Category: حوارات ومقالات

  • الفنان والصحفي ( فيصل السامر ) المولود في مدينة البصرة عام 1925م..مؤسس وكالة الأنباء والفرقة السمفونية العراقية

    الفنان والصحفي ( فيصل السامر ) المولود في مدينة البصرة عام 1925م..مؤسس وكالة الأنباء والفرقة السمفونية العراقية

    فيصل السامر .. درس في كلية الملك فيصل الأول وأسس وكالة الأنباء العراقية والفرقة السمفونية

    الثلاثاء, 28 شباط/فبراير 2017م – الكاردنيا

    فيصل السامر .. درس في كلية الملك فيصل الأول وأسس وكالة الأنباء العراقية والفرقة السمفونية

          

    ولدَ فيصل جري مري السامر في مدينة البصرة عام 1925 وأكمل دراسته الابتدائية والمتوسطة فيها لينتقل الى كلية الملك فيصل الاول التي تأسست في مدينة الاعظمية ببغداد للطلبة المتفوقين واجتازها بتفوق أيضا، ثم سافر الى مصر وحصل على الدكتوراه في التاريخ الحديث العام 1935… عين مدرسا في دار المعلمين العالية (كلية التربية) وبعد عام واحد فصل من الوظيفة لمواقفه المناوئة لحلف بغداد، والحق في دورة الضباط الاحتياط العاشرة التي خصصت للمفصولين السياسيين العام 1955، بعد تسريحه اضطر للسفر إلى الكويت للتدريس في معاهدها التعليمية أوائل عام 1958.

    نشاطه السياسي

    شارك السامر في النشاطات السياسية، وكان ليبراليا يساريا ولم يتحزب يوما وكان ضد النظام الملكي فاتهموه بالشيوعية لأنهم لا يميزون بين اليسارية والشيوعية، وفي العام 1954 أعلن تأييده للجبهة الوطنية الانتخابية ورشح عن الديمقراطيين فيها وتعاون بشكل كبير مع الحزب الوطني الديمقراطي، الذي كان رأسه كامل الجادرجي، وفي العام 1955 فصل من الوظيفة، ومنذ وقت مبكر نشط في حركة المعلمين والدعوة لتأسيس نقابة خاصة بالمعلمين والتي تأسست بعد ثورة 14 تموز 1958 وأصبح أول رئيس للمعلمين، وفي 17 تموز 1959 أجرى الزعيم عبد الكريم قاسم تعديلا وزاريا على وزارته بإدخال وزراء ذوي توجه ديمقراطي تقدمي، وهم : فيصل السامر – وزيرا للإرشاد، وعوني يوسف – وزيرا للأشغال والإسكان، وعبد اللطيف الشواف – وزيرا للتجارة، ونزيهة الدليمي – وزيرة للبلديات، وفي عهد فيصل السامر، تطورت وزارة الإرشاد، وتوسعت فقد أنشأ الوزير السامر وكالة الأنباء العراقية (واع)، كما تم تأسيس الفرقة السيمفونية العراقية، وفي أيار العام 1961 استقال السامر من الوزارة فعين وزيرا مفوضا للعراق في اندونيسيا وماليزيا على التوالي… وبعد انقلاب 8 شباط 1963 عاد فيصل السامر ليعين مدرسا في كلية التربية بجامعة بغداد.

    المهمات التربوية والتعليمية

    يعتقد الدكتور السامر ان مهمات التربية والتعليم في العراق في عملية البناء فالتربية عمل معقد ومهمتها إزاء المواهب التي منحتها الطبيعة للطفل وتهيئته للحياة الاجتماعية، وهي تعمل على تزويده بما يمكن من تراث الماضي وعلى توجيه عقله نحو المستقبل وكل ما فيه من جديد وتعمل التربية ايضا على ان يحب الطالب الحياة الروحية له، لكنها تعلمه في نفس الوقت تقدير عبقرية الاقوام الاخرى وتنمي فيه الطموح الى حضارة عالية انسانية يسهم فيها جميع الشعوب كلا حسب قابليته… وطبيعيا فان كل شعب يتبنى نظاما تربويا يعكس تاريخه وبناءه الاجتماعي ومطامحه وآماله في المستقبل… هذه هي التربية بمفهومها الحديث، وهي فوق كل ذلك تهدف الى تدريب نخبة في الادارة والجيش والصناعة والتجارة والزراعة وجميع مجالات النشاط الاجتماعي لتولي المراكز ذات المسؤولية… وطبيعيا ان التربية الديمقراطية تهدف الى اختيار النخبة من جميع ابناء الشعب دون تمييز… وفي سبيل سياسة تعليمية جديدة يجب ان نلاحظ ان الهدف الاول لبلدنا هو محو الامية لكي يتاح لكل مواطن ان يتمتع بنعمة التعليم ويستطيع في الاقل ان يقرأ ويكتب ليسهم بنصيب في الامور العامة التي تقرر مصيره، ويجب ان تسير هذه العملية مع العملية التعليمية ونسير قدما في عملية توسيع التعليم الثانوي والجامعي، بحيث يجب ان تكون خطتنا تحرير الصبي من حاجات المعيشة المادية ليتعلم تعليما ابتدائيا فثانويا فجامعيا… وهذا ليس آخر المطاف في خدمة التعليم التي نطمح اليها في المدى البعيد ان التعليم يجب ان يكون مجانيا في جميع مراحله الى جانب اعطاء فرصة التعليم بجميع مراحله لجميع الراغبين وذلك عن طريق تاسيس المدارس والمعاهد الكافية، وتهيئة المدرسين الأكفاء ومنح الإعانات المالية للفقراء المعدومين الذين لا تمكنهم ظروفهم المعيشية القاسية من اكمال دراستهم..

    المبادئ .. ثروته في الحياة والوفاء

    تقول د. سوسن ابنة الدكتور فيصل السامر: «بسبب مبادئه كان طريقه محفوفا بالمخاطر، فقد رشح والدي عدة مرات لمنصب عميد كلية الاداب كذلك رئيسا لجامعة بغداد، الا انه اعتذر واثر التفرغ العلمي والإشراف على طلبة الدراسات العليا.. لم تكن الطموحات المادية او الوظيفية تشكل هما له، بل كان يطمح لفعل كل ما يستطيعه لخدمة بلده وعائلته فقط»، وتضيف د. سوسن السامر «انه مثالي بكل المقاييس وبكل معنى الكلمة ربما تكون الثروة الوحيدة التي تركها السامر لاولاده هي المبادئ فعندما اصبح سفيرا مثلا كان يسد النقص في المصاريف والأثاث من حسابه الخاص تاركا كل شيء للسفارة بعد ان تنتهي مدة سفارته وحسابه بالبنك بعد وفاته لم يتعد العشرة دنانير».. وتضيف ابنته بحسرة وسخرية «تعلمون ان طريق المبادئ محفوف بالمخاطر لقد تعرضنا للكثير من الضغوط خلال حكم النظام السابق، الذي لم يتقبل كلمة ان والدي «مستقل» والغريب أن الناس يصفون المبدئي بالمتعصب والمتعنت وغيرها من المسميات، وهذا ما قاله الناس عن والدي، عندما تخلى من كل المغريات في بلاد الغربة، حيث كان استاذا في جامعة براغ بتشيكوسلوفاكيا ويتسلم راتب وزير، لكنه اصر على العودة للوطن فعانى الكثير في بلده حتى تحولت معاناته الى مرض نهاية المطاف، وبعد صراع مع المرض توفي فيصل السامر في الثاني عشر من كانون الاول العام 1982 في لندن.

    المصدر:

  • حوار أجراه الناقد السينمائي الإيطالي جيوفاني جرازيني مع فدريكو فلليني،و هو واحد من أكثر المخرجين شهرة و تأثيرا في السينما العالمية

    fellini

     تأليف : جيوفاني جرازيني

    ترجمة : أمين صالح
    دار النشر: الدار العربية للعلوم ناشرون
    تاريخ النشر: إصدارات الدورة السادسة من مسابقة “أفلام من الإمارات”
    عددالصفحات : 132

    هذا الكتاب، الذي هو عبارة عن حوار مطوّل أجراه- في بداية الثمانينات من القرن الماضي- الناقد السينمائي الإيطالي جيوفاني جرازيني مع فدريكو فلليني،و هو واحد من أكثر المخرجين شهرة و تأثيرا في السينما العالمية، و من الذين صاغوا عبر أفلامهم البارزة و الهامة عالما خاصا و متميزا تجسدت فيه رؤيته الفنية و الفكرية.
    في هذا الكتاب يعبّر المخرج الكبير عن رؤاه و وجهات نظره و مواقفه تجاه شؤون الحياة و الفن. كما يقدم بسخاء شديد، لكن بمراوغة صريحة، ما تمليه الذاكرة و المخيلة، مستحضرا طفولته و مراحل مراهقته و شبابه.. بكل ما يتصل بها من دعابات و مخاوف و أحداث و ظواهر.
    و مثلما تتسم صوره السينمائية التي يخلقها في أفلامه بالتعقيد و التشابك، كذلك تبدو تصريحاته و رواياته.. ذلك لأن الحياة، بالنسبة إليه، هي تفاعل متواصل بين الواقع و الخيال، بين ما هو ظاهر على السطح و الغموض الكامن في الأسفل.
    فلليني، التلميذ الصغير، يكون حاضرا بدنيا في غرفة التدريس، بينما ذاته الباطنية تجول و تطوف في أنحاء بلدته ريميني و تفرّ لتنضم إلى عالم السيرك.
    فلليني، المخرج المبدع، يسجل صور الحياة اليومية، بينما يعيد تشكيلها بحيث تتفق و تنسجم مع أحلامه.
    فلليني، المعلق البارع، ينكر معرفة كل العوالم باستثناء عالم السينما، مع ذلك يمضي في تحليل تلك العوالم الأخرى بادراك شديد و نفاذ بصيرة حادة.
    الشباب و الشيخوخة، الدين و السياسة،السيكولوجيا و الرمزية، إيطاليا و هي ترشح و تتقطر، الواقع و هو يتحول إلى حلم..كل هذه الأمور تكون مصفاة من خلال العدسات المزدوجة لرؤيته الخاصة.
    الأسئلة ليست تقليدية، ليست “صحفية” لملء حيز معين حول نشاط فنان و آرائه، إنما هي مصممة ببراعة لاستنباط ردود ذات عمق و سعة في أفق التفكير. و من هذه الردود و الاستجابات تتفتح، إلى حد ما، دواخل و بواطن هذا السينمائي الفذ، إضافة إلى غنى و خصوبة عوالمه،تخيلاته، ذكرياته، و انطباعاته.
    إجابات فلليني تحمل ثقلها و خفتها معا، في مزيج بارع و سلس.. و الثمرة النهائية كتاب فني و فكري فريد و ملفت..نظرة قريبة جدا من الحياة و الفكر.

  • حوار مع عباس كيارستمي – أجرى الحوار : ميشال سيمان – و ترجمه عن الفرنسية : صلاح هاشم

    حوار مع عباس كيارستمي – أجرى الحوار : ميشال سيمان – و ترجمه عن الفرنسية : صلاح هاشم

    عباس 2

    صورة كيارستمي في المشهد السينمائي الفرنسي            ( 2 من 2 )

    المخرج الايراني الكبير عباس كيارستمي

     

    فيلم ” طعم الكرز ” لعباس كيارستمي الفائز بـ ” سعفة مهرجان ” كان ” السينمائي الذهبية

    حوار مع عباس كيارستمي

    أجرى الحوار : ميشال سيمان

    إعداد وترجمة : صلاح هاشم

    ” ..إن كل الخيوط التي تتشكل منها سينما المخرج الإيراني الكبير عباس كيارستمي – وهو مصور فوتوغرافي رائع أيضا- هي محصلة لذلك الجدل – “الديالكتيك ” –  بين  ” الاحترام ” الموروث الذي يكنه كيارستمي للاضافات الغنية التي حققتها سينما ” الواقعية الجديدة ” في إيطاليا، وبين  “التأمل” الفلسفي العميق، في طبيعة ومعنى الصورة السينمائية.. تقديم : كان عباس كيارستمي يخرج الأفلام منذ 15 عاما- ( كان أول فيلم روائي طويل من اخراجه بعنوان ” المسافر ” عام 1974  ) عندما اكتشفه الغرب حين عرض فيلمه ” أين بيت صديقي في مهرجان لوكارنو السينمائي، وكان الفيلم قبلها بسنة قد عرض في مهرجان القارات الثلاث ( افريقيا.آسيا.أمريكا اللاتينية ) وعندما كتبت أنذاك عن الافلام التي شاركت في مسابقة مهرجان نانت على صدر جريدة ” اللوموند ” الفرنسية،أعلنت عن ظهور مخرج سينمائي كبير جديد وقمت بتحية كيارستمي.. كان في تلك الفترة يبدو متحفظا جدا، خلف نظارته السوداء الخالدة التي لا تفارقه، وشحيحا في تصريحاته، ويعمل حسابا لأقواله، و لاينسى أنه في بلاد الغرب الذي يعتبر عدوا لبلاده إيران.. في العام التالي اي في عام  1990 التقيت من جديد بعباس كيارستامي في إطار مهرجان لوكارنوالسينمائي حيث كان يشارك معي كعضو في لجنة تحكيم في المهرجان كان يترأسها المخرج الايطالي الكبيرناني موريتي، وقد أحببت في كيارستمي حرصه على أن نناقش بجدية ودقة الأعمال التي نشاهدها في اللجنة ، والمطلوب منا أن نحكم عليها.. وبمرور الوقت، وبعد ان تكررت لقاءات اللجنة ومناقشاتها ،وافق كيارستمي أخيرا على مبدأ إجراء حوار طويل ومعمق معه،وبحيث يكون الحوار الاول في سلسلة من الحوارات عن السينما الايرانية ومنهاجه في صنع واخراج الأفلام .. ولم تكن السينما الايرانية في ذلك الوقت معروفة في اوروبا إلا من خلال مخرج إيراني يدعى داريوش مهروج( مخرج فيلم ” البقرة ” و ” الدورة ” ) والمخرج الايراني سوهراب شهيد ساليس المنفي في ألمانيا.ثم سرعان ما  ظهر جيل من المخرجين الايرانيين المتميزين- وعلى رأسهم كيارستمي-  يضم محسن مخملباف وبهرام بيزاي وامير ناديري وجعفر باناهي .. وصار فيلم ” أين بيت صديقي ؟ ( الجزء الاول من ثلاثية فيلمية  لكيارستمي تحكي عن وقوع زلزال أثناء تصوير الفيلم ثم عودة كيارستمي بعد فترة الى نفس المنطقة لمعرفة ماحدث بعد الزلزال لأبطاله وشخصياته، وتصويرهم في فيلم جديد ) الفيلم الثاني في “الثلاثية ” بعنوان ” وتمضي الحياة ” .. ثم عاد كيارستمي وأخرج الجزء الثالث من ” الثلاثية “بعنوان ” عبر شجار الزيتون ” ليناقش فيه العلاقة بين الواقع وعملية الاخراج السينمائي عنده، وتمثله وهضمه لها ، من خلال الإشارة الى فيلمه السابق فيلم” وتمضي الحياة “.. والواقع أن عباس  كيارستمي كان قد عالج من قبل  في فيلمه ” كلوز آب ” من انتاج 1989 موضوع ” الحقيقة ” و ” الكذب ”  والعلاقة بين السينما والواقع، وقد تواجدت كل تلك التساؤلات جميعها وحطت في فيلم ” طعم الكريز ” الذي حصل به على جائزة ” السعفة الذهبية ” في مهرجان ” كان ” السينمائي عام 1997.. إن كل الخيوط المتشابكة وبكل تعقيداتها التي تتشكل منها سينما المخرج الإيراني عباس كيارستمي- وهو مصور فوتوغرافي رائع أيضا- هي نتيجة  لذلك الجدل – “الديالكتيك ” –  بين  ” الاحترام ” الموروث الذي يكنه كيرستامي للاضافات الغنية التي حققها مذهب سينما ” الواقعية الجديدة ” العظيمة التي ظهرت بعد الحرب العالمية الثاني في إيطالياة، وبين  “التأمل” الفلسفي العميق، في طبيعة ومعنى الصورة السينمائية.. إن اهتمام كيرستامي أيضا بالتكنولوجيا الجديدة والكاميرات الصغيرة الدقيقة كما يظهر في فيلمه ( عشرة . 2002 ) تجعل منه أحد أهم الفنانين السينمائيين المبدعين المثيرين في عصرنا..

