Category: حوارات ومقالات

  • الفنانة السعودية ( أماني برديسي ) تعتبر بأن النقد الأكاديمي مهم جداً لمخرجات اللوحة الفنية..- حاورها:  يحيى بقاش

    الفنانة السعودية ( أماني برديسي ) تعتبر بأن النقد الأكاديمي مهم جداً لمخرجات اللوحة الفنية..- حاورها:  يحيى بقاش

    يحيى بقاش

    أماني برديسي: النقد الأكاديمي مهم جداً لمخرجات اللوحة الفنية

    < الاستمتاع الجمالي والخلق الفني هما إرهاصات في حضارتنا تشير إلى الرؤية العصرية، التي قد تصبح عليها حياتنا المستقبلية، فعلى رغم وجود الفنانة أماني برديسي في المشهد التشكيلي حديثاً فإنها استطاعت أن تقارع فنانين مرّ عليهم ثلاثة قرون في المجال نفسه، إذ تألقت في طرحها أعمالها الفنية، واستطاعت إيصال رؤيتها وإحساسها الفني بكل جدارة، كان لها حضور لافت في معرض «ديكو فير» 2017 التاسع في جدة، إذ قدمت رسالة من خلال مجموعة لوحات تناولت روحانية المكان للكعبة المشرفة بيت الله الحرام، في صور جمالية، من خلال المدرسة التجريدية، بحيث تصور ازدحام المباني حول الحرم المكي في عصرنا الحالي، وتحيط به حياة سكانية مزدهرة، والتطور العمراني الذي تحيط به من كل مكان، لذا تنقلك إلى ذلك المكان الطاهر وسط ذلك الزحام المفعم بالروحانية.

    > كيف تقومين مستوى الوعي الثقافي للمتلقي بمدارس الفن التشكيلي؟

    نجد هناك توجهاً كبيراً من مجتمعنا السعودي إلى أن سقف قراءات المجتمع يعلو عما كان عليه في السابق، ونجد هالة الفرشاة واللون اتسعت حتى أصبح مجتمعنا يرتقي بإحساسه تجاه الفن التشكيلي.

    > متى يقتنع الفنان بالناقد والناقد بمهنية الفنان؟

    يوجد وعي ملحوظ جداً، وبما أن المجتمع ارتقت ثقافته بالفن التشكيلي فقد يكون النقد الأكاديمي مهماً جداً لمخرجات اللوحة الفنية، بحيث تتماشى مع ثقافة المجتمع، وبذلك لا يقبل النقد الأخطاء احتراماً لثقافة المجتمع واهتمامه بهذا الجانب.

    > ما هي علاقتك بلوحاتك، وما هو المحرك الحقيقي لمخرجاتها؟

    من المؤكد أن كل لوحة هي نتاج وخطوط تعنيني أنا بصفتي فنانة تشكيلية، أما عن القصة القصيرة ففي كل خط في لوحاتي قصة داخلية تحاكي أعماقي وإحساسي، وأبرزها من خلال الريشة واللون، ووجود الإحساس الصادق في أية لوحة من المؤكد أنه يجبر المتلقي على الوقوف والتأمل.

    > لديك فلسفة مختلفة بطرح اللون وترجمته، ما هي الرؤية التي أوصلتك إلى هذا؟

    السواد قد يختلف مفهومه من شخص إلى آخر، أما عني أنا فيعني لي الغموض والعمق الفكري. إن كان السواد يعني للبعض الحزن فلا بد من زرقة الأمل، الذي يتماشى مع الحزن بخطين متوازيين، وهذا ما عبرت عنه في إحدى لوحاتي، وأطلقت عليه «Refused to sink» بمعنى: «رفض الغرق»، وزرقة العين وصفتها بالأمل المنشود للنجاة من هذا الغرق.

    > المحاكاة التي تقدمينها، أية شريحة من المتلقين تستهدفين؟

    أنا فرد من هذا المجتمع، ولذا أحاكي إحساسي أولاً، أما بالنسبة إلى المتلقي فله نظرته الثاقبة وفق ثقافته بهذا الفن، وما قد ينطبق عليه من إحساس جسده عملي، لذلك دائماً أترك الرؤية الأخيرة للمتلقي، كونه له حرية المساحة في التدبر والتأمل، التي لا يستطيع أي أحد تحديدها له، وأخيراً أحاكي جميع أفراد المجتمع.

    > على رغم حداثة عمرك الفني فإن لديكِ ثقافة عصرية في طرح أعمالك؟

    بفضل الله لم أعش الحياة على هامشها، وأنتم تقولون إن ثقافتي عصرية، ما أسعدني حقيقة، أما عن المرحلة العمرية؛ فالفن والإحساس لا يقتصر على فئة عمرية معينة، وتحقيقي هذا النوع من الفن قد يكون إحساساً فائقاً بالذات، إضافة إلى أن الله منحني أسرة تهيئني لما أنا عليه اليوم، وما أقرأه في أعين كثيرين.

    > كيف تجدين كثرة المعارض التشكيلية، هل هي من الظواهر الفنية الصحية؟

    كثرة المعارض مدلول على توجه كثيرين إلى هذا الإحساس الرائع، وهذا يعني ثقافة عالية بهذا الفن، أما عن الفائدة التي تعود على الفنان؛ فهي إتاحة الفرصة بتجسيد أحاسيس جمالية تعبيرية يعبر عنها بطريقة مختلفة لم يكن مجتمعنا معتاداً عليها في السابق، إضافة إلى تفريغ الأحاسيس المحاكاة بداخل المتلقي في أن يرى نفسه في مساحة معينة بأنامل تجسيدية لفنان معين. وفقا لما نشر بصحيفة الحياة.

  • علاء الدين بشير .. كتب عن فلسفة الجمال: البساطة خلاصة السجيّة الواعية، التحرر من المثالية العمياء..- مشاركة: علاء الجمال

    علاء الدين بشير .. كتب عن فلسفة الجمال: البساطة خلاصة السجيّة الواعية، التحرر من المثالية العمياء..- مشاركة: علاء الجمال

    البساطة خلاصة السجيّة الواعية، التحرر من المثالية العمياء)

    o لماذا تشعر بالضياع؟
    o لماذا تشعر أنك في اغتراب عن ذاتك؟
    o لماذا تشعر أنك لا تسطيع الإنسجام إلا مع فئات محددة من الناس؟
    o لماذا يُغادرك أو يتركك الأشخاص الذين اخترتهم ليكونوا قربك؟
    o لماذا تبقى غائب الذهن، والحاضر هو جسدك فقط؟
    o لماذا لا تستطيع الإنسجام مع الآن؟
    o لماذا تشعر أنك لا تستطيع الإصغاء إلى ذاتك؟
    o لماذا تشعر أن حضورك يجلب الركود والتوتر عوضاً عن السعادة والتمتع؟
    o لماذا تفضل البقاء بعيداً عن الواقع، بالوقت الذي يجب عليك فيه أن تنسجم مع جميع فئات الناس، وتختبر تجربة الإحتكاك معهم؟
    o لماذا لا تمتلك الجرأة الكافية والإرادة الكافية لتقرر خطوات نموذجية في واقعك الحياتي، وتمضي في تحقيقها؟

    هل سألت نفسك هذه الأسألة؟
    سأجيبك الآن؟
    السر في مثاليتك المزيفة، التعقيدات التي وضعت نفسك في حجرتها الضيقة ثمّ اقفلت بابها عليك، ورميت مفتاحها..
    o المثالية يا صديقي تعزلك عن ذاتك، تجعلك في عطش دائم للسعادة، تجعلك في رتابة مزيفة ما بين خوف وشك، إنك لا تستيطع حتى أن تثق بنفسك..
    o المثالية تجعلك مغموراً بأناك وخيالاتك، تجعل ماضيك حاضراً كل الوقت في ذهنك يستنزفك، ومستقبل بعيد يشدك سنيناً إلى الأمام..

    o المثالية تشعرك أنك إنسان مُعذب مهما كنت مرفهاً، خلقت لتتألم فقط، تصتطنع الفرح كمظهر، وفي داخلك تنزف..
    o المثالية نظام عقلي بحت، تفقدك الإنسجام مع واقعك، وتسيرك وفق قوانينها العمياء إلى الصراع، صراعك مع نفسك ..
    o المثالية ليست كمالاً، بل هي حالة نفسية متفاقمة ناتجة عن مشاعر النقص، ناتجة عن الفقد العاطفي كحالة تعويض عن النقص أو عما تفتقده الشخصية؟
    o المثالية من الرواسب النفسية الخطرة التي تفقدك الإحساس بقيمتك وبقيمة لحظتك، السهل أمامك تحوله إلى مُعقد..

    o المثالية تدفعك إلى الوحدة والإنكفاء بنفسك بعيداً، فكيف إن فرض الغير قوانينها العمياء عليك، لا تفعل، لا تجرب، هذا عيب وهذا حرام، وهذا لا يجوز، الرب يحرقك بجحيمه، وأنت لا مفر مُجبر على أن تلتزم بها، وهنا بلا شك إنها ستكون ممرك إلى التمرد والإنحراف ثمّ الجرح العميق والأسى..

    o المثالية تجعلك كائن ضيّق، بطيء التطور، سريع التعلق، تتسمك بكل شيء حولك، سريع الجرح سريع الغضب، قديمك السلبي دائم الطرح في حديثك، علماً أن كل حدث تستذكره من ماضيك وكان سلبياً معتماً، تعود طاقته لتتفعل كما لو أنها حدثت الآن، أول شخص تؤذيه هو أنت.

    o المثالية تفقدك براءة الطفولة، توثقك إلى جدران وهميّة خادعة هي الآنا والمنع والرفض والتحسب والخوف من تبدل نظرة الآخرين فيك إذا ما عشت لحظاتك التي تكون فيها انت على حقيقتك بسجيتك الواعية.
    o المثالية ترسم على وجهك الإضمحلال والشحوب، وتغرق عينيك بالحزن المترقب للتغيير، التحرر من القيود التي فرضتها عليك مثاليتك، وجعلتك مكبوتاً جافاً بارداً مُختنقاً في نفسك.
    (التغيير)
    o القوة لا تأتي من الوهم، وإنما تولدها التجربة الواعيّة، التجربة الواعيّة تحتاج إلى شجاعة، الشجاعة خلاصة البساطة، البساطة خلاصة النضج، النضج خلاصة إزدهارك النفسي، إزدهارك النفسي يعني إزدهارك في واقعك العلمي والعملي.

    o البساطة تعني أن تغادر أنظمة مثاليتك لتنطلق منها إلى سجية القلب الواعيّة المتسعة، الإنطلاق من الحدود الضيقة على الإتساع.. سجيّة القلب الواعية، إنها مرشدتك لأن تدخل عصرك الذهبي، إنها دليلك الباطني..

    o البساطة وحدها من تعيدك إلى مرح الطفولة، وبراءة الطفولة، البساطة وحدها من تأخذك من عوالق تلك المسارات المثبطة الهادمة إلى الفرح النابع من أعماقك لتترسخ أنت ضوءاً فيه..
    o (أصغي)
    o أصغي فقط إلى نفسك، كن وايعاً لبساطتك، وكن واعياً لمراحل خروجك من مثاليتك، كن صديقاً لنفسك، أصغي لجسدك، أصغي لقلبك، أصغي لروحك، كن تلميذا نجيباً لهم، دعهم يعلمونك الحب، دعهم يعلمونك كيف تفرح وكيف تستقبل نعماتك وتتغير، إنهم ماسات بين يديك.

    o البساطة خلاصة النضج، تجعلك كائنا سعيداً، خالياً من الكبت والتعقيد، تفعل بثقة وفرح ما يًسعدك دونما خوف وشك، والآخر يتقبل ما تفعل بإمتنان..
    o البساطة خلاصة النضج تجعلك مُتقبلاً لظروفك كيفما كانت، متقبلاً لتغيراتك، متقبلاً لنفسك، مُتقبلاً لنتائج أفعالك، مُستمراً كما النهر الجاري، حتى لحظتك التي تمر عليك تمتن لك وتصلي لأجلك لأنك شعرت بقيمتها..

    o ماضيك بمجمل أحداثه باقة ورود، ولا تراها إلا باقة ورود، ولا تستذكر منه إلا العطر، مُستقبلك تراه في داخلك وليس خارجك إنه أنت الآن.
    o «كن ماءاً جارياً يا صديقي، الماء لا يتعلق بمكان، الماء لا يتمسك بعابر فيه، الماء يبقى مُستمراً، الماء دائماً في إنسجام، الماء يشتاقه كل شيء، الماء خلاصة السجيّة الواعية للطبيعة، الماء إنه البساطة الحيّة»

    خلاصات التوثيق الباطني..
    الامتنان والمحبة يا نجوم الدرب..
    علاء الجمال

  • الفنان المتعدد المواهب ( جورج عشي ).. صورة (البائع الأعمى) ..حولت كاميرته لآلة للإبداع – مشاركة: سوسن صيداوي

    الفنان المتعدد المواهب ( جورج عشي ).. صورة (البائع الأعمى) ..حولت كاميرته لآلة للإبداع – مشاركة: سوسن صيداوي

    20155836_1498936820199026_3605043294166051502_n
    جورج عشي : أصبحت كاميرتي آلة للإبداع

    وجوه فنية متعددة لمواهب نجحت وكلها في شخصية واحدة … جورج عشي لـ -الوطن-: بحصول صورة (البائع الأعمى) على ميدالية فضية.. أصبحت كاميرتي آلة للإبداع

     سوسن صيداوي

    التكوين لا يأتي من عبث، وفي نمو الشخصية وتطورها، هناك العديد من العوامل والظروف التي لها بالغ التأثير، فالطبيعة من تلك العوامل والمؤثرات، وهي قادرة على التدخل والتحكم في الصفات الجسدية لأبنائها البشر، حسب مناطقها ساحلية أم جبلية كانت أو حتى من البوادي، هذا من جهة، ومن جهة أخرى، خصبها مهما تغيرت فصولها، فإنها قادرة على إغناء وإثراء الفكر والمشاعر والأحاسيس، وكيف إذا كانت الأم الطبيعة التي أتكلم عنها، هي من أجمل البقاع السورية وأكثرها نضرة وجمالا. ضهر صفرا في طرطوس، من الضيع السورية، التي وربما بحسب البعض، تبالغ في عطائها أو في تميّز أبنائها، والدليل على ذلك حالة من حالات لأشخاص من نفس المنطقة، الرسام التشكيلي والمصور الفوتوغرافي والعازف والمؤلف جورج عشي، صفات تقدمت اسمه، وربما هناك أكثر، فبين الريشة والألوان، يستمتع برسم البورتريات التي تحمل توقيعه بحقيقتها ووضوحها. ومن بين زحام الأشخاص وتبدّل الأماكن، عينه قادرة على التقاط أجمل الصور الفوتوغرافية عبر كاميرته. وعندما يستأنس وحدته منصرفا في التفكير، يلعب على وتر الكمان بكلمات يختار منها الأجمل والأعذب كي تكون أغنية تنبض بالحياة، ولا يمكن لزمن مهما طال أن يُطفئ نبض عاطفتها بالنسبة لنا نحن المستمعين، وبالنسبة لأهل الاختصاص من الملحنين، رقتّها وانسجامها مع اللحن، لا تتطلب التعديل أو التغيير بمكان ما.
    صحيفة «الوطن» حاورت الفنان المتعدد جورج عشي، وإليكم بعضاً من محطات مهمة في حياته…

    أنت من ضهر صفرا/ محافظة طرطوس إلى أي مدى الطبيعة تؤثر في تكوين شخصية الإنسان وكيف أثرت في فن جورج عشي وتعدد مواهبه؟
    الطفل كالجدول الرقيق المنساب تحدد مسيرته التضاريس التي تواجهه، وتحدد عذوبته الأرض التي ينساب فيها وهو كالورقة البيضاء يكتب عليها الزمن والطبيعة تفاصيل مستقبلية وتوجهاته. نعم.. أنا من قرية جميلة اسمها ضهر صفرا، وهي كلمة آرامية تعني بالعربية جبل الصباح، وهي مسقط رأسي وأجمل قرى العالم، كما يعتقد كل إنسان أن مسقط رأسه هو أجمل أمكنة الدنيا، وقد حفرت هذه القرية في ذاكرتي الطفولية كل الأشياء الجميلة.. أشجار التين والرمان والزيتون والزهور تزنر حدائق البيوت والطرقات الترابية المتعرجة وحفر الماء في الشتاء وصوت المطر والرعد والبرق وصياح الديك وزقزقة العصافير وخوار البقر، وأصوات البشر من حولي تصبّح بعضها البعض في الصباح وتجتمع لاحتساء القهوة، بينما الرجال يذهبون إلى الحقول المحيطة أو إلى أعمالهم سيراً على الأقدام أو بانتظار البوسطة التي ستقلهم إلى المدن والبلدات القريبة إلى بانياس أو طرطوس أو حتى إلى اللاذقية لقضاء بعض حاجاتهم الأسبوعية. كانت والدتي حين صادفها أبي لأول مرة تسكن في قرية اسمها الخراب، وهي على مسافة عشرة أمتار من شاطئ البحر الأبيض المتوسط، وفي المد تصبح المسافة ثلاثة أمتار، وهذه القرية تبعد عن مسقط رأسي ثلاثة كيلومترات، كنت في الصيف أقطعها مشياً على الأقدام، لأصل إلى البحر، ومنذ ذلك الوقت أصبحت بيني وبين البحر علاقة حميمة، وكنت أحياناً أنام هناك في بيت خالي«نجيب حربا» أستمتع بصوت البحر وأمواجه والنوارس التي كانت تمر من هناك، وأرافق أبناء خالي في زورقهم حين يبحرون لصيد السمك. أنا لم أكن أراقب ذلك بل أستمتع وكانت هذه الصور تتوالى في ذاكرة طفولتي.

