أو الذي يبدأ بفعل أو عمل ولا يقدر على إتمامه لهو أمرٌ بالغ السوء. لأن ذلك كله سيجعل من البطل الخيِّر عرضةً للسخرية باعتباره غير كفءٍ في ميزان الصراع. لأن البطل الشرير المضاد مًعوَّق وعاجزٌ، مما يجعل القوتين المتصارعتين غير متكافئتين، وهذا أول الطريق إلى التزييف والتزوير الفني والكذب على الطفل!
    ولهذا يتم التأكيد، وعلى الدوام، أنَّ الصراع الدرامي لا بدَّ وأن يكون بين ‘رادتين حُرَّتين واعيَتين مُتكافِئتين مُتناقضتين على هدفٍ واحد تسعى إليه كلتاهما.
    إنَّ (التحقيق الكامل للصراع في المسرحية يتطلَّب فقط أن يتجاهل الكاتب شدَّة حساسية الطفل المتّوقَّعة وأن يركز على مستوى الصراع الضروري لتطوّر الحدث. فالشر الذ لا مبرر له غير مطلوب.. والخطُّ الأساسي الذي يجب اتباعه في الصراع هو تقديم حدٍّ ممكن من الخير والشر). (1)
    إنَّ تحقيق ذلك يعني أن تظهر جميع القوى –في المسرحية- في حالة من التكافؤ والنِّديَّة والمساواة. الأمر الذي يجعل من انتصار البطل في النهاية انتصاراً مشروعاً، كونه قام على بذل الجهد والصبر والمعاناة والشجاعة والتفكير الواعي، وغير ذلك مما يجب أن يتوفَّر لكل شخصية مهما كان نوعها ومستواها وفاعليتها في الحدث وحركة الصراع. وأي تبسيط لذلك بحجة قصور وعي الأطفال وعدم فهمهم لما يجري أو عدم فهمهم للحبكات المُركَّبة هو ادِّعاءٌ غير علمي ما لم نقدِّم عرضاً ملتبساً غامضاً، أو عرضاً مُفتَّتاً غير مترابط وغير متجانس.
    إضافة إلى ذلك فإنَّ البطل الذي يتم إنقاذه من الشرير بوساطة سحر أو حيلة أو قوة خارجية أو مساعدة غير مشروعة يصبح مجالاً رحباً لسخرية الأطفال قَدرَ ما يرفضونه. لأنَّ هذا البطل غير قادر على أن يَحُلَّ مشكلاته بنفسه، من دون أن ننسى الأهمية الفائقة لمساعدة الأصدقاء المعقولة والمبررة. وهذا يعني أنَّ مثل هذا البطل ليس هو (البطل النموذج) الذي يتوق الأطفال إلى أن يكوِّنوه كما قدمنا سالفاً. وأمر كهذا يجعل النص والعرض ساذجين يميل عنهما الأطفال سريعاً.
    وما دامت الشخصيات المسرحية تسعى إلى تحقيق أهداف واضحة ومحددة فهذا يعني أنها تسعى إلى إنجاز نهايات سعيدة لمشكلاتها وغاياتها. وهذا يعني من جهة الكتابة والإخراج الدراميين أنه لا بد من مكافأة تلك الشخصيات بما ينسجم مع جهودها ومعانياتها ومكابداتها التي عاشتها سابقاً. لذلك لا بد من نهايات سعيدة، وعوالم مثالية لهذه الشخصيات، تماماً كما لا بد من تقديم نهايات مُحزِنة وقاتمة لشخصيات الأشرار تنسجم مع أفعالها وسلوكياتها وأفكارها التي كانت تمنع البطل النموذج –الخير- من التقدُّم لتحقيق أهدافه، وبالرغم من أننا مُطالبون أيضاً بتقديم مشكلات الحياة الاجتماعية الواقعية بكل ما فيها من آلام ومصاعب ومصائب ونكسات. لأن الأطفال يحبُّون أن يروا، ويناقشوا مشكلات يعرفونها.

    4= العنف في مسرح الأطفال:
    لقد ذهب الكثر من علماء التربية وعلم نفس الطفل وكتَّابٍ ومسرحيين ومخرجين مربّين إلى أنه لا بأس من تقديم بعض العنف على المسرح ليكون جرعة وقاية وتحصيناً مفيداً، شرط أن نُظهِر في السياق الدرامي خطر العنف على حياة الإنسان بعامة، وعلى الأطفال بخاصة، وبما يربّي موقفاً فكرياً وأخلاقياً وسلوكياً لديهم للابتعاد عن العنف المدمِّر
    بكل مظاهره، واتخاذ موقف مضاد منه الآن وفي المستقبل.
    ولعلَّ هذه القضية تثير الكثير من الاعتراض لدى بعض المسرحيين وهذا أمر مفهوم بشكل عام لكن هذا أمر غير مفهوم حين نتذكَّر على الدوام أن مفهوم الصراع الدرامي يتضمَّن شكلاً من أشكال العنف إن لم يكن نفسه عنفاً مباشراً.
    والحق أن كل صراع درامي هو في حقيقته صدام مباشر بين شخصيَّتين مُتناقضتين على هدفٍ ما، كما قدمنا سالفاً. والصدام اشتباك ينتج عنه أضرار مادية ونفسية واجتماعية وأخلاقية واقتصادية.. إلخ، خاصة ما كان منه صداماً جسدياً. إذن فالعنف موجود بالقوة في طبيعة الصراع ووظيفته وليس مفروضاً عليه من خارجه.
    ولعلَّنا لا نجانب الصواب حين نرى إحجام الأطفال عن تصديق انتصار البطل على خصمه وقد تبارزا بالسيف خارج منصة المسرح؛ أي بعيداً عن أنظار الأطفال، لأن الوصف والسرد أضعف تأثيراً في إقناع الأطفال بقوة البطل ومهاراته العملية في القتال أمام خصم قوي وعنيد، مما يحقق اقتناعاً غير تامٍ بجدارة الانتصار.
    وعلى هذا فإن فعل المبارزة أمام الأطفال يتضمَّن بالضرورة عنفاً، ويتضمَّن إقناعاً أكيداً بأهمية انتصار البطل على خصمه، لأن الأطفال أنفسهم يعرفون ذلك بسبب ممارستهم في لألعاب صدامية مثل لعبة (عسكر وحرامية) التي تتضمَّن كثيراً من العنف الجسدي والنفسي؛ مما يجعل انتصارهم في اللعبة أمراً مثيراً لهم بسبب ما يشيعه هذا النصر من لذة كان العنف فيها أدارة هذه اللذة التي هي ثمرة الانتصار وصورته.
    على أنَّ أخطر ما يجب التبيه إليه هو تزييف الحقائق والأفعال في المسرح نصَّاً وعرضاً. ولَكَمْ نبَّه إلى ذلك المخرج العظيم والمربِّي المسرحي الروسي ستانيسلافسكي. ولهذا يمكن القول: ما أكثر ما قُدِّم من عروض مسرحية للأطفال فيها الكثير من التزييف! غير أن الأطفال سوف يدركون ذلك سريعاً بسبب خبراتهم الناجمة عن ألعابهم الجسدية العنيفة. ولكن لا بد من الاحتراز على العنف المبالغ فيه، لأنَّ المبالغات غير المبررة تشكِّل مواقف سلبية مضادة للنَّص والعرض بكل مكوناتها، مما يعني أنه لا بد من الحرص الدائم على احترام الأطفال، وتمتيعهم بحكاية مشوِّقة متسلسلة زمنياً، وبأحداث مترابطة ومعقولة، وابتعاد عن التطويل والاستطرادات والحشو وغير ذلك مما لا فائدة منه، وفيه.
    إنَّ الكتابة المسرحية والإخراج المسرحي للأطفال ليسا بالأمر السهل. ليس لأن ذلك يتطلَّب وعياً بعالم الأطفال ومشاعرهم، وأساليب تفكيرهم، واحتياجاتهم الروحية وحسب، بل لأننا مطالبون عل الدوام بإظهار احترامنا الصادق لهم ككائنات مفكِّرة حساسة، مُدرِكة، وأن نتوجَّه إليهم كأناس بالغين، وكأطفال في الآن نفسه، لأنهم يستطيعون فهم عواطف الكبار وانفعالاتهم. ولكنهم أيضاً يمتلكون عواطفهم غير الناضجة بعد.
    تبرز لدى الأطفال حاسة الاندهاش جليَّة، واضحة، من كل شيء. وهي حاسة منفصلة عن الحياة معظم الكبار، لأن قدرة الأطفال على التصديق أكبر منها عند الراشدين. إنَّ الأطفال يدركون الأمور بعمق أكثر لأنهم أقلُّ امتلاء، وأقل كَبتاً. وهم يتقبلون الأمور بمقدرة بدائية نقية غير ملوثة، أو معقَّدة حسب قول المُربِّي ومخرج مسرح الأطفال موسى مولدبرغ. بل إنهم يميلون على الدوام إلى التشارك بعضهم مع بعض بغيريَّة عالية ومن دون أنانية، خاصة اللعب، وهذا هو صلبُ العملية المسرحية من جهة العرض الذي لم يدركه إلا قلة من المخرجين المسرحيين الذين يتوجَّهون إلى الأطفال!

    5= الأساليب الرمزية:
    لقد أثبتت التجارب المسرحية العالمية الموجَّهة للأطفال نجاعة الأساليب الرمزية المسرحية لأنها أقرب إلى لهوِ الأطفال من الأساليب الواقعية والطبيعية. وذلك لأن ممارسات الأطفال ذاتُ طابعٍ خياليٍّ محض. أي إنها ذاتُ طابعٍ رمزيٍّ. وهم أيضاً ميَّالون إلى الأداءات الإيمائية والتمثيل الصامت والرموز السِّريَّة والكلم الملغِزِ الرمزي والأحاجي، ل،ها جميعاً تشكِّل أدوات اتصال ممتعة فيما بينهم.
    إنَّ الأطفال يتماهون على الدوام بما حولهم، وبما بين أيديهم من أدواتٍ وأشياءٍ وأغراضٍ. وهذا يعني أن استخدام الأساليب الرمزية في المسرح يغني الصورة البصرية والرغبة في التماهي والإسقاط، ويعزز عملية اندماج الأطفال بالعرض المسرحي عن طريق اندماجهم بالشخصية النموذج وبالأحداث التي تجري أمامهم، خاصة وأنَّ الأطفال يستمتعون بكل أنواع اللعب الإيهامي، فإذا ما قدمنا لهم صورة من بساط الريح من خلال بساط عادي أو سجادة بالية، أو استخدمنا عصا على أنها بندقية أو سيارة.. إلخ، عبر حلول بصرية جذابة وحركة مسرحية باهرة وإضاءة مثيرة لحققنا إثارة ومتعة لا تعادلها متعة السرد والحكي على الإطلاق، وذلك لأن الأطفال يعيشون التجربة التي كانوا قد عايشوها فوق عيدان أحصنتهم الخشبية، أو طائراتهم الورقية، أو بنادقهم الكرتونية!

    6= اللغة الشعرية:
    الجدير بالتأكيد عليه هو أنَّ الأطفال يحبون لغة الشعر ويفضلونها على النثر في المسرح، خاصة الكلمات التي يوحي لفظها بمعناها بسبب قيمتها الموسيقية والإيقاعية، ناهيك عن أن الشعر يمتلك قوة سحرية بسبب مجازاته واستعاراته وتشبيهاته وغموضه الفني الشفاف.
    لكن الجانب الأكثر امتاعاً هو تلك الأنغام التي تنبعث من موسيقا التراكيب الشعرية، ومن تلك الإيقاعات المنسجمة التي توفِّرها السطور الشعرية المتنوعة والمختلفة الأطوال ووالموجات والأصوات اللغوية والعوالم التصويرية. بل إن لغة الشعر.. (تتَّصف بصفتين إحداهما الأخرى: الأولى هي الإيقاع، والثانية هي الصورة، وارتباط هاتين الصفتين أو القيمتين بالانفعال أمر لا نحتاج إلى تأكيده، فالانفعال اهتزاز، والاهتزاز سمة الإيقاع، والانفعال ظلُّ دلالةٍ وإيحاء لا يمكن إيصالهما بالتعبير وإنما بالصورة).. (2)
    إذا كان الشعر تصويرياً، أو صورة والمسرح صورة حركية فهذا يعني أن اجتماع الصورتين يدعمان بشكل أكيد حيوية التلقي الممتع عن طريق الإيقاع الذي هو اهتزاز ممتع. ولعل مثل تلك الخصائص تلتقي مع لغة الأطفال التصويرية الرمزية كما هي لغة الإنسان البدائي. وبالتالي يلتقي الطفل بذلك الإنسان وبالشاعر في عملية إبداعية مدهشة!
    وكما تفعل المشاهد البصرية المتنوعة إيقاعياً من حيث الطول والتوسط والتعقيد والبساطة، كذلك تفعل اللغة الشعرية، خاصة عندما تكون هناك مواقف عاطفية وإنسانية، وحين تكون هناك تمائم لغوية سحرية وغرائبية تضفي على الجو العام عرابة وغموضاً وتوقعات تحبس الأنفاس وتعزز التشويق لانتظار انفراج في الحبكة الثانوية أو الحبكة الرئيسية، أو ما يتعلَّق بمصير البطل المحفوف بالمخاطر.
    إنَّ اللغة الشعرية بما هي كثافة عاطفية هي في جوهرها انفعال ذو أثر بالغ الأهمية بالنسبة لإدراك الموقف الدرامي من قبل الأطفال، وذلك لأن اللغة الشعرية وفق هذا المستوى لا تقل أهمية وفاعلية عن فاعلية الصورة ذات الألوان والإيقاعات المتنوعة والدالة.
    وإذا كان الشعر مسبوكاً وفق موازين شعرية إيقاعية تقليدية، أو وفق نظام التفعيلة، فالأجدى أن تكون تلك الموازين قصيرة، خفيفة، وأن تكون سطور شعر التفعيلة قليلة عدد الكلمات ليسهل على الأطفال قراءتها في حال القراءة، أو فهمها ووعيها وتذوقها في حال السماع، ليشكِّل ذلك كله تناغماً إيقاعياً جميلاً مساعداً على تتبع الأحداث وانفعالات البطل النموذج الخيِّر، والعدو الشرير، والشخصيات الأخرى، ووعي مضامين النص المسرحي ومغزاه، خاصة الأغاني التي تكون مصحوبة في العادة بموسيقا ورقص تعبيري. وعلى هذا فالتنويع في الإيقاعات اللغوية يعمل على زيادة فاعلية التأثير التي تحدثها تنويعات إيقاعات المشاهد والألوان والإضاءة والديكورات والحركة والملابس وغير ذلك.

