Category: تربية وتعليم

  • انتشلت المبادرات الفردية ..المشهد العراقي من الرتابة – مشاركة:علي محمود خضير

    المبادرات الفردية انتشلت المشهد العراقي من الرتابة
    المبادرات الفردية انتشلت المشهد العراقي من الرتابة
    علي محمود خضير السبت 28 كانون الأول 2019 0
    المبادرات الفردية انتشلت المشهد العراقي من الرتابة
    رحل عميد المسرح العراقي سامي عبد الحميد بعد صراع مع المرض
    بغداد | بين حُمّى الجدل السياسي والاحتجاجات الشعبيّة، ينقضي عام 2019 في العراق من دون أحداث ثقافية استثنائية. وإن كانت هناك سمة تطبع السنة المنصرمة فهي الخسارات التي باتت رفيقة العراقيين في شؤونهم اليوميّة، إذ شهد العام رحيل أسماء بارزة عدة، شكّل غيابها خسارة فادحة للمشهد الثقافي والفني. بدأت السنة الحاليّة برحيل الباحث والأديب علي الشوك الذي توفي في أحد مستشفيات لندن عن 90 عاماً، كما غادرتنا عالمة الآثار المعروفة لمياء الكيلاني في الأردن، وعالم الاجتماع متعب مناف، وعميد المسرح العراقي سامي عبد الحميد بعد صراع مع المرض، بينما صُدم المشهد الثقافي بوفاة الشاعر فوزي كريم في لندن إثر أزمة قلبية حادّة بعد مسيرة لافتة في الكتابة الشعرية والنقدية حقّق من خلالها حضوراً راسخاً كرّسه كإحدى العلامات الفارقة في جيل الستينيات. غادرنا أيضاً المترجم الرائد عطا عبد الوهاب، والكاتب الصحافي عدنان حسين، والباحث عز الدين مصطفى رسول، وأمين سر اتحاد أدباء العراق الشاعر إبراهيم الخياط إثر حادث مروري مؤسف، والمترجم عبد الإله النعيمي، والروائي أسعد اللامي. لكن مقتل الروائي علاء مشذوب خلّف صدمة في الوسط الثقافي إثر هجوم مسلح نفّذه مجهولون في كربلاء.
    هذه السنة، كانت السمة الأبرز هي الإنجازات الفرديّة لمثقّفين وفنانين ومخرجين حققوا نجاحاتهم وحصدوا جوائزهم بعيداً عن مؤسسات الحكومة الذي ظلّت تجتر فعّاليات مكررة لا إثارة فيها. فاز عدد من الأدباء العراقيين بجوائز مهمّة عدة، منهم فوز الشاعر علي جعفر العلاق بجائزة «سلطان العويس» الثقافيّة عن حقل الشعر، والكاتب حسن النواب بجائزة «الطيب صالح» عن روايته «ضحكة الكوكوبرا»، والقاصّ علي حسين عبيد عن مجموعته القصصية «لغة الأرض» عن الجائزة ذاتها، فيما حصد محمد صابر عبيد المركز الثالث في مجال النقد. أما جائزة «كتارا» لهذا العام فحصدها الروائي هيثم بهنام بردى عن فئة الرواية الموجّهة للفتيان، والروائي وراد بدر السالم عن فئة الرواية غير المنشورة. بينما ضمت القائمة الطويلة لجائزة «الملتقى» للقصة القصيرة مجموعتَي «كذلك» لبرهان المفتي و«سواد» لسعد هادي. كما فاز الشاعر باسم فرات بـ «جائزة السلطان قابوس» (بدورتها الثامنة) عن فرع الآداب (مجال أدب الرحلات). وقد اختتمت السنة الحاليّة بإعلان ترشّح اسمين روائيين عراقيين للقائمة الطويلة في جائزة «بوكر» العربية لعام 2020 هما أزهر جرجيس عن روايته «النوم في حقل الكرز» (دار الرافدين)، وعالية ممدوح عن روايتها «التانكي» (منشورات المتوسط)، فيما وصلت الروائية إنعام كجه جي الى القائمة القصيرة لبوكر 2019 عن روايتها «النبيذة»، بينما اكتفت الروائية ميسلون هادي بالوصول إلى القائمة الطويلة بروايتها «إخوة محمد». انتقلت الإنجازات الفرديّة العراقيّة إلى المسرح أيضاً، وتحديداً إلى فعّاليات الدورة الواحدة والعشرين لـ «مهرجان قرطاج الدولي للمسرح»، حيث نال الفنان رائد محسن جائزة أفضل ممثل، والسيناريست علي عبد النبي الزيدي جائزة أفضل كاتب سيناريو. وفي مجال السينما، تُوّج فيلم «قصص العابرين» للمخرج قتيبة الجنابي بجائزة أفضل فيلم روائي تجريبي في «جوائز لندن الدولية للأفلام السينمائية»، فيما فاز المخرج الشاب مهند حيال بجائزة أفضل فيلم في «مهرجان بوسان السينمائي» في العاصمة الكورية الجنوبية سيول عن فيلمه «شارع حيفا».
