Category: سينما ومسرح

  • الدكتور: حسن قرفال ..مدير إدارة المسرح والفنون الشعبية..تحاوره الصحفية :أسماء بن سعيد ..

    الدكتور: حسن قرفال ..مدير إدارة المسرح والفنون الشعبية..تحاوره الصحفية :أسماء بن سعيد ..

     ​​​​​​​
    ليبيا مائة عام من المسرح”1908م- 2008م”أوهكذا تكلم المسرحيون -2-35- نوري عبدالدائم
    *****************​​​​*********************​​​​​

    مدير إدارة المسرح والفنون الشعبية
    د. حسن قرفال ….
    “الحركة المسرحية في ليبيا تنجرّ خلف المسرح الاستهلاكي والتجاري ….في المشاركات الخارجية لم نكتف بالمشاركة
    ولكن تحصلنا على جوائز متقدمة ” .

    حاورته: أسماء بن سعيد

    عشق الفن منذ نعومة أظافره.. فكان عضواً في الفرقة القومية للتمثيل وهو لايتجاوز التاسعة..شكّل عدة فرق أثناء
    دراسته في المرحلة الإعدادية والثانوية والجامعية.. بالإضافة للمسرح عمل في الاذاعة المرئية والمسموعة..
    دعم الموهبة بالدراسة الاكاديمية حيث تحصّل على رسالة في الدكتوراه عن المسرح في أمريكا..
    د. حسن قرفال.. هو اليوم مدير إدارة المسرح والفنون فعن دراسته والمسرح موضوع رسالته وواقع الحركة المسرحية
    اليوم وعن الشلالية في الفن والمحاباة لفرق وأسماء معينة وعن مايشاع حول المشاركات الدولية البائسة وعن
    الاستعدادات القائمة للمهرجان الوطني وقصة إقامته كل سنة في منطقة ليكون هذا العام موزعاً في ثلاثة مناطق هي
    شحات- سوسة – درنة وتحفظ الفنانين حول هذا الموضوع وتخفيض جوائز هذا المهرجان برغم ارتفاع الميزانية ومئوية
    المسرح وغيرها من الموضوعات كان لنا معه هذا الحوار:
    – رسالتك في الدكتوراه عن المسرح !! ما مدى تفعيلها فنياً وأكاديمياً؟
    * طبعاً الاطروحة أفادتني على الصعيد المهني وكأستاذ جامعي وكذلك كفنان ومادفعني لهذا التخصص كوني ابن المسرح
    والاذاعة منذ أن كنت في التاسعة من عمري وهمي الدائم كان المسرح فكنت عضواً في الفرقة القومية للتمثيل وكذلك
    كانت لي بعض الأعمال وأنا طفل مع الاستاذ مصطفى الأمير رحمه الله وكذلك مع الاستاذ الفاضل محمد شرف الدين إلى جانب
    عديد الاعمال في الاذاعة وأصبح لديّ كم معرفي بسيط من خلال تجربتي حيث شكلت بعدها فرقة صحبة الطاهر القبائلي
    وكان من ضمن أعضائها محمد الساحلي – علي عطية بمدرسة طرابلس الابتدائية وكذلك شكلت فرقة بمدرسة طرابلس
    الثانوية وعندما انتقلت لكلية الآداب في بنغازي شكلت فرقة مسرحية على مستوى الجامعة وقدمنا من خلالها عديد
    الأعمال مثل طبيب رغم أنفه، العباءة، وبعض الأعمال الأخرى هذا مادفعني لمتابعة دراستي للماجستير ومن ثم
    الدكتوراه إطلعت على مناهج البحث الحديثة وأيضاً الكثير من الدراسات والكتب وغيرها مما ساعدني في عملي المهني
    كأستاذ جامعي ومشرف على عديد رسائل الماجستير.فقد مهدت الدراسة الطريق أمامي لتقييم الأعمال وأيضاً تحليلها
    خاصة في المسرح الذي كتبت عن تاريخه ومفرداته..، ومن هنا يتضح أهمية الدراسة بالإضافة إلى التجربة التي كانت
    محصورة على النطاق المحلي حتى دراستي في الخارج التي أتاحت أمامي فرصة الاطلاع على مدارس مختلفة ومتنوعة فكان
    هذا رافداً مهماً اعتمدت عليه في حياتي العملية.
    – هل ماقدره ” حسن قرفال ” للمسرح يوازي أو “يساوي” ما درسه في أمريكا؟
    للأمانة الإجابة (لا) فبالنسبة للتدريس الجامعي فهو يوازي مادرسته ، لأن طلبة كلية الفنون والاعلام مثلاً أثبتوا
    وجودهم سواء على الصعيد المسرحي أو المرئي كممثلين وكذلك بعض منهم برز كمخرجين استطاعوا أن يتفرقوا…، هذا
    في مجال التدريس الذي يوجد به شق عملي وآخر نظري..، أما فيما قدمته من أعمال فأنا قدمت في المرئية حوالي
    عشرة أعمال وعلى صعيد المسرح أخرجت عدة أعمال للمسرح الوطني في طرابلس والفرقة القومية منها ” مايقعد في
    الوادي إلا حجره” و “بين يوم وليلة” و “شهرزاد” و “لعبة السلطان والوزير” و “الغول” وأخيراً قدمت عمل جديد من
    نوعه وهو مغناة ( طرابلس أخت الشمس) الذي شاركت ضمن فاعليات طرابلس عاصمة الثقافة الاسلامية..، لكن طموحي يظل
    أكبر مما قدمته وأتمنى من الله أن يمد في عمري وأحقق أشياء أكبر على أرض الواقع وحالياً أستعد لإخراج عمل ضخم
    لايزال تحت الدراسة.
    – بين التنظير والواقع هوة كبيرة هل استطعت أن تجتازها؟!
    * أولاً ليست جميع النظريات يتم تحقيقها على أرض الواقع لأن من يضع هذه النظرية لابد وأن يكون لديه طموح
    لتطبيقها وتكون أمامه عراقيل تحد من تطلعه لتطبيق هذه النظرية..، لكن على صعيد ما قمنا به كإدارة وفنانين
    أعتقد أننا أنجزنا الكثير في هذا المجال وطموحنا عام 2009ف بأن يكون عام المسرح لأن الآن البنية التحتية في
    المسرح بدأت تتحسن كثيراً جداً حالياً في مدينة طرابلس يوجد أربعة مسارح وفي بنغازي يوجد حوالي خمسة مسارح وفي
    البيضاء والجبل الأخضر أربعة مسارح ومنذ شهر ونصف تقريباً قمنا بافتتاح المسرح (الحديث) في بنغازي وبعد
    اسبوعين سنقوم بافتتاح واحد من أجمل المسارح في الجماهيرية وهو المسرح (الوطني) بدرنة وفي سبها الآن أربعة
    مسارح..، وهذا يعني أن الشيء الذي كان يشتكي منه الفنانون هو البنية التحتية التي بدأت تتطور والآن تمكنت
    أمانة اللجنة الشعبية العامة للثقافة والاعلام من توفير عدة مسارح صالحة وهناك شيء آخر مهم جداً هو التركيز على
    المعاهد والكليات المتخصصة مثل معهد جمال الدين الميلادي ومعهد علي الشعالية والمعهد العالي للفنون المسرحية
    وكلية الفنون والاعلام قسم المسرح إضافة إلى أهمية التركيز على البعثات الخارجية لأن المسرح لايعتبر فناً فقط فهو
    فن وعلم وفي العالم هو تخصص قائم بذاته وفق أحدث النظريات أتمنى فتح الباب للدراسة الخارجية أمام الطلبة
    المتفوقين للاستفادة على الأقل في الجانب الثقني والذي يعتبر مفقوداً نسبياً لدينا.
    – ماهو تشخيصك أو تقييمك لواقع الحركة المسرحية الليبيية ؟
    * بكل شفافية وتجرد الحركة المسرحية في ليبيا محترمة ومتقدمة لأننا لم ننجرّ وراء ما يسمى بالمسرح الاستهلاكي أو
    ما يعرف في بعض الدول بالمسرح التجاري فمسرحنا رصين ويحمل رسالة تطرح وتنافس من خلال الاعمال التي تقدم وصحيح
    أن مايقدم لا يعادل الكم الهائل مما يقدم في البلاد الأخرى ولكن من ناحية الكيف فنحن أفضل فنحن نسعى دائماً
    للكيف وليس الكم وهذا ما شهدناه ولمسناه من خلال حضورنا في عدة مهرجانات عربية .
    – أثناء فترة عملك كمدير عام إدارة المسرح والفنون الشعبية.. هل نجحت في لم شمل الفنانين المسرحيين ؟
    * المفروض أن لا أقيّم نفسي من حيث نجاحي أو عدمه ولكن كإدارة استطعنا تقديم ما هو متوفر لدينا وبدون أي تزلف
    فنحن نجد العون من الأخ أمين اللجنة الشعبية العامة للثقافة والاعلام الذي يقوم بالدفع بهذا الفن للأمام ونحن
    ندعم جميع الفنانين الذين لديهم رغبة حقيقية في العمل وتقديم شيء وقمنا ببعث العديد من الفرق للعديد من
    المهرجانات العربية والعالمية بالاضافة لتنظيم مسابقات في النصوص ونحن دائماً نسعى للكمال الذي نصله حتى الآن.
    – هناك اتهام يوجه لك كشخصية اعتبارية بأنكم تقومون بمحاباة أسماء وفرق معينة على حساب أسماد وفرق أخرى؟
    * أنا شخص لايؤمن بالشلالية وأنا إنسان مسرحي ووقتي مقسم بين عملي ومنزلي وليست لدي أي شلة مقرّبة وجميع
    الفنانين المسرحيين أمامي في سواء وما يميز فنان على آخر هو العطاء وعندما نرسل أي فرقة لتمثيل الجماهيرية
    في الخارج يجب أن تتوفر فيها عدة شروط أولاً يجب أن تكون إحدى الفرق الفائزة في المهرجان وهذا ما يطبق حاليا،
    ثانياً لابد أن تكون الأعمال المشاركة في الخارج نابعة من الوسط الليبي بمعنى آخر إنها تجسد فلسفة مجتمعنا
    وأيضاً المشاركون يجب أن يكونوا من العناصر الوطنية وأنا كأسم أو حسن قرفال ليست لي أية علاقة بالتقييم في
    المهرجان وأن هناك لجنة من المتخصصين الذين يقيمون الأعمال المشاركة ولا تسلّم النتائج إلا قبل ربع ساعة من
    الإعلان عن النتائج.
    – يقال أيضاً أن المشاركات الدولية إن لم تكن بائسة فهي شبه معدومة !؟ فما ردّك ؟
    * بالعكس فخلال الثلاث سنوات الأخيرة شاركنا في حوالي خمسة وعشرين تظاهرة ومهرجان خارج الجماهيرية فمثلاً مهرجان
    دمشق الذي يعقد كل سنتين وتطوان في المغرب وكذلك المهرجان المغاربي الذي يقام في المغرب أيضاً ومهرجان أربعة
    وعشرين ساعة وقرطاج في تونس وبالإضافة لمشاركتنا الشبه دائمة في المهرجان التجريبي في القاهرة والسنة الماضية
    كانت لنا مشاركة في المهرجان العربي بالأردن بالاضافة لمهرجان البحر المتوسط في إيطاليا..، مما يعني أن أي
    مهرجان تصلنا منه دعوة نقوم بالمشاركة والشيء الجميل والمشجع أن معظم المشاركات لم نكتفِ بالتواجد فقط بل
    تحصلنا على جوائز وترتيبات متقدمة وهذا يستطع أن يتأكد منه أي شخص عن طريق الرجوع للمواقع الالكترونية
    للمهرجانات وماكتب عن المشاركات الليبية.
    – هل الفرق المشاركة في المهرجانات الخارجية هي نفسها أم فرق مختلفة ؟
    * سبق وذكرت أن الفرق المشاركة تخضع لشروط ومع هذا أؤكد على أنها فرق مختلفة فمثلاً المسرح الشعبي ببنغازي
    شارك، وكذلك المسرح الوطني في بنغازي ومسرح درنة والمسرح الوطني طرابلس و العديد من المسارح الأخرى وما يرجّح
    مشاركة فرقة عن الأخرى مدى جدية اكتمال العمل الذي سوف يشارك .
    – لكن في إحدى دورات المهرجان التجريبي بالقاهرة وصلت دعوة لمشاركة مسرحية (قطارة ملح) وعند وصول أعضاء
    العمل للقاهرة فوجئوا بمشاركة فرقة ليبية أخري ضمن فاعليات المهرجان واكتفوا هم بالعروض على الهامش ..!! فما
    تعليقك على هذه الحادثة!؟
    أولاً الدعوات يجب أن تصل ضمن سياقات متعارف عليها فنحن موجودون في دولة يجب احترام سياقاتها ومؤسساتها فيجب
    أن تقدم الدعوة عن طريق مكتب الاتصال الخارجي ثم تصل لأمانة الثقافة في الخارج وبعدها تحال للجنة الشعبية
    العامة للثقافة والاعلام وبعدها تتم مراسلة بينها وبين الهيئات والادارات المتخصصة والمشرفة وذلك لسببين
    أساسيين الأول احترام السياق بهذه الطريقة لنظمن حق الفرق المشاركة بأن تجد كل التقدير في الدولة المستضيفة
    وعندما تصل الدعوة ونشكل لجنة نضمن للفنان الليبي احترامه ونوفر له كل إمكانيات نجاح عرضه كالمواصلات من وإلى
    المهرجان ويكون التعامل رسمي بحيث نستطيع أخذ حق الفنان لو تعرض لأي إهانة إما أمّا تصل الدعوة لفرقة وتسافر
    دون علم فهذا يسبب إرباك وفعلاً هذا ما حدث في السابق.
    – من كلامك نفهم أنك تنفي أي معرفة بمشاركة هذا العرض والتنسيق معكم ؟
    * قطعياً أنفي معرفتي بهذا الموضوع فنحن رشّحنا فرقة وعمل آخر للمشاركة وفي القاهرة وجدنا الفرقة الأخرى التي
    قد تكون وصلتها دعوة شخصية وبدون الرجوع لنا ومع هذا لو يوجد أي ورقة رسمية موقعة من قبلنا على مشاركة هذه
    المسرحية فليقدموها ويعرضوها عبر صحيفتكم الموقّرة.. وأنا كما سبق وأشرت لا أتعامل إلا بموضوعية.
    – لكن مسرحية (توقف) التي عرضت في مهرجان البحر المتوسط وصلت الدعوة للفرقة وطلب منهم المشاركة بهذا العمل
    تحديداً.
    * قد تكون وصلت دعوة شخصية للفرقة ولكن في نفس الوقت وصلتنا دعوة رسمية أخرى حسب السياق التي تحدثت عنه في
    السابق لأنه عمل جاء لاعتماده على الحركات أكثر من الكلام بمعنى آخر هو عمل بصري ومن خلال المشاركة أثبت وجوده
    ولم يكتف بالمشاركة وتحصل على جوائز وامتدحه النقاد في الصحف وهذا شيء جميل ويضاف لرصيد الفنان الليبي.
    – المسرح في ليبيا أصبح موسميا أي مرتبطاً بالمهرجان الوطني والمناسبات الوطنية فقط.. لماذا؟..
    * هذا في مناطق دون الأخرى ففي مدينة بنغازي المسرح على طول العام وتقدم فيه العديد من الأعمال ولهذا أتمنى لو
    تم توجيه هذا السؤال لمدراء الفرق ومع هذا نأمل خيراً في إنشاء الهيئة العامة للمسرح والموسيقا وتقدمنا
    بمقترح كبير نتمنى من الشخص الذي سيتولى هذه المهمة أن يأخذ به ونتوسم خيراً للحركة المسرحية مع حلول العام
    2009مسيحي..
    – لماذا خفضت جوائز المهرجان بالرغم من أن الميزانية ارتفعت؟
    * القضية كالآتي فنحن مثلاً نشارك بخمس عشر فرقة كل منها تضم خمسة عشر عضواً تقريباً بالإضافة للفنانين الذين
    يودون حضور المهرجان وهذا من حقهم وطبعاً من مناطق مختلفة ويحتاجون لسكن وإعاشة فنحن خلال الدورات الثلاث
    الماضية تتم الاستضافة في فنادق تليق بهم وأيضاً المهرجان لا يعتمد على العروض فقط فتتم من خلاله ورش فنية على
    هامشه وندوات نقدية للعروض والندوة الرئيسة كذلك المهرجان التشكيلي الذي يتعلق بالمسرح فهذا المهرجان لا
    يتعلق بالعروض فقط بل هناك عدة أجناس فنية مرتبطة بالمهرجان.. بالإضافة للجوائز ومصاريف الجيب وتذاكر الطائرة
    للضيوف وهذه كلها أشياء لم تكن معروفة مما يعني أن الميزانية المرصودة لا تكاد تكفي المهرجان.
    – المصاريف التي تصرف على الضيوف العرب هل تعتقد أنها في محلها وهل هؤلاء الأسماء يضيفون شيئاً للفنان الليبي
    من خلال تواجدهم؟..
    * هؤلاء الضيوف هم متخصصون في المسرح كأساتذة وأشخاص لهم تجربتهم المسرحية المميزة في بلادهم وفي الوطن العربي
    ككل ولقاؤهم مع الفنان الليبي شيء جميل لفتح الآفاق من خلال تبادل الخبرات والتجارب والندوات وحتى اللقاءات
    الجانبية على هامش العروض يتم من خلالها النقاش وأيضاً لدينا خطة أخرى وهي نقل صورة مشرفة عن الفنان الليبي
    كنوع من الدعاية للفنان الليبي في الخارج عن طريق هؤلاء الفنانين وفعلاً حدث وأن الكثير من الفنانين العرب
    الضيوف تفاجأوا بالحركة المسرحية الليبية وعند رجوعهم لبلادهم طلبوا مشاركة بعض العروض في بلادهم وهذا شيء في
    صالح الفن والفنان الليبي وهذا حدث فعلاً في مشاركة “العراسة” في الأردن وكذلك “الغول” في سوريا وغيرها.
    – لماذا قل عدد الفرق المشاركة في المهرجان الوطني فبعدما كان حوالي أربعين فرقة تشارك حالياً لا يصل العدد
    إلى خمس عشرة أو ست عشرة فرقة تقريباً؟
    * المعروف أن الفرق التي تشارك في المهرجان هي الأروع والأفضل على الفرق وتوجد اثنتان وسبعون فرقة مسرحية في
    ليبيا ولكن فعلياً لا توجد خمس وعشرون فرقة فاعلة وهناك لجنة تقوم باختيار أفضل الأعمال.
    – هناك اتهام يوجه لك وهو أنه خلال إدارتك لم تقم بأي زيارة للفرق الأهلية ولم تدعمها بأي شكل؟
    * الإدارة بها عدة موظفين فليس من الضروري أن أقوم بزيارة كل فرقة شخصياً.. ومع هذا قمت بزيارة عدة فرق في
    سبها وبنغازي مع احترامنا للوائح التي تحدد العلاقة بين الفرق والإدارة فمثلاً هناك فرق أهلية عندما تناقشها
    يقولون بأنهم تابعون للجنة الشعبية للثقافة بالشعبية فيفترض أن تكون هذه الفرق تحت مظلة اللجنة الشعبية
    العامة أو يظلوا تحت مظلة اللجان الشعبية للمنطقة وهذا يحدث عنه خلط ولهذا أتمنى أن تعلن الهيئة في القريب
    العاجل وتعلن اللائحة التي تحمي حقوق الفنان.
    – ما هو مصير الفرقة الوطنية التي أسسها 120 فناناً من كافة أنحاء الجماهيرية والتي لم تقدم إلا عملين فقط
    هما القفص لـ”عمر هندر” ونحن والملك لـ”فتحي كحلول”؟
    * أولاً هذه الفرقة أسست بقرار من اللجنة الشعبية العامة للثقافة والإعلام وفعلاً قدمنا عملين ومع هذا قدمنا
    مقترح لتثبيت هذه الفرقة وتكون أسوة بفرقة الموسيقا وتضم كافة الممثلين والمخرجين المبدعين وستبدأ فعلياً
    العام القادم.
    – المهرجان الوطني عادة ما يكون في العاصمة فما الحكمة في انتقاله العام الماضي إلى بنغازي وهذا العام إلى
    ثلاثة مناطق هي البيضاء وشحات ودرنة؟
    * وما الضير في ذلك.. فالمهرجان توقف لسنوات عديدة جداً وعندما رجع عقدت دورة في طرابلس وأخرى في بنغازي وهذا
    العام في الجبل الأخضر.. فنحن همنا الوحيد نشر الحركة المسرحية داخل الجماهيرية جمعاء.. فمن حق جميع الليبيين
    مشاهدة هذا المهرجان ولا يقتصر على منطقة واحدة فقط.. لاسيما أنه مهرجان واحد والآن وفي المستقبل ومع حلول
    العام 2009مسيحي سيكون هناك أربعة مهرجانات على مستوى الجماهيرية للمسرح وستوطن وهذا يعتبر إثراء ولم يحرم
    منه أي فنان أو متلقى ليبي فعندها المهرجان الوطني سيثبت في طرابلس والتجريبي في البيضاء والطفل في مصراتة
    والعربي في درنة وهنا تتشكل الخارطة الثقافية لتعم كل أنحاء الجماهيرية ونقل المهرجان من منطقة لأخرى مرحلة
    عرضية بحيث إعطاء الفرصة لمشاهدته لأكبر عدد من المتلقين ونحن فتحنا المجال أمام الفنانين وبعدها توثق
    للمرئية وهذه مرحلة مؤقتة فقط.
    – ولكن حتى الفنانين أنفسهم من خارج طرابلس لديهم تحفظ على نقل المهرجان خارج طرابلس؟
    * لماذا الاعتراض والتحفظ ونحن لا نقول إن المهرجان انتقل لأن العروض هي التي انتقلت وسوف يرجع إلى طرابلس
    وهذه مرحلة مؤقتة وبعدها سيعود من جديد إلى طرابلس.
    – لماذا لم يبق في طرابلس حتى العام 2009مسيحي ووضع الخارطة الجديدة؟
    * لماذا نحرم الآخرين حالياً من المشاهدة لابد أن تعم هذه التظاهرة جميع أنحاء الجماهيرية..
    – لماذا لم تصدر حتى الآن إصدارات تهتم بالشأن المسرحي؟
    * هذه قضية يجب مناقشتها مع الهيئة العامة للكتاب التي كان المفروض أن تنسق مع الأدباء والمسرحيين ونحن
    بدورنا هناك نصوص كثيرة تمت إجازتها المفروض أن تأخذها الهيئة العامة للكتاب وتقوم بنشرها..
    – أحد التحفظات التي جاءت من الفنانين كانت بسبب عدم احتمال هذه المناطق للعروض المسرحية واستضافة الضيوف؟
    * أرد على هؤلاء بكل ثقة إن الإقامة ستكون في منتجع “سوسة” السياحي وهي من أجمل المناطق في الجماهيرية
    والبيضاء بها أربع مسارح ودرنة يوم 20 من هذا الشهر تقريباً مع المهرجان ستفتتح بها مسرح من أجمل المسارح في
    شمال إفريقيا.. وهو هدية الثورة للفنانين.. يعني إن القدرة والإمكانات الموجودة بها أكثر من تلك الموجودة في
    طرابلس التي كان يتم العرض في مسرحين فقط وهما مسرح الكشاف والفتح.
    – حالياً نستعد للاحتفال بمئوية المسرح الليبي.. فما الذي تقوله عن هذه المناسبة؟
    * قبل ما نعرف المسرح المتعارف عليه كان لدينا بعض التظاهرات البصرية كالقراقوز والبوسعدية المتعارفة
    والمتوارثة عبر العصور حتى مصطلح المسرح لم يأت إلا عن طريق عبدالرحمن الجبرتي مؤرخ الحملة الفرنسية وهذا
    موضوع يحتاج لبراح كبير.
    لكن بالرجوع للصحافة فالمسرح الليبي بدأ عام 1908مسيحي وإعادة التأسيس كانت في الثلاثينيات من القرن الماضي
    والبداية الفعلية مع تأسيس محمد عبدالهادي لفرقة درنة المهم إن المسرح في ليبيا كان له دور نضالي حتى بعد
    الحرب العالمية الثانية بدأ يناقش القضايا الاجتماعية حتى نصل للوقت الحالي إذاً المسرح الليبي منذ تأسيسه
    كانت له رسالة ولم يكن مسرح ترف وله دور فاعل..
    – وكمدير عام إدارة المسرح والفنون الشعبية.. فما استعداداتكم لهذه الاحتفالية؟
    * الندوة الرئيسة في المهرجان الوطني ستكون حول مئوية المسرح الليبي وهي ذات محاور مختلفة مثل دور المسرح في
    تنمية المجتمع المسرح وثقافة الشعوب.. إضافة لبعض العروض التي ستقدم خلال الأسبوع القادم وأيضاً إلى جانب محاور
    مختلفة.

