Ashraf At
٢٧ نوفمبر 2020م ·
أثناء محاكمة أنطونيو غرامشي في عام 1928، قال المدّعي: “يجب أن نمنع هذا الدّماغ من العمل لمدة 20 عامًا”. حكمت الحكومة الفاشية لبنيتو موسوليني بالسّجن على غرامشي، الزعيم السّابق للحزب الشيوعي الإيطالي والمنظّر والصّحفي الماركسي، حيث قضى سنوات حياته الأخيرة فيه وقضى جرّاء التّعذيب.
أسهمت العزلة في ازدهار أفكاره. قام بمهمة فكريّة هائلة كان هدفها تقديم إرثٍ لا يموت. مؤلّفاته في السجن بلغت 33 مجلدًا و3000 صفحة(دفاتر السّجن) من الملاحظات في التّاريخ، والفلسفة، والاقتصاد والاستراتيجيّة الثّوريّة، كلّها من الذّاكرة، بدون الإستعانة بالمراجع، وهو تحت المراقبة الفاشيّة.
تستطيع أن تقتل الجسد لكن لن تستطيع أن تقتل الفكر.
القلم هو السلاح الأقوى للتغير وهدم القديم وبناء الجديد لهذا يمنعون أقلامنا ويسلبونا حق الكلام، إن النقد العلمي للواقع يهيء لولادة الوعي، والوعي هو الخطر الحقيقي على الطبقة الحاكمة لهذا تسعى إلى تكبيل العقل ونشر الجهل وتأبيد الواقع.
هدى جمال عبدالناصر عضو مجلس الشيوخ المصري وعقدة عباءات الراحلين
تجربة هدى عبدالناصر في حرب الدولة ضد ما يسمى بـ”الفاشية الدينية” تجربة غنية حيث خاض والدها معركة شرسة ضد الإسلاميين وتحديدا جماعة الإخوان.
الثلاثاء 2020/11/24م
لم يكن مفاجئا اختيار الأكاديمية هدى جمال عبدالناصر، ابنة الرئيس المصري الراحل، ضمن قائمة الأسماء التي جرى تعيينها في مجلس الشيوخ، وهو الغرفة الثانية للبرلمان بمصر، في ظل حرص النظام على استحضار بعض من سياسات وأفكار وتوجهات عبدالناصر، والشغف بزوايا في تجربته الشائكة، لاسيما مواجهة التحديات الإقليمية والدولية والتصدي لتيار الإسلام السياسي.
هي واحدة من بين رموز الحقبة الناصرية التي ترى في الرئيس الحالي عبدالفتاح السيسي نسخة قريبة من والدها، لذلك لا تتردد في دعمه سياسيا، والدفاع عن قراراته، وتقدم أدلة عديدة لصحة رؤيتها، وتعتبر كل ما يعيد التذكير بوالدها يستوجب الدعم، وهي لم تفعل ذلك مع أي من الرئيسين السابقين، أنور السادات وحسني مبارك، لأن سياساتهما جاءت على النقيض من توجهات عبدالناصر.
خاضت من أجل الدفاع عن السيسي معارك ضارية ضد معارضين لبعض قراراته، إلى درجة أن شريحة من التيار الناصري والمحسوبين على قوة سياسية تؤيد تصورات والدها، اتهموها بتشويه صورته لإرضاء السيسي، ويكفي الهجوم الشرس الذي تعرضت له بشأن موقفها من جزيرتي تيران وصنافير. وخرجت في ذلك الوقت مظاهرات في شوارع وميادين بالقاهرة رفضت تسليم الحكومة المصرية الجزيرتين للسعودية، وتصاعدت وتيرة الاستقطاب السياسي والإعلامي، وهناك من اتهم السلطة بأنها باعت جزءا من تراب الوطن. قالت عبدالناصر، إن الجزيرتين مصريتان، وبعد أقل من أسبوع، تراجعت وأكدت أنهما سعوديتان، وأيدت كلامها بعرض وثائق تاريخية بتوقيع والدها.
البعض يفهم اختيارها لتكون عضوا بمجلس الشيوخ على أنه قرار مباشر من السيسي، كنوع من رد الجميل لها على مواقفها من الحكومة، وتقديرا لعبدالناصر كرئيس خاض معارك ضارية مع قوى إقليمية ودولية في مرحلة صعبة
بصرف النظر عن التجاذبات التي حدثت على وقع الخلاف حول هوية الجزيرتين، لم تنس الحكومة موقفها، ورأت فيها شخصية وطنية بحكم أن الدولة كانت في حاجة ماسة لشخصية موثوق بها تمتلك أدلة ومن نظام كانت له جماهيرية، ومستعدة لخسارة جزء من شعبيتها وسط الرأي العام لتحسين صورة الحكومة أمام اتهامات تخوين طالتها، وحينها أسهمت وثائق الدكتورة هدى في تهدئة خواطر شريحة من المواطنين.
ظلت عبدالناصر تظهر إلى الرأي العام خلال المناسبات الوطنية المرتبطة بذكرى ثورة 23 يوليو التي قادها والدها، أو ذكرى رحيله، لكن منذ وصول السيسي للحكم وتطرقه بإيجابية للحقبة الناصرية، بدأت تداوم على الظهور وتقديم نفسها كمدافعة عن الحكومة، وبدت في بعض المواقف كأنها تتحدث عن حكومة شكلها والدها.
خاطبت الرأي العام أحيانا بطريقة أقرب إلى السلطة، في اللقاءات التلفزيونية أو كتابة المقالات في بعض الصحف، وقارنت بين ما يحدث الآن بما جرى في السابق، وتحدث عن إنجازات سياسية ومعارك أمنية ضد الإرهاب، وفضحت مآرب الإخوان والتركيز على بناء الدولة القوية، في محاولة لتثبيت العلاقة مع نظام بادر بالثناء على فترة حكم والدها أمام حملات التشويه المتعمدة.
وقد تحللت نسبيا من مهمة المتوافقة مع خطاب الحكومة، وقررت ارتداء ثوب والدها للحديث عن إنجازات الحقبة الناصرية، وزيادة تحسين صورته في نظر شريحة ما زالت ناقمة على فترة حكمه. فبدأت منذ سنوات خطة ممنهجة لجمع كل خطبه في مجلدات لتقديمها للمواطنين، نشرتها على منصة مكتبة الإسكندرية، وقامت بكل ذلك دون ضجيج.
الناصرية في مرمى النيران
أزمتها أنها فهمت مدح الرئيس السيسي لفترة حكم والدها وكأنه شيك على بياض، ولم تدرك أن شغف النظام الحالي بالناصرية له سقف
أزمة عبدالناصر، أنها فهمت مدح الرئيس السيسي لفترة حكم والدها والثناء عليه في بعض قراراته، على أنه شيك على بياض من النظام الحالي، واعتقدت أنها وجدت ضالتها في رئيس يعيد الاعتبار الكبير لأبيها، الذي طالته ألسنة وكتابات ناقدة وناقمة، وصلت حد التجريح بسبب سياسات وتوجهات ثبت في ما بعد أنها كانت خاطئة، ولم تدرك أن شغف النظام الراهن بالناصرية له سقف. فقد انتقد السيسي بشكل مبطن، دخول الجيش المصري في حرب اليمن، وقال إن القرار جانبه الصواب، وتسبب في إهدار الاحتياطي النقدي لمصر بعد أن كان الأعلى عالميا خلال تلك الفترة، وأحدثت التصريحات صدمة لدى الناصريين، وأربكت حسابات ابنة الرئيس الذي تحول إلى رمز عربي.
اضطرت للخروج والرد على كلام السيسي لكن دون الإشارة إليه بشكل مباشر، ودافعت عن والدها بأنه إبان حرب اليمن شكّل مجلسا مصغرا وفوّضه باتخاذ القرار المناسب، وكانت التوصية بتدخل الجيش المصري، أيّ أنه لم يكن يمتلك قرار الرفض أو القبول، بل اضطر لتنفيذ توصية المجلس “الديمقراطية”، بالتالي فهو لا يتحمل المسؤولية.
