Category: سياسة

  • مسيرة الملكة فيكتوريا..جدة اوروبا ،صعد للعرش وهى بعمر ثمانية عشر عاما وبقيت كملكة لبريطانية طيلة 64 عاماً

    معلومات عن الملكة فيكتوريا

    سمُيت سنوات حكمها بالعصر الفيكتوري ، الملكة فيكتوريا والتي عرفت ايضا باسم جدة اوروبا ، استطاعت هذه الملكة العظيمة ان تصعد للعرش وهى تبلغ من العمر ثمانية عشر عاما فقط ، وحكمت الملكة فيكتوريا المملكة البريطانية طيلة 64 عاما، فهى تعتبر الملكة الوحيدة صاحبة اطول حكم فى تاريخ بريطانيا، وخلال حكمها اصبحت بريطانيا العظمى امة صناعية قوية  ، كما انها عززت امبراطورية كاملة ممتدة حول العالم، بالرغم من الخسارة المبكرة لزوجها الحبيب الا ان الملكة فيكتوريا وفرت استقرار مطمئن خلال القرن التاسع عشر ، فكان يعتبر عصر ملىء بالتغيرات الاجتماعية والاقتصادية .

    معلومات عن الملكة فيكتوريا

    الفتاة الصغيرة التي ستكون الملكة :

    ولدت الملكة فيكتوريا فى قصر كينجستون عام 1819 ، والدها هو الدوق ادوارد (رابع ابناء الملك جورج الثالث) وهو دوق الكنت ووالدتها الاميرة الالمانية فيكتوار، وعلى الرغم من ان الملكة فيكتوريا كانت الخامسة فى ترتيب ولاية العرش الا ان احتمالية تتويجها كانت ضعيفة ، وذلك بسبب حمل والدتها بها في المانيا ، مما جعل الدوق ادوارد يخاف كثيرا ان تولد الملكة فيكتوريا خارج البلاد وتفقد بذلك احتمالية توليها للعرش في المستقبل ، فحرص علي ان تولد علي ارض بريطانيا وانتقل هو وزوجته الي انجلترا .

    اسمها عند الولادة هو كريستيند الكسندرينا فيكتوريا ، وبالرغم من انها من العائلة المالكة الا انها لم تنشأ محاطة بالثروة ، وهذا بسبب تبذير والدها الذى ادى لتراكم الكثير من الديون عليه، ولذلك قرر الابوان الانتقال بطفلتهم الرضيعة الى منزل متواضع من اجل تخفيض المصروفات، ومباشرة بعد الانتقال الي المنزل الجديد ، اصاب والدها ادوارد التهاب رئوي وتوفى عام 1820 ، وتوفي ورائه الملك جورج الثالث ، وتولي الحكم من بعده جورج الرابع ، مما جعل ترتيب فيكتوريا لتولي العرش الثالثة بعد اعمامها اللذين لم ينجبوا اي اطفال يحملون العرش من بعدهم .

    طفولة فيكتوريا البعيدة عن الملكية :

    فقد الملك جورج الرابع وريثه الشرعى الوحيد عند الولادة ، ولذلك كان حاقد دائما على ابنة اخيه، وسمح لها هى ووالدتها بالانتقال لشقة فى قصر كنسينغتون على مضض ، واعطاهم القليل من المال للعيش ، ومن حسن حظ فيكتوريا ان الامير ليوبولد ( ملك بلجيكا في وقت لاحق ) وافق علي الانفاق علي الملكة فيكتوريا وعلي تنشئتها وتعليمها ، فوظف لها العديد من المعلمين الخصوصين لتعليمها التاريخ ، الرياضيات ، الرسم ،واللغات .

    ولكن تربيتها مع والدتها الالمانية قد اثرت كثيرا علي لغتها ، فكانت اللغة الانجليزية لديها ليست قوية ، ففي الغالب تحدثت الالمانية في سنوات عمرها الاولي ، ولكنها ايضا سرعان ما تعلمت الانجليزية والفرنسية بسهولة ، و فى عام 1827 عندما بلغت الملكة فيكتوريا الثامنة من عمرها ، توفي عمها فريدريك دوق يورك فجعلها فى موضعة اقرب من العرش .

    الثنائى الماكر :

    عندما لجأت والدة الملكة فيكتوريا الدوقة المترملة حديثا الى جون كونورى صديق زوجها الراحل لاخذ منه النصح والارشاد ، قام كونورى باقناعها ان تعلن نفسها الوصية على فيكتوريا ، وذلك فى حالة اصبحت فيكتوريا ملكة بريطانيا وهى ادنى السن القانونى، وفى هذه الحالة كونورى سوف يتحكم فى العرش من خلال والدة الملكة فيكتوريا ، وعندما توفى الملك جورج الرابع والذى كان مكروها من قبل كونوري ووالدة فيكتوريا .

    اعتقد كل منهما انهم يستطيعون اقناع الملك القادم علي العرش وهو ويليام الرابع بان تكون والدة فيكتوريا الوصية عليها ، ولكن للاسف رفض الملك ويليام الرابع وبشدة ولم يثق في والدة فيكتوريا ، مما جعل الوالدة تقوم بتقديم طلب الي البرلمان وبالفعل حصلت علي الموافقة لتكون وصية علي ابنتها فيكتوريا ، وعند وفاة الملك ويليام الرابع ، وبعد ان اتمت الملكة فيكتوريا عامها الثامن عشر ، اصبحت ملكة انجلترا .

    الملكة فيكتوريا فى شبابها :

    بعد اسابيع من توليها العرش انتقلت الملكة فيكتوريا الى قصر باكنغهام ، حيث بدأت من هناك مهام حكم البلاد، وقد ابهرت هذه الفتاة الصغيرة رئيس الوزراء ومجلس الملكة الخاص برباطة جأشها وثقتها الكبيرة بنفسها ، عقُد التتويج الرسمى عام 1838 وسط احتفال كبير، والجماهير كانت سعيدة بالملكة الجديدة والتى كانت حريصة على ارضائهم اكثر من سابقيها من الحكام، ولكن جاءت حادثة السيدة فلورا وصيفة والدتها لتقلب ضد الملكة فيكتوريا الرأي العام ، فهي كملكة يجب عليها الحفاظ علي السرية وعدم اطلاق الشائعات ، حيث اعتقدت وقتها ان السيدة فلورا حامل بينما هي كانت لديها ورم في البطن ، وماتت السيدة ولكن ذلك اثار غضب الشعب ، ولذلك عجلت الملكة فيكتوريا من زواجها حتي تتعافي سمعتها وسط الشعب من جديد .

    الملكة فيكتوريا والامير البرت: الخطوبة والزواج

    شقيق والدة الملكة فيكتوريا اخذ يبحث لها عن مرشح مثالي للزواج الى ان وجد ابن اخيه الالماني الامير البرت ، فكانت هناك بالفعل سابق معرفة بينهما منذ سنتين حيث اعجبت الملكة فيكتوريا بشكله وسلوكه ، وعند لقائهما مرة اخري عام 1839  ، وقعت الملكة فيكتوريا في غرام الامير ، وخلال ايام تم اعلان خطبتهم ، وتم الزفاف عام 1840 ، ولم يحصل الامير البرت علي اية القاب فقد اعترض البرلمان علي ذلك ورفض اعطائه اية القاب لانه يعتبر اجنبي .

    النسل الملكي :

    استقبل كل من الملكة فيكتوريا وزوجها الامير مولودهما الاول وهي الاميرة فيكتوريا عام 1840، وعلى الرغم من ان الملكة فيكتوريا لم تكن راضية عن حملها السريع فغالبية الوقت اشتكت من صعوبات الحمل فى مذكراتها ، الا انها بعد عام انجبت وريث اخر ذكر اسمه البرت “بيرتى”، ومن عام 1843 الي عام 1857، انجبت الملكة فيكتوريا سبعة ابناء منهم خمسة اناث واربعة ذكور ،ومن المثير للاعجاب ان كل اطفالها تمكنوا من البقاء احياء حتى سن البلوغ على عكس معظم الاطفال فى ذلك الوقت الذين لم يستطيعوا النجاة ، الابن الرابع للملكة وهو ليوبود ولد عام 1853 تم تشخيص اصابته بمرض الهيموفيليا فى سن صغير وهو مرض وراثى ، لذلك توفى فى الثلاثينيات من عمره بسبب هذا المرض .

    ولم يقف هذا المرض عند الامير ليوبود فقط وانما خلال زيجات ابناء الملكة قد ظهر مرض الهيموفيليا مرة اخرة فى العديد من العائلات المالكة الاوروبية وعلى الاخص عند ابن القيصر نيكولاس الثانى زوج الكسندرا ابنة فيكتوريا .

    دور الامير البرت :

    استمتع الامير البرت كثيرا بكونه اب لسبعة ابناء ، ووجد ان بسبب اولاده يجب ان يأخذ مسئوليات اكبر فى القصر الملكى، فكانت الملكة فيكتوريا تعتمد عليه كثيرا فى النصيحة وهو قد رحب بهذا الدور الجديد، وبعد ذلك تم الثناء عليه فكان مسئول عن تنظيم الامور المالية للقصر والقضاء على الهدر فى الانفاق .

    قد حصل الامير البرت على اعجاب الشعب البريطانى فى اعقاب محاولة اغتيال الملكة فيكتوريا عام 1840 ، فعندما اطلق الرصاص على العربة الملكية، تصرف البرت بسرعة  وبشجاعة ودفع الملكة داخل العربة لتفادى الرصاصة .

    قرر البرلمان بعد تحفظات كثيرة ، تعيين الامير البرت وصى عام 1840خلال حمل الملكة فيكتوريا، فكان يمكن ان يكون الوريث للحكم فى حالة ان توفت الملكة اثناء الانجاب او غير ذلك .

    الحرب والتمرد :

  • مسيرة نيلسون مانديلا ..مواليد عام 1918م. هو أول رئيس اسود يحكم جنوب افريقيا

    من هو نيلسون مانديلا ؟

    نيلسون مانديلا كان هو اول رئيس اسود يحكم جنوب افريقيا وذلك في عام 1994، وخدم في منصبه هذا حتى عام 1999، وكان نيلسون مانديلا رمزا للسلام العالمي، وحصل على جائزة نوبل للسلام في عام 1993 .

    ملخص عن حياة نيلسون مانديلا :

    من هو نيلسون مانديلا ؟

     

    ولد نيلسون مانديلا في 18 يوليو عام 1918، في مفيسو، ترانسكاي، جنوب افريقيا، وكان دائما يشارك بنشاط في الحركة المناهضة للفصل العنصري في العشرينات من عمره، وانضم نيلسون مانديلا الى المؤتمر الوطني الافريقي في عام 1942، ولمدة 20 عاما، ادار الحملة السلمية الغير عنيفة ضد حكومة جنوب افريقيا وسياساتها العنصرية .

     

    وفي عام 1993، تم منح نيلسون مانديلا ورئيس جنوب افريقيا دي كليرك معا جائزة نوبل للسلام لجهودهما في تفكيك نظام الفصل العنصري في البلاد، وفي عام 1994 كان نيلسون مانديلا هو اول رئيس اسود لجنوب افريقيا، وفي عام 2009، وفي اليوم الموافق لعيد ميلاد نيلسون مانديلا يوم (18 يوليو) اعلن انه “يوم مانديلا” لتعزيز السلام العالمي والاحتفال بتاريخ زعيم جنوب افريقيا، ومات نيلسون مانديلا في منزله في جوهانسبرج يوم 5 ديسمبر 2013، عن عمر يناهز 95 عاما .

