Category: حوارات ومقالات

  • المتألق الفنان / جورج عشي /.. مصور فوتوغرافي.. باحث في علم الصورة الجمالية التوثيقية ..المنتقاة من الأثر الخالد في التاريخ والطبيعة – علاء جمال

    المتألق الفنان / جورج عشي /.. مصور فوتوغرافي.. باحث في علم الصورة الجمالية التوثيقية ..المنتقاة من الأثر الخالد في التاريخ والطبيعة – علاء جمال

    جورج عشي : التعبير الإنساني أهم شيء بالصورة الضوئية

    علاء جمال
    جورج عشي مصور فوتوغرافي، باحث في علم الصورة الجمالية التوثيقية، المنتقاة من الأثر الخالد في التاريخ والطبيعة.. اتخذ من هذا الفن طريقاً منفرداً لنفسه، فزار العديد من دول العالم وانغمس في علومها وثقافاتها وأسس من أرشيفه البصري المختزن في الذاكرة مفهوماً محدثاً في الصورة الفوتوغرافية المعاصرة، وهو من الأسماء الأولى في “سورية” التي شكلت دعامة قوية في هذا المنحى.
    وللتعرف إلى خصوصية العمل لدى المصور السوري، وواقع الفوتوغراف في “دمشق”، eSyriaمدونة وطن أجرت معه الحوار التالي، وذلك خلال لقائه في مقهى الروضة بمنطقة “الصالحية” “بدمشق”، في 4/11/2008
    ـ دعنا أولاً نتحدث عن خصوصية العمل لديك؟
    أنا إنسان يبحث عن الجمال قبل كل شيء، جمالية الصورة والتغيير فيها لأنها انعكاسات عن داخلي… عندما أًصور سماء فيها غيوم يكون هذا الجو الذي أحبه، الجو الذي يبشر بالمطر وفي ملأه الشمس والطبيعة.. كما أن التعبير الإنساني أهم شيء بالصورة الضوئية وخاصة إذا كان ممزوجاً بطبيعة ملائمة لهذا التعبير.
    ـ ماذا عن الرسالة التي قدمتها لذاكرة المتأمل، ومخزونه المعرفي؟
    الطفولة كانت سعيدة بألوانها وجوانبها.. وهنا موسيقى الماضي أحملها عبر صورتي الفوتوغرافية على أن تكون هذه الذاكرة مجسدة فيها حتى ولو كنت في عمر /70/ ، دائماً أبحث عن أماكن قضيت فيها طفولتي أصورها وأعيد تكوينها، إنها جزء من الرسالة التي أوصلها للمتلقي، ورسالتي انعكاس نفسي الداخلي، وما تحمله من مشاعر ورؤى جمالية لذاكرة الآخر. والصورة الفوتوغرافية ليست كاميرا تلتقط بل هي مشاعر تعيش في داخلنا، فأحياناً نرى أشياء جميلة لكننا لا نتفاعل معها وفي أحين أخرى تكون ما نتمناه.. كذلك الرسالة البصرية تقدم ما تحمله النفس من تلك المشاعر والتصورات..


    تأمل المشهد البصري

    ــ كيف يمكن برأيك للمصور الفوتوغرافي أن يحدد موقعه من العالم، ويفرض حضوره ومكانته؟
    الامتداد نحو الخارج يجب أن يسبقه امتداد نحو الداخل، فلكي تعرف موقعك من العالم عليك أن تعرف ماذا لديك في بلدك.. فإذا زرت الأهرامات في “مصر” مثلاً ولم تكن تعرف “تدمر” أو قلعة “سمعان” في “حلب” أو المكان الأثري في التاريخ السوري لن تحسن تحديد هذا الموقع، والأحرى أن نكون ملمين دائماً بالمعارف والثقافات الموجودة لدينا في “سورية” حتى نتطلع على أعمال الآخرين في الخارج، ونحقق امتداداً له حضوره ومكانته.
    ـ متعة الجمال الحسي في النفس، تعتبر من أهم المراحل في الفوتوغراف لاختيار المشهد وتحديده بدقة متناهية قبل تصويره، ما سبل الوصول إلى تلك المتعة بتصورك؟
    قبل كل شيء يفترض أن تثق بالأدوات والأجهزة التي تتعامل معها، يقول البعض: «أن الكاميرا ليست مهمة وإنما الأهم عين المصور». وهذا كلام نصفه خاطئ فالعين التي ترى جيداً يجب أن يكون بين يديها أجهزة تعمل جيداً وتلبي جيداً، أو تقدم التأثير المطلوب سواء كان كاميرا أو فيلم أو محاليل إظهار أو ورق تكبير.. فبقدر مما تثق بأدواتك وأجهزتك وتتعامل معها بلطف ومحبة و تحسن الاعتناء بها بقدر ما تعطيك نتائج مرضية، ومن جانب آخر المفروض على المصور الفوتوغرافي أن يتأمل المشهد البصري الذي يصوره بعمق، وأن يكون في مخيلته بقدر ما أمكن، وأن يرقب امتداد الضوء عليه و درجات الجمال في انتشاره.. وما دام المشهد البصري ثابتاً، وليس هناك من شيء متحرك، فلديه متسع من الوقت للهدوء والتأمل.. وإخراج صورة ذات جمالية خاصة تعكس الجمال الحسي في نفسه، ولا مانع من أخذ عدة لقطات.. ثم الانتقاء منها.


    حول الفوتوغراف في “سورية”

    ـ متى بدأ “التصوير الضوئي” رحلته في “سورية”، وكيف ترى انفتاحه وحضوره في العالم؟
    التصوير الضوئي موجود في “سورية” من قبل الاستقلال، وكانت هناك جهود فردية ودخلت السينما ضمن هذه الجهود لأنها تعتمد بشكل أساسي على الصورة الضوئية، ولكن العمل الجدي على هذا الموضوع بدأ في العام /1979/ وتحديداً عندما أقمنا معرض “الخمسة” أذكر منهم “مروان سليماني، وطارق الشريف”، والراحل “قتيبة الشهابي”، حيث طرحنا فكرة تأسيس نادي فن التصوير الضوئي في العالم العربي، وهذا الكلام موثق في الصحف العربية والأجنبية، وقطعنا مرحلة مهمة في الإنجاز بعد هذا التاريخ أهمها المعرض السنوي الذي كان يقام لفناني نادي التصوير الضوئي في “سورية”.. وفي كل عام كنا نتلمس قفزات نوعية تنم عن جدية من يتعامل مع هذا المجال.. أما عالمياً فلا أعتقد أننا وصلنا إلى مرحلة يمكن فيها أن نشارك في نشاطات عالمية كمعارض للتصوير الضوئي.. فما زلنا مقصرين.
    ـ ما أسباب تأخر الفوتوغراف في “سورية” برأيك؟
    يعود السبب إلى كلفة هذا الفن وقلة دعم السلطة للفنانين الضوئيين، فحتى الآن لا نكملك مقراً لهذا النادي، حيث نجتمع في بيوتنا أو في المراكز الثقافية.. ونقتطع من لقمة عيشنا حتى نتابع العمل في هذه الهواية لحاضر المكان وتراثه وثقافاته..

    ـ هناك العديد من الطامحين لأن يكونوا مصورين ضوئيين لكن الظروف حالت دون صعودهم، برأيك ما الطرق الكفيلة بإعادتهم إلى هذا المنحى؟
    لو كان هناك مقر للنادي التصوير، مجهز بكافة الإمكانات الفنية من آلات تصوير وأجهزة طبع وغيرها لهؤلاء الطامحين بأن يكونوا مكانة في هذا الجانب وبدون مقابل يؤخذ منهم، وعملهم يكون بإشراف بعض الفنانين الفوتوغرافيين المتمكنين، حيث يتم توظيفهم ورعايتهم ومنحهم ملاحظات للتعاطي مع هذا الفن داخلاً وخارجاً.. لكان ذلك كفيل بإعادة الفكر إلى مساره الإلهامي الصحيح وبالتالي تحقيق الطموح.
    ـ يعاني مجتمعنا من أمية حقيقة في الفنون الجميلة عموماً وأخصها التصوير الزيتي والضوئي، غير مدرك لقيمة الجانبين في تنمية الثقافة التذوقية والحسية، وعملية التوثيق للمكان، كيف يكمن معالجة هذا الموضوع؟ ومتى يمكننا أن نملك عين راصدة ومتذوقة للمشهد الجمالي؟
    الصورة الفوتوغرافية توثيقية بالدرجة الأولى.. هي توثيق للمكان والجغرافية والتاريخ والعمارة والفنون.. ونرى أن أهم الناس في العالم من أطباء وعلماء ومهندسون يوثقون أعمالهم بالصورة الضوئية، حتى أن الصورة دخلت إلى جسم الإنسان عن طريق التصوير الشعاعي لاكتشاف المرض ومعالجته.. وفي “سورية” الاهتمام بهذا الفن التوثيقي ليس كافياً على أنه شهد اهتماماً في الوقت الراهن من خلال التكنولوجيا الحديثة، ومن جانب آخر ليس هناك مكان أرشيفي للنتاج الفوتوغرافي، والأرشفة أهم شيء في للتصوير الضوئي، أيضاً المسابقات السنوية لأجمل صورة ضوئية وأفضل مصور غير موجودة بعد، في الوقت الذي يجب فيه أن يُعتمَد هذا الفن في كل مجالات الحياة.. فتحقيق تلك الأمور ينعش هذا الفن، ويزيد في رغبة العمل والميل إليه، من هنا تأخذ العين الراصدة جزءً من حقها وتتسع دائرة الرؤية أكثر من حيث تذوق المشهد الجمالي، واختيار اللقطة البصرية كمشهد فوتوغرافي هام.

    الحس التأثيري على العين

    حول الفنان، قال المصور الضوئي أديب طيبا: «”جورج عشي” من الأسماء المهمة في مجال التصوير الفوتوغرافي السوري، فنان تشكيلي، وله كتابات في الشعر والصحافة.. إنه متذوق للرؤية الجمالية والمشهد البصري الأكثر تأثيراً في النفس، يرصده عبر تجواله سواء في الطبيعة السورية أو في المدن الأثرية أو في الخارج من حضارات العالم، كما أنه فنان مبدع في التصوير الفوتوغرافي القديم الأبيض والأسود، بل يعد ألف ياء الصورة الضوئية.. يطبعها بحمض فيلم أو يعالجها كيمائيتاً فتظهر كما يريد من جانب اللون والعمق الفني والحس الـتأثيري على العين البصرية، يصور الوجه الإنساني “البورتريه” ويمنحه أبعاده الاحترافية من حيث الرؤية والضوء.. له الكثير من الصور التوثيقية لمدينة “دمشق”، والطبيعة الصامتة والمدن الأثرية في محيطها».

    ولد الفنان جورج عشي في منطقة “ضهر صفرا ـ طرطوس” في العام /1940/، تخرج في المدرسة الدولية “بلبنان” ـ قسم الديكور في العام /1972/، وحصل على دبلوم ديكور بامتياز، وهو عضو مؤسس رقم “1” لنادي فن التصوير الضوئي في “سورية”، وعضو في نقابة الفنون الجميلة “بدمشق”، وفي الاتحاد العام للفنانين التشكيليين العرب، وفي جمعية المؤلفين والملحنين والموزعين في “باريس” بصفة شاعر أغنية، ومدرس مادة التصوير الضوئي في كل من معهدي الآثار والمتاحف والفنون التطبيقية “بدمشق”، ومن الأعضاء المؤسسين للفرقة السيمفونية الوطنية لعام /1960/.

  • يحاورمحمد قاسم الخليل …الشاعر  / طه خليل  / من مدينة القامشلي ..في حوار عن تجربته الشعرية والادبين السويسري والالماني.‏.

    يحاورمحمد قاسم الخليل …الشاعر / طه خليل / من مدينة القامشلي ..في حوار عن تجربته الشعرية والادبين السويسري والالماني.‏.

    طه خليل:لاأكتب قصيدتي على وقع حوافر الخيل


    حوارمحمد قاسم الخليل

    تعود التجربة الاولى للشاعر طه خليل الى منتصف التسعينات وهو يكتب بصمت ودون ضجيج.

     

    قدم الشاعر طه خليل من مدينة القامشلي , ليدرس اللغة العربية في جامعة دمشق , وفي بداية التسعينات سافر الى سويسرا للعمل في المجال الاعلامي للصليب الاحمر الدولي.‏

    صدرت مجموعته الشعرية الاولى بعنوان (قبل فوات الاوان) عام 1998 و(ملك اعمى) عام 1999 , ثم (اينما ذهبت) عام 2004 وله رواية ترجمت للالمانية ونشرت في سويسرا عنوانها (دفتر صديقي) نالت جائزة (ايزلس اور) مع جائزة مادية في تشرين الثاني عام 1998‏

    وخلال وجوده في سويسرا كان عضوا في الهيئة الاعلامية في مهرجان فرايبورغ السينمائي لسينما الجنوب (العالم الثالث) من 1994-,1997 وهو مهرجان سنوي , سبق ان عرضت فيه افلام سورية , ودرس اللغة الالمانية ثم في معهد لكيفية التعامل مع ضحايا الحروب.‏

    وهو عضو شرف اتحاد الكتاب النمساويين , وعضو اتحاد كتاب السويسريين (فرع ببرن) حتى 1999 ويعمل حاليا على ترجمة كتاب شعري يضم مختارات من الشعر السويسري.‏

    وقد التقينا الشاعر طه خليل خلال زيارته الاخيرة الى دمشق في حوار عن تجربته الشعرية والادبين السويسري والالماني.‏

    >نلاحظ في مجموعتك الشعرية الاخيرة (أينما ذهبت) تدفقا في رسم الصور الشعرية ماذا تحدثنا عن هذا الجانب?‏

    >>في هذه المجموعة بالذات (أينما ذهبت) اعتماد شبه تام على ذاكرة المكان لدي, واقصد المكان بمراحله الثلاث التي عشت فيها قرية صغيرة بالقرب من مدينة القامشلي ثم دمشق ثم سويسرا.‏

    هذه المحطات الثلاث شكلت لدي ذاكرة مليئة بالصور والتجارب الحياتية قد تفوق عمري. ففي قريتي نشأت وانا اسمع واقرأ قصصا من التراث , لم يكن التلفزيون موجودا وقتها فذاكرتي تشبعت بالخيال , وفي دمشق صدمت بالمدينة وكأي شخص ريفي يدخل مدينة كبيرة.‏

    وفي المرحلة الثالثة في سويسرا وهي الاهم ,تبدلت لدي كثير من القناعات والمقاييس الفكرية والجمالية , واقتربت شيئا فشيئا من المنطق والتأمل لما شاهدته وعشته هناك.‏

    مثلا لم اشعر بجماليات كثيرة في بلدي الا عندما كنت هناك , وثم هنا لدينا من الخيالات والصور والمواضيع لاتحتاج لجهد كبير لتكون صورة جميلة ومبدعة , لكننا للاسف نسهى عنها عندما نرى غيرها.‏

    فمثلا خلال كل فترة وجودي في سويسرا لم اشتم رائحة ما في الشوارع في حين هنا في دمشق تسير في شارع وتعرف ان هناك محلات لبيع القهوة او البهارات او للعطور,الامور لدينا هنا واضحة ومكشوفة وهناك خفية ومعلبة هذا خلق عندي نوعاً من الخيال.‏

    >نجدك ايضا تميل الصور التركيبية , ماهي الاسس التي تنطلق منها لرسم هذه الصور?‏

    >>ارى قصيدة النثر بعد ان تنازلت عن القافية والوزن , كان لها ان تحافظ على بدائل ,هذه البدائل قد تكون عند احدهم صورة سريالية او صورة مركبة.‏

    انني لا انظر الى الشعر على انه مجرد إلهام هو صناعة ايضا , فانا اكتب قصيدتي اكثر من مرة , وهذا يعني انني اعمل عليها احذف واضيف , ولا اكتبها على وقع حوافر الخيل كما كان في الجاهلية , فالعقل والمنطق والتجربة لهم دور اساسي في القصيدة الحديثة.‏

    وعلى أي حال لايمكن أن افسر كل شيء يتعلق بقصيدة النثر باسلوبي في حوار فذلك يحتاج الى جهود نقاد , نفتقدهم للاسف ونبحث عنهم.‏

    >هذا يعني انك تتوجه الى قارىء نخبوي?‏

    >>لااكتب لقارىء كسول ,دائما لدي احساس وانا اكتب ان القارىء اكثر نباهة مني واكثر ادراكا لفهم الشعر , لهذا لم يخامرني شك في لحظة بأن مااكتب هو لنخبة بعينها ,رغم انني وفي نفس الوقت اكتفي بقارىء واحد في هذا العالم لو فهم هذا الكتاب وخلق عنده سؤالا وجوديا.‏

    >في مجموعتك الأخيرة مواقف مما يجري في المنطقة من حروب و عولمة?‏

    >>بشكل قطعي انا ضد الحرب كإنسان من أي جهة كانت , وفي الوقت الذي تضامنت مع ضحايا الابراج في نيويورك , كنت اتألم للقتلى من الفقراء في افغانستان او العراق الذين يقتلون وليس لهم ذنب في كل مايحدث في هذا العالم.‏

    شعرت بألم شديد وانا اقرأ ذات مرة تحقيقا صحفيا كان يظهر ان هناك الالاف من الافغان سمعوا باحداث نيويورك بعد اكثر من عشرين يوما من وقوعها.‏

    نحن نعيش الرعب من فرض مفاهيم وقيم بالقوة والقتل كما تفعل امريكا , وفي نفس الوقت اشعر بالرعب من سيارة تنفجر بعد لحظات وتقتل اناسا يمرون بالصدفة.‏

    من هنا لست ضد العولمة قط , فنحن كبشرنحتاج بعضنا, هناك امراض تظهر على البشر في دول اسكندنافيا مثلا لايمكن معالجتها الا بنباتات تنبت عندنا في الشرق , وقد يكون العكس .العولمة بمفهومها الانساني والحضاري اروع مايمكن ان يحققه الانسان لكن مايخيف تحت مسمى العولمة تتم ابادة البشر وإقصاء ثقافتهم وحضاراتهم الغارقة في الجذور.‏

    >كيف تم عملك في سويسرا?‏

    >>حصلت محض الصدفة ان تزوجت من سويسرية كانت تأتي الى سورية لدراسة الادب العربي الحديث.‏

    وكانت مرتبطة بعمل في بلدها , انتقلت معها وعملت هناك , وفي سويسرا ليس هناك مفهوم واضح كما لدينا عن الوطن فمثلا كلمة (هايمات) التي تعني الوطن في شق منها تعني ايضا المكان الذي ولدت فيه او المكان الذي احببت فيه وشكل من الاشكال اشعر بأنني ايضا ضمن هذه الهايمات .‏

    >الم تجد صعوبة في التأقلم مع المجتمع السويسري المعروف بتشدده في قبول الاخر ضمنه?‏

    >>المجتمع السويسري هو مجتمع في اغلبيته محافظ ومغلق على نفسه , لدرجة ان سويسرا ليست عضوا في الامم وليست في الاتحاد الاوروبي , فما بالك بقبول انسان شرقي.‏

    لكن بسبب طبيعة المجتمع السويسري الفلاحي بشكل عام , من الصعوبة ان تكتشف العنصرية عند السويسري .‏

    رغم انه في السنوات الاخيرة وللاسف ازدادت الاحزاب اليمينية العنصرية صار لها مؤيدون كثر في المجتمع السويسري.‏

    مثلا يمكن أن يقول الماني اخرج من هنا .. المانيا للالمانيين في حين يختلف ذلك عند السويسري اذ يقول لك بدبلوماسية واكثر وجعا كأن يسألك شخص مستغربا كيف استطعت ان تتقن الالمانية بعد عشر سنوات.‏

    فهو يعتقد بأنك كشرقي ليست لديك هذه القابلية او ان يسألك جارك في مقعد بالقطار الا تشعر بالبرد رغم انك ترتدي ثيابا ومعطفا مثله تماما السويسري يعتقد بشكل عام انه مختلف عن الاخر كل ماعدا سويسرا بالنسبة اليه غريب ولايطمئن اليه الماني فرنسي ايطالي.‏

    >اذا كانت الامور بهذا الشكل كيف استطعت التأقلم والاستمرار?‏

    >>الجانب الاخر والمهم برأيي في سويسرا انه مجتمع تعددي فهو لاينتمي الى قومية بعينها فهو روماني قديم الماني وفرنسي وايطالي , وكذلك لديهم اربع لغات مستخدمة في كل النواحي الحياتية ففي البرلمان السويسري مثلا ترى احدهم يطرح سؤالا باللغة الايطالية فيرد عليه الاخر بالفرنسية او الالمانية.‏

    وعلى اوراق رسمية بما فيها النقود تكتب بثلاث لغات المانية ايطالية فرنسية , هذا الطيف المتعدد في سويسرا يساعد بطريقة او بأخرى لاندماج الاخر.‏

    إن المجتمع السويسري مثله مثل كل المجتمعات الأوروبية,فيه مافيه من مثالب ومناقب,‏

    لكن بشكل عام حالة الاطمئنان والامن التي يعيشها الاجنبي هناك هي اكبر من كل الدول الاوروبية الاخرى .‏

    >علمنا انك التقيت الكاتب الالماني غونتر غراس ما هي انطباعاتك عنه?‏

    >>بالاساس غونتر غراس فنان تشكيلي وخريج اكاديمية النحت وهو نحات مهم في المانيا وله معارف كبيرة وكثيرة في المانيا وخارجها , وفي الدرجة الثانية هو شاعر.‏

    الملفت في شعرية غونتر غراس انه يكتب القصيدة المرسومة بمعنى هو يرسم لوحة بألوان الغواش ثم يكتب على اللوحة قصيدة ملونة , في الدرجة الثانية ربما بالصدفة هو روائي وحصل على جائزة نوبل بسبب رواياته.‏

    >سؤالي عن غراس تمهيد لسؤال عن علاقته بقضايانا , فمن المعروف ان الصهاينة وقفوا ضده بسبب روايته طبل الصفيح?‏

    >>غونتر غراس يعتبر اكثر كاتب اشكالية في المانيا بسبب نشاطاته السياسية وثقافته الرافضه لكثير من قيم الغرب الرأسمالي.‏

    سأورد مثالاً عن رواية الاخيرة (حقل بعيد) هذه الرواية تأخذ التاريخ الالماني من مائة عام حتى زمن انهيار جدار برلين, احدثت هذه الرواية ضجة بسبب مواقفه من الوحدة الالمانية التي تمت كما يرى على عجالة.‏

    وهناك ناقد الماني مشهور في الغرب تشارنسكي يعد مختصا بادب غراس ابدى استياء شديد من الرواية , وهذا الاستياء كان نابعا من النواحي الفكرية التي تضمنتها , وقد اجرت ذات مرة مجلة دير شبيغل حوارا مع الناقد تشارنسكي حول الرواية وكان الغلاف المجلة صورة تشارنسكي وهو يمزق الرواية.‏

    وفي احدى لقاءاتي مع غونتر غراس سألته عن الصورة فأجابني بخبث وهو يبتسم (لست مستغربا فحرق وتمزيق الكتب هي من ضمن الحضارة الالمانية).‏

    >باعتبارك قابلته نود ان نعرف مدى صحة قول من ادعى انه يمتلك حقوق نشر كتب غراس للترجمة الى العربية?‏

    >>عندما قمت بترجمة كتابه الشعري (مفقودات لغير القراء) سألت غونتر غراس عن الموضوع فأبدى استغرابه وعدم علمه بالموضوع , وكان في الصالة التي التقينا فيها ناشر كتبه الالماني ستايدل وهو يمتلك كل حقوق النشر , سأله غراس إن كانت هناك دار نشر عربية ماقد اشترت حقوق النشر العربية , فأبدى استغرابه واجابني لا أساس لهذا الكلام من الصحة , وإذا كنت تود نشر الكتاب بالعربية فافعل ذلك.‏

  • مع نبيل فياض حوارٌ في الأديان – حاوره: سرور البنجويني ..

    مع نبيل فياض حوارٌ في الأديان – حاوره: سرور البنجويني ..



