
صور| في غرب إفريقيا.. خلف كل قناع حكاية

ليست الثقافة الغنية والحرف اليدوية فقط هي ما يميز غرب إفريقيا. ولكن ثقافة الأقنعة الغريبة التي تحمل في طياتها العديد من القصص والرموز المختلفة.








صور| في غرب إفريقيا.. خلف كل قناع حكاية
ليست الثقافة الغنية والحرف اليدوية فقط هي ما يميز غرب إفريقيا. ولكن ثقافة الأقنعة الغريبة التي تحمل في طياتها العديد من القصص والرموز المختلفة.
عدستنا وحوارنا مع الاعلامي خالد سامح اليوم في صحيفة الدستور
تمت إضافة 17 صورة جديدة من قبل Abdellatif Akremi.
زيارتي الى فيينا عاصمة النمسا
هذه المدينة العريقة حملت عدة أسماء، فالرومان أطلقوا عليها اسم “روزيبيس”، حسب ما حكاه “بتوليميوس” عن رحلته لغرب إفريقيا. وفي القرن السادس عشر، احتل البرتغاليون المنطقة لأهمية موقعها الاستراتيجي على الساحل الغربي وشيدوا بها، سنة 1506 قلعة ومدينة سموها “مازكان”. ولم يتمكن السلطان العلوي سيدي محمد بن عبد الله من تحريرها إلا سنة 1769 بعد حصار طويل. لكن البرتغاليين قاموا بتفجير عدة قنابل مع مغادرتها فتهدمت معظم بناياتها. وظلت مهجورة وتدعى “المهدومة” إلى أن أمر السلطان مولاي عبد الرحمن بترميمها وإعادة بنائها سنة 1832 وأطلق عليها بعد ذلك اسم “الجديدة”.
وبعد فرض “الحماية” الفرنسية على المغرب سنة 1912، حملت المدينة من جديد اسم “مازكان”، ووصفها الجنرال “ليوطي” (أول حاكم فرنسي على المغرب) بـ”دوفيل المغرب”. واستعادت المدينة اسم “الجديدة” إثر استقلال البلاد.
هذه المكانة التاريخية ومميزاتها العمرانية هي التي سمحت لهذه المدينة الجميلة أن تسجل ضمن التراث البشري الدولي من قبل منظمة “اليونسكو” . هذا التكريم من شأنه ان يعطي دفعة للتنمية السياحية للمدينة وجهتها “دكالة”، لأنه سيمكن المدينة من توسيع آفاق التبادل الثقافي مع فعاليات دولية متعددة.
تعد مدينة الجديــدة من أجمل المدن الساحلية المغربيــة، ذلك أن موقعها الجغرافي على
المحيط الأطلسي واعتدال مناخها وشواطئها الخلابة جعلها مركزا للاصطياف ذا شهرة
واسعة. أهم شواطئها: “دوفيل”، “سيدي بوزيد” و”الحوزية”.
شاطيء الدوفيل
شاطيء سيدي بوزيد
شاطيء الحوزية
كما تتمتع المدينة بمآثر عمرانية تاريخية تعود إلى القرن السادس عشر، أبرزها “المدينة البرتغالية” والميناء. وتنعقد بها عدة مواسم أشهرها موسم “مولاي عبد الله أمغار” الذي يتضمن أنشطة متنوعة: الرقصات الفلكلورية ولعبة الصقور وبالخصوص لعبة “التبوريدا” (لعبة الخيالة التي تنتهي بإطلاق النار/البارود من البنادق) التي تحظى بشعبية كبيرة وتكون مناسبة فريدة بالنسبة للفرسان لإبراز مهاراتهم في ركوب الخيل وفي استعمال البنادق النارية.