     

    حياة نيلسون مانديلا المبكرة :

    توفى والد نيلسون مانديلا وهو فى عامه التاسع وكان ذلك بسبب مشاكل فى الرئة واخذه ليعيش معه الوصى جونجينتابا ، وهو قرر تربيته اكراما لابيه وبالفعل تربي علي يده حتي التحق بالجامعة ، ولكن بسبب وقوفه بجانب الطلاب ومطالبته بالمساواة دائما تم فصله من الكلية وعندما رجع الى ابيه بالتبنى وجده غاضب بسبب افعاله الغير لائقة ، ووجده منتظره بخبر وهو زواجه من بنت كانت قد اختارها ابيه بالتبني .

     

    فوجد نيلسون مانديلا نفسه محاصر بقوانين قبلية ، فترك المنزل واستقر في جوهانسبرغ وحده ، حيث عمل بمجموعة متنوعة من الوظائف، بما في ذلك حارس وموظف، و انتهى من دراسة البكالوريوس، ثم التحق بجامعة ويتواترسراند في جوهانسبرج لدراسة القانون .

    وسرعان ما اصبح نيلسون مانديلا يشارك بنشاط في الحركة المناهضة للفصل العنصري، وعمل علي الانضمام إلى حزب المؤتمر الوطني الافريقي في عام 1942 ، حيث تجمعت هناك مجموعة صغيرة من الشباب الافارقة معا، واطلقوا علي انفسهم اسم عصبة الشبيبة ، وحزب المؤتمر الوطني الافريقي كان هدفه الاول والاساسي هو عمل حركة شعبية جماهيرية، تستمد قوتها من الملايين من الفلاحين في المناطق الريفية والعاملين الذين ليس لديهم صوت في ظل النظام الحالي، وعلى وجه التحديد، المجموعة التي تعتقد ان تكتيكات حزب المؤتمر الوطني الافريقي غير فعال .

     

    وفي عام 1949، بدأ المؤتمر الوطني الافريقي رسميا بداية المقاطعة والإضراب والعصيان المدني وعدم التعاون، مع اهداف سياسة المواطنة الكاملة، وإعادة توزيع الاراضي والحقوق النقابية، والتعليم المجاني والإلزامي لجميع الاطفال .

     

    ولمدة 20 عاما، واجه نيلسون مانديلا اسلوب السلمية، والاعمال اللاعنفية للكفاح ضد حكومة جنوب افريقيا وسياساتها العنصرية، بما في ذلك حملة 1952 ومؤتمر 1955 الذي كان مكون اساسا من الشعب، واسس نيلسون مانديلا مكتب محاماة هو وصديقه اوليفر تامبو، فقد كان شريكه – كما كان ايضا طالب ممتاز وعنيد – التقاه نيلسون مانديلا اثناء دراسته فى فورت هير، وقدمت شركة القانون الخاصة بهم استشارات قانونية مجانية ومنخفضة التكلفة للسود غير الممثلين .

    وفي عام 1956، القي القبض على نيلسون مانديلا و150 آخرين، ووجهت إليه تهمة الخيانة للدعوة السياسية (تم تبرئتهم في نهاية المطاف) ، ولان نيلسون مانديلا كان سجين سياسي اسود ، فتلقى ادنى مستوى من العلاج والمعاملة السيئة من العمال فى السجن، ولكنه كان قادرا على كسب درجة البكالوريوس في القانون من خلال جامعة لندن ببرنامج المراسلات ليثبت لنفسه وللعالم انه قادر علي ذلك .

     

     

    الخروج من السجن والرئاسة :

    بعد إطلاق سراح نيلسون مانديلا من السجن، حث نيلسون مانديلا على الفور العديد من القوى الاجنبية لزيادة الضغط على حكومة جنوب افريقيا من اجل الإصلاح الدستوري، في حين انه ذكر انه كان ملتزما بالعمل من اجل السلام، اعلن ان الكفاح المسلح للمؤتمر الوطني الافريقي سوف يستمر حتى تلقى الاغلبية السوداء حق التصويت، وفي عام 1991، انُتخب نيلسون مانديلا رئيس المؤتمر الوطني الافريقي، مع صديق عمره وزميله اوليفر تامبو الذي تولى وقتها منصب الرئيس الوطني، وواصل نيلسون مانديلا التفاوض مع الرئيس دي كليرك نحو اول انتخابات متعددة الاعراق في البلاد .

     

    وفي الواقع ان البيض في جنوب افريقيا كانوا على استعداد لتقاسم السلطة، ولكن العديد من السود في جنوب افريقيا ارادوا نقل كامل السلطة وليس مجرد تقاسمها ، وكثيرا ما كانت تقام المفاوضات واخبار الانفجارات العنيفة، بما في ذلك اغتيال زعيم حزب المؤتمر الوطني الافريقي كريس هاني، وكان نيلسون مانديلا وقتها حريصا على الحفاظ على التوازن الدقيق للضغط السياسي والمفاوضات المكثفة وسط المظاهرات والمقاومة المسلحة .

     

    وفي عام 1993، تم منح نيلسون مانديلا والرئيس دي كليرك جائزة نوبل للسلام معا وذلك لعملهم نحو تفكيك نظام الفصل العنصري، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى عملهم، والمفاوضات التي قامت بين السود والبيض في جنوب افريقيا ،وفي 27 ابريل 1994، كاد الحلم يتحقق ، فعقدت جنوب افريقيا اول انتخابات ديمقراطية ،وبالفعل انُتخب نيلسون مانديلا اول رئيس اسود للبلاد في 10 مايو 1994، عن عمر يناهز 77 عاما ، وكان دي كليرك نائبا له .

     

    وفي عام 1994، نشر نيلسون مانديلا سيرته الذاتية ، والتي جاءت بعنوان ” الطريق الطويل إلى الحرية” ، والحقيقة ان الكثير منها كان قد كتب سرا اثناء وجوده في السجن، وفي العام التالي، حصل نيلسون مانديلا على وسام الاستحقاق .

     

    ومن عام 1994 حتى يونيو 1999، عمل نيلسون مانديلا علي تحقيق الانتقال من حكم الاقلية والفصل العنصري إلى حكم الاغلبية للسود ، وكان هذا قرار ليس بسهلا ، حيث بهذا القرار قد اعاد الحماس في البلاد ، وقام بتعزيز الكثير من الالعاب الرياضية كنقطة محورية لتعزيز المصالحة بين البيض والسود، وتشجيع السود في جنوب افريقيا لدعم الفرق الوطنية في عام 1995 .

     

    وقد عمل مانديلا ايضا على حماية اقتصاد جنوب افريقيا من الانهيار خلال فترة رئاسته، من خلال علاقاته وخطة التنمية التي وضعها ، فاثناء حكم نيلسون مانديلا لجنوب إفريقيا استطاع ان يخلق فرص العمل والسكن والرعاية الصحية الاساسية، وفي عام 1996، قرر نيلسون مانديلا ان يغير في القانون وبالفعل قام بوضع دستور جديد للبلاد، وإقام حكومة مركزية قوية على اساس حكم الاغلبية، وعمل علي ضمان كل حقوق الاقليات وحرية التعبير .

     

     

    التقاعد في وقت لاحق :

    وقبل الانتخابات العامة لعام 1999، كان وقتها نيلسون مانديلا اعتزل السياسة النشطة، ولكنه ايضا استمر في الحفاظ على جدول اعماله المزدحم، فجمع الاموال لبناء المدارس والعيادات في قلب الريف في جنوب افريقيا من خلال مؤسسته، وقام بدور الوسيط في الحرب الاهلية في بوروندي، كما نشر عددا من الكتب عن حياته .

     

    ولكن لم يدم الحال علي هذا النحو كثيرا فقد تم تشخيص حالة مانديلا بانه مصاب بمرض السرطان ، وتم علاجه من سرطان البروستاتا في عام 2001 ، وفي يونيو 2004، عن عمر يناهز ال 85 تقاعد رسميا من الحياة العامة، وعاد إلى قريته قونو .

    وبالرغم من ظروفه الصحية هذه ، قام نيلسون مانديلا بالدعوة للسلام والمساواة على كل من الصعيد الوطني والعالمي، وفي السنوات الاخيرة من حياته، بقي مانديلا ملتزم بمكافحة الإيدز ، فهذا هو المرض الذي قتل ابنه مانديلا، ماكجاثو، في عام 2005 .

     

     

    في السنوات الاخيرة :

    كان اخر ظهور علني لنيلسون مانديلا في المباراة النهائية لبطولة كاس العالم في جنوب افريقيا في عام 2010، وظل الى حد كبير بعيد عن دائرة الضوء في السنوات الاخيرة من حياته، واختياره لقضاء الكثير من وقته في مكان طفولته فى قونو، جنوب جوهانسبرج ، وقامت بزيارته السيدة الاميركية الاولى ميشيل اوباما، زوجة الرئيس الامريكي باراك اوباما، وهو بنفسه رافقها خلال رحلتها إلى جنوب افريقيا في عام 2011 .

     

    ولكن بعد تعرضه لإصابة الرئة في يناير 2011، دخل المستشفى لفترة وجيزة في جوهانسبرغ وقام بالخضوع لعملية جراحية لمرض المعدة في اوائل عام 2012 ، ولكن سرعان ما اطلق سراحه بعد بضعة ايام، وعاد في وقت لاحق إلى قونو .

     

    ومن المؤسف ان نيلسون مانديلا دخل المستشفى مرات عديدة في عام 2013 ، وذلك للقيام بالمزيد من التجارب والعلاج الطبي الذي يتعلق بعدوى الرئة المتكررة له، وكانت زوجته مانديلا غراسا ماشيل، تلغي لقائتها في لندن من اجل البقاء مع زوجها ، وكانت ابنته، هي زيناني دلاميني سفيرة الارجنتين في جنوب افريقيا، والتي توجهت ايضا إلى جنوب افريقيا لتكون مع والدها، ووقتها اصدر جاكوب زوما، رئيس جنوب افريقيا، بيانا ردا على القلق العام على حالة مانديلا الصحية في مارس 2013 ، وطلب فيه بالحصول على دعم كل الشعب علي شكل صلاة لكي يشفي مانديلا : “إننا نناشد شعب جنوب افريقيا والعالم للصلاة من اجل الحبيب ” .

     

     

    الموت والتراث :

    وفي 5 ديسمبر 2013، وعن عمر يناهز ال 95 عاما ، توفي نيلسون مانديلا في منزله في جوهانسبرغ، جنوب افريقيا ، واصدر زوما بيانا في وقت لاحق من ذلك اليوم، تحدث فيه عن إرث مانديلا للانسانية ، وقام باعلان يوم (18 يوليو) يوم مانديلا ، وقال ان هذا اليوم سيكون هو اليوم الدولي لتعزيز السلام العالمي والاحتفال بتراث زعيم جنوب افريقيا نيلسون مانديلا .

