Category: حوارات ومقالات

  • قصيدة بعنوان (( عيناك قمح  )) .. هيلانتي .. عَـيناكِ كرمٌ آسرٌ حَـبسَ الدّنانَ لِــراهـبٍ بمناسكِ الطـَّـقس ِ الأخيرْ .. وعلى هامش مساجلتي مع الشاعرة الوارفة هيلانة عطا الله ,, أهدي لفصح العيون السورية قيامتها غربا وشرقا ..وللخبز السوري معجزته بين قانا والجليل .- كتبها الشاعر السوري : حسن إبراهيم سمعون ..

    قصيدة بعنوان (( عيناك قمح )) .. هيلانتي .. عَـيناكِ كرمٌ آسرٌ حَـبسَ الدّنانَ لِــراهـبٍ بمناسكِ الطـَّـقس ِ الأخيرْ .. وعلى هامش مساجلتي مع الشاعرة الوارفة هيلانة عطا الله ,, أهدي لفصح العيون السورية قيامتها غربا وشرقا ..وللخبز السوري معجزته بين قانا والجليل .- كتبها الشاعر السوري : حسن إبراهيم سمعون ..

    https://fbcdn-sphotos-f-a.akamaihd.net/hphotos-ak-xtf1/v/t1.0-9/

    ‏‏حسن ابراهيم سمعون‏ مع ‏فاطمة كامل أسعد‏ ‏‏.

    وعلى هامش مساجلتي مع الشاعرة الوارفة هيلانة عطا الله ,, أهدي لفصح العيون السورية قيامتها غربا وشرقا ..وللخبز السوري معجزته بين قانا والجليل ..لكن سيبقى اللحظ قاتلي وقصيدتي .بعنوان عيناك قمح
    هيلانتي .. عَـيناكِ كرمٌ آسرٌ
    حَـبسَ الدّنانَ لِــراهـبٍ
    بمناسكِ الطـَّـقس ِ الأخيرْ
    يا…وَيـلـتي
    كيفَ التـّحـرّرُ من جَـوى
    كـُحلٍ ويصلبُ عاشـقـًا
    يَهوى الجفونَ مُـراوِدًا حَـوارءَهُ
    ولحاظَ طرفٍ بابليٍّ سَـهمُهُ
    أردى فـُؤادي المُستجـيـرْ
    رِفـقـًا بـجُـلـْـجُـلـَتي أيا هـيلانـتي
    إنِّي الأسيرْ
    (فـَـيهوذُنا) قـَبضَ الثـّـلاثينَ العتيقَـةَ ذاتـَـها
    وأنا المُعلـَّـقُ أشتهي
    فِـصحَ المَـــسيرْ
    قـومي أيا سوريَّــتي
    فـلـقـد سئمتُ الموتَ نـزفـًا والصَّليبَ حـبـيـبـتي
    وأتوقُ للخُــبـز المُــقـَـمَّـرِ في خـَـبايا صَدركِ
    وترابــِـكِ القـَمـحيِّ يا إيلانتي
    أنت الألـَهةُ سابقـًا
    والآنَ هُـبِّي وادلقي من صَحنِـكِ
    خمرَ المُـروءة ربَّما نـصحو ويَـحدونا النـَّـفـيـرْ
    حسن إبراهيم سمعون

  • لقاء  سماحة الشيخ (( يوسف جربوع )) “نور التوحيد” .. شيخ عقل طائفة المسلمين الموحدين الدروز..- اللجنة الإعلامية :الملتقى السنويّ الثاني لأوقاف مدينة السويداء ..

    لقاء سماحة الشيخ (( يوسف جربوع )) “نور التوحيد” .. شيخ عقل طائفة المسلمين الموحدين الدروز..- اللجنة الإعلامية :الملتقى السنويّ الثاني لأوقاف مدينة السويداء ..

    الموحدون الدروز - نور التوحيد

    Slide # 4

    Slide # 5

    لقاء “نور التوحيد” مع سماحة الشيخ يوسف جربوع — شيخ عقل طائفة المسلمين الموحدين الدروز

    http://noor-altawheed.com/wp-content/uploads/2016/04/
    اللجنة الإعلامية
    في يوم الثلاثاء الخامس عشر من شهر آذار، وبرعاية سماحة شيخ العقل يوسف جربوع، أقيم الملتقى السنويّ الثاني لأوقاف مدينة السويداء في مقام عين الزمان عليه السلام. على هامش هذا الملتقى أقمنا اللقاء التالي:
    * سماحة شيخ العقل يوسف جربوع ما هو الملتقى السنويّ لأوقاف مدينة السويداء؟
    بسم الله الرحمن الرحيم، والصّلاة والسّلام على سيّد الأنبياء والمُرسلين، وعلى جميع الأنبياء الطاهرين وصحبهم إلى يوم الدين. أمّا بعد، يُعتبر المُلتقى السنويّ لمدينة السويداء أوّلَ عمل مُنظّم للكشف عن تفاصيل أموال الوقف في مدينة السويداء، حيث يقوم رؤساءُ اللجان، من أصحاب الاختصاص، المكلّفون بإدارة أموال وقف السويداء بالحديث عن إنجازاتهم وما واجَهَنا من تحدّيات خلال فترة عام كامل، بالإضافة لطموحاتهم وخططهم للأعوام القادمة. انبثقت هذه الفكرة بعد أن أردنا لأهل السويداء أن يكونوا على دراية بتفاصيل ما يجري بأموالهم بعد أن يتبرّعوا بها في المقامات المقدّسة التابعة لوقف مدينتهم، فدعونا إلى الملتقى الأول، وكان ذلك في مثل هذا التاريخ من العام الماضي، وكانت خطوة موفّقة، والحمد لله الذي وفّقنا في مبتغانا هذا.
    * سماحة الشيخ، أينَ ومتى يُعقَد الملتقى السنوي لأوقاف مدينة السويداء؟ ومن يستطيع المشاركة فيه؟
    يُعقَدُ الملتقى بتاريخ الخامس عشر من شهر آذار من كلّ عام، في مقام عين الزمان عليه السلام، بحضور فعاليّات شعبيّة ورسميّة وإعلاميّة مختلفة، حيث تتوافد عوائل السويداء، وممثلين عن فعالياتها الاقتصادية والدينيّة والسياسيّة إلى المقام المبارك للاستماع للنشرات المفصّلة، والمساهمة بشكل غير مباشر في وضع خطة عمل للعام القادم من خلال أسئلتهم واستفساراتهم.
    http://noor-altawheed.com/wp-content/uploads/2016/04/

    * وهل يتضمّن هذا الملتقى الحديث عن أيّ أوقاف خارج مدينة السّويداء؟
    يختصّ هذا الملتقى بالحديث عن أوقاف مدينة السويداء، وهو يشمل إيرادات ثلاثة مقامات مقدّسة فقط: مقام عين الزمان عليه السلام، مقام المقداد عليه السلام، ومقام مار الياس عليه السلام. أما الأوقاف في المدن والقرى الأخرى فهي تدار من قبل لجان أُخرى تابعة للمدن والقرى المختلفة، إلا أنّنا نرحّب بأي عمل جماعي للوقوف على حال الوقف في المحافظة كلها ليتمّ التشاور بشأن الخطط التنمويّة والإغاثية المستقبلية بشكل أفضل من جهة أخرى.
    http://noor-altawheed.com/wp-content/uploads/2016/04/

    * من المعروف أنّ وقف مدينة السويداء هو أكثر أوقاف الطائفة تنظيماً، فإلامَ تعزو ذلك سماحة الشيخ يوسف جربوع؟
    أستطيع أن ألخّص لك الأمر بكلمتين اثنتين: الوضوح والمثابرة. الوضوح من حيث حرصنا في أوقاف مدينة السويداء على الشفافيّة في تعاطينا مع جمهور الناس. والمثابرة من حيث الجهد المتواصل للوصول إلى أفضل معايير الدقة والعمل المؤسّساتي الجماعي.
    * سماحة الشيخ، ما هو أهمّ ما تمّ تداوله في الملتقى السنوي لهذا العام؟
    بالإضافة لكلمة لجنة الوقف، وتقرير مدقّق الحسابات، وتقرير القسم المالي، وتقرير لجنة العمل الخيري، وتقرير المكتب الصحّي، وتقرير المكتب الإعلامي، وتقرير لجنة ترميم موقف سمارة، ونبذة عن برنامج تكافل، وتقرير صندوق التنمية؛ بالإضافة لذلك كله، طرحنا أيضاً على أهلِنا في هذا الملتقى عدّة أمور تشغلُ الناس في هذه الفترة، ومنها: ضرورة الاهتمام بالسلم الأهلي، وتظافر جهود الدولة والفعاليات الاجتماعية المختلفة لغرض بناء المجتمع في مرحلة ما بعد الأزمة التي تشهدها سوريا، وهي مرحلة حسّاسة ومحفوفة بالمخاطر، فالحرب تترك آثاراً سيئة في جميع المجالات الاقتصادية والنفسية والاجتماعية والدينية أيضاً، ومن هنا تحدّثنا عن ضرورة الاهتمام بترميم المجتمع وإعادة ترتيب الأولويّات ليحتلّ بناء الإنسان السوري المرتبة الأولى من بين جميع الأشياء الأخرى الكثيرة التي يجب عملها.
    http://noor-altawheed.com/wp-content/uploads/2016/04/

    * سماحة الشيخ، ما هي خططكم المستقبلية في أوقاف مدينة السويداء؟
    هذا سؤال مهم.. لدينا أملٌ كبير بأن يستمرّ المحسنون في إحسانهم، وأن تتكاتف الأيادي، وتتظافر الجهود من قبل أبناء هذه المحافظة لكي نستطيع أن نوسّع من دائرة المستفيدين من الخدمات الاقتصادية والصحية والاجتماعية التي نقدّمها. على سبيل المثال: لا نريد فقط أن نساعد الناس بمبالغ نقديّة محدّدة، ولكن أن نساعدهم في الحصول على مورد رزق دائم يكفيهم شرّ العوز والشكوى، ونحن ننسّق دائماً مع السيد المحافظ ومع الجمعيات المختلفة في هذا الخصوص.

    http://noor-altawheed.com/wp-content/uploads/2016/03/
    كما نعمل حالياً على ترميم موقف ساحة سمارة، وهو مشروع ضروريّ ارتأينا البدء به لأهميّته، علماً أننا قد تحدّثنا عنه بشكل مفصّل في الملتقى كما تعلمون.
    ومن ناحية أخرى، نعمل على إقامة مكتبة كبيرة لنشر الوعي والثقافة التي هي المركبة الأساسية للخروج من هذه المحنة التي يعيشها الناس في العالم العربي، ألا وهي الجهل، والذي هو ثالثة الأثافيّ، وأعظم المصائب التي علينا مواجهتها بكل قوة وعزيمة. علّ هذه المكتبة تكون مركزاً للإشعاع الحضاري، ومرجعاً للبحث والتوثيق، وقد عرضت علينا وزارة الأوقاف (مشكورة) المشاركة في إنجاز هذه المكتبة.
    * أيّ كلمة أخيرة تودّون توجيهها للقرّاء سماحة الشيخ؟
    الحمد لله تعالى على ما وفّقنا إليه، والشكر له -عزّ وجلّ- على لطفهِ وعنايته، وكما اعتادَ أهلنا في هذا الجبل أن يقولوا: “قوم تعاونوا ما غلبوا”، فكونوا يداً واحدةً أخوتي وأخواتي جميعاً، واعملوا معاً لتفادي المشكلات وتقريب القلوب، وانشروا السلام منهجاً، والمحبّة ديناً، فهذا هو ما نحتاج إليه في وطننا الحبيب، وفي العالم الغارق في المصالح والجشع القاتل. وختاماً، أودّ أن أشكر فريق العمل المميّز الذي يعمل ضمن مقرّ مشيخة عقل المسلمين الموحدين الدروز في مقام عين الزمان عليه السلام، وأخصّ منهم أمين سرّ المشيخة: الشيخ حكمت نعيم، على جهده الصادق لإنجاح هذا الملتقى والمساهمة في الارتقاء بعمل المؤسّسة.

    http://noor-altawheed.com/wp-content/uploads/2016/03/
    أشكر أيضاً أبناء السويداء في المغترب على كلّ ما يقدّمونه من مساعدات ماليّة بغية التصدّق بها على المشاريع التنمويّة الكثيرة التي لدينا، ومساعدة الأُسَر الفقيرة التي تعاني تبعات الحرب على اختلافها، وشكراً لكم.

  • الفنان الضوئي (( إياد إبراهيم )) ..و الإعلامي والمصور  والتشكيلي السوري ..

    الفنان الضوئي (( إياد إبراهيم )) ..و الإعلامي والمصور والتشكيلي السوري ..

    https://scontent-mxp1-1.xx.fbcdn.net/hphotos-xpf1/v/t34.0-12/

    https://scontent-mxp1-1.xx.fbcdn.net/hphotos-xfp1/v/t34.0-12/

    1 – ما هي المناهل الأساسية الأولى التي اقتبست منها بدايات التصوير الفوتوغرافي والصحافة والإعلام وشكّلت شخصيتك الثقافية الضوئية والفنية والصحافية وطبـعت عوالمك الإبداعية .. حدثنا عن مسيرتك الفنية والضوئية والإعلامية ..

    جواب: شكرا لهذه المقدمة اللطيفة .. انا لا اعد نفسي فنانا خاصة اني مقل في انتاج اللوحات الضوئية لاسيما في هذه المرحلة، لكني استطيع أن أتحدث عن تجربتي المتواضعة التي بدأت منذ الثمانينات عندما كنت أدرس في كلية الآداب قسم الإعلام في جامعة دمشق، وكان التصوير الضوئي جزءا من دراستنا، الدراسة النظرية لم تكن كافية لتعلم خفايا هذا الفن الذي أعتقد أنه لم يلق حتى الآن حقه في التقدير، في ذلك الوقت كنت على علاقة صداقة وجيرة في حمص مع الفنان الضوئي فريد ظفور، ومنه اكتسبت ما احتجته من خبرة عملية قبل أن أنطلق إلى عالمي الخاص في اصطياد اللحظات، وهنا أذكر أن للأستاذ فريد عبارة لا تنسى في عالم التصوير عندما عرف التصوير الضوئي بأنه أشبه ما يكون بعملية “تحنيط الزمن ..”

    على أية حال رغم اتقاني للتصوير وانجرافي بعمق في عوالم العدسة واللقطة والعين، لكني كنت أكثر التصاقا بمهنتي (الصحافة ) التي أحببتها وكنت، قد تخرجت من الجامعة وبدأت فعلا أمارس المهنة بشغف أخذني إلى عمق الكلمة، فكانت تجذبني قراءة الصحف و ألهث وراء الزاوية والتحقيق، كتبت عددا من التحقيقات والمقالات شكلت لي بداية موفقة استطعت من خلالها تطوير ذاتي ورسم ملامح شخصيتي الخاصة في الوسط المهني.

    كنت أدرك بوعي أن التقدم في مجال الإعلام يحتاج أبدا إلى متابعة وقراءات، فكنت انكب على الكتب والصحف والمراجع لا أتركها إن لم تتركني، فقرأت الكثير من كتب التاريخ خاصة في الموضوع السياسي الذي جذبني منذ البداية، وكان لزاويتي الأولى (هرقل العصر) التي نشرت في الكفاح العربي آنذاك كان لها دورا هاما في إضرام رغبتي في الكتابة.

    بعيد هذه المرحلة اضطررت للعمل من أجل تأمين الدخل، فعملت في الإعلان مستثمرا خبرتي في التصوير الضوئي وبرامج الجرافك التي أتقنتها، وقدرتي على الكتابة والعمل الصحفي، وقد عملت في هذا المجال فترة لأبأس بها وحققت نجاحا متميزا، لكنها لم تكن ضالتي ولم تشبع طموحي، فتركت العمل في الإعلان وسافرت إلى السعودية حيث عملت في صحيفة الوطن السعودية، هناك كانت تجربتي مفيدة أهم ما فيها أننا نحن السوريين نختلف كثيرا عن غيرنا من الأمم والشعوب، أيقنت أننا متميزون كل التميز ..

    عدت إلى سوريا وبدأت عملي في التلفزيون في دمشق وتدرجت من محرر في الأخبار إلى رئيس فترة إخبارية إلى مسئول للبرامج السياسية في فترتها الذهبية (2006 – 2009)، بعدها تسلمت مناصب إدارية في التلفزيون أضافت إلى تجربتي الكثير من الخبرات في العمل الإعلامي، إلى أن كلفت بتأسيس مديرية الإعلام الالكتروني في وزارة الإعلام، وقد حققت نجاحا كبيرا أدى إلى خلق عداوات مع إداريين لم يتمكنوا من تحقيق أي نجاح في حياتهم المهنية غير أنهم تبوءوا مناصبهم “بالواسطة”، فضلت عندها الخروج من هذا الجو الفاسد لا سيما أنني وضعت الأسس للإعلام الالكتروني ولم يكن في ظل الحرب من إمكانية مادية لفعل أكثر مما فعلت، ففضلت ترك المكان لغيري والعودة إلى التلفزيون الذي شكل شغفي المهني، لكن السيد الوزير أصر على بقائي في الإدارة المركزية كمدير مركزي، وكلفني بإدارة الإعلام المحلي المسئول عن جميع وسائل الإعلام الخاصة والعامة.

    في هذا الوقت كنت قد بدأت بالعمل كمحاضر في جامعة دمشق كلية الإعلام  قسم الإعلام الالكتروني، وقد أسعدني هذا العمل وشعرت أنني بدأت احصد ثمرة تعبي طيلة تلك السنوات، وها أنا أحاول أن أقدم لطلبة الإعلام  ما أستطيع من خبرتي.