    كان والدك مدرس لغة عربية، ألهذا أصبحت شاعراً ومتذوقاً للكلمة؟
    أبي من قرية سبعل اللبنانية، وكان قد تلقى علومه في مدرسة الجمهور اللبنانية وتفوق في الأدب العربي وعمل أستاذاً للغة العربية، وجاء إلى ضهر صفرا في عام 1919 وبقي فيها، وبدأ نشاطه بتأسيس مدرسة في القرية مع عدة أشخاص، وساهم في إنعاش القرية ما أوجد له مكانة بين أهلها، وبالتالي انعكس هذا على اهتمام الأهالي بإخوتي وبي أيضاً، وكانوا ينادون والدي بالمعلم وكنت أنا أدعى جورج بن المعلم.

    متى بدأت علاقتك بالريشة وبالألوان؟
    حين أصبح عمري خمس سنوات انتقلنا إلى اللاذقية، ودخلت مدرسة راهبات القلبين الأقدسين، وانتقل أبي من مدرسة ضهر صفرا إلى مدرسة الأب سالم كما كانت تعرف، وكنا نسكن في حي الصباغين، ولي في هذا الحي ذكريات جميلة جداً ورفقة رائعة كان لها الأثر الكبير في تنمية شخصيتي اليوم، وكان أبي بعد انتهاء المدرسة يأخذني معه إلى مكتبة النحات المشهور ميشيل أيوب، حيث كانت تحتوي على كتب غاية في الأهمية، على حسب قول والدي، وكان يمضي فيها الساعات وهو يقرأ، وأنا معه أقوم بواجباتي المدرسية، ثم أتمتع برؤية المنحوتات الرخامية التي أبدعها صاحب البيت. وفي المرحلة الإعدادية كانت رسوماتي تلفت انتباه مدرس مادة الفنون، وشاركت بمعرض المدرسة السنوي إلى جانب زملاء لي، ومنهم خالد المز الذي أصبح فيما بعد علماً من أعلام الفن التشكيلي، وكان والدي يشجعني كثيراً على الرسم والرياضة وخاصة الجمباز.

    هل يمكننا القول بأن تعدد مواهبك كان لتعبئة وقت مع شخص كنت فقدته منذ زمن طويل.. وأقصد هنا الوالد؟
    نعم.. في العام الدراسي 1953- 1954 حصلت الحادثة التي حولت مجرى حياتي كله بوفاة والدي عن عمر يناهز 64 عاماً، وكنت في الثالثة عشرة من عمري، وفقدت بذلك الرعاية التي كنت قد حظيت بها منه، وبدأت التخلف في دراستي من الحزن عليه، وبينما كنت الأول في صفي دائماً رسبت في امتحان الشهادة الإعدادية، فجاء أقرباء لنا من لبنان وأخذوني إلى مدرسة الفرير ماريست (الإخوة المريميون) في جونيه، وعدت من صف البروفيه، إلى السيرتفيكا الإفرنسية، ومع الوقت عادت ثقتي بنفسي هناك، وتفوقت حتى في دراستي وكان ترتيب نجاحي في السيرتفيكا الخامس على مدارس الفريرماريست في العالم. وعدت إلى الرسم، وفي أحد الأعياد الدينية قمت برسم جدران وملعب المدرسة برسومات أذهلت المدرسين هناك، وجاءت بعثة سينمائية فرنسية وصوّرتني أنا ورسوماتي.
    في عام 1958 انتقلنا إلى حلب وحصلت ظروف أدت إلى تسريح أختي، التي كانت هي المعيلة الوحيدة لنا أنا ووالدتي وأخي الذي يقوم بخدمة العلم، فتوقفت عن الذهاب للمدرسة آنذاك لعدم القدرة على تسديد القسط السنوي المقرر، فقام بعض من زملائي في المدرسة بجمع القسط بينهم وأعادوني إلى المدرسة، فرفض مدير المدرسة آنذاك المبلغ منهم وأعادني هو دون أن أدفع قرشاً واحداً، فرسمت له لوحة بيتهوفن وهو يقود الأوركسترا في مؤلفه القداس الاحتفالي نقلاً عن لوحة معروفة وأهديته إياها وكان سعيداً جداً بها، ثم طلب مني رسم أيقونات له بأجر وقمت بذلك، لعلمه بأن المطلوب ليس قسط المدرسة بل أيضاً المأكل والملبس وأجرة البيت وبذلك الأمور مشت على ما يرام. وأعود إلى السبب الذي دفعني إلى متابعة هواياتي كلها، وهو أنني كنت أصبت باكتئاب قوي في السبعينيات من القرن الماضي، وحاول الأطباء في دمشق مساعدتي ولكنهم فشلوا فكتبت للدكتور هنري أيوب قريبنا من طرف والدته الذي كان مديراً لمشفى دير الصليب في جل الديب، فدعاني للمثول بين يديه، وعند زيارتي له سألني بضعة أسئلة، ووصف لي الدواء اللازم وطلب مني ألا أراجع أي طبيب في دمشق غير الدكتور فكرت خلف. وفي دمشق اشتريت الدواء وفتحت النشرة المرفقة وقرأت الأعراض الجانبية له فخفت أن استعمله، وتوجهت إلى الدكتور فكرت خلف، الذي ضحك من خوفي، وقدم لي تفاحة ثم أعطاني حبة من الدواء وقال لي «لا تخف أنا معك فإذا حصل أي شيء فأنا المسؤول فاطمأننت وأخذت الحبة. وعند عودتي للمنزل نمت حتى الصباح وكان وزني في تلك الفترة 49 كيلوغراماً، وتابعت تناول الدواء يوميا حسب وصفة الدكتور أيوب وخلال أسبوع بدأت الأمور تتحسن. وبينما كان الدكتور خلف يتابع حالتي الصحية، لاحظ في منزلي بعض الرسومات، وأبدى إعجابه الكبير بها وشجعني للاستمرار في الرسم، وفعلاً عدت ومن خلال تحفيزه أقمت أول معرض في صالة التبغ برعاية من الأستاذ محمد أحمد مخلوف المدير العام آنذاك، وشجعني كثيراً اقتناؤه لبعض اللوحات من كل معرض كنت أقيمه.

    ماذا عن التصوير الفوتوغرافي؟
    في عام 1975 تمت دعوتي من وزير الثقافة العراقي طارق عزيز لإقامة معرض في بغداد، ولبيت الدعوة وقد تم اقتناء كل لوحاتي في بغداد، وعدت إلى دمشق، فاشتريت كاميرا احترافية وسجلت على بيت في مشروع دمر من خلال نقابة الفنون الجميلة وألواناً وفراشي لأتابع الرسم. التصوير الفوتوغرافي كان مجرد وسيلة لتسجيل ذكرياتي، وأحياناً كانت تصادفني لقطات فريدة أقوم بتسجيلها، ولم أكن أخطط لأن أكون مصوراً على المستوى الذي ينعتني به النقاد بالمصور العالمي أو الذي نشر صورته إلا في عام 1983. ففي هذا العام حضرت اللجنة العالمية لمعرض انتربرس فوتو إلى دمشق، وكان من برنامج زيارتهم زيارتي أنا بالذات، لست أدري من الذي أعطاهم اسمي، فاطلعوا على صوري الفوتوغرافية وألحوا علي أن أشارك في المعرض الذي سيقام بدمشق، وفي الفترة بين زيارتهم إلى إقامة المعرض، قمت بجهد كبير كي أشارك وتقدمت بست صور، حازت إحداها الميدالية الفضية للمعرض، وهي صورة البائع الأعمى. هنا لم يعد من مجال لكي تستخدم آلة التصوير لتسجيل الذكريات بل أيضاً للإبداع ولا يصح النزول عن الموقع الذي وصلت إليه.
    ما حكايتك مع آلة الكمان الموسيقية؟
    بدأت التعلم على آلة الكمان في اللاذقية وتابعت ذلك في حلب وبعد حصولي على الثانوية تقدمت بطلب عمل في المؤسسة العامة للتبغ، وعُينت فعلاً وانتقلنا إلى دمشق في عام 1961، وكنت أداوم قبل الظهر في عملي بالريجي وبعد الظهر كعازف كمان على القطعة في التلفزيون العربي السوري، ثم كعازف في الفرقة السيمفونية الوطنية التي تشكلت أيام كان المحامي نجاة قصاب حسن مديراً للفنون في وزارة الثقافة وقدمنا أول عمل غنائي (الأرض) من تأليفه وألحان عبد الرحمن الخطيب شقيق فايدة كامل، وقاد الأوركسترا وقتها الفنان المصري فؤاد حجازي على مسرح الحمراء بدمشق.

    إذاً العزف على الكمان هو الذي حفزك كي تتوجه لقراءة وكتابة الشعر المحكي ثم الأغاني.. وبعدها اللقاء بالموسيقار الراحل ملحم بركات.. حدثنا عن هذه الأمور؟
    بدأت كتابة الأغنية مع بداية عملي مع الفرقة الموسيقية للإذاعة والتلفزيون بدمشق 1961، ولكنها كانت محاولات لا تستحق الإشارة إليها إلى أن كانت مسابقة وزارة الثقافة لتأليف الأوبريت الغنائي 1967 وقد حصلت فيها على الجائزة الثانية عن مؤلفي (خيال الريح الأزرق). وفي عام 1975 خطر للفنان ممدوح الأطرش أن يقوم بإنتاج أوبريت غنائي فكتبت له أوبريت (عدلة بنت الدهان). وكان أن صدف وجود ملحم بركات في دمشق واقترحت على ممدوح أن يلحنها ويقوم ببطولتها ملحم بركات، واجتمعنا وتم الاتفاق بيننا وتم تلحين (أغنية آه لو فيي) التي يغنيها اليوم ربيع الخولي، (ولو بيكون علي الحق) التي يغنيها اليوم غسان صليبا وهاتان من سياق العمل وهما من ألحان ملحم بركات، وأعطى الأغنيات الباقية إلى عبد الفتاح سكر وآخرين، وتم تسجيل الأغنيات، وفجأة جاء أمر، ولا أدري ممن، بالإيعاز لعيسى أيوب بكتابة عمل آخر لممدوح الأطرش، فاستخدمت أغنياتي فيه، ما عدا الأغنيات التي لحنها ملحم رحمة الله، الذي لم يقبل إطلاقاً استخدامها في أي عمل ليس من تأليفي. وكنا من قبل قد تعاونّا أنا وملحم بركات في أغنية:ع الشام وديني، يا نسمة تشرين، وأنتم تدركون مدى نجاح هذه الأغنيات، وكان ملحم قال لي ذات مرة أنت الوحيد الذي لم أطلب منه تعديل كلمة واحدة في نصه الغنائي.

    المصدر / صحيفة الوطن

  • تكتب ( منال ظفور ) عن حكاية” اﻷكيتو “عيد رأس السنة السورية  .. – مشاركة بواسطة : ‏‎Manal Zaffour‎‏

    تكتب ( منال ظفور ) عن حكاية” اﻷكيتو “عيد رأس السنة السورية .. – مشاركة بواسطة : ‏‎Manal Zaffour‎‏

     

    ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏شخص أو أكثر‏ و‏أشخاص يقفون‏‏‏
    ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏شخص أو أكثر‏ و‏أشخاص على المسرح‏‏‏
    تمت إضافة ‏‏3‏ صور جديدة‏ بواسطة ‏‎Manal Zaffour‎‏ — مع ‏‎Sizeef Syrian‎‏.

