Category: تربية وتعليم

  • الأديب “حقي العظم”.. ..دبلوماسي شهير، دخل معترك الحياة من باب السياسية، ونجى من حكم إعدام خلال الحرب العالمية الأولى، ألّف العديد من الكتب التاريخية – مشاركة:  سمر وعر

    الأديب “حقي العظم”.. ..دبلوماسي شهير، دخل معترك الحياة من باب السياسية، ونجى من حكم إعدام خلال الحرب العالمية الأولى، ألّف العديد من الكتب التاريخية – مشاركة: سمر وعر

         “حقي العظم”.. بناء الدولة عبر الكفاءة فقط

     

    سمر وعر

    الثلاثاء 27 أيار 2014

     

    أديب ودبلوماسي شهير، دخل معترك الحياة من باب السياسية، ونجى من حكم إعدام خلال الحرب العالمية الأولى، ألّف العديد من الكتب التاريخية بعضها مطبوع بالعربية…

    تكبير الصورة

    إنه “حقي العظم” الذي قال عنه الموثق “حسان المؤيد العظم”: «كان ذا خلق حسن، صديق حميم وأخ كريم وأب شفوق على الصغار، أحب مساعدة الآخرين وتقديم يد العون لهم، كان متعلماً أحب الأدب والشعر، رعى العلماء والمثقفين والأدباء ومد لهم يد المساعدة».

    مدونة وطن eSyria التقت “معتصم المؤيد العظم” بتاريخ 15أيلول 2013 وتحدث عنه بالقول: «ولد حقي العظم في دمشق عام 1864، ونال علومه في مدرسة “الآباء العازريين” حيث أجاد العربية والتركية والفرنسية، كانت بداية حياته السياسية في الدفتر الخاقاني أي “المصالح العقارية” في دمشق ومن ثم في اسطنبول ومن ثم أسندت إليه مهمة الجمارك، قبل أن ينقل إلى مصر حيث عين وزيراً للمعارف فيها.

    في عام 1909 عيّن مفتشاً عاماً لوزارة الأوقاف العثمانية بعد خلع “عبد الحميد الثاني” لكونه من أعضاء جمعية “الاتحاد والترقي” التي قامت بالانقلاب غير أن ممارسات الجمعية اللاحقة ولاسيّما انتهاج سياسة التتريك مع العرب دفعته للاستقالة منها، فعاد إلى مصر عام 1911 وأسس حزب “الإصلاح” وجمعية “اللا مركزية” في مصر، وخلال الحرب العالمية الأولى حكمت المحكمة العسكرية التي استحدثها “جمال

    تكبير الصورة
    صورة لعائلة العظم ومعهم حقي العظم.

    باشا السفاح” عليه بالإعدام بعد مطالباته العلنية باللا مركزية الإدارية في بلاد الشام، ولوجوده في مصر لم تتمكن من تنفيذ حكمها».

    ويتابع: «ولما وضعت الحرب أوزارها عاد إلى سورية بعد أن أصبحت تحت سلطة الانتداب الفرنسي، حيث في الأول من أيلول 1920 قام “غورو” بتقسيم سورية معلناً ميلاد دولة دمشق، وفي تشرين الثاني عهد لـ “حقي العظم” برئاسة الدولة والوزراء، وقد تميز حكمه بالهدوء وعمد إلى تقليص النفقات العامة، وأقرت حكومته سلسلة تنظيمات بارزة واستحدثت رئاسة العلماء لتكون بمثابة دار إفتاء للدولة وإلى جانبها هيئة مستقلة لمراقبة أموال وزارة الأوقاف، وقد استمر حاكماً لإقليم دمشق حتى كانون الثاني 1925 حيث أعلن عن حلّ الاتحاد السوري وقيام وحدة شاملة بين دولتي دمشق وحلب باسم “الدولة السورية” وشكل رئيسها “صبحي بركات” الحكومة وخرج بذلك “العظم” من السلطة.

    وفي عام 1928 جرت أول انتخابات في سورية أفضت إلى ميلاد جمعية تأسيسية لوضع دستور للبلاد غير أن الفرنسيين لم يصدروه حتى أيار 1931، ثم أجرت في أعقابه أول انتخابات نيابية في كانون الأول 1931 وأعلنت نتائجها رسمياً في 9

    تكبير الصورة
    حقي العظم 4 من الصف 2 من اليمين.

    نيسان 1932، وكان “حقي العظم” من بين نواب دمشق الفائزين الذي ترأس “كتلة الجنوب النيابية” وتمثل دمشق وما حولها مقابل “الكتلة الوطنية” برئاسة “هاشم الأتاسي”، وشكل”العظم” الحكومة في 14 حزيران مناصفة بين الوطنيين والمعتدلين، وأسند بها إلى شخصه وزارة الداخلية إلى جانب رئاسة الوزراء، ونتيجة المظاهرات التي حدثت أوعز لحكومة “العظم” بالاستقالة فاستقالت في 3 حزيران 1933».

    ويضيف “معتصم”: «كلف الرئيس “محمد علي العابد” “حقي” بتشكيل الوزارة مجدداً فجاءت وزارة “العظم” الثانية بكاملها من المعتدلين وبعض المستقلين من مجلس النواب، وكانت هذه الحكومة ناجحة إدارياً محققة الوفر الاقتصادي للدولة ومبتعدة عن الفساد، ومكثت حكومته في السلطة سبعة أشهر غير أنها كانت ضعيفة غير مدعومة من قبل الشعب، وفي نيسان وأيار 1934 عادت المظاهرات ضد الانتداب فاستقالت تلك الحكومة بناءً على إيعاز من المفوض الفرنسي في 17 أيار 1934، ثم عيّن “حقي العظم” بعد استقالته رئيساً لمجلس الشورى حتى تقاعده عام 1938، وانتقل بعدها إلى القاهرة وأدار منها أملاك آل العظم في مصر حتى وفاته».

    وعن الجانب الآخر في حياة “حقي العظم” يقول “معتصم”: «لم

    تكبير الصورة
    صورة لحقي بك العظم بأحد جولاته على االفلاحين

    تقتصر حياته على النشاط السياسي بل كان له اهتمام باللغات والكتابة والتأليف فترك عدداً من المؤلفات التاريخيّة باللغة التركية بعضها مطبوع بالعربية ومنها “دفاع بلافنا” و”حروب الدولة العثمانية مع اليونان»، أما عن أهم صفاته الشخصية فيشير إلى أنه اتصف بالنزاهة والصدق وامتاز بأخلاقه وإخلاصه ومحبته لأصدقائه».

    يشار إلى أن “حقي عبد القادر العظم” توفي عام 1955 عن عمر يناهز 90 عاماً ودفن في دمشق.

     

  • ملتقى الشرق والغرب ..كان “محي الدين بن عربي”..- مشاركة : حسانة سقباني

    ملتقى الشرق والغرب ..كان “محي الدين بن عربي”..- مشاركة : حسانة سقباني

     

    “محي الدين بن عربي”.. ملتقى الشرق والغرب

     حسانة سقباني

    السبت 30 آب 2014

    الصالحية

    يعتبر أحد أبرز المفكرين وأشهر المتصوفين الذين حظيت أعمالهم بالدراسة والترجمة في مختلف أنحاء العالم، كتب المئات من الكتب والرسائل التي زاد عددها على خمسمئة كتاب، وأثّر تأثيراً كبيراً في التصوف الإسلامي ليس في زمنه فقط، بل بقي تأثيره إلى الآن.

    تكبير الصورة

    مدونة وطن “eSyria” التقت بتاريخ 23 آب 2014، الباحث التاريخي “عماد العاني” الذي تحدث عن “محي الدين بن عربي” بالقول: «ولد “أبو بكر محمد بن عربي الحاتمي الطائي” في “مرسية” جنوبي إسبانيا سنة 560 للهجرة الموافق لعام 1165 للميلاد، لقب بالشيخ الأكبر، وكني بـ”محي الدين”، نشأ في “إشبيلية”، وتلقى علومه الأولى فيها، حيث وفرت له أسرته الميسورة حياة مريحة وهانئة.

    راح “ابن عربي” وهو بعد فتى متوقد الذكاء يطوف بين مختلف مدن “الأندلس” ويقابل العلماء أينما عثر عليهم، وحدث أن التقى “ابن رشد” في “قرطبة” خلال إحدى رحلاته تلك، قضى حياته بين شتى مدن الأندلس وشمال إفريقية في مقابلة المتعبدين، وكان أحياناً يعقد المناظرات مع الجماعات المختلفة، كالمعتزلة، وقد اتسع نطاق سفره حتى بلغ تونس، كما زار “المريّة” أيضاً، وكانت مركزاً لـ”ابن مسرّة” وهناك على حد قول “آسين بالاثيوس”: بدأ ابن عربي رسمياً دراسة التصوف.