    2 — أستاذ إياد أنت حصلت على جوائز عديدة وأصبحت مسئولاً عن الإعلام الإلكتروني ..ماذا تقول لمن يودون الدخول لهذا العالم …

    انا لم أصبح مسئولا عن الإعلام الالكتروني ، أنا أسست الإعلام الالكتروني، عموما كنت ولا أزال أقول لمن يعمل معي من خريجين  ووافدين جدد إلى عالم الصحافة، وأقولها لطلابي في كلية الإعلام، أقول لهم جميعا (أحبوا عملكم يحبكم) .. إن لم تعشق العمل في الإعلام لن تحصد إلا الخيبة، الإعلام مهنة شاقة تحتاج إلى عشق وتعلق ليتحمل المرء تبعات العمل الإعلامي، إن لم تصل في حبك للعمل في الإعلام إلى مرحلة العشق و الهيام، فاترك هذا العمل لأنك لن تحصد عندها إلا التعب والإعياء والحسرة ..أقول ذلك بحب وقناعة.

    3 — أي أنواع التصوير تستهويك ..تصوير البورترية ..الطبيعة ..الطيور والحيوانات ..الكلوز أب ..التصوير المفاهيمي..الخ..وما هي الأوقات والفصول المفضلة لديك للتصوير ؟

    صورت الشجرة الملتفة والشامخة والقزمة، صورت الزهرة الجميلة والمتآكلة والمتيبسة، صورت صخورا بأشكال مختلفة، صورت نوافذ بإطلالات جميلة، صورت المطر والثلج، صورت حشرات وحيوانات، صورت وجوها جميلة وأجسادا .. صورت اناثا وذكورا كبارا وصغارا شيوخا، كل ذلك كان أنا، فقد كنت انظر من عين الكاميرة بطريقتي أيا يكن أمام العدسة، فذاك الإطار يناسب رؤيتي، وهذا المدخل يريحني، أحدد العمق البؤري وفق عيني ووفق ما أراه مناسبا لللقطة .. كل ما يصور المرء يعبر فيه عن ذاته عن نفسه هو.

    التصوير قبل كل شيء لحظة، حالة، التقاطه يمكن أن تلتقطها العين خلال ثانية تتكون الفكرة وتذهب اليد تلقائيا لتحنيط اللحظة، التصوير فكرة، التصوير خدعة، التصوير إبداع غير محدود إلا بحدود القدرة على التفكير، لذلك ليس المهم ما نصور، المهم أن يكون ثمة موضوع في أي صورة نلتقطها.

    -4ماذا يحتاج إتحاد الصحفيين السوريين..أي ماله و ماعليه.. –

    إذا كنت جادا في السؤال، فعليك أن تكون صادقا في نقل جوابي ..!

    أولا أنا عضو في اتحاد الصحفيين، وأنا منتخب في المجلس التأسيسي، من هنا من موقع المسؤولية أولا ثم من موقعي كصحفي أقول ليس هناك اتحاد صحفيين بالمعنى الفعلي للكلمة، هناك مؤسسة اسمها اتحاد الصحفيين تقبل أو ترفض طلبات انتساب، لها إدارة ورئيس يقال انه منتخب، يعمل بشكل دؤوب على المشاركة في الاجتماعات والإدلاء بالتصريحات الساخنة أحيانا، يجيد الجلوس في الصف الأول، يجيد الظهور في البرامج الحوارية، لكنه يقف حائرا عند أول حالة يحتاج فيها صحفي من يقف إلى جانبه ويدافع عنه، هل سمعت يوما أن اتحاد الصحفيين احتج أو ندد بتصرفات احد من المسئولين الذين أهانوا صحفيا ؟؟

    هل سمعت صوتا لاتحاد الصحفيين يدافع عن أحقية خريجي الإعلام للعمل في الإعلام ؟؟

    هل سمعت صوتا لهذا الاتحاد ينبه فيه إلى رداءة العمل في أي من وسائله ؟؟

    انه اتحاد يشيد ويشيد وحسب، أنا اعتقد انه ليس لدينا اتحاد صحفيين، بل لدينا مأوى لصحفيي الواسطة للأسف، طبعا لا أقصد شخصا بعينه فرئيس الاتحاد احترمه على الصعيد الشخصي وأقدره لكنني أنتقد أداءه بشدة، كما انتقدت أداء من سبقوه، علما أنه الأفضل من زوايا أخرى.

    – 5كيف ترى دور الصحفيات و المصورات وأين وصلن في الساحة الضوئية والصحفية؟

    من يعمل في الوسط الإعلامي يرى أن الصحفيات الزميلات كدن يتفوقن في أعدادهن علينا، خاصة خلال السنوات الأربع الأخيرة بسبب احتياجات الحرب، لكن عملهن اقتصر على التحرير والتقديم كمذيعات، بينما لا تزال أعدادهن قليلة جدا في الجوانب التقنية مثل التصوير والمونتاج وحتى في الإخراج.

    ربما كان مرد ذلك إلى طبيعة العمل ذاته، فالتصوير يحتاج إلى بنية قوية وقدرة على تحمل المشاق، وجرأة في الإقدام والوصول إلى مواقع بعينها قد تكون خطرة أو بعيدة.

    على أية حال أرى أن أعداد الإناث العاملات في هذه المهنة يزداد باضطراد، والملاحظة اللافتة أن الإناث يتفوقن على الذكور بفارق كبير من حيث العدد في كلية الإعلام.

    6 – فن التصوير المفاهيمي أو كاريكاتير الصورة أو فن الفكرة ..أو التجريد بالصورة ..كيف تراه كمتابع ومهتم بالفن التشكيلي وأين هو بين فنون التصوير الضوئي الأخرى?

    نعم في سؤالك التقاطه مميزة، هذا النوع من التصوير غدا مؤثرا فعلا مع تطور التكنولوجيا، وخاصة في الإعلام الإلكتروني، فاستخدامه في الإعلام الإلكتروني فرض نفسه بشكل غير منتظر، وغدا نوعا خاصا بالإعلام الإلكتروني وفق تقديري ويمكن اعتباره مرادفا للكاريكاتير.

    7 – تملكون و لديكم أرشيف وتاريخ طويل من البرامج واللقاءات للكثير من الشخصيات الفنية والفكرية والأدبية والثقافية من المغرب والوطن العربي والعالم ..فما هي أهم اللقاءات التي تعتز بها.. ؟

    لا أستطيع حصر اللقاءات التي قمت بها لكني سأذكر بعضها، طبعا من أبرز لقاءاتي كان مع الرئيس اللبناني ايميل لحود، كذلك التقيت بنائب الأمين العام لحزب الله و بمسئولين كثر في الحزب، وأجريت لقاء هاما مع السيد مقتدى الصدر، آخر لقاءاتي كانت مع السيد علي أكبر ولايتي مستشار السيد الخامنئي، والسيد حسين شيخ الإسلام  نائب رئيس مجلس الشورى في إيران، لقاءات كثيرة لا استطيع حصرها مع مسئولين وصحفيين ورؤساء وأعضاء أحزاب وجماعات وحركات، إضافة إلى لقاءات كثيرة أيضا مع مثقفين وفنانين كبار وأدباء وشعراء ومفكرين جميعها كانت هامة.

    8- عشت وتربيت وسط أخوة وأخوات في عائلة فنية وإعلامية..هلا عرفتنا عنهم ..وعن مواهبهم المتعددة .. –

    حقيقة نحن أسرة تميل إلى الفن والأدب والعلوم الإنسانية عموما، فنحن خمسة أشقاء وخمس شقيقات، معظمهم درس في كلية الفنون الجميلة وانا و احدى شقيقاتي درسنا في كلية الإعلام و شقيقتان درستا حقوق وأدب انجليزي ..

    معظمنا اتجه إلى العمل في الإعلام، بيننا المحررة والكاتبة والمعدة الأخبار وبيننا المذيع … وهناك من تابع عمله في الفن وتمكن من وضع بصمة مميزة في علم الفن خاصة في النحت بل إن احد إخوتي وصل إلى العالمية من خلال أعماله النحتية وهو شقيقي ربيعة، فيما شقيقي  الكميت الذي يعمل مذيعا في قناة روسيا اليوم  إضافة إلى اسمه في مجال الإعلام، استطاع تسجيل سابقة في رسم الموتيف وإبداع شخصيات الرسوم المتحركة، كذلك شقيقتي تماضر التي استطاعت تحقيق حضور متميز في مجال الفن التشكيلي في العاصمة السويدية ستوكهولم إضافة إلى عملها في الإعلام وكتابة النصوص الدرامية ..

    طبعا يمكن إضافة الكثير في هذا المجال لكن الأمر يحتاج إلى مساحة أوسع من سؤال في هذا اللقاء.

    – عرف لنا بعض الكلمات : البحر- الحب – الموسيقى –كاميرا الديجيتال – الانترنت – الفيس بوك – الواتس آب – المبدع – الصحافة – المصور – الكاميرا – المايكرفون – برنامج الفوتوشوب – الإذاعة والتلفزيون السوري..

    البحر : منتهى الغموض

    الحب : بحر بلا ماء

    المبدع : غيمة ماطرة

    الصحافة : صناعة العقل

    المصور : فنان

    الموسيقى : من معادن الروح

    كاميرا الديجيتال : إحباط للإبداع

    الانترنت : البعد الخامس

    الفيس بوك : حائط المجانين

    الواتس آب : وسيلة اتصال جيدة

    الفوتوشوب : ابتكار جيد ومفيد

    المايكروفون : مسرح بلا خشبة

    الإذاعة والتلفزيون : صناعة العقل

    مع تحيات فريق العمل بــ اللقاءات والتحقيقات في :

    – مجلة فن التصوير الضوئي

    – مجلة المفتاح

    – موقع ومنتديات المفتاح

    – عنهم :  المفتاح – الدكتورة : سناء فريد إسماعيل –  Asia Zaffour – فريد ظفور ..

    https://scontent-mxp1-1.xx.fbcdn.net/hphotos-xpf1/v/t34.0-12/

    https://scontent-mxp1-1.xx.fbcdn.net/hphotos-xtp1/v/t34.0-12/

    https://fbcdn-sphotos-c-a.akamaihd.net/hphotos-ak-xfp1/v/t34.0-12/

    https://fbcdn-sphotos-b-a.akamaihd.net/hphotos-ak-xfp1/v/t34.0-12/

    https://scontent-mxp1-1.xx.fbcdn.net/v/t34.0-12/

    https://scontent-mxp1-1.xx.fbcdn.net/hphotos-xtp1/v/t34.0-12/

    https://scontent-mxp1-1.xx.fbcdn.net/hphotos-xfp1/v/t34.0-12/ https://fbcdn-sphotos-b-a.akamaihd.net/hphotos-ak-xpf1/v/t34.0-12/

    https://scontent-mxp1-1.xx.fbcdn.net/hphotos-xaf1/v/t34.0-12/

    https://scontent-mxp1-1.xx.fbcdn.net/v/t34.0-12/

    https://fbcdn-sphotos-c-a.akamaihd.net/hphotos-ak-xlf1/v/t34.0-12/ https://fbcdn-sphotos-a-a.akamaihd.net/hphotos-ak-xaf1/v/t34.0-12/

     

  • لقاء مع المصري (( أحمد سمير فراج )) أسطورة الغطس ..

    لقاء مع المصري (( أحمد سمير فراج )) أسطورة الغطس ..

    unnamed (4)

    كان لـ إيجيبت توداي بالعربي هذا اللقاء مع أسطورة الغطس أحمد سمير فراج  

    •   إيه حكايتك مع الغوص؟ بدأت إزاي؟

    بدايتي طبعا السباحة.. كنت مرتبط جدا بالميه .. وزي أي حد عاوز يعمل رياضة في شرم الشيخ أو الغردقة أو دهب ويستمتع دخلت الـ (scuba diving) كرياضة فيها مغامرة وعجبتني جدا.. درست كورسات كتيره لكن عمري ما كنت أتخيل إنها هتكون مجال عملي..

    • بنسمع دايما عن السكوبا دايفين والدييب دايفين.. عاوزين نفرق بين أنواع الغوص؟

    الغوص أنواع متعددة.. فيه (Recreational Diving) الناس بتيجي تغطس عشان تتفرج على الأسماك والكائنات البحرية وده بيكون بتانك واحد وبيكون على عمق اقصاه 40 متر.

    فيه (Technical Diving) وده بيكون أعمق وبيكون الهواء في التانك فيه عبارة عن مخاليط من الغازات.

    وفيه (Free Diving) اللي هو انك تاخد نفس وتنزل من غير تانك تحت الميه.. وما بيكونش قريب من سطح البحر، فيه ناس بتحقق ارقام فيه بتعدي الـ200 متر.. آخر رقم عالمي كان 209 متر.

    وآخر نوع الـ (Commercial Diving) ده لحام وقطع وفك وتركيب ونسف وتدمير تحت الميه بيستخدم لشركات البترول والكهرباء.

     

    • unnamed (23)  كخبير في الغطس ومدرب محترف ما هي نصائحك للمبتدئين وما هي الأوقات الأنسب للغوص في السنة؟

    الجو في مصر من أجمل أجواء العالم، فالشتاء عندنا  ما بيكونش برد جدا.. ده غير ان فيه بدل غوص للشتاء.. عشان كده ما فيش وقت معين للغوص.. لكن الموسم دايما بيكون وقت الاجازات.. الناس عندها معتقد إنها ما تغطسش في الشتا عشان الميه بتكون ساقعه بس ده معتقد غلط لإن سكوبا دايفين Scuba Diving  معناها الغوص بمعدات ذاتية التحكم.. فيه احد المعدات الـ (wet suit)  البدلة بيدخل فيها ميه بتاخد حرارة الجسم وبيكون فيه عازل فما بنحسش بالبرد..

    بالإضافة لإن كل فصل في السنة له الأحياء المائية والحياة البحرية الخاصة به فالغطس في كل موسم بيكون متعة مختلفة..

     

    • متى يمكن للمبتديء أن يغوص بنفسه منفردا؟

    كورس الغوص الأول بيكون في المياه المفتوحة لمدة 4 أيام بيعرفك بعلم الغوص ومعدات الغوص.. بعدها بتكون مؤهل للغوص في أي مكان في العالم. لكن لازم تغوص مع (بادي) زميل .. وده لأسباب منها إنك لو احتجت حاجه تلاقي حد يساعدك وكمان المتعة في الغطس وانت معاك زميل غير وانت لوحدك بتكون المتعة اكبر وانت معاك صحبه.. كمان بيحصل تبادل خبرات.

     

    • unnamed (31)  مصر تتميز إنها من أجمل مناطق الجذب في العالم لرياضة الغوص.. إيه أهم المناطق فيها وليه؟

    مصر من أجمل وأميز الأماكن اللي ممكن تغطس فيها في العالم كله بسبب الجو أكيد وبسبب البحر الأحمر اللي بيتميز بصفاء مياهه وأحيائه المائية..

    جنوب البحر الأحمر (مرسى علم – الغردقة – حماطه…) وشمال البحر الأحمر (سيناء.. دهب – طابا – شرم الشيخ – نويبع) .. كل منطقة منهم تتميز بأحياء مائية مختلفة في النوع والشكل والحجم.. إلى جانب البحر الأبيض المتوسط.

    لكن الغطس مش بس أحياء مائية.. إحنا أحيانا بنغطس عشان نتفرج على تاريخ زي مراكب غرقانه من أيام الحرب العالمية الثانية، أو آثار زي الآثارالغارقة في اسكندرية.. كل ده بيخلي مصر منطقة جذب سياحي للغطس بكل أنواعه.

     

    • لماذا تعتبر دهب من أكثر المناطق تميزا في مصر برياضة الغوص؟

    دهب.. مكان بيتميز بالـ (natural diving) .. لإن فيها كهوف تحت الميه فبتغلب على الغوص فيها شكل المغامرة.

     

    • unnamed (13)  ك / أحمد سمير فرج عضو اللجنة الفنية في الإتحاد المصري للغوص ومحقق في قسم التحقيقات التابع للإتحاد المصري للغوص.. أكيد عملك بيتطلب مهارات خاصة جدا .. ما هي اسباب الحوادث التي صادفتها في مجال عملك؟

     

    ده صحيح.. لكن أحب أأكد الأول إن الـ (سكوبا دايفين) أمان.. إحنا بنغطس عشان المتعة.. الخطر اللي ممكن نواجهه في الغوص ممكن نواجهه في كل حاجه في حياتنا.. النهارده واحنا بناكل لو ما اخدناش بالنا بنكون في خطر.. لو واحنا سايقين ما التزمناش بالتعليمات الخاصة بالقيادة بنكون في خطر اكبر..

     

    • في 18 قضية تم التحقيق فيهم بمعرفتك.. هل فيه خطأ مشترك بينهم؟

    كان فعلا فيه عامل مشترك.. لكن مع مجهودات الإتحاد المصري للغوص بنحاول إننا نتجنب هذه المشكلات إنها تحصل مره ثانيه…

    أهم المشكلات إنك تتعدى العمق المسموح في رخصتك بتعرض نفسك للخطر.. كل دورة بيتعلمها الغواص بيكون لها مهارات معينة اتعلمها  واتدرب عليها بتسمح له بالغوص لعمق معين..