مرحبا بكم في مدينة الـــجــــديـــدة
مدينة لا تنام صيفا
عدة الفنادق بها وكذا أماكن الترفيه
شواطؤها الذهبية الممتدة لكيلومترات عدة
كما تحدها شمالا مدينة أزمور التي بها يلتقي واد أم الربيع بالبحر وهذا بحد ذاته منظر فاق الجمال ويحدها جنوبا سيدي بوزيد عالم السياحة بامتياز
كما لو كنت في عطلة في الجديدة فلا تنسى زيارى الحي البرتغالي حيث ستغمرك أحاسيس بالسفر إلى البرتغال
بلدية مدينة الجديدة
الحي البرتغالي بالجديدة
صور la citerne portugaise أو ما يصطلح عليه بالمطفية دالبرتقيز= حزان الماء عجيب التصميم
الصور ملتقطة من داخل الحي الرتغالي للسقاية قمة في الثرات
المدخل
من داخل الحي البرتغالي
رواق الخطيبي بالحي البرتغالي
ميناء الجديدة القديم قرب الحي البرتغالي
الحي البرتغالي البحر
هدا مشهد للفروسية فالمدينة بها اشهر مواسم الفروسية بالمغرب كما تتوفر على احسن ملعب فروسية بالمغرب حيث يقام به معرض في شهر سبتمبر تحت اشراف جلالة الملك محمد السادس يحضره ما يقارب 500000 زائر من داخل المغرب وخارجه
شارع النخيل
حديقة محمد الخامس
المسرح البلدي
الكولف الملكي بالجديدة
فندق الكولف الملكي
صورة من داخل المدينة
المركز التجاري مرحبا بالجديدة
الحي البرتغالي بالمدينة يطل على البحر
الميناء القديم محادي للحي البرتغالي
واد ام الربيع اكبر الوديان بالمغرب هدا الجسر يؤدي الى مدينة الدار البيضاء التي تبعد عن مدينة الجديدة ب95 كيلومتر
شاطئ الجديدة منظر عام
الجديدة الكورنيش
شاطيء الجديدة صباحا
مقاهي الشاطيء بالجديدة
منظر مميز للحي البرتغالي
منتجع مازاغان السياحي
فندق مزكان السياحي
مدينة الجديدة مدينة جميلة و رائعة تستحق الزيارة حيث يمكن التعرف على معالمها الاثرية كما يمكن ممارسة عدة انشطة رياضية كالفروسية و الكولف حيث ارقى اماكن الكولف بالمغرب (الكولف الملكي)و يمكن ممارسة surf وwind surf و السباحة كما ان اهل المدينة معروفين بكرمهم.
|
|
تهدد الكوارث الطبيعية بمحو تاريخ من الحضارة في عدد كبير من البلدان، كما يهدد الإرهاب بتدمير مزيد من كنوز الآثار في العراق وسوريا. ولعل أكبر مثال ما تعرَّض له القصر الآشوري الشمالي الغربي القديم في نمرود في محافظة نينوى العراقية، ومتحف مدينة الموصل في العراق، ومعبدي بعل شمين وبعل في مدينة تدمر السورية القديمة، التي نُهبت ودُمرت جميعها. وفي مواجهة ذلك، يتهيأ فريق من «معهد الآثار الرقمية لاستخدام التكنولوجيا» لحماية التراث الثقافي العالمي. ويُعدّ المعهد، الذي أسسه في العام 2012 روجر مايكل، جهداً مشتركاً بين جامعتي «هارفارد» الأميركية و «أكسفورد» البريطانية. ويهدف إلى إنشاء سجل بيانات مفتوح المصدر لصور عالية الوضوح، ورسوم توضيحية ثلاثية الأبعاد لمحفوظات عديدة، مثل وثائق أوراق البردي والوثائق الورقية والنقوش والتحف الصغيرة. وبدأ المعهد عمله في المعمل، قبل أن ينتقل إلى الميدان، حيث شرع باحثوه في توثيق الآثار القديمة رقمياً، وفي أذهانهم