Category: تشكيل وتصوير

  • يوم كتب الدكتور: محمد نزار الدباغ..عن خطاطو الموصل المعاصرون .. سيرة ومسيرة..

    يوم كتب الدكتور: محمد نزار الدباغ..عن خطاطو الموصل المعاصرون .. سيرة ومسيرة..

    خطاطو الموصل المعاصرون .. سيرة ومسيرة
    السبت 2012/01/07
    بقلم: د. محمد نزار الدباغ
    الخط العربي يتموضع في قلب الثقافة الإسلامية
    احتوى كتاب “خطاطو الموصل المعاصرون” للمهندس والفنان والخطاط عبدالرزاق الحمداني على إهداءٍ ثم تقديم بقلم المؤرخ الأستاذ الدكتور ذنون الطائي مدير مركز دراسات الموصل، ومنه نقتطف قوله: “لا نغالي حينما نقول بأن مدينة الموصل هي إحدى أشهر الحواضر العربية التي أنجبت الخطاطين المبدعين الذين بزوا أقرانهم في أرجاء المعمورة”، ويضيف “وشهد الخط العربي منذ ستينيات القرن العشرين نهضة فنية هائلة في جماليات الخط بأنواعه المعروفة وتشكيلاته الأخاذة وروعة الخطوط التي ازدانت بها واجهات المساجد والجوامع والمحاريب والمنابر، على أن الاهتمام بذيوع الخط العربي وصل إلى المدارس الابتدائية والثانوية ضمن مفردات مادة اللغة العربية وبكراسات للخط العربي المقررة من وزارة المعارف ثم التربية”.

    وأوضح أن هذا “ما أدى إلى صقل العديد من المواهب الفنية وجعل اللغة العربية واقترانها بالخط العربي مادة محببة لدى الناشئة والجيل الجديد”.

    ومدح الطائي المؤلف قائلا: “وحسناً فعل المهندس عبدالرزاق الحمداني الذي كرس جهده لسنوات طوال في البحث والتتبع لآثار نخبة من رواد الخط العربي المعاصرين في مدينة الموصل، ولأعمالهم الفنية وحرص على تسجيل كل ما يتعلق بمسيرتهم الفنية الطويلة وجمعهم في مؤلف هو بمثابة سفر للخطاطين في مدينة الإبداع والمبدعين والفن والفنانين، فللحمداني كل التقدير على تلك الجهود المضنية التي بذلها وهو ليس غريباً عن جمهرة الخطاطين، فهو من مبدعي هذا اللون الفني الجميل. وهو ما اعطى لهذه الدراسة ثقلاً نوعياً وعلمياً وفنياً في التناول والسرد والعرض متمنين له المزيد من العطاء الفني والعلمي. خدمة لتاريخ العراق العظيم ومدينتنا الموصل الجميلة”.

    صدر الكتاب عن مركز دراسات الموصل بجامعة الموصل العراقية وتضمن سيرة ومسيرة حياتية وفنية لأكثر من ستين خطاطا موصليا معاصرا.

    وقدم له أستاذ التاريخ والحضارة الإسلامية العلامة والمفكر الإسلامي الأستاذ الدكتور عماد الدين خليل وجاء في تقديمه: “يتموضع الخط العربي في قلب الثقافة الإسلامية ويقدم مشاركة فاعلة في حمايتها والتعبير عن خصوصيتها واغتنائها بالعطاء المبدع. إنها وظيفة مركبة بما أن الخط الذي يحمل الحرف العربي يتمخض لمهمتين إحداها (عملية) تستهدف توصيل الخطاب بين الأطراف المتحاورة والأخرى جمالية تملأ الفراغ بعروضها المدهشة والمتنوعة ما بين الجلي ثلث والثلث والنسخ والتعليق والديواني والرقعة والكوفي… الخ”.

    ويضيف خليل: “مهرجان مثير للإعجاب للحرف وهو يتمايد ويتلوى ويعكس رؤية تجريدية تمثل واحدة من أكثر الفنون التشكيلية تألقا وصفاء. إن الإسلام وقد حرّم عبادة الأصنام بشكل قاطع وسد الطريق على أية ممارسة فنية تقود إلى حافات الصنمية هذا التحريم ما لبث أن تحول إلى طاقة فنية إبداعية فعالة متساوقة مع التصور الجديد”.

    ويرى أستاذ التاريخ والحضارة الإسلامية أن هذا المنع الذي احتفظ – كما يقول (مارسيه) في “الفن الإسلامي” – بكل قوته في تزيينات العمارة الدينية ولوازم العبادة وأثر على تطور الفن الإسلامي بأسره.

    ويوضح أن “نخبة طيبة من مبدعي الموصل حُماة الحرف العربي والمتفننين فيما منحهم الله سبحانه من قدرة على التشكيل والتنويع، ذلك مايجده القارئ بين يديه.

    ويشير خليل إلى أن ميزة الكتاب وخصوصيته التي أرادها له المؤلف أن تراجمه لخطاطي الموصل هذه لم تأخذ نسقا متشابها يكرر نفسه مع كل واحد من هؤلاء, وإنما هو غير وبدل في أسلوب العرض, وأدار كاميرته على جوانب هنا هي غيرها هناك وبهذا منح مُؤلَفه حيوية التركيب ومتعة القراءة في الوقت نفسه وطالما استدعى الخطاطين أنفسهم لكي يتحدثوا بأنفسهم عن تجربتهم الخصبة وعما صنعته أيديهم ويعرض نماذج من هذا الذي أبدعوه”.

    واختتم تقديمه قائلا: “ولحسن الحظ فان المؤلف نفسه هو واحد من هؤلاء الخطاطين المبدعين الذين يتحدث عنهم ولقد أتاح الفضاء المعرفي الواسع للمؤلف, وامتلاكه ناصية الأداة الأدبية والتعبيرية أن يعرض كتابه هذا بأسلوب مؤثر جميل وبقدرة ملحوظة على التقاط الحلقات الأكثر أهمية لبناء عمله وذلك فضل الله وحده يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم”.

    وتبعت مقدمة المؤلف أرجوزة شعرية من ست وستين بيتا من الشعر لمؤلف الكتاب في تراجم خطاطي الموصل المعاصرين تبعتها سير الخطاطين المفصلة وحسب تقادمهم الزمني مبتدئاً بالشيخ الراحل فائق الدبوني والراحل محمد صالح الشيخ علي الطائي، مرورا بيوسف ذنون وحازم عزو العلاف وصولا لحسن قاسم حبش والشيخ الراحل علي الراوي ثم سالم عبدالهادي وعبدالباري محمد سلو وعمار عبدالغني ومروان حربي ثم اياد الحسيني وزكريا عبدالقادر وعلي الفخري وخليل إسماعيل وأكرم ذنون وعلي حسان ومحمد عبدالمطلب، ومختتما بالخطاطين محمد سلطان الطائي ومؤمن مصدق عبدالعزيز، وأعقبها ثلاث مقالات عن الخط والخطاطين في الموصل كان المؤلف كتبها ونشرها في أوقات سابقة في مجلات دورية وجاء الكتاب في مجلد واحد من القطع المتوسط وبعدد صفحات بلغ 348 صفحة.

    وحمل غلاف الصفحة الداخلية لعنوان الكتاب خط المؤلف لها وقام الفنان التشكيلي حكم الكاتب بتصميم الغلافين الخارجي والداخلي للكتاب موضحا بنماذج خطية وصور للخطاطين الذين فاقت أعدادهم الستين خطاطا.

    ويذكر أن المؤلف من مواليد الموصل سنة 1957 وحاصل على البكالوريوس الهندسة الميكانيكية/جامعة الموصل سنة 1979 وهو رئيس مهندسين أقدم منذ العام 2002 ومجاز من شيخ الخطاطين العثمانيين حامد الآمدي سنة 1978 وترأس الهيئة الإدارية لجمعية الخطاطين العراقيين / فرع نينوى (الموصل) بدورتها الخامسة وله أربعة كتب تتحدث عن الخط والخطاطين والخطاطات في الموصل منها كتاب “الموصل وجمهرة خطاطي النسخ أنموذجا” يحتوي على تراجم وسير فاقت في أعدادها المائة والعشرين مبدعا خطاطا وخطاطة من القرن الرابع الهجري ولحد الآن وطبع الكتاب في دار بن الأثير للطباعة والنشر بجامعة الموصل (ويحمل رقم الإيداع بدار الكتب والوثائق ببغداد (1319) لسنة 2011).

    وللمؤلف العديد من البحوث الفنية والخطية والتراثية في الصحف والمجلات العراقية وهو باحث علمي وتراثي وحاليا عضو الهيئة الاستشارية لمجلة “الموصل التراثية” التي تصدر عن دار المازن للطباعة.

  • يوم كتب المصور الفوتوغرافي: حسين السكافي..عن التصوير الفوتوغرافي من التسجيلية الى الفن ..

    يوم كتب المصور الفوتوغرافي: حسين السكافي..عن التصوير الفوتوغرافي من التسجيلية الى الفن ..

    كاميرا - ويكيبيديا

    تصوير فوتوغرافي , افضل كاميرات للتصوير - كيوت

    التصوير الفوتوغرافي من التسجيلية الى الفن
    نوفمبر 9, 2017 م0
    المصور الفوتوغرافي حسين السكافي

    ضيفت مؤسسة الحوار الإنساني بلندن يوم الابعاء 8 تشرين الثاني / نوفمبر 2017 الفنان والمصور الفوتوغرافي حسين السكافي في أمسية ثقافية تحدث فيها عن الصورة الفوتوغرافية ومسيرتها وكيف حققت حضورا لا يمكن اغفاله منذ مراحلها ( التسجيلية ) الاولى حتى وصولها الى عالم ( الفن ) والابداع. وكيفية توظيف الامكانيات التقنية لألة التصوير باتجاه تثبيت اسس ابداعية وثقافة فنية .

    الاستاذ حسين السكافي مصور فوتوغرافي محترف عمل في العديد من الشركات العالمية وهو حائز على بكالوريوس في اللغة العربية والعلوم الإسلامية، وشهادة تخصص في التصوير الفوتوغرافي من جامعة ويستمنستر. أقام عدداً من المعارض الشخصية والمشتركة، مهتم بالثقافة البصرية و الشفهية.

    المقدمة

    الصورة فن تثبيت اللحظة والاحتفاظ بها كما هي لنعيد قراءتها في أوقات اخرى بتأمل….وجهة نظر قد بنيت عليها فلسفة الصورة .فالصور أصبحت اليوم في كل مجال في حياتنا, إبتداء من العملة الورقية والفضية إلى طوابع البريد الى بطاقات تحقيق الشخصية وكل المعاملات الإجتماعية…, وأصبحت مفردات الإنسان المعاصر الفكرية عبارة عن صور, فقد دخلت الصور إلى حياتنا منذ حوالي مائة وخمسون عاما وأصبحت أكثر دقة وتميز في حفظ تراث الشعوب بعد أن كانت الكلمات وحدها هي المصدر الوحيد لحفظ هذا التراث وكتابة التاريخ. فالصورة هي جوهر الفنون البصرية تنقل لنا الواقع بلغة فائقة الروعة والتعبير، فهي تقدم لنا رؤية مختارة للواقع أو الموضوع وليس نسخة مطابقة أو بتعبير أكثر دقة تقدم رؤية ذات تشكيل جمالي يجسد بصماته الفنية. ورغم حاجة بعض الفنون إلى الكلمة والصوت للتعبير عن الأشياء، إلا أن الصورة خلقت لغة جديدة غير لفظية غيرت حياة العالم فأزالت القيود واخترقت الحدود وكشفت الحقائق, فالصورة خير من ألف كلمة.

