Category: سينما ومسرح

  • نتائج اختيار الأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية لجائزة سوس للفيلم القصير في دورته الحادية عشر

    نتائج اختيار الأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية لجائزة سوس للفيلم القصير في دورته الحادية عشر

     أكادير / جنوب المغرب

    في إطار الإعداد للدورة الحادية عشر لمهرجان سوس الدولي للفيلم القصير بايت ملول ما بين 1 و 5 ماي 2018، و اعتمادا على معايير الإبداع و جودة الصوت و الصورة حيت عاينت اللجنة   203 فيلما قصير من  18 دولة.

    وحفاظا على المستوى الفني للدورات السابقة، فقد قررت اللجنة اختيار 13 فيلما قصيرا روائيا و 07 أفلام قصيرة وثائقية للمشاركة في المسابقة الرسمية و هي كالتالي :

    • صنف الفيلم الروائي القصير Court Fiction
    الفيلم المخرج المدة البلد
    Le bruit de la poussière Florence Nodin 13mn 19 s France
    Djibbril Mamadou Lamine Seck 23mn Sénégal
    SETH Stitou Hafid 20 mn Belgique
    Scenario Rachid Zaki 18 mn Maroc
    على سطح دمشق المهند كلثوم 26 mn سوريا
    أفضل جائزة Wahidy Kfri 09 mn العراق
    Behind The Mirror Jaafar Muraad 11mn United Kingdom
    Noces d’épines Mirvet Médini Kammoun 08 mn 27 s Tunisie
    My Position Kamal Sehaki   08 mn الجزائر
    Pas Sans Toi Thiombiano  Hillaire 22 mn Burkina Faso
    قبل رفع الستار محمد جابر محمد عاشور 19 mn مصر
    EN ROUTE VERS LE PARADIS Abdelillah OMARY 16 mn CANADA
    الكابوس د الما الحسين شاني 15 mn المغرب
    • صنف الفيلم الوثائقي القصير Court Documentaire
    الفيلم المخرج المدة البلد
    Al Gnawi – The Lighter of Fire Mohammad Tawfik 26 min Denmark
    الارزقية عبد الله عادل 13 mn مصر
    Lament Bzbz Ali Reysan 25mn Sweden
    The Bread and Smoke ابراهيم رمضان 15mn العراق
    الهروب من الموت يوسف هبة 18 mn اليمن
    مرادي سعد حمود 08  mn موريتانيا
    دراجة ابي الحبيب ناصري و حسن العبدلاوي 26mn المغرب
  • فتح باب الترشيح للمشاركـة في الدورة الخامسة من مهرجان هوارة الدولي للمسرح بالمملكة المغربية – مشاركة يونس العلوي

    فتح باب الترشيح للمشاركـة في الدورة الخامسة من مهرجان هوارة الدولي للمسرح بالمملكة المغربية – مشاركة يونس العلوي

    يعلن منتدى أنفاس للثقافة والفن بمدينة أولاد تايمة بالمملكة المغربية , عن فتح باب الترشيح للمشاركـة في الدورة الخامسة من مهرجان هوارة الدولي للمسرح ، والمزمع تنظيمه في نونبر2018 ، وذلك من أجل المشاركة في المسابقة الرسمية لنيل جوائز المهرجان : الـتأليف – الإخراج – السينوغرافيا – التشخيص إناث – التشخيص ذكور – جائزة الأمل – الانسجام الجماعي , لجنة التحكيم والجائزة الكبرى..
    30264370_1224918944308831_8115357855596412928_n
    فعلى الفرق المسرحية الراغبة في المشاركة موافاة منتدى أنفاس للثقافة و الفن إلى غاية 30 ماي 2018 بالوثائق التالية
    * طلب المشاركة في المهرجان؛
    * تسجيل للمسرحية المرشحة على قرص مدمج اأو رابط على اليوتوب أو إرسال الفيديو على الإيمايل المبين تحت الإعلان .
    – *صور مأخوذة من أطوار المسرحية المرشحة
    *ملخص عن المسرحية المرشحة
    *بطاقة تقنية عن المسرحية
    . * لائحة تضم الأسماء الكاملة للمشاركين شرط أن لا يتجاوز العدد 10 أفراد لكل فريق –
    * التزام بالمشاركة في حالة قبول الطلب .
    * لا تقبل عروض المونودراما.
    قانون المهرجان :
    *إحترام السير العادي للمهرجان والمشاركة في جميع أنشطته ومواده.
    *إحترام إدارة المهرجان و لجانه
    *إحترام قرارات لجنة التحكيم و عدم الطعن فيها بأي شكل من الأشكال
    *إحترام الوقت المحدد للعرض ( اقل من 70 دقيقة)
    *عدم قبول أي ملف بعد انتهاء أجل إيداع الملفات . كما لا يقبل أي ملف ناقص.
    *تلتزم الفرقة أو الجمعية بالحفاظ على سلامة مرافق الإيواء و قاعة العروض.
    *إلزامية حضور جميع الفرق للعروض المسرحية المشاركة وجميع فقرات البرنامج العام للدورة .
    *تسلم الجوائز في حفل الإختتام .
    لجنة الانتقاء تتكون من أساتذة مختصين في المسرح *.
    *الفرقة التي أخلت بهذا القانون تعتبر مقصية تلقائيا .
    وتلتزم الجهة المنظمة بتغذية و إيواء الفرق المشاركة و جزء من مصاريف تنقل الفرق داخل المغرب .
    تبعث الطلبات مختومة وموقعة من طرف رئيس الفرقة باسم جمعية منتدى انفاس للثقافة والفن : على البريد الإلكتروني
    howara.theatre@gmail.com
    للتواصل عبر الواتساب. الاتصال بالرقم : 00212672649188 .
    او العنوان التالي : منتدى أنفاس للثقافة و الفن . دار الشباب اولاد تايمة – المملكة المغربية .
    30581533_1225462917587767_8629239963734507520_n
     

  • تتويج فيلم « Addur » للمخرج المغربي  “أحمد بايدو” بالجائزة الكبرى لمهرجان إسني ن ورغ الدولي للفيلم الأمازيغي بأكادير – مشاركة يونس العلوي

    تتويج فيلم « Addur » للمخرج المغربي “أحمد بايدو” بالجائزة الكبرى لمهرجان إسني ن ورغ الدولي للفيلم الأمازيغي بأكادير – مشاركة يونس العلوي

    أكادير / جنوب المغرب

    إسدال الستار على النسخة الحادية عشرة لمهرجان إسني ن ورغ الدولي للفيلم الأمازيغي الذي شهدته قاعات المدينة على امتداد خمسة أيام

    DSC_1678

    أسدل الستار على الدورة الحادية عشرة لمهرجان إسني ن ورغ الدولي للفيلم الأمازيغي بعد خمسة أيام من التنافس والتباري على جوائز المهرجان.
    المهرجان الذي ينظم بشراكة مع المجلس الجماعي لمدينة أكادير والمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، وبدعم من مجلس جهة سوس ماسة، استطاع جذب حزمة من الأفلام (54 فيلما) غطت مختلف الأجناس السينمائية ما بين الفيلم الطويل، القصير، الوثائقي والفيديو؛ فضلا عن مشاركة السينما البرتغالية عبر فيلموغرافيا باذخة ضمن خانة “سينما الآخر”.
    بعد نقاشات ومداولات شاقة خلصت لجان تحكيم المهرجان إلى منح جوائز المهرجان البالغة قيمتها 50,000 د، كالتالي.
    ضمن صنف الفيلم القصير، “جائزة ايدر يحيى”:
    تنويه خاص ب:
    – فيلم « Situation problème » للمخرج “يوسف الكتابي”؛
    – فيلم « Human » للمخرج “عصام تاشيت”؛
    – فيلم « Lmuja » للمخرج “عمر بلقاسمي”.
    فاز فيلم «séquence Une… » للمخرج “نو الدين قبايلي” بجائزة ايدر يحيى بأحسن فيلم قصير.