    ومن الظواهر الثقافية اللافتة في العام الحالي كان الحضور المتصاعد لدور النشر العراقية الفتيّة التي باتت لا تكتفي بطباعة الكتاب والترويج له بل بصناعة الحدث الثقافي المتميز، كما في مبادرة «جائزة الرافدين» للكتاب الأوّل التي أطلقتها «دار الرافدين للنشر» لدعم الكتّاب الشباب عن فئات الشعر والقصة والرواية، حيث أقيمت في بغداد حفلة لإعلان نتائج دورتها الأولى (دورة القاصّ الرائد محمد خضيّر) كما تولّت الدار طباعة الأعمال الفائزة بمعيّة جائزة ماليّة. من جهته، أعلن «الاتحاد العام للأدباء والكتاب العراقيين» عن مسابقة خاصّة بالأدباء الشباب ممن لم يطبعوا كتاباً سابقاً بهدف اكتشاف مواهب شابّة ورفد الوسط الثقافي بدماء جديدة متكفّلاً بطباعة الكتب الفائزة.
    معرضا بغداد وأربيل الدوليان للكتاب استمرا بحضور جماهيري لافت يعضد من علاقة القارئ بالكتاب، فيما حالت الاحتجاجات الشعبية في البلاد دون إقامة «معرض العراق الدولي للكتاب» و«معرض البصرة الدولي للكتاب». نشاط القطاع الخاص قابله نشاط ثقافي حكومي رتيب بعد انقطاع الدعم الحكومي عن المهرجانات الثقافية والفنية بسبب اتجاه الدولة نحو تقليص النفقات. تمثّلت أبرز النشاطات بدورة جديدة من «مهرجان المربد الشعري» في البصرة برعاية وزارة الثقافة، ولم يختلف المهرجان كثيراً عن الدورات السابقة له، ما أثار سجالات واتهامات عن جدواه اعتادها الوسط الثقافي إلى درجة الملل.
    ترك مقتل الروائي علاء مشذوب صدمة في الوسط الثقافي إثر هجوم مسلح نفّذه مجهولون في كربلاء
    وكحال الصحافة الثقافيّة في بقية البلدان العربية، عانت المطبوعات الثقافية هذا العام من انحسار حضورها وتقلّص مساحاتها، وربما تكون النقطة المضيئة الوحيدة هي «بين نهرين» التي تحوّلت من جريدة ثقافية أسبوعية إلى مجلة شهرية (75 صفحة) يشارك فيها أبرز الكتاب العراقيين وتستقطب إسهامات عربية وأجنبية واسعة، ما شكّل علامة صحية نادرة. وفيما تواصل الصدور الشهري لجريدة «تاتو»، تعثّرت مجلة «باليت» المتخصّصة في الفن التشكيلي.
    شهد العام الحالي ترسيخ دور المقاهي الثقافية في إقامة فعّاليات مثل الندوات وحفلات التوقيع والأمسيات الشعريّة. الظاهرة بدأت من بغداد وتوسّعت إلى بقية المحافظات وشملت شارع المتنبي في العاصمة، وشارع الفراهيدي في البصرة، وشارع الجواهري في النجف، والرصيف المعرفي بميسان، ضمن نشاطات تجاوزت بيع الكتاب إلى إقامة معارض فنيّة وبازارات تراثيّة وورش ثقافية متنوعة.
    وقد تكون الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام الحالي هي الأكثر إثارة، فمع بدء الحراك الشعبي والتظاهرات التي انطلقت مطلع تشرين الأول (أكتوبر)، انتشر جدل ثقافي واسع وتبادل اتهامات بين المثقفين العراقيين على مواقع التواصل الاجتماعي الذين انقسموا بين مؤيّد ومعارض لدعوات إضراب المدارس والجامعات، حيث وصل الأمر في بعض الأحيان إلى الشتائم المباشرة والتخوين، فيما انهمكت صفحات فيسبوك وتويتر لمثقفي العراق بتحليل أحداث الشارع ومتابعة تطوراتها المستمرة إلى الآن.