فهم البعض اختيارها لتكون عضوا بمجلس الشيوخ على أنه قرار مباشر من السيسي، كنوع من رد الجميل لها على مواقفها مع الحكومة، وتقديرا لعبدالناصر كرئيس خاض معارك ضارية مع قوى إقليمية ودولية في مرحلة صعبة، لكن الأمر لا يخلو من شعور بعض دوائر الحكم بأهمية وجود شخصية مثلها في المشهد السياسي العام، لتقوم بدور ينوب عن الأحزاب الناصرية المشتتة، وترمز لمرحلة حافلة بالأحداث.
على مدار سنوات طويلة، حاول التيار الناصري في مصر تشكيل حزب قوي يعبر عن أفكار الرئيس عبدالناصر، لكن الأمر انتهى إلى الفشل، ولم ينجح أيّ من المنتسبين للناصرية في أن يترك بصمة سياسية بسبب الخلافات والتجاذبات، وبدت ابنته هدى الوحيدة القادرة على الحفاظ على ميراث هذه الحقبة التاريخية.
تركة الأب
السيسي يسعى إلى الظهور على مسافة واحدة من عائلتي عبدالناصر والسادات، ولم يمنعه استحضار بعض سياسات وتوجهات الأول من استدعاء أرملة الثاني في أغلب المناسبات الوطنية
يكتشف المتابع لها، أنها تحاول فعليا تقديم نفسها على أنها ممثلة ضمنية للناصريين في المشهد السياسي المصري، فهي باحثة مخضرمة في تحليل علاقات مصر بالقوى الدولية، وحصلت على الدكتوراه من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة في العلاقات المصرية البريطانية، وتؤمن بجدوى الانتماء العربي وترفض التبعية.
عايشت فترة سياسية بالغة الصعوبة، تكاد تكون قريبة من تلك التي تشهدها مصر في الوقت الراهن، وتدرك حجم المخاطر والمكائد، وكيف يمكن مجابهتها. وعملت في مكتب الرئيس عبدالناصر لشؤون المعلومات، واقتربت من مطبخ الحكم، واطلعت على كثير مما يرتبط بالأزمات السياسية والاقتصادية والأمنية والدبلوماسية، بصورة وفرت لها خبرات متراكمة.
تمتلك تجربة حية لحرب الدولة ضد ما يسمى بـ”الفاشية الدينية”، حيث خاض والدها معركة شرسة ضد الإسلاميين، تحديدا جماعة الإخوان، وهي نفس المعركة تقريبا، التي يخوضها النظام المصري منذ ثورة 30 يونيو 2013، والتي تحتاج إلى مخضرمين وأصحاب تجارب للمشاركة في حسم الجولة الأخيرة لصالحها.
الفارق بين صراع هدى وجيهان حول التقارب مع الحكومة والشارع، أن الأولى تلعب بورقة الحنين إلى الماضي أمام ارتفاع معدلات الفقر والغلاء وتحجيم مجانية التعليم، أما الثانية، فتلعب بورقة انتصار أكتوبر 1973 واستعادة سيناء
وجود شخصية مثلها بالقرب من مطبخ الحكم، ولو من خلال عضوية مجلس الشيوخ، يحمل منفعة متبادلة للطرفين، فهي ستجد المنبر الرسمي الذي تطل من خلاله، وتسعى جاهدة، ولو بأثر رجعي لدحض حجج خصوم والدها، كما يستفيد النظام من خبرتها في التعامل مع أزمات كأنه يُعاد تكرارها حاليا.
أما هي فتكاد تكون مشكلتها الأبرز، في إيمانها بأن عبدالناصر كان حاكما ملائكيا وليس بشرا يخطئ ويصيب، ولا تعترف بمعنى أن يكون هناك رئيس دولة مختلف عن فترة حكمه، لذلك تبدو حادة عندما يتعلق الأمر بالمساس بالصورة الإيجابية، حتى ليشعر من يسمعها وكأن الزعيم عبدالناصر يتحدث، وليس ابنته التي تعلمت أصول وقواعد المؤسسية، والتي لا تعترف بكثير من الشخصيات الناصرية، وترى غالبيتهم يريدون أن يرتدوا جلباب والدها والتمسح به فقط.
استقالت عام 2002 من الإشراف على وحدة دراسات الثورة المصرية الملحقة بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بمؤسسة الأهرام الحكومية، اعتراضا على صياغة عناوين تقرير صحافي تناول ملخصا لأحد محاضر جلسات الاتحاد الاشتراكي العربي، وكانت تكتب هذه الموضوعات بنفسها، ضمن خزائن أسرار والدها.
ترتب على دفاعها المستميت عن والدها وارتداء عباءته السياسية طوال الوقت، انطباعات سلبية عنه، لأنها تتمسك بتبرئته من كل الأخطاء، وتصر على تحميل أطراف أخرى محلية وإقليمية ودولية كل الانتكاسات أو الإخفاقات التي جرت في عهده، حتى بدا ناصر أمام البعض كأنه لم يكن يملك زمام أمور كثيرة، أو غير قادر على تحمل المسؤولية.
وجود شخصية مثلها بالقرب من مطبخ الحكم، ولو من خلال عضوية مجلس الشيوخ، يحمل منفعة متبادلة للطرفين
كان الرئيس عبدالناصر لا يعترف بالهدوء والرصانة أمام طوفان النيل الشخصي منه أو الاعتراض على سياساته، وقد استلهمت ابنته نفس النبرة الحادة والهجوم الشرس دون هوادة، بذريعة التعاطف مع كونه أباها وكونها مطلعة على أسرار حكمه، لكن هذا السلوك قادها في إحدى المرات إلى منصة القضاء عندما اتهمت الرئيس الراحل أنور السادات بأنه المسؤول عن قتل عبدالناصر من خلال دس السم له.
استندت في اتهامها إلى أن السادات كان الوحيد الذي لازم والدها عقب انتهاء مؤتمر القمة العربية بالقاهرة في سبتمبر 1970، وأقاما معا في الفندق، وقالت إن السادات كان “عميلا” للمخابرات الأميركية التي كلفته بعملية القتل، ما دفع رقية، ابنة الرئيس السادات، إلى رفع دعوى قضائية ضدها، وصدر الحكم بتغريمها مبلغا ماليا قيمته حوالي 25 ألف دولار.
هدى عبدالناصر عايشت فترة سياسية بالغة الصعوبة، تكاد تكون قريبة من تلك التي تشهدها مصر في الوقت الراهن، وتدرك حجم المخاطر والمكائد، وكيف يمكن مجابهتها
ومع ذلك بقيت شخصية عنيدة على استعداد للتضحية بأي شيء من أجل الدفاع عن كبرياء والدها، حتى أن بعض الوسطاء مثل، سامي شرف الذي كان مديرا لمكتب عبدالناصر، ومحمد فائق وزير إعلام نظامه، تدخلا لإقناعها بالاعتذار عن اتهام السادات بقتل والدها، مقابل التصالح في القضية، ورفضت واختارت دفع الغرامة التي أقرتها المحكمة وفضلت القطيعة مع أبناء السادات.
اعتقدت أن إسدال الستار على قضية مقتل والدها سيقتصر على خصومتها مع أبناء السادات فحسب، لكنها أصبحت عدوة لأغلب أنصاره، وهو المعروف لدى محبيه بأنه “بطل الحرب والسلام”، وهناك شريحة من مؤيديه في خصومة سياسية معها. وعوّلت على تقديم نفسها للشارع باعتبارها الأمينة على تراث عبدالناصر، لكن ذلك لم يكن كافيا لتصديها لمن يصرون على التقليل من إنجازاته، أو يحاولون النبش وراء خفايا قراراته، ولم تفض القدسية التي تحاول إحاطته بها سوى إلى مزيد من الناقمين على فترة حكمه.