  • مسيرة ونستون تشرشل .مواليد عام 1874م.رجل الدولة البريطانية على المدى الطويل.ورجل الدولة البريطانية على المدى الطويل.

    من هو ونستون تشرشل ؟

    المعروف ايضا باسم  السير ونستون ليونارد سبنسر تشرشل ، فكان ونستون تشرشل رجل الدولة البريطانية على المدى الطويل ، فكان كاتب غزير الإنتاج ، وفنان جاد، وهو يعتبر رجل الدولة البريطانية على المدى الطويل ، فعلى الرغم من ان ونستون تشرشل خدم مرتين في منصب رئيس وزراء المملكة المتحدة ، الا انه اشتهر كونه الزعيم العنيد والمباشر للحرب التى قادتها بلاده ضد النازيين فالمانيا كانت على ما يبدو العدو الذي لا يقهر خلال الحرب العالمية الثانية .

     

    من هو ونستون تشرشل ؟

     

    نشأة ونستون تشرشل :

    ولد ونستون تشرشل في عام 1874 في منزل جده، في قصر بلينهايم في مارلبورو، إنجلترا ، والده هو اللورد راندولف تشرشل، وكانت والدته جيني جيروم عضوة في البرلمان البريطاني ، فكانت وريثة امريكية ، وبعد ست سنوات من ولادة وينستون، ولد شقيقه جاك ، ولكن بسبب سفر الآباء الكثير ونمط حياتهم الاجتماعية المشغول ، قضى ونستون تشرشل معظم سنوات شبابه مع مربيته ، إليزابيث ايفرست ، فكانت السيدة ايفرست من تهتم  بغذاء ونستون تشرشل ، واعتنت به خلال العديد من الامراض التى تعرض لها فى طفولته، و بقي ونستون تشرشل على اتصال معها حتى وفاتها في عام 1895 .

     

    وفي سن الثامنة، ارسلوا ونستون تشرشل لمدرسة داخلية ، ولكنه لم يكن ابدا طالب ممتاز ولكن كان محبوب ومشاغب، وفي عام 1887، تم قبول ونستون تشرشل البالغ من العمر 12 عاما فى مدرسة هارو المرموقة، حيث بدأ هناك دراسة التكتيكات العسكرية ، وبعد تخرجه من مدرسة هارو المرموقة ، تم قبول تشرشل في كلية العسكرية الملكية، ساندهيرست ، في عام 1893 وتخرج منها بامتياز، واصبح ضابط في سلاح الفرسان .

     

     

    ونستون تشرشل  ، الجندي والمراسل الحربي :

    بعد سبعة اشهر من التدريب الاساسي، اخذ ونستون تشرشل اول إجازة له فبدلا من الذهاب إلى المنزل للاسترخاء، اراد ونستون تشرشل ان يرى الجزء العملى من دراسته ؛ فسافر إلى كوبا لمشاهدة القوات الاسبانية تقمع تمرد هناك .

     

    لم يذهب ونستون تشرشل كجندي مهتم، وانما وضع خططا ليكون مراسلا حربيا لصحيفة الديلى تلجراف فى لندن وكانت هذه بداية مهنة الكتابة الطويلة ، وعندما انتهت اجازته، سافر ونستون تشرشل مع فرقته إلى الهند، وكتب ونستون تشرشل  العديد من الرسائل إلى صحيفة الديلي تلجراف في لندن وحكي عن الكثير من التجارب، كما كتب ونستون تشرشل كتابه الاول، ” قصة الفرقة الميدانية ” ، ثم انضم تشرشل لحملة اللورد كتشنر في السودان وبعد رؤية الكثير من الاحداث في السودان ، لخص تجربته في كتابة حرب النهر .

     

    ولكنه اراد مرة اخرى ان يكون فى ساحة الاحداث، فتمكن في عام 1899 ان يصبح مراسلا حربيا لصحيفة المورنينج بوست اثناء حرب البوير في جنوب افريقيا ، هذه الحرب كانت تجربة لا تنسي بالنسبة له فقد تم اسره ما يقرب من شهر ، ولكن ونستون تشرشل تمكن من الهرب .

     

     

    ونستون تشرشل اصبح سياسيا :

    في الوقت الذي قاتل فيه في كل هذه الحروب، قرر ونستون تشرشل انه يريد ان يساعد على صنع السياسة، وليس مجرد تطبيقها،  لذلك عندما عاد ونستون تشرشل البالغ من العمر 25 عاما إلى إنجلترا حامل لقبين المؤلف الشهير وبطل الحرب، كان قادرا وقتها على الترشح بنجاح لانتخابه عضوا في البرلمان وكانت هذه هي بداية حياته السياسية الطويلة جدا .

     

    وسرعان ما اصبح ونستون تشرشل معروف عنه انه لبق ونشيط، والقى الخطب ضد الرسوم الجمركية ودعم كثيرا التغيرات الاجتماعية للفقراء ، وسرعان ما اصبح واضحا انه لم يعد يعمل بمعتقدات حزب المحافظين، وتحول إلى الحزب الليبرالي في عام 1904 .

     

    التفاني والكفاءة اكسبت ونستون تشرشل سمعة ممتازة وسرعان ما تمت ترقيته ، ففي عام 1910 اصبح ونستون تشرشل وزير الداخلية وهو موقع شديد الاهمية ، ولكنه لم يكتفي بهذا ، ففي اكتوبر 1911 اصبح ونستون تشرشل مسؤولا عن القوات البحرية البريطانية، وعمل بجد لتقوية القوات البحرية البريطانية لكي يهزم المانيا .

     

     

    عائلة ونستون تشرشل :

    بالرغم من ان  ونستون تشرشل كان رجل مشغول جدا ، الا انه اوجد وقت للرومانسية عندما التقى كليمنتين هويزور فى عام 1908 ، وانجب ونستون تشرشل وكليمنتين خمسة اطفال وبقي متزوجا بكليمنتيت حتى وفاته .

     

     

    ونستون تشرشل والحرب العالمية الاولى :

    في البداية، عندما بدأت الحرب في عام 1914، اشاد الجميع بتشرشل بالعمل الذي قام به ونستون تشرشل من وراء الستار لاعداد بريطانيا للحرب ، وسرعان ما بدأت الامور تجري بشكل سئ بالنسبة لونستون تشرشل ، وذلك بسبب انه كان نشط كثيرا وعاقد العزم علي ان يكون جزءا من كل شئ واحب ان يتتدخل في المسائل العسكرية ، وكان يري الكثيرين ان ونستون تشرشل تجاوز منصبه  ، وحملوه اللوم عندما ساءت الامور وخسرت بريطانيا في حملة الدردنيلز ، فتحول كل من الشعب والمسئولين ضده مما ادي الي نقله الي خارج الحكومة .

     

     

    عقد في السياسة وعقد خارج السياسة :

    العشرينيات كانت بالفعل عقد لنجاحات ونستون تشرشل واخفاقاته ايضا، ففي عام 1921اصبح ونستون تشرشل وزير الدولة لشئون المستعمرات وبعدها بعام واحد فقط خسر مقعده فى البرلمان اثناء وجوده في المستشفى بسبب اصابته بالتهاب الزائدة الدودية الحاد .

     

    قضي ونستون تشرشل سنتين خارج البرلمان ، ولكنه سرعان ما وجد نفسه يميل مرة اخرى نحو حزب المحافظين ، ففي عام 1924، فاز ونستون تشرشل مرة اخرى بمقعد فى البرلمان ولكن هذه المرة بدعم من حزب المحافظين ، فكان ذات مكانة هامة في ذلك الحزب .

     

    وبالإضافة إلى حياته السياسية، قضى ونستون تشرشل الكثير من الوقت وعمل ستة مجلدات عن الحرب العالمية الاولي واطلق عليها اسم ازمة العالم ، وواصل في كتابة عدد من الكتب بما في ذلك سيرته الذاتية التي سماها ( حياتي المبكرة ) واستمر في إلقاء الخطب، التي تحذر من قوة المانيا ، وقبل عام 1938، بدأ ونستون تشرشل ان يتحدث ضد رئيس الوزراء البريطاني تشامبرلين ، الذي كان يتحالف مع المانيا .

     

     

    ونستون تشرشل يقود بريطانيا في الحرب العالمية الثانية :

    عندما هاجمت المانيا النازية فرنسا يوم 10 مايو 1940،  تنحي تشامبرلين عن منصبه كرئيس لوزراء بريطانيا ، وطلب وقتها الملك جورج السادس من ونستون تشرشل ان يصبح رئيس الوزراء ، وبعد تعيينه بثلاثة ايام فقط ، قدم ونستون تشرشل خطاب سمُي ” الدم ، الكدح ، الدموع ، والعرق ” ، وكان هذا الخطاب هو مجرد البداية للعديد من الخطب الاخري ، والتي عملت علي تعزيز المعنويات كثيرا لدي البريطانين والهامهم لمواصلة القتال ضد عدو على ما يبدو لا يقهر .

     

    ونستون تشرشل قام بتحفيز نفسه وكل من حوله استعدادا للحرب ، كما انه تودد إلى الولايات المتحدة  لمشاركة بريطانيا في القتال ضد المانيا النازية، وعلى الرغم من كرهه الشديد للاتحاد السوفيتي الشيوعي ، الا ان ونستون تشرشل ادرك انه يحتاج مساعدتهم .

     

    وبالفعل استطاع ان يضم كل من الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي ، ومن خلال هذا الانضمام ، استطاع  ونستون تشرشل ان ينقذ كل اوروبا من سيطرة المانيا النازية .

     

     

    الخروج من السلطة ثم العودة اليها :

    على الرغم من ان اعطي الفضل لونستون تشرشل في إلهام بلاده للفوز بالحرب العالمية الثانية ، الا ان بحلول نهاية الحرب في اوروبا، شعر الكثيرون ان ونستون تشرشل فقد الاتصال مع الحياة اليومية للشعب، فبعد معاناة الشعب خلال سنوات من المشقة ، لا يريد العودة إلى المجتمع الهرمي الذى كان موجود قبل الحرب فى بريطانيا، بل انهم يريدون التغيير والمساواة .

     

    في 15 يوليو 1945، عندما جاءت نتائج الانتخابات الوطنية وفاز حزب العمال ، استقال ونستون تشرشل في اليوم التالي من منصب رئيس الوزراء فى سن 70 عاما ، ولكنه لن يتوقف بل استمر نشاطه ففي عام 1946 ذهب ونستون تشرشل  في جولة لاعطاء خطب ومحاضرات في الولايات المتحدة وتضمن خطابه الشهير جدا ” اواصر السلام ” والذي حذر فيه من “الستار الحديدي المسدول على اوروبا” ، وبجانب الخطب والمحاضرات كان يحب الاسترخاء في منزله والطلاء ، كما انه واصل الكتابة وبدء في كتابة ست مجلدات عن الحرب العالمية الثانية .

     

    وبعد ست سنوات من استقالة ونستون تشرشل كرئيس للوزراء، سُئل ونستون تشرشل مرة اخرى لقيادة بريطانيا ، وبالفعل وافق ، ففي 26 اكتوبر 1951، بدأ ونستون تشرشل ولايته الثانية كرئيس وزراء المملكة المتحدة .

