Category: سياحة وسفر

  • تعرفوا على قصة فندق أستراليا العائم ورحلته العجيبة إلى كوريا الشمالية

    تعرفوا على قصة فندق أستراليا العائم ورحلته العجيبة إلى كوريا الشمالية

    يتألف من 7 طوابق و يضم قرابة 200 غرفة و نادي ليلي يشع بالأضواء.. ما لا تعرفه عن قصة فندق أستراليا العائم ورحلته العجيبة إلى كوريا الشمالية

    كانت أستراليا يوماً ما منزل أول فندق عائم في العالم، لكن خلال الثلاثين سنة الماضية خاض هذا الفندق رحلةً عجيبة انتهت بكوريا الشمالية حيث يستقر الآن، في هذا المقال سنتعرف على هذا الفندق الفريد من نوعه، كما سنتعرف على رحلته العجيبة والقصة خلفها.

    منذ بداية عام 1988 أصبح بإمكان السياح حجز غرفة في هذا الفندق ذو تقييم 5 نجوم بينما يعوم فوق حيد (جون برور) المرجاني، أي على بعد 70 كيلومتر من شاطئ مدينة تاونسفيل الواقعة على الشاطئ الشمالي الشرقي لأستراليا، وقد كان هذا الفندق مؤلفاً من 7 طوابق، حيث كان يضم قرابة 200 غرفة، كما كان يضم أيضاً نادي ليلي يشع بالأضواء، بالإضافة إلى العديد من الحانات والمطاعم، كما كان يضم مهبطاً لطائرات الهليكوبتر وملعباً للتنس، حيث كان مناسباً لأجواء الثمانينيات من القرن الماضي.

    السيد (روبرت دي يونع) أحد العاملين في متحف تاونسفيل البحري يجهز عرضاً حول هذا الفندق لذا يُمكن اعتباره مختصاً في شؤون هذ الفندق العائم، حيث يقول: ”لقد كان هذ الفندق المحاولة الأولى من نوعها في العالم لجعل البشر ينامون فوق الحيد المرجاني ضمن فندق عائم، عائم حرفياً“.

    وقد كان هذا الفندق وليد أفكار متعهد البناء الذي يعمل في مدينة تاونسفيل (دوغ تاركا)، لكن للأسف فقد فارق (دوغ) الحياة في منتصف التسعينيات، لكن ابنه (بيتر) الذي ساعده بالمشروع قال: ”لقد كان مدهشاً وجميلاً بحق رؤية الفندق وهو يعوم فوق الحيد المرجاني، خاصةً مع المياه الزرقاء خلفه مباشرةً التي تشكل خلفية ساحرة، من بعيد يبدو هذا الفندق كأي سفينة أخرى، لكن عندما تقترب أكثر فأكثر ترى بوضوح أنّ البناء الذي تراه مختلف عن أي سفينة أخرى، لقد قام هذا الفندق بجعل مدينة تاونسفيل مشهورة وذلك لأنّه شيء مميز جداً في هذه المنطقة، بل مميز حتى في العالم بأسره“.

    الخطة الأساسية

    لقد حلم (دوغ) دائماً ببناء سكنٍ دائم في هذا الحيد المرجاني، فبحسب قول ابنه (بيتر) كان (دوغ): ”مسحوراً بجمال الحيد المرجاني وعجائبه، فقد أراد أن يشارك الناس تجربة الغطس تحت الماء أو العوم بقمة الحيد المرجاني“.

    حيث قال (روبرت دي يونغ) أنّ الخطة الرئيسية كانت تشييد مرفأ آمِن على الحيد المرجاني عبر إرساء ثلاث سفن مخصصة للرحلات السياحية بشكلٍ دائم هناك، لكن هذه الخطة كانت غير عملية، لذا قامت الشركة التي كانت تدعم المشروع والمسماة Barrier Reef Holdings Limited بالاستقرار على فكرة بناء فندق عائم عوضاً عن الخطة السابقة، وقد كان أكثر ما جذب الشركة بشكلٍ رئيسي هو أنّ فكرة بناء أول فندق عائم بالعالم فكرة مبتكرة بحق.

    حيث كانت الفكرة أن يؤمن هذا الفندق وصولاً دائماً إلى الحيد المرجاني، وأن يضم مرافق مستقرة لا تحتاج أن يتم إصلاحها كل فترة، ويقول (روبرت دي يونغ): ”في عام 1986 وبعد أن أصبحت كافة التصاميم والخطط جاهزة ومكتملة تم إعطائها إلى شركة بناء مركزها في سنغافورة من أجل البدء بتشييد الفندق“.

    بعض قصاصات الأخبار والقصص المؤرشفة أوضحت وجود بعض التأخير في تشييد الفندق بالإضافة إلى تضخم في التكاليف، وعلى الرغم من أنّ التفاصيل غامضة بعض الشيء، إلا أنّ كلفة هذا الفندق على ما يبدو قاربت 40 مليون دولار أمريكي.

    في صيف عام 1987/1988 تم إرساء هذا الفندق الذي سُمي باسم منتجع الحيد المرجاني العائم Barrier Reef Floating Resort على بعد 5000 كيلومتر من شواطئ سنغافورة، وذلك بقرب الحيد المرجاني العظيم، وبحسب (روبرت): ”جُلب الفندق إلى الحيد المرجاني بواسطة سفينة مخصصة لحمل ورفع الأغراض الثقيلة“.

    وأخيراً في شهر أذار من عام 1988 تم افتتاح هذا الفندق للزوار، حيث تتذكر (بيليندا أو كونور) التي كانت تعمل حينها على تكسي مائي يحمل الزوار والضيوف إلى الفندق أول مرة رأت بها هذا الفندق قائلةً: ”لقد كان منظراً مدهشاً، وأنا أتذكر العديد من الأيام المدهشة التي عشتها على الفندق، ورحل الصيد، وحفلات الطاقم، والغوص أسفل الفندق، وأكل البيتزا التي تم جلبها بواسطة المروحية“.

    عمل (لوك ستاين) أيضاً في الفندق، ويتذكر تجربته هذه قائلاً: ”لقد كانت فرصة العمل هناك ومازالت أفضل عمل عملته في حياتي، لقد كنت أقبض راتباً لقاء المشي والسباحة تحت الشمس، أنا أتذكر تلك الأيام وأفكر هل حصلت حقاً؟ هل أنا أحلم؟“. لكن مثل كافة المشاريع التجريبية الضخمة عانى هذا الفندق من مشاكل.

    مياه هائجة

    قبل أن يتم افتتاح هذا الفندق العائم أصابه إعصار، حيث تتحدث (لاريسا كيلكولن) التي بدأت العمل كنادلة في الفندق العائم عندما كانت تبلغ من العمر 19 عاماً فقط عن هذه الحادثة قائلةً: ”تحضير الفندق للتعامل مع الإعصار لم يكن تجربةً جيدة، فقد وصل إلينا كمية كبيرة من الزوار الذين يعانون من دوار البحر نتيجة البحر الهائج، وتوجب علينا إعادتهم إلى تاونسفيل، كما توجب علينا نحن أيضاً العودة، وقد كان البحر هائجاً جداً حتى أنك كنت مضطراً للمشي على أطرافك الأربعة في حال كنت تريد الذهاب من أحد أطراف القارب إلى الآخر، لقد كنت أعاني من دوار البحر في كل رحلة ذهاب وعودة، لكنني كنت أُصبح على ما يُرام عندما أعود إلى الفندق“.

    من المثير للدهشة أنّ بناء الفندق الرئيسي لم يتضرر بالمرة، فقط المسبح تضرر بشكلٍ ملحوظ، وبحسب (بيتر تاركا) فإن الطقس القاسي غالباً ما عطل الوصول إلى اليابسة، وقد قال: ”إن الطقس منذ ذلك الحين كان قاسياً بشكلٍ ملحوظ“.

    بعد فترةٍ قصيرة بدء عدد زوار الفندق ينخفض، وقد أرجع بعض الصحفيون السبب إلى التسويق السيء والإدارة السيئة، كما أنّ حريق أصاب أحد تكاسي المياه عزز المشاكل المالية التي كان الفندق العائم يُعاني منها، حيث قال (روبرت):
    “أنا أظن فقط أنّ هذا الفندق كان سابقاً لأوانه على الأرجح، وأنّ تشغيله أصبح مكلفاً جداً“.

    «العائم» إلى كوريا الشمالية عبر فيتنام

    أحد فوائد امتلاكك لفندق عائم هي استطاعتك نقله إلى مكانٍ آخر إن صادفت أي مشاكل، وهذا تحديداً ما قام به ملاك الفندق بعد أن نفذ منهم المال، فبحسب (روبرت): ”من أجل تغطية الخسائر المادية قامت الشركة ببيع الفندق إلى شركة أخرى مركزها في مدينة هو تشي منه الفيتنامية“.

    إذاً وبعد أكثر من عام بقليل من افتتاحه بدء الفندق رحلة لقطع مسافة 5000 كيلومتر إلى فيتنام، حيث قال (روبرت) أنّ الفيتناميين رأوا أنّ الفندق العائم فرصة مثالية لتأمين إقامة فخمة بشكلٍ سريع وذلك بعد الانفجار والتضخم الذي شهده قطاع السياحة في فيتنام بعد الحرب.

    بحسب التقارير فقد تمت إعادة تسمية الفندق باسم فندق (سايجون) العائم Saigon Floating Hotel، وذلك بسبب إرسائه في نهر (سايجون) وذلك قرب تمثال (تران هونج داوو) الشهير، حيث بقي هناك منذ عام 1989 حتى عام 1997، وأصبح هذا الفندق معروفاً ما بين السكان المحليين باسم العائم The Floater، وقد أصبح مكان إقامة محبوباً ومعروفاً، كما كان يضم ناديين ليليين.، لكن رحلة هذا الفندق لم تنتهي هنا.