    7= التكرار:
    وإذ كان الأطفال ميالين دائماً إلى تكرار كلامهم وألعابهم وحركاتهم وتعاويذهم وأحجياتهم من دون ملل أو كلل فهذا يعني أنهم يحبون التكرار المُنتج والبناء في المواقف الدرامية، شرط أن تُفيد هذه التكرارات في بناء ركنٍ من أركان الموضوع الدرامي المطروح، أو في تطوُّر الشخصية أو جانب من جوانبها النفسية أو العاطفية أو الاجتماعية وغير ذلك، لأن الأطفال يستطيعون بذلك أن يجدوا مبرراتٍ لتوقاعتهم الدائمة حول ما يجري أمامهم.
    بل إنَّ التكرار أحد السمات المهمة في عملية دمج الأطفال في أجواء المتعة كما يحصل في مشاهد السيرك حيث يقوم المرجون بتكرار الحركات المتعثِّرة فوق حبل مشدود مرتفع فوق الأرض، وفي كل محاولة سقوط تنبهر الأنفاس وينشط الترقُّب والقلق والخوف الشفاف حتى يحل المحرج مشكلته وينتصر أخيراً على صعوبات المشي فوق الحبل أو الكرة.. إلخ
    إنَّ التكرار المنتج هو دعوة إلى المحاولات الجادة لإنجاز ما هو معوَّق لنجاحاتنا ومكرَّس لإخفاقاتنا. وهذا يعني أن التكرار يتضمَّن الفائدة لأنه يتضمن التصحيح الدائم والتعزيز المستمر للغة والسلوك والقيم، كما يتضمن المتعة الناجمة عن هذا التصحيح والتعزيز، خاصة إذا قدَّرنا أن التكرار نوع من اللعب المقصود بهدف المتعة.

    8= الحركة المسرحية:
    تبدو أهمية الحركة واللعب في المسرح وشيجة الاتصال بالأطفال، لأن ذلك نابع من ميلهم الفطري إلى النشاط البدني والعنف، شرط أن يكون ذلك صادقاً ومنسجماً مع طبيعة الدراما، وليس محشوراً في العرض المسرحي حشراً.
    إنَّ ما هو مطلوب من المؤلف والمخرج كصانعين مبدعين للعرض المسرحي هو أن يعملا مع الممثلين والفنيين الىخرين على تقديم مسرح حركي آخذين بعين الاعتبار القول المشهور الثابت مسرحياً وتربوياً: (أظْهِرها.. ولا تَقُلها) كما ينقل لنا مخرج مسرح الأطفال “موسى كولدبرغ)..(3).. وكما أكدت مراراً عالمة التربية ومخرجة مسرح الأطفال “وينفريد وارد” في كتابها الجيد “مسرح الأطفال”. مما يؤكد أن الأداء المسرحي هو رؤية بصرية وقد علمنا أن المسرح فعل وليس رواية أو سرداً.
    وما دام الأطفال ميالين بطبيعة تكوينهم إلى الحركة فإنَّ مسرحية الأطفال أفضل نوع أدبي وبصري يتَّسع، وبديمقراطية عظيمة، لفنون أدائيةٍ أخرى لها آثارها المدهشة، كالرقص والغناء والأكروبات والإيماء وغير ذلك مما قدَّمنا سالفاً. ولهذا يعاني كتَّاب الأطفال والمخرجون معاناة شديدة لإنجاز عرض مسرحي مليء بالصور الجميلة المتقَنة والمفيدة. لكنَّ الأعم من هؤلاء الكتَّاب والمخرجين لا يُعيرون الغناء والرقص أهمية جادة، وإذا فعلوا فإنهم لا يوظَّفون ذلك توظيفاً مفيداً.
    وغذا كان المسرح على الدوام قائماً على الحركة المعبِّرة بكل مستوياتها فهذا يعني أنَّ الحركة لغة إشارية ذات دلالات متنوِّعة وكثيرة تتضمَّن التمثيل الصامت والإيماء. كما تتضمَّن حركة الإضاءة والملابس والديكورات والأغراض واللوازم المسرحية لأنها مرتبطة دائماً بحركة الشخصيات في المكان والزمان. ولذلك فإنَّ العناية بالتشكيل الحركي المدروس والواعي لطبيعة العلاقات الدرامية يعني تعميقاً لمضمون النص المسرحي وعلاقات الشخصيات بعضها مع بعض وهي في حالة الصراع المنشود من جهة الإخراج من خلال الصور المقترحة، الأمر الذي يحوَّل العرض إلى صور بصرية دالة ومعبِّرة.
    إنَّ الحركة في المسرح هي الصورة المادية الملموسة لدوافع ونوازع داخخلية، بل إنها في الجوهر تجسيد للداخل الخاص بالشخصية الذي هو الفعل الدرامي ورد الفعل لأن الصراع المسرحي ينتج عن صدام بين طرفين متناقضين، ومتكافئين.
    والحركة- بناء على ذلك- أكثر إيحاء من الكلمة، لأانها علامة. بل إن الحركة أكثر انطباعاً ورسوخاً في الذاكرة من الكلمة لأنها حركة أجساد وأرواح، وألوان، وإضاءة، وملابس، وغير ذلك. وهي تنسجم مع ميل الأطفال إلى الحركة الجسدية بعامة. وهذا أمر تستدعيه الضرورة الدرامية، كما تستدعي الحركة ضرورة النماء لدى الأطفال.
    والحركة أعلى صوتاً من الكلمة لأنها أكثر بروزاً وحضوراً وفاعلية، كونها تسيطر على عيون الأطفال بخاصة، والمتفرِّجين من الكبار بعامة، كما تسيطر على عقولهم وأفهامهم. ولهذا فإنَّ مسرح الأطفال يحتاج إلى فنانين مبدعين؛ كتَّاباً ومخرجين وممثلين ومصممي ديكور وملابس ومؤلِّفي موسيقا. بل إنَّ “ستانسلافسكي” طالب الممثلين على الدوام بأن يكونوا في مسارح الأطفال أفضل تمثيلاً، لأان تأثيرهم سيكون أفضل، وأكثر عمقاً منه لدى الكبار. للاعتبارات السالفة، ولغيرها، فإنَّ أوَّل لبنة في العرض المسرحي تقوم على وعي المؤلف المسرحي لطبيعة ووظيفة نصه الأدبي؛ أعني فاعليَّته في جمهور الأطفال. ولهذا فإنَّ اختياره لحكايته منوط باهتمامات الأطفال أنفسهم وتوقِقهم إلى حكايات ترضيهم متعةً وفائدة. وبالتالي فإنَّ على المخرج المسرحي أن يتلقَّط جوهر النص المسرحي ليصوغه حركةً منظَّمةً جميلة ومشوِّقة.

    9= اللعب:
    لقد أجمع علماء تربية الأطفال على أنَّ (اللعب) هو أحد أهم وأنجع الوسائل التي تحقق المتعة والفائدة للأطفال في مختلف سِنِيِّ حياتهم كتطور طبيعي وصحي. وذلك لأن اللعب ليس مجرد تفريغ للشحنات الانفعالية والعصبية قدر ماهو تقويمٌ وتعزيزٌ للطاقات الانفعالية وتنظيمها ودفعها نحو عمل خلَّاق نفسياً وفكرياً وأخلاقياً وجسدياً.
    لقد قدَّم علماء النفس والتربية تعريفات عديدة ومختلفة للعب. وبالرغم من اختلافهم فقد اتَّفقوا جميعاً على أنه نشاط يقدِّم –أو خبرة تقدِّم- للأطفال المتعة.. (4).. وسواء أكان هذا النشاط مقصوداً لذاته أم لا فإنَّ ما هو موجود بالقوة في تعريفاتهم هو أنَّ اللعب يقدِّم الفائدة للأطفال عن طريق التكرار في اللغة والحركة والمسرحية والرقص والغناء والإنشاد وغير ذلك. وهذا ما تحققه الشعرية التي تسمح بكل شيء.
    1- انعكاس للواقع
    2- وذو طابع ذاتي
    3- ويوحِّد بين الصورة والفعل والكلمة
    4- ويتدَّرج من التلقائية إلى النظام
    5- وأنه مظهر من مظاهر النمو. (5)
    فإن تلك الخصائص والمزايا تتجلَّى بأبهى صورها عبر المسرح الذي هو نشاط جماعي-اجتماعي منظَّم ومنضبط ومقصود بذاته لصالح الأطفال جميعاً.
    وعلى هذا فإنَّ (اللعب) يقوم بدورهم في حياة مجتمع الأطفال، لأنه يدمجهم بعضهم مع بعض في عملية تشاركية واحدة شرطها الرئيس هو اللعب الإيهامي، وتقبُّلُ الأطراف كافة لهذا الإيهام على مستوى التصديق الكلِّي، مما يعني أن تلك العملية الجماعية لها قوانينها ونُظمها المعتَبَرَة والمنضبطة. وهذا يعني أيضاً أن اللعب الجماعي سلوك اجتماعي ثقافي معرفي بالغ الأهمية باعتباره إنجازاً جماعياً، لأن أي عرض مسرحي كما قدَّمنا هو (ممثل+ متفرِّج) يشتركان معاً في إنجاز هذا العرض، وغياب أحدهما يلغي المشروع كله!
    إنَّ تحقيق اللعب في أي عرض مسرحي مرتهن بجودة النص الدرامي وتكامليته أولاً، وإذ لا بد له من توفير أحداث ذوات طوابع حركية في المكان والزمان وعلى مدى تطور الحبكة والشخصيات والصراع وغير ذلك، وبجودة التفكير الفني الخلَّاق لدى المخرج، وببراعة أداء الممثلين حركيَّاً ثانياً، وجمال تصميمات مصممي الفضاء المسرحي من ديكورات وملابس وإضاءة وأغراض مسرحية وموسيقى ورقص وغناء وغير ذلك مما يستدعيه العرض المسرحي الحيوي والممتع!