    ميشيل سيمان لوكارنو . اغسطس 1990

    حوار مع عباس كيارستمي

    بدأت حياتك بدراسة الفنون الجميلة، حدثني عن بداياتك وتكوينك  .. بدأت أرسم أولا، ثم اخرجت عدة افلام قصيرة دعائية، ثم انجزت بالرسوم المتحركة عناوين بعض الأفلام الروائية الطويلة في فترة الستينيات،.وكان ابي يعمل دهانا- مبيض حيطان – ولم أجد أثرا لأية ثقافة أو اهتمام بالثقافة لدى أسرتي، كما اني لا أتذكر أي حياة ثقافية من أي نوع في الأسرة، كان يمكن أن تكون باعثا لي على دراسة الفنون الجميلة أو العمل في السينما .. في صغري تعودت أنا وأصدقائي أنا نذهب معا الى المسرح، ولا أجد سببا محددا لكوني اصبحت مخرجا، لأن اصدقائي في تلك الفترةصاروا هم أيضا وبلا سبب مهندسين ومحامين وأطباء. كل ما أتذكره هو اني تأثرت جدا في شبابي بأفلام ” الواقعية الجديدة” الإيطالية ..

    لابد أن يكون هناك سببا في رأيي دفعك الى ولوج عالم الإخراج، والعمل في السينما .. لابد أن يكون السبب هو عملي في بداية حياتي العملية بفن الجرافيك. اشتغلت رسام جرافيك  وفي وكالات الدعاية الاعلان ومصورا لكتب الأطفال، ثم اقترح علي أحدهم أن أخرج فيلما للأطفال، لأني على صلة بعالمهم وعالم الصورأيضا، وكان أول فيلم  اخرجته للأطفال يحكي عن طفل ذهب ليشتري الخبز ثم عاد الى بيته فوجد كلبا يقف ويسد عليه الباب. يخاف الطفل من الكلب وينتظر أن ينجده أحدهم ويخرجه من ورطة الكلب. لكن لايصل أحد. يمر الطفل الصغير هكذا وحده بتجربة مواجهة  “الخطر” لأول مرة في حياته. يعبر الطفل من أمام الكلب ولايحدث شييء. عندما يكون الطفل في البيت يحاول الكلب الذي يسير خلفه  الدخول أيضا، فتغلق أخت الطفل الصغير الباب في وجهه. يستلقي الكلب على عتبة البيت وينظر الى أول الحارة ويرى طفلا صغيرا  جديدا قادما ويسير في  إتجاه الكلب.. وأتذكر ان فيلمي الأول هذا شهد أول  حديث لي مع مدير تصوير سينمائي فقد كنت أريد أن يصور الطفل والكلب في لقطة واحدة، ولما كان من الصعب تصوير اللقطة  بهذا الشكل اقترح علي استخدام لقطة INSERTS داخل اللقطة ولم أكن أعرف ماذا يعني هذا المصطلح التقني ، فرفضت وفضلت الانتظار.. بعدها بأربعين يوما نجحنا في جمع الطفل والكلب في لقطة واحدة ، وفي أن ينظر الكلب الى الجهة التي أريد. والآن فقط  أدرك بعد إشتغالي بالسينما أن مدير التصوير كان أيضا على حق، حيث يمكنك أيضا أثناء عملية المونتاج الحصول على ماتريد، لأن السينما أيضا هي فن المونتاج..لكني أثق دوما باللقطة الطويلة، وقد اعتمدت على اللقطات الطويلة في أفلامي طوال حياتي ..

    حسنا ..لكن ،من دفع تكاليف التصوير لمدة اربعين يوما نظيرتصوير لقطة واحدة فقط في الفيلم ؟  دفعها  “مكتب التنمية العقلية للاطفال وصغار المراهقين في إيران “..كنت أعمل في ذلك المكتب،وكانوا متفهمين جدا، ورضخوا لمطلبي. تصل مدة عرض الفيلم الى  12 دقيقة، واشترته القناة السابعة – قناة آرتيه- في فرنسا، وأخرجت الفيلم عام 1969.. n     هل تعتقد ان تكوينك الفني الجرافيكي هو الذي مهد لعملك بالاخراج ؟ نعم..واعتقد أن فن الجرافيك هو أصل كل الفنون، لأنك عندما تعمل على إنجاز عمل جرافي سواء كان أفيشا أو اعلانا، فانك تعمل في حدود معين، لايمكنك تجاوزها، ولاتخرج عن إطار تحدده بنفسك،وبحيث يشتمل  الاعلان على كل المعلومات والمعطيات الخاصة بالسلعة لتوصيل ” رسالة “ما.وهنا عليك أن تبذل كل مافي وسعك لإنجاز ” الطلب “، وتحقيق رغبة الزبون، والحصول على  أجرك. ولاشك أن طريقة التفكيرهذه، أعني التفكير في كافة الوسائل التي من شأنها مساعدتك في تحقيق وإنجاز إعلان ناجح، قد ساعدتني في شق طريقي في السينما، كما اني استفدت من كل الأخطاء والمعوقات التي صادفتني في عملي الجرافيكي، ووظفتها لكي يكتمل تحققي على مستوى الاخراج –

    هل عملت بمهنة تصميم الاعلانات لفترة طويلة ؟ نعم عملت بمهنة تصميم الاعلانات والأفيشات في الفترة من 1960  الى 1975 ..رسمت فيها وصممت عددا كبيرا جدامن الأفيشات لأفلام السينما الإيرانية، ومازلت أقوم ولحد الآن بتصميم  أفيشات الأفلام،  وبخاصة أفيشات أفلامي.. –

    حدثنا عن معهد التنمية العقلية للأطفال والمراهقين الصغار في إيران .. تأسس المعهد عام 1965،  وبدأ بإنشاء مكتبات للأطفال في جميع أنحاء إيران، وامتدت نشاطاته لتشمل عمل ورش للرسم، وإنشاء مدارس مسرحية، ثم بدأ ينشر كتبا وينتج افلاما للاطفال، وبدأ بانتاج الافلام القصيرة وكنا حوالي 6 أو 7 مخرجين يعملون بالمكتب قبل الثورة، ثم سافر زملائي بعدها الى أوروبا الشرقية وأمريكا ،ولم  يتبقى في المكتب سواي.ثم انضم الى المكتب بعض الموظفين الجدد لكن لم يتحقق ومنذ ذلك الوقت أي شييء جاد أو يستحق الذكر، وعن نفسي أخرجت 14  فيلما قصيرا للأطفال .. –         المدهش أن بعض الأفلام التي أخرجتها للمعهد، مثل فيلم ” أين بيت صديقي “، لايخاطب الأطفال فحسب، بل يخاطب أيضا الكبار ؟ أجل .أنا مدرك لمسألة أن أغلبية الأفلام التي أخرجتها للأطفال من نوع الكوميديا أو الرسوم المتحركة. في بلادي نحاول أن نصنع أفلاما عن الأطفال.. وليس للأطفال، لأنها تكون عندئذ أنفع وأهم وأجدى. إن مثل تلك أفلام تساعد على التفاهم بشكل عام بين الكبار البالغين،وبين الأطفال ووالديهم وذويهم بشكل خاص ولهذا السبب اخرجت فيلمي ” أين بيت صديقي ” لإزالة سوء الفهم بين العالمين،عالم الأطفال وعالم الكبار.. غير اني حين أفكر مليا في الفيلم أجد أنه لا يتحدث فقط عن كل أشكال سوء الفهم التي يحكي عنها بل يناقش أيضا سوء الفهم الذي يقع مع  كبار السن العواجيز الشيوخ بل ويحكي أيضا عن سوء الفهم – في  الداخل الباطن – داخل الشخصيات ذاتها .. –

    هل تجري عروض سينمائية اختبارية بحضور الأطفال لمعرفة ردود أفعالهم قبل عرض الفيلم على جمهور من الشباب والكبار . .. أجرينا عروضا اختبارية، لكنها لم تأت بنتائج طيبة، فعندما يحضر الأطفال لمشاهدة الفيلم معا يفضلون  عادة مشاهدة أفلام المغامرات، والأفلام التي تحركهم و تثيرهم، وعندما حضروا مباشرة من المدرسة الى قاعة العرض لمشاهدة فيلم ” أين بيت صديقي “، لم يعجب أي طفل بالفيلم ، لكنهم اعجبوا به جدا، عندما حضروا لمشاهدته مع أفراد أسرتهم،  حتى صار الفيلم ” ظاهرة ” يتحدث عنها الناس..  واتذكر أنه أثناء عرض الفيلم ذات مرة أن خرج رجل في الخمسين من عمره يبدو عليه أنه مثقف، وأخذ يصرخ في طوابير الناس أمام شباك التذاكر ويقول ان الفيلم سييء و رديء ولايستحق المشاهدة .كانت زوجته تحاول تهدئته ليكف عن صياحه من دون جدوى.في حين كانت طفلة في الرابعة من عمرها قد شاهدت الفيلم أكثر من ثلاث مرات وفهمته وأحبته .. هذا يعني أن مسألة تقسيم الجمهور حسب السن، حتى ولو كان قانونيا يتجاهل مسألة أن الفيلم يتواصل مع كل إنسان،صغيرا كان أم كبيرا، بشكل مختلف. مسألة السن لادخل لها بفهم الاعمال السينمائية وتذوقها، ولا يمكن في رأيي أن يحدد المرء مسبقا نوع وسن المتفرج الذي سوف يعجب بفيلم ما، كما لايمكن صنع أفلام أو أعمال فنية تستطيع أن تتواصل مع كل الناس والبشر.. ان عملية فهم وتذوق الأعمال الفنية والسينمائية تخضع لصيغة مكونة من الفيلم ذاته ومن خيال المتفرج. وأحيانا تأتي ردود أفعال الجمهور عكس مايمكن أن تتوقعه أو تتخيله، حتى أني أجد صعوبة أحيانا في التعرف على الفيلم الذي صنعت، من خلال ردود أفعال الجمهور تجاهه، حتى لو  كانت تلك الردود إيجابية، مع وفي صالح الفيلم ..

    –         هل مدة عرض الفيلم واحدة في كل أفلامك ؟ كلا ، تتراوح مدة العرض في أفلامي من 12 الى 45 دقيقة، وقد اخرجت أيضا أفلام متوسطة الطول يستغرق عرض الفيلم منها أكثر من ساعة .. –

    هل يساعدك أحد في كتابة السيناريو ؟ كلا، أنا أكتب وحتى هذه اللحظة كل سيناريوهات أفلامي بنفسي ..

    –         ماهي الأفلام التي تحبها من ضمن أفلامك القصيرة ؟ كل أفلامي تحكي عن تجارب شخصية عشتها بنفسي ومن ضمن أفلامي القصيرة التي أحبها فيلما يحكي عن تنظيف الأسنان بفرشاة أسنان. طلب مني أبني ذات مرة أن أسمح له أن ينام من دون تنظيف أسنانه كالعادة، فسألت نفسي هل هي مشكلتي أن يتوجه الى فراشه مباشرة من دون أن ينظف أسنانه أم مشكلته، وقررت أن أصنع فيلما أشرح فيه أهمية وضرورة تنظيف الأسنان بفرشاة قبل النوم . ولما عرض الفيلم- مدة العرض45 دقيقة – في التلفزيون ،ارتفعت مبيعات معاجين الأسنان في إيران،وأصبح كل الأطفال يحرصون على غسيل أسنانهم قبل النوم..لكن اوقف التلفزيون بعدها عرض الفيلم ،بعد أن تلقى شكاوي من قبل الأباء بخصوص هذا الأمر الذي صار يزعجهم كثير وبخاصة بعد الحاح و رغبة كل طفل في أن تكون له فرشاته الخاصة .احب هذا الفيلم جدا على الرغم من أنه يناقش مشكلة بسيطة. وأنا عادة  وفي ما يخص كل الأفلام التي صنعت، لا أحب كل الفيلم ، لا أحبه في ” كليته ” الفنية إن صح التعبير، بل أحب اجزاء منه فقط . أجزاء معينة فقط في الفيلم ترضيني..

    -احد هذه الأفلام يحمل عنوانا غريبا ” حلان أثنان لمشكلة واحدة فقط ” .. كان الفيلم يناقش مشكلة واجهها أحد أبنائي في طريقه الى مدرسته، فقد اقترض أحد الأطفال  في المدرسة كتابا من زميل له، وعندما رده له في اليوم التالي ،وجد  صاحب الكتاب صفحة مقطوعة من الكتاب ، فأصر أن ينتزع بالمثل صفحة من كتاب زميله، فرد الزميل بكسر قلمه   لينتقم منه،واشتبكا الاثنان في عراك ،وكاد أحدهم يهشم رأس الآخر. العراك هنا هو حل لمشكلة الصفحة المنتزعة لكن هناك حل ثان آخر لنفس المشكلة. أن يقوم التلميذ الذي اقترض الكتاب بشرح الموقف لزميله، ثم يقوم الاثنان معا بلصق الصفحة المنتزعة ولصقها في مكانها ، وأردت أن يكشف الفيلم للأطفال عن أن هناك أكثر من ” خيار ”  لحل مشكلة ما.. لو سمحتم ، لا تصفوا أفلامنا بأنها بسيطة وساذجة، وتحكموا عليها  هكذا بمعاييركم، ففي هذا الجزء من العالم، في هذا البلد الذي أعيش فيه، ومنه جئت ، مازالت هناك حاجة الى التربية والتعليم، وأمامنا ..سكة طويلة.. في فيلم آخر من ضمن أفلامي التي تعجبني، ناقشت مشكلة المرور. الفيلم بعنوان ” بالترتيب ومن دون ترتيب، بنظام أو بفوضى ” حاولت أن أشرح فيه لماذا يجب أن ينتبه المرء، ولايحاول عندما تكون إشارة المرور حمراء أن يتجاوزها بسيارته، وتكون لة الأولوية في المرور..فصورت لقطتين للسيارات التي تستعد للدخول الى نفق للسيارات، ووضعت كرونومترا لأحسبها.في اللقطة الأولى، عنما تصبح إشارة المرور خضراء يدير الجميع مفاتيح محركات سياراتهم في نفس الوقت ، وخلال دقيقة  وبسبب الفوضى ورغبة كل سائق سيارة في أن تكون له الأولوية تدخل 16 سيارة فقط النفق.في اللقطة الثانية عندما يعمل كل سائق سيارة حسابا لجاره تستطيع 80 سيارة – بسبب المرور بنظام – أن تدخل النفق خلال دقيقة..في فيلم آخر بعنوان ” البذلة “- حلة جديدة –  ناقشت مشكلة الحاح ورغبة بعض الأطفار الصغار في أن تكون لهم بذلة  أو حلة جديدة لحضور احتفالات الزواج والأعياد ..

    –         هل الأطفال  الذين يمثلون في أفلامك لديهم خبرات سينمائية ؟ ليس لديهم أغلب الوقت أية خبرات سينمائية، ولا حتي خبرات في المشاهدة كمتفرجين . مثلا الأطفال الصغار في فيلم ” أين بيت صديقي ” ، لم يشاهدوا في حياتهم إلا فيلما واحدا  لشارلي شابلن، و قد شاهدوه فقط عندما سافروا الى المدينة لأول مرة في حياتهم، وحيث انه لاتوجد تليفزيونات في قراهم فانهم  لم يشاهدوا شيئا آخر، وقد مثلوا في الفيلم بشكل طبيعي جدا لأنهم لم يتأثروا بالأعمال التليفزيونية الرديئة التي تعرض على الشاشة الصغيرة ..

    –         كيف تعد هؤلاء الأطفال للتمثيل قبل التصوير ؟ هل تحكي لهم مثلا قصة الفيلم ؟ هل تجري معهم “بروفات” قبل  تصوير مشاهد الفيلم..؟ لا احكي لهم ابدا قصة الفيلم كلها . أحكي قصة  جديدة للأطفال لكل لقطة . هناك لحظة في فيلم ” أين بيت صديقي ؟ ” يتذكر فيها الطفل انه أخذ عن طريق الخطأ كتابا لزميله وليس كتابه هو . لم أقل للطفل بطل الفيلم الآن اقعد وفكر ما العمل . كلا . قلت له لقد بدا لي انك شاطر في الحساب . حسنا ساعطيك كم مسألة حساب لتجلس وتحلها، فجلس وراح يحاول حل المسائل ورحت أثناء ذلك أصوره. وعندما نراه في الفيلم طبعا نراه يفكر مستغرقا في  أمرالكتاب الذي أخذه عن طريق الخطأ .جميع الأطفال الذين مثلوا في أفلامي لم يعرفوا على الإطلاق خلال فترة تصوير الفيلم، أية تفاصيل عن القصة التي يحكيها، والتي كانوا يمثلونها في الفيلم ..