    مجدداً عانى هذا الفندق العائم من مشاكل مالية وتم بيعه إلى مشترٍ جديد، حيث قال (روبرت): ”على ما يبدو تم نقله إلى كوريا الشمالية في فترةٍ من التاريخ كانت العلاقات بها ما بين الكورتين هادئة، حيث تم الاعتقاد أنّ وجود هذا الفندق في كوريا الشمالية مناسب لجذب السياح لكن لا أظن أنّ هذا حصل، لكن الفندق ما زال على أي حال مستقراً في كوريا الشمالية، وذلك في ميناء (كومغانغ)، حيث بإمكانك رؤيته بشكلٍ مبهم باستخدام صور الأقمار الصناعية“.

    زار المصور (إريك لافورغ) في عام 2009 بلدة جبل (كومغانغ) السياحية واستطاع التقاط صورة للفندق من مسافة بعيدة، حيث قال: ”يبدو أنّ لا أحد قد زار الفندق منذ سنين، إنّه مغلق ويبدو صدئاً من مسافة بعيدة“.

    عند البحث عن الفندق باستخدام خرائط (غوغل) يمكن رؤية عدة صور قام مستخدمون برفعها، كما أنّ الفندق يملك متوسط تقييم 2.8 من قبل الزوار.

    التأثير على مدينة تاونسفيل

    خلال الثلاثين سنة الماضية سافر الفندق العائم مسافةً تُقارب 14,000 كيلومتر على الأقل، وعلى الرغم من أنّ فترة بقائه القصيرة ضمن ولاية كوينزلاند الأسترالية إلا أنّ العديد من سكان مدينة تاونسفيل مازالوا يتذكرون هذا المنتجع العائم بحسب (روبرت دي يونغ) حيث قال: ”العديد من سكان تاونسفيل مازالوا يتذكرون الفندق، ربما كان ليملك تأثيراً لكن حتى (دوغ تاركا) قال أنّ هذا الفندق كان سابق لأوانه بعض الشيء، لقد التقيت بالقليل من الأشخاص الذين عملوا بالفندق أو أقاموا ضمنه وما يتذكرونه هو أنّهم عانوا من دوار البحر من آنٍ لأخر“.

    أما (بيتر تاركا) قد قال أنّ هذا الفندق يُعتبر شهادة على امتلاك الشخص لحلمٍ ما والركض خلف شغفه، حيث قال: ”لقد كان ليكون مثيراً للاهتمام ومثيراً للحماس إن قام شخصٌ آخر بمحاولة القيام بشيءٍ مماثل، أنا اعتقد أنّ الإقامة العائمة مثل الفندق العائم هي فكرة من الممكن تطبيقها في أماكن مختلفة حول العالم“.

    ما رأيكم؟ هل تجدون فكرة الإقامة في فندقٍ عائم مثيرة للاهتمام وترغبون في تجربتها؟ أم تجدون هذه الفكرة غير مثيرة للاهتمام ومستحيلة النجاح؟ شاركونا أراءكم في التعليقات.

    المصدر: موقع ABC

  • يكتشف العلماء لغز تحول قصر الحمراء في غرناطة إلى اللون الأرجواني

    يكتشف العلماء لغز تحول قصر الحمراء في غرناطة إلى اللون الأرجواني

    العلماء يكتشفون لغز تحول قصر الحمراء في غرناطة إلى اللون الأرجواني

    منذ نحو 800 عام، مثل قصر الحمراء معلما بارزا في مدينة غرناطة الإسبانية وأحد جواهر العمارة الإسلامية في القرن الثاني عشر.

    ورغم أعمال الترميم، يبدو أن ألوانه تتغير، حيث ظهرت سلسلة من البقع الأرجوانية الغامضة على الجبس الذي يغطي الأقبية المزخرفة في القصر المعروفة بالمقرنصات (وهي من عناصر العمارة الإسلامية المميزة)، منذ التسعينيات، وحيرت الخبراء.

    ومن الداخل، في القاعات المذهبة في قصر الحمراء، تتغير الألوان ببطء. وبعد قرون من التجوية الطبيعية، تتحول أجزاء من الأجنحة الذهبية للقصر والجدران المزخرفة المطلية باللون الأبيض إلى اللون الأرجواني الباهت غير المتجانس، وهو ما يعتقد العلماء أنه بات بإمكنهم تفسيره أخيرا.

    فقد أوضحت عالمة المعادن في جامعة غرناطة كارولينا كارديل، وأخصائية الفحص المجهري إيزابيل غيرا، في ورقة بحثية جديدة نُشرت في مجلة Science Advances، أنهما بعد التحقيق في هذه الظاهرة لسنوات عدة، اكتشفتا أخيرا أن تغير ألوان المقرنصات هو نتاج تآكل صفائح الذهب الرقيقة التي كانت مغطاة بطبقة من الجص الأبيض أثناء أعمال الترميم المنفذة في القرن التاسع عشر.

    وتمكنوا من تحديد النمط غير الطبيعي للتآكل الذهبي غير المتجانس، الناجم عن عملية كهروكيميائية يذوب فيها الذهب ويتأكسد، ويكتسب لونا أرجوانيا.

    والذهب هو أحد المعادن الأقل تفاعلا، لذا يفترض أن يصمد أمام تقادم الزمن. وهذا المعدن الثمين مقاوم لأشعة الشمس، والرطوبة، وتلوث الهواء، ودرجات الحرارة، وهذا هو السبب في كونه مادة ثمينة لصناعة المجوهرات، والعملات، ومؤخرا الأجهزة الإلكترونية.

    وقد استخدم الذهب الناعم والمرن لتزيين القصور والحلي والأسلحة والدروع والأعمال الفنية اعتمادا على تقنية تسمى التذهيب.

    وفي حالة قصر الحمراء، كانت البطانة الذهبية الرقيقة المكسوة بألواح من القصدير المرن تزين جدران القصر في الأصل. ولكن بمرور الوقت تحولت الأسطح إلى لون أرجواني غريب، وسرعان ما تمت تغطيتها بطبقة من الجبس الأبيض في القرن التاسع عشر.

    وتحول توهج الذهب الدافئ إلى اللون الأرجواني إن هو إلا هو خدعة كيميائية مفهومة منذ العصور القديمة، حيث استخدم الكيميائيون الرومانيون هذه التقنية التي يتم تحفيزها عادة بمزيج من حمض النيتريك وحمض الهيدروكلوريك، المعروف باسم هيدروكلوريد حمض النيتريك، أو “الماء الملكي”، لتلوين الزجاج منذ القرن الرابع.

    ويذيب تفاعل “الماء الملكي” الذهب في جزيئات صغيرة، تبدد – كما اقترح المخترع والعالم مايكل فاراداي في عام 1856 – الضوء إلى الأحمر الياقوتي والبنفسجي والأزرق.

    وحتى الآن، لم يكشف عن أي علامات على وجود هيدروكلوريد حمض النيتريك على جدران قصر الحمراء.

    ومن دون “الماء الملكي” في المزيج، كان لابد من عملية كيميائية مختلفة أن تخلق تغيرا في اللون داخل قصر الحمراء.

    وقد شرعت كل من كارديل وغيرا في التحقيق باستخدام مجهر إلكتروني ماسح مزود بمجموعة من مقاييس الطيف للكشف عن التركيب الكيميائي لميزات قصر الحمراء المبطنة بالذهب، وصولا إلى مقياس النانو.

    وبعد دراسة جدران قصر الحمراء، التي يعود تاريخها إلى قرون، ونمذجة التجوية الكيميائية التي من المحتمل أن تكون قد حدثت، وجدت الباحثتان أن “مجموعة غير متوقعة من العمليات الكهروكيميائية” ربما أدت إلى تظليل الأسطح التالفة باللون الأرجواني.

    ووجدت كارديل وغيرا فراغات وشقوقا على شكل فوهة في ورقة الذهب، وهي قنوات يمكن أن تصل الرطوبة من خلالها إلى رقائق القصدير الأساسية وتسبب تآكلها، عندما تكون الجدران خالية من الأوساخ.

    ولكن حيث كانت الجدران مغطاة بالسخام، تآكل الذهب بدلا من ذلك. وبعد تجريده من إلكتروناته، تحلل الذهب تدريجيا وتشكلت جزيئات الذهب النانوية تلقائيا بقطر 70 نانومتراً تقريبا، والتي، كما تقول كاردل وغيرا، هي الحجم المناسب لتشتيت الموجات الضوئية ما يجعلها تبدو أرجوانية.

    ومع ذلك، لا يقتنع الجميع بأن عملية التآكل هذه أدت إلى تغير اللون، حيث قالت كاثرين لويس، عالمة الكيمياء في مختبر التفاعل السطحي (LRS) في باريس، في حديثها مع APS Physics، إن من المدهش أن تتحول المادة الذهبية إلى اللون الأرجواني بمرور الوقت، لكنها أشارت إلى أن العلماء لم يجروا أي اختبارات تجريبية لمحاولة إعادة إنتاج عملية التآكل المقترحة.

    وجادلت كاردل وغويرا في ورقتهما البحثية في أن تكرار خمسة قرون من التجوية الطبيعية في تجارب معملية سيكون أمرا صعبا، ولن يؤدي بالضرورة إلى نتائج مفيدة للغاية.

    وكتب الثنائي: “تم إجراء بحثنا على دراسة حالة حقيقية لأكثر من خمسة قرون من التجوية في ظل الظروف الطبيعية، ما يحد من قدرتنا على توضيح نموذج التآكل الدقيق”.

