Category: تربية وتعليم

  • للتّشكيلي صبري يوسف – أنشودةُ الحياة ج 5  – السَّلام أعمق من البحار

    للتّشكيلي صبري يوسف – أنشودةُ الحياة ج 5 – السَّلام أعمق من البحار

    Image result for ‫أنشودةُ الحياةنصّ مفتوح ــ الجزء الخامس السَّلام أعمق من البحار‬‎ 

    أنشودةُ الحياة

    نصّ مفتوح ــ الجزء الخامس

    السَّلام أعمق من البحار

    الأديب التّشكيلي السُّوري صبري يوسف

    إهداء: إلى كلِّ إنسان يسعى إلى تحقيق السَّلام والوئام بين البشر!

    السَّلامُ مطرٌ نقيٌّ

    يهطلُ مِن أحضانِ السَّماءِ

    نعمةً عَلى جبينِ البشر!

     

    خُصوبةٌ يانعةٌ متدلِّية

    مِنْ عُيُونِ اللَّيلِ ..

    مِنْ نقاوةِ النَّدى!

     

    نورٌ يزدادُ سُطُوعاً كَوَجْهِ الصَّباحِ

    يتلألأُ كاللآلئِ في أعناقِ العذارى

    في عُيُونِ الأطفالِ!

    محبَّةٌ مُتفَتِّحَة عندَ الضُّحى

    على دَمْدَمَاتِ اللَّيلِ ..

    تزدهي كأغصانِ الدَّوالي ..

    فوقَ أمواجِ البحار!

     

    السَّلامُ شِراعُ الأماني

    بهجةُ الأطفالِ في أوداجِ الخميلةِ

    تتواصلُ فرحاً معَ ضيَاءِ النُّجومِ

    على اِمتدادِ المدى!

     

    آهٍ .. حُروبٌ في مقتبلِ العمرِ

    شرخٌ في جناحِ الجسدِ

    كُهولةٌ تزدَادُ حُزناً ..

    حياةٌ تندلقُ من أغصانِهَا أوجاعاً

    على مرِّ الدُّهورِ!

     

    زُهُورٌ فوّاحةٌ

    مترامية على شواطئِ الحياةِ ..

    تنشرُ عبقَهَا كعناقيدِ الحنينِ

    مُتدفِّقةٌ من خاصرةِ الغيثِ

    من توهُّجَاتِ اللَّيلِ الطَّويل!

     

    عطاءٌ يهطلُ فرحاً حتَّى الغرَقِ

    برارةٌ مُنبَعِثةٌ من الأعالي

    حكمةٌ نابتةٌ في قُلوبِ البشرِ

    تسمو كبراءَةِ الأطفالِ ..

    كَبصَماتِ المحبَّةِ في وَجْهِ الدُّجى!

    منذُ غابرِ الأزمانِ ..

    منذُ الأزَلِ

    يجيءُ الإنسانُ إلى الحياةِ

    ثمَّ يرحلُ ذائباً في عتمةِ اللَّيلِ ..

    تاركاً خلفَهُ معاصيَ

    تَهُزُّ سفوحَ الجِّبالِ

    تجرحُ أعماقَ الثَّرى!

     

    يتبرعمُ الإنسانُ كَشهقةِ فرحٍ

    كسنبلةٍ تشمخُ اِخضراراً

    ناسياً أنَّ الحياةَ محبَّة

    رحلةَ العمرِ محبّة!

     

    آهٍ .. ينزلقُ الإنسانُ

    مبتعداً عن عالمِ الشُّموخِ

    عن عالمِ السُّموِّ ..

    ينمو غرورُهُ في دنيا الرَّماد

    غارقاً في ظلمةِ الأيّامِ ..

    ناسيَاً أنَّ مستقبلَ الإنسان

    نومٌ مديدٌ في أحضانِ الثَّرى!

     

    وجهٌ يزدادُ تعفُّراً في أرضِ العذابِ

    يترعرعُ في أرضٍ

    يكثرُ فيها مكرُ الثَّعالبِ ..

    تزدادُ الأيدي وحشيّةً

    كمخالبِ الذِّئابِ!

     

    وجهٌ مكسوٌّ بالأقنعةِ

    ينضحُ فساداً

    هارباً من رحيقِ الخيرِ ..

    عابراً دنيا المعاصي

    يتشرَّبُ بشراهةٍ شرورَ الحياةِ!

     

    يزدادُ مُخّهُ سماكةً

    مهووسٌ بتيجانِ العرشِ

    بأبواقِ الحربِ

    متعطِّشٌ للدمّ كأفواهِ الوحوشِ!

     

    وجهٌ غارقٌ في الحماقاتِ ..

    غارقٌ في عبثِ الحياةِ

    في جنونِ الصَّولجان

    وجهٌ ممسوخٌ

    لا يختلفٌ عن منحى الدَّواب!

     

    يقودُ حروباً مجنونة

    يجنحُ نحوَ السَّوادِ

    هادراً دمَ الحمائم

     

    يغدرُ أمواجَ البحارِ

    جارحاً وجهَ السَّماءِ ..

    وجهٌ شائخٌ

    بعيدٌ عن أرخبيلِ الأمان!

     

    يعبرُ أعماقَ الرَّذائل

    تائهاً في واحاتِ السَّرابِ

    يخنقُ شهيقَ الوليدِ

    غافياً في قاعِ الكلام!

     

    وجهٌ مفعمٌ بالهرطقات ..

    ناسياً نورَ الفضائل

    ناسياً بساتينَ المحبَّة

    في أناشيدِ السَّلام!

     

    وجهٌ ينضحُ منهُ الشُّذوذ

    يبذرُ في الدُّنيا نزيفَ الوغى ..

    لا يرتوي من خوضِ البلايا

    مستبيحاً أفعالَ الحرام!

     

    يحملُ رأساً عنيداً

    تنمو في تجاعيدِ مـخِّـهِ بلاداتُ الحميرِ

    لهُ في دربِ الهوانِ مزالقٌ

    لا يعي أبعادَ الخصام!

    متى ستنجلي أجراسُ الحروبِ

    متى ستنامُ الأمّهاتُ نوماً عميقاً؟

    تسترخي فوقَ جفونِ اللَّيلِ!

     

    نفاقٌ بغيضٌ

    حيرةٌ كبرى تسودُ شراعَ الكونِ

    ها قد ولّى عهدُ الملوكِ

    وجاءَ عهدُ الشَّدائد؟

     

    شراراتُ الحروبِ تفاقمَتْ من زئيرِ عنادِكُم

    من خربشاتِ رؤاكم

    تاهَتْ أبجدياتُ الخيرِ في دهاليزِ المصائب!

     

    ماتَتِ القيمُ تحتَ متاريسِ الوغى

    طارَتِ العصافيرُ بعيداً

    تشتكي همّها لأحزانِ المجرّاتِ

    لأسرابِ الهداهد!

    وجهٌ منشطرٌ من غدرِ الزَّمانِ

    مسربلٌ بوشاحِ الأفاعي

    وجهٌ مرائيٌّ مُقَنَّعٌ بجلدِ الثَّعالب!

    بعيدٌ عن حِكْمَةِ الأيّامِ ..

    عن أهزوجةِ الدُّجى

     

    وجهٌ لا يرتوي من حرقِ الحقولِ ..

    من صَنعِ المكائد!

     

    يهرسُ دونَ وجلٍ وردَ الخمائل

    وجْهٌ مبرقَعٌ بالخصامِ ..

    تائهٌ في مزالقِ هذا الزَّمان

    وجهٌ كالحٌ

    يخلو من أهازيجِ القلبِ

    من قناديلِ الطُّفولةِ ..

    تتشرشرُ بخبثٍ من أشداقِهِ

    أشباحُ الهوان!

    وجهٌ موشّحٌ بالشُّؤمِ

    ودّعَ صفاءَ الطُّفولةِ

    ناسجاً من قميصِ اللَّيلِ سهماً

    يرديهِ في صدرِ الْيَمَام!

     

    بشرٌ لا يعونَ كُنْهَ الأمانِ

    يستحمّونَ في ساحاتِ الوغى

    يرشرشونَ رغواتِ الحروبِ

    فوقَ أعناقِ المدائن

    يهرسونَ أعناقَ السَّلام!

     

    سياساتٌ غائصة في قشورِ الحياةِ

    محفوفةٌ بالغدرِ ..

    يترجرجُ تحتَ أقبيةِ مجالسها

    وشاحُ الفجرِ الجَّريحِ!

    رؤى غارقة في السّرابِ

    مصابة بهلوساتِ جنونِ البشرِ

    نافرة

    خارجة عن لُجَّةِ الزَّمانِ ..

    كأنّها متأتّية من شراراتِ النَّيازكِ

    خارجة من تجاويفِ المكان!

     

    ثمَّةَ غبارٌ من لونِ الإسفلتِ

    من لونِ الصَّحارى

    يترَعْرَعُ في خلايا الإنسانِ ..

    في تلافيفِ المخيخِ!

    ثمَّةَ أحزانٌ تزدادُ تورّماً

    في الزَّاويةِ العليا

    من تعاريجِ الْمُخَيخ!

     

    ضياعٌ في متاهاتِ النّهارِ

    انحرافٌ تامّ عن خصوبةِ الحياةِ

    عن حوارِ الأرضِ  والسَّماءِ!

     

    ميولٌ طاغية نحوَ الضَّلالِ ..

    غريزةٌ بوهيميّة تزدادُ تشرُّباً

    في شرايينِ الإنسانِ ..

    حياةٌ هشّة مكثَّفة بالضَّبابِ!

     

    رحلةٌ من رمادٍ

    يستشري فيها العذاب!

    أحلامٌ مريضة

    رؤى سقيمة .. تزدادُ شراسةً وجنوناً ..

    تتقاطعُ معَ سمومِ الأفاعي

    في أعماقِ الوهاد!

    ثمّةَ (هَبْلَنَات)

    لا تخطرُ على بال

    تعشِّشُ في مخيخِ الإنسان

    في ثنايا الدَّم

    في مخِّ العظام!

     

    تُدمي جفونَ اللَّيلِ

    تصلبُ الأزقّة ..

    تدمي خاصراتِ البلاد!

     

    سكرةُ الموتِ تستشري

    أعماقَ الفيافي ..

    آهٍ .. يا زمان

    تاهَتْ شُجَيْرَاتُ الرُّوحِ

    بينَ أوراقِ الأقاحي!

     

    تَلوَّثَ وجْهَ الضُّحى

    ماتَتْ أُلُوفُ الصَّبايا

    قلبٌ مُدمى من نزيفِ الأعاصيرِ

    من ثخنِ الجِّراحِ!

     

    أينَ المفرُّ من طاحونةِ الحروبِ؟

    هزائمُ الرُّوحِ داسِتْ

    في جوفِ الكفاحِ!

     

    تفاقمتْ شرورُ الإنسانِ ..

    فرَّتْ بعيداً أسرابُ الحمائم

    قُلوبٌ حُبلى بالحشراتِ ..

    متآكلة من أعماقِ الجُّذورِ

    بادلَتْ نقاوتها بأنيابِ الحيتانِ!

    مَن يستطيعُ أن يسبرَ غورَ السَّلامِ

    فضائلَ السَّلامِ

    لونَ السَّلامِ

    بهجةَ السَّلامِ؟!

     

    السَّلامُ بحرٌ عميقٌ

    دُرَرٌ من لونِ العصافيرِ

    من لونِ السَّماءِ

    بستانٌ يضمُّ أشجارَ الجَّنّة

    طيورَ الدُّنيا ..

     

    السَّلامُ عرْسُ الأعراسِ

    نغمةُ الصَّباحِ ..

    إيقاعاتُ طبولِ الغجرِ

    أثناءَ ترحالهم الطَّويل

    في أعماقِ الصَّحارى! ..

     

    أهازيجُ اللِّقاءِ

    في بحيراتِ المحبّة

    ألقُ النّهارِ متصاعداً

    في وهادِ المجرَّاتِ

    بحثاً عن نشوةِ الأفراحِ

    عن رحيقِ الأماني!

     

    السَّلامُ شراعُ الحياةِ

    شهقةُ المساءِ أثناءَ ولاداتِ القصائد ..

    اغتسالُ الرُّوحِ بحبَّاتِ النَّدى

    أُنشودةُ الصَّباحِ تُناجي النُّجوم

    عبرَ فضاءاتِ المدى!

     

    ابتهالُ الجِّبالِ

    اشتهاءُ القلبِ

    حكمةُ الإنسانِ

    تُخَفِّفُ أحزانَ المحيطات ..

     

    عرْشُ الخصامِ لا يدوم

    طحالبُ متطفِّلة تزهقُ روحَ الحمام!

     

    السَّلامُ ابتساماتُ الوليدِ للنجومِ ..

    لوجهِ الهلالِ

    للنوارسِ المحلّقة فوقَ البحار

    المائجة في وجهِ الغسق!

     

    مَنْ مِنَ البشرِ تشرَّبَ ماءَ السَّلامِ

    تَرَعْرَعَ في بساتينِ السَّلامِ ..

    مَنْ يَملكُ قلباً صافياً صفاءَ السَّلامِ؟!

     

    آهٍ وجوهٌ مُغلَّفة بالضَّبابِ ..

    تائهة خلفَ الصّحارى ..

    شهوةٌ هائجةٌ تهرسُ جبينَ الحضارة

    تنهشُ صفاءَ الطُّفولةِ

    غائصة في أمواجِ الظَّلامِ!

     

    السَّلامُ أعمقُ من قاعِ البحارِ

    أعمقُ من أن يفهمَهُ البشر

    أعمقُ من التَّاريخِ ..

    مِنْ تحاليلِ هذا الزَّمان!

     

    طريقٌ مكتنزٌ بالسُّموِّ والاِرتقاءِ ..

    ينبوعٌ من الفرحِ

    يتجلّى بشموخٍ في جبينِ الشُّعراءِ

    في وهَجِ الشَّمسِ

    في روحِ القصائد!

     

    مطرٌ ناعمٌ ينبعُ من اِخضرارِ الرَّبيعِ

    من براءَةِ العذارى ..

    قبلةُ الشَّمسِ في صباحِ العيدِ

    لوجهِ الثَّرى ..

    قصيدةُ حبٍّ مفتوحٍ

    على فضاءِ الكونِ

    فردوسُ الفراديسِ

    تزدانُ فيها الخمائل!

     

    بُستانٌ من ذهب

    يسطعُ خيراً في أرواحِ المحبّينِ

    ضميرُ الأنبياءِ

    صفاءُ القدِّيسين في حالاتِ التَّجلِّي!

    نقيٌّ كالطفُولةِ كوجهِ الضُّحى

    يسطعُ كالنَّدى مِنْ صدرِ السَّحر!

     

    السَّلامُ أعمقُ من تواقيعِ البشر

    من حواراتِ الخصومِ

    أعمقُ من المفاوضاتِ والمفاوضين

    أعمقُ من إيديولوجياتِ هذا الزَّمان!

     

    السَّلامُ حالةُ وئامٍ

    يترجِمُهَا المرءُ عبر تاريخِهِ الطَّويل!

    السَّلامُ هو الأمانُ هوَ الفرحُ

    وفاقُ المرءِ معَ ذاتِهِ ..

    غبطةُ الذَّاتِ معَ ذواتِ الآخرين!

    السَّلامُ أنثى حُبلى بالخيرِ ..

    تحملُ بينَ أحشائِهَا

    اِطمئنان جُغرافيّةِ الكونِ!

     

    أخلاقٌ مُتجذِّرةٌ

    في سيرورةِ حياةِ الإنسانِ ..

    نورٌ يتصاعدُ في معراجِ الغبطةِ!

     

    أنشودةُ فرحٍ يردِّدُهَا الأطفال

    قبلَ أن يخلدوا للنومِ!

     

    اِستعدادٌ فطريّ لمواكبةِ قوافلِ الخيرِ ..

    ضميرٌ يتوهَّجُ نوراً في صدرِ السَّماءِ ..

     

    بشارةُ هُدى تتلألأُ فرحاً ..

    مُنبعِثةٌ من عباءَةِ اللَّيلِ!

    رسالةٌ من ذَهَب

    حكمةُ الحكماءِ ..

    فلاسفةُ هذا الزَّمان

    تهيئةُ ملايين النَّاسِ

    لمصافحةِ ملايين آخرين!

     

    رُؤى مُنْبَعِثَة من خيوطِ الشَّمسِ

    تَهْدفُ إلى خَلْقِ إنسانٍ مُسالم

    يقرِّرُ بذاتِهِ

    أن يعيشَ في حالةِ وئامٍ

    معَ نفسِهِ ..

    معَ جيرانِهِ ..

    معَ الحياة!

     

    السَّلامُ لغةٌ إنسانيّة عميقة

    بعيدةٌ عنِ النَّصْبِ والنِّفاقِ

    بعيدةٌ عن التَّواقيعِ الورقيّة ..

    عن هدرِ الدِّماءِ!

     

    السَّلامُ شهيقُ الحياةِ ..

    رحلةُ فَرَحٍ يعيشُها الإنسان

    في حالاتِ التَّجلّي ..