    مع نبيل فياض حوارٌ في الأديان – حاوره: سرور البنجوينيمن هو نبيل فياّض نبيل فياض، مفكّر و كاتب و ناقد جريء و باحث جادّ، من سوريا. متبحّر في الفكر الديني المسيحي و اليهودي و الإسلامي، و مهتمّ خصوصا بمسألة الدين المقارَن و النقديّة الكتابيّة Biblical Criticism. يتناول في أبحاثه و كتاباته الأديان و التراث الإسلامي و المجتمع العربي و الإسلامي بالنقد العلمي الباحث عن الجذور و الخلفيات لخلق حالة من الوعي العلمي إزاء المفاهيم و الظواهر الدينية. هو شابّ سوريّ في منتصف العقد الرابع من عمره، وُلد في بلدة القريتين الواقعة شرق حمص من أسرة سنّيّة شافعية، والدته حمصيّة أمّها مصريّة. درس الصيدلة في جامعة دمشق، و عمل صيدلانيا هناك و في بلدته (الناصرية) في ظاهر دمشق. و مع أنه درس الطّبّ الصيدليّ إلا أن ميوله الفكرية و اهتماماته الثقافية لها قصة أخرى، حيث بدأت بقراءة مستلهمة للفلسفة الأوربية، خصوصا نيتشه، و الأدب الأوربي، و درس اللاهوت المسيحي في الكسليك بلبنان، و في هذا الاتجاه تعلم العبرية و الآرامية ممّا فتح له آفاقا كبيرة في الرجوع الى مصادر الفكر الديني بلغتها الأم، و هذا فضلا عن اتقانه للّغات الألمانيّة و الانكليزية و الإيطالية. اهتم بدراسة الطوائف و الأقليات الدينية و المذهبية، يبحث عن جذورها و تاريخها، و يدافع عن حقوقها، و يلقي الضوء الكافي على ما لحق بها من اضطهاد و قمع في ظل الدول السُّنّيّة المتعاقبة. و قد عمل فترة في الصحافة اللبنانية، و قام في هذا الإطار بدراسات ميدانية للطوائف و الفِرَق الدينية في المنطقة. و لأنه يتناول المفاهيم و المؤسسات الدينية و السياسية بالنقد الجذريّ في أبحاثه و كتاباته و يدافع عن حقوق الأقليات و الطوائف المضطهَدة و عن حرية الرأي و الكلمة و ممارسة التفكير، فقد تعرّض لسلسلة من الملاحقات و الاعتقالات تواطأ فيها حِلْفٌ غيرُ مقدس بين الأصوليّين و أجهزة الأمن في وطنه، و قد هوجم محلّ عمله في بلدة (الناصرية) مرارا مِنْ قِبَل الغوغاء بإيعاز من بعض الشيوخ الوهابيّين، و لم يحرّك الجهاز الأمنيّ ساكنا.. لأنه، كما أكّد مرارا، انتهت التياراتُ القوميّةُ توجّهاتٍ أصولية رجعية ترتدي أقنعة قومية كاذبة. و له مجموعة كبيرة من الأعمال الفكرية المطبوعة التي أثارت الجدل في الأوساط الثقافية و معظمها ممنوع من التداول في الدول العربية ما عدا لبنان. و من أعماله المنشورة: ــ كافكا ــــ التحوّل: دراسة حول شخصية غريغور سامسا في قصة كافكا الشهيرة “التحوّل”، و قد حوّلت هذه الدراسة إلى مسرحيّة قدمت بالتعاون مع السفارتين التشيكية و النمساوية في دمشق. و نشر العمل في دمشق. ـــ الشاعر المرتد: عزرا باوند: دراسة حول فلسفة هذا الشاعر الأمريكي الهام. ــ التلمود البابلي، رسالة عبدة الأوثان: ترجمة دقيقة لهذه الرسالة الهامة من التلمود البابلي عن العبرية و الإنكليزية. ــ مقالة في القمع: دراسة حول منهجية القمع في التعليم الديني الإسلامي. ــ نيتشه و الدين: دراسة حول الدين في أعمال نيتشه مع الباحثين الألمانيين ميشائيل موترايش و شتيفان دانه. ــ حوارات في قضايا المرأة و التراث و الحرية. يوم انحدر الجمل من السقيفة. ــ أم المؤمنين تأكل أولادها: دراسة نقدية لسيرة عائشة صاحبة الجمل. ــ القصص الديني: ترجمة عن الألمانية للفصل الأول من كتاب شباير الهام: الحكايا الكتابية في القرآن. ــ حكايا الطوفان: الفصل الثاني من كتاب شباير. ــ القرآن ككتاب مقدّس: ترجمة عن الانكليزية لعمل جفري الشهير. ــ حكايا الصعود: دراسة مجمّعة من نصوص عديدة من الإيطالية و الانكليزية و الألمانية لأسطورة الإسراء والمعراج الشهيرة. ــ نصّان يهوديّان حول بدايات الاسلام: ترجمة مع مقدمة وخاتمة وتفسير لنصوص يهودية مكتوبة منذ بدايات الإسلام. ــ الهاجريون: ترجمة عن الانكليزية لكتاب (باتريشيا كرونه) و (مايكل كوك). ــ محمد نبيّ الإسلام: ترجمة عن الانكليزية لعمل (مايكل كوك). ــ مدخل إلى مشروع الدين المقارن. ــ النصارى: دراسة لاهوتية موسَّعة حول هذه الطائفة التي انقرضت. ــ إبراهيم بين الروايات الدينيّة و التاريخيّة. ــ مراثي اللات و العزّى: عمل ساخر. ــ رسالة إلى اليمن: ترجمة عن نص لابن ميمون مكتوب بالحرف العبري و اللغة العربية، و الرسالة لاهوتية الطابع. ــ المسيح والميثولوجيا: نرجمة لنص بولتمان. و عشرات المقالات التي تُعْنَى بالشأن السياسي أو الديني أو الاجتماعي. إضافة إلى عمل جديد سيظهر قريباً: كمشة بدو. و قد صدرت عنه أو ضدّه أعمال، منها: هذه مشكلاتهم، للبوطي. هذه مشكلاتنا، للبوطي. عائشة أم المؤمنين، للبوطي. وجهاً لوجه أمام التاريخ، لحامد حسن. دعوة إلى حوار إسلامي، مفتوح لنذير مرادني. الرد على فيّاض، لسليم الجابي. و صدرت عن أعماله دراستان بالألمانية: واحدة لـ (إيكارت فولتس) و الثانية لـ (أندرياس كريستمان)، و قد كانتا رسالتيْ دكتوراه. و أما هذا الحوار، فقد تـمّ عن طريق التراسُل بالبريد الإلكتروني، و قد تفضّل نبيل فياض بالإجابة على الأسئلة / محاور الحوار، فله منّا شكر جزيل. 18/2/2007 _________________________________ المقابلة : 1. هل تشاركنا الشعور بأن الدراسة النقدية الجادَّة للإسلام (الظهور و المنشأ، و النصوص، و المفاهيم) لا تزال في بدايتها؟ و ما هو السبب في ذلك؟ نبيل فياض: للأسف الشديد، ليس هنالك في المنطقة ذات الغالبيّة الإسلاميّة، مهما اختلفت لغاتها القوميّة، أيّة مبادرة جديّة لمقاربة الديانة المحمدية بطريقة عقلانيّة. يبدو أن الإسلام والعقل خطّان متوازيان لا يلتقيان أبداً. وكما قال الفيلسوف الدانمركي الشهير، سورن كريكغارد: إما … أو- إما الإسلام أو العقل. كيف يمكن لعاقل أن يفهم ، على سبيل المثال لا الحصر، ظاهرة الحج منطقيّاً، خاصّة رمي الحصى على إبليس [ ديابولوس اليوناني ] أو الطوفان حول كتلة الحجارة المسماة بالكعبة أو تقبيل الحجر الأسود الذي يقتنعون أنه من الجنّة؟ أول خطوة في اتجاه العقل ستكون المسمار الأول في النعش الإسلامي؛ من هنا يمكن أن نفهم – دون أن نقبل بذلك طبعاً – سرّ رفض ” علماء ” الإسلام لأية مبادرة نقديّة عقلانيّة لفهم الإسلام، مهما كانت مسرفة في الحياديّة والموضوعيّة. وهؤلاء كما يعلم الجميع مدعومون من القطبين الآخرين في الثالوث النجس، أي رجال المال ورجال الحكم، الذين لا هم لهم غير الحفاظ على حشويّة المجتمع – الأمة كما يسمونها – في أعلى درجات السكونيّة. في الصراع بين العقل والنقل، بين الفلسفة والميثولوجيا، بين الحقيقة ووهم الحقيقة، لم يفز إسلاميّاً غير القطب الثاني من المعادلة؛ وما دام الحلف النجس قائماً، لن يكون ثمة جواب على سؤال: ما هي الحقيقة؟ 2. كتاب الهاجرية Hagarism من تأليف المستشرقـَين المتميزين باتريشيا كرونه و مايكل كوك، وقد قمتَ بترجمته ترجمة دقيقة من الألمانية الى العربية، ماذا يريد أن يقوله الكتاب باختصار عن نشوء الإسلام؟ و ماذا تبقـَّى من أفكار الكتاب ذا قيمة علمية بعد الدراسة والتمحيص العلميَّيْن؟ فقد قرأنا أن المؤلفين رجعا عن بعض الأفكار و النتائج المطروحة في الكتاب، مثل انكارهما لواقعة (الهجرة من مكة الى المدينة) كحقيقة تأريخية. وهل الاعتماد على النصوص والاشارات خارج المراجع الإسلامية والاقتصار عليها كان عملاً علمياً تماماً؟ نبيل فياض: كتاب الهاجريّة – أسميته الهاجريّون – كان عملاً باهراً لباحثين هامّين، وقد ترجمت العمل عن الانكليزية لا الألمانيّة، لأني أفضّل أن أترجم أي نص عن اللغة الأصليّة التي كتب بها. حين اتصلت الصيف قبل الماضي بباتريشيا كرونه، وكنت وقتها في واشنطن، كانت ” زعلانة ” بسبب نشر الكتاب رغم معرفتها أنني سأنشره وقد جاءت إلى دمشق لدراسة المسألة قبل أعوام. بل وأجرت لقاء شاملاً مع الإذاعة السوريّة. كانت خائفة من ” قضية رشدي ” جديدة، إذا نشر الكتاب. لكن الحقيقة أن باتي تراجعت عن كثير من أفكار ذاك الكتاب. مع ذلك، فالكتاب يظل فريداً في مادته، رائداً في محاولته – إنه أول مقاربة لفهم الإسلام بالاستناد إلى مصادر ومراجع غير إسلاميّة. أهميّة الكتاب الفائقة تكمن في ما تحدّثت عنه في كتابي ” حكايا الصعود ” عن ضرورة تقاطع الأدلّة الخارجيّة والداخليّة من أجل إثبات صحة حدث. سأضرب بضع أمثلة توضيحيّة. من منظور علمي حيادي، نحن نفرّق بقوة بين الوثائق الدينيّة- الميثولوجيّة، والوثائق التاريخيّة-الواقعيّة. هنالك وثيقة دينيّة-تاريخيّة مثل هجرة محمد نبي المسلمين من مكة إلى المدينة، هنالك وثيقة دينيّة لا تاريخيّة، مثل قصة الإسراء والمعراج، وهنالك وثيقة تاريخيّة لا دينيّة، مثل رواية انتحار هتلر. بالمقابل، يمكن تصنيف الوثائق أيضاً إلى داخليّة وخارجيّة. الوثائق الداخليّة هي تلك التي تتناول الحدث من داخل الجماعة، أما الخارجيّة فهي تلك التي تتناوله من خارج الجماعة. مثلاً، صحيح البخاري وثيقة ” دينيّة ” إسلاميّة داخليّة. كفاحي لهتلر، وثيقة تاريخيّة نازيّة داخليّة. الأناجيل وثائق دينيّة مسيحيّة داخليّة. تاريخ أوسابيوس وثيقة تاريخيّة مسيحيّة داخليّة. بالمقابل، نص صلاة الحاخام شمعون بار يوحاي، وثيقة تاريخيّة إسلاميّة خارجيّة، فهو يصف أحداثاً إسلاميّة من قبل مؤرّخ يهودي. كذلك فإن الأحداث المتعلقة بالمسلمين في تاريخ ميخائيل الكبير هي وثائق تاريخيّة إسلاميّة خارجيّة، لأنه مكتوب من قبل مؤرّخ مسيحي. من قبلنا، نحن لا نثق كثيراً بالوثائق الدينيّة، لأن التعصّب وهوس التبشير يعميان أعين الكاتب عن رؤية الحقيقة، فيسجن ذاته في زنزانة تصوراته المسبقة. من هنا، ثمة حاجة ماسة مستمرة إلى وثيقة خارجيّة تؤكّد لنا صحة الوثيقة الداخليّة. بل أتجرّأ على القول إنه لولا وجود وثائق خارجيّة تؤكّد حقيقة وجود محمد لما آمنا بوجوده لا من بعيد ولا من قريب. باتريشيا كرونه وربما مايكل كووك سلطا الضوء الأجمل على الوثائق الخارجيّة التي تناولت ظهور الإسلام وقت ظهوره بالذات. ما ينقص هو فقط قيام أحدهم بمقاطعة الداخلي مع الخارجي والموازاة بينهما لنصل إلى أفضل النتائج. مع ذلك، في زمن مقتدى الصدر والهاشمي والمشهداني [ أنا أقبل قول نيتشه من أن القبيح خارجاً قبيح داخلاً ] والأخوان، لا نتوقع لمهمة كهذه أن ترى النور قبل أن يكنّس الزمان كل القاذورات. هل نحتاج إلى قرن مثلاً؟؟ 3. (كرستوف لكسنبرغ) [اسم مستعار] الذي ألف (قراءة سريانية – آرامية للقرآن، مساهمة في دراسة لغة القرآن) Die Syro-Aramäische Lesart des Koran: Ein Beitrag zur Entschlüsselung der Koransprache بالألمانية، من هو هذا الشخص برأيك؟ أليس هو المسمى (أبو موسى الحريري) صاحب (قسّ ونبـيّ) الذي يشير فيه الى العلاقة بين الوصف القرآنى لنعيم الجنة و (ميامر) مار أفرام السرياني، وهذا ما يُذكَر بالتفصيل في الكتاب الألماني؟ و ما هي أطروحة الكتاب على وجه التلخيص؟ و ما هو تقييمك لهذا العمل و أطروحته؟ فهل اكتشف فعلاً لغة القرآن الحقيقية أم أنه قدم نظرية أحادية الجانب تقوم على افتراضات؟ وهل تمت ترجمة الكتاب الى الانكليزية؟ وهل هناك من ينوي ترجمته الى العربية؟ ألا ترى أنك – بإتقانك للألمانية ومهارتك في العبرية والآرامية – الأكثرُ قدرة على ترجمته الى العربية وأنه يَجْدُر بك انجازُ ذلك كما أنجزتَ ترجمة (الهاجرية)؟ نبيل فياض: سأكشف الآن أسراراً عديدة. طبعاً، أعرف الرجلين. وهما ليسا واحداً. أبو موسى الحريري أستاذي وصديقي والرجل الذي يستقطب إعجابي منذ أكثر من عشرين عاماً. أبو موسى الحريري – وهو راهب لبناني من الرهبنة اللبنانيّة البلديّة المارونيّة ويقيم في منطقة كسروان – ليس لكسنبرغ على الإطلاق. لكسنبرغ مفكّر سوري من شمال شرق سوريّا، يقيم في ألمانيا، أعرفه عن طريق صديق سوري سرياني مقيم في برلين. ورغم اعجابي الهائل بالجهد الذي يبذله هذان الرجلان الطليعيّان، إلا أنني أمتلك كثيراً من الملاحظات النقديّة حول أعمالهما البحثيّة. لنبدأ أولاً بالباحث والمفكّر الأب أبو موسى الحريري. أهم عمل قدمه الأب اللبناني هو ” قس ونبي”. وفي هذا العمل ثمة حديث عن أن محمداً، النبي، هو تلميذ القس ورقة بن نوفل، النصراني الإبيوني. من هنا، فالإسلام كله لا يتعدّى كونه الامتداد الطبيعي لكنيسة مكة الإبيونيّة النصرانيّة، التي كان رئيسها، كما قلنا، ورقة.إذا انتقلنا الآن إلى لكسنبرغ، يمكن القول إن الباحث السوري الألماني يستخدم الفيلولوجيا لإثبات أن الإسلام ليس غير امتداد للمسيحيّة، بلغتها السريانيّة. موقفي من العملين هو التالي: النصارى غير الإبيونيين؛ والإبيونيون، كما أشرت في كتابي الضخم، النصارى، ليسوا فئة واحدة. النصارى كانوا يؤمنون بأن المسيح هو ابن الله، إله حق من إله حق؛ بعكس المسلمين. النصارى كانوا يؤمنون بالصلب؛ رغم وجود بدعة مسيحيّة انتهت منذ زمن طويل لم تكن تؤمن بالصلب، معتبرة أنه ” شبّه لهم “. وهؤلاء كان اسمهم المشبهة. بالمقابل، لا يوجد في كل الأدبيّات الإسلاميّة أي حديث عن الإبيونيين أو كنيستهم في مكة أو أن ورقة كان راعيهم هناك. بل هل يعقل أن يكون ورقة قسّاً مستوحداً بلا مرجعيّة ولا زملاء؟ النصارى تسمية أخذها محمد دون تفكير – كأشياء كثيرة غيرها – عن اليهود. اليهود حتى الآن يسمون المسيحيين نصارى. ولو أنهم أسموهم مسيحيين لكان في ذلك اعتراف مبطن بأن يسوع هو المسيح المنتظر، وهذا ما يرفضه اليهود بشدّة. محمد، وفي تناقض معرفي لا يجارى، يؤمن أن يسوع ( أو عيسى ) هو المسيح، ويسمّي أتباعه في الوقت ذاته نصارى. من هنا، وكما أثبتنا في معظم أعمالنا، الإسلام هو امتداد لليهوديّة الربانيّة التلموديّة. والقرآن مليء حتى الثمالة بالأساطير الحاخاميّة المأخوذة عن التلمود أو المدراش؛ بغض النظر عن الحديث والتفاسير. الإسلام ليس نصرانيّاً البتة. وإذا كان تأثر محمد بشكل غامض للمسيحيّة في فترة قصيرة من حياته وهو ما أوصله إلى إقحام قصة المسيح وأمه في القرآن، فالديانة المحمديّة تلمودية بلا منازع، إذا ما شلنا منها الجمل القليلة ذات الصلة بنوع محرّف من التقاليد المسيحيّة. طبعاً، لا بد من الإشارة أيضاً إلى أن باحثاً ألمانياً هاماً هو شويبس، أشار في عمل له قبل أكثر من ستين عاماً إلى العلاقة بين العقائد الإبيونيّة والإسلام. هذا يعني أن ما جاء به الأب حريري ليس غير معروف، وإن كنت أستبعد أن يكون شويبس ألهم حريري عمله. لكسنبرغ، السوري السرياني، كما قلنا، حاول أيضاً أن يثبت مسيحيّة الإسلام عن طريق فقه اللغة. لقد قرأ القرآن من جديد وفق فهمه للغة السريانيّة. لكن لكسنبرغ أيضاً لم يكن الأوّل في طريقته في المقاربة، فقد سبقه إلى ذلك، بشكل أو بآخر، المستعرب الأمريكي، جي. إيه. بلامي J. A. Bellamy، واللاهوتي الألماني، غونتر لولينغGünter Lüling . من ناحية أخرى، لا بدّ من الأشارة هنا إلى كتاب ” تاريخ القرآن” لنولدِكِه – موجود في ترجمة عربيّة رائعة – الذي كان النبع الذي استلهم منه كثيرون. وكما أشرنا من قبل، فإن أدلّة لا حصر لها توحي أن المحمدية إن هي إلا استمرار لليهوديّة التلموديّة الحاخاميّة، بما في ذلك أدلّة بحوزتنا تقول بصريح العبارة إن محمداً كان يرتاد باستمرار بيوت هامدراش اليهوديّة في يثرب. بالنسبة لترجمة عمل لكسنبرغ، فقد قرأت مؤخراً أنه تُرجم من قبل شخصين سوريين، أعرف أحدهما وأعرف أنه لا يجيد الألمانيّة. 4. ترجمتَ قسماً من التلمود (البابلي) وهو سفر (عابوده زاراه) (عبدة الأوثان) الى العربية، ماذا دفعك الى اختيار هذا السفر بالذات لترجمته؟ ولماذا ترجمتك هذه نادرة في العالم العربي؟ ونحن نعلم أن سفري (عابوده زاراه) و (آبوت) هما كل ما تُرجـِم من التلمود البابلي الى العربية، فهل هناك مشروع لترجمة التلمود البابلي بأكمله؟ أو هل ترى جدوى في مثل هذا المشروع؟ نبيل فياض: لا يمكن أن نأمل بأي جهد بحثي راق من الناطقين بالعربيّة في هذا الزمان. مع ذلك، فإن ترجمة التلمود والمدراش هامة للغاية إذا ما أردنا أن نعرف بدقّة مصادر الديانة المحمديّة. وكما قال غنسبرغ، فقد نظر محمد إلى التوراه بعيون الهاغاداه – من هنا، من الواجب علينا أن نمتلك هذه الأغاداه أو الهاغاداه إذا ما أردنا لبحوثنا أن تخرج من ظلمات الأسطورة إلى نور العقل. بالنسبة لترجمتي للـعابوداه، فهي تهدف إلى إظهار الأصل المعرفي لعقليّة التكفير في الإسلام. 5. توجد تشابهات بين قواعد من أصول الفقه الإسلامي وقواعد التفسير المتـَّبَعة في التلمود (وهي القواعد السبع التي تطورت الى 13 قاعدة و أكثر وتعرف بالمقاييس Middot، ويُنسَب الفضل الأول في صياغتها الى هليل)، فمثلاً قاعدة (القياس) في أصول الفقه الإسلامي، تقابلها القاعدةُ الثانية: قاعدة Gesevah shaweh و هذه تقوم على اعتبار أن الشرائع المماثلة لها أحكام مماثلة، فهي استدلال على أساس القياس اللغوي في التوراة. وكذلك قاعدة التعميم و التخصيص في أصول الفقه الإسلامي، تقابلها القاعدة الخامسة المزدوجة: العام و الخاصKelal u-ferat و الخاص و العام Ferat u-kelal. إضافة الى أن نشوء الفقه (الاستنباطي) الإسلامي ومدرسة الرأي خصوصاً كان في العراق ونحن نعرف أن مدارس الفقه التلمودي (عصر الأموراييم و الصبورايم) ازدهرت في العراق (و إن كانت سبقت الإسلام)، و أن كلتا مدرستي (الأثر) و (الرأي) يمكن تتبع مثيل لهما في التلمود.. فهل تكفي هذه الاشارات للقول بوجود تأثير محدد للفقه التلمودي في الفقه الإسلامي؟ (و نريد بالفقه تشريعاً مؤسساً على منهج استنباطي و ليس مجرد أحكام مفردة)، أم أن هذه التشابهات نابعة من تشابه الشخصيتين (الإسلامية) و (اليهودية التلمودية) أساساً؟ نبيل فياض: الجواب في اعتقادي – وهذا اجتهاد دون أدلّة مباشرة لأني لم أعمل في الجانب الشرائعي-الهالاخي بل اقتصر نطاق بحثي على المقارنات الأسطوريّة الأغاديّة – هو أن الإسلام أخذ معظم شرائعه عن اليهوديّة، مثلما أخذ من قبل معظم تراثه الأسطوري عن تلك الديانة ذات الخزّان المعرفي الهائل. 6. أنت تقريباً من مؤيدي نظرية الأصل اليهودي – الحاخامي للفكر الديني الإسلامي، ولكن أكثر المستشرقين، وفي مقدمتهم ألفونس مِنْكـَنا صاحب (التأثير السرياني في أسلوب القرآن) و آرثر جِفري صاحب (المفردات الأجنبية في القرآن) و كرستوف لكسنبرغ صاحب (قراءة سريانية – آرامية للقرآن) يؤكدون الأصل الآرامي والسرياني (وليس العبري) المباشر للمصطلحات وأسماء الأعلام/ و حتى بعض المفردات الأساسية/ القرآنية (وأما لكسنبرغ فيزعم أن مقاطع من القرآن مثل سورة الكوثر، هي إعادة قراءة لمقاطع من نص سرياني مثل الترجمة السريانية للعهد الجديد: مقطع من رسالة بطرس الثانية تحديداً)، فهل هذا يؤكد تأثير النصوص المسيحية السريانية (للبشيطه ولآباء الكنيسة السريان) أم النصوص اليهودية الربانية الآرامية مثل التلمود والمدراش؟ نبيل فياض: أنا أؤمن بالعمل المدعم بالوثائق. الوثائق تقول إن التلمود البابلي وحده متقاطع مع القرآن في عشرات المقاطع، في حين أنه لا توجد نصوص مسيحيّة يمكن مقارنتها مع ما يماثلها في التراث المحمدي. إذا أخذت مثلاً من كتابي حكاية ابراهيم حجم التطابق بين معاسه أبراهام، النص الأغادي الشهير، والنصوص القرآنيّة المقابلة، سوف تدهش. التطابق حتى في الألفاظ التي هي ذاتها أحياناً، خاصة إذا ما أخذنا بعين الاعتبار القرابة الوثيقة بين اللغتين العربيّة والعبريّة. من ناحية أخرى، نحن نفتقد على نحو شبه مطلق أي نوع من المعرفة الموثوقة بنوعيّة اليهوديّة التي سادت زمن محمد في الحجاز واليمن. لكن لماذا لا يكون الأثر الآرامي كان جاء من اليهود، لا المسيحيين؟ العبرانيّة والآراميّة لغتان شقيقتان؛ بل في العهد القديم نصوص لا بأس بها مكتوبة أصلاً بالآراميّة. العهد الجديد، بالمقابل، مكتوب كلّه باليونانيّة، باستثناء إنجيل متى الآرامي المفقود حتى الآن. نضيف أيضاً أن هنالك إشارات لا بأس بها إلى انتشار الترغوم بين يهود جزيرة العرب زمن محمد. 7. بالنسبة لرواية (شيفرة دا فنشي) لـ (دان براون)، الى أي حد يمكن الوثوق بمعطياتها كحقائق تأريخية؟ وهل نجحت الرواية في الحاق ضرر حقيقي بالمسيحية والكنيسة؟ وماذا تقول الدراسات النقدية الجادة عن شخصية (مريم المجدلية) و علاقتها بالمسيح وعن (الكأس المقدسة) ولوحة (العشاء الرباني)؟ نبيل فياض: لم أقرأ شيفرة دافنشي قط. الكتاب رواية أكثر منه عملاً بحثيّاً. بالمقابل، فإن أعمالاً كثيرة تناولت المسيحيّة بالنقد الأعنف، بما في ذلك مثلاً رواية behold the man لمايكل موركووك، ولم تتأثّر الكنيسة: المسيحيّة، في جوهرها، إرادة حرّة. الله يعطيك حتى حق رفضه، كما تقول الكنيسة الكاثوليكيّة. منذ زمن طويل أنكر باحثون كُثـُر وجود المسيح تاريخيّاً اعتماداً على أدلّة موضوعيّة، ولم تصادر الكنيسة حق البحث هذا. 8. نجد من يحاول أن يتتبع جذور العنف الديني وفقه الارهاب في تأريخ الخوارج و آدابهم المبكرة، ويرى في الخوارج السابقة َ الأولى لما يمكن تسميته بالارهاب الديني أو الإسلامي. ماذا تقول بهذا الصدد؟ نبيل فياض: الإرهاب بدأ مع محمد ومنه جاء كل من رفع رايات الإرهاب. الإرهاب جوهر الدعوة الإسلاميّة. مقارنة بأبي لهب، محمد إرهابي par excellence . لقد شتم محمد آلهة قريش ولم تقتله. كل التاريخ الإسلامي حول محاولات قريش قَتْلَ محمد أكاذيبُ سهلةُ الدحض: هل يستطيع عاقل الإيمانَ بقصّة خروج محمد وهروبه مع الصدّيق (!!!) وتركه لعلي في فراشه ولجوئه إلى الغار والحمامة والعنكبوت؟ إنها ملطوشة بالكامل من التراث العبراني! بالمقابل، فإن محمداً أمر بقتل عبد الله بن أبي سرح ولو وُجِد معلّقاً بأستار الكعبة، فقط لأنه اكتشف حقيقة وحيه المزعوم – وكان كاتباً له – وكان طبيعيّاً أن يرتد عن الإسلام!!! هل نذّكر بما فعل محمد بشاعر يهودي ذمّه؟ أو بامرأة عجوز رفضت خيالاته اسمها أم قرفة؟ 9. كيف تنظر الى الحق اليهودي المزعوم في فلسطين، وكيف ترى مستقبل اسرائيل كدولة وكمستوطنة؟ ونريد أن نسمع الجواب منك وليس من إسلامي أو قومي. نبيل فياض: أقرف من كل من يستخدم الأكاذيب لترسيخ وقائع. في النهاية، ما الفرق بين ما يزعمه اليهود وما يزعمه غيرهم؟ أسأل هنا: ماذا لو كانت إيران الخمينيّة أو حزب الإله أو السعوديّة تمتلك قوّة أمريكا أو حتى إسرائيل؟ ربما أنه من أوضح الأدلة على وجود قوة عادلة في الكون هو أن هؤلاء أضعف من أن يفرضوا أكاذيبهم على الآخرين بإرادة القوة. 10. أعلنتَ أنك بعد اصدار كتاب (كمشة بدو) تتوقف عن الكتابة في مجال الإسلاميات.. هل توقفت الآن بالفعل في أبحاثك عن الإسلام؟ وهل ترى أنك بانقطاعك عن ذلك المجال تفعل الصواب وأنت القدير على البحث العلمي عن جذور الإسلام و تأريخه المبكر؟ ألا ترى أنك تستطيع أن تحقق الكثير من التقدم في مجال الدراسة العلمية للإسلام والأديان عموماً، لو استمرَرْتَ في عملك كباحث في ذلك المجال؟ نبيل فياض: الإسلام هو التبرير غير المعقلن لفلسفة الدمار. الحياة جميلة. والحياة بناء وحب. لقد أتعبني الغوص في تراث الحقد. أنا بحاجة إلى أنهار من مطهر فلسفات الحب والعيش. لا بدّ من ترك هذا الدين المكبّل بالكراهية. إدمان تنفس التلوث يقتل المرء مهما حاول تنقية صدره. 11. هل صدر الكتاب المذكور (كمشة بدو)، وماذا يتضمن باختصار؟ نبيل فياض: أعمل فيه اليوم بتركيز تام. إنه مقاطع من تاريخ العرب – تلك الكائنات الآيلة للإنقراض ومن أجمل أحداث الحضارة أن ينقرض العرب – تظهر بالكامل كيف دمّرت العقليّة البدويّة الحضارات القديمة وما تزال مستمرة في تدميرها، عبر أدلّة داحضة.
    الله محبة