     

    وخلال فترة ولايته الثانية كرئيس للوزراء، ركز ونستون تشرشل في الشئون الخارجية لانه كان قلقا للغاية من مشكلة القنبلة الذرية .

     

     

    التقاعد والوفاة  :

    في 5 ابريل 1955، استقال ونستون تشرشل البالغ من العمر 80 عاما من منصب رئيس الوزراء بسبب متاعب صحية ، وفي النهاية وبعد تقاعده ، واصل تشرشل الكتابة، واستطاع ان ينتهي من اربعة مجلدات من كتاب ” تاريخ الشعوب الناطقة بالإنجليزية ” من عام 1956 الي عام 1958 ،  كما ان تشرشل واصل في إلقاء الخطب والرسم ، وخلال السنوات الاخيرة من حياته، حصل تشرشل علي ثلاث جوائز مثيرة للإعجاب .

     

    وفي 24 ابريل 1953، حصل ونستون تشرشل على لقب فارس من قبل الملكة اليزابيث الثانية ، مما جعل منه السير ونستون تشرشل ، وفي وقت لاحق من هذا العام حصل ونستون تشرشل علي جائزة نوبل في الادب ، وفي يونيو 1962 كسر ونستون تشرشل عضلة الورك بعد سقوطه من على سرير الفندق الذي كان يقيم فيه .

     

    وبعد مرور عشر سنوات علي لقب الفارس التي لقبته به الملكة ، وتحديدا في يوم 9 ابريل عام 1963 ، منح الرئيس الامريكي جون كينيدي ونستون تشرشل الجنسية الاميركية الفخرية .

     

    ولكنه سرعان ما عاني من جلطة في 10 يناير 1965 ، و بعد سقوطه في غيبوبة، توفي ونستون تشرشل في 24 يناير 1965 عن عمر يناهز ال 90 عام  .

  • مسيرة حياة :جوزيف ستالين.مواليد عام 1879م.حكم الاتحاد السوفيتي لاكثر من عقدين من الزمن.

     هو جوزيف ستالين وما هي قصة حياته ؟

    حكم جوزيف ستالين في الاتحاد السوفيتي لاكثر من عقدين من الزمن ، فهو مؤسس عهد الارهاب وايضا عمل علي تحديث روسيا والمساعدة في هزيمة النازية .

     

     

    ملخص عن حياة جوزيف ستالين :
    ولد جوزيف ستالين في 18 ديسمبر عام 1879، في قرية الفلاحين الروسية غوري، جورجيا، واستطاع ان يعلو جوزيف ستالين الى السلطة من منصب الامين العام للحزب الشيوعي، لكي يصبح الديكتاتور السوفيتي بعد وفاة فلاديمير لينين، واضطر جوزيف ستالين وقتها الي التصنيع السريع والجماعي للاراضي الزراعية، مما ادى الى موت الملايين من المجاعة في حين تم ارسال الناجيين الآخرين الى المخيمات ، وساعده الجيش الاحمر في هزيمة المانيا النازية خلال الحرب العالمية الثانية .

     

     

    حياة جوزيف ستالين السابقة :
    وُلد جورج ستالين لاسكافي يدعى فيساريو ، وام فلاحة تدعى “ايكاترينا” ، وكانت عائلته تعيش في وضع اجتماعي سئ ، وكان جورج ستالين هو الطفل الثالث الذي نجا من الموت ، حيث مات من قبله ولدين في مرحلة الطفولة نتيجة للامراض ، ولكن جورج ستالين كان ايضا طفلا هزيلا وهو في سن السابعة ، اصيب بالجدري واصاب وجهه الندوب .

     

    وبعد سنوات قليلة اصيب في حادث نقل مما ادي الي تشويه الذراع الايسر قليلا ، وحالته الصحية هذه جعلت اطفال القرية الآخرين يعاملونه بقسوة، مما غرس بداخله الشعور بالنقص،  وبسبب هذا، بدأ جوزيف السعي وراء العظمة والاحترام الذي لم يستطع ان يكتسبها في الصغر .

     

    وعندما بلغ جورج ستالين 11 عامًا، ارسلته امه الى المدرسة الروسية للمسيحية الارثوذكسية ودرس فيها ، فقد بدأت مشاركة جورج ستالين للحركة الاشتراكية في فترة المدرسة الارثوذكسية، مما ادي الي طرده منها 1899 بسبب ميوله السياسية وعدم حضوره الاختبارات في الوقت المحدد ، وهناك من يقول انه كان غير قادر علي دفع الرسوم الدراسية لذلك انسحب ، مع كل هذه الاحتمالات ، قد خاب ظن امه فيه كثيرا ، فقد كانت تتمني ان يصبح كاهنا في نهاية المطاف .

     

    من هو جوزيف ستالين وما هي قصة حياته ؟

     

    اختار جوزيف ستالين عدم العودة الى دياره مرة اخري ، وبقي في تفليس، وكرس وقته كله للحركة الثورية ، وبعد ذلك ، وجد جورج ستالين فرصة عمل كمدرس ثم ككاتب ، و في عام 1901، انضم الى حزب العمال الاشتراكي الديمقراطي وعمل بدوام كامل للحركة الثورية.

     

    و في عام 1902، القي القبض عليه لتنسيق اضراب عمالي ونفي الى سيبيريا، فكان له العديد من الاعتقالات في السنوات الوليدة للثورة الروسية ، وعلى الرغم انه لم يكن يخطب ببراعة مثل فلاديمير لينين ولم يكن مثقفا مثل ليون تروتسكي، الا انه برع في العمليات الدنيوية للثورة، فكان داعيا جيدا للاجتماعات ويقوم باصدار النشرات وتنظيم الاضرابات والمظاهرات .

     

    هرب جورج ستالين من المنفي ، واعتبرته الشرطة خارج عن القانون ، لذلك واصل عمله في الخفاء ، فاستطاع ان يجمع الاموال من خلال عمليات السطو والخطف والابتزاز ، وارتبط اسمه بعملية السطو على بنك عام 1907، مما ادى الى سقوط عدد من القتلى وسرقة حوالي 250 الف روبل اي حوالي 3.4 مليون دولار امريكي .

     

    وفي فبراير عام 1917، بدأت الثورة الروسية ، و بحلول شهر مارس، كان القيصر قد تنازل عن العرش ووُضع تحت الاقامة الجبرية لبعض الوقت، وهنا دعم الثوار حكومة مؤقتة،و في ابريل 1917، ترأس فلاديمير لينين هذه الحكومة المؤقتة، متظاهرا انه سوف يأتي بحقوق الناس ، وانه سيغير الاحوال ويسيطر علي كل شئ ، وبحلول شهر اكتوبر، كانت الثورة قد اكتملت واستطاع فلاديمير لينين ان يسيطر علي الحكم .

     

     

    جورج ستالين زعيم الحزب الشيوعي :
    في عام 1922، تم تعيين جورج ستالين السكرتير العام للحزب الشيوعي ، وهذا المنصب لم يكن وظيفة كبيرة في ذلك الوقت، ولكن هذا المنصب اعطى جورج ستالين السيطرة على جميع تعيينات الحزب الشيوعي ، وهذا مكنه من بناء قاعدة كبيرة له داخل الحزب نفسه ، فذلك عمل علي تعزيز سلطته كثيرا ، فجميع اعضاء القيادة دعموا موقف جورج ستالين ، وفقد فلاديمير لينين السيطرة علي جورج ستالين في هذا الوقت لاصابته بمرض خطير .

     

    وبعد وفاة فلاديمير لينين عام 1924، تم تعيين جورج ستالين لقيادة الحزب القديم ، وفي اواخر 1920 وبدايات عام 1930 ، عكس جورج ستالين السياسة الزراعية عن طريق الاستيلاء على اراضي الفلاحين ، وهذا بالفعل قضي علي تواجد الفلاحين ، فلم يكونو كعهدهم اثناء الحكم الملكي ، فقام جورج ستالين بقتل الملايين من الفلاحين في اعمال السخرة او كانوا يموتون جوعا خلال المجاعة التي تلت هذه الاحداث .

     

    اما حركة التصنيع السريع التي حققت في البداية نجاحات ضخمة ، والتي مع مرور الوقت مات بسببها ملايين الارواح ونتجت عنها اضرار واسعة على البيئة ، كما ان جورج ستالين قام بنفي الملايين من الناس الى معسكرات السخرة في معسكرات العمل وكان يقوم باعدامهم ايضا .

     

    وبدأت غيوم الحرب في جميع انحاء اوروبا في عام 1939، وقدم وقتها جورج ستالين خطوة هامة في توقيع معاهدة عدم اعتداء مع ادولف هتلر والمانيا النازية، وكان مقتنعا جورج ستالين وقتها بنزاهة هتلر وتجاهل تحذيرات قادته العسكريين حول ان المانيا تحشد الجيوش على الجبهة الشرقية، فكان لا يستجيب لهم ، حتي وقعت الحرب الخاطفة النازية في يونيو 1941 .

     

    وكان الجيش السوفيتي غير مستعد تماما لهذه الحرب ونتج عنها خسائر ضخمة لهم ، وشعر جورج ستالين بالذهول من خيانة هتلر ، ولكنه سرعان ما استعاد عزيمته من جديد ، واستطاع مع الجيش السوفيتي تحرير بلدان اوروبا الشرقية، وشن تحديا خطيرا ضد هتلر في ما يسمي يوم النصر .

     

    ودخل الاتحاد السوفيتي الحرب وطالب ستالين الحلفاء الذين يتمثلون في بريطانيا وامريكا لفتح جبهة ثانية ضد المانيا ، ولكن كان كل من رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل والرئيس الامريكي فرانكلين روزفلت يعلمون ان هذا الاجراء من شأنه ان يؤدي الى خسائر فادحة ، وبالفعل ادي هذا الي موت الملايين من الروس .

     

    وفي اواخر عام 1943 طالب جورج ستالين الحلفاء فتح جبهة ثانية ضد المانيا، وبالفعل تم الاتفاق علي ذلك في ربيع عام 1944 ، ولكن في عام 1945 قد تغير الوضع ، حيث ان الرئيس فرانكلين روزفلت توفي في شهر ابريل وجاء بدلا منه الرئيس هاري ترومان ، حتي ان رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل تم استبداله بكليمنت اتلي .

     

    عانى جورج ستالين هزيمة سياسة اجنبية اخرى ، وذلك بعد ان شجع الزعيم الشيوعي الكوري رئيس كوريا الشمالية كيم ايل سونغ ان يغزو كوريا الجنوبية، فكان معتقدا ان الولايات المتحدة لن تتدخل ، ولكن لم يحدث ذلك ، فجاء قرار بالتصويت في مجلس الامن بدعم كوريا الجنوبية .

     

    موت جورج ستالين وتراثه :
    على الرغم من شعبيته ونجاحاته خلال الحرب العالمية الثانية التي كانت لها صدي قوي بدون شك ، الا ان صحة ستالين بدأت في التدهور في عام 1950 ، وبمجرد ان تم الكشف عن محاولة اغتيال له ، امر بتطهير الحزب الشيوعي وانشأ حزبا جديدا ، ولكن لم يتم هذا الامر حيث ان جورج ستالين توفي في 5 مارس 1953 ، وترك ارثا من الموت والارهاب ومن هنا تحولت روسيا المتخلفة الى قوة عالمية عظمى ، وجاء من بعده نيكيتا خروتشوف، في عام 1956 ، والتي وجدت شعبية كبيرة بين كثير من الشباب في روسيا .