    10 = الإيقاع:
    لِنُذكِّر على الدوام أنَّ العرض المسرحي هو صور يتتابع بعضها وراء بعض في نظام يعتمد على الظهور والاختفاء ما دامت الحكاية تسير وفق منطقها الفني الدرامي. وهو منطق إيقاعي باهر، لأن الظهور والاختفاء لا يطالان الرؤية البصرية وحسب، بل يطالان البنية الإيقاعية للعرض المتمثِّلة ببنية النص أولاً. فحيث يجب أن تكون هناك مشاهد طويلة لا بد وأن تتبعها مشاهد قصيرة أو متوسطة الطول. وحيث يجب أن تكون هناك أداءاتٌ سريعة لا بد وأن تتبعها أداءاتٌ بطيئة أو متوسطة السرعة. وحيث تكون هناك ألوان فاقعة لا بد وأن تكون هناك ألوان أكثر هدوءً، وهكذا، لتوفير انسجام إيقاعي من خلال الاختلاف والتنوع. ومن المؤكد أن ذلك كله إنما ينبع من طبيعة الأحداث الدرامية ومهمات الشخصيات وفاعليتها في الأحداث، كما هي ناجمة عن طبيعة الصراع الدائر بين الشخصيات المتضادة والمتناقضة.
    لهذا لا بد من اختراع، أو استلهام، حكايات تتوافر فيها تلك السمات الآنفة، خاصة الشخصيات المُحببة للأطفال التي يظهر فيها دور البطل الخيِّر ودور البطل النقيض الشرير كإرادتين حرَّتين واعيتين ومتناقضتين ومتكافئتين في القوة، ومتصارعتين من دون أي تعسُّف أو إكراه لجعل البطل الخيِّر خارقاً ومفارقاً للواقع، أو جعل البطل المضاد الشرير ضعيفاً خائرَ القوى ومتعثراً في كل شيء، وغبياً… إلخ، وكما يجري للأسف في كثير من النصوص المسرحية المنشورة، أو العروض المليئة بالجهل وعدم الدراية والخبرة التربوية، لأن مراعاة الوضع الإنساني يشكِّل الأمثولة التربوية للأطفال، ولأن البطل النموذج هو المثال التربوي الذي يتعرَّض لأنواع كثيرة من المصاعب والمآسي والمشكلات العويصة، وعليه أن يجتازها ويتجاوزها بنفسه وبخبرته وجهده، وبمساعدة آخرين من نوعه ضدَّ قوى الظلم والشرد والعدوان.
    في تلك النقطة بالتحديد يبرز دور العرض المسرحي كصورة مرئية للأطفا. ولتحقيق ذلك فإن على المخرج أن ينطلق في صياغة عرضه من جملة أسئلة مهمة وهي:
    1- لِمنْ سأُقدِّم العرض؟ = تحديد الجمهور,
    2- ماذا سأُقدِّم لهذا الجمهور = الحكاية موضوعاً ومضموناً.
    3- أين ومتى سأقدِّم العرض؟ = تحديد المكان والزمان.
    4- كيف ساُقدِّم العرض؟ = شكله البصري- الصوري.
    إنَّ السؤال الأخير هو أخطر وأهم الأسئلة لأنه يتضمَّن الأسئلة السابقة، إذا يتوقَّف على الإجابة إنجاز الصورة الكلية البصرية التي يجب أن تستحوذ على قلوب وعقول الأطفال، والكبار، متعةً وفائدة.
    إنَّ العرض المسرحي كلٌّ لا يمكن تجزيئه على الإطلاق لأنه يشكِّل أمثولة مدهشة يتعلَّم منها الأطفال من دون قسر أو إكراه أو موعظة مباشرة فجَّة. وما دمنا حريصين تربوياً وفنيَّاً وسياسياً واجتماعياً وثقافياً على إنجاز تربية فاضلة فإنَّ الحرص على مسرح الأطفال ضرورة وطنية وقومية قَدْرَ ما هي ضرورة تربوية واجتماعية.
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    (1) مسرح الأطفال- فلسفة ومنهج: موسى غولدبرغ. ص144. ترجمة صفاء روماني دمشق. وزارة الثقافة 1991
    (2) مقدمة لدراسة الصورة الفنية: الدكتور نيعم اليافي. ص 17- وزارة الثقافة والإرشاد القومي دمشق 1982
    (3) –انظر كتابه”مسرح الأطفال- فلسفة ومنهج”: ص 152. والقول لكاتبة الأطفال المسرحية (تشارلوت تشورينغ).
    (4) –انظر كتاب سيكولوجية اللعب: ص23-24-25. للدكتورة أمل الأحمد والدكتور علي منصور. جامعة دمشق 2004-2005. وانظر كتاب سيكولوجية اللعب: تأليف سوزانا ميلر حول تعريف اللعب والنظريات القديمة والحديثة التي عنيت باللعب، خاصة الفصل الثاني بعنوان (اللعب في نظريات علم النفس). ترجمة الدكتور حسن عيسى. مراجعة الدكتور محمد عماد الدين اسماعيل. عالم المعرفة 120. المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب. الكويت 1987
    (5) سيكولوجية اللعب: من ص27- إلى ص31.
    المراجع:
    1- مسرح الأطفال- فلسفة ومنهج: موسى غولدبرغ.
    2- مقدمة لدراسة الصورة الفنية: الدكتور نعيم اليافي. وزارة الثقافة والإرشاد القومي دمشق 1982
    3- كتاب سيكولوجية اللعب: الدكتورة أمل الأحمد والدكتور علي منصور. جامعة دمشق 2004
    4- كتاب سيكولوجية اللعب: تأليف سوزانا ميلر ترجمة الدكتور حسن عيسى. مراجعة الدكتور محمد عماد الدين اسماعيل. عالم المعرفة 120. المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب. الكويت 1987
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    هامش: المحاضرة ألقيت اليوم بتاريخ 10 آذار-2014 في قاعة السينمار- كلية الآداب- جامعة البعث من ضمن النشاطات الثقافية لشهر آذار لإتحاد الكتاب العرب -فرع حمص- بالتعاون مع نقابة المعلمين بجامعة البعث. — مع ‏سامر محمد إسماعيل‏ و ‏‏51‏ آخرين‏.

    صورة: ‏العرض المسرحي الطفلي.. "رؤية نقدية"
للباحث والكاتب الأستاذ محمد بري العواني..

مقدمة:
إنَّ الحديث عن مسرح الأطفال لا يغادر البنية الرئيسة المكوَّنة لهذا الفن الذي يقوم على ضرورة وجود ركنين رئيسيين في العملية المسرحية هما:
1- الممثل
2- المتفرِّج
ومن دون هذين الركنين لا وجود للمسرح، ولا لعرض مسرحي. لأن المسرح منذ نشأته الأولى كان يعني-ومايزال وعلى الدوام- أنه مكان للرؤية، أو المشاهدة، أو الفرجة.
وعلى هذا فإنَّ عرضاً مسرحيَّاً موجَّهاً للأطفال لا بدَّ له من مراعاة الاعتبارات التربوية والفنية من حيث اختيار النص، شكلاً وموضوعاً، ومضموناً، واتجاهاً جمالياً وسلوكيَّاً، وهدفاً تربويَّاً اجتماعياً، لتعزيز وتكريس العملية التربوية الشاملة، وتحقيق المتعة والفائدة، إضافة إلى اعتبار مكان العرض وزمانه وطوله وشكله، ومكوناته وعناصره.. إلخ. ولسوف نناقش أهم مكونات وعناصر العرض المسرحي الموجه للأطفال في ما يلي.

1= النص المسرحي الدرامي:
ما يجب التنبيه إليه هو أنَّ النص المسرحي الأدبي يشكِّل مدار الجدل الدائم والحوار النقدي المستمرِّين بين المتخصصين، والمحترفين، والهواة، والمربين، وعلماء التربية وعلماء نفس الطفل. وقد اتفق الجميع على أن البنية الفنية لنص الأطفال المسرحي لا تختلف عن النص المسرحي الموجَّه للكبار.
غير أننا في نصوص الأطفال مدعوُّون إلى تقديم الأفكار والمعاني الإنسانية النبيلة كالحرية، والعدالة، والمساواة، والاشتراكية، والثواب، والعقاب، والحق، والخير، والجمال، وغير ذلك، في أشكالٍ حركيَّةٍ وأحداثٍ وأفعالٍ تقوم بها الشخصيات ولا ترويها للأطفال رواية، لأن الحركة أقوى من اللغة، وأعظم تأثيراً وثباتاً في الدماغ البشري. وهذا هو مضمون كلام أرسطو من أن المسرح- التراجيديا- فعلٌ وأحداثٌ، وليس رواية وسرداً. هذا من جهة.
من جهة أخرى فإنَّ الأطفال، كالكبار، يرفضون الحديث عن الأفكار المجرَّدة في المسرح، لأنهم لا يمكنهم إدراك المعاني والمفاهيم المجرَّدة.
ولما كان بعض مكوِّنات النص المسرحي واضحاً ومدركاً مباشرة كالمكان والزمان والملابس وأسماء الشخصيات والإضاءة... إلخ. فإنَّ عناصر أخرى في الحكاية والعرض كالتمهيد والعقدة والمشهد الإجباري والصراع وعوالم الشخصيات الداخلية تظلُّ مغلَّفة بأسرار الصنعة الماهرة، حيث يظن بعض المسرحيين، أو المُتطفِّلين على المسرح، كُتَّاباً ومخرجين وممثلين بأنّ مجرَّد إطلاق اسمٍ على شخصية تتكلَّم يعني وجود هذه الشخصية درامياً، وبأنَّ مجرد وجود حوار صاخب بين شخصيَّتين هو صراع. هذا يعني أن تبسيط الحكاية وتبسيط وتقزيم مكوناتها سوف يُقزِّم معه تلك المكونات الفنية والدرامية والفكرية. ومن المؤكد أنَّ هذا التبسيط الفاحش في النَّص المسرحي الطِّفلي هو الذي يجعل من العرض المسرحي تزييفاً وتزويراً للفن.
ولعلَّ غيابَ الملامح الفردية الخاصة بالشخصية الدرامية وغيابَ هدفها الدرامي الذي تفتقده في الأعم الأغلب من النصوص المسرحية المكتوبة للأطفال، وغياب البطل المضاد السالب هو ما يمنعها من أن تكون شخصية برغم كل ما تقوله من كلام؛ شعراً كان أم نثراً، ومهما كانت بلاغة هذا الكلام أو الحوار، ومهما ادَّعى المؤلِّف المسرحي أو المخرج ذلك، وهو ما يمنع من أن يكون النص والعرض جديرين بالمتعة والفائدة!
نقول ذلك لأن الأطفال الأطفال يتوقون على الدوام إلى بطل يتماهون فيه لأنهم يحبونه، مما يعني أن الشخصية- البطل والأحداث التي تجري أمام الأطفال واقعٌ منظور دائماً كونه مجسَّداً في علاقات حركية تناحرية.
أما غياب الصراع لعدم وجود أطرافٍ أندادٍ فإنه يجعل من النص والعرض مجرد ثرثرة لا طائل منها. لذلك نجد أن هذا النوع من اللا مسرح يفتقد إلى التشويق والتحفيز والإثارة والفاعلية، ,إلى كل ما يشجِّع على متابعة الحكاية والعرض، لأنه لا شيء يجري، أو يحدث، برغم وجود الموسيقا والرقص والغناء والاستعراض وتوافر عناصر الفرجة الأخرى، وما أكثر هذه العروض التي رأيناها في سورية على الأقل، أو ما شاهدناه من عروضٍ عربية من خلال التلفاز! ولهذا فإنَّ الصراع حركةٌ، وحركةٌ مضادة؛ أي هو فعلٌ وردُّ فعلٍ. إنه بالتحديد أفعال تجري أمام الأطفال مباشرة، والآن.
لذلك كان لا بدَّ من إثارة السؤال الأكثر أهمية في أي عرضٍ مسرحيٍّ بعامة، وفي العرض المسحري الموجه للأطفال بخاصة، هو:
• على من سوف نركِّز انتباهنا ومتابعتنا من الشخصيات المسرحية الفاعلة كمتفرِّجين؛ كباراً وصغاراً، وذلك ضماناً لاستمرار طقوس الفرجة القائمة على الاهتمام بمركزية الحكاية، ومركزية أبطالها المتصارعين، ومركزية الحدث الدرامي من جهة؟
• وعلى ماذا نركِّز انتباهنا من جهة الأفعال والصراع من جهة أخرى؟
وذلك لأن هذين السؤالين يشيران بوضوح مطلق إلى حيوية العرض المسرح وفاعليته وتأثيره في جمهوره أياً كان نوع هذا الجمهور!

2= التماثل والتماهي مع الشخصية النموذج:
إنَّ أهميَّة الحركة التي نتكَّلم عنها لا تقلل من أهميَّة النص المسرحي، لأن هذا النص سوف يحدد الشخصية الرئيسة التي سوف يتعاطف، أو يتماثل معها الأطفال الذين يبدون اهتمامهم أولاً بأول بمعرفة من هو البطل؟ بغض النظر عن كون هذا البطل طفلاً أو كبيراً! ولهذا لا بد من التأكيد الدائم على العناية ببناء شخصية البطل موضوعةً في إطار الفعل الدرامي، وليس الوصف والسرد الكلامي، وفي مواجهة الشخصية المضادة للبطل، باعتبارها الدافع عن الرئيس دراميَّاً إلى التَّطور الخلاق، لأن من صداميهما وصراعيهما تنشأ الأحداث المسرحية المشوِّقة والمثيرة والمحفِّزة على متابعة العرض بكليته.
ما يبدو مهماً في تلك النقطة هو أنَّ الأطفال سوف يتماثلون مع شخصية البطل لأنه نموذجهم التوَّاقون إليه، لأنَّ التَّماثل هو علاقة إدراكية مع الذات؛ علاقة تقوم على فكرة التَّشابه بين الذات والنموذج الذي يتم إدراكه حسيَّاً.
بل إنَّ التماثل ينبع أصلاً من حاجة الأطفال إلى شيء ما؛ هو الشيء نفسه الذي تعيشه، أو تعمل له من أجله الشخصية النموذج. إنَّ الأطفال يتوقون إلى ما يرغبون في أن يكونوه على الدوام ولا يرغبون في ما هو كائن. وهنا بالتحديد  يكمن جوهر الشخصية النموذج المتمثِّل في أنه يحدد بشكل غير مباشر ما يمكن أن- أو ما سوف- يكون عليه الأطفال في المستقبل. إذن: إنَّ الشخصية النموذج في مسرح الأطفال هي مشروع صيرورة وكينونة شخصيات الأطفال المستقبلية.
ولهذا وجب على الكاتب والمخرج المسرحيَّين أن يصوغا البطل النموذج بدقة ووعي من الداخل والخارج من دون أن ينسيا أنَّ البطل لن يصبح كذلك ما لم يُزَجَّ في صراع مع الطرف الآخر النقيض له لكي يتم تبنِّي الشخصية النموذجية من قبل الأطفال والتَّعلُّم من خلال أفعالها وسلوكها مجموعة القيَّم والأهداف التي يسعى إليها العرض المسرحي. وهذا يتطلَّب مؤلِّفاً ومخرجاً  مثقفين واعيين بعالم الأطفال، قدر ما هما فنانان مبدعان. كما يتطلَّب الأمر ممثلين وفنِّين لا يقلون ثقافة ومعرفة عن المؤلف والمخرج.
وعلى هذا فإنَّ العرض المسحري بعامة، ومسرح الطفل بخاصة، هو عض حركي مرئي. أي إنه صور مرئية وصوتية مسموعة متتابعة تخضع لحتمية الظهور والاختفاء والنور والظل.
إنه صور ما إن تظهر حتى تختفي، وما إن تختفي حتى تظهر بفعل التعاقب الزمني الخطِّي إلى أن تكتمل حكايةُ-حبكةُ- العرض في صياغات تكوينية جمالية معبرة.
وما دامت الحركة صورة، والعكس صحيح، فإن للصورة الحركية جملةً من الوظائف الجوهرية التي لابد من تحقيقها:
1- على الصورة أن تحكي عن شيء، أو أن تحكي قصة.
2- على الصورة أن تُبلوِر مشاعر الأطفال بشكل حسي ملموس، وأن اثير ذلك لدى جمهور الأطفال.
3- على الصورة أن تُبلوِر العلاقات الدرامية بما هي علاقات اجتماعية متناحرة بحسب مهام كل شخصية وأهمية هذه المهام.