  • كتبت من القاهرة الصحفية: زينة أحمد ..بين السجن والمنفى: عام «الأمن الثقافي» في مصر.

    بين السجن والمنفى: عام «الأمن الثقافي» في مصر
    زينة أحمد السبت 28 كانون الأول 2019 0
    القاهرة | مثقّفون في السجون، وآخرون في المنافي المتعدّدة، وفريق ثالث يلوذ بالصمت خوفاً من كلا المصيرين. الثقافة المصرية باختصار تحت الحصار، أو نحو مزيد من الحصار السلطوي. في مصر كل شيء في خدمة الأمن، لا صوت يعلو على صوت الأمن. لذا يمكن أن يُطلق على هذا العام عام «الأمن الثقافي». أقلّه ما يتعلّق بالثقافة الرسمية التي يمكن تلخيص مؤتمراتها وندواتها بموضوعات محدّدة وغائمة مثل حروب الجيل الرابع، وبناء الإنسان المصري، والحرب على الإرهاب. وهي عناوين فضفاضة، لا معنى لها تقريباً، ولا يحضرها أحد باستثناء موظّفي وزارة الثقافة الذين يملؤون القاعات وقت الندوات. ما ينطبق على الندوات ينطبق على إصدارات المؤسسة الرسمية. «هيئة الكتاب» التي ارتفعت أسعار كتبها بما يقارب أسعار دور النشر الخاصة، بل يتجاوزها أحياناً، عانت من قلّة العناوين الجيدة، وسوء إخراج الكتاب ونوعية الورق المستخدمة. بنظرة على عناوين هذه الإصدارات، يمكن ملاحظة تفوّق نسبة الكتب التي تتناول هوية مصر أو بناء الإنسان.
    وقّعت إيمان مرسال كتابها «في أثر عنايات الزيات» في القاهرة أخيراً
    على صعيد الثقافة الأمنية، لن يكون بإمكانك إرسال كتاب إلى صديق خارج مصر عبر البريد إلا بعد موافقة جهاز الرقابة، ولن يصبح بإمكانك عقد ندوة إلا بعد المرور على الجهات الأمنية، ولن تستطيع المشاركة في معرض الكتاب أيضاً. لن تشارك مكتبة تنمية في الدورة القادمة للمعرض بسبب الرفض الأمني، وهو ما كشف عنه بعض العاملين في المكتبة التي يقضي صاحبها خالد لطفي خمس سنوات من عمره فى السجن بسبب توزيع ونشر طبعة مصرية من كتاب «الملاك» الذي يتهم أشرف مروان زوج ابنة الرئيس الراحل عبد الناصر بتسريب موعد حرب أكتوبر لإسرائيل، فيما رفضت محكمة النقض تخفيف الحكم بل أيّدته في نهاية العام. خالد لطفي الذي كان قد حاز في أيار (مايو) الماضي «جائزة فولتير لحرية النشر» التي يمنحها «اتحاد الناشرين الدولي»، لم يتسلّم الجائزة بالطبع في الاحتفال الذي أقيم على هامش «معرض سيول الدولي للكتاب» في كوريا الجنوبية، ولكنه أرسل رسالة قال فيها: «منذ ما يقارب العامين وحياتي وحياة أسرتي وكل من بجواري وكل من أحبني متوقفة من دون سبب. أودّ أن ينتهي ذلك الأمر. أريد أن أرى تنمية وبناتي الصغيرات يكبرن معاً في الوقت نفسه. أريد أن أخرج من هنا».
    بالتأكيد، هناك عشرات الحكايات في الكواليس عن مصادرات لكتب، لكن أصحابها لا يعلنون عن الأمر، باعتبار أن ذلك يبقى أخفّ ضرراً من السجن. على سبيل المثال، هناك رواية «بلا وطن» للمستشارة نهى الزيني التي تعرضت لحملة صحافية، اختفت بعدها الرواية من كل المكتبات وسط صمت تام. لم يقتصر الأمر على تحويل الثقافة إلى «ضرورة أمنية» متوهّمة بالطبع لضبط المجتمع، ولكن تحوّلت أيضاً إلى سلعة، حيث تقدمت إحدى عضوات البرلمان بطلب لمناقشة هدم مسرح البالون والسيرك القومي، وتحويل مساحة الأرض التي يحتلها المبنى المطل على نيل القاهرة إلى عمارات سكنية ومشاريع تجارية. تحرّك المثقفين وتوقيعهم عدداً من البيانات لإدانة القرار حالا دون حدوث هذه الكارثة، إلا أن ثمة شعوراً بأن التراجع عن المشروع مؤقت، وسنتفاجأ يوماً بهدم المبنى.