    زمان كان الناس بتحاول تغطس بالتانك الواحد ويحاولوا يعدوا العمق المسموح به الـ 40متر.. لما بيعدي العمق ده بيحصل مشاكل مع الغاز الخليط اللي في التانك تبدأ المشاكل بحاجه اسمها (سكر الأعماق) وبعدها بيحصل (تسمم الأكسجين) .. ده لإنهم ما اخدوش المعدات الصحيحة لهذا العمق…

    لكن لومعانا المعدات الصحيحة والمرشد الصح يبقى الغوص هيكون متعه.

    unnamed (19) 

    • Blue Hole المعروفة بمقبرة الغواصين.. لماذا اطلق عليها هذا الإسم وكيف يمكن تجنب مخاطرها؟

    البلو هوول من أجمل الأماكن اللي الواحد ممكن يغطس فيها.. لكن هي عباره عن فتحة مقفولة جزئيا.. جزء منها مفتوح على المياه في عمق اقصاه 9 متر ممكن تعدي من ال  saddle  وتدخل البلوهول.. وفيه غطسة تانية بتكون إننا بندخل البلوهول ونطلع برا عن طريق ال saddle وده الغطس اللي بيكون بتانك واحد.. فيه طريقة تانيه بمخاليط غاز معينة وفيه فتحه تانيه في البلو هول بتبدأ من 52متر وتوصل لـ 90متر من جوه البلو هوول ومن برا لـ 120متر وأعمق…

    المنظرمن جوه البلوهول أما تبص لفوق تشوفي الشمس كده نازلة .. او وانت داخل (الأرش arch) اللي على بعد 52 متر كإنه نفق ضخم كبير .. منظر طبيعي جميل..

    معظم حوادث البلوهول بسبب إن فيه ناس منهم بتغطس بتانك واحد وبيكون نفسه يشوف الأرش ده لإنه قرأ عنه أو شاف صوره.. بدل ما يتعلموا أو ياخدوا كورس عشان يغطسوا غطسه سليمه، كانوا بيحاولوا يتفقوا مع المرشد فبيرفض لإن ده ضد القواعد المعروفة .. فكان أحيانا حد يقرر إنه يسيب المرشد عند ال saddle  وينزلوا تحت في البلوهول للـ 52 متر وطبعا الغاز ما بيكونش كافي أو يحصل لهم سكر الأعماق أو يتوهوا في البلوهول أو بيحصلهم فزع مفاجيء وخوف فيحاول يطلع فجأه على السطح.. دي كلها حوادث بتحصل مع الـ Recreational diving..

    فيه حوادث بتحصل مع ال technical diving .. لما بيحاولوا يتعدوا العمق أو يتعدوا الوقت وبيكونوا مش حاسبين الغاز بتاعهم بشكل صحيح وبينسوا إن الإنفعال أو الخوف ممكن يستهلك غاز أكتر عن المحسوب وبتاخدهم المتعة فيفضلوا لوقت أطول من المفروض.. فيبدأ يطلع بسرعة عشان الغاز بيقل منه ومفروض إن على كل عمق لازم يقف وقفة معينة عشان يطلع الغاز اللي في جسمه مع الزفير.. لكن ساعات بيخاف ويبدأ يطلع بسرعة وما يعملش الوقفات دي.. فتحصل الحادثة..

     

    نوع أخيرمن الحوادث إن ناس بتحاول تعمل ارقام لنفسها من غير دراسة ولا تحضير..

    ده مختلف عن الرقم اللي حققه أبطال زي أحمد جبر.. الناس دي بتدرس لفترة طويلة .. ما بيكونش طلعت في دماغه فجأه.. بيسخر حياته للهدف ده.. يغطس .. ويحسب ويشتري معدات ويعدل عليها ويبحث كتير لسنين عشان يثبت علم جديد أو يزيد على علم الغوص ..

    الأرقام القياسية بتحتاج علم ومجهود كتير.. ما حدش كان يتصور إننا نطلع القمر..كان آخرنا إن عندنا طيارة.. لكن واحده واحده مع العلم وصلنا للقمر..

     

    • unnamed (14)    لقب Undertaker .. ايه حكايته؟

    من 2003 كنت عضو اللجنة الفنية في الإتحاد المصري للغوص.. في 2006 حصل إنفجار على الممشى في دهب.. كنت مكلف بإنتشال الأشلاء من الميه وتم إنتشال الأشلاء بالفعل..

     

    للوصول إلى مكان الاشلاء الصح مع طبعا عامل الوقت اللي مهم جدا، فيه دراسة وعلم اسمه search and recovering  وفيه دورات وكورسات تانيه مهمه.. بعدها مهم إنك توصل للمعلومة الصح من الناس (كان نازل الساعه كام وكان مين معاه وكان معاه كام كيلو عشان تحدد مكانه المفترض) وتحدد رؤيتك وتصورك للموقف وتحدد الموقع وبيكون معانا تصور للغطسة بتاعته عشان نقدر نحدد مكانه..

    unnamed (28) 

    • هل دايما المهمة إنتشال جثث ولا أحيانا بتكون مهمة ممتعة مثل البحث عن مجوهرات ثمينة أو ما شابه؟

    فعلا حصل معايا قبل كده إن حد كان بيغطس معايا فقد خاتم زوجته وكان خاتم ثمين من موروثات العائلة.. كان مهمة صعبة لكن الحمد لله وصلنا له.

     

    • unnamed (22)  عملك كمحقق في حوادث الغرق أكيد خلاك مريت بقضايا غريبة..يا ترى إيه أغرب القضايا اللي صادفتها؟

    كان فيه حادثة من الحوادث في البلوهول وبحثنا كتير عن الهدف وما كناش لاقيينه وفي الآخر لقيناه لازق في سقف الأرش.. هو في الأغلب توتر وحاول إنه يطلع.. لقيناه بالصدفة اكتر من اي حاجه..

    مش حابب اتكلم عن الحوادث بتفاصيلها عشان ما اجرحش مشاعر الناس اللي بتسمع.. لكن من باب إننا نحذر الناس من خطر التعرض للغرق لا قدر الله في حال عدم اتباعهم التعليمات بدقة ..

     

    اي حد بينزل لازم يكون معاه المعدات الصحيحة ويكون مش بس معاه شهادة معتمدة لكن كمان يكون مؤهل للغوص.. لإن ناس كتير بيكون معاها شهادات للغطس لكن بيكون مر وقت طويل ولم يغطس فبيفقد مهارات الغطس…

    فيه حوادث كتير حصلت كان من ضمن مشاكلها عدم استخدام المعدات السليمة.. فيه بدلة بنستخدمها اسمها البدلة الجافة بتكون متوصلة بالتانك عشان نزود فيها الهوا أو نقلله وبتتحكم في الطفو بتاعنا.. فيه ناس كتير بتستعملها بس للأسف بيكونوا مش مدربين عليها كفايه .. لازم وهو طالع بيفضي الهوا من البدلة بالتدريج وفي الوقت المناسب.. إذا ما عملش ده بتبدأ البدلة تاخده بسرعة للسطح وكل ما بنطلع لفوق الهوا اللي جواها بيتمدد وبيبقى اكتر فبيطلع اسرع.. دي من ضمن الحوادث اللي حصلت في شرم الشيخ.. وكان نتيجتها الوفاة بسبب انفجار الرئتين..

     

    • unnamed (26)   تم اختيارك عشان تقدم استشارات فنية وتقنية للفيلم الوثائقي البولندي Deep love .. ممكن تكلمنا عنه؟

    يانوش وجوانا.. هم الإثنين بصراحه أبطال… يانوش كان مدرب سكوبا دايفين جاله جلطه في المخ لسوء حظه وهو تحت الميه وحصل له شلل نصفي والجلطه اثرت على الكلام وجزء معين في المخ المسئول عن الذاكرة. هو كان مرتبط بالميه جدا نزل عمل رقم بعد الإصابة.. بعد علاج سنين واشراف فني وكنت مسئول عنه وعملنا فيلم وثائقي عنه… أنا بقول عن جوانا مراته إنها هي كمان بطله لإنها كانت معاه وهو رجل ناجح واستمرت معاه وساعدته بعد الاصابة ولحد النهارده موجوده معاه وحالة حب جميلة ووفاء..

    الفكرة في الأسم Deep Love  وهو حب جوانا لـ يانوش .. ومن ناحية تانية حب يانوش نفسه للميه.

    يانوش حقق حلمه اللي اتمناه إنه يوةصل لعمق 60 مترويشوف الأرش اللي كان نفسه يشوفه في البلوهول.

     

     

    • unnamed (4)  ايه مشروعاتك الجديدة؟

    المشاريع الجديدة إن فيه بحث عن يانوش عشان نثبت إن الجلطة اللي حصلت ليانوش ما كانتش بسبب الغطس على العكس الغطس له اثر إيجابي..

    معهد السمع والكلام البولندي عملت اختبار معين ليانوش عشان يحله.. لما حله على الأرض جاب 60% وفي غرفة الضغط جاب 90% وهو نفس الإمتحان لكن اسئلة مختلفة.. نفس الإمتحان حله تحت الميه بنسبة 100%..

     

    المشورع التاني فيلم وثائقي اسمه Two bodies ده جديد بنجهز له عن حادثة حصلت في دهب اتنين مصريين توفوا في الميه .. طلع اقاويل كتير عن الحادثة وبنعمل التحقيق بشكل موثق.. هم كان هدفهم جميل جدا لكن كان معاهم المعدات الغلط..

     

    • لك صور بتكتب فيها تقارير تحت الماء.. اكيد الورق ده من ماده خاصة لكن إيه ضرورة كتابة التقارير تحت الميه؟

    هو فعلا بلوك نوت معين من مادة بلاستيكية بنكتب عليها بقلم رصاص معين يمكن مسحها والكتابة عليها مرة أخرى.. احنا بنكتب ملحوظات او مقاييس معينه مهمة.. واحيانا بنكون محتاجين  نتكلم تحت الميه ونقول حاجه لبعض خاصة بالتحقيق فبنستخدمها كوسيلة تواصل..

    قبل ما يكون فيه البلوك نوتس كان التواصل عن طريق الإشارات..

     

    • unnamed (6)  إزاي الغوص أثر على حياتك الشخصية؟

    الغوص قربني كتير من الناس وخلاني اجتماعي اكتر وبحسب الخطر بشكل ادق.. كل الحاجات اللي بنعملها في حياتنا ليهاأخطار وفوائد.. لو كانوا أد بعض يبقى ما ناخدش الخطوة دي.. لازم يكون الفوائد أعلى من الخطر ولو شوية صغيرين.. ودي أهم حاجه اتعلمتها من الغوص..

    علمني الغوص إني اكون منظم جدا واتبع القواعد والتعليمات بشكل دقيق..

     

    unnamed (12)

    • تقول إيه للناس اللي عاوزه تتعلم غوص؟

    للي عاوزين يغطسوا: الغوص متعه.. انصحك تجرب الغطس

    للغطاسين اللي بيغطسوا: ما تعديش حدود العمق ولا الوقت والتزم بالتعليمات

     

       unnamed (2) unnamed (3) unnamed (4) unnamed (5) unnamed (6) unnamed (7) unnamed (8) unnamed (9) unnamed (10) unnamed (11) unnamed (12) unnamed (13) unnamed (14) unnamed (15) unnamed (16) unnamed (17) unnamed (18) unnamed (19) unnamed (20) unnamed (21) unnamed (22) unnamed (23) unnamed (24) unnamed (25) unnamed (26) unnamed (27) unnamed (28) unnamed (29) unnamed (30) unnamed (31) unnamed (32) unnamed (33)

     

     unnamed

     

     

    إيجيبت توداي بالعربي مع أسطورة الغطس أحمد سمير فراج

     

  • تابعوا اللقاء الحصري مع (( إيفا هابيل )) أول سيده عمده في مصر .. -أجرت الحوار : نيفين جابر – تصوير فوتوغرافي : هيثم سمير – إخراج : محمد شادي ..

    تابعوا اللقاء الحصري مع (( إيفا هابيل )) أول سيده عمده في مصر .. -أجرت الحوار : نيفين جابر – تصوير فوتوغرافي : هيثم سمير – إخراج : محمد شادي ..

    _DSC3354

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

    حوار جريء جدا وحصري مع العمدة إيفا.. أول عمدة سيدة في مصر

    أجرت الحوار : نيفين جابر

    تصوير فوتوغرافي : هيثم سمير

    إخراج : محمد شادي

     

    في صعيد مصر .. ديروط محافظة اسيوط وبالتحديد في قرية (كوم بوها) كان اللقاء.. منزل بسيط بعيد كل البعد عن التميز مثل باقي البيوت حوله.. أطلت علينا بإبتسامة ودفء مصري معتاد منذ زمن إلا أننا افتقدناه أخيرا.. وكأن الزمان يعود بنا لعصر جميل حيث البساطة والإبتسامة لا تفارق الوجوه..

     

    _DSC3354  إمراة ذات ملامح مصرية جميلة.. تشعرك بارتياح حين تنظر إليها وتشع ودا حين تتحدث.. ودٌ لا يخلو من الحزم في حال إبداء الرأي.. القوة واللين، الرفق والحزم، كل الخصائص الإنسانية تطل عليك من حديثها..

    إيفا هارون.. أول سيدة مصرية تحصل على لقب عمدة.. كان لـ إيجيبت توداي بالعربي شرف لقائها والحديث معها..  

     

    _DSC3304

    تحدثت عن نفسها .. عن المرأة .. عن دور العمدة.. أحلامها…

     

    • الإيمان بالنفس وقدراتها قبل الجهد هو الطريق لتحقيق الأحلام.. المرأة نجحت كوزيرة وطبيبة ومهندسة ومحامية وإمرأة تعيل أسرة ونجحت .. اعتقد أني نجحت إلى درجة كبيرة كعمدة.
    • المرأة عندها قدرة على الإنصات وعنيدة وليست عاطفية..
    • اذا آمنت المرأة إن لديها نفس القدرات يمكن أن تحقق ذاتها في أي منصب..
    • في رأيي أنه يمكن للمرآة أن تكون وزيرا للدفاع..
    • العمده دوره يخفف العبء عن الشرطة والقضاء..
    • المصري هضم كل ثقافات المستعمرين وصنع المصري المميز..
    • الديمقراطية إننا نسمع بعض..
    • سأرشح نفسي لمجلس النواب
    • محتاجين مجلس نواب همه الاول مصر ويتخلى عن الأنا..

     

     

    _DSC3362  يمكنك اعتبارها صاحبة الرأي الصدمة…

     

    • ثورة يناير مش ثورة والسنين اللي تبعتها اسوء سنين حياتي..
    • القيم انهارت.. القنوات كانت بتتبارى تجيب مسئول و(يهزأوه) تحت اسم الديمقراطية..
    • في فترة حكم الاخوان المسلمين كنت صاحبة ثلاث عورات (فلول – إمرأة – قبطية)..
    • الحكم قبل الثورة كان له سلبيات..
    • انا مش مسئولة من حد ..
    • انا ضد جملة (لايدز فيرست) السيدات أولا.. الرجل وجد اولا في الحياه..
    • محتاجين نتعود على النظام ونطبق القانون ..لازم ينفذ القانون بحسم على (السيسي) وعلى (فرحات.. الغفير بتاعنا)..
    • محضر او اتنين فقط اللي ارسلتهم لمركزالشرطة باختياري لاني وجدتهم يستحقوا العقاب .. ماعدا ذلك كل المشكلات تم حلها هنا..
    • !!! شخص 18 سنه يمكن أن يرتكب جريمة واعامله على أنه حدث ..
    • ليه بيطبق المجتمع الشرع في كل حاجه وبيوصل لحد موضوع الميراث بيخبوا الشرع.. ويظهر الضعف في تطبيق القانون بسبب بطء القضاء..
    • أنا ضد نسبة الكوته للأقباط.. لاني بالشكل ده بعتبر الأقباط فصيل مختلف لكن أنا بعتبرهم خيط في النسيج كله..
    • مع الكوته للمرأة مؤقتا إلى أن تثبت جدارتها في المكان..

     

    وعن القضية التي تشغلها الآن قالت: “القضية التي تشغلني الآن هي مصر .. بدعي في صلاتي يا رب رجع المصريين يحبوا بعض ويحبوا مصر”

     

    ختمت حوارها برسالة للمرأة قائلة: “انتي صناعة إلهية .. انتي كيان كامل عنده كل القدرات .. انتي قوية وتستطيعين…”

    _DSC3372

     

    لقاء حصري مع أول سيده عمده في مصر .. إيفا هابيل

  • كتب الدكتور (( أحمد الخميسي ahmad alkhamisi )) – مقال عن – ” علاء الديب .. شجن الوحدة والاغتراب” ..

    كتب الدكتور (( أحمد الخميسي ahmad alkhamisi )) – مقال عن – ” علاء الديب .. شجن الوحدة والاغتراب” ..