     

    مَنهَجٌ إنسانيّ كَزُرقةِ السَّماءِ

    يَهْدفُ إلى تغييرِ

    رُقَعٍ مَهمومةٍ مِنَ الكونِ

    مِنَ حالاتِ الخصومِ

    إلى حالاتِ الوئامِ!

     

    السَّلامُ علاقاتُ حُبٍّ متبادلة بينَ البشرِ

    بعيدٌ عن لغةِ المصافحاتِ

    عن لُغةِ المجاملاتِ المشبوهةِ ..

    بعيدٌ عن لغةِ الاحتضانِ

    مِنْ أجلِ فلان!

     

    السَّلامُ لا يُبنى على لغاتٍ جوفاء ..

    السَّلامُ محرقةٌ متوهِّجةٌ كالجَّمرِ

    منخلٌ كبيرٌ

    يُصفِّي شوائبَ هذا الزَّمان

    يستأصلُ أحقادَ ملايين البشرِ

    يحوِّلُهَا إلى عناقٍ حميمٍ

    إلى تغريدةِ بُلْبُلٍ

    في وجهِ الطُّفولةِ!

     

    السَّلامُ رؤيةٌ شموليّة وارِفَة بالمحبَّةِ

    نيَّاتٌ مُنبَعِثَةٌ من حنانِ اللَّيلِ

    من وحيِ الخصوبةِ!

     

    السَّلامُ مصافحاتٌ حميمة لملايينِ البشرِ

    تشرَّبوا قيمَ الخيرِ على اِمتدادِ أعمارِهم

    يقطعونَ عهداً على أنفُسِهُم

    لمصافحةِ ملايينَ بشرٍ آخرين!

     

    السَّلامُ لُغةٌ غير مرئيّة

    مقدَّسة ..

    تحملُ خصوبةَ الحياةِ ..

    بعيدةٌ عن لغةِ الألوانِ

    عن لغةِ الأجناسِ

    بعيدةٌ عن لغةِ العنجهياتِ

    مُشَبَّعةٌ برحيقِ الأديانِ!

     

    السَّلامُ باللُّغةِ العربيّة يعني التَّحيّة

    .. والتَّحيّةُ تاريخٌ ناصعٌ بالصَّفاءِ

    وفاءٌ عميقُ المدى

    ودادٌ مُتبادلٌ بينَ البشرِ!

     

    السَّلامُ ليسَ كلمات نقولها ..

    ثمَّ نتعرَّضُ بعدَها للموتِ!

     

    السَّلامُ لا يقودُنَا إلى الموتِ ..

    يقودُنَا إلى استئصالِ

    بذورِ الحقدِ والكراهيّةِ

    من قُلوبِ البشرِ!

     

    لا يُعَدُّ السَّلامُ سلاماً

    عندما يقودُنَا إلى الهلاكِ

    إلى هضابِ الجَّحيمِ!

     

    السَّلامُ ليسَ كلاماً نقولُهُ

    أمامَ حشدٍ من البشرِ

    هوَ مدى استقبالِ هذا الحشد

    لحيثياتِ السَّلامِ ..

    هو تشبُّعُ الرُّوحِ لرحيقِ السَّلامِ

    هو شهقةُ حقٍّ

    تصدحُ في فضاءِ الكونِ!

     

    السَّلامُ هو حالةُ اِنبعاثٍ

    نحوَ سماواتِ الفرحِ ..

    نحوَ رفرفاتِ خصوبةِ الرُّوحِ!

     

    السَّلامُ ينسجُ

    من خيوطِ الشَّمسِ فضائل ..

     

    حالةٌ شفّافة يعيشُهَا الإنسان

    في كنفِ وطنِهِ ..

     

    حالةٌ ولا كلَّ الحالاتِ

    تنتشرُ كالهواءِ النَّقيِّ ..

    تلغي الحدودَ المجنونة بينَ البشرِ

    لإنجابِ أطفالٍ أصِحَّاء!

     

    السَّلامُ إلتزامٌ مقدَّسٌ ..

    انجذابُ الذّاتِ إلى فعلِ الخيرِ ..

     

    بناءٌ شامخٌ على أكتافِ المحبَّةِ

    انعتاقُ الرُّوحِ من ترّهاتِ الجَّسدِ!

     

    نقاءُ القلبِ من غبارِ الحياةِ ..

    اجتثاثُ جذورِ الرُّؤى الجَّوفاء ..

    بعيدٌ عن المنافعِ البغيضةِ

    بعيدٌ عن دناءَةِ الإنسانِ

    عن الصِّراعاتِ القميئةِ!

     

    السَّلامُ رحلةُ الرُّوحِ نحوَ قُبَّةِ السَّماءِ

    توهُّجُ الشُّعراءِ في حالاتِ التَّجلِّي

    اخضرارُ القلبِ ..

    رحيقُ الزُّهورِ المنبعثةِ كَشعاعِ الشَّمسِ

    من خدودِ الأطفالِ!

     

    أغاني الغجرِ الصَّادحة

    في أعماقِ البراري

    حمامةٌ بيضاء تحلِّقُ فوقَ الصّحارى

    تبشِّرُ بخيرٍ وفيرٍ

    ينمو على شفاهِ الكونِ!

     

    بحارٌ مِنَ اليقينِ

    تغسلُ جبينَ اللَّيلِ من تعبِ النَّهارِ

    تفادياً

    لموتِ ملايينِ الأطفالِ جوعاً

    في الأزقّةِ العميقة؟

    تفادياً

    لموتِ الكهولِ على قارعةِ الطُّرقاتِ

    تفادياً لموتِ الأمّهاتِ في براري الرُّوحِ!

     

    السَّلامُ رسالةُ فرحٍ

    حالةُ اِطمئنانٍ ..

    وفاقُ الإنسانِ معَ أخيهِ الإنسانِ!

     

    السَّلامُ أعمق من الجَّولاتِ المكّوكيّة

    أعمق من المشاهدِ الاستعراضيّة ..

    مشاهد مسرحيّة مليئة بالنِّفاقِ ..

    متَشَعِّبة بالحواراتِ العقيمة

    غير مناسبة لأبجدياتِ السَّلامِ!

     

    السَّلامُ ليسَ بروتوكولاتٍ دوليّة

    ولا طاولاتٍ مستديرة أو مستطيلة

    هو ثمارٌ ناضجة بينَ أيدي الأطفالِ!

     

    سهولٌ خضراء

    على اِمتدادِ البصرِ

    تغريدةُ بُلبُلٍ عندَ الصَّباحِ

    نشوةُ القلبِ أثناءَ العناقِ

    صفاءُ الرُّوحِ قبلَ حُلُولِ المساءِ!

     

    السَّلامُ طُفُولةٌ بريئةٌ

    تُعانِقُ قِمَمَ الجِّبالِ ..

    حبُّ المحافظة على جمالِ الطَّبيعةِ!

     

    نورٌ

    مَحَبّة ..

    اخضرارُ الأمانِ في فضاءِ الكونِ!

     

    السَّلامُ عميقٌ كالبحارِ

    حنونٌ كأمٍّ تعانِقُ وجهَ اللَّيلِ

    نورٌ مقدّسٌ يتلألأُ ضياءً

    كنجمةِ الصَّباحِ ..

    حالةُ فرحٍ تزدانُ توهُّجاً

    تنبعثُ من خيوطِ الشَّمسِ

    من خُدُودِ السَّماءِ!

     

    السَّلامُ مستوطنٌ في نسغِ الأشجارِ ..

    نقيٌّ كالماءِ الزُّلالِ!

    عبقٌ كثيفُ الأريجِ

    يحلِّقُ مع النَّسيمِ فوقَ البحارِ

    دُمُوعُ الأطفالِ

    المنسابةِ كَحُبيباتِ النَّدى

    فوقَ أغصانِ الزَّيتونِ!

     

    حنانُ الأمِّ إلى ابنها الجِّنديِّ

    المرميّ في أعماقِ الصَّحارى ..

    شهقةُ الوليدِ عندَ انبلاجِلصَّباحِ!

     

    ماءُ الحياةِ ..

    بركةٌ مُنبعثةٌ من خارجِ الزَّمانِ ..

    بركةٌ لا يحدُّها مكان!

    خيرٌ وفيرٌ ..

    رسالةٌ هاطلة من أحضانِ السَّماءِ!

     

    السَّلامُ خُبزُ الوجودِ

    نعمةٌ مِنَ الأعالي ..

    تهطلُ كشلّالٍ مُقدَّسٍ فوقَ شِراعِ الحياةِ!

    آهٍ .. يا حياة

    لِماذا لا يعقدُ الإنسانُ

    معاهدةَ حُبٍّ بينهُ وبينَ المطرِ؟!

    لِماذا لا يصبحُ قلبُ الإنسانِ

    شفافاً كَزُرقةِ السَّماءِ؟!

     

    أجديرٌ أنتَ أيُّها الإنسان

    أنْ تعيشَ على وجهِ الكونِ ..

    أنْ تعبرَ هذا الزَّمان؟!

     

    آهٍ .. يا زمان

    وألفُ آهٍ يا مكان ..

    مُنْذَهِلٌ أنا كيفَ تتحمَّلُ النُّجومُ

    قباحاتِ البشرِ؟!

     

    السَّلامُ هو مدى الحفاظ

    على التُّرابِ والهواءِ والماءِ نقيَّاً ..

     

    هو منديلٌ شافٍ

    يجفِّفُ بكاءَ الأرضِ والسَّماءِ!

     

    غريبٌ أنتَ أيّها الإنسان

    في هذا الكون!

     

    رحلةٌ قصيرة ..

    فجأةً تُطوى عِنْدَ المساء ..

     

    ضيفٌ عابرٌ تتساقطُ سُقوطَ المطرِ

    تغتَسِلُكَ الشَّمسُ اشتعالاً ..

    تتبَخَّرُ سريعاً عبرَ سُباتٍ عميقٍ

    غمامةٌ طائشة تتقاذفُها الرِّياحُ

    تحتَ قِبابِ الكونِ!

     

    تَصالَحْ مع ذاتِكِ أيُّها الإنسان

    أيُّها التَّائه في تقعُّراتِ الحياةِ!

     

    لا تكُنْ مُرائيَّاً ..

    تمهَّلْ ..

    بغمضةِ عينٍ سيطويكَ اللَّيلُ والنَّهارُ ..

    نومٌ حالكٌ ينتظِرُكَ

    تحتَ هضابِ الكونِ!

     

    أيُّها الإنسان!

    هل جئتَ إلى الحياةِ من أجلِ الغوصِ

    في براكينَ الدِّماءِ؟!

    ها قد تعفَّرَتْ ذاتكَ المنشطرة

    من ذاتِ (الإلهِ) ..

    تعفَّرَتْ بالدَّمِ كما تعفَّرَتْ

    مَخالبُ الذِّئابِ!

     

    انهضْ من سُباتِكَ

    ها قد آنَ الأوان

    أن تزرعَ بُذورَ المحبَّةِ

    بُذورَ السَّلامِ!

     

    حزينٌ أنا في غربةِ هذا الزّمان ..

    ثمَّةَ منعطفاتٌ في هضابِ الرُّوحِ

    تُرَفْرِفُ بصخبٍ عميقٍ

    تُريدُ الانفلات من دياجيرِ الغربةِ ..

    لِتعانِقَ الأحبّة الخيّرين ..

    المبعثرين كحبّاتِ القمحِ

    على وجهِ الدُّنيا!

     

    السَّلامُ أخلاقٌ سامية

    تُبْحِرُ في بحارِ الخيرِ

    لا يستدركُ كُنهها البشر ..

    السَّلامُ يحملُ بينَ جناحيهِ جنَّةَ الجَّنّاتِ

    وفاءُ الإنسانِ معَ أخيهِ الإنسانِ

    قضاءٌ مبرمٌ على صنّاعِ الحروبِ ..

    محقٌ تام لشرورِ الإنسانِ ..

    استئصالُ بُذورِ الفسادِ

    بُذورِ العداءِالمستعصي في قُلوبِ البشرِ!

     

    السَّلامُ محبَّةٌ

    بعيدٌ بُعدَ الأرضِ عنِ السَّماءِ

    عن مغبّاتِ الإنسانِ ..

    عن سياساتِ آخر زمان!

     

    سياساتٌ جوفاء

    هَمُّها الوحيد

    زجُّ البشرِ في صراعاتٍ لا تنتهي ..

    تفرزُ حُرُوباً طائشة ..

    غائصة في منزلقاتِ السَّرابِ!

     

    سياساتٌ مهووسةٌ في اِرتكابِ الحماقاتِ

    مهووسةٌ في دمارِ الرُّوحِ ..

    متعطِّشةٌ للدمّ ..

    لخلخلةِ موازينَ الطَّبيعةِ!

     

    سياساتٌ فاسدة

    همُّها الوحيد

    تدنيسُ نسيم الصَّباحِ

    قبلَ حلولِ المساءِ!

    سياساتٌ مرهونةٌ على زرعِ الفتنِ

    مرهونةٌ على حصارِ الأطفالِ ..

    قَباحةُ القباحاتِ!

     

    سياساتٌ ماتَتْ رُؤاها

    منذُ زمنٍ بعيدٍ ..

     

    سياساتٌتَنكَّرِتْ لآدميّةِ الإنسانِ

    تُرَكِّزُ على حرقِ أغصانِ القلبِ ..

    على قتلِ هدوءِ اللَّيلِ

     

    لا تُبالي بغضبِ السَّماءِ ..

    تتلذَّذُ بوحشيّةٍ مجنونةٍ

    في شنِّ الحُرُوبِ

    في سحقِ جماجمِ الشُّبَّانِ

    في رابعةِ النَّهارِ!

     

    سياساتٌ مريضةٌ

    مُصابةٌ بالعقمِ

    يتشرشرُ من أشداقِها

    كلّ أنواعِ السُّمومِ!

     

    سياساتٌ غير جديرة

    قيادةَ قطيعٍ من البقرِ

    كيفَ ستقودُ ملايينَ البشرِ!

     

    سياساتٌ مجوَّفةٌ

    لا تُحِبُّ الوئامَ ..

    لا يراودُها سوى بناءِ أبراجٍ

    مُبرقَعةٍ بالدَّمِ

    لا يهمُّها سوى تشييدِ قُصُورٍ

    تنطحُ صدرَ السَّماءِ ..

    آهٍ يا سماء

    متى ستصدِّينَ هذا البلاء؟!

     

    أَلا ترينَ يا سماء

    كيفَ تفرزُ السِّياساتُ

    براكينَ الوباءِ؟!

     

    سياساتٌ يغيظُها

    أنْ يحلَّ الوئامُ

    في رُبُوعِ الكونِ!

     

    سياساتٌ لا إنسانيّة

    معفَّرة بالوخمِ ..

    تتوازى مع أفواهِ الذّئابِ افتراساً!

     

    تتسابقُ بعنجهيَّةٍ مهبولةٍ

    على صناعةِ القباحاتِ ..

    لِمَنْ تُصنَعُ هذهِ السُّمومُ؟

     

    هل للقضاءِ على الحشراتِ الضَّارّةِ

    أمْ أنَّ البشرَ في نظرِهم

    كائنات ضارّة؟!

    أينَ حضارتُكَ يا أيُّها الإنسان؟

     

    آهٍ ..

    حضاراتُ ملايينَ السِّنينِ

    تنـزلقُ نحوَ القاعِ ..

    تتحوَّلُ بغمضةِ عينٍ إلى رمادٍ!

    سياساتٌ ممطوطةٌ

    كألسنةِ الأبالسةِ

    كالأفاعي

    تُرشرشُ سُمُومَهَا الخبيثة

    على فقراءِ هذا العالم!

     

    سياساتٌ شرّيرةٌ

    تسحقُ الأخضرَ واليابسَ

    تبيدُ البشرَ بوحشيّةٍ بربريّة

    كأنّهم دُمى خشبيّة للتسلية ..

     

    أيُّ زمنٍ هذا الَّذي أراهُ؟

    زمنُ الاِنحدارِ نحوَ الهاوية ..

    زمنُ القحطِ الإنسانيّ

    زمنُ الانزلاقِ إلى أسفلِ السَّافلين!

    زمنٌ يتشرشرُ من أشداقِهِ عُقمَ الحياةِ ..

    زمنٌ ولا كلَّ الأزمنة!

     

    زمنُ سياسةِ الإفلاسِ

    تجارةٌ ممطوطةٌ تقدحُ من جنباتِهَا شرراً

    تعوِّضُ إفلاسَها

    بشنِّ حُرُوبٍ مجنونةٍ

    على رقابِ البشرِ!

     

    ساسةٌ تحملُ رُؤىً منشرخة

    متصوِّرينَ أنفسهُم زعماء هذا العالم ..

    ناسينَ أنَّهم ليسوا

    أكثرَ من قرودٍ بشريّة ..

    غير مرغوب فيهم

    حتّى في عالمِ القرودِ!

    أتساءَلُ .. أيُّها السَّاسة ..

    هل عالَمُكُم أكثر بهجةً

    من عالمِ القرودِ؟

    القرودُ تُقدِّمُ عُرُوضاً طريفة

    عُرُوضاً مسلّية

    مُفرِحَة للغاية!

