Category: تربية وتعليم

  • ينشر”المشهد اليمني” أهم أحداث عام 2019م..التي غيرت مسار التحالفات سياسياً وعسكرياً..


    ”المشهد اليمني” ينشر أهم أحداث عام 2019م غيرت مسار التحالفات سياسياً وعسكرياً
    شهد عام 2019م تطورات مهمة أدت الى تغيير الخارطة العسكرية والسياسية وأعادة رسم التحالفات على الارض بعد خمس سنوات من الحرب الطاحنة.

    المشهد اليمني، يرصد أهم تلك الاحداث على الملفين السياسي والميداني وهي على النحو التالي:

    يناير:
    افتتح عام 2019م في شهر يناير بهجوم شنته مليشيا الحوثي بطائرة مسيرة استهدفت قاعدة العند التابعة لمحافظة لحج ما أدى الى مقتل العديد من الضباط والجنود بينهم رئيس دائرة الاستخبارات العسكرية اللواء محمد صالح طماح ونائب رئيس أركان الجيش ونائبه صالح الزنداني.

    وفي نهاية شهر يناير أيضاً، اندلعت المعارك بين قبائل حجور بمحافظة حجة، غرب شمال البلاد، وبين مليشيا الحوثي وشهدت المناطق حربا هي الأعنف منذ سنوات أدت في نهاية المطاف إلى سيطرة المليشيا على المنطقة بالكامل.
    فبراير
    في شهر فبراير أعلنت الحكومة عن وفاة نائب رئيس هيئة الاركان اللواء صالح الزنداني في العاصمة الاماراتية أبو ظبي متأثرا بجراحه جراء القصف الحوثي على قاعدة العند.

    وفي منتصف الشهر، فجر ظهور وزير الخارجية خالد اليماني جدلا واسعاً استمر لعدة أيام أثناء ظهوره إلى جوار رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نيتنياهو في مؤتمر وارسوا.
    مارس
    في مطلع شهر مارس سيطرة مليشيا الحوثي على قرى حجور بمحافظة حجة، وأدت المعارك إلى مقتل القيادي أبو مسلم الحجوري وعددا من مشايخ أبناء المنقطة بعد صمودتهم في المعركة وتراخي الحكومة في دعم المقاومة.
    وفي 29 من الشهر ذاته انلعت المعارك الاكثر عنفاً في محافظة الضالع بين القوات المشتركة من جهة ومليشيا الحوثي من جهة أخرى أدت إلى سيطرت المليشيا على مدينتي مريس وقعطبة وسقوط جبل ناصة الاستراتيجي المتاخم لمدينة دمت.
    إبريل
    في شهر يناير عقد مجلس النواب في مدينة سيئون وهي أول جلسة له بعد أربع سنوات من الانقطاع المتواصل شكلت ضربة قوية للمليشيا في صنعاء، وتم اختيار رئيس جديد للبرمان سلطان البركاني.

    مايو
    في شهر مايو استهدفت صواريخ إيرانية شركة أرامكو السعودية أكبر نفطية في العالم، وقام الحوثيون بالاعلان عن مسؤوليتهم وتبنيهم الضربة، فيما اتهمت السعودية لاحقا وتقارير غربية بأن القصف جاء من المناطق الشمالية للمملكة في إشارة واضحة لضلوع إيران وراء العملية.

    يونيو
    شهد شهر يونيو هدوءاً عدا التوتر الذي جرى في جزيرة سقطرى بين السلطات المحلية ومسلحين موالين للامارات حيث قام المسلحين بمحاولة اقتحام ميناء خولاف في سقطرى.

    يوليو
    في مطلع شهر يوليو بعد أن تصاعدة حدة التوتر في المنطقة بين امريكا وايران ثم انسحاب أمريكا من أي ضربة ضد طهران أعلنت الامارات عن انسحاب قواتها العسكرية من اليمن وبدأت بسحب بطاريات باتريوت من مأرب وصوراح غرب المحافظة.

    أغسطس
    في شهر أغسطس كان هو الشهر الأكثر حدثاً في اليمن على امتداد العام من بدايته إلى نهايته حيث نفذت مليشيا الحوثي هجوما على عرض عسكري في مدينة عدن قتل فيه قائد الحزام الامني في عدن منير أبو اليمامة المدعوم من الامارات.
    وعقب مقتل أبو اليمامة، نفذ المجلس الانتقالي وقواته العسكرية المدعومة من الامارات عمليات عسكرية ضد قوات الجيش والحكومة الشرعية أدت الى معارك طاحنة قتل وجرح خلالها المئات من الطرفين.
    وانتهت المعارك بتقدم القوات الشرعية على عددا من معسكرات الحزام الامني غير أن وساطة تقدمت بها السعودية أدت إلى انسحاب الجميع ووقف اطلاق النار.

    وفي 29 اغسطس شن طيران الاماراتي قصفا على تجمعات من الجيش في منطقة العلم بين عدن وأبين أدى إلى 300 ما بين قتيل وجريح.
    وأدى هذا الاعتداء الاماراتي على أفراد الجيش تقدم الحكومة بطلب من مجلس الامن عقد جلسة “لبحث القصف السافر الاماراتي على الجيش”.

    سبتمبر
    في شهر سبتمبر تعرض قائد القوات السعودية في محافظة حضرموت العقيد استهداف ادى الى مقتله مع اثنين من مرافقيه بانجفار عبوة ناسفة في شبام حضرموت.
    أكتوبر
    في شهر اكتوبر شهدت جزيرة سقطرى صراعا بين الحكومة والامارات حيث اوعزت الاخيرة لموالين لها من بينهم قائد الشرطة بعد اقالته الى التمرد ضد السلطات المحلية.
    كما شهد الشهر اعلان التحالف عن شكره للامارات على ما قدمته من عمل في عدن واستلم منها أماكن تواجدها في المدينة خلال خمس سنوات.
    وشهد الشهر أيضاً محاولة اغتيال استهدفت وزير الدفاع الفريق محمد المقدشي وذلك عبر صاروخ استهدفه أثناء تواجده في معسكر صحن الجن شرق محافظة مأرب.

    نوفمبر
    في شهر نوفمبر أتفت الحكومة الشرعية مع المجلس الانتقالي في الرياض على نزع فتيل الحرب في عدن والتوصل الى اتفاق سياسي وعسكري.
    كما شهدت منتصف الشهر عملية قصف ثاني شنته المليشيا على مقر وزارة الدفاع أسفر عن مقتل 4 ضباط في الجيش.

    ديسمبر
    شهد شهر ديسمبر ركوداً عسكرياً في الجبهات غير أن الملف السياسي شهد تعثرا لاتفاق الرياض الذي ابرم بين الشرعية والانتقالي والذي من المقرر أن الاتفاق كان قد بدأت تطبيق مضامينه.
  • نقدم لكم أهم الأحداث و أبرز الأحداث الإقتصادية في العام 2019م..عرض بانوراما.


    بانوراما اقتصادية أبرز الأحداث الاقتصادية في 2019م
     31 ديسمبر، 201970  6 دقائق


     
    أزمة الوقود.. والهكرز الحكومي الأبرز على الإطلاق
     
    نودع العام 2019م والذي حدثت فيه تغييرات جذرية  وأحداث  كبيرة غيّرت مجرى الأوضاع السياسية والاقتصادية في السودان، وعلى رأس تلك الأحداث ثورة ديسمبر المجيدة التي أدت إلى تغيير كامل في مشهد الأحداث كافة، ونقلت البلاد إلى مرحلة مفصلية.
    وهنا نستعرض أهم الأحداث الاقتصادية التي حملها العام  الماضي.
    إعداد ـ القسم الاقتصادي
    قطاع الاتصالات
    المواقع الحكومية.. اختراقات الـ(هاكرز) متواصلة…
    في الخامس عشر من يناير من عام 2019 تعرضت بعض المؤسسات الحكومية والخاصة إلى العديد من الهجمات الإلكترونية واختراقها من قبل قراصنة وهكرت مواقع حساسة في الدولة منها  بحسب المركز القومي للمعلومات، يتم رصد نحو 200 محاولة اختراق وتهكير لمواقع حكومية على الإنترنت يومياً، ولم تسلم منها حتى وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات التي تعرض موقعها الرسمي لتهكير مرتين في العام المنقضي والسابق له، مما أدى في إحداها لتوقف موقع وزارة الاتصالات عن العمل كلياً.
    أزمة الوقود
    شهد العام  أزمة وقود طاحنة، والتي كانت واحدة من الأزمات التي أطاحت بحكومة الرئيس السابق عمر البشير في أبريل، وتعتبر  أول التحديات التي  واجهت حكومة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك.
    وأرجعت مصادر مطلعة هذه الأزمة إلى تعطل أحد الأجزاء الرئيسية لمعالجة البنزين في مصفاة الخرطوم للبترول، لكن مسؤولاً رفيعاً في وزارة الطاقة والتعدين اتهم عناصر من الدولة العميقة (النظام السابق) بالتسبب في أزمة الوقود الحالية، عبر تكسير مواعين التوزيع بين إدارة الإمداد وشركات التوزيع، متوعداً باتخاذ إجراءات عقابية رادعة في مواجهة من يحاولون عرقلة سير العمل في دواليب الدولة وخلق أزمات مفتعلة خلال الفترة المقبلة، وكل من يتسبب في أزمة الوقود، مؤكداً أن المخزون الاستراتيجي للبنزين والجازولين يكفي حاجة البلاد لفترة 54 يوماً
    قطاع  النقل والمواصلات
    طرات أزمة حادة في المواصلات العامة،  مما تسبب في تعطل جزئي في حركة نقل البضائع والخضر واللحوم من مواقع الإنتاج إلى الأسواق، وزيادة التكلفة وتعرفة المواصلات.
    كما أثرت الأزمة بشكل كبير في المواصلات العامة، ما دعا الجهات التنفيذية في قطاع النقل والمواصلات بتخصيص محطات تزود بالوقود للمركبات العامة تخفيفاً لمعاناة المواطنين وتسهيلاً لوصولهم إلى مواقع عملهم ونقل الطلاب لمدارسهم.
    أزمة الخبز
    تشهدت  بولاية الخرطوم أزمة في الخبز استمرت عدة شهور، وواجه المواطنون صعوبات في الحصول على الخبز من الأفران، ورجعت ظاهرة الصفوف أمام المخابز. وأرجع أصحاب المخابز أزمة الدقيق التي تشهدها ولاية الخرطوم لتقليص حصتها من الدقيق. وأفرزت الأزمة  ممارسات مخالفة للقانون من بعض أصحاب المخابز، ورصدت “الصيحة” زيادة سعر الخبز بعدد من المناطق بولاية الخرطوم، حيث تباع قطعة الخبز بجنيهين رفع عدد من المناطق فيما تباع 8 أرغفة بعشرة جنيهات، مستغلين انعدام الرقابة وغياب السلطات عن متابعة عمل المخابز. وشكا مواطنون بشمال بحري من زيادة سعر الخبز بواقع جنيهين للقطعة الواحدة مع تقليل الوزن بشكل ملحوظ، مشيرين الى أن المواطن مجبر على الشراء لانعدام البدائل، وقالوا إن كل شكاواهم ذهبت أدراج الرياح لعدم وجود جهة تتولى الرقابة على المخابز، حيث تتحجج الأخيرة بعدم وجود عمالة وارتفاع تكاليف التشغيل خاصة عند انقطاع التيار الكهربائي بالإضافة لنقص حصص الدقيق التي تم استهلاكه خلال أيام العيد دون تعويضها بحصص جديدة.
    وقال الأمين العام لاتحاد المخابز، جبارة الباشا، لـ “الصيحة” إن سبب أزمة الخبز يرجع لمشكلات في الترحيل بسبب الأمطار ونقص الوقود، نافياً وجود شح في الدقيق، وقال إن الكميات المتوفرة من الدقيق “كافية”، وتوقع انجلاء الأزمة خلال اليوم بتوزيع الدقيق، موضحاً أن الاتحاد والوكلاء واجهوا صعوبات في توزيع الدقيق خلال عطلة العيد بسبب الأمطار الغزيرة وصعوبة تحرك شاحنات التوزيع علاوة على مشكلة نقص الوقود، مشيرًا الى أن الكميات التي وزعت قبل العطلة تم استهلاكها دون تعويض ما تسبب في الأزمة، وأكد تحرك الاتحاد بدءاً من أمس “السبت” لتوزيع حصص كافية من الدقيق لكل المخابز، قاطعاً بأن كل محلية تتسلم حصصها.
     