صراع هدى وجيهان
عبدالناصر تحاول دوما تقديم نفسها على أنها ممثلة ضمنية للناصريين في المشهد السياسي المصري، منطلقة من موقعها كباحثة مخضرمة في تحليل علاقات مصر بالقوى الدولية
من يدقق في ظهور عبدالناصر في المناسبات القومية، قد يخيّل إليه أنها تسعى لمنافسة جيهان السادات، أرملة الرئيس الراحل، التي تصر على أهمية زوجها، وترى أنه لم يحصل على حقه كاملا، وتصب الكاريزما والحضور والثبات والقبول الجماهيري في صالح جيهان، التي غالبا ما تتحدث بالسلب عن الناصريين.
الفارق بين صراع هدى وجيهان حول التقارب مع الحكومة والشارع، أن الأولى تلعب بورقة الحنين إلى الماضي أمام ارتفاع معدلات الفقر والغلاء وتحجيم مجانية التعليم، حيث كان والدها يهتم بالنواحي الاجتماعية للبسطاء، وهي تستهدف شريحة ممتعضة من تعاظم الرأسمالية لتحسين الصورة الناصرية.
لم تدرك بعد، أن المجتمعات عندما تستحضر الزعماء السابقين أن ذلك يرتبط بوصول البؤس ومرارات الواقع إلى مستوى قياسي، ولا يعني ذلك أن شعبية عبدالناصر ما زالت طاغية، أو أن فترة حكمه تستحق التفاخر الأبدي. أما الثانية فتلعب بورقة الانتصار في حرب أكتوبر 1973 واستعادة سيناء وطرد الاحتلال من الأراضي المصرية، وإجبار إسرائيل على القبول بمعاهدة السلام، أيّ أنها تستهدف شريحة من المجتمع تميل إلى كل ما هو وطني، للتأكيد على أن السادات يستحق مزيدا من التكريم، وليس النقد والتهميش.
خاضت من أجل الدفاع عن السيسي معارك ضارية ضد معارضين لبعض قراراته، إلى درجة أن شريحة من التيار الناصري والمحسوبين على قوة سياسية تؤيد تصورات والدها، اتهموها بتشويه صورته لإرضاء السيسي
يسعى السيسي إلى الظهور بأنه على مسافة واحدة من عائلتي عبدالناصر والسادات، ولم يمنعه استحضار بعض سياسات وتوجهات الأول من استدعاء أرملة الثاني في أغلب المناسبات الوطنية، وهي رسالة يبدو أن هدى لم تستوعبها جيدا، وباتت مطالبة بمزيد من الحنكة والحكمة لتجلس في الصفوف الأولى مع قادة وكبار رجال الدولة.
وما يزال يغيب عن هدى عبدالناصر، أنها لم تصنع لنفسها مكانة لدى مؤسسات الحكم لتصبح شخصية لها قبول شعبي قوي يصعب تهميشها، لا صانعة معارك وخصومات مع أطراف عدّة، لا مجرّد وريثة لأبيها..
منذ إندلاع الانتفاضة الشبابية في تشرين أول 2019، تتصدر وسائل الإعلام الورقية والمرئية والالكترونية، آراء ونصائح مثالية منمقة يروج لها صحفيون وكتاب ومفكرين من أقصى الاتجاهات الاسلاموية الى أقصى الانتهازية. يبدو في لحظة ما وكأنها تعبر عن نوايا صادقة لكنها في واقع الحال حماقات سياسية، لا تلامس مطالب المتظاهيرين ومشاعرهم الوطنية الحقة، بقدر ما تتناغم مع مصالح فئات متأدلجة داخل السلطة وخارجها لها حساباتها وتفهم لعبة المناورة التي يمارسها البعض ضمن مخطط الحرب النفسية لافراغ الإنتفاضة من مضامينها. من منظور ثالث، يستطيع المرء أن يتخيّل عندما تتكدس التلميحات، الخفية والمعلنة، بعيداً عن المروءات، كم من الزيف يختبأ وراء تلك الأقوال التشطيرية. الغريب أن أصوات خلط الأوراق أصبح أمر عادياً يمارسه العديد من المغرضين في الأوساط الإعلامية بشكل مثير للغاية، يبحثون لأحزاب السلطة عن مخرجات مدفوعة الثمن على حساب “الوطن”. ذلك لم يعد أمراً نادراً، إنما الذهاب إلى ما هو أخطر، إستخدام ما يعرف في علم النفس السياسي “ارباك المشهد” بمعنى إحتواء المتظاهرين وإحداث صراعات متباينة في صفوفهم، وبالتالي إنتاج حالة من الاضطرابات “المندسة” في سوح التظاهر لتحييد الموقف الثوري وخلق نوع من عدم التوازن داخل التنسيقيات.
السؤال: هل من الممكن حدوث تغيير لهذه النمطية المربكة، التي أصبح “ولا أعمم” ما يسمى بالخبير الإعلامي والكاتب والمثقف السياسي “الاستقصائي”، يخرج بمثابة شرارة في وسائل الاعلام لوأد الانتفاضة التي كادت ذروتها أن تصبح ثورة شعبية تنتهي بسقوط النظام الطائفي برمته؟.. الكارثة أن الاحزاب التقليدية العراقية، العلمانية اليسارية والقومية والليبرالية، ليس لديها رؤية ناضجة لإستقراء المستقبل، على الرغم من تغيّر نمط التفكير السياسي العام الذي طرأ بشكل هائل على العقل البشري أثر تفكك الدول الاشتراكية في تسعينات القرن الماضي. وما زالت تعاني من “جمود عقائدي” أدى الى عدم إستيعاب اللحظة الحاسمة نتيجة رؤى حزبية ديماغوغية ساذجة وردود فعل مرتبكة غالبا ما تكون قاتلة، خارج الواقع السياسي الموضوعي الذي مهد في مرحلة ناضجة للتغيير. “فمن يضيّع الفرصة سيحرم نفسه من الوصول إلى لحظة المقبولية”. لذلك، “الجماهير” وحدها، التي إذا ما كانت مواقفها مرتبطة بنجاح الثورة وتفويضها تمثيل شعبي بعيدا عن سطوة الأحزاب ومصالحها الضيقة، تستطيع أن تحدث التغيير السياسي في اتجاه المستقبل وإعادة الحياة السعيدة والامان لكافة أبناء المجتمع العراقي دون تمييز. وهي ألتي يمكن أن تحقق الإصلاح المجتمعي لتقويم الحياة السياسية وخلق مجتمع خال من الظلم والاستهتار، الذي لازالت أحزاب وكتل طائفية خارجة على القانون تمارسه ولا تفكر إلا الاستئثار بالسلطة والامتيازات على حساب مجتمعات وطوائف ومحافظات منكوبة!.