    الصورة:

     

     

    علاء الديب .. شجن الوحدة والاغتراب

    د. أحمد الخميسي

    لو أن الظروف كانت قد أسعدتك بالتعرف إلي شخص علاء الديب والتردد عليه في الفيلا الصغيرة التي يسكنها في المعادي، والجلوس معه في شرفته المطلة على حديقة صغيرة هادئة، لرأيت كيف يختلس الديب وهو يشرب قهوته نظرات محبة سريعة إلي الحديقة فتبدو لك كأنها امتداد أخضر هامس لروحه العذبة، ولكنت قد لمحت الشجن المهذب الصامت في نظرته. تتطلع إليه وتحتار أيهما الأعز فيه: الكاتب؟أم الإنسان؟ أم هي حقول الروح مترامية يفضي كل منها للآخر؟. الشجن المهذب في استسلام طائر أسقطته رصاصة، والحزن على مصائر البشر، والتشبث رغم بالأمل، من ذلك كله يقوم عالم علاء الديب القصصي والروائي. الديب من مواليد 1939، لكن إبداعه بدأ في الظهور في الستينات مع حلقة من الكتاب شكلوا جسرا ما بين جيلي الخمسينات والستينات، منهم بهاء طاهر وأبو المعاطي أبو النجا وسليمان فياض وإدوار الخراط وغالب هلسا. كلهم من مواليد الأربعينات لكن ظهورهم وإبداعهم تقاطع مع أبناء الستينات. نشر الديب أول قصة له ” الشيخة” في 1962وصدرت مجموعته الأولى”القاهرة” في 1964، وصدرت مجموعته الثانية ” صباح الجمعة ” في1970. فكريا ينتمى الديب إلي قيم الوطنية المصرية التي تشكلت قبل ثورة يوليو ثم رسختها الثورة: الاستقلال. التصنيع. العدالة الاجتماعية. العداء للاستعمار ودعم حركات التحرر وفي المقدمة منها فلسطين التي تشغل مكانة خاصة لدي شخصيات علاء الديب في تأملاتها وأحاديثها. وعند أمين الألفي بطل ” أيام وردية ” فإن فلسطين هي:” فكرة مسيطرة يقيس بها مواقع الناس، وعامل مساعد يكشف به الصدق من الكذب”، بل وفلسطين لديه”دائما تسد حلقه، كأنما هو الذي باع، والذي خان، هو الذي مات وصمد مثل الشجر، هو الذي انفجر واستشهد، هو الذي تشرد وحوصر وقاتل وقتل”. ومع أن الديب لا يهمل تأثير الشروط الموضوعية التي تساهم في خلق الوعي وتشكيل البشر، إلا أنه يميل بقوة للاعتقاد بأن بوسع الانسان، بل وواجبه، أن يتجاوز كل الظروف وأن يتحكم في حياته في مواجهة كل شيء، تلك هي القضية الأخلاقية الأولى في إبداع الديب كله: المسئولية الشخصية، الأخلاقية والانسانية، عن مواجهة المنظومة السياسية والفكرية المنهارة، هذا أو أن يلقى الانسان عقابه فينزلق إلي الخواء،والوحدة، وتقديس المعايير الاجتماعية التي تمجد الثروة والنفاق والكذب. هكذا تتصدر مسئولية الانسان الأخلاقية المشهد الأدبي لدي علاء الديب، وتكاد أن تكون عقدة العمل الأدبي وجوهره. لهذا فإن كل شخصيات علاء الديب من دون استثناء تكابد الوحدة والاغتراب المرير بعمق، ومعظمها من مثقفي الطبقة الوسطى التي تشتبك بدرجات متفاوتة مع الابداع. يلوح قدر الوحدة والاغتراب لدي الديب منذ روايته الأولى” القاهرة” 1968، إذ يطالعنا الديب بشخصية”فتحي” التي تجسد الخواء الروحي القاسي. موظف شاب يحيا مع امرأة تراه”شخص مترهل تعس.. لكنه فرصتها الأخيرة”ويراها هو مجرد “إطار كاوتش لم يعد صالحا للاستعمال”، وحينما تفاجئه المرأة بأنها حامل فإنه يرتبط بها لكنه يقوم بخنقها في الليلة الأولى من الزواج. ويقول في دفاعه في المحكمة:” لم أقتلها لأنها بغي.. لم أكن اريد لابني أن يولد.. كنت أريد أن أتأكد من أن حياتي لن تلوث الجيل القادم.. وأن الدنيا لن تشهد فتحي آخر”. يأتي دفاع فتحي أقرب ما يكو إلي بيان بانسحاب المثقف، وهزيمته، بل وانتحاره بعد نكسة 1967، مدركا – سواء أكان على حق أم لا- أنه لم يترك أثرا، والأقسى أنه لا يود أن يترك أثرا، بعد أن انزوى حسب اعتقاده” كل وجه نبيل وكل قيمة شريفة”، فلم يبق سوى أن يعيش وحده ” هذا الخواء المرعب”. ويظل بيان موت المثقف الذي أعلنه الديب في روايته الصادرة بعد النكسة مباشرة يحكم وينتظم كل أعماله اللاحقة من دون استثناء حتى روايته الأخيرة “أيام وردية” الصادرة عام ألفين، مرورا بثلاثية الديب :” أطفال بلا دموع” 1989، و” قمر على مستنقع”1993، و”عيون البنفسج” 1999. في كل أعمال الديب اللاحقة على ” القاهرة” نرى ثمار النكسة – بعد حوالي ربع قرن من وقوعها- وقد تجسدت وأصبحت جزءا من التكوين النفسي والفكري للبشر الذين تشبعوا بالمرارة واليأس والانتهازية والهروب من كل مواجهة والتطلع إلي النقود ، والشعور بأنه ما من مخرج وما من ضوء في نهاية النفق. وبينما يشير الديب إلي الظروف التاريخية التي خلقت كل ذلك، فإنه لايكف في الوقت ذاته عن تحميل الانسان مسئولية شخصية أخلاقية عما آل إليه وجوده. في ثلاثية الديب يتناول الكاتب حياة أسرة تتألف من الزوج د. منير في ” أطفال بلا دموع”، ثم زوجته د. سناء في ” قمر على مستنقع” وأخيرا ابنهما تامر في” عيون البنفسج”. في الروايات الثلاث القصيرة نقرأ القصة على لسان الراوي، الشخصية الرئيسية، لننتهي إلي تأمل أسرة يعيش كل فرد منها بمعزل عن الآخر بل وعن الآخرين، ويعاني بمفرده من الوحدة والخواء، قدر شخصيات علاء الديب المرير. لايلي الديب في أعماله اهتماما جماليا خاصا للغة بحد ذاتها، ويعتمد البناء الفني لديه أساسا على”المونولوج الداخلي” للراوي، و”الفلاش باك”، ونثار أحداث صغيرة متفرقة يومية،أما أفعال الشخصيات فلا تأتي استجابة لأحداث محددة لكنها تنبع من الداخل، أقرب لحوار مع النفس، ويكاد العالم الخارجي لديه أن يكون تكئة لحديث النفس، لهذا يلقي الشعر بظلاله وعطره على الروايات، ولا يعوض شحوب العالم الخارجي الواقعي سوى ذلك الصدق المرير والأمل الخافت الذي يتنهد بروح الكاتب في الروايات. في”أطفال بلا دموع” يقدم لنا علاء الديب دكتور منير أستاذ الأدب العربي بإحدى الجامعات الخليجية، المفكر العربي، الذي هجر كل آماله أو هجرته هي، وهاجر متفرغا لجمع الأموال بكتابة أبحاث في قضايا قتلت بحثا مثل غزل المعلقات. ينفصل عن زوجته د. سناء ويتذكرها بصفتها” بنت مصر الجديدة والنادي.. لا تعرف إلا المرحاض الأفرنجي والاستلقاء عارية في البانيو الفاخر وتدليك فخذيها ويديها بالكريم”. يقول د. منير لنفسه : ” كنت وحيدا. ومتى لم أكن وحيدا؟”. وفي وحدته يشتاق لبلدته في الصعيد، وللشجرة التي يتكرر ظهورها في أعمال الديب رمزا للطبيعة، لكن أشواقه تلك تحوم حول قرية لم يعد لها وجود، مثل الفردوس المفقود. أما الحقيقة الصلبة فهي أنه يعيش على كتابة المقالات الجوفاء، وتدريس قشور العلم، ويتجرع مرارة الافتراق عن ولديه اللذين انتزعتهما منه زوجته بعد الانفصال. يتذكر الولدين في حلم:” يصرخان في وجهه بلا صوت، عيونهما من حجارة مليئة بدموع لا تنحدر.. أمسك وجهيهما. أهز الوجه. لا أسمع لهما صوتا ولا الدموع تنهمر”. كيف أطبقت الوحدة والغربة والنهم إلي المال قدر إنسان كان يوما مشغولا بأحلام كبري؟. في الجزء الثاني ” قمر على مستنقع” تحكي د. سناء زوجته القصة من وجهة نظرها، وتقدم لنا حياتها معه على أنها كانت” جحيما في جحيم”، وأن د. منير لم يكن سوى” ماكينة بشعة للأكل والجنس والنقود”أما عن علاقته بالثقافة فتقول إنه كان” يغلق على نفسه حجرة المكتب.. يغيب ساعة أو ساعتين، يخرج منتصرا يحمل كومة أوراق، يلقي بها أمامي، يقول: خمسمائة دولار ياهانم.. مقال رهيب عن التصوف الإسلامي”! أما السنوات التي قضتها معه في الخليج فلم تكن إلا غرقا في ” مستنقع الغباء والأنانية والنفط”. وخلافا لحكاية د. منير فإن قصة سناء تكاد أن تخلو من ضغط الهموم العامة، ما عدا إشارتها العابرة لاختلاف أحوال مصر بعد وفاة عبد الناصر، وإلي تبدل البشر، وهجرة أخيها أمين الذي كان يتحدث عن:” طب الريف، وخدمة الفقراء، وتبسيط العلاج والمصاريف.. كيف انسحب؟”. ومثل كل شخصيات الديب تعاني سناء كما تقول من:” الفشل والضعف والوحدة الحارقة”. الجزء الثالث” عيون البنفسج” يصل فيه المؤلف إلي حالة جديدة مجسدة في شخصية ” تامر” ابن منير وسناء، فإذا كان الوطن قد تعرض من قبل لهزة ونكسة لكنه بقى ملاذا ، فإن ذلك الوطن يتلاشى تماما لدي ابنهما تامر الذي تحاصره – مثل كل شخصيات الديب- ” أحزان الوحدة الخانقة”. تامر رمز لجيل آخر مختلف، حيث لم يعد لشيء أي شيء معنى أو قيمة. يشعر تامر بأنه ” بلا جذور، معلق في الهواء”، ولم تعد هموم الوطن هي سؤاله، فقد انقلب السؤال إلي: هل ثمت وطن أصلا؟. إنه يسأل صديقه حسين كاظم ” أنا لم أعد أعرف ماذا يعني أن أكون مصريا؟ هل تستطيع أن تقدم لي تعريفا للوطن؟!”. وينتهى الجزء الأخير من الثلاثية بهزيمة حسين كاظم صديق تامر الذي يقع هو الآخر في فخ الهجرة بعد أن ضاق بالفقر وقرر السفر إلي الخليج. بهذه الهزيمة الأخيرة، هزيمة حسين كاظم تنتهي عيون البنفسج، وتنتهى معها ثلاثية الغربة والوحدة، قدر المثقف المهزوم، وهو الموضوع الرئيسي لروايات وقصص علاء الديب، وإليه يعود في آخر رواياته ” أيام وردية” فيقدم لنا أمين الألفى تجسيدا لكل ملامح بطل الستينات الذي حطمته النكسة وأطاحت أحلامه في التحرر، والعدل. أخلص من صميم قلبه لتلك الأحلام، لم يبدل جلده ، ولا تماشى مع التيار، فأخذ الواقع الجديد يطحنه على المستوى العام وعلى المستوى الشخصي في علاقته بزوجته شادن التي تعرف إليها ذات يوم بعد النكسة حين كانت : ” تجرى في مكاتب الجرائد والمجلات، تكتب موضوعات لاعلاء كلمة اليسار وقوى الشعب العامل، مندفعة متحمسة” ، فإذا بها تقع بعد النكسة في قبضة ” الحاجة زينب” التي عادت من الخليج مسلحة بكل قيم الرجعية، وإذا بزوجته تختلف، فلا يكاد يعرفها، إلي أن ينفصل عنها. وتحط الكآبة على روحه وتؤدي به لدخول مصحة نفسية. يقدم الديب بطله بصفته ” مفكر عربي” ويقصد بذلك ما جاء لاحقا من أن فلسطين بالنسبة للألفي هي” النغمة الحزينة الممضة التي تربض تحت كل الأيام والساعات.. نغمة تتصاعد في القلب مستمرة ثابتة رغم طبول الأكاذيب”. لكن أمين الألفي، المثقف، العربي، المصري، لايفلت من مصير د. منير، وسناء، وتامر، ومن قبلهم فتحي في ” القاهرة”. مجددا يعزف الديب على وتر الوحدة والضعف. أما الشخصيات التي تبشر بالأمل، أوتجرب الانتصار والتحدي، فإنها تلوح عند الكاتب من بعيد، شاحبة، كأنما لابد من الاعتراف بإمكانية وجودها نظريا لكن من دون حماسة المؤلف لها. إن الصدق مع النفس، والاعتراف بالهزيمة، هو السمة الايجابية العظيمة لشخصيات لا تخدع نفسها، ولاتكذب، ولا تداري حقيقة الهزيمة التي لحقت بها. شخصيات علاء الديب كما يصف إحداها “انتصاراتها مهزومة وهزائمها تنتحل رايات النصر”. ويضيف الديب: ” لكن أليست هذه هي قصة هذا الزمن الذي نعيش فيه؟”! . يقول علاء الديب في أوراقه إن والده كان: ” ينقل إلي جليسه محبة وسكينة”. هذا بالضبط هو الأثر الذي كان علاء الديب يتركه في أصدقائه ومحبيه” محبة وسكينة”، لكنها مشبعة بشجن عميق وأسى على العالم والبشر. ظل على مدى أربعين عاما يقدم في الصحافة باب” عصير الكتب” ويعرف القراء بالكتاب الجدد بدأب وصبر، مرورا بمجموعاته القصصية الخمس، ورواياته الخمس، وترجماته التي تنوعت ما بين القصة والمسرح. كنت أجلس معه ساعة أو ساعتين فلا أسمع منه أبدا كلمة ” أنا ” ولا أية إشارة عابرة لأعماله. يحدق بك باهتمام ويسأل:” كتبت حاجة جديدة؟”. أو يتناول كتابا ويدفع به إليك قائلا:”اقرأ قصص هذا الشاب، ممتاز”. لم أسمعه مرة يغتاب أحدا أو يقلل من شأن أحد. رحل علاء الديب عن عالمنا في 18 فبراير هذا العام. فارقنا إنسان تمتع بموهبة حب الناس الفريدة، وكاتب تجاوز دائما النقص في محاولات الآخرين وفيهم أنفسهم متطلعا إلي أبعد من ذلك: ربما يحل يوم يصبح فيه أولئك البشر أفضل، وذلك الأدب أجمل؟ ولأجل يوم كهذا يمكن التشبث حتى النهاية بحب الناس والأمل. لاشي يقال عند الوداع سوى أن كلمات الوداع مرة، والموت مر، وكل شيء يسرق الإنسان من إنسان.

    د. أحمد الخميسي. كاتب مصري

    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    ملحوظة : المقالة تعبر عن رأي صاحبها وليس عن رأي المجلة …مع الشكر والتقدير للجميع..

  • في جامعة زايد جلسة حوارية مع 3 أديبات إماراتيات (( الشاعرة الهنوف محمد والروائيتين عائشة العاجل وبدرية الشامسي )) ..

    في جامعة زايد جلسة حوارية مع 3 أديبات إماراتيات (( الشاعرة الهنوف محمد والروائيتين عائشة العاجل وبدرية الشامسي )) ..

    دبي «الخليج»:

    استضافت إدارة الحياة الطلابية بجامعة زايد الشاعرة الهنوف محمد والروائيتين عائشة العاجل وبدرية الشامسي في جلسة حوارية أجرتها معهن الطالبات في مركز الشيخة لطيفة بنت حمدان آل مكتوم بفرع الجامعة في دبي، بحضور فتحية الخميري مديرة إدارة الحياة الطلابية والدكتورة أحلام الزهاوي عضو هيئة التدريس بمعهد اللغة العربية بالجامعة.
    دار الحوار حول الإسهامات التي حققتها المرأة الإماراتية في مجال الكتابة الإبداعية، والخصائص التي ميزت الأدب النسائي الإماراتي فأكسبته سمات خاصة.. وذلك استذكاراً لأجواء احتفال العالم هذا الشهر باليوم العالمي للمرأة.
    وقالت فتحية الخميري مديرة إدارة الحياة الطلابية بالجامعة: «إن اللقاء هو بمثابة استكشاف لبعض ما حققته المرأة الإماراتية من إنجازات على الصعيد الثقافي، ضمن مسيرة النهضة التي تشهدها الدولة في جميع المجالات.. حيث لعبت المرأة الكاتبة أدواراً قوية في تحديث مجتمعها وتنوير الأجيال الجديدة».