     

    .. وأنتُم أيُّها القرودُ البشريّة

    تملكونَ زِمامَ القوَّةِ والقرارِ

    لكنَّكملا تقدِّمونَ سوى الضَّلال

    سوى الخزيِ والعارِ!

     

    سياسياتٌ لا ترقى عروضها

    عُروضَ القرودِ

    سياساتٌ مدمِّرة

    وحشيّة

    خالية مِنْ حكمةِ الأيّامِ ..

    مِنْ وداعةِ الإنسانِ

    تتقاطعُ معَ هراطقةِ العصرِ

    معَ شرائعِ الغابِ!

     

    لا تتوانى دقيقةً واحِدة

    عن هدرِ الدِّماءِ

     

    سياساتٌ متعطِّشة للشرِّ

    ممسوخةٌ ..

    تَحوَّلَ الدَّمُ

    في منظورِ منظِّريها

    إلى ماءٍ!

     

    لا عقائد

    لا مبادئ

    لا قيم

    رؤى في غايةِ الانحطاطِ!

     

    مغموسةٌ بالملاريا والقارِ

    أَلا تخجلونَ من أنفسِكُم

    أنْ يستقبلَكُم القرن الجديد

    وأيديكُم ملطَّخة بالعارِ؟

     

    الحروبُ خاناتُ فشلٍ

    في وادي الجَّحيمِ!

    لا منتصر في الحروبِ

    كلُّ الانتصارات هزائم ..

    هزائمُ ما بعدَها هزائم!

    سياساتٌ (بطرانة)

    مهزومة .. متقطِّعةُ الأوصالِ

    ينقصُهَا قليلاً من البرسيمِ

    وكثيراً من الشَّعيِرِ!

     

    مُجوَّفةٌ بأشواكٍ مسمومة ..

    تفرزُ ترياقها فوقَ أكوامِ الحنطةِ

    فوقَ جباهِ الأطفالِ

    فوقَ أشجارِ الرُّوحِ!

     

    مُعادلاتٌ سقيمةٌ في الحياةِ ..

    تنخرُ جُفُونَ اللَّيلِ

    تجرحُ خصرَ المساءِ

    أواهٍ .. تعبْتُ يا قلبي

    أما مِنْ مفرٍّ مِنْ هذا الوباء؟

    بُرَكٌ من الدَّمِ

    تنسابُ من جوفِ المدائن ..

    تصبُّ في أعماقِ الصَّحارى

    تقطرُ من أوداجِهَا أنياباً مفترسةً

    سياساتٌ لابدَّ من تدجينِهَا

    لابدَّ من اِطعامِهَا شعيراً وفيراً ..

    لعلّها تتوازنُ مع عالمِها الحيوانيِّ الأليفِ!

     

    سياساتٌ عقيمةٌ

    أقلّ فائدة من فوائدِ البغالِ ..

    البغالُ تحملُ الأطفالَ في عزِّ الشِّتاءِ

    إلى برِّ الأمانِ!

    البغالُ خدمَتِ الإنسانَمنذُ عصورِ الحجرِ

    منذُ أن عبرَ الكهوفَ

    حافراً اِسمه على جدارِ العمرِ ..

    لِماذا تجرحونَ أيّها السَّاسة

    خُدُودَ الفجرِ

    جُفُونَ الفراشاتِ

    عُشْقَ النَّهارِ؟!

     

    لَمْ تحملوا الأطفالَ في عزِّ الشِّتاءِ

    إلى برِّ الأمان ..

    تغلّبَتْ عليكُم خدماتُ البغالِ!

     

    ألا تغارونَ من مرامي البغالِ ..

    أمْ أنَّكُم مُتأفِّفونَ

    لِتناقُصِ الشَّعيرِ والبرسيمِ؟!

     

    آهٍ .. بشرٌ تلدغُ بشراً

    منذُ فجرِ التَّكوينِ حتَّى الوقتِ الرَّاهنِ!

    أيُّها الإنسان

    لماذا تحوَّلْتَ إلى كتلةٍ من المعاصي ..

    إلى كتلةٍ من الشُّرورِ؟!

     

    آهٍ .. إنّي خسرتُ الرِّهان!

    كنتُ أظنُّ أنَّ الإنسانَ

    كتلةٌ مِنَ الخيرِ

    كتلةٌ مِنَ العطاءِ

    كتلةٌ مِنَ الوفاءِ ..

     

    ما كنتُ أظنُّ يوماً

    أنَّ الإنسانَ لا يفهمُ ذاتَهُ ..

    أقلّ حِكْمةً مِنَ الأفاعي ..

    لا يستوعبُ مساحاتِ العمرِ

    مساحاتِ الأمانِ!

    برسيمُ العالَمِ بينَ أيديكم ولا تشبعون ..

    شعيرُ العالَمِ بينَ معالفِكُم ولا تشبعون!

     

    بكاءُ الرُّوحِ

    احتراقٌ دائمُ الاشتعالِ!

    قحطٌ إنسانيّ متغلغلُ في عظامِكُم

    في رؤاكُم

    شراهةٌ مريضة شائخة

    مُتفشّية في دمائِكُم!

    إنّي لَمْ أرَ ولَمْ أسْمَعْ في حياتي

    حيواناً مفترساً

    يقتلُ حيواناً آخر من نفسِ الفصيلِ!

     

    لَمْ أرَ ذئباً يَقتِلُ ذئباً ..

    ولا أفعى لدَغَتْ أفعى!

    لا يرى ذاتَهُ مِنَ الدَّاخلِ ..

    حالَمَا يراها يهربُ منها بعيداً ..

    يعيشُ كالبهائمِ

    يُحرِّكُ أعماقَهُ شيطان ..

     

    لا يتوانى دقيقةً واحدةً

    عن تفريغِ سُمُومِهِ في قُلُوبِ الآخرين ..

    نسى أو تناسى

    أنَّ الآخرينَ مِنْ لحمٍ ودمّ!

     

    إنّي خسرتُ الرِّهانَ ..

    خَسَرْتُ الرِّهانَ!

     

    أتموتُ أغصانُ الرُّوحِ

    قبلَ أن يَحُلَّ الوئامُ؟!

     

    أيُّها الإنسان أنتَ بحاجة إلى محرقةٍ

    تُطهِّرُكَ من الدَّاخلِ

    مِنَ السُّمومِ العالقةِ في جنباتِ روحِكَ ..

    تحتاجُ إلى محرقةٍ ولا كلَّ المحارق!

     

    تُضاهي شراراتُهَا المشتعلةشُرُوْرَكَ المستفحلة

    منذ أن تشكّلَتْ كينونَتُكَ

    على وجهِ الكونِ!

     

    تحتاجُ إلى اِشتعالٍ دائم

    إلى اِحتراقٍ مُتواصل

    إلى درجةِ الذَّوبان

    كي نفصلَ عنكَ شوائبَ الحياة

    كي نصفّي معاصيكَ ..

    نرمي الشُّرورَ العالقة

    المتوالدة حولَ خاصِرَتِكَ

    عبرَ محطَّاتِ الحياة!

     

    مَنْ خوَّلَكُم أيُّها الحمقى

    أنْ تقودوا هذا العالم إلى الجَّحيم؟

    تطحنونَ جماجمَ البشرِ

    دونَ أن يرمشَ لَكُم جفن!

     

    هل تبصرونَ الحياة ..

    هل كينونَتُكُم من لَحْمٍ وَدَمّ؟

    رُمُوشُكُم تبدو وكأنَّها منحوتة

    مِن أحجارِ الصُّوّانِ!

     

    معادلاتٌ خرقاء تغلِّفُ جسدَ الكونِ ..

    انحدارٌ نحوَ هاوياتِ الجَّحيم

    رؤى غوغائيّة ظالمة

    في منتهى الدَّهاء!

     

    سياسةُ القطبِ الواحد قباحةُ القباحات

    أيُّ قُطبٍ وأيَّةُ سياساتٍ ..

    سخافاتٌ ما بعدها سخافات!

    ماذا يُراوِدُكُم غيرَ دَمارِ البشرِ

    يا عاهةُ العاهاتِ؟!

    أكبرُ جرائِم العصرِ اِنبثَقَتْ من رؤاكُم ..

    أنْتم يا مَن ترفعونَ لواءَ السِّياساتِ

    سياسةُ القطبِ الواحدِ

    مبدأٌ مرفوضٌ  ..

    غارقٌ في الضَّلالِ ..

    تتوالدُ منهُ أوطاناً منكوبة!

    بعيدٌ عن نورِ الحياةِ

    لا يحملُ فرحاً للفقراءِ ..

    يحرِقُ رُمُوشَ الأطفالِ عِندَ الضُّحى ..

    لا يتماشى مَعَ أبجدياتِ الوجودِ!

     

    آهٍ .. لم نتخلَّصْ

    من سياسةِ القطبِ الواحدِ

    فكيفَ لو وُجِدَ قُطْبٌ آخر؟

     

    رؤاكُم أيّها الأقطاب

    متمركِزة على اِشعالِ النَّارِ

    في صدرِ الكونِ!

    متمركِزة على مبدإِ جرِّ اللِّحافِ!

     

    كلٌّ يجرُّ اللّحافَ صوبَهُ

    آهٍ .. تمزَّقَ اللّحاف

    تمزَّقَ اللّحاف..

    اِنكَشَفَ فُقراء هذا العالم

    مَنْ يستطيعُ أن يُغَطِّي الفقراءَ؟

    مَنْ يستطيعُ أن يحمي

    فقراءَ الكونِ من صقيعِ الأقطابِ؟

    مَنْ يستقبلُ الفقراءَ سِوى العراء؟ ..

    آهٍ .. يا عراء وَألفُ آهٍ يا سماء!

     

    بشرٌ يموتونَ من البردِ

    دماءٌ تسيلُ

    جوعٌ حتَّى النِّخاعِ!

     

    بُكاءٌ يحمِلُ مراراتِ السِّنينِ

    حزنٌ متكوّرٌ تحتَ رداءِ اللَّيلِ!

    تتسابقُ الأقطابُ

    في جرِّ لِحافٍ جديدٍ

    يتمزَّقُ اللّحافُ ثانيةً

    وباءٌ يتفشَّى في عيونِ الكونِ

    رقمٌ جديدٌيُضافُ إلى قائمةِ التَّعاسةِ!

     

    أقطابُكُم لا تروقُ لي

    مناهِجُكُم مُبَطَّنةٌ بالدمّ

    شرِّيرةٌ

    بعيدةٌ عن شفافيّةِ الإنسانِ

    بعيدةٌ عن اِخضرارِ الرُّوحِ ..

    أريدُ أنْ أُصافحَ إنساناً

    يحضنُ بينَ جناحيهِ

    حكمةَ الحياةِ!

     

    لا أريدُ منهجاً شرِّيراً ..

    أقطابُكُم مزدانة بالشَّوشراتِ

    شوشراتُكُم الدَّمويّة لا تنتهي ..

     

    سُمِّيَ الإنسانُ إنساناً

    لأنَّهُ يألفُ المؤانسة ..

    آهٍ .. خرجَ الإنسانُ عن آدميّتهِ

    عن سلوكِهِ

    ككائنٍ أليفٍ ..

     

    يرفعُ شعارات مبطّنة

    تحملُ بين جنباتِهَاوهجاً برَّاقاً ..

    حالَمَا تقتربُ من وهجِهَا

    تتراخى قدماكَ

    تموتُ في العراءِ كموتِ البعيرِ!

    حقوقٌ مهدورة

    اِنتهاكاتٌ صارخةمريرة ..

    غثيانٌ في الصَّباحِ

    قرفٌ عندَ الظَّهيرةِ

    عندَ هبوطِ اللَّيلِ!

     

    أنهارٌ من الدِّمَاءِ

    تَسيلُ معَ بزوغِ الفجرِ

    في كلِّ الفصولِ ..

    لا ترحمُ حتّى الشِّتاءِ!

     

    حُرُوبٌ قميئة ..

    صراعاتٌ دوّخوا بها العالَم ..

    أينَ تصبُّ عُلُوْمُكُم

    أينَ وجهُ الحضارة؟

     

    لا أرى في السَّاحةِ الآن

    سوى حضارةَ حربٍ ..

    حضارةً مُكتظّةً بالدَّمِ

    بالغبارِ

    بكلِّ أنواعِ المرارة!

     

    لا أرى سوى حضارةً شائخةً

    مندلقةً من رؤوسِ الصَّواريخِ

    تَهْطلُ سُمُومَها بسخاءٍ جُنُونيّ

    فوقَ صُدُورِ البشرِ!

     

    مُعادلاتٌ مَخرومة

    تقتلني كُلّ يوم ..

     

    مَنْ خوَّلَكُم أيُّها (الْمَهَابيل)

    أن تهطلوا وابلَ سُمُومِكُم

    على مدنٍ موغلةٍ في العراقةِ

    موغلةٍ في الحضارةِ؟!

     

    قُلُوبُكم تتقاطعُ شرَّاً

    مع قُلُوبِ البهائمِ

    بلا نخوة ..

    بلا أدنى حضارة ..

     

    تنحونَ منحى الافتراسِ

    في جوانِحِكُم تَنمو الشُّرُورُ

    تنمو براكينُ القذارة!

     

    تُدَمِّرونَ مُنشآتِ الحياةِ

    تُخلخِلونَ أجنحةَ الأشجارِ

    مُنحدراتِ الِجِّبالِ ..

    تعفِّرونَ خُدودَ اللَّيلِ

    غير مكترثينَ لخوفِ الأطفالِ

    لخوفِ الغزلانِ

    لخوفِ العصافيرِ الهاربة بعيداً

    مِنْ جُنُونِ الشَّظايا!

     

    تُدنِّسونَ وجهَ الأرضِ

    وأمواجَ الهواءِ

    تُضيِّقونَ الخناقَ

    على رقابِ الأوطانِ ..

    تُهرسونَ براءَةَ الأطفالِ

    جماجِمَ النِّساءِ والرِّجالِ

    غير مُبالينَ بالأرضِ ولا بالسَّماءِ ..

     

    آهٍ .. يا سماء!

    هل ستغضبينَ يا سَمَاء؟!

    متى ستغضبينَ يا سَمَاء؟

    آهٍ .. وألفُ آهٍ يا سَمَاء!

    *****

    ثمّةَ أحزانٌ غائرة

    في تجاويفَ الرُّوحِ

    تنغِّصُ دفءَ الحنينِ

    ثمَّةَ جراحٌ غافية

    بين مغائرِ القلبِ

    تقاومُ انسيابَ الدُّموعِ!

     

    أينَ المفرُّ من دكنةِ اللَّيلِ

    من عتمةِ القبرِ؟!

     

    أطاردُ هواجسي العالقة

    في بؤرةِ الرُّوحِ

    حياتنا نسرٌ تائهٌ

    في دروبِ السّنينِ

     

    كيفَ يطاوعُ قلبُ الحطَّابِ

    انغراسَ فأسِهِ في أعناقِ الأشجارِ

    أم أنَّه لا يفكِّرُ

    في تلكَ اللَّحظاتِ

    إلا بتبديدِ زمهريرِ الصَّقيعِ؟!

     

    وحدهُ السَّلامُ قادرٌ

    على منحي ألقَ الضّياءِ

     

    وحدهُ السَّلامُ يمنحني

    رغبةً صافيةً في اللِّقاءِ

    لقاءِ الشِّعرِ معَ جمرةِ الاِرتقاءِ

    لقاءِ الشِّعرِ معَ خصوبةِ البهاءِ

    بهاءِ الرُّوحِ معَ بخورِ المحبّة

    معَ بهجةِ الاِخضرارِ

    اِخضرارِ خيوطِ الحنينِ

    اِخضرارِ دكنةِ اللَّيلِ

    اِخضرارِ أحلامِ الصَّباح!

     

    وحدهُ الشِّعرُ

    يعبرُ دونَ وجلٍ رحابَ السَّلامِ

    يلوِّنُ وجهَ الدُّنيا بحبرِ الوئامِ!

     

    يتناثرُ حبقُهُ بانتعاشٍ

    على أعشابِ الرُّوحِ

    على مدى تجلِّياتِ الغرامِ!

     

    صباحٌ مِنْ وهجِ الفرحِ

    مِنْ لونِ السَّنابلِ

    مِنْ لونِ القصائد!

     

    تنتظرُني القصيدةُ على أحرِّ من الجَّمرِ

    كأَنَّها عاشقةٌ متدفِّقةٌ

    مِنْ أمواجِ البحرِ!

     

    وقفَ البحرُ

    ينثرٌ فوقَ أمواجِهِ مآسي السِّنينِ

    يغنّي للنوارسِ المهاجرة أنشودةَ الرَّحيلِ

    أنشودةً منبعثةً من جموحاتِ البنينِ!

    تنسابُ الأيّامُ والشُّهورُ متوغِّلةً

    في بيادرِ الآهاتِ

    آهاتُنا ملأى بالحسراتِ

    ملأى بتساؤلاتٍ دائمةِ الاِشتعالِ ..