    اقرأ : قصر الحمراء في غرناطة: سحر عربي عجز عن اكتشافه الأسبان

    قصر الحمراء آية من الإبداع الأندلسي، حيث تعتمد السياحة في أسبانيا كثيرًا على هذا المعلم الذي غير المجرى التاريخي لهذه المنطقة، فقد استغرق البناء أكثر من 150 سنة، وقد قام الملك أبو عبد الله محمد الأول بتشييد أحد المعالم التي وثقت الثقافة العربية والإسلامية في غرناطة مدينة الحب، وأكثر ما يجذبك إلى هذا المعلم البديع، أنه يقع فوق أحد التلال الحمراء الساحرة، والتي تمتد على طول نهر حدره، في منظر مهيب، يبعث الراحة في نفوس الزوار. كما أن حديقة ملوك بني نصير تتجاور مع هذا الحصن الإسلامي الباقي إلى الآن ليدل على القدرات العربية، وكيفية زراعة النقوش بين أدق تفاصيل الحصن، والجص الملون يكسو الجدران بأبهة وعظمة عربية أندلسية.

    قصر الحمراء في غرناطة: سحر عربي عجز عن اكتشافه الأسبان

    قصر الحمراء قبلة الزوار من جميع أنحاء العالم، بل إن الجنة التي طالما يتحدث عنها زوار العالم، تتلخص في هذه البقايا العربية والأندلسية، الدولة الإسبانية الآن تراعي كل الأمور المتعلقة بهذه المناطق الخالدة بشوارعها وأماكنها المتعلقة بكل ما هو خالد في التاريخ، فإن كانت المدن الأسبانية في الغالب معروفة بالبحر والشلالات، فربما كان التاريخ الأكثر وضوحًا على هذه الأراضي، هو التاريخ الأندلسي، الذي حفظ لهذه المنطقة تراثها.

    فقد احتفظت الشوارع بكل هذه البقايا، وأبرز أماكن السياحة في غرناطة على الإطلاق قصر الأحمر؛ الأكثر عظمة وتعبيرًا عن الروائع الزخرفية، والملامح البنائية الرائعة، واستخدام طرقًا لم تدخل إلى التاريخ بعد، وفنادق قصر الحمراء تنتشر لتغطي هذا الكم الهائل من الزوار. كل زائر له قصة خاصة عند هذا المكان؛ لأن ما يأتي لعقلك وقلبك، يختلف عني وعن كل شخص، إنه مكان يخرج الكثير من المشاعر، مع ارتفاع رائع، ونظرة نهرية خضراء بديعة، إنها إمكانيات من المستحيل أن تراها إلا في الثقافة الأندلسية الخرافية، والتي لم يكتشف أحد إلى الآن أسرارها، وأحد هذه الأسرار الحصن المنيع قصر الحمراء.

    تاريخ قصر الحمراء
    صفحات التاريخ تتوقف عند هذا المعلم الأندلسي، فقد استغرق البناء حوالي 150 عامًا، فقد كانت البداية منذ القرن العاشر الميلادي، وبداية هذا القصر الخالد لم تكن إلا جزءًا من مدينة الحمراء، وقصبة حمراء، فهذه المنطقة التي الخالدة بالقصر، سكنها الحاكم، وأصبح القصر ملكًا له، وكذا الحاشية الخاصة بدولة الموحدين، إلا أنه مع سقوط هذه الدولة، رأينا الحاكم من بني نصر، والذي لقب بالأحمر؛ لأن لحيته كان لونها أحمر، إلا أن سبب تسمية المكان، هل أطلقت لهذا الحاكم، أم لأن المنطقة التي بني فيها القصر كانت حمراء.

    هتافات الشعب عند دخول محمد ببن نصر بقيت إلى اليوم، فقد رحبوا به كثيرًا، إلا أن إجابته لهم بقيت بين جدران القصر التاريخي، وهي لا غالب إلا الله اليوم، فقد أصبح الشعار في جميع أنحاء الحمراء، ومع هذه الهتافات رأينا التطور لهذا القصر الملكي، إذ تم بناء سور من أقوى الأسوار، وأصبحت القلعة الحمراء مقرًا للحكم، ومركزًا للحكومة، وكانت التسمية القصبة الحمراء، وكان القصر جزءًا منها، وأصبح القصر أهم معالم غرناطة، بل إنه معلم الأندلس وإسبانيا الفريد إلى الآن، وقد استمرت التطورات للقصر إلى القرن الثالث عشر الميلادي، فطوال هذه الفترة، والقصر يتعرض لأبرز الأعمال الهندسية، والتي تخلد اسمه إلى الآن، فالسياحة في العالم كله تعتمد على تلك الثقافة الأندلسية الساحرة

    العمارة الخاصة بقصر الحمراء وأقسامه
    الهندسة المعمارية الخاصة بالقصر في غاية الإبداع، فهي تحدد أين يقع القصر في المكانة بين قصور العالم، فهو أحد المعالم التي استغرق بنائها فترة طويلة؛ لأن الإمدادات الفنية استمرت طوال فترة حكم بني نصر، إنها فترة ازدهار أندلسية عربية، عرفت الهندسة العالمية الكثير من الفنون المعمارية، والنقوش المصممة بطريقة إبداعية، من خلال هذه القصر المهيب، ومن هذه الأقسام الخرافية الخاصة بقصر الحمراء.

    فناء الريحان الكبير
    هذا الفناء يظلله أشجار الريحان الرائعة، ويتوسط الفناء بركة مياه بشكل مستطيل، جاء في غاية الروعة، إن الفناء يمتاز بالنقوشات، التي كتبت عليه، فبالرغم من تحول الكثير من معالمه إلى أطلال، إلا أنه يحافظ على الكثير من الفنون الكتابية، مثل النصر والتمكين وكذا لا غالب إلا الله إنها المقولات الأكثر انتشارًا في هذا الفناء، والذي يؤدي إلى بهو البركة، إنها منطقة عربية أصيلة داخل أسوار قصر الحمراء.

    بهو السفراء
    بهو السفراء، هو المكان المجاور لفناء الريحان من الجهة االشمالية، والمعروف عن هذا البهو أنه من أكبر أماكن قصر الحمراء، ويبلغ ارتفاع البهو حوالي 23 مترًا، كما أن البهو جاء بشكل مستطيل رائع، وهو البهو الأكثر تميزًا؛ لذا أصبح المكان الخاص بمجلس العرش، وأهم المجالس بين السفراء جميعًا، كما أن البهو يعلوه أحد أهم الأبراج، برج قمارش الشهير، إنه البهو الأكثر روعة.

    فناء السرو
    إنه المكان الأنسب لوصف الرسوم الإسلامية الفنية، إنه الفناء الأكثر روعة، فبعد الخروج من بهو البركة، نجد باحة السرو، التي تجاور الحمامات الملكية، وغرف الانتظار متعددة الألوان، صاحبة اللون الذهبي والأزرق والأحمر والأخضر، في بيئة مرصوفة بالرخام الأبيض، إنه الفناء المتميز بالأنوار الداخلية الرائعة، وإنها رسوم متنوعة وبارزة، وكذلك النقوش إنها في قمة الإبداع، وفي ساحة الحمامات نرى الكثير من الأبهاء الصغيرة.

    قاعة الأختين
    أحد القاعات الأشهر بين زوار قصر الحمراء، إن قاعة الأختين تحتوي على قطعتين من الرخام هما الأضخم، لكن جاءا في شكل متساوي، مما جعل الكل يطلق على القاعة كلمة الأختين، كما أن القاعة تقع شرق البهو الأشهر بهو البركة، إن القاعات كلها معروفة بالنقوش الأكثر خيالًا، إن هذه الأقسام والأوصاف جاءت لتعبر عن هذا الحب البارز لهذه المنطقة التي تمثل جزءًا من الجنة.

    بهو السباع
    يعد هذا الجناح هو الأشهر في القصر والعالم؛ لأن الأسبان قد توقفوا أمامه عاجزين عن اكتشاف أسرار نافورته، التي كانت تخرج الماء في أوقات معينة، فهناك اثنا عشر أسدًا من الرخام يخرجون الماء بشكل منتظم، تعطلت هذه النافورة بسبب بحث الأسبان عن هذا الانتظام العجيب لهذه النافورة، نافورة الأسود صاحبة الحوض المرمري، إنه البهو الأكثر اتساعًا، إذ تم بناؤه في عهد السلطان محمد الغني بالله، ويحيط بالبهو حوالي 124 عمودًا من الرخام الأبيض المميز، كما أن النافورة أحد الشواهد العالمية على القدرات العربية الإسلامية، ومدى التفوق الهندسي للمصممين العرب، الذين بحثوا في كل شيء، وقد أبهروا العالم حتى بعد انتهاء فترة الحكم الخاصة بهم.

    الزاوية والروضة
    إنها منطقة الوفاء والحفاظ على الماضي وأهل الماضي، إن هذه الزاوية تقع في الجهة الجنوبية من باحة السباع، وقد كانت منطقة مهجورة، تحافظ على بعض البقايا، وقاعدة للمأذنة، كما أن الزوية فيها ميضأة رائعة، إنها مصلى رائع، كما أن الروضة تخص بعض القبور الخاصة بملوك غرناطة، إنها الروضة الخاصة ببني نصر وملوكها، الذين ضحوا كثيرًا من أجل الحفاظ على تلك المنطقة الحمراء. فهذا العرض لا يكتمل إلا بزيارتك لهذا القصر الرائع، كما أن الخدمات تتكامل بجوار هذا القصر، فالفنادق تنتشر حول القصر؛ لتوفر لكل الزوار المتعة، ومن الجدير بالذكر أن الكثير من زوايا القصر لم نتحدث عنها، إنها مناطق لا تكتفي بالكتابة، بل لابد من الرؤية، لهذه الطبيعة الخالدة من خلال نوافذ القصر، وقاعاته الخرافية.

    مواقع عربية

  • تعتبر الكتابة الهيروغليفية المصرية رموزاً سحرية لا علاقة لها باللغة المحكية..و حجر الرشيد الذي فك اللغز يُعرض في عاصمة الضباب لندن.