    واستعرضت الكاتبات إصداراتهن التي تعكس أحدث تجاربهن القلمية، كنماذج للكتابة النسائية الجديدة في الإمارات، فتحدثت الشاعرة الهنوف عن كتابها الأخير «الطريق إلى اليابان» الذي يدخل في إطار أدب الرحلات، إلا أنه يتجاوز الاستطلاع السياحي في جغرافية المكان ليتوغل في أعماق الشخصية الإنسانية التي تعيش في هذا المكان وتطور فيه مجتمعاً وثقافة وحياة.
    «بهذا المعنى» – قالت الهنوف – «يعد الكتاب قراءة متعمقة في نفس الإنسان الياباني للتعرف على جوهره وأسرار تميزه. وقد تحققت هذه القراءة عبر رؤية ميدانية لليابان من خلال رحلة قمت بها مؤخراً في إطار «برنامج دبي الدولي للكتابة، فئة تبادل الكُتاب»، الذي أطلقته مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم، وهو مشروع يهدف إلى بناء مسارات مبتكرة في نقل المعرفة ونشرها، وكذلك لتعزيز موقع المواهب العربية في الساحات العالمية.
    وقالت إنها خلال رحلتها التي استغرقت نحو ثلاثة أسابيع، اقتربت من تفاصيل الحياة اليومية اليابانية حيث تأملت عن كثب ملامح الثقافة والقيم الاجتماعية، ونمط الحياة الذي يميز الشعب الياباني عن غيره من شعوب الأرض.
    وأشارت الهنوف إلى أن إحدى أهم الخصائص المميزة للمرأة الإماراتية، داخل الوطن أو خارجه، هي احترام الثقافة والأعراف المحلية والحفاظ على الهوية الوطنية، بما في ذلك اللباس التقليدي واللغة الوطنية، وقد لاحظت أن المرأة اليابانية، والمجتمع الياباني كله قريب الشبه من المجتمع الإماراتي في هذه الناحية.
    الروائية عائشة العاجل، تحدثت عن كتابها «عودة ميرة»، أول عمل روائي لها، الذي يحكي عن وفاة امرأة شابة في ظروف غامضة، وعذاباتها في غياب زوجها عنها وهو الذي لم يكن وفياً لها.
    وأوضحت الكاتبة أن روايتها نتاج ورشة تدريبية في الكتابة أشرفت عليها الروائية نجوى بركات، في إطار برنامج دبي الدولي للكتابة، الذي أطلقته مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم بهدف دعم المؤلفين الإماراتيين والعرب والأخذ بأيديهم نحو العالمية.
    وقالت إن الكاتبات الإماراتيات ساهمن بجدية في الحركة الإبداعية المحلية، حيث شهدت بروز عدد متزايد من الأديبات يتقدن حماسة وشغفاً. وقد أنشأت الدولة بيئة مناسبة وصحية وتنافسية لهن تساعد على تعزيز القيمة الإبداعية لإنتاجهن.
    أما بدرية الشامسي فتحدثت عن روايتها «ذوات أخرى»، وهي أيضاً إحدى نتاجات برنامج دبي الدولي للكتابة لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم. وقالت الكاتبة إن سطور الرواية تتأمل في شخصية وتفاصيل حياة بطلتها «سلمى»، التي تنتمي إلى ثقافتين مختلفتين، حيث نصفها إماراتي ونصفها الآخر هندي. وهي تمر بعدة مواقف يشعر القارئ أثناء متابعتها بأنه يرى فيها أو في أحدها نفسه خلال حياته اليومية. ومن خلال الاستعراض التفصيلي لطبيعة عملها وتنقلها بين وظائف مختلفة وحرصها على إثبات ذاتها يتصور القارئ أنه يرى عالمه من خلال شخصية «سلمى».

  • لقاء مع (( سمر اليمني )) ..لتحدثنا عن التكتيكات التي يمكن إستخدامها للترويج والحشد لمبادرتك الرقمية – يسرا الشرقاوي ..- شبكة الصحفيين الدوليين

    لقاء مع (( سمر اليمني )) ..لتحدثنا عن التكتيكات التي يمكن إستخدامها للترويج والحشد لمبادرتك الرقمية – يسرا الشرقاوي ..- شبكة الصحفيين الدوليين

    التكتيكات التي يمكن إستخدامها للترويج والحشد لمبادرتك الرقمية

    يسرا الشرقاوي

    إذا كنت ترغب في إنتشار سريع لموقعك ما عليك إلاّ التوجه لشبكات التواصل الإجتماعي، التي أثبتت في الأعوام الأخيرة أنها وسيلة مؤثّرة جداً في الحشد والترويج للأفكار والمشاريع وحتى المنتجات. من أولى الخطوات في إنشاء مشروعك الرقمي هي أن تجد لنفسك مساحة على أكثر من منصّة من شبكات التواصل الإجتماعي لتستهدف أكبر عدد من المتابعين.

    لمعرفة المزيد حول التكتيكات المتبعة التقت شبكة الصحفيين الدوليين مع سمر اليمني وهي تعمل في التسويق الإلكتروني ومديرة شبكات التواصل الإجتماعية لشركة إيدانتيتي، شركة قابضة تضمّ عدة شركات هي Idigitals و E-ducate و Insight.

    عملت سمر في مجال التسويق عامةً ثم تحولت إلى التسويق الإلكتروني الذي وجدته مميزاً ويحمل الكثير من التحديات، فهو يساعدك على إيجاد عملاء بشكل أسرع كما يكلف القليل بالمقارنة مع التسويق العادي الذي يحتاج لإعلانات أكثر وأكبر على وسائل إعلامية مختلفة كالتلفزيون والصحف وهذه الإعلانات عادة ما تكون باهظة الثمن. بالإضافة إلى ذلك، يسمح لك التسويق الإلكتروني من استخراج الإحصاءات والأرقام بسهولة مما يعطيك معرفة مفصّلة عن جمهورك، مما يسمح لك بالوصول للمتابعين عبر حملات مختلفة، ومعرفة المزاج العام للجمهور والتواصل معهم مباشرةً لتعرف استحسانهم أو عدمه للمنتج أو الخدمة التي تقوم بالتسويق لها.

    إعرف جمهورك:

    لابد من مدير شبكات التواصل الإجتماعي أن يعرف جمهوره بشكل جيد ويفهم السوق الذي ينافس فيه، بحسب سمر. الخطة الجيدة لإدارة الشبكات الإجتماعية هي التي توصلك للهدف الذي تريده فهي تشبه إلى حدٍ ما “الخطة التي يضعها المدرّب للعابي كرة القدم فبل دخولهم للمباراة”. بالتالي، يجب على مدير شبكات التواصل الإجتماعي أن يعرف ماهية المنتج او الخدمة التي يسوق لها. هل هي بغرض الربح أم التوعية أم غير ذلك؟ كذلك، معرفة الجمهور تتطلّF منك متابعة الإحصاءات والأرقام بدقة كي تستطيع تجميع قاعدة بيانات حول أعمارهم، الجندر، التوزع الجغرافي، ما المواضيع الأكثر رواجاً بينهم… إلخ.

    النقد الذاتي لآدائك:

    تنصح سمر المسؤولين عن شبكات التواصل الإجتماعي بضرورة متابعة أدائهم وتطوره إن لم يكن ذلك بشكل أسبوعي فليكن شهري من خلال أيقونة insight الخاصة بكل موقع من مواقع التواصل الاجتماعي. ليعرف ما إذا كان هذا الأداء جيد أم يجب أن يتطور في الإسبوع القادم.

    مراعاة وقت النشر:

    احرصوا على مراعاة الوقت المناسب والمنتظم لنشر موادهم على مواقع التواصل الإجتماعي، كما تقول سمر. يجب مراعاة تواجد أكبر عدد من الزوار في أوقات النشر. فلا يجب أن تروّج لمشروعك في ساعة متأخرة جداً من الليل أو في وقت باكر جداً وأغلب الجمهور غير متواجد. وتقول سمر أن التجربة والخبرة ودراسة جمهورك بشكل جيد سيجعلاك تتعرف على أنسب الأوقات للنشر وكل هذا متعلّق بطبيعة ونوع المحتوى الذي تقوم بالتسويق له.

    لا تنشر الكثير:

    قد يعتقد البعض أنه كلما كان هناك تحديثاث أكثر على شريط الأخبار الواردة كلما نجحت خطتك ولكن هذا ليس صحيح فيجب مراعاة نشر عدد ليس كبير من المواد الترويجية على مدار اليوم، وإلاّ سيأتي ذلك بنتائج عكسية عليك. كما تحذر سمر من تكرار النشر بشكل كثير بلا داعي لأنه يمكن أن يزعج المتابعين فينصرفوا عنك.

    فبعد تحديد نوع السلعة أو الخدمة ومعرفة طبيعة الجمهور، يحب أن يتم نشر المواد الترويجية طبقاً لخطة مدروسة. فمثلاً النشر مرة أو إثنين في اليوم يكون كافي جداً على منصات مثل فيس بوك وانستجرام. لكن إذا كنت تستخدم تويتر في التسويق لمنتج ما فيجب أن تنشر على الاقل من خمس إلى عشر تغريدات في اليوم. أمّا منصات مثل لينكد إن وجوجل بلس فيمكنك النشر عليهما مرة واحدة في الأسبوع، بحسب سمر.

    إعرف هدفك:

    تذكّر سمر أنّ أهم شيء هو استخدام الجمل القصيرة والمفيدة والوسم في المادة المنشورة لجذب المتلقي وجعله يضغط على الرابط لقراءة بقية المعلومات على الموقع الإلكتروني الخاص بالشركة التي تسوق لها.

    ننصح المهتمين بمعرفة المزيد من المعلومات حول كيفية إدارة مواقع التواصل الإجتماعي بمتابعة جون لومر ونيل باتيل وSocial Media Examiner، لما يوفروه من معلومات ومقالات مفيدة في هذا المجال.

    الصورة مأخوذة من سمر اليمني بعد أخذ الإذن.

    يسرا الشرقاوي من مصر، هي إحدى المشاركات في برنامج مركز التوجيه بدورته الثانية التابع لشبكة الصحفيين الدوليين بنسختها العربية بهدف تطوير مشروعها الإعلامي من ضمن مشاريع أخرى في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

  • من « الجازيت » إلى « دار العودة » .. الصحفي الراحل (( محمد حسنين هيكل )) ..وأزمنته.. – خالد أبو بكر ..

    من « الجازيت » إلى « دار العودة » .. الصحفي الراحل (( محمد حسنين هيكل )) ..وأزمنته.. – خالد أبو بكر ..

    محمد حسنين هيكل مع كتاب وصحفيين فى عيد ميلاده تصوير مجدى ابراهيم

    محمد حسنين هيكل مع كتاب وصحفيين فى عيد ميلاده تصوير مجدى ابراهيم

    خالد أبو بكر

    • أول صحفى مصرى يغطى معارك الحرب العالمية الثانية من الميدان

    • محمد التابعى جذبه إلى الصحافة العربية بعد نجاحه فى تغطية معركة العالمين لصحيفة الجازيت

    • مصطفى أمين كتب فى أخبار اليوم عن مشروع معاهدة صدقى بيفن عنوانه (نوقعها ونلعنها) فرد هيكل فى «آخر ساعة»: لماذا نوقعها إذا كنا سنلعنها

    • فاز بجائزة الملك فاروق للصحافة 3 مرات فقرر عدم التقدم إليها مرة أخرى

    • قدمه القصر الملكى للمحاكمة بتهمة «العيب فى الذات الملكية» وانقذته ثورة 23 يوليو من السجن

    • حول الأهرام من صحيفة على وشك الإفلاس إلى واحدة من أكبر 10 صحف فى العالم

    • رفض الوزارة 4 مرات وقبلها فى الخامسة بسبب حرب الاستنزاف

    • السادات أصدر قانون «العيب» لمحاكمة الكاتب الكبير فأطلق عليه البعض «قانون هيكل»

    • حذر من مخطط توريث الحكم فى عهد مبارك ففتح على نفسه أبواب جهنم

    عندما تتأمل الموكب الجنائزى للكاتب الصحفى الكبير الأستاذ محمد حسنين هيكل إلى «دار العودة» حيث يرقد جثمانه فى مشهده الأخير الذى أصر على أن يطل فيه على المنطقة التى أحبها وارتبط بها قلبه ووجدانه منذ سنوات طفولته الباكرة فى حى «سيدنا الحسين» ــ تشعر بأن الرجل يمضى فى نهاية رحلته بثقة واطمئنان كبيرين.. على الفور تستدعى الذاكرة سؤال الأستاذة سناء البيسى لـ«الأستاذ» عن هذه اللحظة بالضبط فى حوارها الذى أجرته معه قبل عدة سنوات لمجلة «نصف الدنيا»: «هل تخاف الموت؟»، وترن فى أذنيك تلك الإجابة التى انطلقت من دون تردد: «ليس فى الموت ما يخيف.. أظن أننى اقتربت من الوقت الذى يمكن أن أفكر فيه فى هذا الموضوع.. ولا أظن أن الفكرة تفزعنى.. لقد كتبت ظرفا مقفولا مع زوجتى وفيه نعيى وراسم فيه جنازتى.. الموت لا يخيفنى.. عندما تعملين فى الحياة وتنظرين خلفك من غير غضب تشعرين بالرضا وتقولين: ماذا صنعت فى حياتى؟ فبقدر ما استطعت جربت وبقدر ما جربت نجحت أو لم أنجح.. لكن فى النهاية الحمد لله أنا راض».

    فى هذه الإطلالة البانورامية على محطات رئيسية فى حياة «الأستاذ هيكل» التى تركها خلفه راضيا قرير العين، سنجد أن خطا مستقيما موصولا وممتدا معه طوال حياته المهنية التى جاوزت العقود الستة.. العنوان الأول لهذا الخط المهنى، هو عشق السير على حواف الجمر.. المضى من دون اعتبار للخطر ما دام لأجل أن يأتى الخبر.. وينضج التحليل.

    حسم الرجل قضيته منذ اللحظة الأولى التى انقبض فيها قلبه لأول مرة ــ وربما آخر مرة ــ فى ميادين القتال عندما أرسله «هارولد إيرل» رئيس تحرير «الإيجيبشيان جازيت» لتغطية حرب العلمين سنة 1942.. من وقتها لم تعد تهمه نوعية الأخطار.. سواء أكانت وباء يغطيه وينقل أخباره للناس.. أو حربا ضروسا خارج الحدود هناك فى فلسطين أو أوروبا وآسيا ومجاهل إفريقيا، أو صراعات سياسية داخلية فى عديد من البلدان، أو أن يقف فى وجه حاكم ليقول له «لا» لأن مساره انحرف إلى غير ما يراه فى مصلحة الوطن.. أو نباح الصغار على مر العصور الذى ظل طيلة حياته الحافلة بالإبداع والتفرد والإدهاش والإبهار مترفعا عنه فى كبرياء وشمم من يحلق من أعلى عليين.

    تعود جذور محمد حسنين هيكل إلى ديروط الشريف التابعة لمركز ديروط بمحافظة أسيوط، كان الجد الأكبر يشتغل بالتجارة.. كانت له مراكب شراعية تجرى فى النيل، وتنقل المحاصيل من الصعيد إلى شمال القاهرة عند «باسوس» بالقرب من قليوب، وكان للجد الأكبر «وابور طحين» ومحلج قطن صغير وشونتان لتخزين الغلال والحبوب فى روض الفرج وأثر النبى، وهما الموانئ النيلية القريبة من القاهرة.. وفى أجواء روحانية من الهدوء والسكينة عاش جزءا من طفولته فى حى «سيدنا الحسين»، حفظ فيه القرآن، وحصل على مكافأة الجد لمن يتم حفظ كتاب الله من أطفال العائلة، وهى «جنيه من الذهب».

    قبل أن يداعب عامة التاسع عشر هفت روحه وعقله إلى طرق أبواب بلاط صاحبة الجلالة، فكان على موعد مع ضربة البداية فى دهاليزها، والتى حكى عنها فى كتابه «بين الصحافة والسياسة» قائلا: «قضيت فترة التكوين المهنى الأولى (1942ــ 1944) فى جريدة «الإجيبشيان جازيت» (الناطقة باللغة الإنجليزية) وكانت أكبر الصحف التى تصدر فى مصر عن شركة الإعلانات الشرقية التى تملكها أسرة (فينى). وكان التحاقى للتدريب بها فرصة أتاحها لى ولثلاثة غيرى من الشباب الناشىء واحد من خيرة محرريها سكوت واطسون، كنا بين الجالسين أمامه فى محاضرة عن (عناصر الخبر) وإذ به يتطرق من موضوع محاضرته إلى ذكرياته أيام كان مراسلا فى الحرب الأهلية الإسبانية، وكنا نستمع إليه فى انبهار وشبه خشوع، فلقد طاف بنا فيما يشبه الملحمة بين تضاريس ومعالم تلك الحرب التى انقسمت أوروبا بسببها بين الفاشية والديمقراطية. وحين ختم محاضرته كانت دعوته لمن يريد منا أن يتدرب عمليا أن يلقاه فى اليوم التالى بمكتبه فى «الإجيبشيان جازيت». وفى اليوم التالى وقبل أن يصل هو إلى مكتبه كنا نحن الأربعة قد سبقناه إليه ننتظر.

    وهكذا وجدت نفسى فى جو الصحافة العملية لأولى مرة أعمل بين رجلين كان لهما تأثير واضح على نشأتى الصحفية الأولى: سكوت واطسون نفسه، وكان إلى جانب كفاءته المهنية مثقفا يساريا صاغته تجارب الحرب الأهلية فى إسبانيا بكل عناصرها الفكرية والإنسانسة العظيمة، ثم هارولد إيرل، رئيس تحرير (الجازيت)، وكان صحفيا كلاسيكيا قديرا يعمل فى نفس الوقت مراسلا لجريدة (المانشستر جارديان) فى مصر.

    ولقد بدأت مساعد مخبر صحفى فى قسم الحوادث، وظللت فيه قرابة سنة حتى جاءنا، إيرل باقتراح مثير. دعانا إلى مكتبه يوما نحن الشبان الأربعة، ليقول لنا إن هناك حربا تجرى على أرض مصر، ومع ذلك فإن أحدا لم يصفها بعين مصرية ولم يكتبها بقلم مصرى. ثم سألنا هل فينا من هو مستعد للمخاطرة فى تجربة جديدة، وهى مسئوليته وحدها. وتحمست للتجربة، ولعلنى فى ذلك كنت متأثرا بإعجابى بواطسون وتجربته فى الحرب الأهلية الإسبانية. وهكذا بعد شهرين وجدتنى فى العلمين شاهدا مصريا على الحرب العظمى الثانية، وأعترف أن تجربة العمل كمراسل حربى قد استهوتنى».