إمكانية أن يساهموا في حماية تراث هذه المواقع. وقد انطلق المعهد في ما سماه «سجل المليون صورة» في بداية العام 2015. وحتى يخترع سريعاً آلة تصوير فريدة لهذا المشروع، اجتمع فريق تقني من المعهد يقوده ألكسي كارينوفيسكا، الباحث في مجال المغناطيسية، في أكسفورد، لتطوير آلة تصوير ثلاثية الأبعاد وقليلة التكلفة. كما أعدّ المعهد و «منظمة العلم والثقافة والتربية» التابعة للأمم المتحدة «يونيسكو» قائمة بأغلب المواقع المهددة. ولا يمكن مناقشة تفاصيل القائمة علانية، نظراً لطبيعة المشروع الحساسة، لكن كثيراً من المواقع الموجودة فيها مدرجة في قائمة المنظمة الدولية لتراث العالم المهدد، ومن بينها تدمر، التي تمكن الفريق من الوصول إليها وتوثيقها قبل تدميرها. في هذه الأثناء، جمع المدير الميداني في المعهد، بن ألتشولر، «جيشاً» من موظفي المتاحف، وأعضاء جمعيات الآثار، وعلماء الآثار، للمساعدة في المشروع. ويعتبر هذا العمل بطبيعة الحال محفوفاً بالمخاطر. ولهذا السبب يراعي المتطوعون احتياطات مشددة، من بينها مثلاً، وجود فترة ملزمة مدتها ثلاثة أشهر بين وقت التقاط الصور، والموعد الذي ستنشر أو تبث فيه، ما يجعل من الصعب التأكد من معرفة مكان المصور لحمايته. ويقدر مايكل عدد آلات التصوير الموجودة في الميدان بحوالي ألف، يعتزم زيادتها إلى خمسة آلاف مع نهاية العام الحالي. وبالرغم من المخاطر، فإن «لدى الناس رغبة في الاستمرار»، يقول الباحث. من جهتها، تلاحظ الباحثة في جامعة بنسيلفانيا، كاثرين هانسون، والتي تركز بحوثها على حماية التراث الثقافي، أن فقدان الأطلال في مواقع مثل تدمر، ونمرود، ووجود مئات المواقع التاريخية المسجلة، قد يكون له تأثير كبير في السكان في المنطقة. وتضيف «بناء تراث ثقافي لمكان ما يرتبط بعمق بإحساس السكان المحليين بالهوية، ولذلك، فإننا وإن لم نستطع استعادة تدمر الأصلية، فإن المواقع القديمة ستظل، بفضل عمل معهد علم الآثار الرقمية، موجودة بصورة ما، يسهل وصول الناس إليها». وفي بعض الحالات، سيسمح المشروع حتى بإعادة بناء مواقع معينة. فالمباني التي دُمرت، على سبيل المثال، يمكن بناؤها بما يماثل الأصل، بفضل تقنية الطباعة الثلاثية الأبعاد باستخدام الإسمنت. ومن المتوقع أن يُفتتح المتحف في 2017، وهو يهدف إلى أن يصبح مركزاً للإبداع، عن طريق جذب المهندسين، والمصممين، والعلماء، والباحثين ليجتمعوا معاً ويتعاونوا في مجال تكنولوجيات المستقبل. وطور المعهد موقعاً على الإنترنت سيضم جميع صور المشروع، سيكون متاحاً في بداية 2016، ويقدم الفرصة للجمهور لمشاهدة أماكن لم يكن يعرف بوجودها، إلا بعد أن طالتها الحروب بالتدمير. |
يكشف التوغل في أعماق منطقة مندنهال الجليدية في ولاية ألاسكا الأمريكية النقاب عن عالم خفي حافل بالدرجات السريالية للون الأزرق، والأمواج المتجمدة، والكهوف التي تشبه ذاك المكان الذي كان تتخذه شخصية “سوبرمان” الخيالية مخبأً لها في القصص والأعمال السينمائية.