    بواسطة skipy » 24 ديسمبر 2007 23:0012. من أعمالك المهمة كتاب (نيتشه و الدين) الذي كتبتـَه بالاشتراك مع الباحث الألماني (موترايش)، لماذا هذا الكتاب نادر كالكبريت الأحمر في البلاد العربية؟ وهل يمكن أن تلخص لنا المحتوى الجوهري لأفكار الكتاب؟ نبيل فياض: الكتاب هو عرض نقدي للمقاطع المتعلقة بالدين في كامل أعمال نيتشه. هو نادر لأنه في زمن حماس ومقتدى الصدر وحزب الإله وكائن اسمه الضاري، لا مكان لشخص اسمه نيتشه، قال بصريح العبارة إن الله مات. 13. ترجمتَ لنيتشه: (شفق الأوثان) (وهناك ترجمة أخرى منشورة بعنوان: أفول الأصنام) و (بمعزل عن الخير والشر) و(عدو المسيح).. لماذا هذا الاهتمام الخاص بنيتشه؟ وهل نشرت تلك الأعمال الثلاثة حتى الآن؟ ألا يمكنك أن تعطينا خلاصة موجزة لأفكار كل منها؟ نبيل فياض: لم أنشر منها شيئاً لأن الرقابة السوريّة طالبانيّة أكثر من بن لادن. نيتشه، برأيي، أهم فيلسوف في تاريخ البشريّة لأنه أعاد الأولويّة للذات مقابل الموضوع. اليهوديّة والإسلام والماركسيّة أيديولوجيّات قمعيّة لأنها تقدّم الفكرة على الإنسان: كم قتل محمد على مذبح مولوخ-إلهه؟ وكم دمّر ستالين في نوفاسيبريسك شيوعيته اللاإنسانيّة؟ نيتشه أهم من محمد وستالين بما لا يقارن؛ أزمة نيتشه أنه يطلب منك أن تقرأه وتفكّر! محمد وستالين يطلبان منك أن ترمي بعقلك في أول سلّة زبالة… وتتبعهما! نيتشه نبي الكائنات العاقلة: محمد، ومثله ستالين، نبيّان برسم الرعاع! أفكار نيتشه تشمل كل أوجه حياة العقل. لم يتحدّث هذا النبي عن قواعد القتل والتكفير والاستنجاء والاستجمار والخرطات التسع، لذلك لا أحبّذ الكلام عنه كثيراً في بيئة توقّف تفكيرها عند نكاح البنت من الزنا وخنزب وفضائل الحسن بن علي، الذي اشتراه معاوية وقتله… أوه!! تاريخ مقرف. ما أصعب أن يكون المرء عربيّاً وفي زمن اسماعيل هنيّة ومقتدى وبقية الماريونيتات المحمديّة!! هنا أتساءل: هل كان بريئاً استعانة الأمريكان بالإسلام للقضاء على الستالينيّة؟ لا يفل الحديد إلا الحديد!! الحقيقة أن الكذبة الإسلاميّة أكثر إقناعاً وقوة من أختها الستالينيّة، لأنها تكتفي بدور الوسيط في نقل الحقيقة – وهم الحقيقة – من كائن علوي، في حين اكتفت الستالينيّة، التي تحترم العقل البشري أكثر، في الزعم أنها بشريّة الأصل والفصل. هل يمكن أن نفهم هنا أيضاً استعانة الأمريكان بالإسلام على الإسلام للتخلّص من هذا الركام المريع؟ لن ننتهي من الإسلام إلا بإشعال المعارك بين السنّة والشيعة، فنرتاح ويرتاح العالم والحضارة!!! 14. بالنسبة لمفهوم (موت الإله) لدى نيتشه و تسميته كتابه الآنف الذكر بـ (شفق الأوثان) أو غسقها أو أفولها (فالغسق أقرب إلى المقصود أي الأفول، و أما الشفق فهو أقرب إلى معنى الطلوع).. لاحظتُ أنه قد يكون لذلك علاقة ٌ بمفهوم في الميثولوجيا الجرمانية القديمة، و هو (راغناروك) Ragnarök الذي هو يوم الموت و الانبعاث، و يعني حرفيا (موت الآلهة) (و ذلك يعني دمار العناصر الكونية لتتشكـَّلَ من جديد). فهل يمكن أن يعود ذلك المفهوم النيتشوي إلى هذا المفهوم الميثولوجي في الثقافة الجرمانية القديمة بشكل من الأشكال؟ علماً بأن عناصر من الثقافة الألمانية الحديثة (السواستيكا رمز النازية، نموذجا) تعود إلى الثقافة الجرمانية القديمة للتيوتون و الاسكندنافيين القدماء. نبيل فياض: لا! شفق الأوثان مختلف بالكامل. في بداية الكتاب يقول نيتشه: هنالك أوثان في هذا العالم أكثر من الحقائق. الكتاب، كما أفهمه، يركّز الأنظار على مسألة الفرق بين الحقيقة ووهم الحقيقة. ونحن بتوثين وهم الحقيقة نحوله إلى حقيقة: هل سمعت بقصّة الإسراء والمعراج، التي حوّلها الدجل المقدّس إلى حقيقة تاريخيّة؟ بالمناسبة، في سوريّا التي لا حياة فيها لغير التقدّم والاشتراكيّة يُحتفل بهذه الكذبة المقدّسة رسميّاً… لا تعليق!!! 15. من أعمالك أيضاً (مقالة في القمع) وهو دراسة حول منهجية القمع في التعليم الديني الإسلامي.. ماذا تقول في هذا الكتاب؟ نبيل فياض: كتبتُ هذا النص في فترة صعبة للغاية كنت أمر بها. كنت مطارداً من أحد الأفرع الأمنيّة التي حرضها الشيخ سعيد البوطي على اعتقالي لأنني مثير للفتن. اختبأت في منزل صديق لي عراقي – هرب بدوره إلى الغرب – اسمه ظافر ساعاتي. وظللت في بيته في منطقة الزاهرة بدمشق أكثر من أربعة أشهر، لم أر خلالها الشمس. كان الكتيب دراسة مختصرة لأشكال القمع المتوارث التي نعيشها في هذا الشرق منذ مئات السنين. 16. يقول القرآن (المدثر:30) عن الملائكة الموكلين بحراسة جهنم: إنهم تسعة عشر، ثم يشير الى أهل الكتاب مما يفهم منه أن الفكرة كانت موجودة عند أهل الكتاب (و هم اليهود غالباً)، فهل يوجد مثل هذه الفكرة (تسعة عشر ملاكاً على الجحيم) في مكان ما في التلمود و المداريش في حدود اطلاعك على النصوص اليهودية؟ و أنا بدوري لم أجد شيئاً سوى ما لاحظته في الفكر الديني العراقي القديم (السومري و الأكادي) من أسماء آلهة العالم السفلي التي تقارب العدد (19) و لكن من دون توكيد على ذلك الرقم. نبيل فياض: لدي دراسة غير منشورة حول علم الملائكة Anglelogy ، يمكن أن أختصرها كما يلي. لم يكن اليهود يؤمنون بالملائكة فقد كان إله كتبتهم يخاطب أنبياءه المفترضين دون وسيط. حين احتك اليهود في إحدى مراحلهم بالزرادشتيين، أخذوا عنهم – ضمن أشياء كثيرة – مسألة العلاقة بين الإله ( أهورا مازدا هنا ) والنبي ( زرادشت )، عبر وسيط هو فوهو ماناه. وهكذا صار الأميشا سبنتا رؤساء الملائكة اليهود، واليازاتا باقي الرعيل الملائكي. جبرائيل ( كلمة آراميّة تعني رجل إيل أو مرسل إيل ) أخذ كل سمات فوهو ماناه، بما في ذلك اسمه. ولما ظهر محمد على الساحة، لطش عن اليهود قصة الملائكة، ضمن ما لطشه من ركام عبراني هائل. وحده علم الدين المقارن، الذي يحاربه كهنة بعل المسلمين لأنه يكشف كل أوهامهم المقدسة، يمكن أن يعيد الاعتبار لديانة عظيمة اسمها الزرادشتيّة، ولرجل عظيم اسمه زرادشت، ولشعب حضاري – كان حضاريّاً – اسمه الفرس: شعب لا أجد مبرّراً لالتصاقه بالمرض القمّي، في حين أن خلاصه ومهديه لا يقيمان خارج يزد. 17. ماذا تقول عن (صلاح الدين الأيوبي) ككردي و كسلطان مسلم؟ فأنا – مثلا – أمقـُتُ فيه عداءَه للفلسفة و الفلاسفة و العرفان و العارفين، فقد قتل (السهرورديَّ) صبراً. وهل كانت ثقافته كردية أم عربية إسلامية؟ نبيل فياض: لقد شاركت الراحل حسن الأمين في كتابه عن صلاح الدين الأيوبي. هذا الرجل، مثل كل شخوص تاريخنا المجيد، ينطبق عليه تماماً قول نزار قباني: شيّدنا مزارات لألف وألف دجّال. صلاح الدين الأيوبي أحد أسوأ الأمثولات في تاريخ المسلمين. لا يهمني إن كان كرديّاً أم تنزانيّاً أم من بلاد الواق الواق. أعرف أن هذا الرجل قضى على التراث المعرفي عند الإسماعيليين، وعلى التعددية الثقافيّة التي وجدت في مصر الفاطميّة، بغض النظر عن موقفه البدوي من الفلسفة. كم كان حاقداً على الحضارة هذا الشافعي المريع! أرجو نزعه من تاريخ كردستان، إذا ما أراد الأكراد تاريخاً يفيد في بناء وطن للغد. اتركوه للعرب – شعب خالد بن الوليد والحسن بن علي و… لا يضرّه كثيراً إن زاد في قوائم أغبيائه اسماً لبدوي من هنا أو هناك!! 18. هل كان لموسى بن ميمون (هَرامبام) دور في البلاط الأيوبي – كما توحي بذلك في كتاباتك؟ نبيل فياض: نعم! ليس في هذا عيب، لكن العيب في التعصّب وتسيير دفة التاريخ وفق ما تملي علينا أهواء المتعصّبين. 19. ترجمتَ للمستشرق (آرثر جفري) كتاباً بعنوان (القرآن ككتاب مقدس). ماذا هو العنوان الأصلي للكتاب، و ما هي أبرز النتائج التي وصل اليها الكتاب؟ نبيل فياض: أرثر جفري واحد من أهم من تأثرت بهم من كتّاب. الكتاب منشور في لبنان. ترجمت لجفري أيضاً كتاباً عنوانه مواد من أجل تاريخ القرآن النصّي. أتمنى أن أنشره يوماً. الكتاب عنوانه بالانكليزيّة، The Quran as ******ure. وهو منشور من قبل Russel F. Moore Company Incorporated New York – 1952. بالنسبة لمحتوى الكتاب، يمكن إرساله لكم بالبريد الالكتروني لأنه أوسع وأهم من أن يلخّص ببضع سطور. 20. عن أعمالك صدرت دراستان بالألمانية و كانتا رسالتي دكتوراه، الأولى لإيكارت فولتس و الثانية لأندرياس كريستمان. أيَّ جانب من أعمالك كانتا تتناولان: أعمالَك الفكرية والفلسفية، أم مؤلفاتك و ترجماتك المرتبطة َ بالفكرالديني و الإسلام؟ نبيل فياض: لقد تمحور كل ما كتب حول مسألة العلمانيّة والإسلام، والمعارك التي دارت ذات يوم – قبل الموات الثقافي الحالي – بين العلمانيين ورجال الدين. 21. ألفتَ كتاباً كبيراً عن (النصارى) كطائفة مسيحية أو يهوديمسيحية منقرضة.. هل تقصد فرقة (الناصريين) Nazarites من اليهود المتنصرين أصحاب (إنجيل الناصريين) الهرطقي؟ وهل لهم علاقة بمدينة أو بليدة (الناصرة) أم هم بقايا من فرقة (الناصريين) الغنوصية التي تحدث عنها البعض (و اشتقاق اسمهم من نازِر נזר العبرية بمعنى مكرَّس)؟ و هل (النصارى) في القرآن هم (الناصريون) خصوصاً أم المسيحيون الشرقيون عموما؟ فمن المعلوم أن المسيحيين الشرقيين (السريان) وُصِفوا أو وَصَفوا أنفسهم بـ (نصرايا) و هو ما يعادل وصف (نصراني) العربي. نبيل فياض: لقد عرض علي من قبل أحد المراكز البحثيّة الأمريكيّة أن أكمل العمل في مسألة النصارى. الاجابات كلها مفتوحة واحتمالاتها شبه متساوية. ربما أن قناعتي هي أنهم من ” الناصرة “، التي أخذوا اسمهم عنها. كنت أريد أن أجد دليلاً على العلاقة بين النصيريين ( الاسم الفعلي للعلويين ) والنصارى، خاصة وأن إحدى عاصمتي النصارى كانت جنوب إنطاكية وشرق اللاذقيّة، أي الموطن الأصلي لجزء كبير من النصيريين-العلويين. لكن العته الطائفي والتعصّب السياسي ما يزالان يحولان بيننا وبين أي بحث جدي جريء وطليعي في هذا النطاق. ولا أرى أن الأفق يحمل أي أمل. 22. قال فرويد بأن التوحيد اليهودي، أو الديانة الموسوية، له جذور في ديانة أخـِناتون التوحيدية، و يقول الباحثون المحدثون (مارك س. سميث Mark S. Smith من جامعة نيويورك، نموذجا) بأن عبادة (يهواه) هي من العبادات الكنعانية القديمة، و أن الديانة اليهودية (و هي ـ أصلاً ـ ثقافة ُ سُكّان مملكة يهودا إضافة إلى عناصر من تقاليد دينية آتية من مملكة إسرائيل الشمالية) هي – أساساً – تطور و استقلال عن الديانة الكنعانية القديمة. ماذا ترى بهذا الصدد؟ نبيل فياض: لا أستطيع أن أصدّق حرفاً واحداً من العهد القديم ما لم تكن هنالك وثيقة خارجيّة غير يهوديّة تؤكّد ما يقوله العهد القديم. في كتابي “مدخل إلى مشروع الدين المقارن”، أشرت في مقالة مترجمة إلى ما يقوله نقّاد العهد القديم من أنه ليس ثمة دليل على صحة أي حدث في العهد القديم، خاصّة سفر التكوين وسفر الخروج. لقد أشرت في كتابي عن “إبراهيم” أن هذا النبي المزعوم شخص ميثولوجيّ بالمطلق، وعندما سأتناول شخص موسى، سأظهر أن هذا أيضاً ليس أكثر من ميثولوجيا صرفة. بالنسبة إلى فرويد، أعتقد أنه ارتكب خطأ جسيماً حين اعتمد على الترجمة اللاتينيّة-اليونانيّة للاسم العبراني، لينطلق من ثم إلى استنتاجاته التي لا أساس لها من الصحة. فرويد يهودي، حتى وإن ادعى العلمنة. من هنا، وبذكائه الخارق، أدرك أن لا أساس منطقي يمكن أن يقوم بدور حامل تاريخي لهذا النبي المؤسس المزعوم للديانة اليهوديّة. استدار فرويد إلى التاريخ المصري، وراح يغمس فيه موسى اعتماداً على أساس فيلولوجي منطلقه السابقة مس التي توجد في الاسم غير العبراني للنبي. إن اعتماد التسمية غير العبرانيّة يحمل مخاطر التخلّي عن البعد الميثولوجي لهذا الشخص. موشيه التسمية العبرانيّة للنبي تعني المنتشِل [ يفترض أن يكون المنتشَل، فموسى بحسب الأسطورة العبرانيّة أنتشل من اليم؛ مع ذلك فنحن نعتقد أن المنتشِل يمكن أن تعني ميثولوجيّاً الذي انتشل اليهود من الأسر والعبوديّة ]، لذلك فإن اعتماد التسمية غير العبرانيّة لهذا النبي يمكن أن يطيح بالأساس الذي قامت عليه الأسطورة أصلاً. في النهاية، الديانة اليهوديّة، كالإسلام تماماً، مزيج تركب عبر الزمان من عناصر كثيرة منها ما هو محلّي ومنها ما هو مستورد. يكفي الإشارة هنا إلى العناصر الكثيرة التي أخذها اليهود عن الزرادشتيين. 23. هل يمكن أن تحدثنا عن العلاقة الغامضة بين السامريين والمسلمين أو السامرية و الإسلام، و التي أشار إليها (كرونه) و (كوك)؟ نبيل فياض:التاريخ السامري لم يستهوني لأسباب كثيرة، إضافة إلى أنه من غير الممكن لأي باحث أن يعرف في كل شيء. فقط أعرف أن ثمة أشياء كثيرة أخذها الإسلام عن السامريّة، لكن لا يمكن مقارنة ذلك بما اقتبسه الإسلام عن اليهوديّة التلموديّة التقليدية. هل تعرف، مثلاً، أن القرآن أخذ عن التوراه السامريّة قصّة أن الله رفع السماء – طبعاً ليس ثمة سماء ولا من يحزنون – بلا عمد [ سقف شموييم بلا عموديم ]؟ بل يمكن القول إن النصف الأول من الشهادة عند المسلمين مأخوذ حرفيّاً عن السامريين. هكذا أمور بحاجة إلى هدوء وحريّة: وهذا ما عمل محمد وأتباعه عن إبعاده عن كل منطقة دخلها الإسلام، بحيث لا يكشف أي مستور. 24. لـ (باتريشيا كرونه) كتاب آخر بعنوان (تجارة مكة و ظهور الإسلام) ترجمَتْهُ الى العربية (د. آمال محمد الروبى). فهل هو تطوير و تعديل لما طرحته في (الهاجرية)، أم تُطـَوِّر فية نظرية أخرى عن نشوء الإسلام؟ نبيل فياض: الهاجريّون تحدّث عن نشوء الإسلام اعتماداً على المصادر غير الإسلاميّة. تجارة مكّة مختلف تماماً. مع ذلك، أعتقد أن كرونه بدأت مع الهاجريون وانتهت به. كان أفضل أن تفصّل أكثر في مصادرها، وتعيد تقديم النص القديم بلغة غير مبهرجة، صالحة للعصر. 25. يُلاحَظ أن المستشرقين، أو أكثرهم، عندما يتحدثون عن منشأ الإسلام يهملون طائفة (الأحناف) و سوابق التوحيد في الجزيرة العربية، و يكادون يغضون النظر عن العناصر العربية الخالصة التي تكاد تطغى على الفكر الديني الإسلامي، و يركّزون على /أو يبحثون عن/ تأثير يهودي أو مسيحي خاص. كيف تفسّر هذا؟ (وكلامنا هذا لا ينطبق على المستشرقين الروس ذوي الميول الماركسية). نبيل فياض: المستشرقون أشاروا كثيراً إلى طائفة الأحناف. مثلاً، هوروفيتس. لكننا لا نمتلك اطلاعاً كافياً على التراث الاستشراقي. لكن في اعتقادي أن ما نمتلك من وثائق حول ظاهرة الأحناف لا يمكن أن يساعد في عمليّة بحثيّة ضخمة، مثلما هي الحال مع اليهوديّة التلموديّة. 26.كيف تقيّم المرحلة الحالية للاستشراق و الدراسات الاستشراقية؟ هل هي استشراق القرن التاسع عشر نفسه أو امتداد له كما يقول البعض؟ ألا ترى أن الاستشراق ينتعش مرة أخرى في مواجهة تصاعد المدّ – أو الخطر- الإسلامي؟ نبيل فياض:الاستشراق مسألة في غاية الأهميّة. إن الحل لمسألة التطرّف الإسلامي – وهي حالة معرفيّة أساساً – لا يمكن أن يكون غير معرفي؛ وهذا يميّز تماماً بين الأوروبيين، خاصة الألمان، والأمريكان. لا بد أن ينتعش الاستشراق لمحاربة الإرهاب معرفيّاً. شريطة أن لا يبقى محصوراً ضمن الأكاديميّات الراقيّة والطبقات المثقفة، واللغات الأوروبيّة. 27. ماذا لديك لتقوله عن كتاب (الاستشراق) لـ (إدوارد سعيد)؟ نبيل فياض: لم أقرأ إدوارد سعيد، لأنه يكتب كسياسي أكثر منه كباحث. 28. كتبتُ مقالاً موسعاً عن المصحف الأقدم المكتشف في اليمن و نشرناه في العدد الأول من فصلية (ملف الإسلام) مُزْداناً بصُوَر للمخطوطات. ذكرتُ في المقال أن المستشرقـَين (بوين) و (غراف فون بوثمَر) اللَّذَين تولَّيا ترميم المخطوطات، لم يُعلنا نتائج نهائية مترتبة على دراسة تلك النسخة أو النسخ القرآنية القديمة. هل هناك جديد في هذا المضمار لتخبرنا عنه؟ نبيل فياض: حاولت في زيارتي الأخيرة لألمانيا أن أعرف ما هو الجديد حول المسألة، ولم تكن الإجابات وافية. 29. هناك أقاويل عن نزوع رؤساء أميركا و ساستها الى المسيحية المتهودة و أن (بوش) يحضر جلسات دراسة التلمود، و أشياء أخرى. ما هي حقيقة الأمر برأيك؟ نبيل فياض:نظريّة المؤامرة هي الأكثر رواجاً بين العرب منذ أن خرجوا من جزيرتهم وحطموا الحضارات العظيمة التي كانت حولهم. نظريّة المؤامرة هي جزء من تفكير العرب الذين لا ينزعون إلى مواجهة مشاكلهم خارج إطار الماورائيّات. هذه النظريّة هي جزء من الماورائيّة اللاسببيّة التي كانت على الدوام أساس التفكير العربي. أسأل هنا سؤالاً خبيثاً: أليس الإسلام هو السيف الذي فرض القيم اليهوديّة على عنق الحضارة؟ 30. يشير البعض [وليام سانت كلير ـ تِسْدَلWilliam St. Clair-Tisdall (1859ـ 1928 ز.)، في مصادر الإسلام The Sources of Islam (1900)، نموذجا] الى التشابه بين بعض القصص القرآنية والقصص الهجادية التي يتضمنها مدراشُ (فِرْقَى الرابي إليعَزَر)، فيقول إن هذا الكتاب أثـّر في القرآن، بينما يقول آخرون ان (فِرْقَى الرابي إليعَزَر) جرى له إعادة ُ تحرير و صياغة بعد ظهور الإسلام و بتأثير القصص القرآنية و الإسلامية. ماذا ترى بصدد تحقيق هذا الأمر؟ نبيل فياض: أمتلك هذا النص بالانكليزيّة. أعتقد أنه متأثر بالإسلام، ومؤثّر به في آن. الموضوع أعمق من أن يلخّص بإجابة مبسّطة. أتمنى أن نرتاح من رموز الإرهاب قليلاً – من المقتدى إلى أحزاب الآلهة مروراً بالضاري والأخوان حتى القاعدة – كي يكون لدينا الوقت والأمان اللذان لا غنى عنهما من أجل بحثيّة جادة عميقة. اسمحوا لي هنا أن أقدّم النص التالي من ترجمتي لعمل نيتشه الذي لا يجارى، Der Antichrist : ” هل كنت مفهوماً؟ بداية الكتاب المقدّس تتضمّن كامل نفسيّة الكاهن. – يعرف الكاهن خطراً كبيراً واحداً: ذاك هو العلم، – المفهوم الصحيح للعلّة والمعلول. لكن العلم لا يزدهر عموماً إلاّ في ظروف سعيدة، – لابدّ أن يكون عند المرء فائض من زمن، من عقل، كي ” يعرف “… ” بالتالي على المرء أن لا يكون سعيداً “، – كان هذا منطق كلّ كاهن في كلّ زمان.- سوف يحزر واحدنا للتو، ماذا دخل العالم بعد ذلك مباشرة، بحسب هذا المنطق: – إنه ” الإثم “… فقد تمّ تلفيق مفهوم الخطيئة والعقاب، ” منظومة الأخلاق العالميّة ” برمتها، من أجل معارضة العلم ، – معارضة انفصال الإنسان عن الكاهن… يجب أن لا يتطلّع الإنسان حوله، يجب أن ينظر داخل ذاته؛ يجب أن لا يمعن النظر بتعقّل وحرص في الأشياء كي يتعلّم، يجب أن لا ينظر إطلاقاً: يجب أن يعاني… يجب أن يعاني بطريقة تجعله بحاجة للكاهن دائماً. – أبعدوا الأطباء! الواحد بحاجة إلى مخلّص. – لقد لفّق مفهوم الخطيئة والعقاب، وكذلك مبادىء ” النعمة “، ” الفداء “، ” الغفران ” – أكاذيب من أوّلها إلى آخرها دون أي حقيقة نفسيّة – من أجل تدمير المعنى السببي للإنسان: إنها عدوان على مفهوم العلّة والمعلول! – وليس عدواناً باليد، بالسكين، بالكراهية والحب الشريفين! بل عدوان من أجبن الغرائز، أمكرها، وأحطّها! عدوان الكاهن! عدوان الطفيلي! امتصاص دم من قبل مصّاصي دم شاحبين سرييّن!… حين لا تعود النتائج الطبيعيّة لفعل ما ” طبيعيّة ” بل يُعتقد أنها نتاج أشباح الخرافة المفاهيميّة، عبر ” الإله “، عبر ” الأرواح “، عبر ” الأنفس “، وذلك بوصفها مفاهيم ” أخلاقيّة ” مجرّدة، كثواب، عقاب، إشارة، خاصيّة، يدمّر عندئذ الشرط المسبق للمعرفة، – يقترف المرء عندئذ أعظم جريمة بحق الإنسانيّة. وأقول من جديد، إنّ الإثم، ذلك الشكل الذي لا مثيل له لتعنيف الذات عند الإنسان، تمّ تلفيقه ليجعل العلم، الثقافة، كلّ أنواع السمو والنبل عند الإنسان، مستحيلة؛ فالكاهن يحكم عبر تلفيقة الإثم. – “. 31. تتحدث أحياناً عن التراث العقلاني الزاهر للإسماعيليين، هلا ذكرتَ لنا جوانب وملامح من ذلك؟ نبيل فياض: سأذكر جانباً واحداً. قبل مجيء الإرهابي الشافعي السنّي، صلاح الدين الأيوبي، كانت الأديان والمذاهب الإسلاميّة موجودة كلّها في مصر. كان ثمة سنّة وشيعة وإسماعيليّون. بعد مجيء الإرهابي صلاح الدين انتهت التعدديّة المذهبيّة في مصر، لصالح المذهب الشافعي. إن الحريّة الدينيّة في مصر الفاطميّة أوصلت عبقريّة مثل الحاكم بأمر الله إلى إعلان الربوبيّة. وظهر بالتالي الدين الدرزي. صلاح الدين حوّل الأزهر الفاطمي من صرح فلسفي لا سابق له في التاريخ الإسلامي إلى تياترو دعوي وصل إلى درك من السقوط بحيث تسلّم إدارته اليوم كائن اسمه طنطاوي: هل رأيته يوماً في لقاء إعلامي؟
    الله محبة