    تعتبر الكتابة الهيروغليفية المصرية رموزاً سحرية لا علاقة لها باللغة المحكية..و حجر الرشيد الذي فك اللغز يُعرض في عاصمة الضباب لندن.

    الهيروغليفية.. حجر رشيد الذي فك اللغز يعرض في عاصمة الضباب

    كانت الكتابة الهيروغليفية المصرية تعتبر رموزاً سحرية لا علاقة لها باللغة المحكية، وبقيت طوال قرون لغزاً محيراً حتى اكتشف العالم الفرنسي شامبليون معناها قبل 200 عام. ولهذه المناسبة يعرض متحف “بريتيش ميوزيوم” البريطاني مئات القطع التي قادت إلى حل سر هذه الكتابة، ومنها حجر رشيد الذي كان له دور حاسم في هذا المجال.

    ويقام هذا المعرض في وقت يطالب علماء المصريات متحف لندن بإعادة الحجر إلى القاهرة، فيما بدأت مؤسسات بريطانية عدة بإعادة قطع نهبت خلال الحقبة الاستعمارية.

    وكان لحجر البازلت الذي يعود إلى سنة 196 قبل الميلاد، دور محوري في حل اللغز، إذ إن عليه نقوشاً متطابقة المعنى بثلاث لغات هي الهيروغليفية والديموطيقية (وهي الكتابة المصرية القديمة العامية) واليونانية القديمة، والأخيرة شكلت مفتاحاً لترجمة اللغتين الأخريين.

    واكتشف الجنود الفرنسيون الحجر في أسوار أحد الحصون عام 1799 وأعطوه للجيش البريطاني في إطار اتفاق استسلام، وهو معروض في المتحف البريطاني منذ عام 1802.

    دعوات مصرية إلى استرجاع الحجر

    وقالت المنسقة المسؤولة عن الثقافة المصرية المكتوبة في المتحف اللندني إيلونا ريغولسكي، إن أهمية دور حجر رشيد في توضيح معاني الرموز الهيروغليفية كانت الدافع لإدراجه مع مجموعة من القطع الأخرى المهمة ضمن هذا المعرض. وأضافت في تصريح للصحافيين، الثلاثاء 11 أكتوبر (تشرين الأول)، “إنها لحظة رائعة”.

    إلا أن إقامة المعرض تترافق مع جدل في شأن الحجر، إذ تقدم عالم المصريات وزير الدولة المصري السابق لشؤون الآثار زاهي حواس أخيراً بعريضة يطالب فيها المتحف البريطاني بإعادة حجر رشيد وغيره من الكنوز “المسروقة” إلى بلاده.

    ورداً على سؤال لوكالة الصحافة الفرنسية، أكد “بريتيش ميوزيوم” أن مصر لم تتقدم بطلب رسمي لاستعادة حجر رشيد.

    وشددت ريغولسكي على أنه “قطعة عالمية” ليس لموقع وجودها أهمية كبيرة ما دامت متاحة للجمهور.

    تسابق العلماء

    ويوضح المعرض الذي يفتتح الخميس كيفية تراجع الكتابة الهيروغليفية مع تحول المصريين إلى أشكال أخرى من الكتابة.

    ويتناول المعرض الاكتشافات الغنية عن الحياة في مصر القديمة التي أتاحها فك الرموز. وقال مدير المتحف هارتويغ فيشر، “للمرة الأولى منذ ثلاثة آلاف عام، أصبح المصريون القدماء يتحدثون إلينا مباشرة” بعد اكتشاف معاني هذه الكتابة.

    ويأخذ المعرض في الاعتبار محاولات فهم الرموز من قبل غير الأوروبيين، ومنهم عرب العصور الوسطى، لكنه يركز على السباق بين العلماء الغربيين لفك رموزها.

    وقالت ريغولسكي “لقد ذهب مسافرونا إلى مصر وأدهشتهم كل هذه الرموز المرسومة على جدران المعابد”، وأدى ذلك إلى “تفسير هذه الكتابات على أنها رموز سحرية، تتعلق بمعرفة سرية ما، وسادت فكرة مفادها بأن فك رموز الهيروغليفية يتيح فهم معنى كل شيء”.

    وكان عالم الشرقيات الفرنسي جان فرنسوا شامبليون، أول من نجح في فك رموز الهيروغليفية، سابقاً بذلك منافسه البريطاني توماس يونغ.

    وكتب شامبليون في رسالة، “ستتعلم كل إنجلترا العجوز من فرنسا الشابة تهجئة الهيروغليفية بطريقة مختلفة تماماً”، لكن المعرض يشير إلى أن الفرنسي “اعتمد في كثير من الأحيان على أعمال الآخرين” ومنهم يونغ.

    كذلك يضيء المعرض على جوانب أكثر غرابة من علم المصريات، ومن أبرزها أن بعض الشغوفين كانوا يفكون لفائف تحنيط بعض الموتى للاحتفاظ بها كتذكارات

    اقرأ : لماذا احتفت باريس بالعبقري شامبليون الذي فك الرموز الهيروغليفية

    في مناسبة حلول المئوية الثانية لفك الأبجدية الهيروغليفية، تنظّم “مكتبة فرنسا الوطنية” في باريس معرضاً فريداً لأبي علم الأثريات المصرية، الفرنسي جان فرنسوا شامبليون (1790 ــ 1832) الذي، بتحقيقه هذا الإنجاز، فتح للعالم أبواب لغة وأدب وحضارة كانت، حتى ذلك الحين، لغزاً منيعاً.

    غاية المعرض، الذي يتألف من نحو 350 قطعة تتراوح بين مخطوطات ولفائف وأوراق بردي ورسوم وصور فوتوغرافية ومنحوتات ونواويس… تعريف زواره بـ “منهج شامبليون” وإعادة إحياء حضارة لم تفقد شيئاً من سحرها. يطمح أيضاً إلى كشف الإنسان الذي كانه هذا العبقري، بحماسته وفضوله ومزاجه وصفاته الأدبية، وإلى سرد ملحمة فكّه الرموز الهيروغليفية.

    1500 عام هو الزمن الذي يفصل بين آخر نقش هيروغليفي معروف وإنجاز شامبليون. زمن بقيت فيه أبجدية المصريين القدماء الصورية مجرّد رموز كتيمة، باباً مغلقاً على أسرار دفينة. وتوجّب كل نبوغ هذا العالِم وحدسه وعمله الموسوعي لفتح هذا الباب وكشف عظمة تلك الحضارة التي تقف خلفه.

    “القواعد المصرية”

    لدى وفاة شامبليون المبكرة، جمع “معهد فرنسا” 88 مجلداً ملأها صاحب “القواعد المصرية” بالملاحظات والرسوم. مجلدات لا تقدّر بثمن، بقيت محفوظة في “مكتبة فرنسا الوطنية” إلى حد اليوم، ولم يُنشَر منها سوى القليل جداً. من هنا أهمية تقديمها أخيراً في المعرض الحالي الذي تستقبلنا في مدخله منحوتة لتحوت برأس أبو منجل، إله الحكمة والكتابة لدى المصريين، وأيضاً الساحر الذي يدرك بأي إيقاع صوتي يتوجّب إلقاء التعويذات السحرية.

    بعد ذلك، نلج صالة أولى بيضاء تمنح بثرائها وكثافة محتوياتها فكرة عمّا ينتظرنا داخل المعرض. صالة يمكننا فيها تأمل رسم مجهول لجزء من القاهرة خلال القرن الثامن عشر، تبدو هذه المدينة فيه محاطة بالرمال وبعيدة كل البعد عن المدينة الكبرى المكتظة بالسكان التي باتتها اليوم. نشاهد أيضاً رسوماً لبلزاك، مؤلف “الأب غوريو”، والمهندس والرسام شارل لوي الذي أنجز رسم مناظر مصرية كثيرة على شكل بطاقات بريدية. ومقابل هذه الأعمال، يحضر البورتريه الشهير لشامبليون الذي أنجزه الرسام ليون كونييه، والتواريخ الرئيسية لحياته، إلى جانب خارطة لمصر تعود إلى عام 1898 الذي شكّل نقطة الذروة لقرن من الدراسات المصرية التي انطلقت مع حملة بونابرت إلى مصر عام 1798. حملة علمية بقدر ما كانت عسكرية، أثمرت 23 مجلداً ضخماً نُشرت عام 1809 بعنوان “وصف مصر” وتعطينا، بحضورها داخل هذه الصالة، فكرة وافية عن الدراسات العلمية التي قادها العلماء الذين رافقوا نابليون إلى بلاد الفراعنة.

    نشاهد أيضاً في هذه الصالة نُسَخاً من مختلف الكتب التي وضعها شامبليون، ورسالته الشهيرة إلى سكرتير “أكاديمية الآثار والآداب” التي أعلن فيها فك الكتابة المصرية: “كتابة صورية ورمزية وصوتية في الوقت نفسه”، كما كتب لاحقاً في كتابه “ملخّص النظام الهيروغليفي” (1824).

    تفكيك الرموز

    في الصالة الثانية، نعبر من اللون الأبيض إلى البرتقالي، ونكتشف مراحل فكّ شامبليون هذه الكتابة. وفي هذا السياق، زُيّنت بالرموز الهيروغليفية جدران هذه الصالة التي تحتل فضاءها مخطوطات ومنشورات قديمة، بعضها عربي، وقطع تعكس ثقافة مشوبة برمزية عالية، وتتميز بصورية شُحنت على مر القرون بدلالات سحرية. وفعلاً، منذ العصور القديمة، أعيدت قراءة حضارة مصر القديمة من قبل مدارس صوفية مختلفة وكذلك التقليد اليوناني الذي صبغ الثقافة الرومانية. فمن الفيلسوف الإغريقي هورابولون، وصولاً إلى رمز “الثعبان الذي يلتهم ذيله” (Ouroboros)، مروراً بشخصيتي “تحوت هرمس” و”هرمس المثلث العظمة” الأسطوريتين، ومراجع أخرى كثيرة، يتجلى في هذه الصالة عالمٌ بكامله مستوحى من التصوف الشرقي ضمن توفيق بين المعتقدات انبثق من تداخل الحضارات القديمة الكبرى.