    ضمن صنف فيلم الفيديو:
    تم منح جائزة أحسن دور رجالي للممثل “حسن أجواو” عن دوره في فيلم « MIN TE3NID »؛
    فيما فازت الممثلة “دنيا لحمودي نوميديا” بجائزة أحسن دور نسائي عن دورها في فيلم « MIN TE3NID »؛
    كما آلت جائزة أحسن سيناريو ل”بنعيسى المستيري” عن سيناريو فيلم «MIN TE3NID »؛
    أما جائزة أحسن إخراج، فنالها المخرج “محمد بوزاكو” عن فيلمه «MIN TE3NID ».
    ضمن صنف الفيلم الوثائقي:
    نوهت لجنة التحكيم بفيلم« Caravane to the future » للمخرجة الفرنسية-اليابانية “ALISSA DESCOTES-TOYOSAKI”؛ فيما ظفر فيلم « Une journée au soleil » للمخرج “أرزقي ميترف”بجائزة أحسن فيلم وثائقي.
    ضمن صنف الفيلم الطويل:
    منحت لجنة تحكيم الفيلم الطويل جائزة أحسن دور رجالي للممثل “عبد اللطيف عاطف” عن دوره في فيلم « Addur »؛
    فيما فازت الممثلة « Laetitia eido » بجائزة أحسن دور نسائي عن دورها في فيلم « فاضمة ن سومر»؛
    كما آلت جائزة أحسن سيناريو ل”محمد بوزاكو” عن سيناريو فيلم « Iperita ».
    ليختتم المهرجان على إيقاع تتويج فيلم « Addur » لمخرجه “أحمد بايدو” بالجائزة الكبرى اسني ن ورغ.

    رشيد موتشو
    رئيس جمعية مهرجان اسني ن ورغ الدولي للفيلم الأمازيغي

     

  • تنظم المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بالمنستير الملتقى الجهوي للمسرح لدور الثقافة ودور الشباب بولاية المنستير أيام 6 و7 و8 أفريل للعام 2018م بالمركب الثقافي بالمنستير تحتوي التظاهرة على 18 عرضا مسرحيا

    تنظم المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بالمنستير الملتقى الجهوي للمسرح لدور الثقافة ودور الشباب بولاية المنستير أيام 6 و7 و8 أفريل للعام 2018م بالمركب الثقافي بالمنستير تحتوي التظاهرة على 18 عرضا مسرحيا

    img

    انطلاق الملتقى الجهوي للمسرح بالمنستير
    ADMIN 2018-04-06

    تنظم المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بالمنستير الملتقى الجهوي للمسرح لدور الثقافة ودور الشباب بولاية المنستير أيام 6 و7 و8 أفريل 2018 بالمركب الثقافي بالمنستير
    تحتوي التظاهرة على 18 عرضا مسرحيا من مختلف نوادي المسرح بالمؤسسات الثقافية و الشبابية بالجهة .
    تختتم التظاهرة بعرض مسرحي بعنوان برلمان النساء لمركز الفنون الدرامية بالكاف ثم الإعلان عن نتائج المسابقة و الاختتام .

  • الأستاذ : محمد بري العواني ..كتب عن الأطفال المسرحيين بحمص ( أطفال جفرا ).. شكراً أيها الرائعون..  وضمن احتفالية نقابة فناني حمص باليوم العالمي للمسرح ..

    الأستاذ : محمد بري العواني ..كتب عن الأطفال المسرحيين بحمص ( أطفال جفرا ).. شكراً أيها الرائعون.. وضمن احتفالية نقابة فناني حمص باليوم العالمي للمسرح ..

    ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏‏17‏ شخصًا‏، و‏بما في ذلك ‏محمد بري العواني‏‏‏، و‏‏أشخاص يبتسمون‏، و‏‏‏أشخاص يقفون‏ و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏‏‏‏

     تمت إضافة ‏‏4‏ صور جديدة‏ بواسطة ‏محمد بري العواني‏ — مع ‏‎Ameen Romeyya‎‏ و‏‎Walid KH Dghim‎‏.
    الليلة ٢٠١٨/٣/٢٧
    على مسرح دار الثقافة
    وضمن احتفالية نقابة فناني حمص باليوم العالمي للمسرح تألق أطفال جفرا في مشهدهم
    (باقون كالجدار)
    اشعار سميح القاسم
    شكرا ايها الرائعون
    شكرا ايها الرائعون
    ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏‏17‏ شخصًا‏، و‏بما في ذلك ‏محمد بري العواني‏‏‏، و‏‏أشخاص يبتسمون‏، و‏‏‏أشخاص يقفون‏ و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏‏‏‏
    ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏‏17‏ شخصًا‏، و‏بما في ذلك ‏محمد بري العواني‏‏‏، و‏‏أشخاص يبتسمون‏، و‏‏‏أشخاص يقفون‏ و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏‏‏‏
    ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏21‏ شخصًا‏، و‏‏أشخاص يبتسمون‏، و‏‏أشخاص يقفون‏‏‏‏
    ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏‏25‏ شخصًا‏، و‏بما في ذلك ‏محمد بري العواني‏‏‏، و‏‏أشخاص يبتسمون‏، و‏‏أشخاص يقفون‏‏‏‏
    Emad Tarkje
    Emad Tarkje الذهب الغالي والنفيس ..تاريخ عريق ..
    أبو الفنون والإبداع. ..أيقونة المسرح والموسيقا الأستاذ بري الغالي …تعلمنا ومازلنا نتعلم من ابداعاتك وروائعك …

    محمد بري العواني
    محمد بري العواني الله … يا زمن الرفقة الجميلة. شكرا يا صديقي
    جهاد الشرفلي
    جهاد الشرفلي الله يعطيكم العافية استاذ بري واستاذ وليد دغيم واطفال جفرا كنتم رائعين وكل عام وانتم بخير

    راتب الحلاق
    راتب الحلاق كل عام والمسرحيون جميعاً بخير

    Abdulrahman Bitar
    Abdulrahman Bitar أدعو لكم بالتوفيق دائما، والأمل بتحري كل شبر

    أميمة إبراهيم إبراهيم
    أميمة إبراهيم إبراهيم كل عام أنتم بخير

    Sana Nourallah
    Sana Nourallah بوركت جهودكم

    Hajem Hujer
    Hajem Hujer لك كل الشكر استاذ بري

    محمود شيخوني
    محمود شيخوني بوركت جهودكم
    Fareed Zaffour
    Fareed Zaffour كل الإحترام والتقدير للمجموعة الرائعة وللكابتن المتألق المربي الفنان محمد بري العواني..
    ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏‏17‏ شخصًا‏، و‏بما في ذلك ‏محمد بري العواني‏‏‏، و‏‏أشخاص يبتسمون‏، و‏‏‏أشخاص يقفون‏ و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏‏‏‏
    ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏21‏ شخصًا‏، و‏‏أشخاص يبتسمون‏، و‏‏أشخاص يقفون‏‏‏‏
    ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏‏25‏ شخصًا‏، و‏بما في ذلك ‏محمد بري العواني‏‏‏، و‏‏أشخاص يبتسمون‏، و‏‏أشخاص يقفون‏‏‏‏
  • الفيلم الوثائقي ” الباب السابع ” لمخرجه علي الصافي … ضمن البرنامج اللقاء الشهري لجمعية تفكير – مشاركة يونس العلوي

    الفيلم الوثائقي ” الباب السابع ” لمخرجه علي الصافي … ضمن البرنامج اللقاء الشهري لجمعية تفكير – مشاركة يونس العلوي

     

     

     

     

     

     

    بتعاون مع جمعية تفكير تنظم المديرية الإقليمية للثقافة بمكناس ضمن برنامج اللقاء الشهري ، لقاء مفتوح مع المخرج علي الصافي مع تقديم فلمه الوثائقي ” الباب السابع ” الجمعة 32 مارس 2018 على الساعة الخامسة مساء، بالمركب الثقافي محمد المنوني بمكناس – المغرب.