    السودان يطرح عملة جديدة فئة 100
    أعلن بنك السودان المركزي طرح عملة جديدة فئة 100 جنيه بالتزامن مع صرف مرتبات شهر يناير الجاري للعاملين. وأكد مصدر مطلع بالبنك المركزي، اكتمال طباعة الفئة الجديدة وطرحها للتداول نهاية الشهر الجاري ومطلع فبراير المقبل، مبيناً أن العملة الجديدة ستسهم في انفراج أزمة السيولة النقدية.
    وكان البنك المركزي السوداني أعلن عن مواصفات وألوان وعلامات تأمين العملة الجديدة، وبين أن اللون الأساسي لها هو البني والعلامة المائية صقر الجديان والرقم 100 جنيه. وتتضمن الواجهة صورة أهرامات البجراوية، والخلفية صورة سد مروي والروصيرص وأعالي عطبرة وستيت.
     
    إيقاف صادرات الماشية
    في بداية شهر أكتوبر صدر قرار من المملكة العربية السعودية بإيقاف صادر الماشية السودانية بسبب تصريحات وزير الصحة بانتشار مرض حمى الوادي المتصدع ببعض الولايات، هذا القرار ترتبت عليه خسائر فادحة وإرجاع شحنات الصادر التي تقدر بـ (75) ألف رأس.
    في الأثناء، أعلنت وزارة الثروة الحيوانية، عن تشكيل لجنة طوارئ للوقوف على حالات المرض، فيما كشفت الإدارة العامة للمحاجر عن فقد الخزانة العامة عائدات تقدر بـ(100) مليون جنيه، كانت تورد مباشرة في حساب وزارة المالية كإيرادات للرسوم، وذلك بخلاف عائدات حصائل الصادر التي تقدر بمليار دولار.
     
     
    أزمة السيولة
    على الرغم من طرح فئات نقدية جديدة، برزت خلال العام أزمة سيولة مع استمرار عجز البنوك عن توفيرها حيث شهدت البنوك  السودانية  تزاحمًا يومياً للعملاء الراغبين في الحصول على مستحقاتهم، كما تزداد الصفوف خلف ماكينات السحب الآلي مع توقف العشرات منها وخروجها عن الخدمة.
    وكشفت مصادر عن صعوبات “واجهت  طباعة الفئات النقدية الجديدة في مطبعة السودان للعملة، مما أسهم في عدم توفر المبالغ المحددة للمصارف.
    وكان التخطيط جارٍ لطباعة مائة مليون ورقة لمحاصرة أزمة السيولة خلال الربع الأول من العام 2019.
     
    انفراج أزمة السيولة
    وفي الخامس من ديسمبر شهدت البلاد حالة انفراج لأزمة السيولة بعد إعلان البنك المركزي، عن ضخ 350 مليون جنيه يومياً، لمقابلة احتياجات المواطنين من النقود في الصرافات الآلية، وتوفر السيولة في عدد من الصرافات الآلية، بعد تغذيتها، ولم تشهد اكتظاظاً كما في السابق. وظل البنك المركزي يعمل، على فترات متباعدة، على تغذية البنوك والمصارف.
    قطاع التعدين
    شهد قطاع التعدين العديد من المتغيرات في العام المنصرم، بدأت منذ مطلع العام عقب إجازة موازنة 2018 خالية من موارد الذهب، وأثار الخبراء العديد من الأسئلة عدم تضمين الحكومة لموارد الذهب في الموازنة وهي موارد بحسب حجم الإنتاج الفعلي الذي يبلغ 120 طنًا بالأرقام الرسمية لكن تقديرات المختصين تقول إن الإنتاج يتجاوز 200 طن تتجاوز قيمتها 6 مليارات دولار في العام.
    ومنذ الربع الأول للعام ألقت أزمة نقص الوقود بثقلها على القطاع وتزايدت شكاوى المعدنين التقليديين من عدم توفر الجازولين في مناطق التعدين حتى وصل سعر البرميل في السوق السوداء أكثر من 8 آلاف جنيه، وأسهمت تلك الأزمة في تراجع الإنتاج بشكل ملحوظ.
    وفي مطلع مارس الماضي تزايدت حدة التظاهرات الشعبية المناهضة للنظام السابق وركزت الحكومة كامل جهدها لقطع التظاهرات مما تسبب في تناسي احتياجات قطاع التعدين كلياً علاوة على المخاوف الأمنية التي كانت تواجه تجار الذهب فقل نشاطهم بمناطق التعدين، وبعد سقوط النظام عاشت البلاد عدة أشهر بلا حكومة فتزايدت الأزمة ولم تنفرج إلا عقب تشكيل الحكومة بعد نحو أربعة أشهر.
    وعقب تسمية د. عادل علي إبراهيم وزيرًا للطاقة والتعدين سعى لإجراء إصلاحات جذرية شملت التمهيد لإخراج بنك السودان المركزي من شراء وتصدير الذهب، وإجراء هيكلة كاملة للقطاع وإحالة عدد كبير من كوادر الشركة السودانية للموارد المعدنية.
    اتفاقية شركة الفاخر الخاصة
    في خواتيم العام أثار القطاع المزيد من الجدل بعد توقيع وزارة المالية اتفاقاً مع شركة خاصة لشراء وتصدير الذهب رغم رفض تجار الذهب والصاغة الخطوة باعتبارها نوعاً من الاحتكار، لكن الوزير انحنى للضغوط في نهاية الأمر، موضحاً أن الباب مفتوح أما جميع الشركات وليس هناك احتكار لشركة الفاخر للحلول المتكاملة.
     
    قطاع النقل
    في قطاع النقل، يعتبر الوزير الحالي هاشم طاهر شيخ طه، أحد اخر الوزراء الذين تم تعيينهم مع وزير الثروة الحيوانية، فبعد تشكيل الحكومة، ظل المقعد شاغراً لنحو شهر ونصف قبل تعيينه، لكن تقييم فترته ما تزال بحاجة للمزيد من الوقت، فلم تشهد الوزارة في عهده القصير نشاطاً كثيراً، بل لم يخرج للإعلام في أي محفل حتى الآن، ومع قلة نشاطات الوزارة مؤخراً إلا أن ثمة إضاءات يمكن تناولها سلبًا وإيجاباً في مسيرة قطاع النقل.
    بدأ القطاع العام المنصرم تحت قيادة الوزير السابق مكاوي محمد عوض، الذي سعى على مدى فترته بالوزارة لتنفيذ عدد مشروعات لم يحالفها التوفيق، وأكثر إيجابياته كانت في مجال الطرق والجسور، أما قطاع الطيران فلم يشهد جديداً، وما يزال على حاله القديم باستثناء تأهيل طائرة وحيدة وحيدة لسودانير في أوكرانيا عادت للعمل مؤخرًا.
    توقيع  العقد الفلبيني
    وأثارت هيئة الموانئ البحرية الجدل منذ مطلع العام بعد توقيعها عقداً مع شركة فلبينية لإدارة الميناء الجنوبي ببورتسودان، وهو العقد الذي وجد رفضاً واسعاً أرغم حكومة محمد طاهر إيلا في أول تعيينه رئيساً لوزراء الحكومة السابقة علي الإطاحة بمدير الهيئة حينها اللواء عبد الحفيظ صالح، بعد تردد أنباء أنه لم يكن موافقاً على عقد الشركة الفلبينية، قبل أن تصدر الحكومة لاحقاً قرارًا بتعليق عقد الشركة.
    تشغيل قطار الركاب
    أما قطاع السكة الحديد، فرغم تشغيل قطار الركاب المحلي، وتأهيل المحطة الرئيسية، إلا أن تشغيل قطار المواصلات ليس من اختصاصات الوزارة، بل يتبع لحكومة ولاية الخرطوم، ويقتصر إشراف ومسؤولية الوزارة على تشغيل قطاري النيل والجزيرة.
     
    حل النقابات والاتحادات
    من أهم أحداث بانوراما الاقتصادية ا للعام 2019 تتمثل في حل النقابات  والذي بموجبها  أصدر رئيس لجنة إزالة التمكين ومحاربة الفساد واسترداد الأموال في السودان، الفريق ركن ياسر عبد الرحمن العطا، مساء الجمعة 14 ديسمبر 2019، قرارًا بحل المكاتب التنفيذية ومجالس النقابات المنشأة بموجب قانون النقابات، واشتمل القرار أيضاً على حل المكاتب التنفيذية ومجالس الاتحادات المهنية المنشأة بموجب قانون الاتحادات المهنية  لعام 2004، وحل المكاتب التنفيذية ومجالس الاتحادات المنشأة بموجب قانون أصحاب العمل لعام1992 ونص القرار على حجز  العقارات المسجلة بأسماء النقابات والاتحادات المهنية واتحاد أصحاب العمل، وحجز الآليات والسيارات ووسائل النقل المسجلة باسم النقابات.

    استقالة محافظ بنك السودان المركزي
    في الأسبوع الثالث من شهر نوفمبر العام 2019م  تقدم  محافظ بنك السودان المركزي حسين يحيى جنقول من منصبه، وبعث برسالة للعاملين في البنك أبلغهم فيها بقراره، دون أن يبدي أي أسباب، في وقت يرجح أن يكون قد طلبت منه الاستقالة لعلاقته بالنظام المحلول، في وقت ينتظر فيه قرارات بإعفاء العشرات من قادة المصارف في البلاد.
    وأصدر المجلس العسكري الانتقالي في مايو (أيار) الماضي، قراراً أقال بموجبه محافظ البنك المركزي محمد خير الزبير، لعلاقته بالنظام المعزول، وكلف نائبه يحيى حسين جنقول بديلاً له.



  • ماهي أبرز الأحداث السياسية للعام الراحل 2019م..عرض بانوراما..

    (بانوراما) أبرز الأحداث السياسية عام 2019م

     31 ديسمبر، 2019

    عَامَ الرَّمَادة.. وحصاد التّغيير

    نهاية نظام الإنقاذ.. وبداية عهدٍ جديدٍ أبرز الملامح

    صُعُود “حميدتي” كلاعبٍ سياسي.. ومُحاكمة الرئيس السابق

    بانوراما: نجدة بشارة

    العام2019 م، لم يكن من الأعوام العادية في السودان.. حيث شهد تقلُّبات وتحوُّلات قاسية في الطقس السياسي، دفعت بنجوم سياسية من الصفوف الخلفية ليكونوا قادة وصُنّاعاً للتغيير، وأفلت في ذات الوقت الأحزاب التي لطالما ظلّت تتصدّر الخطوط الأمامية، فمن كان يظن أو يتوقع.. حتى من أدهى السياسيين والخُبراء أو المراقبين أو حتى العرافين والمنجمين، أن يشهد العام 2019 م تمرداً من الشعب السوداني.. وتحوُّله في لحظة غضبٍ إلى عود ثقاب، أشعل الشارع وقاد ثورته ليهدي للعالم بأثره مدرسة جديدة للتغيير، بعد انقلابه على سنوات الاستكانة والصبر.. وعلى نظام الإقامة الدائمة.. إلى التحرر والانعتاق.. منهياً وصاية ثلاثين عاماً…

    الرمادة

    كانت بدايات العام أشبه بعام الرمادة الشهير، والذي سُمي كذلك نسبة لأنّ الأرض أصبحت سوداء من الجدب.. وفي وصف للحافظ ابن كثير: (إن عمر بن الخطاب في عام الرمادة، نزل المدينة ذات ليلة فلم يجد أحداً يضحك بالطرقات، ولا يتحدّث الناس على العادة، فسأل عن سبب ذلك، فقيل له: يا أمير المؤمنين، الناس في هَمٍّ وضيقٍ فهم لا يتحدثون ولا يضحكون).. وهنا كان حال الشعب السوداني خلال بداية العام، حيث عَــــــــــمّ الحُزن والسواد لرحيل الشهداء، فمنذ أن تفجّرت الاحتجاجات والكثير من الأسر احتسبت أبناءها وبعضهم مازالوا في عدّاد المفقودين.. ولعلّ ليلة فض الاعتصام (مجزرة القيادة) الثالث من يونيو، سيظل الحدث الأكثر قسوةً لهذا العام، حيث شهد مقتل أكثر من مئة شخص وجرح المئات، ثم حمل منتصف العام عاصفة التغيير الحقيقية.. بتشكيل الحكومة الانتقالية ليكون الحصاد السياسي المُنتظر.

    سُقُوط الإنقاذ

    عشيّة العاشر من أبريل عام 2019، تمّت إزاحة الرئيس السابق البشير من السلطة بواسطة الجيش السوداني، الذي أعلن عن سُقُوط نظامه إثر احتجاجات شعبية عمّت أنحاء السودان واعتصمت قرب القيادة العامة للجيش، لم يستمر الاعتصام أياماً قلائل، حتى تسلم الجيش بقيادة الفريق أحمد عوض بن عوف والذي كان وزيراً للدفاع ونائب الرئيس بالحكومة والبرلمان، وأعلنت حالة الطوارئ في البلاد لمدة ثلاثة أشهر، تلتها فترة انتقالية مدّتها سنتان، كما تم أيضاً تعليق العمل بالدستور، وفرض حظر التجوال من الساعة 10 مساءً إلى الساعة 4 صباحاً، كما أمرَ بفضّ الاعتصامات الاحتجاجية؛ وتم إطلاق جميع السجناء السياسيين، بمن فيهم قادة الاحتجاج المُناهضين للبشير، لكن تجمُّع المهنيين السودانيين الذي قاد الشارع وكان الأب الشرعي للثورة رفض حينها البيان الانقلابي ودعا المُحتجين لمواصلة اعتصامهم أمام القيادة حتى أعلن الفريق أول أحمد عوض بن عوف تنحِّيه وتنازُله عن رئاسة المجلس العسكري للفريق عبد الفتاح البرهان.

