Category: تشكيل وتصوير

  • التشكيلية الأردنية ( سنبال مقبل المومنى ) تابعوا معنا مجموعة أعمال للفنانة ..- مشاركة بواسطة: نبيل بلحاج

    التشكيلية الأردنية ( سنبال مقبل المومنى ) تابعوا معنا مجموعة أعمال للفنانة ..- مشاركة بواسطة: نبيل بلحاج

     

    تبحث عن ذاتها وعن جذورها في مفهوم الخط واللون فتجدها تتجول في ثنايا الواقع لتنقل لنا عالم من الجمال البصري والحسي..

    هي التشكيلية سنبال مقبل المومنى، من مواليد المملكة الأردنية الهاشمية تقيم فى المملكة العربية السعودية،

    حاصلة على بكالوريوس تسويق وإعلام ،دبلوم فنون جميلة

    وحاصلة على دورات فى تصميم الأزياء،

    شاركت فى معارض عديدة ،منها خمس مشاركات فى المملكة الأردنية الهاشمية،

    مشاركتين فى جمهورية مصر العربية،

    مشاركة فى لندن

    ومشاركة فى تركيا.

     

  • فكرة معرض “بورتريه” الفنان في وجوهه المتعدّدة ..الذي افتتح في “ستال غاليري” في مسقط يوم الأحد 8 تشرين الأول/ أكتوبر2017م..- مشاركة: عبديغوث / مسقط

    فكرة معرض “بورتريه” الفنان في وجوهه المتعدّدة ..الذي افتتح في “ستال غاليري” في مسقط يوم الأحد 8 تشرين الأول/ أكتوبر2017م..- مشاركة: عبديغوث / مسقط

           "بورتريه": الفنان في وجوهه المتعدّدة

    “بورتريه”: الفنان في وجوهه المتعدّدة

    16 أكتوبر 2017

    تأتي فكرة معرض “بورتريه” الذي افتتح في “ستال غاليري” في مسقط يوم الأحد 8 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، من الأثر الذي تركته وجوه معيّنة في حياة الفنانين المشاركين، وعلاقتهم بهذه الزاوية التي تعتبر الأكثر تعبيراً عن المشاعر الإنسانية.

    شمل المعرض أعمالاً لفنانين عُمانيين ومن العالم على خامات مختلفة وهم: حسن مير، وعالية الفارسي، وسليم سخي، وسامي السيابي، وسارة البلوشي، ورقية عبد الله، وروان المحروقي، واستبرق الأنصاري، وهيذر فورد (بريطانيا)، وديبجاني باردواج (الهند)، زهرة سليماني (إيران)، الذين عبّروا من خلال فن البورتريه عن علاقة شخصية تربطتهم بأصحاب “وجوه” وجدوا فيها تعبيراً عن حالتهم الفنية والإنسانية.

    في حديث لـ”العربي الجديد”، يقول الفنان حسن مير المدير الفني لـ”ستال غاليري” إن فكرة المعرض جاءت من خلال “اختيار مجموعة من الفنانين الذين يشتغلون على فن “البورتريه” أصلاً، من مختلف التوجهات، وجرى اختيار مجموعة منهم لمعرض هذا العام على أن يكون معرضاً سنوياً يحتفي ببعض الشخصيات المؤثرة في حياة الفنانين، بحيث يتم تجديد الأسماء سنوياً بغرض تنويع الأسماء المشاركة والوجوه المعبرة عن فكرة المعرض”.

    وعن أعماله الشخصية المشاركة في المعرض ببورتريهات لشعراء عُمانيين منهم سماء عيسى وعبد الله البلوشي، يقول مير بأنه حاول من خلالها أن “يعكس الأثر الفني لشخصيات مؤثرة في حياته، عاشرها وتفاعل معها في فترات معينة من مسيرته”. ويضيف بأنه “عندما يرسم الفنان شخصية معينة، يدرس تفاصيل ومكونات وجهها ومشاعرها، لتنعكس على اللوحة مع تفاصيل دقيقة أو إشارات وملامح إيحائية تظهر على العمل الفني”.

    الفنانة عالية الفارسي تخبرنا بدورها عن علاقتها بفن البورتريه: “سبق أن رسمت الكثير من البورتيريهات، وأغلبها كانت عن المرأة العمانية بأزيائها الزاهية والجميلة، ولم تكن شخصيات معروفة، بعضها من الخيال وبعضها لأناس من المناطق التي كنت أزورها كثيراً لشغفي الكبير بالمناظر الطبيعية وبالوجوه في الريف والقرى، بعدها بدأت برسم بورتريهات لوجوه متأملة وهادئة وفي حالة سلام مع ذاتها إثر زيارتي لبلدة قونيا في تركيا عام 2014”.

    وتضيف الفارسي بأنها شاركت بأربع لوحات في المعرض الحالي هي “وجوه لشخصيتين من الخيال، وشخصيتين من الأشخاص المؤثرين في حياتي، وبطبيعة الحال وكعادتي لا أصرح بأسماء أو مواضيع اللوحات التي أرسمها، لأترك لخيال المشاهد التعمق في معانيها”.

    يذكر بأن هذا المعرض يمثل افتتاحاً للموسم الفني 2017 – 2018 لـ”ستال غاليري”، الذي يسعى إلى إبراز أعمال فنية نوعية لفنانين عُمانيين وعالميين، وتنظيم ورش عمل وتوفير تفرغ لفنانين ارتبطوا بعلاقة ما مع المكان العُماني، أو من خلال التعاون مع مؤسسات أجنبية، مثل “معهد غوته” وصالة “ايه. بي” في سويسرا، بحيث يكون حاضنة لأفكار جمالية تساهم في خلق حالة فنية في بلد تهتم ساحته الفنية بالتجارب المعاصرة وتسعى لإقامة حوار معها.

  • يقدم الناقد ( نبيل بلحاج ) الفنان التشكيلي التونسي ..قراءة إبداعية في لوحة ”أمل و انتظار” للفنانة التشكيلية إيناس الأزرق ..

    يقدم الناقد ( نبيل بلحاج ) الفنان التشكيلي التونسي ..قراءة إبداعية في لوحة ”أمل و انتظار” للفنانة التشكيلية إيناس الأزرق ..

    هل سبق وزرت تونس؟

    قراءة إبداعية في لوحة ”أمل و انتظار” للفنانة التشكيلية إيناس الأزرق

    قراءة الفنان التشكيلي التونسي نبيل بلحاج

    إيناس الأزرق فنانة تونسية لها طابع خاص في عملها فهي تجسّد المرأة التونسية في إطار تقليدي من هندسة وزخارف ونقوش ومفردات وثياب وأضرحة ومقامات، هذا ما جعلنى أتناول بالقراءة أحد لوحاتها والتي بعنوان أمل و انتظار؛ وهي مشهد يجسّد حياة يومية لفتاة في مقتبل العمر تجلس في حديقتها ترتدي ثيابا بيضاء وتربط شعرها بلفافة بيضاء أيضا بإيحاء ملائكي بجانبها قطة بيضاء أطرافها سوداء تنظر إليها في إطار هندسي تونسي تقليدي من خلال المفردات المزخرفة ، في الزاوية السفلى اليمنى آنية من فخار فيها أزهار وفي الزاوية السفلى اليسرى مجموعة من الأزهار الحمراء ويتدلى فوقها أغصان وأزهار شجرة أشتهرت بها مدينة سيدي بوسعيد السياحية تتوسطها نافذة تطل على البحر وفي جانبها الأيمن مقام “ولي صالح” بجانبه نخلة.

    اعتمدت الفنانة في اللوحة تقنية الزيت على القماش بخطوط متواصلة أفقية وعمودية في الهندسة مثل النافذة والمقعد بما في ذلك من روحانية ورفعة وجاذبية وفيها الإتجاه أفقي ورأسي له أثر ثابت جمعت فيه الكثافة بين الخط الصلب والخط الشفاف الذي يتجلى بين المفردات والثياب. تصوّب الفتاة نظرها من خلال نافذة في شكل نصف دائري مغلق في إيقاع حيّ جدًا من خلال القطة التي تنظر إليها وكأنهما في حالة تماهي بلون أبيض وقليل من الأسود يرمز إلى حالة الفنانة النفسية من خلال علاقتها بالعالم الخارجي وما يحمله من أمل وتحدي في روحانية كبيرة تتجلى في رسم أحد المقامات بقبته البيضاء والنخلة المحاذية له المطلة على البحر وما يحمله من مزاجية رغم أنها رسمته في حالة هدوء وإستقرار ومن خلال علاقتها بقطتها التي تعبر فيها عن مدى هشاشتها العاطفية والحسيّة؛ أضف إلى ذلك تلك الزهور المختلفة المحيطة بها.

    مزجت الفنانة لوحتها بالألوان الحارة والباردة وفي ذلك تعبير واضح على الاستقرار وتكاد تكون اللوحة مضاءة بأكملها وفي ذلك نور الأمل الذي تصبو إليه الفنانة . الفنانة إيناس من خلال أعمالها تذهب أكثر إلى رسامين الرومانسية من القرن التاسع عشر حيث كانوا يعطون أهمية كبيرة لاختيار التناسق.

  • رسامو الكاريكاتور السوريون: “يحملون الأزهار إلى معارضهم ويبكون من شدة الشعر”..- كتابة الصحفي والفنان ( سامر محمد إسماعيل )..

    رسامو الكاريكاتور السوريون: “يحملون الأزهار إلى معارضهم ويبكون من شدة الشعر”..- كتابة الصحفي والفنان ( سامر محمد إسماعيل )..

    ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏2‏ شخصان‏، و‏‏‏‏أشخاص يجلسون‏، و‏طاولة‏‏ و‏منظر داخلي‏‏‏‏
    سامر محمد إسماعيل

    رسامو الكاريكاتور السوريون: “يحملون الأزهار إلى معارضهم ويبكون من شدة الشعر”..