    من حكايا سوريا والسوريين
    حكاية” اﻷكيتو “عيد رأس السنة السورية
    وكذبة نيسان طلعت كذبة كبيري
    حتى كلمة”حج” طلع معناها الفرح واﻹحتفال
    من كم سنة صرنا نسمع كتير باﻷكيتو (راس السنة السورية) وصرنا نحاول نحتفل فيه ولو بخجل..ﻷنو مشتاقين للفرح ..بس مامنعرف شي عنو وعن طقوسه ..وانو هالعيد هو جزء من أعياد الربيع السورية ببﻻدنا بﻻد الرافدين (العراق والشام) وانو في وراه حكاية ابداع وتجلي للفكر السوري العظيم ..حكاية عتيقة عتق الزمان ضاعت بزوايا ذاكرتنا الشعبية وضل منها شوية بقايا تحت أسماء مختلفة متل عيد الرابع..عيد نيسان ..عيد النيروز..شم النسيم..الخ.وهاﻷسماء حرضت المهتمين بحقيقة التاريخ السوري للبحث عن أصول هاﻷعياد فكتب أحد ورثة التراث السوري وحماته عاشق سوريا
    Sizeef Syrian
    مقاﻻت عن أعياد الربيع واﻷكيتو..رح اقتبس من مقال كتبه ب 31_3_2014 مع الشكر لجهوده الرائعة ..بيقول : …..
    ( …..عيد اﻷكيتو رأس السنة اﻵشورية السريانية الكلدانية البابلية..الخ..(وكلها أسماء لشعب واحد هو السوري) أو كما يلفظ باﻵشورية ” خابنيسان” أي اﻷول من نيسان…وما تزال كلمة _خا _ باﻹبدال بين الحاء والخاء تدل على واحد في لهجتنا المحكية الخزان المهم لتاريخنا ولغتنا السورية بلهجتيها الشرقية اﻵشورية والغربية السريانية…..
    وتأتي أهمية اﻹحتفال بهذه المناسبات نظرا لما تمثله من ارث حضاري موغل في التاريخ اسوة بدول العالم المعاصر التي تفتخر بإرثها الحضاري لتعزز قيم السﻻم والتضامن وحسن الجوار بين الشعوب…….
    ويبدو أن هذا العيد قد سرق منا ثﻻث مرات..مرة عند فرض التقويم اليولياني ..ومرة عند فرض التقويم القمري الهجري العربي ، ومرة عند اعتماد التقويم الغريوري..وإمعانا في اﻹساءة لهذا العيد السوري وتسهيﻻ لطمسه ومحوه فقد أطلق عليه في الغرب منذ أن تم اعتماد التقويم الغريوري في القرن السادس عشر April fool أي أحمق نيسان وكانت تطلق على كل من ينسى أن رأس السنة قد تغير إلى كانون ثاني ، ثم عدنا فاستوردناه عيدا للكذب !!!…) ..انتهى اﻹقتباس….
    منرجع لحكاية اﻷكيتو : من كذبة نيسان اللي طلعت هي كذبة كبيرة استوردناها متل ما شفنا عيد للكذب وصرنا نعيد فيه من دون ما نعرف أصله ونسأل عن مصدره..متل ما صار كمان لمن رجعنا نحاول نحتفل باﻷكيتو دون مانعرف شي عنو….ومنشان هيك رح نعمل زيارة أنا وإنتو ﻷجدادنا السوريين القدماء شي كم ألف سنة ق.م لنعيش معن شوي ونعرف منن طقوس اﻹحتفال باﻷكيتو…بس باﻷول ﻻزم نعرف كم شغلة عن اﻷكيتو.
    باﻷلف الخامس والرابع ق.م أجدادنا الكلدانيين اﻷوائل والسومريين اللي سكنوا وسط وجنوب العراق القديم (5300ق.م) من عصر اريدو ..كانوا يحتفلوا براس السنة مرتين ..ﻷنن قسموا السنة لقسمين :
    _اﻷول :نهاية النهاية (خاص بالعالم اﻷسفل ) من تشريتو( تشرين)_ ل _آدارو (آذار)..وكانوا يعملوا احتفال بشهر تشريتو باسم _زاكموك_ وهو عيد اﻹعتدال الخريفي..واحتفال بقطف التمور..وبذر بذور الشعير والحنطة بعد أول مطرة..
    _التاني : بداية البداية (خاص بعالم الحياة) من نيسانو (نيسان) _ل _إلولو (أيلول) وكانو يعملوا احتفال ببداية نيسان باسم _أكيتو_ راس السنة الجديدة وهو عيد اﻹعتدال الربيعي واحتفال ببدء و عودة الحياة للطبيعة…
    وبعد فترة صار اﻹحتفال مرة وحدة بالسنة وهو اﻷكيتو.
    وأكيتو عند السومريين بتعني =الحياة..وعند اﻵكاديين كانت تلفظ حجتو= فرح ..وبالسريانية اﻵرامية كانت تلفظ حج =وبتعني اﻹحتفال والفرح (اتخيلوا !!!!)..وبالبابلية باسم ريش شاتيم =راس السنة..
    وأكيتو بجذوره كان عيد شعبي لجز الصوف للمواشي وكانوا يحتفلوا فيه بين آذار ونيسان وصار يمثل راس السنة باول نيسان …
    ونيسان = نيسانو =نيشان = العﻻمة _عﻻمة حلول فصل الربيع واﻹعﻻن عن وﻻدة الحياة ورمز للخصب وحبل اﻷرض بكلشي أخضر اللي هو لون الحياة.. نيسان دخل عاﻵرامية السريانية من اﻵكادية : نيسانك=وبتعني الباكورة وبداية ورأس الشي وأوله.. وهو الشهر الرابع بالسنة الميﻻدية ..
    هالحكي من التقويم الشرقي السوري اللي هو سبب هالمشكلة (رح احكيلكن حكايته قريبا )..واللي بيعتبروه علماء التاريخ انو أقدم وأول تقويم مازال مستخدم لحد هﻷ (اﻵشوريين والسريان بيستخدموه للتأريخ بأيامنا الحالية) ..وبناءا عليه عاﻷغلب.. بتكون سنتنا الحالية 2017 هي 6767 وبتعني 2017 +4750ق.م=6767 (بحكاية التقويم بتعرفوا ليش هالرقم)..
    وبيرمز اﻷكيتو للبداية الحقيقيةللحياة وبيرتبط بنهاية موسم المطر والبرد وبدء الخصب ونمو الزرع والزهر خصب اﻷرض المتمثلة (بشعائر الجنس بالزواج المقدس)..ورمزه اﻹله دوموزي وزوجته إنانا ..= تموز وعشتار..=مردوخ وبانيتوم(الفضية).. = بعل وعناة…الخ…
    واسطورة دوموزي وانانا وكل ﻷساطير بتمثل حكاية الموت المؤقت لبعض اﻵلهة (اله الخصب) وعودته للحياة وبعثه من جديد..وبيرمز لدورة الطبيعة السنوية بفصولها اللي بتموت موت مؤقت بالشتي وبترجع للحياة بالربيع..فربط الربيع بالحياة لﻷرض بعد موتها (اللي ارتبط بإله الخصب) بيدل عاجمال التعبير اﻹنساني اللي بيحكي عن اﻹنسان السوري المبدع وتأثره وتفاعله مع محيطه اللي عاش فيه ومن مراقبته للطبيعة وظواهرها المدهشة ومناخها وتعاقب فصولها وخاصة الربيع ترك أثر بذاكرته وتراثه اﻹنساني الرائع اتجسد بحكايات وأساطيربتشرح عودة الحياة والبعث من الموت..منشان هيك اختار السوريين من آﻻف السنين أول نيسان هو بداية السنة الجديدة واعتمدوا على ايمانهم باسطورتين :
    اﻷولى : اسطورة الخلق والتكوين وبطلها اﻹله مردوخ اله الحق والخير اللي انتصر على تيامات (التنين آلهة الشر) وقسمها لقسمين ليتكون من جسدها السماء واﻷرض وبعدين خلق اﻹنسان وبتبدأ الحياة والطبيعة على اﻷرض..
    التانية :اسطورة عشتار وعقيدة الخصب الزراعية وبتقوم على أساس بعث وعودة اله الخصب تموز للحياة وقيامته من بين اﻷموات ببداية الربيع وبيرمز للترحيب واﻹحتفال بالطبيعة والفرح برجعتها للحياة مع خيراتها الموسمية واعتدال الجو ونمو العشب والزرع وخاصة الشعير والقمح اللي كانوا المصدر اﻷساسي للغذاء بهداك الزمن..و بيتجلى برمز أسر اﻹله تموز (أو غياب مردوخ) طول نصف السنة بالعالم اﻷسفل وبعدين رجعته للحياة…
    وكانت تصير باحتفاﻻت اﻷكيتو طقوس دينية وشعائر وكانويقدموا القرابين والنذور واﻷضاحي ويعملوا مواكب احتفالية كبيرة ويقوموا بألعاب رياضية ورقصات وكان الكل يشاركوا بالعيد وبيستمر اﻹحتفال 11_12 يوم وبوسط المدة كانوا يعملوا أفراحهم وأعراسهم ويقوموا بطقوس الزواج المقدس…
    وهﻷ رح نروح لعند أجدادنا لنعرف كيف بيحتفلوا باﻷكيتو :
    بيبدا اﻷكيتو ب21 آذار وبينتهي ب1 نيسان عيد راس السنة.وكانت اﻷيام اﻷربعة اﻷولى مخصصة لطقوس الحزن والطهارة والعمادة ..وتنظيف المعابد والبيوت وتطهيرها (شفتوا من وين أمهاتنا جايبين فكرة التعزيل والتنظيف قبل العيد) ﻷنن بيعتقدوا انو اهمال النظافة والطهارة هو أمر خطير وفظيع ﻷنو بيفسح المجال للعفاريت الشريرة انو تتسلط عالبشر والكائنات الحية (العفاريت هي الجراثيم واﻷمراض الي كانوا يحاربوها بالنظافة)..وباليوم اﻷول كان الملك يطوف حول تمثال اﻹله وبيكسيه بقش القمح والشعير ليعبر عن شكره لﻹله عالمحاصيل الوفيرة وبعدا بيتوجهوا الكهنة للمعبد بعد ما ينظفوه يطهروه بماء دجلة والفرات ..وبيشعلوا النار والمشاعل والمباخر وبينوروا المعبد وبيمسحوا بوابه بزيت السدر (اﻷرز_النبق) وبعدا بيبدأوا الصلوات والتراتيل.. وبيكون بهاﻷيام في (عيد البكاء الكبير.)..وبيقوموا الناس برش المي عابعضن وعلى طريق اﻹله لغسل خطاياهن قبل استقبال آلهة الخصب والحياة وهالتقليد كان اسمو (عيد السقاية ورش الماء)..وبعدين باليوم التالت بيفتحوا الكهنة بواب المعبد ليدخلوا الحرفيين والفنانيين والنحاتين والرسامين والصياغ وبيتركوهن بساحة المعبد وبيقفلوا عليهن البواب وبيفتحولن خزائن الدهب واﻷحجار الكريمة والخشب ليصنعوا تماثيل لﻵلهة وبيضلوا محبوسين لليوم التامن..
    واليوم الربع والخامس بتكون أيام التكفير وطلب الغفران وتقديم اﻷضاحي ..وبالليل بيراقبوا الكهنة النجوم المقدسة لحد شروق الشمس وبيعلنوا اﻹحتفاﻻت الشعبية الكرنفالية وبيقوموا ممثلين وممثﻻت (موميلو وموميلتو) بقراءة قصة
    الخلق والتكوين (اينوما ايليش)..وعشتار وتموز..وبعدا بيقوموا الكهنةبتقديم أضحية لﻵلهة بدبح شاة وبيمسحوا بدمها جدار المعبد .وهالعملية اسمها اﻹستبدال (برخو) وبتعني انتقال الذنوب والخطايا البشرية لجسد اﻷضحية المدبوحة وبيحرقوها وبيرموها بالنهر ليجرفها مع ذنوب وخطايا السنة اللي راحت..وبعدا بيشعلوا الناس مشاعل وشموع وبيحطوها على طباق قش مع ورود وبيطوفوها بالنهر واسم هالعيد عيد المشاعل والأماني والمراثي..
    واليوم السادس والسابع بيكون لﻷمل والرجاء وهنن أهم أيام اﻷكيتو ﻷنو بيصير فيها تغييرات سياسية وقانونية يعني تجديد السلطة والانتخابات .فبيدخل الملك برفقة الكهنة للمعبد وقدام المدبح بيتلوا صلواتن وبعدين بيجي الكاهن اﻷكبر (الشيشكالو) وبيجرد الملك من كل اشاراته الملكية وتاجه وصولجانه والحلقة والسيف رمز اﻹله مردوخ.وبيشلح توبه الملكي وبيلبس رداء أبيض بسيط وبيقوم الشيشكالو وبيصفع الملك بقوة على خده اليمين وبيشده من أذنيه التنتين وبيجبره عالركوع عاﻷرض قدام المدبح وبيبدا الملك اﻹعتراف بخطاياه وبيقدم تقرير ﻷعماله خﻻل السنة اللي مضت وبيطلب الغفران من اﻹله وتجديد سلطانه للسنة الجديدة وبعدا بيرجع الكاهن بيضربه عاخده اليسار بقوة أكتر من أول لحتى تنزل دموعو ارضاءا لﻵلهة وهون ما ﻻزم تنزل دموع الملك ﻷنها دليل على ضعفو وعدم القدرة على حمل المشقة والمسؤلية وبعدا بيرجع الشيشكالو للملك كل شاراتو الملكية بعدما يطهرهن بماء دجلة والفرات..وهالطقس بيرمز لتواضع الملك وتذكيره بأنو هو من البشر..وبيأدي الملك القسم الشرعي واليمين على القيام بواجباته بالسنة القادمة وهيك بيتجدد للملك الحكم بمباركة ﻵلهة وبعدين بيخضعوا الحكماء والقانونيين والمرشحين السياسيين لنفس طقس اﻹنتخاب والتجديد…والمسا بيضحي الملك بثور أبيض تقدمة لﻵلهة.وباليوم التالي بتبدا مواكب الكرنفال بالمسير بشوارع المدينة ليوصلوا للمعبد وبيعملوا مسرحية وهمية بتجسد خطف الملك وحبسه وراء القضبان (تجسيد لغياب اﻹله تموز بالعالم اﻷسفل وأسره) وبتطلع عربة ملكية بتجرها خيول من دون عربجي وبتمشي بسرعة جنونية بالشوارع ولما بيشوفوها الناس بيبدوا البكي والنواح وبيطالبوا بعودة اﻹله للحياة وبترمز للفوضى واﻹضطراب بغياب السلطة الشرعية والسياسية واﻷمن..وبكاء الناس ونواحهم بهاليوم هو (عيد اﻹحتفال بالحزن والتجوال بالمدينة)..
    واليوم التامن هو يوم القيامة وهو من أكتر أيام اﻷكيتو فرح وفيه بتمشي مواكب الكهنة وهنن حاملين الماء العجائبي المقدس حالزاكو منشان يرشوه على تماثيل اﻵلهة اللي بيجمعوها بالمعبد بغرفة تقرير اﻷقدار للعام الجديد وبتكون ذروة اﻹحتفال والفرح بوصول موكب بانيتوم زوجة مردوخ وعا ايدا تمثال طفل صغير وموكب عشتار آلهة الحب والخصب والجنس والحرب.. وهو اعﻻن عن بدء طقوس الزواج المقدس واظهار أهمية الخصوبة والوفرة وزيادة اﻹنجاب وبيصير طقس (عيد الدسوﻻقا عيد الصعود) بينقوا اجمل صبية بالمدينة وبيعملوها الكاهنة العليا للزواج من الملك..
    واليوم التاسع والعاشر بيمشي موكب النصر وبيقود الملك عربة اﻹله مردوخ المصنوعة من الدهب وبيصحبه الموسيقيين والمغنيين والراقصين وبيتجولوا بالمدينة ليوصلوا لساحة المعبد مركز اﻹحتفال العظيم..وبيقوموا النساء بجمع باقات الورود وسنابل القمح الأخضر وبيعلقوها بمداخل البيوت ليرحبوا بنيسان الخير اسما دقنا نيسان..وباليوم العاشر ﻻزم الملك يقدم ايده لﻹله مردوخ ويترجاه انو يباركله سلطانه ليصير ملك شرعي على بﻻد الرافدين واﻻ بيضل ملك محلي اذا ماقام بهالطقس ..وبعدا بيتزوج الملك من كاهنة المعبد العليا تقليد لﻹله مردوخ بزواجه من بانيتوم (طبعا تمثيل للزواج المقدس )..ﻷنو الزواج المقدس من الطقوس الضرورية والثابتة المرتبطة باﻷكيتو وبيرمز ﻹتمام وضمان تلقيح وخصوبة اﻷرض والحياة للسنة الجديدة المباركة..
    وباليومين اﻷخيرين 11_12 بيكونواالختام والذروة باحتفال أعياد الربيع وفيه بتجتمع اﻵلهة بالمعبد ليثبتوا وعدن لمردوخ وليقرروا مصائر البشر والمدينة..
    واليوم اﻷخير بيكون 1نيسان عيد راس السنة وبتصير اﻹحتفاﻻت والموسيقى والرقص والغناء وتقام الوﻻئم والموائد للجميع..وبينتهي العيد اللي كان فرصة للفرح والمرح والترفيه والتسلية والنشاطات الرياضية والفنية والعﻻقات اﻹجتماعية اﻹنسانية ..عيد اﻷكيتو ….اللي اخترعوه أبناء الحياة السوريين بيرتكز عافكرة جوهرية وهي :
    “من الموت تولد الحياة والحياة تنتهي بالموت ضمن دائرة كونية ﻻمنتهية المنداﻻ السورية ”
    وأهمية اﻹحتفال بهالعيد هو اعادة إحياء تراثنا وتاريخنا السوري اللي بيعرفنا على هويتنا السورية الحقيقية لنحيي سوريانا..وتحيا سوريا…

    لا يتوفر نص بديل تلقائي.
    ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏شخص أو أكثر‏ و‏أشخاص على المسرح‏‏‏
    ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏شخص أو أكثر‏ و‏أشخاص يقفون‏‏‏
  • الأستاذ ( نصر الدين البحرة ) .. شخصيات من بلدي – الشخصية السابعة عشرة  – مشاركة : تحسين صباغ‏

    الأستاذ ( نصر الدين البحرة ) .. شخصيات من بلدي – الشخصية السابعة عشرة – مشاركة : تحسين صباغ‏

     ربما تحتوي الصورة على: ‏‏2‏ شخصان‏ربما تحتوي الصورة على: ‏شخص واحد‏

    شخصيات من بلدي
    الشخصية السابعة عشرة
    الأستاذ نصر الدين البحرة
    السيرة الذاتية
    ولد في دمشق، حي مئذنة الشحم في 15 آب عام 1934.
    تخرج في جامعة دمشق حاملاً الإجازة في الفلسفة والدراسات الاجتماعية.
    اشتغل في التعليم الابتدائي والثانوي مدرساً للفلسفة واللغة العربية في دمشق وبيروت.
    مارس الصحافة إلى جانب التعليم في أواسط الخمسينيات، وكان محرراً وأمين تحرير في عدد من الصحف الصادرة في دمشق: صوت العرب، والوعي الصرخة، والطليعة، والرأي العام.
    نال عام 1955 الجائزة الأدبية الثانية في مهرجان وارسو الدولي للشباب والطلاب عن قصته «أبو دياب يكره الحرب»، وكان رئيس لجنة المحكمين الأدبيين في المهرجان الشاعر المشهور ناظم حكمت.
    إلى جانب القصة القصيرة ، كتب الشعر العمودي وقصيدة النثر والدراسات الأدبية السينمائية والتاريخية يقدم برامج إذاعية منذ عام 1952 وما يزال يقدم برنامجاً ثقافياً في إذاعة دمشق يذاع صباح كل يوم أحد في الساعة العاشرة والنصف وقدم وشارك في تقديم كثير من برامج التلفزيون العربي السوري.
    أعارته وزارة التربية عام 1966 للعمل في جريدة الثورة الدمشقية، فعمل معلقاً سياسياً ومحرراً رئيسياً، ثم أمين قسم الدراسات، رأس بعد ذلك قسم الأرشيف ، وتولى أمانة تحرير الجريدة حتى عام 1969، فأنهيت إعارته وعاد إلى وزارة التربية للتدريس.
    انتخب في الدور التشريعي الرابع لمجلس الشعب 1986-1990 عن مدينة دمشق.
    أنشأ مجلة مجلس الشعب- للمرة الأولى في تاريخ المجلس- ورأس تحريرها.
    عضو المكتب التنفيذي لاتحاد الكتاب العرب.
    رئيس إدارة فروع اتحاد الكتاب العرب في سورية.
    رئيس تحرير مجلة التراث العربي التي يصدرها اتحاد الكتاب العرب بدمشق منذ عام 1997.
    عضو جمعية القصة والرواية.
    عضو عامل في اتحاد الصحفيين السوريين.
    كان بين المؤسسين في المسرح القومي ممثلاً. وأخرج بعض الأعمال المسرحية على مسرح معرض دمشق الدولي وأعدها عام 1960 وكان ذلك مع النادي الفني بدمشق.
    من اقواله في دمشق هي عشيقتي الأبدية وهي الملهمة التي لا حدود لكرمها أراها في الصحو والمنام وأخشى عليها النوائب من الدهر والناس مثلما أخاف على بردى وفروعه الستة وقد وضعت عنها كتابين حتى الآن : دمشق الأسرار ودمشق الأربعينات
    المراجع
    منقولات من النت

    ربما تحتوي الصورة على: ‏شخص واحد‏
    ربما تحتوي الصورة على: ‏‏2‏ شخصان‏
    ربما تحتوي الصورة على: ‏شخص واحد‏
  • المسرحي البريطاني بيتر هول مؤسس “فرقة شكسبير الملكية” Royal Shakespeare Company يرحل عن عمر يناهز الـ 86 عاماً ..

    المسرحي البريطاني بيتر هول مؤسس “فرقة شكسبير الملكية” Royal Shakespeare Company يرحل عن عمر يناهز الـ 86 عاماً ..

     

    وفاة عملاق المسرح البريطاني بيتر هول

    وفاة عملاق المسرح البريطاني بيتر هول

    لندن ــ العربي الجديد

    13 سبتمبر 2017

    أعلن المسرح الوطني البريطاني عن وفاة الفنان، بيتر هول، عن عمر 86 عاماً، في “مستشفى الكلية الجامعية” في لندن، يوم الاثنين، علماً أن الراحل يعدّ الشخصية الأكثر تأثيراً في المسرح البريطاني خلال النصف الثاني من القرن العشرين.