     

    وحدهُ الشِّعرُ قادرٌ

    على اِرتشافِ رحيقِ السَّلامِ

    على زَرْعِ بذورِ المحبَّةِ

    وحدهُ الشِّعرُ معبّقٌ بأزاهيرَ اللَّيلِ

    بباقاتِ الحنطةِ

    بأحلى تيجانِ الهيامِ

     

    تاهتِ القبَّراتُ بعيداً

    عَنْ اشتعالِ المدائن

    بعيداً عَنْ غضبِ الرِّيحِ

     

    وحدهُ السَّلامُ

    يعانقُ زمهريرَ البراري

    يعانقُ صخبَ الرُّوحِ

    يلوِّنُ وجنتَي الحبيبة

    بأريجِ النَّعناعِ!

     

    يضيءُ مساحاتِ الحلمِ

    بأغصانِ الطُّفولةِ

    بنقاوةِ النَّدى المتلألئ

    حولَ عذوبةِ الينابيعِ

     

    السَّلامُ رسالةٌ منبعثةٌ

    من أحشاءِ الأرضِ

    تسمو نحوَ خدودِ السَّماءِ

    رسالةٌ متطايرةٌ

    مِنْ هدوءِ اللَّيلِ

    مِنْ اِهتياجِ موجاتِ البحرِ

    رسالةٌ متراقصةٌ

    بينَ أجنحةِ البلابل!

     

    السَّلامُ بسمةٌ راعشةٌ

    مرسومةٌ على وجهِ الهلالِ

    على أغصانِ البساتينِ

    على شموخِ الجِّبالِ!

     

    السَّلامُ شهقةُ أنثى

    تضعُ مولودَهَا في صباحٍ باكرٍ

    على إيقاعاتِ وشوشاتِ البحرِ!

     

    وحدهُ الشِّعرُ يقطفُ رحيقَ الوجودِ

    يلملمُ نضارةَ الطُّفولةِ

    يزرعُ خيوطَ الشَّمسِ

    في هلاهلِ غيمة!

     

    السَّلامُ شقيقُ الشِّعرِ

    صديقُ الغمامِ

    عاشقٌ مِنْ أصفى الينابيعِ!

     

    السَّلامُ موجةُ عشقٍ

    ترفرفُ فوقَ براعمِ الحياةِ

    فوقَ عطاءاتِ الأمومةِ

    السَّلامُ أمُّ الأمَّهات!

    إنسانٌ مصفّى مِنْ مرجانِ البحرِ

    مِنْ عبيرِ الزُّهورِ!

    السَّلامُ شموخُ أنثى

    متطهِّرة مِنْ ترَّهاتِ الحياةِ

    مسربلة بقميصِ اللَّيلِ

    معبَّقة ببخورِ المساءِ!

     

    السَّلامُ بوّابةُ عشقٍ مفتوحة

    على بيادرِ الرُّوحِ

    على رحابِ الحلمِ

    على حبورِ أعشابِ البستانِ!

     

    وحوشٌ تترعرعُ يوميّاً ..

    أنيابُها أكثرَ افتراساً

    من أنيابِ النُّمورِ

    من أنيابِ الحيتانِ!

    السَّلامُ ريحٌ جامحة

    في وجهِ شراسةِ الوحوشِ

    يخفِّفُ كثيراً من غلواءِ الحيوانِ!

     

    السَّلامُ صحوةُ شاعرٍ

    في أرقى حالاتِ التَّجلّي ..

    نغمةُ وترٍ منسابة مِنْ تهاليلِ اللَّيلِ!

     

    رنينُ النَّواقيسِ عندَ بزوغِ الشَّفقِ

    أنغامُ تراتيلٍ صادحةٍ

    مِنَ الأديرةِ القديمةِ!

     

    السَّلامُ سنبلةٌ متلألئةٌ

    مِنْ وَهَجِ البحرِ ..

    أقحوانةٌ متراقصةٌ

    بينَ أحضانِ النَّسيمِ!

    قصيدةُ فرحٍ هاطلٍ

    مِنْ بهاءِ اللَّيلِ

    بخورٌ متصاعدة

    مِنْ شموعِ المحبّة!

     

    السَّلامُ صديقُ الصَّحارى والبراري

    صديقُ الأرضِ والسَّماءِ

    صديقُ الكونِ وكلّ الكائناتِ

    حلمٌ مفتوحٌ على رحابِ الرُّوحِ!

     

    السَّلامُ ابتهالُ عاشقٍ

    لدفءِ الشَّمسِ

    لأنغامٍ نابعة من رفرفاتِ الهديلِ!

     

    السَّلامُ فردوسُ الشُّعراءِ

    نضارةُ روحٍ في أوجِ الضِّياءِ

    ينبوعُ ماءٍ مصفَّى

    مِنْ غبارِ الحياةِ

    عناقٌ مفتوحٌ

    على مدى سموِّ السَّماءِ!

     

    مَنْ قالَ إنَّ الإنسانَ كائنٌ أليفٌ؟!

    خرجَ عَنْ إلفتِهِ

    خرجَ عَنْ وداعتِهِ

    عَنْ بَرَكاتِ العجينِ!

     

    لم يَعُدْ كائناً أليفاً

    لمْ يَعُدْ سامياً

    لَمْ يَعُدْ موائماً مَعَ طراوةِ الطِّينِ!

     

    خرجَ عَنْ كينونتِهِ

    عَنْ نزوعِ الخيرِ

    عَنْ طراوةِ طينِهِ

     

    شراهةٌ مستفحلةٌ نحوَ بحارِ الشُّرورِ

    أنيابٌ غارقةٌ في السُّمومِ

    غارقةٌ في متاهاتِ الجُّنونِ

    كأنَّهُ كتلةُ اِنشطارٍ

    مِنْ كُهُوفِ الجَّحيمِ!

     

    مندهشٌ أنا مِنْ نفورِ هذا الأليفِ

    أليفٌ يشحنُ فجأةً كلّ أنواعِ الشَّظايا

    رمى إلْفَتَهُ في شفيرِ النَّارِ

    وغدا مهووساً في صناعةِ طائراتِ الشَّبحِ

    في تمجيدِ صواريخَ عابرة أعماقَ الأحزانِ

    مخلخلةً تفاصيلَ حلمٍ

    على شساعةِ القارَّاتِ!

     

    تعبرُ صواريخُهُ قارَّاتِ اليتامى

    مزارعَ الفقراءِ

    مثلَ ذئابٍ جائعة ..

    تشرشُ غضباً مِنْ لونِ التَّماسيحِ

    تزرعُ سُمُوماً

    تفلِقُ أخاديدَ الهضابِ!

     

    كائنٌ خرجَ عَنْ طوعِهِ

    بعيدٌ كلَّ البُعدِ عَنْ إلفةِ الإنسانِ

    كائنٌ مجبولٌ مِنْ تلافيفِ الأفاعي

    مِنْ ترياقِ الملاريا

    مِنْ اِنحناءاتِ ذيولِ العقاربِ!

    كائنٌ مكفهرُّ الوجهِ

    يحملُ بينَ طيّاتِهِ شراراتٍ حارقةٍ

    تفوقُ شراراتِ البراكينِ!

     

    كائنُ مِنْ لونِ المعاصي

    أكثرَ افتراساً مِنْ وُحُوشِ البراري

    ابنٌ غير شرعي لنيرانِ الزَّلازلِ!

     

    مَنْ يستطيعُ أنْ ينقذَ اخضرارَ المروجِ

    مِنْ هولِ الحروبِ

    مِنْ مَحْقِ بُشرى الخيرِ

    مِنْ دمارِ المنازلِ؟!

     

    مَن يستطيعُ أنْ يخفِّفَ

    مِنْ لظى النِّيرانِ الهائجةِ

    مِنْ خرابِ الرُّوحِ

    مِنْ هولِ المهازلِ!

     

    تاهَتِ الأمّهاتُ الثّكالى

    يبحثنَ عَنْ شهاماتِ الرُّجولةِ

    عَنْ براءاتِ الطُّفولةِ

    عَنْ بريقِ المناجلِ!..

     

    وجعٌ في سماءِ الحلقِ ينمو

    أنينٌ أكثر مِنْ مراراتِ الحنظلِ

    أنثرُ ضجري على أجنحةِ الرِّيحِ

    مدادي بئرُ خلاصي

    مِنْ سيلِ الأحزانِ

    مِنْ مراراتِ المدائن!

     

    السَّلامُ تجلِّي الرُّوحِ

    مَعَ ضياءِ الصَّباحِ

    ابتهاجُ القلبِ في أوجِ العطاءِ!

     

    السَّلامُ غصنٌ مخضّبٌ

    بيخضورِ الخلاصِ

    خلاصِ الكائن الحيّ

    مِنْ جنونِ الصَّولجانِ!

    خلاصِ الجَّمادِ مِنْ تعفُّناتِ الفسادِ

    خلاصِ أجنحةِ الطَّيرِ

    مِنْ حشرجاتِ المماتِ!

    خلاصِ اِخضرارِ البساتينِ

    مِنْ هولِ الشَّراراتِ!

     

    السَّلامُ رحلةُ عناقٍ

    معَ رذاذاتِ المحبّةِ

    رحلةٌ عشقٍ مَعَ شموخِ السَّنابلِ

    عطاءٌ مِنْ نكهةِ المطرِ

    بهجةُ الأمِّ أثناءَ ولاداتِ الجنينِ!

     

    السَّلامُ حوارُ الأرضِ

    معَ عطاءاتِ السَّماءِ

    لغةٌ منسابة كنسغِ الحياةِ

    ينضحُ بعبيرِ الأزهارِ!

     

    حوارُ اليابسة معَ عذوبةِ الماءِ

     

    لونٌ من أنقى الألوانِ

    حلمٌ أبهى من وهجِ الاِخضرارِ!

     

    رسالةُ حبٍّ مستنبتة

    من أجنحةِ الحمائمِ

     

    ترتيلةُ الرُّوحِ في أرقى تجلِّياتها!

     

    وقفَ السَّلامُ يهدهدُ براعمَ القلبِ

    مبدِّداً برشاقةٍ خيوطَ الأنينِ

    يرسمُ قرصَ الشَّمسِ

    على خدودِ الأطفالِ!

     

    السَّلامُ بخارٌ مصفّى

    من نقاوةِ الذَّهبِ

    ماءُ الحياةِ على اِمتدادِ المدى

     

    رقصةُ الخيرِ في صباحِ العيدِ

    نغمةٌ موصولةٌ مَعَ خضابِ الحنينِ

    مَعَ نُسيماتٍ هائمةٍ

    حولَ بسمةِ النَّدى!

     

    السَّلامُ قصيدةٌ حالمةٌ

    تائهة بينَ أحضانِ المحبَّةِ

     

    اهتياجُ موجاتِ البحرِ

    شوقاً إلى خيوطِ الشَّمسِ

    بخارٌ مصفّى مِنْ دمُوعِ الأطفالِ!

     

    الإنسانُ طموحٌ ممجوجٌ

    في معراجِ الحياةِ

    شراهةٌ باذخةٌ

    في لُجينِ العمرِ!

    وقفَ الأطفالُ أمامَ غضبِ اللَّيلِ

    لَمْ تصْغِ أمواجُه

    إلى رقرقاتِ دموعِ البراري

    موجاتٌ مجنونة اندلعَتْ

    من أعماقِ البحارِ

    هبَّتْ في وجهِ الكهولِ

    عبرَ هبوبِ النَّسيمِ

     

    اِكفهرَّتْ بسمةُ البدرِ

    حلمٌ معفَّرٌ بالأسى

    اِختلَّ وميضُ خيوطِ المدارِ

    اِرتعدَتْ نجومُ اللَّيلِ

    عندما توارَتْ هُلالاتُ المسارِ؟

     

    هربَتِ الطُّيورُ بعيداً عن  لظى الاشتعالِ

    تخلخلَتْ خاصراتُ الجِّبالِ

     

    لَمْ تشفعْ كلّ الصَّلواتِ

    تفاقمَتْ موجاتُ البحرِ

    جارفةً ما تبقّى من التِّلالِ

    وجعٌ تفحَّمَ في جذوعِ الأشجارِ

    تغلغلَ إلى أعماقِ الدِّيارِ

    ماتَت آلافُ الكائناتِ

    موجةٌ هائجةٌ مِنْ أعماقِ البحرِ

    غضبٌ مسمومٌ بالبطشِ

    اِجتاحَتِ الأمواجُ أعشاشَ العصافيرِ

    تهدّمَتْ أوكارُ الطُّيورِ

    وتكسَّرَتْ جذوعُ الأشجارِ

    عظامُ الحيتانِ تهيّضَتْ

    غاصَتْ في أسرارِ البحارِ

    السَّلامُ دمعةُ فرحٍ

    تنضحُ من مآقي الأبرارِ!

     

    هربَتِ الأسماكُ إلى أعماقِ القاعِ

    بعيداً عَنْ غضبِ النَّارِ

    نارِ الموجِ تصطلي في غربةِ الرُّوحِ

    نارِ الرِّيحِ تشعلُ مدمعي

    نارِ زلازلِ البحرِ

    تزهقُ رحابَ مرتعي!

     

    كيفَ اِندلعَتِ النِّيرانُ مِنْ قلبِ البحرِ؟

    هَلْ غضبَتِ الشَّمسُ

    فأرسلَتْ أشعّتها الحارقة

    فوقَ خدودِ الكونِ؟

     

    اِنذهلَتِ الطَّبيعةُ من طبيعتِها

    هَلْ غضبَتِ الطَّبيعةُ

    مِنْ تفاقماتِ شرورِ الإنسانِ

    أمْ أنَّها فقدَتْ صوابَها

    مِنْ وطأةِ الإشتعالِ؟ ..

     

    سقطَتِ النَّوارسُ وطيورُ البطِّ

    مهيضةَ الرُّوحِ

    مخلخلةَ العظامِ

    لَمْ ينجُ من غضبِ الرِّيحِ

    حتّى أكواخِ الفقراءِ

     

    صلَّتْ طفلةٌ معلّقةٌ على غصنِ شجرةٍ

    وَلْوَلَتِ النِّسوةُ

    الرِّجالُ غرقى في خضمِّ الأمواجِ!

    تهرَّشَتْ وجنةُ القمرِ من غضبِ الرِّيحِ

    من اِندلاعِ نيرانِ الأبراجِ!

     

    اِكفهرَّ وجهُ القمرِ

    دمعةٌ ساخنةٌ خرَّتْ

    فوقَ صخورِ العمرِ

     

    ابتلعَتِ الأرضُ

    كلّ ما يدبُّ على صدرِ التُّرابِ

    جنوحٌ نحوَ أجيجِ البركانِ

     

    امتقعَتْ نضارةُ الورودِ

    مِنْ اِندلاعِ سمومِ التِّيجانِ!

    تراخى بهاءُ الشَّواطئِ

    تاهَتِ الأمومةُ تبحثُ

    عَنْ براءةِ الطُّفولةِ

    عَنْ شُمُوعِ الرُّوحِ

    المعرَّشةِ في أنساغِ الحياةِ!

     

    مَنْ يستطيعُ أنْ يخفِّفَ

    مِنْ رعونةِ الموجِ

    مِنْ حماقاتِ الجُّناةِ؟

    مراراً فرَّخَتْ حماقاتُهم شروراً

    مِنْ خباثةِ القُبْحِ

    مِنْ هولِ الغزاةِ!

     

    دمعةٌ نقيّة تنسابُ فوقَ خدودِ الحبيبةِ

    فوقَ حنينِ الأبوّةِ

    فوقَ أحزانِ الأمَّهاتِ!

     

    ضلّتِ الكائناتُ طريقَها

    إلى شاطئِ الحياةِ

    تهشَّمَتْ خاصرةُ الحياةِ

    وجعٌ يتبرعمُ في جذوعِ اللَّيلِ

    في صدورِ الخيلِ

     

    كَمْ من الدُّموعِ

    حتّى اِهتاجَتْ أمواجُ البحرِ

    كَمْ مِنَ الشُّرورِ

    حتّى اِجتاحَتِ المعاركُ صدرَ الجِّبالِ!

     

    تحلِّقُ القصيدةُ عالياً

    كأنَّها تنافسُ جموحَ الغزالِ!

     

    يأتي الإنسانُ متربِّعاً

    فوقَ خمائلِ العمرِ

    ناسياً أنَّ الحياةَ

    رحلةُ عناقٍ معَ ضياءِ الهلالِ!

     

    اِندلعَ الخوفُ مِنْ تنافراتِ الرُّؤى

    مِنْ صراعِ الفيافي

    مِنْ اِندلاقِ الحروبِ!

     

    رؤى من لونِ الإسفلتِ

    هائجة مثلَ أعشاشِ الزّنابيرِ

    أكثرَ التواءً من جحورِ الأفاعي

    فرَّ السَّلامُ إلى أعلى الجبالِ

    إلى أعماقِ البراري

    نفورٌ مخيفٌ يغلِّفُ حافَّاتِ اللَّيلِ

    تفتَّتَتْ أحلامُ الصِّبا

    آهٍ .. يقودُنا جنونُ الصَّولجانَ

    إلى مستنقعاتٍ حُبلى بالآهاتِ

    ينزلقُ شموخُ هذا الزَّمان

    نحوَ غضارِ القاعِ!

     

    اِغبرَّ وجهُ النَّسيمِ

    مِنْ تخشُّباتِ الصِّراعِ

    صراعِ الإنسانِ مَعَ ضياءِ الشَّمسِ

    مَعَ وحشيّةِ الضِّباعِ!