    ينقل سمير صبحى فى كتابه «الجورنالجى» عن هيكل المزيد من الذكريات عن تجربته فى تغطية الحرب العالمية الثانية، بقوله «كنت المصرى الوحيد الذى وافق على الذهاب للعلمين. أخذونا إلى معسكر تأهيل بمنطقة الدخيلة قرب الإسكندرية، حيث تعلمنا ما هى حقوقنا كمراسلين عسكريين طبقا لاتفاقيات جنيف.. عملت فى البداية مع كتيبة هندية بمنطقة الرويثات، شرقى العلمين، ولكن يوم وصولى تعرضت الكتيبة لقصف عنيف من جانب الألمان، واضطرت إلى إخلاء موقعها، فطلبت الذهاب إلى موقع آخر، ولم أكن قد رأيت شيئا عن الحرب، فأخذونى إلى كتيبة استرالية كان حظها أحسن قليلا من الهندية».

    هيكل بجوار البطل أحمد عبد العزيز في حرب فلسطين

    كان لتجربة العلمين عظيم الأثر فى تكوين «الأستاذ» صحفيا، ذلك أنه التقى لأول مرة بخطوط النار وجبهات القتال التى وقع فى غرامها، رغم ما بها من مخاطر وأهوال، أدرك مبكرا جدا أن الخبر الطازج والتحليل الرصين لابد له من معلومة صحيحة، والمعلومة الصحيحة لابد من الوصول إليها حتى لو كانت فى مواجهة قصف المدافع وأزيز الطائرات ولعلعة الرصاص.

    بعد عودته من العلمين دعاه الكاتب الصحفى الكبير محمد التابعى للقائه فى مكتبه بمجلة «آخر ساعة»، وسأله: كيف ترى مستقبلك؟ فقال «أتصور أن عملى فى الجازيت يكفينى»، لكن التابعى قال له «صحفى مصرى مجاله فى الصحافة المصرية باللغة العربية وبقرائه فيها.. هذا هو المستقبل»، وبالفعل انتقل إلى «آخر ساعة» وعمل مع التابعى الذى يعتز جدا بأستاذيته، لدرجة أنه قال «إننى رحت فى البداية أقلد أسلوبه الرشيق فى الكتابة»..

    لم يكن الانتقال من صحافة ناطقة بالإنجليزية إلى العربية سهلا على الأستاذ لعدة أمور يقول فيها: «فى حين أن رئيسى الأول (هارولد إيرل) كان يرى أن الجريمة والحرب هما مجال التكوين الأصلح والأمثل لصحفى، فإن رئيسى الثانى (التابعى) كان يرى المسرح والبرلمان هما المجال الأنسب والأوفق. ولبضعة أسابيع وجدت نفسى فى كواليس مسارح القاهرة بدلا من ميادين القتال، ثم وجدت نفسى فى شرفة مجلس النواب بدلا من مبنى محافظة القاهرة التى تصب فيها أخبار كل جريمة تحدث فى مصر».

    يرى «الأستاذ» أن التابعى «ربما كان على حق على الأقل فيما يتعلق بمجلس النواب، فقد أتاح لى مقعد آخر ساعة فى شرفة المجلس أن أقترب من من أجواء السياسة المصرية».

    تكاد تتلمس فى حديث هيكل عن هذه المرحلة سرا كبيرا من أسرار أسلوبه، «كانت تلك الفترة، مهنيا فترة العثور على توازن معقول بين ثلاثة تأثيرات واضحة تجاذبتنى: عقلانية هارولد إريل ورومانسية سكوت واطسون ثم حلاوة أسلوب محمد التابعى».

    باع التابعى «آخر ساعة» إلى مصطفى وعلى أمين صاحبى «أخبار اليوم» التى كانت فى أوج تألقها خلال هذه الفترة، وانتقل هيكل للعمل مع الملاك الجدد، ارتاح على الفور لعلى أمين، فيما حدث فى بدايتها احتكاكات بينه ومصطفى أمين، لاسيما فى كيفية تغطية مفاوضات صدقى ــ بيفن «كان هو يتمنى نجاحها، ولم يكن ذلك مناى.. وتعقدت الأمور بعض الشىء فيما أظن حينما كتب الأستاذ مصطفى أمين فى (أخبار اليوم)مقالا عن مشروع معاهدة صدقى بيفن عنوانه (نوقعها ونلعنها) وإذ بـ(آخر ساعة) تصدر بعد ثلاثة أيام بافتتاحية عنوانها (إذا كنا سنلعنها فلماذا نوقعها؟)».

    • المحقق •

    فى سنة 1947 يقرر هيكل تغيير اتجاهه المهنى «بدت لى التغطية الإخبارية فى السياسة المحلية جهدا عقيما وفكرت أن أعود إلى التحقيق الصحفى. وهنا يجد نفسه مرة أخرى فى مواجهة الأخطار، لكن هذه المرة ليس على خطوط النار، بل فى مواجهة وباء «كان وباء الكوليرا قد تفشى فى مصر. وغادرت القاهرة مع الأستاذ محمد يوسف كبير مصورى (أخبار اليوم) وذهبنا لنقيم فى منطقة ظهور الوباء (قرية القرين) فى محافظة الشرقية، وتقرر عزل المحافظة عن بقية أنحاء مصر ونحن فيها. وكانت رسائلنا تصل كل أسبوع إلى (أخبار اليوم) تنقل إلى قرائها صورة شاملة إنسانية للحياة فى ظلال الموت.. عدت مرة أخرى إلى الحياة مع الخطر كما كنت أفعل فى الجازيت. كان الخطر هناك فى الحرب، والخطر الآن هو الوباء».

    تحقيق من الشرقية عن وباء الكوليرا سنة 1947

    لم تكن هذه هى المرة الأولى التى يقوم فيها «الأستاذ» بتغطية وباء يضرب مصر أو بقعة فيها، ذلك أنه أثناء عمله فى «الجازيت» أرسله رئيس التحرير هارولد ايرل لتغطية «وباء الملاريا» الذى ضرب محافظة أسيوط سنة 1943. لقد تحدث باستفاضة عن هذا الأمر فى برنامجه «مع هيكل.. تجربة حياة» فى حلقة 25 ديسمبر 2006 على قناة «الجزيرة» تتدخل فى الشئون الداخلية لمصر كما كان يراها بعد ثورة 25 يناير: «ذهبت لأسيوط.. بمجرد نزولى توجهت لمكتب الصحة.. من حسن حظى أنى وجدت طبيبا اسمه دكتور موريس، كان المسئول الأول عن مكافحة الوباء.. تجولت معه فى منطقة ظهور الوباء من المنيا شمالا إلى جنوب أسيوط، كنت أجد صورا مخيفة.. قرى بكاملها تقريبا راحت فى الوباء.. ولا أحد يتكلم عنها فى القاهرة التى أنا قادم منها».

    لم تكن هذه هى المرة الأولى التى يعانق فيها «الأستاذ» المجد والخطر فى آن واحد، فى أسيوط، ففى 17 أغسطس 1947 عاد مرة أخرى للبلد الذى تنحدر منه جذور عائلته، لإجراء تحقيق صحفى عن مقتل «خط الصعيد»، وهو لمن يقرأه اليوم بيانا عمليا عن كيف يكون التحقيق الصحفى من جهة المعلومات والإثارة وروعة الكتابة، والذى نشر تحت عنوان «طاغية الصعيد ذو الشعر الأصفر والعيون الزرق»، وصدرته «آخر ساعة» بالعبارة التالية: «لقد قتل الخط.. هذا هو نص الإشارة التليفونية التى تلقتها آخر ساعة.. وبعد ساعات قلائل كانت سيارة من طراز جيب تشق طريقها إلى منفلوط، ومن منفلوط فى عرض الوادى إلى حضن الجبل.. مارة بالقرى والنجوع والكفور التى كان الخط يتخذها مسرحا لأيامه الأخيرة. وكان فى سيارة الجيب الأستاذ محمد حسنين هيكل، المحرر فى آخر ساعة والأستاذ محمد يوسف كبير مصورى دار أخبار اليوم».

    لم يقنع طويلا «الأستاذ» بالتحقيق الصحفى داخل مصر، عاوده الحنين مرة أخرى إلى ميادين القتال ورائحة البارود والعيش فى الخنادق، فيقنع على أمين بأن يفتح أمامه باب التحقيق الصحفى خارج الحدود، «أشهد أنه تحمس، وأعتقد أنه لم تكن هناك دار صحفية أخرى فى مصر وقتها على استعداد للمجازفة بمثل هذه الفرصة لأحد محرريها غير أخبار اليوم».

    و«هكذا وجدتنى باحثا عن المتاعب فى كل مكان أغطى الحوادث الساخنة فى الشرق الأوسط وحوله، من الحرب الأهلية فى اليونان وقد شملت البلقان، إلى حرب فلسطين من أولها لآخرها، إلى سلسلة الانقلابات العسكرية فى سوريا، إلى عمليات الاغتيال الكبرى فى المنطقة من اغتيال الملك عبدالله بن الحسين فى القدس إلى اغتيال رياض الصلح فى عمان إلى قتل حسنى الزعيم فى دمشق، إلى ثورة مصدق فى إيران. ثم اتسعت المسافات فإذا أنا أغطى المشكلات الملتهبة فى قلب أفريقيا، ثم حرب كوريا وحرب الهند الصينية الأولى».

    وحين استقر بى المقام فى القاهرة بعد خمس سنوات (سنة 1951) كنت قد حصلت على جائزة فاروق الأول للصحافة ثلاث مرات، قررت بعدها ألا أتقدم للجائزة وأتركها لغيرى، كما تم تعيينى رئيسا لتحرير «آخر ساعة»، ومساعدا لرئيس تحرير «أخبار اليوم».

    ويواصل حديثه عن مرحلة ما بعد العودة من الخارج قائلا: «اكتشفت ــ بعرفان شديد وتواضع أشد ــ أن كثيرين قد أصبحوا يهتمون بما أكتب، ثم أننى أصبحت على معرفة وثيقة بأحوال شعوب المنطقة ومعرفة شخصية بكل ساساتها وحكامها، وعلى صلة بجيلى من الصحفيين فى العالم الواسع، فقد جمعتنا ميادين القتال ومواقع الأحداث على طول المسافة الممتدة من شواطئ المحيط الهادئ إلى شواطئ الأطلنطى.. وأهم من ذلك كله أن أبواب السياسة المصرية تفتحت أمامى على مصرعيها».

    تحقيق خط الصعيد

    خلال حديثه المستفيض عن هذه الفترة من حياته تلتقط سر مدرسة هيكل الصحفية القائمة على الاعتداد بالذات وبالصحافة، «كان ساسة مصر وقتها قد تعودوا على مجموعات من الصحفيين يقفون على أبواب الرئاسات والوزارات يسألون الداخلين والخارجين عن الأخبار. وكان من حسن حظى أننى لم أقف على باب أحد، ولم أسأل أحد فى شىء أثناء مروره فى ردهة أو نزوله على سلم خروج. ولقد سبب لى ذلك حساسيات مع البعض.. ومع الأسف لم أستطع إقناعهم أن الحياة مع الخطر هى التى فتحت لى الأبواب وأعفتنى من الوقوف على الأعتاب.

    وأتذكر على سبيل المثال أنى حين عدت من فلسطين لأول مرة بعد أن كتبت سلسلة تحقيقات بعنوان «النار فوق الأرض المقدسة» تلقيت دعوة من رئيس الوزراء فى ذلك الوقت محمود فهمى النقراشى باشا يطلبنى إلى مقابلته ليسألنى عما رأيت ويدقق فى سؤالى، ولم تكن مصر قد قررت دخول الحرب بعد».

    وتضمنت تحقيقات «النار فوق الأرض المقدسة» التى نشرت فى الفترة ما بين مارس وأبريل 1948 (مصر دخلت الحرب يوم 15 مايو 1948) تحقيقا عن تسليح عصابات «الهاجناه» الصهيوينة، التى تحولت إلى «جيش الدفاع الإسرائيلى» بعد قيام إسرائيل، قال فيه إنه يوجد بمستعمرة «الخضيرة» بمنطقة الجليل مصنعا لإنتاج العربات المصفحة، وإنه استطاع أن يحصى منها 147 مصفحة.

    وسعى هيكل إلى تغطية تحرك قوات المتطوعين المصريين فى فلسطين بقيادة القائم قام (العقيد) أحمد عبدالعزيز، فاستقل الطائرة ومعه المصور محمد يوسف إلى العاصمة الأردنية عمان، ثم بالسيارة إلى حى «باب العمود» بالقدس، ومنه سيرا على الأقدام إلى بيت لحم وإلى الخليل بمعاونة «دليل» من أهالى المنطقة. وكان هيكل ويوسف الصحفيين الوحيدين اللذين نجحا فى مقابلة عبدالعزيز، وحصلا على صور لقواته.

    بمزيد من الاعتزاز يروى هيكل محصلة تجربته مع أحمد عبدالعزيز «أثناء حرب فلسطين الناس فى مصر لم تكن تعرف من هو البطل أحمد عبدالعزيز، وما هى صورته. استطعنا مع محمد يوسف أن ننقل صورته إلى الناس فى بلاده، وعرفوه بالرغم من أنه مات بفلسطين، ولم تكن له جنازة شعبية ولا عسكرية فى القاهرة إلا أنه ارتبط فى ذهن الناس بسبب كتاباتنا فى الصفحة الأولى فى أخبار اليوم كل أسبوع.. وأصبح اسمه على كل لسان بعد أن أصبح هناك شارع رئيسى باسمه فى الجيزة».

    • عبدالناصر و23 يوليو •

    ما يربط عبدالناصر بهيكل هو الجذور الصعيدية.. فجذور ناصر تعود إلى قرية «بنى مر» التى تبعد 4 كيلومترات من أسيوط، وجذور هيكل ترجع إلى ديروط الشريف التى تقع بنحو 75 كيلو شمال أسيوط.

    أول لقاء بينهما كان فى حرب فلسطين وبالتحديد فى «عراق المنشية»، التى شهدت معارك شرسة بين الجيش المصرى والصهاينة، «قابلته ليلا.. كان ينام فى الخندق.. وقد وضع البطاطين فوق بعضها ليصنع منها سريرا.. كان مجهدا وعائدا من معركة.. لكننى شعرت أننى مع ضابط دمه ثقيل.. فقد كان مستاء للغاية مما تنشره الصحف، وكان يشكو من أن هذه الصحف تذيع أسرارا عسكرية».

    تكررت اللقاءات على خطوط النار فى الأرض المقدسة، وحتى بعد العودة إلى مصر «التقيت عبدالناصر وسط الدخان فى حريق القاهرة (26 يناير 1952) الذى نزلت كى أتابعه، بعد العودة من فلسطين، زارنى فى مكتبى أكثر من مرة فى ايام تصادف وجودى فيها بالقاهرة: مرة يسألنى عن الانقلابات العسكرية السورية وما يجرى فيها، ومرة ليطلب نسخة كتاب صدر لى وقتها عن أزمة تأميم البترول فى إيران بعنوان (إيران فوق بركان)».

    ورصد هيكل فى هذا الكتاب قصة تأميم حكومة محمد مصدق لصناعة البترول فى إيران، وتمردها على الشاه رضا بهلوى، ما دفع بزوج ابنة الشاه الجنرال زاهدى إلى تدبير انقلاب ضد مصدق وإعادة الشاه الذى كان قد هرب إلى روما. وفى هذا الكتاب أورد هيكل المناقشات التى جرت فى البرلمان الإيرانى والتى تتضمن تهجما شديدا على الشاه فاعتبر الكتاب «عيبا فى الذات الملكية»، على اعتبار أنه يسىء إلى كل الملوك بمن فيهم الملك فاروق، ولذلك تم تقديم هيكل للمحاكمة، التى استمرت إلى أن قامت ثورة 23 يوليو 1952، وأطاحت بالملك فاروق. وفى أول جلسة بعد الثورة نظر القاضى فى التهمة وتعجب وشطب القضية.

    هيكل وعبدالناصر

    كانت الأيام الخمسة السابقة على قيام 23 يوليو 1952 أياما لا تنسى فى حياة الأستاذ فيقول عنها «يوم 18 يوليو التقيت مصادفة بالبكباشى جمال عبدالناصر والصاغ عبدالحكيم عامر، ودار بيننا نقاش ساخن حول ما يجرى فى البلاد ودور الجيش فيه، وتحمست أثناء المناقشة وقلت لعبدالناصر ما معناه (أن الجيش عاجز عن رد كرامته إزاء عدوان الملك عليه)، ورد عبدالناصر بالتساؤل عما يمكن أن يفعله الجيش.. أو ليست أى حركة من جانبه يمكن أن تؤدى إلى تدخل بريطانى يعيد فيه الملك فاروق تمثيل دور الخديو توفيق ويعيد فيه الجيش إلى مأساة عرابى؟، وتطوعت وقلت إن الانجليز لن يتدخلوا لأنهم لا يملكون وسائل التدخل، وأحسست أن عباراتى رنت جرسا فى رأس عبدالناصر لأنه التفت إلى وسألنى عن الاسباب التى تدعونى إلى القول بذلك.. كيف أستطيع أن أقطع على هذا النحو بأن الانجليز لن يتدخلوا».

    وراح الأستاذ يشرح وجهة نظره التى كانت بمثابة «تقدير موقف استراتيجى» من رجل حاور الجنرالات على جبهات القتال، واطلع مبكرا على كتابات عتاة الاستراتيجية من «كلاوس فيتز» إلى «ليدل هارت»، «ليس لدى الانجليز إلا فرقة واحدة فى قناة السويس، وهى لا تستطيع السيطرة على كامل الأراضى المصرية وأقرب خطوط إمدادهم إلى مصر بعيدة جدا، ثم إن المناخ الإقليمى فى المنطقة لا يسمح لبريطانيا ــ وهى تواجه مشكلة فى ايران بسبب تأميم البترول ــ بأن تدخل معركة مسلحة فى مصر، فذلك قد يؤدى بالمنطقة كلها إلى انفجار لا تحمد عواقبه. أضف إلى ذلك أن السفير البريطانى وقائد القوات البريطانية فى القناة فى إجازة، ومعنى ذلك أن شبكة الاتصالات بين لندن والقاهرة ليست مفتوحة عند القمة» استمع ناصر إلى هذا الكلام باهتمام شديد، ولم يكن هيكل يدرى أن ذلك الضابط الطويل القامة ينوى التحرك فى غضون ساعات للإطاحة بالملك.