    بعد ذلك هاجر إلى الشرق وبدأت فترة جديدة في حياته، فحج إلى “مكة”، حيث قام بالشروع في تأليف “الفتوحات المكية”، وبعدها طاف في مدن الشرق العربي مثل: “القاهرة، والموصل، وبغداد، وحلب”، ودخل في مجادلات مع الفقهاء عرّضت حياته للخطر. وأخيراً، قرر في سنة 620 هجري (1223م) أن يستقر في “صالحية دمشق”، وسط حي المدارس، فقد أراد بعد حياة تجاذبتها الأسفار أن يقضي سنواته الأخيرة بهدوء وسلام، وفي العمل المتواصل أيضاً، حيث أتم “الفتوحات المكية” الذي يحتوي على اليوميات الروحية لثلاثين سنة، هي أخصب الفترات في حياته، وتوفي في “دمشق” سنة 638 هجرية (1240م) عن عمر يناهز 78 عاماً، فووري ثرى “الصالحية” عند سفح قاسيون شمال “دمشق”، في تربة “ابن الزكي”، تاركاً وراءه عدداً هائلاً من المؤلفات». 

    وأضاف قائلاً: «من أهم مؤلفات “ابن عربي” كتاب “الفتوحات المكية” الضخم ذو المجلدات العشرة؛ الذي يعد أهم مؤلَّف في التاريخ الإسلامي، ومن مؤلفاته أيضاً كتاب “تفسير القرآن” الذي بلغ خمسةً وتسعين مجلداً، وله أيضاً من الكتب: “محاضرة الأبرار”، “إنشاء الدوائر”، “عقلة المستوفز”،

    تكبير الصورة
    ضريح ابن عربي

    “ترجمان الأشواق”، “التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية”، “مواقع النجوم ومطالع أهلّة أسرار العلوم”، “الجمع والتفصيل في حقائق التنزيل”، “الجُذوة المقتبسة والخطرة المختلسة”، “كشف المعنى في تفسير الأسماء الحسنى”، “المعارف الإلهية”، “الإسرا إلى المقام الأسرى”، “مشاهد الأسرار القدسية ومطالع الأنوار الإلهية”، “الفتوحات المدنية”، “الأحاديث القدسية”. ولا شك أن أكثر كتب “ابن عربي” تداولاً بين القراء هو “فصوص الحكم” الذي يعد بمنزلة وصيته الروحية، وغيرها الكثير من الرسائل الصغيرة».

    وأضاف بالقول: «مازال قبره مزاراً للناس حتى الآن؛ وقد بُني مسجد ضم ضريحاً على قبر “ابن عربي”، عام 1518م، بعد أن كان المكان مهملاً، تخليداً وتكريماً للعلامة الصوفي وطريقته».

    لابن عربي وقدراته عند عامة الناس حكايات وقصص غريبة، تتجاوز حدود العقل والمنطق، روى لنا بعضها “غياث دهان” الذي يملك محلاً بالقرب من الضريح بالقول: «تتواتر القصص التي يؤمن بها الناس، ولعل أشهرها قصة لقائه “ابن الفارض” في “بغداد”، ثم في “دمشق”، حيث ظهر لـ”ابن الفارض” في أربعين شكلاً. أو قصة مزعومة عن تكهنه أن السلطان سليم العثماني هو الذي سيبني مسجداً على قبره، وهي قوله: “عندما تدخل السين (سليم) بالشين (شام) سيظهر سر محي الدين”، وقصة قتله، عندما قال للناس: “معبودكم تحت قدمي”، فهاجوا عليه وضربوه قبل أن يتبين أحدهم أن في المكان الذي وقف فيه الشيخ كميات كبيرة من الذهب، علماً أن “ابن عربي” مات على فراشه ميتة طبيعية».

    أما رئيس جامعة الأزهر “أحمد الطيب” الذي حصل على شهادة الدكتوراه عن دراسته حول “ابن عربي”، فأكد خلال المؤتمر الذي عقد في كانون الأول 2009 تحت شعار “ابن عربي في مصر، ملتقى الشرق والغرب”؛ المؤتمر الدولي الذي نظمته دار الكتب والوثائق القومية وجامعة الأزهر والسفارة الإسبانية بمشاركة أكثر من أربعين باحثاً، «أن الشيخ الأكبر تعرض للكثير في حياته من قبول لأفكاره ومعارضة لها، إلا أنه رسخ مفاهيم وتقاليد دعت للمحبة واتجه إلى الشمول والوصول إلى الإيمان الحق، وكان ابن عربي في قصائده وكتاباته قد أكد كثيراً فكرة الإيمان المطلق بغض النظر عن العقائد».

  • الدكتور المصور ( صباح قباني ).. قامة دمشقية  وفسيفساء للعطاء تألقت في العديد من المحافل الإعلامية والدبلوماسية والأدبية  والفنية وحافظت على التواضع والرُقي – مشاركة : سمر وعر

    الدكتور المصور ( صباح قباني ).. قامة دمشقية وفسيفساء للعطاء تألقت في العديد من المحافل الإعلامية والدبلوماسية والأدبية والفنية وحافظت على التواضع والرُقي – مشاركة : سمر وعر

    “صباح قباني”.. فسيفساء العطاء

     سمر وعر

    الخميس 16 نيسان 2015

    البرامكة

    • قامة دمشقية تألقت في العديد من المحافل الإعلامية والدبلوماسية والأدبية وحافظت على التواضع والرُقي، كتب سيراً ذاتية بقلم الثقة والدقة، وأظهر إبداعه الفني من خلال عدسته  وقلمه.
    تكبير الصورة

    في لقاء مدونة وطن “eSyria” بتاريخ 10 آذار 2015، مع الإعلامي “عصام داري” تحدث عن الراحل “صباح قباني”، ويقول: «لا يمكن أن أتحدث بإيجاز عن قامة سورية شامخة، فقد كانت له بصماته في حياته العملية، وسجل اسمه بحروف من ذهب في كل مجال دخل فيه، فهو الدبلوماسي المحنك الذي مثل “سورية” في أكثر من بلد، والإعلامي المتميز الناجح، والمصور الفوتوغرافي الفنان، تتوج كل نشاطات الراحل شخصية إنسانية متواضعة ومحبة وراقية، كان رجل كلمة وموقف ومبادئ يحترم الجميع، فاحترمه كل من عرفه أو سمع بهذه الشخصية السورية اللامعة، وهو ممن كوّنوا نواة الفن الدرامي السوري عندما جمع “دريد لحام” و”نهاد قلعي” و”رفيق السبيعي”؛ فتكونت أول مجموعة امتهنت الدراما التلفزيونية التي ارتقت إلى الحد الذي وصلت إليه اليوم».

    وعن علاقة الدكتور “صباح قباني” بالفن والثقافة، تحدث الفنان الراحل “ياسر المالح” في إحدى ندواته بالقول: «تربى في بيئة حفزت لديه موهبته الأصلية، فعمل والده في صناعة الحلويات وعلاقته اليومية بهذا الحلو من المنتجات أثر إيجابياً فيه، وكذلك علاقة الأسرة بالموسيقا والرسم فقد كان يستمع إلى الموسيقا ويدرب أصابعه على الرسم، وهذه البيئة المشجعة لم تكن وحدها كفيلة بإظهار موهبته الإعلامية والفنية والدبلوماسية؛ فالجينوم الوراثي كان أيضاً أساسياً في هذا الأمر، كما كانت لديه الرغبة الهائلة لكسب الثقافة، فقد أجاد لغتين أجنبيتين وحين كتب أوراقه رسم لكل شخصية محوراً متكاملاً بعدة طبقات، ومخزونه الثقافي والمعرفي وذاكرته المتقدة جعلته يكتب بثقة تامة ودقة متناهية وتوصيف متكامل».

    وفي لقاء مع الكاتب “إسماعيل مروة” قال عنه: «”صباح قباني” شخص مجبول بالأرض والوطن والفن والحب، لذلك لم يترك مكاناً لم يوقع عليه بحبه، فهو الكاتب المبدع الذي يكتب كما يريد لا كما يريد الآخرون منه، فأبدع في الكتابة عن أخيه “نزار”، هو أب من آباء الذوق فما من أحد كتب عنه إلا شكره حتى ولو لم تكن كتابة إيجابية، وبنبرة هادئة يقدم كل الود للآخر، أما من يقرأ سيرته الذاتية فلا بد سيذهل بهذا التواضع لرجل أبدع في كل شيء من السياسة إلى الأدب والفن والفنون الشعبية، ولكنه يغيب نفسه دوماً لحساب الأمانة العلمية، هو قيمة بذاته حتى في رحيله آثر أن يكون وحده ولا يجرح عين شآمه بالبكاء عليه».

    أما الباحث “محمد مروان مراد” فيقول: «واحد من كوكبة المبدعين من أبناء الوطن، يملك مجموعة مواهب متألقة من الصعب حصرها في إطار واحد، فهو الإعلامي البارع، والفنان الرقيق، والدبلوماسي الأنيق وجهاً وكلمةً وجهداً، وهذا ليس غريباً، ففي حي “مئذنة الشحم” أبهى أحياء المدينة القديمة، وفي فردوس دمشقي باذخ بالنور والخضرة والعبير عاشت أسرة “القباني” جيلاً بعد جيل، الجد “أبو خليل القباني” مؤسس المسرح الغنائي في “مصر والشام”، والأب “توفيق القباني” الصناعي المتنور والوطني النصير والداعم للمجاهدين الثوار المقاومين للمحتل، والأخ الأكبر “نزار” شاعر “دمشق” الموله وبلبلها الصداح، في هذه الجنة الأسطورية نشأ “صباح” ليرشف الكلمة العذبة والنغمة الصافية والموسيقا الدافئة من كل ما يحيط به، وليتشرب الحب السامي والتهذيب الرفيع والوطنية الصادقة».