  • تعرف على الدكتورة / تغريد الهاشمي / حمصية من سورية مثقفة متوقّدة الذكاء والنشاط، اقتحمت مجال الآثار منذ أكثر من ربع قرن – كانت أول امرأة سورية تحصل علي الدكتوراه في مجال الآثار – خالد عواد الأحمد ..

    تعرف على الدكتورة / تغريد الهاشمي / حمصية من سورية مثقفة متوقّدة الذكاء والنشاط، اقتحمت مجال الآثار منذ أكثر من ربع قرن – كانت أول امرأة سورية تحصل علي الدكتوراه في مجال الآثار – خالد عواد الأحمد ..

    الباحثة تغريد الهاشمي “: ما زلت أطارد كل أثر لنشاط بشري حضاري

     

    طلاب وشباب

    خالد الأحمد ـ حمص

     الدكتورة تغريد الهاشمي سيدة سورية مثقفة متوقّدة الذكاء والنشاط، اقتحمت مجال الآثار منذ أكثر من ربع قرن، واستطاعت كباحثة ومهتمة في هذا المجال أن تحقّق حضوراً جديراً بالاحترام وأن تنجز الكثير من العطاءات علي صعيد مشوار البحث العلمي والعمل والنجاح.
     كان لها الفضل في تأسيس متحف حمص الوطني وبحكم كونها مديرة لآثار حمص لفترة تزيد على السنوات الخمس أمكن لها أن تتابع رسمياً بعثات الآثار والمسح الأثري في سورية عموماً وفي حمص على وجه الخصوص، وأن توثق وتسجل وتمسح العديد من المواقع الأثرية المهمة بمجملها، كما كانت أول سيدة سورية تنال شهادة الدكتوراه في مجال الآثار الذي كان مقتصراً على الرجال عندها.
     وخلال مسيرتها العلمية والمهنية اصطدمت بالكثير من الصعوبات والعراقيل والمضايقات التي أدت في فترة ما إلى إقالتها من عملها في إدارة متحف حمص الوطني عندما وقفت ضد الحملات الغاشمة التي كانت تستهدف تمزيق النسيج العمراني لمدينتها حمص.. هذه المدينة التي انسحبت مندثرة بفعل ما يُسمى بالحداثة ككل المدن العربية العريقة التي فقدت كل خصوصياتها الإنسانية والمعمارية المميزة، ولكنها بالنسبة للدكتورة تغريد لا تزال حية في داخلها كآثارية وإنسانة ..
    حدثينا عن نشأتك الاجتماعية والظروف التي لعبت دوراً في مشوار نجاحك؟
    – لقد لعبت ظروف التنقل والسكن بين المحافظات السورية والنائية منها بصفة خاصة دورها في تشكيل ملامح الوعي الأول لديّ، ووضعتني مباشرة في أبعاد الجغرافيا البشرية والطبيعية والإنسانية لوطني، فقد ولدت في العاصمة دمشق وعشت فيها سنوات عمري الست الأولى والتي يعوّل عليها في ضوء علم النفس في بناء انفعالات الإنسان وخلفيته السيكولوجية والأخلاقية، إضافة إلي بذور الوعي المبكر، فمن صخب العاصمة وحركتها الدائبة والتي لم تكن لتنام وهي تصل ليلها بنهارها.. ومنها مباشرة إلي محافظة الحسكة النائية والهادئة، ولا أقول الخاملة، المتربّعة على ضفاف الخابور في أقصى الشمال الشرقي في جغرافيا الوطن، وانعكاس ذلك الاختلاف المكاني والبيئي الذي ترك ظلاله في نفسي وفي تشكيل وعي مضاف يتراكم مع الأيام، والمؤثر الدائم كان وسيظل أبداً هو الماء. من ضفاف بردى دمشق الفيحاء إلى ضفاف الخابور الظليل والعبور الشفاف المؤثر للفرات.. كل ذلك سيبقى حياً في الذاكرة ويجعلها حاضرة وحميمية بمعنى تلازم الحياة بالماء.. والحضارة تزدهر على أسرَّة الأنهر وضفافها.. والمحطة الأخيرة لتلك الضفاف كانت على نهر العاصي مسقط رأس الوالد والإقامة الدائمة للأسرة.. ومنذ ذلك الحين وأنا مشدودة إلى روح وأثر تلك الحضارات التي قامت على تلك الضفاف والتي لا تزال شواهدها أوابد لا تفنى مع الأيام.. ومنها وعليها.. ولأجلها كنت دائماً أنشط في دراسة تاريخها.. مدناً وحواضر وعمق بادية.. أطارد كل أثر لنشاط بشري حضاري.. أنجز عبر التاريخ الدال علي ذلك النشاط الحضري الباقي والأصل سيبقى أصيلاً وسمكة السلمون أبدية الدأب عكس التيار رغم المخاطر في العودة دائماً إلى المنابع ذاتها.
    إيقاع ذاتي!
    * كيف بدأ اهتمامك بالآثار ولماذا اخترت هذا المجال بالذات دون غيره؟
    – ثمة ما يمكن إضافته لما سبق وذكرته من المؤثرات في مرحلة الطفولة والرحلات الابتدائية، إلى المواقع الأثرية والرحلات العائلية مع الأسرة وشروحات الوالد والمدرسين.. ولا أنسى ما حييت عندما مررت أول مرة بموقع المشرفة مملكة قطنا القديمة وأبي يشرح لنا عن أهمية هذه المملكة ووصول الفراعنة إلى هذا الموقع والازدهار الذي لا يزال واضحاً شموخ التل الأثري والسور العظيم الذي يحيط مملكة قطنا الأثرية القديمة. لكن ذلك كله لا يلغي ما يمكن أن نسميه بشخصانية المسألة وإيقاعها الذاتي الذي ما زلت أجهل أسبابه والذي يمكن أن يدخل من بوابة الميراث الجمعي أو الذاكرة الجمعية عبر تراكمها التاريخي في وعي الأجيال المتلاحقة على نحو ما كانت ترسم الرابطة بيني وبين ما أشاهده من آثار، والتي كانت تبادلية أحياناً وتقابلية أحياناً أخرى بين مرتديات عصري وملامحه وأردية العصور السابقة التي ما زالت تتلامح من خلال الأوابد التاريخية والآثارية الزاخرة والمنتشرة في طول بلادنا وعرضها.. وهي في جوهرها إيقاع يرسم حركة الإنسان المتحضّر ويُرشد وقع خطواته.
    * كنت أول امرأة سورية تحصل علي الدكتوراه في مجال الآثار، ولا بد أن هذا الاختيار قد اصطدم بالعديد من الحواجز النفسية والاجتماعية.. كيف استطاعت الدكتورة تغريد الهاشمي اختراق هذه الحواجز وتحقيق ما وصلت إليه؟
    – إحصائياً لا أعرف بالضبط فيما إذا كنت أول آثارية أو مؤرخة تنال درجة الدكتوراه في هذا المجال إلا أنني حتماً من عدادهن، لكن السبق الأكاديمي لا أهمية له من وجهة نظري إذ أن المسألة تخصّ تلك الأهمية التي يحققها المؤرخ والآثاري في مجال عمله. وأظن أنك تقصد ذلك.. ولعل تلك الميزة هي المهمة بالنسبة لي وهي الإمكان المتحقق في فاعلية الإنجاز في مضمار الاختصاص التاريخي والآثاري والذي أخذ كل وقتي تقريباً وكل ما نتج عنه كان يبدو لافتاً ويؤخذ في الأوساط الاختصاصية على محمل الجد والاحترام مع الأخذ بعين الاعتبار التزام معايير البحث الفكري والأكاديمي في الاشتغال علي المواضيع المدروسة، وليس ثمة مجال هنا فيما أعتقد لسرد أمثلة عما أنجزته من أبحاث ومحاضرات وندوات محلية وعربية ودولية، وهي كثيرة لدرجة محرجة في حصر المثال، ولا أظن أن أحداً ما تعيقه الحواجز عن أن يحقق حضوراً جديراً بالاحترام أولاً، وأن يتبوأ المكانة اللائقة به إنسانياً. طبعاً كامرأة تعرضت للكثير من المضايقات فنحن كما تعلم لا نزال نعيش على أعقاب ثقافة الرجل.. ولعل الحساسية الناجمة عن ذلك هي إحدى المعوقات، إلا أن عامل الأنسنة هنا كفيل بحل المشكلة، وأظن أن هذا العامل قد حلها رغم أنني ما زلت على عهدي بمواجهة تلك الحواجز لكنها هنا حواجز مختلفة، فعندما تستطيع أن تتجاوز الاجتماعي تصطدم بالسياسي، وعندما تسوق مبررات المواجهة السياسية تجد نفسك أمام عنت الفكر المتخلف الذي يسحب نظرته علي كل شيء: المرأة والسياسة والدين والثقافة والاجتماع وعلم النفس.. لكن أخيراً وهنا مربط الفرس هو أن ينتصر الإنسان في النهاية والإنسان هو رجل وامرأة، وبتوازنهما تستقيم الحياة وتصبح لائقة وكريمة.. وتستحق أن تُعاش.
    من حمص إلى بلغاريا
    حصلت علي درجة الدكتوراه من بلغاريا.. كيف هي أجواء الدراسة هناك وكيف استطعت أن تتكيفي كامرأة مع مجتمع مختلف كل الاختلاف عن المجتمع السوري وما الذي بقي في الذاكرة من أجواء الدراسة والبحث؟
    – المرأة هنا كالمرأة هناك.. لا أقصد نفسي فحسب بل كل زميلاتي العربيات في جامعات الغرب التي لا تختلف كثيراً حسب تجربتي عن جامعاتنا، وكل ما يُقال عن أهمية أكاديمية ما وامتيازها عن غيرها من الأكاديميات ترويج دعائي وإعلامي غالباً ما يفتقر إلى الدقة. القضية هي باختلاف المناهج أحياناً.. والأساتذة أحياناً أخرى، والظروف التعليمية من جانب آخر. أنا مثلاً تخرجت من جامعة دمشق ثم تابعت تحصيلي الأكاديمي في جامعة صوفيا، وأستطيع أن أقول لك إن جامعاتنا الوطنية في دمشق ليست أقل من جامعة العاصمة البلغارية صوفيا، إلا أن امتيازي هناك كان يتعلق بموضوع البحث وأطروحة الدكتوراه والأستاذ المشرف الذي كان يُعد من أهم الأكاديميين البلغار وهو البروفيسور (نيكولاي غينتشف) والذي بدوره نقل إلي جزءاً كبيراً من تجربته الأكاديمية وثقافته الموسوعية الرفيعة وتمتعه بشخصية البروفيسور العلاَّمة. أما الامتياز الآخر فكان مرصوداً أيضاً لأهمية البروفيسور (يوردان بييف) الذي تابع رسالة الدكتوراه بالأهمية اللافتة للنظر والمشجعة لي.. ولقد كان حبه للعرب واحترامه لتاريخهم وثقافتهم وإيمانه بقضيتهم مع إجادته اللغة العربية الأساس العلمي الذي جعل من أطروحتي للدكتوراه (حوادث البلقان من حرب القرم حتي الحرب العالمية الأولي) منعكسة في المطبوعات العربية مما جعله إنجازاً معرفياً آنذاك.. وإنني بهذه المناسبة لا أنسي أن أتقدم لهما ببالغ التقدير والاحترام ولا مجال هنا للقول التقليدي بأي حال بأنني مدينة لهما كما هو شائع بسر تفوقي ونجاحي فقضية الفشل والنجاح والتفوق في رأيي مسألة شخصية بحتة. وقد تلعب الظروف الموضوعية دورا موجبا أو سالبا لكنه ليس مؤثراً حاسماً بأي حال. أما عن التكيف والاختلاف بين المجتمعين العربي السوري والبلغاري فإنه شكلي ولا يكاد يكون كبيراً في جوهره، وللتذكير فقط فإننا نحن العرب والبلغار كنا خاضعين للإمبراطورية العثمانية المترامية الأطراف علي مدي قرون عديدة، وبصفة خاصة فالبلغار، وكما هو معروف عنهم، إنسانيون وليس عندهم أية نزعة شوفينية نحو الآخرين وهم إلي حد بعيد مثل العرب الأصلاء طيبون ولطيفو المعشر وصفاتهم في جوهرها غالباً متشابهة مع شعوب شرقنا العربي، لدرجة أننا لم نحس يوماً بينهم بأية غربة حتي أن الروابط ما زالت قائمة بيني وبين عدد من الزميلات الأكاديميات وأساتذة الجامعة الكبار هناك.
    * لك تجربة غنية في مجال البحث الآثاري.. ما هي حصيلة هذه التجربة وماذا تمثل بالنسبة لك؟
    – في الحقيقة لقد كنت محظوظة جداً في عملي والحظ بأحد مفاهيمه استعداد مسبق وفرص مواتية. وهذا ما كان يحدث معي دائماً. وبحكم كوني مديرة لآثار حمص لفترة تزيد علي السنوات الخمس سبقتها تراكمات معرفية وانشغالات آثارية مستمرة أمكن لي من هذا الموقع أن أتابع رسمياً بعثات الآثار والمسح الأثري في سوريا عموماً وفي نطاق مسؤوليتي الرسمية المشمولة بمحافظة حمص.. كل ذلك كان سبباً مباشراً ومحدداً لذلك المعني الذي نتحدث عنه، فلقد استطعت مع العاملين في دائرة آثار حمص أن نسجل ونوثق ونمسح العديد من المواقع الأثرية المهمة بمجملها والتي أخذت منا الكثير من الوقت والجهد والتعب والمتابعة رغم ضيق الوقت وضعف الإمكانيات اللوجستية المادية والمعنوية اللازمة لذلك الكم الهائل من المواقع داخل مدينة حمص التاريخية وعلي امتداد جغرافيتها الإدارية والتنظيمية والتي لا يخلو فيها موطئ قدم لا يشي بأثر ما مهم. ولعل قدرة التخطيط المسبق والظروف المساعدة أحياناً والمصادفات البحتة أحياناً أخري كانت سبباً في اكتشاف تلك الكنوز الخبيئة في مختلف سويات التربة وتحت أنقاض السنين وما علينا إلا البحث عنها واقتفاء آثارها لاكتشافها. وربما كان الاكتشاف الأبرز والمفاجيء هنا هو رقعة الفسيفساء التي وجدت في مركز مدينة حمص وعلي حدود سورها القديم، والتي تعد واحدة من أعجب اللوحات قاطبة بسبب احتوائها علي وحدات تشكيلية وزخرفية فريدة.. لكن الأكثر لفتاً وفرادةً وإدهاشاً هو اعتمادها علي البعد الثالث في المنظور التشكيلي وهذا بالضبط سر قيمتها وامتيازها عن غيرها.. فبلادنا كما تعرف متميزة كثيراً بهذا النوع من الفن بتلازمه مع هندسة الشكل وفلسفة التصوير إضافة إلي بعد المنظور الثالث وعلم الجمال.
    * يحتاج العمل في مجال البحث الآثاري إلي الكثير من الجهد والوقت والتفرغ.. كيف استطعت المواءمة بين مثل هذا الوضع وحياتك الأسرية؟
    – أعتقد أننا تحدثنا كثيراً عن الشق الأول من سؤالك والمتعلق بما يتطلبه العمل الآثاري من ضني وإرهاق وتعب كمن يحفر بالإبرة ويشتغل في ضوء العيون من البصر إلي البصيرة كما يقولون، لكن الأمر المتعلق بإحداث تلك المواءمة أو الملاءمة بين ما يتطلبه نشاط الآثاريين من التفرغ الذي إن لم يكن كلياً وصبوراً فستذهب كل الجهود إلي الفراغ. ومن حسن الحظ أن ظروفي الأسرية ضمن عائلتي الصغيرة منحتني هذا التفرغ بسعادة ، ومما أكد ضرورة الترحاب بإعطائي المزيد من التفرغ لدرجة أنني كنت أظن أنهم إنما يريدون أن يتخلوا عني، لكن الأمر كان يعود دائماً إلي أهمية الإنجاز الذي كان يتحقق والذي بدونه فيما أظن ستكون مهمتي صعبة أكثر لو لم أكن أُمْنَحَ هذا التفهم من عائلتي، وكم كنت سعيدة حين أري اهتمام الرأي العام من حولي وليس أسرتي فحسب بالآثار لكنني استطعت مع زملائي بإنجازاتي ومساعدتهم لي تشكيل رأي عام آثاري وكسب أصدقاء وليس من النخبة فقط بل كثيراً من هيئات المجتمع الأهلي والمدني وكم كنت سعيدة أيضاً حين أري أن أهم النتائج المضافة إلي الاكتشافات الأثرية هو إنجاز بوادر لثقافة آثارية بدأت تتلامح في أدبيات المجتمع الذي يبدأ بعائلتي، وأظن أنه لن ينتهي في حدود الحي الذي أعيش فيه والمدينة التي أعمل بها، بل إن ذلك سيصبح شيئاً عاماً، وها هي ثقافة الآثار علي المستوي الاجتماعي قد بدأت تنتج رأياً عاماً مساعداً لنا ونحن بحاجة إليه لنتطور.
  • تحية لروح الفنان طارق الشريف   – المصور والناقد أمين سر سابق لنادي التصوير الضوئي وأحد الأعضاء المؤسسين فيه وقد شغل رئيس تحرير مجلة الحياة التشكيلية ومدير الفنون الجميلة في وزارة الثقافة ..- فريد ظفور – دمشق ..