  • حوار : حواء القمودي ..مع الفنان :البوصيري عبدالله..”أنا عاشق كبير للميثولوجيا ، فهي على الدوام مصدر من مصادر الإبداع “

    حوار : حواء القمودي ..مع الفنان :البوصيري عبدالله..”أنا عاشق كبير للميثولوجيا ، فهي على الدوام مصدر من مصادر الإبداع “

     ​​​​​​​
    ليبيا مائة عام من المسرح”1908م- 2008م”أوهكذا تكلم المسرحيون -2-34- نوري عبدالدائم
    *****************​​​​*********************​​​​​

    البوصيري عبدالله ….
    “أنا عاشق كبير للميثولوجيا ، فهي على الدوام مصدر من مصادر الإبداع ”

    حوار : حواء القمودي

    البوصيري عبدالله اسم له ثراءٌ في المشهد المسرحي الليبي وهذا الثراء يفيض كتابة للمسرح وكتابة عنه لذا ليس
    عجيبا أن يمتلك البوصيري عبدالله عاشق المسرح الليبي كل هذا الصبر لينجز ” فهرست المسرح الليبي” الذي استغرق
    جمع مادته خمس سنوات وتصنيفها وترتيبها عشر سنوات هذا العاشق الذي جمع ” تحويشة العمر” ليسافر إلى فرنسا من
    أجل دراسة المسرح هذا العاشق للمسرح فأخرج ومثل وكتب عنه الدراسات وكتب له كتب المسرحية مذ شغفه المسرح
    الذي التقى به حين كان عمره اثنتى عشرة سنة ومنذ ذاك الوقت ارتبط عنده المسرح ( بالمصير الإنساني وبالوظيفة
    السياسية) لذا كانت الحرية أحد هموم مسرحه وكان تأثير السياسة على ( يوم الناس) أحد همومه ولذا يواصل كتابة
    المسرحية ويوثق الهَمَّ الإنساني ويواجه الظلم والطغيان كما في مسرحيته الثلاثية عن ( يوسف باشا) و”أويا” الفني
    في مئوية المسرج الليبي تفتح نافذة تضيء جوانب من هذه التجربة الثرية.
    اقترح الصديق نوري عبدالدائم الكثير من أسئلة هذا الحوار وكان أن أضفت أسئلتي الخاصة فكان هذا الحوار الثري
    وكانت هذه الإجابات التي استفاض في بعضها الكاتب البوصيري وسنقرأ بعضا من هذا الحوار في هذا الجزء الأول
    ونتابع الحوار في جزء ثانٍ احتفاءً بمئوية مسرحنا الليبي احتفاءً بكل لمسة بكل صوت بكل بادرة بكل يد واكتفى.
    – سؤال أحب أن أطرحه : البدايات، بداية الشغف، العلاقة بالمسرح، التفكير به، والعمل فيه؟
    * كان عمري اثنتي عشرة سنة عندما شاهدت أول مسرحية في حياتي ألا وهي مسرحية ( أبناء القصبة) من تأليف وإخراج
    المرحوم الأستاذ مصطفى الكاتب قدمت هذه المسرحية فرقة المسرح الوطني الجزائري في الهواء الطلق بملعب النادي
    الأهلي المصراتي وذلك في سنة 1958 لقد أحكمت هذه المسرحية التي عرضت جانبا من حرب التحرير الجزائرية سيطرتها
    على ذهني وأفكاري إلى حد أني أخذت أرتجل مسرحيات مدرسية قصيرة على منوالها وكنت مولعا بلعب دور المحارب
    الجزائري، ومن تأثيرات هذه المسرحية على أفكاري أن ارتبط المسرح في ذهني بالمصير الإنساني وبالوظيفة السياسية
    وبعد ذلك شاركت في مجموعة من المسرحيات المدرسية وفي سنة 1960 مثلث في أول مسرحية مدرسية طويلة حملت عنوان
    (أصبحت رجلا) تحكي قصة طالب مجتهد وهي من تأليف الأستاذ الأمين القبي وإخراج الأستاذ فرج الحسان – رحمه الله-
    وعرضت هذه المسرحية ضمن مهرجان نهاية العام الدراسي وأثناء إجراء التجارب على هذه المسرحية اتفقت مع صديقين
    وهما عبداله علي حداد – رحمه الله- وفتحي الهوني على كتابة مسرحية نشارك بها في فعاليات هذه المهرجان وشرعنا
    معا في العمل ولكني لاحظت أن الأخوين مهتمين برسم دوريهما فيما أهملا دوري – باعتباري أصغر منهما سناً – الأمر
    الذي أثار حفيظتي وجعلني أنفصل عنهما لأكتب نصاً مسرحياً بمفردي أطلقت عليه عنوان (هارب من الحياة) وهو أول نص
    أنجزه وكان عمري وقتئذ أربعة عشر عاماً، في سنة 1962مسيحي نقلت إقامتي إلى المحروسة طرابلس وفي سنة 1964
    مسيحي التحقت بفرقة الجيل الصاعد وصادف أن كانت الفرقة تعاني حالة من الكساد وذات مساء صرخ المرحوم الفنان
    علي بركة الذي كان مديراً للفرقة غاضبا من عدم عثوره على نص ملائم فقلت له وأنا يعتريني الخجل والوجل: أنا
    عندي مسرحية يا أستاذ: فنظر إلى هاشا باشا وقال بصوته الأجش: جيبها .. جيبها.. نبي نخدم.
    وفي اليوم التالي دخلت مقر الفرقة وأنا أتأبط مسرحيتي وجلست مع الأستاذ علي بركة الذي شرع في تعديل النص
    بالحذف والإضافة حتى استقر حال النص على النحو الذي يريد ثم شرعنا في إجراء التجارب وبعد شهر كامل لاحظ أعضاء
    مجلس الإدارة أن المسرحية ليست في مستوى تاريخ الفرقة – وهذا وجه الحق – فأوقفت المسرحية واستبدلت بمسرحية (
    مشاكل وحكايات) من تأليف محمد عبده الفوراوي وفي سنة 1966 مسيحي ظهرت مسرحيتي تحت عنوان ( طموح وانحراف)
    بإخراج عبدالمجيد خشخوشة وهو الآن أستاذ جامعي وقدمها نادي بلخير الرياضي الثقافي ضمن مهرجان النشاط المتكامل
    وكتب عنها الناقد محمد أحمد الزوي في مجلة الإذاعة مادحا مؤلفها الذي رأى فيه كاتبا واعدا وخلال هذه الفترة
    كتبت مسرحية أخرى بمشاركة زميلي الممثل محمد ريحان بعنوان ( طرد العدالة) كما ظهرت كممثل في مجموعة من
    المسرحيات من بينها مسرحية: مشاكل وحكايات، وشباب يحترق مع فرقة الجيل ومسرحية من بينها مسرحية : مشاكل
    الجديد، وشباب يحترق مع فرقة الجيل، ومسرحية مسكين مع فرقة المسرح الجديد ومسرحية حوت يأكل حوت، والعسل
    المر، وحلم الجعانين مع القومية.
    وفي عام 1968 مسيحي لملمت ( تحويشة العمر) التي جادت بها مهنتي كنجار ورحلت إلى فرنسا لدراسة المسرح على
    نفقتي الخاصة حيث التحقت بدورة عن التمثيل والإخراج بالجامعة الدولية للمسرح بباريس ثم بدورة أخرى في مجال
    الإخراج التلفزي بدار الإذاعة الفرنسية، ثم التحقت بجامعة “فانسان”.. ولكني انقطعت عن الدراسة بسبب الظروف
    المالية القاسية، وبسبب عدم اعتراف الدولة الفرنسية بمنهج الفنون الذي كان يدرس في هذه الجامعة وفي سنة
    1973م، عدت إلى أرض الوطن وعينت كمخرج بالمسرح الوطني ببنغازي بأجر يومي.
    – بدأت تنشر عن المسرح “نشرت الكراس المسرحي 1-2) ثم نشرت نصا مسرحيا، وهكذا تم التداول حتى 1986م، حين
    نشرت (أوريست يعود إلى المنفى).. بين الكتابة عن المسرح والكتابة له، ما الذي يخبرنا به الأستاذ البوصيري
    عبدالله؟.
    * أنا أميل إلى كتابة النص الإبداعي، ومرد ذلك إلى أسباب ثلاثة، أولاً: لأن النص المسرحي هو هاجسي، ورسالتي التي
    أود أن أودع فيها أفكاري، وشخصيتي، ومواقفي، وهموم عصري وأمتي، أجد متعة لانظير لها حينما أجلس أمام أوراقي
    وفي ذهني مشروع كتابة نص جديد، وثانيا: لقد علمتنا التجربة الثقافية الإنسانية أن العمل الإبداعي أكثر بقاء،
    وأكثر رسوخا في الأذهان وتغلغلا في الأزمان، أما الدراسات والأبحاث فقد تفقد قيمتها بسبب تطور الأفكار والنظريات
    ولعل خلود الإلياذة والأوديسا أكبر برهان على ذلك، وثالثا: وهو الأهم- ربما أن مسرحنا الليبي والعربي على وجه
    العموم يحتاج إلى النص.. إننا لا نؤسس مسرحا في غياب النص، وبشكل عام.. إن كتابة النص هي مسؤوليتي تجاه
    ذاتي.. محاولة لإرضاء رغبة تتملكني أما كتابة البحث والدراسة فهي مسؤوليتي تجاه الآخر، وإذا كانت كتابة النص
    الإبداعي تسري في كياني شيئا من المتعة فإن كتابة البحث أو الدراسة تغذي عقلي، وتوسع مداركي إذ تحيلني إلى
    المصادر والمراجع، وهي بهذا تعمق علاقتي مع الكتاب.. نعم إن الأبحاث تشقيني ولكنها تعلمني.
    – أيضاً ماذا عن ( فهرست المسرح الليبي ) هل هو محاولة لترسيخ وتثبيت دور وأهمية المسرح في بلادنا؟.
    *(فهرست المسرح الليبي) هو عمل ببليوغرافي رصدت فيه كل ما نشرته صحافتنا الوطنية عن المسرح الليبي ، وكل ما
    كتبه الليبيون عن المسرح بصفة عامة، تتبعت فيه علاقة الصحافة الليبية – منذ تأسيسها بالحركة المسرحية ،
    والدور الذي لعبته في نشر الثقافة المسرحية، استغرقت مني عملية التجميع وقتا يربو على خمسة أعوام فيما
    استغرقت مسألة الكتابة والتصنيف أكثر من عشرة أعوام آخر، والكتاب- الآن- يقع في 1200 صفحة فولسكاب، وهو يحتوي
    على ما يزيد على 2000 مادة، ثم قمت بتقسيم الكتاب إلى ثلاثة أبواب، الباب الأول يخص الكتاب وكتاباتهم، وفيه
    قمت بترجمة لأكثر من 250كاتبا ليبيا، والباب الثاني يخص الموضوعات وفيه تصنيف الموضوعات حسب جنس المقالة
    فتجدين فصلا للنقد: النظري والتطبيقي/ وفصلا للدراسات والبحوث/ وآخر للمقالات والخواطر/ ورابعا للقاءات/ وخامسا
    للأخبار/ وسادسا للإعلانات ، أما الباب الثالث فهو فهرس تاريخي وفيه تصنيف الموضوعات حسب تسلسلها الزمني .
    هذافيما يتعلق بالتعريف بالكتاب، أما الغاية منه فهي توفير الوقت والجهد أمام الباحث في رحلة المسرح الليبي
    ، سواء كانت غاية الباحث متصلة بالتاريخ ، أو النقد، أو بالدراسات أو غير ذلك من الموضوعات والقضايا
    المسرحية ، حيث يجد أمامه دليلا مفصلا يحدد اسم الكاتب، وعنوان المقالة، وجنس المقالة، ومكان وتاريخ نشرها،
    فما عليه- والحالة هذه- إلا أن يدون هذه المعلومات الأولية ثم يتجه مباشرة إلى طلبه، وفي ذلك- كما آمل- توفير
    واختزال لوقته وجهده، ومن ناحية أخرى، فالكتاب هو- فعلا- محاولة لترسيخ وتثبيت دور المسرح الليبي، واعتراف
    بفضل الكاتب الليبي ، والصحافة الليبية على الحركة المسرحية في بلادنا.
    – تبدو مهجوسا بالسياسي ، أو بتأثير السياسي على حياة الناس، حسب ما أرى بشكل شخصي، هل ما أراه له نصيب من
    الصحة؟.
    * نعم.. صدقت، السياسة هاجسي، لأني عربي، وغيور على عروبتي، والعربي الآن مهدد في وجوده.. وفي كيانه..
    الوجود العربي يباع الآن بالمزاد العلني في أسواق السياسة العالمية، لم تتعرض أمة في التاريخ إلى هذا القدر
    من الزيف والتضليل والاعتداء على تاريخها وقيمها مثلما تتعرض إليه الأمة العربية هذه الأيام، والأدب والفن
    العربيان حينما يصمتان عن هذا الواقع المرير فذلك يعني أنهما طرف مشارك في هذه اللعبة الخسيسة، وللأسف يحاول
    بعض النقاد التبع من بني يعرب، وذوي النزعة البرجوازية فصل السياسة عن الإبداع، ويرسخون فكرة الفن الخالص، أو
    مبدأ الفن للفن كي لا ينهض الفن والأدب بدورهما في توعية الناس، وفي ترشيدهم، وفي تبصيرهم بحقائق الأمور، وهذه
    فكرة رأسمالية في أساسها وقد وظف لها كثير من الأدباء والمنظرين وأساتذة الجامعات من أجل ترسيخها في الأذهان.
    – أيضاً عندك هاجس (الحرية) هذه الجدلية: السلطة/ الحرية.. لها حضور في مسرحياتك (أيضاً هذه قراءتي الخاصة)
    فهل يجانب هذه القراءة الصواب؟.
    * أشكر لك هذه القراءة النافذة إلى أعماق نصوصي، كما أشكرك على البوح بهذه الملاحظة المهمة ، وفي رأيي أن كل
    إنجاز ثقافي جاد ومسئول هو عميق الصلة بالحرية، لأن الثقافة الجادة والمسؤولة تمد المتلقي بالمعرفة والمتعة،
    والمعرفة هي الإحساس بالوجود أما المتعة فهي الارتقاء بهذا الوجود، لكن هذه الجدلية بين السلطة والحرية التي
    تلاحظينها في مسرحياتي كانت وبالا علي في بداية مسيرتي الثقافية حيث اعتقلت مسرحياتي في أدراج رقابة المطبوعات
    لمدة عشرة أعوام-تقريبا- بل تمت مصادرة بواكير إصداراتي وسبب ذلك أن الرقابة البوليسية تنظر دائما إلى مسألة
    الدفاع عن الحرية على أنها عداء للسلطة، حتى و لو كانت هذه السلطة تنادي بالحرية، ولكن ما بعد الضيق إلا
    الفرج- كما يقولون- ولقد فرجت- والحمد لله- وأمست رائحة الحرية التي تفوح من مسرحياتي باعثا على انتشار
    مسرحياتي عربيا حيث عرضت في العراق، و سوريا، والمغرب، والأردن، وهذا أعتبره وسام شرف على صدر المسرحية
    الليبية.
    – يرى البعض أنك كاتب مسرحي كلاسيكي، بمعنى عندك صرامة في الزمان والمكان والحوار، وتتبع المنظومة الصارمة
    لأرسطو!.
    * أولا.. أنا سعيد بأن يراني البعض كاتبا كلاسيكيا، فهذا يعني أن مسرحياتي محكمة البناء، وهو شرف لم أكن لأجرؤ
    على البوح به، وما كنت أظن أن تجربتي المسرحية قد أدركت هذا القدر من حسن الصنعة، أما أفضل رد على هذا الرأي
    هو العودة إلى المدرسة الكلاسيكية لنرى، على ضوء المنهج العلمي، ما إذا كانت مسرحياتي قد التزمت بالخصائص
    الفكرية والجمالية لهذه المدرسة، أم أن الأمر بعيد عن ذلك، ولهذا سأستطرد في الإجابة، وأرجو أن تستطيعي معي
    صبراً.
    -أ- المسرحية الكلاسيكية هي مسرحية شعرية بالدرجة الأولى، وليست مسرحياتي شعرية، وإن حرصت، في بعضها أن تكون
    اللغة قريبة من الشعر في الروح لا في الوزن.
    -ب- وحيث إن المسرحية الكلاسيكية هي مسرحية شعرية في المقام الأول فإنها تغلب العنصر السمعي على العنصر
    البصري، ومسرحياتي على عكس ذلك تماما، إذ أنها تغلب البصري على السمعي فيرى المشاهد في مسرحياتي مشاهد
    المبارزة بالسيوف والمشاهد الدموية، ومشاهد الحريق، ومشاهد تعذيب الشرفاء، ومشاهد القتل، بل يشاهد تصويراً
    كاملا لجانب من حرب 1967م، في مسرحية “العم قريرة” ومثل هذه المشاهد لا يجوز تشخيصها في المسرحية الكلاسيكية،
    وإنما يستعيض عن التشخيص بالأسلوب السردي.. الوصفي، كما هو الحال في مسرحية “الفرس” لاسخليوس.
    -ج- المسرحية الكلاسيكية هي مسرحية قدرية.. أي أن الإنسان فيها مسير وليس مخيرا.. وفي مسرحياتي الإنسان ضحية
    مجتمعه، وهو طرف مسؤول في بناء هذا المجتمع الذي ينتمي إليه.. أي بمعنى أنه مخير.. و(كل نفس بما كسبت
    رهينة).
    -د- الكلاسيكية.. مسرحية طبقية، ابتداء من لغتها، وانتهاء بموضوعاتها إنها تعرض علينا محنة الملوك “أوديب/
    أجامنون/ كريون” ومعاناة القادة (إياس/ هكتور/ أخيل) وما وراء هؤلاء من نساء وأطفال ومريدين، ومسرحياتي أيضا
    طبقية، ولكنها تقف على الضد من المسرحية الكلاسيكية حيث تستقي موضوعاتها من الأحياء الشعبية، وبيئة الفقراء،
    فعاشور/ والعم قريرة/ والشاويش حميدة/ والأمباشي غيث/ ويوسف الزعراني/ وعمورة الطبنجي/ والهمشري أبو راوي/
    والحلزوني/ والأعرج/ وجلاتيا/ وزنوبة/ وبائعة التفاح.. كل هذه الشخوص الدرامية تنتمي إلى البيئة الشعبية وتبوح
    بأحزان الفقراء.
    -هـ- المسرحية الكلاسيكية تلتزم بوحدة الزمان، أي أن الأحداث فيها تدور خلال أربع وعشرين ساعة، ومسرحياتي يمتد
    فيها الزمن الدرامي إلى أبعد من ذلك بكثير، ففي مسرحية “لعبة السلطان والوزير” يمتد الزمن إلى ثلاثة ولاة،
    ولهذا استبدلت مصطلح فصل بمصطلح حدث وأقمت مسرحيتي على ثلاثة أحداث كل حدث فيها له زمنه الخاص، وفي ثلاثية ”
    يوسف باشا” وهي مسرحية تسجيلية تقوم مشاهدها على ترجمة درامية للوثائٍق التاريخية وبين كل وثيقة ووثيقة بعد
    زمني طويل، وهذا الانتقال في الزمان لا تجيزه المسرحية الكلاسيكية، ووحدة الزمان- بالمناسبة- بطل مفعولها منذ
    ظهور المسرح الإلزابيثي على يدي مارلو، وتوماس كيد، وبن جسون، أساتذة شكسبير العظام.
    -و- المسرحية الكلاسيكية تلتزم بوحدة المكان.. أي أن الأحداث الدرامية تجري في مكان واحد لا تغادره أبدا، فأين
    هذا من مسرحياتي ذات اللوحات والمشاهد والفصول العديدة، ولكي أضع النقاط على الحروف أشير إلى أن مسرحية (
    لعبة السلطان والوزير) تدور أحداثها في مكانين مختلفين، ومسرحية (تفاحة العم قريرة) تدور في أربعة أمكنة،
    ومسرحية “القاتلات) تدور في أربعة أمكنة أيضا و( ثلاثية يوسف باشا) تدور في أكثر من عشرة أمكنة أما في
    المسرحية ( سجينة الجدران) فالشخوص الدرامية هي التي تشكل الأمكنة حسب مقتضى الحال إن أهم الخصائص الجمالية
    في مسرحياتي تكمن في النقلات المكانية.
    – ز- المسرحية الكلاسيكية تفصل بين المضحك والمبكي وفي مسرحياتي يتآخى المضحك والمبكي في لعبة درامية تسخر