    وعن حياته يقول: «ولد “صباح قباني” عام 1928، وتلقى علومه الأولى في الكلية العلمية الوطنية، ثم التحق بجامعة “دمشق” حيث نال شهادة الحقوق عام 1949؛ ليغادر إلى “فرنسا” ويحصل على شهادة الدكتوراه في الحقوق الدولية من جامعة السوربون في “باريس” عام 1952، وبعيد عودته إلى الوطن شغل عدة مواقع؛ ففي مجال الإعلام، عيّن مديراً لبرامج الإذاعة والتلفزيون عام 1953، ومديراً للتلفزيون في “سورية” بين عامي 1959-1961، وكان أول من ابتكر موجز الأخبار في إذاعة “دمشق” لمدة ثلاث دقائق كل ساعة، كما أوجد التقاسيم التي تسبق الأذان أو تلاوة القرآن الكريم، وابتكر العديد من البرامج التلفزيونية مثل “الأسرة السعيدة”؛ وهو أول برنامج تلفزيوني للتوعية الصحية، وساهم في اكتشاف مواهب الكثيرين من الفنانين منهم “دريد لحام”.

    أما في السلك الدبلوماسي فقد عين قنصلاً في السفارة السورية في “نيويورك” لمدة أربع سنوات، ثم مديراً للإعلام في وزارة الخارجية عام 1966، فوزيراً مفوضاً في “جاكرتا” بـ”أندونوسيا”، فمديراً لإدارة أميركا بوزارة الخارجية عام 1971، وأخيراً سفيراً لـ”سورية” في “واشنطن” حتى 1980، وقد جمع في شخصه صلابة الشرقي ودبلوماسية الغربي».

    ويتابع: «من هواياته الرسم الكاريكاتوري إلى جانب التصوير؛ حيث أقام عدة معارض لصوره الفوتوغرافية، منها: “نشيد الأرض”، “لحظات أندونوسية”، “المعرض الاستعاري”، وذات يوم سُئل عن سبب اهتمامه بالتصوير، فأجاب: (هل للمرء أن يوقف الزمن؟ بالطبع لا لأنَّه يتحرك باستمرار، لكن آلة التصوير توقف الزمن، وتحنِّط اللحظة، فالصورة هي اللحظة الفالتة من عقالات الزمان، وهي لا تشبه سابقتها ولا ما يلحقها)، وقد تم تكريمه عام 2004 في حفل افتتاح المعرض الخامس والعشرين لنادي فن التصوير الضوئي في “سورية”، وله بصماته بتأسيس مديرية الفنون في وزارة الثقافة عام 1958».

    وعن الجانب الأدبي في حياته يقول “مراد”: «ترك العمل الوظيفي عام 1981 ولكنه بقي مرتبطاً بكتاباته وإنتاجه الأدبي، ومن أهم كتاباته: سيرته الذاتية في كتابه “من أوراق العمر”، عرض فيه للحياة الغنية التي عاشها سواء في طفولته أو شبابه، أو في الأعمال التي أداها في مختلف مراكز المسؤولية بشغف وأمانة، فكشف عن جوانب شخصيته المتنوعة في الفكر والفن والسياسة، وألف في هذا المجال كتابه “كلام عبر الأيام” عرض فيه سيرة أخيه الراحل “نزار قباني” الذي كان صديقه الأقرب، كما كتب السيرة الذاتية للدكتور “رضا سعيد” مؤسس الجامعة السورية، إضافة إلى ترجمته كتابي “أساطير أوروبا عن الشرق”، و”رسالة إلى الغرب” اللذين ألفتهما ابنته “رنا قباني”».

    وعن أهم ما ميز شخصيته يختتم: «جمع عدة شخصيات متألقة، فكان في كل المهمات التي أسندت إليه مثالاً للمثقف الواعي، متعدد المواهب، متوقد الحماس، دمثاً في تعامله، شفافاً في فنه وأدبه».

    رحل الدكتور “صباح قباني” بتاريخ 31 كانون الأول 2014، تاركاً اسماً لامعاً برز في شتى مجالات المجتمع السوري.

     

  • الباحث ( حسن إبراهيم سمعون ) ..كتب عن البطل “حسن الخراط”- مشاركة : سمر وعر

    الباحث ( حسن إبراهيم سمعون ) ..كتب عن البطل “حسن الخراط”- مشاركة : سمر وعر

    “حسن الخراط”.. أسطورة الكتب الفرنسية

     سمر وعر

    الأحد 19 نيسان 2015

    الشاغور

    نشأ في عائلة فقيرة، فلم يلتحق بكتّاب أو بمدرسة، ولكن علمته الحياة حب الوطن، أسندت إليه مهام الرجال الأقوياء، فكان ناطور مزروعات لأراضي “الشاغور”.

    تكبير الصورة

    الصحفية والكاتبة الفرنسية “أليس بوللو” التي أقامت في “دمشق” بين عامي (1924- 1926م) تروي من خلال كتاباتها عن محبة الناس “للخراط” أنه يتمتع بشعبية كبيرة وتصفه بالقديس وتعده أسطورة.

    المجاهد “عمر الأرناؤوط” قال في وصف البطل “حسن الخراط”: «كان إنساناً فقيراً، قوي الشخصية وجريئاً، من أوائل المجاهدين الذين التحقوا بالثورة السورية، ومعظم معارك الثورة في الغوطة الشرقية والمدينة، هو شخص لم يستفد في حياته الدنيا إلا بسمعته الحسنة».

    مدونة وطن “eSyria” تواصلت بتاريخ 25 آذار 2015، مع الباحث “حسن إبراهيم سمعون” الذي تحدث عن “حسن الخراط”، ويقول: «لم يكن من الأعيان أو المثقفين، ولم ينل أي شهادة علمية، كل ما كان يملك شهادة حب ووفاء للوطن، كان أحد العناصر البارزين في سلك الحرس في “دمشق” أو ما يعرف بـ”العسس”، كما كان من أوائل زعماء الثورة السورية في “دمشق”، خاض العديد من المعارك الضارية ضد المستعمر الفرنسي وألحق بهم الهزائم تلو الأخرى».

    ويتابع: «التحق بالثورة السورية في “جبل العرب” سراً هو وبعض المجاهدين منهم: “نسيب البكري”، و”أبي صلاح العرجا”، ثم عاد إلى “الغوطة” وقاد ثورة ضد الاحتلال الفرنسي إثر وشاية للفرنسيين، وكون عصبة من المجاهدين اشتهروا بمهاجمة المخافر الفرنسية، وخاضوا معهم أشرس المعارك، منها معارك: “الزور الأولى”، “النبك”، “الشام”. استطاع “الخراط” استقطاب أكثر من خمسين مقاتلاً من حي “الشاغور” جاؤوا حاملين أسلحتهم المتمثلة آنذاك بالبارودة، فعرفوا باسم “البواردية”، متبعين وسائل مبتكرة للتزود بالسلاح

    تكبير الصورة
    الباحث حسن سمعون

    فكانوا يضعونه في توابيت الموتى لتضليل الفرنسيين، وكانت تحمل إلى زاوية الشيخ “سعد الدين” ثم تنقل ليلاً إلى مقبرة “باب الصغير”، حيث توزع الأسلحة على الثوار.

    تمكن في إحدى المرات من أسر مفوض الشرطة، وهو ما جعل المفوض الفرنسي يقول عنه: (“الخراط” شخص مسلح بالغ الخطورة، يجب أن يتم قتله فور رؤيته)؛ لذا وضع الفرنسيون جائزة مالية قدرها مئة ليرة ذهبية لمن يأتي به حياً أو ميتاً».

    ويتابع: «تضاربت الأقوال حول استشهاده حيث يقال أنه في 31 تشرين الثاني 1925 كانت معركة “بستان الحلاق” استشهد فيها ودفن بمقبرة الباب الصغير، وقام المفتي وأعيان البلد بكتم سر استشهاده، وأذاعوا أنه أصيب ونقل إلى “جبل العرب” للعلاج، وثمة رأي آخر يقول في صباح يوم الأربعاء الواقع في 16 كانون الأول من عام 1925 قاد “الخراط” مع 63 مجاهداً معركة ضارية مع قوات ومرتزقة الانتداب الفرنسي في “بستان الحلبي” الواقع جنوبي “دمشق” قرب مقبرة اليهود وحي “الشاغور”، ويقولون إنه نصب لهم كميناً محكماً في البستان، فاستشهد يومها».

    يذكر أن “حسن الخراط” ولد في حي “الشاغور” الدمشقي عام 1861، لعائلة فقيرة، تزوج من “عدلة الذكي”، وطلقها بعد بضعة أشهر، وكانت حاملاً فوضعت عام 1885م طفلاً اسمه “فخري”، أعدمته شنقاً قوات الاحتلال يوم 28 كانون الثاني عام 1926م، وقيل إنه ربى ابن زوجته واعتنى به منذ طفولته، ثم تزوج من “خديجة سردار”، وأنجب منها ولداً سمّاه “بشير”، وتوفي وهو في الثامنة من عمره».