    يبدو الكاريكاتور السوري اليوم على مفرق طرق، وذلك بعد المسافة التي أوجدها الرقيب في الصحف الرسمية عاماً بعد عام بين هذا النوع من الفن، وبين المتلقي سواء على صفحات الجريدة، أو حتى في معارض الكاريكاتوريين، مسافة الرقابة هذه كانت ضد معنى هذا الفن وأصله، إذ يكفي أن نعرف أن كلمة كاريكاتور مشتقة من الكلمة الاتينية “كاريكا” والتي تعني “هاجم” حتى نعرف أن طبيعة هذا الفن مخالفة لأي شكل من أشكال المصادرة واللجم والتقييد، وعلى كل حال يسترد الكاريكاتور السوري فنانيه الكبار في انتظار قانون إعلام معاصر يرفع يد الرقابة عن هذا المشاغب الصحفي الأصيل في طبعه الشكس، وحرونه التاريخي على كل أنواع الزجر وأساليب حراس البوابات التي وصلت ذراها في إغلاق جريدة الدومري وذلك في 3/8/ 2003 وبمنع توزيع العد115 من الدومري التي كانت بمثابة احتفاء لمساحة خاصة لفناني الكاريكاتور السوريين. يقول الفنان فارس قره بيت مستذكراً تلك المرحلة: “الصحافة السورية غير مؤمنة بفن الكاريكاتور على الإطلاق، فمن أكثر من عشرين عاماً نلاحظ عدم الإيمان بهذا النوع من الفن، مع أنه قبل هذه الفترة كان هناك احترام للمساحات التي يشغلها رسام الكاريكاتور في الجرائد المحلية، فيما بعد بدأت هذه المساحة تضمحل مع انخفاض سوية رؤساء تحرير الجرائد الوطنية وظهور طبقة من الرسامين الدخلاء الذين تناسبوا طرداً مع مستوى إدارات تلك الصحف”. هذا بدوره أبعد أسماء معروفة ومحترمة من الشغل على صفحات الجريدة السورية مثل علي فرزات و عبد الهادي شماع وحميد قاروط وعبد الله بصمه جي، وبالتالي تراجع هذا الفن من الحياة الثقافية السورية فأصبح وجوده وعدمه سيان. ” للأسف لولا وجود صحيفة الوطن السورية الخاصة لما كان هناك أي حضور للكاريكاتور السوري على الإطلاق-يعلق قره بيت- فالوطن أعطتني مساحة معقولة لي وللأستاذ عبد الهادي الشماع، بعيداً عن ذهنية متحجرة لدى رؤساء تحرير الجرائد الحكومية”. الغريب أنه على الرغم من وجود القليل من رسامي الكاريكاتور السوريين، إلا أن صاحب رأس المال عندما يقوم بافتتاح جريدة في لبنان مثلاً يدفع أجور هائلة للرسام اللبناني تصل إلى آلاف الدولارات، أما عندما يقوم بأخذ ترخيص لجريدة محلية؛ فإنه يلجأ إلى أسوء رسامي الكاريكاتور الموجودين في البلد. هذا ما لا يستطيع قره بيت أن يجد له أي تفسير منطقي حتى الآن، فما الذي يفسر أن رسام الكاريكاتور المصري يتقاضى أجر جيد فيما حق الرسام السوري مهضوم في بلده وخارج بلده؟ المشكلة باعتقادي تكمن في هذه النظرة السطحية للفنون والتي لمستها منذ أن كنتُ في الجامعة؛ خذ مثلاً نظرة وزارة التعليم العالي للبعثات التي تمنحها الدولة للطلاب في الخارج، ستجد أن البعثات الممنوحة لطلاب الهندسة والطب تفوق بمستواها كل أنواع البعثات المتعلقة بكلية الفنون الجميلة”
    الأخطر أنه وحتى هذه اللحظة لم ندرك أهمية ودور الكاريكاتور في صحافتنا الوطنية، بدليل أننا تخلينا عن هذا الفن، في حين كان من الأهمية بمكان الحفاظ على مساحة هذا الفن كمساحة استثنائية لحرية التعبير والرأي في بلدنا، فمع مرور سوريا بأكثر من حدث سياسي وتاريخي هام منذ عام 2001 وحادثة انهيار برجي التجارة في نيويورك و سقوط بغداد 2003 واغتيال الحريري في 2005 ستلاحظ أن “إعلامنا كان إعلاماً غائباً عن الوعي، في حين كان جيراننا في الإعلام اللبناني يخطون خطوات هامة في مواكبة الحدث والتعليق عليه، جميعنا يذكر الامتياز الذي حصل عليه الفنان علي فرزات عبر حصوله على ترخيص جريدة الدومري، هذا المشروع الذي ضم الكثير من رسامي الكاريكاتور السوريين، إلا أن فرزات الذي كتب على اسمه على رأس الصفحة الأولى عبارة “صاحب الامتياز” عاث خراباً في هذا الامتياز، في حين عندما قررت أنا وعبد الهادي شماع أخذ ترخيص لمجلة كاريكاتور لم أحصل عليه، مع أنه عندما تراجع أسماء كتّاب الدومري سترى أن جلُّهم اليوم هم من المعارضة التي تقيم خارج البلد، وعلى رأسهم المدعو رضوان زيادة الذي يقيم في واشنطن.”
    “نحن جزء لا يتجزأ من الإعلام السوري، يقول الفنان عبد الهادي الشماع- وما بذلناه من جهد شخصي هو ما ساهم طيلة هذه السنوات على انتشار هذه السمعة الطيبة عن الكاريكاتور السوري الذي تبوء الصدارة بين الرسامين العرب، وقد عملنا بسبب ظروف سياسية معينة لتأسيس أول رابطة لرسامي الكاريكاتور عام 1977 لكن اتحاد الصحفيين لم يعطينا حتى غرفة لنلتقي فيها، ولم يخصص لنا ولو خط للهاتف، أذكر أننا كنا آنذاك مجموعة من خيرة رسامي الكاريكاتور الذين رفضوا اتفاقية كامب ديفيد، لكن ما الذي حدث آنذاك؟ أخذوا لنا صورة جماعية تذكارية ثم قالوا لنا: “هيا إلى بيوتكم”.. اكتفى بعدها الرسامون السوريون بالجهد الشخصي، مكتفين بأقدم صورة لرسم كاريكاتوري جسّد صورة لطائر يصعد الشجرة على سلم من خشب، هكذا هي حال الرسامين السوريين، طيور تصعد الشجرة على سلالم من خشب، فرغم وجود الأجنحة إلا أنها (تصعد) هذا سلالم الصحافة المحلية وروتينها القاسي. ” يا أخي فن الكاريكاتور فن غير مرغوب به في سورية” يستطرد الشماع- ،في فترة من الفترات كان هناك عدد كبير من المطبوعات، لكن بالمقابل عدد رسامي الكاريكاتور ظل ثابتاً لم يتغير، اليوم يسأل الفنان الشماع: “لماذا يتوجب على رسام الكاريكاتور السوري أن يرسم خارج بلده؟ ويضيف..”أعتقد أن هذا الرسام مضطر للعمل خارجاً لسببين: الأول أن بلده لا تريده أن يرسم عنها، والثاني هو أن فنان الكاريكاتور إذا ما اختار العمل في بلده فسوف يصل إلى نتيجة واحدة؛ وهي أن الكاريكاتور في سورية لا يطعم خبزاً بل قشور بيض..اللافت في سورية أنك تريد أن ترسم ما يعني الناس ما يعني الشارع المحلي لا العربي و لا الإقليمي” ولذلك اعتزل الشماع الكاريكاتور السياسي مع أنه رسم الكثير عن ياسر عرفات والسادات وسواهم من القادة العرب، إلا أنه لم يستطع أن يرسم مدير عام واحد في بلده..!”.
    يصنف عالم الاجتماع الفرنسي الشهير مونتسيكيو الصحافة بأنها السلطة الرابعة بعد السلطات الثلاث المعروفات، وبما أنها كذلك هذه الصاحبة الجلالة أيضاً في أدبيات عربية ملكية، إلا أن فن الكاريكاتور يأتي بأدوات مفزعة، أدوات ربما تذكرنا برسوم الفنان الفلسطيني الراحل ناجي العلي بفتكها وحوششيتها وقدرتها على المجابهة، لاسيما بعد أن أثبت العلي عبر شخصيته الأيقونة “حنظلة” قدرة هذا الفن على المواجهة والتعريض بالعدو والخصم في آنٍ معاً. الفنان عبد الله بصمه جي: يستغرب علاقة رؤساء الجرائد الحكومية برسامي الكاريكاتور قائلاً: ” جميعنا يتذكر حتى الآن عندما تم تعيين قاسم ياغي رئيساً لتحرير جريدة الثورة أول شيء قام بفعله كان إقالة فارس قره بيت من الجريدة، ورغم تعاقب أكثر من ست رؤساء تحرير بعد قاسم ياغي إلا أن جريدة الثورة حتى الآن لا يوجد فيها سوى رسام كاريكاتور واحد. إذاً هي علاقة تنكيل، فما الذي يفسر هذا العداء بين رؤساء التحرير ورسامي الكاريكاتور؟ هذا ما لم أفهمه حتى اليوم، ربما لأن العديد من رؤساء التحرير تعرض للتنكيل والمساءلة والطرد بسبب رسوم وافق على نشرها في جريدته. الصحف الحكومية إضافة لجريدة “بلدنا” وأستثني صحيفة الوطن السورية، معظمها تروج للكاريكاتور الترفيهي، الدعائي، وليس للرسوم التي تعلق على أزمة تهم المواطن العادي، يضيف بصمه جي: ” لنأخذ جريدة بلدنا على سبيل المثال، والتي أوقفت رسامها الشاب علاء رستم عن العمل بعد تقديمه رسماً انتقادياً لانتخابات مجلس الشعب، وما تعرضت له الجريدة آنذاك من إيقاف لصدروها ورقياً لمدة شهر. ماذا حدث بعد ذلك استمرت (بلدنا) في تقديم الكاريكاتور على صفحاتها، لكن أي كاريكاتور؟ إنه كاريكاتور مفرّغ من محتواه؛ ولا يمت لما يحدث في الشارع بصلة إلا من زوايا فكاهية سطحية ابتعدت عن الشارع وعن الناس، لتبقى هذه الرسومات بلا لون بلا رائحة..عبارة عن رسوم مسحوبة من دسمها النقدي الساخر”.
    المفارقة الغريبة في سورية هو أن سقف الرقابة يبدو مرتفعاً في الدراما، “فعلى سبيل المثال -يعلق قره بيت- لاحظ هذا الرسم الكاريكاتوري الناجح للشخصيات في مسلسل “بقعة ضوء” والغريب أيضاً أنه في مرحلة من المراحل يكون مسموح “لياسر العظمة” أن يقدم لوحات انتقادية، وفي أحيان أخرى يقدم “بقعة ضوء” لوحات على سوية فنية عالية في جرأتها وقدرتها على اختراق جميع التابوهات، فيما لا يسمح لرسام الكاريكاتور أن يقدم رؤيته الخاصة عن موقف معين اجتماعياً أو سياسياً.” يتدخل الفنان شماع فيقول: “أنا أرى ان رسام الكاريكاتور يكون لديه أحياناً كثيرة فهم شخصي قد يقترب من سياسة الجريدة التي يعمل فيهان أو يبتعد، فأنا أرسم منذ سنوات في صفحة محليات بجريدة الوطن السورية، لكن قد يتجاوز رسم الكاريكاتور المحلي في أحيان كثيرة مسائل عديدة كغلاء الأسعار والمازوت وما إلى ذلك، ليصبح الكاريكاتور المحلي وجهاً لوجه مع التعبير عن صراع على السلطة، أو صراع على الثروة، وهنا يقع رسام الكاريكاتور أمام تحدي حقيقي، فإما أن تخون زاويتك الممنوحة لك فتخسر بالتالي عملك، أو أن تبقى على رسم مشاكل الخبز و ارتفاع الأسعار ومخالفات البناء وتخون ضميرك”. رأي الفنان حميد قاروط مختلف: “هناك نظرية تقول أن الكاريكاتور يجب أن يتناول الحدث الأهم، وخاصة الأحداث السياسية الراهنة، بينما القضايا الاجتماعية فهي قضايا مزمنة يرجع إليها الرسام في أي وقت من الأوقات”. وهذا مالا يؤيده الشماع: “هذا يعود إلى عشرين سنة مضت يوم كان في كل جريدة لا يوجد إلا رسام كاريكاتور واحد، أما اليوم فهناك رسام لكل قسم من أقسام الجريدة، هناك الرياضي والاقتصادي والمحلي والسياسي، والاجتماعي والخدمي، فإما أن تقدم وجهة نظرك الشخصية؛ أو أن تنفذ ما تطلبه منك الجريدة التي تعمل لصالحها، فالدوري الرياضي اليوم معطل بقرار سياسي وليس لأسباب رياضية.. هنا كيف سيتناول رسام الكاريكاتور هذه الواقعة؟ طبعاً من جانبها السياسي، وليس الرياضي، وهذا يقودنا أن السياسة مكوّن أساسي من مكونات الفهم الذي يقدمه رسام الكاريكاتور في الجريدة، ولا يمكن عزله عن بقية المكونات الأخرى”..
    الكاريكاتور السوري مازال يعيش في أيام زمان، فهو إما أن يشتم أمريكا أو يشتم إسرائيل، فرغم أن وسائل الاتصال بلغت مرحلة عالية في نقل الخبر ونشره والتعليق عليه، إلا أن البعض ما زال يصر على أن يبقى الكاريكاتور في المتحف، وبالتالي كل من يرسم اليوم في الصحف السورية سيشعر بأنه مفلس إبداعياً كونه استهلك جميع الأفكار الممكنة، خذ هذا الغياب المريب لمساحة الكاريكاتور من جرائد الثورة وابعث و تشرين، هل ثمة من يسال عن هذا الغياب؟ هل ثمة شخص يعنيه ذلك؟ -يتساءل فارس قره بيت فيرد قاروط: “هناك الكثير من الناس الذين يتابعون الكاريكاتور بشكل يومي، لكن من لا يشاهد الكاريكاتور هم المسؤولون المتمترسون خلف طاولاتهم. وفي هذا لا يمكن أن أنسى جابي الباص الذي وبعد طلبه لهويات الركاب سأل عن من يكون حميد قاروط؟ فقلت له : أنا، قال “أنت حميد قاروط ماغيرو الذي يرسم في جريدة تشرين؟” والله لن آخذ منك الأجرة…
    إذا وقفت على كورنيش بيروت وصرخت بملأ صوتك: يا… بيير صادق. سيلتفت إليك العشرات الذين يريدون معرفة الشخص الذي يسأل عن رسامهم المفضل، يسرد الشماع مثاله بروح من المرح، وذلك يعود برأيه إلى الإعلام اللبناني الذي يحترم نفسه، ويحترم قراءه، قد تختلف مع هذا الإعلام أو تتفق هذا شأنك، لكن المهم أن هذا الإعلام نجح في صناعة رسام كاريكاتور نجم، وقدم له كل الحرية للتعبير عن أفكاره الشخصية منها قبل العمومية الخاصة بسياسة المطبوعة، ففي النهاية من يصنع رسام الكاريكاتور سوى هذه المنظومة الإعلامية المتكاملة.
    المطلوب في الإعلام السوري اليوم هو أن تقدم رسوماً ذهنية فنتازية، يعلق الفنان عبد الله بصمه جي: “إياك أن ترسم أي شيء له علاقة بما يجري على أرض الواقع، فأين المنابر التي تقدم لك الفرصة لرسم ما تود رسمه؟ لا يوجد، ولذلك لجأ العديد من الرسامين السوريين لصحافة الخارج، وكنت أنا من بين كثيرين وجدوا في الصحف العربية متنفساً لهم ولأفكار منعوا من تجسيدها على صفحات جرائدهم الوطنية” عصام حسن فنان الكاريكاتور القادم من بحر اللاذقية قال: “أنا أرى أن الكاريكاتور السوري جيد وله حضور فني عالي الجودة، وهو ليس أقل من غيره في البلدان العربية؛ فهناك العديد من فناني الكاريكاتور السوريين يمتلكون حضورهم الخاص، وخطوطهم وأفكارهم اللافتة، لكن المشكلة برأيي هي في العقلية السياسية التي تدير البلد من الصحافة إلى الاتصالات حتى نصل إلى وسائل النقل، إلى كل شيء، هناك نوع من الجمود في مختلف مستويات الحياة السورية، الكاريكاتور جزء من هذا الجمود، وهو يعبر عنه بطريقة أو بأخرى، هذا ما أنتجته عقلية الحزب الواحد من أنماط تفكير متشابهة، حزب واحد.. يعني مدير واحد..رسام كاريكاتور واحد أيضاً، وكذلك مدير مدرسة واحد، فكم سمعت من كثير ممن قدمت لهم رسوماتي جملة ” يا أخي هذا الكاريكاتور سيسبب لنا مشكلة” في حين ما هي الصحافة؟ ما هي مهمتها في النهاية؟ أن تصطدم أن تجابه، أن تواجه الخطأ وتشير إليه، يضيف حسن: “لا أن تجتنب الخطأ وتجمّله وتخفي بشاعته، وكذلك الكاريكاتور الذي يعد من أهم أدوات الصحافة الحرة، كونه الوسيلة التعبيرية الأمضى لفضح الظلم و كشف تزوير الحقيقة. هنا يتساءل حسن: هل المطلوب من رسام الكاريكاتور أن يقدم رسوم تمر في الجريدة مرور الكرام؟ أم المطلوب من هذا الكاريكاتور أن يقوم بفعل المواجهة والكشف والإشارة إلى مواطن الخطأ في جسم المجتمع ومؤسساته السياسية منها والاقتصادية والثقافية والاجتماعية، أعتقد أن انعدام الحياة السياسية الحقيقية في سوريا، وعدم وجود منتديات أو جمعيات سياسية أدى إلى تراجع دور فن الكاريكاتور”.
    حتى الآن لا توجد في سورية إلى هذا اليوم رابطة أو جمعية أو منتدى لرسامي الكاريكاتور، فتجربة رابطة الكاريكاتوريين العرب التي ضمت أسماء كبيرة وقتها كيوسف عبدلكي وجورج البهجوري وغيرهم تجربة ولدت ميتة للأسف، وذلك كما يعزوها عصام حسن لغياب الحياة السياسية التعددية، وهيمنة الاتجاه الفكري الواحد على غيره من الاتجاهات والتيارات، مما أدى بدوره إلى اجتهادات شخصية أدت إلى لمعان أسماء سورية في الخارج، لكن وحتى هذه اللحظة ورغم تمسكي بالرسم على صفحات جرائد بلدي لا أحد يرحب بك، لا أحد يسأل عنك، لا أحد يريد التعامل معك أصلاً رغم رغبتك في العمل في جريدة سورية”.
    رغم وجود أكثر من ثمانين مطبوعة سورية إلا أنهم جميعاً لم يطالبوا بنا، يعلق الشماع: “مع أنني عندما عملت في جريدة الوطن السعودية كنت أقدم في اليوم الواحد إحدى عشرا زاوية كاريكاتور يومياً في الاقتصاد.” ويسرد بصمه جي قصته أيضاً: “على مدى إحدى عشرا عاماً ما زلت أرسم يومياً عشرة رسومات في القسم الثقافي للوطن السعودية، فالصحف الخليجية كالحياة والشرق الأوسط تتنافس على استقطاب أكبر عدد من رسامي الكاريكاتور اللذين غالباً ما تأتي رسوماتهم مرافقة لصفحات الرأي، هذه النوعية من الصفحات التي لا نراها في جرائدنا المحلية على الرغم من جماهيريتها لقطاع كبير من القراء، أما في الصحف السورية يتباهون بعدم وجود الرسامين، بل أكثر من ذلك ينكلون بك شر تنكيل كي تهرب وتطفش منهم”.
    الكاريكاتور ليس المشكلة، المشكلة الأساس في الصحافة، يقول عصام حسن: “عندما تشتغل كرسام مع إحدى الصحف المحلية تقوم بإرسال رسوماتك عبر البريد الإلكتروني، لتتفاجأ أن رسومك لم تنشر إلا بعد اجتماع لجان مكونة من عشرات الأعضاء الذين يقومون بدراستها وتحليلها وتمحيصها للتأكد من خلوّها التام من أية توريات أو ملامسات سياسية، المشكلة أنه لا يوجد لدينا حتى الآن عقلية إعلامية احترافية، أذكر عندما عملت لمدة شهرين في جريدة تشرين تم خللاهما رفض ما لا يقل عن خمسين رسماً، بالمقابل عملت في الإمارات لمدة إحدى عشرا عاماً لا أذكر أنه تم رفض أي رسم قمت بتقديمه هناك! أليس من المعيب أن يعامل فنان الكاريكاتور بهذه الطريقة في بلد مثل سورية تعتبر مهداً لحضارات الشرق بأكمله، فيما لا يرفض في الإمارات رسماً كاريكاتوراً و لو لوحة واحدة؟”. هذا راجع بتقدير الفنان الشماع إلى أن “في الخارج هناك صحافة صحفيين، وليست كما لدينا صحافة موظفين، لقد زرت الكثير من الصحف العربية، فلاحظتُ أنهم يختارون لجرائدهم خيرة الكوادر الفكرية والتحريرية والفنية، وهذا بدوره يمهد لمكانة خاصة على صفحات جرائدهم لفن الكاريكاتور الذين يفاخرون به على رأس صفحاتهم الأولى، حيث ترى بأم العين في صحيفة خليجية أهم الصحفيين من لبنان وسوريا و فلسطين ومصر والمغرب العربي”. لكن: لماذا يعمل فنان الكاريكاتور السوري خارج وطنه، ولا يعمل في صحف بلاده، يجيب الشماع: الصحافة السيئة لا تنتج رسوم كاريكاتور جيدة فيرد بصمه جي: في جرائدنا من يعمل في إخراج الصحيفة وليس له علاقة لا من قريب ولا من بعيد بفن الإخراج، بل غالباً ما يكون تنفيعة يعمل بسبب المحسوبيات التي نقلته بين ليلة وضحاها من قسم الأرشيف أو المرآب إلى قسم الإخراج، وهنا الطامة الكبرى فإخراج الجريدة ليس من سقط المتاع، بل هو أهم خطوات صناعة الجريدة على الإطلاق، وهذا ما ساهم لسنوات طويلة في تراكم أنصاف الصحفيين في جرائدنا وهمّش بدوره موقع الكاريكاتور إلى أن ألغاه تقريباً من جرائدنا السورية؛ أعرف موظفة في جريدة الثورة على سبيل المثال كانت في قسم المحاسبة، وبعد أن أصابها مرض في ظهرها أحالتها إدارة الجريدة إلى قسم الإخراج، بحجة أنه بحاجة إلى الراحةيتابع بصمه جي- مع العلم بأن من يمكن له أن يعمل في الإخراج الصحفي يجب أن يكون خريج كلية فنون جميلة أو كلية الصحافة”.
    هناك عبارة شائعة في تقاليد المهنة الصحفية السورية، وهي عبارة تسمعها كثيراً من محرري جرائدنا الحكومية “يا أخي من سيقرأ لنا..حط بالخرج” هذا كلام يعكس اعتقاد قديم وراسخ لدى معظم صحفيينا بأنه من سيقرأ ما يكتبونه، لذلك لا خوف من كتابة حشو مستمر لا معنى له.. هراء لا طائل منه، يقول الشماع: “مادام لا أحد يشكو من هذا الهراء فلندع الجميع في أماكنهم كموظفين يتقاضون رواتب ليس إلا، وهكذا تأتي عملية إخراج المطبوعة التي يغيب عنها فن الكاريكاتور بلا أي وازع من ضمير، فالمهم أن لا يشتكي أحد على الجريدة، وليس المهم أن يقرأ، ولذلك درجت صحفنا لمسح الزجاج و كأغطية رفوف للمطابخ ورفوف المكدوس، هذا ما رسمته في إحدى لوحاتي الساخرة من الصحافة السورية”.