    ولكن من عدم فهم الكتابة المصرية، انتشر سوء تفسير آثارها بشكل واسع. ووجب انتظار فك رموزها بفضل جهد شامبليون لإعادة إرساء ديانة الفراعنة داخل حقيقتها والتعرّف إلى آلهتها الغزيرة (77) التي مُثِّلت بأجساد بشرية ورؤوس حيوانية، ورُصدت صالة خاصة لها داخل المعرض.

    وتجدر الإشارة هنا إلى أن القائمين على هذا المعرض اعتمدوا فيه مقاربة تكتيكية وتربوية لجعل زواره يفهمون كيف تُمكِن إعادة اكتشاف لغة مفقودة عن طريق اللغات القريبة منها، كما يمكن أن نعثر على اللغة اللاتينية انطلاقاً من الفرنسية أو الإيطالية. وبالنسبة إلى اللغة الهيروغليفية الصورية، فإن اللغات الوريثة الأكثر ارتباطاً بها هي الهيراطيقية، التي ظهرت في الألفية الثانية قبل الميلاد، والديموطيقية، في الألفية الأولى، وأخيراً القبطية التي ما زالت مستخدمة إلى حد اليوم في مصر، وتعلّمها شامبليون بحماسة كبيرة.

    أسفار العبقري

    وفي هذا السياق، تحضر في المعرض نسخة مطابقة الأصل من “حجر الرشيد” الذي اكتشفه الفرنسيون عام 1799، وهو نصب يحمل مرسوماً ملكياً من القرن الثاني قبل الميلاد، مكتوباً بلغات ثلاث كانت حاسمة لفك الهيروغليفية. تحضر أيضاً الوجوه التاريخية التي قادت شامبليون إلى إنجازه، كالكاهن اليسوعي المستشرق أتانازيوس كيرشر، في القرن السابع عشر، الذي كان أول من لاحظ أن القبطية هي وريثة الهيروغليفية الأخيرة. نشاهد أخيراً واحدة من مسلات كليوباترا وبعض خراطيش رمسيس الثاني.

    ولأنه كان يتعذر على شامبليون أن يصل إلى ما وصل إليه من دون مساعدة ودعم شقيقه البكر جاك جوزيف، الذي اكتشف باكراً عبقرية شقيقه الصغير، يحضر هذا الأخير في جميع مراحل المعرض. اكتشافٌ سهلٌ حين نعلم أن شامبليون تعلم وحده، في سن الثانية عشرة، اليونانية واللاتينية والعبرية والعربية والآرامية، ثم انتُخب عضواً في “جمعية غرونوبل للعلوم والفنون” في سن السادسة عشرة، قبل أن يفك الهيروغليفية في سن الثانية والثلاثين.

    المعرض هو أيضاً فرصة لاكتشاف أسفار هذا العبقري العديدة إلى مدينة تورينو الإيطالية حيث أُسِّس المتحف الأوروبي الأول لمصر القديمة، ثم رحلة حياته إلى مصر: “الكرنك. هنا بدت لي روعة الحضارة الفرعونية، أعظم ما تخيّله وحققه البشر… نحن، في أوروبا، لسنا سوى أقزام”، كتب في رسالة لأخيه. رحلة عاد منها بثلاثة آلاف رسم نشاهد عدداً كبيراً منها في إحدى صالات المعرض مع جواز سفره وبوصلته ونظاراته الشمسية وغليوناً تلقاه هدية، قبل أن نلج صالة دائرية تُعرض فيها سلسلة من البرديات وناووس فرعوني ودائرة أبراج دندرة الشهيرة التي نهبها فرنسيان من معبد دندرة القريب من الأقصر.

    يبقى أن نشير إلى أن شامبليون، مثل كل الروّاد والرؤيويين، عانى كثيراً قبل أن يتم قبوله داخل المحيط الأكاديمي، نظراً إلى جرأته وحماسته وعدم تحصيله شهادات جامعية عليا. ومع ذلك، تمكّن من أن يكون أول مدير لعلم المصريات في متحف اللوفر، وأول مؤرّخ للفن الفرعوني، وأيضاً أستاذاً جامعياً. وبعد وفاته، شكّك بعض العلماء بنجاحه في فك الهيروغليفية، قبل أن تصدر كتبه التالية: “القواعد المصرية”، “القاموس المصري”، “صروح مصر والنوبة”، وتبدّد هذا الشك.

    في “نظرية المنهج”، كتب بالزاك، الروائي هذه المرة: “كرّس شامبليون حياته لقراءة الهيروغليفية”. شهادة صائبة وقيّمة، لكنها تُهمل ما هو أبرز في مسيرته، أي دوره الرائد في إنارة حضارة تمتد على مدى ثلاثة آلاف سنة، وإيصال صوتها ، وتأسيسه لمنهج عمل ألهم العديد من العلماء بعده لفك رموز أخرى.

    مواقع عربية

  • جبال ممتدة من الذهب الخالص في الصحراء الشرقية المصرية حيث يوجد 37 صخرة ذهبية في جبل أم عرادة ووادي دبور..

    جبال ممتدة من الذهب الخالص في الصحراء الشرقية المصرية حيث يوجد 37 صخرة ذهبية في جبل أم عرادة ووادي دبور..

    أعلنت شركة «ألتوس ستراتيجيز» العاملة في مجال التعدين والبحث عن الذهب في الصحراء الشرقية، اكتشاف المزيد الذهب من الصخور الصلبة، وجاء ذلك من خلال الاستكشاف الميداني مناطق جبل الشلول على مساحة 348 كم 2، ووادي جندي على مساحة 696 كم 2 مشروعات بالصحراء الشرقية لمصر.

    14 عملًا يدويا من الذهب الصخري

    وأضافت الشركة في بيان لها إنها تمتلك 4 مشاريع للتنقيب عن الذهب في الصحراء الشرقية استطاعت الحصول عليهم من خلال مزايدة الذهب، التي أجرتها الهيئة المصرية العامة للثروة المعدنية.

    وأشارت الشركة إلى أنه تم اكتشاف 14 عملاً يدويًا من الذهب الصخري الصلب عبر مشروعين في مصر، يصل عرض الأعمال إلى 30 مترًا وطولها 100 متر مع العديد من عمليات التنقيب الميكانيكية، وتم تأكيد أكثر من 50 عملية عمل للذهب الصخري الصلب عبر المشاريع حتى الآن، ولا يزال يتعين تقييم ما لا يقل عن 35 هدفا آخر للاستشعار عن بعد.

    37 صخرة ذهبية في جبل أم عرادة ووادي دبور

    وقال ستيفن بولتون، الرئيس التنفيذي لشركة Altus، «يسرنا أن نعلن أنه في أعقاب الاستكشاف الأخير الذي قام به الفريق الميداني المصري التابع للشركة، تم اكتشاف 14 عملًا من الذهب الصخري الصلب في مشروعي جبل الشلول ووادي الجندي، مع وجود 35 هدفًا إضافيًا لم تتم زيارتها بعد».

    وأضاف في بيان للشركة أنه في سبتمبر تم الإعلان عن اكتشاف 37 صخرة صلبة عبر مشروعي الذهب في جبل أم عرادة ووادي دبور، وتزيد هذه الاكتشافات الحديثة من العدد الإجمالي لأعمال الذهب الصخري الصلبة المكتشفة حتى الآن في مشاريعنا في مصر إلى 50.

    اقرأ : اكتشاف صخرتين ضخمتين تغطيهما قطعا من الذهب في أستراليا

    كشف مستكشفو معادن في أستراليا، مؤخرا، في كشف مثير ونادر بسبب قيمته الهائلة، عثورهم على صخرتين تغطيهما قطع من الذهب وسط توقعات بأن تصل قيمة كل منهما إلى ملايين الدولارات.

    وقالت شركة “إر إن سي” الكندية المختصة في التنقيب عن المعادن، إن تزن القطعة الأكبر 95 كيلوجراما، ومن المرجح أن يبلغ غطاؤها من المعدن الأصفر أكثر من 68 كيلوجراما، وفقا لشبكة “سكاي نيوز” الإخبارية.

    وأضافت الشركة أنها استخرجت ذهبا تصل قيمته تصل إلى 11 مليون دولار في منجم كالجوري جنوبي أستراليا خلال الأسبوع الماضي.

    الصخرتان اُكتشفتا في جنوب أستراليا

    أما الصخرة الثانية التي عثر عليها في الموقع نفسه فتزن 63 كيلوجراما، وتغطيها كمية من الذهب تقدر بـ45 كيلوجراما ولذلك فإن سعرها يقارب مليوني دولار.

    فيما تستخرج شركات المعادن عادة جرامين اثنين من كل طن من الصخور في أستراليا لكن الشركة الكندية قالت إنها نجحت مؤخرا في استخراج 2200 جرام من كل طن.

    وذكر أحد المختصين في هذا المجال أن من النادر جدا أن يتم استخراج هذه النسبة الذهبية من الصخور وعملت الشركة بالتنقيب عن الذهب في موقع يقع على عمق 500 متر تحت الأرض وجاءت هذه الخطوة بعد رصد آثار للمعدن الأصفر في المكان خلال يونيو الماضي.

    وأوضح المسؤول التنفيذي للشركة الكندية، مارك سالبي، أن الصخرة الكبرى ستعرض في مزاد علني أمام الراغبين في اقتنائها.