    وسارع مشاهير المسرح حول العالم إلى التعزية بوفاته، وبينهم الممثلة فانيسا ريدغرايف التي وصفته بـ “المخرج الاستثنائي والعظيم”، في مقابلة مع “القناة الرابعة” البريطانية.

    وقال الممثل باتريك ستيوارت إن هول “لم يتوقف عن العمل إطلاقاً”، معتبراً أنه “غير المسرح الكلاسيكي والحديث في المملكة المتحدة، وساعدة في بناء مسيرته المهنية”.

    مسيرته المهنية

    أسّس بيتر هول الفرقة المسرحية الأشهر في العالم “فرقة شكسبير الملكية” Royal Shakespeare Company في سن الـ 29 (عام 1960)، وتولى إدارتها إلى عام 1968، ووضع بصمته على المسرح الناطق باللغة الإنكليزية طوال خمسين عاماً.

    وقدّم الكاتب، صامويل بيكيت، إلى الجمهور الناطق باللغة الإنكليزية، وعرض على المسرح، للمرة الأولى، 8 مسرحيات للكاتب المسرحي الإنكليزي الحائز جائزة “نوبل”، هارولد بنتر.

    وساعد هول في إحداث ثورة في تمثيل مسرحيات وليام شكسبير، كما أدخل واقعية جديدة إلى أداء الأوبرا الكلاسيكي خلال توليه إدارة “مهرجان غليندبورن” Glyndebourne Festival في إنكلترا من عام 1984 إلى عام 1990.

    أخرج أكثر من 300 مسرحية على “المسرح الوطني” بين عامي 1973 و1988. وقدّر تنظيمه أكثر من 50 عرضاً في دور أوبرا حول العالم. وعام 1977، منحته الملكة إليزابيث الثانية لقب “فارس”.

    ولدى تركه “المسرح الوطني” عام 1988، أسس “شركة بيتر هول”، وبدأ بقضاء المزيد من الوقت في الولايات المتحدة الأميركية، إذ قدّم على المسرح “حلم ليلة منتصف الصيف” و”قياس لقياس” عام 1999، على “مسرح آمنسون” Ahmanson Theater في لوس أنجليس، وعرض “أماديوس” على خشبة “برودواي”. عام 2003، أسس “مسرح روز كينغستون”.

    عام 2000، أخرج مع ابنه إدوارد مسرحية مدتها 10 ساعات مقتبسة عن “تانتالوس” (رواية ملحمية عن حرب طروادة). وحاز إشادة “مسرح هارفي” Harvey Theater التابع لـ “أكاديمية بروكلين للموسيقى” عن مسرحية “كما تشاء” (شكسبير)، وحازت ابنته الممثلة ريبيكا هول، في المسرحية نفسها على تقدير النقاد عن أدائها دور “روزاليند”.

    وحصل على جائزة “توني” مرتين عن إخراجه “العودة إلى الوطن” (1967) و”أماديوس” (1981)، ورُشح في سبع مناسبات أخرى. وعام 1999، حصل على جائزة “أوليفييه” الأهم في مسرح المملكة المتحدة عن مجمل إنجازاته.


    حياته الشخصية

    ولد هول لأبوين من الطبقة العاملة، في 22 نوفمبر/تشرين الثاني عام 1930. وعمل جده لأبيه كصائد فئران لدى الملكة فيكتوريا. ووصف والدته بـ “الطموحة جداً” و”شديدة الغضب على الدوام”، بينما قال إن والده كان “ذا مزاج رائق وليس لديه أي طموح على الإطلاق”.

    قدّم الوالدان تضحيات مالية كي يحصل ابنهما الوحيد على التعليم المناسب، إلى أن حصل هول على منحة دراسية في مدرسة “بيرس” في كامبريدج. وقال هول إنهما “شجعاه على أن يكون مختلفاً وأن يهرب”، في مقابلة معه عام 1993.

    أبدى شغفاً بارزاً إزاء الدراما، كما برع في العزف على البيانو، وقرر الاتجاه نحو الإخراج منذ سن الرابعة عشرة.

    واتخذ خطوته الأولى في هذا المجال في جامعة كامبريدج حيث حصل على منحة دراسية. ساعد هناك في إخراج مسرحيات طلابية، ثم بدأ بالعمل المستقل تماماً في سن الرابعة والعشرين فقط.

    تزوج بيتر هول أربع مرات، ولديه 6 أولاد.

  • كتب الأستاذ ( ابراهيم الحمدان ) مقالة بعنوان: ان جاز شكر العدو .. فعدونا يشكر .. – مشاركة : نارام سرجون‏..

    كتب الأستاذ ( ابراهيم الحمدان ) مقالة بعنوان: ان جاز شكر العدو .. فعدونا يشكر .. – مشاركة : نارام سرجون‏..

    ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏‏جلوس‏ و‏بدلة‏‏‏‏

    آراء الكتاب: ان جاز شكر العدو .. فعدونا يشكر – بقلم: ابراهيم الحمدان

    ——————————————————–

    ليس من الغريب أن يكون لدى أي مركز من مراكز البحوث والدراسات الإستراتيجية السياسية والعسكرية الأمنية الأمريكية أو الأوربية أو الإسرائيلية. . الإمكانية والخبرة لتقديم الدراسات النظرية الكافية والوافيه لساستهم وحكومات دولهم من تحقيق غاياتهم وأطماعهم والمحافظة على هيمنتهم بمحاربة أي هدف يشكل عائق أمام توسع أطماعهم وهيمنتهم .. خاصة بعد غياب دور الإتحاد السوفيتي وتفردهم بالقرار .. فكل دولة من تللك الدول لديها جيش من المختصين والمتفرغين وحتى العرافين والأطباء النفسيين لتقديم أفضل ما لديهم.
    ولا من الغريب أن تكون أجهزة المخابرات في أميركا أوألمانيا أوفرنسا وبقية الدول الأوربية والموساد الإسرائيلي لديه الخبرة والحرفية منفردا .. لتنفيذ خطط جهنمية ضد أي قوة تقف بوجه أطماعهم… وتفردهم بالهيمنة وتقاسم النفوذ في العالم .
    لكن الغريب في الأمر أن تحشد كل تلك الدول مع مراكز بحثها ودوائرها الأمنية والسياسية والإعلامية والمالية الإتفاق على عدو إفتراضي واحد .. ومحاربته مجتمعين … بل وحتى كشف واستهلاك ما ادخروه من عملائهم طيلة عقود من أنظمة عربية خائنة وخصيان سياسة لتنفيذ خطة واحدة وخصم واحد.
    قد يتقبل المنطق و العقل أن تجتمع كل تلك الدول وتتوحد وتتضامن وتتآمر بعضها مع بعض في حال كان التهديد عليها أو على هيمنتها وخططها .. كبير جداً .. وخطير جدآ .. أي يفوقها بالقوة او يوازيها قوة …أو يملك قوة إستراتيجية تؤثر بهذه الكتلة القوية بل الجبارة بقوتها …
    لكن أن يكون عدوهم دولة صغيرة المساحة الجغرافية وقليلة الموارد المالية والعسكرية فالأمر يبدو غريب للوهلة الأولى وغير معقول .. لكن بالتأكيد هذه الدول بمراكز بحثها الإستراتيجي وأجهزتها الأمنية المتطورة تستطيع أن ترى وتكتشف مكامن القوة التي لا نستطيع نحن أن نراها بسبب عدم امتلاكنا كأفراد أو حتى كدول نامية قوة تلك الوسائل المتطورة التي يمتلكوها .
    سوريا البلد الصغير جغرافيا والمحدود الإمكانيات الإقتصادية وحتى البشرية ..
    لم تتخذ كل تلك الدول مجتمعة العداء لسوريا عن عبث .. أو عن جهل .. أو عن حب لتدمير بلد صغير وغير منافس لهم أو مؤثر عليهم … خاصة أنهم استطاعوا تجنيد قسم من السوريين تحت يافطة معارضة وهم في حقيقتهم من مشربين الإخوان المسلمين الطائفيين .. و البعثيين ورموز بعثية خائنة وبعض سماسرة السياسة الحاقدين والباحثين عن دولارات أو مناصب … فهل كان هدفهم تدمير سوريا وجيشها العظيم ؟؟ أم كان هدفهم تغييب القرار والفلسفة الفكرية والسياسية للرئيس بشار الأسد ونقل القرار السياسي هؤلاء الخونة للسيطرة على سوريا وعلى شعب سوريا ؟؟
    ( لم يكن هدفهم تدمير سوريا.. بل هدفهم سوريا بدون أفكار بشار الأسد ) كان الهدف حرمان سوريا من أفكار الرئيس بشار الأسد وفلسفته السياسية وقيادته لسوريا وللتيار المقاوم والتي بوجودها تحرمهم من سيطرتهم على المنطقة العربية … هذا ما رصدته عيونهم القارئة بعيون استراتيجية وليس بعيون جاهلة .. بعيون مفتوحة و معتمدة على كل الإمكانيات السابقة الذكر .
    إن كان من الجائز شكر العدو .. علينا أن نشكرهم .. فقد ورطوا أنفسهم من خلال إعلان الحرب على سوريا والرئيس السوري معتقدين أن الأسد بحجم قوتهم .. فكان وجعهم أنه أثبت لهم أنه أقوى منهم جميعا مجتمعين .
    فأي صلابة لهذا الرجل وقدرته على الدمج بين قيادة سياسية وعسكرية ودبلوماسية وفلسفية .
    لقد كان القائد العام للجيش والقوات المسلحة الذي حقق المعجزات في التخطيط العسكري ..وكان القائد الذي قاد المعارك وحافظ على انضباط جيش بظروف حرب دامت سبع سنوات … جيش قدم المعجزات وكان أسطورة في المعارك وحارب كل آفاقين ومجرمين همج وبربر وآكلي لحوم بشر .. في ظروف اقتصادية ونوعية معارك خارجة عن المألوف العسكري لجيش نظامي .
    وكان القائد السياسي الذي التف حوله معظم السوريين وكل الوطنيين السوريين .. وتحدث عنه العالم أجمع .. من أصغر قرية في هذا الكون إلى أكبر مدينة في العالم ..
    لا أعتقد أن أحد عاصر هذه المرحلة التاريخية لم يتحدث عن شخص الرئيس …حتى المنجمين وعرافي الأرض تنبؤوا بمصير هذه الشخصية … هل حدث في التاريخ أن شخص شغل العالم كله وحاربه أكثر من نصف الكون واستطاع أن يفكك العالم ويعيد تركيبه كما فعل الأسد .. ألم ينقسم العالم بسبب شخص واحد اسمه بشار الأسد؟؟!! ألم يخلق الأسد توازنات جديدة في العالم ؟؟!! ألم ينسف الأسد تحالفات ؟؟!! نعم دون أي شك استطاع شخص واحد اسمه بشار الأسد من تفكيك العالم وأعاد تركيبه من جديد وهذا ما كانت البشرية بحاجته لسد الفراغ الذي خلفه خروج الاتحاد السوفييتي في العالم .
    أي عيون استراتيجية تملك هذه الدول لتعرف ما بات معروف لنا بعد سبع سنوات .. عن رجل سوري اسمه بشار الأسد إستطاع أن يحمي بلده ويغير العالم ويخوض أضخم المعارك دون حتى أن يرتدي البزة العسكرية … إنه عدة رجال برجل واحد ..
    إنه الثوري المقاتل
    إنه الدبلوماسي المبتسم
    إنه صاحب النظرية السياسية والرؤية السياسية الخاصة به .
    العدوان علينا حمل شعارات تكتيكية وقد تخلى عنها العدو .. في سبيل تحقيق هدفهم الإستراتيجي الأهم .. فمثلا هدف تغيير النظام السياسي المتمثل بنظام حزب البعث فقد تخلوا عنه في سبيل تحقيق هدفهم الحقيقي وقدموا مشاريع عديدة لبقاء حزب البعث كحزب قائد للدولة وبقيادة رئيس من حزب البعث .. شرط إسقاط هدفهم الاسترتيجي الحقيقي المتمثل بالتخلص من فكر وقيادة وشخص الرئيس الأسد …
    هذا هدفهم الحقيقي والذي تمسكت فيه كل تلك القوى الغبية والمجرمة حتى الرمق الأخير وناورت عليه للرمق الأخير .. إسقاط الرئيس السوري بشار الأسد .. هدف قدمته مراكز بحوثهم .. ونشطت أجهزة مخابراتهم .. وضحوا بكشف كل عملائهم في سوريا وفي المنطقة العربية وصرفت مليارات الدولارت لأجل محاربة زعيم سياسي واحد .. وهم مدركين أن هزيمتهم ستكون نتائجها كارثية عليهم وعلى الدول الخليجية العميلة .. لأنهم كشفوا بغبائهم مكامن هذه القوة السورية المتمثلة بقامة سياسية كبيرة اسمها بشار الأسد .. الذي أصبح اسمه أكبر من أي لقب .. فقبل هذه الحرب كان الرئبس بشار الأسد رئيس للجمهورية العربية السورية … أما بعد كشف أهمية هذا الرجل أصبح رمز من رموز الأمة العربية .. في زمن خلت المنطقة العربية من الرموز والزعامات الوطنية .. نعم ما يخشاه الأعداء وما يجعلهم يتأخرون في إعلان النصر السوري وهزيمتهم هي أن الرئيس الأسد سيتحول من رئيس دولة عربية إلى (زعيم الأمة العربية ) وسيتوج من قبل كل الشعب العربي .. وستحمل صوره في كل دولة عربية وكل مملكة وكل مشيخات الخليج وسيقدتي بهذا الزعيم العربي كل شباب وشابات الوطن العربي .. وهذا ما توقعته وكتبته منذ عام 2014 .
    الأمة العربية تشهد من تبعية حكام العرب وخيانتهم ما أدخل الوطن العربي بعصر الخيانة والجهل والتبعية .. وها هي الأمة تشهد من رحم الأزمات والحروب والخيانات زعيم ينهض بهذه الأمة … والزعامة ليست منصب أو مديح بقدر ما هي مهمة جديدة على عاتق الزعيم بشار الأسد .. الذي أرجو كل ما أرجوه منه أن يعلن عن ولادة حزب يحمل فلسفته ويحمل توجهاته وأفكاره .. حزب نظيف يناسب المرحلة القادمة ويناسب الانتصار كي يكون الجواد الذي نراهن عليه في المرحلة القادمة …وكي يكون محفز لظهور أحزاب سياسية وطنية .. ويؤسس لحراك سياسي صحي للوطن … الحزب السياسي الخاص بتوجهاتك أصبح ضرورة وطنية … أيها الزعيم .

    ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏لقطة قريبة‏‏‏
    ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏‏جلوس‏ و‏بدلة‏‏‏‏
  • حوار مع ( محمد عمر بحاح ) الكاتب الصحفي والقاص اليمني..- مشاركة : محمد بحاح

    حوار مع ( محمد عمر بحاح ) الكاتب الصحفي والقاص اليمني..- مشاركة : محمد بحاح

    Image result for ‫القاص السوري الأديب حسين علي محمد‬‎

     

    حوار أدبي شيق مع الكاتب القصصي اليمني محمد عمر بحاح
    كتب : الشوكة برس

    الإثنين 14-08-2017
    مشاركة : محمد بحاح

    الشوكة برس – القاهرة

     

    الكاتب الصحفي والقاص محمد عمر بحاح تعرفت عليه من خﻻل قصة قصيرة نشرها في مجلة الفنون الصادرة في عدن لقد قرأت هذه القصة بشغف اعجبتني بل ﻻمست شيئا في نفسي وبعدها بحثت عن اعمال اخرى للكاتب وصدفة وجدت مجموعته اﻻنيقة (مثل عيون العصافير على طرف النهر)

    قرأت مجموعته القصصية اعجبتني قصصها،بل اعجبني اسلوب الكاتب الشاعري في كتابته للقصة القصيرة

    وقرأت له بعدها قصص اخرى منشورة في عدة دوريات ثقافية وادبية اتذكر بعضها مثل قصته اﻻنسانية(صواري التعب وقصته الساخرة(التفاح والنظام) واخر ما قرأت له مقاطع من رواية ﻻزالت مخطوطة عنوانها (سيدة الضوء –سيدة الحكاية)

    ولد محمد عمر بحاح في 19 يناير عام 1949 في قرية سا حلية اسمها(حيس)

    وقادته الصدف الى مكتبة اخيه محفوظ عمر بحاح وكان محظوظا ﻻن مكتبة اخيه كانت تحتوي على عدد كبير من الروايات العربية والعالمية فقرأ في سن مبكرة كل ما وقع في يده من هذه الروايات

    وفي الديس يمتزج لون البحر وساحله بالوان النخيل تلك اﻻشجار البا سقة تفيض باﻻخضرار والجمال وتمتلي باﻻلوان الحمراء والصفراء والذهبية ما من ذاكرة في الديس اﻻوتكونت بالوان السماء والبحر والموج ولون الساحل ولون النخيل .وبدون تلك اﻻلوان الديس بدونها بﻻ الوان . وبدون ذاكرة!

