كلنا نعلم أنّ مصيرنا النهائي هو الموت، فجميعنا سيموت بسببٍ ما، لكن من خلال ما نراه ونسمعه في الأخبار، يُخيّل للمرء أنّ معظم الناس يموتون بسبب الإرهاب، هجمات سمك القرش، عداك عن حوادث تحطم الطائرات أو الصواعق وحتى الزلازل والبراكين. فهل هذه الأسباب هي حقاً أهم أسباب الموت ؟
في الحقيقة، لا!
إنّ هذه العوامل مجتمعةً، قتلت أقل بكثيرٍ مما قتله أكثر الأمراض تسبباً بالوفاة، الأمراض القلبية. ففي الولايات المتحدة قامت الأمراض القلبية بحصد أرواح أكثر من 600 ألف شخصٍ في عام 2014. طبقاً لإحصاءات مركز مكافحة الأمراض CDC.
وللفصل بين ما هو رائجٌ في وسائل الإعلام وما هو حقاً شائعٌ، قام موقع LiveScience بالتحقيق بأسباب الموت المختلفة في الولايات المتحدة، مستخدمين بذلك قاعدة بيانات مركز مكافحة الأمراض (يحوي مركز مكافحة الأمراض على بياناتٍ حول كل الوفيات بين عامي 1999-2014، وهو وكالةٌ تابعةٌ لوزارة الصحة والخدمات البشرية في الولايات المتحدة الأمريكية مهمتها حماية الصحة العامة والسلامة عن طريق توفير المعلومات اللازمة لتعزيز القرارات المتعلقة بالصحة) ومصادر أخرى.
أسباب الموت الشائعة
فوجدوا أنه من المرجح أكثر أن يموت المرء بمرض الزهايمر (الخرف الشيخي، الذي بلغت وفياته 29 شخص من بين كل مائة ألف في الولايات المتحدة) من أن يموت من عضة ثعبانٍ سامٍ (هناك فقط 5 وفياتٍ في عام 2014).
ليس الهدف من هذا الموضوع أن نجعلك تتشاءم، فطبقاً لقاعدة البيانات نفسها فإن أكثر من 40% من الوفيات السنوية من أول خمسة أسبابٍ للوفاة يمكننا الوقاية منها عبر تغيراتٍ في السلوك الشخصي. ويشير الباحث في هذه الدراسة إلى أنّه إذا تمكنا من تعديل سلوكنا بالإضافة إلى إنقاص الفوارق المجتمعية والطبقية التي غالباً ما تكون سبباً لبعض الأمراض، فإننا سنحصل على أقل نسبة وفياتٍ من هذا الأمراض القاتلة.
أكثر الأيام احتمالًا للموت!
لكن ولنغوص أكثر في غمار الأرقام والإحصائيات، هل هناك يومٌ من أيام الأسبوع يكون الموت شائعٌ فيه أكثر من غيره؟
ما هي احتمالات الموت في يوم الاثنين مثلاً؟ أو ما احتمالات أن يتعرض أحدهم للوفاة في صباح يوم الأربعاء؟
نعرف جميعاً أنّ الموت لا يأخذ موعداً محدداً، ولا يأتي كما نتوقعه، فيمكن أن يأتي في أي يوم من أيام الأسبوع، وفي أي وقتٍ؛ لكن “علماء الأرقام” أرادوا أن يروا فيما إذا كان هناك فعلاً يومٌ يموت فيه الناس أكثر من غيره.
ففي حال كنت بحاجةٍ إلى المزيد من الدلائل على أنّ كل شيءٍ تحبه هو مضرٌ بصحتك، فإليك هذه الحقيقة المضحكة عن عطلة نهاية الأسبوع الثمينة التي كنت تخطط لقضائها منذ صباح أول يوم عملٍ لك في هذا الأسبوع:
من بين كل أيام الأسبوع، فإن يوم السبت هو أكثر الأيام التي يُرجح أن يموت الناس فيها!
وذلك طبقاً لتحليلٍ جديدٍ قام به الموقع Live Science والذي قام بأخذ البيانات من مركز مكافحة الأمراض CDC في الولايات المتحدة، لـ أسباب الموت هناك بين عامي 1999-2004، حوالي 39 مليون وفاة. وعندما نشروا نتائجهم الأسبوع الماضي، توضّع يوم السبت على قمة القائمة في العديد من التصنيفات: فكان له أعلى الأرقام في وفيات حوادث السيارات (وهذا ليس بالمفاجئ، فهو اليوم الذي يتناول فيه معظم الناس المشروبات الكحولية)، الجرعات الزائدة من المخدرات، والاحتكاك مع نباتٍ أو حيوانٍ سامٍ.