    من كليهما، ففي مسرحية ( الغربان و جوقة الجياع ) تدخل شخصية المقرئ وهو تابع العمدة فيضفي على المسرحية جوا
    مرحا في ظاهره كئيبا في باطنه وفي مسرحية ( لعبة السلطان والوزير) يصرخ الأعرج صرخة الانتحار قائلا:
    – السلطان سارق .. السلطان لواط
    – فيرد عليه الشرطي مفجوعا اللعنة .. إنه يفشي أسرار الدولة
    إن هذه النكتة الملغومة اخترقت الحالة التراجيدية فأثارت – عند عرض المسرحية – موجة من الضحك لا أقدر الآن على
    وصفها ومن ناحية ثانية توجد في مسرحياتي شخصيات هي مزيج من المضحك والمبكي في آن واحد فمثلاً شخصية بجماليون
    هذا الذي صنع تمثالاً جميلاً ثم اعتراه الوله به هو شخصية درامية جمعت بين نقيضين المضحك والمبكي في ذات واحدة
    إن ألم بجماليون هو ألم مجاني لأنه يريد أن يبني سعادته على حساب سعادة إنسان آخر فبذلك هو شخصية مثيرة
    للسخرية رغم مكابدته وأحزانه وكذلك العم قريرة إنه يحمل مبادئ سامية ويهدف إلى غاية عظيمة ألا وهي تحرير الأرض
    السلبية لكنه نهج أسلوباً ساذجاً مضحكا وكذلك شخصية ( عاشور) في مسرحية ( بضربة واحدة قتل عشرة) إنه إنسان
    بسيط قام بفعل عادي إذ أنه قتل عشر ( دبانات) بضربة واحدة لكن أحدهم – لغاية في نفسه – أوهمه أن ذلك أمر
    خارق للعادة فصدق عاشور الأكذوبة وبات ضحية لها، أن محنة عاشور تكمن في أنه لا ينظر إلى ذاته من خلال ذاته
    ولكنه ينظر إليها من خلال الآخرين، وأن يصنعك الآخرون وفق هواهم فذلك هو مكمن الألم فيك ومكمن السخرية منك في
    الوقت ذاته، وهكذا ترين – ياسيدتي – أن تصنيفي كمؤلف كلاسيكي – رغم شديد اعتزازي به…لا يمت للحقيقة بصلة وهو
    رأي لا يعكس سوى جهلنا بالمصطلح النقدي.
    – تستقي أعمالك .. أو أغلب أعمالك مستقاة من منابع الميثولوجيا أو (أيضا) الفكرة الجاهزة ..
    – أنا عاشق كبير للميثولوجيا وللأدب الأسطوري فالميثولوجيا هي على الدوام مصدر من مصادر الإبداع، ونبع من
    منابع الإلهام ، ولم يعرف تاريخ الأدب الإنساني كاتبا عظيماً لم يشرب من هذا النبع الخال، ابتداء من هوميروس
    وهسيود – وانتهاء بكورني وراسين، ومرورا بشلر وجوتة، وأكثر من استفاد من ايلمثولوجيا هم المسرحيون والشعراء،
    وأنت كشاعرة ، لابد أنك وقفت على أثر الميثولوجيا في شعر اوفيد، وفرجيل، ودانتي، وكليماخوس القوريني،
    ورامبوا، واراجون، وبليك، وإليوت، وطاغور أو في الشعر البياتي والسياب، وادونيس وأمل دنقل من شعراء العرب،
    أما في مجال المسرح فقد نشأ في القرن الثامن عشر تيار مسرحي اصطلح على تسميته بـ«الكلاسيكية» وهو تيار أو
    مذهب يستمد كل مسرحياته من نبع الميثولوجيا، ذلك لأن الميثولوجيا أشبه بالجزيرة السحرية تفتح أمام المبدع
    مساحات رحبة ليلعب فيها خياله، وينأى بلغته عن المباشرة والتقريرية، مبتعدا عن كل حوشي وسقط المتاع من
    الألفاظ والمفردات، وطالما أن الأمر كذلك فما الضير في أن يجرب كاتب من ليبيا اقتحام هذه الجزيرة السحرية
    ليقطف بعض ما فيها من فاكهة وأبّ، فلعلها تشبع أو تغني من جوع .
    هذا فيما يتصل بعلاقة الأدب والفن بالميثولوجيا ، أما فيما يتصل بصيغة سؤالك فاسمحي ليّ أن ابدي ملاحظتين
    الملاحظة الأولى : تتصل بالموقف من الميثولوجيا، حيث ألاحظ أن المثقفين الليبيين ينظرون إلى التعامل مع
    الميثولوجيا على أنه نقيصة ودلالة عجز عند الكاتب، أو بالأحرى عند البوصيري عبدالله باعتباري الكاتب الليبي
    الوحيد الذي تعامل مع الميثولوجيا، وتعزي هذه النظرة إلى اعتقادهم في أن التعامل مع الميثولوجيا يعني
    التعامل مع الفكرة الجاهزة … أى بمعنى أنه لا فضل للكاتب فيما كتب، وإذا انطبق هذا القول عليّ فهو ينطبق –
    بالضرورة – على اسخليوس، وسوفوكليس، وسنيكا، وكورني، وراسين، وبرنارد شو، ويوجين اونيل، والحكيم وغيرهم ممن
    تعاملوا مع الميثولوجيا ومن ناحية ثانية .. علينا أن نعرف أن الدراما ليست فكرة فقط، بل أن الفكرة ليست سوى
    جزئية بسيطة في تركيبة الدراما. والأفكار – على رأي الجاحظ – موجودة على قارعة الطريق، ووراء كل إنسان تلتقين
    به توجد فكرة ، توجد حكاية ، وإنما الدراما تناول، والتناول يعني : لغة + إحساس + صنعة + موقف + رأى، وكل
    كاتب تناول أسطورة من الأساطير أودع فيها شيئاً رأيه وفلسفته وموقفه فاوريست ـ مثلاً ـ عند اسخليوس هو ذاك الشاب
    الذي اهرق دم ذوي القربى، وعند سارتر في مسرحية (الذباب) هو الوجودي الذي يبحث في معنى وجوده، وعند البوصيري
    عبدالله هو الإنسان الفلسطيني الذي يسعى إلى استرداد وطنه، إذ أن الوطن أبلغ معنى للوجود، وبجماليون عند برنارد
    شو في مسرحية (سيدتي الجميلة) هو ذاك الارستقراطي الذي اتخذ امرأة فقيرة كحقل تجارب يصب فيها أفكاره
    وسلوكياته بهدف إعادة صنعها لتكون مناسبة للمجتمع الارستقراطي، وعند توفيق الحكيم هو ذاك الفنان الحائر بين
    الفن والحياة ، أما بجماليون بالنسبة لي فهو رجل ليبي، في شبقيته، وفي نظرته إلى المرأة .. إنه مخلوق نزّاع
    إلى السيادة لإحساسه بأنه صانع المرأة ومؤسس الأسرة ومن ناحية ثالثة ..إن القول بأن التعامل مع الميثولوجيا أو
    التاريخ أو التراث .. أو الفكرة الجاهزة – حسب تعبيرك – أمر سهل فذلك قول من قبيل الظن، والظن لايغني من الحق
    شيئا، إن الكاتب الذي يستحضر فكرته الخاصة يملك حرية التصرف، في بناء الأحداث، وفي رسم الشخوص، ولا أحد يملك
    حق محاسبته على ذلك، أما الكاتب الذي يستقي فكرته من الأسطورة أو من التاريخ فإنه يقيم من حوله الأسوار
    والسدود، ويجعل عمله محفوفاً بالمخاطر بسبب فقدانه حرية التصرف في البنية الأساسية لحكايات سرى خبرها في كل
    الاصقاع والامصار وبذلك فهو ملزم بالمحافظة على الحقائق الأسطورية والتاريخية، والتراثية، وهنا يأخذ العمل
    الدرامي شكل البحث الذي يستوجب التقصي والإطلاع والتحليل، وفوق هذه المحاذير والمخاطر على الكاتب الذي يتعامل
    مع الأسطورة أن يعيد قراءة الأسطورة قراءة تتسم بالوعي والنضج بهدف السيطرة على وقائعها، من ثم تحميلها معاني
    تتصل بزمانه ومكانه ، وهمومه الخاصة والعامة .. وباختصار، أن التعامل مع الميثولوجيا أشبه بالماء الغور
    تطلبه ولكنك قد لا تدركه .
    أما ملاحظتي الثانية : فأود أن اوضح فيها أني لم أتعامل مع الميثولوجيا إلا في عملين أثنين فقط هما مسرحية (
    اوريست يعود إلى المنفى) ومسرحية (سجينة الجدران) من أصل عشر مسرحيات طويلة وخمس مسرحيات للأطفال … إذن
    ليست كل أعمالي، وليست أغلب أعمالي مستقاة من الميثولوجيا كما ورد في سؤالك، وكنت أفضل أن تلتزم صياغة
    السؤال بالحقيقة وتبتعد عن صيغة التعميم والمطلق.
    – التجريب في المسرح، سواء محلياً أو عربيا، هل تجد له منابع، وإذا كنت معه فلماذا؟ أو ضده فلماذا؟
    *لست ضد التجريب، ولست معه، لست ضده كمبدأ ولست معه كواقع فمن ناحية أنا لست ضده، لأن التجريب – كهدف وغاية
    – هو التمرد على المذاهب و النظريات الإستاتيكية التي قولبت المسرح، ووضعته داخل علب وأحكمت الأغلاق عليه، ومن
    هنا فالتجريب ضد السكونية .. ضد التبعية، وهو في الوقت ذاته بحث جمالي يبغي فتح آفاق جديدة أمام اللعبة
    المسرحية وهذا لا يعني أن التجارب المسرحية استوعبت، إلى حدّ الملل، الأشكال المسرحية القديمة، ولم تجد من
    خلالها أي معنى لأى إضافة جديدة وفعّالة هكذا كان الأمر بالنسبة للمسرح الإليزابيثي عندما تمرد على الكلاسيكية،
    وهكذا كان الأمر عندما تمردت الواقعية على الرومانسية، وهكذا كان الأمر عندما تمرد شعر التفعيلة على الشعر
    العمودي، هذه قاعدة شبه ثابتة في النظريات الفنية والأدبية والفلسفية والسياسية ايضا والسؤال الملح هنا هو :
    هل استوعبت الحركة المسرحية العربية والليبية الأشكال المسرحية القديمة ؟
    طبعا… لا..!
    أن المسرح العربي مازال عاجزاً عن تقديم مسرحية وفق المعايير الواقعية السليمة على نحو ما يحدث في مسرح
    الأوديون، والكوميدي فرانسيز، وفي المسرح الملكي ببريطانيا، أو مسرح الفن بموسكو وهكذا نرى أن التجريب في
    المسرح العربي .. والليبي على وجه الخصوص جهد نافل، ولا مبرر له ومن ناحية أخرى أنا ضد التجريب ، ذلك لأن
    المسرح فكر وجمال وموقف وهذه الوظائف الثلاث لا وجود لها فيما نرى ونشاهد من مسرحيات تزعم أنها تجريبية .. بل
    أن التجريب العربي لايزيد – في الحقيقة – عن تخريب لتلك الوظائف السامية، واغراق في الشكلانية البحتة وبذلك
    فالتجريب – وفق مشاهداتنا – مسرح غير جماهيري وإنما هو مسرح نخبوي .. بل هو مسرح للمسرحيين فقط، إنه شكل
    مسرحي يصنع خصيصا للمهرجانات، ولم يحدث أن نزلت مسرحية تجريبية إلى الأسواق لتجرب حظها أمام شباك التذاكر وكل
    شكل من أشكال الفن لايضع الجماهير نصب عينيه يكون قد حكم على نفسه بالموت والقبور.
    – المسرح الليبي هل ترى أنه له تميزه في ساحة المسرح العربي؟
    * لا أحد ينكر أن لنا في الجيد نصيب، وثمة محاولات جيدة في مجال التأليف والإخراج والتمثيل لكننا لا نستطيع
    القول أن لنا مسرحاً متميزاً يعادل تميزنا في مجال الرواية أو الفن التشكيلي والواقع أن المسرح العربي كله لم
    يدرك التميز والتفرد عن غيره من المسارح، والمحاولات الوحيدة التي سعت إلى التميز هي محاولات عبدالرحمن ولد
    كاكاي بالجزائر. ومحاولات الطيب الصديقي بالمغرب وما عدا ذلك كله إتباع أكثر من كونه إبداعاً ويمكنني أن أخذك
    أبعد من ذلك فأقول لك أن التميز ـ علي الصعيد العالمي ـ محصور الآن في تجربتين اثنتين فقط هما تجربة جروتفسكي
    وتجربة بتربروك وهكذا ترين أن التميز خاصية فردية وليست قومية والاستثناء الوحيد هنا ـ هو المسرح الآسيوي ـ
    الياباني و الصيني ـ على وجه الخصوص.
    – الإخراج الذي جربته من خلال مسرحية (لعبة السلطان والوزير) وقيل إنك نفذت هذا العمل بشكل جيد وإنك مخرج مهم
    لماذا توقفت عن هذه التجربة؟
    * الإخراج هو وظيفتي الأساسية ومجال دراستي بل أنا المخرج الليبي الوحيد المصنف على وظيفة مخرج في الملاك
    الوظيفي وقد تحصلت على هذه الميزة ـ إن كانت حقاً ميزة ـ عن طريق امتحان خاص بالمخرجين نظمته هيئة المسرح
    والموسيقا سنة 1977 وبهذه المناسبة أجدد الدعوة بضرورة إدراج وظيفة فنان ضمن الملاك الوظيفي للدولة وهو الأمر
    الذي سعت إلى تحقيقه المرحومة هيئة المسرح والموسيقا ثم أجهض ـ للأسف ـ أما لماذا توقفت عن الإخراج؟ فهذا سؤال
    يوقظ فيّ جرحاً بليغاً كنت أظن أني قد شفيت منه .. فماذا أقول؟
    الحقيقة أن لعبة الإخراج تستهويني كثيراً وكنت أمني النفس بأن ألعب دوراً نشطاً في هذا المجال لكن واقع الحركة
    المسرحية وواقع الحركة الثقافية أيضاً أحبط في داخلي هذه الأماني فبعد تجارب قليلة في الإخراج تبين لي أن مهمة
    الإخراج في ليبيا ليست أكثر من وسيلة لاستنزاف الوقت والجهد أذكر أني قضيت بضعة أسابيع أجري التجارب مع فرقة
    المسرح الوطني ببنغازي على مسرحية (البيت الصاخب) لمؤلفها وليد مدفعي وبعدها تلقيت رسالة ممهورة ـ للأسف ـ
    بتوقيع الأستاذ حسين مخلوف مدير إدارة الثقافة فرع بنغازي بإيقاف المسرحية وإحالتي إلى مجلس تحقيق بتهمة
    تغيير مضامين النص كما أذكر أني قضيت ثلاثة أشهر كاملة في إخراج مسرحية (سولارا) تأليف محمد الفيتوري لصالح
    المسرح الوطني ببنغازي أيضاً وفجأة أوقفت المسرحية بسبب عدم التغطية المالية لاحتياجات المسرحية المذكورة
    وتكرر معي نفس الأمر ـ للمرة الثالثة ـ عندما كنت أخرج مسرحية (الغربان وجوقة الجياع) لصالح فرقة الأنوار.
    ومن جانب آخر يبذل المخرج جهداً كبيراً في إخراج المسرحية وبعد ذلك تعرض المسرحية ليلة واحدة أو ثلاث ليال في
    أفضل الظروف دون أن يواكب هذه العروض حركة نقدية أو حتى متابعة صحفية ساذجة تقوم جهدك، تمدحك أو تقدحك،
    تشكرك أو تلعنك المهم ألا تمر معاناتك مرور الأنذال .. وأن يقابل جهد الفنان بالصمت فذلك هو مبلغ الألم وفوق
    ذلك توجد أنواع أخرى من المعاناة بعضها إداري وبعضها الآخر فني ولذلك فضلت الانسحاب ولذت بالفرار إلى مكتبي
    لأذفن رأسي بين أوراقي وكتبي فهي أحق من سواها في استنزاف وقتي وامتصاص جهدي.
    – البوصيري عبدالله الكاتب المسرحي والذي مارس لبعض الوقت الكتابة عن المسرح كيف ينظر لمسيرته وما الذي يسعى
    إليه من خلال الكتابة المسرحية؟
    * يخيل إليّ أني قد أشرت إلى بعض هذه المساعي من خلال إجابتي عن الأسئلة السابقة ولكن لا بأس في الإضافة لأقول
    أنني أسعى إلى الآتي:
    أ- إلى ممارسة هوايتي وتوكيد شخصيتي الإبداعية.
    ب – إلى تعميق تجربتي المسرحية على الصعيدين الفكري والجمالي.
    ج – إلى تحقيق مكانة لائقة للمسرحية الليبية في الأدب المسرحي العربي.
    د – إلي رفع درجة الإحساس بقيمة الحرية.
    هـ – إلى الدفاع عن هويتي العربية.
    أما النظر إلي مسيرتي فذلك أمر متروك لرأي القارئ والمشاهد والناقد والبحث الأكاديمي.
    – على ذكر الأبحاث الأكاديمية هل تضيف الدراسات الأكاديمية للكاتب بشكل عام؟ ثم هل الرسائل الأكاديمية التي
    أعدت حول أعمالك هل ترى أنها تضيف إليك أم ماذا؟
    * قبل الإجابة عن هذا السؤال اسمحي ليّ أن أقدم شكري إلى كليات الآداب بجامعاتنا على عنايتها بالثقافة الليبية
    وتوجيه الدراسات الأكاديمية إلي منابع هذه الثقافة وأخص بالشكر الأستاذين الدكتور الصيد أبوديب والدكتور محمد
    مسعود جبران فهما من أشدّ المتحمسين للثقافة الليبية في الحرم الجامعي أما من حيث الإضافة التي يمكن أن تقدمها
    الدراسات الأكاديمية للكاتب فيفترض أنها تقدم له الشيء الكثير لأنها أطروحات لنيل شهادات عليا ينهض بها أشخاص
    يملكون ـ افتراضاً ـ أدواتهم الأدبية من حيث فهمهم لمنهجية البحث وحسن صياغة، وحس نقدي، وقدرة على التحليل
    ومن ناحية ثانية نحن نعلم أن الدراسة الأكاديمية هي عمل ثقافي شبه جماعي فوراء الباحث يقف أستاذ مشرف ولجنة
    من الأساتذة ذوي التخصص لتنظر في أفكار الباحث وتناقشها وتصوبها ومن ناحية ثالثة صاحب الدراسة الأكاديمية
    متفرغ لإعداد أطروحته مما يجعله أكثر قدرة على التركيز والتحليل وهو في الوقت نفسه يعمل داخل مساحة شاسعة ـ
    أقصد حجم الدراسة ـ وهذا يسمح له بتناول العمل الإبداعي من جوانب متعددة.
    وبفضل هذه المعطيات قدمت لنا الدراسات الأكاديمية إضافات جليلة على صعيد الدراسات الأدبية لكن الدراسات
    الأكاديمية في مجال المسرح تعاني جملة من المشاكل أهمها أن أصحاب هذه الدراسات لا صلة لهم بالمسرح ولا يعرفون
    شيئاً عن المسرح الليبي بالإضافة إلى غياب المصادر اليقينية وهذا يسبب في إرباك هذه الدراسات وأصحابها، أما
    بالنسبة للرسائل الأكاديمية التي أعدت حول أعمالي وعددها الآن أربع رسائل فلابد أنها تحمل ليّ إضافات طيبة وأنا
    سعيد بها مهما كانت وجهة نظرها لأنها حركت السكون من حولي.
    – عبدالله القويري، الأمير، قناو، الأزهر أبوبكر حميد، منصور بوشناف، ماذا تقول عن مسرح هؤلاء؟
    بالنسبة لمصطفى الأمير فهو أستاذي وهو المؤسس الأول للمسرحية الليبية أما الآخرون فهم زملائي ورفاق الرحلة وكلهم
    حلوين مع ملاحظة أن هؤلاء ليسوا هم فرسان الدراما الليبية كما قد يفهم من انتقاء الأسماء ـ ولكي تتضح الصورة
    بإمكاننا إضافة :سعيد السراج، وعبدالكريم الدناع، أحمد إبراهيم الفقيه، وعبدالعظيم شلوف، علي الفلاح، علي
    الجهاني.