    الصورة في الأدب.. في العلم.. في الصحافة.. وما في ذلك من تفريعات كثيرة إلا أن ما يهمنا في هذا المقام من كل تلك المجالات الآنفة الذكر هو التصوير الفني.. ذلك أن عددا كبيرا من المجالات السابقة يمكن أن يندرج تحت مسمى “صورة فنية” ، لقد حقق التصوير أول ما ظهر الحلم الذي طالما راود الإنسان بالقبض على الزمن.. الا أن التطور السريع الذي عايشته البشرية حدا بالتصوير الى تجاوز المستوى الأول من الواقع نحو آفاق جديدة في التشكيل فإذا كانت كلمة (فوتوغراف (Photograph تعني في اللغة اللاتينية الكتابة بالضوء، فإن التصوير الفوتوغرافي لم يقتصر على تقليد خطوط هذه الكتابة بل أعاد صياغة أبجديتها ونظم هذه الحروف الضوئية نظما شعريا يخاطب وجدان المتلقي أكثر مما يخاطب عيونه، لتوازي في جوهرها سائر المجالات الإبداعية الأخرى كالشعر والرواية والرسم والمسرح“.

    ومع بداية هذا القرن قال وليم مور “ان عمل الفن هو صنع التأثير (Effect) وليس تسجيل الحقائق الوقائع (facts) ، كانت الصورة فيما مضى مجرد أداة لنقل الواقع وتسجيله كما هو.. ولكن عندما تم التعامل مع الصورة كفن تغيرت هذه النظرة.. فلم يعد التصوير مجرد لوحة صامتة لمنظر طبيعي أو غيره، وإنما أصبحت الصورة معاناة إنسانية، فكرة تحمل مضمونا إنسانيا وجدانيا فكريا أيا كان ا لمهم أنها لم تعد صورة جميلة فحسب.. وانما هي لوحة فكرية وجدانية تخاطبك لتتأملها وتغوص في أعماقها فتخرج مدهوشا بقدرة الفنان على الابتكار والابداع والخروج عن المألوف بأسس علمية مدروسة.. ورؤية فنية راقية. ولكن متى كانت البداية ؟ وكيف تحول التصوير الفوتوغرافي من التسجيلية الى الفن؟

    تطور فن التصوير

    تطور فن التصويرعبر التاريخ ومراحله المختلفة حيث يرجع بدايته إلى قرون بعيدة, ويقال أن أول من تحدث عن تكوين الصورة كانوا قدماء المصريين، ثم جاء بعد ذلك أرسطو الذي تكلم عن الصورة المظلمة و ذكر بعض المعلومات عن مرور الضوء من خلال الفجوات الصغيرة بين أوراق الشجر, ثم بطليموس مرورا بالحسن بن الهيثم الذي أسس علم البصريات, ومن بحوثه العديدة في كتاب (المناظر) وموضوعات إنكسار الضوء وتشريح العين وكيفية تكوين الصور على شبكة العين ووضع لأقسامها أسماء خاصة وجعل البصريات علما مستقلا له قوانينه الخاصة، واهتم بالآلات البصرية وقام بحساب درجة الإنعكاس في المرايا المستديرة والمرايا المحرفة . ثم دافنشي الذي تنسب له أول غرفة مظلمة والتي تعود لسنة 1519 ونيوتن وغيرهم الكثيرمن العلماء والفنانين والكيمائين والفيزيائين, والذي كان لهم دور جميعا في ظهور التصوير الضوئي.

    تاريخ التصوير

    يعد التصوير منذ الأزل شهادة عصرية ودليل وجود.. من هنا حاول الإنسان البدائي تسجيل آثاره وأعماله ومعاركه على جدران الكهوف.. وتعود بداية التصوير عند ملاحظة القدماء ظاهرة ظلال الأشياء عند انعكاس الضوء عليها.. ومع تكرار الملاحظة تم اكتشاف الغرفة المظلمة (Dark room) التي ما زال الجدل قائما حول من اكتشفها فمنهم من قال إنه أرسطو ومنهم من قال قبله، كما أن البعض يشير الى العالم العربى عالم الفلك الحسن بن الهيثم. و “لا يوجد شخص واحد يمكن ان ينسب اليه اختراع الغرفة المظلمة“. ولا نريد هنا أن نخوض في إشكالية أن التصوير الفوتوغرافي فن حديث من ابتكار الأوروبيين أو هو فن قديم عرفه العرب من قبل أو ربما قبل ذلك لأنها قضية لا تسمن ولا تغني من جوع وانما لابد أن ندرك أن المعرفة البشرية هي معرفة تدرجية تراكمية ساهمت الشعوب الأولى والحضارات لبدائية في خلقها وهنا نحن نكمل المسيرة.. كما علينا أن نذكر للتاريخ فقط وحسب ما جاء في مقدمة كتاب د. عبدالفتاح رياض (آلة التصوير) (1993) ص 12، ان مخطوطات الحسن بن الهيثم لم تعرف ما فيها إلا في عام 1910 في مكتبة (The Indian office library, London ).

    وقد ظهرت اول صورة عام 1826 على يد الفرنسي “جوزيف نيسابور نييبس” وكانت صورة لمنظر طبيعي تطل عليه أحد نوافذ منزله بجنوب فرنسا واستغرق معه التقاط الصورة من ثمانية إالى إثنتي عشر ساعة من التعريض والتي كانت تسمى طريقة الهيليوجراف ((Heliography وكانت تتم عن طريق تعريض ألواح من النحاس أو القصدير تكون مغطاة بطبقة رقيقة من القار bitum الذي يتصلّب ويغدو لونه أبيض عند تعريضه لضوء الشمس, ثم القيام بإظهارها عن طريق الغمر في سائل الإظهار والذي يتركب من زيت اللافندر والبنزين, وذلك لإذابة المناطق التي لم تتأثر بالضوء.

    ولكن بقي عليه أن يعمل على تثبيت الصورة. وتوالت الجهود بعدها لتثبيتها لمدة طويلة أُستعمل خلالها بياض البيض وأملاح كلوريد الفضة والجيلاتين وبودرة البطاطس, ثم واصل العلماء جهودهم وظهرت طريقة الداجيروتيب (Daguerreotype) والتي ابتكرها لويس داجير L.Daguerre وقد لقب بسببه هذه الطريقة بأبو التصوير الضوئي والتي أدت إلى إنتشار التصوير الضوئي, فقد تميزت بدقة التفاصيل واختصار زمن التعريض من ساعات إلى بضعة دقائق, وقد كان للصدفة دور كبير في مراحل تطور التصوير الضوئي بصفة عامة , ومنها طريقة لويس داجير حيث كان يجري أحد التجارب والتي كانت تقوم على إستخدام ألواح مصنوعة من الفضة وتعريضها لأبخرة اليود لتكتسب الحساسية الضوئية- تلبدت السماء بالغيوم فأنهى التجربة دون أن يستكمل عملية التعريض الضوئي, وإكتشف في اليوم التالي أن اللوح الذي لم يستكمل تعريضه قد تكونت على سطحه صورة واضحة للمنظر الذي كان يسجله!! غير أن الصورة الناتجة لم تكن قابلة للتكرار أو النسخ.

    وفي الحقبة نفسها توصل مخترع إنجليزي يدعى وليم فوكس تالبوت ( 1800-1877) W.F.Talbot إلى صنع صورة سالبة ورقية، وطبع صورة موجبة نقية عنها، واستخدام أملاح ثيوكبريتات الصوديوم (الهيبوسولفيت) لتثبيت الصورة. وأقام بعد ذلك معملاً لنسخ الصور، ونشر كتابا يبين فيه طريقته في التصوير. وتعد هذه الخطوة انطلاقة فن التصوير الضوئي وانتشاره في العالم.

    وفي عام 1888م أصدر ( جورج ايستمان) آلة الكوداك الشهيرة وهي أول كاميرا صندوق مزودة بفيلم ملفوف. وفي العام 1896م نزلت إلى الأسواق الأمريكية أول كاميرتيين صغيرتين للجيب، وظهرت أول كاميرا ذات منظار في عام 1916م. وفي أوائل الأربعينات ظهرت الكاميرات العاكسة وحيدة العدسة وهي المفضلة لدى معضم المصورين المحترفين، أما الكاميرات ذات الفيلم 110 فلم تظهر الإ في عام 1971م ، وظهرت أول كاميرا للتصوير الفوري اسود وأبيض من شركة ( بولا رويد) في عام 1947م ، وأول كاميرا فورية بأوراق ملونه عام 1963م .

    ويقال ان الفنانة الالمانية ألسا بينج (1899-1998) عندما ذهبت الى نيويورك في عام 1936, كانت تأخذ معها آلة تصوير وقد قامت بإلتقاط صورة لحصان في السيرك حيث يظهر الحصان في الصورة داكن اللون وتحيط به الظلال مثل الدخان وتخترقه لمسات من الضوء. هذه الصورة تعرض إلى الآن في “الناشيونال جاليري” بواشنطن ومعها مجموعة صور نادرة اخرى وذلك في معرض بعنوان “اكتشافات فوتغرافية” والذي يؤرخ لبدايات التصوير الفوتوغرافي. واستمر الباحثون والمختبرات على مدى القرن والنصف الماضيين في العمل على إدخال تحسينات كبيرة على فن التصوير الضوئي وأجهزته والمواد والأفلام المستخدمة حتى بلغ مبلغه اليوم.

    وجدير بالذكر أن مصطلح فوتوغرافيا استعمل لأول مرة سنة 1839 وهو مصطلح مأخوذ من اللغة اللاتينية مكون من شقين “ graphy” وتعني الرسم و “photo” تعني الضوء أي أن فوتوغرافيا تعني الرسم بالضوء … وكان السيد ( جون هيرشل ) أول من استخدم هذا المصطلح.

    قيمة التصوير كفن

    وتعتبر قيمة التصويرالفوتوغرافي كفن مستمدة من حقيقته، وقد اختلفت الآراء حول هل فن التصوير علم أم فن؟؟ وماهي مكانته من الفنون المختلفة؟؟ والمتأمل لفن التصويريجد أنه الفن الذي يجمع بين التكوين الجمالي والتكوين التقني ولذلك يمكن القول بأنه علم وفن, فهو كعلم يتطلب من المصور معرفة بأسس وقواعد التصوير وكيفية التعامل مع مصادر الضوء الطبيعية والصناعية ومعرفة بأنواع العدسات والمرشحات وطريقة استخدامها مع الإهتمام بعناصر التكوين والإضاءة والنسب وغيرها.