3= الصراع المسرحي- الدرامي:
وعلى هذا لا بدَّ للمؤلِّف والمخرجِ والممثل وجميع الفنانين الآخرين من مراعاة التوازن بين الخير والشر في النص والعرض لضمان الفاعلية المسرحية والتأثير العاطفي في الأطفال.
إنّ النمط الرَّثَّ للشرير المضحكِ الذي يتعثَّر في مشيته فيقع دائماً، أو يتلعثم في كلامه فلا تفهم منه شيئاً، أو الذي يبدأ بفعل أو عمل ولا يقدر على إتمامه لهو أمرٌ بالغ السوء. لأن ذلك كله سيجعل من البطل الخيِّر عرضةً للسخرية باعتباره غير كفءٍ في ميزان الصراع. لأن البطل الشرير المضاد مًعوَّق وعاجزٌ، مما يجعل القوتين المتصارعتين غير متكافئتين، وهذا أول الطريق إلى التزييف والتزوير الفني والكذب على الطفل!
ولهذا يتم التأكيد، وعلى الدوام، أنَّ الصراع الدرامي لا بدَّ وأن يكون بين ‘رادتين حُرَّتين واعيَتين مُتكافِئتين مُتناقضتين على هدفٍ واحد تسعى إليه كلتاهما.
إنَّ (التحقيق الكامل للصراع في المسرحية يتطلَّب فقط أن يتجاهل الكاتب شدَّة حساسية الطفل المتّوقَّعة وأن يركز على مستوى الصراع الضروري لتطوّر الحدث. فالشر الذ لا مبرر له غير مطلوب.. والخطُّ الأساسي الذي يجب اتباعه في الصراع هو تقديم حدٍّ ممكن من الخير والشر). (1) 
إنَّ تحقيق ذلك يعني أن تظهر جميع القوى –في المسرحية- في حالة من التكافؤ والنِّديَّة والمساواة. الأمر الذي يجعل من انتصار البطل في النهاية انتصاراً مشروعاً، كونه قام على بذل الجهد والصبر والمعاناة والشجاعة والتفكير الواعي، وغير ذلك مما يجب أن يتوفَّر لكل شخصية مهما كان نوعها ومستواها وفاعليتها في الحدث وحركة الصراع. وأي تبسيط لذلك بحجة قصور وعي الأطفال وعدم فهمهم لما يجري أو عدم فهمهم للحبكات المُركَّبة هو ادِّعاءٌ غير علمي ما لم نقدِّم عرضاً ملتبساً غامضاً، أو عرضاً مُفتَّتاً غير مترابط وغير متجانس.
إضافة إلى ذلك فإنَّ البطل الذي يتم إنقاذه من الشرير بوساطة سحر أو حيلة أو قوة خارجية أو مساعدة غير مشروعة يصبح مجالاً رحباً  لسخرية الأطفال قَدرَ ما يرفضونه. لأنَّ هذا البطل غير قادر على أن يَحُلَّ مشكلاته بنفسه، من دون أن ننسى الأهمية الفائقة لمساعدة الأصدقاء المعقولة والمبررة. وهذا يعني أنَّ مثل هذا البطل ليس هو (البطل النموذج) الذي يتوق الأطفال إلى أن يكوِّنوه كما قدمنا سالفاً. وأمر كهذا يجعل النص والعرض ساذجين يميل عنهما الأطفال سريعاً.
وما دامت الشخصيات المسرحية تسعى إلى تحقيق أهداف واضحة ومحددة فهذا يعني أنها تسعى إلى إنجاز نهايات سعيدة لمشكلاتها وغاياتها. وهذا يعني من جهة الكتابة والإخراج الدراميين أنه لا بد من مكافأة تلك الشخصيات بما ينسجم مع جهودها ومعانياتها ومكابداتها التي عاشتها سابقاً. لذلك لا بد من نهايات سعيدة، وعوالم مثالية لهذه الشخصيات، تماماً كما لا بد من تقديم نهايات مُحزِنة وقاتمة لشخصيات الأشرار تنسجم مع أفعالها وسلوكياتها وأفكارها التي كانت تمنع البطل النموذج –الخير- من التقدُّم لتحقيق أهدافه، وبالرغم من أننا مُطالبون أيضاً بتقديم مشكلات الحياة الاجتماعية الواقعية بكل ما فيها من آلام ومصاعب ومصائب ونكسات. لأن الأطفال يحبُّون أن يروا، ويناقشوا مشكلات يعرفونها.

4= العنف في مسرح الأطفال:
 لقد ذهب الكثر من علماء التربية وعلم نفس الطفل وكتَّابٍ ومسرحيين ومخرجين مربّين إلى أنه لا بأس من تقديم بعض العنف على المسرح ليكون جرعة وقاية وتحصيناً مفيداً، شرط أن نُظهِر في السياق الدرامي خطر العنف على حياة الإنسان بعامة، وعلى الأطفال بخاصة، وبما يربّي موقفاً فكرياً وأخلاقياً وسلوكياً لديهم للابتعاد عن العنف المدمِّر
بكل مظاهره، واتخاذ موقف مضاد منه الآن وفي المستقبل.
ولعلَّ هذه القضية تثير الكثير من الاعتراض لدى بعض المسرحيين وهذا أمر مفهوم بشكل عام لكن هذا أمر غير مفهوم حين نتذكَّر على الدوام أن مفهوم الصراع الدرامي يتضمَّن شكلاً من أشكال العنف إن لم يكن نفسه عنفاً مباشراً.
والحق أن كل صراع درامي هو في حقيقته صدام مباشر بين شخصيَّتين مُتناقضتين على هدفٍ ما، كما قدمنا سالفاً. والصدام اشتباك ينتج عنه أضرار مادية ونفسية واجتماعية وأخلاقية واقتصادية.. إلخ، خاصة ما كان منه صداماً جسدياً. إذن فالعنف موجود بالقوة في طبيعة الصراع ووظيفته وليس مفروضاً عليه من خارجه.
ولعلَّنا لا نجانب الصواب حين نرى إحجام الأطفال عن تصديق انتصار البطل على خصمه وقد تبارزا بالسيف خارج منصة المسرح؛ أي بعيداً عن أنظار الأطفال، لأن الوصف والسرد أضعف تأثيراً في إقناع الأطفال بقوة البطل ومهاراته العملية في القتال أمام خصم قوي وعنيد، مما يحقق اقتناعاً غير تامٍ بجدارة الانتصار.
وعلى هذا فإن فعل المبارزة أمام الأطفال يتضمَّن بالضرورة عنفاً، ويتضمَّن إقناعاً أكيداً بأهمية انتصار البطل على خصمه، لأن الأطفال أنفسهم يعرفون ذلك بسبب ممارستهم في لألعاب صدامية مثل لعبة (عسكر وحرامية) التي تتضمَّن كثيراً من العنف الجسدي والنفسي؛ مما يجعل انتصارهم في اللعبة أمراً مثيراً لهم بسبب ما يشيعه هذا النصر من لذة كان العنف فيها أدارة هذه اللذة التي هي ثمرة الانتصار وصورته.
على أنَّ أخطر ما يجب التبيه إليه هو تزييف الحقائق والأفعال في المسرح نصَّاً وعرضاً. ولَكَمْ نبَّه إلى ذلك المخرج العظيم والمربِّي المسرحي الروسي ستانيسلافسكي. ولهذا يمكن القول: ما أكثر ما قُدِّم من عروض مسرحية للأطفال فيها الكثير من التزييف! غير أن الأطفال سوف يدركون ذلك سريعاً بسبب خبراتهم الناجمة عن ألعابهم الجسدية العنيفة. ولكن لا بد من الاحتراز على العنف المبالغ فيه، لأنَّ المبالغات غير المبررة تشكِّل مواقف سلبية مضادة للنَّص والعرض بكل مكوناتها، مما يعني أنه لا بد من الحرص الدائم على احترام الأطفال، وتمتيعهم بحكاية مشوِّقة متسلسلة زمنياً، وبأحداث مترابطة ومعقولة، وابتعاد عن التطويل والاستطرادات والحشو وغير ذلك مما لا فائدة منه، وفيه.
إنَّ الكتابة المسرحية والإخراج المسرحي للأطفال ليسا بالأمر السهل. ليس لأن ذلك يتطلَّب وعياً بعالم الأطفال ومشاعرهم، وأساليب تفكيرهم، واحتياجاتهم الروحية وحسب، بل لأننا مطالبون عل الدوام بإظهار احترامنا الصادق لهم ككائنات مفكِّرة حساسة، مُدرِكة، وأن نتوجَّه إليهم كأناس بالغين، وكأطفال في الآن نفسه، لأنهم يستطيعون فهم عواطف الكبار وانفعالاتهم. ولكنهم أيضاً يمتلكون عواطفهم غير الناضجة بعد.
تبرز لدى الأطفال حاسة الاندهاش جليَّة، واضحة، من كل شيء. وهي حاسة منفصلة عن الحياة معظم الكبار، لأن قدرة الأطفال على التصديق أكبر منها عند الراشدين. إنَّ الأطفال يدركون الأمور بعمق أكثر لأنهم أقلُّ امتلاء، وأقل كَبتاً. وهم يتقبلون الأمور بمقدرة بدائية نقية غير ملوثة، أو معقَّدة حسب قول المُربِّي ومخرج مسرح الأطفال موسى مولدبرغ. بل إنهم يميلون على الدوام إلى التشارك بعضهم مع بعض بغيريَّة عالية ومن دون أنانية، خاصة اللعب، وهذا هو صلبُ العملية المسرحية من جهة العرض الذي لم يدركه إلا قلة من المخرجين المسرحيين الذين يتوجَّهون إلى الأطفال!

5= الأساليب الرمزية:
لقد أثبتت التجارب المسرحية العالمية الموجَّهة للأطفال نجاعة الأساليب الرمزية المسرحية لأنها أقرب إلى لهوِ الأطفال من الأساليب الواقعية والطبيعية. وذلك لأن ممارسات الأطفال ذاتُ طابعٍ خياليٍّ محض. أي إنها ذاتُ طابعٍ رمزيٍّ. وهم أيضاً ميَّالون إلى الأداءات الإيمائية والتمثيل الصامت والرموز السِّريَّة والكلم الملغِزِ الرمزي والأحاجي، ل،ها جميعاً تشكِّل أدوات اتصال ممتعة فيما بينهم.
إنَّ الأطفال يتماهون على الدوام بما حولهم، وبما بين أيديهم من أدواتٍ وأشياءٍ وأغراضٍ. وهذا يعني أن استخدام الأساليب الرمزية في المسرح يغني الصورة البصرية والرغبة في التماهي والإسقاط، ويعزز عملية اندماج الأطفال بالعرض المسرحي عن طريق اندماجهم بالشخصية النموذج وبالأحداث التي تجري أمامهم، خاصة وأنَّ الأطفال يستمتعون بكل أنواع اللعب الإيهامي، فإذا ما قدمنا لهم صورة من بساط الريح من خلال بساط عادي أو سجادة بالية، أو استخدمنا عصا على أنها بندقية أو سيارة.. إلخ، عبر حلول بصرية جذابة وحركة مسرحية باهرة وإضاءة مثيرة لحققنا إثارة ومتعة لا تعادلها متعة السرد والحكي على الإطلاق، وذلك لأن الأطفال يعيشون التجربة التي كانوا قد عايشوها فوق عيدان أحصنتهم الخشبية، أو طائراتهم الورقية، أو بنادقهم الكرتونية!

6= اللغة الشعرية:
الجدير بالتأكيد عليه هو أنَّ الأطفال يحبون لغة الشعر ويفضلونها على النثر في المسرح، خاصة الكلمات التي يوحي لفظها بمعناها بسبب قيمتها الموسيقية والإيقاعية، ناهيك عن أن الشعر يمتلك قوة سحرية بسبب مجازاته واستعاراته وتشبيهاته وغموضه الفني الشفاف.
لكن الجانب الأكثر امتاعاً هو تلك الأنغام التي تنبعث من موسيقا التراكيب الشعرية، ومن تلك الإيقاعات المنسجمة التي توفِّرها السطور الشعرية المتنوعة والمختلفة الأطوال ووالموجات والأصوات اللغوية والعوالم التصويرية. بل إن لغة الشعر.. (تتَّصف بصفتين إحداهما الأخرى: الأولى هي الإيقاع، والثانية هي الصورة، وارتباط هاتين الصفتين أو القيمتين بالانفعال أمر لا نحتاج إلى تأكيده، فالانفعال اهتزاز، والاهتزاز سمة الإيقاع، والانفعال ظلُّ دلالةٍ وإيحاء لا يمكن إيصالهما بالتعبير وإنما بالصورة).. (2)
إذا كان الشعر تصويرياً، أو صورة والمسرح صورة حركية فهذا يعني أن اجتماع الصورتين يدعمان بشكل أكيد حيوية التلقي الممتع عن طريق الإيقاع الذي هو اهتزاز ممتع. ولعل مثل تلك الخصائص تلتقي مع لغة الأطفال التصويرية الرمزية كما هي لغة الإنسان البدائي. وبالتالي يلتقي الطفل بذلك الإنسان وبالشاعر في عملية إبداعية مدهشة!
وكما تفعل المشاهد البصرية المتنوعة إيقاعياً من حيث الطول والتوسط والتعقيد والبساطة، كذلك تفعل اللغة الشعرية، خاصة عندما تكون هناك مواقف عاطفية وإنسانية، وحين تكون هناك تمائم لغوية سحرية وغرائبية تضفي على الجو العام عرابة وغموضاً وتوقعات تحبس الأنفاس وتعزز التشويق لانتظار انفراج في الحبكة الثانوية أو الحبكة الرئيسية، أو ما يتعلَّق بمصير البطل المحفوف بالمخاطر.
إنَّ اللغة الشعرية بما هي كثافة عاطفية هي في جوهرها انفعال ذو أثر بالغ الأهمية بالنسبة لإدراك الموقف الدرامي من قبل الأطفال، وذلك لأن اللغة الشعرية وفق هذا المستوى لا تقل أهمية وفاعلية عن فاعلية الصورة ذات الألوان والإيقاعات المتنوعة والدالة.
وإذا كان الشعر مسبوكاً وفق موازين شعرية إيقاعية تقليدية، أو وفق نظام التفعيلة، فالأجدى أن تكون تلك الموازين قصيرة، خفيفة، وأن تكون سطور شعر التفعيلة قليلة عدد الكلمات ليسهل على الأطفال قراءتها في حال القراءة، أو فهمها ووعيها وتذوقها في حال السماع، ليشكِّل ذلك كله تناغماً إيقاعياً جميلاً مساعداً على تتبع الأحداث وانفعالات البطل النموذج الخيِّر، والعدو الشرير، والشخصيات الأخرى، ووعي مضامين النص المسرحي ومغزاه، خاصة الأغاني التي تكون مصحوبة في العادة بموسيقا ورقص تعبيري. وعلى هذا فالتنويع في الإيقاعات اللغوية يعمل على زيادة فاعلية التأثير التي تحدثها تنويعات إيقاعات المشاهد والألوان والإضاءة والديكورات والحركة والملابس وغير ذلك.