“أطراف حقل جليدي”
في هذه المنطقة، يمتد ما يُعرف بـ “حقل جونو الجليدي” على مساحة نحو 1500 ميل مربع، وهو بذلك يعتبر سابع أكبر تكتل جليدي من نوعه في النصف الغربي من الكرة الأرضية.
وفي أغلب الأحيان؛ يتجاوز ارتفاع الثلوج التي تنهمر على هذه المنطقة سنويا المئة قدم. وخلال شهور الصيف من كل عام؛ تبقي غالبية هذه الثلوج دون ذوبان بفعل الطقس البارد وارتفاع المكان عن سطح البحر.
لكن “نهر مندنهال الجليدي المتجمد”؛ وهو أشهر التكوينات التضاريسية في “حقل جونو الجليدي” وأكثرها يسراً فيما يتعلق بإمكانية الوصول إليه، لا يحظى بكثير من المترددين عليه في الوقت الراهن، وهو ما يرجع جزئيا إلى الارتفاع المتزايد في درجة حرارة تلك المنطقة خلال الصيف.
فخلال زيارتي لهذا المكان في يوليو/تموز 2013، ظلت الحرارة عند مستوى 90 درجة فهرنهايت (32 درجة مئوية) وأكثر لمدة أسبوع، وهو طقس حار على نحو غير معتاد بالنسبة لسواحل ألاسكا.
وتنحدر الثلوج المكونة لهذا النهر من مستجمع ثلوج خاص بالحقل الجليدي؛ يقع على ارتفاع أربعة آلاف قدم.
ومنذ عام 2005، يتآكل النهر بواقع أكثر من مئة قدم سنويا، وهو ضعف المعدل المسجل في هذا الشأن منذ عام 1942؛ ذلك العام الذي بدأت فيه عمليات الرصد والتسجيل لتلك المعدلات من قبل ما يُعرف ببرنامج البحث الخاص بحقل جونو الجليدي.
قمة ظمآنة
عندما رأيت منطقة مندنهال للمرة الأولى عام 2006؛ كان ذاك العالم الجليدي جديدا عليّ تماما. على أي حال توقعت- مثلي مثل الكثيرين- أن تتضمن زيارتي جولة على الأقدام أمضي فيها صعودا فوق ذاك النهر الجليدي القارس البرودة، يتوجب عليّ خلالها العمل على تجنب الشقوق والصدوع الموجودة هناك بحذر.
كما توقعت كذلك أن ينتابني الذهول والإعجاب حيال تلك المساحة من الجليد الصافي الناصع البياض الممتد لمسافة نحو 12 ميلا باتجاه الجبال البعيدة. لكن ما أدهشني حقا هو أن ما رأيته على حافة الجليد بدا مثيرا للاهتمام أكثر من ذاك الذي كان بوسعي رؤيته على سطحه.
فمن على الجانب الغربي لـ”نهر مندنهال الجليدي”، كان بمقدوري رؤية شريط منساب من المياه الناتجة عن ذوبان الثلوج، وقد أحدثت حفرة في جانب النهر الجليدي، لينجم عن ذلك فراغ جلي ورائع. وهكذا تتدفق السيول الناجمة عن ذوبان الثلوج خلال الصيف لتتلاشى بداخل ظلام ذلك الثقب، بما يروي ظمأ هذا العملاق الجليدي.
الدخول إلى أعماق التنين
ويكشف تتبع المرء لمسار هذه المياه إلى داخل الجليد عن عالم غير متوقع على الإطلاق؛ يعج بدرجات ذات طابع سريالي وغريب من اللون الأزرق.
فالمياه تتدفق إلى الداخل، متساقطة نقطة إثر أخرى، لتتجمع بداخل ما يبدو وأنها حجرة أو خزانة جليدية يبلغ طولها نحو 300 قدم وارتفاعها 15 قدما وعرضها 20 قدما.
وهنا يمثل الماء القوة الفاعلة وراء تكوين غالبية الكهوف الجليدية؛ فإذا ما تتبعت مسار أي تيار مائي يتدفق نحو أي كتلة جليدية فستجد في الغالب تكوينا جليديا يشابه كثيرا ما نتصور عليه مخبأ سوبرمان.