    – هل تتفادي إعادة تصوير اللقطة أكثر من مرة ، لكي يحافظ الاطفال على تلقائيتهم ..براءتها وطزاجتها.؟ افضل لقطة عندي دائما من تمثيل الأطفال هي اول لقطة ، لأنها تمسك بالقدر الأكبر من تلك التلقائية وطبيعية التمثيل عندهم، ولا أجد بعدها ضرورة لإعادة تصوير اللقطة، واحيانا اعيد تصوير اللقطة كنوع من الأمان  فقط ، خوفا من أن يفقد أو يفسد نيجاتيف اللقطة في المعامل . مثلا أم الطفل بطل فيلم ” أين بيت صديقي ؟ ” وتدعى مدام أواري لم تكن تفهم ابدا لماذا يتحتم علينا أن نعيد تصوير لقطة ما  حتى أن مساعدي في التصوير كان يطلق عليها مدام اليزابث أواري، لأن الممثلة الأمريكية النجمة اليزابيث تايلور كانت تطلب دوما تصوير اللقطة مرة ثانية أثناء تصوير أفلامها.عندما  كانت مدام اليزابيث اواري تغسل قميصا ثم تعلقه على الحبل ونطلب منها إعادة تصوير اللقطة كانت تقول لنا أن القميص قد صار نظيفا الآن على الحبل ، فكنت أطلب من مساعدي إسقاطه على الأرض ليتسخ من جديد من دون علمها ثم نطلب منها من جديد أن تغسل القميص، فتقبل  ذلك عن طواعية ،فنروح نصور معها اللقطة مرة ثانية من جديد. كانت هذه هي الطريقة الوحيدة التي  تجعلنا ننجح في  إقناعها بإعادة تصوير اللقطة..

    –         معنى ذلك أنك تعتبر  أن العمل في مونتاج الفيلم يبدأ من عند تصوير مشاهده، يبدأ في الكاميرا ؟ اجل، هذه هي طريقتي في العمل. أنا اختار عدسات التصوير بمايتواءم مع قدرات الممثل . عندما  يتحرك الممثل كثيرا استخدم عدسات من نوع LOMGUES FOCALES العدسة المغيرة للمقاسات، بعض المخرجين يطلب من الممثل أن  يقترب أو يبتعد أو أن يتحرك الى اتجاه ما ثم يقف ويقول النص. وأنا لا أستطيع ذلك مع الممثلين في أفلامي لأنهم لن يفهموا ذلك. لماذا أطلب منهم أن يتحركوا هكذا . لكن بإستخدام هذا النوع من العدسات يستطيع الممثل أن يتحرك كيفما شاء براحته ونحن نتعقبه ونسجل الصوت في نفس الوقت. ان هذا يشبه لعبة الجولف حيث تضرب كرة الجولف أولا ثم تروح  في مابعد تركض خلفها وأنت تأمل أن تسقط في الحفرة التي قصدتها.سألني أحدهم مرة : كيف تختار أهدافك في أفلامك ؟ فأجبته اختار أهداف أفلامي بإتجاه العدالة.. بما يحقق العدل.. مثلا تلك الفتاة التي حضرت وهى تحمل لنا بعض المشاريب في الشرفة منذ قليل، لو أردت أن اصورها لاستخدمت عدسة 35 مم، ولو أردت أن ادعوها على كأس قهوة معي لصورتها بعدسة 50، ولو اأردت أن اقترب منها أكثر وأكثر، لاستخدمت عدسات تصوير من عند عدسة 85 وحتى عدسة 90  .هذا هو العدل..

    –          كيف انتقلت من صنع الأفلام التسجيلية القصيرة الى اخراج أولى أفلامك الروائية الطويلة مثل فيلم ” مسافر ” وفيلم ” تقرير ” ، هل تشعر بأن الأفلام القصيرة مثلا تعوق عن الإنطلاق ؟ في البداية لم يخطر على بالي عمل أفلام روائية طويلة، وذات يوم شجعني البروفيسور التشيكي بروسيل، وكان تعود زيارة طهران،على عمل هذا النوع من الأفلام. فاعترفت له بأني أخاف. قال ان عمل أفلام روائية طويلة ليس مشكلة، وأن المسألة تتعلق فقط  بتجميع عددا أكبر من المشاهد،واضافتها الى الفيلم. وهكذا وجدتني عام 1975 أعثر على موضوع  مناسب لاخراج فيلم روائي طويل ،واخرجت فيلم ” المسافر ” ثم فيلم ” التقرير “..  فيلم ” التقرير ” يحكي عن تجربة شخصية عشتها. يحكي الفيلم عن نزاع بين رجل وزوجته وعن المشاكل التي يتعرض لها بسبب ذلك النزاع في عمله . جمعت في الفيلم – حسب متطلبات الفيلم الروائي- جمعت بين مشاكل عائلتين،كنت تعرفت على حياتهما من قبل، لكني حرصت على اختيار ممثلين غير محترفين للفيلم. . ولذاحقق الفيلم نجاحا كبيرا. وكنت اخترت أن يكون إسم الفيلم ” التقرير ” لأنه  يقدم تقريرا عن الحياة في طهران، خلال تلك السنوات التي سبقت قيام الثورة الاسلامية، ويحكي عن تلك الضغوطات الغريبة التي كان أهل طهران يعيشونها ومشاكلهم المالية والعمل الأسود- العمل السري غير المعلن – الذي كان يمارس أنذاك في الخفاء.

    –          فيلمك الروائي الثالث بعنوان ” تلاميذ الفصول الابتدائية ” تأخرت كثيرا في إخراجه. كونك لم تخرجه إلا عام 1985 ، أي بعد مرور 9 سنوات على نجاح فيلم ” التقرير “. ماسبب ذلك ؟  السبب هو أنه لم يخطر ابدا على بالي أن أستمر دوما في اخراج الأفلام، أو أن  يكون لي فيلما جديدا كل سنة . كان اخراج الأفلام عندي يخضع لأمرين: لحال بلدي إيران وأحواله، ولظروفي الخاصة والأوضاع التي أعيشها. وخلال تلك السنوات التسع التي لم أنجز فيها أي فيلم، قامت الثورة الإسلامية في إيران، وعمليا لم يقم أحد وقتذاك بإخراج أي فيلم..  الفيلم الذي تحكي عنه هو فيلم تسجيلي يعرض لحياة أطفال المدارس الابتدائية الصغار – في سن السادسة –في إيران، ويشتمل على خيط درامي سردي، يظل ممتدا من أول الى آخر لقطة في الفيلم، ويضم الفيلم كذلك مجموعة من الحوارت والريبورتاجات من داخل المدرسة الابتدائية التي عرضنا لها ..

    -ما هو نوع الأفلام التسجيلية التي تنجزها باستخدام كاميرات بعينها، والتصوير بكاميرات خفيفة ، وميكروفونات،  وأجهزة تسجيل صوت، خفية ؟ أثبتت تجاربي في العمل مع الأطفال، أنهم بعد التعود على رؤية الكاميرا،يتصرفون ويمثلون بشكل طبيعي، ولذا نحرص على أن نضع الكاميرا في الفصول ومنذ أول يوم في بداية العام الدراسي، وهكذا عندما يصل التلاميذ الى أول فصل ابتدائي دراسي في حياتهم، يجدون سبورة سوداء ومكتبا للمدرس وعدة مقاعد وكاميرا، فيعتبرون الكاميرا جزءا أساسيا من مكونات وأثاث الفصل، وقد تعودنا على أن لا نمنعهم من لمس الكاميرا أو التطلع من خلال منظارها  حتى لاتصير شيئا مهما يجذبهم اليها، ولاشك اك لاحظت أن الأطفال في فيلم ” أين بيت صديقي ؟ ”  مثلا ينظرون الكاميرا، لكنهم لايثبتون انظارهم عليها ، وسرعان ماينشغلوا بالنظر الى شييء آخر، بعدما  تعودوا أن يكون المصور خلف الكاميرا ، كما هو المدرس أمام السبورة ، كما هم  ذاتهم على مقاعد الدرس، وهذا هو- في تصورهم – الوضع الطبيعي في الفصل .. ولو كانت اللحظة التي يعيشها الناس أمام الكاميرا من أهم اللحظات في حياتهم ، فان الأمر ينتهي بهم الى نسيانها تماما . تستطيع ان تضع عشرات الكاميرات أمام الاشخاص الذين يقفون في طابور أمام قنصلية ما للحصول على تأشيرة دخول – فيزا – وثق انهم لن يرونها بالمرة.. كما لايرى الكاميرا مصارعان في حلبة وقد اشتبكا في مباراة ..

    –         كيف تنظر الى ”  دور ” المونتاج في أفلامك التسجيلية ؟ بداية يجب أن تعرف اننا في إيران لانعمل 8 ساعات في اليوم. عندما نشتغل على مونتاج – تقطيع وتركيب – فيلم ما ، فاننا نشتغل أمام طاولة المونتاج 24 ساعة في اليوم، و7 أيام في الإسبوع ، ولانتوقف عن العمل إلا عند الإنتهاء من مونتاج الفيلم ، ولذا ننجز مونتاج الأفلام في وقت قصير نسبيا.. وكانت مشكلة فيلم ” تلاميذ المدرسة الابتدائية ” انني صورته من دون استخدام  لوحة الأرقام-  اللوحة التي يقرعها عامل الكلاكيت بعد ترديد رقم اللقطة ثم الخروج  من مجال الصورة سريعا – حتى لايفقد الأطفال في الفصل قدرتهم على التركيز، فكانت النتيجة ان استغرقنا وقتا طويلا في عمل  ” التزامن ”  بين فلم الصوت وفلم الصورة،  بسبب اللبس الاضطراب الذي وقع، نتيجة العمل مع هواة في التمثيل من الأطفال..لكن الشيء الايجابي- من ناحية ثانية – أنهم هواة صحيح، عندما يمثلون يمثلون بجد ..!.

    –          هل هناك ” فريق عمل ” يشتغل معك بشكل منتظم ؟ أنا أشتغل دوما مع نفس الفريق من المساعدين والمتعاونين لأنهم  تعودوا على وعرفوا طريقتي في العمل. لا أريد  مدير تصوير يقترح علي دائما أبسط الحلول لتصوير لقطة ما ..

    –         كيف حققت فيلمك التالي، فيلم ” أين بيت صديقي ؟ ..  قصة الفيلم مستوحاة من مصدرين : من قصة كتبها مدرس ، وحادث تعرض له إبني  وهو في سن بطل الفيلم . كان أحد اصدقائي استقبلناه للغداء عندي في البيت وأحتاج أن يدخن فأرسلت ابني لشراء سجائر له، فخرج ابني وغاب لفترة طويلة، واكتشفنا انه دار في مسافة 6 كيلومترات في ليل طهران، بحثا عن سجائر، وكان قد قرر أن لايعود إلا بعد أن يكون اشترى السجائر لضيفنا، وجعلنا ننتظرعودته، ونحن على أحر من الجمر. . هذا الإحساس بالمسئوليةهو الذي جعلني أفكر في عمل  هذا الفيلم  وهو أيضا موضوع الفيلم،أما القصة التي كتبها المدرس فهي عن فتاة قامت بعمل واجب زميلها المدرسي..

    –         وأين صورت الفيلم ؟ صورته في قرية مازانداران التي تقع على بعد 400 كيلومترا من طهران بالقرب من بحر قزوين الذي كان مركزا لسلسلة من الزلازل التي وقعت في المنطقة. معظم أفلامي تدور أحداثها خارج العاصمة طهران ولايقتصر الأمر من بين المخرجين الايرانيين علي وحدي. نحن نصور افلامنا خارج طهران أغلب الوقت لأنه يمنحنا الفرصة للهروب من التلوث وزحام المواصلات واختناقات حركة المرور والعلاقات السيئة مع أهلها وكلها أشياء تتميز بها العاصمة طهران..كما أن التصوير خارج العاصمة يتيح لنا فرصة الجمع بين العمل والاجازة، وقد اخترت تلك القرية التي صورنا فيها الفيلم بالذات لأنها تقع في عمق  أحد الأودية ولذا لا يصلها البث التلفزيوني، كما أن اللهجة التي يتحدث بها سكان القرية  يسهل على معظم الايرانيين فهمها ..

    –         كيف عثرت على هذا الطفل الذي يحتل الشاشة طوال مدة عرض الفيلم تقريبا..  كان يلزم أن تظهر شخصية الطفل في الفيلم مهمومة وقلقة طوال الوقت، وأن ينعكس ذلك القلق في نظراتها، واتذكر أنه أثناء الاستعاد لتصوير الفيلم اني شاهدت بعض الأشخاص في القرية يحملون نعشا في ما يشبه فاترينة، وكانوا في طريقهم لوضعها  على مقبرة. كان النعش ثقيلا جدا ، وكانوا يحاولون وقد استجمعوا كل قواهم وضع ذلك العبء الثقيل  على الأرض. وكان هناك  حولهم جمع من الأطفال يلعبون ولا يهتمون أو يعبأون بما يحدث في ماعدا طفل واحد فقط ظهرت فجأة على وجهه مشاعر القلق، فوجدت أن هذا الطفل هو بالضبط الطفل الذي أبحث عنه واحتاجه ليضطلع ببطولة الفيلم ..

    –         في فيلمك التالي ” واجب المساء ” عدت من جديد الى  الأفلام التسجيلية . لماذا ؟ هذا الفيلم يعالج أيضا مشكلة شخصية، فقد كنت إنفصلت عن زوجتي وأعيش مع إبناي منذ عدة سنوات . وكان علي أن اقوم بخدمتهما في المنزل واساعدهما في دروسهما، لكن كان هذا الأمر تزداد صعوبته علي يوما بعد آخر بسبب المناهج الدراسية الجديدة التي تم اعتمادها حديثا في المدارس، وبخاصة في علم الرياضيات .. كنت أعود الى البيت تعبا منهكا، ولا استطيع أن استجيب لطلباتهما ، وكنت أحيانا أضربهما، وأريد أن أعرف كيف يتصرف الآباء حيال تلك المشكلة الصعبة وشرعت بالفعل في عمل تحقيق بالكاميرا عن الواجبات المنزلية .. في  البداية نرى الأطفال في طريقهم الى المدرسة ويقترب أحدهم مني ويسالني لماذا أصور هذا الفيلم . ثم اني أكشف بعد ذلك من خلال المشاهد التالية عن الاطفال وهم يذاكرون في بيوتهم وعلاقتهم بأهاليهم وكيف يحاول الأهالي مساعدتهم في واجباتهم، واعتقد ان هذا الفيلم يعد شهادة مأسوية مريرة على فشل البيت الايراني في مساعدة الابناء في دراستهم..  ولأن الآباء لم يتلقوا دروسا أو تعليما يساعدهم في تلك المهمة ، كما أن عدد التلاميذ في ارتفاع مستمر بينما ينخفض عدد المعلمين ولاتوجد أماكن بقدر كاف، كما أن المدرسين لايجدون وقتا للاهتمام بالتلاميذ كما ينبغي وهكذا يقع جزء من مهمة المعلمين على عاتق الآباء من غير المؤهلين لمساعدة ابنائهم في دراستهم. ولذا تجد آلاف المشاكل التي يعاني منها الكبار عبر ذلك الحاجز الذي يفصل بين معسكرين: معسكر المعلمين ومعسكر الآباء . والنتيجة أن الأطفال هم الذين يقعون ضحية لقسوة الكبار ، وهم الذين يعاقبون في المعسكرين معسكر المدرسة ومعسكر البيت، وكل كبير هنا يتنصل من مسئوليته ومشاكله ويضعها على ظهر الأطفال، وقد اتبعت في اخراج هذا الفيلم نفس المنهج والأسلوب الذي اتبعته في فيلم ” تلاميذ المدراس الابتدائية “، ولذلك  تجد أن الأطفال يمثلون براحتهم أمام الكاميرا وهم يشعرون بعزة وكرامة ويتكلمون بصدق وصراحة ولايفشون ابدا أسرار عائلاتهم، والدليل على ذلك اني شجعت ابني على أن يعترف مثلا في الفيلم بأني ضربته، لكنه رفض ولم يرغب مطلقا في أن إفشاء سرعائلي كهذا ..