    2673-g-vcxw002018-01-08

    فيلم ” الباب السابع ” للمخرج علي الصافي حاول من خلاله التوثيق لمسار سينمائي مغربي متفرد، مسار المخرج أحمد البوعناني، و تسطير و تجذير تجربته السينمائية المختلفة الغارقة في الغموض و سوء الفهم، نتيجة زهده في متاع الدنيا، و ابتعاده عن أضواء الحفلات و المهرجانات و ثقافة النميمة و القيل و القال.
    زهد البوعناني في الدنيا و اعتكف، منذ بداية سنوات التسعينات من القرن الماضي، منزويا في بيته المتواضع بقبيلة أيت أومغار الواقعة في أعماق جبال منطقة دمنات، حيث عاش حياة خاصة بسيطة، رفقة زوجته الفنانة نعيمة السعودي، و قططه المدللة الكسولة، هذا قبل أن يختطفه ملاك الموت يوم 2011/2/06، و يرحل عن دنيانا، حاملا غصة في النفس، و جروحا غائرة في القلب و الروح، نتيجة الغدر و النسيان و التهميش و النكران، لعطاءاته العديدة المتعددة، عطاءات تمتد على خارطة ابداعية شاسعة، تتوزع بين القول الشعري، و الكتابة الروائية، و التدبيج التاريخي، و صياغة سيناريوهات مثيرة له و لغيره من المخرجين، إضافة لمواهبه المتداخلة، كمخرج و موضب و واضع لتصورات فريدة، في إنجاز رسومات الأفلام و تصميم الديكورات..
    الفيلم الوثائقي” الباب السابع”، عمل تسجلي/ توثيقي بإمتياز، اشتغل فيه علي الصافي،على وقائع حية و أرشيف متنوع، أرشيف مأخوذ من أفلام مختلفة، تحمل توقيع البوعناني، ك “السراب” و “طرفاية أو مسيرة شاعر” و “الذاكرة 14″ و ” الينابيع الأربعة”، أو أفلام من توقيع مخرجين مغاربة آخرين، لكن ببصمات بوعنانية واضحة، ك” وشمة ” و “6 من 12″….، إلى جانب أرشيف المركز السينمائي المغربي، و وثائق خاصة بعائلة البوعناني.
    العجيب في الفيلم، أن المخرج علي الصافي، لم يسعى لأخذ تصريحات أو تعليقات أو ملاحظات من أفراد عائلته وخلانه و أصحابه و زملائه في الحرفة، بل اكتفى بمحاورة البوعناني بشكل حميمي، واقتناص لحظات وتصريحات قوية، ستخلق ولا شك الجدل في الوسط السينمائي المغربي، و تفتح باب جهنم الإتهامات و الإتهامات المضادة، لحظات وتصريحات مست بشكل مباشر، سنوات الستينات و السبعينات من القرن الماضي، خاصة مرحلة عودة البوعناني من فرنسا سنة 1963، و اشتغاله بالمركز السينمائي المغربي، وتكليفه بمهمة انجاز فيلم عن “موسم املشيل”، و ما تلا ذلك من عنت، مع سلطات وزارة الداخلية ووزارة الإعلام، المتمثلة في قياد المناطق التي كان يصور بها، أو عنجهية و لا مهنية مدير المركز السينمائي لتلك المرحلة السيد أحمد غنام، عنجهية القياد و تسلط السيد المدير، جعلا من مهماته شبه مستحيلة في الإبداع، و مع ذلك كان يراوغ و يحاول أن يحقق ما كان يحلم به، راويا في هذا الإطار، مفارقات و نكت و عذابات، تترجم ظروف اشتغال المبدع المغربي خلال سنوات الرصاص، حيث الفاشية و القمع المسلط على كل مبدع مخلص لموهبته و مهنيته. لكن قنبلة الفيلم التي انفجرت على حين غرة، تمثلت في تصريحه القوي، عند حديثه عن مشاريع مجموعة “سيكما 3” و ظروف إنجاز فيلم “وشمة”، حاكيا بكثير من المرارة والسخرية عن مشروع كبير لم يكتمل، حيث كان رفقة زملاء الحرفة، أساسا محمد عبد الرحمان التازي وحميد بناني و محمد السقاط و مجيد الرشيش، قد قرروا إنجاز مجموعة افلام، البداية مع “وشمة”، لكن خيانة حميد بناني – حسب تعبيره -، و هروبه بفيلم “وشمة” و توقيعه بإسمه،، بعد نهاية الإنجاز، جعل المشروع يتوقف والمجموعة تتفرق، و الحلم يتبخر، مؤكدا أن الفيلم من إنجازه بشكل كبير، و أن حميد بناني لم يقم بشئ يذكر في هذا الشريط، و دليله على ذلك، أن “وشمة” لا يشبه أي فيلم أنجزه بناني فيما بعد، بل أن “وشمة” قريب جدا من عوالم فيلم “السراب”، و بنفس نفسه الجمالي و رؤيته الإبداعية.
    ممعنا في الحديث و الإتهام و السخرية، واصل البوعناني بوحه، ذاكرا أن السلطات لما كانت تريد التساؤل عن شيء ما، أو الإستفسارعن معاني مشاهد يصورونها لهذا الشريط، فإنها كانت تسائله و تستفسره دون غيره من المجموعة. و لم ينسى البوعناني أن يوجه تحية خاصة لزوجته نعيمة التي ساهمت و أبدعت في كل الافلام التي اشتغل بها، لكنها المسكينة تعرضت، كما تعرض هو، للمحو و النسيان، من مخرجين وقعوا الأفلام، دون وجه حق، بأسمائهم الطافحة بالفردانية و الغرور الذاتي الفارغ الممسوخ.
    بعيدا عن أجواء الإتهامات الواضحة أو المبطنة، يبقى الفيلم وثيقة تاريخية قوية، تعيد صياغة مرحلة مليئة بالمفارقات و الخبايا السياسية، إضافة إلى أنه عمل ممتع من حيث مساءلة ونفض الغبار عن مسارات سينمائية مغربية، بعضها صادق و البعض الآخر متهافت، مع التأكيد على تجربة البوعناني الفنية المثيرة، تجربة ناسك سينمائي، تمرد على المواضعات والأعراف الفنية، فكان الجزاء التهميش و التحقير والدفع به للوراء، مثلما هو لحظات عذبة في معاودة مشاهدة لقطات و مشاهد من مجمل الأعمال التي اشتغل بها البوعناني، حيث اختار ووضب (علي الصافي )، ما يمكن أن يكون في خدمة المبنى و المعنى العام للشريط، وامتاع الجمهور بصريا، و التعريف في نفس الآن، بمنجزه هذا السينمائي الباذخ. منجز رجل عاش في صمت و رحل، مخلفا وراءه فيلم/ قنبلة من الاتهامات و التهكم من مبدعين اعتبرهم مجرد فزاعات.
    فيلم/قنبلة من توقيع مخرج عودنا على انجاز أفلام وثائقية عنيدة في البحث عن المسكوت عنه، و نفض الغبار عن الفنانين المهمشين (“ورزازات موفي” و “دموع الشيخات”)، مخرج قلب المواجع بشكل فني جميل، مواجع ولاشك، سيكون لها ما لها، لحظة عرض هذا الفيلم، في المهرجانات الوطنية والدولية.
    تبقى ملاحظة أخيرة قائمة، أبداها صديق فنان بعد نهاية العرض، في حديث ثنائي خاص بيننا، ملاحظة مفادها: هل سيتواصل ويستمتع الجمهور الواسع بمشاهدة هذا الشريط، مثلما استمتعنا نحن به، على اعتبار انه شريط خاص جدا، لن يفهم حكاياته و أبعاده و سياقاته، إلا من كان عالما و عارفا و متتبعا لشخص و حياة سي أحمد البوعناني المليئة بالإبداعات والإحباطات و المفارقات والألغاز المحيرة.
    – http://cine-philia.com –

     

     

     

     

  • الفرنسي “جيريمي ريشنباك” والأردنية “دارين سلام” والمغربي “محمد الخطابي” على رأس لجان تحكيم الدورة 11 لمهرجان إسني ن ورغ الدولي للفيلم الأمازيغي. مشاركة يونس العلوي

    الفرنسي “جيريمي ريشنباك” والأردنية “دارين سلام” والمغربي “محمد الخطابي” على رأس لجان تحكيم الدورة 11 لمهرجان إسني ن ورغ الدولي للفيلم الأمازيغي. مشاركة يونس العلوي