على مدى أكثر من خمسة وخمسين عاماً يتعرض الشعب العراقي بكل مكوناته للعنف السياسي الذي تمارسة القوى المتنفذة في الدولة. ويتعرض العراق اليوم الى عدم الاستقرار والاقتتال الطائفي ومخاطر التقسيم بسبب الحروب والصراعات الاقليمية والدولية على أرضه. وبسبب مخلفات اسلحة الدمار، الكيميائية والنووية، التي استعملتها القوات الامريكية وحلفائها اثناء الحروب العديدة مع نظام صدام الديكتاتوري، لازال آلاف العراقيين يتعروض الى أمراض خطيرة كالسرطان والامراض الجلدية والتشوه الوراثي التي يذهب ضحيتها المئات سنوياً. بالإضافة الى إنهيار النظام الاقتصادي والصناعي والزراعي وتفاقم البطالة وتردي الاوضاع الصحية والتربوية والتعليمية وشحة الكهرباء والمياه الصالحة للشرب وانعدام الأمن وانتشار الجريمة المنظمة. أن قرار الحاكم الأمريكي بريمر بعد احتلال قوات التحالف للعراق في أذارـ مارس 2003 حل مؤسسات الجيش والشرطة والأجهزة الأمنية، كان قراراً له دلالات سياسية متعلقة بمستقبل العراق ومستقبل الطبقة السياسية العراقية المعارضة آنذاك، الشيعية والسنية والكردية. حيث اعتبرته إستجابة طموحة لتأسيس “نظام حكم طائفي” تستند عليه. ألا أن الكثير من الدراسات الغربية تؤكد بأن تلك المؤسسات، أفرادها ومعداتها ومواقعها، لم يكن لها أية دور أو وجود بعد السقوط مباشرة. ولولا ذلك القرار الخاطيء لما كان بإمكان داعش من السيطرة والانتشار. وتشير أيضاً الى ما هو أخطر، من أن ميليشيات احزاب السلطة تمكنت من اختراق كل تلك الأجهزة ومؤسساتها بالشكل الذي يضمن هيمنة الأحزاب المتنفذة وإشاعة الفوضى السياسية على نحو طائفي أنتج الويلات والانهيار الكامل للدولة ومؤسساتها. الأمر الذي زاد من سوء الاوضاع الاقتصادية والامنية والانسانية والمجتمعية التي باتت تهدد السلم الأهلي وتعرض البلاد للخطر.
أنتجت الأحداث والازمات المتراكمة ظهور جيل جديد داخل المجتمع، سيما بين قطاعات واسعة من الشباب، يحمل أفكاراً نهضوية معاصرة لاحتواء المشهد السياسي وإنهاء هيمنة الاحزاب الطائفية الفاسدة وقواها الفعلية في الدولة العميقة، ومحاربة الفساد الاداري والمالي واستعادة الدولة هيبتها. تعرضوا خلال ذلك للعديد من محاولات القتل والاختطاف امام مرآى أجهزة الأمن والشرطة، كان آخرها ما حدث في سوح التظاهر في أكثر من سبع محافظات في الوسط والجنوب خلال الاحتفال بالذكرى السنوية الاولى للانتفاضة من احتلال وتخريب وحرق للخيم والإعتداء بالسلاح الناري والقنابل على المتظاهرين من قبل قوى وميليشيات مسلحة تنتمي لجهات مشاركة في السلطة.. لم يكن ذلك غير متوقع، إنما ان تصل الامور الى هذا الحد من الوقاحة والسخرية والسذاجة!.. أنه لأمر غريب ترتكب شتى الجرائم اللاانسانية وتُنتهك كل المقومات الاساسية لحقوق الانسان ومؤسسات الدولة، وتُعرض مبادئ الدستور وحفظ الأمن والقوانين العامة للإنتهاك ويتفاقم تحكم الاحزاب الطائفية في قرارات الدولة، دون رادع قضائي أو قانوني.
في ظل كل هذا الاستهتار والهيمنة السياسية واستمرار إرتكاب الجرائم والتسويف، ليس أمام سوح التظاهر وتنسيقياتها في جميع محافظات تواجدها، سيما وان الانتخابات مقبلة وينبغي فرز الغث من السمين قبل فوات الآوان، إلا الذهاب إلى أبعد ما يمكن لتوفير المناخ الطبيعي لتشكيل لجنة تنسيق جامعة تختار بين صفوفها النزيهين والمخلصين من العراقيين، قانونيين وأكاديميين ومثقفين وإعلاميين، تتحدث بإسم كل الساحات والمتظاهرين، كما لها حق التعبير والتفاوض بإسمهم في اية محفل في الداخل والخارج وفق مقررات جماعية مدروسة.. وإذا ما عدنا للسؤال الذي يشغل بال العراقيين على مدى سنوات: هل من إمكانية لإحداث تغيير جذري في العملية السياسية؟. يتطلب من القوى والاحزاب الوطنية العراقية خارج منظومة الكتل والاحزاب المستأثرة بالسلطة، ان كانت مؤمنة بحتمية الصراع كي “نكون أو لا نكون” لاجل مصير شعب ووطن ؟، ان تنظر بجد الى مسألة التحالفات فيما بينها كمبدأ لتحقيق بناء جبهة وطنية واسعة، تستطيع أن تشكل قوة فاعلة في المعادلة السياسية لإحداث تغيير سياسي باتجاه دولة المواطنة التي تكفل المبادئ والقوانين المعلنة في ميثاق الامم المتحدة شرعيتها وباتت مسألة آنية بالغة الأهمية لإنهاء مخلفات العهود المظلمة. ان تحقيق هذا الهدف الوطني النبيل، يقتضي اتخاذ موقف عملي ثابت وصريح من جميع القضايا الهامة وفي مقدمتها تغيير نظام الحكم الطائفي وتعديل الدستور بما يتناسب وطموحات المجتمع العراقي وأمن المواطن وضمان حرياته، بعيداً عن المساومات والمصالح الفئوية والحزبية الضيقة، ومن اجل المصلحة الوطنية العليا فقط. وإذا كانت الاحزاب غير قادرة على لم صفوفها لمواجهة التحديات بما تقتضيه المصلحة الوطنية العامة، فعليها من باب المسؤولية الأخلاقية على اقل تقدير، ان تضع مسألة تعرض المصالح الوطنية العامة ومنها “الثروات الطبيعية والممتلكات المالية والعقارية والاراضي الحدودية والمياه” التي اعتاد مسؤولين في الدولة التفريط او التبرع بها سراً لدول الجوار وحكامها، واحدة من مسؤولياتها الوطنية التي يجب ان لا تمس بدافع مصالح سياسية أو فئوية. إنما هو من ناحية النضج السياسي إذا ما أرادت الأحزاب إعتباره من أولويات المقررات التي تختبر وجودها، أمراً على المستوى القانوني والدستوري لا يقبل الجدل.
** الأراء الواردة في المقالة تعبر عن رأي صاحبها ولا تتحمل المجلة مسؤولية ذلك..
من مجلس الأمن في أربعينيات القرن الماضي إلى “جنيف 2 ” عام 2014 قصةٌ وطنيةٌ خطّها “مسيحيٌّ ومسلمٌ”.. معذرة. ما بينهما وبعدهما الكثير مما يعرّي كذبة الطائفية حيث سورية وطنٌ للجميع حرٌّ ومستقلّ.
في بلادي أي سورية (ونحن فيها نكتب سورية بالتاء المربوطة) لم نكن نعلم ديانة صديقٍ أو زميلٍ إلا في حالتين الزواج أو الوفاة.. لم نكن أساساً نُعير بالاً لذلك… حتى وإن جاء أحدٌ على ذكر الأمرِ وهي كانت من النوادر، كان يخفض صوته همساً و كأنه يقرّ بأنه يرتكب خطيئة..
محرك الوطنية.. فارس بيك الخوري
لا تتّسع بضع الكلمات التي أهمُّ بكتابتها لإنصاف أحد قامات بلادي الوطنية، الثائر ضد الاحتلالين العثماني والفرنسي، الأديب والمفّكر والسياسي الأصيل.. مناصبُ عديدةٌ تدرّج فيها رئيس الوزراء فارس بيك الخوري ومنها وزارة الأوقاف، وهذه الأخيرة لم تكن الوحيدة التي شغلها، لكن أهمية ذكرها تكمن في كون الخوري مسيحياً. معذرة … مسيحيٌ حارب محاولات فرنسا تبرير إبقاء استعمارها لسورية… بادعائها أن المسحيين يطلبون حمايتها، فذهب إلى المسجد الأموي واعتلى المنبر قائلاً: إن الفرنسيين يقولون إن المسيحيين يطلبون الحماية منها، أنا من هنا أعلنها، أنا أطلب الحماية من شعبي.