    وقد كانت الصورة دائما ومازالت ناقلا للأحداث والمكتشفات العلمية. فقد عبرت الصورة الفوتوغرافية منذ القدم, وخاصة بعد الإكتشافات العلمية، عن النتاجات البشرية بشكل كبير.. وقدمت للإنسانية خدمات جليلة.. بل أصبح التصوير الفوتوغرافي علما دقيقا يدرس في الجامعات والمعاهد العليا على اختلافه وأنواعه بالطبع.. فهناك التصوير الصحفي والتصوير الطبي والتصوير الفضائي والفلكي والتصوير الجنائي والتصوير بالأشعة فوق البنفسجية أو تحت الحمراء.. الخ.

    ويعتبر التصوير فن لأنه يعتمد على الشكل والتكوين الفني، والتكوين هو تآلف كل الخصائص الضرورية كالمساحة واللون والضوء في إحداث تلخيص كلي تكون كل العناصر التكوينية فيه متفاعلة في نمط واحد منسق ذلك لأن غرض التكوين هو الوصول الي النمط المتناسق والمتماسك، لذا فإن التكوين الجيد يجب أن لا يشتت العين من خلال عدم الإستقرار لبعض مكوناته أومن خلال نقص التوازن فيه، وبذلك فإن التكوين يدل علي شيء ظاهر فهو فكر وعاطفة وجمال يرقى بالمتلقي من خلال علاقات بين الأشكال والعناصر وصياغتها وفق سياقات جديدة متناسبة مع الحاجة الإنسانية لفن جديد وصيغ جديدة للتعبير.

    وبإعتباره فن قائما علي تنظيم علاقة بصرية فإن هدف المصور هو تحويل عناصر التكوين الشكلي من أماكن وإضاءة وظلال ولون وحركة وانفعالات وغيرها من مكونات متفرقة إلي تعبير متماسك ومتناسق يضمن المصور الفنان من خلاله توصيل مضمون مادته إلي المتلقي وقد يرمز إلي شيء أو يوحي بشيء آخر له دلالاته المعنوية والتأثيرية.

    فالعمل الفني الناجح يتوقف على مقدار إحكام وحداته بدقة بحيث إذا ما أسقطنا أي وحدة من وحداته يسقط تكامل البناء فيه. وبالرغم من أهمية التدريب والخبرات التي يجب ان يتحلى بها المصورفإن فن التصوير يحتاج إلي قدر كبيرمن المرونة والخيال والتأمل والقدرة العقلية والبدنية وإلي التفكيرالترجيحي والتحليل والتركيب البصري وقبل كل ذلك مقدرة متنوعة في الإحساس بمؤثرات الواقع ومكوناته حيث أنها حالة عميقة وخصبة تتطلب من المصور أن يرسم بالكاميرا بعقله لا بيديه.

    لابد أن يقف وراء الكاميرا إنسان صاحب فلسفة خاصة ورؤية ذاتية للواقع وقدرات مميزة فنيا، يحركها ويوجهها بهدف توصيل المضمون الذي يريده في شكل محدد، ونجاح هذا الإنسان أو فشله يتوقف علي مدي امتلاكه للحس الفني الذي يختلف من مصور إلي آخر. فالمصور الفوتوغرافي ليس مجرد صاحب حرفة ولكنه في حقيقة الأمر فنان ينفعل بالأحداث ويتأثر بحسه المرهف، ويدرك المواقف ويقدرها تقديرا اجتماعيا بحسه الصادق، لهذا فالصور الفوتوغرافية ليست مجرد صور لموضوعات أو أعمال أو أشخاص، بل هي تكشف عن القيم الجمالية للشخص الذي انتجها.

    لذلك فمن الضروري أن يتمتع المصور بحس فوتوغرافي حيث عليه أن يعرف ويميز غريزيا المشاهد التي تؤثر وتقدم صورا جيدة ناجحة فالحياة بالنسبة للمصور هي سلسلة من الاحتمالات التي يمكن أن تلتقط بالعدسة وهكذا يمكن أن يقدمها، وفي كل مناسبة يجب أن يفكر في أفضل طريقة يلتقط بها المشهد. كما ينبغي أن يكون المصور فنانا يمتاز بقوة الخيال والحساسية والقدرة علي إدراك مزايا الصورة الجذابة، ذلك أن الصفة الأساسية فيه ليست هي المشاهدة بل الخيال، فالخيال “سيد الملكات” فهو الذي يحلل العناصر التي تقدم للحواس، والفعل يعيد تشكيلها كما تتراءي له، إذ أن العالم المرئي ما هو إلا مخزون صور ورموز يعطيها الخيال مكانة وقيمة نسبية.

    كما لابد أن ينأي المصور الفنان عن عمليات التقليد ونقل الواقع والإبتكار والتفرد، فلقد كان الفنان الكبير جورج ميلييه مؤسس ومكتشف الفن السابع لا يصور الأشياء كما هي ولا يقتفي أثرها بطريقة تحليلية، ولكنه كان يصورها كما يشعر بها. وبذلك يمكن القول بأن الفنان المصور لا ينطلق من الفراغ، فهو نتاج من التراث الإنساني واسع وخصب، فهو غالبا ما يكون محصلة طبيعية للتفاعل بين الأبعاد الشخصية “الفردية” والإجتماعية المعاصرة والتاريخية التراكمية.

    ومن الضروري أن يكون العمل الفني مسبوقا بالفكر والإرادة .لذلك تكمن صلة العمل الفني بالمعرفة في كونه ناقلا للمعرفة ومولدا لها. وتمثل الثقافة جزءا لا يتجزأ من عملية الإبداع الفني، إذ لا يمكن تصور وجود هذا الإبداع بمعزل عن الثقافة، ذلك أن الإنسان غير المثقف لا يمكن له أن يبدع لا في مجال الفن ولا في غيره من مجالات الحياة الأخري. حيث أن الفن هو وليد الثقافة، والثقافة هي الدعامة الثانية للفن، فالفنان بالصفة فقط لا يكون اكثر من صاحب حرفة وليس فنانا فوتوغرافيا، وبالثقافة وحدها يكون كثير الكلام فقط دون أي مهارة، ولكن اجتماع الأثنين هو الذي يولد الفن.

    وبذلك فإن الإبتكارات والتجربة الخاصة لا تنفصل عن الثقافة, والمعرفة العامة ضرورية كضرورة المهارة الفنية فهما في وحدة متماسكة، لهذا فإن الفنان الفوتوغرافي لا يستطيع مواجهة لوحته الفوتوغرافية ما لم يكن يوليها من تكوينه الثقافي والنفسي، فكل عناصر ومكونات الصورة لا بد أن تكون متضمنة جزءا من معرفته وخلفيته الثقافية فهي تتعاون جميعا علي خلق ذلك المحسوس الجمالي وتعين علي تكوين الموضوع.

    فالثقافة العامة يمتلكها كل إنسان في المجتمع ولكن المصور يحتاج الى الثقافة العامة التي يحتاجها الجميع اضافة إالى ثقافة التخصص, نقصد هنا بثقافة التخصص هي المعلومات العلمية الخاصة بعلم وفن التصوير وليس فقط آلية أو برمجه استعمال الكاميرا. الجميع يعتبرون مصورين بشكل عام بدون تخصص إلا إذا كان هنالك تخصص محدد له قد تعمق فيه ووصل لدرجة الإحتراف , كل واحد منا يمكنه تصوير كل شي في وقت واحد أي أننا نمارس كل أقسام التصوير مرة واحدة بشكل عام ولكن لو تمعنا جيدا في تخصص كل قسم لوجدنا أنفسنا في حيرة من أمرنا على الكم الهائل من المعلومات التي يتوجب علينا معرفتها لنكون بمستوى المصور العالمي المحترف والمتخصص….

    مصورون بارعون من انحاء العالم

    ترى هل اختلفت وظيفة التصوير الفوتوغرافي الآن ؟! أعتقد ذلك.. لم تعد وظيفته مجرد نقل الواقع وانما تفتش عما يختبيء وراء الواقع بكشف أغرار الحلم.. وعيون المستقبل.. فأصبحت وظيفة الفن اجمالا الآن أشمل من الماضي .. يقول صاحب (السيدة / الكمان ) الفنان (مان ري) “ان وظيفة الفن هي دفع المشاهد الى التأمل وليس فقط إثارة الإعجاب بالبراعة التقنيه التي يتمتع بها الفنان”.

    لو تأملنا أعمال انسل آدمز (Ansel Adams) (1982 -1902) وإدوراد ويستون (Edward Weston) (1883- 1976) وأموجن كننج هام (Imogen Cunningham) (- 1883 1976) وغيرهم من المصورين من الذين كانوا علامات مميزة في سماء التصوير الفوتوغرافي نجد أن الفضل يرجع لهم في تحويل التصوير من مجرد واقع تسجيلي الى فن بكل ما تحمله كلمة “فن” من معان.. حيث معهم بدأ التصوير الفوتوغرافي يتخطى حواجز الواقعية التسجيلية ليكون لغة الصورة الرومانسية الحالمة عندما تم التعامل معه على شكل فن جميل.وعندما نقرأ كتاب (الفن والحياة (Art & Life ندرك تماما ذلك التحول بعد أن نظر المصور الى الصورة على أساس الفن.. “يسير كل من ويسترن وانسل آدمز بقوة نحو العمق ليمسك اللقطة الفنية من أجل مهمة الفن”.

    إذن مخاطبة اللوحة.. الوقوف أمامها.. محاولة مخاطبة ما وراء الصورة ومتابعة مساراتها الدقيقة.. تبني ما تبقى من جمال روحي في عقلك بعد أن طفت مشاغل الحياة المادية على الجزء الأكبر منه فتأتي الصورة لتوقض جانبا آخر مهما منه.ولا شك نحن لانختلف على أن الناس مختلفون في رؤيتهم للأشياء حيث “لا يستطيع شخصان أن يكونا نفس الفكرة تماما عن شيء واحد” ، وهنا مكمن جمال الصورة وما تحمله من مضامين تعبر عن هواجس مختلفة وهموم شتى.. تداعب أحلاما قديمة عند هذا وتراود طموحات مستقبلية عند ذاك.. ترسم صورة بائسة قاتمة.. وتلامس أفكارا حالمة.. لماذا كل هذا؟ لأن التصوير فن وليس نقلا.. وهناك من المصورين من هم مثقفون حتى أطراف، أصابعهم.. يهمهم التعبير عن الأعماق وكوامن الأمور.. يسيرون في أعماقهم الى ملامسة العقل اللاواعي والغوص عميقا في تخوم الحلم والمناطق المظلمة.

    فالمصور يبقى في النهاية انسانا.. يهمه التعبير كذلك عن الواقع.. ولكن برؤية فنية.. حتى لو أخذنا في ذلك أقرب مجالات التصوير للواقعية وهو التصوير الوثائقي لابد من الغوص في الأعماق لابراز حادث معين أو التوثيق لمرحلة معينة لتعميق الأثر ولتبقى ذكرى لا تنسى. فمثلا عندما تتأمل صورة اعدام الجندي الفيتنامي الشهيرة والتي التقطها ايدي آدمس (Eddi Adms) عام 1968 وحصل على جائزة بوليتزر ترى هذه الصورة وأنت متأهب لسماع الطلقة النارية من مسدس الضابط الفيتنامي. الأمر نفسه في تصوير (البورتريه) حيث لابد من الغوص في المناطق المظلمة في الشخصية التي تود تصويرها.. تعبر بصدق عن نفسية هذه الشخصية بملامحها الدقيقة وما تصاحب الصورة من إضافات.. مثلا صورة (تشرشل) والتي جاءت بعنوان (What, no cigar) التي التقطها مصور البورتريه الشهير “يوسف كارش Karsh عام 1941، تأمل جيدا هذه الصورة تجد أنها تعبر عن ملامح تلك المرحلة في ظل الحرب والعنف والدمار. رغم ان المصور التقط له صورة أخرى (بسيجاره هذه المرة ) كما أراد ولكن لم يكتب لها البقاء وظلت هذه الصورة (بدون سيجار) هي الأقوى والأكثر عمقا.