    29356159_10155990124305985_951476453113856000_n
    لجان تحكیم متعددة المشارب بحجم رھانات الدورة الحادیة عشرة لمھرجان إسني ن ورغ الدولي للفیلم الأمازیغي بأكادير جنوب المغرب
    تنطلق فعالیات الدورة الحادیة عشرة لمھرجان إسني ن ورغ الدولي للفیلم الأمازیغي – FINIFA على إیقاع الرھانات التي یرفعھا الفن السابع والثقافة الأمازیغیتین، ضمن رؤیة تجعل من التنوع والتعدد الثقافي لبنة تسعى إدارة المھرجان إلى تأكیدھا عبر برمجة متنوعة من الأفلام.
    تستضیف ھاتھ الدورة حزمة من الأفلام التي تتبارى على جوائز المھرجان في صنف الفیلم الوثائقي، الفیلم الروائي بنوعیھ الطویل والقصیر، وأفلام الفیدیو )Home Vidéo( علاوة على سینما الضیف.
    یترأس لجنة تحكیم الفیلم الوثائقي، المخرج الفرنسي »Jérémie REICHENBACH«، الذي
    یعضده في مھمتھ كل من “الخطیر أفولاي أبو القاسم”، الباحث في الأنطروبولوجیا الاجتماعیة، والفنانة التشكیلیة الألمانیة »Ruth SPAETLING«.
    فیما تضطلع المخرجة الأردنیة وكاتبة السیناریو “دارین سلام” برئاسة مسابقة الفیلم الروائي بنوعیھ الطویل والقصیر، إلى جانب الممثلة والكاتبة والمخرجة “بشرى إجورك”، والممثلة الإسبانیة »Laura PERDOMO« ، والممثلة المغربیة “علیة طویر”، والصحفیة والمخرجة التونسیة “مبروكة خدیر”.
    وضمن لجنة تتشكل من المخرج الجزائري “شامي شیمیني”، والصحفي “إبراھیم باوش”، والممثل والمخرج “بوبكر أومولي”، والفنان المتعدد المواھب “أزال بلقاضي”، یترأس الناقد والباحث والأستاذ الجامعي “محمد الخطابي” لجنة تحكیم مسابقة أفلام الفیدیو.
    سینما الضیف، زاویة تنفرد ببرمجة أفلام متنوعة ضمن فعالیات المھرجان، فضلا عن جدید الدورة
    الحادیة عشرة المتمثل في برمجة أفلام تشارك في خانة المغرب المتعدد »Maroc Pluriel«، التي تثري ذخیرة أسَ بْاَقھمجرنا إنسينروغ لعىدمىشع یرةنم تاوجده على الساحة الدولیة.
    تجدر الإشارة إلى أن النسخة الحادیة عشرة لمھرجان إسني ن ورغ الدولي للفیلم الأمازیغ يتُ نظ َّم
    بشراكة مع المجلس الجماعي لمدینة أكادیر والمعھد الملكي للثقافة الأمازیغیة، وبدعم من مجلس جھة سوس ماسة خلال الفترة الممتدة من 02 إلى 06 أبریل 2018 بأكادیر.
    رشید موتشو
    رئیس جمعیة مھرجان إسني ن ورغ الدولي للفیلم الأمازیغي

     

     

     

     

  • دخول السينما إلى “سورية” في “حلب” عام 1908م وبعدها بـ 4 سنوات في “دمشق” ..وتم تأميمها عام 1969م

    دخول السينما إلى “سورية” في “حلب” عام 1908م وبعدها بـ 4 سنوات في “دمشق” ..وتم تأميمها عام 1969م

    “السينما السورية”.. البرعمة في “حلب” والحريق في “الشام”

     نجوى صليبة

    الخميس 03 تشرين الأول 2013
    رغم دخول السينما باكراً إلى “سورية” وبمباركة من النخبة المثقفة، حيث دخلت عروض “السينما” من بوابة “حلب” /1908/، واستغرق الأمر /4/ سنوات لتبدأ في “دمشق”، إلا أنها اصطدمت بالكثير من العوائق قبل تأميمها عام 1969.

    السينما السورية عاشت سنوات متقلبة منذ بدايتها، تنافس عليها عدد من المنتجين وشركات الإنتاج الخاصة حتى انتهى بها المطاف إلى صناعة محصورة بالمؤسسة العامة للسينما عام /1969/، مدونة وطن “eSyria” عادت لتراجع تاريخ السينما السورية منذ البداية وحتى صدور مرسوم بحصرها في “المؤسسة العامة للسينما”، وكيفية تفاعل الجمهور والمستثمرين معها، يقول “رشيد جلال” في مقدمة كتابه “قصة السينما في سورية”: «دخلت السينما البلاد في البداية كاختراع جديد ضعيف الشأن، لأن الناس لم تسمع عنه قبلاً لعدم توافر المواصلات والاتصالات السريعة ووسائل النشر من صحف ومجلات أجنبية وإذاعات لاسلكية.

    إن السينما كانت كارثة لمن أراد أن يجني المال بسرعة، فهي ليست كوسائل الاستثمار الأخرى بل تحتاج إلى دراسة وخبرة ودقة فائقة في العمل لذلك كان عدم توافر الخبرة لديهم سبباً في احتراق الصالات المجهزة بهذه الآلات الخطرة واحدة تلو الأخرى في “حلب” و”دمشق” والمدن السورية الأخرى وتسببت في إفلاسهم، إذ كانت غايتهم الربح العاجل من أقرب طريق فيلحق بهم الضرر

    تكبير الصورة

    وبالأبرياء أصحاب المنازل القريبة من صالاتهم التي كانت تحترق هي أيضاً.

    مع هذا لم تتوقف حركة الاستثمار إذ جاء بعدهم من تمكن من لجم الآلة السينمائية واستثمارها رغم أخطارها، وحققت ثروات طائلة وأدخلت على الآلة اختراعات وقائية مختلفة ولم نعد نسمع عن حوادث الحريق بسبب السينما إلا نادراً».

    تاريخياً كان لمدينة “حلب” السبق في تقديم أول عرض لفن السينما عام /1908/ حين وفدت إلى “سورية” جماعة تركية عرضت صوراً متحركة، من خلالها تعرفت “سورية” عموماً على فن “السينما” بعد ذلك التاريخ بأربعة أعوام أي عام /1912/، يذكر الأستاذ “بشار منافيخي” في مقال له في جريدة الثورة بتاريخ 31/7/2007 كيف دخلت السينما إلى “سورية”:

    «عرضت أفلام صور متحركة عام /1912/ في مقهى “زهرة دمشق” الذي كان يستثمره “حبيب الشماس” في ساحة “المرجة” في “دمشق”، وكانت آلة العرض تدار باليد والضوء فيها يتولد من مصباح يعمل على (غاز الإستيلين)، وأول دار للسينما أسست في “دمشق” كانت سينما (جناق قلعة) وذلك في أواخر العهد العثماني عام /1916/ وقد افتتحها قائد الجيش الرابع العثماني “جمال باشا السفاح”، وسميت بهذا الاسم تخليداً لانتصار الجيش العثماني على الأسطول البريطاني في مضيق “جناق قلعة”، وقد أنشئت الصالة من الداخل على طراز المسارح الأوروبية ، وكان أول عرض قدمته عبارة عن فيلم سينمائي من صنع ألماني يتضمن فيلماً إخبارياً استعراضياً للجيش الألماني في “برلين”».

    يحدثنا الأديب “علي الطنطاوي” في كتابه “دمشق صور من جمالها وعبر من نضالها” بأنه كان من الحاضرين في حفل الافتتاح فيقول: «أين يسهر من يريد سهراً أو لهواً؟ وما في البلد إلا سينما أنشأها الأتراك للدعاية الحربية وكانت في موقع البرلمان، أخذونا إليها فأرونا (فيلماً) عن حرب “شنا قلعة” أثناء الحرب الأولى.‏

    وبعد عروض استمرت شهرا ًمن افتتاح الصالة، اندلع حريق سببه حرارة القوس الكهربائي لآلة العرض فاحترق الفيلم بعد انقطاعه ولم يكن في صالة السينما أية وسيلة للإطفاء، فاندلعت النيران في كافة أرجاء السينما، وبقي بناء السينما خراباً مدة طويلة حتى أقيم مكانها مبنى “البرلمان السوري”».