    الصحافة المحلية تعامل رسام الكاريكاتور كموظف وليس كفنان أو كمبدع يتدخل ياسين خليل: “حسب رؤية رئيس التحرير أو غيره من أمناء ومديري التحرير في الجريدة يجب أن تعمل، هذا ما لمسته طوال شغلي في الجريدة الرسمية، ففي أحيان كثيرة وبعد أن تنهي رسمتك يفاجئك رئيس التحرير برفضها، ناسفاً كل ما قدمته من جهد للوصول إلى صياغة تقارب سياسة الجريدة التي تعمل لصالحها، إن هذا يعكس استهتاراً بجهدك وبفنك كرسام كاريكاتور، فيما تعاملك الصحف في الخارج كفنان يصر الجميع في الصحافة السورية على معاملتك كموظف، فرغم أنني قضيت عشرين عاماً في الرسم للصحافة الثقافية يضحون بك بدقائق دون أن يسألوا عن جهد كل هذه السنين، فيما في الخارج أي معاملة لفنان الكاريكاتور كموظف يكون رده بترك العمل، فالفنان لا يمكن تصنيفه على هذا النحو، هو لا يريد راتباً، فالجميع يعرف أن رواتب الجرائد الحكومية لا تغني من جوع، إنه يريد أن تحترمه وتقدر فنه”. هذا الكلام جعلت القاروط يتدخل مجدداً: حالة رسام الكاريكاتور قلقة غير مستقرة تابعة لمزاج رئيس التحرير أو رئيس الصفحة، طبعاً لا توجد تعليمات فوقية لسلوك مثل هذا مع رسامي الكاريكاتور، فهذا الفن بالأصل غير معترف به، كونه في تعريفه الأولي ابن غير شرعي للصحافة، شرعية هذا الفن جاءت من رسامين بذلوا الكثير من الجهد والوقت حتى تم تبنيه من قبل الصحافة، وهذا التبني قائم على صلاح هذا الإبن واستقامته، لكن عندما يتمرد الكاريكاتور ويصبح ابناً ضالاً يطرد على الفور من جنة الصحافة”. إذاً الابن الضال هو المشاكس والمشاغب..فمن يسبب المتاعب دائماً غير مرغوب به في صحافتنا، أما من يقوم بالمشاكسة في صحف الخارج تدفع له مبالغ هائلة، وتبرم معه عقود احتكار كونه يجتذب قراءاً؛ يتابع قاروط: “رئيس التحرير دائماً يتجنب رسام الكاريكاتور، لكنه يقبله في حالة واحدة عندما يخدم وجوده الصفحة إخراجياً، ولذلك أصبح الكاريكاتور عنصر زخرفي تزييني في الصحيفة أكثر منه نصاً بصرياً له مدلولاته وقراءته وموقعه المميز، فالرسوم تأتي من قبيل الحلول الإخراجية للصفحة ليس أكثر، ناهيك عن وجود بعض الأدمغة التي أقفلت على بعض الأسماء كرسامين لا يشق لهم غبار في دنيا الكاريكاتور، وكأن الذي صنعه لم يصنع أحداً لا قبله ولا بعده، خلاك أن فن الكاريكاتور يتحمل أعباء دخلاء على هذا الفن الرقيق والصعب، فهؤلاء يعتبرون أن الكاريكاتور عبارة عن خربشات ليس إلا، وليس فن تشكيلي قائم بحد ذاته، فن يملك كل مواصفات التشكيل وشروطه ومزاياه الإبداعية من كتلة ولون وأفكار”.
    “هؤلاء الدخلاء ساهموا بطريقةٍ أو بأخرى في تشويه صورة فنان الكاريكاتور، فغاب هذا الفن عن جرائد، وغيّب في جرائد أخرى” يعلق القاروط- ومهمة الصحافة السورية اليوم إعادة الاعتبار والمكانة لهذا الفن على صفحاتها، فهناك أمل اليوم باستعادة بريق الكاريكاتور وتخليصه من المتطفلين عليه، فضلاً أن هناك خرق لبروتوكولات التوظيف في جرائدنا السورية، فمن غير المعقول أن يستغل بعض رؤساء التحرير الملاكات الشاغرة المخصصة لتوظيف رسامي كاريكاتور من أجل توظيف سائقين ومستخدمين بدلاً عنهم” ويكمل قره بيت: “جربنا في سورية أن يكون هناك رسامي كاريكاتور في صحافة مسبقة الدفع، بمعنى أنها لا تهتم لمبد الربح والخسارة، المهم أن يكون هناك صحف، ولا يهم أن يكون هناك قراء، أنا أعتقد عندما يصبح لدينا صحافة تعتمد على شباك التذاكر، أي على مبدأ الربح والخسارة، فتقوم الجريدة بالبحث عن فنان الكاريكاتور الموهوب، وتدفع له أجراً محترماً يليق بطبيعة الفن الصعب الذي يقدمه للجمهور، عندها يصبح لدينا مساحة جيدة لفن الكاريكاتور؛ فنخرج من دوامة الإعلام الخشبي الذي لا يلقي بالاً لمسائل التوزيع والتسويق والربح والخسارة، كون الدولة تتحمل كل هذه الأعباء وكل هذا الكم من الهراء في جرائدها” يعود القاروط فيعلق: “أهمية فن الكاريكاتور اليوم مضاعفة في ظل الهجمة الإعلامية الشرسة التي تتعرض لها سورية، فإسرائيل في عدوان تموز2006 على لبنان لم ترمي من طائراتها مناشير كتابة، بل رسوم كاريكاتور تطعن بالمقاومة اللبنانية لحزب الله، وكذلك عندما أراد الغرب الطعن بالدين الإسلامي قاموا بتصنيع رسوم مسيئة للرسول، رسموا ولم يكتبوا، والعرب والمسلمين احتجوا آنذاك على ما رُسم ليس على ما كُتِب”. إضافةً إلى أن هناك حساسية بين فنان الكاريكاتور وبين الكاتب الصحفي، فرسام الكاريكاتور يتمتع بنجومية سريعة، لا تحتاج ما تحتاجه الكتابة من وقت و مراكمة للوصول إلى تلك النجومية.وبالتالي نجد مكانة مادية متدنية لرسام الكاريكاتور الذي يتقاضى أجراً منخفضاً لا يساوي نصف أجرة الصحفي، وهذا الشيء غير مفهوم حتى الآن في الجرائد المحلية، مع أنه في الوقت الذي تكون نسبة تصفح رسوم الكاريكاتور أضعاف تصفح افتتاحيات رؤساء التحرير في تلك الجرائد!
    النقطة الأهم في مشكلة الكاريكاتور بتصور الفنان نضال خليل: ” أن هذا الفن في نهاية الأمر عبارة عن سلعة تحقق حضور، أو لا تحقق، تحقق إقبالاً عليها أو لا تحقق، وكل ما استطاع الفنان أن يقدم حضوراً بصرياً وفكرياً وافتعل مشاكل على الساحة الإعلامية والاجتماعية، كل ما استطاع فنان الكاريكاتور أن يقدم كماً من بضاعته، سيكون هناك الكثيرين من رسامي الكاريكاتور لا يتمتعون بالموهبة الأصيلة لكن ظروف معينة تخدمهم وتقدمهم للجمهور كما حدث مثلاً في جريدة بلدنا، وهذا ما أسميه بنجم الفقاعة” ويتابع نضال خليل: ” أنا لا أستطيع كل يوم أن أكون رسام المفاجآت، مع أنني قدمت لوحات إشكالية، كتلك التي رسمتها لجريدة الاقتصادي، والتي رسمت فيها أعضاء الحكومة السابقة، الآن أنا أدير صحيفة (سالب موجب) وأرسم ما أريده، وهذا يعطيني هامشاً جيداً للعمل على لوحاتي، كون الناس لدينا لا تقرأ، وتجذبها المادة البصرية أكثر من سواها في الجريدة، أو في المواقع الإلكترونية، أجل أتعرض لمشاكل أحياناً لكنني في الوقت نفسه أستطيع أن أبدع هامشي الخاص بين وكم رسمت وجوه لوزراء ومسؤولين، وتعرضت لنقد حاد لكن هذا من صلب عملي ورغبتي كبيرة في الاستمرار، شخصياً لا أشتغل مع الصحف الرسمية، فمنذ عام 2001 وصل عدد الصحف والمجلات الخاصة بسوريا إلى ما يقارب 300مطبوعة، ويمكنني خلق مناخ خاص بكل مطبوعة أشتغل معها، وذلك بالاتفاق مع صاحب أو رئيس تحرير الجريدة، فإذا كان مستعداً لحجم الخسارة بعد سحب العدد من الأسواق على أثر لوحة كاريكاتورية قدمتها في جريدته، فهذا يوسع الهامش بشرط أن تحقق المطبوعة حضوراً في السوق، يحقق لها نسبة من الأرباح والرواج عند جمهور القراء، أما أن أخضع لمزاج رؤساء ومدراء التحرير في الصحف الحكومية فهذا من الصعوبة بمكان، لاسيما أن رسام الكاريكاتور في هذه الصحف لا يتجاوز أجره على اللوحة الواحدة أربعمائة ليرة سورية، هذا قياس لا أحب أن أقيس عليه ما أقدمه من فن يصعب تثمينه بثمن أو مقابل مادي، لكن الحكاية تحتاج لأجر إنساني يوفر الكرامة لفنان الكاريكاتور ويفيه حقه”.
    “الحكاية أشبه اليوم بسوق الهال بالنسبة لمجموعة الصحف البياعةيعلق نضال- وهي غالباً ما تكون صحف يومية أو أسبوعية تحقق رواجاً وشهرةً للفنان الذي يرسم فيها، في حين أن هناك صحف غير مقروءة ولا تحقق رواجاً لدى الجمهور، لذلك على فنان الكاريكاتور أن يفرد بضاعته في هذه الصحف، ويجرب حظه، فضلاً أن رسامي الكاريكاتور لا يجتمعون مع بعضهم، بل إنهم لا يشاهدون أعمال بعضهم البعض، ولا توحدهم سوى النميمة على بعضهم البعض”. يعتبر نضال أنه من الجيل الذي تربى على رسوم عبد الهادي الشماع وعصام حسن وعبد الله بصمه جي وحميد قاروط، لكنه يميل اليوم إلى أن يجرب حظه مع السوق في ظل هذه القطيعة بين أجيال فناني الكاريكاتور”.
    معيار نجاح فنان الكاريكاتور هو ذاكرة الناس وليست الجوائز يعلق قاروط مجدداً- الجوائز التي يتم منحها كجوائز تقديرية ثم يقوم أصحابها بتصديرها للإعلام على أنها جوائز من طراز رفيع، فهذا نوع من فبركة كاذبة لا تضر ولا تنفع، لكنها تلمّع أسماء على حساب أسماء أخرى بذلت حياتها من أجل فن الكاريكاتور، أحد الرسامي السوريين أخذ جائزة دولية إلى جانب رسام إسرائيلي اسمه عنان لوري، ثم قام بتحريف اسمه من لوري إلى “لوي” يعلق ياسين خليل. فيما يتدخل قره بيت: “أنا لا تعنيني هذه الجوائز، المهم ماهية الكاريكاتور، موضوعه، علاقته بما يحصل في الشارع السوري، وليست الجوائز، من يهمه الجوائز فليأخذها، أنا لا يمكن أن أصادر على أحد سلوكه الفني و الشخصي، وليتحمل من قدم ومن سهّل لهؤلاء تلك الجوائز وزر رسوم مفرّغة من أية قضية وطنية تعني المواطن السوري قبل كل شيء”. ويستاءل قره بييت: ” لماذا يحق اليوم لعلي فرزات أن يرسم ما يشاء، وأنا غير مسموح لي ذلك، أنا أطرح هذا السؤال على الصحافة السورية ولتجبني؟” الجواب يأتي من حميد قاروط مرةً أخرى: “العيب في رسام الكاريكاتور الذي لم يستطع أن ينتزع هامشه، بالنسبة لفرزات استطاع أن ينتزع هذا الهامش، بالنسبة لي بعد أن رسمت لوحة “الصنبور” عن زيادة الرواتب كنت كلما قدمتُ لوحة لرئيس التحرير فيها طاولة أو كرسي يقول لي بالحرف الواحد: خبئها في أرشيفك..غير صالحة للنشر يا حميد؛ بعد فترة قابلته لأسأله عن رفضه للعديد من رسوماتي، فقال : حميد بعد أن رسم كاريكاتور الحنفية جبُنَ لا أعرف من أصابه الجبن أنا أم هو؟
    لنعترف أن ما يرسمه علي فرزات لا يجرؤ رسام آخر على التفكير فيه حتى بينه وبين نفسه يضيف قره بيت، فيما يعلق.الشماع: ” دعنا لا ننسى أن ما نقوم برسمه أنا فارس قره بيت يصدر عن صحيفة الوطن السورية، لكن ما يرسمه علي فرزات يصدر في موقع إلكتروني، إذاً الحكاية أيضاً تابعة للمؤسسة التي تنشر فيها، ولسياسة هذه المؤسسة أو تلك، ولا علاقة هنا للجرأة أو الهامش، المشكلة أن الجمهورية العربية السورية لم تدعم سوى رسامين يعرفهما الجميع، وهما الوحيدين اللذين رعتهما ودعمتهما جاعلةً منهما أبطال الكاريكاتور السوري!”
    على الرغم من عراقة الكاريكاتور السوري إلا أنه ليس هناك رابطة أو جمعية لفناني الكاريكاتور في سورية، و في الوقت ذاته “لا يوجد في نقابة الفنون الجميلة لا رباطة نحت ولا جمعية نقاد، ولا جمعية حفر، ليس هناك تخصصات، لا أحد يتقبل، نحن بين بعضنا كفناني كاريكاتور يمكن أن نؤسس جمعية خاصة، لكننا سنتهم بعدها بأننا نؤسس لحزب سياسي -يعلق الشماع، ويوضح بصمه جي: “يمكن لأي أحد اليوم أن يشارك في المعارض الدولية، فقط عليك أن تطبع لوحة من على الأنترنت وترسلها عبر البريد الإلكتروني إلى عناوين هذه المعارض، فالكثيرون اليوم يشاركون بهذه الطريقة، ويربحون الجوائز، مع أنهم لا يعرفون حتى ألف باء الرسم، فما بالك بفن الكاريكاتور، والدليل على ذلك هناك رسامون مبتدئون ليس لهم علاقة بالكاريكاتور يفوزون بجوائز من هذه المعارض، وهناك من سرق لوحة لعلي فرزات وشارك في معرض كاريكاتور بتركيا وفاز بجوائز”.
    تبقى الجائزة الحقيقية هي ذاكرة الناس، وأهم فنان عربي أخذ الجائزة الذهبية في هذا النوع من الفن هو ناجي العلي، فمن يستطيع أن ينسى حنظله ويديه الممدودتين خلف ظهره؟ يؤكد القاروط على فكرته من جديد
    رسوم مؤجلة:
    لا يوجد شيء لم أنشره، لكن الحالة الإبداعية اقتصرت على نظرة تقليدية للرسام على أنه موظف ليس إلا-يفتتح ياسين خليل في معرض كلامه عن رسومه المؤجلة فيما يوضح القاروط : شخصياً انا أرسم فقط للنشر تقريباً، فأنا أخضع لسياسة الصحيفة وقوانين النشر، لكنني في المواقع الإلكترونية أتحرر من هذه القيود وأنشر ما لذّ وطاب لي.
    لديّ بالطبع رسوم مؤجلة-يعترف عصام حسن- “رسوم تم عرضها لكنها لم تنشر حتى اليوم، لكن المشكلة أن هناك أماكن لا تؤجل معها لوحاتك، بل تطالبك وتملي عليك ما يجب أن ترسمه، أحياناً كثيرة يخضع فنان الكاريكاتور للقمة العيش، وأحيان أخرى يأخذ هذا الفنان موقفاً من هذه الإملاءات فلا يخضع لها، أنا شخصياً لم أخضع لهذه الإملاءات التي كان آخرها طبيعة رسوم معينة لمجلة أطفال كويتية، في النهاية أنا لا يهمني إلا صحف وطني، ولا يضيرني بشيء أن تمنعني السعودية أو الكويت أن أرسم ما أريد، ما يهمني كما قلت هو أن أشعر أنني في عملي أتلقى الاحترام في وطن يصون لي حرياتي الشخصية والفنية، أن أشعر بقيمة ما أفعله لوطني، وأن أتلقى النقد والانتقاد على ما أقدمه عبر النقاش وتبادل الآراء والخبرات بين الفنان والجمهور، بين اللوحة والمتلقي، أن أعرف لماذا لوحتي غير قابلة للنشر دون أن يقوم أحدهم بتسخيف وتتفيه ما أرسمه في كل لحظة، فالسلوك السلبي اتجاه الفنان يحبطه، وهذا ما ساهم فيما بعد في إغناء مشهد عام من الحياة السورية مليء بالإحباط نتيجة انتقاص الآخرين الدائم من قيمة ما تفعل أو ما تقدم لوطنك، أعود وأقول هذا الشعور بالإحباط والإهانة لا يتولد لديّ في الخارج، فأنا لا يهمني هذا الخارج ولا تعنيني قيمه الرقابية، ما يعنيني هو وطني الذي أعيش فيه، والمناخ الذي يحركني نحو عملي اليومي لتطوير فكرتي عن نفسي بالشراكة المستمرة مع الآخرين من حولي”.
    لا أعتقد أن هناك رسوم مؤجلة، ورسوم غير مؤجلة، يعلق عبد الله بصمه جي:” الأمر تابع لذهنية الرقيب أو المؤسسة التي تعمل لصالحها، فأنا عندما كنت أعمل مع جريدة (الكفاح العربي) كنت أنتقي مواضيع غاية في الجرأة لرسوماتي، حيث شجعني رئيس التحرير وليد الحسيني على ذلك، وتبنى مقترحاتي الكاريكاتورية محطماً لي التابوهات التقليدية الثلاث (الدين، السياسة، الجنس) وهذا ما كان ليحصل في صحف سورية، كجريدة الثورة مثلاً.. المفارقة أنني كنتُ أرسم لصحيفة لبنانية مصدّراً أفكاري إلى الخارج، وأعود لأستردها عبر الرقيب ذاته الذي منعني من صياغة هذه الأفكار عبر فن الكاريكاتور، أستطيع القول أن الرسوم التي قدمتها (للكفاح العربي) أكثر جرأة حتى من الرسوم التي يقدمها علي فرزات الآن على أنها أيقونة في الجرأة على السلطة”. المهم أن نقتل الشرطي، ليس الشرطي الذي قال أحدهم أنه قتله من نفسه، بل الشرطي الذي نخاف أن يحاكمونا على قتله.. يمضي قاروط مجدداً في توصيفه، لكن الشماع يوضح قصته مع رسومه المؤجلة: “لدي الكثير من الرسوم المؤجلة التي تسكن البال دائماً، ففي خاطري هناك دوماً رسوم مؤجلة، فأنا ونتيجة موقف قديم اعتزلت بسببه الكاريكاتور السياسي، لكن في الفترة الأخيرة أصبحت أقترب من حالة سياسية ربما تتطور فيما بعد إلى رغبة برسم حالات سياسية اجتماعية”.
    أهمية الكاريكاتور أحياناً تأتي من الكاريكاتور نفسه، وأحياناً من الظرف السياسي أو الاجتماعي الذي ينشر فيه الكاريكاتور، لدي مبدأ لاعب كرة القدم الذي ينتقل من نادي لنادي آخر، فيضطر إلى تغيير ألوان قميصه، هذا ما يفعله فنان الكاريكاتور عندما ينتقل من حالة إلى أخرى، من مناخ إلى آخر، بمعنى أنا اليوم أرسم في صفحة اقتصاد لصحيفة سعودية، يعلق قره بيت- وبعيداً عن كل مشاكل فريق سياسي معين، وذلك بشغلي الدائم على تفاصيل وأحداث اقتصادية بحتة، المشكلة مع الرسوم المؤجلة عندما ترفض الجريدة رسماً كاريكاتورياً أريد من خلاله أن أوصل رسالة معينة لجمهور معين وفي توقيت معين، عندها يكون الرفض معناه هو عدم تكراري لهذه الرسالة مرةً أخرى كونها رسالة تحمل في خباياها راهنية العمل الذي قمت بإعداده”.
    على مدى سنوات طويلة تكرّس في أذهاننا فكرة تقليديية عن الكاريكاتور-يتابع قره بيت حديثه عن مؤجلاته- “وهي أن رسام الكاريكاتور عندما يقوم بهذا النوع من الفن كأنه يمارس عملية انتحار أو عملية اغتيال، فالكاريكاتور عندما يعجز أن يصير انتحاراً أو اغتيالاً تصبح الحكاية حكاية هامش عليك أن تلعب ضمن حدوده، إلا أن هذا الهامش يقترح بدوره هوامش أخرى تخترعها كمناطق عزل وأمان لعملك كرسام تقيك من مناطق خطرة أنت لا تريد اقتحامها-على الأقل في الوقت الحالي، الحقيقة أنا عملي في الكاريكاتور الذي حققته في الصحافة السورية توقف على رسوماتي في جريدة الوطن السورية، قبلها كان عملي منصباً على رسوم الأطفال، كنت أخشى فعلاً من مصير من سبقوني في هذا العمل كما انتهى المطاف بهم إلى مأوى العجزة كالفنان الكبير ممتاز البحرة، شخصياً أنا بدأت الرسم في جريدة (الراية القطرية) ثم عملت لصالح الوطن السورية، فبالنسبة لي موضوع رفض الرسوم من إدارة الجريدة تعني لي موقف العريس في ليلة دخلته عندما يتعرض لإحباط يؤثر على نشاطه، لتستمر معه هذه الحالة بقية عمره، لذلك عرفت عبر تجربة الرفض هذه في الجرائد السورية وخصوصاً في عهد رئيس تحرير جريدة تشرين السابق عميد خولي أشكال عديدة من هذه الرهبة دربتني فيما بعد على دراية واسعة بكل الخطوط الحمراء التي عليّ تجنبها، وهذا ما لم يحدث معي على الإطلاق في الجرائد العربية، فحتى عند رفض إحدى الرسومات لم أكن ابلغ بالرفض بل كنت أرى رسماً آخر لي في مكان الرسم الذي أرسلته للنشر، شخصياً أنا لا أومن بما يقوله البعض عن الحجم الهائل للرسوم الممنوعة لديه، فجميعنا يعرف نحن معشر الكاريكاتوريين أي مكان نستطيع فيه العمل، وأيّ الأماكن لا نستطيع دخولها، هذا بدوره يؤدي بعد فترة لأرشفة العديد من الرسومات التي ما تزال تحيى في ذاكرتك وذهنك، أو على وشك الموت، وكم هي الرسوم التي رسمتها بيني وبين نفسي ومن ثم مزقتها، أو بالأحرى ابتلعتها مع حبرها..!”
    الرسوم المؤجلة كما يعزوها نضال خليل “تتأتى من طريقة فهمك للخطوط الحمراء التي تربينا عليها، فأنا مثلاً رسمت العديد من الشخصيات السياسية في الحكومة السابقة، حقيقة خوفي لا يأتي من رسم الشخصيات السياسية، بل من حاشية هؤلاء الذين غالباً ما يكونون ملكيون أكثر من الملك، وحراس على كل عمل إبداعي قد يفسروه ويؤولوه كما يشتهون، ومع ذلك ليس من الضروري أن أرسم رئيس الجمهورية حتى أصير حراً، أحياناً فنان الكاريكاتور يرسم تفصيلاً صغيراً ذو حساسية اجتماعية قد يخلق أزمة كبيرة في البلد كله، قد أرسم تحرش بائع جوال بامرأة خدش حياءها، قد تتحول من هذا المستوى العابر إلى قضية رأي عام، فالكاريكاتور السوري ليس لديه عقدة برسم رجل مخابرات على سبيل المثال، كون الخط الأحمر له علاقة بسياسة معينة تتعلق بثقافة اجتماعية ذات حساسيات معقدة على بساطتها؛ إلا أنها قد تتألب عند أقل هفوة أو استهتار من قبل الفنان”.إلا أن “فنان الكاريكاتور يرسم بكل الألوان ماعدا الخط الأحمر، فالفنان لا يستخدم الخط الأحمر، بل يُرسم له الخط الأحمر دائماً” يقول حميد قاروط: “مشكلة الكاريكاتور هي في ضرورة تمكن الفنان من نشره في الصحافة، مما يرتب عليه محاذير كثيرة، فرسام الكاريكاتور يتمكن من رسم ما يشاء لمعارضه الخاصة، أو المشتركة، عندها يتخلص من سطوة الخطوط الحمراء التي تمارسها الصحافة على أعماله، ويذهب إلى أماكن لم يكن ليحلم بها من قبل على صفحات الجرائد اليومية من ناحية التكنيك والموضوع والخطوط والفكرة”.
    الخط الأحمر موجود في سوريا و خارج سوريا، وهذا الخط يعلو ويهبط بمقدار حساسيتك للجو العام وقدرتك على تقصي أي تشنج موجود في الجوار-يوضح قره بيت- مما يحتم على الفنان جس نبض مستمر للمناخ الذي يرسم عنه، وهذا تابع لمهنية الفنان وحرفيته. ويتدخل قاروط: “المشكلة في صحافتنا السورية أن التابوهات الثلاث لم تعد تشكل خطوطاً حمراء، بل صار هناك أشخاص بعينهم عبارة عن خطوط حمراء يمنع على رسام الكاريكاتور الاقتراب منها، فيصبح عندها رئيس الصفحة خط أحمر، ورئيس التحرير خط أحمر، وفنان فلاني، أو كاتب فلاني تابو، لذلك تداخلت في الفترة الأخيرة الخطوط الحمراء مع بعضها البعض، أنا شخصياً مع خطوط حمراء معينة قد تسيء أو تمس أو تستنفر حساسية مجتمعات معينة، لكن مالا أفهمه أن يصبح شخص بعينه خطاً أحمراً، هذا ما يجب على الصحافة السورية أن تتخطاه اليوم، جاعلةً من هدر الدم الوطني خطها الأحمر الوحيد”.فيما يلفت الشماع إلى ضرورة “إصدار قانون مطبوعات يعطي للصحافة دورها، لنعود لأيام القبس السورية التي كانت صحيفة النهار ترسل لنا محرريها كي ندربهم.إذ أن هناك رسامون سوريون يرفضون التعامل مع الصحافة السورية، لكنهم سيقبلون على هذه الصحافة في حال تم إصدار قانون إعلام معاصر يلبي تطلعات هؤلاء”.
    التحقيق نشر في جريدة تشرين السورية
    والصورة بعدستي في القسم الثقافي للجريدة الزرقاء- يظهر فيها الراحل عبد الله بصمجي والفنان عسام حسن والفنان عبد الهادي الشماع