     

    وحشيَّةُ الإنسانِ

    لا يخلخلُهَا إلَّا جموحَ اليراعِ!

     

    تاهَتْ أسرابُ الحمائمِ

    بعيداً عَنْ نيرانِ المدائنِ

    بعيداً عَنْ شبحِ المُداهمِ

    بعيداً عَنْ اخضرارِ الجَّنائنِ

     

    تاهَتِ البسمةُ بينَ دخانِ الضَّغائنِ

    مَنْ يستطيعُ أنْ يحميَ الطُّفولةَ

    مِنْ جورِ المظالمِ؟

     

    يقرؤون كتبَ الأنبياءِ

    حكمةَ الفلاسفةِ

    علومَ هذا الزَّمان

     

    أَلا يفقهونَ أبجدياتِ الخيرِ

    ألا يرونَ سماكاتِ الدِّماءِ

    طيشٌ يضاهي أرعنَ الرُّعناءِ!

     

    عجباً أرى

    لا يتَّعظونَ مِنْ حكمةِ الحياةِ

    يزدادونَ غيّاً في زرعِ الفِتَنِ

    يدنِّسونَ قداسةَ المقدَّسَاتِ

    غير آبهينَ إلَّا بسهامِ الرِّياءِ!

     

    بشرٌ مِنْ لونِ الهشاشةِ

    مِنْ لونِ الاصفرارِ

    مِنْ لونِ السُّمومِ

    مِنْ كهوفِ الدَّهاءِ!

     

    بشرٌ مِنْ جلدِ الثَّعالبِ

     

    تاهَ السَّلامُ مِنْ دجلِ الأصدقاءِ

    مِنْ تصدُّعاتِ بشائرِ الحلمِ

    مِنْ احتراقِ حضاراتِ العراقِ

    حضارةُ الحضاراتِ

    انزلقَتْ نحوَ القاعِ!

     

    تاهَ السَّلامُ مِنْ رعونةِ الرِّفاقِ

    مِنْ هشاشةِ نفوسٍ جائفاتٍ

    مكرٌ أدهى مِنْ مكرِ الثَّعالبِ

    جُنوحٌ أهوج يعبرُ التواءاتِ النِّفاقِ!

     

    يا حمقى هذا الزَّمان

    كَمْ  من العمرِ يعيشُ الإنسانُ؟

     

    عمراً وحيداً كثيرَ الزَّوابعِ

    كأنّهُ مِنْ فصيلةِ وحيدِ القرنِ

     

    آهٍ يا موجتي

    وحيدٌ أنا في غربتي

    متى سأفرشُ بسمةَ العشقِ

    فوق وجنةِ لوحتي؟!

     

    متى سأغفو باِنتعاشٍ

    بينَ بتلاتِ الرَّعشةِ؟

    رعشةُ الوئامِ

    رعشةُ الحنينِ

    رعشةُ العشقِ الحميمِ!

     

    يعبرُ حفيفُ السَّلامِ

    في رحابِ القصائد

    في أجنحةِ الحمائمِ

    ينثرُ دفءَ المحبّة

    فوقَ أحلامِ المساءِ!

     

    السَّلامُ حاجةٌ كونيّة

    تحنُّ إليها كلُّ الكائناتِ!

     

    يتوقُ العشّاقُ إلى خمائلِ السَّلامِ

    عندما يهبطُ اللَّيلُ في ليلةٍ قمراء!

     

    السَّلامُ رسالةُ حبٍّ

    مبرعمة في صفاءِ السَّماءِ!

     

    السَّلامُ حنينُ طفلٍ إلى حليبِ أمِّهِ

    إلى نومٍ عميقٍ

    بينَ حبورِ الرُّوحِ!

     

    ترعْرَعَتْ زنابقُ الرُّوحِ

    اِخضوضرَتْ شواطئُ القلبِ

    مِنْ بهجةِ سَردِ حكايا العشقِ

    شوقاً إلى دبكةٍ راقصةٍ

    فوقَ نهودِ الغاباتِ!

     

    تلاشى ضجرُ الجِّبالِ

    موجةُ فرحٍ غطَّتْ خاصراتِ التِّلالِ!

    تنمو فوقَ شهقةِ العشقِ

    رذاذاتُ الماءِ الزُّلالِ!

     

    السَّلامُ صديقُ البحرِ

    صديقُ البرِّ

    صديقُ الهلالِ!

     

    بسماتُ الزُّهورِ في صباحاتِ نيسان

    أناشيدُ المحبّين في ليلةِ الميلادِ

    حنينُ الأرضِ لزقزقاتِ العصافيرِ

    لأغاني العشقِ والوفاءِ!

     

    السَّلامُ ينبوعُ محبَّةٍ

    مطرٌ مِنْ لونِ المسرَّةِ

    يحمي أحلامَ الطُّفولةِ

    مِنْ جنونِ الصَّولجانِ

    يغطِّي الحقولَ بأبهى الزُّهورِ

    مكلِّلاً بسمةَ الضُّحى بالأقحوانِ!

     

    السَّلامُ توأمُ الرُّوحِ

    بهجةُ القلبِ في أرقى حالاتِ التَّجلِّي!

    رسالةُ خيرٍ منقوشة على جذوعِ الأشجارِ!

    صديقُ النُّجومِ وزخّاتِ المطرِ

    صديقُ الطَّبيعةِ وأخيارِ البشرِ

    سموُّ المحبّين إلى ضياءِ القمرِ!

     

    تربيةُ طفلٍ من المهدِ

    حتَّى نهاياتِ القدرِ!

     

    حكمةُ الإنسانِ الوارفة

    على هاماتِ الدَّهرِ!

     

    السَّلامُ ميزانُ الطَّبيعةِ

    وهوَ يزرعُ وجنةَ العمرِ

    بأعبقِ أنواعِ الزَّهرِ!

     

    قداسةُ السَّماءِ

    أنشودةُ خيرٍ

    على إيقاعِ المطرِ!

     

    ميلادُ البحارِ

    ميلادُ الأرضِ

    صداقةُ الكونِ معَ تلألؤاتِ النُّجومِ!

     

    لا تصمدُ حرابُ الحربِ أمامَ بخورِ السَّلامِ

    أمامَ خصوبةِ الأمانِ

    أمامَ دفءِ الوئامِ!

     

    تنمو في تلاوينِ العمرِ حكمةُ الأيّامِ

    ثمارُ الحنانِ أغلى ما نملكُ

    من وريقاتِ التَّهاني!

     

    يهبطُ الإنسانُ فوقَ تلالِ الأرضِ

    فارشاً طيشه فوقَ أمواجِ البحرِ

    في أعماقِ البراري!

     

    لم ينجُ من سنابكِهِ حتّى شموخ الجِّبالِ

    تخبو زهرةُ العمرِ

    تنوحُ صرخةُ البدرِ

    يتماهى مَعَ صليلِ السُّيوفِ

    مَعَ اهتياجِ الطُّوفانِ!

     

    مَنْ يستطيعُ أنْ يستعيدَ

    زهوةَ السَّلامِ

    دونَ أن يرشرشَ

    فوقَ قميصِ اللَّيلِ

    رذاذاتِ الأحلامِ؟!

     

    السَّلامُ محرقةٌ

    تصهرُ شوائبَ العمرِ

    ذهبٌ مصفّى من نسغِ الأفنانِ

    صلاةٌ من نضارةِ الطُّفولةِ

    من نقاواتِ المشاعر!

    عندما عبرتُ تخومَ الغربة

    وجدتُ تلاوينَ بهجةِ الخلاصِ

    تراقَصَتْ أمامي

    ذاكرةٌ طافحةٌ بدموعٍ مالحة

    ذاكرةٌ منقوشةٌ بالسَّنابل

     

    عندما عبرتُ في أعماقِ الغربةِ

    وجدْتُ أزقّتي مفروشةً

    على مساحاتِ العناقِ!

    تسطعُ أحلامي فوقَ عذوبةِ اللَّونِ

    فوقَ بهاءِ البساتينِ

    تنمو الزُّهورُ فوقَ صدرٍ حنونٍ

    ترقصُ رقصةَ السُّموِّ

    على إيقاعاتِ الفلامنكو

    على أنغامِ البحرِ

     

    عندما يعبرُ السَّلامُ أمواجَ ليلي

    أسبحُ بينَ اِخضرارِ المروجِ

    أجدُ بحيراتِ عشقٍ

    معلَّقة بخاصراتِ الغيومِ

    أغفو بابتهاجٍ بينَ غلاصمِ البحرِ

    أنتظرُ رعشةَ الخلاصِ

    خلاصي مِنْ جنونِ العصرِ

    مِنْ بيارقِ الحربِ

    مِنْ خشخشاتِ اليباسِ!

     

    تتقلَّصُ قبَّةُ السَّماءِ

    مِنْ وطأةِ الأنينِ

    مِنْ تفاقماتِ الألمِ

    حزنٌ من لونِ الضَّجرِ

    يباغتُ حزني

    تنمو الأحزانُ

    على مساحاتِ الرُّؤى

    على مساحاتِ القلمِ

     

    ماتَتْ قيمٌ في وضحِ النَّهارِ

    لَم يَعُدْ في جوانحِ الرُّوحِ متَّسعاً

    لرفرفاتِ الحلمِ

     

    هل ثمَّةَ خلاصٌ مِنْ أوجاعِ الحروبِ

    مِنْ اِنشراخِ الرُّوحِ

    مِنْ عذابِ البدنِ؟!

     

    تأتي الطُّفولةُ مثلَ بياضِ الثَّلجِ

    تنمو فينمو بينَ أغصانِها

    أشواكاً تنخرُ ظلالَ القلبِ

    تدمي بهجةَ الوسنِ!

     

    أين توارَت شموعُ المعابدِ؟

    تصقَّعَتْ بخورُ الصَّلاةِ

    شاخَتْ أجراسُ المدائنِ

    تعفَّرَتْ دُعاءاتُ البشرِ

    بيادرُ القلبِ غرقى بمآسي الوغى

    تاهَ إنسانُ العصرِ

    عَنْ بياضِ اليمامِ

    عابراً سوادَ اللَّيلِ

    يبحثُ عَنْ أنيابٍ مخيفةٍ

    يزرعُ في صدرِ الصَّباحِ

    لهيبَ الجَّمرِ!

     

    عجباً أرى

    هربَ الإنسانُ مِنْ بهجةِ العناقاتِ

    مِنْ عذوبةِ الرُّوحِ

    مِنْ ظلالِ المؤانسةِ

     

    داسَ بكلِّ رعونةٍ

    في جوفِ الضِّباعِ

    كأنّه شرارةُ نارٍ متطايرة

    مِنْ شهقةِ الأبالسة!

    أحنُّ إلى هدوءِ اللَّيلِ

    إلى صداقاتِ القرنفلِ

    إلى أناشيدِ المحبّة

    إلى ابتساماتِ الهلالِ!

    الحياةُ بسمةُ طفلٍ في وجهِ الضّياءِ!

     

    مَنْ يستطيعُ أنْ يعيدَ للروضِ اخضرارُه

    للزهرِ عبقهُ

    للقمرِ ضياءهُ

    للإنسانِ خصالهُ؟!

     

    كَمْ مِنَ الاِشتعالِ

    كَمْ مِنَ الدَّمارِ

    كَمْ مِنَ القتلِ والإنتحارِ

    كَمْ مِنَ الجنوحِ في اعوجاجاتِ المدارِ

    مدارُ الكونِ تفلطحَ

    مِنْ تصدُّعاتِ خرابٍ مُسْتَشْرٍ

    في جوفِ البراري!

     

    لم يَعُدْ للحياةِ نكهةُ فرحٍ

    ولا للحلمِ مساحاتُ اِنتعاشٍ

    تخشّبَتِ الرُّؤى وأركانُ الدِّيارِ

     

    آهٍ .. تاهَ البشرُ في اِصطبلاتِ المواشي

    بحثاً عَنِ الأذى عَنْ شَراهاتِ المعاصي!

    بشرٌ نسيَ أو تناسى

    أنَّ غمامةَ العمرِ

    تحتاجُ مزيداً مِنَ المراسِ

    كي تعبرَ بوّاباتِ الخلاصِ

     

    لا أرى في شهقةِ الأفقِ حبقاً

    تركنُ إليه أنفاسي

     

    ضِقتُ ذرعاً من حياتي

    مِنْ صحارى التِّيهِ!

     

    تفتَّتَتْ عظامُ القبورِ

    مِنْ اِرتصاصِ سماكاتِ الأبواطِ

    مِنْ تفاقمِ الأسى

    مِنْ شراهاتِ السِّياطِ!

     

    آهٍ .. غرقَتْ أسرابُ القطا

    عندَ الضُّحى

    في وهادِ الغمرِ

    في لبِّ السَّديمِ

    في أوجِ اهتياجِ البحرِ!

    لِمَنْ أهدي سلامي

    لِمَنْ أهدي حمامي

    لِمَنْ أسقي بذورَ الحنينِ

    لِمَنْ أزرعُ مرامي السِّنين

     

    أريدُ مِنْ بشائرِ الكونِ

    أنْ تبحرَ في ربوعِ كلامي

    أنْ ترعى خمائلَ الرَّوضِ

    أنْ تمرحَ في أعماقِ السَّلامِ

    سلامي سلامٌ مِنْ نكهةِ النَّارنجِ

    مِنْ نداوةِ البيلسانِ

    سلامي حبقٌ متهاطلٌ

    مِنْ هلاهلِ السَّماءِ

    مِنْ رحيقِ الهناءِ

    هناءِ الطُّفولةِ

    هناءِ سفوحِ الكونِ

    هناءِ النَّسيمِ وهو يتماوجُ

    مَعَ شموعِ الوفاءِ

    مَعَ أغصانِ الرُّوحِ

    وهي ترقصُ بانتعاشٍ

    مِنْ وهجِ العطاءِ!

    عطاءِ الشَّمسِ دفئاً

    لوجهِ الثَّرى

    لخصوبةِ الغاباتِ

     

    عطاءِ الغيمِ نِعَمَاً

    تخفِّفُ مِنْ لظى الآهاتِ

    عطاءِ الرُّوحِ هدوءاً

    أبهى مِنْ حفيفِ الفراشاتِ

    عطاءِ القلبِ نقاءً

    أنقى مِنْ أعذبِ البحيراتِ!

     

    آهٍ .. تاهَ الإنسانُ

    عابراً تلافيفَ المتاهاتِ

    مَنْ يستطيعُ أنْ ينقذَ الكونَ

    مِنْ هولِ الجراحاتِ؟

     

    جراحُ الرُّوحِ مِنْ أعتى الجِّراحاتِ

    جراحٌ أعمقَ مِنْ شقوقِ الصَّحارى

    أعمق مِنْ نضوحِ الأنينِ

    مِنْ ثغورِ المساماتِ!

    السَّلامُ صلاةُ عابدٍ

    متنسِّكٍ في كهوفِ الخيرِ

    في حقولِ البرِّ

    نموّ حبّاتِ الحنطةِ

    في براري الرُّوحِ

    بسمةُ طفلٍ في وجهِ الزَّلازلِ

    سموُّ القلبِ في رحابِ المحبَّةِ

     

    السَّلامُ خميرةُ الحياةِ

    رقصةُ العشّاقِ

    في أرقى تجلّياتِ العناقِ

     

    صفاءُ الفجْرِ

    ضياءُ نجمةُ الصَّباحِ

    أراجيحُ تزغردُ على إيقاعاتِ البحرِ

    مودّةٌ دافئة

    مِنْ تواشيحَ بسمةِ البدرِ!

     

    تغاريدُ الطُّيورِ

    فوقَ جبينِ المدائنِ

    فوقَ نداوةِ الزَّهرِ!

    هاجَ البحرُ شوقاًإلى هديلِ السَّلامِ

    إلى شموعِ المحبّة

    إلى بخورِ الأمانِ

     

    أغدقَ الغيمُ حبَّاً عذباً

    في أغصانِ القلبِ

    في أعماقِ الدِّنانِ

     

    طارَتِ النَّوارسُ جذلى

    ترقصُ رقصةً تنعشُ ربيعَ العمرِ

    تبحثُ عَنْ سفينةِ الحبِّ

    عَنْ نشوةِ الخمرِ

    تفرشُ أجنحتها لأمواجِ العشقِ

    لعلّها تعثرُ على شواطئ مبتهلةٍ

    لابتهالاتِ الخيرِ!

     

    تنامُ عصافيرُ الخميلةِ فرحاً

    فوقَ مروجِ الأعشابِ

    بعيداً عَنْ جلاوزةِ الحربِ

    بعيداً عَنْ جنونِ البنادقِ

    عَنْ طيشِ القتالِ!

    السَّلامُ طفولةٌ مترعرعةٌ

    في كَنَفِ الورودِ

    في أحضانِ الأمَّهاتِ

     

    براءةُ طفلٍ يرضعُ مِنْ عذوبةِ النَّهدِ

    شموخُ جبلٍ في ليلةٍ مضمّخةٍ بالشَّهدِ

    عروسٌ متوَّجةٌ بالمحبّةِ

    بأزاهيرَ مِنْ أريجِ  المجدِ

     

    السَّلامُ رسالةُ شاعرٍ

    إلى مُهجةِ الهيامِ

    قبلةُ عاشقٍ في ليلِ الغرامِ

    دفءُ المحبّة

    بينَ أحضانِ الغمامِ

    شوقُ الطَّبيعةِ

    إلى سفوحِ الوئامِ

    اِخضرارُ السَّنابلِ

    بينَ نداوةِ الأحلامِ

    عناقُ الرُّوحِ مَعَ سطوعِ الأنغامِ!