    وهنا تجدر الإشارة إلى أن السينمائي “محمود حديد”- الذي يعد “شيخ كار” للسينما السورية- يرى أن احتراق “سينما جناق القلعة” قد يكون مفتعلاً، خاصة إذا نظرنا إلى هذا الحريق ضمن السياق التاريخي الذي وقع فيه، ويضيف “حديد” لمدونة وطن بتاريخ “15/6/2010”: 

    «افتتحت هذه السينما في أوضاع سياسية توصف بالصعبة للحكومة التركية الجديدة آنذاك، وكان نشاط الحركات العربية الداعي للتحرر من الحكم التركي في تصاعد، ونظر أهالي “دمشق” إلى هذه السينما التي افتتحها “جمال باشا السفاح” على أنها “دار للفسق”، ولم تكن تحظى بمباركتهم، لذا أعتقد أن حادثة الاحتراق قد تكون مدبرة، خاصة أنها لم تكن الوحيدة في “دمشق”، إنما عادت لتداهم أكثر من سينما خلال مدة قصيرة».

    بعد هذه الحادثة تم تحويل أحد المسارح في “دمشق” والمقاهى الكبرى إلى دار عرض كبيرة عرفت باسم “زهرة دمشق” حيث عرضت فيها أفلام فرنسية بوليسية وأفلام فكاهية لـ”ماكس لاندر” الفرنسي الذي كان من أشهر الممثلين الهزليين في ذلك

    تكبير الصورة
    البرلمان بني على أنقاض سينما “جناق قلعة”

    الحين، تصادف افتتاح “سينما زهرة دمشق” مع انتهاء الحرب العالمية الأولى عام /1918/. 

    بعد ذلك افتتح شخص أجنبي اسمه “إليكو بوليسيفتش” صالة سينما “الإصلاح خانه” في سوق “التبن” بـ”دمشق” ومسرحاً شعبياً، هو مسرح “النصر” بإدارة “محمد الأغواني” وتاجر سلاح أرمني اسمه “أرميناك”، وقد أسسا في هذا المسرح دار سينما عرفت بسينما “النصر”، لم تعمل هذه السينما سوى فترة قصيرة بسبب منافسة كل من سينما “زهرة دمشق” وسينما “الإصلاح خانه”، وتم تجديد هذه الدار فيما بعد، واستحضرت لها الآلات والمعدات من “ألمانيا”، وقام أصحابها الجدد بمساعدة ميكانيكي اسمه “بهجت المصري” بتزويد الدار بوسائل كهربائية حديثة كالمراوح السقفية والإنارة الآلية وأجهزة العرض المزدوجة.

    كانت الأفلام التي تعرض في سينما “الإصلاح خانه” من النوع الأميركي تمثل بطولة رعاة البقر والعصابات المكسيكية، وفي عام /1924/ أغلقت سينما “الإصلاح خانه” وتحولت إلى مرآب للسيارات، فافتتح “توفيق شماس” وهو ابن “حبيب شماس” سينما “الكوزموغراف” التي أصبحت فيما بعد “سينما أمية” في شارع “البحصة” في “دمشق”، أما “أديب الشربجي” فقد طور عمله وأصبح من كبار مستوردي الأفلام، وافتتح عدة دور للسينما في الضواحي والمدن الأخرى من “سورية”، وأخذ ينافس “حبيب الشماس” وأولاده، أول مؤسسي دور السينما التجارية في “سورية”، الذين كانوا أسياد الموقف في حينه.

    بعد هذه الفترة أنشئت مجموعة من دور العرض الحديثة في “دمشق”، وغيرها من المدن السورية، حتى وصل عددها إلى /100/ دار موزعة في مختلف مدن وبلدات القطر، أما أول من أدخل السينما الناطقة إلى دور العرض في “سورية” فكان “ملهى العباسية” عام /1934/، كان مشيداً في موقع فندق “سميراميس” الآن، وقد زُوّد بآلات فرنسية من صنع شركة “غومون”. كانت الآلات التي وضعت مؤلفة من جهازين للعرض، يعمل كل منهما على سرعتين، /16/ صورة و/24/ صورة في الثانية، السرعة الأولى للأفلام الصامتة، والثانية للأفلام الناطقة.

    يوضح الكاتب “جان ألكسان” في كتابه “تاريخ السينما السورية 1928-1988” أن أول فيلم سينمائي سوري حمل اسم “المتهم البريء” تم تصويره خلال ثمانية أشهر، بذل القائمون على إنتاجه كثيراً من الجهد، كما بلغ طول شريط الفيلم /800/ متر أنتجته شركة “حرمون” فيلم للإنتاج السينمائي التي أسسها “رشيد جلال” وشركاؤه في “دمشق”. تمت إعادة تصوير الفيلم بسبب ظهور ممثلة مسلمة ما أثار غضب رجال الدين وتمت الاستعانة بفتاة ألمانية اسمها “لوفانتيا” كانت تقيم في “دمشق”، تم الانتهاء من التصوير والعمليات الفنية للفيلم /1928/ وعرض في سينما “الكوزموغراف” في ساحة “المرجة” بـ”دمشق”.

    في ذلك العام /1933/ افتتح في دار مدرسة “التجهيز” في “دمشق” وفي الحدائق المحيطة بها معرض باسم “معرض دمشق وسوقها” بهذه المناسبة جاءت من “مصر” الى “دمشق” الممثلة السينمائية السيدة “آسيا داغر” صاحبة مؤسسة “لوتس فيلم” تصحبها ابنة شقيقتها الآنسة “ماري كويني” ومعهما أول فيلم من إنتاج “لوتس فيلم” اسمه “غادة الصحراء” إخراج “وداد عرفي” التركي الأصل وتمثيل “آسيا” و”ماري”، عرض الفيلم في معرض “دمشق” وفي الهواء الطلق واستمر عرضه ثلاثة أيام.

    في الأربعينيات والخمسينيات تم إنتاج عدد من الأفلام الروائية، كما ظهرت شركات جديدة واهتمام

    تكبير الصورة
    محمود حديد – شيخ كار السينما السورية

    خاص من قبل الدولة بالسينما بعد الاستقلال، من أبرز الرواد في هذه الفترة وفي تاريخ “السينما السورية” المهندس “نزيه الشهبندر” حيث أسس “استديو” للتصوير السينمائي في حي “باب توما” بـ”دمشق”، ويذكر “ألكسان” أن الشهبندر قام بصنع العديد من المعدات والآلات وجهز الاستديو بالمعدات وآلات التصوير ومعدات الصوت والإضاءة وغيرها مما يتطلبه العمل السينمائي وقام بتصوير فيلمه الأول عام /1948/ “نور وظلام”، تزامن التصوير مع بدء العمليات الإسرائيلية في “فلسطين” عام /1948/، وكانت أولى عروضه في “سورية” و”لبنان”.

    كان عام /1951/ عاماً جيداً بالنسبة للسينما السورية كما يقول “ألكسان” وتشير بقية المصادر إلى أن الدولة قامت بدعم السينما كوسيلة إعلامية فعالة، حيث تم تأسيس قسم متخصص في السينما يهتم بأمورها، وجهزت معملاً سينمائياً للطبع والإظهار والعمليات الفنية وقسماً للتصوير السينمائي، كما تم إطلاق جريدة سينمائية مصورة تصدر أسبوعياً في “دمشق” تهتم بأخبار السينما والسينمائيين في “سورية” والعالم.

    نهاية الخمسينيات شهدت إنشاء أقسام للسينما في عدد من الوزارات السورية وقامت عدة شركات إنتاج سينمائي في “سورية” بإنتاج عدد من الأفلام، واتضح نشاط هذه الشركات وزاد إنتاجها في المرحلة المقبلة من “تاريخ السينما السورية”.

    يقول الصحفي “نضال قوشحة” في موقع “آفاق سنمائية” في مقال نشر5/7/2013: «لقد تميزت مرحلة الستينيات والسبعينيات من تاريخ السينما السورية بإنتاج أكبر عدد من الأفلام السينمائية من إنتاج المؤسسة لعدد كبير من الأفلام السورية القوية والجادة وبحضور كبير في المهرجانات الدولية وكذلك قطاع الإنتاج السينمائي وشركات الإنتاج السينمائي السورية الخاصة والمشتركة، فقد أنتجت ما يزيد على 300 فيلم بين الأفلام الروائية الطويلة والأفلام القصيرة والوثائقية منها أفلام جادة مميزة وأفلام تجارية أكثرها من إنتاج القطاع الخاص.