    –         فيلمك الطويل التالي ” كلوز آب ” يجمع بين الفيلم الوثائقي والفيلم الروائي، ويقدم مزيجا من النوعين .. عندما انتهيت من فيلم  ” واجب المساء ” كنت على وشك إخراج فيلم بعنوان ” مصروف الجيب ” عن موضوع يخص الأطفال أيضا،وتقع أحداث الفيلم في نفس المدرسة التي صورت فيها ” واجب المساء “. بعد قيام الثورة الإسلامية صارت المدراس تستقبل تلاميذ من كافة الطبقات الاجتماعية المختلفة، واصبحنا نجد ان مصروف جيب تلميذ ما في إسبوع يمكن ان يكون مصروف جيب تلميذ آخر في سنة كاملة وفكرت ان هذا الأمر يصلح لأن يكون موضوعا لفيلم مثير للاهتمام ..وكنت على وشك البدء في تصوي هذا الفيلم حين قرأت في باب الحوادث  في جريدة عن تلك الحادثة التي أصبحت موضوعا لفيلم ” كلوز آب ” وقد كان الكاتب الكولومبي الكبير جابرييل جارثيا ماركيز على حق حين قال أن العمل هو الذي يختار الكاتب وليس الكانب هو الذي يختار العمل، فاتصلت بمنتج فيلم ” مصروف الجيب على الفور ” وحدثته عن رغبتي في تغيير موضوع الفيلم وعن تلك الحادثة التي استحوذت على كل كياني وكانت تقع في نفس اللحظة ومستمرة ولم تنتهي بعد، ولذا يجب أن نشرع فورا في التصوير اثناء وقوعها وليس بعد، ولانتأخر .. ثم ذهبت واخذت طاقم العمل في الفيلم  من المدرسة التي كنا نصور فيها فيلم ” واجب المساء ” وتوجهنا الى السجن  وصورت  هذا المشهد  الأول الذي يصور اللقاء مع المتهم في السجن بكاميرا خفية، وكانت مشاهد المحاكمة أيضل تسجيلية، لكني غيرت فيها بعض الأشياء للاقتراب أكثر من شخصية المتهم،فقد كانت لديه أشياء لايمكن أن تقال ولم تذكر أثناء المحاكمة، لذلك كان علي استخراج هذه الأشياء من داخله لكي تقال وتصاغ في كلمات، وأن  تسجل أيضا في مشاهد ،على شكل أقوال للمتهم ثم يتم ضمها لمشاهد المحاكمة في الفيلم .. احيانا قد يدعو الوصول الى الحقيقة خيانة الواقع، وكنت تحدثت بشأن هذا الأمر مع المتهم والقاضي أثناء فترة الاستراحة من المحاكمة وشرحت لهما قصدي، ولذا استغرقت تلك المحاكمة ست ساعات بدلا من ساعة فقط كالمعتاد .. –         ألم تجد صعوبة في أن توافق مؤسسة القضاء المختصة في إيران على التعاون معك لإنجاز الفيلم ؟ .. لقد حدث وقتذاك شييء إيجابي للغاية في إيران الا وهو اكتشاف السينما. اكتشاف السينما بواسطة من كانوا يجهلون دورها ويتجاهلونها، ويهملونها ولا يحبونها أو يترددون على  قاعاتها.كانت السينما في الماضي ممنوعة بإسم الدين، واليوم يبدو الأمر كما لو أن السينما تعود الى أصلها ونشأتها وجذورها الأولى. ولذا عندما قلنا وقتها  اننا سنصور فيلما يحكي عن السينما، وجدنا لدى المسئولين بما في ذلك الجهات القضائية آذانا صاغية. وصرحوا لنا بأن نصور أينما شئنا .واتذكر انني كنت اتناقش مع القاضي الذي يظهر في الفيلم اثناء المحاكمة في تقنيات اللقطة القريبة واللقطة البعيدة واللقطة الكلوز آب المكبرة وكان يبدو واعيا ومتفهما لمصطلحات اللغة السينمائية أثناء مداخلاته ..

    –         ما الذي جذبك في شخصية المتهم سابزيان الذي إنتحل شخصية المخرج السينمائي الإيراني محسن مخملباف ؟ اتذكر انه قال بعد القبض عليه : ”  أنا مثل قطعة من اللحم خذوني الى الجزار واطلبو منه أن يصنعه منها ماشئتم “..وقد خيل الي انه يتحدث الي ..ويخاطبني بكلامه كما لو كنت الجمهور ويجب أن أصنع شيئا ما. وقد اكتشفت انه لم يكن مجرما ، وأردت بالفعل أن أعرف من يكون ، وعرفت انه عاطل عن الأمل ومفلس ويائس، واردت الاقتراب منه والتعرف أكثر على شخصيته.و هكذا كنت مع كل يوم اثناء التصوير اقترب منه أكثر واتعرف على ملامح جديدة في شخصيته،وفهمت اثنار سير المحاكمة انه كذب بالفعل على أفراد الأسرة ، لكني أدركت أيضا انه كانت لدي تلك الإسرة الرغبة في أن يكذب عليها. وهي مسألة قد تدعونا الى استنباط النتيجة التالية: أن الحاكم الديكتاتور لايريد فقط أن يمارس سلطته على الناس،  بل أن الناس أحيانا يريدون أن يستعبدهم الديكتاتور ويمارس عليهم سلطته. وقد  توصلت ايضا الى ملاحظة مهمة في بحثي عن العلاقة بين الواقع والحقيقة في الفيلم التي تحثت عنها آنفا، فعندما توجهت الى بيت العائلة الثرية لاعادة تمثيل واقعة القبض على سابزيان ، قال لابن العائلة انه لم يكذب عليهم حين ذكر أنه سيعود الى البيت مع  فريق تصوير وهذ ما حدث الفعل . وقد تأثرت بذلك الأمر جدا، فقد كان يكذب عليهم، لكنها كانت الحقيقة في نفس الوقت، حيث وصلت  مع فريق تصوير سينمائي بالفعل بعد اربعين يوما من تعرفه على العائلة،وحضرت مع الكاميرات ومعدات الاضاءة وافراد طاقم العمل في الفيلم وكنا بالفعل في خدمته، وكان هذا أيضا، ليس فيلمنا، بل فيلمه .. مع سابزيان عرفت بالفعل مدى سلطة الحب ، فعندما يحب المرء شيئا ما كما أحب سابزيان السينما – يمنحه  الحب شجاعة  خرافية وقدرات لاتصدق ،  ويؤكد الفيلم أيضا على حقائق اخرى من ضمنها أن أكثر ما يحتاجه المرء بعد الاكسجين الذي نتنفسه هو الكرامة واحترام الناس له .. هذا الانسان الذي كان يعرف انه يمكن القبض علي بنسبة 80 في المائة،  لم يلجأ الى الفرار، بل واجه أمر اعتقاله بشجاعة محافظا على كرامته، وسلم نفسه عند حضور الشرطة ..

    –         هل أنت صديق المخرج مخملباف الذي إنتحل سابزيان شخصيته . كلا ، لقد التقيته للمرة الأولي بمناسبة تصوير الفيلم، وطلبت منه أن يلعب دوره الحقيقي في الفيلم فوافق ، وعندما خرج سابزيان من السجن صورنا المشهد بكاميرا خفية ، ولم يكن سابزيان  يعلم انه سيجد عند الافراج عنه و خروجه من السجن سيجد مخملباف أمامه ..

    –         هل لك علاقة ببعض المخرجين السينمائيين الايرانيين ؟ أنا بطبعي أحب الوحدة والفردية وأميل الى حياة العزلة، لكن هذا لايعني اني لا أرغب في  الاتصال بزملائي من السينمائيين الذين تربطني بهم صداقة، وتجدني أسعد بوجودهم عندما التقيهم في مناسبة ما أو سهرة، و اعتقد بأن الفنان هو انسان  منفرد وحيد، كما تجدني لا احب المشاركة في الحياة الاجتماعية  بسبب مشاكل عائلية خاصة جدا ..

    –          ماذا عن مشروع فيلمك القادم .. ؟ شاهدت بعد وقوع زلزال ان الخريطة التي تظهر للمكان في التلفزيون هي خريطة للمكان الذي صورت فيه فيلمي ” أين بيت صديقي ”  وكانت القرية التي صورت فيها الفيلم تقع على سطح مركز بؤرة الزلزال  الذي راح ضحيته أكثر من 90 في المائة من أهالي القرية، فقررت أن أسافر الى هناك للاطمئنان على الأطفال الذين صورتهم في الفيلم ، وكانت كل الطرق مسدودة  للوصول الى القرية التي وصلتها بصعوبة ، وكان لدي الاحساس في اليوم الذي وصلت فيه بأن القرية قد دمرت عن آخرها وصارت اطلالا ولم ينجو أحد من أهلها ،، وشعرت بالحزن العميق لكن حدثت أشياء غريبة في نفس الوقت فقد وجدت اناسا يغسلون ملاءات وسجاجيد  ويضعونها على الأشجار كي تجف، وشعرت  بغريزة حب البقاء تتسامق  وبشكل رائع فوق الانقاض. كان هناك عجوز تحاول وحدها أن تسحب سجادة من تحت أربعة أمتار من تراب الأنقاض، وعندما قلت لها ان احدا لايستطيع أن يساعدها قالت أن زوجها وابنها دفنا تحت الانقاض ، ثم اني توجهت للبحث عن فريق انقاذ لمساعدتها ، ولما عدت وجدتها قد اشعلت نارا وشرعت تعد لي  كوبا من الشاي، ، ولما أدرت النظر في أنحاء المكان كان هناك  تفاصيل تدل على الرغبة في الحياة ومقاومة الفناء والموت ،  واردت أن اصنع فيلما روائيا يحكي عن هذا: أن الرغبة في الحياة أقوى من الخوف والموت ، ووأن يكون الزلزال هو القاعدة التي يتأسس عليها أساس الفيلم ، وفي نهاية الفيلم نرى أشار الزيتون والنهر الذي تجري مياهه، والجبال  وغروب الشمس والاهالي الذين  رفضوا أن يستلسموا ..

    –         هل واجهت مشاكل خاصة مع الرقابة  اثناء فترة الثورة الاسلامية  ؟ اعتقد انه يجب ان نضع الرقابة في الاعتبار وأن نقبل بها  . نحن ننتمي الى طبقة المثقفين ويجب أن يكون لدينا علما بنوع الحكومة التي تحكمنا ونوع الجمهور الذي نعمل له، ولا يمكن أن تقارن مايحدث في بلدنا بما يحدث في بلدك . نحن في الشرق الأوسط في العالم الثالث ، وربما صرنا الى نفس الظروف التي تعيشونها الآن بعد  خمسمائة عام. نحن نريد أن نتقدم خطوة خطوة،  ومن العبث أن يفكر المرء في أنه يستطيع أن يغير العالم بفيلم ، ومن العبث ايضا أن يصنع المرء فيلما وهو يعلم مسبقا بان الرقابة سوف ترفضه وتمنع عرضه. يجب ان يعمل الفنان في حدود المساحة التي يسمح بها له مجتمعه.ان الفيلم الذي يمنع من العرض هو فيلم لا وجود له وكأنه لم يصنع . ولذا يجب أن يعرف المرء مدي وحدود سلطة الحكومة، ولهذا تجدني اؤمن بالافلام البسيطة التي أصنع، لأني اعرف انها  تعمل شيئا فشيئا على خلق مستقبل أفضل في هذا الوطن ..

    أجرى الحوار : ميشال سيمان

    ترجمه عن الفرنسية : صلاح هاشم –

    – عن جريدة ” القاهرة ” العدد الصادر يوم الثلاثاء الموافق 26 يوليو 2016 Publié par سينما ايزيس في باريس à l’adresse

    Cheap Offers: http://bit.ly/gadgets_cheap

     

  • قرنان من النهضة ويستكثرون علينا اليوم حتى الوجود.. بقلم الدكتور يوسف بن الغياثية – مشاركة يونس العلوي

    قرنان من النهضة ويستكثرون علينا اليوم حتى الوجود.. بقلم الدكتور يوسف بن الغياثية – مشاركة يونس العلوي

    منذ الاجتياح الفرنسي لمصر في عهــد بونابرتَ، والعالم الإسلامي والعربي يزدادان تشتتا وترسيما لمفهوم جديد ساد وهو “الدولة الوطنية” [Nation State]؛ هذا على مستوى الخارج، ومستوى الموضوع، أما على مستوى الداخل، ومستوى الذات، واجه خطط الاستبداد والعسكرة، متأهبةً لنفْي المخالفين، ومسارعة إلى الدماء، وإزهاق الأنفس ماديا ومعنويا. وتبدو هاته الخلاصة للوهلة الأولى وكأنها حُكْــمُ قيمة، أو تحيزا ضد الجهود التي تُبْذَل طيلة التاريخ الحديث على الأقـل، في استنهاض الهمم، وإيقاظ الفِكَـر، وتجاوز الواقع السيء المبني على تاريخ سحيق هاته الممارسات، وغيرها، غير أن القصد لدينا هو الانكفاء على نقد ذاتي فعّـال ينهض بهِمم عالية متوفرة، وينبه إلى أخطاء الماضي والحاضر، ويستعجل المساءلة من أجل المصالحة الفورية، والتعالي إلى إنسانية فكرا وممارسة، نابعيْن من إعادة حضورنا بصفتنا أُمَّة، أو أمة أمم، لا ضير، تتطلع إلى أن تكون مزيدا في العالم، ومساهمة في تطوير القيم الأخلاق، بدلا من المرابطة على ثغر الإرهاب، والتدمير، ولوم بقية الإنسانية على كونها تتآمر على هاته القطعة الجغرافية، وإنسانِها.

    نقف اليوم بصفتنا أفرادا متفرقين من هذا الكمّ الهائل من الناس الذين وضعهم القدر في منطقة ملتهبة، واجهت التحرشاتِ الصليبيةَ، وقاومت الاحتلالَ بأنواعه، وصارعت من أجل تحديات الاستقلال، وتصفية الاستعمار، وانقسمت بين أُمم الحرب الباردة، وخدمت أمّة الشرق تارة، ورعت مصالح أمّة الغرب تارة أخرى؛ ولكنها لم تستفد شيئا من هاته الرعاية، إذ من توسل غطاء الآخرين بقي بغير كساء.

    إلا أن الذي لم يفارق منطقتنا كان متلازمة واحدة، وهي الاستبداد، وقهر أبناء البلد، والتآمر على أبناء المنطقة على أن عرض هذه الأزمة الذاتية والبنيوية بقيَ ولم يتغير ونعني به “إسرائيل”، التي تشكل حقا أزمة ضمير إنساني عالمي مزمنة بامتياز. غير أن الذي يمكن ملاحظته هم ما يصرفه هذا الكيان على الطفل إلى أن يتخرج من الجامعة يضاعف بسنوات ضوئية ما تصْرفه “خير أمة أخرجت للناس” على إنسانها، مما يجعل أي مواجهة لهذا الكيان العنصري خاسرةً قبل دخولها، لأن المسألة لا تتعلق بمقاومة مادية وعسكرية، وحسب، بل هي مواجهة بين إنسان صالح، وآخر أينما توجهه لا يأت بخير، وهو كَلّ على عدوه، فهو يطعمه، ويسقيه، ويكسيه، ويسلحه، لمواجهته، إلى غير ذلك من سخريات القضاء ومآسي القدر التي تدفعنا إلى وجوب إعادة النظر في القضية برمتها، ونقد الذات دون خوف أو وجل، ولا أي عقد نقص، سواء أمام أصدقاء الأمة الذين يقلون يوما عن يوم بسبب بعدهم الإنساني عنها، أو أمام أعدائها المفترضين، أو أولئك الدائمين، أو الموقتين لسبب علينا رفعُه، أو لسبب سيرفعه الزمن، وتحسن الظروف المحيطة.

    لقد ضحت منطقتنا بأهلها قبل أن يُضحيَ بهم شركاؤها المتشاكسون، لأنها ضحت بالتعليم والعناية الصحية، ونبذت العدل القضائي المستقل، واتخذت من الاحتكار الاقتصادي عقيدةً وديناً، وردمت الأخلاق في هُوّة سحيقة، وقبحت الجمالَ وعادت الفنونَ عداءً عقديا حتى تصحّر ذوقُ أبنائها وتاهوا، وضلت الرحمة قلوبَهم، فأصبحوا كأنهم بهائم تهيم في الأرض، وهي تظن أن الدينَ يقودها، وأن الشريعةَ الصحيحةَ رائدتُها. وفي هذا الباب، إذا نحن لم نواجه ديننا، وإيمانَنا بقوة، فلا ينبغي انتظار رسوما كرتونية جديدة، أو أفلاما.

    أما من بقيَ من هذا الكيان؛ وخصوصا بلدان المغرب،(بلدان الغرب الإسلامي في التسمية القديمة) فهي تتلمّس طريقا غير السلامة، لأن أعراضَها هي أعراض البلاد الضعيفة؛ حيث تجدها مُمْعِنـةً في إعلاء الحَجَــر على البَشر، وترفع معدَّل نمو المباني دون التفات أو اكْتِـراثٍ لبنيها، وتستعرُّ من لسانها العربي المبين (الفصحى وليس اللغة العامية)، فهما على طرفي نقيض، وشتان بين لسان قوي بذاته، وآخر لغو لا قرار له، يتغير بتغير الطوارئ، كما أنها تستعير لسانا آخر فتتيه مقاصدها، ويا ليتها استعارت لسان العصر، وسايرت تقدمها العلمي، وقوّت من الترجمة وأنفقت عليها حتى تستطيع أن تبلغ الإشعاع اللازم، والاستقلال بآدابها وتراثها الفني والعلمي، في تصالح مع الحداثة المتأصلة من الذات، والنابعة من حاجاتها النفسية ومشاغلها الحقيقية، وليس تلك التي تقوم باستيراد الأسئلة واستيراد أجوبتها، وفي المحصلة لا نجد أن مشاكلها عولِجَت بالقدر الكافي وهي على مثل هذه الحال أزيد من قرن.