    وعبقرية المكان في الديس الشرقية قد صنعت موهبة الكاتب وهو جزء من عبقرية المكان فالديس في اللغة تعني جمع ديسة وهي النخلة ذات الثمار الطيبة والكثيرة فالديس عبارة عن واحة نخيل بديعة على مر الزمن

    اجرى الحوار مع الكاتب محمد عمر بحاح الدكتور مسعد احمد مسرور

    كاتبنا وقا صنا محمد عمر بحاح طائر النورس المهاجر الباحث عن المكان الذي يليق به الهارب من اﻻماكن المعادية الخانقة الضيقة نرحب به ترحيبا حارا ونوجه له بعض اﻻسئلة:

    من كتاب القصة القصيرة الذين قرأت لهم قبل ان تكتب انت نفسك هذا الفن اﻻدبي ؟

    قل أني لم أقرأ الا لعدد محدود جدا منهم .. وقل اني كنت محظوظا جدا لانه يقف على رأس هؤلاء الذين قرأت لهم اثنان من اعظم من كتبوا القصة القصيرة هما : تشيخوف ، الكاتب الروسي العظيم ، ومن العرب د. يوسف ادريس الذي يطلق عليه النقاد تشيخوف العرب لاجادته كتابة هذا الفن . اغلب قراءاتي كانت في الرواية ، ولا تزال . وقل أني كنت محظوظا لان مكتبة اخي محفوظ وهو قارئ نهم جدا بما لايقاس ، كانت تحتوي على عدد كبير من الروايات ، فقرأت في سن مبكرة كل ماوقع في يدي من اعمال نجيب محفوظ ، ويوسف السباعي ، واحسان عبد القدوس ، ومحمد عبد الحليم عبدالله ، وجبران خليل جبران ، وتولستوي ، وديستوفسكي ، ومكسيم جوركي ، وبوشكين ، وهمنجواي ، وسارتر وسيمون ذي بوفوار ، وديكنز ، وكولون ولسون ، والطيب صالح ، وسواهم ..كنت كلما انتهي من قراءة رواية انتقل الى اخرى . احببت الرواية بشدة . لذلك كانت معظم قراءاتي فيها ، وربما يعود السبب ان مكتبة اخي لم تكن تضم سوى النزر من القصص القصيرة ، ولم يكن في بلدتنا مكتبات . لكن بين رواية واخرى كنت اقرأ قصصا قصيرة من تلك التي تنشرها مجلة الهلال او مجلة العربي ..

    2– مالذي لفتك الى اﻻهتمام بالقصة القصيرة ؟ وكيف بدأت تجاربك اﻻولى في كتابتها؟

    حتى الان عندما اسأل نفسي هذا السؤال لا اجد الجواب بعد كل تلك القراءات الكثيرة في الرواية .. شيء ما صعد الى رأسي ، امتلأ به ، وذات زمن وجدت رغبة شديدة ، بأن ذلك الشيء يريد الخروج .. فخرجت تلك الروح الى الحياة . خرج بعد عملية مخاض شديد ، وآلام تشبه الم الولادة ، وعندما هبط كان يبكي فتعلقت به كما تتعلق الام بوليدها …

    3– هل قرأت شيئا عن أصول هذا الفن القصصي او طرائق كتابته؟ كمثال (فن القصة القصيرة) رشاد رشدي او كتاب (الصوت المنفرد) للكاتب فرانك اوكونر ترجمة د محمود الربيعي

    قرأت لمن ذكرتهم ، وقرأت ل وارسيو كيريجو ( دليل القاص للكمال ) وفيه يحدد عشر قواعد على الكاتب ان يتبعها ليكتب القصة القصيرة المثالية . كما قرأت ل فؤاد قنديل ، وعلي عبدالجليل الذين كتبا عن فن كتابة القصة القصيرة . وايضا قرأت آراء بعض كتاب قصة قصيرة حول طرائق كتابتهم لهذا الفن .. لكن بعد كل قراءة كنت اسأل نفسي : هل لكتابة القصة القصيرة ، او الرواية ، او الكتابة عموماً قانون ، او قوانين على الكاتب ان يتبعها بحذافيرها لكي يصير مثاليا ، او يكتب قصة مثالية ؟!! ولا مرة اتبعت تلك القواعد ، او حتى فكرت مجرد التفكير في تطبيقها خلال كتابتي لقصصي .. عندي شعور باني لو فعلت ذلك فلن اعود قادراً على كتابة شيء !!

    4– العنونة وتمظهراتها في النص القصصي لديك ليست تقليدية او نمطية بل تشكيل جديد يثير الدهشة ويسعى ﻻصطياد القارئ واشراكه في لعبة القراءة (مثل عيون العصافير على طرف النهر ،صواري التعب ، التفاح والنظام ،سيدة الضوء—-سيدة الحكاية ) وقد قال عبدالعزيز المقالح عن مجموعتك ان عنوانها صورة شعرية نفتقدها في عشرات الدواوين الشعرية بماذا تفسر ذلك ؟

    أضف الى العناوين التي ذكرتها ( لاتقتلوني انا اخر نخلة ) التي نشرتها في مجلة المسار التي كانت تصدر في عدن ويرأس تحريرها الشاعر العراقي سعدي يوسف .

    و( جبل ربي ) التي نشرتها في صحيفة التجمع و( الخروج من المقهى .. الخروج من النص ) وهذا عنوان مجموعة قصصية اعدها للنشر ، او عنوان سلسلة المقالات التي تنشر في موقع ( صوت عدن ) وصحيفة ( الايام ) … ذات عدن .. ذات زمن . والعديد من قصصي تحمل هذه الدلالة التي تشير اليها واشار اليها أستاذنا الدكتور عبدالعزيز المقالح في احتفائه بصدور مجموعتي القصصية الاولى (مثل عيون العصافير على طرف النهر ) .

    انا عادة اختار كتابة العنوان بعد الانتهاء من كتابة القصة .. واعاني في ذلك معاناة شديدة لاتقل عن كتابة القصة نفسها .. واخذ اعتبارين عند وضع العنوان ان يكون بوابة دخول الى القصة ، وان يكون القاريء شريكي فيها منذ البداية ، كما احرص على ان يولد انطباعا لا جميلا فحسب ، بل ايضا شراكة مع المتلقي في النص .

    5– وهل كتبت القصيدة الشعرية؟

    حتماً تقصد القصة الشعرية . اوما اسماه قاصنا المتألق زين السقاف ( الاقصودة ) وهو مصطلح جديد نحته من كلمتي القصة والقصيدة ، بعد ان ظهر هذا النوع من القص الذي ينحو منحى الشعر في السرد ، وصار له كتاب ، وقراء ونقاد ايضا . وكان قاصنا الجميل زين السقاف رحمه الله احد رواد هذا النوع من الفن في اليمن . نعم كتبت هذا النوع من القصة الشعرية او الاقصودة ،دون ان اقصد التقليد ، او التجريب ، بل جاء عبر نضج تجربتي القصصية نفسها ، وشعوري بأن القاريء خاصة في مجتمعنا اميل بحكم ارث حضاري وثقافي طويل للشعر .

    6– ماالذي جعلك تختار اطار القصة القصيرة للكتابة دون غيره من أطر التعبير اﻻدبي ؟

    صدقني لم اختر كتابة القصة القصيرة ، اذا كنت تريد الصدق كنت اود ان اكون شاعرا ، محاولاتي الاولى كانت في الشعر ، كتبت قصائد كثيرة في مرحلة مبكرة من عمري ، لا اظن انها ترقى الى الشعر بشيء ، اقصد من حيث العروض ، والقافية ، والموسيقى والأوزان ، ربما كان ت أقرب الى الشعور منها الى الشعر ، لهذا هجرته ، ووجدت نفسي في القصة . وربما لهذا اكتب القصة بنفسٍ شعري كنوع من التعويض …!

    7– قضية الهجرة من الوطن الى خارجه قضية تناولها كثير من الكتاب محمد احمد عبدالولي في روايته يموتون غرباء وقصصه القصيرة وسعيد عولقي في مجموعته القصصية الهجرة مرتين وانت تناولت هذه القضية في ابداعك القصصي ماهي وجهة نظرك لهذه الظاهرة ؟

    بالنسبة لي هي قضية ، وليست مجرد ظاهرة قصصية . انا من بيت كل رجاله مهاجرون . الاب ، الاخ الاكبر ، الاخ الاوسط ، من بلدة هي الديس الشرقية لا يوجد فيها بيت ليس من رجاله من لم يهاجر . بل من حضرموت التي اعطت الهجرة خيرة شبابها ورجالها ، وعصارة افكارها ، وعرقها ، ويعود اليهم جزء من تطورها ، ونهضتها لكنهم حين يعودون من مهاجرهم بعد ان يقتلهم الحنين الى الاهل والوطن ، يعودون وقد صاروا اعجاز نخل خاوية لا تنفع لشيء . لقد استهلكت الغربة شبابهم ، واستنفذت قوتهم ، والاولاد الذين تركوهم خلفهم كبروا في غيابهم ويشدون الرحال الى مهاجر جديدة ! انها مأساة الحضرمي الازلية ، المشكلة ليست هنا فقط ، في هذه الطاقة المهدورة في غير ارضها ، بل في جوانبها الانسانية والاجتماعية التي لا يلتفت اليها احد .. اقصد الزهور التي تذبل ، والزرع الذي يجف في انتظار السقي ، والارواح التي يقتلها الظمأ والانتظار .. ماذا تفعل المرأة التي تتطلع الى السماء في انتظار المسافر عله يجد طريقه الى بيته، أمه ، زوجته ، اولاده ؟؟!!!

    مهما كتبت ، كتبنا عن الهجرة او الغربة ، تظل هناك مسارات ، وتخوم ، ومسافات لا نهائية لم نستطع ان نفتح اغوارها ، وربما لانستطيع ابدا ..انه عالم من الآمال المغتالة ، والآلام الممتدة ، وركام من الاحزان الازلية ، والاحلام الضائعة ، والقليل من المال الذي سرعان ماينتهي والذي يشير الى وجهة السفر القادمة ، وقد تكون هذه المرة بدون عودة !!!

    8– عشت وتنقلت في عدة أمكنة، الديس الشرقية، عدن، صنعاء، دمشق، اﻻمارات، القاهرة، هل انت سندباد معاصر ،او انت النورس المهاجر ماذا اضافت هذه اﻻمكنة الى ابداعك الفني ؟

    بل انا حضرمي .. قل انها الجينات تلعب دورها . ما تنفك الهجرة تطاردنا حتى ان لم نردها . ماذا افعل ؟ انا محكوم بهذه الجرثومة ! ولدت معي ، واستوطنتني ، ونعيش معا ، تتبع اثري ، او اتبعها . ولدت في الغربة ، وعاد بي ابي الى الوطن الأم ، حضرموت ، وكنت اظنه يعيدني الى فردوسه المفقود ، فاذا كل الحضارم ، يهربون منه ،بحثا عن فراديس مفقودة ، وحين يكتشفون ان لا وجود لها ، يشدون الرحال الى حضرموت .. اذ لا فردوس سواها . على خطى الاجداد والاباء شددت الرحال الى مدن كثيرة ، عدن ، موسكو، صنعاء ، دمشق ، الامارات ، القاهرة . قطعت آلاف الاميال نحو مدن في الشرق والغرب تبعد عن حضرموتي وديسي وعدني ،، وكلما كانت تنأى انزوي الى زاوية لا يراني فيها احد …وانزف كتابة عن وطني البعيد . كل مدينة من هذه المدن اضافت شيئا ما الى تجربتي القصصية ، انظر ، اعيش ، اتعمق ، اختلط بالمكان والانسان ، وانصت الى البشر والشجر واستنطق الحجر ، وامثل دور المتأمل الصامت ، لكن حين اكتب فلا اعرف ان اكتب الا عن بلادي .. قد تلهمني المدن لكن ليس كعدن وحضرموت .

    9– يقول الشاعر محمود درويش : عندما تكون في بيتك ﻻتمجد البيت وﻻتشعر بأهميته وحميميته ولكن عندما تحرم منه يتحول الى صبوة والى مشتهى .المنفى هو الذي عمق مفهوم البيت والوطن .

    ما تعليقك على ذلك ؟

    أتفق مع محمود درويش تماما ، لقد اصاب كبد الحقيقة ، انه ابن المأساة الفلسطينية ، هنا انت لاتفقد بيتا فقط ، بل تفقد الوطن باكمله . وتتضاعف المأساة عندما ترى الاخر العدو يحتل وطنك ، ويسكن بيتك ، وينام في غرفة نومك ، ويقيم سهراته فوق موائدك ، يصير المستوطن هو المواطن وانت الغريب !!!

    لاتحس قيمة الشيء الا بعد ان تفقده .

    10– لوطلب منك التوقف عن الكتابة فهل تشعر بمقدرة على تنفيذ ذلك؟؟؟

    طبعا …. لا! هل رأيت سمكة تعيش خارج الماء ؟!! يستحيل ان اقدر على ذلك . ثم من هذا الذي يتجرأ ويطلب مني مثل هذا الطلب ؟!!

    11– لماذا توقف عن الكتابة زملاؤك وهم احمد محفوظ عمر وسعيد عولقي وكمال الدين محمد وميفع عبد الرحمن وعلي عوض باذيب —الخ؟

    لست مخولاً بالاجابة عن زملائي الذين ذكرتهم ، وهناك غيرهم ، ك محمد صالح حيدرة ، ولكل قاص منهم تجربته القصصية ، واسلوبه ، ونكهته ، وعوالمه الخاصة ، وكلهم زملاء لي ، وتجاربهم محل احترامي . لا اعرف الظروف التي جعلت البعض منهم يتوقف عن كتابة القصة ، لانه حسب علمي مازال ميفع عبد الرحمن وهو من اجود من يكتب القصة القصيرة لايزال يمارس هذا الفن وينشر جديده بين وقت واخر . وقد يكون البعض يكتب ولا ينشر ، ويحدث هذا معي ايضا . والبعض ربما شعر انه فد استنفذ تجربته القصصية ولن يضيف جديدا اليها، ففضل التوقف . والبعض قد يفاجئنا من حيث لا نتوقع ، بعمل او اعمال جديدة . على الأقل هذا ما اتمناه .

    12– يقول القاص السوري الرائع زكريا تامر :: القصة القصيرة هي بحق الغرفة اﻻنيقة التي تحتاج الى ذوق رفيع وحساسية مرهفة لتأثيثها بعناية فائقة وكلما كنت عميقا وصادقا في كتابتك تقترب من الشاعرية أكثر .هل انت مع هذا القول ؟

    زكريا تامر هو سباك القصة القصيرة بلا منازع ، وقد وصفته بهذا الوصف في جريدة (اخبار العرب) الاماراتية التي كنت اشتغل فيها عندما جاء لاستلام جائزة العويس قبل عدة سنوات ، وكان سعيدا بهذا الوصف ، على عكس ماتوقعه اخرون ، بانه قد يثير غضبه ، لانه من سباكة الذهب والنفائس ، وهكذا هي كل قصة من قصصه القصيرة ، سبيكه مشغولة بعناية فائقة .

    13– يقول بعض النقاد: الرواية هي فن الثرثرة با متياز عكس القصة القصيرة ماتعليقك على ذلك ؟

    ثرثرة جميلة .. ويكفي بعض هؤلاء النقاد ، انهم اسموا الرواية فن الثرثرة ،، اي هي فن ، وفن عظيم بامتياز . وربما اتساع مدى الرواية للتفاصيل الصغيرة ، وتفاصيل التفاصيل ، واحتفاءها بابطالها ومصائرهم ، حتى الثانويين ، ومن سردية ، والتعمق في الاحداث ، واستدعاء الماضي ، والابحار الى المستقبل ، والحديث في كل شيء مهما كان صغيرا ، حتى لوكان لا يؤثر في سير الاحداث وتطور الشخصيات ، وهي امور ليس متاحا للقصة القصيرة ، او حتى الطويلة . الحيز الزماني والمكاني للرواية يسمح لها بمثل هذه الثرثرة !

    14– في المحافظات الشمالية ازدهر الفن الروائي في الفترة الزمنية اﻻخيرة وبرز من كتابها علي المقري ،وجدي اﻻهدل، احمد زين ،ومحمد الغربي عمران ونبيلة الزبير، وعزيزة عبدالله، ونادية الكوكباني —الخ لكن في الجنوب عكس ذلك لم يزدهر الفن الروائي ولم نسمع عن كتاب لهذا النوع من السرد لماذا ؟؟؟

    يصعب علي ان اسميه ازدهارا ، رغم سعادتي البالغة بظهور أصوات في فن الرواية أخيراً في اليمن ، بصرف النظر ان كان ذلك في الشمال ، او في الجنوب ، مع ان بداياته الاولى ظهرت في الجنوب ، في عدن تحديدا ، واشير هنا الى رواية ( سعيد ) لمحمد علي لقمان ، التي صدرت عام 1939 ، ورواية (مرتفعات ردفان ) ل حسين صالح مسيبلي ، وروايات (طريق الغيوم)، (الابحار على متن حسناء) و(عذراء الجبل) ل حسين سالم باصديق ، وروايات (المكلا)، (الصمصام) و(انه البحر) ل صالح سعيد باعامر وروايات (أروى)، (عرق الآلهة) (الملكة المغدورة) (طائر الخراب) ل حبيب سروري المقيم في فرنسا ، ولست اعلم اذا كان هناك اخرون .