    كما تميزت المرحلة بظهور “نجوم الشباك” وأصبحت هناك أسماء لامعة جاذبة على “أفيشات” وإعلانات الأفلام السورية مثل: أفلام الثنائي الشهير “دريد لحام” و”نهاد قلعي” وأفلام الفنانة “إغراء” وسلسلة الأفلام الكوميدية لعدد من نجوم الكوميديا في “سورية” التي أصبح لها جمهورها، وكانت الأفلام السورية لا تنقطع من العرض في دور السينما في “دمشق” و”حلب” ومختلف المدن السورية.

    لعل أهم ما يميز هذه المرحلة من تاريخ السينما السورية هو إصدار مرسوم حصر الاستيراد والتصدير بالمؤسسة العامة للسينما ففي الحادي عشر من شهر تشرين الثاني 1969 وتحت الرقم 2543 صدر مرسوم حصر واستيراد الأفلام السينمائية وتوزيعها داخل القطر وخارجه وأنيط استيراد الأفلام السينمائية وتوزيعها بالمؤسسة العامة للسينما التي أحدثت عام /1963/.

    جاء في الأسباب الموجبة للحصر: «تعتبر الأفلام السينمائية المصورة والمعدة للعرض العام من الوسائل الإعلامية والثقافية الهامة التي لها مساس مباشر بالجماهير كما أن لها تأثيراً كبيراً على الناشئة ومستقبلها وسلوكها، وإن ما يجنح إليه مستوردو هذه الأفلام لا يتعدى المبدأ المادي وما يلحق به للحصول على أكبر قدر ممكن من الربح فقد أهمل التفكير بالمردود الخلقي والثقافي وغابت المصلحة العامة، كما انحصر مستقبل الجيل الجديد بنوعية معينة من الأفلام لا تخدم إلا جيوب المستوردين، من هذا المنطلق ارتأينا ضرورة حصر واستيراد الأفلام بالقطاع العام ليقوم بواجبه أصلاً، لتسخير هذه الوسيلة الإعلامية لتنمية الشعور وتوجيهه ورفع المستوى الفني والثقافي والاجتماعي لدى الجماهير، ووضع هذا الفن الرفيع في المستوى اللائق ليتيح للجماهير المتعة والفائدة في وقت واحد معاً».

  • الفنان الدكتور”محمد قارصلي”.. بين السينما والمسرح مخرج استثنائي…- مشاركة : يارا الناصر

    الفنان الدكتور”محمد قارصلي”.. بين السينما والمسرح مخرج استثنائي…- مشاركة : يارا الناصر

    د.”محمد قارصلي”.. بين السينما والمسرح مخرج استثنائي

     يارا الناصر

    الاثنين 18 أيلول 2017

    حيّ المزرعة

    استطاع د.”محمد القارصلي” أن يترك بصمته الإبداعية من خلال تقديم العديد من الأعمال السينمائية والمسرحية داخل “سورية” وخارجها، ويعدّ المعلم والقدوة لطلابه في عالم الفن.

    تكبير الصورة

    مدونة وطن “eSyria” زارت د.”محمد قارصلي” في “دمشق” بتاريخ 28 آب 2017، ليحدثنا عن موهبته وبدايات طريقه، فقال: «ولدت وتربيتُ في بيت دافئ مملوء باللوحات والجمال والثقافة، فوالدتي رائدة الفن التشكيلي “إقبال ناجي قارصلي”، وهي من أوائل الفنانات التشكيليات في “سورية”، وهذه البيئة الفنية أثرت فيّ، فتوجهت نحو الفن والثقافة. 

    التحقت بخدمة العلم في فترة حرب تشرين التحريرية، فانقطعتُ فترة عن الدراسة والمشروع الفني، سافرت بعدها إلى “موسكو” لتحقيق هدفي الوحيد وهو دراسة السينما، وهناك درست الإخراج السينمائي، وعندما قدمت مشروع التخرج على الخشبة رشحتُ للدكتوراة، وتابعت دراستها في المعهد نفسه، ثم عدتُ إلى “دمشق” وبدأت الرحلة المغايرة؛ رحلة البحث عن عمل وإمكانية تنفيذ عمل فني إبداعي. كانت تجربة قاسية؛ لأنني أعدُّ مخرجاً مستقلاً لا أنتمي إلى مؤسسة إنتاجية ترعى مشروعي وتموله كما هو معتاد في الإنتاج السينمائي، وفي هذه المرحلة من إثبات الذات، شاركت في أول عرض مسرحي بمهرجان “توياما” المسرحي الدولي، ومن بين 39 دولة فاز هذا العرض بأربع جوائز من أصل ست، وكانت تجربة جميلة وعرض هذا العمل في عشرين دولة في سبعة عشر مهرجاناً، فكانت نقطة مفصلية حولتني إلى شخص قادر أن يحدد خياراته؛ وهذا كان عام 1990.

    وأغلب أفلامي ممولة من “الصليب الأحمر” الدولي و”التجمع النسائي العالمي”، و”اليونيسيف”، كلها مؤسسات إنسانية، لأنه ليس لدينا تمويل خاص للسينما».

    يتابع “قارصلي”: «تطورت التجربة فيما بعد، وأصبحت أخرج أفلاماً وعروضاً مسرحية، وسافرت كثيراً ودرّست في

    تكبير الصورة
    سعيد البرغوثي

    العديد من الدول، منها: “لبنان”، و”المغرب”، و”مصر”، وأسست قسماً في كلية الفنون المرئية في “ليبيا”، وخرّجت ثلاثين مخرجاً. هذا إضافة إلى عملي كمخرج سينمائي أولاً ومسرحي ثانياً، وأضفت إليها كتابة نصوص مرئية، كتبت نص مسلسل “أيام الغضب” عام 1969، و”العودة إلى الأمام”، و”حكاية الدرب الطويل”».

    وعن علاقته بالمسرح، قال: «العلاقة قديمة، وتكرّست بعد دراستي الدكتوراه؛ لأن اختصاصي كان إعداد وتدريب الممثل، وهذا يتم بالطريقة المسرحية لأنه لا يوجد شيء اسمه إعداد ممثل سينمائي». 

    وعن تجربته في الانضمام إلى لجان التحكيم المحلية والعالمية، قال: «تتطلب هذه المهمة من الحكم أن ينعزل عن كونه فناناً ليكون الرأي موضوعياً تماماً؛ لذلك أتجنب أن أكون حكماً في العالم العربي؛ لأن النزاهة تتراجع جداً أمام حسابات منها السياسي والاجتماعي. أغلب تجاربي التي أعدّها ناجحة كانت في بلدان غير عربية؛ لأن المعايير تختلف بأن يحكم على العمل من منطلق إنساني فكري أخلاقي فني وإبداعيّ.

    مثلاً: مهرجان الفيلم العربي في “روتردام” منعت الأفلام السورية من المشاركة؛ وهذا موقف سياسي ليس له علاقة بالفن؛ لأن القائمين عليه من الدول العربية، ولهم موقف معادٍ للدولة السورية. لذلك تجربتنا في العالم العربي لا تعطي، بل تأخذ جزءاً من النزاهة والموقف المبدئي والقراءة الفنية للعمل والموقف الأخلاقي».

    وعن انعكاس هذه التجربة على عمله، قال: «تنعكس من جانب واحد فقط؛ فعندما أشاهد ما ينجز في أنحاء العالم، أدرك كيف يفكر العالم، وكيف ينفذ عملهُ الفني، وعندما أشاهد فيلماً من

    تكبير الصورة
    خلال أحد العروض

    “اليابان” وآخر من “تشيلي”، تزيد الخبرة في قراءة المشهد السينمائي أو المسرحي في العالم كله؛ وهذا يغني، فبعد هذه التجربة استبعدت كثيراً من النصوص التي كتبتها؛ لأنني رأيت أن أشخاصاً عبروا عنها وقد يكون بطريقةٍ أفضل».

    وعن أعماله، قال: «نفذت 96 فيلماً بين متوسط وطويل، و12 عرضاً مسرحياً، إضافة إلى مشاريع تخريج الدورات. 