    يوم 20 يوليو عاد هيكل من زيارة سريعة للإسكندرية التقى فيها نجيب الهلالى باشا الذى كلف بتشكيل الوزارة.. و«فى الساعة الثانية والنصف من صباح يوم الأربعاء 23 يوليو 1952 كنت فى مقر هيئة أركان الجيش، وكان قد أصبح مقرا لقيادة حركة جديدة قامت بها مجموعة من الضباط الشبان للاستيلاء على السلطة فيه، وباستيلائهم على السلطة فيه فإنهم استولوا على السلطة فى الوطن كله. بدأوا تحركهم فى منتصف الليل، وبعد ساعتين اثنتين كانوا قد حققوا ما أرادوه وبعد دقائق كنت فى وسطهم». ولعبت دور الوسيط عبر التليفون بين الضباط والهلالى.. الذى امتثل لأوامرهم بتقديم الاستقالة.

    عبدالناصر وهيكل

    وهكذا بدأت قصة هيكل وعبدالناصر.. كان اللقاء الأول على أرض فلسطين، وامتد بصورة غير منتظمة، إلى ليلة 23 يوليو 1952. والمهم أن نلاحظ أن عبدالناصر هو الذى اختار هيكل منذ البداية وراهن عليه، إلى حد أن جعله المدنى الوحيد الذى كان حاضرا فى القيادة فى أحرج الأوقات لحظة تقرير مصير الثورة، ونلاحظ أيضا أن عبدالناصر بدأ فى تكليف هيكل بمهام لخدمة الثورة فى هذه الليلة الطويلة التى كانت لحظة فاصلة فى التاريخ، وأيضا لحظة فاصلة فى حياة ومستقبل مصر والثورة وعبدالناصر وهيكل، بتعبير الأستاذ رجب البنا.

    استمرت الصداقة بين عبدالناصر وهيكل، وطلب الأول منه رئاسة تحرير «الجمهورية»، لسان حال الثورة فاعتذر عن ذلك. وتمضى الحوادث، ويحتفظ هيكل بعلاقة نادرة بين حاكم وصحفى، يقول عنها «الأستاذ» «كنت قريبا من عبدالناصر.. وكانت بيننا صداقة وثيقة.. وكانت العلاقة من نوع متميز بين شخص يقود وشخص إلى جانبه يتكلم أو يفكر، وقد حرصت أن أبتعد عن المناصب والأوضاع الرسمية، وكنت دائما متمسكا بالصحافة والكتابة وأفضلها عن أى منصب رسمى، وقد ذكرت ذلك لعبدالناصر مرات عدة.. قلت له أفضل الاحتفاظ بصفة الصديق الذى يتحدث إليك باستمرار بدون وساوس أو إحراج.

    وكانت العلاقة بيننا قبل الثورة وحتى 28 سبتمبر 1970 (يوم وفاة عبدالناصر) علاقة حوار مستمر، وأعتقد أن ثقته الكاملة بى هى التى شجعت على ذلك، وأحيانا كان يضيق بهذا الجدل لكنه كان يسمع ويناقش باستمرار، وعندما كان يشعر بالضيق أحيانا فلأن كلامى كان فى اعتقاده نوعا من الإحراج لأطراف أخرى، وعلى سبيل المثال كان يشعر بهذا الضيق وأنا أكتب عن البيروقراطية المصرية أو أناقش فيها، لأن كلامى فيه إحراج لوزراء يعملون معه، وعندما كنت أنتقد الاتحاد الاشتراكى لم يكن يتضايق إلا أنه كان يشعر بأن بعض معاونيه يمكن أن يضيقوا بهذا النقد، وكان يأخذ فى الاعتبار مشاعر الذين يعملون معه.

    وقد كتبت الكثير حول قضايا لولا الثقة التى بيننا لكان الأمر يختلف.. كتبت مثلا عن ضرورة اندماج المثقفين فى الثورة وفى النظام لينتهى دور (أهل الثقة) وطالبت بأن يكون (أهل الخبرة) هم أهل الثقة. وكتبت أنه لابد أن يقوم أهل الثقة وأهل الخبرة بتوسيع دائرة معارف عبدالناصر، وناديت بالمجتمع المفتوح.. وبالديمقراطية.. وكتبت ضد تجاوزات بعض أجهزة السلطة وفى مقدمتها المخابرات.. وكتبت فى موضوع الحراسات وضرورة أن يظل الهدف هو تصفية امتيازات الطبقة وليس تصفية أفراد الطبقة.. كتبت عن عدوان البيروقراطية فى الجهاز الحكومى والبيروقراطية الجديدة فى القطاع العام.. وكتبت عن ضرورة أن يلعب التكنوقراط دورهم فى التطوير.. وكنت قلقا وأنا أكتب عن خشيتى من أن يطوى أهل البيروقراطية القديمة أهل البيروقراطية الجديدة بدلا من أن يطوى الجدد القدامى، وهذا ما حدث فعلا حيث ابتلع القدامى الجدد.. ومثل هذه الكتابات كانت تسبب لى بعض المشكلات لكن جمال عبدالناصر لم يضق بها».

    • صناعة مجد «الأهرام» •

    حانت لحظة تغيير الوجهة الصحفية، بخوض تجربة جديدة بعيدا عن «أخبار اليوم»، التى لخص محصلة تجربته فيها بالقول «كانت السنوات العشر التى قضيتها فى أخبار اليوم (1946ــ 1956) سنوات خصبة، وفيها وضعت الأساس لأى شىء يمكن أن أصل إليه مهنيا، وفيها عرفنى الناس وقرأوا لى، وفيها وصلت بالفعل إلى مكان الرجل الثالث بعد صاحبيها».

    الأول من أغسطس 1957م كان أول أيام هيكل فى «الأهرام»، التى صدرت فى ذلك اليوم حاملة العدد رقم «26 ألفا»، وقبول «الأستاذ» لرئاسة تحرير هذه الصحيفة العريقة التى كانت على وشك الإفلاس فى هذه الفترة جاء بعد أن اعتذر عن هذه المهمة قبل ذلك بعام، لاعتبارات نفسية منها «ارتباطه بصداقات اعتز دوما بها فى أخبار اليوم» لكنه حسم أمره حيالها.

    فى يومه الأول رئيسا لتحرير «الأهرام» فاجأته تحدياته، فهو فى الثالثة والثلاثين من عمره بينما قيادات الصحيفة العريقة تجاوز أغلبهم الخمسين، وهو قادم من «أخبار اليوم» وهى تجربة صحفية تناقض ما اعتادته «الأهرام» من تقاليد رسخت وأساليب فى كتابة الأخبار والتحقيقات والعناوين وترتيب الصفحات وتوضيبها.. وهذه مسألة حساسة لوحدها بغض النظر عن ميله الطبيعى إلى النهج المهنى لـ«الأهرام».. لكنه استطاع تجاوز فجوة الأعمار وجفوة المدارس. كما يرويه عنه الكاتب الصحفى الأستاذ عبدالله السناوى.

    لمدة شهر كامل، تابع حركة العمل فى الصحيفة، ترك كل شىء يمضى بالطريقة المعتادة.. «لا أمليت تصورات مهنية متعجلة ولا أقدمت على تغيير الخط التحريرى العام».. و«أخذت وقتى فى التعرف عن قرب على الكفاءات والمواهب التى يمكن الاعتماد عليها فى أى خطط تطوير مستقبلية لاكتساب قارئ جديد».. «أخذت ما أحتاج إليه من وقت للتفكير فى خطط التطوير نفسها».. «عندما استكملت خططى بادرت بتغيير شامل فى الأهرام محاولا أن أضفى على موادها التحريرية حيوية تفتقدها مع الحفاظ على شخصيتها الرصينة».. وكان «تقديرى أن الاتصال بمصادر الأخبار بالطريق الصحيح واللائق مسألة حاسمة للانفراد الصحفى ودقة ما ينشر»، فـ«كل صحيفة تغطى أولا ما يغطيه غيرها من أخبار، وتنافس ثانيا فى متابعة تلك القصص الإخبارية واستقصاء خلفيات جديدة، ثم تحاول ثالثا أن تنفرد بأخبار تسجل أمام قارئها قدرتها على إشباع احتياجاته من المعلومات أكثر من غيرها».

    عبدالناصر والسادت وهيكل

    «لم أسمح لنفسى فى أى لحظة لأى سبب أن استدعى أحدا من كبار الأدباء والمفكرين الذين احتواهم الدور السادس إلى مكتبى فى الدور الرابع.. أنا الذى أذهب إلى مكاتبهم محاورا عندما يتوافر عندى وقت.. أنت تتحدث عن توفيق الحكيم ونجيب محفوظ ويوسف إدريس وزكى نجيب محمود ولويس عوض وبنت الشاطئ وصلاح طاهر وهم حجر الأساس وقتها فى بنية الثقافة المصرية وقوة مصر الناعمة فى محيطها».

    «أردت توفير مناخ للإبداع بدون ضغوط أو شواغل أخرى وتركت القيمة تتجلى وفق ما يرى أصحابها».. مثلا: «قلت لنجيب محفوظ لا أريد منك أن تفعل شيئا غير أن تهتم بفنك الروائى، كل ما أتمناه أن تنشر كل عام رواية جديدة على حلقات».. وكان من بينها رواية «أولاد حارتنا»، التى أثارت جدلا وصخبا وأدت بعد سنوات طويلة إلى محاولة اغتيال الروائى العالمى «نجيب محفوظ»، لكنه أصر على استمرار النشر وتحمل مسئوليته.

    «أردت بوجودهم أن أؤسس لصحافة القيمة والارتفاع بمستوى الحوار العام وأن يكون المثقفون والأدباء والمفكرون الكبار فى قلب المشهد يتابعون ما يجرى فيه ويكتبون عن معرفة».

    ظل هيكل رئيسا لتحرير «الأهرام» طيلة 17 سنة، وصلت خلالها إلى أن أصبحت واحدة من الصحف العشرة الأولى فى العالم. ويتضاعف توزيعها عددة مرات، ففى عام 1957 بلغ 70 ألف نسخة، ويرتفع هذا الرقم ليصل فى عام 1967 فى اليوم العادى إلى 350 ألف نسخة، وفى العدد الأسبوعى يوم الجمعة يقفز الرقم إلى 750 ألف نسخة، وكل ذلك وعدد سكان مصر لم يكن قد ناهر الـ40 مليون نسمة وقتها، وإذا خصمت نسبة الأمية منهم ستجد أن شريحة واسعة جدا ممن كانوا يجيدون القراءة فى مصر يقرأءون «الأهرام».

    • الوزارة وحائط الصواريخ •

    كان هيكل يرفض بشدة تولى أى موقع رسمى، لاعتزازه الشديد بكونه صحفيا «عبدالناصر فاتحنى فى أمر تعيينى وزيرا أربع مرات، وفى كل مرة كنت أعتذر، المرة الأولى سنة 1956 فى أول حكومة تألفت برئاسته، والثانية بعد الوحدة سنة 1958، والثالثة بعد الانفصال، والمرة الأخيرة بعد النكسة، وتفهم رغبتى فى أن أستمر فى عملى الصحفى، ولكن عندما صدر القرار سنة 1970 فقد أوضح لى بعدها أننا كنا فى حرب استنزاف، وكانت حركته دقيقة جدا، قتال فى الجبهة.. وغارات فى العمق.. ووجود سوفيتى فى مصر.. وتحرك سياسى.. ودلائل على قبول مبادرة روجرز.. ودلائل أخرى على إعلان وقف النار ترافقها دلائل على استعداد الجيش للعبور بعد انتهاء مهلة وقف النار التى حددت بثلاثة أشهر. وشعر عبدالناصر بأن تلك المرحلة التى تتسم بمزج العمل السياسى بالعمل العسكرى تحتاج إلى إعلام دقيق ومركز يتولاه شخص محيط بالموقف الرسمى وبأسلوب تحركه ويستطيع أن يعبر عنه دون العودة إليه» ومن هنا قبل تعيينه وزيرا للإرشاد القومى (الإعلام) بعد أن أعلن عبدالناصر ذلك دون الرجوع إليه.

    بجانب ذلك تولى وزارة الخارجية بالنيابة لمرض الوزير محمود رياض، وقت أن كانت تتم ملحمة إنشاء حائط الصواريخ، على جبهة قناة السويس، ووقت المفاوضات على قبول مبادرة روجرز فى أغسطس 1970، وفى هذا يقول فى كتابه «أكتوبر 73 السلاح والسياسة»: «قام روجرز بمفاجأة، فقد اقترح بالاتفاق مع جروميكو (وزير خارجية الاتحاد السوفيتى) على وقف إطلاق النار فى نفس المواقع فى الساعة العاشرة بتوقيت جرينتش يوم 6 أغسطس.. واتصل جمال عبدالناصر بهيكل على تليفون مأمون ليقول لى:

    ــ «لا أعرف كيف تفعلها، ولكنى أريدك أن تكسب ست ساعات لفوزى (يقصد الفريق محمد فوزى وزير الحربية آنذاك) لإدخال مجموعة بطاريات صواريخ إلى الجبهة قبل أن يسرى وقف إطلاق النار. هناك أيضا دمى بطاريات صواريخ، وسوف يتم استبدالها ببطاريات حقيقية.

    وكانت المهمة عسيرة بالفعل، فإن روجرز اتصل بهيكل تليفونيا من واشنطن ليتأكد من سريان وقف إطلاق النار فى المواقع فى الموعد المحدد، وجرى إبلاغه بأن كل شىء يسير وفق ما اتفق عليه، وإن كانت هناك مشكلة واحدة يحاول تذليلها الآن، ذلك أن جبهة البحر الأحمر يقودها ضابط كبير مندفع وهو اللواء سعد الشاذلى، وهو الآن على الخطوط الأمامية مشترك فى بعض العمليات بنفسه، وهو يحاول الاتصال معه بكل وسيلة ليبلغه بقرار وقف إطلاق النار حتى يتأكد التزامه والتزام قواته فلا يواصل عمليات يعتبرها الآخرون استمرارا لإطلاق النار.

    وعاد «روجرز» يتصل تليفونيا، ويقول إن الجنرال «ديان» معه على الخط الآخر، وأنه يريد أن يستوثق من التزام مصر بوقف إطلاق النار فى الموعد المحدد؟ وتم الرد عليه بأن «محاولة الاتصال بسعد الشاذلى فى المواقع المتقدمة على وشك أن تتم الآن، ومع استغلال سعد الشاذلى، الذى كان بالفعل خارج مقر قيادته يتابع مسار عمليات لقواته، أمكن كسب ساعات ثمينة وغالية، وسرى وقف النار متأخرا عن موعده المقرر».

    • خلافات مع السادات •

    بعد رحيل عبدالناصر وتولى السادات حكم مصر رأى هيكل أن يتعاون مع الرئيس الجديد، وفى هذا يقول فى «استئذان فى الانصراف»، «…ومرت سنوات عصيبة تفجر فيها صراع مراكز القوى ‏(‏وكان مثل عواصف الخماسين ثارت أوائل صيف ثم انصرفت‏)‏ وتعقدت الصلات مع الاتحاد السوفيتى ‏(‏ فقد استحكم التوتر ‏ــ‏ وكان يمكن تفاديه‏)‏ وتشابكت العلاقات مع الولايات المتحدة ‏(‏وكان متاحا إدارتها باقتدار يستغنى عن‏ «الرهان‏») ــ‏ وكان الأهم من ذلك كله أن شمس أكتوبر‏ 1973‏ طلعت أخيرا وعلت وسطعت‏!‏

    وفى تلك الظروف وقفت بكل جوارحى إلى جوار‏ «أنور السادات»‏ وليس فى سمعى غير النداء الغلاب للمعركة محاولا‏ ــ‏ ومدعوا‏ ــ‏ إلى خدمة التخطيط الإعلامى لها والتحضير السياسى قبلها وأثناءها وبعدها وبلغ اعتزازى مداه حين عهد إلى «أنور السادات‏» بكتابة التوجه الإستراتيجى الصادر عنه بوصفه القائد الأعلى للقوات المسلحة المصرية ــ‏ إلى القائد العام المشير «أحمد إسماعيل على» ــ‏ يبلغه رسميا ومعه هيئة أركان الحرب بالمطلب الاستراتيجى المراد تحقيقه بقوة السلاح ابتداء من الساعة الثانية بعد ظهر يوم السبت‏ 6‏ أكتوبر‏ 1973، ومرت الأيام والساعات مشحونة وفى الساعة الثانية من بعد ظهر يوم السبت‏ 6‏ أكتوبر‏ 1973ــ‏ انطلق الشباب والرجال على جسور العبور‏».