7= التكرار:
وإذ كان الأطفال ميالين دائماً إلى تكرار كلامهم وألعابهم وحركاتهم وتعاويذهم وأحجياتهم من دون ملل أو كلل فهذا يعني أنهم يحبون التكرار المُنتج والبناء في المواقف الدرامية، شرط أن تُفيد هذه التكرارات في بناء ركنٍ من أركان الموضوع الدرامي المطروح، أو في تطوُّر الشخصية أو جانب من جوانبها النفسية أو العاطفية أو الاجتماعية وغير ذلك، لأن الأطفال يستطيعون بذلك أن يجدوا مبرراتٍ لتوقاعتهم الدائمة حول ما يجري أمامهم.
بل إنَّ التكرار أحد السمات المهمة في عملية دمج الأطفال في أجواء المتعة كما يحصل في مشاهد السيرك حيث يقوم المرجون بتكرار الحركات المتعثِّرة فوق حبل مشدود مرتفع فوق الأرض، وفي كل محاولة سقوط تنبهر الأنفاس وينشط الترقُّب والقلق والخوف الشفاف حتى يحل المحرج مشكلته وينتصر أخيراً على صعوبات المشي فوق الحبل أو الكرة.. إلخ
إنَّ التكرار المنتج هو دعوة إلى المحاولات الجادة لإنجاز ما هو معوَّق لنجاحاتنا ومكرَّس لإخفاقاتنا. وهذا يعني أن التكرار يتضمَّن الفائدة لأنه يتضمن التصحيح الدائم والتعزيز المستمر للغة والسلوك والقيم، كما يتضمن المتعة الناجمة عن هذا التصحيح والتعزيز، خاصة إذا قدَّرنا أن التكرار نوع من اللعب المقصود بهدف المتعة.

8= الحركة المسرحية:
تبدو أهمية الحركة واللعب في المسرح وشيجة الاتصال بالأطفال، لأن ذلك نابع من ميلهم الفطري إلى النشاط البدني والعنف، شرط أن يكون ذلك صادقاً ومنسجماً مع طبيعة الدراما، وليس محشوراً في العرض المسرحي حشراً.
إنَّ ما هو مطلوب من المؤلف والمخرج كصانعين مبدعين للعرض المسرحي هو أن يعملا مع الممثلين والفنيين الىخرين على تقديم مسرح حركي آخذين بعين الاعتبار القول المشهور الثابت مسرحياً وتربوياً: (أظْهِرها.. ولا تَقُلها) كما ينقل لنا مخرج مسرح الأطفال "موسى كولدبرغ)..(3).. وكما أكدت مراراً عالمة التربية ومخرجة مسرح الأطفال "وينفريد وارد" في كتابها الجيد "مسرح الأطفال". مما يؤكد أن الأداء المسرحي هو رؤية بصرية وقد علمنا أن المسرح فعل وليس رواية أو سرداً.
وما دام الأطفال ميالين بطبيعة تكوينهم إلى الحركة فإنَّ مسرحية الأطفال أفضل نوع أدبي وبصري يتَّسع، وبديمقراطية عظيمة، لفنون أدائيةٍ أخرى لها آثارها المدهشة، كالرقص والغناء والأكروبات والإيماء وغير ذلك مما قدَّمنا سالفاً. ولهذا يعاني كتَّاب الأطفال والمخرجون معاناة شديدة لإنجاز عرض مسرحي مليء بالصور الجميلة المتقَنة والمفيدة. لكنَّ الأعم من هؤلاء الكتَّاب والمخرجين لا يُعيرون الغناء والرقص أهمية جادة، وإذا فعلوا فإنهم لا يوظَّفون ذلك توظيفاً مفيداً.
وغذا كان المسرح على الدوام قائماً على الحركة المعبِّرة بكل مستوياتها فهذا يعني أنَّ الحركة لغة إشارية ذات دلالات متنوِّعة وكثيرة تتضمَّن التمثيل الصامت والإيماء. كما تتضمَّن حركة الإضاءة والملابس والديكورات والأغراض واللوازم المسرحية لأنها مرتبطة دائماً بحركة الشخصيات في المكان والزمان. ولذلك فإنَّ العناية بالتشكيل الحركي المدروس والواعي لطبيعة العلاقات الدرامية يعني تعميقاً لمضمون النص المسرحي وعلاقات الشخصيات بعضها مع بعض وهي في حالة الصراع المنشود من جهة الإخراج من خلال الصور المقترحة، الأمر الذي يحوَّل العرض إلى صور بصرية دالة ومعبِّرة.
إنَّ الحركة في المسرح هي الصورة المادية الملموسة لدوافع ونوازع داخخلية، بل إنها في الجوهر تجسيد للداخل الخاص بالشخصية الذي هو الفعل الدرامي ورد الفعل لأن الصراع المسرحي ينتج عن صدام بين طرفين متناقضين، ومتكافئين.
والحركة- بناء على ذلك- أكثر إيحاء من الكلمة، لأانها علامة. بل إن الحركة أكثر انطباعاً ورسوخاً في الذاكرة من الكلمة لأنها حركة أجساد وأرواح، وألوان، وإضاءة، وملابس، وغير ذلك. وهي تنسجم مع ميل الأطفال إلى الحركة الجسدية بعامة. وهذا أمر تستدعيه الضرورة الدرامية، كما تستدعي الحركة ضرورة النماء لدى الأطفال.
والحركة أعلى صوتاً من الكلمة لأنها أكثر بروزاً وحضوراً وفاعلية، كونها تسيطر على عيون الأطفال بخاصة، والمتفرِّجين من الكبار بعامة، كما تسيطر على عقولهم وأفهامهم. ولهذا فإنَّ مسرح الأطفال يحتاج إلى فنانين مبدعين؛ كتَّاباً ومخرجين وممثلين ومصممي ديكور وملابس ومؤلِّفي موسيقا. بل إنَّ "ستانسلافسكي" طالب الممثلين على الدوام بأن يكونوا في مسارح الأطفال أفضل تمثيلاً، لأان تأثيرهم سيكون أفضل، وأكثر عمقاً منه لدى الكبار. للاعتبارات السالفة، ولغيرها، فإنَّ أوَّل لبنة في العرض المسرحي تقوم على وعي المؤلف المسرحي لطبيعة ووظيفة نصه الأدبي؛ أعني فاعليَّته في جمهور الأطفال. ولهذا فإنَّ اختياره لحكايته منوط باهتمامات الأطفال أنفسهم وتوقِقهم إلى حكايات ترضيهم متعةً وفائدة. وبالتالي فإنَّ على المخرج المسرحي أن يتلقَّط جوهر النص المسرحي ليصوغه حركةً منظَّمةً جميلة ومشوِّقة. 

9= اللعب:
لقد أجمع علماء تربية الأطفال على أنَّ (اللعب) هو أحد أهم وأنجع الوسائل التي تحقق المتعة والفائدة للأطفال في مختلف سِنِيِّ حياتهم كتطور طبيعي وصحي. وذلك لأن اللعب ليس مجرد تفريغ للشحنات الانفعالية والعصبية قدر ماهو تقويمٌ وتعزيزٌ للطاقات الانفعالية وتنظيمها ودفعها نحو عمل خلَّاق نفسياً وفكرياً وأخلاقياً وجسدياً.
لقد قدَّم علماء النفس والتربية تعريفات عديدة ومختلفة للعب. وبالرغم من اختلافهم فقد اتَّفقوا جميعاً على أنه نشاط يقدِّم –أو خبرة تقدِّم- للأطفال المتعة.. (4).. وسواء أكان هذا النشاط مقصوداً لذاته أم لا فإنَّ ما هو موجود بالقوة في تعريفاتهم هو أنَّ اللعب يقدِّم  الفائدة للأطفال عن طريق التكرار في اللغة والحركة والمسرحية والرقص والغناء والإنشاد وغير ذلك. وهذا ما تحققه الشعرية التي تسمح بكل شيء.
1- انعكاس للواقع
2- وذو طابع ذاتي
3- ويوحِّد بين الصورة والفعل والكلمة
4- ويتدَّرج من التلقائية إلى النظام
5- وأنه مظهر من مظاهر النمو. (5)
فإن تلك الخصائص والمزايا تتجلَّى بأبهى صورها عبر المسرح الذي هو نشاط جماعي-اجتماعي منظَّم ومنضبط ومقصود بذاته لصالح الأطفال جميعاً.
وعلى هذا فإنَّ (اللعب) يقوم بدورهم في حياة مجتمع الأطفال، لأنه يدمجهم بعضهم مع بعض في عملية تشاركية واحدة شرطها الرئيس هو اللعب الإيهامي، وتقبُّلُ الأطراف كافة لهذا الإيهام على مستوى التصديق الكلِّي، مما يعني أن تلك العملية الجماعية لها قوانينها ونُظمها المعتَبَرَة والمنضبطة. وهذا يعني أيضاً أن اللعب الجماعي سلوك اجتماعي ثقافي معرفي بالغ الأهمية باعتباره إنجازاً جماعياً، لأن أي عرض مسرحي كما قدَّمنا هو (ممثل+ متفرِّج) يشتركان معاً في إنجاز هذا العرض، وغياب أحدهما يلغي المشروع كله!
إنَّ تحقيق اللعب في أي عرض مسرحي مرتهن بجودة النص الدرامي وتكامليته أولاً، وإذ لا بد له من توفير أحداث ذوات طوابع حركية في المكان والزمان وعلى مدى تطور الحبكة والشخصيات والصراع وغير ذلك، وبجودة التفكير الفني الخلَّاق لدى المخرج، وببراعة أداء الممثلين حركيَّاً ثانياً، وجمال تصميمات مصممي الفضاء المسرحي من ديكورات وملابس وإضاءة وأغراض مسرحية وموسيقى ورقص وغناء وغير ذلك مما يستدعيه العرض المسرحي الحيوي والممتع!