  • مسيرة : بينيتو موسوليني.مواليد عام 1883م..رئيس وزراء إيطاليا لمدة واحد وعشرون عاما منذ عام 1922م

    من هو موسوليني ؟

    كان موسوليني رئيس وزراء إيطاليا لمدة واحد وعشرون عاما منذ عام 1922 حتى 1943، وهو يعتبر شخصية محورية في وجود الفاشية وكان يعتبر مؤثر وحليف لادولف هتلر فى نفس الوقت ، وفي عام 1943، تم استبدال موسوليني كرئيسا للوزراء، وقام بشغل منصب رئيس الجمهورية الإيطالية الإشتراكية حتى إعدامه من قبل محاربين ايطاليين في عام 1945 .

     

     

    السيرة الذاتية لموسوليني :

    ولد بينيتو موسوليني في بريدابيو، في 29 يوليو 1883 ، وبريدابيو هي قرية صغيرة فوق فيرانو دي كوستا في شمال إيطاليا، كان والده اليساندرو، الذي كان يعمل حدادا و كان اشتراكى صميم محتكر ومتهكم على الدين ، ووالدته، روزا، التي كانت تعمل مدرسة في مدرسة ابتدائية كاثوليكية ،و كان لموسوليني اخ يدعي ارنالدو واخت تدعي ادفيدج ، وخلال نشأته كان موسوليني طفلا شقيا وعاصى لاوامر والداه، وكان سريع الغضب ، فتم طرده مرتين من المدرسة لاعتدائه على زملائه الطلاب بمطواة .

     

    على الرغم من كل المشاكل التي تسبب بها في المدرسة، الا ان موسوليني تمكن من الحصول على شهادة ومن العجيب، انه بعد ذلك عمل لفترة قصيرة كمدرس .

     

     

    موسوليني الاشتراكي :

    من هو موسوليني ؟

     

    كان موسيلينى يبحث عن فرص عمل افضل، فانتقل موسوليني إلى سويسرا في يوليو 1902، وفي سويسرا، عمل موسوليني في عدد من الوظائف الغريبة وقضى امسياته في حضور الاجتماعات المحلية للحزب الاشتراكي ، كانت واحدة من تلك الوظائف العمل كوكيل دعاية لنقابة البنائين ، ومن هنا تولى موسوليني موقف عدواني جدا، وكثيرا ما كان يدعو للعنف، ودعا إلى إضراب عام لإحداث التغيير المنشود، ادي هذا إلى تعرضه للاعتقال عدة مرات .

     

    ما بين عمله المضطرب في النقابة خلال النهار، و العديد من الخطب والمناقشات مع الاشتراكيين في الليل فسرعان ما بنى موسوليني اسما لنفسه في الاوساط الاشتراكية و بدأ كتابة وتحرير عدد من الصحف الاشتراكية ، وفي عام 1904، عاد موسوليني الى ايطاليا لخدمة متطلبات التجنيد في ايطاليا ، وفي عام 1909، عاش لفترة قصيرة فى النمسا وعمل فى نقابة العمال، وكتب لصحيفة اشتراكية وادت هجماته على النزعة العسكرية والقومية مما ادي الى طرده من النمسا، فعاد مرة اخرى الى إيطاليا .

     

    وواصل موسوليني الترويج للاشتراكية وتطوير مهاراته كخطيب، فقد كان قوي وواثق من نفسه ، وعلى الرغم من الخطأ في كثير من الاحيان في الحقائق التى كان يقدمها الا ان خطبه كانت دائما مقنعة، ووجهات نظره ومهاراته اثناء الخطب سرعان ما ادت إلي انتباه زملائه الاشتراكيين له، ففي 1 ديسمبر 1912، بدأ موسوليني العمل كمحرر لصحيفة اشتراكية إيطالية .

     

    في عام 1914، وبعد اغتيال الارشيدوق فرانز فردينالد ، جاء بعده سلسلة من الاحداث التي بلغت ذروتها في بداية الحرب العالمية الاولي ، فبعد ان اعلنت الحكومة الإيطالية انها ستبقى محايدة تماما في عام 1914 ، بدأ موسوليني في استخدام منصبه كرئيس تحرير لصحيفة افانتي وحث زملائه الاشتراكيين لدعم الحكومة في موقفها الحيادي من الحرب، ولكن سرعان ما تغيرت وجهات نظره واصبح يناصر دخول ايطاليا في الحرب وكتب العديد من المقالات والافتتاحيات التي ادت الي طرده رسميا من الحزب الاشتراكي .

     

     

    دور موسوليني في الحرب العالمية الاولى :

    في عام 1915، اعلنت إيطاليا الحرب على النمسا، والانضمام رسميا للحرب العالمية الاولى، وقد تم وقتها استدعاء موسولينى للخدمة فى ميلان وخلال خدمته كانت وحدته العسكرية تجرب سلاح حربي وانفجر مما ادي الي اصابة موسوليني اصابات بالغة ، ولكنه سرعان ما تعافي منها .

     

     

    موسوليني والفاشية :

    بعد الحرب العالمية الاولي ، اصبح موسوليني بلا شك معادى للاشتراكية، وبدأ الدعوة إلى حكومة مركزية قوية في إيطاليا ودعي موسوليني ايضا لضرورة وجود دكتاتور لقيادة هذه الحكومة ، لم يكن موسوليني الوحيد الذى اراد التغيير ، فالكثيرون ارادوا ذلك بسبب انه بعد الحرب العالمية الاولي اصبحت إيطاليا في حالة من الفوضى والناس كانوا يبحثون عن وسيلة لجعل ايطاليا قوية من جديد .

     

    فبدأت موجة من القومية تجتاح إيطاليا وبدأ كثير من الناس في تشكيل مجموعات محلية، صغيرة، قومية، قام موسوليني في 23 مارس 1919 شخصيا بتجميع هذه الجماعات فى منظمة وطنية واحدة تحت قيادته ، اطلق موسوليني على هذه المجموعة الجديدة اسم الحزب الفاشي .

     

     

    مسيرة إلى روما :

    وفي اواخر صيف عام 1922، قام الحزب الفاشي بعمل مسيرة عقابية من خلال مقاطعات رافينا، فورلي، وفيرارا في شمال إيطاليا،  فكانت ليلة من الرعب ، فقد احرقت المسيرة مقرات ومنازل كل عضو فى المنظمات الاشتراكية والشيوعية على حد سواء .

     

    وبحلول شهر سبتمبر من عام 1922، سيطر حزب الفاشية على معظم شمال إيطاليا، بعد ذلك اراد موسوليني ان يحدث انقلاب على العاصمة الإيطالية روما ، وبالفعل في 28 اكتوبر، قامت فرق مسلحة من حركة من الحزب الفاشي بعمل مسيرة الى روما ، على الرغم من تنظيمها بشكل سيئ وعدم توافر الاسلحة الكافية لها الا ان هذه الخطوة اربكت الملك فيكتور عمانوئيل الثالث ، مما جعل موسوليني يتلقي عرضا من الملك لتشكيل حكومة ائتلافية، وبالفعل وافق موسوليني ، وتولى منصب رئيس الوزراء في إيطاليا .

     

    وبعد إجراء الانتخابات، التي سيطر فيها موسوليني على كافة المقاعد في البرلمان لتعيين نفسه “زعيم” لايطاليا ، وتحديدا في 3 يناير 1925، بدعم من غالبية الفاشية له ، اعلن موسوليني نفسه ديكتاتور إيطاليا ، وقد نجح في ذلك ولمدة عشر سنوات، ازدهرت إيطاليا في سلام ومع ذلك، كان موسوليني عازم على تحويل إيطاليا إلى إمبراطورية وللقيام بذلك، فان إيطاليا في حاجة إلى مستعمرة، لذلك، في اكتوبر 1935،قرر غزو اثيوبيا ، وسمي هذا الغزو بالغزو الوحشي، فانتقدت الدول الاوروبية الاخرى إيطاليا، وفي مايو 1936، استسلمت إثيوبيا وحصل موسوليني على إمبراطوريته .

     

     

    موسوليني وهتلر :

    من جميع البلدان في اوروبا، كانت المانيا هي البلد الوحيد الذي دعم هجوم موسوليني على إثيوبيا،  في ذلك الوقت، كانت المانيا تقاد من قبل ادولف هتلر ، الذي كان قد شكل منظمته الفاشية الخاصة به ، والحزب الوطني الاشتراكي الالماني للعمال المعروف باسم الحزب النازي ، وكان هتلر معجبا بموسوليني،  علي عكس موسوليني الذي كان يكره هتلر فى البداية،  ومع ذلك، واصل هتلر دعم ومساندة موسوليني، وهذا ادى في نهاية المطاف الى دخول موسوليني في تحالف مع هتلر.

     

    وهذا التحالف ادي الي اصدار موسوليني بيان عرقي تجاه اليهود ، ففي عام 1938، قام موسوليني بتجريد اليهود من جنسيتهم الإيطالية، وإزاحة اليهود من الحكومة والتعليم والوظائف، وحظر الزواج المختلط، فكانت إيطاليا تسير على خطى المانيا النازية ، وفي 22 مايو 1939، دخل موسوليني في ما يسمي بميثاق الصلب مع ادولف هتلر ،وكان هذا الميثاق يربط البلدين في حالة الحرب، وكانت الحرب قادمة بالفعل .

     

     

    اخطاء موسوليني الكبيرة في الحرب العالمية الثانية :

    في 10 يونيو 1940، بعد ان شهدت المانيا انتصارات حاسمة في بولندا وفرنسا في وقت لاحق، اصدر موسوليني إعلان الحرب على فرنسا وبريطانيا، وكان واضحا منذ البداية، انه لم يكن شريكا مع هتلر – ولم يرضى موسوليني عن هذا، ولكنه سرعان ما اصبح موسوليني محبط من كل النجاحات التى حققها هتلر وايضا من ان هتلر ابقى معظم خطط الحرب سرا حتى على موسوليني، حتى بدأ موسوليني البحث عن وسيلة لمحاكاة انجازات هتلر دون السماح لهتلر معرفة خططه ، فامر موسوليني بهجوما ضد البريطانيين في مصر في سبتمبر 1940 .

     

    وبعد النجاحات الاولية، توقف الهجوم وارسلت القوات الالمانية لتعزيز المواقف الإيطالية المتدهور،شعر موسولينى  بالحرج من فشل جيوشه في مصر، فقام موسوليني، ضد نصيحة هتلر، بمهاجمة اليونان في 28 اكتوبر،1940 ، وبعد ستة اسابيع، توقف هذا الهجوم ايضا، وهزم، واضطر موسوليني ان يطلب من الديكتاتور الالماني المساعدة ،ففي 6 ابريل 1941، غزت المانيا كل من يوغوسلافيا واليونان، وهزم هتلر البلدين بلا رحمة وانقذ موسوليني من الهزيمة .