  • يوم  كرم الاتحاد الأوروبى ثلاثة مصريين فائزين بمسابقته السنوية للتصوير الفوتوغرافى خلال شهر  يناير 2018 م

    يوم كرم الاتحاد الأوروبى ثلاثة مصريين فائزين بمسابقته السنوية للتصوير الفوتوغرافى خلال شهر يناير 2018 م

    الاتحاد الأوروبى يكرم 3 مصريين فائزين بمسابقته السنوية للتصوير الفوتوغرافى

    الاتحاد الأوروبى يكرم 3 مصريين فائزين بمسابقته السنوية للتصوير الفوتوغرافى

    كتبت: رباب فتحى
    الأحد، 14 يناير 2018 م
     الاتحاد الأوروبى يكرم 3 مصريين فائزين بمسابقته السنوية للتصوير الفوتوغرافى

    ظم وفد الاتحاد الأوروبى لدى مصر مساء اليوم الأحد حفلا لتكريم الفائزين بالمراكز الثلاثة الأولى فى النسخة العاشرة من مسابقة التصوير الفوتوغرافى السنوية للهواة والتى كان موضوعها “الوجهات المفضلة في مصر”.

    IMG-20180114-WA0000

    كما ينظم الوفد معرضا لأفضل 30 صورة بالمسابقة في “تاون هاوس جاليرى” بوسط البلد فى القاهرة حتى يوم الأربعاء الموافق 17 يناير. شارك في مسابقة هذا العام 143 مصور بأكثر من 400 صورة من مختلف أنحاء مصر.

    IMG-20180114-WA0001

    وقال السفير إيفان سوركوش؛ رئيس وفد الاتحاد الأوروبى، إنه سعيد بالعدد الكبير من الصور التى تم تقديمها في المسابقة وجودتها، حيث تظهر جمال وتنوع مصر.

    IMG-20180114-WA0005

    وأضاف سوركوش: “تشجع تلك الصور الرائعة على زيارة أم الدنيا مصر والتمتع بوجهاتها وآثارها الساحرة”.

    IMG-20180114-WA0007

    ومنح السفير سوركوش الفائز الأول فريد محمود عابدين عدسة تصوير تلائم نوع الكاميرا الخاصة به، وحصل الفائز الثاني أحمد بدر عبد العظيم على عدة إضاءة تستخدم في التصوير، بينما فاز صاحب المركز الثالث مصطفى بشار الشوربجي بفلاش متوافق مع نوع الكاميرا الخاصة به.

    كما منح السفير سوركوش المشاركين أصحاب أفضل 30 صورة شهادات تقدير وكتالوج مطبوعة فيه أعمالهم. وأصدر وفد الاتحاد الأوروبي تقويما لعام 2018 عرض فيه أفضل 12 صورة في المسابقة.

    جدير بالذكر أن أعضاء لجنة التحكيم النسخة العاشرة من مسابقة التصوير الفوتوغرافي هم أشرف طلعت، وشيماء علاء، وأحمد مصطفى.

    ويعمل أشرف طلعت مصورا محترفا لدى مجلة ناشيونال جيوجرافيك، وعُرضت أعماله في العديد من دول العالم، وحاز العديد من الجوائز مثل لقب “مصور العام” في مسابقة فينيسيا للتصوير عام 2005.

    وحصل أحمد مصطفى على العديد من الجوائز ضمن مشاركاته في مسابقات متعددة؛ منها مسابقة الاتحاد الأوروبي للتصوير، بالإضافة الى فوره بلقب “مصور العام” من نادي “إن فوكاس” للتصوير عام 2014.

    فيما تعمل شيماء علاء فنانة ومصورة محترفة، وشاركت في العديد من المسابقات والمعارض، كما حازت على جوائز عدة منها الجائزة الكبرى في مسابقة الشارقة للتصوير.

  • تحدث الفنان الفوتوغرافي أحمد الترهوني للأيام : الصورة الفوتوغرافية مولودا تشكيليا بأدوات مختلفة .. – مشاركة  الحوار / محمد الجنافي

    تحدث الفنان الفوتوغرافي أحمد الترهوني للأيام : الصورة الفوتوغرافية مولودا تشكيليا بأدوات مختلفة .. – مشاركة الحوار / محمد الجنافي

    Image result for ‫المصور الليبي أحمد فتحي العريبي‬‎

     حوار / الفوتوغرافي أحمد الترهوني للأيام : الصورة الفوتوغرافية مولودا تشكيليا بأدوات مختلفة .

    الفوتوغرافي أحمد الترهوني للأيام : الصورة الفوتوغرافية مولودا تشكيليا بأدوات مختلفة .

     حوار / محمد الجنافي

    كغيره من الفنون البصرية يعكس فن التصوير الفوتوغرافي ابداع  المصور الفنان وهو يؤطر بحسه الفني كادر الصورة المؤرخة للذاكرة ، والمثبتة لبعد اللحظة على مشهد الجمال الساكن في ايحاء الشكل وعمق المضمون .

    ففي الصورة الفوتوغرافية يبسط براح الضوء فضائه لتعبير الإبداع فيتكشف لحظة التقاطها أحساس الفنان بسحر المرائي المنثور في تفاصيلها الآسرة  لبصر المتذوق .

    وكما أن لفن التصوير الفوتوغرافي في بلادنا حكاية تطوره التي نستقرئ في حوارنا هذا أهم فصولها وأبرز محطاتها ؛ فللفنان الفوتوغرافي ( أحمد مختار الترهوني ) حكاية ابداعه مُذ تجلت موهبته الفنية في الصورة  الفوتوغرافية ” أوقفوا الحرب ” إلى عروض ابتكاره الضوئي ” معزوفات ضوئية ” وهي تنير بشعاعها دروب نجاحه إلى الجوائز والقلائد والشهائد المحلية والعربية والعالمية ، وتضيء بلقطاته المتفردة للوطن والجمال والبيئة .. أرجاء المشهد الفوتوغرافي الليبي ..

    وله رؤاه لفن الصورة الفوتوغرافية ؛ مفهوما .. وتاريخا .. وتطورا .. ، وله كذلك تصوره في نشر ثقافة الصورة والارتقاء بذوق جمهورها إلى حس الفنان ودرجة ابداعه .. ؛ فهي في نظره مولودا تشكيليا بأدوات مختلفة ، وفناً يستلزم عزم هواته على تطوير ذواتهم ، ونوعاً فارقاً يميز المصور الفنان عن المصور المبتدئ .. عبر كل هذا نستطلع بعيون الفنان فضاء فن الصورة الفوتوغرافية ، ونعاين بعدسة المحترف حضورها الفني ضمن المشهد الثقافي المحلي والعربي والعالمي الذي لطالما كان ضيف حوارنا سفيرا للصورة الليبية إليه في العديد من المسابقات والمعارض ..

     

    الأيام : قبل أن نتحدث عن بواكير علاقتك بفن التصوير الفوتوغرافي نود في البداية تعريف القارئ على جوانب من سيرتك الذاتية ؟

    الفنان الفوتوغرافي أحمد الترهوني : أسمي أحمد مختار الترهوني ، وأنا من مواليد العام 1956 م ، ولدت ونشأت في مدينة طرابلس وتحديداً في شارع بلخير ، درست الثانوية العامة في مدرسة علي وريث القديمة ، وتحصلت على بكالوريس هندسة ميكانيكية في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1982 م من جامعة دايتون ، وأعمل حاليا كمراقب للإعلام والعلاقات العامة مع شركة مليتة للنفط والغاز ، كما عملت سابقا مع شركة الزويتينة للنفط ، وفيما بعد وبدافع تعلقي بهواية التصوير أكملت دراستي العليا وتحصلت على ماجستير في مجال الفنون البصرية تخصص تصوير فوتوغرافي من جامعة بلغراد ، أما عن حالتي الاجتماعية فأنا –ولله الحمد- أب لستة أبناء ، وجد لطفلين – ولد وبنت – …

    2

    الأيام : رحلتك مع الصورة الفوتغرافية متى بدأت ؟ وكيف تطورت ؟

    الفنان الفوتوغرافي أحمد الترهوني : الواقع وللأمانة ليس لدي تاريخا معينا يحدد بداية ميولي لفن التصوير ؛ ففي البداية كنت أرسم ولا أدعي بأني كنت رساما كبيراورسوماتي كانت جميلة ولكن ليس للدرجة التي تدفعني لإقامة معرض أو الاشتراك بها في المسابقات ؛ فرسوماتي كانت تعجب المحيطين بي كما أنها لم تكن نقلية او واقعيةفقد كانت اقرب للتجريد ، أما ما اعده نقطة البدايةلانطلاقتي في مجال التصوير ؛ فيتمثل في تاريخ اشتراكيوفوزي في المسابقة التي اقامتها مجلة عربية عراقية اسمها ” كل العرب ” في العام 1985 م ، وقد كانت هذه المجلة توزع في ليبيا فضلا عن كونها تحظى في ذلك الحين بانتشار على مستوى الوطن العربي ، وقد نظمت هذه المسابقة في حينها للهواة والمحترفين .. ، وقد كان من شروط المسابقة أن تكون الصورة ذات دلالة ومضمون ، وقد شجعتني على الاشتراك فيها أختي ” عائشة ” ، وهي حاليا دبلوماسية بالسفارة الليبية في اليونان ، وأذكر أنني قلت لها عندما أصرت على مشاركتي بأنه ليس لدي فكرة محددة للصورة ؛ فبادرت هي بتقديم فكرة الصورة وقمتبدوري بتنفيذها ، وكان دافع اصرار أختي على مشاركتيهو معرفتها المسبقة بإمكانياتي وموهبتي في التصوير ،وثقتها في قدرتي على الفوز في المسابقة ، علاوة علىادراكها بأن اشتراك الموهوب في المسابقة وتقديم ابداعه للجمهور هو الخطوة الأولى لانتشاره ؛ ولهذا فأنا دائم النصح للموهوبين بضرورة الاشتراك في المسابقات كونها تمثل بداية الطريق للتطوير والصقل من خلال النقد البناء .. وقد كان اسم الصورة التي شاركت بها هو (  Stop War – أوقفوا الحرب ) ، وقد التقطت هذه الصورة لابن أخي عثمانواسمه يوسف الذي كان في ذلك الحين طفلا نحيف الجسم ، وكان يرتدي بنطلون جينز – شورت – مثبت بحزامين على الكتف وقد كان جسمه عاريا من الأعلى ، وكان يرتديحذاء والده العسكري ، وقد التقطت له الصورة على خلفية حائط قديم ومتهرئ تنمو بجواره نبتة قد يوحي ظهورها في الصورة بالبؤس والشقاء كونها تنمو في الفضاءات المهملة ، وقد بدا يوسف في الصورة شارد الذهن وهو يضع قدمه على الحائط ..

    أما جمال الصورة وسبب نجاحها فيكمن في اظهارهالملامح الحزن التي ارتسمت على وجه يوسف ، وأذكر أنني قد طلبت منه مرارا أن يظهر ملامح حزينة على وجهه قبل التقاط الصورة ولكن ما أظهره من ملامح حزينة لم تكن بالوضوح والقوة المطلوبة ؛ ولذلك فقد اضطررت إلى الصراخ في وجهه ما ادى إلى ارتسام ملامح حزن حقيقي عليه ؛ وبالتالي اعطت انطباع حزين للمتلقي عن طفل يعاني الهم والحزن جراء الحروب ؛ فالصورة كانت عفوية ومقنعة ولقد تحصلت على الترتيب الثاني بالمسابقة ، وقد قمت بإرسال هذه الصورة باسم اختي عائشة وذلك لأني أرسلت ثلاثة صور مختلفة واحدة باسمي والثانية باسم اختي عائشة وهي الصورة الفائزة والصورة الثالثة باسم أخي صلاح الدين ، وقد كانت الجائزة عبارة عن زيارة لمدة اسبوعإلى باريس ، وقد ذهبت أختي عائشة وأخي صلاح الدين ولم أتمكن أنا من الذهاب وذلك لأن الجائزة كانت باسم أختي وكذلك بسبب انشغالي بعرسي في تلك الايام .. وقد قمت بعد هذه الجائزة – ولله الحمد – بالمشاركة في الكثيرمن المعارض والمسابقات وتحصلت على العديد من الترتيبات والجوائز …

    كما ان مشاركاتي في الاسابيع الثقافية والسياحية الليبية التي كانت تقام في الخارج كان لها الفضل في تقديمي وإظهار ابداعي ونشره في الدول العربية والأجنبية ، وأذكر من هذه الأسابيع: الأسبوع الثقافي العربي الليبي في الرياض بالسعودية 2001 م  ♦  الأسبوع السياحي الليبي فينا بالنمسا 2002 م ♦ الأسبوع الثقافي الليبي في الجزائر 2003 م  ♦  الأسبوع الثقافي الليبي في تونس 2004 م ♦ أيام الفن الليبي بالنمسا 2004 م ♦ ملتقى رجال الأعمال الليبيين- الألمان فرانكفورت ألمانيا 2005 م ..