من قصص استقلال سوريا
عام 1946 في جلسة مجلس الأمن، جلس فارس بيك الخوري في المقعد الخاص بالمندوب الفرنسي. وعندما جاء المندوب الفرنسي ليجلس على مقعده، فوجئ بالخوري… طلب منه الفرنسي الانتقال إلى المقعد الخاص بسورية لكن الخوري تجاهله وأخرج ساعته من جييب سترته وراح يتأمل فيها بينما المندوب الفرنسي استشاط غضباً وراح يشرح له… هذا مقعد فرنسا، أنظر هذا العلم الفرنسي أمامه وهناك مقعد سورية حيث علمها أمامه.. لكن الخوري لم يتحرك واستمر بالنظر إلى ساعته. كاد مندوب فرنسا أن يفقد عقله، وعند الدقيقة الـ 25 قال فارس بيك بلغة فرنسية واضحة: سعادة السفير جلست في مقعدك 25 دقيقة، فكدت تقتلني غضباً وحنقاً.. سورية تحمّلت سفالة جنودكم 25 سنة وآن الآوان لها أن تستقلّ.
وكان الاستقلال إلى جانب بطولات أبناء الوطن على اختلاف تلاوينهم. وفي بلدي كما المنطقة لوحة فسيفسائية من الأديان والمذاهب والقوميات هي مصدر قوة بلا شك، وستبقى كذلك.
في قصص سيادة سورية
بعد ثلاث سنوات من الحرب في سورية وعليها، وهي الأقسى بالمناسبة تحدثت فيها الكرة الأرضية جمعاء باسم الشعب السوري وحكومته وجيشه ورئيسه.. ما عداهم.
وكانت كلمة سورية
في مؤتمر “جنيف 2” حيث اجتمع العالم لمناقاشة “قضية سورية”، كانت كلمةٌ للوفد السوري برئاسة الراحل شيخ الدبلوماسية ابن دمشق الأصيل وزير الخارجية وليد المعلم.
خطأٌ أعتقدُ أن واشنطن تندم عليه إلى اليوم، مع عواصمَ للأسف عربية وأيضا غربية. فهي لم تعتقد أن هناك من يضرب أو يشكك بروايتها التي أفردت لها امبراطوريات الإعلام والسياسة بين الغربية منها والعربية وبمال هذه الأخيرة عن “الرئيس القاتل وجيشه السفاح للثورة”.
عشر دقائق مُنحت للمعلم ليقول كلمته.. لكنها كلمة سورية، قال المعلم بكل هدوء، وأضاف مخاطباً بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة سابقاً عندما حاول مقاطعته لتخطيه الوقت المحدد: “لقد تكلمتَ أنتَ 25 دقيقةً، أنا أعيش في سورية وأنت تعيش في نيويورك.. لدي الحق لإيصال الصورة الحقيقية في سورية”.
تحدث المعلم 34 دقيقة بالتمام، لم تفلح لا مقاطعات بان كي مون ولا أصوات الجرس في ثنيه عن إكمال كلمته حتى النهاية.. مع رسائل واضحة ومباشرة، مخاطباً وزير الخارجية السابق جون كيري: “لا أحد في العالم سيد كيري، لا أحد في العالم يستطيع إضفاء الشرعية أو عزلها أو منحها لرئيسٍ أو حكومةٍ أو دستورٍ أو قانونٍ أو أي شيءٍ في سورية إلا السوريين أنفسهم”.
و كانت كلمة سورية.. أجبر العالم على سماعها كاملة.
رئيس أركان الجيش الدبلوماسي
لم يكن المعلم رئيس وفد سورية إلى مؤتمر “جنيف2” فحسب.. كان يمثل تاريخاً من الوطنية والانتماء والمهنية والخبرة والثبات والعفة، فالملايين من الدولارات دُفعت له حتى ينشقَّ عن وطنيته في سنيّ الحرب في سورية وعليها، فأبى كما الجسم الدبلوماسي السوري، ليكون رئيس أركان جيش دبلوماسيٍّ بطلاً وشريكاً بالانتصار.
سورية وطن للجميع
بين العميدين الخوري والمعلم من مجلس الأمن في أربعينيات القرن الماضي إلى “جنيف 2 ” عام 2014 قصةٌ وطنيةٌ خطّها “مسيحيٌّ و مسلمٌ”.. معذرة، وما بينهما وبعدهما الكثير.. تعرّي كذبة الطائفية والصدام الديني حيث سورية وطنٌ للجميع حرٌّ مستقلّ…
في الفترة من (1980) ولغاية (1984) عين مديراً لإدارة التوثيق والترجمة.
بالفترة من 1984 ولغاية 1990 عين مديراً لإدارة المكاتب الخاصة، وبقي في دمشق.
عام 1990 عين سفيراً لدى الولايات المتحدة وذلك لغاية 1999. وهي الفترة التي شهدت مفاوضات السلام العربية السورية مع إسرائيل، حيث لفت الأداء المتميز للسيد المعلم أنظار المراقبين الدوليين.
عيّن وزيراً للخارجية بتاريخ 11 شباط 2006 وقد خطت الدبلوماسية السورية خطوات واسعة أثناء وزارته وحققت سورية اختراقا” لمحاولة عزلها، وتمّت على يدي المعلم إقامة أوثق العلاقات مع تركية والمملكة العربية السعودية ، وتم الاختراق السياسي الكبير في فرنسا ودول غرب أوروبا ، مع علاقة قوية مع روسيا الإتحادية.[بحاجة لمصدر]
متزوج من السيدة سوسن خياط وله ثلاثة أولاد وهم طارق وشذى وخالد.
آرائه
اشتهر في عدد من الأقوال التي ذكرها في مؤتمراته الصحفية منها، “سننسى أن أوروبا على الخارطة”[1] والتي كان قد قالها في مؤتمر صحفي بعد أشهر من اندلاع الأزمة السورية في 2011. وانتقاده ضمناً لوضع القمامة في لبنان عبر قوله، “بعد 7 سنوات حرب ليس لدينا قمامة في الشوارع كما هو الحال لدى جيراننا.”[2]
يبدو أن المرشح الديمقراطي المعلن فوزه جو بايدن جاء في الوقت المناسب ليعيد الحيوية للأمة الأمريكية التي تعيش أزمة اقتصادية وثقافية وانقساما مجتمعيا. من يكون الرجل؟ وما أهم محطات مشواره السياسي؟
الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن عانى كثيرا خلال مسيرته والآن في سن كبيرة ابتسم له القدر
منذ بدء جائحة كورونا توجه جو بايدن بخطابات وأحاديث إلى الأمريكيين. في تلك المناسبات غالباً ما كان يعبر عن مشاعره لعامة الناس الذين قضى منهم ما يزيد عن ربع مليون بسبب الجائحة.
في نهاية تشرين الثاني/ أكتوبر قال بايدن من ولايته، ديلاوير: “أفكر بكل من توجب عليه تحمل معاناة وداع أحبابه قبل الموت عن طريقة محادثة فيديو. أشارك كل من لم يستطع جمع أصدقائه حوله، ولا حتى العائلة في جنازته، مشاعره”.
في حملته الانتخابية كان خطاب بايدن عكس ما كان يبثه منافسه الجمهوري دونالد ترامب. أصيب ترامب نفسه بكوفيد-19 وقال في مؤتمر صحفي بعد عودته من مرضه للبيت الأبيض: “يتعين علينا أن لا ندع المرض يتحكم فينا. لا داعي للخوف منه”.
في المقابل كان جو بايدن يشجع الناس على ارتداء الكمامة وعلى الالتزام بالتباعد الاجتماعي وأخذ الأمر على محمل الجد. وفوق كل ذلك لم يخشَ من مشاركة من لا يعرفهم حزنهم.
مآسي شخصية
جو بايدن يعرف شعور فقد الزوجة ودفن فلذة الكبد في التراب. وقيل إن ذلك كان السبب وراء تركه للعمل السياسي مرتين، لا مرة واحدة في حياته.