  • كلمة لله ..- بقلم الصحفي:عمران الجازوي..- ليبيا مائة عام من المسرح -2-33

    كلمة لله ..- بقلم الصحفي:عمران الجازوي..- ليبيا مائة عام من المسرح -2-33

     ​​​​​
    ليبيا مائة عام من المسرح”1908م- 2008م”أوهكذا تكلم المسرحيون -2-33- نوري عبدالدائم
    *****************​​​​*********************​​​​

    كلمة لله ..!!
    عمران الجازوي
    المسرح عالم حضارى بديع …سجّل نجاحات تاريخيه منذ عهد “أسباتاركوس” العجيب ..حتى أن حضارة ذلك الزمان ..
    شيدت بالحجر كل رموزها …فلا تخلو مدينة أثرية من مسرح مفتوح على الهواء ..ويتلألأ بمقاعدة الفسيحة وترصده
    نجوم السماء الليلقية .. ولأن المسرح هو الأب الروحى للتاريخ .. والمدرسة الأزلية ذات الأبعاد العميقة ..فقد
    طفقت شعوب الدنيا تتعلم على ركحه ذى الأبعاد الثلاثية ..وجسدت فيه ملاحمها ..ورواياتها ..وقصصها ..وتاريخها
    الاجتماعي والنضالي البديع ..!!!
    * نحن أيضاً حاولنا منذ عشرات الأعوام ..أن نقلد غيرنا وأنشأنا الفرق المسرحية بالمجهود الذاتي ..ودون تدخل
    يذكر من الدولة ومؤسساتها ..كل ما في الأمر أن الإنشاء كان لمجرد أشباع الموهبة وحدها باعتبار الاخذ بالحكمة ”
    أن شيء أفضل من لاشيء ” وعلى حين برزت المواهب الوقادة ..وعبرت عن اجتهاداتها وتطلعاتها البعيدة الغور .. ومن
    هنا تكاثرت الفرق المسرحية ..ونبتت في الأزقة والشوارع ..والميادين ..وأصبح لها شأن جماهيري وشعبي ومحبين
    ومتطلعين ومحترفين ..حتى أنها ظلت تفاجئنا على نحو مجيد بإقامة المهرجانات الموسمية عبر كل عام ” تقريباً”
    وقد حققت نجاحات في بعضها وإخفاقات في البعض الآخر ..ولكل إخفاق أسبابه التي لاتخطئها العين الفاحصة والمحترفة
    ..!!!
    * هذا العام ..ذهب المهرجان إلى مدن تقع في الجبل الأخضر ..ذهب إلى حيث الإخفاق في أي استعداد للاستقبال …
    والإعاشة ..والإقامة ..والأفق المعرفى للجماهير..حيث لم تجد هذه الفرق مناخاً طيباً .. لكى تؤدى ما طلب منها من
    أدوار..إذ تم الاعتداء على الإعلاميات والفنانات بالطوب ..والأهازيج السمجة من أطفال لم يتعلموا من أهاليهم شيئاً
    من المعرفة والإدراك واحترام الآخرين كذلك لاتوجد أي أرضية لسكان وجماهير تلك المدن من المعرفة الأدراكية
    لمفهوم المسرح وما يقدمه من دروس حياتيه تتعلق بالحياة الإنسانية ..فكيف يمكننا أن نطوّر المعرفة إذا كان
    إعلامنا يفاجئنا بما لا يحمد عقباه …
    * إن الأمر يحتاج بحق إلى استعدادات كبيرة ومنهج وطرق إعداد سليمة ..يمكن أن تحقق فيما بعد التعود على
    استقبال ماتريد إيصاله للناس.
    إن ماحدث في هذا المهرجان شيء يدعو إلى الرثاء والبكاء وعض الأنامل ..

     

     

     

     

    كلمة لله ..!!
    عمران الجازوي
    المسرح عالم حضارى بديع …سجّل نجاحات تاريخيه منذ عهد “أسباتاركوس” العجيب ..حتى أن حضارة ذلك الزمان ..
    شيدت بالحجر كل رموزها …فلا تخلو مدينة أثرية من مسرح مفتوح على الهواء ..ويتلألأ بمقاعدة الفسيحة وترصده
    نجوم السماء الليلقية .. ولأن المسرح هو الأب الروحى للتاريخ .. والمدرسة الأزلية ذات الأبعاد العميقة ..فقد
    طفقت شعوب الدنيا تتعلم على ركحه ذى الأبعاد الثلاثية ..وجسدت فيه ملاحمها ..ورواياتها ..وقصصها ..وتاريخها
    الاجتماعي والنضالي البديع ..!!!
    * نحن أيضاً حاولنا منذ عشرات الأعوام ..أن نقلد غيرنا وأنشأنا الفرق المسرحية بالمجهود الذاتي ..ودون تدخل
    يذكر من الدولة ومؤسساتها ..كل ما في الأمر أن الإنشاء كان لمجرد أشباع الموهبة وحدها باعتبار الاخذ بالحكمة ”
    أن شيء أفضل من لاشيء ” وعلى حين برزت المواهب الوقادة ..وعبرت عن اجتهاداتها وتطلعاتها البعيدة الغور .. ومن
    هنا تكاثرت الفرق المسرحية ..ونبتت في الأزقة والشوارع ..والميادين ..وأصبح لها شأن جماهيري وشعبي ومحبين
    ومتطلعين ومحترفين ..حتى أنها ظلت تفاجئنا على نحو مجيد بإقامة المهرجانات الموسمية عبر كل عام ” تقريباً”
    وقد حققت نجاحات في بعضها وإخفاقات في البعض الآخر ..ولكل إخفاق أسبابه التي لاتخطئها العين الفاحصة والمحترفة
    ..!!!
    * هذا العام ..ذهب المهرجان إلى مدن تقع في الجبل الأخضر ..ذهب إلى حيث الإخفاق في أي استعداد للاستقبال …
    والإعاشة ..والإقامة ..والأفق المعرفى للجماهير..حيث لم تجد هذه الفرق مناخاً طيباً .. لكى تؤدى ما طلب منها من
    أدوار..إذ تم الاعتداء على الإعلاميات والفنانات بالطوب ..والأهازيج السمجة من أطفال لم يتعلموا من أهاليهم شيئاً
    من المعرفة والإدراك واحترام الآخرين كذلك لاتوجد أي أرضية لسكان وجماهير تلك المدن من المعرفة الأدراكية
    لمفهوم المسرح وما يقدمه من دروس حياتيه تتعلق بالحياة الإنسانية ..فكيف يمكننا أن نطوّر المعرفة إذا كان
    إعلامنا يفاجئنا بما لا يحمد عقباه …
    * إن الأمر يحتاج بحق إلى استعدادات كبيرة ومنهج وطرق إعداد سليمة ..يمكن أن تحقق فيما بعد التعود على
    استقبال ماتريد إيصاله للناس.
    إن ماحدث في هذا المهرجان شيء يدعو إلى الرثاء والبكاء وعض الأنامل ..

  • كتب الباحث : سالم العوكلي.. عن الخشبة الخرساء ..- ليبيا مائة عام من المسرح -2-32

    كتب الباحث : سالم العوكلي.. عن الخشبة الخرساء ..- ليبيا مائة عام من المسرح -2-32

     ​​​​​
    ليبيا مائة عام من المسرح”1908م- 2008م”أوهكذا تكلم المسرحيون -2-32- نوري عبدالدائم
    *****************​​​​*********************​​​​

    الخشبة الخرساء ….
    سالم العوكلي

    المسرح يشكل معمارياً أحد معالم المدن الرئيسة، مثله مثل المعابد، منذ قبل الميلاد حتى عصرنا الراهن، مما
    يؤكد على أهميته كنشاط فني طقسي رافق الإنسان منذ بداية تساؤله الوجودي وشغفه بالمعرفة والجمال، إضافة إلى
    فائض الوقت الذي أتاحه فرصة للرفاه عبر الفرجة الطقسية، التي ليست بعيدة عن التعبد بقدر ما هي قريبة من
    الحوار، وحصر الصراع الإنساني في علبة مكثفة من شأنها أن ترقى بمفهوم الرمز والإيحاء إلى فكرة اختبار التيمات
    الإنسانية ووضعها في حقل التداول الجمالي ومكامن الصراع البدهي للإنسان.. فأين مسرحنا من كل هذا وهل دخل ضمن
    طقوسنا الحضارية، وأصبح مفردة من مفردات حياتنا اليومية ؟… الأمر شائك ومرتبط إلى حد كبير بمفهوم المدنية
    والثقافة حين تكون شأناً اجتماعياً.. هل نستطيع أن نقول أننا قطعنا أشواطاً في هذا الطريق وأ حدث مبنى تم
    تشييده للمسرح بناه الرومان قبل ألفي عام؟، باعتبار أن كل المسارح في بلدنا هي مبانٍ تم تحويرها، ولا ترقى
    إلى تسمية المسرح.. هل اقتربنا من هذا الفن المعقد ومعظم كوادرنا الفنية لم تؤهل وهم مجرد هواة أو تقنين لا
    علاقة لهم بالدراما.
    إنني أطرح هذه الأسئلة كمتابع لحركتنا المسرحية في العقد الأخير، متعرفاً بحذر على ما يحدث ومصدوماً عبر نقاشي
    مع الكثير ممن يعملون في حقل المسرح بضحالة ثقافتهم وسطحية رؤاهم، بالشكل الذي لم يخلق أي أسلوب محدد لكل
    مخرج أو كاتب، ولا محاولة لبلورة مشروع فكري وجمالي يمكن التعامل معه كتراكم تجربة تحدد منطلقها ورؤيتها،
    فصارت المتابعة مربكة عبر هذا التنقل الذي يستعير أدواته الجاهزة من عروض أخرى مبهرة ويتم وضعها بشكل (كولاجي
    ) أمام مشاهد مأخوذ بهذا الزخرف الذي لا يملك أي بعد درامي أو مرجع يخص تاريخ المكان باعتبار أننا لم نستطع
    حتى الآن أن نراكم تاريخاً للمسرح الليبي، تاريخاً بمعنى إمكانية سرد اكتشافاته في الشكل وفي تيماته
    المطروحة، إن المسرحي الذي لم يملك خلفية تاريخية لهذا الفن تجعله يعرف أين يحط قدمه سيجد نفسه متماه مع
    أزمات من المفترض نقدها وتفكيكها، فمثلاً تغييب الإنسان في مجتمعاتنا الرهنة في المؤسسة أو ضمن بنى التخلف
    السياسي والاجتماعي يتم التأكيد عليه في المسرح عبر تغيب الفعل الإنساني في حفلة متبرجة من (الديكور )
    الاستعراضي أو عبر الهوس بالإظلام والتعمية، مكرساً هيمنة المخرج وانحيازه لمشروعه الخاص الذي يصهر الإنسان
    الممثل في العتمة أو في محفل الألوان المتزاحم يتماهى أيضاً مع اجتياح الضجيج الإعلامي والتخييلي بشكل يطمس
    الحقيقة، عبر سيطرة المؤثرات والموسيقى والزخرف على صوت الممثل وانفعالاته ومن ثم طمس المضمون، بشكل خلق
    لدينا مشاهداً نمطياً ما عاد يريد الاستماع لما يقال إلا إن كان تهريجاً أو نكتاً تنفيسية تعيده إلى ألفة
    ما يسمعه في الشارع أو في سهراته الخاصة، غاب المسرح ذو الهمس المسموع الذي يبحث عن حوار مع المشاهد وسط
    صخب المسرح التحريضي أو التهريجي، فبمجرد سماع صوت ممثل صاخب يغدو هنا جزءاً من صخب إعلامي يسعى إلى تغطية
    ضعف المضامين والفكرة بالصراخ الأخرس الذي لا يقول شيئاً.. إنها مجموعة تساؤلات تضعنا في مواجهة المسؤولية
    الثقافية والفنية تجاه مجتمع يحتاج إلى مسرح يربكه لا يطربه.. يضحكه بعمق المفارقة لا بالإسفاف.. لكي نصل
    إلى أن يكون التفرج على هذا الفن الراقي طقساً وليس مجرد صفير وتصفيق.

     

  • ماذا سيقدم مهرجان المسرح للمسرح..مقالة عن المسرح الليبي في مهرجانه الحادي عشر..- بقلم : عبدالعزيز الرواف

    ماذا سيقدم مهرجان المسرح للمسرح..مقالة عن المسرح الليبي في مهرجانه الحادي عشر..- بقلم : عبدالعزيز الرواف

    ​​​​​​​​​​​​​​
    ليبيا مائة عام من المسرح”1908م- 2008م”أوهكذا تكلم المسرحيون -2-31- نوري عبدالدائم
    *****************​​​​*********************​​​

    عن المسرح الليبي في مهرجانه الحادي عشر
    بقلم / عبدالعزيز الرواف
    ماذا سيقدم مهرجان المسرح للمسرح ؟ سؤال يطرح بقوة ، وهو أن هذا السؤال يمكن طرحه بعد أي مهرجان متخصص في
    العلوم أو الأدب أو حول المخدرات ، فكثيرا ما تعقد هذه الندوات والمؤتمرات والمهرجانات وتقدم في الختام
    توصيات إنشائية تقرأ وتوزع على وسائل الإعلام ويظل حال موضوع المهرجان أو الندوة أو المؤتمر مثلما كان وربما
    أسوأ.
    وسيكون موضوعنا هنا مهرجان المسرح في دورته الحالية بشحات الأثرية ، وطبعا نتمنى أن يكون مهرجان هذا العام
    يضم جديدا في فاعلياته تجعل منه نقلة نوعية في العمل المسرحي ، وليجسد فعلا مؤثرا بعد انقضائه في مجال المسرح
    ، وكذلك تطويرا لكل العوامل الملحقة بالعمل المسرحي ، وأن لا يكون فرصة فقط (للمة) فنية و(هدرزة) مسرحية رغم
    أننا لسنا ضدهما إذا رافقهما عملٌ مؤثر في موضوع المهرجان .
    نأمل أن لا يكون المهرجان طفرة إعلامية يلتقي فيها بعض الزملاء الصحفيون من كل أنحاء ليبيا ، لكي يستغلوا
    المهرجان في اللقاءات والمراسلات الصحفية ، مع أن هذا الأمر مطلوب وهو من صميم عملهم ، لكننا نأمل أن يقدم لنا
    الزملاء المحضوضون بالحضور تقييما حقيقيا لكل ما سيدور في كواليس هذا المهرجان ، وأن لايقتصر عملهم على لقاءات
    من شاكلة الفنان الكبير والرائع والمعروف ، مسيرته الفنية الحافلة ، حياته الشخصية إلى غير ذلك من أمور
    نعرفها مسبقا ، وحتى إن لم نعرفها فالأمر سيان .
    نأمل وضع النقاط على الحروف في كل أمور المهرجان وتبيان القصور لأجل التطوير ، لا أن تكون مجمل المراسلات
    والكتابات تتغزل في هذا المدير الذي أشرف ، وهذا المسئول الذي حضر، كما أننا نأمل أن يكون حضور بعض الفنانين
    العرب الذين لهم مكانتهم في الوسط الفني فرصة للاستفادة للفنان الليبي أيضا ، وأن لا تقتصر الاستفادة للفنان
    المدعو فقط
    ويبقى أمر مهم وهو أن يترك هذا المهرجان أثراً في الملتقى العادي لأن المسرح الذي لا يتعلق به جمهوره هو مسرح
    فاشل مهما لمعناه بمهرجانات ومهما كان مستواه، أيضا أمل أن يكون التعامل في قبول الأعمال المعروضة تحكمه
    القيمة الفنية أولا وأخيرا بعيدا عن المحاباة لفرق مدن بعينها ، وفي الختام أمل أن نجد جميع مهرجاناتنا
    الفنية والأدبية والعلمية ، تقدم أثرا ملموسا يساهم في تطوير ما أقيمت من أجله.
    تذكرت هذه الحكاية ، بعد كل هذا العمر وأنا أتابع أخبار مهرجان المسرح الليبي في دورته الحادية عشرة ،
    وخيبت بالطبع نبوءة ذلك المعلم فكل علاقتي بالمسرح تمثلت في متابعة المسرحيات والكتابة من حين لآخر عن المسرح
    ، وها أنا منعتني ظروفي من متابعة هذا الحدث الذي أتمنى أن يقدم للحركة المسرحية حراكا مؤثرا يصل مداه لكل
    المدن الليبية ، وبالأخص مدينتي طبرق التي أمل أن أجد إحدى دورات المسرح القادمة تدور على أرضها ، وأملا أن
    يوفق كل القائمين على هذه الدورة بتقديم ما يفيد هذا الوسط المهم .

  • كتب: علي أحمد حبيب…مبدعون ولكن..- ليبيا مائة عام من المسرح -2-30

    كتب: علي أحمد حبيب…مبدعون ولكن..- ليبيا مائة عام من المسرح -2-30

     ​​​​​​​​​​​​​​
    ليبيا مائة عام من المسرح”1908م- 2008م”أوهكذا تكلم المسرحيون -2-30- نوري عبدالدائم
    *****************​​​​*********************​​​

    مبدعون ولكن..!
    علي أحمد حبيب.

    في استقراء واضح للوجوه تظهر الغبطة علامة بارزة والفرح عنواناً واضحاً فالكل يعشق المسرح والمسرح في قلوب الكل
    غير أن ما تقدم من عروض قد يضفي بعض الامتعاض والسوء للغة التي قدمت بها الأعمال والتي في أحيان كثيرة تحتاج
    إلى جهاز تحكم عن بُعد لتوقيف بعض المشاهد المسرحية ودراستها بأمعان وقد لا تنجح في فك طلاسمها.
    ولعل المشاهد لهذه العروض قد تذكر بعض أفلام” يوسف شاهين” حاصدة الجوائز ذلك لا يعتبر عيباً ولكن أليس من
    المفروض مراعاة المستوى الثقافي لمن هم على شاكلتي مثلاً ومحاولة النزول قليلاً إلى مستوى تفكيرنا لنشارككم على
    الأقل المتعة وفي ذات الوقت لن يمنع ذلك أحداً من حصد الجوائز.
    وسأسمح لنفسي قليلاً بأن أشارككم التفكير فقد أتحفنا المخرج المبدع فتحي كحلول بمجموعة من المشاهد غلب عليها
    الطابع الاستعراضي وقدم كما من الصور التي تشرح الواقع المتردي للمواطن العربي في كل أشكاله كما كان إيضاح
    السبب والعلاج متاحاً للمشاهد من خلال العمل لكن الاغراق في بعض التفاصيل واستخدام بعض الألفاظ النابية كالسب
    المباشر مثلا وتكرار اسم المخرج أحياناً على لسان أفواه الممثلين حتى وأن كان القصد هو إيضاح أسلوب التغريب
    الذي اتسمت به المسرحية إلا أنني وقفت عاجزاً عن فك تلك الطلاسم أما الأزياء فحدثتني بالكثير من وجهة نظر فهمي
    القاصر وتثبيت رطبة الرأس العمامة لغزاً محيراً لي.
    على كل شاهدنا مبدعين أدوا أدوارهم بكل اقتدار وإن كانت الأضواء تركزت على العرافة التي أدهشتني بأدائها في
    كل الشخصيات التي لبستها في العمل ختاماً أقول:
    بكل تواضع لو تكرم هؤلاء العمالقة المبدعين والمخرجين وقدموا لنا أعمالاً أقرب إلى أذهاننا وبلسان عقولنا لكان
    انسجامنا أكثر وربما كانت المقاعد لا تكفي الراغبين في الجلوس هذا من وجهة نظري .
    أرجوا أن لا أكون قد أطلت

  • الفنان : علي القبلاوي..الأحتراف المبكر ..- حاوره / نوري عبدالدايم..- ليبيا مائة عام من المسرح -2-29

    الفنان : علي القبلاوي..الأحتراف المبكر ..- حاوره / نوري عبدالدايم..- ليبيا مائة عام من المسرح -2-29

     ​​​​​​​​​​​​​​
    ليبيا مائة عام من المسرح”1908م- 2008م”أوهكذا تكلم المسرحيون -2-29- نوري عبدالدائم
    *****************​​​​*********************​​​