    الاعتقالات

    كان الحدث الأبرز عَقِبَ سُقُوط الإنقاذ، اعتقال القيادات السياسية، بدايةً بالتحفظ على الرئيس السابق عمر البشير، الذي نُقل إلى سجن كوبر وشقيقيه، ألقت السلطات الجديدة القبض على عددٍ من قيادات حزب المؤتمر الوطني منهم عوض الجاز مساعد البشير، عطا المنان، علي عثمان محمد طه النائب الأول للرئيس سابقاً والرجل الثاني في الحركة الإسلامية، عبد الرحيم محمد حسين وزير الدفاع الأسبق ووالي الخرطوم الأسبق، د. إبراهيم أحمد عمر رئيس المجلس الوطني والرئيس السابق لمجلس شورى الحركة الإسلامية، إضَافَةً إلى أحمد هارون ومأمون حمّيدة.

    الدعم السريع

    لم يخفِ على حصيفٍ، الدور الكبير الذي لعبته قوات الدعم السريع وتحديداً القائد محمد حمدان دقلو “حميدتي”، الذي صعد نجمه كلاعبٍ أساسي في التغيير، وعن مواقفه القوية عندما انحاز للثُّوّار، حتى أنّ خبراءً أشاروا سابقاً إلى أنّ انحياز “حميدتي” للثورة عجّل بسقوط الإنقاذ، ثم كان دور قوات الدعم السريع في تأمين العاصمة طيلة الفترة التي أعقبت سقوط النظام حتى تكوين الحكومة الانتقالية، ورغم الاتهامات التي وُجِّهت لهذه القوات على خلفية فض الاعتصام، إلا أنّ التحقيقات لم تثبت حتى تورُّطها، وأشير بدلاً من ذلك لمليشيات النظام البائد، لتظل بصمة قوات الدعم السريع واضحة في التغيير.

    صراع الأدوار

    بعد هدوء المشهد السياسي واستلام المجلس العسكري لزمام الأمور، بدأت تدب وسط الأحزاب والتجمُّعات السياسية همهمات، سُرعان ما برزت للعلن، تُعلن عن دورها في الحراك الثوري وتُطالب بمقعدها في طاولة التفاوُض مع المجلس العسكري على السلطة الانتقالية، ونسبةً لأنّ تجمُّع المهنيين كان من التيارات البارزة إبان الاحتجاجات، فقد تكتّلت الأحزاب الشريكة بالثورة مثل حزب الأمة، الشيوعي، الاتحادي الديمقراطي، البعث، الناصري والحركات المُسلّحة، وتمدّد إلى أكثر من ثمانية عشر تياراً سياسياً، لتكوين كيان سُمي بإعلان قِوى الحُرية والتّغيير، الذي صعد حينها بالمشهد السياسي وجلس مُفاوضاً للمجلس العسكري لاستلام إدارة الفترة الانتقالية، وفيما يمضي الوقت، بدأت صراعات بين مُكوِّنات الحُرية والتّغيير نفسها حتى ظهر الحزب الشيوعي بمواقف مُتباينة ورافضة للجلوس مع العسكري للمُشاركة في الحكومة الانتقالية، حتى وصل بها المطاف لعدم اعترافها بالوثيقة الدستورية، ثم بدأت الحُرية والتّغيير نفسها تتململ من العسكري وتُطالبه جهراً بالذهاب إلى ثكناته وتسليم السُّلطة.

    تحالُفات

    ربما بدأت ملامح جديد تتبلور على الساحة السياسية في السودان، منذ تسلُّم رئيس الوزراء السوداني الجديد د. عبد الله حمدوك منصبه وظهر ذلك بعد إعلان حزب المؤتمر الشعبي مُعارضته الرسمية للحكومة الجديدة، ونادى بإسقاطها، كما انخرطت قِوى سِيَاسِيّة في هذا الاتّجاه بما فيها بعض القِوى التي تحمل السلاح، وظهر الكثير من التحالُفات الجديدة التي جاءت من تكتلات حزبية، لتكون كياناً واحداً ضد مُعارضة الحكومة الانتقالية.

    حِرّاك المهدي

    ظَلّ الإمام الصادق المهدي منذ سُقُوط النظام السابق وعلى مدار العام يقود حراكاً دؤوباً، ويُقدِّم فواتير النصح لتحالُفه تارة، ويتنبأ بفشل حكومة حمدوك تارةً أخرى، رغم إعلانه المُبكِّر عن زهده في المُشاركة بالحكومة الانتقالية حتى فاجأ حزبه، الساحة السياسية بالدفع بالواثق البرير أميناً عاماً للحزب وخلفاً لسارة نقد الله، إلا أن حزب الأمة لم يقل وهجه من الأحداث، وذلك حينما أبعدت نائب رئيس الحزب د. مريم الصادق المهدي من لجنة التفاوُض مع المجلس العسكري ضمن وفد الحرية والتغيير وتعيين د. إبراهيم الأمين بديلاً.

    اتفاق ولكن !

    كان توقُّع الوثيقة الدستورية بين قِوى الحُرية والتّغيير والمجلس العسكري الانتقالي في أغسطس، من الأحداث المهمة وأطلق عليها اسم (فرح السودان)، وأنهى الاتّفاق ما يقرب ثمانية أشهر من الاضطرابات وبرز فيها دور الوسيط الإثيوبي آبي أحمد في رأب الصدع بين الطرفين، وبينما أعرب السودانيون عن سعادتهم بهذه الاتفاقية، إلا أنّ القلق ظَلّ يُساروهم، خشيةً من أن يكون مصير هذا الاتفاق، بيد أنّ تكوين الحكومة الانتقالية كان من الأحداث الجِسَام وذلك للصِّراعات السِّياسيَّة التي ظَهَرَت مع بداية تقلُّد حمدوك رئيساً لمجلس الوزراء وشروعه في التمحيص والبحث عن حكومته الانتقالية.

    مُناهضة المدنية

    تكوين الحكومة الانتقالية وسيطرة التيار اليسارية على الحقائب الوزارية جعل التيارات الإسلامية تتوجّس من مفهوم المدنية، وبدأت تقود تحالُفات لمُناهضة الحكومة الانتقالية، فظهر تحالُف ما يُسمى بتيار نصرة الشريعة بقوة في السطح، وخرج في عدد من الاحتجاجات مُهدِّداً بإسقاط الحكومة الانتقالية، وتأجيج الشارع مجدداً، بإعلان أن الوثيقة الدستورية لم تهتم بالشريعة الإسلامية، في هذه الأثناء بدأ المؤتمر الوطني ينهض مجدداً ويعيد ترميم نفسه، ويُجاهر بعمله السياسي ويُعيِّن رئيساً جديداً للحزب بقيادة غندور.

    حل المؤتمر الوطني

    لكن الرياح لا تأتي عادةً بما تشتهي السفن، حينما صدر قرار بـ”تفكيك نظام الإنقاذ” ويقضي بحل حزب المؤتمر الوطني ومُصادرة أمواله، وتعليق النشاط السياسي لرموزه.

    ترافق إقرار هذا القانون مع قانون إلغاء قانون النظام العام، الذي كان يحد كثيراً من حُريات النساء في مجالات التنقُّل والتجمُّع والعمل والدراسة والحياة الاجتماعية، وينص على استخدام عُقُوبة الجلد بحق المُخالفات منهن.

    الإسلاميون في مُواجهة انقلاب 1989

    صدار أوامر قبض في مُواجهة الإسلاميين الشركاء في انقلاب 1989م، وصدر أمر قبض في مُواجهة قيادة انقلاب الإنقاذ العسكريين والأحياء من المدنيين، واعتقل كل من الأمين العام للمؤتمر الشعبي علي الحاج محمد وإبراهيم السنوسي بتهمة الانقلاب على الشرعية وتقويض النظام الدستوري عام 1989م.

    الحكم على البشير

    كَانَ صُدُور الحكم على الرئيس المخلوع عمر حسن البشير من الأحداث التي ظلّت تجد الاهتمام والمُتابعة من قِبل الشعب السوداني منذ اتهامه في يونيو، وظلت المحاكم تنعقد بصورة دورية حتى صدر  مؤخراً الحكم عليه بالسجن لمدة عامين ومُصادرة أمواله بالعملة الأجنبية، وذلك بعد إدانته بتُهمة الفساد المالي والثراء الحرام.. ثم كان من الأحداث التي شغلت الرأي العام هروب زوجة الرئيس السابق وداد بابكر إلى جنوب السودان، وظَلّ الثُّوّار ينادون بتقديمها الفوري للعدالة قبل القبض عليها مُؤخّراً بتُهمة الفساد والثراء الحرام.

    تفاوُض الحركات

    من أبرز الأحداث التي شهدها العام 2019م، جلوس بعض الحركات التي ظلّت تقاطع طاولات الحكومة السودانية في عهد الإنقاذ، وبروزها كفصائل داعمة للسلام عقب سُقُوطه، وَلَعَلّ الحكومة الانتقالية بالسودان منذ توليها السُّلطة والمجلس العسكري من قبل، دخلا في مُفاوضات مع الحركات المسلحة التي ظلّت تُقاتل الحكومة لسنواتٍ في أكثر من محور جنوباً وغرباً، بيد أنّ خطوة الحكومة الانتقالية جاءت استجابةً لمطلب السلام الذي كان من بين مطالب الحِرَاك الشّعبي، وكان بنداً مهماً بالوثيقة الدستورية حتى وصلت مُؤخّراً إلى محطة جوبا جنوب السودان.

  • للمخرج ياسر دريباتي الشخصيَّةُ الثالثةُ في ثنائي (تانغو)..

    مرهج محمد: 2019/12/29

    اعتمد المخرج ياسر دريباتي على تدرّج الإضاءة وحركة شخصيتين (مؤتزتين بالأبيض) يتماوجان تماوج الكثيب، لينتهي بنا إلى مبتدا عرضه المسرحي «تانغو» بأن يتقابل (كرسيّان) وللكرسيين دلالتهما، خاصةً، وقد انجلت الصورة عن امرأتين، تروى القصة كلّها وتنقل على لسانيهما، امرأتان تجمعهما المقادير في (خرابة) منها يطلّ المخرج إلى عالم خارجي مملوء بالمتناقضات والتعديات والأمراض الخُلقية التي لا تقيم للقانون وزناً، يطلّ عبر ضجة (زمامير) تشي بعناد سائقيها وتعكس حجم (الأنا) الظاهرة والمركونة، تختصرها ليلى: (ماحدا عم يرضى يبعّد للتاني)… امرأتان متناقضتان في (خرابة)؛ إحداهما ترقص بكامل فاقع الأحمر ناقص التردّي وما يستحضره ذلك من قشورٍ هي لبابٌ عند المنقادين بحبائل «رغائب» الشهوات، والمرأة الأخرى في الجانب المتطرّف القصي الآخر تصلّي صلاةً لا تعرف منها إلّا طقوسها الصورية، ولا تستخدم فيها شيئاً من العقل، بل يشدّها الوهم إلى قشورٍ أخرى.. واحدةٌ تقف في أقصى حدود الانفلات من الضوابط شكلاً ومضموناً، صراخاً وهمساً، حركات وإيماءات، حتى لتكاد تبرز نيوبَ الشبق في كلّها وجزئها، في نظراتها وحركاتها وطريقة تدخينها (التعبيرية)..في خضم هذا الرقص المسرحي التعبيري، وأخرى تقبع على النقيض المتطرّف الآخر، تعتقد أنّ التديّن مجرّد تعاويذ وطلاسم وقمع، وانشغالٌ «فتْوَوِيٌّ» بعيوب الآخرين ونسيان أو تناسي وتجاهل عيوب (الأنا)..
    لكلٍّ منهما زوج تحاكيان بقصتيهما النتيجة وإن كانت متناقضة، لكنّ المخرج أراد أن يوسّع البيكار ويكشف عن زيف المقنّعين بالقيم الأخلاقية والدينية، والقيم والدين والأخلاق منهم براء.. ولكن أليس من الفطنة أن يضيف المشاهد الواعي شخصيةً مسرحيةً ثالثة، تكون ضالّتَهُ البهيّة، وشخصيته المثالية؟
    وأين تقع هذه الشخصية بالنسبة للحديَّتين المتطرّفتين اللتين وإن اتحدتا في نهاية المطاف، إلّا أنّ اتحادهما لا يعني شيئاً إن لم يعنِ ريشةً بارعةً للمتلقي البارع، ريشةً راسمةً في مخيلته الإنسانية من تلقاء نقاء الفطرة، معالمَ تلك الشخصية (الثالثة)، على مبدأ التوازن الموضوعي الذي يراه القلب و«الحِجى»: ( خيرُ الأمور أوسطُها). ظهرت في المسرحية عباراتٌ ذات تكثيف متقن ومدلولات اتخذت من الاستعارة معطفاً،معظمُها بالمحكيّة، مثل: ( رغم كل حيونتو بينغسل ألف زوم عن أبو مونس تبعك)،( لعّاية، صهريج فذلكة)، ( مين بدّو يليّفك)، (راقصة يعني رقّاصة) (إنت ما بترقصي إنتِ بتطيري) (أبو مونس ضحك عليك ولمّ شمل مافي) (أما أنتم فتفتون على قدر مصالحكم) (التقرّب إلى الله بطريقتنا: بالموسيقا بالحب…) (متعهّد أموات وتعازي).. (هربت من رائحة الموت إلى هذه الخرابة) (ساحة الرقص لاتُترك خاوية– زوربا-). هذا غيضٌ من فيض، والنصيحةُ يقدّمُها حكيمُ المعرّة أبوالعلاء، ولكن،على طبقٍ من بصيرة: فخذِ الذي قال اللبيبُ وعشْ به ِ ودعِ الغواةَ كذوبَها وجَهولَها

  • التونسية أُنس جابرتطمح كي تكون من بين أفضل 20 لاعبة تنس في العالم سنة 2020م.