  • الأديب “نصر الدين البحرة”، الذي قالت عنه ابنته الفنانة “عزة البحرة”: «والدي هو القدوة والمثال والمرشد لي، هو حيوي، نشيط لا يعرف الملل طريقاً لحياته  – مشاركة : سمر وعر

    الأديب “نصر الدين البحرة”، الذي قالت عنه ابنته الفنانة “عزة البحرة”: «والدي هو القدوة والمثال والمرشد لي، هو حيوي، نشيط لا يعرف الملل طريقاً لحياته – مشاركة : سمر وعر

    “نصر الدين البحرة”.. مثقف مازال يبحث عن المزيد

     سمر وعر

    الجمعة 21 آب 2015

    مشروع دمر

    هو المدرس والكاتب والإعلامي الذي عشق عمله وأخلص له، مازال يتمتع بحيوية الشباب على الرغم من تجاوزه العقد السابع.

    تكبير الصورة

    إنه الأديب “نصر الدين البحرة”، الذي قالت عنه ابنته الفنانة “عزة البحرة”: «والدي هو القدوة والمثال والمرشد لي، هو حيوي، نشيط لا يعرف الملل طريقاً لحياته، يتنقل من أقصى القطر إلى أقصاه لإقامة المحاضرات على الرغم من أنه يواجه بعض الصعوبات الصحية في نظره لبعض الوقت.

    يمتلك مكتبة غنية بكل المراجع والقواميس، وهذه المراجع ليست باللغة العربية بل بالعديد من اللغات، كما أفخر بأن والدي هو مرجع غني، فعنده لكل سؤال جواب وإن تعذر عليه سؤال، بحث عنه وقدم الجواب الشافي، وهو سموح؛ يساعد الآخرين لأقصى درجة ولا سيما في مجال العمل الذي سرقه منا لكثير من الوقت، ومع قلة وجوده كان حضوره بيننا قوياً، ربطتنا به أنا وإخوتي علاقة أقرب ما تكون إلى الصداقة».

    وعن آخر إصدارات الأديب “البحرة” مدونة وطن “eSyria” التقته بتاريخ 27 حزيران 2015، فتحدث بالقول: «كان أول عمل أتوج به عامي هذا 2015م إصدار كتابي “الضحك تاريخ وفن” عن مجلة دبي الثقافية، وفي الحقيقة نال مني وقتاً طويلاً تجاوز عشر سنوات، وكنت قد أرسلته في الشهر التاسع 2014 إلى دار الصدى بدبي التي تصدر مجلة “دبي الثقافية”، وما كان إلا أن أخبروني بالموافقة على الطبع وكان ذلك هذا العام».

    وعما تضمنه الإصدار يقول: «الكتاب يتألف من جزئين بـ”700″ صفحة، تضمن مقدمة أكاديمية حول موضوع الضحك وفلسفته وتاريخه، ثم تناولت أهم الشخصيات الضاحكة في التاريخ العربي وكنموذج عنها “الجاحظ”، إضافة إلى دراسة عن أهم الشخصيات الطريفة والجميلة في العصر الحديث “أحمد شوقي” و”حافظ إبراهيم”، كما تحدثت عن “النكتة” وشروطها وتصنيفها، و”النكتة” في الأدب العربي، وللطفيليين الحمقى والمغفلين والشخصيات الإشكالية مساحة في الكتاب».

    عن هذا الكتاب يقول الكاتب “شوقي البغدادي”: «خير من يؤلف كتاباً في هذا الموضوع هو بالتأكيد “نصرالين البحرة” أحد ظرفاء “دمشق” المعروفين، عشرتي لهذا الشخص قديمة ودائماً كانت مصحوبة بالمرح والوفاء والضحك، ولذلك هذا الكتاب باعتقادي له حسنات كثيرة وله سيئة واحدة، فمن حسناته مثلاً أننا بهذا الوقت العصيب الذي نعيشه نحن بحاجة شديدة إلى ابتسامة؛ وخير من يضعها على شفتينا ونحن نشاهد الموت يقترب منا هو إنسان رائع مثل “نصر الدين البحرة”، أما بالنسبة للمحتوى فأكاد أقول كمؤلف أكاديمي ملأ جوانب مؤلفه بالأمثال والنوادر والشواهد على الموضوع وعلى الأفكار الواردة فيه، هو كتاب ممتع حقاً، وهناك ما يمكن أن يسمى نفَساً خاص للمؤلف، وهو باختياره نوع “النكات” والنوادر التي اختارها والتي لا يتقن فهمها إلا شخص مثله. أما السيئة الوحيدة برأيي فهي أن “نصر الدين البحرة” كان بإمكانه بما لديه من مخزون ضاحك في أعماق شخصيته، وقدرة على إضحاك الآخرين، إضافة فصل خاص فيه تحليله الشخصي، ولذلك إنني أطالبه بأن يضع لنا كتيباً صغيراً عن تحليله الشخصي وتجاربه الشخصية الوحيدة، وإمكانية الدخول إلى قلوبنا في هذا الوقت العصيب بطريقته الخاصة، مع ذلك فالكتاب يفي بموضوعه ونحتاج إليه، وأنا أطالعه باستمرار كلما ضاقت بي الدنيا».

    وعن أهم ما أنجزه في الأعوام من 2011-2015م يقول: «تابعت نشاطي في المجال الإعلامي؛ حيث قمت بتصويرعدد من الحلقات التلفزيونية عن أماكن مهمة بـ”دمشق”: “منزل نزار قباني، قصر العظم، البيمارستان النوري، مكتب عنبر، التكية السليمانية”، وغيرها، إضافة إلى متابعة إعداد وتسجيل برنامجي الإذاعي بعنوان: “أوراق وذكريات”.

    الجدير ذكره، أن مدونة وطن “eSyria” كانت قد التقت الكاتب “نصر الدين البحرة” بتاريخ 6 أيلول 2011، في حوار موسع تحدث فيه عن حياته ومقتطفات من تاريخه، كما تطرق إلى أهمية رسالة الأدب التي تختلف باختلاف فكر الأديب، وعن ذلك قال: «هناك من يتحدث عن الأدب للأدب على أن رسالة الأدب هي “المتعة والإبداع” وهناك من يرى أن رسالة الأدب هي “قراءة الواقع الموضوعي والاجتماعي، وتصوير الحياة بما يجيش فيها من تيارات وأفكار”، وأنا أرى أن الأديب الحقيقي يجب أن يجمع التيارين معاً، وأن تكون في كتابته متعة قراءة هذه الكتابة، وأن يكون في نفس الوقت مسؤولاً مصوراً للواقع والحياة الاجتماعية».

    يذكر أن الكاتب “نصر الدين البحرة” من مواليد “دمشق”، “مئذنة الشحم” 1934، يحمل إجازة في الفلسفة له ثلاثة أولاد “عمر، عزة، وأمية”، نال عام 1955 الجائزة الأدبية الثانية بمهرجان “وارسو” الدولي للشباب عن قصته “أبو دياب يكره الحرب”. من بعض مؤلفاته الأدبية: “هل تدمع العيون، أنشودة المروض الهرم، محاكمة أجير فران، موشور القصة الجميل، دمشق الأسرار”، وغيرها من الدراسات الأدبية والسياسية.

    تكبير الصورة
    صورة غلاف الإصدار الجديد
    تكبير الصورة
    الأديب شوقي البغدادي
    تكبير الصورة
    خلال اللقاء

     

  • يفوز «المسرح المقاوم للاستعمار في السودان».. بجائزة «عيدابي» للبحث المسرحي التي تنظمها مجموعة المسرحيين السودانيين المقيمين في إمارة الشارقة  ..

    يفوز «المسرح المقاوم للاستعمار في السودان».. بجائزة «عيدابي» للبحث المسرحي التي تنظمها مجموعة المسرحيين السودانيين المقيمين في إمارة الشارقة ..

    بحث عن الموقع والدور في فترة الحراك الوطني
    «المسرح المقاوم للاستعمار في السودان» يفوز بجائزة «عيدابي»

    تاريخ النشر: الجمعة 23 يونيو 2017

    عصام أبو القاسم (الشارقة)
    أعلنت مساء أمس الأول، بالمسرح القومي في مدينة أمدرمان، نتيجة مسابقة الدكتور يوسف عيدابي للبحث المسرحي التي تنظمها مجموعة المسرحيين السودانيين المقيمين في إمارة الشارقة بدولة الإماراتية العربية المتحدة، بالتعاون مع «منبر تجارب» في المسرح القومي السوداني، وظفر بالمركز الأول في الجائزة عبد القادر إسماعيل أحمد عبد الله عن بحثه الموسوم «المسرح المقاوم للاستعمار في السودان 1919 ـ 1949».

    وقال الرشيد أحمد، أمين مجلس أمناء الجائزة التي يبلغ مقدارها عشرة آلاف جنيه سوداني، في كلمة ألقاها في مستهل الحفل، إن المسابقة تجسد رغبة صادقة لدى منظميها لتفعيل حركة البحث العلمي في الوسط المسرحي بالخرطوم، مشيراً إلى أن مشروع الجائزة مفتوح على المزيد من البرامج في المستقبل القريب.

    الحفل، الذي حضره وزير الدولة بوزارة الثقافة الدكتور حسب الرسول أحمد الشيخ، والعديد من الفعاليات المسرحية والثقافية، شهد مداخلات لعدد من أعضاء مجلس أمناء الجائزة التي يبلغ مقدارها عشرة آلاف جنيه سوداني. من جانبه، قدم الناقد السر السيد تلخيصاً للبحث الفائز، مبرزاً خصائصه المنهجية وخلاصاته، مشيراً إلى أنه مهم وملهم لإنجاز المزيد من المقاربات حول الموضوع.