    هكذا أصبح التصوير الفوتوغرافي عندما تم التعامل معه على أساس الفن وما أجمل ما يقوله ماكلين (Mccullin) المصور يجب أن يكون إنسانا متواضعا صابرا مستعدا للمزيد من المتابعة.. اذا كنت وحيدا انتظر السعادة أو الخجل أو حتى الموت وليس أحد بجانبي يمكن أن يكون عندي عدة اختيارات وأحدها أن أكون مصورا للآخرين ولكن ما أحاول أن أصل اليه هو أن أكون إنسانا.

    رأينا أن التطور في الوظيفة نابع من التطورات البشرية العامة والاهتمامات الإنسانية الشاملة.. الاهتمام بالمعاني وليس مجرد السطحيات الجمالية فقط.. فتصوير لقطة واحدة ذات معنى أفضل من مئات الصور بلا معنى.. فالصورة لم تعد مجرد نقل للواقع وانما هي البحث عما يختبيء.. وراءه… وما هذا التطور إلا نتاج للتطورات في الفنون الأخرى كالأدب شعرا أو نثرا والرسم والمسرح وغيرهما.. وكم من المصورين هم شعراء أو مسرحيون أو كتاب قصة وسينمائيون.. بل كم من لوحة تم التعبير عنها بلغة الشعر والعكس صحيح.. فالحس الفني والروح الشاعرة رابط أساسي يجمع الفنان بالأديب فيصبحان في معقل واحد.

    نحن إذا في عصر الصورة الضوئية بامتياز، وما زالت ثورة التصوير قائمة للآن تستمد قواعدها من التطور التكنولوجي القائم في العالم أجمع، وقد تعدى التصوير مفهومه التقليدي المنحصر في التحميض والطباعة إلى التصوير الرقمي أو التجريدي الذي سطع نجمه وتألق مع نهاية القرن العشرين وبداية الألفية الثالثة.

    علاقة التصوير الفوتوغرافي بالفن التشكيلي

    هناك علاقة وثيقة بين التصوير الفوتوغرافي والفن التشكيلي حيث يمكن القول أن التصوير الفوتوغرافي خرج من رحم الفن التشكيلي.. بل إننا يمكن أن نطلق على التصوير الفوتوغرافي (بالابن العاق) ذلك أننا وحسب ما تطرقنا اليه في التطور التاريخي لآلة التصوير وجدنا أن من ساهم في اختراع وتطور الغرفة المظلمة (Dark Room) هم الرسامون وقد كانوا يستخدمونها لتسهل لهم عملية الرسم.. فالتشكيل اذن هو سبب ظهور الكاميرا!!

    وبعد فترات من الزمن متلاحقة أصبح فن التصوير الفوتوغرافي منافسا حقيقيا للرسم.. “ففي العالم الحديث حل التصوير الفوتوغرافي محل التصوير الزيتي والرسم كوسيلة أساسية لالتقاط الصور، التقاط صور دونوا حاجة الى مهارة الرسم”. فأصبح بالإمكان تصوير المشاهد وخاصة المناظر الطبيعية (Landscape) بسهولة كبيرة وفي وقت يسير والأكثر من ذلك أن آلة التصوير ترسم معالم الأشياء بحذافيرها.. وبالتالي أصبحت آلات المصورين منافسا قويا لأدوات الرسامين وخاصة من أصحاب المدرسة الانطباعية والواقعية .بعد ذلك ظهرت مدارس أخرى في الفن التشكيلي ويرى البعض أن التصوير الفوتوغرافي سبب رئيسي في ظهور بعض المدارس الفنية كالتجريدية والسريالية، وذلك هروبا من منافسة المصورين فآلة التصوير كانت لا تستطيع أن تلتقط الا ما ترده أمامها.

    ولكن مع ذلك.. وبعد التطورات الرهيبة التي حدثت في مجال التصوير الفوتوغرافي سواء في أجهزة الآلة أو الأفلام دخل المصور (الفنان) منافسا قويا من جديد حتى مع أصحاب المدارس الحديثة في الفن.. فمن خلال آلة التصوير وجهاز الحاسب الآلي (Computer) وبمهارة الإنسان الفنان يمكنك أن تلتقط صورة تجريدية أو سريالية بل إن البعض لا يمكن أن يفرق فيما يرده ما إذا كانت لوحة مرسومة أو صورة فوتوغرافية.. فالمعايير تداخلت الى حد كبير كما هو الحال بين الأجناس الأدبية.. والتطور المتلاحق ما زال مستمرا في عالم التصوير الفوتوغرافي.. فبعد اكتشاف التصوير الرقمي عبر الحاسب الآلي أصبح بالإمكان التلاعب بالصورة وكأنها رسمة فتغير فيها ما تشاء.

    ولكن يبقى سؤال ملح وهو.. هل يمكن القول إننا في القرن القادم يمكن أن نستغني عن الرسم بالفرشاة والألوان ما دمنا وجدنا البديل في التصوير الفوتوغرافي ، خاصة إذا كان يحقق لنا نفس الاغراض ؟ سؤال قد يكون سابقا لأوانه ولكن بالتأكيد يحتاج الى وقفة ومناقشة. فهناك من يرى في أدواته البسيطة كالفرشاة والألوان قمة الإبداع وحتى في الوقت الذي يستغرقه لصنع اللوحة من رحم الألم والمعاناة.. ولا يستطيع أي جهاز مهما كان أن يتحداه ليقول؛”ها أنا أتحدى الكمبيوتر” اتحداه بما تملكه أدواتي البدائية البسيطة من قدرة على الحركة وتفجر الحياة”. إلا أن البعض الآخر يجد في آلة التصوير وفي جهاز الكمبيوتر ما هو أفضل من الفرشاة والألوان ويمكن أن يحصل عل نتائج أفضل وفي وقت أيسر وابداع أكبر. ولكن البعض يرى أن كلا من الرسم والتصوير الفوتوغرافي جزئين مكملين لبعضهما.. فبعد أن كان أحدهما ابنا للآخر أصبحا توأما يدخلان تحت جناح الأب الأكبر (الفن ).. فليعبر كل بطريقه لكن المهم أن يكون المولود فنا.

    التصوير الفوتوغرافي 4 جائزة الإنسانية العالمية 2020 للمصورين في جميع أنحاء  العالم: أخبار المدرسة الحالية

    يمارس الجنس مع العاملة وصاحب البيت يصوّر – السياسي

  • تدشن “الفجيرة الثقافية” متحفاً رقمياً للفن التشكيلي الإماراتي..

    “الفجيرة الثقافية” تدشن متحفاً رقمياً للفن التشكيلي الإماراتي

    الإمارات، الفجيرة، 11 أغسطس 2020 – دشنت جمعية الفجيرة الاجتماعية الثقافية، أمس الاثنين، المتحف الرقمي للفن التشكيلي الإماراتي على تطبيق “انستجرام” كمنصة تنشر إبداعات الفنانين الإماراتيين وتلقي الضوء على ما يختزن الوطن من مواهب فنية متميزة.

    ويهدف المتحف إلى توثيق الحركة التشكيلية في دولة الإمارات وتعزيز الوعي بالثقافة البصرية، والتوجه بها إلى أوسع قطاعات الشباب على المنصات الرقمية وتعريفهم بالمنجز التشكيلي الإماراتي بمختلف أنواعه ومجالاته.

    وقال خالد الظنحاني رئيس الجمعية: “إن المبادرة تأتي في إطار سعي “الفجيرة الثقافية” إلى خلق منصّة جديدة تمكّن الجمهور العربي والدولي من الاطلاع على الفن التشكيلي الإماراتي، وتقديم مساحة خاصة لإبراز المواهب الإماراتية واحتضان الفنانين الإماراتيين، وتعزيز مكانة الدولة كوجهة فنية عالمية”.

    وأوضح أن “الحركة الفنية في دولة الإمارات شهدت تطوراً كبيراً خلال العقود الماضية، ووجدت اهتماماً ودعماً من قيادة الدولة؛ وهو ما مكّن الفنون من تبوأ مكانة مرموقة، وصارت الإمارات واحدة من أبرز المنصات الفنية عربياً وعالمياً، وهو الأمر الذي شجعنا على العمل على مواكبة هذه الحركة وتوثيقها بمتحف رقمي مفتوح على فضاءات العالم الافتراضي يمكن الوصول إليه في أي وقت ومن أي مكان”.

    ولفت الظنحاني إلى أنه من منطلق حرص “الفجيرة الثقافية” على تعزيز الدور الفني للمتحف وتعميق أثره الثقافي، شكّلت الجمعية مجلساً استشارياً يضم في عضويته نخبة من الفنانين الإماراتيين، وهم الدكتورة نجاة مكي وعزة القبيسي وعبيد سرور وخليل عبد الواحد ومبارك محبوب، ومهمته الإشراف على رسم الخطط والبرامج المستقبلية للمتحف وتقييم الأعمال الفنية قبل نشرها.. داعياً الفنانين الإماراتيين للمشاركة وإرسال أعمالهم الفنية إلى حساب المتحف على الانستجرام emirati.art.museum@.

    وبدورها، وصفت الدكتورة نجاة مكي فكرة المتحف الرقمي بالريادية، وقالت: “إننا بحاجة للأفكار الجديدة التي ترفد الحركة التشكيلية الإماراتية بمبادرات تفاعلية مبتكرة تسهم في ازدهار الفن في الإمارات”. وأوضحت أن الفنون نافذة توصل الأمم للمستقبل المشرق، والإمارات دولة تؤمن بقيمة الفن التشكيلي وأهميته في الارتقاء بذائقة الإنسان وتنمية الوعي الجمالي في المجتمع”.. مثمنةً جهود جمعية الفجيرة الثقافية في تعزيز الوعي بالثقافة البصرية واطلاقها المتحف الرقمي الذي يعد نواة لمتحف فني رائد على أرض الواقع.

    ومن جهته، أكد المصور المحترف مبارك محبوب أن التجربة الجديدة للمتحف الرقمي ستكون غنية وثرية، وستشهد نجاحاً وتفاعلاً كبيراً بين أوساط الفنانين ورواد التواصل الاجتماعي.. مشيداً بالمسارات المبتكرة التي تنتهجها جمعية الفجيرة الثقافية لدعم طموحات المبدعين الإماراتيين، وتمكينهم وتهيئة بنية تحتية تخدم جهودهم في خلق حراك ثقافي فعال ومستدام.

    – كلام الصور:

    1ـ خالد الظنحاني رئيس “الفجيرة الثقافية”.