المرة الأولى كانت في شتاء 1972، عندما قرر وهو ابن الـ 29 ربيعاً أن يتحدى السناتور الجمهوري عن ولاية ديلاوير، ج. كلاب بوغس، الذي كان قد صار له حينذاك 12 عاماً في مجلس الشيوخ. على الرغم من أن ميزانية حملته الانتخابية كانت بالحد الأدنى، ما تطلب مساعدة عائلته المادية، ربح الانتخابات في تشرين الثاني/ نوفمبر. بعد ذلك بأسابيع قليلة حلت عليه مأساة ستغيره للأبد: توفيت زوجته نايلي وابنتهما ناعومي في حادث سيارة، أصيب فيه أيضاً ولديهما بجروح خطيرة.
في الواقع أراد بايدن عدم تقلد منصبه، بيد أنه عدل عن رأيه أخيراً. أقسم اليمن في المشفى حيث يرقد ولداه. تنقل السناتور الشاب بين ولايته والعاصمة واشنطن بالقطار خلال عمله في مجلس الشيوخ. انتقلت أخته فاليري للعيش معه بقصد مساعدته في تربية طفليه. استمر الوضع على ذلك الحال حتى تزوج زوجته الحالية، جل ياكوبس، عام 1977 ورزق منها ببنت تدعى أشلي.
بعد عقود وتحديداً في عام 2015 ضرب القدر ضربته الثانية: توفي ابنه الأكبر بيو بسرطان الدماغ. في ذلك الوقت كان يعمل نائباً للرئيس باراك أوباما وكان يدفع معه لإدخال ملايين الأمريكيين من ذوي الدخل المنخفض في التأمين الصحي من خلال ما عرف لاحقاً بـ “أوباما كير”. هذه المرة ترك مشواره السياسي ولم يترشح لانتخابات العام 2016 وقرر البقاء مع عائلته.
جو “البطيء“
قبل أيام من مغادرته منصبه، منح أوباما بايدن “وسام الحرية الرئاسي”. آنذاك قال أوباما: “أن تعرف جو بايدن يعني أن تعرف الحب الحقيقي والخدمة دون الالتفات للمصالح الشخصية والحياة بكل غناها”.
اختيار الديمقراطيين جو بايدن في السباق إلى البيت الأبيض وعدم اختيارهم من هو أصغر سناً أو من ذوي البشرة الملونة لم يأتِ مفاجأ للبرفيسور متشل مكاني من جامعة ميسوري، وهو الذي يركز في أبحاثه على مناظرات الانتخابات الرئاسية وفن الخطابة. “الوقت كان وقت بايدن… الأمة منقسمة”. ويرى أن بايدن “سياسي عقلاني وثابت وحساس ويواسي غيره” على عكس ترامب الذي أطلق على منافسه لقب “جو البطيء”. فوز جو بايدن “دليل واضح على نوع القيادة التي تتوق لها الأمة”.
يعرف عن بايدن قدرته على العمل مع زملائه، حتى عندما يخالفونه الرأي: “بايدن يتفاهم مع الجميع في الكونغرس. ومن الصعب أن تجد شخصاً في واشنطن لا يحبه. يقال أنه تعاون بشكل جيد مع الجمهوريين في الكونغرس، ولم يكن مؤدلجاً وكان رجلاً لطيفاً ودوداً”، يقول البرفيسور المختص بالشؤون الحكومية في جامعة تكساس-أوستن، بروس بوشنان.
وقد لمح عدد من أعضاء مجلس الشيوخ من الجمهوريين إلى انفتاحهم على التعاون مع بايدن في حال انتخابه رئيساً.
برنامج بايدن الاقتصادي: رفع الضرائب والديون
من ملامح سياسته الداخلية
جو بايدن سيكون بين سندان الجمهوريين ومطرقة الديمقراطيين التقدميين، الذين يريدون إقرار قانون “الصفقة الجديدة الخضراء”. من بين أهداف مشروع القانون مكافحة التلوث البيئي والاستغناء عن الوقود الأحفوري وتدريب العمال بما يتناسب مع الخط الجديد ودعم التكافؤ الاجتماعي والمناخي. نائب الرئيس كامالا هاريس كانت أحد داعمي مشروع القانون.
يعتقد المحلل السياسي بوشنان أن بايدن سيواجه بمقاومة في حال “ضغط كثيراً في اتجاه التغير المناخي أو دعم البيئة”، ويضيف أنه من ناحية أخرى فإن بايدن سياسي “براغماتي”
جوليا مانكي-غوتس/خ.س
هل تعلم أين تبدأ سلطات الرئيس الأمريكي وأين تنتهي؟
هذا ما ينص عليه الدستور
يُنتخب الرئيس لأربع سنوات يمكن تمديدها في أقصى حد لفترة ثانية. هو رئيس الدولة ورئيس الحكومة. وبذلك فهو يقود أيضاً الجهاز الحكومي المكون من نحو أربعة ملايين شخص تقريباً، بمن فيهم أعضاء القوات المسلحة. ومن واجبات الرئيس أن ينفذ القوانين التي يسنها الكونغرس. وبصفته أعلى رتبة دبلوماسية في الدولة يمكنه أن يستقبل سفراء الدول وبالتالي الاعتراف بتلك الدول.
هل تعلم أين تبدأ سلطات الرئيس الأمريكي وأين تنتهي؟
المراقبة من خلال ” التحقق والتوازن”
تتداخل السلطات الثلاث فيما بينها، وهي بذلك تحد من صلاحيات بعضها البعض. ويحق للرئيس العفو عن محكوم عليهم بالإعدام، ويسمي قضاة المحكمة العليا شريطة موافقة مجلس الشيوخ. كما يضطلع بتسمية وزراء إدارته والسفراء ولكن أيضاً بعد التشاور مع مجلس الشيوخ وشريطة موافقته. وبهذا يتحقق للسلطة التشريعية أحد سبل مراقبة السلطة التنفيذية.
هل تعلم أين تبدأ سلطات الرئيس الأمريكي وأين تنتهي؟
القوة الكامنة في “دولة الاتحاد”
يجب على الرئيس أن يبلغ الكونغرس بشؤون الدولة. وهو ما يفعله مرة كل عام في ما يسمى بـ “خطاب حالة الأمة”. لا يحق للرئيس أن يقدم مشاريع قوانين للكونغرس ولكن بوسعه أن يبرز أهم المواضيع كما يراها من خلال الخطاب. فيمارس نوعاً من الضغط على الكونغرس أمام الرأي العام. ولكن هذا أكثر ما يمكنه فعله.
هل تعلم أين تبدأ سلطات الرئيس الأمريكي وأين تنتهي؟
يمكنه أن يرفض
عندما يعيد الرئيس مشروع قانون إلى الكونغرس دون التوقيع عليه يكون قد مارس حقه باستخدام حق الفيتو لرفض المشروع. وليس من حق الكونغرس أن يبطل هذا الفيتو إلا بأكثرية الثلثين في مجلسيه. وحسب المعلومات المستقاة من مجلس الشيوخ حدث هذا في تاريخ الولايات المتحدة مئة وإحدى عشرة مرة في أكثر من ألف وخمسمائة مرة اُستخدم فيها حق النقض، أي بنسبة سبعة في المئة.
هل تعلم أين تبدأ سلطات الرئيس الأمريكي وأين تنتهي؟
مناطق رمادية في تحديد السلطة
لا يوضح الدستور ولا توضح قرارات المحكمة العليا مدى سلطة الرئيس بشكل نهائي، إذ يمكن للرئيس أن يستخدم حق الفيتو مرة ثانية من خلال خدعة، حيث يقوم الرئيس في ظروف معينة بـ “وضع مشروع القانون في جيبه”، ويعني بذلك أنه يستخدم ما يعرف بـ “فيتو الجيب” فيصبح المشروع بذلك لاغيا ولا يحق للكونغرس إسقاط هذا الفيتو وقد تم استخدام هذه الحيلة الدستورية أكثر من ألف مرة في تاريخ الولايات المتحدة.