    أنس جابر

    أُنس جابر: أطمح كي أكون من بين أفضل 20 لاعبة تنس في العالم سنة 2020

    ألمى حسونبي بي سي عربي -لندن

    • 26 ديسمبر/ كانون الأول 2019

    في صيف هذا العام هَزمت شابة سمراء قادمة من مدينة المنستير التونسية، لاعبة التنس المصنفة الأولى في بريطانيا، جوانا كونتا، في بطولة هامة في إنجلترا (هي إستبورن) تسبق بطولة ومبلدون الشهيرة – فأضيف هذا الفوز لقائمة إنجازات أُنس جابر ذات الـ 25 عاما.

    قد تكون شهرة أنس محصورة ببلدها تونس وبمتابعي رياضة التنس، لكن اسمها سٌجّل في أكتوبر/تشرين الأول 2018 كأول شخص عربي يصل لنهائي بطولة كأس الكرملين في موسكو – إحدى بطولات التنس المهمة في العالم.

    تمضي أنس معظم وقتها على مدار العام متنقلة بين بلد وآخر للمشاركة في البطولات الدولية، رغم أنّ رياضة التنس سواء في تونس أو البلدان العربية أو الدول الأفريقية لا تعطى لها أهمية بالغة في العموم، كما أن الشائع عن هذه الرياضة أنها رياضة الأغنياء وذوي البشرة البيضاء.

    ومع ذلك نجحت أنس في التقدم، وشق طريقها نحو الأعلى بوضوح.

    ففي عام 2017 تمكنت من دخول قائمة أفضل 100 لاعبة في العالم، وعام 2018 انضمت لقائمة أفضل 60 لاعبة، كما تمكنت هذا العام من الوصول إلى رقم 51 في سبتمبر/أيلول – أعلى تصنيف لها منذ احترافها عام 2010

    null.

    تقول أنس لبي بي سي إنها تعمل حاليا كي تصنّف عام 2020 من بين أفضل 20 لاعبة على مستوى العالم.

    قد لا يكون هدف أنس هذا حلما بعيد المنال؛ إذ يرى موري بورنيل، وهو صحفي متخصص في الرياضة من فريق بي بي سي سبورت، أنه علينا “حتما” أن نتابع مباريات أنس جيدا العام القادم؛ فأنس “تقترب من الذروة في مهنتها. هي في طريقها باتجاه القمة في توقيت لا يمكن أن يكون أفضل بالنسبة لها”.

    أنس وزوجها في حفل في لندن عند حصولها على جائزة أفضل لاعبة عربية عام 2019 من جمعية في لندن
    Image captionأنس وزوجها في حفل في لندن عند حصولها على جائزة أفضل لاعبة عربية عام 2019 من جمعية في لندن

    نحو القمة..

    كيف تغير تصنيف التونسية أنس جابررابطة محترفات التنس

    توقيت مناسب

    يعتقد الصحفي موري بورنيل أنه لدى أنس فرصة كبيرة كي يلمع اسمها أكثر في عالم الكرة الصفراء.

    ويشرح ذلك بالقول إن أنس قد تكون الآن أفضل لاعبة تنس في أفريقيا: “في لعبة التنس الأفريقية لا يوجد أي لاعب ذي تصنيف أعلى من أنس جابر؛ فحتى كيفين أندرسون – وهو أفضل لاعب تنس في أفريقيا – ترتيبه الحالي هو 91. صحيح أنه لا يمكن أن نقارن تصنيف لاعب رجل بامرأة لكن هذا يعطي فكرة عن مستوى أنس، على الأقل على مستوى القارة”.

    كما يشير إلى موضوع التراجع – الطبيعي – في مستوى أداء النجمة الأمريكية سيرينا وليامز ذات الـ 38 عاما، والتي كانت المصنفة الأولى على مستوى العالم منذ أن كانت في عمر الـ 21، في حين أن تصنيفها اليوم هو العاشرة على مستوى العالم.

    وكانت وليامز اللاعبة المسيطرة على بطولات كرة التنس النسائية مع ظهور أسماء بعض اللاعبات الأخريات كل فترة والثانية على نحو مفاجئ، ولكن تغير هذا الأمر في السنوات الثلاث الأخيرة إذ ازداد عدد اللاعبات اللاتي حصدن ألقابا في البطولات الكبرى للتنس، وفقا لبورنيل.

    Getty Imagesمن هي أنس جابر؟

    • 25عاما
    • تونسمكان الولادة
    • الطول167cm
    • عدد مرات الفور بمباريات فردية275
    • سنة الاحتراف2010

    رابطة محترفات التنس

    تحدثتُ مع أنس بعد أن منحتها جمعية “لندن العربية” لقب أفضل رياضية عربية لعام 2019 بعد استفتاء خاص بها، كما أعلنت وكالة تونس إفريقيا للأنباء في التوقيت ذاته عن منحها لقب أفضل رياضية تونسية لهذا العام.

    قالت لي إنها ستحاول أن تحدث تغيرا في المستقبل في الوضع السائد في رياضة التنس في تونس من خلال افتتاح أكاديمية خاصة بها كي لا يمر أحد بما مرت هي به.

    فلم يكن الطريق الذي سلكته أنس سهلا.

    أنس جابر

    قرارات مهمة في عمر مبكر

    كانت أنس بعمر الـ 16 عندما أدركت أنها “تضيع كثيرا من وقتها” فلم يكن هناك أي شخص في تونس يدلها وينصحها لتفادي العقبات أثناء محاولتها احتراف لعبة كرة المضرب، كما تقول. وكان عليها إيجاد مدرّب فاضطرت للسفر إلى فرنسا وبعدها إلى بلجيكا، ومنذ ذلك الوقت أصبح سفرها متكررا للمشاركة بالبطولات وتحسين تصنيفها.

    في عمر مبكر اضطرت لاتخاذ قرارات مهمة؛ كان أبرزها الحصول على الشهادة الثانوية ولكن دون إتمام تعليمها الجامعي لعدم قدرتها على التدرب على نجو جيد والدراسة في الوقت ذاته؛ أرادت أن تصبح لاعبة تنس محترفة، كما حرصت على ضمان إمكانية العودة إلى الدراسة إن رغبت بذلك في المستقبل.

    وفي عمر الـ 17 أصبحت أنس أول لاعبة عربية تتوج بإحدى بطولات غراند سلام الأربع الكبرى عندما فازت في نهائي رولان غاروس للناشئات في فرنسا (2011).

    وفي سن مبكرة أيضا اتخذت أنس قرار الزواج. “كنت في الـ 21 من عمري.. ولم يجبرني أهلي على الزواج”، تقول ضاحكة عبر الهاتف.

    عام 2011، وتحديدا أثناء الثورة التونسية، بدأت علاقتها تتوطد بابن بلدها لاعب المبارزة، كريم كمون، ثم قررا الزواج. “كنت أعرفه من قبل فكلانا في مجال الرياضة. وبسبب الوضع في الشارع أثناء الثورة توقفنا عن الذهاب للتدريب فكثر حديثنا على موقع فيسبوك. كان يسألني إن كنت بحاجة للحصول على أي شيء لأني لم أغادر البيت لفترة.. كان لطيفا معي”.

    وأصبح زوجها مدرب اللياقة الخاص بها حتى أنه ترك المبارزة وأصبح يجوب العالم معها. “أحيانا أطلب منه الظهور معي في بعض المقابلات التلفزيونية لكنه يرفض ويقول لي ‘أنت النجمة ‘. قررنا العمل معا لأني لن أجد أحدا يهتم بي بقدر ما يفعل هو. فهو يدعمني كثيرا لأنني زوجته ولأنه يحبني.. لم يعد نجاحي حلمي وحدي فقط، بل حلمه أيضا”.

    وعن قرار الإنجاب الذي غالبا ما يؤرق نجمات الرياضة، تقول أنس إنها تحب الأطفال كثيرا وتود أن تصبح أما يوما ما: “هناك تفاهم بيني وبين زوجي حول هذا الموضوع. أحيانا أفكر أن آخذ إجازة قصيرة.. لكنه هو موضوع مؤجل حاليا”.

    أني جابر

    “لم يكن لدي المال الكافي للسفر”

    قبل أربع سنوات لم تكن أنس قادرة على دفع تكاليف فريق يدعمها، والمعروف أن لعبة التنس مكلفة، كما أنها لم تحصل على الدعم الذي كانت “تتوقعه” من الفيدرالية التونسية لأسباب تقول إنها “تتفهمها”، لذا كان فريقها مقتصرا على مدرب تنس فقط.

    “قبل سنوات لم يكن لدي المال الكافي للسفر. كنت أشارك في بطولة ولم أكن أعرف ما إذا كنت سأتمكن من المشاركة بأخرى”، تتذكر أنس.

    ساعدها أبواها وأخوتها في بداية مشوارها، وهي اليوم وبعد مشاركاتها ببطولات دولية وبفضل الألقاب التي أحرزتها أصبحت قادرة على دفع تكاليف فريقها المكون من مدرب لياقة بدنية ومدرب تنس فرنسي وآخر تونسي إلى جانب طبيب.

    وهذا العام حصلت أنس على نحو 570,400 دولار أمريكي، وهو تقريبا ثلث ما كسبته في مسيرتها حتى اليوم؛ إذ وصل رصيدها إلى 1,631,800 دولار أمريكي.

    Getty Imagesالجوائز المالية

    • 51أعلى تصنيف
    • $1,631,813مجموع الجوائز المالية التي حصلت عليها في مسيرتها
    • مجموع الجوائز المالية التي حصلت عليها عام 2019$570,473

    رابطة محترفات التنس

    ستمضي أٌنس نهاية العام في تونس لتستعد لبطولات شهر يناير/كانون الثاني المعتادة في الصين وأستراليا.

    “أول مرة حملت فيها المضرب عرفت أن لدي موهبة. هناك شيء من عند الله. لكن هذا لا يكفي.. فلا بد من العمل الجاد”، كما تقول أنس.

  • كيف تمكنت مواقع التواصل الاجتماعي من إحداث تأثيرعلى أرض الواقع في مصر خلال عام 2019م..

    محمد علي

    مصر في 2019: كيف تمكنت مواقع التواصل الاجتماعي من إحداث تأثير على أرض الواقع؟

    عبد البصير حسنبي بي سي – القاهرة

    • 26 ديسمبر/ كانون الأول 2019
    محمد علي

    شهد عام 2019 تأثيرا متزايدا لمواقع التواصل الاجتماعي في مصر، تجسد واقعا في تظاهرات محدودة لكنها نادرة خرجت تلبية لدعوات ظهرت على بعض تلك المواقع، في ظل اتهامات باستخدامها أيضا لنشر الشائعات وزعزعة الاستقرار في المجتمع.

    وقد ترتب على تلك التظاهرات في شهر سبتمبر/أيلول 2019 حبس احتياطي، وأحكام قضائية، وحجب مزيد من المواقع الإلكترونية. فكيف نقل مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي في مصر بعض ما يدور في “العالم الافتراضي” إلى أرض الواقع؟

    هذا الدور المتنامي لوسائل التواصل الاجتماعي صاحبه جدل كبير بين مشجع يرى فيها بديلا “إعلاميا” لا يمكن تقييده، كما يحدث مع وسائل الإعلام التقليدية، ومن ينتقد هذه الوسائل بشدة ويطالب بضبطها بقوانين صارمة، لأنها تعبر عما يصفه البعض بـ “ثقافة القطيع” التي قد تؤدي إلى “التشهير والتجريح أحيانا” ونشر الشائعات.