    ربما كانت سلسلة الغيابات هي أقسى ما في العام مع رحيل شيخ المترجمين العرب أبو بكر يوسف الذي ترجم تشيخوف، كما غاب بشير السباعي صاحب أكثر من 70 ترجمة من الفرنسية، وصاحب اهتمام خاص بالتأريخ للحركة السوريالية المصرية. رحل المفكّر والمناضل السياسي إبراهيم فتحي الذي قدّم أيضاً عشرات الدراسات النقدية والترجمات من الإنكليزية، وفارقنا اثنان من أصحاب الإسهامات البارزة في الحياة الثقافيّة والسياسية المصريّة هما هاني شكر الله ومصطفى اللباد. كذلك غاب أحد أبرز المخرجين المسرحيين في جيل السبعينيات محسن حلمي، وغاب أيضاً عالم اللغة محمود فهمي حجازي، وشهدي نجيب سرور. كما أعلن الشاعر رفعت سلام فى نهاية العام عن إصابته بسرطان الرئة، وبدأت حملة لعلاجه، انتهت بتبرّع رجل الأعمال نجيب ساويرس بتكاليف العلاج بعد عجز وزارة الثقافة و«جامعة القاهرة» و«اتحاد الكتاب» عن تدبير التكاليف اللازمة، رغم تبرّع أمير الشارقة بمبلغ 20 مليون دولار لمشروع علاج المبدعين، ولكن لا أحد يعرف أين ذهبت هذه الأموال.
    لن يكون بإمكانك إرسال كتاب إلى صديق خارج البلاد إلا بعد موافقة جهاز الرقابة
    وسط كل هذه الظروف والإحباطات، ثمّة ضوء في نهاية هذا النفق، يأتي هذه المرة من مشروعات فردية بعيداً عن أي مؤسسة. احتفلت المؤسسات المدنية بذكرى مرور 100 عام على ثورة 19، الثورة الشعبية التي شكّلت الوعي المصري الحديث والتي لا يزال تأثيرها فنياً وإبداعياً يُلقي بالكثير من ظلاله اليوم، إذ صدر ما يقرب من 30 كتاباً عنها، من بينها مذكّرات النحاس الباس بتحقيق عماد أبو غازي، ومذكرات مللنر بترجمة وتقديم منى أنيس، وكتاب عن ثورة 19 في الوثائق الأميركية للدكتور محمد أبو الغار… كل ذلك مقابل احتفال الدولة الذي جاء باهتاً وخجولاً وخصوصاً أن الكثير من تفاصيل ثورة 19 تستعيد ما جرى في 25 يناير، وتذكر به، وهو الحدث الذي تسعى كل مؤسسات الدولة لمحوه تماماً.
    لا يزال هناك مكان للإبداع المختلف، وخصوصاً لناحية الإصدارات التي شهدتها السنة الحاليّة: أصدر إبراهيم عبد المجيد روايته الجديدة «السايكلوب»، وإيمان مرسال «في أثر عنايات الزيات»، وأحمد خير الدين «بعلم الوصول»، وأحمد الفخراني «بياصة الشوام»، وأحمد عبد اللطيف «سيقان تعرف وحدها مواعيد الخروج»، وطارق إمام «طعم النوم». ووفق أرقام الإيداع في «دار الكتب» منذ بداية عام 2019 حتى شهر تشرين الثاني (نوفمبر) منه، فقد بلغت أعداد الكتب الصادرة في مصر ما يقارب الـ 18 ألف كتاب. لكن اللافت كان قلّة أعداد دواوين الشعر الذي لا يحبّه الناشرون، وربما أيضاً لأنه قد أصبح شحيحاً ونادراً، لذا علينا أن نصرخ مع شكسبير فى رائعته «يوليوس قيصر»: احذروا هذا الرجل، إنه لا يحب الشعر.
  • نستعيد معارك الشاعر الراحل ممدوح عدوان في ذكراه الخامسة عشرة وآخر كتبه «حيونة الإنسان»..وسوريا: ساعة رمليّة ..