    علي القبلاوي..
    الأحتراف المبكر
    حاوره / نوري عبدالدايم

    ” الأن سنبداء مشوار الألف ميل بهذه الخطوة المتمثلة في فرقة ” المسرح القومي ” التي تمثل ليبيا لتجسد روائعاً
    من المسرح العالمي والإنساني ” . بهذه الكلمات أفتتح وزير الأعلام والثقافة في ذلك الوقت د. ” خليفة التليسي ”
    سنة 1966 م ” فرقة المسرح القومي ” التي كان نواتها عشرة مبدعين منهم ” الطاهر القبايلي ، عمران المدنيني ،
    رمضان نصير ، صبحي المجراب ، محمد شرف الدين ، مختار الأسود ، خدوجة تكيتك ، بشير المبروك ، علي القبلاوي ”
    بإدارة الفنان شعبان القبلاوي .
    لم تكن بداية ” علي القبلاوي ” كباقي زملائه متمرساً في الفرق الأهلية التي يلجاء إليها المواهب للتعبير عن
    أنفسهم من خلالها بأستثناء عمل يتيم قدمه عند أنضمامه لفرقة المسرح الجديد بإدارة د. ” أحمد ابراهيم الفقيه ”
    مع ” محمد عبدو الفوراوي ” هو مسرحية ” الأسطى خربوشة ” سنة 1964 م . أتيحت له بعد ذلك فرصة الانضمام لبرنامج
    ” ركن الهواة ” الذي كان يقدمه الفنان ” كاظم نديم ” بقصيدة ” الزوج القاتل ” التي مهدت له الأنتساب لقسم
    التمثيل ” بالأذاعة الليبية ” مرجعاً الفضل في خطواته الأولى للفنان ” عمران راغب المدنيني ” والأستاذ ” محمد
    عبدالعزيز العقربي ” . في سن مبكرة وهو لم يتجاوز عمره الثامن عشر تقدم ” القبلاوي ” لإمتحان القبول أمام لجنة
    مكونة من ” شعبان القبلاوي ، محمد العقربي ، عبدالحميد المجراب ، سعيد السراج ، عبدالله القويري ، محمد حقيق ”
    بمسرح الغزالة بمقطع من مسرحية ” الدكتور فاوست ” قدمه له ” عبدالله الدناع ” . بعد تجاوزه لامتحان لجنة القبول
    أعتمد “علي القبلاوي ” ليكون بذلك أصغر ممثل رائد في عضوية ” المسرح القومي ” موثقاً مشواره الأبداعي على مدى
    أربعين عاماً بأكثر من ستين عملاً كلهم تحت مظلة ” المسرح القومي _ الوطني / طرابلس ” ..
    القبلاوي :- .. باستثناء أربعة أعمال تعاونت فيها مع فرق أهلية . بعد عمل ” الأسطى خربوشة ” للجديد ، عملت مع
    ” الفرقة القومية ” في مسرحيتين هما ” اللي تظنه موسى ” للاستاذ مصطفى الأمير ، و” بين يوم وليلة ” للأستاذ
    الأمير ومن أخراج د . ” حسن قرفال ” . وأخيراً ” قصة حديقة الحيوان ” تأليف ” أدوارد ألبي ” وأخراج ” محمد
    العلاقي ” لفرقة المسرح الحر ” ..
    *:- كيف كانت بداياتك مع ” المسرح القومي ” ؟.
    القبلاوي :- بدأنا التدريبات على مسرحية ” عطيل ” ل ” وليم شكسبير ” من أخراج ” العقربي ” التي أعتبرها دورة
    حقيقية لي .. مع الأسف لم يكتب لها العرض بعد بسبب وفاة الأستاذ ” العقربي ” ولم يكتب لها العرض أيضاً حتى
    بعدما تبناها المخرج المصري ” زين العشماوي ” واحضار كل مستلزماتها من ” ايطاليا ” وبهذا كانت باكورة أنتاج
    المسرح القومي ” حسناء قورينا ” من أخراج ” خالد مصطفى خشيم ” وترجمة د . ” علي فهمي خشيم ” التي شاركنا بها
    في مهرجان المغرب العربي بمدينة الحمامات بتونس سنة 1968 م وفي نفس المهرجان شاركت الفرقة القومية بمسرحية ”
    حلم الجعانين ” لشرف الدين . كما شاركنا في المهرجان الأفريقي بالجزائر بمسرحية ” راشمون ” للأمين ناصف .
    * :- هل تستطيع أن تحدد أهم ملامح ” الأمين ناصف ” أثناء العمل ؟
    القبلاوي :- الأستاذ ” الامين ” رحمه الله كان مثقفاً و صبوراً و يمتلك مخيلة خصبة كما يمتلك الشفافية العالية
    وسعة البال ورحابته .. يؤمن بالكيف … تعلمت منه الكثير . كنا نطلق عليه لقب ” ملك المايك ” في الأذاعة
    المسموعة . . كان حلمه قبل الوفاة تنفيذ عمل من تأليف الأستاذ ” مصطفى الأمير ” . ” الأمين ” يعد خسارة كبيرة
    للمسرح الليبي …. قدمت معه أيضاً ” الزير سالم ” . بعدها أتيحت لي فرصة الذهاب لدورة تدريبية في القاهرة
    بفرقة ” المسرح القومي المصري ” بإدارة الأستاذ ” نبيل الألفي ” .
    * :- ماذا قدمت لك هذه الدورة ؟
    القبلاوي :- كانت فرقة المسرح القومي تضم أهم رموز المسرح المصري ” سناء جميل ، سميحة أيوب ، محمد الدفراوي
    ، محمد عبدالسلام ، توفيق الدقن ، صلاح قابيل ، محمود الحديني ” الذين تربطني بهم علاقة ود وتعلمت منهم
    الكثير أهمها الألتزام والأنصهار في العمل … طبعاً تعرفت على الفنان ” يوسف وهبي ” وكنت قد شاهدت له أعماله
    في بدايات الستينيات من القرن الماضي أثناء مجيئه الى ليبيا … في الفترة التي كنت فيها في القاهرة
    أشتركت في سهرة مرئية صحبة الفنان الليبي ” محمد نجم ” وهو المطرب ” عبدالوهاب محمد ” من انتاج التلفزيون
    المصري إخراج ” محمد فاضل ” بمساعدة ” زوجته في ذلك الوقت ” أنعام محمد علي ” وتاليف الدكتور” أحمد
    ابراهيم الفقيه ” ، بطولة ” فردوس عبدالحميد ” .
    * :- المسرح الوطني في نهاية الستينيات من القرن الماضي الى نهاية السبعينيات كان المؤشر الذي يقاس به
    الحركة المسرحية في طرابلس وربما في ليبيا لأهمية الأعمال التي قدمها وأهمية أعضائه …. هل تستطيع تفسير سبب
    الركود الكيفي والكمي الذي اعتراء هذه المؤسسة … الأمر الذي أنعكس على بقية الفرق ؟
    القبلاوي :- نعم المسرح مر في هذه الفترة بكساد حرمنا فيها على مدى أربعة عشر عاما من المشاركة في مهرجانات
    خارجية … ربما المسؤول في الفترة السابقة كان أكثر وعياً لأهمية المسرح .
    * :- منذ سنتين وأنت على رأس إدارة فرقة المسرح الوطني أنتجت خلالها ست أعمال مسرحية _ هنا انا اتكلم على
    الكم _ هل تعلم بأن هذا يعد أقل أنتاج في العالم إذا ما قورن بمسارح وطنية ؟
    القبلاوي :- نعم هذا صحيح وهذا ينعكس حتى على الأنتاج المرئي …. أنا أخذت دورة في ألمانيا في فرقة ” لاندس
    تياتر ” وهي فرقة متنقلة كانت الأجندة تتسع لعشرة أعمال في السنة بأستثنا شهري إجازة وتحضير ، علماً بأن هذه
    الأجندة تعتمد الأستبيانات وحسب متطلبات الجمهورالمشاهد لهذه الأعمال من مسرح كلاسيكي أو أجتماعي أو تجريبي .
    *:- ألا تعتقد بأن الإدارة التي تشرف على المؤسسات الثقافية تتحمل تبعية هذا الركود ؟
    القبلاوي :- أنا أختلف معك في هذا الراي . المسألة تتعلق بحركة مجتمع متكاملة وأحتياجات هذا المجتمع … ربما
    يرى المتلقي بأن جلوسه بالبيت ومشاهدة المرئية أكثر جدوى من حضوره أعمال مسرحية .
    * :- أنت تعلم بأن هناك متلقي متابعاً للحركة المسرحية كما تقر بوجود مبدع صانع لهذه الحركة …. انا أسأل
    على ركود دام لأكثر من عشرين أو ثلاثين سنة … هل هذا نتاجه قلة الدعم المادي ؟ .
    القبلاوي :- نعم هذا أحد الأسباب …. لايعقل بأنه لايوجد الى الأن قاعة صالحة لعرض مسرحي بالشروط المتفق
    عليها ….. رغم هذا فأن الفرص المتاحة في ليبيا لا توجد في العالم . ما الذي يمنع الفرق الأهلية من الأنتاج
    كما كانت من قبل وبدون أي دعم من الدولة وعلى نفقة المبدعين الخاصة .
    * :- في تلك الفترة كانت أغلب الأعمال واقعية ومتطلبات هذه الأعمال بسيطة …. انت الأن على رأس إدارة هذه
    الفرقة هل تحمل أجندة عمل للسنوات القادمة ؟ وهل تعتقد بأن أعضاء هذه الفرقة جديرون بأسم المسرح الوطني ؟ .
    القبلاوي :- مع الأسف لا … فقط أستطيع الأعتماد على عشرين عضو والباقون غير جديرون بالأنضمام لهذه الفرقة …
    تم تمكين حوالي ثلاثين عضوبالمسرح لسنا بحاجة لخدماتهم .
    *:- وقتها كنت عضواً في اللجنة التي قبلت هؤلاء الأعضاء .
    القبلاوي :- لم استطع منع هذا القرار . طلب منا تمكينهم الى حين إيجاد المكان المناسب لهم .
    وقد قمت بمراسالات بهذا الشان وصلت الى أمين الثقافة .
    *:- هل أنت متفائل باستحداث أمانة للثقافة ؟
    القبلاوي :- وجود أمانة للثقافة يدعو للتفائل ونحن الأن متعاونون بشكل صحي مع هذه الأمانة وإداراتها التي تشرف
    الأن على صيانة المسرح .
    * :- الم تضع خطة لتقوية الأعضاء من خلال دورات تدريبية او دراسات أو بعثات ؟
    القبلاوي :- نعم راسلت الجهات المعنية وتم الأتفاق معهم . ونحن في أنتظار نتائج هذه المراسلات . علماً بأن هذه
    المبادرة جاءت من أمين الثقافة … منذ أيام الهيئة العامة للمسرح لم يتم أيفاد أي عضو في دراسة أو دورة
    .
    * :- ألم تحاول مد جسور التعاون بين فرق وطنية عربية أو عالمية ؟
    القبلاوي :- انا غير قادر على تحمل تبعية ما ينتج على هذا التعاون .. فانا ليس لدي القرار لمثل هذا التعاون .
    فالمسرح لايملك ميزانية لتعاون من هذا النوع في الوقت الذي أعجز فيه على صرف مكافاءة أربع سنوات نضير أعمال
    قدمت .
    * :- أنا أريد ان أعرف مكمن هذا التفائل .
    القبلاوي :- دائما أعتمد الأمل والحلم الذان يعدان من سمات المبدع .
    * :- من من المخرجين الذين ترتاح بوقوفك امامهم ؟.
    القبلاوي :- ” الأمين ناصف ” ضمن المخرجين الذين شعرت بأرتياح تام للعمل معهم … لقد عملت مع أغلب
    المخرجين . لقد عملت مع ” محمد القمودي ” الذي كانت له تجارب مهمة لولا الأنقطاع الطويل .. ” عبدالله الزروق ”
    مبدع مجتهد يتمتع بخيال جميل والأن يوجد تعاون بيننا من خلال مسرحية اللعبة ” التي أعدها ” الزروق ” عن ” قطة
    على سطح من الصفيح الساخن ” ل ” تنسي وليامز ” … ” محمد العلاقي ” له بصمته الخاصة . تعاملت في أعمالي
    الأخيرة مع المخرج ” فتحي كحلول ” .
    * :- الممثلين الذين ترتاح بالوقوف أمامهم ؟ .
    القبلاوي :- أنا أرتاح جداً للفنان ” عياد الزليطني ” ، ياسرني أداء ” صالح قراد ” . تعد الفنانة لطفية
    أبراهيم ” قيمة فنية لن تتكرر . هذه الأنسانة تمتلك الحضور وسرعة البديهة والموهبة لا أعرف عنصر نسائي بهذه
    القوة على المسرح .. فنانة بمعنى الكلمة .
    *:- قدمت تجربتين متباعدتين زمنياً في الأخرج المسرحي .. مسرحية ” رقية ” عن ” مريض الوهم ” ل” موليير ” .
    ومسرحية ” علاش ماتعدلش ” للمرحوم ” الأزهر أبوبكر حميد ” كيف تقيم تجربتك كمخرج ؟
    القبلاوي :- أرى بأن هناك نوعين من المخرجين . ثمة المخرج ( الأستاذ / المعلم ) مثل ” الأمين ناصف ” وثمة
    المخرج الذي يعتمد على الممثل وحدسه الخاص في توزيعه للممثلين بدقة . أنا أعتمدت على الممثل وقدرة الممثل ،
    ففي مسرحية ” رقية ” أعتمدت على قدرة ” لطفية ابراهيم ، وعياد الزليطني ” وفي ” علاش ماتعدلش ” أعتمدت على
    قدرة ” عبدالله الشاوش ” وموهبة ” صلاح الأحمر ، وعيسى بلقاسم ، ومحمد ميلاد ” . هذان العملان واقعيان ولم أعتمد
    أي قراءة أخرى … حاولت أثناء تواجدي بالقاهرة العمل مع الكاتب ” ميخائيل رومان ” وبالفعل تم الأتفاق مع
    على أعداد مسرحية ” جيفارا ” وأسقاطها على أحداث الشرق الأوسط وبالفعل تم هذا الأمر باستبدال شخصية ” جيفارا ”
    بشهداء الأرض المحتلة ” كمال عدوان ، وكمال ناصر ” ولكن حالت قلة الأمكانيات دون أتمام هذا المشروع .
    * :- المسرح الوطني الأن في حالة صيانة للمبنى … ألم تفكر في مقر أخر الى حين تجهيز المقر ؟
    القبلاوي :- سننتقل هذه الفترة الى مسرح الخضراء للشروع في تدريبات العمل الذي يخرجه ” عبدالعزيز الحضيري ”
    وهو مخرج سبق وتعاون مع المسرح الوطني وله دراية بضروفه وإمكانياته ؟
    * :- أليس من المخجل بعد تأسيس المسرح الوطني بأربعين سنة والمسرح يشكو من تواضع الأمكانيات ؟
    القبلاوي :- نعم مخجل … هذه الحقيقة … لقد عملنا بجد وبتحايل على الضروف وقدمنا ثلاث تضاهرت مسرحية لأيام
    طرابلس المسرحية والأن قادمين على الرابعة ولم تصرف أي مكافاءة للأعمال منذ سنة 2000 م .
    * :- أريد معرفة ماذا تعني لك كلمة متفائل ؟
    القبلاوي :- ” نقولوا أنشالله ” سبق وقلت بأن الأمل زاد المبدع .
    * :- ماذا تقول على تأسيس الفرقة الوطنية … علماً بأنك كنت أحد المتحمسين لأنشاء هذه الفرقة ؟
    القبلاوي :- انا لم اكن متحمساً لها منذ البداية ….. بهذا الشان أقول طالما تم تأسيس المسرح القومي سنة
    1966 م برعاية الدكتور ” خليفة التليسي ” الذي مارس مهامه بجدارة وبمكابدة _ أي المسرح _ رغم الركود الذي
    ساده في فترات مسيرته الأبداعيه . ارى بأنه لاجدوى من إنشاء فرقة وطنية تحمل نفس التوجه بل من الأجدى دعمه
    مادياً ومعنوياً علماً بأن هذا الكيان مفتوحا لكل المبدعين في ليبيا .
    * :- ماهي أجندة المسرح الوطني القادمة ؟
    القبلاوي :- الأن سندخل بعمل ل ” عبدالعزيز الحضيري ” وعمل من أخراج د . حسن قرفال …. كما أدعوك بالأستعداد
    للدخول بعملك القادم وسنحتمل بعضنا وسنصل الى صيغة ترضي الجميع وأعدك بأنه لن تحدث الأرباكات التي حدتث في
    مسرحية ” السعداء ” .
    علي علي القبلاوي
    مواليد المدينة القديمة بزنقة ” سوق الحرارة 1949 م في ” حوش شايب العين ” رقم ” 17″.

  • الفنانة الليبية:لطفية إبراهيم .. الروح المبدع والحضور الآخاذ.. حاورها / نوري عبدالدايم.

    الفنانة الليبية:لطفية إبراهيم .. الروح المبدع والحضور الآخاذ.. حاورها / نوري عبدالدايم.

    ​​​​​​​​​​​​​​
    ليبيا مائة عام من المسرح”1908م- 2008م”أوهكذا تكلم المسرحيون -2-28- نوري عبدالدائم
    *****************​​​​*********************​​​