درجات اللون الأزرق
ويمكنني القول إن أول كهف رأيته في هذه المنطقة غيّر لي حياتي؛ سواء فيما يتعلق بعملي في التصوير، أو إلقاء محاضرات بشأن علوم الجليد حاليا. فقد غمرني تألق ولمعان اللون الأزرق وظلاله المختلفة، وتعين عليّ أن أعمل جاهدا على ضبط المشهد لتبدو ملامح الأشياء واضحة في أي صورة التقطها في الداخل.
لكن المشكلة هنا تتمثل في أنه لم يكن بوسعي أن أوضح في صوري الحجم الهائل للكهف، وذلك في ظل عدم وجود أي شخص آخر أو أي شيء؛ يمكن من خلال إظهاره في الصورة توضيح الأبعاد والمسافات.
ولذا اخترت أن التقط لنفسي صورة ذاتية، وهو ما تطلب ضبط جهاز التوقيت الذاتي في آلة التصوير الخاصة بي، وهي من طراز نيكون مركبة على قاعدة، على وضع التقاط الصورة بعد 20 ثانية، وأن أهرول عبر الأرضية الزلقة غير المستوية للكهف، لأمكث في الوضع ثابتا طيلة ما يُعرف بفترة التعريض، والتي استمرت ثلاث ثوانٍ.
وفي ذلك الوقت لم تكن لديّ أدنى فكرة عن أنني سأعود إلى هذا المكان عاما تلو الآخر لألتقط صورا لهذه الكهوف التي لا تكف تضاريسها عن التغير.
الأمواج المتجمدة
يختلف الكهف الجليدي عن نظيره الثلجي في أمر شديد الأهمية، ألا وهو تكوين كل منهما. فالكهف الثلجي يتألف من صخور صلبة؛ بالأحرى جدران فاصلة تسمح لتلك الكهوف بتجميع قطع الثلوج بداخلها على مدار العام.
أما الكهف الجليدي، فعلى النقيض من ذلك؛ إذ أنه يتشكل عبر تدفق المياه التي تتحول إلى جليد صلب، مثل تلك المياه الذائبة التي كانت تمضي في المجرى الذي تتبعت مساره لأصل إلى داخل هذا الكهف.
ونتيجة لذلك، فإن تضاريس الكهف الجليدي أكثر قابلية للتغير بل والزوال بكثير من نظيرتها في الكهف الثلجي، وهو ما يؤدي إلى تغير شكل وحجم الكهوف الجليدية شهرا بعد الآخر بفعل تذبذب وتيرة تدفق المياه الذائبة.
ويؤدي ذلك التغير إلى أن يتوافر للمصورين أمثالي مناظر طبيعية متبدلة باستمرار، تتألف عناصرها من الظلال والألوان والتكوينات التضاريسية، وهو ما يجعل كل لقطة مختلفة تماما عن سواها.
حشرات غير متوقعة
لاحظت خلال زيارتي في يوليو/تموز 2013 إلى منطقة مندنهال شيئا لم يكن قد سبق لي رؤيته في أيٍ من رحلاتي الخمس السابقة إلى هذا المكان؛ ألا وهو عشرات من الحشرات الصغيرة ذات الأجنحة، وهي تلتصق بالجدران ذات لون الزبرجد.
وكانت على أجساد هذه الحشرات قطرات من الندى المتجمد، وهو أحد نتائج الحياة في بيئة مثل هذه مشبعة بالمياه إلى حد هائل. ولم يتجاوز طول أي من هذه الكائنات، التي تنتمي إلى عائلة الحشرات البدائية المجنحة ذات الجسم المفلطح، بوصة واحدة.
وبدت تلك الحشرات كما لو كانت مجمدة في مكانها، وأدت درجات الحرارة المتدنية للغاية القريبة من درجة التجمد إلى إعاقة عمليات الأيض الخاصة بها.