    وطرح البحث الفائز جملة من الأسئلة حول موقع ودور المسرح في فترة الحراك الوطني المناهض للاستعمار في السودان منذ مطلع القرن الماضي؛ وخصوصاً في الفترة التي شهدت بدايات الحراك الثقافي المحلي مع تخرج العديد من المتعلمين في المدارس والمعاهد، وتكوين الأندية والكيانات الأدبية، خصوصاً في مدينتي الخرطوم وأمدرمان، والتي عمرت مسارحها ومنصاتها بالأمسيات الثقافيّة بالخطابة والمسرح والشعر وسواها من أشكال الأدب.

    وقد جمع الباحث جملة من الإشارات والمعلومات المتناثرة، في عدد من المراجع والمصادر، ليرسم لوحة، واضحة المعالم والألوان، تعكس على سطحها ملامح وسمات الحراك المسرحي المنخرط في نهر المقاومة السياسية في تلك الفترة، وهو أعدّ جدولاً يتضمن 22 مسرحية، تواتر ذكرها في المراجع التاريخية التي تناولت تاريخ المسرح السوداني خلال فترة البحث، مع عدد من المعلومات المتعلقة بها، مبرزاً موقعها من حركة المقاومة التي انتظمت البلاد حينذاك.

    وارتأت مجموعة المسرحيين المؤسِّسة لهذه المسابقة، أن تطلق عليها اسم «جائزة الدكتور يوسف عيدابي للبحث المسرحي»، تعبيراً عن امتنانها وتقديرها لجهود الشاعر والمسرحي القدير، الدكتور يوسف عيدابي، النظريَّة والإبداعيَّة والاجتماعيَّة الثريَّة، التي أثرت حركة المسرح، محليَّاً وعربيَّاً.

  • ماهو الإدراك الموسيقي وتطور الآلة الموسيقية وصناعة الآلة والوترية .. – مشاركة وإعداد الدكتور : نبيل خليل

    ماهو الإدراك الموسيقي وتطور الآلة الموسيقية وصناعة الآلة والوترية .. – مشاركة وإعداد الدكتور : نبيل خليل


    إدراك الموسيقى وآلاتها

    سنتحدث هنا عن الإدراك الموسيقي

    وتطور الآلة الموسيقية

    وصناعة الآلة والوترية.

    الإدراك الموسيقي.

    هل تعرف ما يجري في الدماغ حين نتذكر نغم ما؟ بما أن الدماغ يفضل التعميم على التحديد، فهو يتذكر الأنغام ليس كنوتة محدده ،بل كأصوات تعلو صعودا ثم تنخفض.

    يتمتع الإدراك الموسيقي بآلية معقده، سنحاول التعرف عليها.

    للموسيقى قدرة على جعل الراشد يبكي كما تهلل للطفل كي ينام. وما زال الغموض يكتنف هذه القدرة على تحريك الفؤاد والأحاسيس.

    فهي تعتمد على فعل الصوت، وكذلك على العمل الضمني لنظام الاستماع الذي يلتقط الأصوات، كما وعلى الدماغ الذي يحللها.

    أصوات الموسيقى هي ذبذبات دائرية في الهواء. أما مستوى الصوت فيتحدد بعدد الذبذبات في الثانية، فكلما ازداد العدد كلما ارتفع مستوى الصوت.

    كما أن تأرجح الذبذبات يحدد كثافة الصوت الموسيقي. فكلما عظم شأنها ارتفع الصوت وعلا.

    وأخيرا لصوت الآلات الموسيقية لونها المميز والمحدد الذي يسمى النغم. والحقيقة أن صوت النغم الرئيسي عادة ما يترافق مع أصوات مشابهة أخرى يصفونها بالتناغم.

    يعتمد صوت الآلات أو نغماتها على حجم هذا التناغم وكثافته وانسيابه مع الوقت. حين تعزف مجموعة آلات موسيقية معا، كما يحصل في الأوركسترا، تتلقى الآذان مجموعة من الذبذبات المختلفة التي يتمكن الدماغ من إدراكها، حتى انه قادر على تمييز كل آلة فيها، كما وإعادة صياغة النغم، ليجمع معا كل الأصوات المنبثقة عنها.

    يتم ذلك بالتجاوب مع وزن النغم، على اعتبار أن ردة فعل طبلة الأذن تختلف حيال الذبذبات المتعددة التي تدركها. فهي تهتز ببطء حين تكون النغمات منخفضة، لتتسارع حين يرتفع مستواها.

    يتم تحويل هذه الذبذبات، من خلال نظام السمع، إلى جهاز لولبي هو قوقعة الأذن.

    تحدد الخلايا الواقعة عند اسفل القوقعة النغمات العالية، في حين تحدد تلك الواقعة في أعلاها النغمات المنخفضة. هذا ما يساعد الدماغ على تمييزها من بعضها البعض. فحين تعزف الأنغام مع بعضهما، أحدها مرتفع والآخر منخفض، يمكن للمستمع أن يدركها منفصلة.

    يأخذ الدماغ على عاتقه مهمة تحديد المصادر، كما والتباعد الزمني بين إيقاع الأنغام الصادرة عن مختلف الآلات.

    إلى جانب حقيقة أن لكل آلة موسيقية نوعية إيقاعها المميز، يمكن للعازف أن يفصل نفسه عن المجموع، بتأخير مشاركته في المعزوفة حسب رغبته، ما يساعده على إبراز المقطوعة الموسيقية، التي يعزفها.

    ليتمكن دماغ المستمع من تمييز العازف المنفرد عن باقي الموسيقيين، يكفي للعازف أن يتأخر بنسبة واحد من ثلاثين ألفا من الثانية.

    يمكن لإيقاع متوال للذبذبات، كالذي يصدر عن الفيبراتو مثلا، أن يساعد العازف أو المطرب لتمييز نفسه عن باقي الفرقة.

    على أي حال حين لا يتعرف الدماغ على أي من هذه المؤشرات، يقوم بجمع مختلف مصادر الصوت، فيحولها إلى صوت واحد.

    يترك صوت الموسيقى السحري أثرا فينا نتيجة تناسق الأصوات في النغم.

    موسيقى العالم الغربي بين غيرها، تحدد من خلال نظام علاقات معقده بين أنغام الموسيقى.

    يطبق هذا النظام أيضا على الموسيقى الشعبية والموسيقى الكلاسيكية.

    يمكن لأي شخص تعرض بما يكفي لذلك النظام الموسيقي، أن يجد تناسقا أكبر بعض الإيقاعات بالمقارنة مع غيرها.

    يعرف هذا التناسق بين الأنغام بالتناغم أيضا ويعتمد ببساطة على أسس حسابية خصوصا في الموسيقى الغربية.

    فالأكتاف مثلا يحدد بنسبة اثنين إلى واحد. مما يعني أن تواتر النغم الأعلى يتألق بنسبة ضعف النغم المنخفض.

    تترك هذه الصلة الحسابية البسيطة، إحساسا بالتناسق المتكامل.

    الخمس، المرتبط بنسبة تتراوح بين الثلاثة والاثنين، وصلة الربع، بنسبة الأربعة إلى الثلاثة، تترك إحساسا بالتناسق أيضا.

    من الناحية الأخرى، تترك الأنغام المترابطة بصلة اكثر تعقيدا، إحساسا بعدم التناسق.

    حين يتم عزف هذه الأنغام، نسمع ضجيجا متسرعا يستفز نظامنا السمعي دون توقف، فيخلق إحساسا مزعجا.

    رغم ذلك، فقد تم استخدام عدم التناسق في التأليف الموسيقي.

    لأنه يساعد على لفت انتباه المستمع، باستفزاز حالتين من التوتر، والاسترخاء معا.

    من المعلوم أن الإحساس بجمالية الموسيقى يعتمد إجمالا على الثقافة العامة للمستمع، فجميعنا يبدأ باستيعاب قواعد اللغة الموسيقية لثقافتنا باكرا منذ بداية حياتنا في الأجنة.

    الاستماع الدائم للموسيقى ثم تأليفا بالاعتماد على هذه القواعد، يكفي أدمغتنا لتعلم هذه الموسيقى.

    تؤكد إحدى النظريات، أن المثقفين، يتوقعون بعض الأنغام المحددة عند سماعهم لمقطوعة موسيقية، وحالما يتعرف على الملامح الموسيقية، تبدو المقطوعة متناسقة بالنسبة له.

    أما إن غابت تلك الملامح بالمقابل تصيبه المقطوعة بالحيرة.

    لهذا نرى أن بعض المقطوعات المعاصرة، لا توحي للأذن الغربية دائما بالتناغم.

    يعتبر العقل البشري أستاذ قدير في الموسيقى. لان أسلوبه في تصنيف الأسس الموسيقية المعقدة، يثير الدهشة فعلا.

    منذ أن بدأ العلم بالكشف عن آلية عمل الدماغ، بدأ التعرف على إدراكنا الموسيقي يتطور بسرعة كما تطورت الآلات الموسيقية أيضا. كما هو حال الناي على سبيل المثال.