     

     

    إيطاليا تنقلب على موسوليني :

    على الرغم من انتصارات المانيا النازية المذهلة في السنوات الاولى من الحرب العالمية الثانية، تحولت الظروف في نهاية المطاف ضد المانيا وإيطاليا ، فبحلول صيف عام 1943، مع تعثر المانيا في حرب الاستنزاف مع روسيا، بدأت قوات الحلفاء بقصف روما، وهنا انقلب اعضاء المجلس الفاشي الإيطالي ضد موسوليني .

     

    وهنا اجتمعوا وقرروا ان يقوم الملك باستئناف سلطات موسوليني الدستورية، وبالفعل القي القبض على موسوليني وتم إرساله إلى منتجع جبل كامبو إمبيراتوري في ابروتسو،في 12 سبتمبر 1943، تم انقاذ موسوليني من السجن بمساعدة المانية ونقل موسوليني إلى ميونيخ، والتقى مع هتلر بعد ذلك بوقت قصير، وبعد عشرة ايام، بأمر من هتلر، تم تثبيت موسوليني كرئيس للجمهورية الإيطالية الإشتراكية في شمال إيطاليا التي ظلت تحت السيطرة الالمانية .

     

     

    اعدام موسولينى :

    وفي 27 ابريل 1945، مع وجود إيطاليا والمانيا على حافة الهزيمة، حاول موسوليني الفرار إلى إسبانيا، بينما كان في طريقه إلى سويسرا لركوب الطائرة، تم القبض على موسوليني وعشيقته كلارا بيتاتشي، من خلال محاربين إيطاليين، وتم إطلاق النارعليهم بالاعدام رميا بالرصاص ، تم توصيل جثة موسيلينى و بيتاتشى إلى ساحة لوريتو في ايطاليا فى يوم 29 ابريل 1945،  تم القاء جثة موسوليني في الطريق واهل الحي قاموا بالتمثيل بجثته .

     

    في وقت لاحق ، علقت جثث موسوليني وبيتاتشي رأسا على عقب، جنبا إلى جنب امام محطة للتزود بالوقود، ودفن موسوليني في البداية كمجهول في مقبرة موسوكوفي ميلان، و بعد ذلك سمحت الحكومة الايطالية بإعادة دفن بقايا موسوليني في سرداب الاسرة بالقرب من فيرانو دي كوستا في 31 اغسطس 1957 .

    مواضيع مميزة :
  • هل تجبر الغرب..انقلابات أفريقيا.. على تغيير سياساته تجاه القارة السمراء.

    غابون من شاشة برنامج سيناريوهات

    انقلابات أفريقيا.. هل تجبر الغرب على تغيير سياساته تجاه القارة السمراء؟

  • كتاب الحقيقة الغائبة..الذي قتل الكاتب المصري: فرج فودة..

    كتاب الحقيقة الغائبة..الذي قتل الكاتب المصري: فرج فودة..

    الحقيقة الغائبة.. الكتاب الذي قتل فرج فودة

     9/6/2020

    فرج فودة هو كاتب مصري أثارت كتاباته جدلا واسعا في الشارع المصري والعربي عموما، وقد كان كتاب “الحقيقة الغائبة” أكثرها تلك الكتابات صخبا واضطرابا، ذلك أن الكاتب وجَّهَ سهامه إلى شريحة مهمة من المجتمع المصري، وهم الإسلاميون.

     

    ضرب اليسار باليمين.. ضجيج عهد السادات

    تعود بدايات القصة إلى أوائل السبعينيات، عندما سمح السادات بعودة الأحزاب، فغطّت التجمعات الفكرية من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار كامل مساحة الرقعة الفكرية والثقافية في مصر.

    في تلك الفترة ظهر الإسلاميون بطيفهم المعتدل الذي يريد أن يلتزم بتعاليم الإسلام وأخلاقياته الوسطية، وينصح بالتي هي أحسن، كما ظهر المتطرفون الذين يؤمنون بالقوة والعنف سبيلا للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وكان هناك على الطرف الآخر العلمانيون واليساريون وبعض فلول الشيوعيين وأصحاب الدعوات الإلحادية، ممن ضجت بهم الساحة المصرية آنذاك.

     

    فرج فودة.. الكاتب الذي حكم عليه قلمه بالإعدام

     

    كان كتاب “الحقيقة الغائبة” تصديا وهجوما عنيفا على فكرة كتاب آخر، اسمه “الفريضة الغائبة” لمؤلفه محمد عبد السلام فرج الذي أصَّل فيه لمنهج وفكر الحركات الجهادية في بداية الثمانينيات، وهو كتاب صغير في حجمه يقع في 152 صحفة من القطع الصغير، ولكنه كان مثيرا في محتواه، فقد أثار ضجة كبيرة حين صدر، وألَّب الإسلاميين ضده على اختلاف مشاربهم، واحتوى على وقائع وأفكار صادمة.

    “خطايا الحكم”.. تاريخ العصور المزكاة المغيّب

    قامت فكرة الكتاب على جمع ما اعتبره فودة “خطايا الحكم” في زمن الخلفاء الراشدين والأمويين والعباسيين، وقدّم هذه “الخطايا” على أنها حقائق غائبة غيَّبها الإسلاميون -على حد رأيه- عن قصد وسوء نية، وأظهروا الصفحات المشرقة فقط لحكم المسلمين، حيث قدَّم المؤلف كتابه في ثلاثة فصول ومقدمة وخاتمة، تناول في الفصل الأول عصر الخلفاء الراشدين ثم جعل الفصل الثاني عن الأمويين، وتوقف في الثالث عند العباسيين، وختم بأنه يفضل التوقف هنا، وإن كان ما زال في جعبته المزيد ليذكره.

    انتقاد فودة للخلفاء الراشدين والانتقاص من قدرهم وآرائهم التي أجمعت عليها الأمة، كان لا بد له من ثمن

     

    ويرى بعض الإسلاميين المعتدلين أن هذا الكتاب عبارة عن مجموعة من الأوهام، موجودة في ذهن الكاتب فقط، ولا تمت إلى حقائق التاريخ بصلة، ويفضلون تسميته بـ”الأوهام الحاضرة”، بدل الحقيقة الغائبة.

    أما المؤيدون لأفكار الكتاب من العلمانيين واليساريين فهم يرون أن المؤلف سرد وقائع من التاريخ عن بشر يخطئون ويصيبون وينحازون ويحيدون، فليسوا بالملائكة ولا المعصومين، بينما يرى الإسلاميون فيه طعنا في بعض الصحابة، وانتقاصا لهامات وقامات عظيمة في صدر الإسلام، وتطاولا على كثير من الأحاديث والسنة المشرفة.

    اجتزاء النصوص.. قراءة منحازة للتاريخ

    يقرر المؤلف في كتابه فكرة أن الإسلام دين وليس دولة، وأن الشريعة وسيلة وليست غاية، ولذا فإن تطبيقها في حد ذاته غير ملزم، ويعرض لطرق اختيار الحكام في الإسلام، والفجوة بين الفقهاء والسلاطين، وتجاوز النصوص الشرعية في بعض الأماكن والعصور، ليستخلص في النهاية ما يذهب هو إليه، وهو أن الدين موجود ليس ليحكم، بل ليمارس كشعائر فقط.

    من الواضح أن فودة اتخذ في مؤلفاته مسارا ينتقد فيه الدين الإسلامي وأحكامه، لكنه لم يتعرض للدولة وسياساتها

     

    ليست المشكلة في المصادر التي اعتمد عليها فودة مثل الطبري أو المسعودي أو ابن الأثير، ولكن المشكلة تكمن في اجتزائه النصَّ من سياقه، أو تفسيره بما لا يحتمله روح النص. حيث يقول الباحث الإسلامي د. وصفي أبو زيد: نقل فودة في كتابه 83 نقلا من مصادر تاريخية، منها 34 نقلا لم يكن موثقا وليس له مراجع، وهذا العيب وحده يكفي أن يقوِّض الكتاب من رأسه إلى عقبه، ويرميه في مزابل التاريخ.

    رأى فودة في كتابه أن نظام الحكم في الإسلام نظام قبلي غير واضح المعالم، ولا يمكن أن يقاس عليه، ولذلك أنكر على الذين يطالبون بالدولة الإسلامية، وأسقط عنهم سمة الاجتهاد وإعمال العقل في تفسير النصوص.

    ونزع فودة في كتابه عن الحكم الراشد ذلك النصوع والإشراق في صدر الإسلام، ووصف الحديث عن تطبيق الشريعة بأنه ردة إلى الخلف ونكوص إلى أعماق التاريخ، بل ويزيد: إن تطبيق القوانين الوضعية في عصرنا الحاضر، أفضل بكثير من العودة إلى ما يقولون عنه قرآن وسنة.

    جدلية اختيار الحاكم.. وقائع التاريخ ليست نصا

    يرى المنتصرون لرأي فودة أنه لم ينكر تطبيق الشريعة بحد ذاته، ولكنه ينكر التوقيت في هذا العصر، ويقولون: إن كثيرا من الحكام في صدر الدولة الإسلامية اضطهدوا العلماء والفقهاء، وكانوا على خلاف معهم مثل الإمام مالك والإمام أبي حنيفة مع العباسيين، بينما يرى المسلم المعتدل المحايد أنه يجب التفريق بين الشريعة الإلهية كما نزلت في النصوص، وبين اجتهادات العلماء التي هي تفاعل العقل مع النص.

    لم يعلم فودة بأنه حين تجرأ على ثوابت الدين فإنه قد أهدر دمه مقابل فكرة لم تنفعه بعد ذلك

     

    وكمثال على اجتزاء النصوص وإخراجها من سياقها، يضرب فرج فودة مثالا لعمر بن الخطاب رضي الله عنه (حين عطّل النص) وأبطل حد السرقة، وعلى ذلك يرد الدكتور عبد الرحمن سالم، أستاذ التاريخ الإسلامي، حيث يقول إن عمر لم يعطل النص، وإنما أخذ بنص آخر (ادرأوا الحدود بالشبهات)، واعتبر أن أخذ ما يسد الرمق للإبقاء على الحياة في عام الرمادة لا يعتبر سرقة.

    وعن طريقة اختيار الخلفاء يرى فودة أن الاختلاف في طريقة اختيارهم يدل على أن لا طريقة محددة لاختيار الحاكم، وأن ما توافق عليه الناس في عصر من العصور حتى بالانتخاب المباشر، يمكن أن يكون وسيلة شرعية لاختيار الحاكم، بينما يعيب فودة على خصومه المتطرفين أنهم يرون هذه الطرق التي اختير على أساسها الخلفاء الراشدون، هي فقط الطرق الشرعية لاختيار الحاكم، وما سواها فكفر وردة.

    استفزاز الخصوم.. فودة يخط نهايته بيده

    احتدم الصراع بين الفريقين، وبدا أنه قد تشكَّل معسكران متضادان، يقف فرج فودة على أحدهما وتقف جموع الإسلاميين على الطرف الآخر، حتى أن جبهة علماء الأزهر قد شنّت عليه هجوما عنيفا واتهمته بالردّة، وأصبح واضحا أن الرجل متشبث بموقفه وآرائه ولا سبيل إلى التلاقي أو التحاور، حتى أن بعض أنصاره صاروا يعدّون أيامه الباقية.