    وقد كنت – بفضل الله تعالى – دائم السعي لتنمية ذاتي وتقوية مهاراتي فتحصلت على درجة الماجستير في مجال التصوير كما ذكرت، وإلى جانب ذلك فأنا دائم العمل على تطوير نفسي وتنمية ذاتي بشكل متواصل من خلال اطلاعي ومواكبتي لمستجدات هذا الفن ؛ فبفضل الله طورت نفسي بكل ما أتيح لي من وسائل، بما فيها قراءتي لكاثالوجات آلات التصوير التي كانت دائما تكتب بخط وحروف صغيرة الحجم ولا تكاد أن تقرأ ، وكذلك بإطلاعي على المجلات المتخصصة في فن التصوير والتي لم تكن موجودة في ليبيا للأسف ، وكنت أتحصل عليها عن طريق بعض الزملاء الأجانب العاملين معي بشركة الزويتينة للنفط وهم من بريطانيا ؛ ففي تلك الفترة لم يكن هناك انترنت ، ولا دورات في التصوير الفوتوغرافي ، وكانت مجلات التصوير هي مصدر المعرفة الوحيد ..

    الأيام : ماذا عن المعارض التي أقمتها شخصيا أو شاركت بها محليا وعربيا ودوليا ؟

    الفنان الفوتوغرافي أحمد الترهوني : تحصلت على جوائز في مسابقات محلية وعربية ودولية من بينها الجائزة الثانية على مستوى الوطن العربي عام 1985م بإشراف وكالة غاما باريس   ♦  الجائزة الأولى على مستوى ليبيا في المسابقة التي أقامها المركز الفني لحماية البيئة 1990م ♦ الجائزة الأولى على مستوى ليبيا في المسابقة الثقافية الكبرى عام 1992م ♦  الجائزة الأولى على مستوى ليبيا في المسابقة الفنية السياحية بإشراف الهيئة العامة للسياحة 1994 م ♦    الجائزة الذهبية على مستوى العالم مهرجان بغداد الدولي العاشر للصورة الفوتوغرافية . بغداد العراق عام 2000 م ♦الشهادة التقديرية الفخرية على مستوى العالم معرض ” وداعا للقرن العشرين في صور ”  بلغراد يوغسلافيا 2001 م ♦ قلادة العمل الفني المتميز في معرض المعارض للمصورين المحترفين بلغراد يوغسلافيا 2001 م ♦ افادة الصورة الرقمية الاعلامية الراقية من الجمعية اليابانيةللمصورين المحترفين . طوكيو اليابان 2005 م ♦  الجائزة الذهبية في المهرجان الثاني للمصورين العرب هامبورغ ألمانيا 2005 م ♦ الجائزة الذهبية في المهرجان الرابع للمصورين العرب  هامبورغ ألمانيا 2007 م ♦ الجائزة الذهبية في المهرجان السادس للمصورين العرب  هامبورغ ألمانيا 2009 م .

    أما بخصوص المعارض، فقد أقمت وشاركت في العديد من المعارض المحلية ، والعربية ، والعالمية والتي كان أبرزها : – معرض ” ليبيا في صور ” الذي اقامته الجمعية الليبية للثقافة والعلوم 1996م ♦ معرضي الشخصي الأول ” معزوفات ضوئية ” برعاية شركة استقبال وإعادة البث – شاع – بدار الفنون طرابلس 1997م ♦ المعرض الشخصي الثاني ” إليكِ ” برعاية النادي الليبي للسيارات والمكتبة القومية المركزية طرابلس 1999م ♦ مهرجان بغداد الدولي العاشر للصورة الفوتوغرافية بغداد العراق 2000 م ♦معرض “وداعا للقرن العشرين في صور للأبد ” – بلغراد يوغسلافيا 2001 م ♦ معرضي الرقمي الضوئي الأول ” حبيبتي التي تجالس البحر ” طرابلس 2002 م ♦ معرضيالرقمي الضوئي الثاني ” جماليات ليبية ” ♦    المهرجان الدولي للثقافة والفنون طرابلس 2003 م  ♦ معرضيالرقمي الضوئي الثالث ” لغة الضوء ” – المعهد الثقافي الفرنسي طرابلس 2004م ♦ معرضي الضوئي الرقمي الرابع ” مرحبا بكم إلى ليبيا ” – طوكيو اليابان 2005 م ♦المهرجان الثاني لإتحاد المصورين العرب – هامبورغ ألمانيا 2005 م ♦ المهرجان الرابع لإتحاد المصورين العرب – هامبورغ ألمانيا 2007 م ♦ المهرجان السادس لإتحاد المصورين العرب – هامبورغ ألمانيا 2009 م ♦ … وإلى جانب ذلك فقد تحصلت – ولله الحمد- على العديد من الجوائز والقلائد والدروع وتم تكريمي في كثير من المحافل.

    3

    الأيام : ما هو نوع أول آلة تصوير اقتناها الفنان أحمد الترهوني ؟

    الفنان الفوتوغرافي أحمد الترهوني : أول آلة تصوير اقتنيتها كانت ” مينولتا اكس 700 ” ، وقد كانت آلة ممتازة في تلك الفترة – منتصف الثمانينات – وكانت أيضا أحد أسباب نجاحي وفوزي بالترتيب الثاني في مسابقة الصورة ، وهي أول اصدار من شركة مينولتا مدعوم بــ ” البرمجيات” بالإضافة إلى ” الأوتو – الآلي المعتاد “وقد اشتريتها من أحد مراكز توزيع شركة الصحاري التي كانت تستورد هذه السلع وأذكر أن ثمنها كان مائتان وخمسون دينار تقريبا ،مع شكري للأستاذ / علي الجمل على نصيحته بإقتناء هذا النوع، وقد كانت بداياتي قبلها بالكاميرات ذات النظام الآلي مثل أي هاوي جديد مقبل على فن التصوير ..

    الأيام : هل كان هناك دور لوسائل الاعلام المحلية في التعريف بأعمالك ونشرها ؟

    الفنان الفوتوغرافي أحمد الترهوني : في العام 1986 م سمع الاستاذ الاعلامي الكبير المرحوم مفتاح حجازي بقصة فوزي بصورة ” أوقفوا الحرب ” ، وقد تزامن ذلك مع بداية تقديمه لبرنامج ” صباح الخير أول جماهيرية ” صحبة الاعلامية الدكتورة عائشة الحاجي ؛ فاستضافني الاستاذ مفتاح مع ابن أخي يوسف وتحدثت عن فوزي بالمسابقة ، وقد تقبل الوسط الفني والجمهور مسألة مشاركتي في المسابقة باسم أختي وعرف ان الصورة من عملي ، وفي تلك السنوات كان معد برنامج صباح الخير هو الاستاذ عبدالرزاق الشريف والذي استمر في اعداد البرنامج لسنوات طويلة ، وقد استلهم الاستاذ عبدالرزاق من اللقاء بي وحديثي عن قصة الصورة التي فزت بها وغيرها من الصور فكرة لفقرة بعنوان ( حكاية صورة ) ؛ لأقوم فيما بعد بتقديمها من خلال ذات البرنامج كل  يوم جمعة ولعدة سنوات متواصلة استمرت حتى العام 2010 م .

    وبالإضافة إلى الفقرة المخصصة في برنامج صباح الخير فقد توالت الاستضافات المرئية بشكل مكثف – ولله الحمد –  من قبل أفاضل من الإعلاميين أذكر منها على سبيل المثال لا الحصر استضافات مهمة لتقديم تطبيقات حية للكاميرا الرقمية في تصوير ضيوف أو جمهور الحلقة على الهواء مباشرة ؛ حيث كان أقوى لقاءين مع الإعلامي حسام الدين التائب في برنامجه الرائع ( لنسهر معا ) ، ومع الاعلامي المرحوم عمر السنوسي في برنامجه الرائع ( إبداع ) ،  وهذا بالإضافة إلى برنامجي المرئي المعروف بـ “معزوفات ضوئية” والذي كان عبارة عن عرض صوري الفنية في 3 دقائق مصحوبا بموسيقى عالمية هادئة ، كما قدمت كذلك برنامجي الخاص عن التصوير الفوتوغرافي المعروف بـــ ( الرسم بالضوء ) صحبة المتألقة اللبنانية “باسمة عيسى ” وقد عرض هذا البرنامج في 12 حلقة بقناة “البديل” في العام 2007 م .

    من جانب آخر فلفقد كان للصحف المحلية آنذاك دورها الكبير وانتشارها المحلي الواسع وقد كنت دائما  – ولله الحمد – محل أنظار محرري الصفحات الفنية في هذه الصحف ؛ فكانوا دائما يقومون بتغطية نشاطاتي وتتبع أخباري الفنية سواء منها المحلية أو العربية أو الدولية ؛ فأنا أدين للكثير منهم بهذا الفضل ، وأذكر بعضهم بما تجود به الذاكرة ، وليعذرني من سقط اسمه سهوا فلم أذكره ؛ والأساتذة هم فوزي المصباحي ، نور الدين عبعوب ،  سمير جرناز ، خالد القاضي ، خالد غلام ، الهادي القرقوطي ، عبد الله خويلد ،السنوسي العربي ، جمعة الرقيبي ، المرحوميوسف بالريش ..

    الأيام : تفتقت موهبتك الفنية في التصوير الفوتوغرافي في سن متأخرة نسبيا ، ما هو أثر ذلك على نموها وتطورها ؟

    الفنان الفوتوغرافي أحمد الترهوني : التصوير كموهبة لايرتبط بالعمر ؛ فأنا عندما فزت بالمسابقة المذكورة وظهرت موهبتي كان عمري ثلاثون سنة ، وأنا دائم الحرص وفي كل مناسبة على الاشارة إلى أن موهبة التصوير غير مرتبطةبالعمر ، فليس بالضرورة أن تتفتق موهبة انسان ما في التصوير في سن مبكرة ، وقد عشت هذا مع نفسي ومع غيري في مجال التصوير ، فإذا استهوى التصوير الفوتوغرافي شخصا ما ؛ فما عليه إلا أن يلتزم بقواعد التصوير وثق بأنه سوف يكون مصور فنان ومبدع مهما كان عمره ..

    الأيام : أياً من الفنانين الفوتوغرافيين الذين سبقوك إلى هذا المجال الفني كان لهم الفضل في صقلك والدفع بك ؟

    الفنان الفوتوغرافي أحمد الترهوني : الحقيقة أنا لم أتلق أي دورات أو جلسات تدريبية على يد أحد من الاساتذة الذين سبقوني في هذا المجال ، ولكني تلقيت منهم كل التشجيع والدفع المعنوي وكنت أتوجه إليهم بأسئلتي عن التصوير ، وقد جمعني بهم في البداية المعرض والمسابقة الأولى المحلية التي نظمها المكتب الفني لحماية البيئة وقد كانت في العام 1990م ، وقد شارك في هذه المسابقة عدد كبير جدا من المصورين وقد كانت المكافآت مجزية جدا ومشجعة ، وتتمثل هذه المسابقة في 3 فروع ، وخصص لكل فرع 3 جوائز ، وقد كانت قيم هذه الجوائز 1000 دينار للترتيب الأول ، و 700دينار للترتيب الثاني ، و 300 دينار للترتيب الثالث .. ، وهذه مبالغ كبيرة في تلك الآونة وتساعد المصور الفائز على تطوير نفسه ، وقد عهد المكتب الفني لحماية البيئة لكبار الفنانين الليبيين في مجال التصوير بالإشراف على المسابقة وأذكر منهم الأستاذ الفنان علي العباني ، والفنان على مصطفى رمضان والأستاذ يوسف الختالي ، والأستاذ خالد الغزيوي ، والفنان المرحوم الطاهر المغربي ، والفنان المرحوم علي قانة ،.. فهؤلاء الفنانون وغيرهم، هم من نظم هذا المعرض الكبير الذي نجح بجهودهم ، وقد كانت للقيمة الفنية والمعنوية لأسمائهم الدور الأبرز في تشجيع المشاركين ، ولقد كان لهؤلاء الاساتذة فضل تشجيعي .. ولقد كان للأستاذ علي العباني دورا متميز وخاص في عملية الدفع بي وتشجيعي ؛ وذلك في مناسبتين ؛ الأولى أنه كان يطلب مني دائما أن أقيم معرضا شخصياً لصوري ، وأنا كنت مترددا في ذلك وأذكر أنني التقيت به مرة فقال لي : ” هل تعلم يا أحمد أن من يعرف موهبتك وإبداعك في ليبيا هم فقط سبعة أشخاص من المتخصصين في هذا الفن بينهم أنا ؟ ! .. ، ولكي تعرفك ليبيا فعليك أن تقيم معرضا شخصيا لصورك .. ” ، وترانيأنا الآن أكرر دائما هذه النصيحة التي سمعتها من الفنان علي العباني في تلك الفترة على كل المواهب الشابة التي التقي بها ، أما المناسبة الثانية فهي أنني عندما قررت أن أقيم معرض شخصيا فقد احتجت إلى راعي ولم استطع بنفسي أن اتكفل بنفقاته ؛ فموردي الوحيد هو مرتبي ، وقد قام الاستاذ علي العباني مشكورا بربطي بالأستاذ الصادق دهان الذي كان حينها مسئول شركة استقبال وإعادة البث المرئي ، وقد تكفل برعاية المعرض الذي اسميته “معزوفات ضوئية” وأقمته في دار الفنون عام 1997 م وقد كان معرضا ناجحا بمعنى الكلمة ولله الحمد ، وقد كان المعرض الثاني للصور الفوتوغرافية الذي يقام بدار الفنون ، أما المعرض الأول فقد أقامه الفنان عبدالحكيم مادي ، وبالإضافة إلى هؤلاء الاساتذة الأفاضل فقد كنت على تواصل بالهاتف مع الفنان المرحوم فتحي العريبي الذي تشرفت بزيارته لي في طرابلس وزرته في بنغازي.

    الأيام : الفن الفوتوغرافي في ليبيا . ماذا عنه ؟

    الفنان الفوتوغرافي أحمد الترهوني : اعتقد أن جمهور فن التصوير الفوتوغرافي يزيد وينقص تبعا للظروف السياسية والاجتماعية ؛  فلو هناك استقرار ستكون هناك مسابقات ومعارض ؛ فالمسابقات والمعارض الآن قليلة ، وقد تكون معدومة وليست هناك امكانية للعرض .. ولكن الليبيين يتذوقون فن التصوير ويحبونه فالفن الفوتوغرافي ينتشر والفنانون الفوتوغرافيين في تزايد مع الاجيال ، وكما تعلم لو انتشر الفن في المجتمع سيرتقى به إلى حسن التعامل والأجواء الإيجابية  وتجد أن من لا يهوى الفن قد يعاني من بعض العقد والمشاكل النفسية .

    الأيام : ما مدى أهمية نشر ثقافة الصورة بين الناس ؟

    الفنان الفوتوغرافي أحمد الترهوني : اعتقد أن الدور الذي قد يضاهي اهمية صور أحمد الترهوني ونتاجه الفني عموما هو نشر ثقافة الصورة وتبيان أهميتها للناس وتشجيع الهواة .. ؛ فالفقرة التلفزيونية التي كنت أقدمها عن التصوير الفوتوغرافي أقوى في رأيي من صور أحمد الترهوني الفائزة دوليا ، ومسؤولية الفنان الفوتوغرافي هي رفع مستوى التصوير في ليبيا .. ، وهذه هي رسالتي بالدرجة الأولى ودليلي على ذلك هو أن غزارة انتاجي الفني مؤخرا انخفضت مقارنة بالسابق ؛ وذلك بسبب أن شغلي الشاغل اليوم هو التدريب ، ولهذا فحتى بعد أن توقفت الفقرة التلفزيونية لسبب أو لأخر ، فأنا مستمر في التدريب من خلال الفيسبوك ، وتقديم دورات عن التصوير الفوتوغرافي  ، ومن خلال لقاءات (أحني والكاميرا) المتعددة.ومستمر كذلك في نشر الوعي بأن التصوير رسالة وليس مجرد صورة يتم تعليقها .

    4 

    الأيام : ما هي أكثر المشاهد استدعاء لكاميرا أحمد الترهوني ؟

     الفنان الفوتوغرافي أحمد الترهوني : الفقرة التلفزيونية التي كنت أقدمها في شهر رمضان ضمن برامج مائدة الافطار باسم ( معزوفات ضوئية ) هي ما جعلني اقوم بتصوير كل المواضيع ؛ فأنا أمام ثلاثون حلقة على مدى شهر وذلك يستوجب أن أقدم في كل فقرة يومية مالا يقل عن 20 صورة منوعة ، وتتناول مواضيع مختلفة ، وذلك يعني أنني مطالببــ 600 صورة لشهر رمضان فقط ، وأن تكون فنيا صالحة للعرض بما يرضي ذائقة المتفرج ؛ وهذا يقتضي ضرورة التنوع في المواضيع ، ولقد واصلت تقديمي للفقرة على هذه الوتيرة على مدى 12 سنة تقريبا ، وإن كان الفنانون عادة وخصوصا في أوروبا يلتزمون بجانب واحد في التصوير ..أما نوع الصور التي يستهويني التقاطها فهي الصور التي تتضمن موضوع وتروي قصة .

     الأيام : ما هي المعايير التي تجعل من التصوير الفوتغرافي فنا مستقلا بذاته ؟

     الفنان أحمد الترهوني : أول من رحب بالتصوير الفوتوغرافي قبل أن يحاربوه هم الفنانون التشكيليون في منتصف القرن السابع عشر ؛ فظهور التصوير كان لغاية فنية احتاجها الرسام ، وانعكاس الصورة قديما عبر ثقب صندوق الغرفة المظلمة كان يساعد الرسامين على رسم الأشياء القوية في الطبيعة فتأتيهم الصورة المقلوبة بأبعادها المطلوبة .. ولكن عندما يأتي المغرب تختفي هذه الصورة بسبب الاضاءة ، ولو أن شخصا وضع اصبعه على الثقب تختفي الصورة كذلك ، وهذه المشكلة خلقت حاجة أو مطلب لدى الفنانين في أن تكون الصورة دائمة ، وثابتة وعلى هذا الأساس اتجهت الجهود العلمية لإيجاد وسيلة ثابتة وتكللت فيما بعد هذه الجهود بالنجاح ، وهذا النجاح خلق واقعا جديدا لدى الفنان تمثل في استحداث أداة جديدة إلى جانب الريشة  وهي الكاميرا ؛ فكان بذلك الرسام هو أول من ولج عالم التصوير الذي ولد من رحم الرسم .. ولكن المشكلة فيما بعد أنه عندما كان يتم تصنيف أنواع الابداع التي تنتمي للفنون التشكيلية ؛ فكثيرا ما يتم استبعاد التصوير الفوتوغرافي من هذه الفئة .. وهذا ما نجده حتى في بلادنا فعلى سبيل المثال، عندما يتم الدعوة أو الاعلان عن معرض تشكيلي لا يكون في العادة التصوير الفوتوغرافي من ضمنها ، ولكن وعلى الرغم من كل هذا المد والجزر في نسبة التصوير الفوتوغرافي إلى الفن التشكيلي أو الاعتراض على هذه النسبة، إلا أن ما حدث مؤخرا من دخول الرسم بالفارةعلى الصورة الفوتوغرافية عبر التقنية الرقمية وإقرار هذا التطور الجديد عالميا قد جعل من الصعب الآن الفصل بين الرسم والفوتوغراف ، ذلك لأن هذا الفصل وإن تحقق من حيث الأدوات فهو غير متحقق من حيث المخرجات والرسالة ، وصعوبة الفصل بينهما ترجع إلى الامكانيات الهائلة التي تقدمها البرامج ذات العلاقة .