    تطور الآلة الموسيقية

    طالما ترافقت الأشكال الموسيقية مع مسيرة التاريخ. وتعرضت الآلات الموسيقية للتعديل والتحسين الدائم تلبية للمتطلبات المتجددة للملحنين.

    فالناي مثلا شهدت تحولا جذريا على مدار السنين. إلا أن مبدأها الرئيسي لم يتغير بعد. فمن الثابت مثلا، أن على شفتي العازف إخراج تيار هوائي رقيق يصطدم بفوهة الآلة الموسيقية.

    ليبدأ التيار الهوائي بالذبذبة، فتحول طاقتها إلى العماد الهوائي لقصبة الناي القمعي، ما يؤدي إلى أمواج صوتيه تتناسب مع مناطق من ضغط الهواء وتمدده. تمر الموجات عبر القصبة، لتنعكس في نهايتها نسمات كتلك التي تمر خلال الربيع.

    يحدد أنغام الناي من خلال طول الممر الهوائي في القصبة. فكلما طال الممر زاد طول الموجات، لينخفض الصوت الناجم عنها. والعكس بالعكس، فكلما قصر الممر الهوائي تقصر الموجات، ليرتفع الصوت .

    لإطالة الممر الهوائي أو تقصيره يكتفي العازف بإغلاق الثقوب أو فتحها. والواقع أن صوت الموجات يتنقل بفعالية فقط بين موضع الفم وأول ثقب مفتوح فيها. تمكن هذه الظاهرة عازف الناي من الحصول على موجات بمقاييس مختلفة، ونغمات بإيقاعات متنوعة.

    كانت الناي في العصر الحجري تصنع من قصبة عظم محفورة. كما استخدمت أيضا أنواع أخرى من القصب لصناعة الناي، وكانت الناي البدائية تعاني من نقص رئيسي إذ أن تجويفها، أي المساحة الداخلية للقصبة، تعتمد مسبقا على نوع المادة المصنوعة منها.

    لهذا كان من المستحيل صناعة قطعتي ناي متطابقتين جدا.

    كانوا في العصور الوسطى، ولحل هذه المعضلة، يصنعون الناي من خشب الفاكهة مستخدمين أدوات موحدة. منذ ذلك الحين والحفر يتم بتحديد ثابت. ما جعل مسالة تعديل الآلة ممكنا، كما سمح بترك مسافة معقولة بين الثقوب.

    كانت الناي في عصر النهضة، تصنع من تجويف طويل فيه ستة ثقوب قادر على إصدار أنغام من ثمانيتين ونصف. وكان العزف عليها يتطلب كفاءة عالية في التحكم بالأصابع لإصدار جميع الأصوات.

    أضف إلى ذلك أن تحديد بعض النغمات لم يكن واضح تماما، وكان على العازف القدير أن يعالج الأمر بتعديل موقع شفتيه.

    اكتشف عام ألف وسبعمائة أن الحفر القمعي يؤدي إلى نتائج افضل. فتم تقسيم الناي إلى عدة أجزاء لحفر هذا الشكل الجديد بسهولة ودقة أكبر.

    بعد هذه التحولات، حصلت الناي على أنغام أدق، وأصوات أغنى.

    وزعت الثقوب ليتم التحكم بها بشكل اسهل، ما يمكن بالمقابل من الحصول على براعة اعظم في الأداء.

    شهد القرن التاسع عشر، إضافة عدد من الثقوب عليها، لتصبح اثني عشر أو أربعة عشر ثقبا. بحيث يصدر عن كل ثقب نغمه، فيصبح بالإمكان عزفها بتركيز متوازن.

    كما تم إدخال نظام المفاتيح أيضا لتسهيل توقف الثقوب المتعددة.

    وجرى تبديل الخشب بالمعدن، مثل الفضة. الذي يصدر صوتا اكثر ضخامة.

    مكن هذا التطور الحاصل من جعل الناي آلة لعزف افضل، حتى أنها تنافس آلات موسيقية أخرى في الأوركسترا، كما هو حال الكمان.

    وما زالت الناي تنمو وتتطور حتى يومنا هذا.

    يمكن إيجاد ثقب تجريبي مثلا يتم تشغيله بالإبهام، يمكن العازف من الحصول على ربع النغم الموجود في الموسيقى المعاصرة.

    يمكن للعازف بفضل هذا التجديد أن يحصل على عدة نغمات في وقت واحد.

    معالجة الأصوات والموسيقى عبر الكمبيوتر في هذه الأيام، تدفع الناي إلى ما هو ابعد من ذلك. يقوم الباحثون أولا بتسجيل صوت الناي في غرفة جدرانها معزولة عن الصدى ومغطاة تماما بمواد ممتصة للصوت تمنع الذبذبات أو ارتداد موجات الصوت لتمكن من تسجيل صوت نقي لهذه آلة.

    يتم نقل التسجيل إلى كمبيوتر يحسب ثلاث مائة مرة في الثانية، ويتولى قياس كل الأصوات، بما في ذلك إيقاع النغم وكثافته. كما يقيس الكمبيوتر مستويات التناسق المتعددة، التي تصدر عن نغم تلك الآلة. ويتم تنظيم هذه المعلومات من خلال برنامج الكمبيوتر، القادر على توسيع كفاءات الآلة وإمكاناتها.

    تمكن زيادة سرعة العزف لما هو أبعد من إمكانات أي عازف قدير من تحديث ناي متقنة تفوق كل ما هو معتاد.

    يمكن للكمبيوتر أن يعدل صوت النغم من خلال تعديل ما في بعض التناسق. ويستطيع سحب بعض الأصوات، كما والتخلص من صوت أنفاس العازف التي عادت ما ترافقه.

    توجد إمكانية للتهجين بين صوت الناي ونغم آلة موسيقية أخرى، كما هو حال الفايبرفون، وذلك لإصدار صوت الفايبر ناي، بالتنسيق بين تردد الإيقاع والنغم الهوائي الصادر عن الناي.

    يعمل العلماء والموسيقيون معا لتطوير الآلات الموسيقية.

    ويساعد جهدهما المشترك، في توسيع إمكانات التأليف الموسيقي.

    تدعو دراسة القدرات الموسيقية للأطفال، إلى البدء بالتلقين الموسيقي في أعمار مبكرة جدا.

    صناعة الآلة الوترية

    لا غرابة في أن يتمكن صانعو الآلات الموسيقية، بالاعتماد على تجربتهم وأحاسيسهم، من تصميم آلات وترية بالغة الدقة والكمال.

    تعود صناعة الكمان أو فن صناعة الآلات الوترية إلى قرون مضت، وما زالت حتى اليوم تمارس بالإخلاص نفسه.

    يتألف الكمان من نصب أربعة أوتار فوق علبة صوتيه هي الصندوق الذي يتألف من طبقتين: العليا، وتسمى بلوحة الصوت، والقاعدة. تشكل الأضلاع الجزء الوسيط الذي يجمع بين الطبقتين. كما و قطعة خشب مصنوعة بحرفه، يسمونها الجسر، وهي تضمن الاتصال بين الأوتار ولوحة الصوت.

    حين يتم العزف على الكمان، تنقل الذبذبات الصادرة عن احتكاك الأوتار بقوس الكمان، عبر الجسر إلى لوحة الصوت، كما والى حجم الهواء الذي في صندوق الصوت. يصدر صوت الكمان عن ذبذبات لوحة الصوت التي تستفز الجو الهوائي فتؤدي إلى موجات صوتية قويه. بدورها تنقل ذبذبات الهواء في صندوق الصوت أيضا إلى الجو الهوائي عبر تجويفين يعرفان بثقوب الصوت. وتساعد هذه الموجات الصوتية الأخرى على إكمال نغمات الكمان.

    يعتني صانعو الكمان جدا باختيار المواد التي يحتاجونها.

    وهم يعتمدون على مجموعة من المفاهيم التي تساعدهم باختيارها. عادة ما تستخدم أخشاب الصنوبر لصناعة لوحة الصوت. يجب أن تكون قطعة الخشب المختارة غير قابلة للتصدع. كما يجب أن يكون نمو الخشب عادي بالكامل وعلى المساحة أيضا، أن تزيد عما هو مطلوب بمليمترين على الأقل.

    ينمو هذا النوع من الخشب على مرتفعات تتراوح بين ألف ومائتين وألف وخمسمائة مترا ضمن أحوال جوية مستقره.

    يستعمل صانعي الكمان لقاعدة صندوق الصوت ألواح متموجة من خشب القيقب، التي تعكس ألوانا داكنة وفاتحة على التوالي. ويتم استخدام هذا الخشب لمزاياه الجمالية بشكل رئيسي. تتعرض الأخشاب قبل استعمالها إلى مراحل من التجفيف تتراوح بين عشرة وعشرين عاما.

    يبدأ صانع الكمان بطبع شكل القاعدة ولوحة الصوت عن قالب نموذجي. ثم يقوم بقطعها، ويعالج شكلها بمنشار خاص. ليلصق بعدها قطعة من الخشب تحت لوحة الصوت يسميها خشب القاعدة.

    توضع هذه القطعة بشكل مواز للأوتار، بحيث تدعم الأوتار المنخفضة.

    تضغط الأوتار العليا أثناء العزف على اسطوانة خشبية تسمى عامود الصوت وهو متحرك، يؤثر تعديل موقعه على نغمات الآلة الموسيقية. عندما ينجز جسم الكمان، يبدأ العمل على صناعة العنق.