    لطفية إبراهيم …*
    ” الروح المبدع والحضور الآخاذ ”
    حاورها / نوري عبدالدايم

    لا أدري لماذا تذكرني ” لطفية إبراهيم ” بمقالة للشاعر والمسرحي الأسباني ” فيدريكو غارسيا لوركا ” تحدث فيها
    عن عمل ” الروح المبدع ” ** الذي يعتبره ” جوهر الإبداع الحقيقي ، والجذور الممتدة في أعماق التربة الخصبة
    … تلك القوة الخفية والصدق الخالص والتجلي الذي يتلبَس المبدع في لحظة تواصل مع حواسه الخمس تسري عالياً
    من أخمص القدمين .. إنه تواصل الجسد والروح ” .. ذلك السر الذي لا تعلمه المعاهد ولا الأكاديميات الفنية ..
    أنه الحضور المسرحي الآخاذ …
    كنت وقتها في عقدي الثاني عندما تخرجت من معهد جمال الدين الميلادي للمسرح وباشرت حياتي المهنية في ” المسرح
    الوطني / طرابلس ” عندما جمعني مشهد قصير مع الفنانة ” لطفية إبراهيم ” في مسرحية ” النبع ” من تأليف وإخراج
    ” عبدالله الزروق ” يقتضي المشهد ببداية الحوار للشخصية التي أجسدها حيث حاولت قدر الإمكان الحفاظ على الأداء
    والحركة والإحساس الذي تتطلبه أبعاد الشخصية ، كما حاولت إختزال كل ما تعلمته أثناء سنوات دراستي بالمعهد
    في ذلك المشهد .. عندما استلمت ” لطفية إبراهيم ” حوارها مني ، وبالتالي استلمت قيادة المشهد حيث تغيرت
    حيوية المشهد حينما تصاعدت بأدائها إنطلاقاً من نهاية جملتي لتضيف خبرتها وحرفتها وروحها المبدع وحضورها
    لجملتها بحيث جعلتني أستلم منها نهاية “جملة ” مشبعة باللإيقاع والحياة ، لتتم بذلك ولادة المشهد من جديد
    بروح متجانسة تسري فيه الحيوية . … وقتها أدركت بأن ثمة سر غامض سر خفي سر لا تعلمه المعاهد ولا الأكاديميات ..
    ما حدث في ذلك المشهد بعيداً عن التقنية والخبرة اللذان تتمتع بهما ” لطفية إبراهيم ” ، إنما كان نتاج ” روح
    المبدع ” الذي يسكنها وحضورها الآخاذ الذي تجلى في أدائها . هذا الحضور الطاغي _ باعتقادي _ يمتلكه ثلاثة
    ممثلين مروا على خشبات المسرح الليبي ” الراحل محمد حمدي حسب روايات معاصريه ، والراحل محمد الساحلي رغم قلة
    إنتاجه ، والفنانة لطفية إبراهيم ” ومن هنا استشهد ” لوركا ” بجملة ” مانويل توريس ” حيث قال لمغن في إحدى
    المناسبات ” تمتلك صوتاً وأسلوباً ولكنك لن تصادف النجاح لأنك تفتقد لروح مبدع ” ..
    بعد غيابها على المشهد الإبداعي عقدين من الزمن استقبلنا من قبل ” لطفية إبراهيم ” وزوجها الفنان ” محمد
    بواجعة ” في بيتهما صحبة إبنهما الوحيد ” وحيد ” .. المرة الأولى كنت صحبة الفنان ” محمد كرازة ” والصحفية ”
    أسماء بن سعيد ” لإجراء حوار معها على خلفية مبادرة تكريم من المركز العالي للمهن المسرحية والموسيقية لصحيفة
    ” أويا الفنية ” والمرة الثانية كنت صحبة الصديق ” كرازة ” لإجراء هذا الحديث :-
    = كانت البداية في سن مبكرة مع ” المسرح القومي ” _ ” المسرح الوطني فيما بعد _ بإدارة ” عمران راغب
    المدنيني ” الذي كان يضم خيرة العناصر المسرحية ” أذكر منهم ” البهلول الدهماني ، لطفي بن موسى ، أحمد
    الغزيوي ، علي القبلاوي ، عمران المدنيني ، عبدالحميد حسن ، عبدالله الريشي ، شعبان القبلاوي ، محمد الشويهدي ،
    سعاد الحداد …. الخ ” إضافة إلى هذا كانت بداياتك مع أهم مخرجين تعرفهم الساحة المسرحية .. المخرج ”
    الأمين ناصف ” في مسرحية ” الزير سالم ” تأليف ” الفريد فرج ” والمخرج ” أبوظيف علاًم ” في مسرحية ” العادلون ”
    تأليف ” البير كامو ” .. كيف وجدت طريقك نحو أهم مؤسسة مسرحية في ذلك الوقت علماً بأنك لا تحتفظين بأي رصيد
    مسرحي ؟!!
    لطفية :- كان دخولي ” المسرح القومي ” مع مستهل السبعينيات من القرن الماضي عن طريق الراحل ” منير عصمان ”
    صديق العائلة حيث لاحظ إهتماماتي بالتقليد من خلال تطويع بعض الملابس للشخصية التي أقوم ب” لعبها ” داخل
    المنزل وهو أشبه بلعب طفولي ..
    = هل كانت لك تجربة من خلال الأنشطة المدرسية ؟
    لطفية :- لم أشارك في أي نشاط مسرحي في المدرسة غالباً ماكنت انضم إلى فريق الرقص ….. اقترح الراحل ” منير
    عصمان ” دخولي للمسرح القومي ” _ الذي يبدو بحاجة إلى عناصر نسائية _ وبدوره أقنع العائلة كان وقتها عمري 15
    سنة .. كانت دهشتي كبيرة عندما شاهدت كل نجوم مسلسل ” منزل للبيع ” من إخراج ” حسن التركي ” الذي كان له
    صدى كبيراً في ذلك الوقت ..
    = …………
    لطفية ؛- … كان إنتسابي للمسرح القومي صحبة مجموعة من الزميلات ” فاطمة الترهوني ، سعيدة بوراوي ، فاطمة
    الحاجي ، عائشة الحاجي ” بمكافأة قدرها ” 26 د.ل ” ذات القيمة التي يتقاضاها بقية الأعضاء في المسرح .. وقتها
    كانت ” فرقة المسرح الحر ” تجري التدريبات على مسرحية ” العادلون ” مع المخرج “أبوظيف علاًم ” حيث تمت
    إستعارتي من المسرح القومي .. وهي أول تجربة مسرحية لي حيث جسدت فيها دور ” الدوقة ” .
    = هل هذه أول تجربة لك ؟
    لطفية :- نعم .. في هذا العمل تعلمت من الأستاذ ” أبوظيف علاًم “ماهية الخشبة وبعض المصطلحات المسرحية وأصول
    الإلقاء .. كان العمل بالعربية الفصحى .. كنت غير واعية لما يحدث … رغم تشجيع الجميع أذكر منهم الفنان ”
    عياد الزليطني ” الذي قال قبل العرض ” لن تتركي الخشبة يالطفية .. انت مشروع ممثلة ” …. بعد العرض أشاد
    العديد بأدائي .. لست مستوعبة لما يجري في ذلك الوقت ..
    = تجربتك الثانية كانت مع المخرج ” الأمين ناصف ” في مسرحية ” الزير سالم ” .. من خلال هذه التجربة .. هل
    تذكرين كيفية تسييره للتدريبات وتعامله مع الممثلين؟
    لطفية :- :- الأستاذ ” الأمين ” شخصية ساحرة وهادئة وعلى وعي تام بما يعمل …كنت ضمن مجموعة ” الجوقة /
    الكورس ” صحبة ” سعيدة بوراوي ، فاطمة الحاجي ، فاطمة الترهووني “.. عندما سافرت ” فتحية عبدالغني ” زوجة
    المخرج الراحل ” زين العشماوي ” للقاهرة التي كانت تلعب دور ” الجليلة ” حيث أسند دورها للفنانة ” سعاد
    الحداد ” التي كانت تلعب دور ” سعاد / البسوس ” الذي أسند لي فيما بعد بقرار من ” الأمين ناصف ” .
    = ما هي تفاصيل إسناد الدور لك ؟
    لطفية :- تم إستدعائي للإدارة حيث طلب مني الأستاذ ” الأمين ” تسميع الحوار _ ومن عادتي أحفظ المسرحية بالكامل
    أثناء التدريبات _ ظلت تلازمني هذه العادة طيلة مسيرتي المسرحية.. هذا الاختيار أوجد معارضة من بعض الممثلين
    الذين أعتبروا الأمر مغامرة من المخرج الذي تكفل بتدريبي بتخصيص وقت إضافي مدته ساعتين بعد التدريبات التي
    تنتهي الساعة التاسعة مساءً بعدما تم الإتفاق مع أسرتي والسائق . .
    = تعلمت من تجربة ” العادلون ” بقيادة ” أبوظيف علاًم ” أبجديات المسرح . ماذا تعلمت من ” الأمين ناصف ” ؟.
    لطفية :- كانت بدايتي مع الأستاذ ” الأمين ” مريحة وممتعة حيث تبنى شرح المسرحية باللهجة الدارجة الليبية
    ببساطة شديدة و بدون إدعاء .. من خلال لهجته المبسطة تناول أبعاد العمل والإسقاطات وماذا يريد أن يقول من خلال
    العمل كما أعلمني بأني محركاً رئيساً لأحداث المسرحية . الأمر الذي حفزني لقرأة العمل من جديد .. كانت
    التدريبات في ” الكاتدرائية ” _ جامع جمال عبدالناصر حالياً _ من الساعة ” 9الى 11 ” ليلاً .. كانت التدريبات
    مغلقة بحضور مدير المسرح والشخصية التي تقابلني ” أحمد الغزيوي ” الذي يجسد دور زوج ” سعاد / البسوس ” فقط
    ..
    = ………………
    لطفية :- .. تعلمت من ” الأمين ” الإحساس بالجملة وبالتالي الإحساس بالعمل ، علمني الصدق أثناء العمل
    والإهتمام بالتفاصيل الصغيرة للشخصية .. كان مخرجاً دقيقاً في عمله ومثابراً .. وأيضاً ” الأمين ” أول من راهن
    على قدرتي كممثلة في مستهل مسيرتي بإسناده لي شخصية رئيسية أمام عمالقة المسرح في ذلك الوقت .
    = كانت التدريبات مقصورة عليك وعلى الشخصية المقابلة .. ماذا حدث أثناء التدريبات النهائية ؟ ..
    لطفية :- أثناء التدريبات النهائية ” بروفات جنرال ” التي كانت في ” مسرح صبراتة الأثري ” كان يطلب مني عدم
    التمثيل .. ويلزمني بقرأة الحوار فقط كان يردد ” لا أطلب منك التمثيل ” وغالباً ما كان يتجاوز مشهدي أنا
    والغزيوي .. الأمر الذي أربك الممثلين المقابلين .. ربما يريد أن يؤكد رهانه في ليلة العرض فقط ..
    = في ليلة العرض ؟
    لطفية :- في ليلة العرض أهملني تماماً .. ولكن قبل خروجي للخشبة قام بوضع بعض اللمسات على ملابس شخصيتي
    وقال باللهجة : ” وريني توا يا لطفية .. عندك حاجتين ياتطلعي في السماء ياتروحي لحوشكم تقشري البصل ولا
    تقشري بطاطاً وتقعمزي وتهفتي .. يلا .. ” هذا العرض حضره أغلب أعضاء مجلس قيادة الثورة .. وأذكر بأن الفنان
    ” لطفي بن موسى ” كان متألقاً فيه … بعد خروجي أفرد ” الأمين ناصف ” ذراعيه لي مرحباً بإجادتي .. كانت
    الضجة والصدى والإستحسان الذي لاقيته في هذا العرض لا يوصف …
    = هل هذا العرض الذي وجدت فيه نفسك وقررت الدخول لعالم المسرح ومنه لعالم التمثيل ؟.
    لطفية :- ربما العرض الذي قررت فيه مواصلة مسيرتي الإبداعية ذلك الذي أقيم بمسرح الكشاف وحضره عدد من الكتًاب
    والصحفيين .. حيث أشاد بي الأستاذ الراحل ” محمد أحمد الزوي ” الذي قال على الملاء ” هذي كلتكم هذي الغولة
    الليلة ” _ ومنها لقبت ب”الغولة ” _ في اليوم الذي يليه أثنى علي كثيراً في برنامجه ” كلمات في الفن والأدب ”
    بعد ما أشاد بالعمل والممثلين .. منذ هذا العرض وبعد هذا الثناء الذي حظيت به من الأستاذ ” الزوي ” قررت
    البحث والخوض والمعرفة وعدم التوقف . مع الأسف لم تصور هذه المسرحية وايضاً ” عديد المسرحيات ..
    = …………
    لطفية :- بعدها توالت الأعمال في السبعينات عملت مع ” فرقة المسرح الحر ” وأنتسبت لها فيما بعد حيث شاركت
    معهم في العديد من الأعمال بعد ” العادلون ” مثل مسرحية ” النعجة سالفة الذكر ” إخراج ” محمد عبدالعزيز ”
    ومسرحية ” عكوز موسى ” الأستاذ الأمير وخالد خشيم ،و” راس المملوك جابر ” . مع القومية ” بين يوم وليلة ”
    ومسرحية ” مايقعد في الوادي الا حجرة ” مع “حسن قرفال ” مع فرقة ” الأمل ” مسرحية ” الفرافير ” اخراج ” زين
    العشماوي ” ومع ” المسرح الليبي ” مسرحية “اغنية الموت ” إخراج ” عبدالله الزروق ” وعديد الأعمال لا أذكرها .
    = شاركت في مسرحية ” المارشال ” التي أنتجتها ” الفرقة الوطنية ” .. في أي العروض شاركت ..؟
    لطفية :- كنت وقتها مشغولة عندما أسندت لي الشخصية الرئيسية ولكني ألتحقت فيما بعد بديلاً عن الممثلة التي
    لعبت الشخصية .
    = الممثل الذي ترتاحين معه فوق الخشبة ؟..
    لطفية :- عمي ” محمد شرف الدين ” … هذا لا يقلل من قيمة الزملاء الذين عملت معهم ولكن الوقوف أما ” شرف
    الدين ” أشعرني بأني أقف أمام هرم ..أمام خبرة .. أمام إرث مسرحي كبير ..
    = أحياناً الممثل يلجاء إلى الإرتجال في بعض المواقف بالذات في الأعمال الشعبية .. متى تشعرين بأنك بحاجة إلى
    إضافة جملة تخدم العمل أو تنقذ المشهد .. هل يأتي هذا من خلال قرأتك للصالة ؟
    لطفية :- حسب … الإرتجال لدي مدروس.. من خلال مفردة أو جملة بسيطة وغالباً لا ألجاء للإرتجال .. كل الإضافات
    يتم الإتفاق عليها منذ التدريبات الأولية ” بروفات طاولة ” .. بإستثناء عمل واحد لم يتم تغيير أي جملة أو
    مفردة واحدة ،وهي مسرحية ” هو وهي والشيطان ” تأليف وإخراج ” محمد شرف الدين ” حيث كان الحوار مشبعاً ومتقناً
    بدون زوائد أو نقصان .. كانت المسرحية من ثلاثة فصول .. في هذه المسرحية كرمني الأستاذ ” شرف الدين ” بأنه ترك
    لي مكانه أثناء تحية الجمهور ..
    = أحياناً يصادف نفس العرض ونفس المكان ونفس الممثلين عرض يصاف النجاح وعرض يمنى بالفشل … ماتقييمك لهذا
    من خلال خبرتك ؟
    لطفية :- … حدث هذا الأمر في ” أغنية الموت ” كانت المسرحية مأساوية صادف عرضها في سينما الحمراء بعد حفل
    موسيقي .. … وفي ” مسرحية عكوز موسى ” _حيث كان العرض على شرف شخصيات رسمية عربية _ حينما تسرب خبر لنا
    من الصالة بأن العمل لم يفهم ويعتقد الحضور بأنه يحكي على غلاء المهور والعمل سياسي كما تعلم … هذا الخبر
    ساهم في إرباك إيقاع العمل . وقتها انزعج عمي ” مصطفى الأمير ” كثيراً .. الله يرحمه ..
    = هل يعنيك مكان العرض ؟
    لطفية :- لا فرق عندي طالما شروط الصالة متوفرة ولكني أرتاح لقاعة ” مسرح الكشاف ” التي تشعرني بالألفة
    والحميمية ربما لأنها مكان عملي …
    = بعض الممثلين يستهويهم التمثيل باللغة الفصحى والبعض تستهويهم اللهجة الدارجة المحلية … ماذا عنك ؟
    لطفية :- اللغة العربية تستهويني رغم خشيتي منها لأن الخطاء وارد فيها وتحتاج إلى تمكًن وإتقان .. تستهويني
    اللغة عندما أكون متمكنة منها .. لا شك اللسان تعود على اللهجة التي يحكي بها .. كل عمل يملي شروط لغته …
    وكذلك الجمهور ..
    = هنالك من يضع الجمهور ضمن أولوياته ويحسب حساب للصالة .. ماذا يعني لك الجمهور ؟ ؟…
    لطفية :- عندما تكتمل شروط العمل .. نص جيد مخرج جيد ممثل جيد وبقية عناصر العرض بالتالي تحضى بجمهور جيد
    .. انا اضع الجمهور ضمن دائرة أولوياتي
    … أقدم عرضي حتى لثلاثة أشخاص .. في بعض الأعمال عرضنا لأقل من نصف الصالة وكان من أمتع العروض .. عندما
    اقف على الخشبة أحاول تناسي الحضور جزئياً واهتم بشخصيتي … لا شك بأن ردات فعل الجمهور تدعمك أو العكس
    بالتالي تنعكس على أدائك سلباً أو إيجاباً..
    = عملت مع أغلب مخرجي المسرح .. مايميز كل منهم … وماذا قدم لك كل مخرج ؟
    لطفية :- كل مخرج له خصوصيته ولونه ومذاقه .. اشتغلت مع ” الطاهر القبايلي ” وطني عكا ” مع القمودي ” حوش
    العيلة ، هجالة و100 عريس ، حمل الجماعة ريش ” مع ” العلاقي ” ملحن في سوق الثلاث ” مع ” الزروق ” بشرى
    والنبع مع ” مفتاح المصراتي ” وين العسل ” مع عياد ” الحب بالدينار ” مع البوصيري ” بضربة واحدة قتل عشرة
    “.. كما أسلفت كل عمل مع مخرج يقدم لك إضافة جديدة .. من جانب أخر العديد منهم تعامل معي وأنا ” لطفية
    إبراهيم ” التي كتبت لها عديد الأعمال من قبل كتًاب مثل ” الأمير ، قناو ، الأزهر… ” … بينما الأستاذ “الأمين
    ” راهن علي وأنا في مستهل مسيرتي المسرحية .. استثني هنا عمي ” شرف الدين ” الذي قدم لي الكثير ..
    = من وجدت أمامك من العناصر النسائية ؟
    لطفية :- وجدت قبلي ” حميدة الخوجة ، سعاد الحداد ، زهرة مصباح ، نورية العرفية ” ، ومن بنغازي ” فاطمة
    عبدالكريم ، كاريمان جبر، سعاد خليل ” .
    = من من الزميلات التي تشعرك بالأمان أثناء الوقوف أمامها ؟؟ اقترح ” حميدة الخوجة ” و ” سعاد الحداد ” ..
    لطفية :- لا توجد لغة الأناء عندهن .. كلهن يتحلين بروح ودودة ولا ينحزن لأنفسهن على حسابك .. ” حميدة ” و سعاد
    ” استاذتان بمعنى الكلمة ” … ” حميدة الخوجة ” وقفت على الخشبة سنة ” 1956 م ” وعمرها ثلاثة عشر سنة
    ودعمتني في بداياتي .. كانت ” سعاد الحداد ” تشجعني ليلة عرض ” الزير سالم ” علماً بأني كنت ألعب شخصيتها
    الرئيسية .. ولم تخش المقارنة ..
    = كانت لك تجربة مع المسرح المدرسي في مسرحية ” محاكمة رجل مجهول ” صحبة ” رضا بن موسى ” .. متى كانت هذه
    التجربة ؟
    لطفية :- وقتها استعانوا بي وانا في المسرح القومي .. أذكر بأن الجائزة الاولى حجبت لأني ممثلة محترفة ولست
    طالبة …
    = لكل ممثل عادات قبل خروجه على الخشبة ؟ ماهي الطقوس التي تمارسينها لتحفيز درجة استعدادك ؟ .
    لطفية :- احافظ على حضوري للمسرح قبل بداية العرض بثلاث ساعات .. ” ونمشي لقهوة عمي ” محمد شاقان ” الله يرحمه
    ونطلب منه قهوة سادة وشيشة ميرندا باردة .. لازم تكون مسقعة ” وأدخل غرفتي واهتم بتفاصيل الشخصية ومستلزماتها
    .
    المسرح والخيالة :- هذا عندما يكون العرض في ” مسرح الكشاف ” مقر عملك .. كيف كان الأمر اثناء عرضك على خشبة
    مسرح ” محمد الخامس ” بالرباط ؟
    لطفية :- أيضاً ذات العادة مع تعديل بسيط تم استبدال ال” ميرندا ” ب”برتقال ” بارد .. لعدم توفر ال” ميرندا
    ” … هذه العادة لا زمتني منذ عرض مسرحية ” مايقعد في الوادي الا حجره ” .
    = لم تتزامن البدايات المسرحية مع المرئية .. كيف كانت البدايات المرئية ؟
    لطفية :- كانت بدايتي مع المرئية في سهرة ” خروف العيد ” تأليف الراحل ” الدوكالي بشير ” في العام ” 1973-
    1974 ” ، تلتها سهرة ” قراية وفهامة ” من إخراج الراحل ” محمد الساحلي ” في تلك الفترة عملت مع عديد
    المخرجين أمثال ” محمد أبوعامر ، فخرالدين صلاح ، محمود عياد دريزة ، خالد مصطفى خشيم ، حسن التركي ” فيما
    بعد عملت مع أغلب المخرجين المرئيين بحيث حققت في المرئية أكثر من 700 ساعة مرئية بين سهرات ومسلسلات
    ومنوعات .
    = قبل أن نتطرق لموضوعة المنوعات الرمضانية … في رصيدك شريط سينمائي يتيم بعنوان ” الطريق ” صحبة ”
    مصطفى المصراتي ، يوسف الغرياني ، سالم أبوخشيم ……” .
    لطفية :- بالكاد أذكره بل مسح من ذاكرتي … إجمالاً لا تستهويني السينما ..
    ولوجي لعالم المنوعات تحت إصرار ” فتحي كحلول ” الذي اقنعني _ لإعتقادي بأن المنوعة ملعب إسماعيل ويوسف _
    بالمشاركة في منوعة ” ساعة لقلبك ” من تاليف الراحل ” فرج قناو ” ، ونظراً لعدم توفر أستوديو خال في طرابلس
    تمت تصويرها في مدينة بنغازي من إخراج ” محمود الزردومي ” .. نجاح المنوعة الأولى قادني للإستمرار فيها عملت
    فيها لعدد من الكتًاب والمخرجين لعشرة مواسم رماضانية ..
    = أكثر أجر تقاضيتيه على عملك المنوع ؟
    لطفية :- كان مبلغ ” 1600 د.ل ” وهذا الأمر كان تجاوزاً وتشجيعاً من الأستاذ ” نوري ضو الحميدي ” في ذلك الوقت
    عندما لاقت المنوعة إستحساناً من المتفرجين … أكبر مبلغ تقاضيته لقاء عملي الإبداعي كان ” 5000د.ل ” مقابل
    ” 15 حلقة من سلسلة من وسط الناس و30 حلقة من منوعة ” كلمة حب ” تحديداً ” 4800 د.ل ” التي حجزت بها صالة
    فرحي ..
    = منذ عشرين عاماً أنسحبت من الحياة الإبداعية .. هل ثمة سبب لإنقطاعك ؟
    لطفية :- ربما السبب الرئيسي محاولة مني للإستقرار بعدما تم الإتفاق بين وبين زوجي ” محمد ” .. وربما
    لخشيتي بأن العمل الإبداعي يصادرني ويأتي على حساب أسرتي .. كما تعلم أنا اعشق عملي وأعطيه كل وقتي ..
    = عشرون عاماً من الغياب على الحركة المسرحية خاصة والإبداعية عامة .. هل ثمة أمل للعودة لو توافر الشرط
    الإبداعي الذي تنشدينه ؟.
    لطفية :- لو يرجع الشرط الاول انا اعود .. لا زال في ذاكرتي ذلك التوهج المسرحي وذلك الزخم وتلك الحميمية
    والألفة .. ولكن هل تعتقد بأن الشرط الأول يعود ؟!! ..
    عشرون عاماً من الغياب ، لم تقدم لي دعوة حقيقية للعودة بإستثناء محاولتين ماتتا في مهدهما ..أحداها زيارة
    الأستاذ “الطاهر القبايلي ” و ” عبدالباسط بوقندة ” ..على خلفية حوار أجرته معي إذاعة الزاوية المحلية
    عندما أخبرتهم بأن الباب لم يوصد وإنما ” مردود ” .. ولكن هذه الزيارة لم تقدم مشروعاً يحفزني للعودة ..

    = ماهو الشرط الذي يجعلك تفكرين في العودة ؟
    لطفية :- عودتي مشروطة بعمل يليق بقيمتي ويليق بمتتبعي مشواري الإبداعي عمل يحمل قيمة فنية وأدبية وأيضاً
    مجزي مادياً ..
    = مادياً ؟!!
    لطفية :- نعم مادياً .. لأن القيمة المادية ترجمة لقيمتك الإبداعية وترجمة لمسيرتك .. انت تعلم بأني لست
    محتاجة ” والحمد لله ” ..
    = بعد هذا العطاء والكفاح والعقبات التي مرت بك عبر مشوارك الإبداعي … هل هذا المشوار يستحق هذا التعب وهذا
    العناء ؟ … هل خالجك الندم ؟! هل لديك بعض التحفظات على بعض الزملاء ؟
    لطفية :- هؤلاء اسرتي التي تربيت في كنفها ..عندما دخلت كنت صغيرة .. ” زي ما يقول عمران المدنيني ” جيتي
    بزوز ضفاير ” .. يكفيني سؤال المتلقي الليبي بعد غياب عشرين عاماً ..
    = طوال هذه الفترة .. ألم تقدم لك دعوة للتكريم … في ظل هذه التكريمات العديدة التي قامت بها المؤسسات
    الإعلامية ؟
    لطفية :- لم أتلقى أي دعوة بشان تكريمي بإستثناء دعوة موجهة من مهرجان البيضاء .
    = ” عندما هاتفت المخرج ” عزالدين المهدي ” مدير مهرجان البيضاء التجريبي ” بشان هذا التكريم أفادني بأنه لا
    يذكر وعليه العودة إلى مستندات المهرجان ولم يوافيني إلى هذا الوقت بالرد ” ..
    لطفية :- لا يهمني تكريم المؤسسات الإعلامية بقدر مايعنيني تكريم فرقتي ” فرقة المسرح الوطني / طرابلس ” التي
    قدمت لها الكثير والمحزن بأنه تم إيقاف راتبي بعد أربعة أشهر من غيابي ولم يسوى وضعي الوظيفي وظل طيلة
    مسيرتي بمرتب أجر يومي ” 120 د.ل ” أتقاضى منها ” 90 د.ل ” بدعوى أني رفضت الوقوف أمام لجنة التسوية ..
    كان بالإمكان تسوية وضعي على مسيرتي ومجمل أعمالي .. المحزن في المقابل أختي توفيت ” رحمها الله ” وهي تعمل في
    ” شركة إفريقيا ” أحيل راتبها بالكامل إلى والدتي التي تستلم فيه إلى هذه اللحظة ..
    = ألم يقدم أي عمل فني تمنيت المشاركة فيه ؟
    لطفية :- على الإطلاق .. لم أشاهد أي عمل أندم على عدم مشاركتي فيه ..
    = من تعتقدين المسؤول على ما آل إليه المشهد الإبداعي الليبي ؟.
    لطفية :- دونما شك القائمين على المؤسسات الإبداعية .. مع الأسف مساهمة بعض الفنانيين الذين لايحترمون تاريخهم
    ولا جمهورهم .. المحزن أننا نفتقد للوفاء نفتقد للإهتمام … من هؤلاء الذين يتحكمون في مصاير المبدعين ؟…
    أنظر لحال ” الحريري .. حميدة الخوجة .. عمي ” شرف الدين ” ، الحاج ” مختار الأسود ” والعديد العديد …
    لماذا نحن هكذا ؟ ألم يقدم هؤلاء من عرقهم وجهدهم ؟ … لماذا الإهمال ؟ ” خلوني ساكتة ” … أحمد الله كثيراً
    بأني أنسحبت في الوقت المناسب .. ربما الحسنة الوحيدة التي جنيتها من هذا المجال هو حب الناس .. ” الحمد لله ”
    أتمتع برضى الوالدين ورضى زوجي وأسرته فأنا متزوجة منذ عشرين عاماً .. هذا الفن الذي يسكنني ينعكس على كل
    تفاصيل بيتي كما ينعكس على سلوك إبني ” وحيد ” ..
    = حدثيني على أبنك ” وحيد ” ..
    لطفية :- ” وحيد ” دنيتي .. ” وحيدالعمر كله ” ..” ربي لم يقدر لنا في الخلفة ” بذلك تم الإتفاق بين
    زوجة سلفي _ اخ محمد _ وزوجها ” الله يخلف عليهم ” بأن الجنين سيكون من نصيبي _ كان هدية من الله أولاً وهدية
    منهما .. طيلة حملها وأنا أقتني ملابس أطفال حتى بعدما أعلموها بأن الجنين بنت _حسب الكشوفات _ وأنا أقتني
    ملابس طفل لرغبتي الملحة على تسميته على روح أخي ” وحيد ” وكنت أدعو الله كل صلاة بأن ” لا يخيب رجائي ” ، في
    الشهر السابع أبلغوها بأن الجنين طفل وبالفعل أستلمته من المستشفى منذ اليوم الثاني وعدت به للبيت وهاهو ”
    بسم الله ماشالله .. وانشالله من حملة كتابه ..
    = ” لطفية إبراهيم الورقة الرابحة لإنجاح أي عمل إبداعي تساهم فيه رغم قصر مسيرتها الفنية .. التي تقدر
    بأربعة عشر عاماً ، المسرحية ” 1970 – 1984 م ” المرئية ” 1974_ 1988 م ” إلا أنها ظلت في ذاكرة أجيال من
    المتتبعين والمهتمين حتى هذه اللحظة .. كما ساهمت في إيجاد متفرج للمرئية وجمهور للمسرح ومتلقي للمسموعة ..
    تستحق بحق لقب ” نجمة شبًاك ” كما وصفها الفنان المخضرم ” محمد شرف الدين “..
    لطفية إبراهيم .. دمت بسلام ..
    ……………………………………………..
    الهوامش :-
    * لطفية فوزي إبراهيم الشاوش
    مواليد المدينة القديمة / طرابلس 1954 م
    المدرسة الإبتدائية ” باب الحرية ، ومدرسة باتشيني / هايتي ”
    المدرسة الإعدادية ” مدرسة أم سلمة ”
    المدرسة الثانوية ” مدرسة طرابلس الثانوية ”
    ** ..” المصدر : ” لوكا .. مختارات من شعره ” صدر عن دار المسيرة / الطبعة الثانية 1983 م “محاضرة للشاعر
    والمسرحي الأسباني ” فيدريكو غارسيا لوركا ” ألقاها في هافانا وبيونس ايريس بعنوان ” مقالة في الروح
    المبدع وعمله “.