     الأيام : هل للصورة الفوتغرافية أنواع تشكلها معايير فنية أو وظيفية أو غير ذلك .. ؟ ، أم انها تبقى الصورة الفوتغرافية فحسب ؟

     الفنان الفوتوغرافي أحمد الترهوني : الصورة نوعان وهما الصورة الصريحة والتي تحتوي على شيء واضح للجميعكصورة جمل أو سيارة وغيرها وهي بتوصيف أبسط كالصورة التي تستخدم في المناهج الدراسية للمدارس ، أماالصورة غير الصريحة فهي التي تحتوي على مضمون يخاطب عقل المتلقي أو وجدانه ، ويقودنا هذا التصنيف إلى شيء اسمه قراءة الصورة خصوصا القراءة السيميولوجية ؛ وقراءة الصورة مسألة في غاية الأهمية وهي دائما محل اهتمامي الشخصي في تقديمها للمتلقي من خلال دوراتي ولقاءاتي .. فالصورة ليست ترفا أو مجرد مشهد للتعليق والعرض ، كما أنها لابد أن  تتوفر على مضمون أو مغزى وهذا يتطلب أن يفهم المصور موضوع “قراءة الصورة”ليتمكن بالتالي من تقديم صور ذات مغزى ورسالة ، والقراءة تنقسم إلى نوعين هما: قراءة عادية وقراءة استقرائية ؛ فالقراءة العادية تتعلق بنواحي شكلية في الصورة ؛ كأن تقول مثلاً بان هذه صورة ملونة أو عادية، طولية أو عرضية،رقمية أو ورقية، ومن تم تنتقل القراءة إلى استقرائية ويكون هناك جدال أو اختلاف على مضمونها ؛ كمن يقول مثلا بأن هذه الصورة لفنجان أو براد ؛ فكلما تتعدد الآراء كل ما تتحول الصورة إلى النوع الاستقرائي وصولا إلى معرفة مراد المصور ، فأنت عندما تريد مثلا أن تلتقط صورة لمعاناة طفل جراء الحرب فمن المؤكد بأنك ستبحث عن مشهد لمعاناته ، وكما الحال مع الصورة التي التقطت للطفل الأفريقي الجائع واستعداد أحد الطيور الجارحة للانقضاض عليه حال موته ؛ فهذه الصورة حركت الضمير الانساني والجمعيات الخيرية وألفت عنها الأغاني ونتيجة لهذا تهافتت حملات الإغاثة بشكل مكثف. وذلك كله لأنها فعلاً صورة مؤثرة ذات مضمون ، وهذا ما أردت دائما إيضاحه في أنواع الصورة المؤثرة والعادية ، ولهذا فأنا أرىأن المعيار الأهم في تقسيم الصورة هو معيار تأثير محتواها وهو ما يؤدي بدوره إلى تقسيمها إلى صورة صريحة وغير صريحة تحمل مضمون يدعو لاستقرائها ..

     5

    الأيام :  كم عرضا ضوئيا قدمت ؟ ، وما أوجه الاختلاف بين ” العرض الضوئي ” كنمط جديد ابتكرته لعرض صوركالفوتوغرافية مقارنة بسابقه التقليدي ؟

     الفنان الفوتوغرافي أحمد الترهوني : قدمت خمسة عروض ضوئية ذكرتها ضمن اجابتي في بداية الحوار عن سؤال المعارض التي أقمتها ؛ فالعروض الضوئية هي شكل جديد من المعارض وهي تطوير للمعارض التقليدية المعتادة التي يُكَبِرُ فيها الفنان الفوتوغرافي الصور ، ويعلقها بالمعرض لتأتي الناس وتشاهدها ، وبفضل الله عز وجل ابتكرت فكرة العرض الضوئي ، وهي فكرة جديدة بدعوة الناس ليس لمشاهدة صور معلقة على الحائط ؛ وإنما لمشاهدة عرضا ضوئيا يتم في الظلام بمكان يشبه المسرح يتم فيه عرض صور مبوبة بمواضيع معينة كصور التراث ، ومناطق الجذب السياحي، والأطفال ، والمخطوطات، واللقطات الفنية..وغيرها … لمدة 20 أو 25 دقيقة بمصاحبة موسيقى عالمية هادئة ، وكتابة توضيحية باللغة العربية والانجليزية ، وهذا العرض يحتاج إلى هدوء وسكون … وهذا النوع من العروض بفضل الله سبحانه وتعالى قد أكون أنا أول من قدمها ، وللعلم فانا قد حضرت في أحدى المرات عندما كنت أدرس في بلغراد معرضا كبيرا هناك ، وكان فيه جانبا للعرض الضوئي  بالإضافة للمعرض التقليدي ؛ ولكن هذا العرض الضوئي لم يكن لأجل عرض الصور ، بل اقتصر على تقديم بيان عن المصور وظروف التصوير ، ولكني لم أرى عرضا ضوئيا للصور الفوتغرافية ، مع أنه قد يكون موجودا ولكنني لم أره ، وعندما قمت بعرض صوري في الأسابيع الثقافية بالخارج بطريقة العرض الضوئي وجدت استحسانا وترحيبا قويا بالفكرة  .. ، وبالمقارنة بين نموذجي العرض الضوئي والتقليدي نجد أن العرض الضوئي يضع المتلقي في أجواء لطيفة جدا بما فيه من اضاءة خافته ، وموسيقى هادئة ؛ فيستمتع بعرض ضوئي لمدة 20 أو 25 دقيقة قد يضم 200 أو 250 صورة بحسب توقيت زمن اللقطة ، وبعدها يبدأ النقاش والتعقيب على العرض ؛ في حين أن الصور في المعرض التقليدي تكون أقل عددا من صور المعرض الضوئي ، واستمتاع المتلقي بها يكون أقل نظرا للصخب المصاحب للمعرض وخصوصا في يوم الافتتاح ..

     الأيام : هذا من حيث الترتيب والتجهيز ، ماذا عن السهولة وسرعة التنفيذ ؟

    الواقع أن المعرض الضوئي هو الاسهل في الإعداد والتجهيز، لأنه ببساطه كل الشغل يكون على جهاز الحاسوب، ثم ثانياً أنه الأقرب للتنفيذ لأنه لا يحتاج لما يحتاجه المعرض التقليدي من مصاريف مادية لأجل طباعة وتكبير الصور، وشراء إطارات لها، وإيجار الرواق الفني.

    الأيام : فيما يلتقي التصوير بأنواعه الفوتوغرافي والمرئي والسينمائي ؟ وفيما يختلف ؟

    الفنان الفوتغرافي أحمد الترهوني : تلتقي الأنواع الثلاثة في كونها فنون بصرية ، ويلتقوا ثلاثتهم في كونهم يحملون رسالة ، وكما نعلم فأن الرسالة دائما تكون تبعا للمرسل والتي تستدعي أن تختلف في قوة الاقناع والتأثير ، فالصورة في الأفلام والتلفزيون أقوى من الثابتة وذلك لملازمتها الحركة والصوت بمؤثراته واللعب المتعدد بالإضاءة ، في حين أن الصورة الثابتة تفتقر لذلك ، ولكن كانتشار فالصورة الثابتة أكثر انتشار ؛ فصورة محمد الدرة كانت ضعيفة لأنها التقطت بالفيديو ولم تلتقط بالفوتوغراف إلا أنها الأكثر انتشار ، وكذلك صورة الطفل السوري الغريق والملقى على الشاطئ ضعيفة ولم يلتقطها محترف ولكنها انتشرت بسبب موضوعها ، وصورة الطفل الأفريقي الذي يتعرض للافتراس من قبل طائر التقطها فنان محترف وقد توفرت على معاييرها الفنية وانتشرت بشكل كبير ، فالصورة الفوتوغرافية هي أكثر انتشار ، أما المرئية والسينمائية فأكثر اقناعا وتأثيرا لمصاحبة الصوت والمؤثرات المختلفة .

    الأيام : إلى أي حد تفتح الصورة الفوتوغرافية آفاق التعبير أمام الفنان الفوتوغرافي مقارنة بسواها من أجناس فنية أخرى ؟

    الفنان الفوتوغرافي أحمد الترهوني : اعتقد أن الرسم أكثر تعبيرا على الفنان وخصوصا الرسم الساخر ، ولكن تأثير الصورة أقوى من الكاريكاتير في انتشارها بسبب أنها لا تتعلق بخصوصية ثقافية معينة تعيق عملية فهمها ، فالصورة لغة انسانية يفهمها الجميع ، ومساحة التعبير في الصورة تتوقف على ثلاثة عناصر أولها جاذبية للعين ، وهذه تعطي بعدا تعبيريا يلفت نظر المشاهد والمتلقي للصورة بين عديد الصور ، أما العنصر الثاني فهو خطاب للفكر ويحمل مجموعة من التساؤلات لعقل المتلقي تتمثل في التساؤلات متى وأين وكيف ولماذا وماذا ؛ لتأتي فيما بعد الإجابات من المتلقي أو المصور عندما يدون اجابته على الصورة ، أما العنصر الثالث فهو خطاب للقلب وهي مدى قدرة تأثير الصورة على وجدان المتلقي واستدعاءها لمشاعر الفرح أو الحزن أو الغضب … ، فلو اجتمعت هذه العناصر الثلاثة في الصورة وهي تتعلق بالعين والعقل والقلب فستكون الصورة مؤثرة وبليغة ومعبرة عن ابداع الفنان وأحب تسمية هذه الصورة بالمثلى أو المثالية .

    الأيام : آلتي التصوير الفلمي والرقمي فيما اختلفتا وأين تطابقتا ؟

    الفنان الفوتوغرافي أحمد الترهوني :اختلف النوعين في تطور الآلية والأداة وما يتبعها من عامل اقتصادي وعامل الوقت للانجاز ؛ فقديما تخرج من بيتك لكي تشتري فلما ثم تعود وتصور وتخرج ثانية لكي تسلمه للمعمل ثم تعود لتستلمه صورا بعد زمن معين قد يكون ساعات أو أيام .. هذا قبل أن يصبح الفلم  سريعا ؛ بينما الصورة الرقمية لا تتطلب كل ذلك ، أما توافق النوعين فيكمن في أن النتيجة أو المخرجات واحدة ، وفي النهاية فالكل يندرج تحت عنوان التصوير الفوتوغرافي .

    6

    الأيام : ما مدى تأثير الصورة على المتلقي ؟

    الفنان الفوتوغرافي أحمد الترهوني : تأثير الصورة قوي وكبيرا جدا ؛ فعندما أقوم مثلا بعرض صورة دعائية لسلعة معينة  فإن الغرض من ذلك هو انني أمارس تأثير على تفكيرك وذلك بهدف دفعك لشراء هذه السلعة ، وإذا لم استطع اقناعك بشرائها فذلك يعني أنني خاسر ؛ فالعمل الدعائي على قدر ما هو جميل وجذاب وملفت لنظرك ولكن يبقى المقصود من وراءه هو جيبك .. وهذا مثال بسيط ، والرسالة الأخرى التي قد تحملها الصورة تتعلق بغسل دماغك عندما تتعلق بدعوتك لتيار سياسي أو ثقافي معين أو حزب ما أو فكرة معينة ؛ فالصورة تطالعك بدون استئذان ، وتدخل في كل مناحي حياتك لتمارس سلطانها عليك بنية اقناعك والتأثير على قراراتك ، والصورة شئنا أم أبينا مفروضة علينا .. فالصورة رسالة وأداة لتحقيق مكاسب طيبة ومكاسب غير طيبة وعندما يتعلق موضوع الصورة بفريقين متنازعين تجد أن كل منها يسعى إلى إجراء تعديلاته عليها بما يوافق موقفه أو يجري تعديلاته على النص لذات السبب ، وكل ما يوليه ذوي  المصلحة النفعية للصورة  من اهتمام يأتي لكونها مؤثرة جدا في صنع قرار المتلقي ، وهذا يستلزم منا نشر ثقافة الصورة  لنتمكن من قراءتها على الوجه الصحيح ، ونمنع تأثير أيا كان في عقولنا وبالتالي على  قراراتنا ونحن نقول أن العولمة تعتمد على استخدم الصورة ؛ ولهذا فقد وجب علينا أن نعي تأثيرها ونفهمها .

    الأيام : أي الصورتين أكثر تعبيرا عن ابداع الفنان الفوتوغرافي ؛ الصورة الملونة أم العادية ” الابيض والأسود ” ؟

    الفنان الفوتوغرافي أحمد الترهوني : الموضوع جدلي وتتنازعه العديد من الآراء فكلاهما فن ، ولكن على المصور أن يحسن اختيار أيهما أحسن للموضوع ؛ فلو كان موضوعنا يتعلق ببيان عظمة الله في خلقه بتصوير جمال الطاووس فيكون لزاما في هذه الحالة أن أصوره ملونا وليس أبيض وأسود ، ولو أردت تصوير الشعب المرجانية والسمك الملون في اعماق البحار فلابد أن اصوره ملون ، ففي علم التصوير يسمى الأبيض والأسود بالتدرج الرمادي وهذا التدرج هو ما ترى به الحيوانات التي لا ترى الألوان ولديها عمى ألوان ، ولو كان موضوعي مثلا تصوير الأدخنة المتصاعدة من المصانع أو المفاعلات الضارة بالبيئة ، وبيان مآسي وكوارث وآثار الحروب أو آثار الزمن على وجه عجوز ؛ فهذا نصوره بالأبيض الأسود وليس بالألوان ؛  فالإبداعاللوني يرتبط بالضرورة بموضوع الصورة وهذا يذكرنا بالدلالات اللونية لدى شعوب العالم في التعبير عن الفرح والحزن ، وللون دلالاته حتى في مناحي حياتنا العلمية التطبيقية كالجراحة الطبية مثلا التي تقتضي أن يرتدي الطبيب الجراح وبقية الطاقم اللون الأخضر أو الأزرق ، كذلك فعندما تصور طفلة جميلة مبتسمة بلون بشرتها وشعرها الجميلين وبلباسها الطفولي الجميل فأنك لا بد أن تلتقط لها صورة ملونة بألوانها المفرحة الزاهية .

    الأيام : إلى أي حد أضرت الصورة المفبركة بالحقيقة ؟

    الفنان الفوتغرافي أحمد الترهوني : اللجوء إلى الفبركة دافعه دائما الرغبة في التأثير على المتلقي ؛ فعندما أريد أن أمارس تأثيري على عواطفك تجاه أزمة إنسانية معينة فذلك معناه أن أريك أسوأ صورة للمتضررين من المجاعة مثلا ، ولا أريك صورة أحدهم وقد وصلت له الإعانة وأكل منها وأصبح في وضع احسن ؛ فالفبركة فن والتقنية تساعد كل يوم على زيادة امكانياته وصحيح أن الفبركة تنافي الحقيقة عندما تقوم بتدكين لون السماء باستعمال الفوتوشوب ، فأنت تخدع المتلقي لكي تعجبه الصورة بدل أن تقدمها له كما ألتقطها ، وحتى معايير المسابقات العالمية للصورة الفوتوغرافية كانت قديما تمنع اجراء المعالجات على الصور والحذف منها والإضافة إليها ، وكانت تسمح فقط بتصحيح الاضاءة أو الألوان ، ولكن فيما بعد سمحت بالإضافة واللعب بالصورة ؛ فالفبركة كما قلت فن ، وفن جميل ولكنه قد ينطوي على مخالفة شرعية لما يحمله من خداع وغش ومجافاة للحقيقة ، فالفبركة توظيف للصورة يقوم على أساس تعديلها أو تعديل النص الشارح لها ؛ لإيهام المتلقي بغير الحقيقة ؛ ففي زمننا هذا الصورة أقوى تأثيرا من الكلمة عدا القرآن الكريم كلام الله سبحانه وتعالى ..

    الايام : هل ألغت آلة التصوير المتطورة المسافات بين المصور الهاوي والمصور المحترف ؟

    الفنان الفوتغرتفي أحمد الترهوني : محطات التصوير بداية بالصندوق وإضافة الثقب ، ثم اضافة عدسة للثقب لكي تكون الصورة واضحة ، وبعدها محاولات جعل الصورة ثابتة ، وبعدها اختراع الفلم ، ثم اختراع الفلم الملفوف ، ثم اختراع الكاميرا القابلة للحمل وليست التي تحملها الدابة ،وبعدها ظهور التصوير الملون وتلاه التصوير الفوري والسريع ، ثم المحطة الكبيرة والنوعية وهي التصوير الرقمي ، بعدها جاءت محطات غريبة قليلا ولكنها أعطت انتعاشة للتصوير وزادت من أعداد المصورين وهي محطة التصوير بالموبايل ، والمحطة الأخيرة والتي لا يعتبرها البعض محطة ولكني شخصيا أعتبرها محطة وهي التصوير باستعمال عصا السلفي .. ، والآن اصبح التصوير في المتناول ولكن هل كل ما يتم التقاطه من صور هو صور فنية ؟ ، وهل وجود هذا الكم من المصورين يلغي وجود الفنان المصور ؟ ، والإجابة في كلا الحالتين لا ؛ فكل هؤلاء نطلق عليهم مصورين وغيرهم من الفنانين يبقوا فنانين ونستطيع أن نشبه الفرق بين الاثنين كالفرق بين المغني والمطرب ؛ فكل الناس يستطيعون الغناء ولكن لا يستطيع كلهم اطراب الآخرين ؛ فالمصور كما قلنا في اجابة سابقة يعطيك صورة لكرسي ، صورة لشيء ما ، ولكن الفنان يعطيك صورة تؤثر فيك ، ولا يعني وجود آلة التصوير في يد شخص أنه سيعطيك صورة تؤثر فيك ما لم يكن لديه مخزون كبير عن الأشياء والثقافة العامة .. ، ولكن نحن نعتبر ذلك انتعاشة وقفزة كبيرة ؛ فكاميرا الموبايل رسول محبة وهي تعلن عن ولادة فنانين ؛ فعندما يكتشف المصور بالموبايل أن لديه حسا فنيا فيبادر إلى اقتناء الكاميرا المتطورة ويطور نفسه .. ، وهناك الكثير من المعارض التي تقام لصور الموبايلات ، وشركات انتاج وتصنيع الموبايل تقوم بتطوير ميزة التصوير بما يرضي المستخدم لتضاهي بها قدرة الكاميرات المتطورة .. ، ونحن نلاحظ أن الدعايات على اجهزة الموبايل تركز كثير على جماله وإمكانياته التصويرية على حساب باقي وظائفه ..