    وعليه، فإن استمرار الحال كذلك بات خطرا على البيئة الإنسانية، ولذا، ومع هذا العُسْـــر، وهذه العُسْــرة، وعِظَـــمِ العيْلة (الحاجة ماسة التطرف) ينبغي لرواد أمتنا المعاصرين أن يأخذوا زمام المبادرة، وأن يتحملوا مسؤولياتهم التاريخية، وأن يسترخصوا المصالح العاجلة لدرء المفاسد الآجلة، وهي غروب كيانات الأمة الغائبة. فقد رأى من له قلب، وأحس أن شهادتَه على العصر أن الغرب، الذي حافظ كثير من نخبنا سياسيين ومثقفين واقتصاديين، ورجال أعمال، وعمال، لم يشفع لهم ذلك عنده، أن يبقيَنا موجودين، ولو كنا بدون حضور؛ أبى إلا أن يُجْهِز على كياناتنا ويشتتنا أيدي سبإ، لأن وجودَنا بات مشكلة في حد ذاته، وبات يشكل خطراً عليه، بعد أن استيقظ منا من استيقظ، وأعانه على هذا كثيرون من بني جلدتنا، ممن ارتموا في أحضان بريقه الخادع، ودعاواه، ومنها ما يوظف ضدنا من أيديولوجيا حقوق الإنسان، وحقوق المرأة، والحقوق الاقتصادية والاجتماعية التي لا يريد لأحد أن ينافسه فيها ولا أن يكون لأحدنا من استقلال وتفكير غير غربي. والمعنى أنه لم يعد جائزا في العالم أن تفكر خارج الدائرة الغربية، لذلك عواقب سيئة جدا، أن تفكر باستقلال عن الجاري به العمل، ولا أن تخرج عن دائرة التفكير الغربية.

    لكن، لا نود أن يُفْهًــمَ من مقالنا هذا أننا نعلِن حربا على جهة، لا أننا نقبل بالموجود، وإنما هدفنا أن نعلن الحرب على الخمول والكسل، والاستبداد والاحتكار، وليعلم كل فرد من هذه الأمة الموجودة ماديا والغائبة تأثيرا في محيطها والعالم أن الوقت قد حان لنقف استهلاك أفكار وعقائد عفا عنها الزمن لكونها استحالت مثل غذاء انتهت صلاحيته. لنجعل من كرامة الإنسان، واحترام القانون وعدم الرضا بالاستبداد والاحتكار الاقتصادي دينا واعتبار ما عداه طقوسا خادعة ومخدرة وأفيونا (ليس مثلما قال ماركس)؛ بل ندعو إلى الانتباه إلى أن الدين الذي يقهر أتباعه، ويمنع عنهم العيش كرماء، وأسوياء ومتساوين وأحرارا أحق أن يحارب أكثر من عدو خارجي، لأن هذا الأخير لن يستطيع القضاء على أمتنا مادام أهلها مُكرَّميـن وعلى خُلُق عظيم، وغير مستقوين بالخارج.
    أمتنا، أو ما بقي منها، لا تواجه اليوم خطر التأخر وحسْب، والغياب، فهذا بيّن منذ وقفت إنتاج المعرفة، وإنما تواجه خطر العدم والتلاشي.
    فماذا نحن صانعون؟ من ذا الذي بإمكانه الحياةُ، ويفضل العدم والموت والغياب؟

    المقال من espacemre/ فضاء مغاربة العالم

  • حكاية لهجتنا السورية العامية المحكية .. يحرء حريشا..نفدت بريشا.. – كتابة : Manal Zaffour

    حكاية لهجتنا السورية العامية المحكية .. يحرء حريشا..نفدت بريشا.. – كتابة : Manal Zaffour

    10440256_489112784554690_4176216193407730529_n16559014_1947451872152996_2045398076_n

     

    Manal Zaffour

    حكاية لهجتنا السورية

    العامية المحكية
    يحرء حريشا..نفدت بريشا..
    بتعرفوا يا سوريين انكن بتحكوا لغة عامية عمرها بس 7000
    سنة..وهاللغة.اللهجة العامية المحكية هي خليط من السريانية واﻵرامية و اﻷوغاريتية والكنعانية واﻵشورية..وغيرها من اللغات اللي خلقت بمنطقة سوريا الطبيعية واتطورت مع الزمن وطبعا دخلت عليها العربية بالقرن السادس ق. م (600 سنة ق.م) وطغت على لغة الكتابة و التدوين.لكن لغة التخاطب بقيت هي لهجتكم المحكية بكل تنوعاتها البيئية وموسيقاها الجميلة..
    ومتل ما منعرف كلنا بإنو أول و أقدم أبجدية بتاريخ الحضارة هي اﻷبجدية اﻷوغاريتية (المسمارية) واللي كانت نواة اللغات
    (اللهجات اذا صح التعبير) اللي اتطورت وخلقت بمنطقة سوريا الطبيعية (سوريا سرجون اﻵكادي)..والمسمارية انقسمت كلغة تدوين إلى :مسمارية حورية (بأوروك =اﻷرض المنخفضة= العراق ومناطقها) و مسمارية آكادية (ببرعو شمايو =أرض السما =بلاد الشام ومناطقها) وكانت عبر العصور تتصدر لغة وتسيطر حسب القوة والوضع السياسي واﻹقتصادي والثقافي يالمنطقة وبالتناوب ..فبرزت السومرية والبابلية والعمورية واﻵشورية واﻵكادية و الكنعانية واﻷوغاريتية واﻵرامية والسريانية والفينيقية..والعريية.. (بعرف عم تستنوا اذكر العبرية ..اي مافي لغة عبرية ﻷنها عبارة عن سرقة كاملة من الكنعانية وحروفها سرقة من اﻵرامية)..
    بما انو كانت سوريا الطبيعية (سوريا سرجون) هي مركز  تجمع أقدم حضارات بالتاريخ فطبيعي انو الدول الناشئة والمحيطة بسوريا بهداك الزمن انو تتأثر وتتحين الفرصة لتاخد وتسرق وتنسب الها شو الله يسرلها من هالحضارة بوقت ضعفها متل التراث المادي واللامادي وكل مجالات الحياة وعلى راسها العلوم واللغة اللي هي الحامل ﻹرث وتراث وتاريخ اﻷمة..
    مابدي ادخل باشكالية اللغة العربية (اللي بعشقها متل ما بعشق السريانية واﻵرامية)..بس كونوا واثقين من شي واحد وأكيد وهو انو اللغة العربية هي اﻹبنة المدللة وليدة هاللغات القديمة يعني أصلها وفصلها اجا من هون..رح اذكر أمثلة صغيري عاكلامي: أناجيل العهد القديم وأول نسخة مدونة للقرآن والوحيدة (القرآن غير المنقط ..موجودة بمتحف اللوفر_باريس) كانت مدونة بالسريانية واﻵرامية .وما زال الكتير من الكلمات والمفردات السريانية واﻵرامية موجودة بالقرآن..وللأسف مامنعرف معانيها …
    مثال تاني :سيبويه الفارسي واضع قواعدالعربية ونظم للنحو والصرف لغيرالعرب (بعد دخول الشعوب المتنوعة باﻹسلام) وكل كلمة سرياتية آرامية ما انضبطت مع قواعده اللي حطها لغير العرب سماها أعجمية ووجد أسماء سماها ممنوعة من الصرف ﻷنه ماوجدلها جذور بقواعده ..مع انو هو فارسي وما ممكن يكون أفقه وأفصح باللغة العربية أكتر من أهلها…والحقيقة انو واضع النقاط على الحروف اﻷصلي العربي هو أبو اﻷسود الدؤلي وواضع علم النحو الحقيقي اللي نسيناه واعتمدنا بس عاسيبويه..
    وكانت السريانية واﻵرامية مازالت سائدة بالعصر اﻹسلامي لعهد الدولة اﻷموية .لحد ما أعطى عبدالملك بن مروان اﻷمر بتعريب الدواوين والمخطوطات والكتب وكل مراكز الدولة..وبقييت فقط لغة التخاطب بين الناس..
    فثقافة الهلال الخصيب (الرافدين وبلاد الشام) بعامة…ويلاد الشام بخاصة هي حصيلة امتزاج هالثقافات التاريخية اللي شكلت هويتها الحضارية…
    هاللهجة  المحكية ما انهد حيلها عامدى العصور رغم كل ما اتعرضتلو المنطقة من أزمات وحروب وغزوات وفتوحات واحتلالات ووصايات وحمايات..(وحيلها يعني عزمها وقوتها..حيل=حايلو بالسرياني يعني العزم والقوة)..
    ويحرء حريشا هاللهجة نفدت بريشا..
    (حريش=هي حشرة أم أربع وأربعين اسمها بالعامية السريانية حريشو..وهالحشرة اذا بتقرب عاﻹنسان بتعملو مشاكل وحساسية ومنها طلعت بيتحرش=بيعمل مشاكل..ويحرء حريشك هي دعوة بحرق اﻷعداء والمشاكل وكل مين بيتحرش بهالشخص)..أما انها نفدت بريشا فهي (ريشو..ريشا آرامية سريانية تعني الرأس..ونفد=يعني استطاع الهرب من أمر أو مشكلة..ريشه=رأسه..فنفد بريشو=أنقذ رأسه..ونفدت اللهجة بريشا=حمت حالها..)…
    وهلليلويا (سبحو الرب) يا سوريين..ومعلش (ما عليه شي) ما تخجلوا من لهجتكن بكل موسيقاها ونغماتها..ليكو (شوفوا) في
    مين عم يقول انو لغتكن ماتت واندثرت وما بتستاهل انو نحييها
    أو ندرسها بمدارسنا وجامعاتنا..بس (لكن) في لغات تانية عمرها ما بيتجاوز ألفين سنة عم تتدرس وتحيا ببلدنا متل (الفارسية والكردية والعبرية..وغيرها)..فمابدنا غير معاملة بالمثل ونطالب بعودة لغتنا رسميا لحياتنا..بلكي (بيجوز)نقدر نرجعلها مكانتها ومركزها الحقيقي..
    ويا لهجتنا العامية ياقربان عيوننا (يعني دخيل الله اللي خلقها)
    وحوبى وفشر بعينو كل مين بيقول عنك لغة ميتة..
    (حوبي=سريانية يعني مذنب..فشر=يعني كذب ..الكذب يبدو على ملامح الوجه فورا وخاصة بالعيون ..ففشر بعينو يعني الكذب باين بعيونو..)..
    هي بعض الكلمات اللي منستخدمها يوميا بلهجتنا العامية ..يمكن ما منعرف انو الها اصل ومعنى …
    والكلام عن اللغات القديمة طويل جدا جدا ومهم انو نطلع عليه
    وهيدي كمان حركشة لحتى تتشجعوا تتطلعوا وتتعرفوا عا لغاتنا القديمة الجميلة…..
    سوريا اﻷصيلة ولهجتها المحكية كانت الوسيلة اللي بينتلنا حقيقة كنوزنا المدفونة وكشفتلنا التحريف والتزوير اللي صاب حضارتنا وخلتنا نقرأ تاريخها الحقيقي العظيم …
    فيا سوريين لا تستهينوا بتاريخكن وحضارتكن ولا تخلوا طاقاتكن وقدراتكن تضيع بالخلافات..وكونوا متل ماكنتوا سوريين بكل شي لتحييا سوريتنا…وطوبى لجميعكن…وتحيا سوريا..

  • نقدم لكم السيرة الداتية للشاعر السعودي ( عبد الله علي الأقزم ) مع إنجازاته الأدبية المتعددة..

    نقدم لكم السيرة الداتية للشاعر السعودي ( عبد الله علي الأقزم ) مع إنجازاته الأدبية المتعددة..

    السيرة الداتية للشاعر عبد الله علي الأقزم

    1ـ نائب رئيس منتدى الكوثر الأدبي.
    2ـ أشرف على العديد من المنتديات الأدبيَّة كمنتدى الساحل الشرقي.
    3ـ حصل على المركز الثالث من بين ثلاثين شاعر في مدينة القطيف في سنة 1422هـ تقريباً.
    4ـ نال الكثير من الجوائز والدروع وشهادات التقدير والأوسمة على الصعيد الأدبي.
    5ـ نشر ديوانين هما من أمطار العشق وخذني إلى معنى الهوى وله خمس عشرة ديواناً تنتظر الطبع: ديوانان ولائيان الطريق إلى الجنة وديوان خطوات لا تـُزيلُهـا العواصفُ والديوان الثالث إلى أين يتجه النيزك؟ والديوان الرابع خمس دقائق قبل وصول العاصفة والديوان الخامس وللحبِّ رياحٌ شماليَّة والديوان السادس ستبقى حبِّيَ الأوَّل والديوان السابع بعينيكِ يُستسقى المطر والديوان الثامن أعطيتُكَ أجملَ ما عندي والديوان التاسعُ الوجهُ البشعُ لـ 27ديسمبر.. و الديوان العاشر هذا الحبُّ تعشقهُ النساء و الديوان الحادي عشر و تسألُني ليالي الصيف و الديوان الثاني عشر شوارد لا تتعب من الركض و الديوان الثالث عشر في مفرداتِ الذهب يرتقي الباحثون و الديوان الرايع  عشر بعض الفضاء لا يفقه عطر الياسمين والديوان الخامس عشر لهذا الجمال حروف لا تنطفئ فيصبحُ المجموع الكلِّي سبع عشر ديواناً و لديه كتاب من جزأين اسمه أجملُ الأوسمة فيصبح عدد كتبه ثمانية عشر كتاباً
    6ـ حصل وسام الشاعر الفذ من منتدى توبلي الثقافي البحريني.
    7ـ اختارته مجلة حيكواتي العربيِّة ضمن الشخصيات العربيِّة الأدبيِّة في العصر الحديث مع أسماء شعراء لامعين كمظفر النواب..إلخ.
    8ـ أحد أعضاء الجمعيَّة الدولية للمترجمين و اللغويين العرب.
    9ـ اختارتْ فرقة وارث للفنون بمدينة صفوى في المملكة العربيِّة السعوديِّة قصيدته شقَّ السَّماءَ بنوره من أفضل القصائد التي قيلت في النبيِّ محمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وآله وسلَّم ووضعته بين كبار الشعراء العرب الذين قالوا في النبيِّ محمِّدٍ صلَّى اللهُ عليه وآلهِ على مرِّ العصور ككعب بن زهير وأحمد شوقي والبوصيري… إلخ وذلك في أوبريت رحمة للعالمين لعام 1427م.
    10ـ احتفى بشعره الكثير من الشعراء اللامعين شعراً و نثراً كالشاعر العراقي الكبير يحيى السماوي والصحفية الأديبة الشاعرة سفيرة الشعر الجزائري نوارة لحرش والشاعرة العمانية سفيرة الشعر العماني سعيدة خاطرو الدكتور العراقي الكبير وليد البياتي و الأديب الشاعر العالمي منير مزيد و الدكتور الكبير خالد يونس خالد و الأستاذ الجزائري الكبير الدكتور حبيب مونسي و الدكتور مفيد مسوُّح و الدكتور عدنان الدراجي و الأستاذ العراقي الكبير الدكتور علي بن الحاج محمد القاسمي و الدكتور مشتاق عباس معن و الدكتور محمد الحسوني و الدكتور محمد عبد الرحمن يونس و الدكتور المغربي عبدالسلام الفزازي و فضيلة الشيخ الجليل حسن الصفار والشاعر البحريني الكبير كريم رضي الذي ألقى فيه قصيدة رائعة يقول في مطلعها حسدوها على هواكَ القطيفُ… أيها المبدعُ الذكيُّ اللطيفُ… وغيرهم من الشعراء الكبار و الأدباء الأفذاذ .
    11ـ رشَّحتْهُ الإعلاميَّة الصحفيَّة اللبنانيَّة سلام الحاج أن يكون شاعر العرب والمسلمين الأوَّل.
    12ـ قال عنه كمندان شير أحد أعضاء منتدى تميُّز الذي يضمُّ نخبة من المثقين العرب إنه من أساطير الشعر العربي.
    13ـ أشار الأديب العراقي الكبير جعفر كمال إلى أنَّ عبد الله الأقزم يُؤسس نمطاً جديداً في الأدب العربي في مذهب المتناجي لبديع الطباق.
    14ـ قال عنه الأستاذ الجزائري الكبير الدكتور حبيب مونسي  و هو يُعلِّق على قصيدته قم يا عراق : ((إنني أجد أرتال الشعراء العرب من لدن بشار و البحتري و المتنبي إلى الجواهري تهدرُ بين كلماتك هديرها المعهود و تردد لحنها المشهود…))
    15ـ قال عنه أيضاً الأستاذ الجزائري الكبيرالدكتور حبيب مونسي و هو يُعلِّقُ على قصيدته خذني إلى معنى الهوى(( الملاحظ في قصيدتك أنك جددتَ الخطاب الذي يُوجَّه عادة في قصائد المديح إلى أهل البيت و أنت تعرف جيِّداً أنَّ الشعراء لم يخرجوا من عباءة دعبل الخزاعي و من عباءة الشريف الرضي أما أنت فقد حلَّقتَ بعيداً عن ذلك الخطاب المثقل بالتأريخ الحزين إلى لون من الرؤيا التي تتجاوز الحاضر إلى المستقبل…لذلك كانت قصيدتك ذلك التحليق الممزوج بالتأمُّل الروحاني الذي نفض يديه من البكائيَّة و انفتح على الأمل …))
    16ـ قال الدكتور العراقي الكبير علي بن الحاج محمد القاسمي في رسالة خاصَّة : (( …كنتُ أتابعُ بعض إنتاجك بكلِّ إعجاب و تقدير , غير أنِّي لم أسعد بالتواصل معك , و أودُّ أن أشكرك على التكرُّم بربط صلة الرَّحم الأدبي بيننا…))
    17ـ قال عنه الدكتور المغربي الكبير عبدالسلام الفزازي في رسالة خاصَّة ((…سعيد برسالتك وبإبداعك الرائع قرأت

    تفاصيله والله إنك مبدع بما تحمل الكلمة من معنى، فخور بك أخا عزيزا ومبدعا صامتا  يشتغل مثل النحلة وما أروعها

    من أخلاق فاسلم عزيزا أيها الحبيب….))