    يغطى العنق بخشب الأبنوس وهو خشب بالغ الصلابة، يمكنه احتمال ضربات أصابع العازف.

    يجمع سبعين بالمائة من الكمان باستخدام صانعه لصمغ طبيعي يستخرج من الحسك المغلي، أو من جلد الأرانب. يتميز الصمغ الطبيعي في أنه من السهل حله لتصليح الكمان.

    تكمن الخطوة الأخيرة بطلاء الآلة الموسيقية، الذي يمنح الكمان لونه المميز، ويحميه من الرطوبة والغبار. يستخدم هنا طلاء البرنيش المصنوع من صمغ يستخرج من الأشجار الشرقية ويمزج بمواد أخرى تستعمل على مراحل.

    لم يعد يبقى سوى تركيب الأوتار، التي تعتمد اليوم على مواد صناعية هي البرليت، التي تلتف حولها خيوط معدنية وفق معايير متعددة. تربط الأوتار المنخفضة بالفضة، والوسطية بالألمينيوم، أما الوتر الأعلى فبالحديد.

    تطورت صناعة الكمان بجهود فرديه تعتمد على التجربة والإلهام.

    وقد حاول الباحثون التأكد مما إذا كان بالإمكان أن تعتمد على أسس علميه. فأجريت أبحاث فوق الصوتية في المختبرات لاختبار القدرات الصوتية للخشب. فعملت أولا على تمرير إشارة فوق الصوتية عبر مكعب أو قطعة خشب أسطوانية. ثم قاست سرعة انتشار الإشارة ما فوق الصوتية. لتقدير الوقت الذي استهلك لمرورها عبر قطعة الخشب الصغيرة.

    استعمل الميكروسكوب في اختبار آخر لدراسة التركيبة الداخلية للخشب عبر الأشكال والتناسق بين الأنسجة التي يتشكل منها.

    أكدت الأبحاث بأن الذبذبات تنتقل بسرعة أكبر وتوتر أعلى عند تضيق دوائر النمو.

    يعتبر ذلك نموذجيا بالنسبة لكمان يصدر أنغاما بارعة عالية.

    وقد كشفت الأبحاث الاختبارية أن التركيبة المتوازية والبسيطة، تجعل من خشب الصنوبر وسيلة سهلة لنقل الذبذبات.

    من ناحية أخرى يقدم خشب القيقب المتموج، الذي يستخدم لصنع القاعدة بنية اكثر تعقيدا تساعد على كبت الأصوات.

    في نهاية التحليل تأكد للخبراء انه ما كان لصانعي الكمان ان يقومون باختيار افضل. ربما كانت تنقصهم التقنيات العلمية المتقدمة التي تمكن صانعي الكمان وبالاعتماد على الإلهام والتجارب من صناعة آلة موسيقية ليس لها مثيل بعد.

    تعكس الموسيقى أسلوب عمل الدماغ، وقد تم اكتشاف المد والجزر الموسيقي في الطبيعة أيضا. من انسياب نهر النيل، مرورا بنبضات قلب الإنسان، وانتهاء بارتعاش محور الأرض.

    فهل تعكس الموسيقى أيضا تناسق الكواكب وانسجامها في الفضاء ؟

    ——————–انتهت.

    إعداد: د. نبيل خليل

  • احتوى عدد حزيران من مجلة المعرفة الثقافية الشهرية الصادرة عن وزارة الثقافة دراسات وأبحاثا في الشعر والتاريخ

    احتوى عدد حزيران من مجلة المعرفة الثقافية الشهرية الصادرة عن وزارة الثقافة دراسات وأبحاثا في الشعر والتاريخ

    المعرفة.. دراسات في الشعر والتاريخ

    دمشق-سانا

    احتوى عدد حزيران من مجلة المعرفة الثقافية الشهرية الصادرة عن وزارة الثقافة دراسات وأبحاثا سلط بعضها الضوء على حضارة دمشق واللغة الشعرية عند بدوي الجبل إضافة إلى كتاب المعرفة الشهري الذي جاء  بعنوان ” قصتان من الأدب السوري القديم”  لوقيان السوري”.

    وكتب وزير الثقافة محمد الأحمد في افتتاحية العدد مقالة بعنوان ” المجال المفتوح للثقافة”  بين فيها أن  الثقافة في عالمنا المعاصر مشروطة بحالين الأول مكاني محلي والثاني زماني ومكاني عابر للمحلية موضحا أن ”  ثقافتنا العربية السورية تكونت منذ العصور القديمة على الحضور الدائم في هذين  البعدين المتحققين فالعقل الثقافي السوري هو ابن بيئته المرحة والبعيدة عن التعصب ذات الآفاق الرحبة والمبدع السوري ينطلق من سوريته إلى العالم وهويته المحلية هوية عبور إلى العالم”.

    وأشار رئيس تحرير المجلة ناظم مهنا في كلمة العدد التي جاءت بعنوان ” الفلسفة الشرسة ”  إلى أن  ” أي فلسفة استعلائية تنال من مكانة الانسان المعذب وتتشفى بعذاباته وضعفه هي فلسفة شرسة وأي فلسفة  تمجد علاقات القوة وتصطف مع الأقوى وتبرر الحروب والعدوان بحجة أنها حروب استباقية أو حروب عادلة أو بحجة نشر قيم دولية هي فلسفات شرسة ومتهافتة” .

    باب الدراسات والبحوث ضم لهذا العدد عناوين متنوعة من ” اللغة الشعرية عند بدوي الجبل” للدكتور محمد عبد الله قاسم و” حضارة الشام بين التاريخ والتاريخية”  للدكتور صلاح الدين يونس بينما ترجم احمد ناصر بحثا بعنوان “الجزئية والتفصيل”  وكتب من لبنان الدكتور ياسين الأيوبي عن ” معالم الأدب السريالي”  أما الدكتور شاكر حسن راضي من العراق فكتب عن ” الحداثة وما بعدها في الشعر الأنكليزي”  و/هاجس الحرية عبر تجليات القمع في الرواية العربية ” لمحمد رضوان و”الرواية المصرية بعد الحرب الأولى المازني نموذجا” لظهير خضر الشعراني.

    وجاء حوار العدد الذي أجراه الدكتور بشار خليف مع الدكتور عيد الراعي الذي اعتبر أن الأساس العلمي في تقسيم الشعوب هو لغاتها وليس مظهرها الخارجي وصفاتها العرقية.

    في حين ضم باب الديوان قصائد شعرية حملت عناوين “بجع”  لحسن بعيتي و” على شجرة في القلب ” لمعشوق حمزة و” تشبيه فاقد الأركان” لمنير محمد خلف و”حدائق الفراغ”  لعبير عطوة و” كان قلبي”  لمليحة الأسعدي من اليمن أما باب السرد فضم ” القصة السريعة ” لاكرم شريم و”نفثات أنت ..أنا ” لغسان كامل ونوس و”إفادات”  لممدوح حمادة وقصتين لإمبروزبيرس ترجمة فريد اسمندر.

    واشتمل باب آفاق المعرفة سلسلة من المقالات منها ” جورج شحادة العبور المشرقي”  لابراهيم سلوم والإنسان يبحث عن المعرفة”  لعبد الكريم ناصيف بينما كتب محمد مروان مراد عن “الدكتور سامي الدروبي.. نهل الثقافة العالمية وأعاد صهرها ” وجاءت مقالة ريم حسين سباهي بعنوان ” معادلة التربية والاصلاح ..لمواجهة رعونة الاطفال ” و” الحكواتي الأخير.. مدينة في رجل”  لعلي العقباني و”تعدد الرؤى  في أدب الخيال العلمي ” للدكتورة ماجدة حمود و” انشتاين وعصره”  لنعيم عبد.

    وتضمنت نافذة على الثقافة مجموعة من الإصدارات الجديدة من إعداد حسني هلال وهي “الغشاوة”  قصص للكاتب الروسي يفغيني غريسكوفتس ترجمة الدكتور هزوان الوز و” دمشقية الروح ..إندونيسية الذاكرة ” لأمل أبو سمرة و” سلوى المتحف” لفيصل أبو سعد ورواية بعنوان “بين نهرين”  لإيناس عزام ورواية للأديب حسن عبد الكريم بعنوان ” أنوثة بالعامية لا تتلعثم بالفصحى”.

    وتناول الدكتور محمود شاهين في زاويته من كروم الجمال لوحة تشكيلية بعنوان “تكوين”  للفنان الراحل فاتح المدرس التي تمثل شغفه الى حد العشق الصوفي بالأرض السورية حيث تميزت بارتباطها الوثيق والعميق بجغرافية بلاده وتماهي الوانها بالوان تربتها المعجونة بضوء نادر في حين زين غلافي المجلة لوحتان الأولى للفنان التشكيلي عادل ابو الفضل والثانية للفنان الفلسطيني اسماعيل شموط.