    الايام : كاميرا الموبايل توثق المعاناة اليومية في حياة الليبيين على يد المصور غير المحترف بينما تغيب الصورة الأكثر تعبير عن معاناتهم بغياب الفنان المصور . لماذا ؟

    الفنان الفوتوغرافي أحمد الترهوني :  سؤال ذكي جدا فسهولة حمل واستخدام الموبايل وانتشاره وإمكانية أن تقوم باستعماله للتصوير به دون لفت انتباه الآخرين تعطيك فرصة أكبر للتصوير ؛ فلو قمت بالتصوير بكاميرا المحترف فذلك سيثير مشاكل في المواقف والمواضيع التي قد يوجد من لا يرغب في تصويرها فيعترضك ويمنعك ، ولهذا نجد أن أغلب الصور التي تصور المعاناة سواء فوتوغرافية أو مقاطع فيديو قد التقطت بالموبايل على يد غير المحترفين للأسبابالتي ذكرتها وتجد هذا الحال نفسه حتى في خارج ليبيا .

    الأيام :  الابداع في الصورة الفوتوغرافية . فيما يتمثل ؟

    الفنان الفوتغرافي أحمد الترهوني : الابداع يعني البدعة وهي الاتيان بالشيء الجديد ، ونقول المصور المبدع وهو الذي يأتي بشيء جديد في صورته .

    الأيام : هل هناك مؤلفات مرجعية تناولت تاريخالصورة في ليبيا ؟

    الفنان الفوتغرافي أحمد الترهوني :الى عند الآن لم يتم كتابة تاريخ الصورة في ليبيا ، وأنا انتهز هذه الفرصة لأدعو عبر صحيفة الأيام الباحثين والمؤرخين الى الاهتمام بهذا التاريخ المهم وكتابته ، وقد تحدثت في هذا الخصوص مع العديد من الاساتذة المتخصصين ، والجميع يتفق على اهميته إلا ان احدا لم يتناوله بعد بالبحث والتأريخ ، ولعل ذلك يرجع الى شح المصادر التاريخية عنه ؛ وفي نظري فأن ضربة البداية تكمن في البحث عن اقدم الكتب التي ألفتها الارساليات الاجنبية عن ليبيا .

    الأيام : ماذا عن الجهود المدنية أو الحكومية لجمع الصور الليبية ؟

    إلى جانب كوني مصور فأنا في الحقيقة هاويا لتجميع الصور القديمة ، وأرى بأن الصورة واكبت الحقب الليبية منذ أواخر عهد الدولة العثمانية ، ويقتصر وجود هذه الصور على المراكز المعنية بها في الخارج أقصد في تركيا أو ايطاليا وغيرها من الدول التي كان لها علاقات قديمة بالشأن الليبي ، أو لدى هواة تجميع الصور إلى أن جاء ما يمكن أن نسميه ” السيد الكبير ” وهو الانترنت وجمع هذه الصور ، فما نراه على الانترنت فاق حتى ما لدى المؤسسات العامة كمركز الدراسات التاريخية ومكتبة المحفوظات التاريخية مثلا وفاق ما لدى هواة التجميع .

    الأيام : في أي الحقب التاريخية التقطت أول الصور في ليبيا ؟

    الفنان الفوتوغرافي أحمد الترهوني : هناك اعتقاد شائع وخاطئ اريد ان اتحدث عنه يتمثل في ان التصوير في ليبيا بدأ في العام 1911 م مع الاحتلال الايطالي للبلاد ؛ وهذه مغالطة ؛ فالتصوير في ليبيا بدأ قبل ذلك مع الاتراك الذين كانوا في ليبيا والأوربيين والأمريكان الذين كانوا يأتوا الى ليبيا من وقت لأخر كبعثات من جامعاتهم ، وكذلك الطليان الذين زاروا ليبيا قبل احتلالها تمهيدا لغزوها ، وفيما بعد واكبت الصورة كل الحقب الليبية إلى يومنا هذا .

    الأيام :  التصوير الذاتي – السِلفي – هل ساهم في نشر ثقافة التصوير ؟

    الفنان الفوتوغرافي أحمد الترهوني : السلفي أو التصوير الذاتي هو محطة هامة في تاريخ انتشار التصوير ؛ فعصا السلفي رفعت من شعبية التصوير بشكل كبير ، والتطورات من هذا النوع تأتي دائما كاستجابة لحاجات أو نوازع بشرية ، فعندما تذهب مثلا إلى أحد الأماكن السياحية فإن الرغبة تتولد لديك في تصوير نفسك في ذلك المكان لتريها لأصدقائك شاهدا على ذلك ، وقد كان هناك في التصوير ولازال طبعا التايمر أو المؤقت ؛ لتوقيت الآلة لتلتقط لك صورة بدون مصور ، ولكن مع هذا فهناك عيوب في السلفي تتمثل في ظهور الصورة محدبة أي أنها تشبه صورتك على الملعقة ، ولكن وكما قلت فالرغبة في اظهار المكان هي الدافع وراء التقاط صورة السلفي ، وهناك من عرضوا أنفسهم للخطر واخذوا صور سلفي اثناء تواجدهم في أماكن خطرة ، كما أن السلفي استهوى شخصيات سياسية ورياضية وفنية كبيرة ، فالسلفي باختصار ساهم في نشر ثقافة التصوير وزيادة شعبيته ولكنه ليس بالضرورة أن يكون قد خدم الفنان الذي يخدمه تنوع المواضيع وتطور الميزات الفنية في الآلة .

    الأيام : عاصرتم التحول النوعي من التصوير الفلمي إلى التصوير الرقمي . كيف كانت أثاره على المصور الفوتغرافي وأدائه ؟

    ما حدث في ليبيا في هذا الصدد هو بالضبط ما حدث في الغرب واليابان ؛ فالمصورين لم يرحبوا جميعهم بالتصوير الرقمي  لدى ظهوره خصوصا الفنانين الكبار في السن والذين لا يجيدون استخدام الكومبيوتر كونهم أمضوا حياتهم في التعامل مع التصوير الفلمي ولم يستطيعوا مواكبة التطور الرقمي مع أنه سهل وهذا بدوره أدى إلى عدم استمرارهم مع أنهم فنانين ومبدعين بمعنى الكلمة ، كما أن الصورة الفلمية لم تعد تواكب روح العصر فكل الميادين تتطلب السرعة وتفضل الصورة الرقمية خاصة قطاع الصحافة الذي يعتمد على عنصر السبق الصحفي .

    الأيام : هل هناك رابطة أو كيان معين يرعى المصورين وفن التصوير في ليبيا ؟

    الفنان الفوتوغرافي أحمد الترهوني : للأسف لا يوجد كيان معتبر يجمع فنانو التصوير باستثناء أنه كانت هناك نقابة حرفية للمصورين من أصحاب محلات التصوير ، وليس هناك إلى يومنا هذا نقابة أو رابطة تجمع المصورين الفنانين ، وظهرت بعض الجمعيات التي تتوزع بين المدن الليبية فهناك ثلاثة أو أربعة في طرابلس وواحدة أو اثنتين في بنغازي وغيرهما من المدن صراحة جهدها يذكر فيشكر ، وهذا للأسف وضع مخجل مقارنة بجيراننا من الدول العربية ، وفي اليابان مثلا تجد جمعية المصورين مستقلة ولها مجلس ادارتها ومقرها وميزانيتها وكأنها شركة كبيرة جدا ..

    الايام : تنمية وتطوير قدرات المواهب الشابة في فن التصوير الفوتوغرافي . كيف تجدها وما رؤيتكم لتطويرها ؟

    الفنان الفوتوغرافي أحمد الترهوني : هناك شريحة كبيرة من الموهوبين الشباب – ما شاء الله عليهم – يتطلعوا لأن يكونوا فنانين ؛ فهناك شباب بدأت موهبتهم  بالتصوير بالموبايل ،ونشر صورهم الجميلة على صفحات الفيس بوك ، ثم اشتروا كاميرات تصوير متطورة ، وذهبوا لدورات التدريب ، وبحثوافي اليوتيوب وشاركوا في المعارض والمسابقات ولكنهم يبقوا بحاجة لمن يشجعهم ..وهنا اعتقد بأنهم ضربوا لنا مثلا بأنمسؤولية تطوير الذات هي مسئولية فردية بالدرجة الأولى قبل أن تكون مسئولية لجهة ما فدعم التطوير من أي جهة مطلوب ، ولكنه يبقى فردي أولا ، ونحن من موقعنا كفنانين محترفين ندعم الهواة بالدورات التدريبية التي نعطيها وتكون مجانية احيانا وندعمهم كذلك بالنصيحة والمشورة ..

    الأيام : أين يقع المصور الليبي مقارنة بنظيره العربي والأجنبي ؟

    الفنان الفوتوغرافي أحمد الترهوني : لا يوجد تصنيف للمصور الليبي محليا فليس هناك جهة أو كيان يصنف مستوى الفن في ليبيا ؛ فكما يوجد في العالم تقييم وتصنيف للرياضي يوجد كذلك تصنيف للفنان ، فنقول بأن هذا الفنان فلان يحوز الترتيب الفلاني بين نظرائه مثلا ؛ وذلك استنادا الى عدد مشاركاته وجوائزه والمعايير المتبعة عالميا في هذا الخصوص ، وهناك تقييم غير معتمد واجتهادي يقوم على غزارة الانتاج في الفيسبوك وبقية مواقع التواصل وعدد المعجبين بالفنان ومن هذا المنطلق لا نستطيع مقارنته مع غيره ، ولكن ومن باب الاجتهاد الشخصي فلو أقمت مقارنتي على أساس المشاركات الليبية في المسابقات وترتيبات فوز المصورين الليبيين فيها وكذلك حضورهم في المعارض فنجد أن للمصور الليبي حضورا متميزا عربيا وعالميا . . مع ملاحظة أن الامكانيات والظروف مواتية بالنسبة للمصورين العرب أكثر من الليبيين .

    الأيام : هل ترافق الفن التصويري في ليبيا مع نقد فني يطوره ويدقق معاييره ؟

    الفنان الفوتوغرافي أحمد الترهوني : للأسف .. ليس هناك قراءات نقدية منهجية للمشهد الفني الفوتوغرافي في ليبيا؛ فكل ما هنالك هو مجرد قراءات صحفية في الاشخاص وعطائهم ، ولكن ليست هناك قراءات تتناول الصورة من ناحية قراءات نقدية فنية .

    الأيام : هل تصلح الصورة الفوتوغرافية لأن تكون بديلا عن الخبر ؟ أم أنها تبقى مجرد داعمة لنصه ومعززة لمصداقيته ؟

     الفنان الفوتوغرافي أحمد الترهوني : كلا الحالتين ؛ فأحيانا تغني الصورة عن النص الخبري وتكون بديلا عنه باحتوائها للإجابة عن كل تساؤلات المتلقي ،وأحيانا تكون داعمة للنص الخبري وتكتمل بوجودها إلى جانب الخبر كما يكتمل هو الأخر بها .

     الأيام : هل جمع الفنان أحمد الترهوني صوره في كتاب ؟

    الفنان الفوتوغرافي أحمد الترهوني : للأسف ليس بعد .. وإن كنت اعتزم ذلك فعلا – بإذن الله تعالى – وهناك عروض بهذا الخصوص  من بعض دور النشر .

    الأيام : جهودكم لنشر ثقافة الصورة استدعى تواصلكم مع جمهورها الذي لم يقتصر على الليبيين فقط . كيف طورتم هذا التواصل ؟

    الفنان الفوتوغرافي أحمد الترهوني : الكلمة السحرية التي تفضلت بها حضرتك هي التواصل .. فنظراً لشعبية الصورة ، ولحب الناس لها تجد الكثير منهم يريدون أن يرسلوا أعمالهم لكي أقوم بعرضها وتقييمها من خلال الفقرة التلفزيونية وذلك بطبيعة الحال سيكون محل سرور وسعادة مرسلها حتى ولو كانت الصورة ضعيفة ؛ فالناس ترسل بصورها من أجل عرضها ، وآخرين يرسلون بها من أجل المشاركة في مسابقات ، وفي البدايات وأنا أتحدث هنا عن عام 2000 م لم يكن لدى أغلب الناس بريد الكتروني وحتى جهاز كومبيوتر ؛ ولهذا فكانت الناس مضطرة إلى ارسال مساهماتها على قرص مدمج ” CD ” إلى مقر الإذاعة أو لمعمل ” أكفا ” الذي كان راعيا  لبعض المسابقات ، وهذا في الغالب ينطوي على مشقة للمقيمين خارج طرابلس ، وقد كانت المشاركات تأتي من خارج طرابلس وحتى خارج ليبيا ؛ فكان لابد والحال هذه أن يكون التواصل الالكتروني هو البديل الايسر والأسرع للتواصل المكاني أو الحضور الشخصي ؛ فأعلنت عن امكانية ارسال هذه الاعمال بالبريد الالكتروني وهو ما حدث ؛ فالكثير من الناس الذين لم يكونوا يملكون بريد الكتروني فتحوا حسابات بريد الكتروني لأنفسهم وبدؤوا التواصل معنا من خلالها ، والبريد الالكتروني الذي أنشأته في البداية لتسهيل تواصلهم معنا كان تحت عنوان ( yahoo.com @ Swrahelwa ) – صورة حلوة – وقد قمنا فيما بعد بتغيير العنوان بسبب تحفظ الاذاعة على ارتباطه بموقع ياهو إلى البريد الالكتروني التابع لموقع الاذاعة الالكتروني الرسمي الذي تم استحداثه لاحقا .. وفي سياق التواصل ومن ضمن الأفكار أو النوايا لجمع الفنانين المصورين مع الهواة والمبتدئين من جانب ، ولأجل إعطاء فرصة سانحة غير مكلفة لهؤلاء الهواة والمبتدئين في أن يعرضوا أعمالهم الفوتوغرافية على الأساتذة الفنانين طلبا للمشورة وللتوجيه من أجل هذا كله خطرت علي فكرة بسيطة وهي الإعلان عن لقاء “عاااادي” يضم الشريحتين واخترت له من الأسماء ( أحني والكاميرا ) ، وبتوفيق من الله نجح اللقاء الأول والذي كان في شهر مارس 2017 م وفعلا جُمع الهواة والمبتدئين مع الأساتذة الفنانين المشهورين وعرض كل منهما أعماله .

    ثم توالت اللقاءات تحت هذا المسمى ( أحني والكاميرا ) ولكن بإضافة لاحقة تدل على نوع اللقاء ؛ فمثلا ( أحني والكاميرا مزردين ) ، ( أحني والكاميرا للبدة زائرين ) ، (أحني والكاميرا متسحرين ) ، ( أحني والكاميرا متسحرين ) ، ( أحني والكاميرا معيدين ) ، أحني والكاميرا للسرايا مصورين ) ، (أحني والكاميرا متسابقين ) .. وإن شاء الله تتوالى اللقاءات مادامت محققة للأهداف وصادقة النوايا .

    الأيام : من هم رواد الفن الفوتوغرافي في ليبيا ؟

    الفنان الفوتوغرافي أحمد الترهوني : رواد هذا الفن في ليبيا هم الاساتذة الأفاضل الفنان علي العباني ، والفنان على مصطفى رمضان ، والفنان خالد الغزيوي ، والفنان يوسف الختالي ، والفنان محمد كرازة ، والفنان أحمد سيفاو ، وعلي التومي ، والفنان المرحوم الطاهر المغربي ، والفنان المرحوم علي قانة . والفنان المرحوم عبد المنعم بن ناجي، والفنان المرحوم فتحي العريبي .

    ومن قبلهم كانت الأسماء المشهورة: المرحوم خليفة قدح، المرحوم أحمد أسماعيل وأخيه علي أسماعيل ، ويطيل الله في عمر الفنان علي المغربي… وليعذرني كل من نسيت أن أذكره.

    الأيام : هل أسهمت مؤسسات التعليم الجامعي وما دونه في اعداد المصور الفوتوغرافي المحترف ؟

    الفنان الفوتوغرافي أحمد الترهوني : الفن الفوتوغرافي كسائر الفنون الأخرى يتم أحيانا تحصيله من الجانب الأكاديمي ، ولكنه يفتقر للجانب الابداعي والموهبة ، والفنان يجب أن يتوفر فيه الجانبين ؛ فلابد من وجود الموهبة التي تمثل الدافع والشغف ويتم صقلها وتنميتها ذاتيا وأكاديميا .. ، وكما يقال عادة – وهذا الرأي أنقله عن غيري – فالجامعات في الغالب وخصوصا في الفنون ليس كل من يتخرج منها في مجال الفنون يكون فنانا أو في مجال الاعلام مثلا يكون اعلاميا مع احترامي  للجهود المبذولة من هذه المؤسسات التعليمية .

    الأيام : صور البورتريه حاضرة في التشكيلي وأقل حضوراً في الفوتوغرافي . لماذا ؟

    الفنان الفوتوغرافي أحمد الترهوني : الفن الفوتغرافي كما ذكرت هو جزء من العائلة التشكيلية ، والبورتريه نوع من أنواع التصوير ، وغيابه محليا راجعا لكونه يحمل خطاب للمتلقي ؛ فهو يصور وجوه لأشخاص كبار في السن لبيانآثار الزمن على وجوههم ، وهناك تحرج في مجتمعنا لدى هذه الفئة من الناس فيعترضون في الغالب على تصويرهم .. فمعارض الصور في الخارج تجدها تمتلئ بصور البورتريه لكبار السن وتجدها بالأبيض والأسود لدلالاته كما أشرنا ، كما تجد بورتريهات لغير كبار السن من الذين ترتسم على وجوههم معاني المعاناة والألم ، وفي ليبيا تجد الاعتراض من الفئتين ؛ فكبار السن يتحرجون ، وغيرهم الذين يعانون الألم أو المرض لا يسمحون لك بتصويرهم منعا للانتشار ..