    18ـ قال عند الدكتور عدنان الدراجي في رسالة خاصَّة ((..الاخ المبدع عبد الله الاقزم نجاحك فخر لنا ومبعث سعادتنا..))

    19ـ قال الدكتور محمد الحسوني في تعليقه على إحدى قصائد الشاعر في مركز النور بالسويد ((اللاااااااااااااااااه لافض

    فوك أيها الاقزم الجميل..))

    20ـ قال الشاعر العراقي الكبير يحيى السماوي في تعليقه على إحدى قصائد الشاعر ((بارك الله بك أيها الحبيب أخا

    وشاعرا وربيب فضيلة …

    انها قصيدة رائعة والله …سأقرأها اليوم نيابة عنك في حسينية آل البيت وسأعرف بك بين ابناء الجالية…))

    21ـ قالت الشاعرة الجزائريَّة سفيرة الشعر الجزائري في تعليقها على إحدى قصائد الشاعر((تحياتي ومحبتي الكبيرة

    إليك أيها الشاعر الكبير حقا قصيدتك رائعة وفاخرة أحيي فيك نبل المشاعر القومية التي تزخر بها قصيدتك وبالتالي

    تزخر بها جوانياتك الوجدانية النقية…))

    22ـ قالت الأديبة الأردنيَّة حنان الأغا ((أخي عبد الله أقف مبهورة حقا ودون مجاملة أو تنميق حروف أمام كلامك الذي

    أحسه شعرا وما هو بالشعر…))

    23ـ قال الشاعر المصري القدير عبدالعزيز جويده  في رسالة خاصَّة ((الاخ العزيز الشاعر الجميل  الجميل الرائع

    عبدالله الأقزم اشكرك جدا على هديتك التى اسعدتنى وحملتنى الى بلاد الخير والحق والجمال ديوان من الشعر — نسمة

    باردة فى يوم حار اشكرك يامن منحتنى نسيم الكلمة وعذوبة المعنى وبريق الصياغة دمت لنا شاعرا جميلا ودام هذا

    الوصل الجميل وامنيتى ان اراك فى القاهرة عن قريب وتحياتى لك وللشعب العظيم وللأرض المباركة كل عام وانت بحير

    واعذرنى لأنى كنت فى ماليزيا ولذا  تأخر ردى شكرا على هديتك ايها الشاعر المتميز المتمكن وللأمام دائما بتوفيق الله

    ودائما وابدا على الشعر نلتقى خالص تقديرى ومحبتى ولك السلام عبدالعزيز جويدة))

    24ـ قال الدكتور القدير مفيد مسوُّح في تعليقه على إحدى القصائد ((قصيدتك يا أخي الشاعر الحسّاس الصادق الملهم

    المبدع بل العبقري والجميل من أروع ما قرأت في موضوع من هذا القبيل وهي تستحق أن تحفظ في القلوب النقية..))

    25ـ قالت الدكتورة العراقيَّة  ناهد التميمي في تعليقه على إحدى القصائد (( العزيز الأستاذ عبدالله ما هذه القصيدة الرائعة

    و تظلُّ باب الله و بكيتُ من الوصف الجميل و الأسلوب الرائع و هي تشبه معلَّقة ما هذا الإبداع الشعري..))

    26ـ قال الشاعر الكبير جاسم الصحيح ـ الفائز بالمز الثالث في إحدى نسخ برنامج شاعر المليون ـ  في تعليقه على إحدى

    القصائد ((  تحيِّة غالية إلى الصديق الشاعر الرائع أبي جنى رائعة من روائعك التي اعتدنا عليها من همستك الأولى

    في إذن حتىاللغة حتى أصبح الهمس هديراً في ساحات الكلمات و ميادين البيان آ …))

    27ـ قال الأديب الرائع ثروت الخرباوي رئيس عام المنتديات في ملتقى الأدباء و المبدعين العرب في تعليقه على إحدى

    القصائد (( الشاعر الكبير عبدالله الأقزم تحيَّاتي لك و تقديري لقصيدتك الرائعة التي تذكِّرُنا بروائع الأولين و كأنَّ عنترة

    بن شدَّاد خرج لنا من غياهب التأريخ و من عبق الزمان الأوَّل لينشد لنا هذه الرائعة بالغ تقديري و لعبقريتك

    المنفردة…))

    28ـ قال الصحفي المصري إيهاب الحمامصي في تعليقه على إحدى القصائد (( ما هذه الروائع أخي عبدالله أراك شاعراً

    فحلاً بدأ من حيث انتهى باقي فحول الشعر العربي و كم من شاعر مثلك غيَّبهم الإعلام العربي بقصد أو من دون قصد ))

    29ـ قال رئيس تحرير الصحيفة العالميَّة التي تضمَّ نخبة من المقفين العرب الأستاذ راضي صدوق في رسالة خاصَّة ((

    أخانا العزيز الأستاذ عبدالله…..أنا أعتبرك من الأسرة و قصائدك جميلة في وقت لم يعد فيه الآن شعر عربي مقبول يُمكن

    قراءته…))

    30ـ قال الشاعر العراقي الكبير حسين أبو سعود في تعليقه على إحدى القصائد (( الأخ العزيز و الشاعر القدير عبدالله

    الأقزم أتابع نتاجاتك الرائعة و لعل فتوحات في روح هذه الأمَّة هي فتح جديد في عالم الشعر عمل أصيل و معاناة حقيقيَّة

    عشتَ للإبداع و التألُّق إلى الأبد أيُّها العزيز …)) (( كم أتمنى  أن أصل إلى نصف ما وصلتَ إليه من القدرة في التحكُّم

    بالكلمة و جمالها كلامك يقطرُ عسلاً جبليَّاً…))

    31ـ قال الشاعر العراقي الكبير فاروق طوز ((دمتَ رائعاً أيُّها الشاعر الكبير بحرفه العالي و عذوبة أبياته و جمال نفسه

    و خلقه رائع هذا القصيد…))

    32ـ أطلق عليه الدكتوران الكبيران حبيب مونسي و خالد يونس خالد في رسالة خاصَّة بلقب (( الشاعر الفذ ))

    و أطلق عليه الدكتور العراقي الكبير علي بن الحاج محمَّد القاسمي لقب((عملاق الشعر العربي))

    33ـ أطلقتْ عليه الأديبة المغربيَّة الكبيرة زهراء الزيراوي في رسالة خاصَّة (( شاعر الأنبياء ))
    34ـ اختارته الشاعرة المغربيَّة المعروفة فاطمة بوهراكة للانضمام إلى الموسوعة الشعريَّة الكبرى
    35ـ اختاره رئيس ديوان العرب ضمن نخبة شعراء العرب الموكل إليها اختيار شعراء العرب من جميع الأقطار العربيَّة
    36ـ ترجم له الشاعر العالمي الكبير منير مزيد ثلاث قصائد من قصائده
    37ـ انضمَّ اسمُه إلى الدليل العربي للسيرة الذاتية الذي يضمُّ نخبة من الأدباء والمثقفين العرب.
    38ـ أفردت له الكثير من المواقع الأدبيِّة والثقافيِّة صفحاتٍ خاصَّة تحكي عن سيرته الأدبيِّة.
    39ـ ضمَّـهُ الشاعر الأردني صالح الزيادنه في صفحته أشعار وقصائد في قائمة تضمَّ ألمع شعراء العالم العربي.
    40ـ أحد كتاب مركز النور في السويد.
    41ـ أحد كتاب مركز نور الدجى العراقي.
    42ـ أحد كتاب صحيفة الحقائق الدوليَّة الصادرة من بريطانيا.
    43ـ أحد شعراء ديوان العرب.
    44ـ أحد كتاب مجلَّة ليلى الإلكترونيَّة الصادرة من أستراليا.
    45ـ أحد كتاب مجلة الفوانيس الصادرة من هولندا.
    46ـ أحد كتاب جريدة الاتجاه الديمقراطية الإلكترونيَّة الفلسطينيَّة.
    47ـ أحد كتاب مركز الحارس للدراسات والإعلام الفلسطيني.
    48ـ أحد كتاب النخلة و الجيران الأدبي.
    49ـ أحد كتاب التجديد العربي.
    50ـ أحد كتاب مجلَّة أقلام الثقافيِّة.
    51ـ أحد كتاب الديار اللندنيَّة
    52ـ أحد كتاب مجلَّة طنجة الأدبيِّة المغربيِّة.
    53ـ أحد كتاب مجلَّة حيفا الأدبيَّة الفكريَّة الثقافية الشهريَّة.
    54ـ أحد كتاب تلسقف الآشوري الكلداني العراق.
    55ـ أحد كتاب مجلَّة أوتاد الأدبيِّة.
    56ـ أحد كتاب قضايا عربيِّة.
    57ـ أحد شعراء دار الندوة العربيَّة في هونج كونج.
    58ـ أحد كتاب جريدة الاتجاه الديمقراطية الإلكترونيَّة الفلسطينيَّة.
    59ـ أحد كتاب دروب الثقافيِّة.
    60ـ أحد كتاب شبكة صوت كوردستان الإلكترونيِّة.
    61ـ أحد كتاب عراق الكلمة.
    62ـ أحد شعراء ديوان ووكالة أنباء شعراء الأردن.
    63ـ أحد شعراء جمعيَّة المشعل للثقافة والفن في بلاد المغرب.
    64ـ أحد الشخصيات العربيَّة في الشعر الحديث في مجلَّة حيكواتي العربيَّة.
    65ـ أحد شعراء المبدعين العرب في موقع المبدعون العرب.
    66ـ أحد كتاب مجلة صوت العروبة الصادرة من الولايات المتحدة الأمريكيَّة.
    67ـ أحد كتاب جماليا للثقافة والفنون.
    68ـ أحد أعضاء رابطة أدباء وكتاب العرب.
    69ـ أحد كتاب بيتنا الفلسطيني.
    70ـ أحد كتاب جليانه الأدبيِّة.
    71ـ أحد كتاب مجلَّة الندوة الثقافيِّة.
    72ـ أحد كتاب مجلَّة مسارات الأردنيَّة.
    73ـ أحد كتاب بوَّابة المغرب الثقافيِّة.
    74ـ أحد كتاب مجلَّة أرفود الثقافيَّة المغربيَّة.
    75ـ أحد كتاب المركز الإعلامي العراقي.
    76ـ أحد كتاب كلكامش للدراسات والبحوث الكورديِّة.
    77ـ أحد كتاب مجلَّة انكيدو الثقافيِّة الحرَّة.
    78ـ أحد كتاب مركز الإعلام العراقي.
    79ـ أحد أعضاء بيت الكاتب العربي.
    80ـ أحد كتاب موقع سميراميس الثقافي.
    81ـ أحد كتاب جريدة بابل العراقيِّة الإلكترونيِّة.
    82ـ أحد كتاب صحيفة البلاد العراقيِّة المستقلَّة.
    83ـ أحد كتاب جريدة الواشنطوني العربي الأسبوعيِّة.
    84ـ أحد كتاب صحيفة زهرة نيسان.
    85ـ أحد كتاب أجدابيا نت.
    86ـ أحد كتاب مجلَّة أصوات الشمال العربيَّة.
    87ـ أحد كتاب شبكة البرلمان العراقي.
    88ـ أحد كتاب طولكرم الفلسطينيَّة.
    89ـ أحد كتاب مجلَّة إبداع الشرق.
    90ـ أحد كتاب موقع جبلة كوم السوري.
    91ـ أحد كتاب شبكة صوت كوردستان.
    92ـ أحد كتاب المصادر الإخباريَّة.
    93ـ أحد شعراء تجمُّع شعراء بلا حدود.
    94ـ أحد كتاب مأرب برس
    95ـ أحد شعراء بيت الشعر العراقي.
    96ـ أحد كتاب عامودا الكورديَّة.
    97ـ  أحد أعضاء الرابطة الأدبيَّة التي تضمُّ نخبة من المبدعين العرب.
    98ـ أحد كتاب الهدف الثقافي الصادر من الولايات المتحدة الأمريكيَّة سابقاً.
    99ـ أحد كتاب أفنان الثقافيَّة في باريس.
    100ـ أحد كتاب المرصد العراقي.
    101ـ أحد كتاب الوسط اليوم.
    102ـ أحد كتاب مجلَّة نوستالجيا.
    103ـ أحد كتاب شبكة ضفاف الدجلتيْن ِ.
    104ـ أحد كتاب شبكة طلاب العراق.
    105ـ أحد شعراء العرب المختارين في موقع الشاعرة الفلسطينيَّة نجوى شمعون.
    106ـ أحدُ شعراء ضفاف.
    107ـ أحد شعراء الموقع الفلسطيني للثقافة والفن والأدب.
    108ـ أحد كتاب مجلَّة لون الماء.
    109ـ أحد كتاب مجلَّة هستيريا الأدبيَّة.
    110ـ أحد كتاب وشعراء صحيفة أوال الإلكترونيَّة البحرينيَّة.
    111ـ أحد أدباء الموسوعة البيلوغرافيَّة.
    112ـ أحد كتاب شبكة الحريَّة والحقيقة.
    113ـ أحد كتاب الفضاء الثقافي النجفي
    114ـ أحد كتاب عروس الأهوار
    115ـ أحدُ كتاب صحيفة آخر خبر الصادرة من الولايات المتحدة الأمريكيَّة.
    116ـ أحد كتاب أدب فن الذي يضمُّ نخبة من الأدباء والمثقفين.
    117ـ أحد كتاب شبكة أنباء العراق
    118ـ أحد كتاب مجلَّة الغربة في بلاد المهجر
    119ـ أحد كتاب المخلصين للدين و الوطن
    120ـ أحد شعراء مجلَّة العربي الحر
    121ـ أحد كتاب مجلَّة الفكر الحر
    122ـ أحد كتاب جريدة المطرقة
    123ـ أحد كتب عراق الأمل
    124ـ أحد كتاب صوت الحريَّة العراقي
    125ـ أحد كتاب صحيفة اللوتس المهاجر
    126ـ طلقت عليه الشاعرة السعوديَّة حصة هلال الكاتبة في جريدة الحياة لقب شاعر العرب.
    127ـ شهدتْ له نائبة رئيس جمعية واتا الدوليِّة للمترجمين واللغويين العرب بأنه من أشعر شعراء الجمعيِّة الدوليِّة.
    128ـ  رشَّحته جريدة الحياة بنسختها السعوديَّة للمنافسة على لقب أمير الشعراء إلا أنه لم يشارك بسبب تحفظاته على المسابقة.
    129ـ ضُمَّ اسمُهُ إلى قائمة أفضل ألف أديب وكاتب وشاعر إعلامي على مستوى العالم العربي في ملتقى نغم ِ الكلمة.
    130ـ في ملتقى نغم الكلمة الذي يضمُّ نخبة من أدباء العرب وصفتهُ الصحفيِّة الأديبة وفاء العميري بمفخرة العرب.
    131ـ أحد شعراء حركة شعراء العالم.
    132ـ  اختير للتحكيم في مسابقة الشعر بمركز النور في السويد لعام 2011م
    133ـ نشر أكثر من 1323 نشراً أدبياً في وسائل الإعلام المختلفة في سبعة أشهر تقريباً لعام 2007م.
    134ـ نشر أكثر من 1040 نشراً أدبياً في وسائل الإعلام المختلفة في عام 2008م.
    135ـ نشر في شتى أنحاء العالم من شرقه إلى غربه و من شماله إلى جنوبه