    سوريا: ساعة رمليّة لتصدير الضجر والهباء والهشاشة
    سوريا: ساعة رمليّة لتصدير الضجر والهباء والهشاشة
    خليل صويلح السبت 28 كانون الأول 2019
    سوريا: ساعة رمليّة لتصدير الضجر والهباء والهشاشة
    نستعيد معارك الشاعر الراحل ممدوح عدوان في ذكراه الخامسة عشرة وآخر كتبه «حيونة الإنسان»
    دمشق | كيف نستعيد المشهد كاملاً؟ الحكاية لا تخصّ عاماً فائتاً فقط، إنّما سنوات الحرب بأكملها. ساعة رمليّة ضخمة لتصدير الضجر والهباء والهشاشة، كما لو أننا في مضافة بدوية حول موقد لصناعة القهوة المرّة، وفي مرآة أخرى، مجلس عزاء مفتوح، فأن تحضر عرضاً مسرحياً ما، ستتحسّر على أفول أمجاد الخشبة السورية في مواسم ازدهارها، وإذا بالعرض المتوسّط، في أحسن الأحوال، يصبح حدثاً استثنائياً، تفترسه أقلام هواة بمديح ما ليس فيه، وبجهالة كاملة الدسم، ذلك أن ترمومتر الذائقة انحسر إلى حدود متدنية، بغياب وانطفاء الحالة النقدية، وتواطؤ الصحافة العابرة مع أصحاب هذه العروض المرتحلة من مهرجان محلّي إلى مهرجان عربي بسطوة أصحابها. هذا الواقع يمكن تعميمه على صناعة السينما والدراما التلفزيونية والكتاب والفن التشكيلي والندوات والمهرجانات الثقافية. حفنة من الأسماء المتكرّرة تتناوب على الوليمة، تجدهم في كل المناسبات، مدجّجين بإنشاء وطني مستهلَك لإثارة الذعر لدى الآخرين، هؤلاء الذين اندحروا نحو عزلة اضطرارية والاشتغال على مشاريع فردية بالكاد تجد مساحة لها خارج بهرجة الثقافة الرسمية. صحيح أن العجلة الثقافية لم تتوقّف عن الدوران طوال العام، لكنّها تراوح في المكان نفسه بإعادة تدوير العناوين نفسها، تلك التي لم تعد تغري أحداً بجدّيتها أو مفارقتها السائدة. ماكيتات جوفاء لمهرجانات وندوات وتكريمات تدعو للتثاؤب، وفضائح يتمّ تداولها في الكواليس، أو على صفحات التواصل الاجتماعي ثم تنطفئ عند حواف موائد المقاهي بوصفها نميمة مسليّة لكسر عزلة الساعة الرملية لا أكثر. في أواخر هذا العام رحل صالح علماني في إسبانيا، صاحب الاسم اللامع في الترجمة، من دون أن تهتمّ وسائل الإعلام المحلية أو المؤسّسات الثقافية بنشر خبر صغير عن وفاته، فيما اعتنت بوفاة المغني المصري شعبان عبد الرحيم الذي غاب في اليوم نفسه، وسوف يثير مثقفو الفيسبوك مراثي بالجملة لرحيل بائع كتب مستعملة تحت جسر الرئيس باعتباره خسارة كبرى للثقافة السورية. قبلها أقيم معرض دمشق للكتاب بمشاركة عربية هزيلة، ورقابة مشدّدة على عناوين الكتب، بما فيها «رقابة القارئ» التي دعا إليها مدير المعرض بتصريح رسمي، وستكرّم أسماء من الصفوف الخلفية للثقافة على هامش فاعليات المعرض، كما لن نستغرب تتويج المطرب جورج وسوف بجائزة الدولة التقديرية عن فئة الفنون(!). اللغط نفسه سيتكرّر في مجال نهب الآثار وتهريبها خارجاً، من دون أن نتأكّد ماذا يجري تماماً، وما صحّة الأرقام المتداوَلة، في مطبخ المديرية العامة للآثار والمتاحف. شاهدنا أفلاماً، وبعضها حصد جوائز من مهرجانات عربية شقيقة، لكن معظمها لم يترك أثراً، بعد العرض الإعلامي لها، وكأنّ كلّ ما حدث، لم يجتز السطح، فليس هذا زمن الإبداع الذي يحفر عميقاً ويترك ندوباً في الروح. لا معارك ثقافية في هذه البلاد، لا سجالات، سنستعيد معارك الشاعر الراحل ممدوح عدوان في ذكراه الخامسة عشرة، وآخر كتبه «حيونة الإنسان» بطبعاته المتعاقبة. الكتاب الذي لخّص فيه ما نعيشه اليوم من تنمّر وطغيان، كما لو أنه ما زال بيننا، كما سنستعيد آخر ما دوّنه المخرج المسرحي الراحل فواز الساجر على ورقة