    اقرأ : اكتشاف كنز من الذهب داخل ضريح يعود تاريخه لـ2000 عام شرق الصين

    اكتشف فريق من خبراء الآثار، كنزًا من الذهب يعود تاريخه لـ2000 عام مضت في ضريح أول أمير لهايهون، وهو اسم قديم لمملكة صغيرة في مدينة نانتشانج عاصمة مقاطعة جيانجشي بشرق الصين.

    صورة أرشيفية

    وأثارت أنباء اكتشاف الكنز، اهتمامًا كبيرًا من وسائل الإعلام الصينية، وذكرت وكالة الأنباء الصينية الرسمية “شينخوا”، أنه تم اكتشاف ما مجموعه 285 قطعة من العملات الذهبية في الضريح الذي يعود تاريخه إلى عهد أسرة هان الغربية (206 ق م – 24م)، من ضمنها 96 عملة تم العثور عليها أمس.

    وقال شين لي شيانغ، مدير فريق خبراء الآثار الذين قاموا بالاكتشاف، أن هذا يعد أكبر اكتشاف لمقبرة من عهد أسرة هان من حيث عدد العملات الذهبية، وتزن كل قطعة من تلك العملات حوالي 250 جراما.

    مواقع عربية

  • يوم إكشفت البعثة الأثرية الإسبانية،مقبرة “لم تفتح أبدا”.. ولسان من الذهب. في منطقة آثار البهنسا بمحافظة المنيا في مصر

    يوم إكشفت البعثة الأثرية الإسبانية،مقبرة “لم تفتح أبدا”.. ولسان من الذهب. في منطقة آثار البهنسا بمحافظة المنيا في مصر

    مقبرة “لم تفتح أبدا”.. ولسان من الذهب.. اكتشافات أثرية مهمة في مصر

    اكتشافات أثرية لا تتوقف في بر مصر، كان آخرها ما أعلنت عنه وزارة السياحة والآثار في بيان رسمي، الأحد؛ بعثور البعثة الأثرية الإسبانية، العاملة في منطقة آثار البهنسا بمحافظة المنيا، على مقبرتين متجاورتين ترجعان إلى العصر الصاوي، والتي أكد وزير الآثار الأسبق، في تصريحات لموقع “سكاي نيوز عربية”، أنها تعود إلى “عصر النهضة”.

    وحسب ما أعلنه الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، مصطفى وزيري، فإن البعثة الأثرية برئاسة مايته ماسكورت وأستر بونس ميلادو، من جامعة برشلونة، قد عثرت عند أحد هاتين المقبرتين على بقايا رفات شخصين مجهولين، أحدهما كان يملك لسانا من ذهب.

    وأوضح وزيري في بيان، أنه تم العثور داخل المقبرة على تابوت مصنوع من الحجر الجيري له غطاء على هيئة سيدة؛ وبجانبه بقايا رفات لشخص غير معروف بعد.

    وأثبتت الدراسات الأولية على تلك المقبرة أنه تم دخولها من قبل خلال العصور القديمة، بحسب ما نقل موقع رئاسة مجلس الوزراء المصري.

    في حين أشار رئيس البعثة، ماسكورت، إلى أن المقبرة الثانية كانت “مغلقة تماما”، وقامت البعثة بفتحها لأول مره أثناء أعمال الحفر.

    كما عثر فريق البعثة داخل المقبرة على “تابوت من الحجر الجيري بوجه آدمي في حالة جيدة من الحفظ، بالإضافة إلى كوتين يوجد بداخل كل واحدة منها أواني كانوبية. كما تم العثور على 402 تمثالا من الأوشابتي مصنوع من الفايانس ومجموعة من التمائم الصغيرة والخرز أخضر اللون”.

    أهمية الاكتشاف

    من جانبه، قال وزير الآثار المصري الأسبق، زاهي حواس، إن أهمية الاكتشاف تكمن في أنه “يعود للعصر الصاوي، الذي يعرف باسم عصر النهضة، أي إحياء عظمة الماضي في العصور الأقدم التي عرفت بالازدهار”.

    وبشيء من التوضيح، أضاف حواس لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن “العصر الصاوي يرجع لعهد الأسرة 26 (سنة 500 قبل الميلاد)، وفي هذا العصر كان يتم تقليد الدفن من عصور الدولة القديمة والوسطى والحديثة؛ إذ كان يمتاز أسلوب الدفن بالتوابيت الضخمة التي توضع فيها المومياوات”.

    ويلفت حواس إلى أن العصر الصاوي سبقته “عصور الاضمحلال، التي انقطعت فيها عظمة العصور السابقة”.

    إلى جانب ذلك، كانت توجد داخل مقابر العصر الصاوي المناظر المصورة على الجدران، التي تتحدث عن العالم الآخر، والكتب التي تساعد المتوفي في العالم الآخر، مثل كتاب الموتى.

    كما كانت توضع بعض المتعلقات والأواني الكانوبية، التي كان توضع بها أحشاء المتوفي.

    تجدر الإشارة إلى أن البعثة الإسبانية تعمل في منطقة آثار البهنسا منذ ما يقرب من 30 عاما، عثرت خلالها على العديد من المقابر التي تعود للعصر الصاوي واليوناني الروماني والقبطي.

    واشتهرت منطقة البهنسا بوجود البرديات المكتوبة باليونانية بها، والتي تم نشرها في عشرات المجلدات في جامعة أكسفورد، كما أنها كانت تتبع الإقليم التاسع عشر من أقاليم مصر العليا، ولها شهرة كبيرة في العصر القبطي والإسلامي.

    (سكاي نيوز عربية)

  • نفذت الجمعية السورية للاستكشاف والتوثيق مسيراً في قمة جبل القلعة على سلسلة جبال القلمون الغربي

    نفذت الجمعية السورية للاستكشاف والتوثيق مسيراً في قمة جبل القلعة على سلسلة جبال القلمون الغربي

    مسير في جبال القلمون الغربي… مشاهدات ترصدها الجمعية السورية للاستكشاف والتوثيق

    دمشق-سانا

    بمشاركة 110 متطوعين من دمشق وحلب والسويداء نفذت الجمعية السورية للاستكشاف والتوثيق مسيراً في قمة جبل القلعة على سلسلة جبال القلمون الغربي القاطع الجنوبي منها بريف دمشق سجلت خلاله العديد من المشاهدات وفق قائد العمليات الميدانية في الجمعية خالد نويلاتي.

    وفي تصريح لسانا بين نويلاتي أن هذا المسير هو ختام نشاطات الجمعية لعام 2021 حيث نجح الفريق التطوعي بالوصول إلى ارتفاع 2075 متراً واستغرق المسير لقمة جبل القلعة نحو 13 ساعة وبلغ طول خط السير 12 كيلومتراً لافتاً إلى أنه رغم درجات الحرارة المنخفضة التي وصلت إلى ناقص 10 تحت الصفر إلا أنها مغامرة ممتعة.

    وحول المشهد العام الذي استطاع فريق الجمعية توثيقه أوضح نويلاتي أن معالم الطبيعة اختفت بشكل كامل في عمق الضباب وبياض الثلج ولم يستطع الفريق رؤية الشمس إلا ثلاث دقائق قبل غروبها مشيراً إلى أن سماكة الثلج تراوحت ما بين 20 و40 سنتميتراً.

    وكانت الجمعية أقامت خلال العام الحالي نحو أربعين نشاطاً منها مسير معلولا الذي شارك فيه أكثر من 150 طالباً جامعياً وحملة تنظيف جبل قاسيون بالقرب من مقام الأربعين إضافة إلى نشاطات أخرى بيئية وتوثيقية في مناطق مختلفة.

    وتأسست الجمعية السورية للاستكشاف والتوثيق في دمشق عام 2008 بهدف إتاحة الفرصة للشباب لاختبار الطبيعة عن قرب من خلال تدريبهم على كيفية التأقلم معها لاستخلاص المنفعة العلمية والحقيقة التاريخية وذلك عبر إقامة النشاطات الاستكشافية الميدانية في الطبيعة.

  • أحد أهم معالم مدينة اللاذقية ورموزها..قوس النصر الأثري .. معلم تاريخي شاهد على عراقتها

    أحد أهم معالم مدينة اللاذقية ورموزها..قوس النصر الأثري .. معلم تاريخي شاهد على عراقتها

    قوس النصر الأثري باللاذقية.. معلم تاريخي شاهد على عراقتها- فيديو

    اللاذقية-سانا

    “قوس النصر” يعد أحد أهم معالم مدينة اللاذقية ورموزها والشاهد على تاريخها وعراقتها وعظمة فن العمارة وإتقان البنائين السوريين الذي جعله يصمد أكثر من ألفي عام.

    وأطلقت على القوس تسميات عديدة ومنها “القوس المربع” أو “الكنيسة المعلقة” أو”التترابيل” وفق رئيس دائرة الآثار باللاذقية إبراهيم خير بك الذي بين لمراسلة سانا أن التسميات تشكل قيمة تاريخية مضافة لهذا المعلم الذي شيد في حي الصليبة العريق بالمدينة القديمة وإلى الغرب من هضبة الطابيات وإلى الشمال الشرقي منه تقع أعمدة باخوس الشهيرة.

    ويتألف “قوس النصر” من أربع فتحات يقوم فوق كل منها عقد حجري متقن وله شكل مكعب ارتفاعه 16 متراً وطول ضلعه 12 متراً أقيم على أربعة دعائم حجرية متينة وتحمل المنقوشات بداخله رسوماً تزيينية ومنحوتات نافرة لإشارات النصر الرومانية “سيوف، وتروس، ورماح، ودروع، وخوذ” وغيرها من العتاد والأسلحة التي استخدمها المحاربون والفرسان الرومان وتتوسطه في الأعلى قبة نصف كروية.