هل تعلم أين تبدأ سلطات الرئيس الأمريكي وأين تنتهي؟
إرشادات بطعم الأوامر
بإمكان الرئيس أن يرشد موظفي الحكومة إلى طريقة القيام بواجباتهم. وتعامل هذه الأوامر المسماة بـ “الأوامر التنفيذية” معاملة القوانين. وليس ضرورياً أن توافق عليها أي هيئة دستورية. ومع ذلك ليس بوسع الرئيس أن يفعل ما يحلو له، إذ بإمكان المحاكم أن تبطل مفعول هذه الأوامر أو بإمكان الكونغرس أن يسن قوانين تبطل مفعولها. وبإمكان الرئيس التالي أن يلغيها بكل بساطة.
هل تعلم أين تبدأ سلطات الرئيس الأمريكي وأين تنتهي؟
التحايل على الكونغرس…
من حق الرئيس التفاوض على اتفاقيات مع حكومات أخرى ويتوجب أن تحصل هذه على موافقة مجلس الشيوخ بثلثي أعضائه. ولتفويت الفرصة على مجلس الشيوخ لرفض الاتفاقيات يقوم الرئيس بإبرام اتفاق حكومي يُسمَى “اتفاقية تنفيذية” ولا تحتاج إلى موافقة مجلس الشيوخ حينها. وتسري هذه الاتفاقيات ما دام الكونغرس لم يعترض عليها أو يسن قانوناً يبطل مفعولها.
هل تعلم أين تبدأ سلطات الرئيس الأمريكي وأين تنتهي؟
… حينها يجب التراجع
الرئيس هو القائد الأعلى للقوات المسلحة الأمريكية ولكن قرار الحرب يعلنه الكونغرس. وليس من الواضح ما مدى إمكانية أن يزج الرئيس بالقوات في مواجهة مسلحة دون الحصول على موافقة الكونغرس. في حرب فيتنام رأى الكونغرس أنه قد تم تجاوز خط أحمر بدخول هذه الحرب وتدخل إثر ذلك قانونياً. هذا يعني أن الرئيس قادر على الاضطلاع بهذه الصلاحيات إلى أن يتدخل الكونغرس.
هل تعلم أين تبدأ سلطات الرئيس الأمريكي وأين تنتهي؟
المراقبة النهائية
إذا ما استغل رئيس منصبه أو قام بعمل يعاقب عليه القانون، يمكن لمجلس النواب في هذه الحالة أن يشرع في إجراءات عزل الرئيس. وقد حدث ذلك حتى الآن ثلاث مرات دون أن تكلل أي منها بالنجاح. ولكن هناك إمكانية أقوى من ذلك لثني الرئيس عن قرار ما. الكونغرس هو المعني بالموافقة على الموازنة ويمكنه أيضاً أن يوقف تدفق المال. أوته شتاينفير/ و.أ
🔸️{{{ دولة رئيس وزراء مصر الأسبق د.عصام شرف }}}🔸️
منذ ان تعرفت علي شخصية هذا الرجل العظيم وانا في انبهار دائم . فأنا كمصور فوتوغرافي وفنان تشكيلي اركز علي تفاصيل الشخصيه قبل الشخص نفسه . فالشخصيه تعكس أعماق الأشخاص وتبرز معالم ذاتهم .
ولقد لمست في شخصية معالي الدكتور عصام شرف هذا المكنون فائض الكرم وهذا الحس المرهف والخلق الدمث . فهو دائمآ مبتسم للجميع . يمد يده للكل . حاضر لكل دعوه بوقته الثمين .متواجدا للعطاء بعلمه الغزير مشاركآ للقاصي والداني بإحساسه الدافئ وروحه الطيبه . وقد اقتربت منه اكثر فزدت انبهارآ بثقافته العميقه واطلاعه الواسع ولغته الرصينه وبساطته الراقيه وتواضعه الجم .
هذا الرجل المعطاء ذو الأصل العريق قرأت له في مقالاته التي يخص بها مجتمعه وشاهدته عن كثب وهو يلقي محاضراته والتي تجد في كلماته دائمآ بعثآ متجددآ للأمل ولم شمل أفراد المجتمع وأطروحات تهدي الي سبل التعقل ورأب الصدوع بين البشر والارتقاء بهم.
هذا الرجل العلمي الشغوف بالآداب والفنون وحوار الحضارات والالتقاء بين الأعراق والأديان
صاحب الفكر المستنير المبني علي احترام فكر الاخر ومعتقداته . يذوب برقه عند سماعه لمقطوعه موسيقيه عذبه وينقد بفلسفه عميقة حينما يري عملا فنيا مدروسا ويتفاعل معه مثلما تفاعل مع أعمال معرضي الأخير حين تشرفت بافتتاحه له . ولمست في حضوره فهما مثقفا وغوصا فلسفيا في اعماق العمل الفني وكأنما يمارس النقد الفني منذ زمن.
هذا الانسان المحب الملهم تراه ابا أو أخا قريبا منك حانيآ حنونآ صادقآ صدوقآ . يقترب منه الناس فيقف بينهم بتواضع شديد لإلتقاط صوره جماعيه معهم وهو مبتسمآ ودودآ.
فكم اعتز بشخصه الكريم وكم افخر بصداقته المخلصه . وكم أكن له في قلبي الكثير من معان المحبة والود . مع خالص دعواتي له بموفور الصحه والسعاده له ولأسرته الكريمه ولأحلامه الورديه لمجتمعه ولوطنه الذي يعشقه بقوه .
حسن داود
معماري تشكيلي فوتوغرافي
كنوز سيريانيوز
١١ أكتوبر ٢٠١٤ ·
هل تعلمون أن استقلال #سوريا تأثر لحد كبير بنكتة ألقاها #فارس_الخوري بمجلس الأمن ….
يقول الأستاذ #حبيب_كحالة صاحب جريدة المضحك المبكي السورية بمقالة عن تأثير النكتة السياسية في استقلال الدول:
(أنه خلال مناقشة قضية استقلال سورية في مجلس الأمن، أظهر الانجليز معارضة شديدة وقالوا بوجوب بقائهم فيها حتى لايقتتل السوريين بعضهم بعضاً بعد خروج الفرنسيين، وكان الفرنسيون أيضاً يقولون بوجوب بقائهم وحجتهم أنهم إذا تركوا سورية فإنها سوف لاتنتفع من جلائهم عنها لأن الانجليز سيحتلون مكانهم وهم لا يطيقون أن يروا الإنجليز يحتلون مكان الفرنسيين !
وكان دولة الأستاذ فارس الخوري يرأس الوفد السوري في ذلك العام فقال لهم : إن موقفكم هذا يشبه تلك الحكاية ، وهي أن رجلاً شاهد كومة من الحجارة وقد ارتكز عليها فانوس أحمر ، فسأل لماذا هذه الحجارة ، قالوا له ، حتى نركز الفانوس عليها ، فسأل ولماذا هذا الفانوس ؟ فأجابوه لكي يرى المارة الحجارة فلا يتعثرون بها …!!
وضحك أعضاء مجلس الأمن لسرعة بديهة ونكتة فارس الخوري الحاضرة دائماً، وأقروا استقلال سورية على أن يتم الاستقلال بعد شهرين!