    – للاستفسار:

    00971505789888

    جمعية الفجيرة الاجتماعية الثقافية

  • الخطاط المصري: محمد عبيدو.. ترك هندسة الميكانيكا ليبدع في الرسم بالحروف العربية .


    المصري محمد عبيدو.. ترك هندسة الميكانيكا ليبدع في الرسم بالحروف العربية
    محمد أشرف عبيدو، درس الهندسة في إحدى الجامعات المصرية، إلا أن عشقه للخط العربي دفعه إلى تنمية مهاراته حتى أبدع في هذا المجال التراثي واستحدث منه صوراً مميزة مزجت بين عراقة هذا الفن وإبداعات التصوير.
    البداية كانت حينما قرر عبيدو أن يتخلى عن مجال دراسته الأساسية في تخصص هندسة الميكانيكا، وتعلم الخط العربي من والده، حيث كان يستمتع بمشاهدته في أثناء استخدامه الخط العربي في الكتابة، ومن ثم محاكاته هذا الفن.
    لم يلتزم عبيدو بقانون الخط العربي المتعارف عليه، إلا أنه نجح في تحقيق ما تمناه، حينما مزج الرسم بالحروف العربية، حيث يقول: “أحاول أن أنتج فناً وليس قانوناً”.
    يرى الشاب المصري أن المجتمع حوله ربما لا يشجع على احتراف الرسم والفنون، خاصة الأهل الذين يرون في ذلك مضيعة للوقت، إلا أن الأصدقاء شجعوه على العمل في هذا المجال.

    المصري محمد عبيدو.. ترك هندسة الميكانيكا ليبدع في الرسم بالحروف العربية


     الأمر لم يتوقف عند الهواية فقط، أصبح لعبيدو رسالة من وراء فنه، وهي تدريب الشباب على نطق وكتابة اللغة العربية بصورة صحيحة، فأكثر ما يثير اهتمامه هو وجود أعداد كبيرة من خريجي كليات العلوم والهندسة والآداب، إلا أنهم لا يتقنون الكتابة باللغة العربية، ولديهم كثير من الأخطاء الإملائية؛ مثل عدم التمييز بين حرفي الـ”ز” و”ذ”، وهو ما نلحظه كثيراً عبر الشبكات الاجتماعية، خاصة أنهم يعتبرون اللغة العربية “موضة قديمة”، بينما الإنكليزية نوع من الوجاهة الاجتماعية.
    بطريقته الخاصة، يرسم عبيدو شخصية أم كلثوم بالحروف، ونجم ناديه الرياضي المفضل رمضان صبحي؛ بل لا يترك شيئاً حوله دون أن يرسم عليه، حتى الزجاجات والآلات الموسيقية وحتى فنجان القهوة إلى أن أصبح الرسم جزءاً منه وليس مجرد هواية.
    يستبعد عبيدو أن يقوم بالرسم في الشارع، خاصة أن هذا الأمر يتطلب العديد من التصريحات الأمنية من السلطات المصرية، بينما يحلم بإنشاء غاليري مفتوح في الشارع يمكن من خلاله عرض فنه.

    المصري محمد عبيدو.. ترك هندسة الميكانيكا ليبدع في الرسم بالحروف العربية

    صعوبات
    يقول عبيدو “أشعر بأن الرسم على الحوائط ملموس وواقعي أكثر، وبرغم إحباط الكثيرين لي، لم أيأس وقررت أن أكمل التجربة للنهاية.
    ورغم الصعوبات التي واجهها محمد عبيدو في مجاله، والمنافسة الشرسة بين الفنانين، إلا أنه استطاع أن يختار طريقة غير تقليدية لإظهار رسوماته.
    وكان الدافع وراء نجاحه هو شغفه وإيمانه بهوايته، والإصرار على النجاح رغم كل شيء.
    لذا ينصح عبيدو الشباب بأنه مهما كانت الظروف صعبة، والحياة قاسية في بعض الأحيان، فعليهم الإيمان بموهبتهم، والعمل على تطويرها، فقد تكون تلك الموهبة هي مفتاح سعادتهم وشهرتهم في المستقبل.
  • المصري “أحمد وجدي محمد ”..نجار موهوب ومبدع في الرسم والنحت و التحف الخشبية ..

    نجار مصري موهوب ومبدع في الرسم والنحت و التحف خشبية
    تحف ورسومات وأعمال فنية مبتكرة لنجار مصري موهوب ومبدع
    ابتكر المصري “أحمد وجدي محمد ” 26 عام ” رسومات فنية ومشغولات خشبية رائعة.
    أحمد من مواليد محافظة المنصورة، يعمل نجار موبيليات ، فنان ومبدع في أعمال النجارة .
    يحب الرسم والنحت وعمل المشغولات الخشبية ويوجد عنده الكثير من الأعمال الفنية المبتكرة.
    ومن يريد التواصل مع المبدع المصري يمكنه مراسلتنا..
    بيت خشبي - تحفسفينة خشبية - تحف
  • المبدعة :ابتسام باجبير ..فنانة الحرير السعودية ” – كتابة :نادية راضي..

    فنانة الحرير السعودية ” ابتسام باجبير ”
    كتابة نادية راضي – 18 ديسمبر 2014م
    ابتسام عبد الله باجبير ، ولدت في عام 1961 ، إحدى أهم الفنانات التشكيليات السعودية ، حصلت على الشهادة الجامعية من كلية التربية قسم الاقتصاد المنزلي في عام 1403 هـ ، امتهنت التدريس في بداية مشوارها العملي ، حيث عملت في التعليم الثانوي بنات بالمملكة ، وأصبحت معيدة بكلية الاقتصاد المنزلي قسم الفنون الاسلامية في جامعة الملك عبد العزيز حتى سنة 1410 هـ ، توقفت عن العمل لفترة إلى أن حصلت على شهادة الماجستير في الفنون الإسلامية من مصر .
    أعمالها الفنية :
    شاركت ابتسام باجبير في تأسيس مجموعة الفنانات السعوديات بالمركز السعودي للفنون التشكيلية ، وكانت من أوائل التشكيليات السعوديات اللواتي قمن بتطوير الرسم على الحرير بالاتفاق مع شركة جافانا الالمانية ، مما جعلها تتميز في الرسم على الحرير وترتقي بهذا الفن وتبدع به . وقد قدمت في معرضها الخاص بالرسم على الحرير 24 عمل فني اعتمدت فيه على الطابع الإسلامي . وقد شاركت في العديد من المعارض الفنية لعله أهمه مشاركتها في مهرجانات الجنادرية كفنانة للرسم الحرير ، وكانت تشارك في معظم المعارض الخاصة بالمركز السعودي للفنون التشكيلية في جدة . بالإضافة إلى معارضها في صالات روشان واردك بلازا في جدة ومعارض مهرجان المدينة المنورة الثاني .
    أما عن أعمالها الفنية خارج المملكة ، فقد شاركت بالعديد من المعارض الفنية والمناسبات الثقافية مثل معرض الرسامات السعوديات في واشنطن سنة 1406 هـ ، كما شاركت في معارض الملكة بين الأمس واليوم في اسبانيا وباريس والقاهرة منذ سنة 1407 ، وشاركت بالعديد من الأمسيات والأسابيع الثقافية للملكة في الخارج .
    الجوائز والتكريمات :
    حصلت ابتسام باجبير على العديد من الجوائز والتكريمات وشهادات التقدير عن اعمالها وتميزها في المملكة وخارجها ، كما حصلت على مقتنيات شخصية من أهم الشخصيات السعودية البارزة ، لعل أهمهم صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عب العزيز ، والأميرة الجوهرة حرم خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عدب العزيز ، والأميرة الجوهرة بن سعود الطبير ، والأميره البندري بنت عبد العزيز ، والأميرة مها السديري . والأمير تركي بن عبد العزيز وحرمه .
    وقد تم تكريمها من قبل شخصيات بارزة من خارج المملكة مثل رئيس ووزراء الباكستان نزاز الشريف ، ورجل الأعمال الباكستاني ضياء الدين بت .
    ومن أهم الجوائر التي حصلت عليها ، لقب أفضل معرض أقيم في صيف المفتتاحة لسنة 1429 .
  • يقدم الفنان :مصطفى رعدون.. صورة من قلب القلعة ( 2 ).

    ربما تحتوي الصورة على: ‏‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏

    مصطفى رعدون

    صور من قلب القلعة ( 2 ) ،،،

    على السور الشرقي للقلعة ، ثمة منزل من حجر وطين ، يستند للسور الأساسي ، ويطل بإتجاه الغرب ،ملاصق لعلية الماري ( احد ابراج القلعة الرئيسية ) من جهة الجنوب ، مكون من غرفتين غمس كبيرتين ، بأقواسهما المصلبة الجميلة ، والمطينين بتراب المحفارة ، والمبيضين بكلس مغارة الحوارة ، يفصل بينهما نول طيني صنع من تراب المحفارة المخلوط بالتبن ، يتسع لمونة السنة من الحنطة ، وله جزء خاص بالبرغل ، وكل منهما له فتحة بالأسفل ، تسدها يد خشبية ، ويوجد فتحة صغيرة بين النول والجدار تمررشخص واحد بشكل جانبي للغرفة الأخرى ،
    ولكل غرفة عتبة داخل الباب منخفضة عن باقي البيت ، كانت بمثابة حمام البيت ،
    وامام هاتين الغرفتين فسحة كبيرة مصبوبة كمتنفس للدار يتوسطها روزنا تفتح وقت الحاجة ، وتحتهما قبو ضخم بحجمهما مقنطر كذلك ، يتسع لدواب الفدان وقن للدجاجات ، وبقرة وبعض الخراف وكمية التبن التي توضع مونة عن سنة كاملة ، ويعلو باب القبو حجارة على شكل قوس ، وله درفتان خشبيتان قويتان بمفتاح نحاسي بطول ( فتر ) ، كان يعلق خلف باب البيت على مسمار ناتئ بالجدار ، بجانب جرة الماء الكبيرة التي تحتل مكانا محددا كبراد للبيت ومخزن للماء المنقول على الرؤوس من عين العمارة بالخلاقين النحاسية ،
    أما في الغرفة الرئيسية ، ثمة موقد طيني جميل ( تفية ) له نقرة لإشعال النار بالأسفل ( شومنيه ) ، ومدخنة مطمورة بالجدار الى السطح ، وحفرة تتجمع بها صفة النار ، وهيكل طيني يمكن أن يوضع عليه قدر النحاس ، يستعمل للطبخ على النار ، وفوقه أوجاق طيني بأرفف مشغولة بعناية ولضوء الكاز مكانة خاصة في وسطه ، وفتحات توضع بها بعض الأشياء المنزلية للإستخدام المباشر ،
    وكانت المادة الرئيسية لإشعال النار عيدان الحطب من قش القطن وكساح الكروم بالإضافة الى قرافيش ( الجللي ) المصنوعة من روث الحيوانات المخلوط مع التبن ، وقد كان وقتها لكل بيت ( مشتاية ) خاصةفي أطراف البيدر ، ولها موسم لصنعها ، ومن ثم توضع في القبو مونة لأيام حاجتها ،
    اما في صدر البيت ثمة رف طيني طويل مزدوج ، وله فتحات منتظمة ، جميل المنظر وعلى الأخص ان أواني البيت من صواني وصحون وكؤوس وغير ذلك ، كلها معروضة عليه بشكل منتظم وجميل ،
    وعلى سطح البيت كانت ( المدحرجانة ) الحجرية التي تستخدم لرص السطح قبل مواسم المطر ،
    ان لهذا البيت ذكريات جميلة لدي ، منذ الطفولة ، إنه بيت عمي ( حسن علي الرعدون ) وبيت ( عمتي زهدة ) رحمهما الله ، واذكر يوما كنت عندهم وقد وصل موكب من النوق يحمل شلول التبن من على البيدر ، على شكل سلسلة من الجمال ، يقودها احدهم وهو يركب على حمار ، وهذه الجمال كانت لبيت ( الصغير ) من كفرزيتا ، تأتي في المواسم والبيادر لنقل الحب والتبن الى البيوت ، والأجمل ، رأيتهم كيف ينقلون شلول التبن تباعا ، الى الساحة امام البيت ، وينزلونه من الروزنا الى القبو فيمتلئ قبو التبن حتى السقف ،
    كان ذلك المنزل نموذجا لبيوت القلعة من الداخل والخارج ، ونموذجا لتقسيماتها للإستخدام ،
    رحم الله أصحابه الطيبين جدا ، ورحم جلسات السمر على الموقد المذكور شتاءا ، والقصص المتبادلة حولها ، فقد كانت مرحلة من العمر بسيطة بأدواتها ، ومفرداتها ، وحوائجها ، ولكنها غنية بقيمهم وأخلاقهم وسلوكهم الطيب ، وعلاقاتهم الودودة الى أبعد الحدود ،،،
    مصطفى رعدون ،،