صغيرة كانت في حقيبة يده، كلّما حضرنا عرضاً مسرحياً باهتاً «إن عصرنا هذا هو عصر الضيق. أكلُنا ضيِّق، شرابُنا ضيِّق، زيَّنا ضيِّق، مسكَنُنا ضيِّق، مرتَّبُنا ضيِّق، تفكيرُنا ضيِّق، مطمَحُنا ضيِّق، أفقنا ضيِّق، عدلنا ضيِّق، عالمنا ضيِّق، مصيرنا ضيِّق، موتنا ضيِّق، قبرنا ضيِّق. الضِّيق.. الضِّيق! افتحوا الأبواب والنوافذ… سيقتلنا الضِّيق! افتحوا الأرض والسماء… سيقتلنا الضيق! افتحوا الكون… سيقتلنا الضِّيق، الضيّق.. الضيّق». هذه الاستغاثة لن يكرّرها مخرج مسرحي آخر، لأننا في زمنٍ لا يشبه ما سبقه، زمن لم يعد يستوعب فرساناً من هذا الطراز، عدا أسماء نادرة أُبعدت إلى خارج الحلبة غالباً. في الشوارع الخلفية، وفي الأزقة الجانبية، سنعثر على مقترحات شبابية في المسرح والسينما وورشات الكتابة تعمل بقوّة الروح وحدها، ولكنّها بالكادر تغادر مربعها الضيّق. والآن، ماذا لو علمنا بأن مجلة «الموقف الأدبي» التي يصدرها «اتّحاد الكتاب العرب» منذ أوائل سبعينيات القرن المنصرم، قد توقّفت عن الصدور منذ ستة أشهر؟ سيجيبك أحدهم بلا مبالاة: وهل هناك مجلة بهذا الاسم؟ ذلك أن منشورات اتحاد الكتاب ومجلاته تصدر بحكم العادة والواجب، ولم يعد لها ذلك الحضور الدسم في المشهد الثقافي منذ سنواتٍ طويلة، فهي حكر على بعض أعضاء الاتحاد. نسمع بجدالات ساخنة حول عقارات الاتحاد واستثماراته الغامضة أكثر مما نسمع عن منشوراته الجديدة.
    شهد معرض دمشق رقابة مشدّدة على عناوين الكتب، بما فيها «رقابة القارئ» التي دعا إليها مدير المعرض
    نسينا أن نقول بأن الاتّحاد احتفل منذ أسبوعين بالذكرى الخمسين لتأسيسه(!). قبل أن يطوي العام مفكّرته، تكلّلت القائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية «البوكر» للمرة الأولى بحضور ثلاثة أسماء روائية سورية: سليم بركات عن «ماذا عن السيدة اليهودية راحيل؟»، وخليل الرز عن «الحي الروسي»، وخالد خليفة عن «لم يصلّ عليهم أحد»، فهل ستذهب الجائزة هذه المرّة إلى سوريا التي غابت عن قوائم الجائزة منذ تأسيسها إلى اليوم؟ خارج صخب الجوائز ودهاليزها شهدت سوق النشر العربية طفرة روائية سورية بتواقيع: نبيل سليمان «تاريخ العيون المطفأة» (مسكلياني)، وعبير اسبر «سقوط حرّ» (نوفل)، وممدوح عزّام «لا تخبر الحصان» (سرد)، ونبيل ملحم «إنجيل زهرة» (الريس)، وزياد عبد الله «سيرة بطل الأبطال بحيرة الانكشاري، ومآثر أسياده العظام» (المتوسط)، وعناوين أخرى عالقة خارج الحدود. شعرياً لا نصوص لافتة، عدا اكتشاف منذر مصري قصائد مجهولة للشاعر الراحل محمد سيدة، كانت شقيقة الشاعر تحتفظ بها، وقد أرفقها مع نصوص أخرى، تحت عنوان «هامش الهامش- الأعمال الكاملة» وصدرت في كتاب عن «دار التكوين»، و«الطروادي الأخير: حوارات محمود درويش» الذي حرّره سعيد برغوثي «دار كنعان»، كما لا يمكننا تجاهل ترجمة الحسين حلّاج لموسوعة لويس ماسينيون «آلام الحلّاج» (دار نينوى)، بعد مئة سنة على صدورها بالفرنسية. من جهته خاض الموسيقي والمغنّي بشار زرقان تجربة غنائية مفارقة بعنوان «إذا هجرتَ» عن نصّ للحلّاج، إذ وجدت نسختها البصرية التي وقّعها المخرج محمد عبد العزيز، خلال بثها على موقع يوتيوب نحو 400000 مشاهدة قبل أن يحجبها الموقع استجابة لتبليغات مجهولة رأيت في الأغنية خروجاً عن الأعراف بظهور راقصة تعبيرية رافقت نصّ الصوفي المعروف. في قائمة الغائبين، فقدَ الوسط الثقافي السوري أربعة أعلام، هم المؤرخ محمد محفّل، والمفكر الطيّب تيزيني، والتشكيلي منذر كم نقش، والباحث محمد شحرور.