    تحية لروح الفنان طارق الشريف – المصور والناقد أمين سر سابق لنادي التصوير الضوئي وأحد الأعضاء المؤسسين فيه وقد شغل رئيس تحرير مجلة الحياة التشكيلية ومدير الفنون الجميلة في وزارة الثقافة ..- فريد ظفور – دمشق ..

    تحية لروح الفنان طارق الشريف
    أُمنيته أن يتفرغ للنقد والتصوير
    المصور الفنان والناقد طارق الشريف أمين سر سابق لنادي التصوير الضوئي وأحد الأعضاء المؤسسين فيه وهو الآن رئيس تحرير مجلة الحياة التشكيلية ومدير الفنون الجميلة في وزارة الثقافة ..حائز على إجازة في الفلسفة من جامعة دمشق ..ويعمل كناقد فني في التلفزيون العربي السوري وبعض الصحف السورية إضافة لكل ذلك له آراء خاصة بالتصوير نقدمها في لقائنا معه..
    أجرى الحوار مندوب ومراسل مجلة فن التصوير اللبنانية ..
    فريد ظفور – دمشق

    صورة 019 [1600x1200]

    صورة 071 [1600x1200]

    صورة 072 [1600x1200]

    صورة 073 [1600x1200]

    صورة 074 [1600x1200]

    صورة 075 [1600x1200]

     

    صورة 076 [1600x1200]

  • رحبوا بالأمير (( عادل مرعي مهنا )) سفير الياسمين الدمشقي للمفتاح …والنجم المتألق في عالم الفن والتصوير الضوئي..

    رحبوا بالأمير (( عادل مرعي مهنا )) سفير الياسمين الدمشقي للمفتاح …والنجم المتألق في عالم الفن والتصوير الضوئي..

    صورة

    الأستاذ عادل مرعي مهنا .. النجم المتألق في عالم الفن والتصوير الضوئي..

    إن الوعي بالذات يعني الوعي بالتاريخ ورغبتنا في معرفة الماضي طبيعة بشرية تكاد ترتقي لمستوى الغريزة..وإذا علمنا بأن التاريخ ممارسة ثقافية ذات خصوصية لإرتباطها بالجماعة الإنسانية ..لاسيما إذا نسيت ماضيها حيث تصبح في أضعف حالاتها وتنعدم ثقتها بنفسها ويغشاها شعور بالدونية تجاه الآخرين..حتى يصبح سلوكها إزاءه سلوك المهزوم من دون معركة ..أما الإنسان الذي يعرف نفسه فإنه يتصرف تجاه الآخرين على نحو من الثقة بالنفس التي تميز سلوك من يعرف وهذه المعرفة هي السبيل إلى العمل والأمل..ولايظن أحد أن هذه دعوة للإنكفاء على الذات أو الهروب إلى كهوف التاريخ ومغاور التراث ..إنما هي دعوة للتأمل في تجربتنا الضوئية الحضارية ..
    ضيفنا اليوم من دخل معترك الحياة وأخذ منها وأعطاها عصارة فكره وموهبته وجهده ..عايش جيل الرواد وكان همزة وصل بينهم وبين جيل الشباب ..بل أكثر من ذلك ..كان أنزيم تفاعل بمعادلاته الكيمياضوئية بتخريجه أجيال من هواة التصوير …ولعل براءات إختراعه وأرشيفه المليوني ومعلوماته عن فن السينما ومساهماته الصحفية والطبية ..ومعارضه التي حملت طابعاً إنسانياً تحمل بصمة ضيفنا المصور الفنان والمخترع والمصور بلا حدود ..فارس الكاميرا الذي إمتطى صهوتها ليخوض غمار المسابقات فيها..ليكتب لنا سفراً من أسفار الإبداع الضوئي والفن..
    أما اليوم فالإهتمام بالمستقبل أضحى يشكل أحد مجالات المعرفة العلمية بمبادئها وأساليبها ..والتنبؤ بالمستقبل لم يعد ضرباً من الإدعاءات ولكنه عملية بناء تعتمد على تحليل الحاضر قبل القفز للمستقبل..
    بإجلال وإكبار لجهودك المتميزة في سبيل خدمة الفن الضوئي نقف رافعي الرايات للتحية والسلام لنبني معاً مدماك الوطن الحبيب الذي يكبر بأمثالكم .

    صديقنا عادل لقد جمعتنا صدفة الحياة على مرفأ مجلة فن التصوير بدمشق فكنت نعم المثقف والمتابع والموسوعي ومالفتني إهتمامك بالسينما والفن والتصوير والإختراع والإبداع ..
    العزيز المبدع عادل .. أَشد على أياديكم البيضاء البناءة فقد كنتم خير سندٍ ومن الرواد في ضخ دماء جديدة من المعرفة الفوتوغرافية والسينمائية والصحفية والعلمية والثقافة لبناء صرح الوطن ولبناته التي تحتاج منا جميعاً للكثير من الجد والإجتهاد وسهر الليالي لنكون منارة هداية لجيل الشباب ومحطة وقود ثقافي ضوئي يتذودون منه في طريق المستقبل القادم. وبوركت وسلمت زحراً لنا وللمفتاح وأعضائة لنشكل معاً ينبوع للعطاء وسبيل لعشاق الفن ..

    رحبوا بالأمير ((عادل مهنا)) سفير الياسمين الدمشقي للمفتاح …
    لحضوره تألق ولحديثه عذوبة ولكلماته وقع ولحواراته قناديل تبدد دياجر الظلام … رزين وقور جميل الشكل والمضمون وثقافتها الضوئيةالمميزة تجعلها يتربع على العرش بلا منازع …
    ذلك المخترع النشيط الذي غادر عالمه الخاص الى العام لينسج ويحيك لنا حكايته الفنية والفوتوغرافية والصحفية والعلمية والتي تركت المتابعين للفن الضوئي يلهثون وراءه لسحر حضوره الذي لايعرفه إلا البعض … فقد هرب من بين الورود وعالم الأزهار ليحط ترحالها بين أحضان الياسمين والنرجس والفل والأقحوان والجوري في رحاب المفتاح …لكي يحتضنه أعضاء المفتاح كألماسة مخبأة ولوحة نادرة فريدة من نوعها وبذلك وضع على رأسه تاج من تيجان أمراء وملوك المنتدى علّه يحتل مكانة رومانسية وثقافية في قلوب أعضائه وزواره لينثر شذى عطره الفواح وعبق حضوره بالمستقبل بمساهمات غنية ومفيدة عن دمشق ومثقفيها وأدبائها وفنانيها وعن أوابدها الماضية والحاضرة …

    فتراث فناننا عادل أكسبه الحيوية الإجتماعية والجاذبية الخاصة بمساهماته الدافئة وإشعاعه الفكري المؤثر. جاعلاً إياه يؤثر ويتأثر بذوق المتلقين لفنه ومساهماته المدرجة بمركز الفنون… ومنذ أن توطنت علاقته بالمفتاح التي مالبست تفرض حضوره الثقافي والمعرفي بإحساسه الفني العالي ليحقق طموحه في صداقات يسودها السلام والعدل والمحبة والإخاء والإبداع ..
    كل يوم والقلم والكاميرا ينتظرون إبداعك ..
    كل يوم وأنت النسر الذي يحلق بين قواميس الكلمات ..ومجلدات التصوير
    لن استبق الزمن فأنت فارس يستحق التحيات ..وترفع له القبعات ..
    كل أيامك وأنت تشرق بالخير أستاذ عادل ..

    لذلك أدعوكم أصدقائي بالمفتاح للترحيب بالنجم المتألق في عالم الفن والتصوير الضوئي..
    الأستاذ :عادل مرعي مهنا ..

     صورة

    صورة

  • لقاء مع الأستاذ فريد ظفور مديرعام موقع ومنتديات المفتاح -الدكتورة سناء فريد إسماعيل – بالتعاون مع موقع القلاطية – مساهمة الصحفي : أندرية ديب ..

    لقاء مع الأستاذ فريد ظفور مديرعام موقع ومنتديات المفتاح -الدكتورة سناء فريد إسماعيل – بالتعاون مع موقع القلاطية – مساهمة الصحفي : أندرية ديب ..

     

    لقاء مع الأستاذ فريد ظفور مديرعام موقع ومنتديات المفتاح

    – موقع القلاطية – الصحفي :أندرية ديب

      عن موقع المفتاح ………….. www.almooftah.com

    حاورته: الدكتورة سناء فريد إسماعيل 
    @ – رأيك بالمجتمع وبالشباب وعلاقتهم بالحياة..؟! مشكلة مجتمعنا أننا نجامل كثيراً
    ..لدرجة النفاق ..وغير متوازنين مع أنفسنا ..ظاهرنا غير باطننا ..الكل يريد أن

    أندريه ديب
    ينظر من ثقب الباب على غيره ..ويريد تطبيق القوانين على الآخرين وليس على نفسه..
    ودائماً هناك اتهام للآخر ونضع أخطاؤنا على شماعة غيرنا أو باللغة البسيطة نريد
    ممسحة زفر ..لكي نمسح أخطائنا بها..ونحن شعب لانجيد فن الإصغاء ..ونتكلم معاً
    فتخطلط الأمور ونصبح في ضجيج مثل حمام انقطعت عنه المياه..والرجل المناس ليس في المكان
    المناسب ..وجيل الشباب ذكي وعبقري ويسجل له مواقفه ضد ماتعرضت له سوريا فقد كان الشباب هم
    الجندي المجهول لما قدموه في مجال الإعلام وخاصة في كشف الزيف والتضليل الإعلامي
    وذلك عبر شبكة
    الإتصال العنكبوتية وعبر التواصل الإجتماعي في الفيس وتويتر وغيرها..ولكن مشكلته
    أن لديه كماً هائلاً من المعلومات ولايستطيع الإستفادة منها ..ويؤخذ عليه عدم الإحترام للغير
    .بدءاً من الأسرة فالمعلم وصولاً لعلاقاتهم فيما بينهم ..فتجده غير مبالي بالوقت وغير عابيء
    بمصاريف الأهل ..ويلبس غير لباس الواقع ويقلد كل مايصدره الغرب لنا ..دونما تمحيص بالسم
    الذي يضعونه لنا في العسل..


    @- كنت في شابك تلعب كرة القدم وتتابع الرياضة؟! الرياضة حياة وهي جزء من حيوية
    المجتمع وتقدمه..والعقل السليم في الجسم السليم ..كانت بداياتي الأولى من الصف السابع الإعدادي
    حيث شاركت بمنتخب المدرسة وأحرزت أهدافاً ومن ثم تابعت بالمرحلة الثانوية حيث أسست مع بعض
    الزملاء نادي رياضي وفني وكان اسمه ( نيوتن) ثم أصبح بمراحل لاحقة نادي الأهلي..وكانت لنا
    صولات وجولات في الأحياء الشعبية بحمص وحتى خارجها في طرطوس ودمشق..وأنا من جيل السبعينيات
    و الثمانينات من القرن الماضي..زمن التلفزيون السوري وقناته الوحيدة وزمن الاعلامي الراحل عدنان بوظو
    والمخرج نبيل الحسيني والمذيعين :ياسر علي ديب وأيمن جاده ووجيه شويكي ..ومنقذ العلي ومصطفى
    الأغا واياد ناصر..حيث كان للتلفزيون السوري والمباريات نكهة حميمية خاصة ..وكنت أشجع الفرق
    الحمصية والشامية والحلبية واللاذقانية..وفرق الجزيرة السورية والأهم للمنتخب الوطني السوري..
    أما عربياً فقد كان الزمالك والأهلي المصري وعالمياً البطولات الأوروبية وكأس العالم : البرازيل وألمانيا
    وانكلترا وفرنسا وأسبانيا وإيطاليا ..ولكن كان للمدرسة أمريكا اللاتينية طعم مميز بكرة القدم..
    والتشجيع لفرق برشلونة وريال مدريد ..


    @ – لوسمحت أن تحدثنا عن أهم محطاتك الخاصة والعامة.؟! ولدت في كنف قرية جبيلة وادعة
    اسمها فاحل من ريف حمص الغربي ..التي تشتهر بجبالها السبعة والعنب والتين قديماً ولاحقاً
    التفاح والزيتون والخوخ وكذلك مياهها العذبة والنقية ..- ثم ذهبت مع أسرتي الى مصر زمن
    الوحدة ..وبعدها درست في سورية المرحلة الإبتدائية في مدرسة سعد بن أبي وقاص والقادسية
    في حي كرم الشامي..ثم في اعدادية الحسن بن الهيثم في حي التركمان ثم ثانوية المثنى في حي
    المريجة – باب الدريب..وبعدها درست في معهد النفط الذي توظفت على أثره في شركة محروقات
    ( سادكوب ) ..وكذلك عملت في مهنة التصوير منذ عامي 76-1977م ضمن استوديو لولو مشتركاً مع
    الزميل علي سليمان وبعدها منفرداً مع شقيقي بدر ظفور وحتى الآن بحيث أصبح استوديو لولو
    نقطة علامّة لدلالة السائلين ..تخلل فترة الثمانينات دراستي لعلم النفس في بيروت ولم أكملها
    وبعدها درست وتخرجت من قسم الفلسم ( علم الأجتماع ) في جامعة دمشق….وحصلت على دبلوم عن
    التصويرالضوئي من ولاية نيوجيرسي الأمريكية .. وعملت مراسلاً شعبياً في جريدة الثورة السورية
    عامي 1977- 1978م .وكذلك مراسل ومندوب مجلة فن التصوير اللبنانية في سوريا طيلة اصدارها
    من عام 1982 وحتى عام 1987م..وأيضاً كنت أراسل وأكتب في بعض الصحف والمجلات العربية..وبدأت
    بالعمل على الشبكة العنكبوتية منذ عام 2004م وحتى الآن في موقع ومنتديات المفتاح كمدير عام
    للمفتاح.. أما عن أسرتي وحالتي الخاصة: أعمل متفرغ في محل تصوير بعد تقديم استقالتي من
    الوظيفة عام 2007م. وأدير شؤون موقع ومنتديات ومجلة المفتاح مع عدد من الزملاء والزميلات ..
    متزوج من السيدة روضة حيدر – ورزقنا بثلاثة أولاد .الأكبر فرهد سياحة بالجامعة بعد المعهد ..
    والوسطى ابنتي إنانا تدرس فنون جميلة – قسم الديكور بجامعة دمشق – والأصغر سرمد بكلوريا..
    أما أسرتي الأوسع: فأنا الأكبر بين أشقائي ثم بدر مصور – ابتسام شيفة وفنانة بالطبخ..-
    امتثال معلمة ومتزوجة ومتعددة المواهب.. – منال متزوجة وخريجة أدب فرنسي وتجيد العديد
    من اللغات ومديرة شركة الأم السورية (سيريس ) ومنذ نصف شهر أصبحت ممثلة لمنظمة اليونيسكو
    للحفاظ على التراث في سوريا..- لؤي : يعمل في الديكور الخارجي والدهان – آسيا : مصممة
    أزياء وتزيين عرائس وصالات أفراح..- مها : متزوجة في الخليج وتعمل في صالون حلاقة نسائية..-
    أسد : مصمم ومنفذ أعمال ديكور خارجي..- الوالد كابتن المنزل مايزال بصحة جيدة ..الوالدة متوفاة..


    @ – يلاحظ زملاؤك بأنك تهتم بالثقافة الضوئية ( فلسفة الصورة ) فماذا تقول لنا عن ذلك ..؟!
    وماهي قصة قاموس التصوير ..؟! وما هي أهم الطرائف في حياتك بمهنة التصوير الضوئي..؟!
    الرسم بالضوء ( التصوير الضوئي ) يحتاج الى أدوات وعين المصور والكادر أو الموضوع ..طبيعة ..بورترية ..الخ وباديء ذي بدء يجب أن أعرج

    على البدايات الأولى ..أول ماتعرفت على التصوير عن طريق كاميرا كييف 4 هدية من خال والدتي ..ثم زنيت وبعدها أجيال من الكاميرات

    الأمريكية والأوروبية واليابانية..- ولكني مثل أي هاوي تعلمت الطبع والتحميض بجهاز طبع وتكبير روسي ..ثم تدرجت وتعاونت مع الزميل

    علي سليمان واشتركنا بمحل تصوير اسمه لولو و حصلنا على أجهزة ومعدات تصوير كاملة من إضاءة ومواد تحمض وطبع وتكبيروتكبير

    وكذلك أدوات الملون ببداية العام 1976م.وتابعت مسيرتي بالعمل الصحفي .تحقيقات وتصوير ..وتابعت البحث عن الكتب والمجلات

    الأجنبية المختصة بفن التصوير الضوئي ..ولكن كتب المصري الأستاذ عبد الفتاح رياض كانت هي المدرسة التي نهلت منها علومي

    الضوئية..ثم تابعت عملي في التحقيقات المصورة والحفلات والمناسبات.. أما حكاية القاموس: فكانت اللبنة الأولى عام 1982م.

    مشتركاً معي بالفكرة الدكتور جميل ضاهر ( أدب إنكليزي من أمريكا ) والدكتور محمود سلامي ( أدب إنكليزي من بريطانيا )وبعدها

    يشارك الدكتور محمد الأحمد ( من بلغاريا ) إضافة للعديد من الزملاء من مهندسين وأدباء ومفكرين وشعراء ومصورين الذين سوف

    يشاركوني الإشراف.ومازلت أتابع حتى الآن وأجمع المفردات الجديدة وأكتبها أوأصورها من المراجع والدوريات العربية والأجنبية ..وسبب

    البحث هو عدم وجود مراجع عن التصوير الضوئي إلا ماندر…وعملي بالقاموس كمن يدخل مغارة علي بابا ..حيث فتحت أمامي مئات الأبواب

    ..لأن التصوير الضوئي هو رياضيات وفيزياء وكيمياء..وبالتالي واجهت أمامي كل العلوم..سيما وأنه أضحى الآن الكثير من فروع التصوير..لذلك

    توجب عليَّ جمع شيء عن كل شيء وكل شيء عن شيء ( أي عن التصوير أقدم التفاصيل) وأكتب عن الفنون السبعة

    ( رسم – نحت – رقص- موسيقى – مسرح – عمارة – سينما )القليل والفن الثامن هو :فن التصوير ..وحتى الآن كاتب وناقل حوالي ( 25) بحجم قاموس

    المنجد أو المورد الكبير ..أي أوراق بعلو طاولة .. ومنذ البداية كان زملائي بالعمل يقولون هل يحق لأبنائنا من بعدنا استلام القاموس.. وأيضاً قال لي المهتمين : مشكلتك أن من يقف ضدك الكثيرين ..لأن في فن القصة أو الرواية أو الشعر (يكون نصف معك ونصف ضدك) ..أما بالمصطلحات فنسبتهم ضئيلة ولكن عزاؤك أن تضيف للذين سبقوك ( 10% )من المفرداتن الجديدة ..تكون قد حققت غايتك وفكرتك .. أما فلسفة الصورة:فقد تعلمت من الفن السينمائي ومن التشكيل من معارضه ومبدعيه الفنانين ومن القراءة..تعلمت المقاييس والمفردات واللغة التشكيلية ..كالتدرج الرمادي والتضاد اللوني وإشباع اللون ..والألوان الرئيسية والثانوية لكل فن ..ومركز ثقل الصورة والتوازن والمقدمة والهداية للهدف أي ماذا تقول الصورة والكونترست والتباين والإضاءة ..وقانون التثليث والنسب ..ثلث للأرض وثلثين للسماء أو العكس ..طبعاً ربما يكون شواذ للقاعدة..حسب المصور والكادر ..وتعلمت القطع وطريقة إعداد الصورة والمونتاج ..وكذلك طباعة وتحميض الصورة الأبيض والأسود والملون ..التي كان لها نكهتها الخاصة ..أما الآن فقد تربع عصر الديجيتال عرش التصوير وألغى الكثير من الطرق القديمة ..بحيث أصبحت الصورة جماهيرية ..في وقت كانت النظرة للمصور بإرتياب بأنه جاسوس أو ..وأما الأدوات الجديدة فقد جعلت الموبايل واكاميرات وطابعات الديجتال وبرمجيات الكمبيوتر كبرنامج الفوتوشوب وغيره تقدم خدمات جلى للمجتمع ..وغدا كل مواطن مراسلاً وفناناً لو أراد لأن لديه فرصاً كثيرة.. وبذلك تعرف الناس على التصوير ..لأن التصوير لغة عالمية.. ولأن المصور المحترف ..الصورة أو الكادر أو اللقطة تأني إليه أما الهاوي فهو يبحث عنها..والآن أصبحت فروع عدة للتصوير الضوئي ..منها تصوير( بورترية – أطفال- ماكرو- طبيعة – كلوز أب – غيوم – جبال – أنهار – بحار – أدغال – حيواتات برية وبحرية – طيور – تصوير مشاهير ) – تصوير إعلاني وفني وسياحي وزراعي وصناعي وتجاري وديكور وأزياء ورياضة وأعراس..الخ كل هذه المعطيات من قراءة وتجارب ومشاهدات معارض جعلتني أقرأ الصور بشكل مختلف وفلسفة خاصة ..ساعدني بذلك دراستي لعلم النفس وعلم الإجتماع..ودبلوم معهد التصوير من نيوجيرسي ..وكذلك عملي بإستديو ( لولو).. أطرف حوادث التصوير: مرة اشتريت علبة كروت للطباعة وكان معي زميلي ..الذي سألني معقول في العلبة 100 كرت ..كان حجمها صغير ..وكما يقال بالعامية لعب الفأر بعبنا ..فشرعت أنا وهو نعدها بالضوء..فكانت النتيجة سلة المهملات ..ومرة ثانية بعد تصوير فيلم الأبيض والأسود ..سألني صديق ..تعالى لنشوف الصور..ولكننا لم نشاهدهم لتعرضه للضوء..ومرة كنت أصور إحدى الفتيات فكانت تضحت ..وبعد ها علمت بأن غطاء كاميرا الكييف على العدسة..