    أحمد القطعاني …
    ” نحن بحاجة إلى إقتناع الدولة بأهمية المسرح ”
    حاوره / الصالحين الرفروفي

    إعلامي درس الإعلام في جامعة اكسفورد ببريطانيا أسس مجلة الأسوة الحسنة الزاخرة بعديد المواضيع . .أحد أكبر ثلاثة
    علماء مسلمين متخصصين في علوم التنضير والتبشير على مستوى العالم .. عالك الحديث الشريف في ليبيا حاليا وتقل
    اسانيده التي تشمل كل الحديث الشريف رواية ودراية لعلماء عصره في جل الدول العربية والاسلمية .. يقرض الشعر
    ويعزف على آلة الناي .. اسمعني أغنية يازهرة الياسمين كذكرى لصديقه المرحوم الفنان نوري كمال يسمع الموسيقى
    العالمية بتهوفن وموتزارت وعربيا بحب فريد الاطرش كثيراص .. هذا الفنان الشيخ يحفظ عديد الادوار والموشحات
    والمالوف ويذكر بخير الفنان ورجل الدين عبدالله جمال الدين الميلادي .
    له عدة اعمال مرضية وأكثر من عمل استعراض .. أسس فرقة غفران للأعمال الفني والمسرحية .. أسس مزاراً سنوياً
    وحوله الى موسم ثقافي تثقام فيه المحاضرات العلمية والتوعوية ومعارض الفنون والعروض المسرحية .
    أويا : كيف كانت بدايتكم الفنية ؟
    البداية قديمة .. هواية وعمتها تلك اللمسات الفنية من المالوف والموشحات وكثير من الفنانين في ليبيا وعلى
    رأسهم الشيخ حسن عربي تخرجحوا من هذه الزوايا الفنية .. حيث كنا نذهب اليها من الطفولة المبكرة … هذه
    البدايات اشتركت فيها مع ابناء جيلي .. كنا نشاهد ونسمع الموالد والحضارى والرقصات والفلكلور شاهدت مسرحيات
    لشكسبير اجاتا كريستي قرأت مسرحيات لموليير معربة خصوصاً التي حظيت بنقد الناقد لويس عوض .. ولكن تظل خصوصتي
    للفن الليبي .
    أويا : هل يوجد مسرح يحمل الهوية الليبية ؟
    هناك محاولات جميلة لمسرح ليبي تخطو خطوات أولى .. مسرح له طابعه الليبي في ثقافته ولسانه وظروفه .. وهذا
    بقدر ما هو مفرح هو محزن لا تستطيع منافسة الآخرين لأننا مسبوقين للأسف .. سبقنا اللسان المصري واللسان الشامي
    والخليجي .. المرحلة التي كان من الممكن ان يسوق فيها اللسان الليبي انقضت .. وهذا مرده راجع الى النخب
    الثقافية الليبية فهي خذلت الناس .. خذلت الشعب الليبي .. هذه النخب التي أوكل إ ليها أمر الثقافة في ليبيا
    لم تكن في المستوي المطلوب جعلتنا نعيش في عصر ما قبل التاريخ فنيا كي يوم نبتعد فيه ماذة عام عن مواكبة
    الفن .
    المسرح الليبي يحتاج الى معجزة ليأخذ مكانه بين مسارح العرب على الأقل .
    أويا : مالذي تحتاجه لذلك ؟
    بالردجة الأولى تحتاج الى اقتناع الدولة بأهمية المسرح ولابد أن تعتبر اهميته كأهمية المدرسة والمصنع والطريق
    .. ألخ .. ووضع خطة وبرنامج يبدأ من الص فر .. بلدنا خالية من المسارح حتى كمبنى ومن الدعم الفني كل فناني
    العالم يحظون بالشهرةج والاحترام والتقدير إلا الفنان الليبي لايعرفه أحد حتى داخل ليبيا بكل أسف تفعيل دور
    الروابط المهترئة التي لاتقدم اي خدمة للفنان .. هذا الذي لايستطيع ان يعطيك فتاو وهو جائع ومريض وابنه في
    المستشفى .. لاتطلب منه اضحاكك وهو حزين الم؟ؤسسات الرسمية مقصرة وأهملته ومسؤولة عن هذا . .لايوجد أدنى
    اهتمام اعلامي بقدراتنا الفنية ومبدعينا وهذا الاهمال انتج جهل المواطن بأهمية هذه الفئة الهامة التي تم
    تهميشها .. اين التعيرف برواد الموسيقا والمسرح الأوائل .. قنواتنا الفضائية لا تعرف ولا تعترف بالفناينن
    القدامي (بشير فهمي فحيمة) على سبيل المثال له كل التقدير والاحترام والشهرة في تونس وله كل الجهل وعدم
    المعرفة به في بلده ليبيا كان ملحنا ومطربا وشاعراً فكاهياً ايضاً .
    هل من المعقول ان طرابلس زهرة الشمال الأفريقي لايبنى بها مسرح منذ اكثر من اربعين عاماً وتعاني أزمة بمعني
    الكلمة .
    المسرح اداة تنظيم وتثقيف وقريبة السلوك .. يجب تدريسه على أسس علمية لابد من وضع برنامج مسرحي للفرق
    المسرحية وتشجيعها بالدعم .. كل الدول سبقتنا في المجال الفني بشكل عام واصبحت تحتكر المشاهد الليبي .. دخلت
    المدبلجات المكسيكية وجاءت التركية لتأخذ ما تبقى .. المشاهد الليبي اصبح يعاني احباطاً .. التلفزيون الليبي
    جهاز كبير يفتقر الى سياسة واضحة .. استخفاف شديد بعقول الناس وهذه اخطر الأشياء كل الناس في العالم لهخا
    خصوصيتها الفنية وإلا نحن للأسف النخب الثقفاية التي تولت زمام الأمور لم تكن أمينة على ثقافتنا وتردت بها الى
    الدرك الأسفل .. وهذا ما نشاهده اليوم .. الإعلام الليبي أخلى الساحة منالمشاهد الليبي .. كل البرامج التي
    يبثها ليست ليلية .. خيبث الآمال وأصبح يمارس الحكم الهندية (لاأرى .. لا أسمع .. لا أتكلم) .
    أويا : حدثنا عن علاقفة الدين بال فن ؟
    الدين حياة فهو يحتوي كل شيء جميل ومفيد وإنساني والمشكلة ليست في الدين وإنما في جهل بعض رجال الدين بحقيقة
    الدين وليس المشكلة في الدين نفسه .. النبي (ص) كان يستمع الى الاغاني وقد استمع الى جاريتين وهما تغنيان ..
    وكان يقف مع أم المؤمنين (عائشة) ويشاهدان الاحباش وهم يرقصون ويقول لها (هل اكتفيت ؟)
    إذا نحن تتجنى على الدلين عندما نفصا بينه وبين الفن .. ولكن الفن الهداف الذي يبني المجتمعات يثير العقول
    وليس السفاف والانحراف التطرف هو نتيجة لعزل الدين عن باقي مناحي الحياة من رواد المسرح الليبي رجب البكوش
    كان رجل دين .. عبدالله جمال الدين الميلادي أول من صاغ الاوبريت الموسيقي كان مشجعا وصوفيا .. على أمين سيالة
    له كتاب الاناشيد المولودية والانشاد هو نشاط فني .. زكريا احمد .. بيرم التونسي .. الخ
    لا تستطيع عزل الدينن عن الفن .. غير أنه هناك من أمتطى الدين لتحقيق مآرب وأغراض تخدم توجهاته وافكاره
    ومصالحه فقط ولا تخدم الدين ذوو الافكار الضيقة والمصالح ال شخصية سخروا الدين لخدمتهم من سياسيين وتجار
    واقتصاديين .. أنا أرى ان الشخص الذي يتعاطى العمل الفني بصفة عامة أيا كان هذا الفن .. مسرح موسيقي .. شعر
    .. غناء .. فن تشكيلي .. الخ يجب ان يؤمن بأنه يقف في محراب مسجد .. كونها قد تشوبها بعض الشوائب فاللوم ليس
    عن الفن وانما على من امتطى هذا المجال لتحقيق اغراضه .. حتى المنبر كما قلت استغل من قبل بعض ذوي الاراء
    والافكار عبر المقبولة لقضاء مصالح .. انا لا أرى ان الكلام في الاسلام هو ذلك الذي يتناول الصلاة والصوم والزكاة
    والحج وسواه .. الاسلام أوسع من أن يقيد بقيود .. إذا ما تكلمت في عمل فني عن الاحسان والعلاقات الأسرية الجميلة
    ونظافة ذات اليد فأنت تتعلم عن الاسلام .. كل حياتنا هي جزء من ديننا وكل ديننا هو حياتنا .
    أويا : لك عدة مؤلفات شعر ، مسرح ، استعراض حدثنا عنها ؟
    الفت ما يزيد على عشرة مسرحيات وبعض القصائد الشعرية وأول محفوظ لي كان كتاب مختارات من غناوي العلم ولدي
    ايضاص منتخبات زهر الخماذل من قصائد الشعر الشعبي للأواخر والأوائل وكذلك (عمر المختار ، فتح مكة .. سجين بلا
    قضبان عمل اجتماعي وبعض التمثيليات والاعمال الاستعراضية .
    أويا : اليست الاغاني والتمثيليات من لهو الحديث ؟
    مستحيل .. لهو الحديث هو ذاك الذي يزين ك الباطل فيجعله حقا ويقلب لك الحق فيجعله باطلا .. وهذه صفة
    السياسيين .. الفن الجميل .. الهادف النقي .. لايجرؤ أحد على حربه .. وإنما نسخره لخدمة الناس ومصالحهم ..
    الفن يهذب النفس ويرتقي بالانسان الى أعلى المستويات … بينما نرقص الفن الذي يتعارض مع قيمنا ومعتقداتنا .
    أويا : ما هو السبيللايحاد نهظة فنية ليلية ؟
    الفن في ليبيا بشكل عام كشجرة نمت وتوقفت عن النمو .. الجانب الايجابي فيها أنها لا تزال حية .. تحتاج الى
    الكثير لتنمو .. كذلك نحتاج الى خطط وبرامج دراسات .. في تصوري ان الخصخصة تفتح الأبواب الى ر يجاد مجلات
    وقنوات خاصة التوسع في بناء المسارح والاهتمام بالفن وأهله لابد من ايجاد المسؤول المقتنع والواعي لما يعمل
    ووليس الموظف الجالس على الكرسي .
    أويا : المزار الذي درجتم على إ قامته كل عام مالهدف منه ؟
    لدينا شباب لديهم الحيوية والرغبة في تقديم الأعمال الجيدة والمفيدة على كل المستويات .
    المزار احتضن هذه الأعمال . احتضن معارض الفنون التشكيلية والنحت والرسم .. العروض المسرحية الدينية
    والاجتماعية وكذلك العمل الاستعراضي والموسيقي جعل الناس تعتلي المسرح وتتكلم في محاولة لكسر النخب للفنون في
    ليبيا .. الناس تأتي للمزار من أمساعد الى ز واره الى غات من لديه شيء يقدمه فهو وفرصة للتلاقي وعرض الافكار
    وتقديم الجيد والجديد ..
    محاضرات وندوات علمية وثقافية انطلقنا بتعاون الجميع .
    أويا : كلمة ترغب توجيهها ؟
    أشكر لصحيفة أويا حرصها واهتمامها وأقول أتمني ان يحظى المشهد الثقافي والفني في بلادي باهتمام المسؤولين
    وأقولو لهم أتقوا الله في هذا البلد .

  • المسرحي: عبدالله هويدي ..”هناك مَنْ يسعى لتطوير الفن المسرحي في ليبيا أدبيا وفنيا وهناك خبرات تبشر بالخير “- حاوره : محمد بنور

    المسرحي: عبدالله هويدي ..”هناك مَنْ يسعى لتطوير الفن المسرحي في ليبيا أدبيا وفنيا وهناك خبرات تبشر بالخير “- حاوره : محمد بنور

    ​​​​​​​​​​​​​​
    ليبيا مائة عام من المسرح”1908م- 2008م”أوهكذا تكلم المسرحيون -2-27- نوري عبدالدائم
    *****************​​​​*********************​​​

    المسرحي عبدالله هويدي …
    ” هناك مَنْ يسعى لتطوير الفن المسرحي في ليبيا أدبيا وفنيا وهناك خبرات تبشر بالخير ”
    حاوره / محمد بنور
    الباحث والناقد والمسرحي الليبي عبدالله مفتاح هويدي بدأ حياته العملية مدرساً في المراحل الدراسية الأولى في
    العام 1954،وبعد مرور أكثر من تسع سنوات التحق بالإذاعة وعمل فيها مذيعاً ومقدم برامج ومحرراً للأخبار المحلية
    ومحرراً بوكالة الأنباء الليبية.
    وفي سنة 1971 كلف أميناً لوحدة الإعلان والتوجيه المسرحي بدائرة الشؤون المسرحية التابع للإدارة العامة للفنون
    والآداب..إلى جانب عمله أميناً لدائرة النصوص والمسابقات،تم اختياره عام 1974ليكون مساعدا لأمين قطاع المسرح في
    الهيئة العامة للمسرح والموسيقا والفنون الشعبية.
    تنقل في الثمانينيات بين مكتب المسرح وقسم المعلومات والمتابعة التابع للإدارة العامة للإعلام
    الخارجي،وبأعتباره فناناًَ مسرحياً فقد التحق سنة 1958بفرقة الأمل للتمثيل،ومن خلالها شارك في العديد من الأعمال
    المسرحية كممثل ومخرج،وهو من أبرز المسرحيين الذين تخصصوا في الإدارة المسرحية فتم إيفاده في دورة تدريبية
    إلى القاهرة.
    مثل ليبيا في عدد من المحافل الدولية من خلال الاجتماعات والمهرجانات،كما أنه أحد المسجلين في الإدارة الثقافية
    التابعة لمنظمة التربية والعلوم والثقافة العربية جامعة الدول العربية كخبير مساعد في شؤون المسرح.
    له مؤلف واحد بعنوان “آفاق مسرحية”ويحمل أكثر من عضوية،في عدة روابط فنية وثقافية وصحفية ، ويعد أحد أبرز
    الأعضاء المؤسسين لاتحاد المسرحيين العرب،حالياً يواصل رحلته مع الكلمة والقلم في عدد من الصحف والمجلات المحلية
    ،التقته “العرب العالمية”وخصته بهذا الحوار:
    -من خلال تواصلك وحضورك للمهرجانات المسرحية..هل ترى أن هناك اختلافاً بين مسرح اليوم ومسرح الأمس؟
    دون شك ، يوجد اختلاف،فمسرح اليوم توفرت له الإمكانات التقنية والفنية بينما مسرح الأمس كان يفتقر
    لأبسطها،ولذلك استفاد العاملون اليوم في مجال المسرح وفنونه سواء كانوا فنانين أو فنيين كثيراً من استخدام هذه
    الثقافة،غير أن هناك فارقا وحيدا يمتاز به مسرح الأمس وهو الجدية والالتزام الواعي وعدم الشطح بالخيال،بحجة
    التجديد والتجريب.
    -حسب اعتقادك..علام اعتمدت الأعمال المسرحية التي قدمت مؤخراً على المسارح الليبية وشاهدتها،خاصة تلك التي
    قدمت في الدورة العاشرة للمهرجان المسرحي؟
    حسب اعتقادي أغلبها اعتمد على التجديد ولا أقول التجريب،لأن المسرح منذ نشأته خاضع للتجريب،ومن يرغب في
    الوقوف على ذلك فليدرس أدب وفن المسرح دراسة علمية موضوعية.
    -ماهو تقييمك للعرض المسرحي الليبي من خلال النص والتمثيل والإخراج في الأعمال المسرحية الأخيرة؟
    الحقيقة لا يستطيع الإنسان أن ينكر بأن هناك من يسعى لتطوير الفن المسرحي أدبيا وفنيا وهناك خبرات تبشر
    بالخير وهناك بعض الأعمال سقطت سقوطا شنيعا من حيث النص والإخراج والتمثيل،ولم ترتق حتى إلى مستوى أولويات
    المسرح التي عرفت منذ عشرات السنين.
    – هل ترى أن الدورة الأخيرة للمهرجان الوطني بعروضها الـ 24″المختلفة والمتنوعة ساهمت في انتعاش النشاط
    المسرحي؟
    أكيد ،أرى أنها قد ساهمت وأثبتت شرعية وجود المسرح الليبي،غير أنها للأسف لم تدفع إلى استمرارية العروض
    المسرحية وهذا ما يعانيه المسرح عندنا في تحقيق شرعية وجوده.
    -ألا ترى أنه من الضرورى إقامة دورات تدريبية متواصلة ومتطورة في المجال المسرحي لمواكبة التطور لعدد من
    الخريجين والكتّاب والممثلين الشباب يشارك فيها أساتذة متخصصون؟
    هذا أكيد ، بل تفرضه الضرورة الحتمية من حين لآخر،وحتى لايكون الاعتماد على المعلومات النظرية فقط،دون
    الممارسة،وقد أقامت مشكورة اللجنة الشعبية العامة للثقافة والإعلام عدة دورات في مجال المسرح وفنونه منذ سنة
    1995،فصقل الموهبة وتنميتها وتطويرها لابد أن يرتكز على الممارسة إذ إن الإبداع عموما يعتمد على الموهبة
    والدراسة والممارسة،فلابد من إقامة ورش في مجال المسرح وفنونه لمساعدة المواهب على شق طريقها واستلام المشعل
    من الأجيال التي سبقتها،ويشارك فيها أساتذة متخصصون،لكن لا تكون مدة هذه الورش محدودة وضيقة..فأنا أرى أن
    الدورات المتخصصة في التأليف والإعداد والإخراج والتمثيل ضرورية جداً،وهذا ليس مسؤولية اللجنة الشعبية العامة
    للثقافة والإعلام،بل لابد وأن تشارك وتساهم في إقامتها الجهات التي لها علاقة بذلك ويقع هذا النشاط في دائرة
    اهتمامها.
    – عاصرت عدة أجيال في مجال التمثيل والتأليف والإخراج خلال وجودك في المسرح..هل ترى أنها ساهمت في إنجاح
    مسيرة المسرح؟
    الحقيقة من خلال انتمائي إلى الحركة المسرحية،ومنذ خمسين سنة تقريباً ومازلت هاويا لهذا اللون من الفنون ألا
    وهو المسرح وعاشقا له وأقدم له كل ما أوتيت من قوة وجهد بفضل الله لاشك أن الأجيال التي عاصرتها سواء من كانوا هم
    في سني أو أكبر مني قد ساهمت مساهمة فعالة في استمرارية وجود الحركة المسرحية ومنهم من هو صاحب مدرسة مسرحية
    تتلمذ على يديه الكثير على سبيل المثال الراحلون البزنطي ومصطفى الأمير،رجب البكوش،أنور الطرابلسي،وغيرهم ممن
    يضيق المجال لذكرهم،وهم رواد أوائل غرسوا هذه البذرة وسقوها بدمائهم وعرقهم ودموعهم،وبفضلهم ظل المسرح
    مستمرا حتى اليوم،ولو أنه أصبح يلوح في حياة المواطن كالطيف المهزوز،نتيجة لعدم الاستمرارية وعدم وجود الرغبة
    والتضحية بالكثير من أجل القليل واتخذ المسرح طريقا للتلفزيون من أجل الكسب المادي.
    – هل تعتقد أن الجيل الحالي من الشباب المسرحي لديه نفس الحماس والإصرار للمساهمة في مواصلة المشوار وبنجاح؟
    ليس الكل..لكن البعض وهذا ما لمسناه أثناء فعاليات الدورة العاشرة للمهرجان الوطني التي أرى أنها قد كشفت
    اللثام عن عدة أسماء قد يضيق المجال لذكرها،وحتى لانظلم أحداً من هؤلاء المجدين المجتهدين.
    – لماذا سجلت غيابك عن لجنة النصوص المسرحية التي كنت أحد أعضائها في فترات سابقة؟
    باختصار لن أستطيع أن أقول أكثر من أن هذا راجع للإخوة المسؤولين على المسرح وليس لدي أي تعليق على ذلك.
    – يقال عنك في الوسط المسرحي المحلي بأنك قاموس المسرح..فهل لك أن تحكي لنا قصة هذه التسمية ولو بإيجاز
    شديد..مع إتحاف القراء بطرفة أو نادرة أو قول عثرت عليه لأحد رجالات المسرح ليكون مسك الختام لحوارنا هذا؟
    ما يقال عني من أنني قاموس المسرح المحلي يعود إلى أنني عندما أعدت طباعة كتابي”آفاق مسرحية”سنة 1984لم أذكر
    المصادر التي رجعت إليها ، وأذكر أن الأستاذ والزميل سعيد المزوغي مدير تحرير صحيفة “أويا”حالياً قد وجه لي
    عتابا رقيقا في ذلك ، مع العلم بأنني في نظره اعتبر بمثابة قاموس مسرحي متحرك،والحقيقة تقال،فأنا لست جديرا
    بهذا اللقب نظراً لثقافتي البسيطة ومعلوماتي المتواضعة في مجال المسرح وفنونه، أما فيما يتعلق بالطرفة أو قول
    لأحد رجالات المسرح فإنه يسعدني أن أنقل الكلمة التالية وهي للسير لورنس أوليفييه رجل المسرح البريطاني
    المعروف الذي جسد أغلب شخصيات مسرحيات وليام شكسبير وأخرجها..حيث قال:”لو عرفت الناس كم هي السعادة التي
    تغمرني عندما أكون في قمة انفعالي فوق خشبة المسرح لتمنوا أن يكونوا معي فوق المسرح يحسون نفس الإحساس،إنني
    أشعر أنني غارق في لحظة أبدية سوف تبحر بي إلى الخلود حتى أستيقظ على صوت تصفيق الجماهير فأشعر بأن الخلود
    قد تمت ترجمته إلى هذه الإيقاعات،إنه حقاً معجزة أن أعيش هذه اللحظة المتألقة”.