    يقول محمد عبد الرحمن، رئيس تحرير أحد المواقع الإلكترونية، لبي بي سي إن تفوق مواقع التواصل الاجتماعي ناجم عن “عدم تعاطي الجهات الرسمية والمنصات الإعلامية التقليدية أو الحديثة مع اهتمامات الرأي العام”.

    ويضيف عبد الرحمن: “لجأ الناس إلى السوشيال ميديا بعدما سُدت أمامهم سبل التواصل مع الإذاعة والتليفزيون والصحف… وأصبحت تلك الوسائل ساحة تستوعب أكبر عدد من اللاعبين، دون عراقيل كتلك التي تعاني منها الوسائل الإعلامية الأخرى”.

    • .دور الكاميرا والهاتف الذكي

    شهد سبتمبر/أيلول 2019 ذروة تأثير مواقع التواصل الاجتماعي على أرض الواقع، وتحول ما يدور على منصاتها إلى حقيقة يراها كثيرون.

    وقد برز ذلك بظهور المقاول والممثل المصري محمد علي، الذي تعاون سلفا في مشروعات إنشائية مع الجيش المصري، عبر سلسلة من المقاطع المصورة على حسابه الشخصي على موقع فيسبوك عدة مرات مطالبا المصريين بالخروج للشوارع ضد الرئيس عبد الفتاح السيسي، متهما إياه وقادة آخرين في القوات المسلحة المصرية بالفساد، وهي اتهامات نفاها السيسي في تصريح متلفز.

    واستجاب بضعة آلاف من المصريين لدعوة علي، ونظموا مظاهرات نادرة في عدة مدن مصرية، وبالقرب من ميدان التحرير، لم يكن أحد ليتوقعها بمن فيهم الداعي لها.

    السيسي

    وتسبب هذا الحراك المفاجئ في إلقاء السلطات القبض على نحو أربعة آلاف شخص أثناء المظاهرات وفي الأسابيع التي تلتها، خرج أغلبهم، لكن بعضهم لا يزال قيد الحبس الاحتياطي.

    والتفتت وزارة الداخلية المصرية بشكل ملحوظ إلى أهمية مواقع التواصل الاجتماعي فرفعت درجة الاشتباه في مستخدميها، واستحدثت إجراء أمنيا تمثل في استيقاف المارة في بعض الميادين، وفحص هواتفهم المحمولة، للاطلاع على ما يكتبونه على مواقع التواصل الاجتماعي، وهو ما انتقده المجلس القومي لحقوق الإنسان (حكومي)، ومنظمات حقوقية آخرى.

    وقال فيليب لوثر، مدير البحوث بمنظمة العفو الدولية، في تقرير للمنظمة نشر مؤخرا عن مصر: “وسعَّت نيابة أمن الدولة العليا تعريف الإرهاب في مصر ليشمل المظاهرات السلمية، والمنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي مما أدى إلى معاملة المنتقدين السلميين للحكومة باعتبارهم أعداء للدولة”.

    وأعقبت المظاهرات المحدودة والنادرة التي دعا لها محمد علي، إجراءات اتخذتها الحكومة المصرية لتخفيف بعض الأعباء الاقتصادية، ووعود بإفساح المجال لأحزاب المعارضة والتواصل معها، غير أن ذلك لم يمنع من القبض على نشطاء سياسيين ومحامين حقوقيين

    وبعد نحو شهر واحد، أصدر النائب العام قرارا بتشكيل وحدة لمتابعة وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي لرصد الأشخاص والجهات التي تبث “الأكاذيب والأخبار غير الحقيقية”.

    يقول أحمد بسيوني، خبير تسويق محتوى على وسائل التواصل الاجتماعي: “بدأت الحكومات تدرك قوة السوشيال ميديا، فبدأت تستخدم أساليب متنوعة من السيطرة سواء بالتشريعات أو القوانين، أو ضوابط من المجتمع نفسه”.

    وأضاف بسيوني أن تأثير مواقع التواصل سوف يزداد، وسيزداد معه المتفاعلون إيجابا وسلبا، فنشهد “سهولة في الوصول للمعلومات والنشر على نطاقات واسعة، إضافة إلى استخدام المعلومات بشكل مضلل”.

    أبرز أحداث 2019

    قدمت وسائل التواصل دليلا آخر على قوتها بعد مقطع مصور انتشر عليها لمجموعة ركاب في سجال حاد مع مشرف أحد القطارات بعدما قفز شابان منه أثناء سيره إثر تخييرهما بين دفع الأجرة أودفع غرامة الركوب دون تذكرة، أو القفز من القطار قرب مدينة طنطا بمحافظة الغربية، في دلتا مصر.

    مروة قناوي وصورة ابنها
    Image captionفقدت مروة قناوي ابنها يوسف وهو ابن 13 عاما إثر إصابته برصاصة طائشة في عرس في مايو/أيار 2017

    وتفاعل رواد مواقع التواصل مع الواقعة بشكل كثيف، ودفع ذلك وزير النقل إلى تقديم اعتذار لأسرة الشابين، بعدما توفي أحدهما، بينما وجهت النيابة تهمة القتل العمد لمشرف القطار، في ظل متابعة دقيقة من الإعلام التقليدي الذي استفاض في التركيز على ملابسات الأمر.

    وبينما يؤكد النائب البرلماني مصطفي بكري على أهمية وسائل التواصل الاجتماعي كأدوات للتوعية، إلا أنه “يتمنى أن تستخدم بشكل أفضل في 2020 لأنها لم تكن كذلك في 2019”.

    وطالب بكري، وهو رئيس تحرير صحيفة الأسبوع، في حوار هاتفي مع بي بي سي، بفرض ضوابط على مواقع التواصل “ومعاقبة من يستخدمها كوسيلة لهدم المجتمعات وزعزعة الثقة في المؤسسات وتشويه الأشخاض، بل والترويج للأفكار المتطرفة والإرهاب”.

    وساهمت وسائل التواصل الاجتماعي في استمرار الاهتمام بقضية الطفل الذي قُتل برصاصة طائشة خلال الاحتفال بإحدى المناسبات الاجتماعية.

    وكانت مروة قناوي، والدة الطفل يوسف العربي الذي أصيب بتلك الرصاصة الطائشة، قد دشنت حملة بعنوان “حق يوسف”، على مواقع التواصل الاجتماعي للمطالبة بالقبض على متهمين اثنين تسببا في قتله، وانتهى بهما الأمر إلى تسليم نفسيهما وتثبيت الحكم الصادر بحقهما بالسجن.

    وقالت قناوي بعد الحكم: “حق يوسف رجع” والفضل بالأساس كان لمواقع التواصل الاجتماعي.

    وطبقا لبيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر (حكومي) في أغسطس/آب 2019، “بلغت نسبة مستخدمي شبكة الإنترنت من الشباب 62 في المئة، ويعد موقعا فيسبوك وتويتر من أهم وسائل التواصل الاجتماعي بين الشباب عبر الإنترنت، وبلغت نسبة المستخدمين لهما 97,7 في المئة من إجمالي مستخدمي الإنترنت”، بحسب نص التقرير.

    مواقع التواصل والقانون

    في 2018، سُن في مصر ما عرف بقانون “مكافحة جرائم الإنترنت”، وهو قانون يعاقب من ينشر معلومات عن تحركات الجيش أو الشرطة، أو بهدف الترويج لأفكار التنظيمات الإرهابية، بالسجن. ويفرض القانون غرامات مالية بعشرات الآلاف من الجنيهات على مَن يثبت تورطه في سرقة أو اختراق البريد الإلكتروني لآخرين.

    كما يمنح القانون جهات التحقيق المختصة حق حجب موقع أو عدة مواقع “حال وُجدت أدلة على قيام تلك المواقع بوضع أي عبارات أو أرقام أو صور أو أفلام أو أي مواد دعائية تُشكّل تهديدا للأمن القومي”.

    ويقول مصطفى بكري إن وسائل التواصل “استُخدمت للتشكيك في ثوابت الدولة المصرية ونشر الشائعات والأكاذيب تجاه الأشخاص ومؤسسات الدولة والتحريض على العنف والإرهاب، وهذا يتنافى مع الدور الإيجابي المفترض للسوشيال ميديا”، مشددا على ضرورة أن تكون هناك ضوابط محددة تفصل بين التعبير عن الرأي والتحريض على العنف.

    مصطفى بكري (أرشيفية)
    Image captionمصطفى بكري

    ويطالب السياسي المصري، المعروف بقربه من الحكومة، بمواجهة الجانب السلبي لمواقع التواصل، قائلا: “لابد من إطلاق الحرية للإعلام التقليدي بشكل أكبر… ولابد أن يكون هناك ميثاق أخلاق دولي للتعامل مع هذه المواقع لأن الأمر أصبح خارج نطاق السيطرة”.

    ويتفق محمد عبد الرحمن مع بكري على ضرورة فتح المجال العام أمام الإعلام.

    ويقول عبد الرحمن إنه يجب أن تفتح النوافذ مرة أخرى للتواصل بين الناس والصحافة، “ومن ثم ستصبح السوشيال ميديا وسيلة ثانوية”.

    وفي أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أعلنت إدارة فيسبوك وتويتر حذف حسابات من مصر والإمارات والسعودية في عدة مناسبات بسبب أنها “استخدمت حسابات زائفة لإدارتها والترويج على المجموعات لزيادة حجم التفاعل”.

    وبحسب القوانين المصرية، تعد جميع الحسابات على وسائل التواصل الاجتماعي التي تضم أكثر من 5000 متابع منصة إعلامية للنشر، وتخضع للرقابة والتدقيق كوسيلة إعلامية.

    وكشف تقرير حديث للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء أن عدد تغريدات المصريين على موقع تويتر وصل إلى 2.9 مليون تغريدة يوميا، بنسبة 18 في المئة من جملة التغريدات في المنطقة العربية، التي تبلغ 27.4 مليون تغريدة في اليوم الواحد، بينما يبلغ عدد مستخدمي موقع فيسبوك 45.5 مليون مستخدم، ويبلغ عدد مستخدمي موقع تويتر نحو 7.5 مليون مستخدم.

  • الواقعة التي غيرت مسار تاريخ السعودية الحديث..هو حصار الكعبة..

    حصار المسجد الحرام في مكة عام 1979

    حصار الكعبة: الواقعة التي غيرت مسار تاريخ السعودية الحديث

    • 28 ديسمبر/ كانون الأول 2019
    • مرت أربعة عقود على حصار الحرم المكي، المسجد الأكثر قدسية في الإسلام بعد استيلاء مجموعة من المسلحين عليه. وهز الحصار أرجاء العالم الإسلامي، وغير مجرى التاريخ السعودي. إلي ملكي يكتب عن تفاصيل هذا الحصار وتبعاته.

    وفي الساعات الأولى من يوم 20 نوفمبر/تشرين الثاني عام 1979، تجمع حوالي 50 ألف مسلم من أرجاء العالم لصلاة الفجر في ساحة الكعبة بالمسجد الحرام. وكان من بينهم مئتا رجل يقودهم داعية أربعيني يُدعى جهيمان العتيبي.

    وفور انتهاء إمام الحرم من الصلاة، دفعه جهيمان وأتباعه جانبا، وأمسكوا بمكبر الصوت.

    وكانوا قد نقلوا نعوشا مقفولة إلى وسط ساحة الحرم، لإقامة صلاة الجنازة عليها. لكن عند فتح هذه النعوش، تبين أن بداخلها أسلحة سُرعان ما وُزعت على رجال جهيمان العتيبي.

    الكعبة عام 1971
    Image captionالكعبة عام 1971

    وبدأ أحدهم يقرأ خُطبة مكتوبة، تُعلن ظهور “المهدي المنتظر” الذي سيحكم الأرض بالعدل بعد أن ملأها الظلم والقمع.

    وكان هذا الإعلان استثنائيا بالنسبة للحجاج الموجودين في الحرم المكي. فثمة أحاديث تنقل عن النبي محمد حديثه عن ظهور المهدي المنتظر. ووُصف بأنه رجل ذو قدرات خاصة حباه بها الله. ويعتقد بعض المسلمين أنه سيخلق عصرا من العدالة والإيمان الحق.

    وقال من ألقى الخطبة، ويُدعى خالد اليامي، وهو من أتباع جهيمان العتيبي، إن الكثير من العلامات مهدت لظهور المهدي المنتظر. وإن مئات المسلمين رأوه في أحلامهم، وقد وقر الآن في بالهم. وأعلن أن اسم المهدي المنتظر هو محمد بن عبدالله القحطاني.

    ويمكن سماع جهيمان في التسجيل الصوتي للخطبة، يقاطع خالد اليامي عدة مرات ليأمر رجاله بإغلاق أبواب الحرم المكي، واتخاذ مواقع قناصة فوق المآذن التي تكشف مكة.

    ويقول جهيمان: “انتبهوا أيها الإخوة. أحمد اللهيبي، اتجه إلى السطح. وإذا رأيت أحدهم يحاول المقاومة عند البوابات، اطلق عليه النار”.