  • الفوتوغرافي ( طوني الحاج ) ..المولود في بيروت يكتب بالصور من ذاكرة باريس الأنيقة – مشاركة و كتابة : فاديا فهد

    الفوتوغرافي ( طوني الحاج ) ..المولود في بيروت يكتب بالصور من ذاكرة باريس الأنيقة – مشاركة و كتابة : فاديا فهد

     طوني الحاج

    طوني الحاج

    من ذاكرة باريس الأنيقة

    Sunday, February 5, 2017

    Hubert De Givenchy 1982

    Hubert De Givenchy 1982
    Jacques Fath 1996

    Jacques Fath 1996
    Karl Lagerfeld 1983

    Karl Lagerfeld 1983

    Ines De La Fressange  في عرض Chanel 1985

    Ines De La Fressange في عرض Chanel 1985
    Jean Paul Gaultier 1984

    Jean Paul Gaultier 1984

    Thierry mugler 1984

    Thierry mugler 1984
    YSL-Paris 1990

    YSL-Paris 1990
    Catherine Deneuve وYves Saint Laurent

    Catherine Deneuve وYves Saint Laurent
    Issey miyake 1984

    Issey miyake 1984

     

    إنها باريس الحلم. المدينة المترفة، الراقية، الجميلة. باريس الحاضنة للفنون والفنانين منذ الأزل. بريقها هو هو، سنة بعد سنة. أسبوعها للأزياء الراقية، تظاهرة إبداعية موسمية لا تنتهي، تكتب فصولاً من تاريخ الموضة العالمية. في هذا التحقيق المصوّر، عودة الى الثمانينات التي شكّلت نقطة تحوّل في تاريخ الموضة الحديث، حين أصبحت عروض الأزياء أداءً مسرحياً غنيّاً بالضوء والموسيقى والكوريغرافيا، ضمن إنتاج فنّي باهر، بعدما كانت العروض حدثاً خاصاً تنظمّه الدور في مشاغلها، ويقتصر على الزبونات الوفيات. وقد شهدت تلك الحقبة صعوداً صاروخياً لمصمّمين شباب مثل جان بول غوتييه الذي أحدث ثورة حقيقية بأفكاره الفذّة وتصاميمه الجريئة. في العام ١٩٨٣، أقام متحف Metropolitan Museum of Art في نيويورك معرضاً لأزياء المصمّم الفرنسي إيف سان لوران في لفتة تكريمية له هي الأولى لمصمّم لا يزال على قيد الحياة. المصوّر طوني الحاج، أرّخ هذه الحقبة بصور لأبطالها من مصمّمين ونجوم سينما وعارضات، من إيف سان لوران وهوبير دو جيفنشي وجان بول غوتييه وكنزو تاكادا، الى كاترين دونوف وصوفيا لورين. صور عفوية التُقطت بطريقة ارتجالية لم تشهد الصحافة المصوّرة مثيلاً لها في الحقبات اللاحقة، نظراً للهالة الإعلامية التي أُحيطت بها تلك الشخصيات. إنها صور ذات قيمة وثائقية تكشف عن حقبة تاريخية ولّت في الصحافة المصوّرة.


    من هو طوني الحاج؟

    • ولد المصوّر الفوتوغرافي اللبناني- الفرنسي طوني الحاج في بيروت عام 1961حيث ترعرع وأمضى طفولته وبعضاً من مراهقته.
    • في الـ 17 من عمره، انتقل الى العاصمة الفرنسية باريس بعدما استعرت نار الحرب اللبنانية. هناك درس الإخراج، لكنه سرعان ما نذر نفسه للتصوير الفوتوغرافي الذي بات شغفه الأول والأخير.
    • نُشرت صوره في مجلات أوروبية وأميركية عدّة مثل تايمز Times وغالا Gala والإكسبرس L’Express ولو بوان Le Point وماريان Marianne وأكتويال Actuel وفواسي Voici ولو باريزيان  Le Parisien ولو فيغارو ماغازينLe Figaro Magazine، وفي صحف ذائعة الصيت مثل الإنديبندنت و«الحياة» العربية و«النهار» البيروتية وغيرها.
    • شارك في معارض فوتوغرافية عدّة ضمن مهرجان التصوير الفوتوغرافي في منطقة البحر الأبيض المتوسّط Photomed، وعرض أخيراً مجموعة صور لشخصيات كان قد التقطها بين عامي  1981 و1985، من بينها كاثرين دونوف وإيف سان لوران وكلينت إستوود ويوسف شاهين وكميل شمعون وأمين معلوف وريمون إدّه وإلهام شاهين وغيرهم.
    • أسّس والمصوّر روجيه مكرزل وكالة التصوير Toromoro، كذلك هو من مؤسسي مهرجان التصوير Photomed في لبنان.

    www.tonyhage.net

     

     

    كتابة : فاديا فهد

  • الخليفة ( عبد المجيد افنـــــدي – 1922م – 1924م )  ابن السلطان عبد العزيز و السلطانة هيراني ديل ..

    الخليفة ( عبد المجيد افنـــــدي – 1922م – 1924م ) ابن السلطان عبد العزيز و السلطانة هيراني ديل ..

     

     

     

     

    الخليفة عبد المجيد افنـــــدي (1922-1924)

    عبد المجيد افندي ، ابن السلطان عبد العزيز والسلطانة هيراني ديل ، الذي ولد في قصر دولما باهشة في تاريخ (1 حزيران من عام 1868 وتوفى في 23 اغسطس من عام 1944 ) ، تم تسجيله في الجيش في فرع المدفعية منذ صغر سنه وتلقى بنفس الوقت تعليمه من قبل الباشاوات خليل ، حسين وسعيد . كانت له هوايات متعددة منها ، ركوب الخيل ، الصيد ، المصارعة ، ورياضة مبارزة الشيش ، الرسم والموسيقى . طور شخصيته الفنية كرسام . تعلم عبد المجيد افندي الى جانب اللغة العربية ، الفارسية والفرنسية التي كان يتقنها اللغة الالمانية والانجليزية بمتابعة النشرات .

    عبد المجيد افندي الذي كان على صلة قريبة مع البيئة الفنية والادبية المحيظة به ، كان يعمل في ورشات كشك باغلار باشي صيف و قصر فرية شتاءً . استقر عبد المجيد في قصر دولما باهشة في شقة ولي العهد كخليفة وفي هذه الفترة استمر بالعمل في ورشة عمل القصر . ترأس عبد المجيد افندي الرئاسة الفخرية لجمعية الرسامين العثمانيين التي تم تاسيسها في عامم 1909 و قدم دعم مالي لنشر جريدة جميعية رسامي العثمانيين . اشترك عبد المجيد بنفسه الى النشاطات الخاصة بالرسم مع تقديمه دعم لمعارض غالاطاسراي المفتوحة اولها في عام 1916 في دار غالاطاسراي للطلبة لجيل 1914 . لم يكن دعم عبد المجيد افندي محدود بفن الرسم بل النشاط المسمى بورشة شيشلي حظى ايضا على دعم من طرفه . اشترك الى معرض نمسا للرسم في تاريخ 1918 والذي يعتبر اول معرض للرسم في اوروبا للرسامين الاتراك . اشترك عبد المجيد افندي الى معرض نمسا للرسامين في تاريخ 1918 بلوحة ” اوتوبورترية ” ” غوتة في الحرم ” ، ” بتهوفن في الحرم ” ولوحة ” السلطان سليم الاول ” .

    وعلى عقب ترك حامل عنوان الخليفة ، وحد الدين اسطنبول في تاريخ 17 نوفومبر من عام 1922 وانفصال الامبراطورية عن الخلافة في تاريخ 1 نوفمبر من عام 1922 تم انتخاب عبد المجيد افندي خليفة من قبل مجلس النواب وفي 3 مارس من عام 1924 تم ازالة الخلافة وفق قانون صادر بازالة الخلافة واخراج افراد العائلة العثمانية الى خارج البلد . ذهب عبد المجيد افندي اولا الى سويسرا ثم الى فرنسا ، مدينة نيس وثم استقر في مدينة باريس . تم دفن نعش عبد المجيد افندي في مقبرة جنة الباقي في المدينة المنورة بعد وفاته في باريس في عام 1944 .

    السلطان سليم الثالث 1789-1807
    سلطان عبد المجيد 1839-1861
    سلطان عبد العزيز 1861-1876
    سلطان مراد ٥ 1904-1840
    سلطان عبد الحميــد الثانــــي 1876-1909
    سلطان محمد رشاد ٥ 1909-1918
    سلطــــان محمد وحدالدين الخامس 1918-1922
    الخليفة عبد المجيد افنـــــدي 1922-1924
    مصطفى كمال أتاتـــورك 1881-1938

  • أكدت الشاعرة التونسية ( حليمة بوعلاق ) في تصريح خاص ليومية “الوسط” بأنها تشرفت كثيرا بمشاركتها  في الأيام الأدبية العربية الثانية للإبداع الشعري بالدوسن ببسكرة  من 9 الى 13 جانفي 2017م

    أكدت الشاعرة التونسية ( حليمة بوعلاق ) في تصريح خاص ليومية “الوسط” بأنها تشرفت كثيرا بمشاركتها في الأيام الأدبية العربية الثانية للإبداع الشعري بالدوسن ببسكرة من 9 الى 13 جانفي 2017م

    الشاعرة التونسية، حليمة بوعلاق

         في حوار خصت به جريدة “الوسط”

    حليمة بوعلاق: فخورة بمشاركتي في الأيام الأدبية للإبداع ببسكرة

    أكدت الشاعرة التونسية حليمة بوعلاق في تصريح خاص ليومية “الوسط” بأنها تشرفت كثيرا بمشاركتها  في الأيام الأدبية العربية الثانية للإبداع الشعري بالدوسن ببسكرة  من 9 الى 13 جانفي 2017، والتي نظمتها جمعية بسمة برئاسة الشاعر الشاب طارق خلف الله، ولقد حملت هذه الطبعة شعار “واحاتنا تنطق شعرا”، والتي انتظمت  على مستوى عربي و شارك  فيها ثلة من خيرة شعراء السعودية والأردن والامارات وموريتانيا  ومن تونس كانت لي مشاركة  رفقة الشاعر أحمد العباسي رئيس الجمعية التونسية للثقافة الشعبية، وطبعا هذا إلى جانب مشاركة نخبة مميزة من شعراء الجزائر.
    وفي ذات السياق وصفت حليمة بوعلاق بأن عاشت أحلى اللحظات الرائعة في هذه الأيام الأدبية العربية الثانية للإبداع الشعري بالدوسن، مشيرة أن هذه الأيام قد جمعت بين الشعر والترفيه في إطار جولات استكشافية بين مختلف مناطق بسكرة وبن جلال والتي تعرفنا خلالها على مواطن الجمال والخصائص المميزة للمدن المذكورة، مضيفة ذات المتحدثة أننا تشرفنا كثيرا بالالتقاء بالأهالي الذين استقبلونا بكرمهم الكبير وفتحوا لنا بيوتهم بقلوب تعبق محبة ترجمتها الابتسامات التي لا تغادر الشفاه.
    قصيدة “وحي الهوى” للشاعرة التونسية حليمة بوعلاق والتي مثلت بها تونس في الأيام الأدبية  العربية الثانية  للإبداع الشعري بالدوسن ببسكرة:

    ماكنت أعزف الهوى اإلاك…  طاب الجوى أم غيرنا أغراك؟
    أم ناء خطؤك بالمسير فما درى …  يمضي يمينا أم ترى يسراك؟
    طافت حروف العشق هائمة  بنا …  بين الدروب يقودها جفناك
    لو خط  حبري فيك ألف قصيدة …  سيجف حبري حينما ألقاك
    و”يجف دمعي من عيون  قصائدي … ليقول صمتي: “إنني أهواك”
    أو ضاع  من خطوي الدليل لقادني … عبق الوداد يضوع من ذكراك
    وتتوه في لج الزحام قصائدي … أين المسير وموطني عيناك
    كم طاب دمعي في هواك تهجدا … نجوى الفؤاد تسرها نجواك
    وعشقت ليلي والنجوم صواحب … أتلو هواك وأشهد الأفلاك
    سأبوح باسمك لو نطقت عن الهوى … أنت الوحيد وضل من ثناك
    أنسيت وصلا لكم عزفنا لحنه … أمدا وبتنا ليلة نساك
    ونحرت حبا كم رجوت دوامه … يسري بنا إذا ليلة يغشاك
    وقطفت من تفاح خلده داعيا … بين الضلوع تطيب لي سكناك
    وطفقت تخصف من تباريح الهوى … لما جفوت وغيرنا أغراك
    وهجرت قلبا جلت في شريانه …  فاحفظ هواه بحق من سواك
    وهذه أبيات شعرية من  قصيدة “معبد العشق” للشاعر التونسي أحمد العباسي الذي مثل تونس في هذه الأيام:
    تاجي سبق عثراتي وين ما بلاط العشق قمت صلاتي
    وقريت بالمقلوب سر أياتي
    وفاضت حروف العشق في دواويني
    ومن جهتها قالت الشاعرة التونسية حليمة بوعلاق أن الأمسيات الشعرية  ترواحت بين المركب الشبابي بالدوسن والخيمة التي انتصبت بين هامات النخيل الشامخة، وبالتالي تشرفنا بتأثيث أمسية شعرية بالمركز الثقافي علي معاشي  بمدينة مخادمة بدعوة من جمعية الواحة للفن والثقافة و تم فيها تكريم الشعراء المشاركين بشهادات أنيقة مع تسليمهم لدروع وشهادات جميلة في اختتام هذه الأيام الأدبية يوم 13 في سهرة والتي اعتبرتها أنها كانت من أروع ما يكون، كما أنني استغل  هذه الفرصة لأسوق أصدق عبارات الشكر والتقدير لكل أهل الدوسن وللشاعر الخلوق طارق خلف الله الذي كان غاية في حسن الأدب وكرم الضيافة.
    الجمعية التونسية للثقافة الشعبية ستنظم أكثر من 10 ملتقيات على المستوى الوطني والمغاربي والعربي والدولي، وفي المقابل كشفت الناطقة الرسمية للجمعية التونسية للثقافة الشعبية التي يترأسها الشاعر أحمد العباسي أنه من بين مشاريع الجمعية جملة من الملتقيات على مدى الموسم الثقافي 2017 أكثر من 10 ملتقيات على المستوى الوطني والمغاربي والعربي والدولي. وبالنسبة لمشاريعها المستقبلية كشفت الشاعرة التونسية حليمة بوعلاق ليومية “الوسط” أنها ستنشر قريبا مجموعتها الجديدة في الشعرالفصيح.
    والجدير بالذكر أن  الشاعرة حليمة بوعلاق هي أستاذة لغة وآداب عربية و تكتب الشعر الفصيح والملحون  فلقد تحصلت على عدة جوائز منها الجائزة الأولى في الملتقى بومرداس بولاية المهدية والجائزة الأولى في مهرجان ربيع الفنون بحاجب العيون والجائزة الثانية في الملتقى الوطني بالقيروانْ “أيام الشاعر”، كما أنها حاليا تشتغل الناطق الرسمي باسم الجمعية التونسية للثقافة الشعبية التي يرأسها الشاعر أحمد العباسي كما أن لها مساهمات عديدة في المهرجانات الوطنية والتي قدمت من خلالها مداخلات علمية حول الشعر الشعبي.

  • الشاعر والأديب والمفكر والكاتب اللبناني ( صلاح ستيتية ) – الفرنكفوني (كاتب بالفرنسية) قامة شعرية وأدبية كبيرة

    الشاعر الفرنكوفوني صلاح ستيتية اللغة الفرنسية بروح مشرقية

    Saturday, January 7, 2017

     

    صلاح ستيتية، الشاعر والأديب والمفكر والكاتب اللبناني – الفرنكفوني (كاتب بالفرنسية) قامة شعرية وأدبية كبيرة، ملفتة ومميزة، فاعلة ومتفاعلة في واقعها ومحيطها الواسع، أغنت الثقافة الغربية والعربية بكثير من الأمور والأفعال الشعرية والثقافية والفكرية والفلسفية. يعتبر ستيتية من الرموز الشعرية الثقافية العالمية. شكّل حضوره في الثقافة الفرنكفونية علامة خاصة وفريدة، ذلك أنه كتب وأبدع باللغة الفرنسية، ووصل به الأمر إلى التربع على عرش الفرنكوفونية إلى جانب الأدباء الكبار في فرنسا والغرب. وإذا كان الشاعر الفرنكوفوني اللبناني الراحل جورج شحادة هو «ملاك الشعر والمسرح»، فإن صلاح ستيتية هو أيضاً ملاك الشعر والفكر.