  • المغربية :صفاء سراج الدين ..المصورة الباكية التي حطمت قلوب مشجعي المغرب.


    قصة المصورة الباكية التي حطمت قلوب مشجعي المغرب
    6 يوليو 2019
    كووورة – محمد السويفي
    لكل مهنة تقاليدها التي تمثل في بعض الأوقات جانبًا من متاعبها، وهو بطبيعة الحال بمهنة التصوير الفوتوغرافي يتمثل في كون المصور شخص يوثق الأحداث دون أن يبدي تفاعلًا معها.
    صفاء سراج الدين الفتاة المغربية التي اختارت العمل في مجال التصوير الفوتوغرافي قررت أن تكسر هذه القاعدة وتخرج عن المألوف، بعدما فوجئت بخروج مرير لمنتخب بلادها المغرب على يد بنين بضربات الترجيح في لقاء دور الستة عشر ببطولة كأس الأمم الأفريقية.
    ودخلت المصورة المغربية في نوبة بكاء بعد الخروج المفاجئ لأسود الأطلس من الكان، وهي الصورة التي التقطها الزميل المصور المصري سيد حسن، وانتشرت بصورة كبيرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي سواء في مصر أو المغرب وحطمت قلوب مشجعي أسود الأطلس.
    تحدثت صفاء سراج الدين ل، عن هذا الموقف قائلة: “دموعي كانت من القلب.. لم أشعر بأي شيء بعد أن سجل منتخب بنين آخر ركلة ترجيح وأعلن الحكم خسارة المغرب”.
    وأضافت: “لم أفكر في أن يلتقط أحد صورة لي، فبكائي كان تلقائيًا بعد خروج المنتخب وفوجئت بعد المباراة بانتشار الصورة عبر مواقع التواصل الاجتماعي”.
    صفاء أكدت أنها اختارت مجال التصوير الصحفي تكليلًا لهوايتها في التقاط الصور، وهي حاليا أصغر مصورة صحفية رياضية بالمغرب، كما أنها أول مصورة صحفية ترافق المنتخب المغربي في رحلة خارج الحدود.
    وأوضحت صفاء سراج الدين أنها كانت تتمنى التقاط صورة لنجوم المغرب وهم يحتفلون بالتتويج باللقب، ولكن حلمها لم يتحقق على أرض مصر.
    صفاء
  • الدكتور: بركات محمد مراد..كتب عن عبقرية الخط ..الحروف العربية بين الرمز اللغوي والتشكيل الجمالي