    جبهة علماء الأزهر شنّت على فودة هجوما عنيفا واتهمته بالردّة، فتصدر شابان جهاديان تنفيذ الحكم

     

    كتبت أفكار فودة نهايته، وتلوّن يوم الثامن من يونيو/حزيران 1992 بلون الدم، فقُتِل فودة أمام مكتبه من قبل شخصين ينتميان للجماعة الإسلامية، وكان قتله ذريعة للعلمانيين ليشنوا حملاتهم المسمومة على الإسلام من خلال مهاجمة مجموعة مخطئة من المتطرفين. بينما يرى الإسلاميون المعتدلون أن قتله كان خطأ، وأن أي اختلاف في الرأي يجب ألا يفضي إلى القتل.

    “لا يقتل مسلم بكافر”.. إقامة حد الردة

    كان من بين الشهود الذين استدعتهم المحكمة للإدلاء بشهادتهم في حادثة مقتل فودة، كلٌ من الشيخ محمد الغزالي والدكتور محمود مزروعة، حيث قال الشيخ الغزالي إن ما قاله وكتبه فودة ينزع عنه صفة الإسلام ويوقعه في الردة والكفر، ولكن إقامة الحد تكون من قبل الحاكم، ولا يجوز لأي مسلم أن ينصب نفسه مفتيا وشرطيا، ووصف الفاعلين بالنزق وقلة العلم.

    الغزالي اعتبر أقوال فودة ردة عن الدين، وأما الدكتور محمود مزروعة فاعتبره كافرا ولا يقتل المسلم بالكافر

     

    وجاء في شهادة الدكتور مزروعة أنه لا يقتل مسلم بكافر، وفرج فودة محكوم عليه بالردة، وهؤلاء الشباب مسلمون، ولا يجوز قتلهم به.

    “هلك” فودة، وقال عنه بعض المتشددين من المسلمين: “إلى جهنم وبئس المصير”، في حين أشفق عليه بعض المعتدلين، وقالوا: “كان بإمكانه أن يطرح كل القضايا التي طرحها، ولكن بأسلوب علمي معتدل بعيد عن الاستفزاز والصدامية”. وهو في النهاية أفضى إلى ما قدّم، وأقبل على الملك الذي لا يَظلم أحدا، ولا يسمح بأن يُشرك معه في حكمه أحد. فهل ينفع فودة فكره وكتبه يوم القيامة؟

  • الصحفي : عصام الياسري..يكتب عن مأساة دولة حديثة سراقها من هم في السلطة..

    الصحفي : عصام الياسري..يكتب عن مأساة دولة حديثة سراقها من هم في السلطة..

    عصام الياسري

    مأساة دولة حديثة سراقها من هم في السلطة!

    عصام الياسري

    على أثر إشاعة بعض السياسيين المتدينين ذريعة ما يسمى بفتوى المرجع الديني بأن: “ممتلكات الدولة وأموالها مجهولة المصدر”، يتجاوز أصحاب السلطة وأحزابهم ومنتسبيهم بطريقة بشعة على ثروات العراق منذ احتلاله ولغاية اليوم دون مشرع قانوني أو مصوغ دستوري، بعيدا عن القيم والأخلاق، وحتى المبادئ الدينية السمحة… بيد أن العهود والمواثيق التاريخية والأعراف المجتمعية تؤكد على أن: كل ما فوق أرض دولة محددة المساحة حتى آخر نقطة جغرافية لحدودها، أن كانت موارد أو ثروات طبيعية أو عقارية أو زراعية أو حيوانية، هي ملكية عامة ومصدر من مصادر الدولة واعتباراتها القيمية التي تخضع لأحكام القانون حصرا، بالإضافة إلى أنها تمس حياة المواطن والمجتمع. الأمر الذي يجب أن تحترم وتصان وان لا يلحق الأذى بها حالها حال الأماكن المقدسة.  

    في الفترة من 24 إلى 27 أغسطس 410 م، تم نهب روما أثناء احتلالها من قبل المحاربين القوط الغربيين تحت قيادة  ألاريكوس. كان هذا أول احتلال لروما منذ غزو (الغال) عام 387 ق م، وكان بمثابة نقطة تحول في تاريخها. أدى إلى زعزعة الثقة في الحكومة الرومانية. وأدى النهب إلى تسريع تدهور المدينة وجعلها أن لا تكون مقرا إمبراطوريا دائما لما يقرب قرن من الزمان. المعلومات الموثقة حول مسار الأحداث، وصفت، المحتلين، بأنهم لصوص غير متحضرين وأن سكان المدينة عانوا من غزو ألاريك لروما باعتباره كارثة. فيما أكد العديد من المؤرخين، بأن الأحداث لا تتعلق بغزو روما من قبل البرابرة الغازاة، بل بالأحرى نهب منهجي، من قبل جيش من المرتزقة المتمردين على الدولة في سياق عمل حرب أهلية لأجل السيطرة على السلطة والمال والجاه.

    إنها أول ظاهرة عالمية، من خلالها ظهر الارتباط العالمي الذي أنتج وجوها لا حصر لها، وبأشكال مختلفة للغاية- شكلت لقرون من التدخل الأجنبي الاستعماري في العديد من البلدان، منها في المقام الأول، ظاهرة الحكومات غير المستقرة والضعف الاقتصادي والصراعات العرقية والدينية التي أفرزت عواقب مباشرة أو غير مباشرة. ومنذ القرن الخامس عشر فصاعدا، غزا الأوروبيون جميع مناطق العالم للاستكشاف والتجارة والحكم والاستغلال والسرقة. وبحلول عام 1866، قام الأوروبيون بترحيل أكثر من اثني عشر مليون أفريقي كعبيد لممتلكاتهم على الجانب الآخر من المحيط الأطلسي. وبلغت القيمة الإجمالية لجميع السلع التي سرقها البريطانيون في الهند- على سبيل المثال من خلال فرض ضرائب عالية للغاية على السكان المحليين، والأرباح من الاحتكارات غير القانونية وببساطة من خلال السرقة- بمبلغ لا يمكن تصوره وهو 45 تريليون دولار أمريكي. ومهما كانت الدوافع، فإن النتيجة الإجمالية بسيطة بقدر ما يتعلق بشأن الأوروبيين، فالأمريكيون واليابانيون فيما بعد، قهروا شعوب العالم ونهبوا خيرات بلدانهم بما فيه الاثار التاريخية العريقة. 

    في القرنين السابع عشر والثامن عشر، احتاج حكام حقبة “الحكم المطلق” إلى قوة تكون دائما متاحة لتأمين وتوسيع نفوذهم- فكان إعداد ما يسمى بالجيش الدائم، من “المرتزقة”. أدت دوافع مختلفة لاتخاذ القرار لأن تصبح مرتزقا. قام بعض الشباب باتخاذ هذه الخطوة بسبب الصعوبات الاقتصادية (تم تجنيد الأطفال أيضا كمرتزقة)، وكان آخرون يبحثون عن المغامرة أو يأملون في الحصول على الغنائم، وقرر العديد أداء هذه الخدمة لفترة محدودة بسبب الاضطهاد الديني. وفي بعض الأحيان كانت مجرد طريقة لكسب العيش. وبالنسبة للبعض، بدا الارتزاق حالة إيجابية للغاية: لقد حصل الجندي على أجره وتم إطعامه، وقد يرتدي زيا فاخرا، وكان يتجول بمسدس، وهو ما لم يُسمح للرجل العادي بفعله. كما أنه لم يعد خاضعا للولاية القضائية المدنية فيما إذا حكمت عليه محكمة عسكرية في حالة نشوب نزاع.

    النتيجة: إن ميزان مشروع الاحتلال بواسطة العملاء والمرتزقة، كان ولا زال مدمرا، شمل على أبعاد غير مسبوقة، التسلط والنهب الاقتصادي والفساد، بالإضافة إلى المجاعة والإبادة الجماعية بأسلحة الدمار الشامل المحرمة. والأخطر تأسيس أنظمة حكم متخلفة كما هو الحال في العراق. بلغت آثاره المدمرة على السكان والمدن والقرى، بما في ذلك تخريب الصناعة والزارعة وممارسة القتل والإرهاب، والأخطر نهب الدولة وممتلكاتها باسم الدين والفتاوى الجاهلية.

     

    **********************************

    ملحوظة:

    المقالة تعبر عن رأي الكاتب وليست المجلة مسؤولة عن المحتوى..أو عن أية مساءلة قانونية.

  • هل من جدوى بعد تشكيل الحكومة الجديدة.. لتغيير الاوضاع السياسية في العراق.- بقلم:  عصام الياسري 

    هل من جدوى بعد تشكيل الحكومة الجديدة.. لتغيير الاوضاع السياسية في العراق.- بقلم: عصام الياسري 

    بعد كارثة مرفأ بيروت ما هي آفاق المستقبل في العراق؟.. عصام الياسري – يس  عراق | Yes Iraq

    بعد تشكيل الحكومة الجديدة هل من جدوى لتغيير الاوضاع السياسية في العراق؟

    عصام الياسري 

    بمناسبة إحياء الذكرى الثالثة لانتفاضة تشرين 2019، الآلاف خرجت مرة أخرى إلى الشوارع على مستوى البلاد للاحتجاجات ضد الفساد. واندلعت من جديد تظاهرات حاشدة ضد الحكومة في العديد من المحافظات العراقية، فيما أصيب العشرات أثناء الاشتباكات مع قوات الأمن وهتف معظم المتظاهرين الشباب: “الشعب يطالب بإسقاط النظام”. وبناء على ذلك تجمع الآلاف عند جسر الجمهورية المؤدي إلى المنطقة الخضراء شديدة التأمين وفي ساحة التحرير ببغداد وغيرها من سوح وشوارع المدن العراقية، ووقعت اشتباكات بين القوات الأمنية والمتظاهرين، أصيب فيها تسعة مدنيين على الأقل. ووفقا لشهود عيان: أطلق مسؤولين من منتسبي الأحزاب ومن رجال الأمن “حماية القانون” الغاز المسيل للدموع لمنع الحشود من دخول المنطقة الخضراء.

    أزمات سياسية كثيرة دائمة تتكرر نتائجها الدموية على خلفية الاحتجاجات الجماهيرية ضد الأوضاع الاقتصادية والمعيشية والأمنية والصحية في بلد غني بالنفط مزقته الحروب والأزمات البيئية الحادة وصراعات القوى السياسية المتنافسة مع بعضها البعض منذ احتلال العراق لأجل السلطة والاستحواذ على المكاسب والامتيازات ونهب خيرات البلد وممتلكاته.

    فيما آثار انسحاب الصدر من السياسة احتجاجات عنيفة لمؤيديه خلفت ما لا يقل عن 20 قتيلاً ومئات الجرحى. وأغلقت إيران جميع الحدود البرية مع العراق. وعندما اقتحم أنصار مقتدى الصدر القصر الحكومي في المنطقة الخضراء المحصنة، ارتفع عدد الضحايا كما أصيب ما لا يقل عن 350 شخصاً في اشتباكات مع قوات الأمن، وأطلقت القوات العراقية أعيرة نارية لإخراج المتظاهرين. وكانت هناك أيضا معارك بالأسلحة النارية بين أنصار الصدر وأنصار منافسيه جماعة “الإطار التنسيقي” الشيعي والمليشيات المسلحة التابعة لأحزاب الإطار. استخدم الجيش قنابل الغاز مسيلة للدموع وفرض حظر تجول على مستوى البلاد. 