وفي مكانٍ آخر من هذه القائمة نجد يوم الأحد، الذي كان الأعلى بنسبة الوفيات نتيجة الأسلحة النارية. وكان يوم الثلاثاء الأعلى في الوفيات الناجمة عن الإنفلونزا والتهاب الرئة والأدنى في وفيات حوادث اصطدام السيارات.
وكان يوم الأربعاء في الوسط من القائمة.
وإنّ أول عشر أسباب للوفيات في كل يومٍ تناسبت مع قائمة CDC لأول عشر أسباب للوفيات بالمجمل. بمعنىً آخر، بغض النظر عن أيّ يومٍ بالأسبوع نتحدث، فإنّ أسباب الموت العشرة الأولى هي: الأمراض القلبية، السرطان، الأمراض التنفسية المزمنة، الحوادث، السكتات الدماغية، الزهايمر، السكري، الرشح والتهاب الرئة، أمراض الكلية، والانتحار.
حيث يظهر لنا من خلال البيانات في موقع ال CDC أنّ الأمراض القلبية هي القاتل الأول في الولايات المتحدة بغض النظر في أيّ يومٍ من أيام الأسبوع تحدث، على الرغم من أنها تحدث في يوم الاثنين أكثر من غيره، وتكون في يوم الخميس أقلّ من بقية الأيام.
ولنكن عادلين، لم يكن هناك فارقٌ كبيرٌ بين أكثر أيام الأسبوع دمويةً وأقلها. فيوم السبت المتربع على صدارة القائمة بعدد وفيات يقدر بحوالي 5.7 مليون (خلال الفترة الزمنية التي فحصها التحليل) يسجل فارقاً بسيطاً عن يوم الأحد الذي يأتي في نهاية القائمة بمعدل وفيات 5.6 مليون.
ولصوغها بعبارةٍ أخرى، إن أيام العطل هي أكثر الأيام دمويةً، وأيضاً أكثرها أماناً!
فلذلك لا تفكر بالموضوع كثيراً، فقط اذهب الآن وقم بما تقوم به في يوم عطلتك المعتاد. ولكن كن حذراً وعش حياةً صحيةً، فاحتمالات موتك بصاعقةٍ أو عضة حشرةٍ سامةٍ تبعاً للرياضيات هو شبه معدوم! والغالب أنّ أحدنا سيموت بشيء أكثر شيوعاً!
ويتجمع الأتقياء من سكان مورلو كل يوم أحد، في 
وتقدم مدبرة المنزل كل صباح الإفطار على طاولة واسعة قديمة من البلوط. لتناول العشاء، تضطر إلى الإبحار إلى إيل كالدارو أسفل التل، لتصل إلى مطعم معلق على ملعب من 18 المغري للاعبي الغولف، ويتم طهي البيتزا في لهيب الفرن الأصلي من العصور الوسطى والمقبلات المحلية، المصنوعة من السلامي والجبن والزيتون ونفخة المعجنات، أما النبيذ الأحمر اللذيذ هو من مونتيبولسيانو، مقابل 3.40 جنيهًا استرلينيًا للزجاجة، وإذا كنت تشعر بنشاط، يمكنك تأجير الدراجات الجبلية، وهي طريقة دقيقة للتجول حول مسارات الغابة وتعرجاتها. وتفتخر أومبريا بسلسلة من البلدات على التلة القديمة، وعلى بعد بضعة أميال إلى الجنوب من أسيزي يمكنك الجلوس بصمت لاستيعاب اللوحات الجدارية الضخمة “جيوتو” على طول جدران من البازيليك التي تصف حياة القديس فرنسيس، أما إذا كنت تفضل الهرب من الحشود، توجه لجوبيو أبعد قليلا في الشمال، البقعة المستقلة والتي تحدت النازيين ودفعت ثمنا باهظا لذلك، إنه مكان رزين مع مسرح روماني، وأبراج مرتفعة، والساحات الرخام الصامتة، إلى جانب مصعد هوائي، وهو يشبه سلة معدنية في الأساس، لتصلك إلى الكنيسة على قمة التل.