    وبحسب شهود لم يذكروا أسماءهم، كان جهيمان أول من بايع المهدي، وأمر أتباعه بأن يبايعوه كذلك. وتعالت أصواتهم وهم يقولون “الله أكبر”.

    لكن المشهد ساده بعض الارتباك. ويقول عبدالمنعم سلطان، طالب مصري حضر الحصار وتقرب من بعض أتباع جهيمان، ويقول إن الحرم المكي كان به عدد من الحجاج الأجانب الذين لا يتحدثون العربية، ولم يفهموا ما يحدث.

    عبدالمنعم سلطان، أحد من شهدوا حصار الحرم المكي عام 1979
    Image captionعبدالمنعم سلطان، أحد من شهدوا حصار الحرم المكي عام 1979

    وذُهل المصلون من مشهد الرجال المسلحين والطلقات التي خرجت من بنادقهم، إذ أن القرآن ينص صراحة على حرمة العنف داخل الحرم المكي. وحاول بعض من في المسجد الهرب من الأبواب قبل إقفالها.

    ويقول عبدالمنعم إن الناس “فوجئوا لرؤية الرجال المسلحين. هو أمر غير معتاد. ولا شك أنهم خافوا من هذا المشهد. كان شيئا مثيرا للغضب”.

    وخلال ساعة، اكتملت سيطرة المسلحين على المسجد. واعتُبر هذا الموقف تحديا لسلطة آل سعود.

    Short presentational grey line

    وينتمي هؤلاء الرجال لجماعة تُعرف بالجماعة السلفية المحتسبة، والتي أدانت كل أشكال “انهيار القيم الدينية والاجتماعية” في المملكة العربية السعودية.

    وتسبب تدفق أموال النفط آنذاك في تحول المجتمع تدريجيا إلى الاستهلاك. وانتشر شراء السيارات والأجهزة الكهربائية، وتحولت المملكة تدريجيا إلى المدنية، وبدأ الاختلاط بين الرجال والنساء في الأماكن العامة في بعض المناطق.

    لكن رجال السلفية المحتسبة التزموا بحياة التقشف، وانعزلوا عن المجتمع، وعكفوا على دراسة القرآن والحديث، والتزموا بقواعد الإسلام كما حددتها المؤسسة الدينية السعودية.

    وكان جهيمان أحد مؤسسي هذه الجماعة. ينحدر من مدينة ساجر، وهي منطقة بدوية في قلب المملكة. واعترف لأتباعه أن ماضيه لم يكن مثاليا. وفي جلسات السمر حول النار في الصحراء، أو في تجمع في منزل أحد اتباعه، يروي قصته من الانحراف إلى الخلاص لجمهوره المأخوذ بكلامه.

    متظاهرون احتشدوا أمام الحرم المكي، منددين باستيلاء جهيمان وأتباعه عليه، وقد أحرقوا دمية
    Image captionمتظاهرون احتشدوا أمام الحرم المكي، منددين باستيلاء جهيمان وأتباعه عليه، وقد أحرقوا دمية

    ويقول أسامة القوصي، أحد الحاضرين في هذه التجمعات، إن جهيمان تحدث عن ضلوعه في “تجارة غير شرعية، من بينها تهريب المخدرات”.

    لكنه تاب، ووجد ملاذه في الدين، وأصبح قائدا ملتزما، ووقع الكثير من أفراد السلفية المحتسبة تحت سيطرته، خاصة صغار السن.

    وأكثر من عرفوا جهيمان، مثل متولي صالح، يشهدون بقوة شخصيته وتفانيه. “فلم يره شخص ولم يحبه. كان غريبا. وكان له حضور. كان متفانيا في دعوته، وخصص حياته لله، ليلا ونهارا”.

    لكن تعليمه كان محدودا بالنسبة لقائد ديني.

    فيقول ناصر الحزيمي، أحد أتباع جهيمان المقربين، إنه “كان حريصا على الذهاب إلى المناطق المعزولة والريفية، حيث يعيش البدو. وكانت لغته العربية الفصحى ضعيفة، مقابل لهجته البدوية القوية، فتجنب الحديث إلى جمهور متعلم حتى لا ينكشف أمره”.

    ومن ناحية أخرى، كان جهيمان جنديا في الحرس الوطني، وثبتت أهمية تدريبه العسكري أثناء الاستعداد للاستيلاء على الحرم المكي.

    ومع الوقت، دخلت السلفية المحتسبة في جدال مع الشيوخ السعوديين، وبدأ قمع السلطات لهم.

    وهرب جهيمان إلى الصحراء، وكتب عددا من المنشورات التي انتقد فيها العائلة المالكة لما اعتبره “انهيارا” داخلها. واتهم الشيوخ بالتواطؤ مع العائلة المالكة مقابل مكاسب دنيوية. وأصبح واثقا من أن المملكة فاسدة، وأن التدخل الإلهي قد يجلب لهم الخلاص.

    وفي هذه الفترة، قال جهيمان إنه عثر على المهدي المنتظر، وهو محمد بن عبدالله القحطاني، داعية شاب لين الحديث، يُعرف بحسن الخُلق، والالتزام، وحب الشعر.

    ويذكر الحديث النبوي أن اسم المهدي المنتظر يوافق النبي محمد في اسمه واسم الأب، وله جبهة عريضة وأنف نحيف ومدبب. ورأى جهيمان في القحطاني كل هذه المواصفات، الذي ذُهل لسماع تلك الفرضية. ولجأ القحطاني إلى الصلاة ليصل إلى قرار في هذه المسألة.

    وخرج القحطاني من عزلته وهو مقتنع بما قاله جهيمان. وبدأ التصرف على أنه المهدي المنتظر، وقوي تحالف الرجلين عندما اتخذ جهيمان شقيقة القحطاني الكبرى زوجة ثانية له.

    وقبل عدة أشهر من الحصار، انتشرت شائعات بين المئات من أهالي مكة ومن الحجاج بأنه رأوا القحطاني في أحلامهم، وهو يقف بشموخ في الحرم المكي، ويحمل راية الإسلام.

    واقتنع أتباع جهيمان بهذا الأمر. فيقول متولي صالح، أحد أعضاء السلفية المحتسبة: “أذكر الاجتماع الأخير عندما سألني أحد الإخوة “أخي متولي، ما رأيك في المهدي.” فقلت له من فضلك لا تتحدث في هذا الأمر. فقال لي أحدهم حينها “أنت شيطان أخرس. أخي، المهدي حق، وهو محمد بن عبدالله القحطاني”.

    وفي المناطق البعيدة التي لجأ إليها جهيمان وأتباعه، بدأ الاستعداد للمواجهة المسلحة المقبلة.

    Short presentational grey line

    وكان رد فعل القيادة السعودية تجاه الحصار متراخيا.

    كان ولي العهد آنذاك، الأمير فهد بن عبدالعزيز آل سعود، يحضر القمة العربية في تونس. والأمير عبدالله، قائد الحرس الوطني المسؤول عن حراسة الأمراء والقادة، في المغرب. وتًرك الأمر برمته للملك خالد، الذي كانت صحته متردية، ووزير دفاعه الأمير سلطان.

    ولم تُدرك الشرطة السعودية حجم المشكلة في بداية الأمر، وأرسلت سيارتي نجدة لاستطلاع الأمر. وبمجرد وصولهم قرب الحرم المكي، انهال عليهم وابل من الرصاص.

    وعندما اتضحت خطورة الموقف، أطلقت وحدات الحرس الوطني جهودا ضئيلة لاستعادة السيطرة على الحرم المكي.

    الجنود السعوديون أثناء محاولة اقتحام بوابات الحرم
    Image captionالجنود السعوديون أثناء محاولة اقتحام بوابات الحرم

    وكان مارك هامبلي، باحث سياسي في السفارة الأمريكية في جدة آنذاك، من بين عدد قليل من الدبلوماسيين الغربيين الذين علموا بالواقعة، ويقول إن الحصار كان عملا انطوى على شجاعة وسذاجة في الوقت نفسه. “فقد اقتُنصوا بسهولة شديدة. والقناصة كانت لديهم أسلحة جيدة جدا، وبنادق بلجيكية متقنة الصنع”.

    وبات واضحا أن العناصر التي نفذت الحصار خططت لأدق التفاصيل، ولا يمكن تفريقهم بسهولة. وفُرض طوق أمني حول الحرم المكي، وانتشرت القوات الخاصة، والمقاتلين، والوحدات المسلحة.

    ويقول عبدالمنعم سلطان، الذي كان عالقا في الداخل، إن الاشتباكات تركزت في فترة ما بعد الظهيرة في اليوم الثاني للحصار. “رأيت قذائف المدفعية تتجه إلى المآذن. رأيت طائرات الهليكوبتر تحوم في السماء باستمرار. كما رأيت الطائرات الحربية”.

    والحرم المكي بناء هائل، به ممرات طولها مئات الأمتار، تحيط كلها بصحن الكعبة، وكان البناء بارتفاع طابقين آنذاك. وفي اليومين التاليين للحصار، أطلقت القوات السعودية هجمات لاستعادة السيطرة على مدخل الحرم. لكن جهيمان وأتباعه نجحوا في صد هجماتهم واحدة وراء الآخرى، رغم نفاد السلاح وقلة أعدادهم.

    ويقول عبدالمنعم إن جهيمان بدا شديد الثقة وهادئا عندما التقاه قرب الكعبة في هذا اليوم. “ونام لمدة نصف ساعة أو 45 دقيقة، وقد أراح رأسه على رجلي، في حين وقفت زوجته بجانبه. ولم تتركه أبدا”.

    وأضرم أتباع جهيمان النار في السجاد والإطارات المطاطية لتتصاعد سحب الدخان، واختبئوا وراء الأعمدة، ثم خرجوا لمداهمة القوات السعودية التي اقتحمت المكان. وتحول الحرم إلى ساحة قتال، وسرعان ما ارتفعت حصيلة الضحايا إلى المئات.

    ويقول الرائد محمد النوفي، قائد القوات الخاصة بوزارة الداخلية آنذاك، إن الموقف كان “مواجهة بين رجلين، في مساحة محدودة. موقف قتالي حيث يتطاير الرصاص يمينا ويسارا. إنه أمر لا يُصدق”.

    وأصدر كبار شيوخ المملكة، الذين جمعهم الملك خالد، فتوى تسمح للجيش باستخدام كل مستويات القوة لدحر المسلحين الذين استولوا على الحرم. واستُخدمت القذائف الموجهة المضادة للدبابات والأسلحة الثقيلة لدحر أتباع جهيمان وإبعادهم عن المآذن، ونقلت المركبات أفرادا من القوات الخاصة لاقتحام البوابات.

    وكان أتباع جهيمان مأخوذين بالمهدي. ويقول عبد المنعم سلطان إنه رآه “وكان تحت عينيه جرحان طفيفان، وقد مُزّق ثوبه وملأته الثقوب بفعل الرصاص. واعتقد أن بإمكانه الظهور في أي مكان بدون حماية لأنه خالد، فهو المهدي على أية حال”.

    لكن ثقة القحطاني في حصانته كانت وهمية، فسرعان ما أصابته طلقات الرصاص.

    مارك هامبلي قال إن السعوديين دفعوا بالمتمردين إلى السراديب
    Image captionمارك هامبلي قال إن السعوديين دفعوا بالمتمردين إلى السراديب

    “وقال الشاهد الذي رفض الكشف عن هويته إن الناس بدأوا يصرخون “جُرح المهدي، جُرح المهدي”، وحاول بعضهم الجري لإنقاذه، لكن إطلاق النار الكثيف حال دون وصولهم إليه، فتراجعوا.

    وأبلغوا جهيمان بإصابة المهدي، الذي صاح في أتباعه “لا تصدقوهم، إنهم مدسوسون”.

    وتمكنت القوات السعودية في اليوم السادس من السيطرة على ساحة الحرم المكي والمباني المحيطة به. لكن باقي أتباع جهيمان تحصنوا بمئات الغرف والزنازين تحت الأرض، إذ صدقوا جهيمان بأن المهدي ما زال على قيد الحياة في مكان ما في الحرم.

    لكن موقفهم أصبح مترديا. فيقول الشاهد إن “رائحة تعفن الإصابات أو جثث الموتى أحاطت بنا. وكانت المياه متوفرة في البداية، لكنها بدأت تشح مع الوقت. كما نفدت إمدادات التمر، فبدأوا يأكلون العجين. كانت أجواء مرعبة، كما لو كنا في فيلم رعب”.

    وأصدرت الحكومة السعودية بيانات متلاحقة تؤكد فيها انتصارها، لكن انقطاع بث الصلاة من الحرم كان يبعث رسالة مختلفة. ويقول هامبلي إن “السعوديين حاولوا استخدام خطط مختلفة، ولم تفلح. فكانوا يدفعون أتباع جهيمان إلى السراديب”.