    على العموم يقال ان الرواية هي ابنة الرأسمالية بامتياز ، ظهرت وازدهرت مع ازدهارها ، وربما ان تأخر ظهورها في اليمن ، وعدم ازدهارها يعود الى عدم وجود هذه الطبقه ، مازلنا مجتمعا قبليا ، بدويا، فلاحيا ، حتى انه لاتوجد مدن هائلة تتسع لتطور صناعي ، مازالت العلاقات تعود الى عادات سحيقة ، محاطة بالقداسة ، ولا يوجد مايشير الى مجتمع مدني الا في النادر ، لكن في عصر ازدهار الرواية ، الى درجة ان البعض يصفها بانها اصبحت او ستصبح ديوان العرب ، مكان الشعر ، وفي عصر يصبح فيه العالم قرية صغيرة ، بفضل ثورة العلم والتكنلوجيا ، وثورة المعلوماتية والاتصالات ، فلا بأس من استعارة ادوات الرواية ، حتى مع افتقادنا الى الواقع والبيئة التي تسمح بانتاج رواية تحدث اثرا .

    15– شهدت الديس الشرقية من محافظة حضرموت حراكا ثقافيا وﻻزال وقد برز من ابنائها كتاب في مجال السرد منهم الكاتب والقاص محمد عمر بحاح والقاص والروائي صالح سعيد باعامر والكاتب والناقد سعيد سالم الجريري والقاص صالح بحرق وغيرهم ما تعليقك على ذلك ؟

    أضف الى من ذكرت الشاعر د. مبارك سالمين ، والشاعر د. عبدالصمد الغرابي ، والاعلامي والمذيع المثقف الشاعر ناصر بحاح ، والشاعر الفنان انور الحوثري ، والشاعر الكبير المعلم حميدان ، رحمه الله ، والشاعر الشعبي الشهير محمد مفلح ( ابوراشد ) والمؤرخ المعروف في حضرموت كلها بلقب بحر العلوم سالم فرج مفلح ، والفنان سعيد يمين ، والقاص احمد عمر باخوار ، والفنان عوض سليمان ، رحمة الله عليهم جميعا ، والموسيقي نديم المضي واخويه محمد وسمير ، وقائمة المبدعين في الديس تطول .

    ويمكن الاشارة ايضا الى مبدعي فنون الرقص الشعبي . العدة ، الشبواني ، ،المرفع ، والشرح البدوي وخاصة لبدويات ضواحي الديس، وكان شهيرا ذات زمن ، ولا اظنه جاء من فراغ على عفويته بل اتصور انه

    ارث من عبقرية المكان التي تمنح الانطلاق في افق الحياة التي عاشها الديسشرقاويون بفلسفة خاصة كما يرى الشاعر ناصر بحاح . وهنا يحضرني المؤرخ الفنان سعيد عمر فرحان ،الشهير بابوعمر ، وجهوده الكبيرة في التأصيل لفن الرقص الشعبي وتقديمه بصورة راقية على المسرح ، وتعريفه الى العالم ، وهو وفرقته اشهر من نار على علم .

    لماذا الديس ؟ ! لست اجد تحليلا لهذه الظاهرة . ربما هو ما نطلق عليه ، عبقرية المكان . ثمة اماكن دون غيرها تختص بخاصية معينة ، تجعل اهلها يبدعون ! تجتمع فيها عدد من الخواص التاريخية ، والجغرافية ، والحضارية ، والثقافية ، والبشرية فتشكل معا عوامل نجاح ، ليس للكل طبعا بل لمن يملك موهبة الابداع ، ويصقلها ويرعاها ، وينميها . لكن انت في الاخير تنتمي الى هذا المكان .. الى هذه الديس الشرقية مهما ابتعدت عنها .. انت جزء من هذه العبقرية التي يصنعه المكان . فالديس سميت باسمها لان الديس في اللغة تعني جمع ديسة وهي النخلة ذات الثمار الطيبة والكثيرة فهي عبارة عن واحة نخيل بديعة على مر الزمن .

    16– ما هي متطلبات الكاتب اثناء الكتابة كي يحرر مخيلته وماهي طقوسه هل تكتب انت في النهار او الليل تتناول القهوة ،الشاي ،التبغ ،الموسيقى، قلم الحبر، قلم الرصاص ، الورق اﻻبيض، الكمبيوتر—-الخ

    ليست عندي طقوس خاصة بالكتابة . اكتب عندما اشعر بان وقت الولادة قد أزف . متى يكون ذلك ؟ عندما يبلغ السيل الزبى ! انا في هذا اشبه الكاتب السوداني العظيم الطيب صالح .. لا اكتب الا عندما احس ان رأسي يكتض ويكاد ينفجر .. لحظتها امسك بالورق والقلم ، ليس مهما نوعه ، جافا ، سائلا ، رصاصا، المهم ان يكون متدفقا كتدفق كتابتي في تلك اللحظة . لا احبس نفسي في غرفة ، ولا اكثر من شرب الشاي او القهوة ، ولست مدخناً ، وانقطع عن كل ماحولي لحظة انغمس في الكتابة ، حتى لو كان هناك ضجيج ، واشخاص يثرثرون بصوت عال ، او اطفال يحدثون ضجة .. كل هذا لا يحدث لدي فرقا .

    ربما ان كتاب الرواية اكثر من غيرهم ، يحتاجون الى هذه الطقوس عند الكتابة ، لانها تستغرق وقتا طويلا . نجيب محفوظ ، وغارسيا ماركيز ، على سبيل المثال كانا يلزمان نفسيهما بالكتابة يوميا لسبع اوثماني ساعات ، مثل هذا النظام والجدية افتقد اليها . هم يعملون على شاكلتهم ، وانا على شاكلتي . وفي الاخير فان المقياس ليس كم من الوقت تكتب بل ماذا كتبت !

    لا استخدم الكمبيوتر في كتابة قصصي ، اشعر بحميمية خاصة نحو القلم والورق اشبه بحميميتي نحو الكتاب . مؤخرا استخدمت لوحة الهاتف النقال في كتابة مقالاتي ، وفي الاجابة على أسئلتك .

    17– هل تكتب المخطوط اﻻولى ﻻعمالك اﻻدبية مرة واحدة وتنشره او مرتين او ثلاث مرات ثم تقوم بنشره؟

    اكتبه مرة واحدة . حاولت مرة ان اجرب فاكتبه مرة ثانية ، وثالثة . وفي كل مرة اجد نفسي امام اضافات جديدة ، وفي الاخير امام عمل جديد غير الذي كتبته في المرة الاولى . حينها تيقنت مما قاله ذات مرة امير القصة العربية القصيرة يوسف ادريس جوابا على مثل هذا السؤال فاقلعت عن ذلك .

    18– عملت بالصحافة يقولون عنها هي مهنة المتاعب .. هل هذا صحيح وهل اضافت شيئا الى ابداعك ؟

    دخلت الصحافة من باب القصة القصيرة . ثم وجدت نفسي اعمل فيها ، ولعشر سنوات تقريبا صارت مهنة لي ، فأنا لا اجيد شيئا غير الكتابة .

    هي فعلا مهنة البحث عن المتاعب ، خاصة في بلد ليست حرية الحصول على المعلومات متاحة ، ولا حرية كتابة ماتريد في الوقت الذي تبغيه ، والخيارات فيه محدودة ، وسوط الرقيب الداخلي يرغمك ماذا تكتب ، وما الممنوع والمحظور والخطوط الحمراء ، التي لايمكن الاقتراب منها ، وتنتظر متى يأتيك زائر الفجر ،

    لم تضف الصحافة شيئا الى ابداعي .. على العكس اشعر انها اخذت مني اكثر مما اعطتني . لغة الصحافة الجافة بعض الشيء والخالية من الاحاسيس ، تأكل من رصيدك اللغوي ومخزونك الشعري ، يوم تركت العمل بالصحافة شعرت اني تحررت من اعباء كثيرة .

    19– يمنيا -ماذا تعني لك اﻻسماء اﻻتية ؟ محمد عبد الولي وزيد مطيع دماج احمد محفوظ عمر وعبدالله سالم باوزير

    محمد عبد الولي ، يخيل الي ان مخيلته مثقلة بهم الهجرة ، لهذا كرس كثيرا من اعماله الروائية والقصصية عن الغربة ، ولم يطرق جوانب اخرى في الحياة الا في بعض الاعمال ، وربما يعود هذا لقصر عمره ، ولموته الفجائي قبل ان تكتمل تجربته الروائية ، ربما لو عاش اطول لاتحفنا بتجارب اخرى .. ومع ذلك يعد من اكثر كتاب الرواية الذين حظيوا بالاحتفاء ، اقصد على مستوى اليمن .

    زيد مطيع دماج ، اعده من كتاب الرواية الوحيدة او اليتيمة . اعطته روايته (الرهينة ) قدرا من الشهرة، لكن ليس بنفس الشهرة التي جلبته رواية (موسم الهجرة الى الشمال) لكاتبها العظيم الطيب صالح ، مع ان كلاهما كتب قصصا جميلة ، لكن تظل لعنة الرواية الواحدة او الوحيدة تطاردهم مهما كتبوا او ابدعوا !

    احمد محفوظ عمر ، هو اخلصنا للقصة القصيرة . ظل يمارس هذا الفن بعشق طوال نصف قرن ان لم يكن اكثر . وهو يكتبها بمهارة وحرفية ، ويعتني بجمله ورصانة لغته ، وبأبطاله وشخوصه ، وهو كاتب له اسلوبه السردي ، واعتقادي انه لم يحظ بالتقدير الذي يستحقه كاتب كبير مثله .

    عبدالله سالم باوزير ، مجموعته القصصية ( الرمال الذهبية ) من اولى القصص التي قرأتها لهذا الكاتب المبدع . الذي كان لديه وعي مبكر باهمية هذا الفن . ولا ادري لماذا لم يظهر الا عدد قليل من كتاب القصة الحضارم . كانت مجموعة (ممنوع الدخول ) ل علي باذيب تنبيء الى ظهور كاتب قصة قصيرة ناضج . لكن سرعان ماسرقته السياسة والكتابة السياسية عن هذا العالم الشائق ، فخسرت القصة القصيرة واحدا من كتابها الواعدين . اما عبدالله سالم باوزير فيعد احد رواد هذا الفن الذين ادخلوا فن السرد الى حضرموت .

    20– عربيا- نجيب محفوظ، ويوسف ادريس، زكريا تامر ،حنا مينه ،عبد الرحمن منيف،الطيب صالح؟

    لم اعرف جمال القاهرة الا من روايات نجيب محفوظ . كلما سرت في شوارعها ، حاراتها ، تذكرت خان الخليلي ، وزقاق المدق ، وخمارة القط الاسود ، وبين القصرين ، وقصر الشوق ، والسكرية ، والقاهرة الجديدة ، وغيرها . ياالهي كيف استطاع ان يصور وجوه الناس ، تفاصيل حياتهم ، بتلك الدقة ؟ من اين اتى بكل تلك البراعة في القص ؟!! عندما ارى وجوه الناس اشعر باني اعرفهم ، عشت معهم من قبل ، ثم اتذكر انهم يعيشون معي ، او اعيش معهم منذ زمن .. من روايات عمنا نجيب محفوظ .

    نجيب محفوظ هو صدر الرواية المصرية ، روحها وعقلها ، ومن لا يقرأ له لن يفهم الشخصية المصرية .. انه بطريقة ما شفرة القاهرة . عطر مصر ، الريادة والتطور معا .

    زكريا تامر ، بدونه لايمكن الحديث عن قصة قصيرة عربية . انه سباك نفائس ماهر ، وهل هناك امهر من كاتب يضع كل جملة ، كلمة ، فاصلة ، ليصنع منها في الاخير قلادة نفيسة لاتقدر بثمن ، ونقطة على السطر . زميلي القاص ميفع عبد الرحمن يشبهني بزكريا تامر وهذه شهادة اعتز بها من قاص كبير وزميل عزيز .

    حنا مينا ، شائف البحر شو كبير .. كبر البحر هو حنا مينا ..عميق ، متدفق ، يعتمد البحر معادلا وفضاء لاغلب رواياته ، لكن الانسان هو المحور الرئيس الذي يستطيع ان يضع معادلة خاصة بتحولاته الشاغلة، ويصنع رواية عظيمة وروائيا بعظمة حنا مينا .. اظن اني لم اترك عملا له الا قرأته ، انه واحد من الروائيين الذين يتربعون على عرش الرواية العربية .

    عبد الرحمن منيف ، انه بوذا الصحراء ، ادخل الصحراء العربية الى فضاء الرواية الكبير ، واثبت عبر ( مدن الملح ) ان روح الصحراء التي غابت طويلا عن فضاء السرد العربي قد وجدت اخيرا فارسها ، وكما اظهر حنا مينا روح البحر فقد اظهر منيف روح الصحراء ، وكلاهما ذهبا بنا الى ابعاد الحياة وفضاءاتها الواسعة ، صحراء منيف مثل بحر مينا رؤية فلسفية . . رؤية شعرية لابعد من البحر ومن الصحراء للانسان الذي ليس له حدود .

    الطيب صالح ، نعم لقد جعل من (موسم الهجرة الى الشمال) ايقونة الرواية العربية ، وجعلنا والعالم نتذوق منجزه الابداعي بطعم مية النيل ، واظنه ظلم كثيرا بسبب هذه الرواية رغم ما جلبته له من شهرة عالمية ، لان بقية ابداعه لم يحظ بنفس الشهرة والاحتفاء مع اعتقادي بأنه لايقل روعة عن موسم الهجرة الى الشمال . رأيي ان (عرس الزين ) و (دومة ود حامد ) لاتقلان اهمية وقيمة ، وربما ان لعنة الرواية الواحدة قد اصابت الطيب صالح كما اصابت كتابا قبله .

    21– عالميا -تشيكوف، موباسان، ارنست همنجواي، فيودور دوستويفسكي؟

    انطوان تشيخوف ، قل انني بطريقة ما خرجت من معطفه ، مثلما خرج القصاصون الروس من معطف جوجول . عندما سئل تشيخوف مرة ماهي القصة القصيرة ؟ قال : ان تكتب عن شخص ما ، ( ولد ، عاش ، ومات ! ) اي بمعنى ان القصة القصيرة لاتحتمل التفاصيل الكثيرة ، يكفي الايحاء ، الاشارة ، البطل الواحد ، الزاوية . هنا يعتمد الكاتب على ذكاء وفطنة القاريء الذي هو شريك فى العمل عبر قراءته الواعية ، فلا تكشف له عن كل شيء .

    موباسان ، احد ابرز كتاب القصة القصيرة في العالم ، بل ان

    احد النقاد الفرنسيين قل عنه بعد وفاته : القصة القصيرة هي موباسان وموباسان هو القصة القصيرة ، مع ان القراء لم يعترفوا في البداية بان مايكتبه من قصص ينتمي الى عالم القصة القصيرة . . بعد قصته ( الحلية ) اجمع النقاد في العالم على انها النموذج الكامل للقصة القصيرة ذات النهاية المفاجئة . عندما قرأت لموباسان اكتشفت ان القصة القصيرة لاتحتاج الى الوقائع الخطيرة والخيال الخارق ، بل يكفي ان تتأمل الاحداث العادية ، الافراد العاديين لكي تفسر الحياة وتعبر عن خفاياها، من خلال موقف ، لحظة من لحظاتها ،، وتكتب قصة قصيرة .

    همنجواي ، هذا روائي مارس الكتابة والحياة بقناعة ، ولحظة الصحو انهى حياته . عاكس البحر في ( الشيخ والبحر ) وعاكس الحرب في (وداعا للسلاح ) وعاكس العيش في بلاده الولايات المتحدة ، وفضل العيش في عدوتها كوبا حتى نهاية حياته انسجاما مع قناعته .. انه روائي يرسل شفرته الروائية الى كل العالم .

    دوستويفسكي ، انه احد اعظم الروائيين الروس ، بل والعالميين ، وافضل من هندس النفس البشرية من خلال رواياته العظيمة . الكاتب الوحيد الذي ازعم انني قرأت اعماله الكاملة التي ترجمها عن الفرنسية سامي الدروبي ،، والتي اكتشفت من خلالها ان المرض ، لا يشكل اعاقة امام الابداع ، بل يمكن ان يعطينا معرفة حسية، وادراكا عقليا ، ووعيا ابعد لفهم الحياة .

    22– كنت رئيس تحرير صحيفة كفاح الشعب الصادرة في صنعاء الناطقة باسم الزمرة (انصارالرئيس علي ناصر محمد) ذكرياتك عن تلك المرحلة؟

    اجمل مافي تجربة (كفاح الشعب ) انها جمعت نخبة من المبدعين الذين رسموا مسارا ثقافيا ، ابعد من الخلافات والصراعات السياسية التي جعلتهم وكثيرين في لحظة جنون غير منطقية ، وسط الانفجارات والموت المجاني ، والاعتقال ، والقتل على الهوية . حاولنا ان نجتاز الجرح ، الى فضاء الابداع . وعندما اتذكر الاسماء ، وهي الان امامي ، اعتز حقا ، بتلك البصمة التي صنعناها في لحظة من الزمان .. وعندما اقول صنعناها ، فاني اشير الى اسماء لها وزنها في الساحة الادبية .. جمعتنا معا (كفاح الشعب ) واليك بعض الاسماء : محمد حسين هيثم ، اديب قاسم ، عادل ناصر ، محمد ناصر شرا ، كريم الحنكي ، وجدي شينة ، والعبد لله . كنا شعراء ، كتاب قصة ، ونقاد ..عندما تعود الى اعداد الجريدة ستعرف اي ابداع صنعناه .. وحتى خطابنا السياسي كان باتجاه استعادة الوحدة الوطنية في الجنوب .