    الأيام : نرى في متاحف العالم أجنحة خاصة بالصورة الفوتوغرافية إلى جانب الأجناس الفنية البصرية الأخرى . ولم نسمع عن مطالبة بذلك في بلادنا سواء للصورة أو لغيرها من الفنون البصرية . لماذا ؟

    الفنان الفوتوغرافي أحمد الترهوني : أن يكون لدينا في ليبيا متحف وطني للآداب والفنون وأخر للرياضة هذا مطلب وطني للغاية ، وأن يخصص للصورة الفوتوغرافية أجنحة مطلب جميل .. ، فمثلاً الحاجة ملحة لتقديم أجنحة  لفن الطرب والغناء ، تضم مقتنيات وأدوات ولوازم وكل ما له علاقة بالفنان المطرب أو الملحن الليبي هي في حاجة ملحة لمتحف وطني أكثر من المصور الفوتوغرافي ؛ والسبب هو أن أعمال المصور الفنان انتشرت الكترونيا ، وحفظ الأعمال على ورق وفي براويز مسألة قابلة للتنفيذ في أي وقت ، ولكن الخوف من ضياع مقتنيات  الفنان المطرب الشخصية هو المشكلة . . وقد كتبت في صفحتي الشخصية على الفيسبوك عن حاجتنا مثلا لجمع مقتنيات الفنان المرحوم سلام قدري مثلا حتى لا تبقى لنا من ذكراه مجرد أسطواناته وأغانيه فقط ، أو ما دون عنه من معلومات لتظل حبيسة الأدراج . . ، ولكن هذا لا يعني بأي حال أن لا أدعو لمتحف وطني للصورة الفوتوغرافية ؛ فأنا من دعاة ذلك ، ولكن لو هناك أولوية فأرى أن تكون للفنانين من مطربي الأغنية الليبية .

    الأيام : هل من كلمة أخيرة تود أضافتها ..

    الفنان الفوتوغرافي أحمد الترهوني : نعم .. بداية أرجو أن تسجل إعجابي – وعاهدني أستاذ محمد – بنوعية أسئلتك الذكية فعلا .. كما أتوجه بالشكر لجريدة الأيام ، وأنا ادعو الله سبحانه وتعالى أن اكون قد تحدثت عن المشهد الفوتوغرافي في ليبيا بإنصاف ، وأتمنى أن اكون قد أضفت الكثير لتسليط الضوء على المعاناة التي يعيشها الفنان الفوتوغرافي الليبي .

     مقتطفات

    ♦   ” معزوفات ضوئية ” عنوان معرضي الشخصي الأول بدار الفنون ، وخطوتي الأولى للانتشار ..

    ♦   الصورة الفوتوغرافية مولود تشكيلي بأدوات مختلفة .

    ♦   لقطة السلفي دافعها اظهار الشخص مع المكان وقد زادت في شعبية الصورة .

    ♦    تعرفت على الكاميرا الرقمية مبكرا مقارنة بزملائي المصورين .

    ♦    التصوير الرقمي أقصى عند ظهوره الكثير من الفنانين .

    ♦    التصوير موهبة ابداعية لا ترتبط بالعمر .

    ♦   الأسابيع الثقافية الليبية في الخارج اسهمت في انتشاري عربيا وعالميا .

    ♦    طورت موهبتي ذاتيا في غياب الانترنت ودورات التدريب .

    ♦    غزارة انتاجي انخفضت بسبب انشغالي بالتدريب ونشر ثقافة التصوير .

    ♦    فن التصوير ينتشر وينحسر تبعا للظروف السياسية والاجتماعية .

    ♦    برمجيات الصورة مزجت التشكيلي بالفوتوغرافي وبات من الصعب الفصل بينهما .

    ♦    صوري متنوعة المواضيع وتستهويني الصور التي تحكي قصة .

    ♦    نشر ثقافة التصوير مسئولية الفنان الفوتوغرافي .

    ♦    للصورة قرأتين عادية صريحة واستقرائية بمضمون .

    ♦     للصورة المؤثرة خصائصها الجاذبة للعين والمخاطبة للعقل وللقلب .

    ♦     فبركة الصورة فن رفيع وإن كان مخالف للشريعة .

    ♦     أدعوا المؤرخين إلى البحث في بدايات التصوير في ليبيا .

    ♦     للأسف ..  لا وجود لكيان فني معتبر يجمع الفنانين الفوتوغرافيين .

    ♦     المصور الليبي حاضرا ومتميزا .. حتى وهو يفتقر للتصنيف .

    ♦     لا توجد قراءات نقدية منهجية لفن التصوير الفوتوغرافي في ليبيا .

    ♦     أدعو عبر الايام المؤرخين إلى الاهتمام بتاريخ الصورة في ليبيا.

  • بحرينيات يحصدن الجوائز بين التشكيل والتركيب والتجريد والتصوير ..

    بحرينيات يحصدن الجوائز بين التشكيل والتركيب والتجريد والتصوير ..

    بين التشكيل والتركيب والتجريد والتصوير بحرينيات يحصدن الجوائز

     أثبتت الفنانات التشكيليات البحرينيات، أنهن قادرات على الريادة والتميز، وأنهن قادرات على تقديم نماذج إبداعية راقية وصياغة المشهد الفني في قوالب متجددة على الدوام، وتقديم أعمال فنية اختارتها لجنة تحكيم معرض البحرين السنوي للفنون التشكيلية في نسخته الثانية والأربعين لتفوز فنانتان بمسابقته السنوية، التي تتصدر جوائزها، جائزة الدانة

    وتقاسمت جائزة الدانة، التي صمم مجسمها الفنان «خليل الهاشمي» وتقدر ب 6000 دينار بحريني، العمل التركيبي «هوية صماء خرسانية» مريم العرب، وحسين الموسوي، إذ يتكون عملهما من جلسة من جذوع النخيل على أرضية إسمنتية تعرض للمشاهد مقاطع فيديو تتناول هوية الإنسان البحريني وثقافته وعلاقتها بحركة التطور العمراني.
    وحول فكرة العمل قالت مريم العرب «لسيدتي»: دائماً خلال تجولي في البحرين، أجد انفصالاً ما بين المجتمع المحلي والطبيعة، عندها تساءلت فيما إذا كان التطور العمراني الحالي هو السبب في هذا الفصل، أما حسين الموسوي فتحدث في ذات السياق قائلاً: عندما أزور بعض المناطق القديمة في البحرين أجدها تحتفظ بمقوماتها الطبيعية والبيئية أكثر من المناطق الجديدة التي تضم المباني الشاهقة، وأعتقد أن ذلك يؤثر بطريقة ما على هوية الإنسان، فالهوية ما هي إلا مجموعة المتغيرات التي تحيط بالإنسان ويتفاعل معها على الدوام ومنها العمران، ومن هنا، فإن «هوية صماء خرسانية» ما هو إلا طرح لعدة تساؤلات حول تأثير التطور العمراني على الهوية الثقافية للأجيال الحالية والمستقبلية.
    وحول اختيار اسم العمل، أوضحت مريم العرب أنه مستوحى من الإسمنت الصلب الأصم، الذي لا يحتوي على حياة، مشيرة إلى أن انتشار المباني العمرانية الحديثة التي في معظمها مبنية من الإسمنت يجعل من الهوية العمرانية المحلية بذات الطابع الصلب والجامد.
    بينما فازت بالمركز الثاني الفنانة التشكيلية والإعلامية هدير البقالي، وفازت بالجائزة الثانية التي هي عبارة عن معرض شخصي لأعمالها تقيمه هيئة البحرين للثقافة والآثار في مركز الفنون لمدة شهر كامل.
    وحول عملها قالت الفنانة البقالي لـ «سيدتي»: أفكاري دائماً ما ترافقني في كل أعمالي، وأترجمها على ذلك البياض الذي أرى من خلاله تكوينات بصرية تكمل بعضها، وأحاول عبرها البحث عن هوية إنسان لا يجد ضالته في كل مرحلة من مراحل عمره»، وأوضحت أنها استخدمت في إنتاج أعمالها ألواناً زيتية وغير زيتية، الحبر، الفحم، الأقلام الخشبية وخامات متعددة منها الورق.
    وفي المركز الثالث فازت الفنانة سمر الإسكافي، عن عملها التركيبي «حذر» الذي تعبر من خلاله عن أفكارها ومشاعرها تجاه المعتقد السائد في العديد من الثقافات والذي يربط ما بين الارتقاء الروحي والمادي ومرور مدة زمنية تقدر بـ 40 يوماً، وقالت الإسكافي لـ «سيدتي»: دائماً كنت أتساءل حول ماهية الأربعين يوماً، فالجنين ينبض قلبه بعد أربعين يوماً، والنخلة تسقى بالماء بعد زرعها لمدة أربعين يوماً، وغيرها من الأمثلة الكثير، مشيرة أنها استوحت عملها من هذه الفكرة التي تعتبرها جزءاً من الارتقاء الروحي والمادي للإنسان وشبّهته «باليقظة»، مشيرة إلى أنها استخدمت في إنجاز عملها خامات متعددة كالخشب، الورق الشفاف؛ لتكون طبقات متعددة كتبت عليها عبارات مختلفة.
    يستمر معرض الفن التشكيلي لغاية 20 مارس 2016 في متحف البحرين الوطني، ويعرض أعمالاً فنية بحرينية وصل عددها إلى 87 عملاً، تعالج كافة المواضيع وبأدوات مختلفة، وتتنوع ما بين أعمال تركيبية، لوحات، أعمال نحت، تصوير فوتوغرافي وأعمال خط وفيديو.
    كلام صور: مرفقة

     

  • المصور ( نزار بدور ).. فنان ضوئي يصطاد الحزن الجميل..- مشاركة /  أحمد عساف..

    المصور ( نزار بدور ).. فنان ضوئي يصطاد الحزن الجميل..- مشاركة / أحمد عساف..

    الفنان الضوئي نزار بدور.. قنّاص الحزن الجميل

    الفنان الضوئي نزار بدور.. قنّاص الحزن الجميل

    على خطى أيامه يسير نحو الجهات التي تنتظره، في أقصى حدود الروح وأيسر القلب، متأبطا حبيبته التي لم تخذله، ولم تكن عصية على الوجد المتبادل فيما بينهما إنها (كاميراه) التي بادلته العشق بالعشق ونبض الحنين، يتأبطها كما يتأبط العاشق الولهان معشوقته الأبدية ويلتصقان بكل حميمية ووجد، كجسد واحد، كظل واحد.

    أجزم أن على حصى أيامه يمضي صوب الحياة بكل مكوناتها، إلى الحياة بكل مكوناتها بكل تناقضاتها، بكل جنونها وعقلانيتها، كأنه مهر البراري يمتطي الريح ويطلق لعينيه كل ذاك السخاء من مد البصر، وهو الموغل بكينونة البصر والبصيرة، والعارف بسرمدية اللحظة، هو العارف تماما لما يريد لذلك سأجد ذاتي اكتب عن فنان غير عادي، فنان يدفعك للوقوف مطولا أمام إبداعاته، ومن ثم تبتسم بأسى أو بمرارة ولربما تدمع عينك، على وجه الخصوص مع وجوه الأطفال السوريين المهجرين، لكن قبل ذلك بقليل سأقول إني من المعجبين بفن نزار بدور ( الطبيب ) على اللوحة وعلى العدسة في كلا الحالتين أنا معجب بأعمال نزار الضوئية كثيرا نظرا لما تحمله من خصوصية، ومن اشتغالات خاصة وتقنينات مرت طويلا بمخبره الفني، ومن ثم بعقله وبعاطفته وبمحبته لفنه، قبل أن يطلقها للضوء ولبوح الروح ولجدران القلب، ولنا نحن الذين انبهرنا بإبداعاته، منذ أن أدركنا متعة بصرية آسرة تضاف لجماليات نزار بدور.

    أعمال الفنان نزار بدور الضوئية هي ليست استراحة محارب، وليست استرخاء في رواق يطل على امرأة عابرة، ولا على جدة أهملها الهواء. هي لحظة وجود، يستعد فيها الفنان نزار مثلما يستعد صياد أنيق للحظة يود الإطباق عليها فيحبس أنفاسه، ويتحلى بصبر جميل، وأناقة ليطلق قبلة، وليس قنبلة اتجاه من أحبها، وحين ذاك سينتهي المشهد بكثير من الدهشة والمحبة والإعجاب، وستكون تلك القبلة، رفت جناح أو غمزة أو فلاش مُبهج ليهطل على أرواحنا أعذب المطر.

     

     

    ثمة ميزة وخصوصية تميز تجربة الفنان نزار بدور الفنية، انه وباشتغالاته، على إفرازات وإحالات وهبات الفصول والحياة لفترة ما من عمر الزمان على اللوحة (قماش وزيت… وتقنينات متعددة) أظن انه أفاد من ذلك الكثير من حيث تفكيك اللون وتقنيات الفرز اللوني، والاشتغال على (الباغ راوند) وسيمياء الأفق في صميم الكادر، وسينوغرافيا اللوحة الفنية التصويرية، وتلك العين الثاقبة التي يمتلكها عين نسر يعرف مايريد، وصقر حاذق يتمتع بصبر يعجز أمهر الصيادة عن امتلاكه.

       

    ميزة أعمال الفنان نزار بدور هي تلك الشيفرة الموغلة في الخصوصية، لنقل على سبيل المثال التضادات الموغلة في الوحشة بين القفل والمفتاح والباب، هذا الثالوث العصي على الفهم أوعلى فك تلك الشيفرة، أبواب أكل الصدأ منها ما لذ له وما طاب، خشب ومعدن انفك، انحل عقد الصداقة عنهما في لحظة غدر، القفل ضل أمينا لسر من أوصده، كذلك أمينا لنومه الأبدي، الخشب ربما كان الضحية، بفعل قسوة ظروف الطبيعة، هل أراد أن يقول لنا الفنان نزار أن الحياة جملة تضادات تصالحوا معها، أو كونوا كما تريدون، بالانتقال للموضوع الأهم في الراهن السوري، سنجد أن الفنان نزار تألق في تصوير لحظات مأسوية من حياة أطفال من سورية هجرتهم الحرب القذرة وشتتهم المدن وزحام الوقت والحياة، وأعطتهم كاميرته ابتسامة أمل  سنجد أيضا إشراقة الأمل السوري حين الوردة تشق طريقها مع أغصانها من بين الحديد، ومن أخاديد الأرض لترمي على البشرية السلام. أبواب ونوافذ، وأطفال شتتهم جبهات الحرب، أطفال منذورة عيونهم لقادمات الأيام،أطفال ترنو أرواحهم لنافذة أمل. قلوب أينعت كمثرى وشقائق نعمان معلقة على ستائر النسيان. وكثير من لهفة الانتظار لإبداعات الفنان الدكتور نزار بدور.

    البعث ميديا – خاص : أحمد عساف

  • الفنانة ( جاز اسلام ) رسامة الكاريكاتير السعودية – مشاركة :  نادية راضي

    الفنانة ( جاز اسلام ) رسامة الكاريكاتير السعودية – مشاركة : نادية راضي

    فنانة الكاريكاتير السعودية ” جاز اسلام “

    ديسمبر 25, 2014 –

    للمرأة دورها الكبير في الحياة الاسرية فهى العمود الذى يقوم عليه المجتمع , وفي جميع المجالات نجد الكثير من النساء العربيات يبدعن دائما وابدا , فهناك من يبدعن في مجال الطب والتعليم ونجد ايضا الكثير من سيدات الاعمال فى قمة النجاح والتميز, وللمرأة السعودية خاصة دورا هاما ومتميز في الحياة فى شتى المجالات واليوم لدينا نموذج لامرأة سعودية اختارت طريقا جديد فى الإبداع والرقي وهو مجال الرسم بالكاريكاتير مستمده افكارها من الواقع ببساطة وسهولة لتظهر حقائق كثيرة قد لا يراها المجتمع وكانت لها الرؤية الواضحة والصريحة التى نحتاجها في مجتمعنا العربي لنرتقي به ونعيد تقييمه .

    فحديثنا اليوم عن رسامة الكاريكاتير جاز اسلام ، وهي فنانة سعودية تبلغ من العمر الرابع والعشرين عاما ، حاصلة على شهادة فى الفنون والاتصال المرئي من انجلترا – بريطانيا . اتخذت فن الكاركاتير هواية بجانب تميزها بالعمل الحر واتخذت مدينة جدة مقرا لها .

    بمن تأثرت :
    لجاز اسلام رسامين عالمين تتابعهم باستمرار وهم المفضلين لها فى هذا المجال أمثال ميجان هيس Megan Hess
    وهايدن وليميس Hayden Williams وكذلك الفنانة نسيبة حافظ Nasiba Hafiz والفنانة العالمية لسونا Lasuna ، تاثرت جاز اسلام بأسلوبهم ونمطهم في رسم الكاريكاتير واستمدت منهم الحماس والدافع لشدة إعجابها في استخدامهم للألوان والنقوش الجميلة .

    أسلوبها في الرسم :
    لم تعتمد الفنانة جاز اسلام علي طريقة محددة فى رسمها وهذا ما جعلها مميزة ومتجددة فى فنها دائما ، فهي تعتمد على القلم الخشبي وتتبعه بالقلم الاسود لتوضيح فكرتها ثم تقوم بالتلوين بالوان جريئة وجذابة لتظهر البساطة والخفة ويعطى احساس لعشاق فنها . ولشدة تعلقها بفنها ومقتنياتها الخاصة بالرسم فنجدها تحتفظ بها وترافقها أينما كانت .
    تستخدم جاز اسلام في رسمها اقلام خاصة بالتحديد شاملة جميع الالوان Letraset Promarkers وايضا اقلاما خشبية مميزة من ماركة Tik Tik من BIC ، وتستخدم الورق الواقى Bleed proof marker paper ، وايضا الالوان المائية وكذلك اقلاما عادية بسماكة مختلفة .

    انتقادات :
    ككثيرا من سيداتنا فى عالمنا العربى ، تعرضت جاز اسلام الكثير من النقد والمعارضة فى مجالها كفنانة ومبدعة وذلك لبصمتها الجريئة فى رسوماتها وتسليطها الضوء على الكثير من المظاهر التي يغفل عنها المجتمع وفى بعض الاحيان يحاول هذا المجتمع اخفائها. فكان النقض الذى واجهته الذي وصل فى بعض الاحيان لحد الشتائم ، ما هو الا دافع قوي لمضيها قدما بكل قوة وإصرار مشرّف لها كسيدة عربية وسعودية على وجه الخصوص , وهي إلى جانب هذا تحرص على متابعة النقاد والمعارضين لفنها عبر مواقع التواصل الاجتماعى والصحف والمجلات وغيرها .