    لا يتوفر وصف للصورة.
    لا يتوفر وصف للصورة.
    لا يتوفر وصف للصورة.
    جماليات الحرف العربي .
    ٢٥ أغسطس ٢٠١٦ ·
    عبقرية الخط الحروف العربية بين الرمز اللغوي والتشكيل الجمالي
    بقلم/ د. بركات محمد مراد
    أستاذ الفلسفة الإسلامية
    رئيس قسم الفلسفة والاجتماع
    في كلية التربية جامعة عين شمس
    يعتبر الخط العربي أحد أبرز مظاهر العبقرية الفنية عند العرب. ولقد كان أولاً وسيلة للمعرفة ابتداءً منذ أن كان جنيناً في رحم الكتابة الفينيقية، ثم توضح في الكتابة الآرامية ثم في الكتابة النبطية المتأخرة، حتى بلغ كماله وجماله في الكتابة العربية، وأصبح فناً له ما يقرب من ثمانين أسلوباً وطريقة، ومن أشهرها الكوفي والثلث والرقعي والفارسي والديواني وفروع هذه الخطوط، بل إن ابن البواب (1) (توفي 425 هـ) قدم في نطاق خط الثلث فقط سبعة عشر قلماً منها، الثلث، المعتاد، المنثور، التواقيع، الجليل، المسلسل، النسخ، المحقق، الريحان، الرقاع، الحواشي … إلخ.
    ومن هنا، فقد أكد الفنان المسلم على أهمية الحضور الجمالي للكلمة المقدسة في الأمكنة المقدسة، وأكد على القيمة الجمالية المطلقة للأشكال الهندسية، وبشكل خاص على الخط العربي الذي يعد من أكثر الأشكال قداسة لارتباطه المباشر بدلالته اللغوية المقدسة.
    إن كلمة التوحيد والتي تمثل جوهر العقيدة الإسلامية إذ تأخذ بيد البصيرة الإنسانية تهديها الصراط المستقيم، إنما تأخذ بيدها إلى مجال الحق والخير والجمال، وتوحد بينها جميعاً: في السماء والأرض والنفس، في الكون والذات، إنها تربية للذوق والوعي على الإحساس بكل ما هو جميل مونق يُسبى الأفئدة ويفتن النواظر.
    رؤية تاريخية
    تثبت كتب التاريخ أن الكتابة بدأت صورية (الهيروغليفية القديمة) في مصر، ثم تحولت إلى رمزية كالكتابة المسمارية، والهيروغليفية المتأخرة (الديموطيقية)، وكانت المسمارية منتشرة في بلاد الرافدين وبلاد الشام، وعنها تفرعت نماذج الكتابة المتطورة، التي سارت باتجاه الحروف والأبجديات، حتى اكتملت على يد العرب السوريين، في فترة الدولة الكنعانية الشمالية المسماة (الفينقية) والتي اكتشفت أبجديتها في أوغاريت أو إيفاريت (رأس شمرا) في شمال الساحل السوري.
    اختزلت الحروف إلى 30 حرفاً مستفيدين كما يقال من أبجدية سيناء التي كانت منتشرة في شمال مصر (2). ومن الأبجدية الأوغاريتية (الفينقية أو الكنعانية) التي انتقلت مع سفن وقوافل التجارة لتغزو العالم القديم، وتنتشر بشكل واسع، ولتتأقلم أو تتلاءم هذه الأبجدية مع كل لغة أو لهجة لدى مختلف الشعوب. فتنوعت رسومها وأشكالها الأولى التي وضعها العرب السوريون القدماء (3).
    ومع تغير الدول، وتبدل الحكومات، كانت الكتابة تتطور وتتحسن، ويتعلمها جيل من جيل وتمشي مع الركبان والقوافل حاملة الحضارة، ومخلدة لها، إلى أن وصلتنا في الوقت الحاضر كاملة ناضجة، تتفاعل مع الحضارة الحديثة، مستوعبة مخترعاتها ومبتكراتها (4).
    وبعد أن وصلت الكتابة إلى المرحلة الأبجدية، في أنحاء متعددة من الوطن العربي، وبخاصة في بلاد الشام، وشمال وادي النيل، وبلاد الرافدين، بدأت تتمايز الخطوط والأبجديات كما يحدثنا الباحث على محمد أمين (5).
    فمن تطور الخط المسماري في شمال بلاد العرب ظهر الخط الآرامي الذي انتشر بشكل واسع؛ ومنه انحدر الخط النبطي في بلاد جنوب سورية، وكذلك ظهر الخط المسند وانتشر في أنحاء اليمن وجنوب وشرق شبه الجزيرة العربية، وظهرت كتابات منه في موقع “قرية” في شرق المملكة العربية السعودية، ووصل هذا الخط إلى بلاد الشام، لكنه انحسر عنها أمام امتداد الخط الآرامي والنبطي فيما بعد.
    ويرجح أكثر من باحث أن الخط العربي الحالي منحدر من أصول سريانية (آرامية) عن طريق الأنباط. أي أن الخط النبطي كما يقول حسن عيسى الظاهر: “إن العرب كانوا يكتبون قبل الإسلام بالخط الحيري، نسبة إلى الحيرة، ثم سمى هذا الخط بعد الإسلام بالخط الكوفي، وهذا الخط الكوفي، كما يقال فرع من الخط السرياني” (6). وفي كتاب “روح الخط” يرجع الخطاط كامل البابا أصل الخط العربي إلى النبطي أيضاً (7). وفي مقال بعنوان “الكتابات القديمة”، استعرض سيد فرج راشد أصول الكتابة العربية الشمالية على ضوء النقوش المكتشفة، وبيّن بدايات الخط العربي اعتماداً على ذلك، مفسراً ما جاء في نقوش (العلا ومدائن صالح وأم الجّمال) وخلص إلى أن هذه النقوش النبطية تبين لنا أن الكتابات العربية هي نتاج تطور الكتابة النبطية، وأنها تحمل كثيراً من مقوماتها وخصائصها في الأصوات والقواعد والمفردات … ومن المرجح أن تكون الكتابة النبطية انتقلت إلى الكتابة العربية في القرن الخامس الميلادي.
    بينما يرى ابن خلدون في مقدمته الشهيرة أن الخط العربي نشأ في اليمن ومنها انتقل إلى الحيرة، ومنها إلى قريش، أي أنه يعود إلى خط المسند الحميري، ويعتقد كثير من الباحثين أن الكتابة التي ظهرت في الجزيرة العربية كانت وليدة تفاعل طويل عبر رحلات التجار العرب بين الشمال والجنوب. ولا ننسى أن الخطوط العربية سميت بأسماء المدن والمراكز الإسلامية، بعد الإسلام، التي نشأت فيها، مثل مكة والمدينة والكوفة والبصرة، والبحث في المراحل التاريخية لتطور تلك الحروف ليس أمراً هيناً، وذلك لندرة النقوش العربية قبل عصر النبوة، وعدم احتواء النقوش منها على جميع الحروف، ولكنه يمكننا على ضوء دراسة النقوش العربية التي عثر عليها من تلك الفترة أن نرجع الكتابات العربية إلى أصلين اثنين هما التربيع والتدوير، وهما من أصول الكتابة العربية في جاهليتها وإسلامها.
    ويُرجح أن الخطوط العربية في الحجاز كانت تعتمد على التدوير والليونة منذ بداية نشأتها في مدن تلك المنطقة، ولم تكن الفروق بين هذه الخطوط في الخصائص، ولكنها كانت فروق تجويد، ذلك أن العرب عندما عرفوا فن الكتابة كانوا أهل بداوة، ولم يكن لديهم من أسباب الاستقرار ما يدعوهم إلى الابتكار في الخط الذي تعرفوا عليه، ولما ظهر الإسلام في تلك البلاد بلغت الكتابة والخطاطة مبلغ الظاهرة الفنية، حيث صار العرب دولة تعددت فيها المراكز الثقافية، ونافست هذه المراكز بعضها بعضاً على نحو ما حدث في الكوفة والبصرة والشام ومصر، ومراكز الثقافة الإسلامية الأخرى، في المشرق والمغرب (8).
    ونجد في الرسالة السابعة عشر لإخوان الصفاء” أن أصل الحروف كلها، والخطوط كلها، خطان لا ثالث لهما، ومن بينهما تركبت الحروف، حتى بلغت نهايتها وذلك عند الخط المستقيم الذي هو قطر الدائرة والخط المقوس الذي هو محيطها.” ولقد تطور الخط العربي بتنويعات قواعده وأشكاله الجميلة والزخرفة عنصراً مهماً في ذلك النسيج المتنوع للفنون الإسلامية، وقد طور ابن البواب وياقوت المستعصمي، ثم تلميذه زمن المماليك ابن الوليد، والزخرفي صندل وابن مندور وغيرهم تلك العلاقة، فأثروا الخطوط بالزخارف بخاصة في نسخ المصاحف والكتب وتزيين المساجد والقصور.
    خصائص جمالية
    Emadلا غرابة أن يتنوع الخط العربي بعلاماته وطاقاته التعبيرية، حتى يدخل أفضية التشكيل، فالأحفاد الذين ورثوا من أسلافهم النمط الأول للكتابة على الطين أدركوا – كما يقول الباحث محمد الجزائري (9)- ما يحتويه الحرف من دينامية كجنس إبداعي، وقدرة على التطور بحسب ذائقة العصر والبشر والتقدم الاجتماعي والتقني، مما دفع الأحفاد، لأن يقدموا (أيقوناتهم) بحرفنة عصرية ليس على وفق المربع والمستطيل وتحديداتهما، أو بما يشبه النقش على جلود الأنعام والحجر فحسب، بل على الورق المصنع يدوياً أو الحرير أو الزجاج أو على سطوح الطين المفخور والمزجّج، في محاولة منهم لتجاوز النمطية في القواعد، واستثمار العلاماتية ودوالها المفتوحة في أشكال حرة، فالعلاقة الاستاطيقية بين الخط العربي وبين المنمنمات وبين الخط الكلاسيكي المسيحي تمتد بجذورها إلى آكد وبابل، أو فن الأيقونة الشرقي، أي منذ المتدونات الأولى بالخط المسماري، حتى الكتب المترجمة والمؤلفة في دار الحكمة ببغداد المأمون، فصار للخط طرزه وصارت لأنساقه قواعد ثابتة، قلما خرج عليها الخطاطون التقليديون، حيث تمسكوا بنشدان كمال الصنعة، وليبلغوا الإجازة عن الرواد. ويجمع الخط العربي بين الليونة والصلابة في تناغم مذهل، وتتجلى فيه قوة القلم وجودة المداد المستمدة من النفاحات الروحانية التي تهيمن على الخطاط المبدع في لحظة إبداع فني فلسفي لا تكرر نفسها. فمن ساحة الفكر المخزون يقفز نص جذاب أو حكمة مأثورة أو أية كريمة يرافقه تخيل مبدئي لنوع الخط الذي ينبغي أن يُكتب به، ومع إعمال الفكر وإجهاد القريحة تبدأ ملامح التكوين الخطي تظهر رويداً رويداً للروح ثم العين، وذلك بالتوافق المنضبط في النسب المطلوبة بين الحروف والتناغم المألوف بين الحركات، والانطلاقة الوثابة لبعض الكلمات، لتنصهر في علاقة واضحة بين نوع الخط ومعنى الكلام المخطوط في بناء لوحة قادرة على التعايش مع الوسط الفني زمناً طويلاً.
    فالحروف العربية تمتاز بأنها تكتب متصلة أكثر الأحيان، وهذا يعطي للحروف إمكانات تشكيلية كثيرة، من دون أن تخرج على الهيكل الأساس لها، ولذلك كانت عملية الوصل بين الحروف المتجاورة ذات قيمة مهمة في إعطاء الكتابة العربية جمالية من نوع خاص من حيث تراصف الحروف وتراكبها وتلاصقها، كما أن المدات بين الحروف والتي يمكن التكيف بها في بعض الحروف تأخذ دوراً في إعطاء الكتابة العربية تناسقاً ورشاقة عندما تكون هذه المدات متقنة وفي مواضعها الصحيحة.
    ويمكن أن نلاحظ أن طريقة الوصل بين الحروف تختلف من نوع إلى آخر من أنواع الخط العربي، كما في الكوفي، والنسخي، والثلث، والديواني، والفارسي. وهذا الاختلاف ناتج عن الأسس المتبعة في كتابة كل خط من هذه الخطوط، حيث نجد الزوايا والخطوط المستقيمة سائدة، في أنواع الكوفي، ونجد الأقواس والزوايا في كل من النسخي والثلث، بينما تكون الأقواس الرشيقة والمدات الانسيابية سائدة في الخط الديواني، وتتخذ الوصلات سماكات مختلفة في الخط الفارسي لتعطي للحروف المتباينة في عرضها تناغماً موسيقياً رائعاً.
    وكما يقول الباحث محمد معصوم خلف (10) إن مجموع حركة الخط وما يتولد عنها من إشعاع موسيقي مطابق لشاعرية مرئية ساعية نحو اللا مرئي، كل ذلك يحدده النص بالنسبة إلى يد الخطاط الراقصة، يضاف إلى ذلك الغنى الذي يمكن أن يضيفه التشكيل والزخرفة الملحقان بالحروف، فعلامات الفتح والكسر والضم والسكون والتنوين والمد والإدغام والشد كلها عناصر تزينية زخرفية لا غنى عنها لإتمام التناسق، وملء الفراغات، إضافة إلى ضبط الكلمات، وصحة قراءتها، وذلك في خطوط النسخي والثلث والديواني والجلي.
    وللزخرفة أيضاً دور كبير في جماليات الخط الكوفي، حيث تضيف إليه وإلى الخطوط السابقة نوعاً من الأبهة والفخامة. كل ذلك يعطي للكتابة العربية تفرداً في جمالها بين الكتابات العالمية، وهذا ما دعا أبو حيان التوحيدي (توفي 414 هـ) في رسالته في” علم الكتابة” وهي من أقدم ما ألف بالعربية في هذا الفن (11) إلى أن يضع شروطاً للخط الجميل، فيقول: والكاتب يحتاج إلى سبعة معان: الخط المجرد بالتحقيق، والمحلى بالتحديق، والمجمل بالتحويق، والمزين بالتخريق، والمحسن بالتشقيق، والمجاد بالتدقيق، والمميز بالتفريق. وبعد أن يشرح كل هذه المفاهيم التشكيلية والجمالية معاً شرحاً مستفيضاً، يختم شروط الخط الجميل بشرط أساسي جامع، فيقول: فهذه جملة كافية متى كان طبع الكاتب مؤاتياً، وفعله مواطئاً، وقريحته عذبة وطينته وطئة.