    السَّلامُ موسيقى متعانقة

    مَعَ نغماتِ الكمالِ

    حديقةُ عشقٍ مسربلة ببسماتِ الهلالِ

    حكمةُ الحياةِ منقوشةٌ

    فوقَ ثُغُورِ اللَّيالي

    خيراتُلأرضِ

    وهي تغدقُ أبهى الغلالِ

     

    موجةُ بحرٍ منعشٍ

    مثلَ اِنتعاشِ التِّلالِ

     

    قصيدةُ عشقٍ مُعرَّشٍ

    في أعماقِ الجَّمالِ

     

    ماءُ الحياةِ

    يسقي جفونَ الصَّحارى

    يسقي خدودَ الرِّمالِ

     

    نعمةُ النِّعماتِ

    هبَّتْ علينا مِنَ الأعالي

     

    صديقُ النَّسيمِ

    شامخُ الصَّدرِ مثلَ الجِّبالِ

    نكهةُ اِنبعاثٍ

    مِنَ نقاوةِ الماءِ الزُّلالِ!

    ابتهالاتُ وردةٍ

    على تراقصاتِ جموحِ الغزالِ!

     

    رسالةٌ محفوفةٌ بخيوطِ الشَّمسِ

    بأحلامِ يراعِ الشِّعرِ

    بأنغامِ رنينِ النَّواقيسِ

    إلى قلوبِ الأنبالِ!

    السَّلامُ مساحاتُ عشقٍ

    على رحابةِ الرُّوحِ

    منذُ بزوغِ الآزالِ!

    تتوهُ الرُّوحُ بين صخورِ العمرِ

    تتعفَّرُ مِنْ غبارِ الجَّشاعةِ

    تتطهَّرُ مَعَ هبوبِ السَّلامِ

    مَعَ إشتعالِ رحيقِ الجمرِ

    وحدهُ السَّلامُ يستطيعُ

    أنْ يفصلَ شوائبَ هذا الزّمان

    عَنْ وشاحِ العمرِ!

     

    رحلةٌ مسربلةٌ بالآهاتِ

    موشّحةٌ بالأنينِ

    تترقرقُ فوقَ تلالِهَا

    اِندلاعُ الدَّمعاتِ

     

    نعبرُ سهولَ العمرِ

    لا نعلمُ متى سنندلقُ

    في قاعِ الغمرِ

    متى سنغفو على جبهةِ الدَّهرِ؟!

     

    عبورٌ مثلَ الغمامِ

    نعبرُ رحابَ الدُّنيا

    ثمَّ نتوارى خلفَ شهابِ البدرِ

    نحنُّ إلى رحابِ الطّفولة

    إلى نسائمِ البحرِ

     

    كَمْ مِنَ الاِنبهارِ

    يتماهى بينَ جوانحِ المدِّ

    بينَ ظلالِ الجَّذرِ؟

    حروبٌ تقتلُ شهقةَ صدري

    حروبٌ مِنْ دكنةِ البغاءِ

    أكثرَ إيلاماً مِنَ العهرِ!

     

    حتّى العهر ما جاءَ

    إلَّا مِنْ مفرقعاتِ العصرِ

    إلَّا مِنْ اِندلاعِ الجُّنونِ

    جنونُ جشاعةِ الإنسانِ

    تفاقُمُ شهوةِ الغدرِ

     

    زمنٌ يزدادُ اِصفراراً

    أكثرَ مِنْ بيوضاتِ الملاريا

    أكثرَ مِنْ موبقاتِ العصرِ

    عصرٌ مليءٌ بنارِ الدَّمارِ

    باِرتصاصِ جلاجلِ القهرِ!

     

    يتماوجُ بينَ جموحاتِ الرُّوحِ

    حنينُ الدُّفءِ إلى بياضِ العمرِ

    كيفَ سنعيدُ إلى بهاءِ الرّوحِ

    نقاوةَ الجَّمرِ؟

     

    هل في بقاعِ الكونِ

    صروحٌ أحلى مِنْ اِشتعالِ الجَّمرِ؟

     

    تعالَ يا قلبي تطهّرْ

    مِنْ غبارِ القفرِ

    مِنْ انشراخاتِ هذا الزّمان

    مِنْ إغراءاتِ السِّحرِ

    سِحْرُ الحياةِ مؤقّتٌ

    يتوارى كموجِ البحرِ

    وحدهُ الإنسانُ معراجُ حياةٍ

    غابةُ فرحٍ

    مفروشةٌ فوقَ وجنةِ الدَّهرِ

    وجنةُ عُشْقٍ أبهى

    مِنْ جموحِ مُهْرٍ منسابٍ

    فوقَ لجينِ البحرِ!

     

    السَّلامُ رفيقُ اللَّيلِ

    رسولُ السَّماءِ

    نقاوةُ غيمةٍ قبلَ أنْ تُقبِّلَ

    وجهَ الثَّرى!

     

    السَّلامُ بزوغُ زنبقةٍ في ثغرِ تلّة

    نسيمُ معبّقٌ مِنْ غضارِ الرُّوحِ

    مِنْ أريجِ البتلةِ!

     

    بتلةُ القلبِ

    بياضُ حنينٍ إلى بحارِ الشَّوقِ!

     

    رفرفي يا روحي شوقاً

    إلى حدائقِ الجنّة

    جِنَانُ السَّلامِ

    نعمةُ النِّعماتِ

    منذُ أنْ كانتْ بذوراً

    في أرحامِ الأجنّة!

     

    يرقصُ القلبُ

    مِنْ وهجِ الانتعاشِ

    حتّى وصلَ إلى أبهى مروجِ القمّة!

     

    عبرَ الموجُ غفلةً

    في تجاعيدِ اللَّيلِ

    هائجاً أكثرَ مِنْ جموحِ الغزالِ!

     

    موجةٌ تزاحمُ موجةً

    عبورٌ في أوجِ انبعاثِ الجَّمالِ

     

    اهتياجُ الإنسانِ

    ينافسُ غضبَ الصَّحارى

    اِنحرافٌ في حنايا الخصالِ

     

    السَّلامُ موجاتُ عناقٍ

    في أعماقِ حنينِ اللَّيلِ

    جنَّةُ نعيمٍ مفروشة

    فوقَ اِخضرارِ التِّلالِ

     

    السَّلامُ عناقُ الرُّوحِ

    مَعَ حبورِ العمرِ

    هبوبُ نسيمٍ منعشٍ

    على وميضِ تلألؤاتِ النُّجومِ

    على انبعاثِ ضياءِ الهلالِ!

     

    شوقُ المحبِّينِ إلى أنقى الوصالِ!

    الإنسانُ رحلةُ عذابٍ

    مترجرجة باشتعالاتِ القتالِ

    رحلةٌ من لونِ الدَّهاءِ

    من أجيجِ الاشتعالِ!

     

    لِمَ لا يرتقي إلى أنشودةِ عشقٍ

    حافلة بالابتهالِ!

    تاهَتِ الرُّؤى بين ضراوةِ العمرِ

    بينَ مساراتِ الاِعتلالِ!

     

    وحدُهُ السَّلامُ ينيرُ ظلمةَ الرُّوحِ

    يضعُ حدّاً لفظاظاتِ الاحتلالِ!

     

    وحدُهُ السَّلامُ يثمرُ بذورَ الخيرِ

    فوقَ أغصانِ البرتقالِ!

     

    وحدهُ السَّلامُ يزرعُ بسمةَ الطُّفولةِ

    فوقَ رذاذاتِ الماءِ الزُّلالِ!

     

    وقفَ العشقُ على قارعةِ العمرِ

    مذهولاً

    عجباً، لماذا لا يخطِّطُ الإنسانُ

    لمستقبلِ الأجيالِ؟!

     

    جيلٌ اِشْمَأَزَّ من تخشُّباتِ الرُّؤى

    من إندلاقِ النَّارِ فوقَ شهيقِ الرِّجالِ!

     

    جيلٌ تائهٌ بينَ غلاصمِ الحروبِ

    بينَ شَراهاتِ الاِغتيالِ!

    اِغتيالُ الرُّوحِ عندَ الدُّجى

    عندَ حافّاتِ الجِّبالِ!

     

    وقفَ طفلٌ دامعَ العينينِ

    متسائلاً بامتعاضٍ عميقٍ

    يهشِّمونَ لعبتي بكلِّ فظاظةٍ

    ويرقصونَ مثلَ القرودِ فوقَ الْحِبَالِ!

     

    حبال الْخُبْثِ لا تنتهي

    متى سأنامُ بينَ خمائلِ الأحلامِ

    مُرتاحَ البالِ؟!

    طافتِ الدِّماءُ بين أرحامِ الأزقّةِ

    بينَ آهاتِ الغمامِ

    تهشّمَتْ قاماتُ المدائن

    فوقَ وداعاتِ الغرامِ

     

    كَمْ مِنَ التِّيهِ تُهْتُم

    يا أصحابَ الصَّولجانِ

    حتّى غدوتُم فقاعةً

    مِنْ فقاعاتِ الكلامِ!

     

    وقفَ البحرُ

    مذهولاً مِنْ إنشراخِ

    أركانِ السَّلامِ

     

    كيفَ سيغفو الموجُ

    بينَ أحضانِ الهيامِ؟!

     

    هاجتْ جراحُ العمرِ

    كَمْ مِنَ الإنكسارِ كُسِرْنا

    كَمْ مِنَ الانشراخِ

    حتّى في أعماقِ المنامِ!

     

    مَنْ يستطيعُ أنْ ينقذَ شموخَ الكونِ

    مِنْ سُمومِ الإنقسامِ

    انقسامِ العقولِ إلى تفسُّخاتِ الرُّؤى

    إلى مهيضِ جناحَيِّ الحمامِ!

     

    وحدهُ السَّلامُ قادرٌ أنْ يعيدَ للطفولةِ

    بسمةَ إنتعاشاتِ الوئامِ!

     

    وحدهُ السَّلامُ قادرٌ

    أنْ يزرعَ حبقَ الخيرِ

    فوقَ أغصانِ المرامِ!

     

    كلّما عبرتُ دكنةَ اللَّيلِ

    رأيتُ تواشيحَ بخورِ السَّلامِ

    أراها بينَ عيونِ اللَّيلِ

    بينَ مساماتِ الغمامِ

     

    كلّما أمعنتُ في نقاواتِ السَّماءِ

    رأيتُ ضياءَ الرُّوحِ

    مفروشاً فوقَ حكمةِ الأيَّامِ!

     

    تاهَتِ الحكمةُ عن دربِ المنارةِ

    تاهَتْ بعيداً عن عوالمِ المحبّةِ

    أواهٍ .. سمومٌ تفورُ في بحارِ الانقامِ!

     

    السَّلامُ نكهةُ عشقٍ حولَ ضفافِ بردى

    حولَ بسماتِ الشَّآمِ!

     

    طموحُ طفلٍ يعانقُ عذوبةَ النَّدى

    بينَ أحضانِ أرضٍ شامخة البنيانِ!

     

    حلمٌ مِنْ بهجةِ اللَّيلِ

    مِنْ تلألؤاتِ حبِّ الكونِ

    يزدهي بتراتيلَ مِنْ أصدحِ الأنغامِ

     

    حلمُ الزَّمنِ الآتي

    يمسحُ السُّمومَ العالقة

    بينَ تجاعيدِ الآثامِ

    فارشاً فوقَ صدرِ اللَّيلِ

    رسالةُ خيرٍ مِنْ حكمةِ الأحكامِ!

     

    هطلَ نسيمٌ مندّى بأعشابِ الجنّةِ

    فوقَ رحابِ الحياةِ

    نسيمٌ يطهِّرُ الرُّوحَ

    مِنْ أنقى نسائمِ الأنسامِ!

     

    السَّلامُ حوارُ إنسانٍ مَعَ كائناتِ الكونِ

    مَعَ أوجاعِ الطَّبيعةِ

    مَعَ ينابيعِ الوئامِ!

     

    لغةُ الشَّمسِ فوقَ رعشةِ القلبِ

    فوقَ بيادرِ العمرِ

    لغةٌ مِنْ طيفِ العطاءِ

    مِنْ أكرمِ لُغاتِ الكِرامِ!

     

    لغةُ شاعرٍ متطايرٍ

    مِنْ زغبِ السّماءِ

    يحملُ بينَ جناحَيْهِ طلَّاً

    متناغِماً مَعَ إشراقةِ الإلهامِ

     

    السَّلامُ رسالةُ خيرٍ

    إلى هضابِ الدُّنيا

    إلى صباحاتِ الغدِ الآتي

    إلى غاباتِ عشقِ الهيامِ!

     

    رسالةٌ من شهيقِ السَّماءِ

    إلى خيراتِ الكونِ

    كي تنمو في ربوعِ الدُّنيا

    أغصانُ الوئامِ!

     

    وئام الرُّوحِ مَعَ القلبِ

    وئام البشرِ مَعَ دبيبِ الأرضِ

    مَعَ صقيعِ الجَّمادِ

    مَعَ سموِّ السَّماءِ

    مَعَ هديلِ اليمامِ!

    …. …. ….. ……!

    نهاية الجِّزء الخامس!

    …. …. … يتبعْ الجّزء السَّادس!

     

    ستوكهولم: صيف 1999، شتاء 2005

     

    *أنشودة الحياةـ الجِّزء الخامس: نصّ مفتوح، قصيدة شعريّة ذات نَفَس ملحمي طويل، تتألّف من عدّة أجزاء، كلّ جزء (مئة صفحة) بمثابة ديوان مستقل، ومرتبط مع الأجزاء اللَّاحقة.

    أنجزتُ المجلِّد الأوَّل، (عشرة أجزاء). يتناول النَّص قضايا إنسانيِّة وحياتيّة عديدة، مركِّزاً على علاقةِ الإنسان مع أخيهِ الإنسان، مع الطَّبيعة، مع الكائنات، مع الأرضِ والسَّماء كمحور لبناء هذا النَّصّ ـ الأنشودة المرفرفة فوقَ وجنةِ الحياة.

    استلهمتُ فضاءات هذا الجِّزء من وحي حيثيَّات عوالم السَّلام،  وقد حمل عنواناً فرعيَّاً:

     

    السَّلام أعمق من البحار

     

     

     

     

     

     

     

     

  • بالصور نقول ألف مبروك إفتتاح المعرض الثنائي معرض الفنانة التشكيلية و المتعددة المواهب الغالية Amar Omri و الفنان المتميز #فارس _سلطان ..في فندق Golden Tulip / الحمرا – بيروت .. – مشاركة البرفسور: ‏‎Saleh Rifai‎‏.

    بالصور نقول ألف مبروك إفتتاح المعرض الثنائي معرض الفنانة التشكيلية و المتعددة المواهب الغالية Amar Omri و الفنان المتميز #فارس _سلطان ..في فندق Golden Tulip / الحمرا – بيروت .. – مشاركة البرفسور: ‏‎Saleh Rifai‎‏.

    ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏‏٤‏ أشخاص‏، و‏بما في ذلك ‏‎Saleh Rifai‎‏‏‏، و‏‏أشخاص يبتسمون‏، و‏‏أشخاص يقفون‏‏‏‏ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏٣‏ أشخاص‏، و‏‏أشخاص يبتسمون‏، و‏‏أشخاص يقفون‏‏‏‏ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏٣‏ أشخاص‏، و‏‏أشخاص يبتسمون‏، و‏‏أشخاص يقفون‏‏‏‏ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏٢‏ شخصان‏، و‏‏أشخاص يبتسمون‏، و‏‏أشخاص يقفون‏‏‏‏ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏٣‏ أشخاص‏، و‏‏أشخاص يبتسمون‏، و‏‏أشخاص يقفون‏‏‏‏لا يتوفر وصف للصورة.ربما تحتوي الصورة على: ‏‏منظر داخلي‏‏ربما تحتوي الصورة على: ‏‏نبات‏‏ربما تحتوي الصورة على: ‏‏طعام‏‏ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏زهرة‏ و‏نبات‏‏‏لا يتوفر وصف للصورة.لا يتوفر وصف للصورة.ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏‏نبات‏، و‏شجرة‏‏ و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏‏ربما تحتوي الصورة على: ‏شخص واحد‏ربما تحتوي الصورة على: ‏‏منظر داخلي‏‏لا يتوفر وصف للصورة.ربما تحتوي الصورة على: ‏شخص واحد‏ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏شخص أو أكثر‏ و‏منظر داخلي‏‏‏ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏٢‏ شخصان‏، و‏‏أشخاص يبتسمون‏، و‏‏أشخاص يقفون‏‏‏‏ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏٤‏ أشخاص‏، و‏‏أشخاص يبتسمون‏، و‏‏أشخاص يقفون‏‏‏‏
    تمت مشاركة ‏منشور‏ من قبل ‏‎Saleh Rifai‎‏.
    ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏٣‏ أشخاص‏، و‏‏أشخاص يبتسمون‏، و‏‏أشخاص يقفون‏‏‏‏
    ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏‏٤‏ أشخاص‏، و‏بما في ذلك ‏‎Saleh Rifai‎‏‏‏، و‏‏أشخاص يبتسمون‏، و‏‏أشخاص يقفون‏‏‏‏ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏يبتسم‏، و‏‏‏وقوف‏ و‏منظر داخلي‏‏‏‏‏ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏٢‏ شخصان‏، و‏أشخاص يبتسمون‏‏
    ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏يبتسم‏، و‏‏‏وقوف‏ و‏منظر داخلي‏‏‏‏‏
    ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏٢‏ شخصان‏، و‏أشخاص يبتسمون‏‏
    +‏٢١‏
    ‏‎Oussayma Dimashkieh‎‏ مع ‏‎Saleh Rifai‎‏

    الف مبروك افتتاح المعرض الثنائي معرض الفنانة التشكيلية و المتعددة المواهب الغالية Amar Omri و الفنان المتميز فارس سلطان في فندق Golden Tulip / الحمرا

    للمزيد من الصور:

    https://www.facebook.com/photo.php?fbid=10215625072357892&set=pcb.10215625074637949&type=3&theater

    ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏٤‏ أشخاص‏، و‏‏أشخاص يبتسمون‏، و‏‏أشخاص يقفون‏‏‏‏

  • ليس مستحيلًا عليك لتعلم لغة جديدة..وإليك الـ 5 طرق فعالة لتعلم أي لغة أجنبية بسرعة وكفاءة..