    كل عمل له ظرفه وشروطه، ومن الأعمال المحببة بالنسبة لي عملٌ نفذته لمنظمة “UNDP” (برنامج الأمم المتحدة الإنمائي)، بعنوان: “غداً”، وهو فيلم مدته تسعُ دقائق، كان المفروض أن يعرضَ في الاحتفال السنوي ليوم الأرض، هذا العمل حصل على جائزة أفضل فيلم في “آسيا”، وحاز المرتبة الثانية عالمياً، إضافة إلى جائزتين ذهبيتين في الإخراج. 

    إضافة إلى عرض “فجر وغروب فتاة تدعى ياسمين” حاز أربع جوائز كبرى في مهرجان “توياما”، وجائزة كبرى في مهرجان “كلكته”، وعرض في 17 مهرجاناً.

    وبصرف النظر عن الجائزة نفسها، هذا التقييم أعطاني ثقة بأنني على الطريق الصحيح.

    أصدرت موخراً كتابين، وهما نصان مسرحيان: “نافذة روح”، و”ربَّ ضارة ضارة”».

    وختم قائلاً: «”سورية” من أغنى البلدان بالمواهب؛ وهذا ناتج عن تراكم تاريخي وإرث إنساني وثقافي امتد عبر مئات السنين؛ وهو ما لمسته من خلال تجربتي في التدريس في البلدان الأخرى، وبرأيي إنّ أحد أسباب الهجوم على “سورية” ليس النفط أو غيره من الثروات الاقتصادية، بل لأن الثروة الكبرى هي الثروة البشرية؛ فالسوري يستطيع أن ينتج ويبدع».

    الكاتب “سعيد البرغوثي”، قال عنه: «د.”محمد”

    تكبير الصورة
    قارصلي مع طلابه

    من أكثر المسرحيين نشاطاً في العقدين الماضيين؛ وهذا نابع من خبرة واسعة وتجربة عملية على الأرض، ونشاطه متنوع ما بين السينما والمسرح. هو شخص استثنائي ومؤسس معرفي لأجيال، أجرى العديد من الدورات التي خرّجت فنانين أنجزوا أفلاماً ومسرحيات مهمة، توزع نشاطه على كثير من المواضيع، منها البيئية والإنسانية، ونفخر بإنجازاته التي حققها.

    د.”محمد” متواضع لا يبحثُ عن أضواءٍ وشهرة وألقاب، وإنما يعمل من أجل رسالة آمن بها، وبالمقابل هو لم يحظَ باهتمام من قبل المعنيين».

    يذكر أن د.”محمد القارصلي” من مواليد “دمشق” عام 1950، وهو قارئ في هيئة الكتاب.

  • ” الخادمتان ” عرض مسرحي لفرقة دوز تمسرح بجولة جديدة عبر عدة مدن مغربية.  مشاركة يونس العلوي

    ” الخادمتان ” عرض مسرحي لفرقة دوز تمسرح بجولة جديدة عبر عدة مدن مغربية. مشاركة يونس العلوي

    تستعد فرقة “دوز تمسرح” القيام  بجولة مسرحية بعرض الخادمتان..
    عبر المدن التالية : مراكش – أكادير – ايت ملول – بني ملال. وذلك مابين 18و 28 مارس 2018
    مسرحية ” الخادماتان ”  عن جون جونيه
    – اعداد واخراج جواد الأسدي
    – مساعد مخرج عبد الجار خمران
    – تشخيص جليلة التلمسي و رجاء خرماز
    – سينوغرافيا يوسف العرقوبي
    – تاليف موسيقي رشيد برومي
    – علاقات عامة وتواصل غزلان الادريسي
    – مدير اداري رضوان خمران.
    28951402_10215619448098706_6816627442560532480_n

    ويكتب المدير الإدراي رضوان خُمران عن مسرحية “الخادمتان” للمؤلف والمخرج المسرحي العراقي جواد الأسدي والتي أعدها عن نص الكاتب المسرحي الفرنسي جون جونيه.

    عرض استطاع، بمقوماته الدرامية والفنية، أن يكون آلة نسج جمالية حاولت أن توظف كل الخيوط لتشكل نسيجا فنياً وإبداعياً يتوافق ومقومات العرض الذي يمكن أن يصنف في خانة العروض التي ستترك بصمة خاصة. 

    اعتمد المخرج على نص عالمي في محاولة لاستثمار مفرداته الجمالية وشحناته الدراماتورجية وتوليفها وفقاً لمعطيات الواقع الراهن. وإذا ما تتبعنا صيرورة خروج هذا العرض إلى حيز الوجود الجمالي، فإن أول ما يميزه هو معطيات إنجازه.. مخرج ومعد عراقي، نص فرنسي، طاقم اشتغال فني مغربي. للوهلة الأولى يتضح أننا أمام تركيبة فنية خاصة عكست – في بدايتها – المفهوم الحقيقي لنظرية التلاقح الثقافي، لتتطور فيما بعد إلى تحقيق مفهوم أعمق وهو تناسج ثقافات الفن والإبداع. لذلك استطاع طاقم هذا العرض الاشتغال في مختبر وظفت فيه إمكانيات وملكات كل العاملين فيه، مختبر اجتمع فيه التراكم المعرفي والأكاديمي والصنعة المسرحية والفكر الجمالي للكاتب المخرج والسينوغراف والممثلتين لينتج في نهاية المطاف عرضاً مسرحيا متكاملاً، بنفس احترافي ومهني عال، ظهرت تجليات جمالياته المسرحية فوق الخشبة بشكل بارز..
    على مستوى كتابة النص، يجب أن نذكر بأن أهم الانتقادات التي وجهت لكاتبه جان جونيه هي أن “الخادمتين” في الواقع لا يتكلمن كما تتكلم خادمتا جان جونيه في النص المسرحي. غير أنه في نص / عرض جواد الأسدي نلمس أن هناك إعادة كتابة للنص بناءً على توليفة دراماتورجية مكنت الشخصيات من الانغماس في بيئتها، وتكلمت بلغة تعكس بنيتها النفسية والاجتماعية، وتعبر عن انفعالاتها بشكل واقعي. وقد عمل المخرج، رفقة فريقه الفني، على الوصول إلى هذا الغرض بتبني لغة دارجة قوية تنفث شحنات نفسية مغلفة بكثير من العنف الرمزي والذي يعكس العنف والتطرف الممارس على هذه الشريحة الاجتماعية، لغة بأسنان حادة تنهش جسد المرأة وتقهر الرغبة في الانعتاق والتحرر وتفضح جانبا من علاقتنا المختلة بالجسد.. بهذا، يكون العرض، إذن، محاولة لسبر خبايا المسكوت عنه، وتعرية للذات الأنثوية، وكشفا لعلاقتها برغباتها، وتجسيداً لنظرتها لنفسها وللآخر.
    عرض “الخادمتان” في عمقه يسعى إلى تعرية ظاهرة قديمة – جديدة.. إنها تلك العلاقة الملتبسة بين عالم علوي وآخر سفلي، عالم الأقوياء وعالم الضعفاء أو بالأحرى المستضعفين، وهي علاقة تجسدت في شخصيتي “الخادمتان” الحاضرتان أمامنا كجمهور و”السيدة” الغائبة تحققا والحاضرة رمزيا. العرض ضوء كاشف سلط أشعته على التسلط والاستبداد، وعلى ظاهرة النظرة الاستعلائية داخل المجتمع، نظرة تستمد شرط وجودها من احتقار الآخر، ورفضه وجعله على الهامش بمعزل عن حريته، ودفعه إلى لعب دور أوحد في الحياة هو خدمة الأسياد. انطلاقا من هذا التصور، نصل إلى أن العرض أخذ معاناة خادمتين وما تعيشانه من بأس كذريعة ليس إلا، ليذهب إلى ما هو أعمق، كشف اللثام عن تمثلات راسخة في بنية المجتمع وهي النظرة الدونية التي تصنف أفراد المجتمع حسب انتمائهم الاجتماعي وتبخس قيمة الإنسان وتنزع عنه صفة الإنسانية.
    على مستوى الرؤية الإخراجية، عمل المخرج العراقي جواد الأسدي على تفكيك النص الأصلي وإعادة تركيبه وفق رؤية جمالية فلسفية خاصة. وتتمثل أول عملية تشريحية “نصية”، بشكل ظاهر، في تغييب شخصية سيدة النص الأصلي، وإحضار دراماتورجيا مؤثرات أخرى غير واردة في نص جون جونيه، كصوت القطار، هذا الصوت الذي يرمز إلى مجيء السيدة وكأنه يعوض حضورها ويحافظ على الإحساس الذي ينتاب الخادمتين من خوف وارتباك.. ولعل في تغييب السيدة دلالة قوية على تغييب صوت الظلم والتسلط، تغييب مقصود يرمز إلى ضرورة كبح جماح النظرة الاستعلائية في المجتمع والكف عن احتقار الإنسان وتبخيسه لا لشيء إلا لأنه ينتمي إلى شريحة اجتماعية مستضعفة. لكنه يغيب ليحضر بشكل أقوى وبتجليات أبعد وأكثر رمزية.
    واسترسالاً في نفس السياق، نجد أن السينوغراف يوسف العرقوبي نجح في توظيف سينوغرافيا تخدم البنية الدرامية للعرض وتجعله يتفاعل معها، سواء على مستوى المعنى ارتباطا بالنص المعد أو على مستوى اللعب المسرحي، كما تم استثمار أكسسوارات مسرحية فيها كثير من الدلالات الرمزية، كاستعمال “مادة البلاستيك”، هذه المادة مرتبطة – في سياقات معينة – بالخنق والحيلولة دون استنشاق الهواء، وهو ما يظهر جلياً في رقصة وغناء الممثلتين عند بداية العرض. هي رؤية فنية اعتمدت على إبراز جزئية اختناق الفئات المستضعفة على هذه الأرض وقطع أنفاسها وحصرها في غرفة لا تستطيع الخروج منها، إنها غرفة السيدة.
    الرؤية الإخراجية – حسب تقديرنا – جعلت النص يتأرجح بين جزئيتين أساسيتين هي الخنق والرغبة في التنفس، أو التنفس والرغبة في الخنق.. خنق حرية الإنسان وكسر أجنحة فكره.. وفي المقابل الرغبة في الانعتاق والتحرر. وهو ما عبرت عنه الممثلتان بتمزيق ما يحبس أنفاسهما ويطبق على صدريهما ويمنعهما من البوح والخروج إلى فضاءات أرحب، صور مشهدية تعلق بذاكرة المتلقي اليقظ تجسدت بشكل قوي بصعود الستار الخلفي البلاستيكي في آخر العرض في دلالة جد قوية على ضرورة التخلص مما يخنق حريتنا ويحول دون التخلص من هذا الكابوس الذي يكتم انفاسنا..
    وختاماً، يمكن القول بأن هذه التركيبة الفنية المختلفة استطاعت أن تنتج عرضاً مميزا يجسد نوعا من الانفتاح والتفاعل الثقافي والإبداعي بين مختلف المشتغلين في هذا العرض، قاسمهم المشترك حب للمسرح وعشقهم لهذا الفن، حب تجسد جليا فوق الخشبة بكل شحناته الظاهرة منها والكامنة في رصيد من التمارين والنقاشات والتحليل الدراماتورجي والجمالي. ومن جهة أخرى، يمكن القول بأن لعبة الكتابة المسرحية والإخراج المسرحي تعتمد أساساً على بناء جسر تواصلي بين العرض والمتلقي ونسج علاقة تفاعلية بينهما تعتمد على السفر داخل العرض للوصول إلى منتهاه. لذلك يمكن القول، وبدون مجازفة، إن النص/العرض، بعد كتابته وإخراجه يصبح حمال أوجه، ومنفتحا على تأويلات مختلفة وفقاً لسياقات درامية وجمالية معينة، وتلك هي خاصية الإبداع الأصيل والحقيقي.
    تجدر الإشارة إلى أن مسرحية “الخادمتان” من إعداد وإخراج : جواد الأسدي، تشخيص: رجاء خرماز وجليلة التلمسي، مساعد مخرج: عبد الجبار خمران، سينوغرافيا وملابس: يوسف العرقوبي، موسيقى: رشيد برومي. تواصل وإعلام: غزلان الإدريسي. المدير الإداري: رضوان خمران. إنجاز: فرقة “دوز تمسرح”، إنتاح: المسرح الوطني محمد الخامس.