    Short presentational grey line

    وأصبح واضحا أن الحكومة السعودية بحاجة للمساعدة في القبض على قادة التمرد أحياء، وإنهاء الحصار. وتوجهوا للرئيس الفرنسي فاليري جيسكار ديستان.

    وقال جيسكار ديستان لـ بي بي سي إن “سفيرنا في المملكة أخبرني أنه من الواضح أن القوات السعودية غير منظمة ولا تعرف الطريقة المناسبة للتعامل مع الأزمة،” وهي المرة الأولى التي يؤكد فيها دور فرنسا في هذه الأزمة.

    الرئيس الفرنسي السابق فاليري جيسكار ديستان
    Image captionالرئيس الفرنسي السابق فاليري جيسكار ديستان

    “وبدا لي الأمر خطيرا، بسبب ضعف النظام، وعدم جهوزيته، والتبعات الممكنة لهذا الموقف على سوق النفط عالميا”.

    وأرسل الرئيس الفرنسي سرا ثلاثة مستشارين من وحدة مكافحة الإرهاب التي تشكلت حديثا. وكان يجب أن تظل العملية سرية، لتجنب أي انتقادات بشأن التدخل الغربي في مهبط رسالة الإسلام.

    وتمركز الفريق الفرنسي في فندق في مدينة الطائف، حيث أعدوا خطتهم للتخلص من المتمردين، وهي ملأ السراديب التي تحصنوا بها بالغاز لمنعهم عن التنفس.

    الفريق الفرنسي - بول باريل إلى اليسار
    Image captionالفريق الفرنسي – بول باريل إلى اليسار

    ويقول النقيب بول باريل، المسؤول عن تنفيذ الخطة: “حُفرت فتحات تصل إلى السراديب. وضُخ الغاز من خلالها، الذي انتشر في كل أركان مكان اختباء المتمردين بفضل انفجارات القنابل اليدوية”.

    وبالنسبة للشاهد، الذي كان محبوسا في السراديب مع من بقي من أتباع جهيمان، بدا وكأن العالم ينتهي.

    “شعرنا كما لو كان الموت قد أتانا، لأننا لم نعلم إن كان هذا صوت الحفر أو الأسلحة. كان موقفا مخيفا”.

    أتباع جهيمان بعد اعتقالهم
    Image captionأتباع جهيمان بعد اعتقالهم

    وثبت نجاح الخطة الفرنسية.

    ويقول ناصر الحزيمي، أحد أتباع جهيمان، إن “الطعام والذخيرة نفدا خلال آخر يومين. تجمعوا (المتمردين) كلهم في غرفة واحدة صغيرة، وألقى الجنود قنابل الدخان عليهم عبر فتحة في السقف. لهذا استسلموا. خرج جهيمان وتبعوه جميعا”.

    وشهد الرائد النوفي الاجتماع بين الأمراء السعوديين وبين جهيمان “وسأله الأمير سعود الفيصل “لماذا يا جهيمان؟” فأجاب “إنه القدر”، ثم سأله إن كان يريد شيء ما، فطلب بعض الماء”.

    وسيق جهيمان أمام الكاميرات. وبعد حوالي شهر، أُعدم 63 شخصا علنا في ثماني مدن في أرجاء المملكة، وكان جهيمان أولهم.

    جهيمان العتيبي
    Image captionجهيمان العتيبي

    ربما يكون إيمان جهيمان بالمهدي المنتظر هو ما ميزه عن غيره، إلا أنه كان جزءا من حراك اجتماعي وديني محافظ رافض للحداثة، كان للشيوخ المتشددين اليد العليا فيه والتأثير حتى على العائلة المالكة.

    وأحد المتأثرين بالحصار كان أسامة بن لادن، الذي قال في أحد منشوراته المناهضة للعائلة المالكة إنهم “داهموا الحرم في حين كان يمكن حل الأزمة بشكل سلمي”.

    وأضاف: “ما زلت أذكر حتى الآن آثار دباباتهم على أرض الحرم”.

    ويقول ناصر الحزيمي إن “ما فعله جهيمان أوقف كل أشكال الحداثة. سأضرب مثلا بسيطا، أحد مطالبه كان حجب جميع المذيعات من الظهور في التليفزيون. وبالفعل بعد هذه الواقعة، لم تظهر مذيعة واحدة مرة أخرى”.

    وبقيت المملكة على هذا الدرب المتشدد لأربعة عقود تلت. ولم تظهر علامات الخروج عن هذا النهج إلا مؤخرا.

    وقال ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، في حوار صحفي في مارس/أذار 2018، إنه قبل عام 1979 “كنا نعيش حياة طبيعية مثل سائر دول الخليج، وكانت النساء تقود السيارات، وكانت في المملكة دور عرض سينمائي”.

    وكان يشير في كل ذلك إلى لحظة حصار الحرم المكي، وما حدث بعدها.

  • بعد البشير: ما الذي تغير في السودان بعد الثورة؟

    سودانية تحتج على البشير

    السودان بعد البشير: ما الذي تغير فيه بعد الثورة؟

    • 29 ديسمبر/ كانون الأول 2019

    كانت الإطاحة بالرئيس عمر البشير الذي حكم السودان لنحو ثلاثة عقود من أبرز الأحداث في القارة الأفريقية في عام 2019. وفي هذا المقال يكتب مراسل بي بي السابق في السودان جيمس كوبنال عن تجربته في العودة إلى الخرطوم وعن حجم التغيرات التي شاهدها فيها.

    “ثورة” تعالت الهتافات وتبادلت مجموعة الفتيات إشارات الحرية مشجعات بعضهن البعض. وهدرت الأصوات مجتمعة بكلمات: حرية! سلام! عدالة! وكل مطالب المتظاهرين المؤيدين للديمقراطية، التي باتت الآن مألوفة، وسط حماس يتصاعد بشكل مُعدٍ.

    بيد أن هذا التجمع، الذي كان في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، لم يثر شحنة من الترقب والقلق لدى الجنود المدججين بالسلاح في مواجهة محتجين مطالبين بحقوقهم. ولم يكن تجمعا سياسيا، أو تجمعا للجان الأحياء الشعبية التي فعلت الكثير لإبقاء ثورة السودان حية، بل هو تجمع صباحي لطالبات مدرسة في منطقة ليست بعيدة عن مركز العاصمة السودانية الخرطوم.

    فهذه الثورة باتت ضمن المنهاج الآن في هذه المدرسة على الأقل، التي تجمعت كلها في باحة تغطيها من الأعلى سقيفة من قماش الكتان.

    كانت الفتيات بأعمار لا تتجاوز الـ 13 عاما، يُغنين أناشيد الثورة الأخيرة، مثل أغنية مغني الراب السوداني أيمن ماو “دم”.

    وتتضمن الأغنية سطورا نقدية حادة تقارن بين العسكر الذين يحكمون السودان بالجنجويد / الميليشيا التي دعمتها الدولة وروعت وقتلت الناس في دارفور خلال حكم البشير.

    “رصاصة حية ويكَولوا ليك مطاطة، ديل جنجويد ويكَولوا ليك رباطة … دفعولك كم عشان تكَلبها دم” وتصدح الموسيقى بأعلى صوت عبر سماعات المدرسة المشوشة، لكن هذا التشويش لا يهم، إذ تغطيها أصوات المئات من الحناجر الشابة.

    وعلى أنغام الموسيقى قدمت الطالبات مسرحية يُؤدين فيها دور متظاهرات يحملن الزهور وتصوب نحوهن البنادق زميلات لهن ارتدين أزياء عسكرية.

    وفي أعقاب ذلك تحدثت الفتيات عن شعور جديد بالفخر بكونهن سودانيات، وكيف أظهرن لأنفسهن وللعالم ما يمكن أن تكون عليه بلادهن.

    قال سليم، أحد المعلمين في المدرسة : الثورة لن تتوقف حتى مغادرة العسكر للمشهد كليا.

    Presentational grey line

    كيف وقعت الثورة؟

    متظاهرات سودانيات
    • ديسمبر/كانون الأول 2018: خرجت مظاهرات احتجاجا على ارتفاع أسعار الخبز التي زادت بعد أن ألغت الحكومة الدعم الذي كانت تقدمه في هذا الصدد.
    • فبراير/شباط 2019: أعلن البشير حالة الطوارئ وأقال الحكومة وولاة الولايات في محاولة لإنهاء أسابيع من الاحتجاجات ضد نظام حكمه، قتل فيها نحو 40 شخصا.
    • أبريل/نيسان 2019: أطاح الجيش بالبشير وشرع في محادثات مع المعارضة بشأن الانتقال إلى الديمقراطية.
    • يونيو/حزيران 2019: فتحت القوات الأمنية النار على المحتجين وقتلت 87 شخصا، على الأقل.
    • سبتمبر/أيلول 2019: تشكلت حكومة جديدة برئاسة عبد الله حمدوك، كجزء من اتفاق لتقاسم السلطة لثلاث سنوات بين الجيش وممثلين مدنيين وجماعات المعارضة.
    Presentational grey line

    وقد أطاح عدد من جنرالات الجيش بالبشير بعد أن شلت الاحتجاجات السلمية السودان في وقت سابق هذا العام. ولكنهم حينذاك حاولوا التشبث بالسلطة، فقمعوا بعنف جموع المحتجين خارج مقر قيادة الجيش في الخرطوم، وقد قتل 87 شخصا على الأقل، وكانت هناك وفيات أخرى خارج العاصمة.

    وقد قطع الجنرالات الاتصال بشبكة الانترنت، في محاولة لعزل القوى المنظمة من الثائرين الشباب على وجه الخصوص. بيد أن المظاهرات لم تتوقف وأجبرت الجنرالات في النهاية على الموافقة على تكوين حكومة مدنية.

    ولكن حتى الآن، ما زال للجيش خمسة ممثلين من بين 11 عضوا يشكلون ما يسمى بمجلس السيادة الذي يتولى رئاسة البلاد.

    ويخشى العديد من السودانيين من أن أحد مطالب المحتجين الرئيسية، وهو تحقيق العدالة لأولئك الذين قتلوا في الثورة وخلال نحو ثلاثة عقود من حكم البشير، سيكون مستحيل التنفيذ مع وجود الجنرالات في مقدمة المشهد السياسي.

    ولكن بعد مرور شهرين فقط على أداء الوزارة السودانية الجديدة القسم، أجد أن الأشياء تغيرت. لقد رأيت ذلك في أحد الأيام في شارع الجامعة، أحد الشوارع الرئيسية وسط العاصمة الخرطوم.

    ثمة مجموعة صغيرة من الناس كانت تتظاهر أمام مقر رئيس الوزراء ضد إغلاق المدارس.

    إهانة أتباع البشير

    وكان المحتجون يهتفون ويصفقون ويزغردون، وقرأوا عريضة احتجاج سلموها لمسؤول حكومي للنظر فيها.

    البشير ظهر لأول مرة منذ الإطاحة به في 16 يونيو/حزيران الماضي، أمام مكتب النائب العام
    Image captionالبشير ظهر لأول مرة منذ الإطاحة به في 16 يونيو/حزيران الماضي، أمام مكتب النائب العام

    قال أحد المحتجين، في زمن البشير “لم يكن ذلك ممكنا، لكننا الآن نستغل أي فرصة لإسماع أصواتنا”.

    وعلى بعد نحو 100 متر في الشارع نفسه، ثمة تجمع آخر كان لدعم بعض كبار الشخصيات في النظام السابق المحبوسين.

    إن مثل هذه المظاهرات كانت تُفض بالقوة في زمن البشير، باستخدام قنابل الغاز المسيل للدموع والهراوات، وربما بطريقة أسوأ.

    ولم يمر وقت طويل حتى قام أحد المارة بتوجيه إهانات لأنصار البشير. وهذه، أيضا، حرية جديدة.

    يمكنك أن تشعر بانفتاح جديد في أي محادثة تخوضها هنا في الغالب. فالسودانيون يناقشون دائما السياسة بمستوى من الاهتمام والتعقيد نادرا ما تراه في أي مكان آخر.

    لكن الآن، باتت الانتقادات تمارس بحرية وبصوت عالٍ، حتى ضد المؤسسة العسكرية، ويبدو أن الخوف القديم من شرطة الآداب (النظام العام) قد تبدد.

    في الماضي، قد تتعرض المرأة للجلد لمجرد خروجها إلى مكان عام مرتدية بنطالا، ويعاقب الرجال بالجلد لشرب الكحول، الذي مازال حتى اليوم ممنوعا رسميا.

    بيد أنني رأيت الناس من كلا الجنسين يجتمعون لشرب الشاي، وربما ما هو أثقل قليلا، على ضفاف النيل الأزرق، بينما تمر سيارة الشرطة قربهم من دون أن تتدخل في حياتهم.

    وما زال هناك الكثير من المحتجين الذين يرفضون فكرة الحكومة الانتقالية بالذات، التي يرون أنها ليست الطريق التي ستوصل البلاد إلى الانتخابات، بل صفقة تسوية ملطخة بالدماء وغير مقبولة تماما.