    ليس مستحيلًا عليك لتعلم لغة جديدة..وإليك الـ 5 طرق فعالة لتعلم أي لغة أجنبية بسرعة وكفاءة..

    5 طرق فعالة لتعلم أي لغة أجنبية بسرعة وكفاءة!


    تعلم اللغة الجديدة

    فقد حددت دراسة حديثة لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا إلى أن عمر 17.4 عامًا هو الأمثل لإتقان لغة أجنبية. وأشارت نتائج نفس الدراسة إلى أن الذي تزيد أعمارهم عن 18 عامًا يُمكنهم بالتأكيد تعلم لغة جديدة بسرعة، لكن ليس بنفس الكفاءة ممن هم أصغر من ذلك.

    تعلم لغة أجنبية

    وإن كنت قد تجاوزتَ 18 عامًا وترغب بتعلم لغة أجنبية والتحدث بها كأهلها، فإليك هذه الاستراتيجيات الخمس التي ستجعل من مهمة إتقان اللغة الجديدة سهل وسريع، وفقًا لتقرير نشره موقع “business insider“.

    5 استراتيجيات ناجحة لتعلم أي لغة أجنبية بكفاءة وسرعة كبيرة!

    استعن بتطبيق

    تعلم اللغة الجديدة

    العديد من التطبيقات تُقدم مفردات لغوية ودروس قواعد اللغة لتجعلها في متناول يدك بأبسط صورة. من هذه التطبيقات: Duolingo، Mindsnacks، Busuu، Babbel. معظم هذه التطبيقات مجانية أو تأتي بتكلفة رمزية، وتقدم خدمات عديدة منها السماح لك بالاتصال بمعلّمين اللغة أو المتحدثين الأصليين بها عبر الدردشة معهم.

    التدرب على استعمال اللغة في بيئتك ومجتمعك

    تعلم اللغة الجديدة

    بعد إتقان المفردات وحفظ القواعد النحوية، تبدأ مهمة ممارسة اللغة في مجتمعك والتحدث بها مع من حولك خاصةً أولئك الذي يُتقون الحديث بها. هذه الممارسة ستضمن لك التعلم المستمر والدقيق وتطوير المفردات لديك.

    انضم إلى برنامج تبادل اللغات

    تعلم اللغة الجديدة

    برامج تبادل اللغات تُنظمها بعض الجهات في بلاد مختلفة بهدف إتاحة الفرصة للمنضمين لتعليم بعضهم البعض لغاتهم الأصلية من خلال المحادثة. حيث يتحدث كل شخص بلغة الآخر ليفهم كلٌ منهما ما يقوله الآخر وفي نفس الوقت تطوير اللغة الجديدة لكلٍ منهما عبر التصحيح لبعضهما.

    قراءة كتب ومؤلفات باللغة الجديدة

    تعلم اللغة الجديدة

    من أكثر الطرق نجاحًا في تطوير المفردات الجديدة لديك وتمكينك من إتقان اللغة، وهي الاطلاع على كُتب ومؤلفات باللغة الأجنبية التي ترغب بتعلمها. إذ يُمكن أن تعثر على تعبيرات ومصطلحات لا تتعلمها بالطرق العادية من خلال قراءة الكتب الأجنبية.

    الاستماع إلى برامج صوتية أو محطات الراديو الناطقة باللغة الأجنبية المرغوبة

    تعلم اللغة الجديدة

    توظيف محطات الراديو أو البودكاست أو حتى الاستماع إلى أشرطة ناطقة باللغة المرغوبة سيُتيح لك فرصة التعلم بشكلٍ أسرع واستيعاب المعرفة اللغوية.

    إذ تمنحك هذه التجارب السمعية فرصة تجميع المعلومات بشكلٍ أسرع من خلال إجبار الدماغ على استيعابها.

  • كتب الأستاذ #عصام_ الياسري..في أي إتجاه تسير الثقافة في العراق؟..

    كتب الأستاذ #عصام_ الياسري..في أي إتجاه تسير الثقافة في العراق؟..

    Image result for ‫عصام الياسري‬‎

    في أي إتجاه تسير الثقافة في العراق؟

    عصام الياسري

    أكثر من عشر سنوات مضت على غزو العراق في العام 2003واحتلاله، والخطاب السياسي العراقي “الديمقراطي”؟ لا يزال ملتبساً يراوح في مكانه، ولم يتضح بعد لا المضمون المؤسساتي ولا الإداري للدولة. كما بدأ الشك في ضوء الاحداث السلبية واضحا في عجز صناع القرار الجدد في مختلف مجالات “عصر” التوافق الطائفي، في الحفاظ على الثوابت الوطنية والمواءمة بين الرؤية الواقعية للمجتمع، وامكاناته التقنية والبشرية لتجاوز الأزمات المتعددة التي تمر بها البلاد منذ الاحتلال. إضافة إلى غياب خارطة طريق سياسية واضحة تقنع الرأي العام برغبة “السلطة” في عملية التغيير باتجاه التقدم والبناء وإنشاء مؤسسات “وزارات” كفوءة تخضع لمراقبة القضاء والقانون والمجتمع. ولم يصار لحد الساعة لا تقييم الحقبة الديكتاتورية السابقة بشكل موضوعي، ولا العمل على معالجة آثارها ومنع تكرار مظاهرها السلبية وفق مفاهيم وأهداف وغايات وطنية واضحة المعالم.

    وبعد عشر سنوات على تلك الحرب على العراق وشعبه، نسأل: ماذا حصد هذا البلد العريق بحضارته وثقافاته وتنوع طوائف مجتمعه؟ وكيف سيكون مستقبله في ظل تناحرات طائفية وعرقية، تبدو عسيرة على الحل؟.

    لكن يبقى ايضا السؤال الكبير: ما المصلحة في خراب ثقافة هذا البلد ونهب آثاره وتدمير حضارته؟.

    في عام 2003 قامت الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها في حلف شمال الأطلسي “الناتو” بمساعدة المنظومة العربية والأقليمية بشن حرب كونية ثانية على بلاد الرافدين “العراق” أستعملت فيها كل أنواع الأسلحة منها “اليورانيوم والكيميائي” المحرم دولياً والذي خلف ولا يزال الكثير من الخراب والضحايا والأمراض والعذابات، وفي ظل تداعيات سياسية وعسكرية غامضة تعرض العراق قبل ذلك الزمن بإثنا عشر عاماً لحرب ما يسمى بـ “تحرير الكويت” بقيادة الولايات المتحدة ومساعدة قوات التحالف الأجنبية والعربية. سلخت هاتين الحربين اللتين خلفتا دمار المدن والمؤسسات والبنى التحتية، العراق لعقود عن مداره المعاصر وجرى عن قصد تدمير هويته الثقافية ونهب إرثه الحضاري. وأصدرت آنذاك المنظمة الدولية “هيئة الأمم المتحدة” قراراً تفرض بموجبه الحصار الأقتصادي والعلمي والثقافي على المجتمع العراقي، لتصبح شريكاً في العدوان وتشجيع الحرب على بلد كالعراق، عضواً في المنظمة الدولية وأحد مؤسسيها، الأمر الذي أدى إلى حرمان أبنائه بمن فيهم الأطفال من الحصول على ابسط وسائل التعليم: الكتاب والدفتر وقلم الرصاص بالإضافة إلى حجر وسائل المعلومات الألكترونية.

    واليوم يواجه المجتمع العراقي أسوأ مسارٍ لا يتناغم مع بصيرة الانسان وعقله، حيث يجري وسط جدل مثير للغاية وبحجة تنمية الفكر والاصلاح الاسلاموي خنق “الثقافة” وتهديم أركانها الهامة في تطور المجتمع وإنماء وعيه. وبواسطة العملية السياسية المترنحة على أطلال هلامية لم تفرخ بعد أحلام السلطة كـ “الديمقراطية و الحرية”، يتعرض أهل العلم والفكر والثقافة والإعلام العراقيين للقتل والملاحقة، الأمر الذي أدى إلى هجرة العديد منهم خارج وطنهم حيث يعانون من مشاكل إنسانية ومجتمعية جمة. ويبدو أن المشروع الثقافي في إطاره العام في العراق تحت رحمة الكتل والأحزاب الطائفية والشوفينية الحاكمة، لن يستطيع إعمار وهيكلة أوضاعه أو المساهمة ببناء كيان مستقل للدولة، ليصبح مشروعاً لا يستطيع في ظل “ثقافة الجهل” أن يتنقل بشكل صحي بين واحات المعاهد والمراكز والمؤسسات الثقافية داخل الوطن وخارجه.

    ومع ضجر المجتمع العراقي بمختلف إتجاهاته من سلوك السياسة والسياسيين، تضاءل دور المثقفين وحوصرت الثقافة ووضعت العراقيل أمام تطورها ما تسبب من خراب لعقل الانسان والفكر. واتجهت دوائر الدولة المعنية وبشكل خاص وزارة الثقافة عن عمد لتطويق المؤسسات الثقافية كإتحادات الفنانين أو الأدباء وسواها. وقامت بالإمتناع عن تقديم المساعدات المادية لها أو تأسيس مراكز ثقافية رديفة تتمتع بدعم متعدد الأشكال. ولم يتمحور هذا النشاط حول الأسرة الثقافية في الداخل إنما إتجه نحو الخارج في خطوة لإستهداف نشاط الجمعيات الثقافية العراقية في المهجر، لتصاب بالقطيعة وتحرم من تكافؤ الفرص حالها حال دور الثقافة غير الطائفية في العراق. ففي السنوات الأخيرة رصدت الدولة العراقية مبالغ طائلة لتأسيس مراكز ثقافية في الخارج، لم تعرف لحد الآن اهدافها ولا هوية طواقمها. وبات مكشوفاً بأن هذه المراكز الثقافية التي أنشئت في بعض العواصم كبيروت واستكهولم ولندن وأمستردام وبرلين لاحقاً “والحبل على الجرار”، لم تستطع قياساً بحجم المبالغ التي تصرف لها، القيام بأي مشروع ثقافي جدير بالاستحسان. ولم تصنع مناخات ثقافية عراقية متنوعة تخدم حضارة وادي الرافدين العريقة.

    عندما نتحدث هنا عن الثقافة نقصد بذلك إجمالاً “الفن والأدب والإعلام” التي يستقيم نحوها كل إعتبار ومال، كونها وبكل ما تملكه من عناصر ومقومات، قبلة المجتمع في أي ظرف ومقياس.. والأنظمة القائمة في العديد من الدول على أسس ديمقراطية تأخذ برأي المثقف، وتضع له منزلة خاصة في الشأن الاجتماعي السياسي ذاته، لأنها تدرك أن صناعة العقل لا تتحقق إلا بوساطة المثقف والثقافة المتحررة من هيمنة وقيود السلطة. إن احترام الدولة للثقافة والمثقف واجب من صميم مسؤولياتها وإحترامها للمجتمع الذي يجل تراثه ويعتز برواد تقافته ومبدعيها.

    إن انتشار ظاهرة ثقافة “التظليل” التي تمارسها السلطة السياسية عبر وسطاء “الثقافة” يشكل أسلوباً بدائياً متخلفاً ويروج لثقافة العشيرة التي ينبغي مواجهتها بحزم من أجل إرساء مفاهيم تجعل من الثقافة عاملاً مؤثراً في حل الأزمات ومشاكل المجتمع السياسية والإقتصادية والإجتماعية بشكل ينسجم وعناصر الدفاع عن مصالح الأمة الوطنية.. يقول الكاتب والمفكر د. سّيار الجميل: “منذ أن يكون للدولة قوة روحية ومعنوية من خلال ما تجسده من أفكار ومبادئ وأخلاق ومن خلال الدعم في مجالات حقوق الإنسان والبنيتين التحتية والفوقية وما تبدعه في مجالات الثقافة والفنون، مما يؤدي بالآخرين إلى احترام هذا الأسلوب والإعجاب به ثم اتباع مصادره”.ـ على المثقف العراقي تقع اليوم مهمة الدفاع عن إرثه الثقافي والحضاري كي لا يتعرض العراق وأجياله إلى تداعيات خطيرة غير محسوبة قد تؤدي بمستقبله.

    وعلى ما يبدو فإن المشهد الثقافي سيبقى جزءاً من اللعبة السياسية، وبسببه سيتراجع مضمون الثقافة وتتدنى كثيراً من ناحية انتاج مستوياتها الإبداعية. ففي ظل مفارقة غريبة، رشحت “بغداد” من قبل مجلس الجامعة العربية لأن تكون عاصمة للثقافة العربية لعام 2013. لكن هذه الموافقة كما ورد في وسائل الإعلام لم تكن لتتم إلا بعد أن قدم المسؤولون العراقيون تعهدات لدول عربية وإقليمية، لا تخلو من مقايضات سياسية لها علاقة بما يجري في المنطقة، بالإضافة للأموال التي أغدقتها الخارجية العراقية على شخصيات في مجلس الجامعة لتمرير المشروع بإنسيابية. لكن ما الهدف من ذلك والعراق يعاني من قيد ظلامي شائك، ومن حكم طوائف وميليشيات لا تهمها الثقافة بقدر ما يهمها نهب المال العام وممارسة الابتزاز والتهديد والرشق المتبادل. أزمات كثيرة يعاني منها المجتمع العراقي أكثرها تعقيداً أزمة الثقافة، التي لا يستطيع السياسي دون “المثقف” الحقيقي توفير الشروط اللازمة ليجعل العاصمة “بغداد” تقوم حقا بمثل هذا الدور الحضاري الكبير.

    رصدت الدولة العراقية “وزارة الثقافة” لهذا المشروع الذي جاء بعد مشروع “النجف” مدينة للثقافة الإسلامية 2012 والذي شكل فضيحة كبرى في هدر المال العام. “نصف مليار” دولار أمريكي رغم أنه لا يمتلك مقومات مؤسساتية حرفية وفنية وإدارية ومهنية، ويشاع في الأوساط الإعلامية بأن الرقم الحقيقي هو “مليار” دولار. ذهب ثلثين منه لجيوب المسؤولين وأحزابهم وأتباعهم، فيما صرف الثلث المتبقي على أمور الإدارة والتنظيم وتمويل الفعاليات وسفر وإقامة المشاركين. ويبدو أن ميزانية كلا المشروعين قد أقر وفقاً لمبدأ “التوافق”، إذ لابد وأن يتم الاتفاق على حجم الحصص وتوزيعها بين جميع الكتل السياسية قبل الشروع بالتوقيع على اي مشروع حتى وان كان مشروعاً ثقافياً.

    السؤال لماذا يقوم المسؤولين العراقيين بهدر كل هذه الأموال الطائلة في زمن يعاني العراق من الخراب والمواطن من القهر والارهاب وإنتشار الفوضى والأمراض الخطيرة؟. ولماذا يتم سحق الثقافة والمثقفين، ولا يصرف لأحدهم فلس إلا بالوفاء لهذا الحزب أو تلك الكتلة.

    لقد آن الأوان لإعادة النظر بعقلانية وموضوعية ليس تجاه الشأن السياسي وحسب، إنما تجاه كل مدارات “الثقافة” وجوهر مفاهيمها الفلسفية والفكرية التي نالها أخطبوط الصراع على السلطة وحول هذا القطاع الهام في حياة الشعب ومستقبله إلى أنماط وتصنيفات هامشية. كما ينبغي ان يكف المسؤولين السياسيين عن إعتبار الثقافة والمثقفين العراقيين مشروعاً ايديولوجياً مؤطراً لصالح هذا الحزب أو ذاك.