    @ – يلاحظ في منتديات المفتاح جمود وفقدان للنشاط القديم المعهود..كما أسلف زملائي..؟! وما حكاية الأستاذ علاء وسبب إعتذاره عن إدارة المنتدى..؟! بلا شك هناك تقصيروجمود ..والسبب أن ألكسا تعاقب المواقع السورية وأننا محجوبين عن نصف العالم .ناهيك عن إنشغال الزملاء على الفيس بوك وتويتر ..ولكلٍ ظروفه الصعبة ..نتيجة ماتتعرض له بلدنا الحبيبة سورية..التي نأمل أن تتعافى من جراحها إنشاء الله..وأيضاً السبب أنني رفضت منذ الباية أن ننقسم فريقين ..نصف مع ونصف ضد ..ورفضت أن يعطي أحداً شهادة بالوطنية للآخر..لأن الوطن للجميع وكلنا شركاء فيه .ومن يريد السجال فليذهب الى منابر أخرى كالفيس بوك ..وآثرت أن أفتش عما يجمعنا من قواسم مشتركة بعيداً عن التشنج والعصبية..فراية الوطن تُعلى ولايعلى عليها …والإبداع هو مقياسنا ..وسورية فوق الجميع..لأنها الأم الكبيرة والصدر الحنون .. أما الزميل علاء الدين بشير أبو الزين ..فله اليد الطولى في بناء هذا الصرح الثقافي في المفتاح طبعاً مع العديد من الأخوة والأخوات الذين ساهموا بذلك ولكن لامجال لذكرهم الآن ..الأستاذ علاء تسلم المهمة في الوقت السيء ..كان الله في عونه ..فقد تعرضنا لضربات الهكر ولنقل للسرفير ثلاث مرات في شهر ..ولغياب الكوادر والمشرفين ولقلة تفاعل الأعضاء..وكذلك لظروفه السيئة والصعبة بحيث يعيل أسرته وأهله ..وطبيعة عمله مضنية ومتعبه ..وأيضاً يتابع الإشراف على منتدى خاص له ..له كل الشكر والتقدير ولجهوده ولأسرته كل المحبة لما قدموه للمفتاح..

    @ – يتداول في أوساط الزملاء بالمفتاح عن نيتكم بإصدار مجلة جديدة أو لنقل مولوداً جديداً ينضم الى كوكبة المفتاح ..فما سّرُ ذلك..؟! صحيح ماسعتيه من الزملاء ..سيكون لنا صفحة رئيسية منوعة فيها الأخبار والرياضة والثقافة والفن والمعلومات العلمية والنشاطات الأدبية والريبورتاجات والمقالات اليومية..وقريباً جداً سوف يبصر النور مولودنا الجديد..

     

    @ – من الملاحظ منذ بداية هذا العام 2013م . ضاعفت جهودك على الفيس بوك وعلى تويتر ..فماقصة ذلك النشاط المفاجئء..؟! الحق أقول لك أنني أحترم جهود الشباب والصبايا اللذين جاهدوا وكشفوا الحقيقة ووسائل التضليل الإعلامي وتحملوا الكثير من أجل الدفاع عن سورية الحبيبة ..وأعتقد بأنهم لعبوا دوراً رائداً بالزود عن حياض الوطن..وهم الجنود المجهولين .. أما أنا فقد اشتركت متأخراً في الفيس بوك ..لإعتقادي بأنه يجمع المعلومات للأمريكان والصهاينة ..ليستفيدوا منها ضدنا ..لذا ..بدأت مراقباً ..لست مع ولاضد ..وبعدها بدأت أستفيد من بعض المواضيع وأطلب من الزملاء بنشرها بالمفتاح ..وحضرتك من المتابعين والمساهمين بنقل بعض تلك المواضيع..ثم بعد ذلك بدأت أساهم وأكتب فقط أعجني..على الأشياء الفنية والأدبية..وحالياً أكتب تعليقات للزملاء أصدقاء صفحتي ..وأقدم أرشيفي لخدمة الناس..لأن النت يقدم لنا الغث والثمين ونحن نختار مايناسبنا ..وبدل أن أكون متفرجاً ..آسرت أن أقدم الصور والمعلومات واللقاءات التي لايقل عمرها عن نصف قرن من الخبرة والجهد إيماناً مني بأنها قد تفيد الغير .. لكن مشكلة الفيس بوك يذهب جهدك بعد بضعة أيام ..وبالكاد تجدي موضوعاتك ..ولذلك أعمل ضمن حساباتي لمصلحة المفتاح..علاوة عن تعرفي على الكثير من الزملاء والزميلات ووسعت دائرة اصدقلئي وصديقاتي..وهذا أهم ماكسبته من الفيس بوك.. ختاماً نشكر الأستاذ فريد مدير عام موقع ومنتديات المفتاح على سعة صدره وتكرمه بالإجابة عن أسئلتنا أنا وزملائي وزميلاتي بالمفتاح.. أهلاً بكم والشكر موصول للجميع دون إستثناء على أسئلتكم التي فتقت جراحي وأيقظت شجوني ..مع تمنياتي بأيام جميلة لأطفال بلادي ..وعودة الأمن والآمان للجميع ولسورية الغالية أيام بيضاء كما الثلج الذي زارنا منذ أيام ..وبكرا أحلى إنشاء الله.. مع تحيات : صديقتكم : الدكتورة سناء فريد إسماعيل – من أبو ظبي – الإمارات العربية المتحدة

  • الدكتور عبدالعزيز الشفاقى رئيس التجمع الفلسطينى المستقل فى حوار خاص – ادار الحوار ناصر حماد ..

    الدكتور عبدالعزيز الشفاقى رئيس التجمع الفلسطينى المستقل فى حوار خاص – ادار الحوار ناصر حماد ..

    فى حوار خاص: الدكتور عبدالعزيز الشفاقى رئيس التجمع الفلسطينى المستقل

    ادار الحوار ناصر حماد
    الدكتور عبدالعزيز الشفاقى رئيس التجمع الفلسطينى المستقل
    اهلا بك دكتور فى اللقاء الخاص مع صحيفة اللواء العربى
    الشعوب العربية امام احداث هامة وخطيرة وماتشهده المنطقة فى كل لحظة مستجدات على الصعيد الاقليمى والدولى واحدى اوجه هذه المستجدات القضية الفلسطينية وهى قضية العرب المركزية ونبدا بشان التجمع الداخلى والتطورات هل هناك مستجدات وتطورات بالبناء الداخلى بالتجمع الفلسطينى المستقل
    التجمع يعمل على اعداد لوائح لتنظيم العمل داخل التجمع لكى لا يتكرر ما حدث مع الاخرين من خلال عمل دقيق ومنظم وكان لا بد من ان يكون هناك داخل الجسم القيادى للتجمع رئيس يدير هذه المرحلة الانتقالية
    وبالانتخابات عبر الاقتراع السرى تم اختيارى رئيس للتجمع

    2_ وفد التجمع الفلسطينى المستقل زار جمهورية مصر العربية وجلس مع الشخصيات الرسمية والاعتبارية والاحزاب السياسية المصرية ما هو تقييمكم لهذه الجلسات وهل اسفرت اتصالاتكم مع الرئيس ابو مازن رءيس دولة فلسطين وحركة حماس بشىء حول معبر رفح البرى
    زيارة مصر _ كانت زيارة موفقة سواء على الصعيد الرسمى او القوى السياسية والنخب المصرية
    حملنا الى مصر اربع ملفات تهم المواطن الفلسطينى بالاضافة الى ملف المصالحة الفلسطينية
    الملفات الاربع هى 1_ معبر رفح
    2_ الكهرباء
    3_ الاعلام المصرى اتجاه الشعب الفلسطينى
    4_ الفلسطينيين القادمين من سوريا والمحتجزين فى الاسكندرية
    كان هناك تفهم كبير من القيادة المصرية والاحزاب المصرية واخدنا اجابات على الكثير من النقاط وبقيت بعض القضايا سيتم متابعتها وفكفكتها الى ان يتم حل جميع هذه القضايا والذات قضية معبر رفح حيث تم طرح مقترح يقضى بانسحاب سلطة حماس من المعبر وتشكيل هيئه مستقلة بقرار من الرءيس ابو مازن تقوم بادارة المعبر فى هذه المرحلة
    الموقف المصرى اعتبر ان القضية بالاساس فلسطينية وعليكم التوافق بينكم لاننا نتعامل مع الرءيس ابو مازن اى القرار لكم ونحن لسنا ضد اى تفاهمات فلسطينية الاخوة فى غزة ابدوا تفهما للموضوع وقابلية للتعاطى مع الفكرة متسائلين عن موقف الرءيس ابو مازن والذى بدوره يدرس الموضوع املين ان يكون هذا المخرج حلا مؤقتا لحين اتمام المصالحة والتى يبدوا ان المواقف الاخيرة تنضج عملا ايجابيا باتجاه المصالحة

    3_ التجمع الفلسطينى المستقل لكم علاقات مع كل البلدان العربية ومع مصر بشكل مميز لماذا تتميزوا بالعلاقة مع مصر وما وجهة نظركم اتجاه العنف من قبل الاسلاميين اتجاه الشعب المصرى ةالحكومة المصرية وهل الجيش المصرى يقوم بواجباته اتجاه حمايه مؤسسات الشعب المصرى
    العلاقة مع مصرهى علاقة متينة ومميزة وقوية ومهما عصفت الرياح لن تؤثر على عمق العلاقة وانما هى سحابة صيف تمر وتنتهى فهى علاقة وطيدة وراسخة تطورات هذه العلاقة من ثورة يوليوا الرءيس الراحل جمال عبد الناصر الذى قدم للشعب الفلسطينى ما لم يقدمه للشعب المصرى فقد فتحت ابوابها ومنحتنا امتيازات كثيرة سواء فى السياسة الدولية او دعم القضية الفلسطينية او التعليم بالجامعات المصرية والتى تعلمنا فيها مجانا حيث تخرج من الجامعات المصرية عشرات الالاف لينتشروا فى دول الخليج وباقى الاقطار العربية
    وبقيت مصر مع التاثير السياسى فى دعم السلطة الفلسطينية وعندما حدث الانقسام الفلسطينى كانت مصر هى الحاضنة لانهائ هذا الانقسام حيث استضافت العديد من اللقاءات بين حركتى فتح وحماس وباقى الفصائل والمستقلين وقد اوكل هذا الملف للمخابرات المصرية لتقوم بدور رئيسى فى السعى لانجاز المصالحة
    لذا نعتبر العلاقة المصرية الفلسطينية نموذج بين الدول العربية ببعضها
    اننا فى فلسطسن نعتبر العنف ايا كان شكله او لونه هو عنف لا يمكن القبول به بديلا للحوار فالخلاف المصرى يحل عبر الحوار وليس بالعنف والطرق التى تتبع والعنف ليس من ديننا الحنيف والدين الاسلامى يحض على النقاش والحوار ونحن نعتبر ان العنف يدمر مؤسسات الشعب المصرى وان الشعب هو الحكم والدستور المصرى وحيث ان الحضارة المصرية لها اكثر من 7000عام قبل الميلاد والعنف يدخل البلاد بالخراب
    حيث ان الشعب المصرى ء شعب حضارى يتعامل وفق الضرورة السياسية والمصالح العربية جمعاء وهذا العنف المركب الذى لا يرحم احدا ونوجه ندائنا ايقاف سفك الدماء من قبل المجموعات التى تعمل لمصالح الغرب
    4
    _وزير خارجية الولايات المتحدة الامريكية زار المنطقة اكثر من عشر مرات لاحياء عملية السلام وجلس مع الفلسطينيين والاسراءيليين عدة مرات وقدم مبادرة اطار سياسية جديدة اضافة تاى اوسلوا جديدة ما هى قراءتكم اتجاه المشهد السياسى الفلسطينى القادم
    بداية نحن لا نعرف ما جاء فى مبادرة كيرى فى مفاوضات التسوية مع العدو الصهيونى ونحن لا نعرف حتى اللحظة ما جاء فى المبادرة فقط من الصحف والاعلام فقط
    ومارشح حتى الان فاننا نرفض المساس بحقوق شعبنا الفلسطينى التاريخية فى تقرير مصيره
    ان اى تسويات فى ظل هذا الوضع العربى المازوم ستضعف المفاوض الفلسطينى وسيصعف المفاوض الفلسطينى وسيصب لمصلحة العدو الصهيونى فهذا التوقيت هو توقيت اسراءيلى امريكى و اى اتفاق هو (صك اذعان) للشروط والتخديدات الامريكية المتواصلة وتصفية للقضية الفلسطينية وتهديد للامة العربية والاسلامية فيجب ان نكون حذرين فيما يتعلق بخطة كيرى وجولاته ونرى بتشكيل جبهة وطنية قوية للوقوف ضد المشروع الامريكى للتصفية واجهاضه
    5._ ما هى العلاقة والرابط بين الشعبين الفلسطينى والمصرى بالمشهد السياسى
    استقرار مصر هو استقرار للامة العربية وللشعب الفلسطينى وبدون مصر سيبقى الوضع العربى عاجزا فى الدفاع عن نفسه اتجاه اى اعاصير يمر بها الوضع العربى
    فما يجرى بمصر والمنطقة العربية يؤثر بشكل مباشر على القضية الفلسطينية وحيث ان العلاقة الفلسطينية المصرية هى علاقة متاصلة بالتاريخ وتكاملية لعبت فيها عدة عوامل
    الجيش المصرى فى الحروب فى فلسطين والتى قدم فيها الالاف من الشهداء
    النسب والمصاهرة
    الرئيس محمود عباس يضع القيادة المصرية بكل تحركاته ومن قبل كان الرءيس الشهيد ياسر عرفات منذ تاسيس منظمة التحرير الفلسطينية ولا زلنا نؤكد على الدور المصرى فى المصالحة الفلسطينية والدور المركزى والهام فى اعادة اللحمة بين الضفة الغربية وغزة
    كلنا امل ان تنعم مصر بالامن والامان والاستقرار وتنتهى كل احداث العنف واعادة اللحمة الى مصر وانتخاب رئيسا لمصر

  • الفنان المبدع / سعدو الذيب / الباحث في التراث الغنائي والفلكلورالموسيقي والملحن – الذي لحن أغاني “ياسهل حوران”  و”غالي علينا يا جبل” و”يوم على يوم” وعشرات الأغاني التي صدح بها صوت الرجولة الراحل “فهد بلان” .. – معين حمد العماطوري ..

    الفنان المبدع / سعدو الذيب / الباحث في التراث الغنائي والفلكلورالموسيقي والملحن – الذي لحن أغاني “ياسهل حوران” و”غالي علينا يا جبل” و”يوم على يوم” وعشرات الأغاني التي صدح بها صوت الرجولة الراحل “فهد بلان” .. – معين حمد العماطوري ..

    لباحث الموسيقي والملحن سعدو الذيب:الأغنية السورية موجودة منذ آلاف السنين


    الباحث الموسيقي والملحن سعدو الذيب:الأغنية السورية موجودة منذ آلاف السنين

    حوار:يوسف الجادر – تشرين دراما
    يقترب الموسيقي والملحن سعدو الذيب من التراث الغنائي والفلكلور، ويحاول كشف الغائب من جماليته عبر الأرشفة والحفظ لأغلب الأغنيات المنتشرة في سورية والمخبأة في صدور الناس. وسعدو الذيب صاحب الأغنيات الأكثر قرباً من إحساسات الناس ومشاعرهم ولغتهم البسيطة، من منا لا يذكر أغنية (يومٍ على يوم لو طالت الفرقة) للمطرب الكبير فهد بلان، تلك الأغنية التي مازالت حاضرة بين إحساسات الناس ومشاعرهم لأنها حققت ذلك التوازن بين التراث الأصيل والتجديد في الموسيقا.


    وسعدو الذيب الشاعر والملحن والباحث في التراث الغنائي السوري، أعَدَّّ مجموعة من البرامج التلفزيونية، والأفلام الوثائقية التي تندرج ضمن أبحاثه في مجال التراث الغنائي والفلكلوري السوري، من أفلامه الوثائقية (خيّال يرمح بالشمس)، و(وَعْد)، وساهمت برامجه في توثيق الأغنية السورية والفلكلور الشعبي كالدبكة والسهرة والتعليلة، ومن برامجه التوثيقية (حكايات وأغانٍ)، وله مساهمات متعددة في مجال الكتابة الدرامية إذ كتب عدة مسلسلات منها (الدخيلة- شيماء- دموع الأصايل- نغم على وتر- جحا 2003) ويكتب حالياً مسلسل (مجنون الشام)، وقدم دراسة مطولة عن الموشحات وتفصيلاتها تحت عنوان (الموشحات كنوزنا)، وشارك في أمسيات شعرية في عدد من دور الثقافة في القطر، إضافة إلى مشاركته كعضو لجنة تحكيم في مهرجان الأغنية السورية لأكثر من دورة، وقد كرمته وزارة الثقافة لمساهماته الكبيرة في مسألة الحفاظ على التراث غير المكتوب، وكرمته أيضاً هيئة الإذاعة والتلفزيون، واتحاد الصحفيين العرب في أمريكيا في لوس أنجلوس، والرابطة اللبنانية للأدباء، ونال العديد من الجوائز منها جائزة أورنينا لأربع دورات. ‏
    وخلال العشر سنوات الأخيرة من حياة المطرب فهد بلان قدم له أغلب أغنياته وأشهرها: يومٍ على يوم، وكتب ولحن لأصوات سورية وعربية مجموعة من الأغنيات كأغنية ياسنين لالياس كرم وعلى موج البحر، وهي شارة مسلسل (على موج البحر)، وكتب ولحن للمطرب الأردني عمر العبدلات، إضافة إلى لبانة القصير، وأحمد الأحمد وبرهان القصير، واشتغل عدداً من الافتتاحيات الدرامية الغنائية والموسيقية منها (على موج البحر- مذكرات مدير مدرسة- صورة وأسطورة-). زارته دراما في مكتبه في جرمانا وكان لها هذا الحوار: ‏

    عبر حوارتنا مع أغلب المتتبعين والموسيقيين والمهتمين بالغناء والموسيقا في سورية لاكتشاف الإطار التنظيري للأغنية السورية منذ بواكيرها الأولى، لمسنا الاختلاف التنظيري حول الأغنية السورية.. أين يجد سعدو ملامح الأغنية؟ ‏
    تعيش الأغنية قديماً قدم الإنسان نفسه، لقد ابتدع الإنسان أغنيته الأولى وطور ألحانه، ولكن السؤال هنا عن تلك الأغنية التي لحنها وغناها أول مرة، ربما كانت مزيجاً من الأصوات تعبر عن دلالات معينة، ومع مرور الزمن ضبطت هذه الأصوات على شكل مقاطع لحنية، ومع ظهور الحضارات في بلادنا كان الإنسان قد اجتاز هذه المراحل للوصول إلى مراحل العلوم والفنون، والأغنية الشعبية غناها الناس نتيجة تأثير انفعالاتهم وانطباعاتهم الأولى،وجاءت صورة عن حياتهم، بدأت مرتجلة تحركها روح الدعابة والخفة، وانتهت إلى أن تصبح تراثاً شعبياً لابد من الوقوف عنده.. إن معظم أغانينا الشعبية جاءت من تراكم الحضارات التي مرت على سورية ومع تطورها تمّ استبدال اللحن أكثر من مرة واستبدال الكلمات أيضاً، ولكن لابد من وجود الأصل، وبرغم كثرة التعبير بالكلمات واللحن، ومن طبيعة سورية المختلفة بين الساحل والجبل والبادية أخذت الأغنية عدة ألحان تتناسب وطبيعة الناس والأرض، ولكن كيف انتقلت إلينا هذه الأغاني؟ انتقلت من استمرار الأفراح والأحزان والتواتر الشفهي والحفظ وهذا التراث الغني والمتنوع والجميل مع بعض التغيير والتحوير فجاءت أغنياته إلينا على شكل قصص تحمل الأسطورة في بعض الأحيان والحقيقة في أحيان أخرى.. لقد عرف القدماء ومن فجر التاريخ الطبول والأجراس والمزامير، وخاصة آلات النفخ فغنوا على أنغامها فطور الإنسان الغناء، فاستطاع إيجاد السلم الموسيقي، وللعرب الفضل الأكبر في إيجاده، أما المقاطع (دو-ري- مي- فا- صول- لا – سي)، فهي مقتبسة من المقاطع النغمية للحروف العربية، وتجمعها الكلمتان (در مفصل)، وهذه كثيراً ما نجدها في مصنفات لاتينية مشتغلة على كثير من المصطلحات العربية وهي ترجع إلى القرن الحادي عشر، والتي عثر عليها في جبل كاسينو الذي كان يقيم فيه العرب. ‏