    ويعود بناء القوس وفق خير بك إلى عام 195 ميلادي حيث بناه القائد الروماني سيبتيموس سيفيروس تكريماً لهذه المدينة لوقوف أهلها معه في حربه على أعدائه فجعلها من بعد انتصاره مدينة مفتوحة معفاة من الضرائب.

    ويقول خير بك: “تحول القوس بالقرون الوسطى إلى كنيسة كما تم استخدامه في فترة من الفترات أيضاً كمسجد” لافتاً إلى أن هذه الأحداث التي مرت على القوس متوضعة آثارها على “الفريسك” جوانب الجدران في القوس ومذكورة في مصادر تاريخية مهمة.

    وأضاف: حديثاً تم هدم كل ما يشوه هذا المعلم لإظهاره بالشكل الجميل والفني المناسب والذي يعطي قيمة للقوس ولمدينة اللاذقية كما شهد أعمال ترميم من قبل دائرة آثار اللاذقية وأحيط بحديقة وهو من أهم المباني المسجلة في قائمة المباني الأثرية بالمدينة.

    وبين أن المديرية العامة للآثار والمتاحف عملت على توثيق ثلاثي الأبعاد للقوس بجهاز الفارو وأجهزة البرامج الفوتوغرامتري بشكل دقيق جداً واستخدام هذا التوثيق بالترويج له عبر المنصات الإلكترونية والتواصل الاجتماعي.

    وتشير المصادر التاريخية إلى أن قصة بناء القوس تعود إلى خلاف نشب بين الأباطرة الرومان وقف على إثره أهالي مدينة اللاذقية مع الإمبراطور سيبتيموس سيفيروس حيث حقق نصره حينها بمساعدتهم فكافأ المدينة وأهلها ببناء هذا القوس كما جر المياه إليها من عين العيدو التي تتبع لناحية كنسبا على طريق اللاذقية-حلب.

    فاطمة ناصر

  • لوحة فسيفساء أثرية نادرة في مدينة الرستن بمحافظة حمص السورية..- مشاركة:تمام الحسن

    لوحة فسيفساء أثرية نادرة في مدينة الرستن بمحافظة حمص السورية..- مشاركة:تمام الحسن

    اكتشاف أثري نادر للوحة فسيفساء في مدينة الرستن بحمص

    حمص-سانا

    أعلنت المديرية العامة للآثار والمتاحف عن اكتشاف أثري نادر، تم العثور عليه في مدينة الرستن بمحافظة حمص، وهو عبارة عن لوحة فسيفساء من العصر الروماني، لا يوجد لها مثيل في العالم.

    واللوحة المكتشفة عبارة عن مشهدين رئيسيين، وفق وصف مديرية الآثار، المشهد الأول هو ثلاثة أطر ودائرة بالمنتصف، فيها رسومات لأخيل مع ملكة الأمازونيات، وتجسيد لهرقليس مع ملكة أمازونيات أخرى، وحول الإطار رسوم لأمازونيات مع ملوك اليونان، وهي إشارة إلى قصة أسطورية معروفة في النصوص الأثرية للملحمة الشعرية “الإلياذة” والتي تتحدث عن حرب الأمازونيات بين طروادة واليونانيين.

    وتضم اللوحة أيضاً أسماء ملوك اليونان كافة الذين اتحدوا ضد طروادة، وأسماء الملكات الأمازونيات وبعض الشخصيات التي ذكرتها النصوص الأثرية وشخصيات أخرى لا يوجد لها ذكر في تلك النصوص، وفي اللوحة تمثيل لآلهة الرياح، إضافة إلى فصول العام ورسومات متجهة مع عقارب الساعة.

    مدير التنقيب والدراسات الأثرية في المديرية العامة للآثار والمتاحف، ومدير البعثة في موقع الرستن الدكتور همام سعد، أوضح في مؤتمر صحفي اليوم أن هذه اللوحة اكتشاف مهم جداً، ليس على مستوى المنطقة، وإنما على مستوى العالم، وتم اكتشافها أثناء إجراء أعمال تنقيب عن لوحة أخرى وطبقات أثرية ضمن منزلين بمدينة الرستن، كانت المديرية بالتعاون مع متحف “نابو” في بيروت قد استملكوهما، ليقوما بأعمال تنقيب فيهما.

    وبالعودة لبداية القصة قال الدكتور سعد:  في عام 2017 وإثر الأنفاق التي تم حفرها والتعدي على الآثار بطرق غير شرعية في تلك المنطقة من قبل التنظيمات الإرهابية التي كانت موجودة فيها آنذاك، حاول العديد من الأشخاص سرقة لوحات أثرية ومحاولة بيعها أو تهريبها، وكان منها لوحة عرضها أحد الأشخاص على صفحات الفيسبوك آنذاك، ولكن بعد تحرير المنطقة من التنظيمات الإرهابية عام 2018 تم إعلام مديرية الآثار والمتاحف من قبل الجهات الأمنية المختصة في الرستن، بأن هناك معلومات عن وجود لوحة أثرية ولوحات أخرى، فقامت المديرية بالتعاون مع دائرة آثار حمص بالكشف عنها، وكانت موجودة داخل منزل، ويبدو أن لها امتداداً للمنزل الملاصق، وتم الحفر والردم مرات عدة للحفاظ على اللوحة، لأنه يجب استملاك المنزلين، للتمكن من إجراء عمليات التنقيب بشكل أفضل ودون أذية اللوحة، ثم تم اتخاذ قرار بالتريث إلى حين اتخاذ إجراءات استملاك المنزلين، وهو ما حصل بالتعاون مع مجلس أمناء “نابو” في بيروت، حيث تم شراء المنزلين ونقل ملكيتهما لمصلحة المديرية العامة للآثار والمتاحف، وتمت بعدها أعمال التنقيب، وحين وصلنا إلى اللوحة الأساسية التي تحدثنا عنها منذ عام 2018 كانت المفاجأة باكتشاف لوحة أخرى أهم وأكثر ندرة في العالم.

    وبين الدكتور سعد أن الدراسات مستمرة للوحة الجديدة المكتشفة، وعمليات التنقيب مستمرة أيضاً لكون اللوحة تمتد نحو البيت المجاور والشارع، وهذه الأعمال تجري من قبل فريق من خبراء المديرية العامة للآثار والمتاحف، مؤكداً أنها اللوحة الأولى بالعالم التي تكتشف بهذه التفاصيل، مضيفاً: كما نعلم الرستن كانت مملكة مهمة في العصر الروماني، وقبل ذلك ذُكرت في النصوص القديمة بالقرن الرابع الميلادي، وتعرف بمملكة أرتيوزا، ولدينا تابوت أثري مكتشف من منطقة الرستن موجود في المتحف الوطني بدمشق، يمثل أسطورة أخيل، وهو منحوت بطريقة جميلة ودقيقة جداً، ونماذجه معروفة، وحتى الآن لا نعلم ما هي حدود مملكة أرتيوزا ولم توجد أعمال تنقيب كبيرة لكون المدينة مأهولة.

    وأوضح الدكتور سعد أن مبنى المنزل بالمجمل تتم دراسته، وأعمال التنقيب فيه مستمرة، حيث سيتم هدم البيت الثاني لاستكمال ذلك، وتبين حتى الآن وجود فناء أثري وقاعة مكتشفة طولها عشرون متراً وعرضها نحو ستة أمتار، لافتاً إلى أنه مع انتهاء أعمال التنقيب يمكن بناء متحف فوق اللوحة لتكون متاحة للجميع ومكاناً يقصده السياح من العالم.

    عضو مجلس أمناء متحف “نابو” في بيروت سلاف فواخرجي بينت أن القائمين على متحف “نابو” دعموا إجراءات شراء المنزلين واستملاكهما لمصلحة المديرية العامة للآثار والمتاحف في دمشق، وهذا ليس التعاون الأول بينهما، حيث سبق أن قام المجلس بالتعاون مع المديرية بالعمل على إعادة عدد من الآثار السورية المسروقة، مشيرة إلى أن سورية ولادة وبلد تاريخ وحضارة، وهو ما يستدعي من الجميع التعاون لإيجاد هذه الاكتشافات الأثرية المهمة.

    رئيس دائرة آثار حمص المهندس حسام حاميش اعتبر أن هذا الاكتشاف اليوم في مدينة الرستن المسجلة في عداد المباني الأثرية لم يأت عبثاً أو بالصدفة، فمملكة أرتيوزا التاريخية هي مدينة الرستن، وكل التنقيبات التي أجرتها مديرية الآثار والمتاحف سابقاً إن كان في سفح تل الرستن أو شوارع المدينة أثبتت وجود هذه الدلائل الأثرية، مشيراً إلى أن هذا الاكتشاف سيفتح المجال لبدء أعمال تنقيب تظهر مكانة هذه المنطقة على الخارطة الأثرية مستقبلاً.

    من جهته أشار رئيس شعبة الترميم في دائرة آثار حمص يامن صالح إلى أنه بعد أن تم الكشف عن اللوحة الفسيفسائية، تم تشكيل فريق وطني لمعالجة الإشكاليات التي ظهرت على اللوحة، وإجراء الكشف العيني، ولوحظ غياب وانقطاع لبعض المكعبات وظاهرة الانتفاخ في بعضها، فكانت مهمتنا الحفاظ على اللوحة من التدهور، وفق المنهجية المتبعة عالمياً في الحفاظ على الآثار.