    23– الوطن مر بأزمات وحروب وﻻزالت الحرب الى اﻻن مشتعلة يقول البعض اننا نسير في نفق مظلم والبعض يقول وصلنا الى طريق مسدود هل ترى بصيص نور في اخر النفق المظلم هل هناك أمل في الوصول الى حل لهذه اﻻزمة الطاحنة ؟

    انا بطبعي متفائل ، قد لا تكون هذه هي الكلمة المناسبة ، عندما نرى فداحة الحرب ، وبؤس الواقع ، وفساد الامكنة ، وقوة الجنون ، وجنون القوة، وانسداد الافق . ثم ألف شيء وشيء كلها تدعو لليأس ، وحتى للجنون . كنت مندهشا باميل حبيبي وروايته الرائعة (سعيد ابي النحس المتشائل) واعجب كيف نحت ذلك العنوان الغرائبي على ذلك النحو المعجز !! نحن في حالة مشابهة .. من التشاؤم ، ومن التفاؤل ، لا خطونا نحو الاخير ، ولا تخطينا الاول لان الاخطار والصعوبات لاتزال ماثلة ، ومخيفة . ومع ذلك تبقى فسحة امل . كل حرب نهايتها السلام . وبعد كل عسر يسر . ونحن صغار كان ابي يحكي لنا عن رجل يجلس بباب الجامع الكبير ويدعو الله (ضيّقها يارب !! ) وكان الناس في حال ضيق فعلا ويرجون الفرج .. وضاقوا بالرجل ودعائه الغريب كل جمعة ، فنهروه : لماذا تدعي علينا بدل ان تدعوا لنا ، اجابهم : ماضاقت الا فرجت !!!! ماذا تسمي هذا ؟ انا اسميه العقل بالجنون .

    24– كاتبنا وقاصنا الجميل محمد عمر حدثنا عن بطاقتك الشخصية ،مرحلة الطفولة مرحلة الشباب ،سنوات الدراسة، اﻻعمال او المهن التي زاولتها حتى وصلت الى مرحلة التقاعد.

    في المفتتح الاول ولدت طفلا عليلا ، كثير البكاء، في قرية ساحلية اسمها حيس ، في زمن مجاعة شديدة ، قال لي ابي ان الناس اضطروا فيه الى اكل القطط !! وتاريخ ميلادي يشير كما سجله في دفتر صغير احمر كان يحرص على تسجيل تواريخ ميلادنا فيه انا واخوتي ، الى 19 يناير 1949م . السنوات الاولى من طفولتي عشتها في كنف جديي لامي في مزرعتهما.. حيث كانا يربيان الماشية ، ويملكان قطيعا من الابقار والغنم، فرعيتها مع اخوالي وخالاتي من آل باشطح، واكتسبت بعض تلك الصلابة التي يكتسبها الاولاد الريفيون. وكان موعد الالتحاق بالكتّاب ، او مانسميه (المعلامة) نهاية تلك المرحلة المبكرة من عمري . ختمت القران في سن السابعة ، وحفظت جزء عم عن ظهر غيب ، وتعلمت مباديء الحساب : الجمع ، الطرح ، القسمة ، وحفظت جدول الضرب ، ولم اسلم من عصا المعلم الطويلة ، ومن الفلقة ، ليس لاني كنت غبيا ، بل لاني كنت طفلا مشاغبا جدا .. ومن يرى هدوئي الان لايصدق ذلك .. انا نفسي لا اصدق . كانوا يسمونني ( المشاغب !! ) كان نوعا من شقاوة الطفولة التي افتقدها الان . بعد الكتاب دخلت المدرسة ، تلقيت تعليما ارقى في قواعد اللغة العربية ، وفي الحساب ، ودروسا في الانجليزية ، لكن اكثر ماكان يبهجني المحفوظات للشعر ، والقصص التي تتضمنها مادة التعبير . وقد احببتها دون وعي ، ودون ان ادرك ان القص سيكون عالمي في القادم من الزمن . سبق هذا حكايات جدتي (ابللو ) .. كانت حكائية عظيمة ،،، مازلت مندهشا من براعتها في القص ، من اين كانت تأتي بكل تلك الحكايات عن الوحوش ؛ الرجال الذئاب ، العفاريت ، المردة ، الجنيات ، الملوك العشاق ؟! اما حكايات جدي سالم فقد وجدت مصدرها فيما بعد في (الف ليلة وليلة ) تلك الحكايات التي سحرتني صغيرا ، ولا تزال تسحرني في هذا العمر . تلك المرحلة الساحرة من عمري بكل مافيها من شقاوة ، وجدتي وجدي ، وحكاياتهما الاسطورية ، والغرائبية العجيبة ، وبراعتهما في القص ، وابقارهما والماشية ، انزوت ولا اقول انتهت لانها مثل الهواء الذي اتنفسه لا يمكنني العيش بدونه .. تلك المرحلة اسلمتني الى دهشة اخرى ، عالم من الجمال ، والاضواء ، انها عدن ، وقد القت بسحرها علي ، ونصبت شراكها حولي ، فصرت اسيرها . واصلت تعليمي في كلية بلقيس ، وسط حشد من التلاميذ الذين لاتقبلهم المدارس الحكومية ، لكن ايضا لا تحرمهم القوانين من حقهم في التعليم في مدارس اهلية . لكن ابي رأى ان يعود الى حضرموت ، الى الديس الشرقية ، مسقط رأسه ، وان نعود معه . الى الفردوس ..وحضرموت تاريخ ، وحضارة ، عالم من الطين لايندثر ، ومملكة في الحلم لاتموت . يبتعد كلما اقتربت منه ، ويدنو كلما نأيت عنه . ووجدت حلمي حاضرا في اخي محفوظ ومكتبته العامرة بكل روايات العالم . سكنت تحت سقف واحد مع طه حسين وعباس العقاد وتوفيق الحكيم ومحمود تيمور ، وجبران خليل جبران ونجيب محفوظ ويوسف السباعي ومحمد عبد الحليم عبدالله واحسان عبد القدوس وغسان كنفاني وحنا مينا ويوسف ادريس . وتولستوي ، وديستويفسكي، وتشيخوف ، وباسترناك ، وموباسان ، وفولتير، وسارتر ، وهمنجواي ، وغيرهم . تصور عندما تعيش مع كل هؤلاء تحت سقف واحد ، تقرأهم ، تعيش العوالم التي خلقوها، الابطال الذين صنعوهم ، الازمان والفضاءات التي يدورون فيها .. كل شيء يتداخل : الزمان ، المكان، الوجوه ، تصبح انت هم ، وهم انت ! في الفرح ، الحزن ، الانفعالات.. وتشعر ان تلك الارواح تسكنك ، وحين تريد ان تستعيد حياتك لاتستطيع !!

    لقد تحولت الى طفل مسحور ، مالي وللدراسة ..وهكذا تركت المدرسة ، المعهد الديني في غيل باوزير قبل ان انهي تعليمي، وعدت الى عدن ل ألاحق حلمي، حيث اشتغلت صبي دكان ، وصبي مقهى في كانتين من كانتينات الجيش، قبل ان تنشر لي صحيفة (الثوري ) قصة قصيرة وترحب بي محررا فيها. لم يسعني الفرح عندما رأيت قصتي منشورة في صفحة كاملة وعليها اسمي . يومها اشتريت عشر نسخ من الجريدة هي كل ما املك ، ووزعتها على من اعرف … ومن لا اعرف . ثم عملت سكرتير تحرير في جريدة (الشرارة ) المسائية ، ومدير تحرير لصحيفة 14 اكتوبر، وفي قسم الاعلام السياحي في المؤسسة العامة للسياحة ، ثم في قسم الاعلام الخارجي بوزارة الخارجية ، فمستشارا اعلاميا في سفارتنا في موسكو ، ثم في جريدة ( كفاح الشعب ) ومن ثم في المركز العربي للدراسات الاستراتيجية بدمشق ، وكنت مدير فرعه في امارة رأس الخيمة بالامارات ، واخيرا في وزارة الخارجية / الدائرة الاعلامية بصنعاء حتى التقاعد.

    محمد بحاح: اخي القاص محمد عمر بحاح هل من كلمة اخيرة ؟

    [١٣/‏٨ ٢:٢٧ م] محمد بحاح: اشكرك يا دكتور مسعد احمد مسرور يا صديقي العزيز على هذه اﻻسئلة القيمة التي جعلت ذاكرتي تجوب العالم بكله واعذرني على النسيان لقد تذكرت اﻻن الشاعر الرائع من بين ابناء الديس المبدعين عبد الصمد باوزير وايضا الكاتب احمد سعد التميمي وتذكرت كذلك اصوات نسائية في مجال السرد والشعر من بنات الجنوب منهن شفيقة زوقري ومنى با شراحيل وزهرة رحمة الله وهدى العطاس والشاعرة منى بن عيدان والشاعرة ايمان السعيد والقاصة شيماء با سيد واديبة البحري وكذلك الروائي محمد مسعد الذي كتب رواية اليقطينة والروائي ابن دوعن عمار باطويل الذي كتب رواية عقرون 94 —-الخ لك تقديري د مسعد احمد مسرور

  • مقابلة مع إيزابيل الليندي: الكاتب مسؤول عن كلّ كلمة وفكرة – ترجمة: أحمد الزبيدي

    مقابلة مع إيزابيل الليندي: الكاتب مسؤول عن كلّ كلمة وفكرة – ترجمة: أحمد الزبيدي

    المرء يجب أن يكون مسؤولا عن كل كلمة، وكل فكرة. وأن يكون حذرا جدًا: فالكلمة المكتوبة لا يمكن ان تمحى.

    في كل مقابلة تجرى معي اصطدم بسؤالين يجبراني على التعريف بنفسي ككاتبة وكإنسانة: لماذا أكتب؟ و لمن أكتب؟ والآن سأحاول الإجابة عن هذه الأسئلة.

    في عام 1981، في كاراكاس، وضعت ورقة في الآلة الكاتبة وكتبت الجملة الأولى من رواية بيت الأرواح: “جاء باراباس لنا عن طريق البحر. “في تلك اللحظة لم أكن أعرف لماذا كنت افعل ذلك، أو لمن.

    في الواقع، كنت أفترض أن لا أحد على الاطلاق سوف يقرأها عدا والدتي، والتي كانت تقرأ كل ما أكتبه. حتى أنني لم أكن أعي أنني كنت أكتب رواية. ظننت أنني كنت اكتب رسالة  روحية الى جدي، وكان شخصا ضخما ورجلا محترما كبيرا في السن، وكنت أحبه بمعزة كبيرة. وقد ناهز ما يقرب من المئة سنة من العمر، وقرَّر أنه كان متعبا جدا للاستمرار في العيش، حتى أنه جلس في كرسيه المتحرك، ورفض أن يشرب أو يأكل، داعيا ملاك الموت، الذي كان عطوفا عليه بشكل كافٍ حيث ما لبث أن أخذه.

    كنت أريد أن أودعه، ولكني لم أكن أستطيع أن أعود إلى شيلي، وكنت أعرف أن الحديث معه على الهاتف غير مجدٍ، لذلك بدأت بكتابة هذه الرسالة. أردت أن أقول له أنه يمكن أن يذهب في سلام لأن كل ذكرياته كانت معي. لم أنسَ أي شيء. كانت معي كل نوادره من الحكايات، جميع شخصيات الأسرة، ولكي اثبت ذلك بدأت بكتابة قصة روز، خطيبة جدي التي كان يسميها في الكتاب روز الجميلة. إنها شخصية حقيقية موجودة بالفعل؛ و ليست مأخوذة من غارسيا ماركيز كما قال البعض. لمدة عام، كنت أكتب كل ليلة بلا تردد ومن دون خطة. كانت الكلمات تتدفق مثل سيل جارف. كانت الآلاف من الكلمات التي لم يخبر بها أحدا عالقة في صدري، وكانت تهدد بخنقي. كان الصمت الطويل في المنفى قد حولني الى حجر؛ كنت بحاجة لفتح صمام، والسماح لنهر من الكلمات المخبوءة بأن يجد طريقه للخروج. في نهاية ذلك العام، كانت هناك خمسمئة صفحة على طاولتي. لم تعد تلك الاوراق تبدو وكأنها رسائل بعد الآن. من ناحية أخرى، كان جدي قد توفي قبل فترة طويلة، لذلك فان الرسالة الروحية كانت قد وصلت له بالفعل. حتى فكرت، “حسنا، ربما بهذه الطريقة أستطيع ان اتحدث عنه لبعض الأشخاص الآخرين، وعن بلدي، وعن عائلتي ونفسي، لذلك لم اقم سوى بتنظيمها قليلا ما، ولففت المخطوطة بشريط وردي جلبا للحظ، وأخذتها لبعض الناشرين.

    كانت روح جدتي تحمي الكتاب منذ البداية، لذلك فقد تم رفضه في كل مكان في فنزويلا. لم يرغب به أحد – وكان وقتا طويلا. كنت امرأة. لا أحد يعرفني. لذلك قمت بإرساله عن طريق البريد إلى إسبانيا، وصدرالكتاب هناك. وتم استعراضه، و ترجمته وتوزيعه في بلدان أخرى.

    أثناء عملية كتابة حكايات من الماضي، وتذكر المشاعر والآلام التي رافقت قدري، وسرد جزء من تاريخ بلدي، وجدت أن الحياة أصبحت مفهومة أكثر والعالم أصبح متسامحا أكثر. شعرت بأن جذوري قد تم استعادتها، ومن خلال تلك العملية الدؤوبة من الكتابة اليومية كانت روحي قد تعافت أيضا. شعرت في ذلك الوقت أن الكتابة كانت امرا لا مفر منه – وأني لا أستطيع الابتعاد عنها. الكتابة هي شيء كأنه لذة اومتعة. هي خلق العالم وإعادة خلقه وفقا لقوانيني الخاصة، في تلك الصفحات أحقق كل احلامي، كل ما عندي من الأحلام واطرد بعضا من ارواحي الشريرة.

    ولكن هذا هو تفسير بسيط إلى حد ما. هناك أسباب أخرى للكتابة. لقد تغيرت أشياء كثيرة بالنسبة لي منذ صدر كتابي الاول (بيت الارواح). لم أعد أستطيع أن أدعي أنني ساذجة، أو أتهرب من الأسئلة. أنا الآن أتواجه باستمرار مع قرائي، وأحيانا يكونون صعبين للغاية. ليس كافيا أن تكتب وأنت في حالة نشوة، مسكون بالرغبة في رواية قصة. المرء يجب أن يكون مسؤولا عن كل كلمة، وكل فكرة. وأن يكون حذرا جدًا: فالكلمة المكتوبة لا يمكن ان تمحى.

    أعتقد أن القصص هي التي تختارني.

    هذه مجموعة اخرى من الاسئلة التي وصلتني واجوبتي عليها.

    س. هل يمكنك التحدث عن العناصر الكامنة في الكتابة التي تجعل المرء يتعافى ويشفى من جروحه، وتحديدا في ما يخص كتابتك لرواية (باولا)؟ أعتقد أنها كانت عملية صعبة جدا ومؤلمة للغاية.

    ج. عندما كنت أكتب باولا، كانت مساعدتي تأتي إلى المكتب وتجدني أبكي. فتعانقني وتقول لي: “ليس عليك أن تكتبي هذا.” وحينها أقول، “أنا أبكي لأنني أريد أن أشفى وأتعافى . كانت الكتابة هي طريقتي في التعبير عن الحزن. لقد كتبت هذا الكتاب مع الدموع، ولكن تلك الدموع جعلتني أتعافى تماما وبعد الانتهاء منه، شعرت أن ابنتي لا تزال حية في قلبي، وذكراها محفوظة. وما دام كل شيء عنها قد كتب، فسوف يتذكرونها على الدوام. كنت يوميًا أكتب رسالة الى أمي والسبب أنني لا أستطيع أن أتذكر التفاصيل، والأسماء، والأماكن. عندما كتبت عن باولا وحياتنا معا، فإنني سجلت ذلك إلى الأبد. ولن أنساه الى الأبد. فهي حياة الروح.

    س. عندما قرأت باولا، أدهشني كم كانت تلك الرواية كشفا للذات. الناس لا يتحدثون عادة عن هذا النوع من الآلام. كانت تجربتك مع الموت، والمرض، والمأساة هبة منك لكثير من الناس.

    ج. شعرت بقربي من أولئك القراء الذين كتبوا لي. الألم هو شيء عالمي. كلنا نجرب الألم، والفقدان، والموت بنفس الطريقة. تأتيني رسائل من أطباء يشعرون بأنهم لم يعودوا قادرين على رؤية مرضاهم بنفس الطريقة السابقة قبل قراءة الكتاب، ومن الشباب الذين يتعاطفون مع باولا ويفكرون للمرة الاولى بموتهم. وتصلني العديد من الرسائل من نساء صغيرات جدًا لم تحدث لهن خسارة حقيقية ولكن ليس لديهن الشعور العائلي أو الدعم في مجتمعاتهن. يشعرن بالوحدة إلى حد كبير. ويتمنين لو يلتقين رجلا بنفس الطريقة التي التقت فيها باولا بزوجها. وأتلقى رسائل من أمهات فقدن أطفالا معتقدات أنهن سيمتن من الحزن. ولكن لم تمت واحدة منهن. وفاة الطفل هو أقدم حزن لدى النساء. يفقدن الأمهات الأطفال منذ آلاف السنين. فليس هناك سوى عدد قليل من المحظوظات اللواتي يتوقعن ان جميع أطفالهن سيعيشون.