     

    شذى حمود

  • كتاب «أسطورة الكتابة: كتاب يُنقذ طفلاً» الذي شارك في إنجازه 32 كاتباً وكاتبة من أنحاء الوطن العربي  – مشاركة : عبير زيتون  / رأس الخيمة

    كتاب «أسطورة الكتابة: كتاب يُنقذ طفلاً» الذي شارك في إنجازه 32 كاتباً وكاتبة من أنحاء الوطن العربي – مشاركة : عبير زيتون / رأس الخيمة

    غلاف الكتاب (من المصدر)شارك في إنجازه 32 كاتباً وكاتبة

    أسطورة الكتابة: كتاب يُنقذ طفلاً

    حجم الخط |

    تاريخ النشر: الإثنين 19 يونيو 2017

    عبير زيتون (رأس الخيمة)

    في الوقت الذي لا يزال العالم العربي غارقاً في حروبه ومجاعاته، يحمل الجهل على كتف، وعلى الآخر فاقته. غافلاً عن طفولة مهددة، إما يتماً، أو تشرداً، أو جوعاً، حيث لا قانون يحميها، ولا جغرافيا تؤويها، ولا تعليم يرسم مستقبلها. في ظل هذه الفوضى العارمة بحق طفولة أوطاننا… هل يمكن لكتاب أن ينقذ طفلاً؟ وماذا يمكن لمن يمتهن الكتابة أن يفعله بحق جراح الطفولة، وإعادة البسمة إلى وجوهها، وربما إعادة رسم ملامح مستقبلها؟

    هذه الأسئلة لم تكن عصية على فكرة كتاب «أسطورة الكتابة: كتاب يُنقذ طفلاً» الذي شارك في إنجازه 32 كاتباً وكاتبة من أنحاء الوطن العربي ممن اختاروا نسج جهودهم، وتطويع أفكارهم ورسم قناعاتهم في طوق نجاة على شكل رسائل موجهة لإنقاذ الطفولة المعذبة في كل مكان من هذا العالم الشاسع عبر الكلمة الأمل والتفاؤل. يخاطبونه، يتحدثون إليه بلغته، عما يمكن للقراءة والكتابة أن تفعل، وما يمكن للمعرفة أن تنقذ. يحدثونه فيها عن الجمال الكامن في طيات المعرفة، وعن ذاك الشغف الذي يتشكل بالسؤال مع كل سطر من القراءة، ودور القراءة والكتابة في إنقاذ حياتنا، عبر قيم الجمال في القراءة والكتابة والمعرفة.

    وعن سؤال لماذا يمكننا أن نكتب لطفولة معذبة؟ تجيب مقدمة الكتاب الذي يقع في 176 صفحة وتبنّت فكرته وتوزيعه «الدار العربية للعلوم ناشرون» على أن يتم رصد أرباحه للإنفاق على تعليم أطفال عرب شردتهم الحروب، بالقول: «يمكننا أن نكتب لأن ثمة أطفالاً بحاجة للمعرفة، فهي نافذة النور الوحيدة التي بإمكانها أن تمسح زاوية من هذا الغبش، ونحن نعرف كم هي المسافة شاسعة بين الفرصة المتاحة، والفرصة التي تظل حلماً بالنسبة لطفل عربي لا ذنب له في حروب الكبار، ضاعت ملامح حاضرهم ومستقبلهم في دوامة العنف.

    وفي رسالة شارك بها الكاتب والشاعر سلطان العميمي وحملت عنوان «الكتابة أنقذتني» قال العميمي حول القراءة والكتابة: لقد عشت حياة جديدة مع كل كتاب قرأته، ومع كل معلومة قرأتها، واستفدت منها، وأدركت قيمة الكتابة وأهميتها، وأدركت أن مساحة من الجهل في داخلي تم مسحها لتحل محل مساحة من الضوء.

    ويتابع قائلاً: لقد أنقذتني القراءة من الضياع، ومن تسليم عقلي وأفكاري لمن لا يحترم ذاتي وإنسانيتي واحتياجاتي الحقيقية، فعندما دخلت عالم القراءة امتلكت عيون الآخرين ونظرت من خلالها إلى الحياة من زوايا عديدة، مررت بأحاسيسهم وأنقذني الكثير من الكتب من الوقوع في فخ الحزن، وألقت بي كلمات كتاب كثيرين في بحور من السعادة والأمل والتفاؤل.

    وفي رسالة «شاعر عربي إلى طفل ما» كتب عبدالله العريمي يقول: احمل قلبك ورؤيتك المضاءة بقناديل المعرفة، واخلق بلاداً للبلاد، لا شيء يحدّ من امتدادك الإنساني، فالمعرفة والكتابة والفنون جميعها كائن كوني لا يحمل جواز سفر، ولا أوراق ثبوتية. إن المعرفة يا صديقي هي القانون الإلهي الأول، وبداية الإنسان على الأرض كانت بسؤال دائم باحث عن إجاباته، إن هذا البحث عملية لا متناهية، فكل شيء ينمو ويتطور بشكل مستمر، وكل معرفة لها قوانينها المعبرة عنها، والتي يمكن استثمارها لخدمة الإنسانية بمقدار ما تحمله من حب للإنسانية.

    أما الكاتب والشاعر إبراهيم نصر الله فكتب تحت رسالة «كتاب لي وحدي» يقول «ما زلت أقرأ كما لو أنني ذلك الطفل قبل أكثر من أربعين عاماً، وأحس بالحاجة نفسها إلى كتب جديدة، لأني بحاجة لأن أعرف أكثر، لأنني على يقين أنني لست هنا فقط في المكان الذي أنا فيه، بل إنني هناك أيضاً على الضفاف الأخرى لهذا العالم.

    وتحت عنوان «رسالة لمن أريده قارئاً» كتب الروائي أمير تاج السر يقول: «كانت القراءة هي علف الذهن فعلاً، وكنا نطاردها، ولا نمنحها أي فرصة لتطاردنا هي، كنا جوعى للمعرفة، واستمر معنا الجوع حتى كبرنا، وما زلنا جوعى إلى الآن، نبحث عن كل ما يمكن أن يشبع الذهن ولا يشبع.

     

     

  • فراس البيطار مغني الأوبرا يفتتح مهرجان فلانري في فرنسا الجمعة القادم – مشاركة : محمد سمير طحان

    فراس البيطار مغني الأوبرا يفتتح مهرجان فلانري في فرنسا الجمعة القادم – مشاركة : محمد سمير طحان

    مغني الأوبرا فراس البيطار يفتتح مهرجان فلانري في فرنسا الجمعة القادم
    دمشق-سانا

    يفتتح مغني الأوبرا السوري فراس البيطار يوم الجمعة القادم مهرجان فلانري العالمي للفنون المعاصرة بحفل غنائي كلاسيكي في كنيسة جان مالت بمدينة ايكس بروفانس الفرنسية بمرافقة عازفة البيانو السورية المغتربة في فرنسا رشا عرودكي وعازف التشيلو الفرنسي دومنيك دو فيليانكور.

    وعن الحفل قال البيطار المغني من طبقة الباريتون في تصريح لـ سانا: “تلقيت الدعوة لافتتاح المهرجان من رئيسته الممثلة الفرنسية اندريا فيريول حيث يضم هذا المهرجان أكثر من خمسة عشر فنانا من مختلف دول العالم من المحترفين في مجالات فنية معاصرة متنوعة مثل التصوير الفوتوغرافي والفن التشكيلي والرقص والموسيقا والغناء والتمثيل والأدب والشعر”.

    وأضاف البيطار: “ركزت باختياري لبرنامج الحفل على مقطوعات تتضمن مواضيع سامية في وسط ما يحيط بنا من خراب وحروب حيث يقام هذا المهرجان تحت عنوان السلام والرحمة” مبينا أن هدفه من المشاركة إيصال رسالته للعالم كفنان سوري يعيش شعبه ووطنه ويلات الإرهاب ويحاربانه للخلاص منه.

    وأوضح خريج المعهد العالي للموسيقا أن إحياءه حفل افتتاح مهرجان فني عالمي أمام جمهور غربي ذي ثقافة فنية معتادة على الغناء الكلاسيكي أمر مهم له كفنان سوري متخصص بالغناء الأوبرالي مشيرا إلى أن برنامج الحفل سيقدم للجمهور الغربي فكرة عن ثقافة سورية الموسيقية وكوادرها الفنية الأكاديمية.

    وكان المغني البيطار سجل منذ أشهر مع اوبرا باريس الفلهارموني وضمن مشروع الأغاني التقليدية ثماني مقطوعات غنائية عربية لعدد من الفنانين العرب منهم صباح فخري وزكي ناصيف وفيروز كما دعي لتطويب القديس ماري اوجين وشارك في الترنيم في ذاك القداس الاحتفالي بحضور ما يقارب أكثر من 12000 شخص كمغن اوبرالي سوري و شارك بدور السفير من الأوبرا الكوميدية “النجمة” للمؤلف امانويل شابرييه وبمرافقة الأوركسترا السيمفوني الفرنسية بدار أوبرا افنيون.

    المغني الأوبرالي فراس البيطار مواليد دمشق 1982 حاصل على إجازة في الغناء الكلاسيكي من المعهد العالي للموسيقا بدمشق ودبلوم في الموسيقا من جامعة دمشق كلية التربية وهو مدرب للصوت وأصول مدرسة الغناء الغربي والشرقي وشارك بعدد من ورشات العمل مع كبار مغني العالم إلى جانب مشاركته في عدد من المهرجانات المحلية والعالمية وله عدد من البرامج الإذاعية التي كانت من إعداده وتقديمه كما أنه مؤسس جوقة نور العالم.

    محمد سمير طحان