    تمام الحسن

    متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgenc

    ************************
    لوحة فسفسائية أثرية لا مثيل لها في العالم أجمع تعود للقرن الرابع الميلادي تم اكتشافها في مدينة الرستن في ريف حمص الشمالي تتميز بمساحتها الكبيرة التي لم تنته بعد وبالحالة الجيدة التي مازالت عليها اللوحة رغم تعاقب العصور .
    – مدير التنقيب والدراسات الأثرية في المديرية العامة للآثار والمتاحف ومدير البعثة في مدينة الرستن الدكتور همام سعد بين أننا أمام اكتشاف نادر ومهم جدا ليس على مستوى المنطقة بل على مستوى العالم وهذا . .
    المزيد من التفاصيل على الرابط
    للمزيد من الصور:
    https://www.facebook.com/photo/?fbid=1378195912716854&set=pcb.1378197029383409
    +14
    أنت، وحبيب النقري، وMazen Jomaa و٤٩٠ شخصًا آخر
    ٤٩ تعليقًا
    ١٥ مشاركة
    أعجبني

    تعليق
    مشاركة
    ٤٩ تعليقًا
    عرض التعليقات السابقة
    • Basel Gh Daher

      بتعود للعصر اليوناني
      حسب مو مبين عليي مكتوب عليها هرقل و اسم الملكة هيبوليتا واخيليس
      بعتقد اعتقاد مو اكتر
      هي اللوحة بتروي قصة هرقل مع الملكة هيبوليتا اللي بتملك جيش من النساء الامازونيات
      لما ارادت ابنة الملك يوريستوس حزام جميل فذهب هرقل لاخذ حزام الملكة هيبوليتا تلبية لرغبة الملك
      فكسب الملكة بصفه بداية
      الا ان هيرا نشرت اشاعة انه خطف الملكة فانطلقت النساء الامزونيات لنجدتها فظن هرقل ان الملكة خدعته فقتلها واخذ الحزام
  • يقع “جامع المهمندار” في سورية..و الذي يعود إلى الفترة المملوكية في مدينة حلب في أول طريق “باب النصر” مقابل “المحكمة الشرعية” سابقاً

    يقع “جامع المهمندار” في سورية..و الذي يعود إلى الفترة المملوكية في مدينة حلب في أول طريق “باب النصر” مقابل “المحكمة الشرعية” سابقاً

    لا يتوفر وصف للصورة.

    في مثل هذا اليوم
    منذ ‏٨‏ سنوات
    ‏مروان مسلماني – Marwan Moslmany‏ مع ‏‎Mohammad Kujjah‎‏

    12 أكتوبر 2014 ·
    يقع “جامع المهمندار” الذي يعود إلى الفترة المملوكية في مدينة حلب في أول طريق “باب النصر” مقابل “المحكمة الشرعية” سابقاً وهو أحد أقدم الجوامع في حلب، ويتميّز بمئذنته الجميلة ذات الطراز المغولي المتأثرة بالمآذن السمرقندية حيث يبلغ ارتفاعها ستة عشر متراً وقد تهدمت مع أروقة الجامع اثر الزلزال المدمر الذي ضرب حلب وما حولها في العام 1822م وأعيد بنائها من قبل المديرية العامة للآثار والمتاحف في العام 1946م».
    أما حول معنى كلمة المهمندار (بحسب الأستاذ عامر رشيد مبيض) فهي لقب موظف من العهد المملوكي اتصلت وظيفته بتلقي الرسل واستقبال السفراء القادمين من الخارج إلى بلاط السلطان ومن يرغبون بمقابلته، بينما يقول الأستاذ حسن بيضة: فمعناها المسؤول عن مطابخ السلطان، أما الأستاذ عبد الله حجار فيرى أنها تعني لقب بمعنى ممسك الضيف وهو المسؤول عن مطابخ السلطان.

  • بلدة «معلولا» السورية يعود تاريخها إلى القرن العاشر قبل الميلاد، ما زال سكانها يتحدثون الآرامية (السريانية) لغة السيد المسيح. التي أعطت سوريا اسمها،

    بلدة «معلولا» السورية يعود تاريخها إلى القرن العاشر قبل الميلاد، ما زال سكانها يتحدثون الآرامية (السريانية) لغة السيد المسيح. التي أعطت سوريا اسمها،

    الصورة :

    الصورة :

    معلولا.. ذاكرة الصخر والإنسان
    المصدر:(دمشق ـ محمود شاهين)
    التاريخ: 18 سبتمبر 2022

    «معلولا» بلدة سورية قديمة، يعود تاريخها إلى القرن العاشر قبل الميلاد، ما زال سكانها يتحدثون الآرامية (السريانية) التي أعطت سوريا اسمها، وهي لغة السيد المسيح التي انقرضت من كل العالم إلا من ثلاث بلدات سورية متجاورة تقع في أعالي جبال القلمون الغربي هي: معلولا، جبعدين، ونجمة.
    تبعد عن دمشق 56 كيلومتراً، وترتفع عن سطح البحر أكثر من 1500 متر، وما زالت مأهولة بالسكان منذ عصور ما قبل الميلاد وحتى الآن، ما يجعلها مثقلة بتاريخ طويل، وأسرار عميقة، وحجب لا تنتهي. تُطل من كل زاوية فيها حكاية، وتروي كل صخرة من جبالها أسطورة، تُثير في النفس شعوراً خاصاً من المهابة والجلال والعتاقة.
    في أواخر العصر الحجري، تطورت معلولا واتسعت لتكون قرية حقيقية. يرجع تاريخها إلى 50 أو 60 سنة قبل الميلاد. بعد أن استولى الإسكندر الأكبر على بلاد الشام عام 333 قبل الميلاد، تأثرت معلولا بحضارة اليونان ولغتهم، وصارت تُعرف باسم «بنكرابوليس».
    في ظل الحكم الآرامي، كانت معلولا مركزاً لعبادة بعض الآلهة السوريين، وفي العهد الهيليني اليوناني تحولت إلى عبادة الشمس، وفي العهد المسيحي، وجدت المسيحية واللغة الآرامية مأوى لها بين أهل معلولا والقرى المجاورة.
    تتسلق معلولا جبلاً صخرياً وكأنها العقاب أو وكره، تحرسها من الشرق والغرب أكمتان عظيمتان من صخور طباشيرية، تُحيطان بها كجدارين شاهقين يقومان بحمايتها، ومن تحتها يمتد منحدران يُسمى كل واحد منهما فجاً، يقسمانها إلى قسم سفلي هو معلولا الحالية، وعلوي يُعرف باسم «بلوتا علو» ويعني «البلاد الفوقا»، وهي معلولا القديمة المنقورة في الصخور على هيئة كهوفٍ سكنها إنسانها قبل أن يهبط ليسكن معلولا الحالية، ويستقر فيها.
    ذُكر اسم معلولا في المصادر التاريخية تحت اسمها الحالي، غير أن بعض تلك المصادر أسمتها «قلمونا» أو «سلفكية» أو «سلوقية الشام» أو «سلوقية سوريا» وقد سماها العرب «النَشِطَة» لطيب هوائها واعتداله، واسم معلولا مشتق من الآرامية القديمة ويعني المضيق، أو الممر، أو المدخل الضيق.
    معالم
    تتفرد معلولا بمعالم تاريخية أثرية وطبيعية أهمها: الأديرة والكنائس القديمة العائدة إلى العهد البيزنطي، والمبنية في عب الصخر، بحيث شكلت عمارتها والصخور، حالة مدهشة من الانسجام والتآلف والوحدة، جعلت من هذه العمارة تبدو وكأنها قُدت من الصخور، بفعل الطبيعة وليس بفعل الإنسان، يُضاف إليها مجموعة من الأضرحة البيزنطية والكهوف والمغار المحفورة في قلب الجبل الصخري، والتي شكلت سكن الإنسان القديم. من أبرز معالم معلولا الأثرية: (دير مار سركيس) و(دير مار تقلا) اللذان صنفتهما منظمة اليونسكو على أنهما من أهم الآثار المسيحية في العالم وأقدمها.
    يقول الباحث التاريخي إلياس نصر الله، إن معلولا تاريخ وأوابد، جعلا منها تلخيصاً للتاريخ الإنساني برمته، بوصفها تُعد متحفاً حياً نادراً عن طريقة حياة الإنسان الذي سكن الكهوف وحتى الوقت الحاضر، فقد تعاقبت عليها معظم الحضارات بدءاً بالآرامية، واليونانية، والرومانية، والبيزنطية، والعربية الإسلامية، وهذا ما أكسبها شهرة محلية وعالمية.
    الفنان فرج شماس يرى أن معلولا هي ذاكرة الصخر والإنسان، تكتب بلغة السيد المسيح سفراً للحب، وشهادة حياة لكل العصور، بحيث يمكنك أن تُطلق فيها لقلبك الأعنة، وتغني عيني لمن تُحب، بقصيدة موسيقية توزعها العصافير، وتنقل ألحانها أوراق الحور إلى كل الوديان، ومسارب المياه، وهذا يعني أنك في وطنك، وأن اسم هذا الوطن سوريا بالعربية والآرامية.
    ملهمة الفنانين
    شكلت معلولا بطبيعتها وآثارها ونسيجها العمراني النادر والفريد، مادة غنية للفنانين التشكيليين والمصورين الضوئيين والمعماريين السوريين وضيوفهم من العرب والأجانب، حيث عكفوا على رسمها وتصويرها ودراستها، بأكثر من صيغة وأسلوب، كما كانت معلولا ولا تزال، محجاً لطلاب الفنون الجميلة وهندسة العمارة الذين يتقاطرون إليها من الجامعات السورية واللبنانية، لدراسة هذه الألفة النادرة القائمة بين الطبيعة والعمارة، والمنسوجة بكثير من البساطة والتلقائية والعشق، لكن هذه الحالة بدأت تتغير، بفعل المداخلات العشوائية الحديثة على نسيجها العمراني القديم، عبر إشادة أبنية حديثة مكانه، لا تتفق وتنسجم مع محيطها، أو باستعمال خامات ومواد هجينة في ترميم هذا النسيج.

     

    الصورة :

    الصورة :

     

    الصورة : الصورة :