    سؤال أخير: متى يخرج المثقفون العراقيون من عهد الوصاية للمطالبة بتأسيس مجلس أعلى للثقافة ينتخب من قبلهم على غرار ما هو قائم في أغلب دول العالم وتحويله إلى هيئة مستقلة تدار بشكل ديمقراطى بعيدا عن أي تدخل من قبل السلطة، في سياسته، الثقافية الوطنية؟.

    عصام الياسري

    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    *تنويه / مجلة المفتاح  لا تتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم.

  • كتب الأستاذ #غسان_ القيم.. اكتشفت في ابلا “تل مرديخ”عن #أقدم_ قصيدة _حب_ في العالم.. التي يعود تاريخها الى عام”2400” قبل الميلاد..اقول في مناسبة عيد الحب..

    كتب الأستاذ #غسان_ القيم.. اكتشفت في ابلا “تل مرديخ”عن #أقدم_ قصيدة _حب_ في العالم.. التي يعود تاريخها الى عام”2400” قبل الميلاد..اقول في مناسبة عيد الحب..

    اكتشفت في ابلا “تل مرديخ”عن اقدم قصيده حب في العالم التي يعود تاريخها الى عام”2400″ قبل الميلاد..اقول في مناسبة عيد الحب..
    عن هذه القصيده”الأنشوده” التي اكتشفت في القصر الملكي في ابلا. بأنها اكمل واجمل النصوص الادبية في العالم..نظمها شاعر ابلائي لا نعرف اسمه. منذ مايزيد عن اربعة وأربعين قرنا..وقد قام بترجمتها العالم اللغوي الايطالي “ادزارد”
    وفيها نجد ان الشاعر الابلائي قد نذز نفسه..ان يضع امام محبوبته الابلائيه كل خوافي نفسه ومشاعره..كل تعابيره الشعريه..وكل ماادخره من قوت لأيام شدته..يقول :
    “انه سينحت تمثالا من الصخر الأسود..
    وسيضعه في مكان مرتفع..
    وسينقش أسمه على فؤوس المحاربين..
    وسيكتب على بابي الاله انليل عبارات التمجيد..
    وعلى ازيال الشمس..
    سيذكر هذا المحبوب.!!.
    سيقدم الأضاحي والقرابين..
    سبعة رجال..وسبع اماء..
    في أول كل شهر..
    وسيطلي بالبياض أبواب المدينة
    ولبنات الأسوار..
    ولن ينغص محبوبه.!!.

    قطوف سامقة من صفحة المفكر السوري الكبير المؤرخ الدكتور على القيّم..النص الابلائي والشروحات والدراسه الممتعة موجوده في كتاب “امبرطوريه ابلا “الصادر عن دار الابحدية في دمشق عام 1989 وهي رساله الدكتوراه التي تقدم بها الدكتور القيّم الى معهد الاستشراق في موسكو….
    الصورة الاولى هي لكاتب من إبلا والثانية غلاف الكتاب امبراطورية إبلا ..

    ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏شخص أو أكثر‏ و‏أشخاص يجلسون‏‏‏
    لا يتوفر وصف للصورة.
    التعليقات
    • Khokha Nasr St
  • مقال للصديق أوزچان يشار ..قدمته:يسرية الشبكشي..يسرية الشبكشي  .. أنا لست أنتَ .. فاقبلنى كما أنا !

    مقال للصديق أوزچان يشار ..قدمته:يسرية الشبكشي..يسرية الشبكشي .. أنا لست أنتَ .. فاقبلنى كما أنا !

    أنا لست أنتَ .. فاقبلنى كما أنا ! ………………………………………… ( أكثر النزاعات بين البشر سببها المبالغة في التوقعات وخلو المنطق من الحلول وغياباً لقيمة فهم وجهات النظر الأخرى والغلو فى الإعتداد بالذات والإستعلاء على حساب كرامة الآخر وحقه فى الحياه لذلك تفكر وتدبر وأنت تقود سفينة حياتك .. ضع نفسك مكان الآخر .. لا تظلم .. لا تغدر .. لا ترى الصواب من وجهة نظر أحاديه فقد تكون أنت المخطيء وأنت لا تدرى ! ) …………………………………………………………

    ١-عاملني بما تحب أن أعاملك به و لاتعطى لنفسك حقاً وتحرمنى منه ولا تبدأنى بمظلمه وتلومنى إن رددت إليك بضاعتك ! ٢- ليس شرطا أن تقتنع بما أقتنع به وفهمى لك لا يعني القناعة بما تقول ! ٣- يستحيل أن ترى بزاوية 360 درجة وليس من الضروره أن ترى ما أرى ! ٤- معرفة الناس للتعايش معهم لالتأديبهم .. ما تصلح له أنت قد لا أصلح له أنا ! ٥-إقبلني كما أنا حتى أقبلك كما أنت .. ولا تمارس علىَّ دور الأستاذ المحق دائماً ! ٦- الحوار للإقناع وليس للإلزام .. واسمعنى كما أسمعك و ما يزعجك وما يزعجنى يمكن أن يزول بالتفاهم ! ٧- ساعدني على توضيح رأيى و ساعدني أن أفهم وجهة نظرك وإفهم مقصدي ولا تتصيد عثراتي ! ٨- إختلاف أنماط الناس إيجابي وتكاملي و شيء طبيعي في الحياة .. وأعلم أن الموقف والحدث قد يغير نمط الناس فلا تتعجب ! ٩- لايتفاعل الإنسان إلامع المختلف عنه وليس المختلف معه .. إختلاف الألوان يعطي جمالا للوحة ! ١٠- أنت جزءٌ من كلٍ في منظومة الحياة .. الاختلاف إستقلال ضمن المنظومة ! ١١- الحياة تقوم على الثنائية .. فاعلية يديك تكمن باختلافهماوتقابلهما .. لعبة كرة القدم تكون بفريقين مختلفين ! ١٢- لو أن الناس بفكر واحد لقُتل الإبداع .. و كثرة الضوابط تشل حركة الإنسان ! ١٣- يغلب على الناس الخير والحب والطيبة .. الناس بحاجة للتقدير والتحفيز والشكر .. إبتسم وأنظر للناس بإحترام وتقدير فهم فى حاجه لمودتك فليس من العدل ان تستأثر بالأخذ دون العطاء ! ١٤- إبحث عن صوابي فالخطأ منى طبيعي .. أنظر للجانب الإيجابي في شخصيتي ! ١٥- لا يخلو إنسان من حاجة وضعف .. لولا حاجتي وضعفي لما نجحت أنت .. أنا عاجز من دونك .. وأنت عاجز من دونى .. لولا أنك مختلف لما كنت أنامختلف ! ١٦- أنا لا أرى وجهي لكنك أنت تراه .. إن حميت ظهري أحمي أنا ظهرك ! ١٧- الحياة تتسع لي أنا وأنت وغيرنا .. كما لك حق فلغيرك حق .. ما يوجد يكفي الجميع ! ١٨- يمكنك تغيرنفسك ولايمكنك تغيير نفسي .. اختلاف وجهات النظر لايفسد للود قضيه ! ١٩- الحياه جميله ولكنها قصيره فلا تفسدها بالخلاف والتباغض والتباعد وإفتراض صحة آرائك وفرضها على الآخر ! ٢٠- كن جميلاً ودوداً متسامحاً فالدنيا مرآه تعكس أفعالك كى ترى منها أبهج الألوان .. ولا تكن متكبراً عنيداً وتقذفها بقسوتك فتنكسر بين يديك ! ٢١- أخيراً .. بعض الوجوه التى تراها تبتسم قد تخفى قلوباً تنزف دماء .. فلا تتخذ القسوة شريعه و سوء الظن منهاجاً ! …………………………… تحياتى ومودتى للجميع كيفما كان إختلاف نمط حياتنا وقناعاتنا ووجهات نظرنا فى شؤون الحياه .. وتمنياتى لكم بسعاده تدوم ما أحيانا الله وأحياكم ! …………………………………………………… (بعض هذه البنود من مقال للصديق أوزچان يشار بتصرف )
    ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص أو أكثر‏‏
    ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص أو أكثر‏‏
    ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏‏وقوف‏ و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏‏‏
    ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص أو أكثر‏‏
    • يسرية الشبكشي
      يسرية الشبكشي كن جميلاً ودوداً متسامحاً فالدنيا مرآه تعكس أفعالك كى ترى منها أبهج الألوان .. ولا تكن متكبراً عنيداً وتقذفها بقسوتك فتنكسر بين يديك !
      ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص أو أكثر‏‏
    • Eman Mohamed
      Eman Mohamed الله عليكي تسلمي ويسلم قلمك الجميل زيك يا اميرة انتي …صباحك محبه وورد يسرية الشبكشي
      ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏‏زهرة‏، و‏نبات‏‏ و‏طبيعة‏‏‏
  • قبل فوات الأوان .. وأنا عمري 4 أعوام : أبي هو الأفضل ..وأنا عمري 60 عاما : أبي هو الأفضل – مشاركة:  Rafik Kehali

    قبل فوات الأوان .. وأنا عمري 4 أعوام : أبي هو الأفضل ..وأنا عمري 60 عاما : أبي هو الأفضل – مشاركة: Rafik Kehali

    48404454_1514280942037684_4069941748770537472_n
     قبل فوات الأوان

    وأنا عمري 4 أعوام : أبي هو الأفضل
    وأنا عمري 6 أعوام : أبي يعرف كل الناس
    وأنا عمري 10 أعوام : أبي ممتاز ولكن خلقه ضيق
    وأنا عمري 12عاما : أبي كان لطيفا عندما كنت صغيرا 
    وأنا عمري 14 عاما : أبي بدأ يكون حساسا جدا
    وأنا عمري 16 عاما : أبي لا يمكن أن يتماشى مع العصر الحالي
    وأنا عمري 18 عاما : أبي ومع مرور كل يوم يبدو كأنه أكثر حدة
    وأنا عمري 20 عاما : من الصعب جدا أن أسامح أبي ، أستغرب كيف إستطاعت أمي أن تتحمله
    وأنا عمري 25 عاما : أبي يعترض على كل موضوع
    وأنا عمري 30 عاما : من الصعب جدا أن أتفق مع أبى ، هل ياترى تعب جدى من أبي عندما كان شابا
    وأنا عمري 40 عاما : أبي رباني في هذه الحياة مع كثير من الضوابط ، ولابد أن أفعل نفس الشيء
    وأنا عمري 45 عاما : أنا محتار ، كيف أستطاع أبي أن يربينا جميعا
    وأنا عمري 50 عاما : من الصعب التحكم في أطفالي ، كم تكبد أبي من عناء لأجل أن يربينا ويحافظ علينا
    وأنا عمري 55 عاما : أبي كان ذا نظرة بعيدة وخطط لعدة أشياء لنا ، أبي كان مميزا ولطيفا .
    وأنا عمري 60 عاما : أبي هو الأفضل

    جميع ما سبق إحتاج إلى 56 عاما لإنهاء الدورة كاملة ليعود إلى نقطة البدء الأولى عند ال 4 أعوام.

    فلنحسن إلى والدينا قبل أن يفوت الأوان ولندع الله أن يعاملنا أطفالنا أفضل مما كنا نعامل والدينا.
    قال تعالى:
    ” وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا ”
    ” وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا”
    الإسراء (23 + 24)
    ” منقول ”

    48409323_2028104794149362_1057084867084288000_n

  • حقيقة الأبراج والتنجيم.. عنوان الحملة ( لا للتنجيم ،،، نعم للعلم ) ..عدد الأبراج الفلكية 13 وليس 12 – الجمعية الفلكية السورية ..

     تمت مشاركة ‏منشور‏ من قبل ‏‎Fareed Zaffour‎‏.
    ربما تحتوي الصورة على: ‏‏نص‏‏
    Abdul Aziz Snoubar إلى الجمعية الفلكية السورية

    تبدأ الجمعية الفلكية السورية الحملة العلمية التي تقيمها في نهاية كل عام لتوضيح حقيقة الأبراج والتنجيم.
    عنوان الحملة ( لا للتنجيم ،،، نعم للعلم )
    الحقائق التالية ثابتة بالدلائل العلمية التي لا تقبل أي مجال للشك:
    1- عدد الأبراج الفلكية 13 وليس 12
    البرج رقم 13 هو برج الحواء من 29/11 وحتى 17/12
    وهو يشكل برج 2% من مجموع سكان الأرض تقريباً
    2- الأبراج الحالية مختلفة عن الأبراج التي وضعها البابليون قبل 2000 سنة، فالآن حوالي 84% من الناس رجع برجهم برج واحد إلى الوراء،،، وحوالي 0.2% من الناس رجع برجهم برجين إلى الوراء ،،، بينما بقي فقط ما يقارب 14% بنفس البرج
    وتجدون في اول تعليق جدولاً يوضح الأبراج الحالية والأبراج القديمة
    3- لايوجد أي برج مدته 30 يوم أبداً ( الجدول المرفق يوضح ذلك)
    4- النجوم من البعد بحيث لا يصل أي تأثير ثقالي أو كهرطيسي للأرض فكيف للإنسان ؟؟؟

    من ناحية أخرى فإن هناك أمرين هامين:

    1- وفقاً للمادة (754) من قانون العقوبات السوري.
    يُعاقب بالحبس وبالغرامة من يتعاطى بقصد ـ الربح المادي ـ مناجاة الأرواح، والتنويم المغناطيسي، والتنجيم، وقراءة الكف، وقراءة ورق اللعب، وكل ماله علاقة بعلم الغيب، وتُصادرالألبسة، والعُدد المُستعملة، وتُزداد العقوبة في حال التكرار
    2- في كل الشرائع والأديان السماوية ( لا يعلم الغيب إلا الله )

    نرجو منكم مشاركة هذا المنشور على أكبر نطاق لإيصال الحقيقة إلى كافة الناس.

    الجمعية الفلكية السورية
    لنستعد أمجادنا في علم الفلك

  • يتمتع كل شخص بشخصية مختلفة عن الآخر..فما هي الـ 3 أشياء التي تفعلها النساء وتظنّ أنها تثير الرجال بينما هي العكس تماماً..

    يتمتع كل شخص بشخصية مختلفة عن الآخر..فما هي الـ 3 أشياء التي تفعلها النساء وتظنّ أنها تثير الرجال بينما هي العكس تماماً..

     3 أشياء تفعلها النساء وتظنّ أنها تثير الرجال بينما هي العكس تماماً

     

    كل شخص يتمتع بشخصية مختلفة عن الآخر، لكن حين يتعلق الأمر بالإعجاب أو المواعدة، هناك بعض الصفات التي تلقى استحسان الرجال أكثر من بعض الصفات الأخرى. سواء تعلق الأمر بلون الشعر، أو الملابس، أو حتى طريقة الكلام…
    فلكل شخص ذوق خاص به، لكن الرجال يكرهون أحياناً صفات معينة في الفتاة دون سبب واضح.
    ولتدعيم هذه النظرية، قام الخبير “شون إبراهيم” من موقع “Elite Daily” الأميركي بعمل دراسة على بعض الشباب وسألهم عن الأشياء التي يكرهونها في النساء.
    وكانت النتائج فيما يلي :



    1) الشفاه الممتلئة :




    بحسب الإستطلاع الذي قام به “شون” فإن 80% من الرجال يكرهون الشفاه الممتلئة وأحمر الشفاه الفاقع ولا يثير اهتمامهم البتة، بل على العكس، بحيث أن أحمر الشفاه المبالغ فيه، يجعل الفتاة تبدو أكبر من سنها الحقيقي بكثير.

    2) الوشوم :




    الرجال عموما لا يحبون مشاهدة الوشوم على أجساد الفتيات، فبالنسبة لمعظم الرجال، الوشم في المرأة لا يعد من عوامل الجذب، بل على العكس يقلل من جاذبية المرأة بنسبة عالية.

    3) قصات شعر قصيرة :




    انتشرت في السنين القليلة الماضية موضة الشعر القصير عند الفتيات، وأصبحت العديد من النساء وحتى النجمات العالميات يقمن بها معتقدين أنها تثير الرجال، لكن بحسب الدراسة التي قام بها موقع “Elite Daily”، فإن هذه القصات تُنفر عدد كبير من الرجال ولا يريدون مشاهدتها في المرأة أبداً، وبحسب الدراسة، 40% من الرجال يعتقدون أن تلك التسريحات دليل على انحراف المرأة 

  • تعلم ماهي الصورة الحقيقية للأب ..ومع الـ 11 نصيحة وحكمة .. – مشاركة ‏: ‏‎Sameer Wanoos‎‏.

    تعلم ماهي الصورة الحقيقية للأب ..ومع الـ 11 نصيحة وحكمة .. – مشاركة ‏: ‏‎Sameer Wanoos‎‏.

    ربما تحتوي الصورة على: ‏‏نص‏‏

    ‏‎Sameer Wanoos‎‏ 
      
     تمت مشاركة ‏منشور‏ من قبل ‏‎Sameer Wanoos‎‏.
    ربما تحتوي الصورة على: ‏‏نص‏‏
    رضوان أسعد كلام حكم..ياريتنا اخذنا بهذا الكلام..كي ياخذوا اولادنا به..تسلم ابو محمد
    رد Sameer Wanoos · 
    Younes Wannous
    Younes Wannous الله يحميك يا ابي ويمد بعمرك