    السؤال: هل رجل الدين الشيعي الفائز بالانتخابات البرلمانية مقتدى الصدر، ما إذا كان يستطيع أن يدرك ادعاؤه القيادة، وهناك مقاومة للنتيجة من قبل منافسيه في الإطار التنسيقي الشيعي وكيد ملحوظ لدى حلفائه السنة والكرد، حلبوسي وبرزاني؟. فيما أدت الخطوة إلى أزمة سياسية أسوأ ودفع الصراعات العرقية والطائفية إلى مزيد من العنف: بيد أن السؤال بقي للحظة مفتوحا!…

    لا ابتسامة، لا لفتة منتصر. تماما كما يجب أراد الفائز المؤقت؟ إشعاع الجدية والكرامة لمؤيديه. يشعرون “حان الوقت للعراقيين ليعيشوا أخيرا بسلام”، كما يقول “بدون احتلال، بدون ميليشيات مسلحة، بلا فساد وخطف وكل أشكال الإرهاب الذي أضر بصورة بلدنا”. لكن هذه النظرة المجزئة بقيت دون جدوى على الرغم من فوز كتلته في الانتخابات بأكثر من 70 مقعدا من أصل 329 مقعدا في البرلمان، قدمها في قادم الأيام لقمة سائغة لمنافسيه الاطاريين الذين كانوا يتحينون الفرص للقضاء عليه وعلى أحلامه الوردية “الديماغوجية”؟ بما في ذلك الحد من سلطته على الصعيدين الداخلي والخارجي بعد نجاح “الإطار التنسيقي” بانتخاب رئيس للجمهورية والوزراء وتشكيل حكومة تميزت بعودة الفاسدين من جديد إلى مركز القرار والوزارات. كل ذلك بسبب خطوته الانسحاب من البرلمان.

    وعلى ما يبدو ان خصوم الصدر مصرون على عدم التنازل عن أي مكسب، وليس من المسلم به أن الناخبين سيجعلون الأمر سهلاً على ساسة الإطار أيضاً. ولا يزال من غير الواضح في ظل تصاعد الأزمة السياسية وتضخم الفساد، ما إذا كان أنصار الصدر سيتمكنون من مواصلة الاحتجاج في قادم الأيام؟.. الصورة: كما تبدو، بانت الأحزاب المرتبطة بإيران في العراق والحشد الشعبي والميليشيات التي تمولها وتسيطر عليها إيران، لن تقبل إجراء انتخابات برلمانية مبكرة. وقد يؤدي ذلك إلى صراع داخل قوى الإطار التنسيقي الشيعي من جهة، وبينها وبين التيار وقوى الحراك المدني الشبابي “التشريني” من جهة أخرى. وربما يخشى الصدر نشوب ذلك في آجل الأيام.

    **********************************

    ملحوظة:

    المقالة تعبر عن رأي الكاتب وليست المجلة مسؤولة عن المحتوى..أو عن أية مساءلة قانونية.

     

  • الأستاذ: عصام الياسري..يوم كتب عن المسؤولية الاخلاقية لا المناصب.. من تصلح الشعب والوطن

    الأستاذ: عصام الياسري..يوم كتب عن المسؤولية الاخلاقية لا المناصب.. من تصلح الشعب والوطن

    عصام الياسري

    المسؤولية الاخلاقية لا المناصب.. من تصلح الشعب والوطن

    عصام الياسري

    في ظل الأزمات السياسية والاقتصادية والمعيشية وتدخل الدول ومنها التي في جواره، بات العراق مهدداً بالتجزئة والتشرذم والاحتراب. فألهبت في كل مكان هذه الاوضاع الماسوية مشاعر العراقيين الخيرين ممن يعنيهم وطنهم. وخرج المواطنون إلى الشوارع احتجاجاً على سياسة الحكومات المتعاقبة المغرقة في الطائفية والفساد. وسقط خلال المواجهات الدامية مع مليشيات الأحزاب والأجهزة القمعية للسلطات العراقية المختلفة، الآلاف من الأبرياء بين قتيل وجريح. من أجل حريّة العراقيين وكرامتهم واستقلالهم، وأصبحت دماؤهم ديناً في أعناق الأحياء، ولن تذهب هدراً! 

    وفيما تنحدر الامور بعد سرقة الخاسرين في الانتخابات أصوات الفائزين نحو الأسوأ، وترتفع أصوات الشرفاء في الداخل والخارج للتضامن مع المتظاهرين، يظهر علينا وبشكل غير مسبوق بعض “العراقيين” من الوسط الإعلامي والسياسي والثقافي للدفاع عبر وسائل إعلامية ومجتمعية مختلفة، عن مواقف الأحزاب المهيمنة على الدولة وسلطاتها الرئيسية الثلاث. بهدف مصادرة حق الأغلبية من العراقيين في الحُكم على المستوى المنحدر للسلوك السياسي الذي إنتهجته الحكومات المتعاقبة، التي تسيطر عليها أحزاب “الإسلام السياسي”، الشيعية والسنية والكردية. التي لها “إشكالية” إنما مشتركة، تتعلق بالصراع على مفهوم “هوية الدولة ـ والدولة الوطنية والمجتمع” التي لا تضع لها هذه الأحزاب أية إعتبارات قيمية، بالقدر “الآيديولوجي” المتفق عليه: من أن الصراع بين الإسلام السياسي والدولة الوطنية لا يقتصر على منازعة الدولة لشرعيتها السياسية، بل يتجاوز التشكيك بهويتها. بمعنى أنها لا تؤمن بمفهوم “الوطن” جيوديموغراقياً، إنما بعقيدة “الدولة الإسلامية” التي لا تفصلها حدود وتخضع للخلافة الرشيدة أو ولاية الفقيه.

    لا نظن أن هذه المواقف، محض وجهات نظر، لا صلة لها بأي توجيه من داخل بعض المنظومات العقائدية. ولا نظنها بدافع التعاطف والرمزية، بعيداً عن حدود الفوائد المادية والمعنوية. ليس الاعتراض على الإختلاف في وجهات النظر، إنما الاعتراض على جزئية السكوت على الظلم والطغيان وإستبداد القوى الظلامية وتجاوزها على المبادئ العامة لحقوق المجتمع والدولة ومؤسساتها بشكل عام. والغريب إن أغلب الذين يتصدرون الدفاع عن أحزاب السلطة وشخوصها. من أولئك “المتأدلجين” الذين انخرطوا مع الحشر، وكان بعضهم عراباً للاحتلال، وما زال “يلغف” من كل ثريد خارج المألوف الذي يتميّز به عادة الإعلامي والسياسي الحقيقي تجاه المشروع الوطني وأهمية صناعة إنسان المستقبل وتطور المجتمع وبناء الدولة المدنية الحديثة والدفاع عنها. بل جعل مهنته سبيلاً، وموقعه مسلكاً في غير محلهما للوصول إلى هدف أناني بشكل مدروس، لكنه انتهازي بالتأكيد. إلى غير ذلك، فإن المنهج السائد لدى بعض العاملين في مجال الفكر والإعلام، فيما يتعلق الأمر بالموقف من “مشروع الدولة، ولا دولة” يشكل في أغلب الأحيان، موقفاً منحازاً ومخالفاً للأعراف المهنية التي تتطلب الموضوعية والأمانة الحرفية البينية التي ينبغي أن تتوافق مع مفهوم الوطنية ولا يشكل نمطاً يعج بالمتناقضات في مختلف الاتجاهات.

    في إعتقادنا، أن رسالة الإعلامي بالقدر الذي “يفكر” كمنتج للمعلومة، هي الارتقاء بمستوى المسؤولية وصون شرف “المهنة”. لكن عندما ينكفئ عن المنهج الجمعي العام ويتجه نحو غدر الحقيقة، كما يتجلى ذلك في أسلوب الكثيرين من الإعلاميين والمثقفين في زمن التسلط الطائفي الذي أوقع المجتمع في صراعات طائفية ـ عرقية وسياسية، كلفت العديد من الضحايا والدماء البريئة، والاخطر تعريض العراق الى منزلقات خطيرة تكلف مستقبل اجياله. عندئذ تسقط كل القيم والإعتبارات على المستوى السياسي والمجتمعي وحتى الأخلاقي. 

    إن الادعاء بلوغ المعرفة في مجال “الثقافة والإعلام”، وبلوغ، لا تعني بالضرورة درجة “الكمال” دون دليل قطعي، يفصل بين بلاغة الحقيقة والادعاء، لإنارة الطريق أمام المجتمع… (الاقتراب من المعرفة بدافع الاهتمام للوصول إلى الحقيقة لخدمة المجتمع كما يقول الفيلسوف “فيلهلم دِلتي” مسألة ضرورية، لكن “الإبداع” كلٍّ في مجاله للسمو بمستوى المسؤولية، أمر يحتاج إلى مهارة أخلاقية واختبارية واسعة الشأن، تصنع، فيلسوفاً أو أستاذاً متميزاً أو عالما شهيراً). لكن إن كان “الرأي” جَدَّفَا في غير موضعه بدافع وصولي انتهازي، فإن ذلك قطعاً ليس اَلْجَدِير الذي يستحق الاحترام. فليس المهم، أين وكيف تقول المهم، ماذا، ولمن، ومتى تقول؟ لتكون بقدر المسؤولية والاحترام… اليوم نحن أمام ديماغوجية قديمة جديدة تعمل على إزاحة المسؤولية عن من ارتكبوا جرائم سياسية واقتصادية ومجتمعية وتربوية ومعيشية، وأوصلوا بلدنا ومجتمعاتنا في أزمنة متعددة إلى مستوى من التدهور والحرمان. وبعد كل هذا تقوم حفنة من المافيات السياسية التي عادت لها كلمة الفصل بعد أن سرقت الانتخابات بسبب خطأ سياسي غبي غير مقبول ارتكبه الفائز، تقوم بتبرئة من ارتكبوا تلك الجرائم من كل مسؤولية. فبدل التحلي بالمسؤولية القانونية والأخلاقية والعمل على تقديمهم للعدالة لمحاسبتهم على ما ارتكبوه، تقوم برد الاعتبار لهم وتكريمهم بمناصب جليلة، وزراء، ومديرين ومستشارين. يا لها من جرائم لا تبشر بخير ولا تغتفر. الغريب من كان يبشر بالحق والعدالة وحفظ الأمانة لا يستحي الانتقال من جدران ديكتاتورية مستبدة إلى طراز جديد طائفية مقيتة وشوفينية انتهازية… فلا شك في أن   هذا النوع من “الخطب” لا يتناسب مع الواقع ولن يفضي بأي حال من الأحوال إلى شرعنة توظيفه سياسية دراماتيكية، لإضفاء نوع من المصداقية على نهج وسلوك لن يغيره الادعاء الباطل، ولن يستطيع سياسيا انتهازيا ومنافق تبرير مآثم ما ارتكبه من خطايا بحق الشعب والوطن.

    **********************************

    ملحوظة:

    المقالة تعبر عن رأي الكاتب وليست المجلة مسؤولة عن المحتوى..أو عن أية مساءلة قانونية.