10 = الإيقاع:
لِنُذكِّر على الدوام أنَّ العرض المسرحي هو صور يتتابع بعضها وراء بعض في نظام يعتمد على الظهور والاختفاء ما دامت الحكاية تسير وفق منطقها الفني الدرامي. وهو منطق إيقاعي باهر، لأن الظهور والاختفاء لا يطالان الرؤية البصرية وحسب، بل يطالان البنية الإيقاعية للعرض المتمثِّلة ببنية النص أولاً. فحيث يجب أن تكون هناك مشاهد طويلة لا بد وأن تتبعها مشاهد قصيرة أو متوسطة الطول. وحيث يجب أن تكون هناك أداءاتٌ سريعة لا بد وأن تتبعها أداءاتٌ بطيئة أو متوسطة السرعة. وحيث تكون هناك ألوان فاقعة لا بد وأن تكون هناك ألوان أكثر هدوءً، وهكذا، لتوفير انسجام إيقاعي من خلال الاختلاف والتنوع. ومن المؤكد أن ذلك كله إنما ينبع من طبيعة الأحداث الدرامية ومهمات الشخصيات وفاعليتها في الأحداث، كما هي ناجمة عن طبيعة الصراع الدائر بين الشخصيات المتضادة والمتناقضة.
لهذا لا بد من اختراع، أو استلهام، حكايات تتوافر فيها تلك السمات الآنفة، خاصة الشخصيات المُحببة للأطفال التي يظهر فيها دور البطل الخيِّر ودور البطل النقيض الشرير كإرادتين حرَّتين واعيتين ومتناقضتين ومتكافئتين في القوة، ومتصارعتين من دون أي تعسُّف أو إكراه لجعل البطل الخيِّر خارقاً ومفارقاً للواقع، أو جعل البطل المضاد الشرير ضعيفاً خائرَ القوى ومتعثراً في كل شيء، وغبياً... إلخ، وكما يجري للأسف في كثير من النصوص المسرحية المنشورة، أو العروض المليئة بالجهل وعدم الدراية والخبرة التربوية، لأن مراعاة الوضع الإنساني يشكِّل الأمثولة التربوية للأطفال، ولأن البطل النموذج هو المثال التربوي الذي يتعرَّض لأنواع كثيرة من المصاعب والمآسي والمشكلات العويصة، وعليه أن يجتازها ويتجاوزها بنفسه وبخبرته وجهده، وبمساعدة آخرين من نوعه ضدَّ قوى الظلم والشرد والعدوان.
في تلك النقطة بالتحديد يبرز دور العرض المسرحي كصورة مرئية للأطفا. ولتحقيق ذلك فإن على المخرج أن ينطلق في صياغة عرضه من جملة أسئلة مهمة وهي:
1- لِمنْ سأُقدِّم العرض؟  = تحديد الجمهور,
2- ماذا سأُقدِّم لهذا الجمهور  = الحكاية موضوعاً ومضموناً.
3- أين ومتى سأقدِّم العرض؟   = تحديد المكان والزمان.
4- كيف ساُقدِّم العرض؟  = شكله البصري- الصوري.
إنَّ السؤال الأخير هو أخطر وأهم الأسئلة لأنه يتضمَّن الأسئلة السابقة، إذا يتوقَّف على الإجابة إنجاز الصورة الكلية البصرية التي يجب أن تستحوذ على قلوب وعقول الأطفال، والكبار، متعةً وفائدة.
إنَّ العرض المسرحي كلٌّ لا يمكن تجزيئه على الإطلاق لأنه يشكِّل أمثولة مدهشة يتعلَّم منها الأطفال من دون قسر أو إكراه أو موعظة مباشرة فجَّة. وما دمنا حريصين تربوياً وفنيَّاً وسياسياً واجتماعياً وثقافياً على إنجاز تربية فاضلة فإنَّ الحرص على مسرح الأطفال ضرورة وطنية وقومية قَدْرَ ما هي ضرورة تربوية واجتماعية.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) مسرح الأطفال- فلسفة ومنهج: موسى غولدبرغ. ص144. ترجمة صفاء روماني دمشق. وزارة الثقافة 1991
(2) مقدمة لدراسة الصورة الفنية: الدكتور نيعم اليافي. ص 17- وزارة الثقافة والإرشاد القومي دمشق 1982
(3) –انظر كتابه"مسرح الأطفال- فلسفة ومنهج": ص 152. والقول لكاتبة الأطفال المسرحية (تشارلوت تشورينغ).
(4) –انظر كتاب سيكولوجية اللعب: ص23-24-25. للدكتورة أمل الأحمد والدكتور علي منصور. جامعة دمشق 2004-2005. وانظر كتاب سيكولوجية اللعب: تأليف سوزانا ميلر حول تعريف اللعب والنظريات القديمة والحديثة التي عنيت باللعب، خاصة الفصل الثاني بعنوان (اللعب في نظريات علم النفس). ترجمة الدكتور حسن عيسى. مراجعة الدكتور محمد عماد الدين اسماعيل. عالم المعرفة 120. المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب. الكويت 1987
(5) سيكولوجية اللعب: من ص27- إلى ص31. 
المراجع:
1- مسرح الأطفال- فلسفة ومنهج: موسى غولدبرغ.
2- مقدمة لدراسة الصورة الفنية: الدكتور نعيم اليافي. وزارة الثقافة والإرشاد القومي دمشق 1982
3- كتاب سيكولوجية اللعب: الدكتورة أمل الأحمد والدكتور علي منصور. جامعة دمشق 2004
4- كتاب سيكولوجية اللعب: تأليف سوزانا ميلر ترجمة الدكتور حسن عيسى. مراجعة الدكتور محمد عماد الدين اسماعيل. عالم المعرفة 120. المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب. الكويت 1987
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هامش: المحاضرة ألقيت اليوم بتاريخ 10 آذار-2014 في قاعة السينمار- كلية الآداب- جامعة البعث  من ضمن النشاطات الثقافية لشهر آذار لإتحاد الكتاب العرب -فرع حمص- بالتعاون مع نقابة المعلمين بجامعة البعث.‏
  • تعرف على فوائد و اضرار بيكربونات الصوديوم أوصودا الخبز .. وما هي استخدامات بيكربونات الصوديوم ..

    تعرف على فوائد و اضرار بيكربونات الصوديوم أوصودا الخبز .. وما هي استخدامات بيكربونات الصوديوم ..

    فوائد و اضرار بيكربونات الصوديوم

    فوائد و اضرار بيكربونات الصوديوم

    كتب بواسطة: سهام أحمد
    فوائد و اضرار بيكربونات الصوديوم
    صودا الخبز ، أو بيكربونات الصوديوم ، هي من العناصر الرئيسية في العديد من المنازل ولكن هناك فرصة جيدة الاستفادة الكاملة من بيكربونات الصوديوم بشرح العديد من الاستخدامات .

    فوائد بيكربونات الصوديوم
    بيكربونات الصوديوم قد تكون عنصرا غير مكلف لكنها تلعب دورا هاما في روتين صحتك . وأيد الاستخدامات الطبية والرعاية الشخصية من قبل الدولة الأدوية المتحدة (USP) منذ أكثر من 150 عاما .
    صحة الأسنان
    أسنان بيضاء ، والتنفس عن طريق الفم نظيفة وجيدة صودا الخبز ، النظافة لديها القدرة على القيام بكل ذلك . بسبب قوامه رملي طبيعي ، وصودا الخبز يمكن استخدامها في مكان من معجون الأسنان أو رشها على معجون الأسنان لإزالة البقع وتبييض الأسنان . لتعيش التنفس ، ببساطة حل 1 ملعقة صغيرة من صودا الخبز في نصف كوب من الماء وذلك مثل استخدام غسول الفم .
    على تلك المذكرة ، ويمكن صودا الخبز أيضا أن تستخدم لتنظيف الأسنان والتركيبات السنية . نقع أطقم الأسنان ، والخدم ، وحراس الفم الرياضي ، والأجهزة الأخرى عن طريق الفم في 2 ملعقة شاي من صودا الخبز المذابة في الماء الدافئ .

    شعر لامع ونظيف
    تراكم من المواد الكيميائية في الشامبو ومكيفات ويمكن أن منتجات الشعر ترك الشعر مملة وتغير لونها . لاستعادة تألق وجعلها نظيفة حاد ، تضاف ملعقة صغيرة من صودا الخبز إلى وجبة بوظة من الشامبو في راحة يدك والشامبو شعرك كالمعتاد . شطف جيدا .

    تهدئة تهيج الجلد
    صودا الخبز هو مرهم طبيعي لتهيج الجلد . لتخفيف الحكة من الحرارة شائكة ، اللبلاب السام أو إلى أن يخفف من لدغات الحشرات ، وتطبيق صودا الخبز ، ويخلط مع كمية كافية من الماء لعمل معجون واتركه حتى يجف . وتوجه هذه العملية للخروج وتحييد السموم ، وبالتالي توفير الإغاثة .

    إذا الجافة ، حكة في الجلد مشكلة في فصل الشتاء ، إضافة 1 كوب من صودا الخبز و 1 وربع كوب من زيت الأطفال إلى الحمام الخاص بك . وإذا كنت حرقة الشمس بشكل سيء ، وصودا الخبز يمكن أيضا أن توفر الإغاثة إضافة 1 كوب من صودا الخبز إلى ماء الحمام الدافئ ، ونقع لتهدئة الألم . حمام دافئ مع صودا الخبز يساعد أيضا على غسل أي نفايات حامض على جلدك .

    تحييد الأحماض
    الخصائص القلوية من صودا الخبز تجعل من المساعدات فعالة في علاج حرقة ، وعسر الهضم الحمضي والمضايقات الهضمي ذات الصلة . كثير من مكونات النظام الغذائي الخاص بك مثل منتجات اللحوم والألبان والسكريات والكحول والمشروبات التي تحتوي على الكافيين يمكن أن تنتج الكثير من حمض في الجسم . جعل حل مضاد للحموضة الخاصة بك عن طريق خلط ملعقة صغيرة من صودا الخبز مع ½ كوب من الماء وتسمح طبيعة قلوية لتحييد الحموضة التوازن .

    يحارب الأمراض
    يمكن وجود عدد كبير جدا من الأحماض في الجسم يؤدي إلى مشاكل محتملة مثل التهاب المفاصل وأشكال مختلفة من السرطان . من أجل تحييد الأحماض واستعادة القلوية ، إضافة كميات صغيرة من صودا الخبز إلى السوائل الخاصة بك .القلوية يعزز ليس فقط الجهاز المناعي ، فإنه يحارب السرطان ، السرطان لا يمكن أن تزدهر في الرقم الهيدروجيني من 8 .

    يساعد مرض الكلى المزمن
    وجدت دراسة تجريبية أجريت في مستشفى لندن الملكي أن جرعة يومية من صودا الخبز يمكن أن يساعد الذين يعانون من مرض مزمن في الكلى تجنب الاضطرار إلى الخضوع لغسيل الكلى . ووجدوا أيضا أن صودا الخبز يمكن أن يبطئ بشكل كبير من التقدم في حالة٪ فقط 9 من الذين عولجوا مع صودا الخبز وأظهرت تطور المرض السريع في مقابل 45٪ من المجموعة غير المعالجة .

    يعزز الأداء الرياضي
    تؤكد الدراسات الحديثة ما الناس الذين يمارسون لقد عرف لوقت طويل أخذ من صودا الخبز قبل ممارسة تحسين السرعة والقوة والتحمل . وفقا لدراسة حديثة ، أعطى باحثون من جامعة لوبورو صودا الخبز إلى تسعة السباحين وجدت أنها زيادة الأداء . وأفادت دراسة أخرى من أمريكا كلية الطب الرياضي أن العدائين إعطاء كبسولة من صودا الخبز تحسين الأداء كذلك . ومع ذلك ، تعاني بعض عسر الهضم ، وأحد الآثار الجانبية المعروفة .

    استخدامات بيكربونات الصوديوم
    1 . استخدامه بمثابة مضاد للحموضة .
    2 . استخدام مزيل العرق تحت الإبط أنها من خلال تطبيق ذلك مع نفخة مسحوق .
    3 . مزيج نصف ملعقة صغيرة مع معجون بيروكسيد واستخدامه بمثابة معجون الأسنان .
    4 . استخدامه بمثابة فرك الوجه والجسم .
    5 . إضافة إلى كوب مياه الحمام لتليين بشرتك .
    6 . تخفيف حكة الجلد من لدغات الحشرات والألم من حروق الشمس .
    7 . إزالة الروائح القوية من يديك عن طريق فرك لهم مع صودا الخبز والماء .
    8 . وضع ملعقتين في مياه الحمام طفلك للمساعدة في تخفيف الطفح .
    9 . تطبيقه على الطفح الجلدي ، ولدغ الحشرات ، وتهيج اللبلاب السام .
    10 . أخذ حمام الخبز الصودا للتخفيف من تهيج الجلد .
    11 . حرقة؟ تأخذ ملعقة صغيرة من صودا الخبز الممزوج نصف كوب من الماء .
    12 . تعيش فمك قبل غرغرة نصف ملعقة صغيرة من صودا الخبز الماء المختلط .
    13 . تخفيف الألم آفة القرحة باستخدام بأنه غسول الفم .
    14 . استخدامه لتخفيف سعات النحل .
    15 . استخدامه لتخفيف windburns .
    16 . تطبيقه على قنديل البحر اللدغة لاستخلاص السم .
    17 . لا تمنع انسداد الأنف عن طريق إضافة ملعقة صغيرة من صودا الخبز إلى المرذاذ الخاص بك .
    18 . الحفاظ على الزهور المقطوفة لفترة أطول وذلك بإضافة ملعقة صغيرة إلى الماء في إناء .
    19 . اخماد حرائق صغيرة على السجاد ، والمفروشات ، والملابس ، والخشب .
    20 . وضع حاوية مفتوحة من صودا الخبز في الثلاجة لامتصاص الروائح .
    21 . يرشه على منافض السجائر للحد من رائحة سيئة ومنع المشتعلة .
    22 . يرشه على النعال الخاص بك ، والأحذية ، والأحذية ، والجوارب للقضاء على رائحة كريهة .
    23 . بدوره صودا الخبز في الصلصال من خلال الجمع بين ذلك مع واحد و 1/4 كوب من الماء وكوب من نشا الذرة .
    24 . بعد إرضاع طفلك ، ويمسح قميصه بقطعة قماش رطبة رشها مع صودا الخبز لإزالة الرائحة .
    25 . مسح الزجاج الأمامي الخاص بك مع ذلك لصد المطر .
    26 . تحسين رائحة dishrags عن طريق نقع عليها في صودا الخبز والماء .

  • الدكتورة الحمصية / نجاح أديب ساعاتي  / أول صيدلانية في سورية. تخرجت من الجامعة السورية – كلية الطب في 15 تشرين الأول عام 1949 م..- واختيرت عام 1965 عضواً في المجلس الوطني الموّسع لقيادة الثورة مع سبع نساء مثلن سورية ..- تحقيق خالد عواد الاحمد ..

    الدكتورة الحمصية / نجاح أديب ساعاتي / أول صيدلانية في سورية. تخرجت من الجامعة السورية – كلية الطب في 15 تشرين الأول عام 1949 م..- واختيرت عام 1965 عضواً في المجلس الوطني الموّسع لقيادة الثورة مع سبع نساء مثلن سورية ..- تحقيق خالد عواد الاحمد ..

    Photo12031551917

     

    كانت الدكتورة نجاح ساعاتي أول صيدلانية في سورية. تخرجت من الجامعة السورية – كلية الطب في 15 تشرين الأول عام 1949 وفي حفل التخرج الذي جرى على مدرج الجامعة السورية آنذاك أعلن عريف الحفل عن أول فتاة صيدلانية سورية فضجّ المدرج بالتصفيق وقوفاً وفي اليوم التالي صدرت الصحف تشير إلى أول فتاة تخترق حكر الرجال لمهنة الصيدلة وباشرت عملها في صيدلية حملت اسمها. ومازالت هذه الصيدلية تعمل حتى اليوم رغم مرور ما يقارب النصف قرن من تأسيسها. كما كانت أول من حصل على شهادة الدكتوراه في الاقتصاد السياسي التي كانت منعطفاً هاماً في حياتها واختيرت عام 1965 عضواً في المجلس الوطني الموّسع لقيادة الثورة مع سبع نساء مثلن سورية .