  • يوم أعلنت عام 2018م..جائزة مان بوكر البريطانية فوز الكاتبة “آنا بيرنز” بجائزة هذا العام لتكون أول أيرلندية شمالية تفوز بها.

    البريطانية آنا بيرنز تفوز بجائزة مان بوكر المرموقة عن روايتها "بائع الحليب"

    البريطانية آنا بيرنز تفوز بجائزة مان بوكر المرموقة عن روايتها “بائع الحليب”
    2018-10-17
    أعلنت جائزة مان بوكر البريطانية فوز الكاتبة “آنا بيرنز” بجائزة هذا العام لتكون أول أيرلندية شمالية تفوز بها.
    وفازت آنا بيرنز بالجائزة عن روايتها “بائع الحليب” أو Milkman، والتي تتناول قصة علاقة فتاة صغيرة مع رجل كبير متزوج، وتجري الأحداث في مدينة لم تسمها في أيرلندا الشمالية في مجتمع قريب من مرحلة الاضطرابات التي شهدتها بلفاست.
    وقالت الكاتبة الفائزة لبي بي سي إنها “تفاجأت” بالجائزة، ومن المقرر أن تحصل على 50 ألف جنية استرليني.
    قال المحكمون عن الرواية إنها “رائعة ببساطة”، وألقوا الضوء على “صوت مميز ومتماسك باستمرار من البطل وهو شخص مضحك ومرن وماهر وبليغ”.
    وشهدت القائمة القصيرة منافسة قوية بين ستة روائيين، أربع سيدات ورجلين كان من بينهم ديزي جونسون، 27 عاما، وهي أصغر مرشحة في تاريخ مان بوكر.
    والمرشحون الآخرون كانوا إيسي إيدوجيان، راشيل كوشنر، ريتشارد باورز، وروبن روبرتسون.
    وقال رئيس لجنة التحكيم كوامي أنتوني أبياه، إن الكتب التي تم اختيارها كانت “معجزة من الأسلوب الابتكاري”.
    والرواية الفائزة “رجل الحليب” هي الرابعة للكاتبة، التي ولدت في بلفاست في عام 1962.
    نشرت عملها الأول “نو بونز”، عام 2001، ثم الثاني “ليتل كونستركشنز” بعد ست سنوات. أما عملها الثالث فكان “موستلي هيرو”، ونُشر عام 2014.
    وعلق كوامي أنتوني أبياه، رئيس لجنة التحكيم على هذه النتيجة لبي بي سي قائلا :” من بين الأشياء الرائعة عن رواية بائع الحليب يظهر نسيج اللغة”.
    وأضاف :”لقد كُتبت بهذا الصوت المذهل لهذه المرأة التي تعيش في مجتمع منقسم”.
    “إنها تتعرض لمضايقات من رجل يهتم بها جنسيا، وهو يستغل الانقسامات في المجتمع لاستخدام القوة التي يملكها، ليلاحقها”.
    وتعمدت الكاتبة عدم إطلاق أسماء على شخصياتها في الرواية، حتى من تقوم بالسرد فيها تشير إلى نفسها بأنها “الأخت الوسطى”.
    وفي حديثها بعد فوزها ، قال آنا بيرنز لبي بي سي: “الكتاب لا يحقق المطلوب من خلال الأسماء فقط”.
    وأضافت :”أعتقد أن الأمر له علاقة بالعمل، هناك افتقار إلى الأمان في أن تكون صريحا في الكتاب وتعلن من أنت، ولكن في الحقيقة ، إذا ذكرت الأسماء فقد فقدت قوتها، وفقد أيضا الجو العام”.
    وعن تأثير تجربتها الحقيقة على كتاباتها، قالت “لقد نشأت في بلفاست، وكان لها تأثير كبير على الكتاب، حيث كتبت عن مجتمع بأكمله تأثر بالعنف والحياة تحت ضغط شديد “.
    عن “بي بي سي”
  • كتب الصحفي السوري سامر مختار.. النميمة بين الأدباء في المقاهي: ما الخيط الفاصل بين التسلية والأذى؟ ..