ولا يتوافر الكثير من المعلومات عن الحشرات التي تتخذ الكهوف الجليدية مسكنا لها، ولكنني أعتقد – بناء على مشاهداتي لأنواع مشابهة من الكائنات الحية في ثلاث دول مختلفة منذ عام2013 – أن تلك الحشرات تتكاثر بداخل مثل هذه الكهوف خلال شهور الصيف، لتتجنب ربما التعرض للافتراس من قبل الطيور.
ظلال زرقاء اللون
خلال شهور الصيف التي يسودها طقس أكثر دفئا، يتحول سطح نهر مندنهال الجليدي إلى فسيفساء من برك المياه الذائبة التي يمتزج فيها اللون الأزرق ذو الطابع الذي يُذّكِر بمنطقة الكاريبي، باللون الأبيض المبهر للأعين الذي يصطبغ به ما يُعرف بالثلج الجليدي أو الثلج الحبيبي، حديث الانهمار. ويتفاوت حجم برك المياه هذه على نحو كبير بين فترة وأخرى خلال العام.
ومع تغير الظروف المحيطة بالنهر الجليدي أو المؤثرة فيه؛ يشهد هذا النهر على نحو مستمر نشوء والتئام صدوع وشقوق في جنباته وأنحائه، نظرا لأنه ليس إلا كتلة من الجليد تتحرك إلى أسفل تحت تأثير قوة الجاذبية.
ومن ثم فإن انغلاق منفذ للماء الذائب، من شأنه أن يؤدي لامتلاء أحد الصدوع أو الشقوق في غضون ساعات قليلة، مما يقود إلى حدوث تغير ما في المشهد، إذ تتجه المياه إلى أسفل لتسقط في أعماق النهر الجليدي، بسرعة تفوق حتى تلك التي يمتلئ بها الشق أو الصدع.
طاحونة الماء
يمكن أن يؤدي الماء الذائب – بحسب المسار الذي يتخذه – إما إلى إذابة أحد جوانب النهر الجليدي، أو قد ينحدر إلى الأعماق. ومع توالي عمليات تصريف المياه، فإنها تتحول في غالب الأحيان إلى ثلوج أو جليد، ما يؤدي إلى تشكّل تكوينات تضاريسية تأخذ شكل أعمدة رأسية تحتوي عليها الأنهار الجليدية.
وتساعد هذه التكوينات على جعل المنحدرات الموجودة في تلك الأنهار زلقة، كما أنها تسهل من تحركات مثل هذه المنحدرات. بجانب ذلك، تسهم تلك التكوينات التضاريسية، وهي عبارة عن أعمدة رأسية من المياه، في تحديد شكل وحجم الكهوف الجليدية.
كما تلعب تلك التكوينات، والتي يُطلق عليها باللغة الانجليزية اسم “مولن” المشتق من لفظة فرنسية تعني “طاحونة الهواء”، دورا شديد الأهمية في منظومة تصريف المياه الخاصة بالنهر الجليدي.
ويحجب سطح النهر رؤية تلك التكوينات، ولكن بمقدور المرء رؤيتها إذا ما غاص في أعماق الكتل المؤلفة للنهر الجليدي، كما حدث عندما التقطت إحدى الصور المرفقة بهذا الموضوع.
التوغل في الأعماق
يجتذب جمال الأنهار الجليدية وتنوع مظاهرها الخلابة مختلف أنواع الزوار. بل إن البعض من هؤلاء يضطر إلى المضي إلى ما هو أبعد من مجرد زيارة المنطقة لمرة واحدة.
من بين هؤلاء؛ آلان غوردون، الذي يظهر في إحدى الصور المرفقة، وهو من سكان منطقة جونو.
فقد غاص هذا الرجل في أعماق نهر مندنهال الجليدي عشرات المرات، ووثّق المعالم الطبيعية له في أفلامه، ومن بينها “الهوس باللون الأزرق”، و”كوة في الجليد”.