    تعد الأغنية أحد أهم أعمدة الفلكلور عموماً وهي الأساس الذي ينبع من تنوعه وأشكاله المختلفة كالحرف اليدوية والصناعات وغيرها، أين يلتقي هذا الفلكلور مع الأغنية السورية التي ظهرت في بدايات القرن العشرين؟ ‏
    حين نتحدث عن الفلكور عموماً لابد من أن نتحدث عن الفلكلور الغنائي لسورية الطبيعية، إن التراث الغنائي السوري غني جداً، لأنه منتشر في البادية والجبل والساحل، وهذا أعطى لهجات ولكنات متعددة، فالتراث الغنائي السوري مختلف عن بقية بلدان الوطن العربي، فهو الأغنى والأكثر تميزاً نتيجة هذا التنوع، مثلاً ظهرت عدة ألوان غنائية قديمة ويمكننا أن نوصف (الدلعونا)، من أكثر تراثنا الشفهي، وفي البرنامج الذي قدمته (حكايات وأغانٍ) كان الارتكاز عليه شفاهياً أي أن مصادره الأولية هي من ذاكرة الناس، فحين كنا نصل إلى قرية أو بلدة أو مدينة نسأل عن مصدر أغنية يحفظها أحد كبار السن نصاب بألم شديد حين نعلم أن حافظ التراث توفي قبل ستة أشهر أي أن التراث الذي كان يحفظه ذهب معه، وهنا تكمن الخطورة أي أننا يمكن أن نفقد تراثنا في أي لحظة،ولكن لدي الكثير من الوثائق التي حصلت عليها تشير إلى أن الدلعونا جاءت من دلعنة آلهة الخصب والجمال عند الكنعانيين، فكان على كل اثنين قبل الزواج أن يلبسا هذه الآله الدلعانات، ومن هذه الدلعانات اختصرت هذه إلى الدلعونا التي عاشت فقط في بلاد الشام، ولم تتجاوز هذه المنطقة، وغنيت الدلعونا بأشكال مختلفة في بلاد الشام ففي الساحل كان لها لونها المميز، وفي المقابل كانت في السهل مختلفة، وكذلك في بقية الأماكن، واختلفت الكلمات من مكان إلى آخر، واختلفت الإيقاعات التعبيرية أيضاً، لأن إيقاع البادية غير إيقاع السهل وغير إيقاع الجبل، وهذه الميزة مستمرة حتى وقتنا الحالي، وعلى ملحنينا أن يستفيدوا من اللحن الأساس لهذه الأغنية، لأنه اللون الغنائي السوري المميز، ومن هنا أقول: أنا لا يمكنني وصف هذا اللون من الغناء بأنه غير سوري، فهو غناء سوري لم يتجاوز حدود سورية الطبيعية، إذاَ الأغنية السورية موجودة منذ مئات وآلاف السنين، ولدي وثيقة تشير إلى أن الأغنية موجودة منذ 1400 قبل الميلاد، هذا بالنسبة فقط للدلعونا وإذا عدنا إلى الموليا فهي موجودة من أيام العصر العباسي، وهي ترجع تحديداً إلى ما بعد معركة (الطّف) وخسارة البرامكة إذ خرجت إحداهن وقالت الموليا فاعتمد هذا اللون، وانتشر من العراق إلى سورية الطبيعية كلها ومن ثم انتشر في كل بلدان العالم نتيجة الاغتراب إلى أمريكا اللاتينية، فالموليا تغني في البرازيل وتسمى بـ (المولاتة)، وقال أحد المستشرقين إن هذا اللون جاء من سورية، ولنرجع أكثر إلى أصول الغناء عند العرب فإننا نجد أن الحداء هو لون غنائي كان يغنى على إيقاع الجمل ثم على إيقاع الخيل، وهذا اللون مازال يغنى حتى وقتنا الحالي، وهناك السويحلي والنايل والعتابا والزلف، هناك كتلة كبيرة جداً من ألوان الغناء في سورية عاشت ومازال بعضها حتى هذه اللحظة، وأيضاً هناك الموشح العربي الذي قدمته في برنامجي (نغم ووتر) فدرست الموشح منذ بداياته الأولى لأجيب عن السؤال الإشكالي وهو (هل الموشح مغربي أم مشرقي؟)، فتبين أن الموشح أصله مشرقي غادرنا من المشرق إلى إسبانيا، وهناك استفادت منه فرق التريبيدور التي كانت تأتي على شكل فرق جوالة، واستسهلت ألحانه وطريقة كتابة الشعر الذي يتميز بالكلمات الخفيفة، فالموشح مشرقي عاش في سورية ومازال، لكنه أيضاً موجود في أغلب بلدان الوطن العربي. ‏
    كل هذا الذي قلته يؤكد أن الأغنية السورية بأشكالها المختلفة موجودة منذ آلاف السنين، وكل من يقول عكس ذلك فهو يجهل التاريخ، وحين يقول: أحدهم إنه لا توجد أغنية سورية بل توجد أغنية عربية بلون سوري فإن وقْعُ هذا الرأي صعب على ذاتي، وكأنه يفسر على أن سورية لا يوجد فيها غناء، فالذي لا توجد عنده أغنية أعتقد أنه بلا هوية. وهناك الكثير من الأغاني الموجودة في سورية، لنأخذ الأهزوجة السورية التي بدأت من الحداء في الحروب على الجمال، وأصبحت تغنى في الأفراح والمناسبات الدينية والدنيوية. وهناك غناء في سورية وتراث غنائي وفلكوري مهم جداً يجب البحث عنه وأرشفته.وأعتقد أن أهم وثيقة مصورة بالصوت والصورة للأغنيات والفلكلور الشعبي الغنائي في سورية هو برنامج (حكايات وأغان) التي اعتمدته اليونسكو ليكون المرجعية الأساسية لهذا التراث، لأنه لا توجد وثيقة مصورة للتراث في سورية، برغم أن أغلب بلدان العالم لديها وثائق من هذا النوع. ‏

    هل استفاد الموسيقيون والمغنون السوريون من هذا التراث المتنوع، وما وجه الاستفادة؟
    كل إنسان ابن بيئته وابن وطنه بالدرجة الأولى، والمبدع الذي ارتبط بتراثه الموسيقي نجح في استمراريته، لأنه حمل هوية هذا التراث الموسيقي، أنا أنتمي إلى هذا التراث إذاً فمن الطبيعي أن أكون استمرارية لهذا التراث، فنجيب السراج أغلب أعماله خرجت من هذا التراث كأغنية (عاللا اللا)، وهي تغنى أساساً على مقام البيات، لكن نجيب السراج غناها على مقام العجم، ونتيجة هذا التغيير أعطاها بعداً جمالياً مختلفاً، برغم أن جذرها الأساس هو تراثي، ونجحت الأغنية وانتشرت بين الناس، وهي إلى الآن تغنى في كل أنحاء سورية،هل أستطيع أن أقول عن هذه الأغنية إنها ليست سورية ؟ وهل هي لون غنائي خليجي أو مصري أو سوداني؟. ‏

    من هنا أريد أن أوضح وجهة النظر الأخرى التي تقول: إن الأغنية السورية هي لون من ألوان الغناء العربي، أي إنه لا توجد أغنية سورية بل هناك أغنية عربية بلون سوري ماذا تقول في هذا الرأي؟
    إذا قلنا عن أغنية معينة إنها طربية هل هذا ينحصر في الغناء الطربي المصري، فهناك أغان طربية مصرية، وأخرى سورية، وسودانية، ولبنانية، وإذا قلنا إن هناك طقطوقة مصرية فهناك أيضاً طقطوقة سورية ولبنانية..إلخ، لكن لدي ملاحظة حول تفسير الطقطوقة، وهي تعرف على أنها تتألف من مذهب واحد واثنين كوبليه، وتغنى بلحن خفيف، وهي سميت بهذا الاسم الذي لايعبر عن حقيقتها، فحين أقول عن أغنية (عاللومة اللومة) التي سجلت في 1951 في الإذاعة السورية على أنها طقطوقة ومازالت حاضرة حتى هذه اللحظة فهي أهم من الكثير من الأعمال الموسيقية والغنائية الميتة، ومفردة الطقطوقة أتت مستوردة لأننا لا نقول عن الأغنية الشعبية إنها طقطوقة، الأغنية الشعبية هي تراث أجدادنا وروحنا وذاكرتنا وهي موجودة قبل هذه التسميات، وأكثر بكثير فهناك قصائد من حضارة أوغاريت، ولدي قصيدة بعنوان (السلام) وجدت منوتة، وهذا يدل على أن أول نوتة وجدت في التاريخ في مدينة أوغاريت 1400 قبل الميلاد، هذه النوتة التي اكتشفت في الخمسينيات على يد العالم الفرنسي هيو مون، تراثنا الشعبي، وأغانينا الشعبية جميلة جداً وجمالها يكمن في تنوعها وغناها، ولا نريد أن نربط الماضي الجميل بما يحدث الآن، لأن الربط خطير جداً فقد يأتي (شعرور) ويكتب أغنية ويأتي بلحن لاتيني أو تركي أو يوناني ويجعل منها أغنية يسميها أغنية سورية، بلا هوية، وتالياً، إذا أصبحنا على هذه الحالة ومع مرور عشرات السنين نصبح بلا أغنية وبلاهوية غنائية، الأغنية السورية الأصيلة حتى هذه اللحظة موجودة ومستمرة في التلقي والحياة. ‏

    سوف أعود معك إلى فترة اشتغالك على التراث الغنائي والموسيقي في سورية، هل يمكن أن تحدد جذر الأغنية السورية التي ظهرت في الستينيات والسبعينيات من خلال هذا الاشتغال؟ ‏
    أعتقد أن هذا الموضوع عريض وكبير.. لنأخذ بعض الأسماء التي اشتغلت وأبدعت في إطار الأغنية السورية وارتكزت على التراث كتجربة فهد بلان.. تلك التجربة التي بدأت من الفلكلور الجبلي السوري، وكذلك نجيب السراج الذي انطلق من فلكلور وتراث حماة الغنائي، ومعن الدندشي، ورفيق شكري والكثير الكثير من هذه الأسماء التي كان لها حضورها في عالم الغناء والطرب وقتذاك كلها تأثرت بفلكلورها وهويتها الغنائية، ولنأخذ أيضاً مثالاً آخر وهو (السويحلي) نجد أنه انطلق من الفرات وتحديداً من أعلى الفرات حين كان يركب الناس القارب من انطاكية ويمشون مع جريان النهر، ولكن حين يعودون للفرات الأعلى فإنهم يمشون عكس التيار، ونتيجة التعب والإرهاق فإنهم ينزلون عن القارب ويباشرون بسحل المركب، ومن فعل السحل هذا كان يخرج شكل الغناء وهو السويحلي المعروف، وهناك من يقول إن السويحلي يرجع إلى تصغير كلمة الساحل سواء كان نهراً أو بحراً، وهناك الكثير من الألوان أيضاً كالنايل والعتابا وغيرها، وهذه الألوان الغنائية هي متداخلة بعضها ببعض، لكن لكل مكان وبيئة تراثها الغنائي الذي يميزها، فتراث شرق الأردن وفلسطين يختلف عن بلاد الشام، بل وهناك اختلافات ضمن المنطقة الواحدة أحياناً، فتراث دمشق المدينة الغنائي يختلف عن تراث الغوطة الغنائي وتراث مدينة حماة يختلف عن تراث ريفها، وهكذا فالتنوع والفسيفساء أو الكريستال الغني للتراث السوري يعطيه ديمومته وثراءه واستمراريته، فالدلعونا غنتها كل هذه الأنواع من التراث الغنائي، كل بطريقته ولكنته ولهجته الخاصة، وتالياً روحه الخاصة، وهذا ينطبق على أغلب أشكال الغناء في سورية. ‏

    لكن هذا التنوع وهذا الاختلاف في التركيبة والبنية في الغناء ألا يعطيان شكلاً غامضاً وغير واضح للغناء في سورية؟
    إني أنظر إلى هذا الثراء في التراث والتنوع من ناحية إيجابية، فأنا سجلت لحن الموليا لأكثر من أربعة عشر لونا وتم أداؤه على ستة مقامات موسيقية، وأساسه ينطلق من مقام واحد، ففي الرقة والجزيرة تغنى الموليا على مقام صبا، والميجانا والزلف أيضاً تختلف حتى طريقة الدبكة من مكان إلى آخر، لكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا، هل هذه النماذج من الأغنيات سورية أم لا؟ أعتقد أن الإجابة عنه ينطلق من وجودها في ذاكرة الناس وتواصلهم واستمراريتها حتى وقتنا الراهن. وهل غنى الزلف أشقاؤنا المصريون أو المغاربة أو السودانيون، وحين اشتغلت أغنية (يوم على يوم) لفهد بلان حاول الكثيرون أن ينسبوها إلى التراث، وهي أغنية جديدة تختلف عن التراث الغنائي بأربع علامات إضافية، وهي ليست تراثاً، ولكنني أشبه أبي وأبي يشبه جده، وتالياً، أنا ابن هذه الموسيقا وهذا التراث، وأنا لم استعر موسيقا من اللاتينية أو التركية أو اليونانية لأقدمها بطريقة جديدة، أنا كتبت ولحنت من مخزون ذاكرتي الغنائية التراثية. ‏

    إن الأصوات الغنائية المعاصرة في سورية بدأت تأخذ منحى جديداً عبر أدائها بعض الأغنيات التراثية كتجربة لينا شمميان، ما رأيك في هذه التجارب الجديدة؟ ‏
    أنا لست ضد التطور، لكن هناك أصلاً للغناء فإذا اعتمدت هذا الأصل فيجب أن أتطور، ونحن في زمن مختلف، فلا يمكنني أن أطلب من الجيل الجديد أن يستمع إلى أم كلثوم مساء كل يوم فالإيقاعات تطورت وأنا مع هذا التطور بما لا يسيء للأذن والأصول الموسيقية، والكثير اشتغل على التراث وطوره وانطلقوا خارج سورية ولنأخذ مثلاً تراث الساحل السوري فهناك كثير من الأصوات التي اشتغلت على هذا التراث وطورته ووصل إلى العالم لأنه أصيل وجميل والقلة القليلة من الشعراء (شعراء الأغنية) مازالوا محافظين على الأصالة لكن الكثير للأسف يتماشى مع سوق الأغنية التجارية فيأتي بألحان تركية أو غربية أو كوكتيل من الألحان ويركب عليها كلمات تتماشى مع السوق. وهناك من يقول إن أغنياتنا السورية الأصيلة لاتصل إلى الخارج وهذا كذب، لأن تراثنا الفني بدأ الغرب الآن يأخذ من أشكاله، حتى الشعبية منه. ‏

    في رأيك ما الحل للحفاظ على التراث الغنائي أولاً؟ وكيف نوصل أصواتنا للمؤسسات المعنية؟
    يجب أن يكون لدى المؤسسات المعنية لجان ردع، وللأسف وسائل الإعلام لا توجد فيها وسائل ردع أمام مئات المحطات الغنائية والموسيقية المبتذلة، وأي أغنية مهما كانت رديئة تقاس بحجم المبالغ المادية التي تدفع للقناة الفضائية لتبثها عشرات المرات في اليوم، والأذن بطبيعتها تعتاد الاستماع لهذا المبتذل من الغناء، والدليل على اعتياد الأذن للاستماع للموسيقا سوف أروي لك هذه الحادثة: حين اشتغلت على الموشحات احتاجت هذه الموشحات عشرات الساعات يومياً من العمل بين التصوير والبروفات والتسجيل فأصبح أغلب الفريق الفني من مصورين ومخرج ومساعد مخرج بعد أيام من التصوير يرددون أغلب الموشحات ذاتها التي بدأنا في تصويرها، فالأذن تعتاد الاستماع، وحين نعوّد الجيل الجديد على الاستماع للأصيل فمن الطبيعي أن يستمتع به. ومسألة الحفاظ على التراث مسألة وطنية فهو أمانة،وقد وثقت أغلب الشعوب تراثها الغنائي. ‏
    ولدينا تجارب اشتغلت على التراث وأغنياته،لكنها نسبت هذه الأغنيات التي عمرها مئات السنين لإبداعاتهم الخاصة، وهذا خطأ كبير يرتكبه المبدعون، فلا يمكنني أن آخذ أغنية عمرها مئات السنين وأنسبها لنفسي، وفي المقابل لدينا أصوات جديدة في سورية لكنها وصلت إلى الخارج قبل أن تنجح وتنتشر في وطنها الأم، وهذا يدل على أن هناك مشكلات معينة لها علاقة بشركات الإنتاج والتسويق، ولا تتبنى هذه الأصوات بشكل جيد وكل من يعتمد على المحطة الوطنية يمكن أن يصبح نجماً لأن المحطة الوطنية منوعة ومتعددة البرامج. ‏
    ومن هذا المنبر أريد أن أقول: في زحمة المحطات الغنائية العربية أتمنى أن تكون هناك محطة فضائية خاصة للغناء والموسيقا في سورية وتسمى «سورية موسيقا» كما سورية دراما وسورية أخبار إلخ، وهذه المحطة (سورية موسيقا) هي محطة رابحة حكماً لأنها تنتشر بسرعة بين أوساط الشباب وتجذب الكثير من الشركات المعلنة وفي المقابل المطرب السوري يذهب إلى محطات ويدفع الكثير من الأموال ليضمن بث أغنيته فيها، بينما لو وجدت محطة وطنية موسيقية لاختصرت الطريق أمام هذا النجم وفتحت له باب الشهرة والنجومية.‏

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    “ياسهل حوران” أغنية أصبحت من التراث

     معين حمد العماطوري

    «من يتذكر حنين البيئة التراثية لجبل العرب بأغنية “غالي علينا يا جبل” و”يوم على يوم” وعشرات الأغاني التي صدح بها صوت الرجولة الراحل “فهد بلان”، يعلم أن وراء تلك الأغاني والكلمات المعبرة الحاملة نفحات الماضي ورائحة تراب الجبل موهبة فنية خلاقة».

    تكبير الصورة

    الشاعر والملحن وكاتب الدراما “سعدو الذيب” قدم للمكتبة الموسيقية أكثر من مئتي أغنية من كلماته وألحانه، وكتب العديد من المسلسلات الوثائقية والدرامية البدوية.

    الحديث كان للمخرج المسرحي الدكتور “تامر العربيد” وتابع بالقول: «هو ذاك الصوت الشجي القوي الذي تستمع إلى قصائده الشعرية فتجد فيها “عمار يا سورية عمار”.

    لعل “سعدو الذيب” الشاعر الذي كتب القصيدة مبكراً، وحمل معاناته على أكتافه، ليحلق فيها بفضاء الزمن الرحب، مغرداً بين أسراب الحمام، ناقلاً ثقافته المحلية التي اكتسبها من أرض السويداء، المدينة التي لم تعرف يوماً إلا البطولة والشهامة وضعت حجارتها البازلتية الصلبة بوجه الرياح وصدت بها غزوات الاستعمار العثماني، وحملات الفرنسيين، وفي مضافاتها المشرعة بالحب والود والوئام، نهل “سعدو الذيب” ثقافته الاجتماعية، بعد أن لعب على تراب بيادرها وتنشق هواءها، وهو يستمع إلى ناي رعيانها، وأهازيج شيوخها، وزغاريد نسائها، وحداء فرسانها على خيولهم، لم تمحها عتابات السنين، بل غرد وصدح من غبارها “جتنا تبرقع”، و”شيالوا”، وحنيت الك حنيت”، وعانقت كلماته وألحانه صوت الرجولة الراحل “فهد بلان” مدة عقد ونيف من الزمن، ليقدم معه أكثر من عشرة أعمال ختم الأخير حياته بها وخاصة في أغنيتيه “عالبال بعدك يا سهل حوران، وغالي علينا يا جبل”.

    رحل “فهد” وهو يغني “يا شام” التي سجلت على شكل بروفا، واستمر “الذيب” يقدم أفلاماً وثائقية نافحاً من مخزونه الثقافي الكثير من الأعمال الإبداعية، خاصة أنه كاتب دراما من النوع المميز، وشاعر له مع القصيدة حكايا، بادئاً مشواره الجديد “بعمار يا سورية عمار”».

    وحول أغنيته “عالبال بعد يا سهل حوران” بين الكاتب الكبير “حنا مينة” رأيه فيها بزاوية كتبها في جريدة تشرين السورية بعنوان “من البحر إلى الجبل” قال فيها: «لقد فتنت إلى حد الإدهاش من عبارة “شرشف قصب ومطرز بنيسان”، وسعيت لمعرفة الشاعر الرقيق، العذب، حلو الشمائل الذي قالها، فإذا هو الصديق الصدوق الذائب كسكرة الندى الكف كحاتم الطائي، الحافظ للمودات كحبة القمح التي منها وفيها يضرب المثل وتتجلى حكمة العطاء السرمدي، عنيت به الأستاذ والأخ ورفيق الدرب الطويل بغير قياس “سعدو الذيب”، “عالبال بعدك يا سهل حوران، شرشف قصب ومطرز بنيسان” وأن يكون هناك شرشف قصب فهذا من خيال وتخييل عجيبين في دنيانا، وفوق هذا أن يكون هذا الشرشف القصبي المطرز بنيسان موجوداً في حياة أمة إلى العروبة منتماها ومفداها فإن ذلك من الابتكارات النادرة في حياتنا كبشر».

    وفي اتصال هاتفي مع الأستاذ “محمود دويعر” المعاصر والصديق للشاعر “الذيب” قال: «هناك جانب في “سعدو الذيب”، لم يلق الضوء عليه في أقلام الصحافة، وهو أنه فنان وملحن وشاعر وكاتب دراما، إلا أنه ينطوي على حالة من الإنسانية، والعاطفة الجياشة بشكل كبير، إذ تراه يبتسم وقد لا يكون في جيبه ثمن ربطة الخبز، رغم زحمة الأماكن والفضاء الرحب الأوسع لمغريات الحياة، لكنه يأبى ذلك عند رؤية طفل يردد

    تكبير الصورة
    الدكتور تامر العربيد

    أغانيه أو أشعاره، يكبر كالجبل، وهو يعتز بانتمائه إلى جبل العرب بشكل لا يوصف، لا ينكر أصدقاءه، ولذلك قال عنه الشاعر الكبير “محمد الماغوط”: “شعر “سعدو الذيب” وألحانه هي الأقرب إلى الروح”، لأنه شعر بحس الشاعر بأنه ينطوي على جمالية خاصة في روحه الإنسانية، لذلك “ارتفع سعدو” بفنه وإبداعه وتواضعه وإنسانيته إلى مصاف جبل العرب».

    حول حياته وبداية أعماله الفنية أوضح الشاعر والملحن وكاتب الدراما “سعدو الذيب” لموقع eSwueda قائلاً: «في جبل العرب الذي له مع التاريخ شأن، وفي جو مجتمع يسود بخلجاته المحبة والتشارك ضد ظلم الحياة، كانت ولادتي عام 1954، في كنف أسرة كان الفقر عنوانها، والمحافظة على القيم والأخلاق الاجتماعية شعارها، الأسرة التي ربتني على الأمانة، والكرم، والشهامة، حيث درست في المدارس الابتدائية بقرية “دوري”، والإعدادية والثانوية في السويداء، وخلال أيام الثانوية كتبت أولى مقالاتي بعنوان “على الرصيف” في مجلة “جيش الشعب”، لأدخل جامعة دمشق كلية الآداب قسم الفلسفة، وأنتقل بعدها إلى دول الخليج العربي، عاملاً في حقل الثقافة بجريدة “اليوم” لمدة ثلاث سنوات كتبت بها الخواطر والشعر، ثم اتجهت إلى الأعمال الحرة لأعود إلى بلدي “سورية” عام 1986، ليكون لقائي مع الفنان الراحل مطرب الرجولة “فهد بلان” المحطة الجديدة في حياتي، إذ بدأت بكتابة الأغاني وتلحينها، وأول تجربة لي كانت أغنية “جتنا تبرقع” غناها الفنان “داوود رضوان”، لأبدأ مشواري الفني بخطا واثقة مع الراحل “فهد بلان” بأغنية “عالبال بعد يا سهل حوران” التي حصلت على إعجاب كبير من الجمهور وأصبحت من التراث الغنائي السوري، وخلال ثلاثة عشر عاماً قدمت مع الراحل “فهد” ثلاث عشرة أغنية، وكنا على موعد مع مشروع وطني يشمل المحافظات السورية بعد أن بدأنا في السويداء بأغنية “غالي علينا يا جبل” ثم في محافظة دير الزور بأغنية “سلامين” والتي أقول فيها “سلامي للي مفارقوا سلامي لهل الدير”، لكن يد المنون كانت بالمرصاد للكبير الراحل “فهد بلان”».

    ولدى سؤاله عن بدايته في كتابة الدراما قال: «بعد أن تعرفت على “فهد بلان” عام 1986، سافرت عام 1988 لمدة عامين إلى “دبي” ومنها انطلقت بكتابة الدراما حيث طُلب مني أن أكتب مسلسلاً بدوياً، لأني أحب أن أكتب خاصة أني عشت في البادية وتعلمت اللهجة ومفردات الكلمات المستعملة وبعض العادات والتقاليد الهامة من خلال وجودي في السويداء التي تقرض الشعر الشعبي باللهجة البدوية، وهي المحاذية للبادية وحدودها في جوانب عديدة ترتبط بالبادية، لهذا كتبت سيناريو وحوار لمسلسل “الدخيلة” وقد مثل فيه نجوم الدراما السورية، وقد حصل العمل على جائزة أفضل عمل عربي في محطة “دبي” ضمن استفتاء لجريدة الخليج، وكان ذلك موازيا لعملي في تأليف الأغاني والألحان.

    بعد ذلك رجعت إلى سورية عام 1990، لنقدم الأغنية التي حققت جماهيرية واسعة وهي “يوم على يوم” بصوت “فهد بلان”، ثم أعمال أخرى منها “شيالوا، وحنيت، وقسمة

    تكبير الصورة
    مع الراحل فهد بلان

    ونصيب، يا طير، سفرهم طال، ترحل ولا كلمة وداع، طيور السما، دمعي اليوم، دنيا، وغيرها”، في تلك الفترة ما بين عامي 1989 و1997 قدمت من المسلسلات الوثائقية والدرامية “شيماء، دموع الأصايل، نغم على وتر، جحا 2003، ودراسة معمقة في الموشحات وتفاصيلها منذ العصر الأندلسي حتى يومنا وهو بعنوان “الموشحات كنوزنا” و”مجنون الشام” و”حكايات وأغاني على البال” وثقت فيه التراث الغنائي السوري، إضافة إلى أعمال أخرى».