    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    أول صيدلانية في سورية (د.نجاح الساعاتي)
    بسم الله الرحمن الرحيم

    أول صيدلانية في سورية د. نجاح ساعاتي

    الدكتورة نجاح ساعاتي شخصية اجتماعية عربية بارزة واسم معروف على صعيد النشاط النسائي العالمي. كانت أول صيدلانية في سورية وربما أول صيدلانية د. نجاح ساعاتي في الوطن العربي إذ تخرجت من الجامعة السورية – كلية الطب في 15 تشرين الأول عام 1949 وفي حفل التخرج الذي جرى على مدرج الجامعة السورية آنذاك أعلن عريف الحفل عن أول فتاة صيدلانية سورية فضجّ المدرج بالتصفيق وقوفاً وفي اليوم التالي صدرت الصحف تشير إلى أول فتاة تخترق حكر الرجال لمهنة الصيدلة وباشرت عملها في صيدلية حملت اسمها. ومازالت هذه الصيدلية تعمل حتى اليوم رغم مرور ما يقارب النصف قرن من تأسيسها.
    كما كانت أول من حصل على شهادة الدكتوراه في الاقتصاد السياسي التي كانت منعطفاً هاماً في حياتها حوّلها من مجرد ” تاء تأنيث ساكنة ” إلى نموذج مثالي باهر للمرأة العصامية المكافحة القادرة على العطاء بلا حدود .
    حضرت الكثير من مؤتمرات محو الأمية التي كانت تنظمها اليونسكو في مختلف البلدان العربية والأجنبية، كما حضرت مؤتمر الأمهات العالمي في لوزان بسويسرا عام 1955 الذي نظمه الاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي وانتخبت عضواً في مجلسه ، وأنتُخبت أيضاً عضواً في لجنة الأمهات العالميات الدائمة المنبثقة عنه ضمن 35 امرأة مثلّن العالم كله هذه اللجنة التي كانت تهدف إلى حماية الأمومة والطفولة ورفع مستوى المرأة في كافة الجوانب وحماية الشعوب من الحروب. واختيرت عام 1965 عضواً في المجلس الوطني الموّسع لقيادة الثورة مع سبع نساء مثلن سورية .

    أول صيدلانية في سورية د. نجاح ساعاتي

    تحقيق خالد عواد الاحمد

    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    سيدات دمشق في الانتخابات النيابية سنة 1954

    Photo120310134340

    سيدات دمشقيات أمام سوق الحمدية عام 1953

    Photo120116122752

  • تعر في سيدتي على اهم واشهر النصائح التى تخص جمالك وانوثتك 2014 م..

    تعر في سيدتي على اهم واشهر النصائح التى تخص جمالك وانوثتك 2014 م..

    اهم واشهر النصائح التى تخص جمالك وانوثتك 2014

    اسرار الصبار لجمال شعرك وبشرتك

    الصبار سر من اسرار الطبيعه لجمالك فاستخدامات الصبار فى التجميل ليس لها حص فهو يستخدم فى علاج الشعر و لبشره و نتاجئه هائله لابعد الحدود لذا انصحك باستخدامه دائما لنضاره بشرتك و جمال شعرك .

    اليكى بعض الاعراض التى يعالجها الصبار :

    العيون المنتفخه :

    هذه النباتات الطبيعية مثالية لعلاج عيون منتفخه .

    . خذى هلام الصبار ووزعيه تحت عينيك. فإنه سيقوم على الفور بإزالة أكياس العين وتعطيك نظرة مذهلة.

     

    تقليل تساقط الشعر مع الصبار :

    إذا كان لديك مشكلة مع شعرك وفروة الرأس، يمكنك استخدام الصبارقومى بتوزيعه على شعرك الصبار غني بالإنزيمات التي تساعد شعرك أن ينمو بسرعة،

    وسوف تزيل الخلايا الميتة من فروة رأسك. الى جانب ذلك، سوف تكون متوازنة مستوى البى اتش وستترك شعرك رطبا.

     

    علاج حب الشباب مع الصبار :

    ومن المعروف أن عصير الصبار له فوائده المتعدده و زعيه على وجهك، وسوف يقوم بعلاج حب الشباب. بل هو أيضا رائع لعلاج عيوب البشرة الأخرى. و سوف ايقوم الصبار ايضا بإزالة البقع من وجهك. و هو من افضل علاجات حب الشباب اأستخدميه على الأقل مرتين في الأسبوع.

    نضاره شعرك مع الصبار :

    استخدام الصبار للحصول على شعر صحى و متوهج هو حل مثالى .

    فهلام الصبار يحتوى على نسبه عاليه من الكيراتين ونسبة عالية من الأحماض الأمينية. و هذا يؤدى الى ترطيب شعرك وفروة الرأس.

     

    تليين الجلد الجاف الخاص بك مع الألوة فيرا

    إذا كنت تواجه مشكلة مع بشرتك، وأنها أصبحت جافة، قد تذهب لاحد من أفضل استخدامات الصبار.

    فهو يعتبر مرطب كبيرة، وسوف توفر بشرتك مع المرونة. سيكون لديك بشرة ناعمة بسبب الفيتامينات صحية لها.

    الصبار لبشره مشدوده :

    سوف يساعدك الصبار على الحصول على بشره مشدوده و رطبه و صحيه لانه يحتوي على فيتامين C و E. و يجدد شباب البشرة، و محاربة التجاعيد.

    الصبار لعلاج قشرة الرأس :

    الجلد الجاف قد يؤدى بالتأكيد إلى ظهور قشرة الرأس، والتي يمكن معالجتها مع استخدام الصبار

    . و سوف يعطي نعومة لبشرتك. وسوف يقلل من القشرة من فروة الرأس بسبب خواصها المضادة للفطريات.

    التخلص من عيوب البشره باستخدام الصبار :

    تعرفى على استخدام اخر للصبار لعلاج العيوب، يجب عليك ان تجعلى قناع الوجه الرائع مع الصبار هو المضل اليكى .

    امزجى هلام الصبار (4 ملاعق طعام) مع اللبن (2 ملعقة طعام) وعصير الخيار (6 ملاعق صغيرة).

    أتركى هذا القناع على بشرتك لمدة 20 دقيقة، ثم أشطفيه . و استخدميه ثلاث مرات في الأسبوع.

  • لماذا الأطفال الذكور أقل نجاحاً في المدرسة من الإناث؟ – بواسطة: فداء حلاوة ..

    لماذا الأطفال الذكور أقل نجاحاً في المدرسة من الإناث؟ – بواسطة: فداء حلاوة ..

    هل الأطفال الذكور أقل نجاحاً في المدرسة من الإناث؟

    هل الأطفال الذكور أقل نجاحاً في المدرسة من الإناث؟
    بواسطة: فداء حلاوة
    “على الرغم من محاولتي مساعدة طفلي في دروسه إلا أن علاماته في المدرسة لا تزال متدنية إلى حد ما”.
    كثيراً ما يردد الأهل هذه العبارة حيث أن علامات الطفل في المدرسة تعتبر من الأمور التي قد تصيب الأهل بالقلق والتوتر أكثر بكثير من الطفل نفسه أحياناً.
    من منا لم يتابع طفله في المدرسة ولم يلاحق تطوره وتقدمه الدراسي ولم يعمل جاهداً على إبقاء الطفل ضمن مستوى جيد سواء في ما يتعلق بعلاماته في الامتحان أو تجاوبه الإيجابي في الصف مع المدرسة؟.
    معظم الأهل بشكل عام يحملون على عاتقهم مسؤولية تربية الطفل والقدرة على تنشئة جيل يمكن الافتخار به في المستقبل قادر على تنمية المجتمع.
    ولكن ما هو السبب الذي يجعل الطفل أقل قدرة على تحقيق النجاح؟. وهل يمكن للطفل أن يصاب بحالة من عدم الاكتراث وبعدم الاهتمام بأن يحقق نجاحاً ملفتاً في المجال العلمي؟.
    الأطفال الذكور.. أقل قدرة على النجاح؟
    في كثير من الأحيان قد يبدو الطفل غير مهتم بتحصيل علامات عالية في الامتحانات على الرغم من أنه لا يمكن التشكيك أبداً بقدراته الذهنية ونسبة الذكاء لديه.
    ولكن هل يمكن أن نعتبر أن الأطفال الذكور هم أقل قدرة على تحقيق النجاح في المدرسة بالمقارنة مع الأطفال الإناث؟.
    لا يمكن أن نعتبر أن الطفل الذكر هو أقل قدرة على تحقيق النجاح على الرغم من أن علامات الإناث في المدرسة إجمالاً هي أعلى من علامات الذكور في المرحلة العمرية ما دون سن الثانية عشرة.
    وأشار الاختصاصيون في مجال علم نفس الطفل إلى أن عدم تحصيل الذكور لعلامات عالية في المدرسة لا يعود أبداً إلى نسبة الذكاء بل إلى الصورة “النمطية” التي عممت بين الأطفال في هذه الفترة العمرية أي في المرحلة الابتدائية.
    ويمكن للعديد من الأطفال الذكور أن لا ينظروا إلى تدني علاماتهم المدرسية في المواد الأكاديمية على أنها “تراجع مخجل” بل أنه سيحصل على “شهرة” ممتعة بين الأصدقاء.
    إذ يلقب هؤلاء الطالب الذي تكون علاماته عالية بألفاظ تشير إلى أنه يهتم بالدراسة فقط وأنه ليس “مشهوراً” بين الأصدقاء.
    وفي الوقت نفسه فإنه من “المسموح” من وجهة نظرهم أن تلمع بالمواد غير الأكاديمية كالرياضة أو الفنون.
    لا تدع “الأفكار” تقف بوجه النجاح
    في حال كان طفلك يتبنى مثل هذه الأفكار فإن الأمر لا يعني أبداً أنه لن يكون بإمكانه تحصيل علامات دراسية مرتفعة.
    ويمكنك أن تتحدث إليه دون أن توجه له الاتهامات والانتقادات التي تجعله يشعر وكأنه مذنب أو أنه غير ذات فائدة.
    ولا يمكن أن تدع مثل هذه الأفكار التي تشغل بال معظم الأطفال وهم في فترة المرحلة الابتدائي أن تؤثر على علاقتك بطفلك.
    ومن أهم النصائح التي يقدمها الخبراء في هذا المجال هي الصراحة المتبادلة بين الأهل والطفل.
    ويقول الدكتور آلان سميثرز الاختصاصي في مجال علم نفس الطفل إن التواصل مع الطفل وإقناعه بضرورة تحقيق علامات مرتفعة لا تعتبر مسألة سهلة حيث أن للأصدقاء تأثير كبير على الطفل.
    ويفضل هنا أن يتم تصويب طريقة تفكير الطفل التي لا تكون خاطئة بل متوجه باتجاهات قد لا تتناسب مع مستقبل الطفل الأكاديمي.
    ولذلك على الأهل أن يوصلوا أفكارهم بطريقة لا يبدون فيها لطفلهم كالأساتذة في المنزل أيضاً بل كالأصدقاء الذين يهمهم مصلحة أصدقائهم.

  • الكاتبة المصرية أمل الجمل تقتحم المحظورات في ‘تجربة حياة’ وتستعرض رؤى نوال السعداوي وشريف حتاتة عن معارك تحرر المرأة في المجتمع المصري في كتاب ينحاز لأفكارهما..

    الكاتبة المصرية أمل الجمل تقتحم المحظورات في ‘تجربة حياة’ وتستعرض رؤى نوال السعداوي وشريف حتاتة عن معارك تحرر المرأة في المجتمع المصري في كتاب ينحاز لأفكارهما..

    أمل الجمل تقتحم المحظورات في ‘تجربة حياة’

    الكاتبة المصرية تستعرض رؤى نوال السعداوي وشريف حتاتة عن معارك تحرر المرأة في المجتمع المصري في كتاب ينحاز لأفكارهما.

    ميدل ايست أونلاين

    الجمل تتناول قضية السعداوي المثيرة للجدل

    القاهرة – تقدم الكاتبة المصرية أمل الجمل قراءة هادئة وعقلانية لمشروع الطبيبين نوال السعداوي وشريف حتاتة، والذي عبرا عنه بالإبداع الأدبي ودراسات فكرية استهدفت عبر نحو نصف قرن تغيير أفكار “المجتمع الذكوري” عن المرأة والانتصار لحق الإنسان في الحرية.

    فالسعداوي، التي تقول إنها ولدت “أنثى في عالم لا يريد إلا الذكور”، ترى أن المجتمع المصري، لأسباب كثيرة وتقاليد موروثة معقدة، قصر دور المرأة على “الإنجاب وخدمة الزوج والأولاد”، ولهذا السبب يقطع عليها الطريق إلى حياة جنسية سوية بعد الزواج باللجوء إلى الختان في سن مبكرة، وهو ما ظلت السعداوي تحاربه لعدة عقود إلى أن صدر قرار حكومي عام 2008 بتجريم عمليات ختان الإناث.

    ومن المفارقات أنها فقدت منصبها عام 1972 كمديرة للصحة العامة بوزارة الصحة المصرية بسبب كتاب “المرأة والجنس”، الذي تستعرض فيه الانتهاك الجسدي للأنثى “فهل كان لا بد أن تمر كل هذه الأعوام حتى يفيق المجتمع ويدرك أهمية أفكار وكتابات نوال”، كما تتساءل المؤلفة.

    أما حتاتة فيعترف بوقوع اضطهاد من المرأة للمرأة أكثر من اضطهاد الرجل لها، ويفسر ذلك بلجوء النساء لإفراغ طاقة الغضب، الناتجة عن اضطهاد المجتمع لهن، في الطرف الأضعف وهو المرأة لأن النساء “لا يستطعن ممارسة القهر على الرجل. الخوف من الرجال يحكم الكثير من تصرفات النساء.”