    السادات وعبدالناصر وهيكل

    وفى كتابه «بين الصحافة والسياسة» يعدد هيكل بعض القضايا التى كانت محل خلاف مع السادات فيقول: «ومرت شهور.. ومرت بعد الشهور سنونا.. وطرأت على علاقتى بالرئيس السادات مشاكل، وظهرت بيننا خلافات تعقد بعضها ووجدنا له حلا، واستحكم بعضها الآخر بغير حل.. اختلفنا فيما قاله عن سنة 1971 باعتبارها «سنة الحسم» (…) واختلفنا فى الطريقة التى عالج بها مظاهرات الطلبة أواخر سنة 1971، ولم أكن أرى أن العنف وسيلة للتعامل مع الشباب.. واختلفنا فى الطريقة التى عالج بها موضوع الفتنة الطائفية.. فقد كان يرى تفجير المشكلة وكنت أراها مشكلة لا تصلح فيها سياسة الصدمات الكهربائية، وإنما لابد من علاج حذر لأسبابها وعوارضها، ولجذورها قبل الفروع.. واختلفنا فى الطريقة التى راح يجرى بها اتصالات خفية مع الولايات المتحدة الأمريكية، واختلفنا حول الطريقة التى جرى بها طرد الخبراء السوفييت من مصر.

    فى هذا كله كنت أحرص على أن يظل الخلاف فى حدوده.. فهو رئيس الدولة وصاحب القرار ــ ولى الحق أن أبدى رأيى ــ ولكنه المسئول وحده أولا وأخيرا.

    ثم جاء الخلاف الأكبر حول الإدارة السياسية لحرب أكتوبر. وكنت أرى أن نتائج الحرب تضيع واحدة بعد الأخرى. ورحت أكتب رأيى بصراحة لا لبس فيها فى مجموعة مقالات امتدت من أكتوبر 1973 إلى أول فبراير 1974».

    الثانى من فبراير 1947 كان يوم خروج هيكل من الأهرام بعدها «رحت منذ سنة 1975 أكتب من مصر مقالات منتظمة تنشرها مجموعة من الصحف العربية خارج مصر.. كانت أولها سلسلة ظهرت فى كتاب عنوانها «لمصر لا لعبدالناصر.. ثم تبعتها سلاسل أخرى كانت من بينها مجموعة مقالات صدرت فى شكل كتاب تحت عنوان حديث المبادرة.. وبدأ الرئيس يعد قانون «العيب» وبدأ بعض مستشارى مجلس الدولة المكلفين بمراجعة صياغة القانون يسمونه قانون هيكل.

    وحاول فى هذه الفترة أن يدفعنى إلى الهجرة من مصر. وخاف كثير من أصدقائى، ولم أهاجر، بل ولسنة كاملة لم أسافر من مصر على الإطلاق حتى أكون تحت تصرف أى قانون حتى ولو كان مفصلا من أجلى.

    وقرر الرئيس السادات سنة 1978 أن الفرصة قد واتته ليضرب وأحالنى إلى المدعى الاشتراكى ومنعنى من السفر، وجرى التحقيق معى صيفا بأكمله، والصحف تكتب قبل كل جلسة أنه يحقق معى «لأننى أسأت إلى مصر فيما كتبت خارجها». ولم أسئ لمصر علم الله بحرف، وإنما كنت أنتقد سياسة رئيسها واعتبرها هى التى تسىء لمصر. وانتهى التحقيق، وانتظرت التصرف فيه، لكنهم تركوه معلقا، وقررت نشر محاضرة كاملة فى كتاب بعنوان «وقائع تحقيق سياسى أمام المدعى الاشتراكى فى مصر».

    السادات ومبارك

    وخلال هذا كله كانت حملات التحريض مستمرة على، ثم كان أن شملتنى اعتقالات 5 سبتمبر سنة 1981، ولم تظهر كلمة دفاع واحدة عن الحرية ــ بل حدث العكس مع الأسف ــ وقتها رغم ضربة القمع التى شملت كل القوى السياسية فى مصر!.

    «ثم جرى ما جرى على منصة الاستعراضات العسكرية فى مدينة نصر ظهر يوم 6 أكتوبر 1981م.

    وخرجنا جميعا من السجن بعد ثلاثة أشهر. خرجنا من قصر رئاسة الجمهورية وبعد لقاء مع الرئيس الجديد الذى قال للكل يومها: أريد أن ننسى ما حدث، وأريد صفحة جديدة وأريد تعاون كل القوى فى مصر».

    • «حرب الثلاثين سنة» •

    فى أوائل عام ١٩٨٥ التقى محمد حسنين هيكل «أندريه دويتش»، ممثل مجموعة الناشرين الدوليين، التى تملك حق نشر كتبه فى العالم لبحث موضوع كتابه الجديد. وطرح «هيكل» فكرة كتاب يتناول الصراع على الشرق الأوسط، وأثناء شرح فكرته قاطعه «دويتش» قائلا: «العام المقبل ١٩٨٦ ذكرى مرور ثلاثين عاما على حرب السويس ١٩٥٦، ودور النشر فى لندن ونيويورك وباريس تستعد بكتب عنها لا يقل عددها عن عشرين كتابا»، وسأل «هيكل»: «كيف تكون شاهدا على حرب السويس من الناحية العربية وتتخلف عن المناسبة؟».

    انتهى اللقاء على وعد من «هيكل» بالتفكير فى الموضوع، وفى لقائهما الثانى كان الأستاذ قد طور الفكرة، وقال لـ«دويتش»: «أرى أن حروب ١٩٥٦، و١٩٦٧، و١٩٧٣ هى فى حقيقة أمرها حرب واحدة مستمرة فى الصراع على الشرق الأوسط، والحروب الثلاث بؤر ساخنة فى هذه الحرب المستمرة التى امتدت ثلاثين عاما، وبعد حرب أكتوبر بدا أن مرحلة بكاملها فى الشرق الأوسط قد وصلت إلى نهايتها لتبدأ مرحلة جديدة».

    من هنا جاءت فكرة كتب حرب الثلاثين، يقول عنها فى مقدمة «ملفات السويس»، الجزء الأول من هذه السلسلة قائلا: «هى مجموعة من أربعة مجلدات هى فى الواقع كتاب واحد، موضوعه حرب الثلاثين سنة، وتلك هى الفترة الواقعة بين سنة 1955 (حين خرجت مصر تقاوم إنشاء حلف بغداد باعتباره طوقا يقيد شعوب الأمة ويربطها بهيمنة الغرب تحت قيادة الولايات المتحدة الأمريكية) ـ وحتى سنة 1985 (حين وقعت مصر اتفاق فك الاشتباك الثانى مع إسرائيل تحت إشراف ورعاية الولايات المتحدة الأمريكية، وكان ذلك تأكيد أنه صلح منفرد مصرى ــ إسرائيلى، وكذلك تبدَلت الأحوال وتغيرت التوجهات).

    وعليه فإن هذه الكتب الأربعة تتابع تلك السنوات الثلاثين، وتوثق لها، وتستعيد بالتفصيل وقائعها، وتتعرض للمواقف ودخائلها، وتتحرى أدوار الرجال إلى أبعد حد ممكن من الاقتراب، وكانت عناوين هذه المجلدات الأربعة:
    1 ـ ملفات السويس (من 1955 إلى 1957).
    2 ـ سنوات الغليان (من 1957 إلى 1966).
    3 ـ الانفجار (من 1966 إلى 1967).
    4 ـ أكتوبر: السياسة والسلاح (من 1967 إلى 1973 وإلى سنة 1985).
    وكذلك فإن هذه المجلدات تروى قصة واحدة ــ كاملة ــ ممتدة على مساحة هذا العدد من السنين».

    • معارضة لنظام مبارك •

    شهدت علاقة هيكل بمبارك ونظامه حالة من الفتور، وإن تخللتها بعض القاءات والمكالمات التليفونية العابرة بين «الأستاذ» و«الرئيس»، ولكن ذلك لم يمنع هيكل من الوقوف أمام هذا النظام الذى وصفه مبكرا جدا بأنه «شاخ على مقاعده»، وتعود قصة هذا التصريح إلى اللحظة التى تضامن فيها «الأستاذ» مع الصحفيين عام 1995 فى رفضهم القانون رقم 93، بتغليظ العقوبات فى النشر وأرسل لمجلس النقابة رسالته الشهيرة التى قال فيها عن نظام مبارك شاخ على مقعده، والمضحك فى الأمر أنه تعرض لحملات عنيفة من بعض أنصار مبارك.

    ويعلق الأستاذ عن هذه الواقعة وغيرها فى كتابه «مبارك وزمانه.. من المنصة إلى الميدان الصادر بعد ثورة 25 يناير»، «لقد أصبح تعبير سلطة شاخت فى مواقعها على كل لسان، بل أصبح شعار كل المعارضين لسياسة مبارك، وظل كذلك حتى لحقته قضية التوريث، ثم جاءت محاضرة لى فى الجامعة الأمريكية فى القاهرة نوفمبر 2002، تحدَثت فيها عن احتمالات التوريث، ونبَهت إلى مخاطره، وثارت عواصف الغضب فى الرئاسة، وفى الحزب، وفى دوائر السلطة والحكم، وكان داعى الغضب فجائيا: من ناحية لأن السر تفجر فى العلن، ومن ناحية أخرى لأن تفجير السر وقع على غير انتظار، كما أن من يعنيهم الأمر كانوا مشغولين عما يجرى فى القاهرة باحتفالات افتتاح مكتبة الإسكندرية، وكانت احتفالات أسطورية ذكرت كثيرين بمهرجان افتتاح قناة السويس أيام الخديو إسماعيل وقصص الإمبراطورة الفرنسية يوجينى (التى كانت ضيفة ذلك المهرجان ولخيمته الكبرى بقرابتها فرديناند دليسيبس مهندس مشروع حفر قناة السويس)».

    هيكل ومبارك

    فى 2003 كتب «الأستاذ» سلسلة مقالات عنوانها «استئذان فى الانصراف.. رجاء ودعاء وتقرير ختامى»، ولكنه كان يكتب بين حين وآخر عن رحلة أو تجربة فى صحف ومجلات منها «وجهات نظر» بالتوازى مع تركيز الاهتمام فى برنامج «مع هيكل.. تجربة حياة» على مدى سنوات فى قناة «الجزيرة».

    فى سنة 2009 اقترح هيكل فى حواره لإحدى الصحف المصرية إنشاء «مجلس أمناء للدولة والدستور فى مصر» على ان يضم من 10 إلى 20 شخصية مصرية مطروحة الآن داخل الأوساط السياسية والثقافية للترشح لمنصب رئاسة الجمهورية، منهم عمرو موسى ومحمد البرادعى وأحمد زويل ومجدى يعقوب وحازم الببلاوى ومنصور حسن وغيرهم، على ان تكون مهمة مجلس الامناء هذا هى التفكير للوصول إلى كيفية عمل استفتاء عام على دستور جديد وعقد اجتماعى جديد، ثم ترتيب انتقال السلطة وتشكيل وزارة مسئولة ومجلس تشريعى ونظام رئاسى للحكم على ان يشرف الرئيس مبارك بنفسه على هذه المرحلة الانتقالية وتكون تلك آخر وأهم خدمة يقدمها للبلد.

    على ان ينهى مجلس الأمناء مهمته ويرحل خلال فترة انتقالية تصل إلى 3 سنوات يطرح فيها دستور جديد يكون بمثابة عقد اجتماعى شرعى. وتطرق هيكل فى شرح فكرته عن مجلس الأمناء لإنقاذ مصر من «فوضى سوداء»، على حد تعبيره.

    ثم قامت ثورة 25 يناير، التى ظل يطل خلالها وفى السنوات التى تلتلها عبر التلفزيون محللا الأحداث، ومعبرا عما يرى أنه يصب فى مصلحة الوطن.

  • حوار مع المدرب السوري لكرة القدم (( نزار محروس )) ..صاحب الانجازات الرياضية – حاوره: جورج إبراهيم ..

    حوار مع المدرب السوري لكرة القدم (( نزار محروس )) ..صاحب الانجازات الرياضية – حاوره: جورج إبراهيم ..

     
    نزار محروس المدرب صاحب الانجازات

    حاوره: جورج إبراهيم

    نزار محروس علم من أعلام التدريب في سماء سورية، اليوم يحّل ضيفا ًعلى مدينة حمص لإجراء مباراة وديّة مع فريق الكرامة السوري ضمن جدول المباريات الوديّة التي يقوم بها فريق شباب الأردن بمعسكره الخارجي.
    eHoms التقت المدرب نزار وكان لها معه الحوار التالي:

    -أولا كابتن نزار مبروك عليكم فوزكم ببطولة الاتحاد الآسيوي، كيف كان المشوار الآسيوي؟ وماذا أضاف؟

    -“بسم الله الرحمن الرحيم، إن الفوز بالبطولة الآسيوية هي منحة من ربّ العالمين منّ بها الله علينا وعلى الفريق وذلك بعد التعب والعرق الكبير الذي بذلهُ اللاعبون والإدارة خلال الموسم الماضي والالتزام الكبير بالتعليمات والتوجيهات في كلّ مباراة، وإنّ الفوز ببطولة قاريّة بمستوى بطولة الاتحاد الآسيوي يضيف كثيرا ً لي وللفريق ككل خاصة أنّ فريق شباب الأردن فريق حديث النشأة والتأسيس حيث لم يمض على تأسيس النادي سوى أربع سنوات، ونيله بطولة بهذا الحجم يعطيه دفعا ً للأمام ومسؤولية كبيرة في المحافظة على المستوى الذي ظهر فيه العام الماضي”.

    – نحن السورييون نفخر بأن يحقق اللقب مدرب سوري في الخارج، حدثنا عن الكادر السوري الفني والتدريبي المرافق والمساعد في تدريب الفريق؟

    -“الكادر الفني والتدريبي مهم جدا ً في نجاح أي فريق وفي تحقيق النتائج والانتصارات والتفاهم وتوزيع المسؤوليات يلعب دورا ًهاماً وأساسيا ً، وقد وفقت منذ ثلاث سنوات في اختيار المدربين المساعديين ومدربي الحراس فكان الكابتن معتز مندو والكابتن ماهر بيرقدار والكابتن حسام موصلي من خيرة المدربين المساعدين الذين يعملون بجدٍ وتفانٍ ولا ننسى المدربين الأردنيين المساعدين كالمدرب غياث المتني، حيث نشعر جميعا ً بأننا عائلة واحدة.

    – حدثنا عن معسكركم ولماذا اخترتم سورية؟

    – “لقد اخترنا أنّ نُعسكر في سورية لعدة أسباب أولا ًأن الملاعب في الأردن هي ملاعب ذات أرضية تارتانية ويجب أن يتدرب اللاعب على اللعب على جميع أنواع الملاعب، ثانيا ً إن المناخ في سورية قريب جدا ً من مناخ الأردن وهذا يساعد اللاعبين على التأقلم بسرعة، كما أننا نمتلك علاقات وديّة وطيبة مع المسؤولين الرياضيين في سورية ولدينا معارف هنا نستطيع من خلالها تأمين إقامة المباريات لكي يستفيد الفريق. جئنا إلى المعسكر مع ثلاثين لاعبا ً قسموا إلى فريقين للوقوف على الحالة الفنيّة والبدنية لهم، ولإجراء مباريات ودية مع الفرق السورية التي ابتدأناها في دمشق واليوم في حمص وننهيها في حلب”.

    – ما هي البطولات التي حققها فريق شباب الأردن؟

    -“حقق فريق شباب الأردن بطولة الدرع، كما حقق بطولة كأس الكؤوس على حساب فريق الوحدات العريق، وهي البطولة التي تجمع بطل الدوري مع بطل الكأس، كما حققنا اللقب الأغلى لقب بطولة الاتحاد الآسيوي، ولم يبق أمامنا سوى تحقيق لقب بطولة الدوري”.

    – ما هو ترتيبكم في الدوري وما هي الاستحقاقات القادمة للفريق؟

    -” بطولة الدوري في الأردن نحتل فيها اليوم المركز الرابع وذلك نتيجة الاسترخاء الذي حلّ على اللاعبين، وأمامنا سبع مباريات أعتقد أننا سنتقدم بنتيجتها على سلّم الترتيب وسننافس مع نهاية الموسم على المراكز الأولى المتقدمة، كما أننا وصلنا إلى الدور نصف النهائي ببطولة كأس الملك وأمامنا مباراة صعبة أمام فريق الأهلي، وستبدأ منافسات بطولة الاتحاد الآسيوي في الشهر الثالث ونحن مطالبون في الدفاع عن لقبها”.

    – أعلن مؤخرا ً في الأردن عن تطبيق نظام الاحتراف ما رأيك بذلك وماهي النتائج المرتقبة والانعكاسات على الفرق الأردنيّة؟

    -” صحيح أن الاحتراف قد أعلن مع بداية هذا الموسم وكان من المنتظر أن يُعمل به مع بداية مرحلة إياب الدوري إلا أن التطبيق الحقيقي والفعلي سيكون مع بداية الموسم القادم، وإن فريق شباب الأردن ينظر إلى الاحتراف على أنه ضرورة حتميّة رغم صعوبة التجربة وتحفظاتها، وستلعب الإمكانيات المادية دور رئيسا ً في عملية الاحتراف، وسيقسم الاحتراف الأندية والفرق إلى طابقين، الأولى تسعى لشراء المواهب واللاعبين للسيطرة وحصد الألقاب والثانية ستكون مصدرة للخامات والمواهب واللاعبين بمراكزها التدريبية”.

    – أين البرتقالة الشامية اليوم وماذا حلّ بفريق الوحدة العريق؟

    – “أحزن كثيرا ً على ما آلت إليه حال فريق الوحدة هذا الفريق السوري العريق، من محنة ونتائج لا تليق بإمكانياته الكبيرة وقاعدته الجماهيرية الوفيّة، وأدعو المحبين للنادي للتعاضد والوقوف أمام مسؤولياتهم للنهوض بالفريق والخروج من هذا المأزق، وأتمنى وجود إدارة ورجل رشيد يتحمل المسؤلية بهذا الوقت الصعب”.