  • الفنان محمد الصادق..”المسرح الليبي كزمار الأفراح..الأزمة تكمن في الممثل وليس في النصوص…لا نحتاج إلى إداريين، بل إلى متخصصين ” – حوار: أسماء بن سعيد

    الفنان محمد الصادق..”المسرح الليبي كزمار الأفراح..الأزمة تكمن في الممثل وليس في النصوص…لا نحتاج إلى إداريين، بل إلى متخصصين ” – حوار: أسماء بن سعيد

    ​​​​​​​​​​​​​​
    ليبيا مائة عام من المسرح”1908م- 2008م”أوهكذا تكلم المسرحيون -2-26- نوري عبدالدائم
    *****************​​​​*********************​​​

    محمد الصادق….
    ” المسرح الليبي كزمار الأفراح … الأزمة تكمن في الممثل وليس في النصوص … لا نحتاج إلى إداريين، بل إلى
    متخصصين ”

    حوار: أسماء بن سعيد

    ” محمد الصادق” .. عرفه الجمهور ممثلاً كوميدياً وتميز كمخرج عاشق للمسرح بدرجة جنون يقولون عنه “جني المسرح”
    ويقول عن نفسه “أنا إنسان محظوظ”..
    هو “الرجل الذي تسلق السلم” معتمداً على خياله الذي دعمه بالقراءة والاطلاع.. وبالإصرار على تحدي ذاته أحدث ”
    الزلزال” الذي أوصله للمشاركة في تونس ومنها لمهرجان البحر المتوسط بالجزائر.
    ليتوقف بعدها عن الإخراج لمدة عشر سنوات ويكتفي بالتمثيل وكأنه أراد في هذه الفترة أن يعيش حالة توتر ويدرس
    الموقف بالرجوع إلى الثل القديم شيع وطي وليعود بقوة للإخراج في المهرجان الوطني الثامن للفنون المسرحية حتى
    يقول الجميع “شابن هذوب الليل”..
    ولم يثنه “كلام نساوين” عن إصراره وليقل للجميع وبأعلى صوت “فليسقط شكسبير” ويوجه دعوة “للعراسة” بأن يشاركوه
    قريباً “يوم الكسكسو”..
    فعن التمثيل والنقلة إلى الإخراج وأعماله الماضية واستعداداته وأزمة النصوص المسرحية وأعمال المهرجانات ولجان
    التحكيم والجمهور الواعي والمثقف ومئوية المسرح الليبي والهيئة العامة للمسرح والخيالة وغيرها من المواضيع
    كان لنا معه هذا الحوار:
    أويا.. في البداية من هو محمد الصادق؟
    * محمد الصادق ممثل ومخرج مسرحي وأيضاً أستاذ في مادة الإخراج بمعهد علي الشعالية وفي رصيدي قرابة الخمس
    وثلاثين عمل متزوج عاشق بدرجة الجنون للمسرح وأفخر بلقب “جني المسرح” الذي تم إطلاقه علي.
    أويا.. عرفك الجمهور في بداياتك من خلال الأدوار “الكوميدية”.. فماذا تقول عن هذه المرحلة؟
    * هذه المرحلة تعتبر مميزة جداً بالنسبة لي وهي مرتبطة ببدايتي المسرحية وتحديداً في عام 1983مسيحي عندما
    شاركت في مسرحية “دونك يا المبسوط”.. وهي باللهجة العامية وأنا اعتبر نفسي شخصاً محظوظاً جداً لأنه منذ بدايتي
    لم أشارك في أدوار ثانوية وإلى جانب هذا كنت دائماً أحاول التطوير من نفسي وصقل مواهبي.. فأذكر على سبيل
    المثال أني كنت أخذ مفتاح المسرح قبل “البروفات” بساعتين تقريباً وأقوم بالتدريب لوحدي مما جعل المخرج
    عبدالحميد المالطي يطلبني في دور رئيس وهكذا توالت الأعمال التي شاركت بها لتكون النقلة الفعلية بالنسبة لي
    عام 1988 عندما شاركت في مسرحية “الغيطة” مع الفنان صلاح الشيخي وكان ثمن التذكرة دينار ونصف ولكنها كانت
    تباع خارج المسرح بعشرة دنانير من شدة إعجاب الجمهور بها.. وقد استمر عرضها خمسة وستون يوماً متواصلة هذا إلى
    جانب أنني لم نكتف بعرضها في مدينة بنغازي فقط بل قمنا بعرضها في عدة مناطق أخرى مثل درنه والبيضاء والمرج
    واجدابيا وسرت وكانت بعدها عدة أعمال أخرى مثل حميدة وحميد وغريق في بحر لولاف ومن ثم توقفت لمدة عامين..
    أويا.. من التمثيل إلى الإخراج.. كيف جاء هذا التحول؟
    * كما يعلم الجميع أن هناك نشاطات مدرسية تقام على مدار العام وفي هذه الفترة كان الأستاذ رافع نجم هو
    المسؤول عن هذا النشاط.. فقدم لي عرضاً مفاده لماذا لا أخوض تجربة الإخراج؟.. وفعلاً قمت بإخراج مسرحية بعنوان ”
    الرجل الذي تسلق السلم” معتمداً على شيء مهم جداً ويجب أن يمتاز به المخرج من وجهة نظري وهو الخيال
    والمخادعة.. وفعلاً تحصل العمل على الترتيب الثاني على مستوى المرحلة المتوسطة.. ومن هنا استهوتني الفكرة
    وذهبت لبعض الأصدقاء منهم المرحوم محمد أبوشعالة والمخرج داوود الحوتي وطلبت منهم إعارتي بعض الكتب في الإخراج
    وعندما كنت لا أفهم أي مصطلح أعود إليهم وأسألهم عن معناه.. بالإضافة لقراءتي لكم هائل من المسرحيات العالمية
    وبعدها شاركت في المهرجان المدرسي للمرحلة الثانوية و،نلنا وقتها ترتيباً متقدماً.. وبعدها مباشرة كان
    الاستعداد للمهرجان الوطني الرابع فحضر إليه مجموعة من المسرح الجديد اقترحوا أن أقدم معهم مسرحية “الزلزال”
    وهي التي سبق وشاركت بها ضمن النشاط المدرسي.. وهذا ما جعلني خائف جداً من هذه التجربة وأهميتها فأمر
    مشاركتي في المهرجان الوطني لم يكن أمراً هيناً ففي البداية أعدت المسرحية برؤية إخراجية جديدة تماماً بالإضافة
    لاستعانتي بعديد الأصدقاء من ذوي الخبرة في هذا المجال للحضور ومشاهدة “البروفات” وتقديم النصائح وكان هذا تحدٍ
    بيني وبين نفسي مع العلم إنني كنت خائفاً جداً من فشل التجربة ولكن المفاجأة تمثلت في حصول المسرحية على عدة
    جوائز منها جائزة الإخراج والإعداد وأيضاً تحصل خالد الشيخي والذي كان وقتها ممثلاً جديداً ولم يتجاوز دوره الخمس
    دقائق جائزة أفضل ممثل ثانٍ وتقديراً لجهدي كمخرج شاب أوكل إليه إخراج حفل الاختتام وهذه كانت ثقة كبيرة جعلتني
    أفكر بشيء جديد يمكن أن أقدمه حتى توصلت لفكرة أخذ مشهد من كل مسرحية مشاركة وركبت تلك المشاهد فبدت وكأنها
    مسرحية واحدة.. وبعدها بشهر تم الاتصال بي ليخبرونني بأنني ساشارك في مهرجان بتونس وفعلاً ذهبت وشاركت في
    مهرجان “باجه” وكان مقرراً في هذا المهرجان أن يتم اختيار الدول التي ستشارك في مهرجان البحر المتوسط
    بالجزائر وكانت ضمن الدول المشاركة تركيا وإيطاليا وأسبانيا بالإضافة للدول العربية التي تم اختيارها وأذكر
    أيضاً أن عضو لجنة التحكيم د.اليزابيث وهي أمريكية درست المسرح العربي أعجبها العرض الذي قدمناه جداً لدرجة
    أنها كانت تترك مكانها لتقوم بتصويرنا وفعلاً نلنا جائزة الإخراج وجائزة المدينة عن مسرحية “الزلزال” أيضاً مع
    العلم أن مشاركتنا بين ليبيا وتونس والجزائر جاءت جميعها في فترة لم تتعد الشهرين فقط..
    المهم بعد هذا النجاح قررت التوقف لفترة عن الإخراج واستمرت الفترة من العام 1989 وحتى 1996 كنت أشارك في هذه
    الفترة كممثل فقط من خلال تقديم عدة مسرحيات منها جاك الليل – توتر – شيع وطي وغيرها بالإضافة لانهماكي في
    القراءة والإطلاع بكل ما له علاقة بالفن عامة والمسرح بصفة خاصة.
    أويا.. بعد الابتعاد لمدة عشر سنوات تقريباً عن الإخراج كيف جاءت فكرة العودة من جديد؟
    * خلال العشر سنوات التي توقفت فيها عن الإخراج واتجهت فيها للتمثيل فقط كما أسلفت الذكر قررت أنني لن أخرج إلا
    عملاً أكون راضياً عنه تماماً كنص أولاً وكأسماء ممثلين وساتعاون معهم ثانياً فلهذا جاءت مشاركتي في المهرجان
    الوطني الثامن كمخرج بمسرحية “شابن هذوب الليل” وهي من تأليف علي الفلاح وفعلاً كانت في المستوى والدليل تحصلنا
    من خلالها على أربع جوائز وفي المهرجان الوطني التاسع شاركت بمسرحية “كلام نساوين” تأليف منصور أبوشناف
    وتحصلنا بها على أربع جوائز أيضاً وبعدها شاركت بمسرحية “فليسقط شكسبير” وتحصلنا بها على جائزة العرض
    المتكامل وفي عام 2007 شاركت بمسرحية “العراسة” والتي شاركنا بها في “الأردن” وبعدها تم استضافتنا في الشارقة
    لعرض نفس المسرحية على هامش مهرجان الشارقة للفنون المسرحية.
    أويا.. من خلال ما سلف هل نفهم بأنك تفند مقولة الدراسة الأكاديمية أولاً؟
    * ما أريد قوله أنني برغم عدم دراستي الأكاديمية إلا أنني دعمت موهبتي “بالدراسة الذاتية” وما أعنيه بأنني لدي
    مكتبة أراهن على أن العديد من الأكاديميين لا يمتلكونها وهي ليست للزينة فقط ولهذا أقول أن الشخص الأكاديمي قد
    يكون درس في مجال بعدم رغبة أو لمجرد الشهادة بعكس من درس ذاتياً مجالاً يعشقه فلهذا قد تغلب النوع الثاني عن
    الأول.
    أويا.. أسماء في مجال التأليف لن تتردد أبداً في التعامل معها؟
    * بدون تفكير علي الفلاح، ومنصور أبوشناف
    أويا.. هل لأنك من خلال تعاملك معهم تحصلت على جوائز؟
    * أنا إنسان لا تعنيني الجوائز بقدر ما تعنيني القيمة المقدمة على خشبة المسرح وشخصياً مقتنع جداً بهذين الأسمين
    وكل ما يكتبوه وحالياً اتفقت مع علي الفلاح على عملين الأول مأخوذ عن “ماكبت” ولكن برؤيته هو والثاني عمل
    كوميدي باللهجة العامية بعنوان “يوم الكسكسو” ومع منصور اتفقنا على عمل لم يتم تحديد اسمه حتى الآن.
    أويا.. حالياً أخبرتنا بأنك تستعد لإخراج ثلاثة أعمال جديدة.. وفي المقابل نسمع كثيراً عبارة “أزمة نصوص مسرحية”
    فهل لك أن توضح لنا هذه المفارقة؟
    * من وجهة نظري لا توجد أي أزمة في النصوص المسرحية ولكن الأزمة الحقيقية تكمن في “الممثل” فمثلاً في مسرحية ”
    العراسة” استمررنا فترة طويلة لنجد الممثل وهذا راجع لعدة أسباب منها اتجاه الممثلين إلى المرئية وهي ذات
    الانتشار الأوسع والربح المادي الأكبر مما يعني ابتعادهم عن المسرح.
    أما عن أزمة نصوص فهذا شيء غير واقعي فلدينا عديد الأسماء المهمة في هذا المجال أمثال علي الجهاني، ومحمد
    العقوري، والبوصيري عبدالله وعديد الأسماء الأخرى.
    وهناك إشكالية أخرى تواجه المسرحيين وهي بعد انهماكهم في البروفات وحفظ الأدوار يطلب منهم العرض ليوم واحد في
    المهرجان فقط مما يسبب إحباطاً للممثل فهو يريد أن يقطف عناء تعبه وجهده للعرض أمام الجمهور ولأيام توازي فترة
    التدريبات على الأقل.
    أويا.. هل تؤمن بأن هناك أعمالاً خاصة بالمهرجانات ولجان التحكيم وأخرى خاصة بالجمهور؟
    * لا أؤمن بهذا على الإطلاق والدليل أنني دائم القول بأن المهرجان المسرحي يجب أن يكون نتاج موسم مسرحي.. يعني
    أن المبالغ التي تعطى للفرق قبل المهرجان يجب أن تعطى لهم لإقامة موسم مسرحي بالكامل يتم من خلاله انتقاء
    الأعمال التي ستشارك في المهرجان الوطني لنضمن أن يتم مشاهدة الأعمال من قبل أكبر شريحة من المتفرجين فعندما
    أعرض عملاً لا أعرضه للجنة ولا للفنانين ولكن ما يهمني هو المتلقي الذي تكبد كل شيء في سبيل حضور عرض مسرحي
    وأيضاً جمهورنا واعٍ ومثقف وله عين راصدة يجب أن لا نستخف به.
    أويا.. الجمهور الواعي المثقف.. هل يقتصر على الجمهور في العاصمة والمدن الكبرى فقط أو إنه تعميم للجمهور
    الليبي؟
    * عندما قلت بأن جمهورنا واعٍ ومثقف فقصدت بها تعميماً عاماً على الجمهور الليبي فشخصياً لدي تجربة مميزة جداً مع
    جمهور مدينة “البيضاء” على سبيل المثال قدمت مسرحية من نوع “المينودراما” بعنوان “من العطس ما قتل” وبحضور
    1200 متفرج ولمدة ساعة ونصف وأقسم بأني كنت أسمع صوت أنفاسي من كثرة الهدوء والانتباه في الصالة وهذا كان عام
    1992.. ولكن في المقابل كانت هناك قضية أناقشها.. وأنا اعترض جداً على جملة مسرحية جمهور ومسرحية مهرجانات فلا
    يوجد إلا نوع واحد فقط مسرحية أو لا مسرحية.
    أويا.. أسماء فنانين من الجنسين تتمنى التعاون معهم؟
    بصراحة أتمنى العمل مع الفنانة خدوجة صبري لأنه في اعتقادي إن الممثل الذي يمتلك الجرأة على الخشبة وعدم
    التردد هو الممثل الحقيقي حتى وإن شاهدناه في أعمال ليست في المستوى يمكن أن نرجعها لسوء اختياراته.. وشخصياً
    اعتبرها ممثلة كبيرة أتمنى العمل معها.. وأيضاً محمد الطاهر وفاطمة غندور ومنيرة الغرياني التي اعتبرها ممثلة
    خطيرة ومحمد عثمان والذي للأسف أخذته المرئية في الفترة الأخيرة وشغلته عن المسرح وأيضاً جمال أبوميس
    وعبدالرزاق أبوروينة الذي اعتبره من الشخصيات المركبة وعيبه أنه لا يعي مقدار قدراته ويتعامل مع نفسه
    باستخفاف.. ومن بنغازي تعاملت مع جل الأسماء باستثناء خالد الفاضلي.
    أويا.. ممثلة أو ممثل يقفزون لذهنك بمجرد قراءة نص؟
    * سلوى المقصبي وسعاد خليل ومن الممثلين رافع نجم وعلى ذكر هذا لا يعني الإنتقاص من قيمة باقي الأسماء الموجودة
    فهي أولاً وأخيراً مسألة انسجام فمثلاً سلوى المقصبي بمجرد النظر “لعيوني” تفهم إن كانت على صواب أو خطأ ولهذا
    الراحة في التعامل بين المخرج والممثل مهمة جداً.
    أويا.. حالياً نحتفل بمئوية المسرح الليبي.. فما الذي تقوله عن هذه المناسبة؟
    * شخصياً أفضل القول إنها احتفالية بمناسبة مئوية أول عرض مسرحي عام 1908 مائة عام من العروض المسرحية.. مائة
    عام من الفرجة المسرحية.. مائة عام لحضور الجمهور.. مائة عام ولم يؤسس أو يؤرخ المسرح الليبي حتى الآن ولم
    تبرز تجارب جد مهمة في المسرح الليبي فهل مائة عام تقابلها عدم وجود أي مطبوعة منتظمة للمسرح أو أي اهتمام
    إعلامي وإبراز في الخارج.. وهنا استشهد بجملة للأستاذ رافع القاضي الذي يقول إن المسرح في ليبيا مثل الطفل
    اليتيم.. فعندما يشاهدونه يؤلمهم حاله ولكن في المقابل لا يوجد من يتبناه فعلياً ويدعمه بالكامل ولهذا يجب
    وجود خارطة حقيقية لدعم المسرح الليبي فللأسف هناك تاريخ وأسماء ضاعت فالمسرح الليبي يعتبر حتى الآن “كزمار
    الأفراح” فلا يتم الاهتمام به إلا أثناء المهرجانات والمناسبات فقط.. فهل يعقل أننا نحتفل بمائة عام من المسرح
    وأول مسرح يبنى كمسرح حقيقي هو الآن في درنه ومائة عام بدون أفق وخيال.
    أويا.. هيئة عامة للمسرح والخيالة.. من الإدارات المستحدثة والتي ستباشر أعمالها قريباً.. فماذا تقول عنها؟
    * أتمنى لو تكون هناك هيئة خاصة بالمسرح وأخرى بالخيالة وتكون لكل واحدة منها أشخاص ذوي اختصاص فنحن لا نحتاج
    إداريين بقدر حاجتنا لمتخصصين مع احترامي للموجودين والذين لا توجد لهم علاقة بالمسرح فهذه الهيئات يجب أن
    توثق وتؤرخ التجارب والأسماء الليبية والتطرق لهم خاصة ونحن في زمن “النت” فنتمنى أن تكون هذه الهيئات حقيقية
    وليست من أجل “البزنس” على حساب المسرح.
    أويا.. لو طلبنا منك معلومة تكون حصرية لقراء الملف الفني في أويا؟
    * المعلومة الجديدة والحصرية هي تعاملي مع الأديب يوسف الشريف في مسرحية خاصة بالطفل والجديد أن يوسف الشريف
    ستكون هذه تجربته الأولى في مجال الكتابة المسرحية.
    أويا.. كلمة تختتم بها هذا الحوار؟
    * أريد أن اختتم الحوار بأن استشهد بكلمة قالها المرحوم محمد الشاعري وهي “أيها المسؤولون أنتم تعرفون ماذا
    نريد ولكن نحن لا نعرف ماذا تريدون فهل تريدون مسرحاً أم تريدون أفراحاً وزغاريد”.