    وإلى جانب هذا الحضور الكبير للشاعر، فهو تبوأ مناصب ديبلوماسية وكان سفيراً لبلاده في معظم الدّول الغربية والعربية، وفي المحافل الديبلوماسية الواسعة.
    يكتب الشاعر ستيتية القصيدة (الهائلة) أو الملتهبة، على حد تعبير الشاعر الفرنسي بيار دومنديارغ. أحدثت قصيدة ستيتية حركة محورية في الشعر الفرنسي، وتفاعلت مع محيطها الكبير. والأهم أن الشاعر الذي كتب بالفرنسية، بقي محافظاً على ثقافته المشرقية العربية، وعلى أصالة اللغة الأم التي نشأ معها، من دون أن يبتعد عن الجوهر، جوهره.
    يعيش اليوم ستيتية في فرنسا، وهو هناك منذ أكثر من نصف قرن. وكانت منحته «الأكاديمية الفرنسية جائزة «سان سيمون» التي تعد واحدة من أرفع الجوائز الأدبية التي تمنحها الأكاديمية منذ عام 1957 في «ميدان الكتابة عن الذاكرة والحياة والشخصيات والأحداث» عن كتابه: (L’Extravagance) الصادر عن منشورات «روبير لافون»، والذي يروي فيه جزءاً كبيراً من ذكرياته وعلاقاته مع الشعراء الذين تعرّف إليهم طيلة مسيرته الكتابية. والجائزة تحمل اسم المؤرخ الكبير الذي كتب في عهد الملك لويس الرابع عشر. واستلم ستيتية الجائزة من يد الأمين العام للأكاديمية الفرنسية في  أيلول/سبتمبر الماضي في حفل رسمي كبير ضم 300 مدعو في قصر سان سيمون التاريخي.
    في زيارته الحديثة إلى بيروت، التقيت بصديقي الشاعر صلاح ستيتية، كما هي العادة بيننا، وتحدث عن همومه الثقافية والأدبية والشعرية. وكان لي معه الحوار الآتي:

    {صديقي، دعني أبدأ معك بالسؤال المستمر، والذي لا يغيب عن بالي كلما كنت بحضرتك، صلاح ستيتية شاعر عربي مشرقي يكتب باللغة الفرنسية، إلى أين وصل الشاعر بعد هذا الإبحار العميق في اللغة الفرنسية، هل اكتفيت بالبوح، وكيف استطعت التواصل مع جوهرك الأصيل. هل وصلت أو خرجت أو تراجعت أو تقدمت؟
    تماماً. حقاً وبالفعل، إن ما تطرحه بسؤالك هذا يشكل استمرارية في السؤال، ولكن لكل مرحلة جواب عن السؤال ذاته. عندما يتوقّف الشاعر عن البوح يموت. الكتابة هي بوح مستمر. ولأختصر عليك وعلى سؤالك وما يترتب عليه من أجوبة أقول أنني لم أصل بعد. لم أصل إلى حيث أُريد وحيث تريد لغتي أن تصل، ويمكنني القول، الوصول هو شكل من أشكال الاختفاء أو شكل من أشكال النهاية أو الغياب.
    إن أهمية الكتابة تكمن في أنها مستمرة وتلامس جوهر الإنسان والحياة، وهذا الجوهر لا تمكن مقاربته في شكلٍ نهائي. والكتابة بالنسبة لي هي محاولة مستمرة لملامسة هذا الجوهر الملتهب. ففي كلّ ملامسة، التهاب آخر، نارُ أخرى مفتوحة على حقول اللّهب. أما لغتي المشرقية، فهي مشرقية عربية بامتياز، واللغة الفرنسية التي أكتب بها هي شكل أو نوع من الاتصال الضّروري لبناء الوعي الشعري الذي يأخذني إلى النّور والظلّمة في آن واحد.
    واستكمالاُ لسؤالك أقول نعم، وصلت وخرجت ورجعت وتراجعت وتقدمت، وسأكرر ما فعلته فور انفجار القصيدة في كياني، وسأتبعها بارتدادات على مقاييس أشعاري وأفكاري.

    {أعتقد أنك كتبت بالعربية، فكيف كان مردود النتيجة في داخلك وفي فكرك وشعرك؟
    إن فكري وأفكاري وثقافتي بجوهرها هي من رؤية وأساس ووحي مشرقي عربي بامتياز ولا جدال فيها، لكن تفسير هذا الوعي الثقافي لم يكن بالأصل يستند إلى ثقافة أو دراسة عربية بلغة عربية. وأنت تعرف أن ثقافتي تكونت وبدأت باللغة الفرنسية واستمرت في هذا السياق حتى حاضرنا، ولم يعد بمقدوري  العودة إلى كتابة اللغة العربية، علماً أنني كتبت بلغة عربية وكانت نتيجتها مقبولة لدي. ثم لا تنس أن الأساس والبداية والانطلاقة كلها تحتم عليك التواصل مع ما بدأته وانطلقت به.

    {صلاح ستيتية شاعر عربي يكتب باللغة الفرنسية، والسؤال الأهم هنا، هو سؤال سحر اللغة الفرنسية وجاذبيتها، فماذا عن سحر وجمالية اللغة التي تشدّ الشاعر أكثر وأكثر إلى خفاياها الصّافية والجميلة، علاقتك باللغة الفرنسية مميزة جداً؟
    صحيح ما تقوله، وأستطيع القول أكثر عن هذا السحر. لا شك في أن للغة الفرنسية سحرها ورونقها وألوانها الخلاقة وإيقاعاتها الطربية المهمة. اللغة الفرنسية بطبيعة انسيابها هي فعل نشاط وحركة وإيقاع، ويمكن وصفها في كل أشكال الجمال. للغة الفرنسية قدرة على بناء الإيقاع الصوري من تلقاء ذاتها، فكيف إذا اعتمدت الشّعر والقصيدة والمعنى كأساس في هذا الإيقاع؟ إنها لغة متمكّنة من كلِّ شيء، فيها المعنى وفيها الشعر وفيها الإيقاع المستتر والمفاجئ والصور المتتالية.
    أحب اللغة الفرنسية ومفتون بها إلى درجة كبيرة، هي المرآة للتعبير في قاموسي الشعري. إن علاقتي باللغة الفرنسية هي علاقة حب وغرام وواجب أيضاً. فعندما أكتب قصيدتي أو فكرتي بهذه اللغة، أشعر بأنني حققت الكثير مما يتوجّب علي في هذه الحياة. قلتُ وأقول دائماً، الشعر هو لغة اللغة، واللغة في هذا المعنى وفي هذا التفسير هي جزء مهم وأساسي من كيانية الشعر والقصيدة. إنني أُترجم الشعر إلى لغة والعكس بالعكس، وهذا هو الإنجاز الرائع الذي يمتد في أعماق الكلام الذي نكتبه ونكنّه في أعماقنا.

    {تتبلور قصيدة الشاعر صلاح ستيتية بجوهرها «الملتهب»، وتجربتك الشعرية الطويلة والباذخة بالأسئلة العميقة، مستمرة ومتفاعلة أكثر، في قصائدك القديمة، والحديثة. ما هو الشعر اليوم بالنسبة لك، ماذا يقول الشاعر صلاح ستيتية عن قصيدته وعلاقته بها. كيف يُعرّف الشّعر اليوم، ولماذا يستمر بالكتابة، ما هو الشعر اليوم لديك بعد تجربتك التي واجهت الكثير في الحياة وداخل ذاتك؟
    إن هذا السؤال هو سؤال الوعي الجميل. سؤالك الكبير هو أطروحة كاملة نحتاج إلى مناقشتها والتوسّع بها، وساحاول الاختصار والقول: الشعر هو حركة تخرج من الذّات في أشكال مختلفة. قد تكون حركة لولبية أو حركة موج هادر أو حركة سكون وصمت. لا يمكن تعريف الشعر ضمن إطار ثابت ومحدد، الشعر حركة مفتوحة تنطلق وتمتد، وترسم شكل حضورها حسب قوة حركتها ومفعولها، وهي لا تتكرر، بل تستمر إلى ما لا نهاية، وعلى الشاعر أن يكون على أهبة الاستعداد لمواكبة هذه الموج الشعري أو هذه السّكينة التي تبلور القصيدة. والجواب الأهم في هذا السياق هو أن مواكبة القصيدة هي أيضاً فعل إنتاج وإبداع وابتكار. الشاعر يواكب قصيدته باختراعها وإنتاجها وتحويلها في مساحة تساعده على العيش والموت في لحظة مستمرة. تساعده على رؤية الأمر الطارئ ببصيرة حادة.
    إن الجوهر الملتهب الذي يؤجج الوعي في قصيدتي، قد يكون هو الجزء الأهم من الحريق الشّامل الذي ننتظره في لحظة ما من الحياة. والشعر هو كلّ هذا الوعي وكلّ هذا الحريق. وعندما أقول هذا لا أظن أنني وصلت إلى التعبير النهائي إلى معنى الشعر الذي أخذني إلى متاهات وعذابات. يبقى الشعر مسافة مفتوحة لا يمكن اكتشاف نهايتها، مهما حاولنا.
    أما لماذا أستمر في الكتابة، وماذا أكتب أو ماذا سأكتب، فإنني لا أقوى على الجواب إلا بتعبير واحد، وأقول فيه الآتي: إن الكتابة هي حاجة ماسّة تُعادل حاجتي إلى الهواء والأوكسجين كي أتنفّس.

    {ما لون أو طعم أو شكل المعاناة التي وصلت إليها، هل وصلت إلى مساحة أخرى هادئة وصافية، بعيدة من القلق؟
    لا شك في أن القلق مستمر، لا يتوقف. لا شيء يوقف هذا القلق، القلق الذي يأخذني إلى بالغ القلق، وقصيدتي تعبّر جلياً عن هذا القلق. سؤالك يضعنى على المحك، محكّ المتاهة والصفاء في آن واحد. أنا رجل قلِق، نعم قلق، كلّ ما يُتعبني وكلّ ما يفرحني يقودني إلى القلق. وأكثر ما يقلقني هو هذا النشاط الهائل الذي تنعم به البشرية اليوم، نشاط أو قلّ الاستثمار في الموت! كيف يمكن شاعراً أو أي إنسان أن يقرأ ويتعامل مع مشاهد الموت المجانية والتي تأتي بأمر من الإنسان! من هو إنسان هذا اليوم الذي يقرّر موت إنسان آخر؟ أطرح هذا السؤال ولا ألوذ بالصمت، بل أواصل سؤالي بأعلى صوت، وهو طبعاً صوت القصيدة التي تقول وتشرح وتعترض وتبني مداخل الحياة الأجمل.

    {هل تعتبر أن لا مكان للأمل أو للسعادة في دائرة الشاعر وظلاله؟
    دعني أقل، إن وعي الحياة هو أن يعي الإنسان أسباب عذابه وهو ذورة الأمل، وربما تكون السعادة وراء باب هذا الكلام وهذا الشعور. عندما تهجم الحيرة والعذاب والألم، وعندما تطبق العتمة على الروح، يولد نورٌ خفيّ في الذات، وكم تلقّفتُ هذا النّور وتلقّفني، وكانت قصيدتي هي كل هذا النشاط العظيم الموجه لخطواتي.

    {في كتاباتك وفي أسئلتك الكثيرة عن النهايات والموت ما يستدعي سؤالك مجدداً عن حالة القلق الذي وصلت إليه، هل أنت خائف وتعيش هاجس الموت؟
    حتماً، لا مفرّ من الموت، كلنا إلى الموت، عاجلاً أم آجلاً، ولا أقول جديداً بهذا الكلام، لكن السؤال الأكبر هو: كيف نواجه فكرة الموت قبل حلول الموت؟ وهل يستطيع الشاعر أن يحمي روحه من العذاب الكبير الذي يصارعه كلما تواردت لأيامه صور الموت؟ بالنسبة لي، ربما أعيش مع فكرة الموت بقلق كبير وعارم، وربما أرى نفسي تعيش على قارعة الانتظار والتعب والعذاب. فكرة الموت لا تخيفني بالمعنى البيولوجي، هي نتيجة طبيعية لحياة الإنسان، لذلك لا نخاف منها.

    {لكن كتاباتك تستحضر الموت وتكاد تحدد مكانه وتوقيته.
    استحضار الموت لا يعني تحديد موعد حدوثه. إنني أنتظر الموت، وهذا أمر طبيعي جداً، ربما أكون على انتظار يومي، أنتظر الموعود الذي لا أعرف موعد قدومه. وفي هذا الانتظار يكمن كلّ القلق، لكني بالتأكيد لستُ خائفاً من حقيقة جاثمة في الوجود اسمها الموت.
    الموت ليس مصادفة تحدث، إنه أمر محتوم، وحقيقة راسخة في حياة الإنسان. ولكن أيضاً، الموت هو مرادف للحياة، لولا الموت لما عرفنا معنى الحياة. حلول الموت أمر طبيعي وحتمي لكنه يبثّ، حين نراه ونتحسسه، رياحاً جبّارة وعنيفة، تصعب مواجهتها أو تجنّب نتائجها القاسية والصعبة، والمهلكة في أغلب الأحيان، لذلك نشعر بالقلق الرهيب مع فكرته وإمكان حدوثه.

    {ماذا عن طقوس الكتابة في حياتك؟
    الكتابة هي واجب وضرورة في حياتي. إنني أكتب في شكل يومي، وفي أغلب أوقات الليل أو النهار. موعدي مع الكتابة ليس له ما يحدده من تاريخ أو وقت معين. الحالة هي التي تحدد الموعد. تولد الأفكار والمفردات والأسئلة فجأة، فأسرع إلى تدوينها وتحويلها إلى صور مكتوبة. قد تكون في قالب شعري، قصيدة، وقد تكون أفكاراً في أشكالٍ أخرى من الكتابة، والفنون.

    {هل تتخيل نفسك خارج الشعر، ربما تعتزله؟
    الشّعر كما قلت، حاجة وضرورة في حياتي، ومن المستحيل العيش خارج هذه الحاجة. الشعر بالنسبة لي هو حاجة ماسة لي، وهو من أعذب الفنون وأرقاها، لذلك هو في متناول القلّة من أبناء البشر. صحيح أن في كل شخص تكمن الشعرية لكنها، تبقى ضمن حدود معينة، إلا أن الشاعر الحقيقي والأصيل هو الميزة والاختلاف بين أبناء الحياة.

    {كيف ترى ما يحدث اليوم في الغرب من عنف وإرهاب على أياد لا ترحم الإنسان بأبسط ما يعتقده؟
    المعاناة كبيرة اليوم على مستوى الوعي. والإرهاب الذي يضرب الشرق والغرب اليوم بهذه القسوة والوحشية، هو نتاج تلك الفوضى التي أسست لغياب العقل مكان الوعي والثقافة المنتجة. وأرى أننا نتجه إلى الأسوأ في هذا السياق الأعمى، إذا ما استمرت هستيريا التخلف على منوالها المخيف.

    الثقافة الحقيقية هي في الأصل فعل ونتيجة يتناوبان على الوعي وتنظيم الوعي بما يضمن تطور الحياة والإنسان، ومن الواضح أننا اليوم نعيش في مرحلة فقدان الوعي والثقافة، وكما ترى ونرى النتيجة، إرهاب وقتل وموت وإلغاء الآخر، وتدمير الأوطان…

    {في رأيك، إلى أين يسير المجتمع العربي في ظل هذا الموت الكبير الذي لا يوفر الإنسان والمكان من الإبادة والاندثار؟
    لا يسير بقدر ما يتراجع. لا مسير في الأمر، بل مراوحة تحفر الأسفل، وإذا استمر هذا الخراب، سيصل إلى أسفل السافلين.

    {كيف يمكن البشرية أن تتخلص اليوم من هذا الموت اليومي، أو هذا الجهل القاتل؟
    الثقافة. العلم. المعرفة… الوعي المفتوح على تفسير الحياة يساهم كثيراً في تحويل مسار الإنسان، وليس مستحيلاً أن يشكل الوعي مساراً مختلفاً يخالف ويحذف كل هذا التخلف والجنون الممتد على أرض الإنسان والحياة.

     

     

     

    كتابة : إسماعيل فقيه – (بيروت