وأخبر الأستاذ الخوري الحكومة مفتخراً أن مجلس الأمن أقر الجلاء بعد شهرين ، فما كان من الحكومة إلا أن بعثت إلى فارس بك بكتاب كله استياء وعدم رضا لأن المجلس لم يقرر الجلاء حالاً وإنما أقره لبعد شهرين وطلبت من فارس بك أن يحتج إلى المنظمة الدولية على هذا التأجيل فأجاب فارس بك الحكومة على كتابها بنكتة أيضاً حلت الإشكال ، فقد كتب : ” أنه كان في قطنا رجل ذو لحية طويلة ، وفي ذات يوم ذهب إلى الحلاق ليشجب له منها ولكن الحلاق قرط عليها كثيراً على مايظهر حتى كاد أن يأتي عليها كلها فاستاء وعزم على إقامة دعوى يطالبه بها بالعطل والضرر وذهب إلى أحد المحامين يستشيره في الأمر فقال له الأستاذ المحامي أنصحك أن لاتقيم هذه الدعوى …!
قال له : ولماذا …!!!؟؟؟؟
فقال له المحامي : لأن المحكمة لاتنظر فيها إلا بعد مضي أسبوعين أو أكثر لبينما يأتي دورها ، ومن الآن لأسبوعين تكون لحيتك قد طالت ورجعت إلى ما كانت عليه ! ”
وضحكت الوزارة من هذه النكتة وقالوا : والله صحيح لأننا إذا رفعنا احتجاجنا فقد تمر شهور وشهور قبل أن يبت في القضية بدون أن نستفيد شيئاً … فالنقبل بالشهرين ….)
ملاحظة: هذا المقطع مأخوذ من مقال تأثير النكتة السياسية على الاستقلال للصحفي حبيب كحالة عام 1950 والمحفوظ في إرشيف #سيريانيوز ….
سنة 1930 ، أقامت فرنسا احتفالات كبيرة ، بمناسبة مرور 100 عام ، على احتلال الجزائر ، وأرادت أن تقول للعالم ، انها قد فرنست الجزائرين ، والدليل تلك التجربة التي قاموا بها وملخصها : { أن فرنسا انتقت 10 فتيات مسلمات جزائريات ، ألحقتهنّ بالمدارس الفرنسية ، ولقنتهن الثقافة الفرنسية ، وعلمتهن اللغة الفرنسية ، وألبستهن اللّباس الفرنسيّ } ، وبعد 11 سنة من التكوين الموجّه لطمس هويتهنّ ، هُيّئت لهنّ حفلة تخرج ، دُعي إليها المسؤولون والصحفيون ، كان ذلك عام 1930 ، وحين بدأ الحفل ودعيت الطالبات للخروج أمام الحضور ، فوجئ الجميع بأنّ الفتيات الجزائريات خرجن بلباسهن الإسلامي الجزائري { الحايك }
أصاب الحضور من المسؤولين والإعلاميين الفرنسيين الذهول !! ، وصعقوا من هول ما شاهدوه ، وثارت ثائرة الإعلام الفرنسي ، ووجهوا سؤالا إلى لاكوست وزير المستعمرات الفرنسي مفاده : ماذا كانت تصنع فرنسا في الجزائر طيلة مائة عام ؟؟ ، عندها قال لاكوست قولته المشهورة : { وماذا أفعل إذا كان القرآن أقوى من فرنسا }
الحدث الثاني :
يوم الجمعة 9 أكتوبر 2020 ، بعد مرور 90 عاما ، عن الحدث الأول آنف الذكر ، وبعد مرور عدة أيام فقط على تصريحات الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ، حول الإسلام التي قال فيها : إن الإسلام يمر بأزمة اليوم في العالم !!
اليوم في مطار باريس استقبل ماكرون ، ورجال من حكومته ، وبعض من أفراد الشعب ، الرهينة الفرنسية : صوفي بترونان ، التي كانت محتجزة في مالي لمدة أربع سنوات من طرف إحدى الجماعات* *كانت صوفي بترونان { 75 عاما } ، خطفت في 24 دبسمبر 2016 ، في غاو { شمال مالي } ، حيث كانت تعيش وترأس منظمة لمساعدة الأطفال لسنوات*
*وبعد أن نزلت صوفي من الطائرة واحتضنت أبنها بقوة في موقف مؤثر ، تحدثت قائلة :
سأصلي من أجل مالي ، وأنا أطلب البركات والرحمة من الله ، لأنني مسلمة ، تقولون صوفي ، لكن مريم هي التي أمامكم
هذا ما قالته صوفي بترونان ، معلنة اسلامها على الملأ ، محتفية باسمها الجديد : { مريم }
أما ماكرون ، فقد غادر المطار بعد ان الغيت الكلمة التي كان يريد أن يلقيها ، لقد أصابه الذهول !! كما أصاب لاكوست من قبل ، ولو عاد ، لاكوست ، لردد كلمته : { وماذا نصنع إذا كان القرآن أقوى من فرنسا }
هل تنبأت بإصابة ترمب بكورونا؟ «بابا فانغا» تُثير الجدل مجدداً رغم وفاتها
الأحد – 17 صفر 1442 هـ – 04 أكتوبر 2020 مـ
الرئيس الأميركي دونالد ترمب والعرافة البلغارية الشهيرة فانغيليا بانديفا غوشتيروفا (الصن)
لندن: «الشرق الأوسط أونلاين»
رغم رحيلها منذ نحو ربع قرن، تتجه الأنظار حول العالم مجدداً نحو العرافة البلغارية الشهيرة فانغيليا بانديفا غوشتيروفا، المعروفة باسم «بابا فانغا»، التي ولدت عام 1911 في ستروميتسا المقدونية، وكانت حينها مقاطعة تابعة للدولة العثمانية.
وعاد اسم العرافة البلغارية الشهيرة، التي رحلت عن عمر يناهز 85 عاماً في أغسطس (آ) 1996، للتقارير الصحافية والبرامج التلفزيونية من جديد، بعدما ربط البعض بين تنبؤات سابقة لها للعام الحالي بأن الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة سوف يستسلم لمرض غير معروف في وقت ما في المستقبل القريب، وإصابة ترمب قبل أيام بفيروس كورونا.
وبحسب نبوءة العرافة البلغارية، فالمرض سيؤدي لإصابة الزعيم بفقدان السمع وطنين الأذن وصدمة في الدماغ، بحسب ما ذكرت صحيفة ذا صن البريطانية.
وتحققت العديد من تنبؤات العرافة التي رحلت قبل 23 عاماً، ومن بينها خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وأحداث 11 سبتمبر في أميركا، وموجات تسونامي المدمرة في تايلاند.
وبحسب فانغا، يبدو أن عام 5079 سيكون العام الذي سينتهي فيه الكون! وأصيبت هذه العرافة في صباها بالعمى نتيجة عاصفة ترابية بالقرب من مزرعة عائلتها وظلت على هذا الوضع حتى الوفاة.
وقال الصحافي الروسي سيرغي كوستورنوي، صديق فانغا، في تصريحات سابقة إنه تحدث معها عام 1995، وأكد أنها قالت له إن العالم سيشهد مرحلة خطيرة للإنسانية بأسرها في عام «تكرار 2 خمس مرات»، أو «الخمس اثنينات»، أي 22.02.2020. أو 22 ديسمبر (كانون الأول) نهاية العام الحالي (22.12.2020)، وقالت له إن «البشرية ستصاب فيه بوباء خطير جداً يؤدي إلى موت مئات الملايين»، وعبر عن قناعته بأن «تنبؤاتها تحققت عندما علم العالم بانتشار (كورونا)». كما تحدث خلال البرنامج ذاته تودور تودوروف، مترجم فانغا، وقال إنه سمع منها أيضاً تحذيرها من وباء في عام 2020، لافتاً إلى أنها وصفته بـ«عام المرآة»، حيث تبدو «20» الأولى مثل انعكاس في المرآة لـ«20» الثانية، وأضاف أنها قالت إن «الخراب سيأتي من الأصفر»، لذلك ظن في البداية أن الحديث يدور حول اليرقان، لكن الأمر اتضح بعد ظهور «كورونا» في الصين، التي تنتمي إلى «العرق الأصفر».