    س. العديد من النقاد يعتبرون باولا بأنه أعظم كتبك. هل يمكنك القول أن الكتابة عن باولا أثرت فيك بشكل أكثر عمقا من كل الكتب الأخرى؟

    ج: نعم، وكل الكتب الاخرى كانت بروفات. وعندما انتهيت من (باولا) وجدت أنه من الصعب جدا أن أكتب مرة أخرى. ما الذي يمكن ان أكتبه و سيكون مميزا بالنسبة لي؟ ومع ذلك، وبعد ثلاث سنوات من التوقف عن الكتابة، أصبحت قادرة على الكتابة مرة أخرى.

    س. هل تعتقدين أن الكاتب يختار ما يكتب أم أن الكتابة هي التي تختارك؟

    أعتقد أن القصص هي التي تختارني.

    س. لذلك كنت راوية قصص أولا وكاتبة ثانيا؟

    ج. نعم. القص هو الجزء الممتع. في الكتابة يمكن أن يكون هناك الكثير من العمل!

    س. وهل ساعدتك خلفيتك كصحفية؟

    ج. أنا أعمل بعواطفي. اللغة هي أداة، وسيلة. القصة تكون دائما عن بعض المشاعر العميقة جدًا والتي هي مهمة بالنسبة لي. عندما أكتب، فأنا أحاول أن أستخدم اللغة بطريقة فعالة، بنفس طريقة الصحفي. أنت لديك مساحة صغيرة جدًا ووقت محدود جدًا وعليك ان تمسك القارئ الخاص بك من رقبته ولا تدعه يتركك. هذا ما أحاول القيام به مع اللغة: خلق التوتر. تعلمت من الصحافة أيضا الأمور العملية الأخرى، مثل كيفية البحث في موضوع، وكيفية إجراء المقابلة، وكيفية مراقبة الناس والتحدث اليهم في الشارع.

    س. عندما تتحدثين عن انفتاح نفسك للتجربة، هل تفتحين نفسك نحو عالم سحري؟ هل الأرواح تأتي بالفعل وتقترح الكلمات والصور، والمشاهد بالنسبة لك؟

    ج نعم. بطريقة معينة. وهناك أيضا عملية ذهنية، بطبيعة الحال. ولكن هناك شيء سحري في القص. أنت تستفيد من عالم آخر. تصبح القصة متكاملة عندما تنجح في الاستخدام الأمثل للقصص المتجمعة، عندما تصبح قصص الآخرين جزءًا من الكتابة، وتعرف أنها ليست قصتك فقط. لديَّ شعور بأنني لا أخترع شيئا، ولذلك وبطريقة ما، أكتشف الأشياء التي هي من بعد آخر. والتي سبق وأن كانت هناك بالفعل، ووظيفتي أن أعثر عليها وأكتبها على الورق. ولكنني لا أقوم بتجميعها. على مرِّ السنين حدثت أشياء في حياتي وفي كتابتي برهنت لي أن كل شيء ممكن. أنا منفتحة على جميع الألغاز. عندما تمضي ساعات كثيرة جدا، الكثير والكثير من الساعات في اليوم كما كنت أفعل، لوحدي وفي صمت، فسوف تكون قادرًا على رؤية هذا العالم. انا أتصور أن الناس الذين يصلون أو يتأملون لساعات طويلة، أو يقضون وقتا لوحدهم في دير أو مكان هادئ آخر، فانهم في نهاية المطاف يسمعون أصواتا ويشاهدون رؤى لان العزلة والصمت تخلق الأساس لهذا الادراك.

    أحيانا أكتب شيئا، وأنا مقتنعة عمليا أنه من وحي خيالي ليس إلا. و بعد مرور أشهر أو سنوات، أكتشف أنه كان صحيحًا. وأكون دائما خائفة جدا عندما يحدث ذلك. أفكر، “ما هذا؟ ماذا لو أن الاشياء تحدث لأنني أكتبها؟ يجب أن أكون حذرة جدا مع كلماتي”. ولكن أمي تقول لي:” لا، أنها لا تحدث لأنك تكتبيها لهم. فانت لا تمتلكين تلك القوة. لا تكوني متعجرفه هكذا. ما يحدث هو أنك قادرة على رؤيتها وغيرك من الناس لا يقدرون لأنه لم يكن لديهم الوقت، ولأنهم مشغولون في ضجيج العالم “. كانت بعيدة النظر. وعلى الرغم من أنها لم تكن تكتب، لكن كان بامكانها ان تخمن الأشياء وتخوض في تلك الأحداث والمشاعر المجهولة. كانت مدركة لذلك. وأتصور أنها مجرد مسألة كونها أكثر ادراكا.

    عندما أكتب، فأنا أحاول أن أستخدم اللغة بطريقة فعالة، بنفس طريقة الصحفي.

    س. كان زوج أمك يصفك بأنك (مهووسة بالكذب) .

    ج. نعم. يقول بأنني كاذبة. عندما كنت أكتب باولا كانت المرة الأولى التي اكتب فيها سيرة حياة. وعندما تكتب سيرة حياة فإن من المتوقع أنك تقول الحقيقة. زوج أمي وأمي اعترضوا على كل صفحة كتبتها لأن عالم طفولتي والعالم من وجهة نظري، كان يختلف تماما عن الطريقة التي كانا يريانها فيه ،انا أرى الاشياء المهمة، والعواطف، وشبكة غير مرئية من المواضيع التي تربط الى حد ما هذه الأشياء. إنه شكل آخر من أشكال الحقيقة.

    س. تتحدث جويس كارول أوتس عن ذاكرة مضيئة، كما لو أنها تأتي وتضيء على بقعة معينة. أنا أفكر في الاختلافات في كيفية تذكرك الأحداث من أيام طفولتك. على سبيل المثال، لديك ذكرى مخيفة من انك كنت معلقة رأسا على عقب في آلة غريبة بهدف زيادة طولك، على الرغم من أن زوج أمك يتذكر ان ذلك كأن جهازا آمنا تماما. ربما أنت تتذكرين ما تشعرين به فقط. ولكنه في الحقيقة قد يكون جهازا آمنا، كنت تشعرين كما لو كنت معلقة من الرقبة.

    ج. هذا صحيح تماما. هناك الكثير من ذلك في كتاباتي. على سبيل المثال، أنا أتذكر قصة ما ولكني لا أستطيع أن أتذكر المكان أو التاريخ أو الشخص أو الاسم. ولكن أتذكر شيئا يلفت النظر في تلك القصة.

    س. في حين أن بعض الناس يتذكرون التاريخ و ماذا كانوا يرتدون.

    ج أو أنهم يتذكرون فقط الحقائق. وانا ربما ساتذكر فقط ما تخيلته حول الحدث، وفهمي للحقيقة.

    س: ولكن في النهاية، كما هو الحال في إيفا لونا، كنت تقولين شيئا وبعدها تقولين شيئا آخر .

    ج.”ربما لم يحدث الامر بهذه الطريقة.” أنا دائما لدي شعور أنه ربما لم يحدث بهذه الطريقة. لدي خمسون رواية حول كيف قابلت زوجي ويلي. وهو يقول أنها جميعا صحيحة.

    س:في رواياتك الاولى ، والتي كانت تعالج الفوضى السياسية في أمريكا اللاتينية، كانت السلطة غير متوافقة ولا منسجمة، هناك شعور كافكوي (نسبة الى كافكا- م) أنه مهما عملت، فلن تستطيعي فهم السلطة. العالم يتحول، ولا يمكن الوثوق به. هل تعتقدين ان العالم الروحي يمكن ان يكون مكانا آمنا اكثر؟ و أن (الخطة اللانهائية) تتجسد في العالم الروحي وليس في العالم الحقيقي؟

    ج. انها مسألة صعبة. العالم الروحي هو مكان لا يوجد فيه خير وشر.إانه ليس عالم أبيض وأسود كما يبدو عليه العالم الحقيقي. لا توجد قواعد صارمة من أي نوع. وفي هذا المعنى فهو مختلف تماما عن الخطة اللانهائية التي كانت مزحة قالها الواعظ في روايتي (الخطة اللانهائية). في العالم الروحي هناك نية فقط، هناك مجرد وجود. وليس هناك شعور بالصواب أو الخطأ. كل شيء هو فقط في نوع من طريقة ثابتة للغاية ولا تزال. ولأن الأمور غامضة جدا في هذا المعنى، حساسة جدا وغير مركزة جدا، فانه مكان آمن. ليس عليك ان تقرّر أي شيء. هكذا هي الاشياء، وأنت أحيانا تطفو أو أنا لا أعرف كيف أعبر عن هذا بالضبط، انت فقط هناك. في، شكل حساس جدا جدا. بالنسبة لي، فهو مكان آمن جدا. ذلك هو المكان الذي تأتي منه القصص. ذلك هو مكان العشق.

    هذا يبدو مبتذلا جدا ولكن حياتي تحددت من قبل اثنين من الأشياء التي كانت في غاية الأهمية: الحب والعنف. هناك الحزن، والألم، والموت، ولكن هناك بعدا آخر مواز، ذلك هو الحب. هناك أشكال كثيرة من الحب، ولكن هذا النوع الذي أتحدث عنه غير مشروط. على سبيل المثال، الطريقة التي نحب فيها الشجرة. نحن لا نتوقع من الشجرة ان تتحرك أو تفعل أي شيء أو أن تكون جميلة. الشجرة هي مجرد شجرة، ونحن نحب الشجرة لأنها شجرة. و نحب الحيوانات بنفس الطريقة. ونحب الأطفال بهذه الطريقة. عندما تصبح العلاقات أكثر تعقيدا، تبدأ تطالب أكثر. تريد شيئا مقابل حبك. لديك توقعات ورغبات وتريد أن تكون محبوبا بقدر ما تحب. في هذا العالم الروحي، الذي هو عالم الحب، لا توجد شروط. مثل الطريقة التي أحب فيها أحفادي. أعتقد أنها مثالية. لا يهم ما إذا كانوا سيكبرون أو يبقون على ما هم عليه لأنني أستطيع أن أراهم أولئك الرضّع الذين كانوا قد ولدوا للتو، والاشخاص الذين سوف يكونون عندما يصبحون مراهقين أو بالغين. الروح ليس لها عمر. ربما هذا ما أردت أن أقوله. عندما نحب شيئا بعمق وبشكل كامل، فإننا نحب جوهره.

    س:أعتقد ان ما تتحدثين عنه هو التسامي، والقدرة على الانتقال بعيدا عن العالم الحقيقي نحو فهم متسام للمشاعر والعواطف. هل يمكن القول ان رواياتك تتميز بهذه السمة أكثر من أي شيء آخر؟

    ج:. إنه أمر غريب أن يتم تصنيف أعمالي بأنها من الواقعية السحرية لأنني أرى رواياتي على أنها مجرد أدب واقعي. يقولون إذا كان كافكا قد ولد في المكسيك لكان كاتبا واقعيا. لذلك فإن الكثير يعتمد على مكان ولادتك.

    * المدى. 

  • أعمال ( ناصر أبو عفرا ) الفنان التشكيلي الإماراتي تنبض بروح الأصالة وملامح التراث ..- مشاركة : داليا بسيوني..

    أعمال ( ناصر أبو عفرا ) الفنان التشكيلي الإماراتي تنبض بروح الأصالة وملامح التراث ..- مشاركة : داليا بسيوني..

    ناصر أبو عفرا: ملامح التراث تنبض بروح الأصالة

    داليا بسيونياستطاع الفنان التشكيلي الإماراتي ناصر أبو عفرا عبر تجربته الغنية تقديم أعمال مميزة من البيئة الإماراتية، حيث تحفل لوحاته الفنية بتناغمات بصرية وقوة لونية عميقة الإحساس، موظِفاً إمكاناته الإبداعية في خدمة الهوية الوطنية التي يستلهمها من رموز التراث الإماراتي، فخبرته الفنية لأكثر من 15 عاماً في مجال الفن التشكيلي ومواهبه الاستثنائية تتغنى بريشة فنان عشق التراث فعبر عنه من خلال لوحات فنية وبصرية مفعمة بثراء الألوان الفلكلورية، توثق التاريخ والثقافة من جهة، وتجمع بين العناصر الخاصة بالبيئة المحلية من جهة أخرى، وتعزف ألوانها بحرفية على أوتار لوحات أجادت حكايات تروي عن تراث الإمارات، ومؤخراً فاز أبوعفرا بجائزة تشجيعية عن أفضل عمل فني لأبناء الإمارات في الدورة الـ 24 من جائزة العويس للإبداع عن لوحته «ألوان السعادة»، يتحدث أبوعفرا لـ«البيان» عن فوزه بالجائزة وعن رحلته المثيرة في ربوع الفن التشكيلي، حيث يرى أن ملامح التراث تنبض بروح الأصالة.

    ذاكرة الماضي

    كيف توفق بين خطواتك التراثية ولوحاتك المعبرة عن لغة العصر في حداثته وألوانه ورمزيته؟

    أردت من خلال أعمالي وحنيني لذاكرة الماضي، أن أقص حكاية المكان كما اختزنته في ذاكرتي، فاتجهت إلى رسم الواقع بأدق تفاصيله لأعبر عن التراث وحياتنا الماضية، فالتراث عنصر جذب في لوحاتي سواء كان للمتلقي المحلي الذي تربطه صلة وثيقة بهذا التراث، أو للمتلقي الأجنبي الذي يبحث عن تاريخ المكان والتراث العريق، ومن يلاحظ في رسوماتي اتجاهي الدائم في رسم البيئة المحلية بتفاصيلها المدهشة باستخدام الألوان الزيتية وألوان الأكريليك التي تعطي حرية في التعبير، وتبرز المشهد المرسوم برونق خاص.

    إنجازك لأعمالك هل يسبقها مرحلة التخطيط أم حالة انفعالية تدفعك لبلوغ الفكرة ؟

    أحياناً تكون الفكرة مختمرة تماماً في ذهني فأقوم برسمها وبكل تفاصيلها على اللوحة، وأحياناً أشعر بأني أحتاج إلى أن أحمل الريشة وأبدأ في الرسم بدون أن تراودني أي فكرة، ربما تكون مجرد حالة انفعالية، ولكن في هذه الحالة تحديداً لا أعرف متى ينتهي عملي باللوحة فأحياناً أستمر أرسم فيها لأشهر عديدة.

    جائزة العويس

    تحدث عن لوحة «ألوان السعادة» الفائزة في جائزة العويس للإبداع بجائزة تشجيعية؟

    حصلت هذا العام 2017 علي جائزة تشجيعية عن أفضل عمل فني لأبناء الإمارات في جائزة العويس للإبداع، وأنا حريص علي المشاركة في الجائزة بشكل سنوي، فالفنان يحتاج دائماً إلي جهة متخصصة لتقييم أعماله، ولقد استطعت الحصول علي المركز الأول في جائزة العويس للإبداع عام 2013 كأفضل عمل فني لأبناء الإمارات، كما حصلت علي المركز الثاني عام 2006.

    موهبة وفكرة

    عندما ترسم تخاطب نفسك أم تخاطب جمهورك، ومتى تنتهي تجربة الفنان التشكيلي، فمثلاً الكاتب عندما يظن أنه لم يعد لديه ما يقوله للآخرين يشعر أنه انتهى، برأيك ما هي نقطة النهاية عند الفنان التشكيلي؟

    أنا أرسم للجمهور، وفي كل عمل أسأل نفسي هل سيتقبله الجمهور، ومن وجهة نظري أنا أستطيع التحكم بالفكرة واللوحة ولكني لا أستطيع التحكم بالمتلقي، والموهبة لا تنتهي فهي هم يومي لا يفارق الفنان، ومن واقع تجربتي الفنية منذ أن بدأت الرسم لم أتوقف عنه حتي الآن، وعندما دخلت العسكرية كنت أرسم في غرفتي في المعسكر.رسالة الفنان

    يقال إن المبدع يحتاج للحرية للتعبير عن خياله ودواخله بدون قيود فما تعليقك؟

    الفنان ابن بيئته، وإنني أسعى إلى التوثيق من خلال أعمالي الفنية، وقد لاحظت بعد رحلاتي إلى الغرب، تركيز الفنانين على توثيق تاريخهم وثقافتهم من خلال الأعمال الفنية، فالعمل الفني يجب أن يتضمن رسالة فنية هادفة، كما يجب أن يتمتع بقوة التأثير في الناس.

    مشاركات

    شارك الفنان الإماراتي ناصر أبو عفرا في العديد من المعارض الفنية المحلية حتي وصلت إلى 50 مشاركة محلية، أغلبها تزامن مع مناسبات وطنية واحتفالات خاصة، كما لديه 6 مشاركات بمعارض خارجية في القاهرة وبودابست ومسقط، وعن مشاريعه الفنية المستقبلية أكد أبوعفرا أنه يحضر حالياً لمعرضه الشخصي ضمن احتفالات الدولة باليوم الوطني. وفقا لما نشر بصحيفة البيان.