    وهذا ليس غريباً فالخط تحول على يد العرب والمسلمين إلى فن أصيل دقيق، والفن ينقل العواطف الكامنة في النفس، ويفصح عنها بشكل فصيح جذاب، فهو يعبر عن العالم الداخلي للإنسان المبدع، وليس فقط عن العالم الخارجي وعن آثار الإنسان والزمان. ولذلك قال على ابن عبيده: “القلم أصم، ولكنه يُسمع النجوى، وأبكم ولكنه يفصح عن الفحوى، وهو أعيا من باقل، ولكنه أفصح وأبلغ من سحبان وائل، يترجم عن الشاهد، ويخبر عن الغائب. ويرى التوحيدي أن الفن مؤلف من شكل ومضمون، من فكر هو الحكمة وإبداع هو البلاغة، وهو يرى العقول الظامئة والنفوس التواقة للجمال. وقال عبد الحميد بن يحيي كاتب مروان: القلم شجر ثمرته اللفظ والفكر، وبحر لؤلؤه الحكمة والبلاغة، ومنهل فيه ري العقول الظامئة، والخط حديقة زهرتها الفوائد البالغة (12).
    لقد كان الخطاط العربي قوة كبرى من قوى الحضارة، فالخطاط هو الذي كتب جميع نسخ القرآن الكريم منذ مصحف عثمان رضي الله عنه، وقبله، حتى بعد ظهور المطابع ظل الخط العربي هو الأسلوب الذي تعتمد عليه طباعة نسخ القرآن الكريم المختلفة.
    ونجد أن الخط يأخذ مكانه اللائق في الفن من تجويد وتحسين، وفي استخدامه لأشكال تجريدية، ولقد صار معماري التكوين، ويتقبل كنمط مرئي ومصور، ويعبر عن أسلوب رمزي تجريدي عن الحالات العقلية والعاطفية، فالمدلولات الموسيقية النطقية، ودرجات الحروف الصوتية للحرف الواحد، وتركيبها في تناغم، تناغم الأحاسيس الداخلية مباشرة.
    وأنشأ زخارف قائمة بذاتها وزخارف تحتويها الأشكال، استخدم الخط العربي الزخرفة خاصة في الخط الكوفي؛ وذلك الذي تحول من اليابس إلى اللين، ومن الجامد إلى المتحرك بفضل الزخرفة المنضافة إليه، وكان لهذه الزخارف أشكال عدة منها: المورق والمشّجر والمضّفر (13).
    وكان الخط العربي وسيلة العلم، فأصبح مظهراً من مظاهر الجمال في الحضارة العربية الإسلامية، وما زال ينمو ويتطور ويتعدد حتى وصلت أنواعه إلى الثمانين، وقد حرك الفنان المسلم الخطوط الجافة وأضاف إليها الزخارف حتى غدت لوحات فنية.
    واستخدمت الكتابة في قوالبها الزخرفية محل الصورة، وعكست نوعاً من التعبير له خصائصه الجمالية التي تتيح له التعبير عن قيم جمالية، ترتبط بقيم عقائدية وخلقية، كما عكست حباً للواقع، واحتراماً للنظام وإيماناً بالسمو بخطوطه المتصلة التي تغلب عليها القياس والدقة، وكما استخدم الفنانون المحدثون من العرب وغيرهم الخط في لوحاتهم الفنية، حتى أصبح الحرف وحدة زخرفية بذاته يتكون من تكرارها بالإيقاع التشكيل ليخرج عملاً فنياً متزناً.
    وإذا نظرنا إلى المنمنمات، بخاصة أعمال الواسطي في مقامات الحريري، نجد هذا التعاشق بين الخط والرسم كذلك نجده في كتاب (الترياق) المؤلف عام 1199م. إن تقاليد تلك الرسومات متأتية عن ذلك المزيج من الوعي الاجتماعي أو التعبير عنه، والذائقة الجمالية في الحروفية والخط والزخرفة، حيث امتازت منمنمات الواسطي وعبد الله بن الفضل من الفنانين العرب، وبهزاد من بلاد فارس، بهذا المزيج الأخاذ بين الرسم والحرف والزخرفة، حيث امتدت آثار الواسطي إلى كتاب(دلائل الخيرات) وغيره من الكتب (14).
    ولقد ضمّن الفنان المسلم كل طاقاته عندما كتب آيات القرآن الكريم على الجدران والواجهات والعقود والأبواب والمنابر، وفي الأماكن المقدسة؛ ليحمل في نفس الوقت شكلاً فنياً على أسس جمالية رياضية. لقد كان الخط العربي وسيلة للعلم، ثم أصبح مظهراً من مظاهر الجمال، يفور بالحياة ويجري فيه السحر، وما زال ينمو ويتنوع ويتعدد، حتى بولغ في أساليب التحويرات الجزئية، فاعتبروه بهذه التحويرات نوعاً جديداً، وتعددت أنواعه بما لم يحدث في أي لغة بشرية أخرى (15).
    ولقد كان اهتمام العرب بالخط كبيراً، لأنه الوسيلة التي حفظوا بها تراثهم العريق، وبه كتب القرآن الكريم، والحديث الشريف، والحكم والمواعظ، والأشعار. فتفننوا بابتكار الصفات والألقاب للخط العربي، فهو “هندسة روحانية تمت بآلة جسمانية” (16). واعتبروه فناً مقدساً، يجب أن يجوده كل من مارسه، لكي يظهر للعيان جميلاً. وكان للطرق الصوفية الدينية أساليب متعددة في استخدام الحروف والكتابات للتعبير عن مبادئهم ومعتقداتهم، وللتعبير عن حالات الوجد والسمو الروحي، التي يتصلون فيها بالروح الكلي، وكذلك للتعبير عن توددهم للملأ الأعلى، مستخدمين رموزاً كتابية مختلطة بالرسم أحياناً، لجلاء المعنى، أو بيان الهدف. والرمزية لدى الصوفية لها عمل السحر لا تمس العقل إلا من حيث تثير فيه الخيال والوجدان، ولكنها تمس القلب مساً مباشراً، وبعمق أثرها، وتتضح معانيها مع التكرار (17).
    AbdAlnasirالخط الفني والتشكيل
    إن الخط العربي هو فن تشكيلي، له عناصره ومقوماته الخاصة به، حيث يمكن أن تتم اللوحة كتابة وتكويناً (شكلا ومضموناً) باستخدام الألوان المتعددة، أو اللون الواحد بدرجاته، أو اللونين (أبيض وأسود أو غيرهما)، كما يمكن أن تكون الكتابة جزءاً من اللوحة التشكيلية، أو أن تكون الحروف في لوحة ما عناصر لا تتعلق بالمضمون، أي أن الحروف، هنا، تكون أشكالاً وهياكل متممة للوحة فقط. وفي هذا المجال كما يقول الباحث على محمد أمين (18): تعددت الأساليب التي تناولت الخط العربي في الفن التشكيلي. وقديماً كان الفن العربي مقتصراً على تنويعات الخط والزخرفة، ثم بدأت تدخل الرسوم المنمنة، التي تحتوي على مخلوقات حية وبشرية في الكتب المختلفة، على سبيل الشرح والتوضيح، أو لوحات مرافقة للقصص والمقامات. وقد خلفت لنا العصور القديمة آلافاً من اللوحات الفنية، القائمة كلياً على الكتابة والزخرفة العربية، كما حوت بطون الكتب أعداداً كبيرة من لوحات الكتابة، فقد تفنن الخطاطون في زخرفة وتذهيب الكتب خاصة القرآن الكريم، مستخدمين الألوان المختلفة بشكل متناسق جميل، أضفي على الكتب روعة وجمالاً.
    إن الحروف العربية الغنية بمعطياتها الفنية، كانت، ولا تزال تلهم الفنانين إبداعاتهم، فهذه الحروف تنضوي على عبقرية فذة لا حدود لها، إن من حيث المضمون، أو من حيث الشكل، ولقد اعتمد الفنانون التشكيليون في الوقت الحاضر على عناصر تشكيلية مستمدة من الخط العربي.
    وهناك طريقتين للاستفادة من الحرف العربي، الأولى يكون الحرف فيها عنصراً تشكيلياً أساسياً في اللوحة، والثانية لا علاقة للحرف بمضمون اللوحة، إنما يكون الحرف فيها عنصراً تشكيليا فحسب. ففي المجال الأول نجد ميلاً لدى كثير من الفنانين إلى استخدام الكتابة العربية شكلاً ومضموناً بحيث تتكون اللوحة من جملة أو كلمة تكتب بالطريقة التقليدية للخط العربي، أو بطريقة فنية لا تلتزم بقواعد الخط العربي، بل إن بعضهم استخدم الكلمات للتعبير عن مضمون اللوحة بأشكال فنية غير ملتزمين بقوانين وقواعد الخط العربي.
    كما قام فنانون آخرون بتجريد الخط العربي واستخدامه في اللوحات التجريدية التي اقتبسوها من الغرب، محاولين ربط التراث العربي بالفنون العصرية، وهم جميعاً استخدموا الخط العربي حروفاً وكلمات، وجملاً، كعناصر تشكيلية تساهم في بناء اللوحة، فإما أن تكون أساساً في هذا البناء في بعض اللوحات، أو تستخدم في حل، أو إشغال الفراغات في لوحات أخرى. وكل ذلك مع الاستفادة من التراث الزخرفي العربي.
    وأكثر الخطوط العربية التى تتوافق بشكلها مع الفن البصري (أوب آرت) والتي تسبق في الزمان والمكان ظهور هذا الفن في أوروبا، هو الخط الكوفي المزوي (المعماري)) كما يقول الباحث، وخاصة إذا كانت اللوحات منفذة بأساليب حديثة وألوان متناسقة. وقد استفاد الأوربيون من هذا الفن (19).
    الخط والتعبير
    ومن هنا يقول الباحث على محمد أمين (20). كانت اللوحات الخطية العديدة التي تعبر عن الحالات الصوفية التي تعود لمذاهب متنوعة، وكانت تعبر عن محبة الله والرسول صلى الله عليه وسلم وأهل البيت والإمام على رضي الله عنه بشكل خاص، وكلها رموز للتهجد والعبادة والتقرب إلى الله تعالى. وتمتاز هذه اللوحات باعتمادها على التكرار الدائري أو المتناظر، أو المتلاحق ضمن مربعات أو أشكال هندسية متنوعة، إضافة إلى أشكال نباتية وحيوانية أو بشرية أيضاً.
    وفي العصر الحاضر استخدم الفنانون والخطاطون هذه السمة الروحية الكامنة في الخط العربي. وعلى الرغم من وظيفة الحرف العربي في إيصال المفاهيم والتعبير، وهو هدف لغوي خالص، إلا أن هناك هدفاً باطنياً وروحانياً، فقد استطاع الفنان أن يعي تماماً بحسه الفني المرهف أن مكونات الحروف العربية الصارمة في بنائها الهندسي وقدرتها على التكيف في أي شكل مُعطى، وليونتها في تشكلها البنائي البسيط أو المعقد، تستطيع من خلال كل ذلك أن تتضمن معنى باطنياً يسمو على معناه اللغوي، فالهدف بلا شك كان دائماً التعبير عن حالة لا مرئية مطبوعة بداخل النفس العربية من جهة، ومؤكدة ومثبتة من خلال العامل الديني. وهي تزاوج بوضوح بين المرئي بدلالته اللغوية واللا مرئي بدلالته الفنية والجمالية. لقد دفع التجريد الرفيع في الخط العربي أعظم فناني عصرنا “بابلو بيكاسو” إلى أن يقول:” إن أقصى نقطة وصلت إليها في فن التصوير سبقني الخط الإسلامي إليها منذ وقت طويل”. إن صياغات الحروف العربية صارت عند الفنان المسلم إشارات شاعر هائم أخذ به الحال فتجلى الشوق ذوقاً وترنح بمجاهدات قلبه همسات ابتغي بها القرب من الله، وأن الخطوط العربية قد أصبحت كتابات وابتهالات لبستاني همس من فوق رياض الأشواق لله.
    الهوامش والمصادر:
    (1) انظر صلاح الدين المنجد في تحقيقه لكتاب “جامع محاسن كتابة الكتاب” للطيبي، بيروت.
    (2) ناجي زين الدين: مصور الخط العربي، ص 299 وما بعدها، مطبوعات المجمع العلمي العراقي، بغداد عام 1968م.
    (3) يوسف سمارة: قصة الأبجدية، مجلة سورية السياحية، العدد 5 ص 16 عام 1986م.
    (4) أحمد فارس: الكتابة عبر تاريخها الطويل، الفيصل العدد 11 ص 75، الرياض عام 1978م.
    (5) علي محمد أمين: عبقرية الخط العربي، الوحدة، العدد 9، بيروت، مارس عام 1992م.
    (6) د. حسين عيسى عبد الظاهر: المصحف الشريف من الكتابة على جريد النخل إلى فن التذهيب، مجلة الدوحة، العدد 85 ص 4، قطر عام 1983م.
    (7) الغمري عقيل: عبقرية العرب في خطوطهم، الدوحة العدد 95 ص 122 وما بعدها عام 1983م.
    (8) د. إبراهيم جمعة: دراسة في تطور الكتابات الكوفية، دار الفكر العربي ص 17 عام 1986م.
    (9) محمد الجزائري :الحروفية العربية في التشكيل، الرافد، العدد 94 ص 117، الشارقة يونيو 2005م.
    (10) معصوم محمد الخلف: الموازين الجمالية لفن الخط العربي، الخفجي، السعودية، العدد 34 سبتمبر عام 2004م.
    (11) التوحيدي: علم الكتابة، تحقيق إبراهيم الكيلاني، لرسائل أبي حيان التوحيدي، بيروت، وانظر د. عفيف البهنسي: علم الجمال عند أبي حيان التوحيدي، بغداد عام 197م.
    (12) د. عفيف بهنسي: جمالية الفن العربي ص 125، 126، عالم المعرفة، العدد 14، الكويت، فبراير عام 1979م.
    (13) د. مصطفي عبده: الدين والإبداع ص 62، مكتبة مدبولي، القاهرة، ط 3 عام 1999م.
    (14) محمد الجزائري: الحروفية في التشكيل، سابق.
    (15) ناجي زين الدين: بدائع الخط العربي ص 457، وزارة الإعلام العراقية، بغداد عام 1973م.
    (16) قول مأثور عن الخطاط ياقوت.
    (17) مصطفي الحلاج: التصوف والخط والنقطة، جريدة الثورة، العدد 41، ص 11، دمشق عام 1976م.
    (18) علي محمد أمين: عبقرية الخط العربي، الوحدة، العدد 9، مصدر سابق.
    (19) عبد اللطيف هاشم: جمالية الخط الكوفي، مجلة العربي العدد 338، ص 183، الكويت عام 1987م.
    (20) علي محمد أمين: عبقرية الخط، مصدر سابق.