    وكتاب “نوال السعداوي وشريف حتاتة.. تجربة حياة”، الذي يقع في 251 صفحة كبيرة القطع، أصدره “مركز المحروسة” في القاهرة وهو محصلة محاورات مطولة تقترب فيها المؤلفة من عالم السعداوي وحتاتة، الذي يقول إنه لا يستطيع، بسبب ما أدت إليه الكتابة من متاعب ومشكلات، البوح إلا بشيء من أفكاره “فما هو مختبئ أهم وأخطر، لكني لم أكتبه وربما لو كتبته لن يقف معي أحد، ولن ينشره لي أحد” في إشارة إلى سطوة الضغوط الاجتماعية.

    ومقدمة الكتاب قطعة أدبية فريدة من السيرة الذاتية لمؤلفة تحكي بصراحة جارحة عن عمليات ختان، كانت تتم بتواطؤ الأهل وأطباء لا يترددون في إعادة إجراء الختان إذا أجري في المرة الأولى على وجه غير كاف وترك بقايا ربما لا تحمي “البنت وتصونها من الغلط (الخطأ)”.

    وكان كتاب “المرأة والجنس” للسعداوي إضاءة مهمة في سبيل ما تصفه المؤلفة بأنه تحرير للعقل إذ “هدأ الكتاب من روعي وحماني. أفكارها تخاطب عقلي” في مجتمع ينظر إلى المرأة بكثير من الدونية، حتى إنه إذا أراد أحد أن يهين رجلا فلا أكثر من أن “يصفه بأنه امرأة”.

    وأمل الجمل، التي نالت درجة الدكتوراه في النقد السينمائي، كتبت سيناريو عدد من الأفلام التسجيلية، ولها مؤلفات منها “الإنتاج المشترك في السينما المصرية” و”يوسف شاهين وتجربة الإنتاج المشترك” و”القتلة بين هيمنجواي وتاركوفسكي”، وهو قراءة تحليلية مقارنة بين قصة “القتلة” للروائي الأميركي أرنست هيمنجواي والفيلم الروسي المقتبس منها للمخرج الروسي أندريه تاركوفسكي.

    وتقول المؤلفة إن السعداوي، التي ولدت عام 1930، كرست “مشروعها الفكري لكشف حقيقة النظام الأبوي. لعب الدور الأكبر في بلورة هذا المشروع جرأتها على اقتحام المحظورات، الدين والجنس والسياسة، بأسلوب عقلاني ساعدها في ذلك قلمها العلمي والأدبي الواعي بقضية المرأة وبنشأة العلاقات المشوهة بين الذكر والأنثى عبر التاريخ”، وهي ترى أن السعداوي تعرضت لكثير من التعتيم الإعلامي في مصر وإلى تشويه أفكارها التي تنشد العدالة والكرامة الإنسانية.

    وتضيف أن السعداوي تمردت منذ الصغر، ورفضت فكرة أن “جسدها عورة” فالتحقت بكلية الطب ثم أرادت الزواج من زميلها في الكلية أحمد حلمي، ولكن الأسرة رفضته لعدم قدرته على تقديم شبكة ومهر، فتحدت نوال تقاليد العائلة واستهجان صديقاتها وتزوجت زميلها عقب تخرجها عام 1955 وكان لا يزال طالبا.

    وتسجل المؤلفة أن حتاتة ونوال تزوجا عام 1964، إذ “كانت الأفكار الأساسية والقيم التي يؤمنان بها متقاربة. كان سندا قويا لها في كل معاركها ومواقفها وكتاباتها”، التي كانت مصدر سعادتها وشقائها أيضا.

    فتقول إن كتاباتها تسببت في رفع قضية “للتفريق بينها وبين زوجها الروائي الطبيب شريف حتاتة استنادا إلى نظام الحسبة”، ولكنها حصلت على حكم برفض القضية عام 2001 وإن الأزهر أصدر عام 2004 “قرارا بمنع نشر ومصادرة روايتيها (سقوط الإمام) و(الرواية)”، في حين تلقى كتاباتها تقدير كثير من مؤسسات ومنظمات معنية بقضايا المرأة في الخارج.

    وتسجل أمل الجمل أن حتاتة ابن الأثرياء، الذي ولد في لندن لأب مصري وأم إنجليزية وقضى سنواته الخمس الأولى في بريطانيا، “ضحى بمهنة الطب ليصبح مناضلا ثوريا، نتيجة آرائه وأفكاره اليسارية عن القيم الإنسانية والعدالة، قضى خمسة عشر عاما خلف القضبان” بعد أن اختار الانضمام إلى التنظيمات اليسارية.

    وتضيف أنه حمل أسماء حركية منها “عزيز” خلال النضال السري في صفوف اليسار المصري، و”محمد الشامي” أثناء هروبه إلى فرنسا عام 1950، و”عبد القادر التلمساني”، وهو اسم المخرج السينمائي المصري (1924-2003)، الذي منح حتاتة جواز سفره ليستخدمه بعد تزويره حتى يتمكن من العودة به من فرنسا إلى مصر عبر إيطاليا عام 1952.

     

  • الشاعرة قمر صبري الجاسم في اليوم العالمي للمرأة .. من قصيدتي محض أنثى …من ديوان امواج عارية وشيء من هذا القليل ال1ادر 2010

    الشاعرة قمر صبري الجاسم في اليوم العالمي للمرأة .. من قصيدتي محض أنثى …من ديوان امواج عارية وشيء من هذا القليل ال1ادر 2010

    في اليوم العالمي للمرأة .. من قصيدتي محض أنثى …
    هي أمُّ كلُّ الأمنياتِ , الليلُ شابَ حنانُهُ
    مُذْ نامَ في عَرَباتِها
    جرَّتْهُ نحو الحلْمِ ,فاستشرى الأَرَقْ
    والخيرُ مدَّ إلى يديها روحَهُ
    وأدوا مشاعرَها وقالوا :
    ” محضُ أنثى ” لَمْ تُدِرْ لترابِهمْ وجهَ الأنا
    نَفَضَتْهُ وارتكَبَتْ خطيئةَ حلْمِها
    ومَشَتْ على أشواكِ غربَتِها ,
    تلمُّ الريحَ تنسجُ شوقَها
    لوليدِها , … إنْ كانَ أنثى
    خوفُها العاري شَهَقْ
    هي طفلةٌ , رسّامةٌ , بنّاءَةٌ , عرَّافةٌ …
    إنْ عاقَبوا بالصمتِ شالَ ودادِها ظلماً ,
    تُطرِّزُ بالحروفِ حضورَها
    ليُقالَ ما كَتَبَتْهُ أصدَقُ مَنْ صَدَقْ .
    ………………..
    قمر صبري الجاسم
    من ديوان امواج عارية وشيء من هذا القليل ال1ادر 2010
    في اليوم العالمي للمرأة .. من قصيدتي محض أنثى ...
هي أمُّ كلُّ الأمنياتِ , الليلُ شابَ حنانُهُ 
     مُذْ نامَ في عَرَباتِها
       جرَّتْهُ نحو الحلْمِ ,فاستشرى الأَرَقْ
والخيرُ مدَّ إلى يديها روحَهُ 
وأدوا مشاعرَها وقالوا :
 " محضُ أنثى " لَمْ تُدِرْ لترابِهمْ وجهَ الأنا 
نَفَضَتْهُ وارتكَبَتْ خطيئةَ حلْمِها 
ومَشَتْ على أشواكِ غربَتِها , 
     تلمُّ الريحَ تنسجُ شوقَها 
لوليدِها , ... إنْ كانَ أنثى 
     خوفُها العاري شَهَقْ
هي طفلةٌ , رسّامةٌ , بنّاءَةٌ , عرَّافةٌ ...
إنْ عاقَبوا بالصمتِ شالَ ودادِها ظلماً , 
     تُطرِّزُ بالحروفِ حضورَها
ليُقالَ ما كَتَبَتْهُ أصدَقُ مَنْ صَدَقْ .
....................
قمر صبري الجاسم
من ديوان امواج عارية وشيء من هذا القليل ال1ادر 2010
  • تعلم كيفية اكتشاف الطفل الذي تعرض للعنف الجنسي .. وذلك من تصرفات الطفل الغريبة الدالة على التعرض للاساءة الجنسية ..

    تعلم كيفية اكتشاف الطفل الذي تعرض للعنف الجنسي .. وذلك من تصرفات الطفل الغريبة الدالة على التعرض للاساءة الجنسية ..

    كيفية اكتشاف الطفل الذي تعرض للعنف الجنسي ..
     
    * صعوبة في المشي والجلوس.
    * ملابس داخلية ممزقة أو عليها بقع من الدم.
    * احمرار أو انتفاخ أو ألم أو حكة في المناطق الحساسة.
    * كدمات أو دم في مناطق المهبل أو المؤخرة أو أي منطقة أخرى في الجسم.
    * صعوبة في مرور البول مع و ظهور التهابات.
    * آلام مستحدثة ( آلام في المعدة ، آلام في المهبل).
    * الحمل و الأمراض الجنسية.

    تصرفات الطفل الغريبة الدالة على التعرض للاساءة الجنسية ..

    * عدم القدرة على التركيز وشرود
    * زيادة أيام التغيب عن المدرسة برضا الأهل ، والرغبة في ذلك ..
    * انخفاض المتسوى التعليمي وزيادة الإهمال
    * الاكتئاب وزيادة البكاء من غير سبب .
    * محاولة الهروب من المنزل
    * تحسس الطفل لمناطقه الحساسة.
    * اللعب غير اللائق مع إخوانه وزملائه كلمس عوراتهم.
    * الاهتمام الغريب في الأمور الجنسية كمشاهدة الأفلام والمجلات ..
    * التردد في خلع الملابس عند الاستحمام أو التغيير أو عند الطبيب.
    * الخوف من الإنفراد بشخص بالغ.
    * اضطربات في النوم وكوابيس .
    * قضم الأظافر
    * تبول لاإرادي

  • تطرح المغتربة السورية فاديا رستم : مسابقة افتراضية لأطفال سورية بعنوان “بريد أطفال سورية… رسالتي لمن أحب..  تستقبل رسائل أطفال سورية الموجهة لأشخاص تركوا أثرا إيجابيا في حياتهم  – مها الأطرش

    تطرح المغتربة السورية فاديا رستم : مسابقة افتراضية لأطفال سورية بعنوان “بريد أطفال سورية… رسالتي لمن أحب.. تستقبل رسائل أطفال سورية الموجهة لأشخاص تركوا أثرا إيجابيا في حياتهم – مها الأطرش

    عن مسابقة لأطفال سورية – لقاء مع فاديا رستم – مها الأطرش


    Fadia Rostom
    شكرًا مها الأطرش للحوار اللطيف سعيدة بالفرصة التي عرفتني بك و بفريق عمل سانا الشبابي الجميل .
    شكرًا سانا لتغطية مسابقة بريد اطفال سوريا.. رسالتي الى من احب ضمن فعاليات مجموعة الاستفتاء السوري، السوريون يختارون.
    و الشكر اجمل الشكر لأطفال وطني، أنتم احلى الامنيات و أغلى الاحلام.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    مسابقة افتراضية تستقبل رسائل أطفال سورية الموجهة لأشخاص تركوا أثرا إيجابيا في حياتهم1604392_10151919496898233_883491742_n-300x200

    واشنطن- سانا
    تنطلق على مواقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك مسابقة لأطفال سورية بعنوان “بريد أطفال سورية… رسالتي لمن أحب” وهي تستقبل مشاركات الأطفال من خلال رسائلهم التي يوجهونها إلى أشخاص تركوا أثرا إيجابيا في حياتهم.
    نشرة سانا الشبابية التقت صاحبة فكرة المسابقة المغتربة السورية فاديا رستم التي تحدثت بقولها “إن مشاركة ابنتي في مسابقة أقيمت في إحدى الولايات الأمريكية ونيلها جائزة أفضل نص عن رسالة يكتبها طفل إلى شخص له تأثير إيجابي في حياته أوحت لي بفكرة اطلاق مسابقة على غرارها خاصة بأطفال سورية ” لافتة إلى أن الاحتفال بإبداع كل طفل سوري هو فرحة بالحاضر وأمل بالمستقبل.
    وأضافت رستم “أن هناك الكثير من الأطفال في سورية يملكون قدرات إبداعية عفوية وجميلة أردنا جذبها وتشجيعها من خلال هذه المسابقة الخاصة فأقلامهم الصغيرة ستكبر ذات يوم لتكتب مستقبل سورية وتلون ملامحها”.
    وحول كيفية المشاركة ذكرت رستم أن على الطفل أن يكتب رسالته الموجهة الى شخص يحبه وله تأثير إيجابي في حياته مثلا قد تكون إلى الأم الأب أحد أفراد العائلة صديق أو معلم ثم يرسلها على شكل صورة أو ملف مرفقا بصورة الطفل صاحب الرسالة ومعلومات حول عمره واسمه واسم الشخص الذي وجهت إليه الرسالة إلى “مجموعة الاستفتاء السوري..السوريون يختارون” على الفيس بوك.
    وتشمل المسابقة حسب رستم الأطفال حتى عمر 13 عاما وتوزع المشاركات إلى فئات حسب العمر ففئة عمر ما دون الخمس سنوات “فئة الخربشات الطفولية” تقبل فيها النصوص أو الرسومات أما بقية الفئات فتقبل فيها النصوص فقط مشيرة إلى أن لا يحق للطفل الواحد الاشتراك بأكثر من رسالة.
    وسيتم توثيق الرسائل في مجلد يحمل اسم “ألبوم مسابقة أجمل رسالة طفل/ة” بحسب وصولها تباعا كما سيتم نشرها على صفحة المجموعة.
    يشار إلى أن إرسال المشاركات بدأ في 14 شباط 2014 وينتهي الاستقبال في14 آذار2014 وهو يوم بدء التصويت الذي يستمر لمدة أسبوع واحد.

    مها الأطرش