    وفي حوار  جريدة  إكسبريس مع جواد الأسدي يصرح :
    عرض “الخادمتان” يسلط الضوء على أوجاع وآلام الطبقة المهمشة
    لماذا جون جونيه.. ما الذي يشدك إلى مسرحية «الخادمتان».. ؟
    جان جنييه بالنسبة لي شخصية متفردة من ناحية يومياته التي رسخت انتماءه إلى حركات التحرر العالمية والعربية فهو أحد الكتاب المستميين في الدفاع عن القضيه الفلسطينية.. وفلسطين كانت حاضرة في نصوصه مثل «الأسير العاشق» و»أربع ساعات في صبرا وشاتيلا» و»الزنوج» و»الخادمتان»… إنه ذلك الإرث الجمالي الممزوج بالسيرة النضالية. ومن جهة أخرى فإن نص مسرحيته «الخادمتان» كان وما يزال حاضرا وموحيا من ناحية التوغل في النزاع الشديد الضراوة بين الطبقات. إنه نص طبقي بامتياز يعري السادة والرأسمال المشبوه ويسلط الضوء على أوجاع وآلام الطبقة المهمشة، التي تعيش دائما وأبدا على هامش الحياة من ناحية الجوع للحرية والخبز والحياة الطبيعية.. وذلك ربما ما ينطبق على عالمنا العربي الحديث بسبب المعاناة والهجرة وفقدان الطمأنينة. تبدو «الخادمتان» كمسرحية تعبيرا ضروريا لفضح تلك العوالم المنتهكة المهتوكة.
    هل تمة تصور جديد ورؤيا فنية مغايرة في هذا العرض الجديد.. بعد أن سبق أن اشتغلت عليه عدة مرات؟
    قمت بإخراج هذه المسرحية للمرة الثالثة.. وأكتفي كل مرة بإحساس التعامل مع ممثلين جدد حيث تبرز أسئلة وبحث ونار تحتانية حارة تمنحني إمكانية الذهاب مع النص وفن التمثيل وإلى مناخات جديدة. وقد يبدو من الناحية العامة أن معاودة العمل على نص سبق وعملت عليه هو تكرار، لكن في العرض الذي تم تقديمه على مسرح محمد الخامس مع الفنانيين المغاربة يوم الاثنين 31 يوليوز أحسست بأني كما لو كنت أقوم بإخراجه للمرة الأولى. وذلك للجهد المخلص والحار الذي قام به الفنانون تمثيلا وسينوغرافيا وتأليفا موسيقيا وترويجا إعلاميا وتنظيما صارما ومساعدة مدير مسرح محمد الخامس. وأيضا بالنسبة لي ذلك الحضور الكثيف للمسرحيين والفنانين والصحفيين المغاربة وتتبع التلفزيون المغربي للتجربة.
    كيف تم الاشتغال مع الممثلتين المغربيتين والطاقم الفني المغربي..؟
    إن الاشتغال مع هذا الفريق من الفنانين المغاربة بما يملكونه من انتماء وإخلاص وموهبة أدى إلى أن يكون العرض بالشكل الذي ظهر فيه.. فالممثلتان رجاء خرماز وجليلة التلمسي قامتا بجهد يومي مضن أثناء التمارين، حيث تعاملتا بحساسية رائعة للتوغل في عمق النص وكذا للتفاعل وتمرير جماليات الإخراج، وذلك ما جعل اشتغالي مع الممثلتين يسيرا وغنيا بالاقتراحات والتنوع، وجاء أداؤهما معا في درجة عالية من القوة والحضور.. من جهة أخرى ظهور السينوغرافيا الممتلئة بكثافة وسحر الدلالات تحيلك إلى المعنى الكبير الذي أسميه جماليات التكثيف بعيدا عن الرطانة المتعارف عليها من تخمة الخشب والمواد، إنه السهل الممتنع الذي قدمه يوسف العرقوبي بمهارة، أما رشيد برومي فبحساسيته وشغفه وتفرده الموسيقي منح العرض لمسات شفافة، أخيرا كان عبد الجبار خمران بديناميكيتة المتوقدة كمساعد للإخراج ومدير فني ينسق وينظم وكان كله شوق لهفة لترسيخ فن مغربي حداثي جديد ومتجدد.. فتحية لكل هذا الفريق.