    فالمرحلة الانتقالية قد تكون ببساطة تأسست على تصلب الجيش، أو بسبب الاقتصاد المتعثر. فأسعار الغذاء في ارتفاع وكذلك الحال مع تكاليف النقل.

    ولكن عودا إلى المدرسة، حالما أنهت الفتيات تجمعهن الصباحي، وظللن يرددن تلك الشعارات البطولية، أدركت أن ثورة السودان الأخيرة باتت جزءا أساسيا من الحياة اليومية الآن، وبات من الصعب إهمال مطالبها.

  • رئيس الوزراء الجزائري عبد العزيز جراد من المؤسسة الأكاديمية ..

    عبد العزيز جراد

    عبد العزيز جراد من المؤسسة الأكاديمية إلى رئاسة الوزراء في الجزائر

    • 28 ديسمبر/ كانون الأول 2019

    عين الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون الأكاديمي والدبلوماسي السابق عبد العزيز جراد وزيرا أولا للبلاد (رئيس الحكومة).

    ويأتي جراد إلى هذا المنصب بعد حياة مهنية أكاديمية طويلة، عمل فيها استاذا جامعيا ودرس في عدد من الجامعات في الجزائرية وفي الخارج.

    كما شغل جراد عددا من المناصب الحكومية، من بينها أمانة رئاسة الجمهورية وأمانة وزارة الخارجية.

    ولد جراد في 12 فبراير/شباط 1954 بمدينة بخنشلة الجزائرية.

    وحصل على شهادة ليسانس في العلوم السياسية من معهد العلوم السياسية بالجزائر في عام 1976.

    ثم أكمل دراسته الأكاديمية في فرنسا ليحصل على شهادة دكتوراه في العلوم السياسية من جامعة باريس في عام 1981.

    تحصل على درجة الاستاذية في عام 1992 بعد عمله في التدريس في عدة مؤسسات جامعية بالجزائر وفي الخارج.

    كما أسهم في تدريب كوادر الدولة الجزائرية وجهازها الإداري عبر عمله مديرا للمدرسة الوطنية للإدارة في الفترة ما بين 1989 و 1992.

    تولى جراد عددا من المناصب الحكومية، من أبرزها عمله أمينا عاما لرئاسة الحكومة الجزائرية (1993 – 1995) خلال حكم الرئيس الجزائري السابق الأمين أليامين زروال، وقبلها عمل أيضا في منصب مستشار في الرئاسة في عام 1992.

    كما عمل مديرا عاما للوكالة الجزائرية للتعاون الدولي في الفترة (1996 -2000 ).

    وخلال حكم الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة تولى جراد منصب أمين عام وزارة الخارجية للفترة ما بين 2001 و 2003.

    وجراد في الـ 56 من العمر وهو متزوج و أب لأربعة أطفال.

    عبد المجيد تبون (يمين) وعبدالعزيز جراد
    Image captionاختار الرئيس عبد المجيد تبون عبد العزيز جراد لمنصب الوزير الأول

    وشدد جراد في أول تصريح له بعد تكليفه برئاسة الوزارة على “التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجه البلاد قائلا إنه “ويجب العمل سويا على ماجهتها والتغلب عليها”.

    وتعهد بالعمل “مع كل كفاءات الوطن من أجل الخروج من هذه المرحلة الصعبة”.

    وينهي تعيين جراد عمل حكومة تصريف الأعمال، برئاسة صبري بوقدوم، الذي كلفه الرئيس تبون يوم 19 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، بشكل مؤقت إلى حين تعيين رئيس وزراء جديد.

    وكان الرئيس تبون تعهد بالعمل على توحيد صف الجزائريين، وتمكين الشباب من السلطة، وصياغة دستور جديد للبلاد، بعد فوزه في الانتخابات التي أجريت الشهر الجاري وحصوله على 58.15 في المئة من أصوات الناخبين.

    متظاهرون في الجزائر
    Image captionتتواصل المظاهرات في شوارع الجزائر منذ أشهر

    ولم يوقف فوز تبون الذي خاض الانتخابات كمرشح مستقل على الرغم من أنه كان عضوا في جبهة التحرير الوطني في السابق، المظاهرات التي تشهدها الجزائر منذ ما يقرب من عام، إذ نزل عشرات الآلاف من المحتجين إلى شوارع العاصمة الجزائرية في أعقاب انتخابه مطالبين برحيله وكافة رموز نظام الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة.

    وتعيش الجزائر حالة من الاضطراب السياسي منذ عدة أشهر، حيث أجبرت احتجاجات مناهضة للحكومة في الشوارع الرئيس بوتفليقة، على الاستقالة في أبريل/ نيسان الماضي بعد عشرين عاما قضاها في السلطة.

  • نقدم لكم معلومات عن جزيرة رودس..

    معلومات عن جزيرة رودس

    معلومات عن جزيرة رودس

    بواسطة: كتّاب وزي وزي –

    ٤ ديسمبر ٢٠١٩ م

    جزيرة رودس

    تُعدّ جزيرة رودس أكبر جزر اليونان، وتقع شمال شرق جزيرة كريت، وجنوب شرق أثينا، ومن الناحية الإدارية تشكل الجزيرة بلدية منفصلة داخل منطقة جنوب إيجة الإدارية، وبلغ عدد سكان جزيرة رودس 50636 نسمة في عام 2011، كما لُقبت أيضًا بجزيرة الفرسان نسبةً إلى فرسان القديس يوحنا، الّذي حكم رودس من عام 1310 إلى عام 1522، وتُعدّ أحد عجائب الدنيا السبع في العالم القديم، وموقعًا للتراث العالمي، واليوم هي واحدة من الوجهات السياحية الأكثر شعبية في أوروبا، وفي الآتي سيتم الحديث عن جزيرة رودس بشيء من التفصيل.[١] مناخ جزيرة رودس تتميز جزيرة رودس بمناخ رطب؛ فتكون فصول الشتاء باردة وطويلة، وعلى العكس من ذلك تكون فصول الصيف قصيرة، حيث يبلغ متوسط ​​درجات الحرارة السنوي ما يصل إلى 50 درجة فهرنهايت أي ما يُعادل 10 درجات مئوية في الجزيرة، كما يتميز المناخ أيضًا في رودس بأنّهُ متغير ومتقلب للغاية، وتُصاحبة العواصف والأعاصير المهدِدة بالخطر، ومن الأمثلة على ذلك الإعصار الّذي أودى بحياة 262 شخصًا في 21 سبتمبر 1938، وفي 31 أغسطس 1954 أدى إعصار كارول إلى مقتل 19 فرد، كما تسبب بأضرار مادية جسيمة وصلت إلى مبلغ 90 مليون دولار، وفي 6-7 فبراير 1978 أدت العاصفة الثلجية في الجزيرة إلى 21 حالة وفاة، حيث بلغ سُمك الثلوج ما يصل إلى 73 سنتيمتر، وهو ما يُعدّ رقمًا قياسيًا آنذاك، وفي الآتي سيتم الحديث عن التنوع الحيوي في جزيرة رودس.[٢] التنوع الحيوي في جزيرة رودس على الرغم من صغر حجم الجزيرة، إلا أنّها تتضمن ثلاث مناطق غنية بالتنوع الحيوي المميز وهي المرتفعات، والأراضي المنخفضة الرملية، والتلال المرتفعة، حيث تحتوي هذه المناطق على الأشجار الشائعة في جزيرة رودس مثل أشجار السنديان، والأرز، و 40 نوعًا من نبات السرخس، وتُعدّ السحالي من السكان الأصليين للجزيرة، حيث تُصنف إلى 30 نوعًا تعيش في رودس، وأما الحياة البحرية في الجزيرة فتتضمن سمك أبو سيف، وسمك البحر، والكركند، والبطلينوس، وسمك السلمون المرقط، وبيكريل، ولكن العديد من الحيوانات مثل الثدييات، والفقاريات، واللافقاريات تتعرض إلى الخطر والتهديد بالانقراض؛ بسبب التحضر والتصنيع المستمر، بما في ذلك الخنفساء، والنسر، وحوت الزعانف الأحدب، وأربعة أنواع من السلاحف البحرية، وفي الآتي سيتم الحديث عن السياحة في جزيرة رودس.[٢] السياحة في جزيرة رودس تُعدّ رودس واحدة من الوجهات السياحية الأكثر جاذبية في اليونان بعد جزيرة كريت؛ لأنّها مثالية ليس فقط لأولئك الّذين يريدون الاسترخاء، ولكن أيضًا لأولئك الّذين يرغبون في قضاء عطلة مليئة بالإثارة، فهي إحدى البقع الخلابة، وتتضمن السياحة في رودس الآتي: استكشاف تلالها الخضراء المضيئة، وشواطئها الذهبية، وأوديتها الخضراء الغنية.[٣] زيارة المواقع الثقافية والتاريخية والعالمية التي لا تُعدّ ولا تُحصى،[٣] بما في ذلك معبد بيثيان أبولو، ومسرح وملعب قديم، وقصر الحاكم، ومدينة العصور الوسطى المسورة، وكنيسة كاهال شالوم في الحي اليهودي، والمتحف الأثري، وأطلال عدة قلاع.[١] زيارة المكتبات العامة في الجزيرة، والتي يبلغ عددها 72 مكتبة، بما في ذلك مكتبة بروفيدنس العامة التي تحتفظ بالعديد من المجموعات التاريخية الخاصة.[٢] زيارة المتاحف التي يصل عددها إلى 53 متحفًا، ومن الأمثلة على ذلك متحف روجر ويليامز بارك.[٢] زيارة Providence Place Mall الّذي تم افتتاحهُ في عام 1999، وهو مجمع تسوق ضخم تبلغ مساحته 13 فدانًا، مع 150 متجرًا متخصصًا، ودور سينما.[٢] ويشكل الوافدين من بريطانيا العظمى، وفرنسا، وإيطاليا، والسويد، والنرويج الجزء الأكبر من المجموع الكلي للزُوار، حيث وصل عدد الوافدين الكلي إلى 1،785،305 في عام 2013، وفي عام 2014 بلغ عددهم 1،931،005، في حين انخفض عدد الوافدين قليلاً في عام 2015 ليبلغ 1،901،000، ومما ساعد في استقبال هذا الكم الهائل من الزُوار هو وجود أكثر من 550 فندقًا يعملون في رودس.[١] اقتصاد جزيرة رودس اعتمد اقتصاد جزيرة رودس بأغلبية ساحقة على الصناعة، حيث كانت المنتجات المصنعة الرائدة في الولاية هي المجوهرات، والمعادن، والمنسوجات، ومنتجات المطاط، والأواني الفضية، والآلات، بالإضافة إلى الزراعة، والغابات، والتعدين، وصيد الأسماك التي تقدم مساهمات صغيرة فقط، وفي أواخر التسعينيات انخفض التصنيع من 14.7 ٪ في عام 1997 إلى 11.1 ٪ في عام 2001، مما أدى إلى انخفاض العمالة الصناعية، ومن ثم نمت بعض القطاعات في رودس في القرن الحادي والعشرين، وتشمل هذهِ القطاعات نمو الخدمات المالية بمقدار 44.3 ٪، ونمو الخدمات الحكومية بمقدار 20.6 ٪، ونمو الخدمات العامة بمقدار 25.6 ٪، وأخيرًا نمو التجارة بمقدار 28.5 ٪، وهذا بدورهِ أدى إلى ازدياد وظائف الخدمات، وبحلول منتصف عام 2002 تجاوز نمو الوظائف الذروة التي وصلت إليها في عام 2000، وفي عام 2004 بلغ الناتج الإجمالي لرودس 41.679 مليار دولار بمساهمة كل من القطاع العقاري، والمساعدات الصحية والاجتماعية، والبناء، وفي نفس العام كان هناك ما يقدر بنحو 95390 شركة صغيرة في الجزيرة.[٢] التعليم في جزيرة رودس قُدِّر إجمالي الالتحاق بالمدارس الحكومية بـ 159،000 في خريف عام 2002، ومن المتوقع أن ينخفض ​​إلى 154،000 بحلول خريف عام 2014، واعتبارًا من خريف عام 2002 كان هناك 41،717 طالبًا مسجلين في الكلية أو الدراسات العليا، وبلغ عدد الملتحقين بالمدارس الخاصة في خريف 2003 ما يصل إلى 28،119، كما قُدِّرت نفقات التعليم العام في 2003/2004 بمبلغ يصل إلى 1.7 مليار دولار، وفي عام 2004 كان 81.1 ٪ من سكان الجزيرة في سن 25 وما فوق من خريجي المدارس الثانوية، وحوالي 27.2٪ حصلوا على درجة البكالوريوس أو أعلى، وفي عام 2005 كان لدى رودس 13 مؤسسة تعليمية وهي جامعة جزيرة رودس، وجامعة براون، وكلية بروفيدنس.[٢]