    وعن تحوله من الشعر الفصيح إلى المحكي، وانتقائه للشخصيات في الكتابة الدرامية أوضح “الذيب” بالقول: «في الشعر الفصيح كانت بدايتي، وبعد أن كتبت العديد من القصائد ونشرتها في مجلة “اليوم”، وجدت نفسي أميل نحو الشعر المحكي، ذلك لأنني لم أجد حاجزاً بيني وبين الناس الذين يحبون العامية من الشعر، وربما كان الأقرب إلي، لأن الكلمة البسيطة تدخل الأفئدة دون استئذان، وأنا من خلال كتابتي للأغنية الشعبية الدارجة وجدت أن كلماتي تدخل القلوب، إذ ما ندر أن أجلس في مقعد أو مجلس شعبي داخل سورية وخارجها إلا وأجد كلماتي تتردد على الشفاه، الأمر الذي دفعني إلى الميل نحو المحكي من الشعر، وفي النهاية القصيدة هي التي تكتبني لأنها تعيش في مخيلتي كثيراً حتى تخرج إلى النور، وآخر قصيدة مصورة كتبتها كانت “عمار يا سورية عمار”، أما الدراما وخلق الشخصيات الدرامية وحبكتها أرى أن كاتب الدراما عندما يكون شاعراً، أو قاصاً، أو روائياً، تكون لديه تخييلات سردية قادر فيها على معالجة الشخصيات وإيجادها في الأمكنة المناسبة، ومعالجتها معالجة درامية بحبكة فنية تجعل من حركة الشخصية معنى وفعلاً، وهي تمكن المخرج من إعطاء العمل بعده الفكري والثقافي أكثر، فأنا مازلت أبحث في زوايا صخورنا البازلتية وبين شقوقها حكايا الأهل والأجداد لأكون لها موثقاً لأنني على يقين أن تحت ذرة تراب كل أرض سورية حكايا للبطولة والنضال، والتاريخ لم يستطع تدوينها بشكلها الأمثل».

    لمحة توثيقية:

    في مجال الأغنية الشعبية الدارجة كتب ولحن أكثر من مئتي عمل موسيقي قدمها بأصوات “الراحل فهد بلان، والراحل فؤاد غازي، الياس كرم، عمر العبد اللات، سمارة سمارة، برهان القصير، كنانة القصير، محسن غازي، أحمد الأحمد”، وغيرهم. وحالياً منهمك في تقديم سبعة أغاني للأطفال.

    وفي مجال كتابة الدراما قدم تسعة أعمال منها: “الدخيلة” وهو مسلسل بدوي، ودراسة مطولة عن الموشحات وتفصيلاتها تحت عنوان “الموشحات كنوزنا”، و”دموع الأصايل” باللهجة البدوية، ومسلسل “العود” وهو الرجل الكبير أو كبير العائلة، وعمل بدوي “شيماء”، وعمل كوميدي بعنوان “جحا 2003″، و”نغم على وتر” بطولة فنان الشعب “رفيق سبيعي” و”اندريه اسكاف”، و”أحلام على الورق”، ومسلسل جديد “مجنون الشام”، إضافة إلى “حكايات وأغاني على البال” وهو وثائقي عن التراث الغنائي السوري.

    أما الأفلام الوثائقية فقد قدم سبعة أعمال وهي: “خيال يرمح على الشمس، وعد، طريق إلى ميسلون، رجالات الثورة، على الرصيف الآخر، شيخ الفنانين، وفيلم عن الكاتب

    تكبير الصورة
    سعدو الذيب أثناء عمله الموسيقي

    الراحل “ممدوح عدوان”.

    وهناك شارات موسيقية تصويرية لمسلسلات قدم ثلاثة أعمال “على موج البحر، صورة وأسطورة، مذكرات مدير مدرسة”، كما كتب في مجلة “أصداء فلكية” لمدة عام في صفحة الأدب والشعر.

    له مشاركات في أماسي شعرية في عدد من دور الثقافة في بلده سورية بدعوات خاصة من دور الثقافة بالمحافظات، إضافة إلى مشاركته كعضو لجنة تحكيم في مهرجان الأغنية السورية لأكثر من دورة، كرم من قبل وزارة الثقافة لمساهماته في الحفاظ على التراث اللا مادي، كذلك كرمته هيئة الإذاعة والتلفزيون، واتحاد الصحفيين العرب في أمريكا في لوس أنجلوس، عندما أقام بها أمسية شعرية، والرابطة اللبنانية للأدباء، ونال العديد من الجوائز منها جائزة “أورنينا” لأربع دورات، عدا مشاركته في مهرجان “طرطوس”، ومهرجان الجبل الأول الذي قدم فيه أمسية شعرية وأغنية المهرجان.

    لعلنا نتساءل كيف يمكن لكاتب الدراما وشاعر وملحن، مثل “سعدو الذيب” أن يجمع أطراف الموهبة من جوانبها لو لم تكن موهبته فطرية، ربما سؤال يترك لأصحاب المواهب والخبرات الفنية، أين وإلى متى في زحمة الألقاب…

  • تعرف على لقاء مع الأستاذ فريد ظفور مديرعام موقع ومنتديات المفتاح – حاورته : الدكتورة سناء فريد إسماعيل – أبو ظبي ..

    تعرف على لقاء مع الأستاذ فريد ظفور مديرعام موقع ومنتديات المفتاح – حاورته : الدكتورة سناء فريد إسماعيل – أبو ظبي ..

    لقاء مع الأستاذ فريد ظفور مديرعام موقع ومنتديات المفتاح – حاورته: الدكتورة سناء فريد إسماعيل

    لقاء مع مديرعام موقع ومنتديات المفتاح
    الأستاذ فريد ظفور
    أجرت الحوار معه

    الدكتورة سناء فريد إسماعيل

    @ – رأيك بالمجتمع وبالشباب وعلاقتهم بالحياة..؟!
    مشكلة مجتمعنا أننا نجامل كثيراً ..لدرجة النفاق ..وغير متوازنين مع أنفسنا ..ظاهرنا غير باطننا ..الكل يريد أن ينظر من ثقب الباب على غيره ..ويريد تطبيق القوانين على الآخرين وليس على نفسه..ودائماً هناك اتهام للآخر ونضع أخطاؤنا على شماعة غيرنا أو باللغة البسيطة نريد ممسحة زفر ..لكي نمسح أخطائنا بها..ونحن شعب لانجيد فن الإصغاء ..ونتكلم معاً فتخطلط الأمور ونصبح في ضجيج مثل حمام انقطعت عنه المياه..والرجل المناس ليس في المكان المناسب ..وجيل الشباب ذكي وعبقري ويسجل له مواقفه ضد ماتعرضت له سوريا فقد كان الشباب هم الجندي المجهول لما قدموه في مجال الإعلام وخاصة في كشف الزيف والتضليل الإعلامي وذلك عبر شبكة الإتصال العنكبوتية وعبر التواصل الإجتماعي في الفيس وتويتر وغيرها..ولكن مشكلته أن لديه كماً هائلاً من المعلومات ولايستطيع الإستفادة منها ..ويؤخذ عليه عدم الإحترام للغير .بدءاً من الأسرة فالمعلم وصولاً لعلاقاتهم فيما بينهم ..فتجده غير مبالي بالوقت وغير عابيء بمصاريف الأهل ..ويلبس غير لباس الواقع ويقلد كل مايصدره الغرب لنا ..دونما تمحيص بالسم الذي يضعونه لنا في العسل..
    @- كنت في شابك تلعب كرة القدم وتتابع الرياضة؟!
    الرياضة حياة وهي جزء من حيوية المجتمع وتقدمه..والعقل السليم في الجسم السليم ..كانت بداياتي الأولى من الصف السابع الإعدادي حيث شاركت بمنتخب المدرسة وأحرزت أهدافاً ومن ثم تابعت بالمرحلة الثانوية حيث أسست مع بعض الزملاء نادي رياضي وفني وكان اسمه ( نيوتن) ثم أصبح بمراحل لاحقة نادي الأهلي..وكانت لنا صولات وجولات في الأحياء الشعبية بحمص وحتى خارجها في طرطوس ودمشق..وأنا من جيل السبعينيات و الثمانينات من القرن الماضي..زمن التلفزيون السوري وقناته الوحيدة وزمن الاعلامي الراحل عدنان بوظو والمخرج نبيل الحسيني والمذيعين :ياسر علي ديب وأيمن جاده ووجيه شويكي ..ومنقذ العلي ومصطفى الأغا واياد ناصر..حيث كان للتلفزيون السوري والمباريات نكهة حميمية خاصة ..وكنت أشجع الفرق الحمصية والشامية والحلبية واللاذقانية..وفرق الجزيرة السورية والأهم للمنتخب الوطني السوري..أما عربياً فقد كان الزمالك والأهلي المصري وعالمياً البطولات الأوروبية وكأس العالم : البرازيل وألمانيا وانكلترا وفرنسا وأسبانيا وإيطاليا ..ولكن كان للمدرسة أمريكا اللاتينية طعم مميز بكرة القدم..والتشجيع لفرق برشلونة وريال مدريد ..

    @ – لوسمحت أن تحدثنا عن أهم محطاتك الخاصة والعامة.؟!

    ولدت في كنف قرية جبيلة وادعة اسمها فاحل من ريف حمص الغربي ..التي تشتهر بجبالها السبعة والعنب والتين قديماً ولاحقاً التفاح والزيتون والخوخ وكذلك مياهها العذبة والنقية ..- ثم ذهبت مع أسرتي الى مصر زمن الوحدة ..وبعدها درست في سورية المرحلة الإبتدائية في مدرسة سعد بن أبي وقاص والقادسية في حي كرم الشامي..ثم في اعدادية الحسن بن الهيثم في حي التركمان ثم ثانوية المثنى في حي المريجة – باب الدريب..وبعدها درست في معهد النفط الذي توظفت على أثره في شركة محروقات ( سادكوب ) ..وكذلك عملت في مهنة التصوير منذ عامي 76-1977م ضمن استوديو لولو مشتركاً مع الزميل علي سليمان وبعدها منفرداً مع شقيقي بدر ظفور وحتى الآن بحيث أصبح استوديو لولو
    نقطة علامّة لدلالة السائلين ..تخلل فترة الثمانينات دراستي لعلم النفس في بيروت ولم أكملها وبعدها درست وتخرجت من قسم الفلسم ( علم الأجتماع ) في جامعة دمشق….وحصلت على دبلوم عن التصويرالضوئي من ولاية نيوجيرسي الأمريكية .. وعملت مراسلاً شعبياً في جريدة الثورة السورية عامي 1977- 1978م .وكذلك مراسل ومندوب مجلة فن التصوير اللبنانية في سوريا طيلة اصدارها من عام 1982 وحتى عام 1987م..وأيضاً كنت أراسل وأكتب في بعض الصحف والمجلات العربية..وبدأت بالعمل على الشبكة العنكبوتية منذ عام 2004م وحتى الآن في موقع ومنتديات المفتاح كمدير عام للمفتاح..
    أما عن أسرتي وحالتي الخاصة: أعمل متفرغ في محل تصوير بعد تقديم استقالتي من الوظيفة عام 2007م. وأدير شؤون موقع ومنتديات ومجلة المفتاح مع عدد من الزملاء والزميلات ..
    متزوج من السيدة روضة حيدر – ورزقنا بثلاثة أولاد .الأكبر فرهد سياحة بالجامعة بعد المعهد ..والوسطى ابنتي إنانا تدرس فنون جميلة – قسم الديكور بجامعة دمشق – والأصغر سرمد بكلوريا..
    أما أسرتي الأوسع: فأنا الأكبر بين أشقائي ثم بدر مصور – ابتسام شيفة وفنانة بالطبخ..- امتثال معلمة ومتزوجة ومتعددة المواهب.. – منال متزوجة وخريجة أدب فرنسي وتجيد العديد من اللغات ومديرة شركة الأم السورية (سيريس ) ومنذ نصف شهر أصبحت ممثلة لمنظمة اليونيسكو للحفاظ على التراث في سوريا..- لؤي : يعمل في الديكور الخارجي والدهان – آسيا : مصممة أزياء وتزيين عرائس وصالات أفراح..- مها : متزوجة في الخليج وتعمل في صالون حلاقة نسائية..- أسد : مصمم ومنفذ أعمال ديكور خارجي..- الوالد كابتن المنزل مايزال بصحة جيدة ..الوالدة متوفاة..
    @ – يلاحظ زملاؤك بأنك تهتم بالثقافة الضوئية ( فلسفة الصورة ) فماذا تقول لنا عن ذلك ..؟! وماهي قصة قاموس التصوير ..؟! وما هي أهم الطرائف في حياتك بمهنة التصوير الضوئي..؟!

    الرسم بالضوء ( التصوير الضوئي ) يحتاج الى أدوات وعين المصور والكادر أو الموضوع ..طبيعة ..بورترية ..الخ
    وباديء ذي بدء يجب أن أعرج على البدايات الأولى ..أول ماتعرفت على التصوير عن طريق كاميرا كييف 4 هدية من خال والدتي ..ثم زنيت وبعدها أجيال من الكاميرات الأمريكية والأوروبية واليابانية..- ولكني مثل أي هاوي تعلمت الطبع والتحميض بجهاز طبع وتكبير روسي ..ثم تدرجت وتعاونت مع الزميل علي سليمان واشتركنا بمحل تصوير اسمه لولو و حصلنا على أجهزة ومعدات تصوير كاملة من إضاءة ومواد تحمض وطبع وتكبيروتكبير وكذلك أدوات الملون ببداية العام 1976م.وتابعت مسيرتي بالعمل الصحفي .تحقيقات وتصوير ..وتابعت البحث عن الكتب والمجلات الأجنبية المختصة بفن التصوير الضوئي ..ولكن كتب المصري الأستاذ عبد الفتاح رياض كانت هي المدرسة التي نهلت منها علومي الضوئية..ثم تابعت عملي في التحقيقات المصورة والحفلات والمناسبات..
    أما حكاية القاموس: فكانت اللبنة الأولى عام 1982م. مشتركاً معي بالفكرة الدكتور جميل ضاهر ( أدب إنكليزي من أمريكا ) والدكتور محمود سلامي ( أدب إنكليزي من بريطانيا )وبعدها يشارك الدكتور محمد الأحمد ( من بلغاريا ) إضافة للعديد من الزملاء من مهندسين وأدباء ومفكرين وشعراء ومصورين الذين سوف يشاركوني الإشراف.ومازلت أتابع حتى الآن وأجمع المفردات الجديدة وأكتبها أوأصورها من المراجع والدوريات العربية والأجنبية ..وسبب البحث هو عدم وجود مراجع عن التصوير الضوئي إلا ماندر…وعملي بالقاموس كمن يدخل مغارة علي بابا ..حيث فتحت أمامي مئات الأبواب ..لأن التصوير الضوئي هو رياضيات وفيزياء وكيمياء..وبالتالي واجهت أمامي كل العلوم..سيما وأنه أضحى الآن الكثير من فروع التصوير..لذلك توجب عليَّ جمع شيء عن كل شيء وكل شيء عن شيء ( أي عن التصوير أقدم التفاصيل) وأكتب عن الفنون السبعة ( رسم – نحت – رقص- موسيقى – مسرح – عمارة – سينما )القليل والفن الثامن هو :فن التصوير ..وحتى الآن كاتب وناقل حوالي ( 25) بحجم قاموس المنجد أو المورد الكبير ..أي أوراق بعلو طاولة .. ومنذ البداية كان زملائي بالعمل يقولون هل يحق لأبنائنا من بعدنا استلام القاموس..
    وأيضاً قال لي المهتمين : مشكلتك أن من يقف ضدك الكثيرين ..لأن في فن القصة أو الرواية أو الشعر (يكون نصف معك ونصف ضدك) ..أما بالمصطلحات فنسبتهم ضئيلة ولكن عزاؤك أن تضيف للذين سبقوك ( 10% )من المفرداتن الجديدة ..تكون قد حققت غايتك وفكرتك ..
    أما فلسفة الصورة:فقد تعلمت من الفن السينمائي ومن التشكيل من معارضه ومبدعيه الفنانين ومن القراءة..تعلمت المقاييس والمفردات واللغة التشكيلية ..كالتدرج الرمادي والتضاد اللوني وإشباع اللون ..والألوان الرئيسية والثانوية لكل فن ..ومركز ثقل الصورة والتوازن والمقدمة والهداية للهدف أي ماذا تقول الصورة والكونترست والتباين والإضاءة ..وقانون التثليث والنسب ..ثلث للأرض وثلثين للسماء أو العكس ..طبعاً ربما يكون شواذ للقاعدة..حسب المصور والكادر ..وتعلمت القطع وطريقة إعداد الصورة والمونتاج ..وكذلك طباعة وتحميض الصورة الأبيض والأسود والملون ..التي كان لها نكهتها الخاصة ..أما الآن فقد تربع عصر الديجيتال عرش التصوير وألغى الكثير من الطرق القديمة ..بحيث أصبحت الصورة جماهيرية ..في وقت كانت النظرة للمصور بإرتياب بأنه جاسوس أو ..وأما الأدوات الجديدة فقد جعلت الموبايل واكاميرات وطابعات الديجتال وبرمجيات الكمبيوتر كبرنامج الفوتوشوب وغيره تقدم خدمات جلى للمجتمع ..وغدا كل مواطن مراسلاً وفناناً لو أراد لأن لديه فرصاً كثيرة.. وبذلك تعرف الناس على التصوير ..لأن التصوير لغة عالمية.. ولأن المصور المحترف ..الصورة أو الكادر أو اللقطة تأني إليه أما الهاوي فهو يبحث عنها..والآن أصبحت فروع عدة للتصوير الضوئي ..منها تصوير( بورترية – أطفال- ماكرو- طبيعة – كلوز أب – غيوم – جبال – أنهار – بحار – أدغال – حيواتات برية وبحرية – طيور – تصوير مشاهير ) – تصوير إعلاني وفني وسياحي وزراعي وصناعي وتجاري وديكور وأزياء ورياضة وأعراس..الخ
    كل هذه المعطيات من قراءة وتجارب ومشاهدات معارض جعلتني أقرأ الصور بشكل مختلف وفلسفة خاصة ..ساعدني بذلك دراستي لعلم النفس وعلم الإجتماع..ودبلوم معهد التصوير من نيوجيرسي ..وكذلك عملي بإستديو ( لولو)..
    أطرف حوادث التصوير: مرة اشتريت علبة كروت للطباعة وكان معي زميلي ..الذي سألني معقول في العلبة 100 كرت ..كان حجمها صغير ..وكما يقال بالعامية لعب الفأر بعبنا ..فشرعت أنا وهو نعدها بالضوء..فكانت النتيجة سلة المهملات ..ومرة ثانية بعد تصوير فيلم الأبيض والأسود ..سألني صديق ..تعالى لنشوف الصور..ولكننا لم نشاهدهم لتعرضه للضوء..ومرة كنت أصور إحدى الفتيات فكانت تضحت ..وبعد ها علمت بأن غطاء كاميرا الكييف على العدسة..
    @ – يلاحظ في منتديات المفتاح جمود وفقدان للنشاط القديم المعهود..كما أسلف زملائي..؟! وما حكاية الأستاذ علاء وسبب إعتذاره عن إدارة المنتدى..؟!
    بلا شك هناك تقصيروجمود ..والسبب أن ألكسا تعاقب المواقع السورية وأننا محجوبين عن نصف العالم .ناهيك عن إنشغال الزملاء على الفيس بوك وتويتر ..ولكلٍ ظروفه الصعبة ..نتيجة ماتتعرض له بلدنا الحبيبة سورية..التي نأمل أن تتعافى من جراحها إنشاء الله..وأيضاً السبب أنني رفضت منذ الباية أن ننقسم فريقين ..نصف مع ونصف ضد ..ورفضت أن يعطي أحداً شهادة بالوطنية للآخر..لأن الوطن للجميع وكلنا شركاء فيه .ومن يريد السجال فليذهب الى منابر أخرى كالفيس بوك ..وآثرت أن أفتش عما يجمعنا من قواسم مشتركة بعيداً عن التشنج والعصبية..فراية الوطن تُعلى ولايعلى عليها …والإبداع هو مقياسنا ..وسورية فوق الجميع..لأنها الأم الكبيرة والصدر الحنون ..
    أما الزميل علاء الدين بشير أبو الزين ..فله اليد الطولى في بناء هذا الصرح الثقافي في المفتاح طبعاً مع العديد من الأخوة والأخوات الذين ساهموا بذلك ولكن لامجال لذكرهم الآن ..الأستاذ علاء تسلم المهمة في الوقت السيء ..كان الله في عونه ..فقد تعرضنا لضربات الهكر ولنقل للسرفير ثلاث مرات في شهر ..ولغياب الكوادر والمشرفين ولقلة تفاعل الأعضاء..وكذلك لظروفه السيئة والصعبة بحيث يعيل أسرته وأهله ..وطبيعة عمله مضنية ومتعبه ..وأيضاً يتابع الإشراف على منتدى خاص له ..له كل الشكر والتقدير ولجهوده ولأسرته كل المحبة لما قدموه للمفتاح..
    @ – يتداول في أوساط الزملاء بالمفتاح عن نيتكم بإصدار مجلة جديدة أو لنقل مولوداً جديداً ينضم الى كوكبة المفتاح ..فما سّرُ ذلك..؟!
    صحيح ماسعتيه من الزملاء ..سيكون لنا صفحة رئيسية منوعة فيها الأخبار والرياضة والثقافة والفن والمعلومات العلمية والنشاطات الأدبية والريبورتاجات والمقالات اليومية..وقريباً جداً سوف يبصر النور مولودنا الجديد..
    @ – من الملاحظ منذ بداية هذا العام 2013م . ضاعفت جهودك على الفيس بوك وعلى تويتر ..فماقصة ذلك النشاط المفاجئء..؟!

    الحق أقول لك أنني أحترم جهود الشباب والصبايا اللذين جاهدوا وكشفوا الحقيقة ووسائل التضليل الإعلامي وتحملوا الكثير من أجل الدفاع عن سورية الحبيبة ..وأعتقد بأنهم لعبوا دوراً رائداً بالزود عن حياض الوطن..وهم الجنود المجهولين ..
    أما أنا فقد اشتركت متأخراً في الفيس بوك ..لإعتقادي بأنه يجمع المعلومات للأمريكان والصهاينة ..ليستفيدوا منها ضدنا ..لذا ..بدأت مراقباً ..لست مع ولاضد ..وبعدها بدأت أستفيد من بعض المواضيع وأطلب من الزملاء بنشرها بالمفتاح ..وحضرتك من المتابعين والمساهمين بنقل بعض تلك المواضيع..ثم بعد ذلك بدأت أساهم وأكتب فقط أعجني..على الأشياء الفنية والأدبية..وحالياً أكتب تعليقات للزملاء أصدقاء صفحتي ..وأقدم أرشيفي لخدمة الناس..لأن النت يقدم لنا الغث والثمين ونحن نختار مايناسبنا ..وبدل أن أكون متفرجاً ..آسرت أن أقدم الصور والمعلومات واللقاءات التي لايقل عمرها عن نصف قرن من الخبرة والجهد إيماناً مني بأنها قد تفيد الغير ..
    لكن مشكلة الفيس بوك يذهب جهدك بعد بضعة أيام ..وبالكاد تجدي موضوعاتك ..ولذلك أعمل ضمن حساباتي لمصلحة المفتاح..علاوة عن تعرفي على الكثير من الزملاء والزميلات ووسعت دائرة اصدقلئي وصديقاتي..وهذا أهم ماكسبته من الفيس بوك..
    ختاماً نشكر الأستاذ فريد مدير عام موقع ومنتديات المفتاح على سعة صدره وتكرمه بالإجابة عن أسئلتنا أنا وزملائي وزميلاتي بالمفتاح..
    أهلاً بكم والشكر موصول للجميع دون إستثناء على أسئلتكم التي فتقت جراحي وأيقظت شجوني ..مع تمنياتي بأيام جميلة لأطفال بلادي ..وعودة الأمن والآمان للجميع ولسورية الغالية أيام بيضاء كما الثلج الذي زارنا منذ أيام ..وبكرا أحلى إنشاء الله..

    مع تحيات :
    صديقتكم : الدكتورة سناء فريد إسماعيل
    – من أبو ظبي – الإمارات العربية المتحدة
    13-12-2013

    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    ملحقات خاصة باللقاء





    رد مع اقتباس