    النميمة بين الأدباء في المقاهي: ما الخيط الفاصل بين التسلية والأذى؟
    سامر مختار
    صحافي سوري
    مقالات أخرى للكاتب
    2019-12-23
    “النَّمُّ: رَفْع الحديثِ على وجه الإشاعةِ والإفْسادِ. وقيل: تَزْيينُ الكلام بالكذب. من نمَّ يَنِمُّ ويَنُمُّ، فهو نَمومٌ ونَمَّامٌ ومِنَمٌّ، ونَمٌّ، من قَوْمٍ نَمِّينَ وأنِمَّاءَ ونُمٍّ، وهي نَمَّةٌ، ويقال للنَّمَّام القَتَّاتُ، ونَمَّامٌ مُبَالَغَةٌ، والاسمُ النَّمِيمَة، وأصل هذه المادة يدلُّ على إظهار شيء وإبرازه”؛ هذا هو التعريف الشائع في معاجم اللغة العربية عن معنى كلمة “نميمة”.
    اقرأ أيضاً: المقاهي الثقافية في العالم: فضاءات موازية خارج التقليد
    كما يقول الإمام الغزالي (1058-1111) عن النميمة في كتابه “الإحياء”: “اعلم أنّ اسم النَّمِيمَة إنما يطلق في الأكثر على مَن ينمُّ قول الغير إلى المقول فيه، كما تقول: “فلان كان يتكلَّم فيك بكذا وكذا”، وليست النَّميمة مُختصة به، بل حدُّها كشفُ ما يُكره كشفُه، سواء كَرِهه المنقولُ عنه أو المنقول إليه، أو كرهه ثالث، وسواء كان الكشف بالقول أو بالكتابة أو بالرمز أو بالإيماء، وسواء كان المنقول من الأعمال أو من الأقوال، وسواء كان عيباً ونقصاً في المنقول عنه أو لم يكن، بل حقيقة النَّميمة إفشاء السرّ وهتك الستر عما يُكره كشفه …”.
    تعدّ اجتماعات الكتّاب والمثقفين في المقاهي أرضاً خصبة لحياكة النمائم
    المقاهي أرض خصبة للنميمة
    لكنّ “النميمة” اكتسبت خصائص ومعاني تجاوزت معانيها التقليدية داخل الأوساط الأدبية والثقافية، وفي منطقة “وسط البلد” بمدينة القاهرة؛ حيث تنتشر المقاهي الشعبية في شوارعها وأزقتها الضيقة؛ إذ تعدّ اجتماعات الكتّاب والمثقفين في المقاهي أرضاً خصبة لحياكة النمائم، وتبادل الآراء في بينهم حول عمل أدبي ما، أو حول كاتب أو كتّاب يثار الجدل حول نتاجهم الأدبي. ينتشر الكتّاب والمثقفون في مقاهي وسط البلد، كمقهى زهرة البستان، الذي ما يزال روّاده من كتّاب كبار يقيمون في جلساتهم، فالشاعر عبد المنعم رمضان، والقاص سعيد الكفراوي، والروائيان وحيد الطويلة وعزّت القمحاوي؛ هؤلاء من الأدباء الذين ما يزالون يحافظون على تقليد الاجتماع في مقهى “زهرة البستان” كلّ يوم جمعة في الصباح الباكر، ويطلقون عليها “قعدة الجمعة”، التي قد تجمع حولها في بعض الأحيان أكثر 15 من كاتب ومثقف وصحفي، كما الروائي الراحل، مكاوي سعيد (1956- 2017)، كان يقضي معظم وقته في الكتابة ولقاء الأصدقاء في مقهى زهرة البستان.
    الروائية مها حسن: النمائم تطال الناجحين، وهي دليل على أهمية الشخص الذي يشغل أذهان مطلقي النمائم ضدّه
    وهناك أيضاً مقهى الندوة الثقافية، ومقهى الحميدية، ومقهى ستراند، ومقهى “غزال” في شارع شامبيلون، هذا عدا المطاعم والبارات، مثل: مطعم ومقهى ريش، ومطعم الجريون، والنادي اليوناني، وحانة “كاب دور”.
    في هذه المقاهي والمطاعم والبارات تُحاك النمائم، وتنطلق ألسنة الكتّاب والمثقفين في طرحهم آراء جريئة حول المشهد الأدبي، حول أعمال أدبية حازت شهرة ما، لكنّها ما دون المستوى، عن كاتب “بيست سيلر” لمعَ نجمه لكنّه يكتب روايات شديدة الرداءة. طاقة من الغضب والسخرية والضحك على كتّاب- خصوم، لا تحتملها الصفحات الثقافية في الجرائد، أو في المجلات.
    في المقهى الشعبي لا مكان لكاتب لا يستطيع أن يدافع عن نصّه بالحجة والمنطق والبرهان، وكمّ أفواه النمَّامين، والمقهى هو أرض المعارك الأدبية والثقافية، إثبات الوجود، ففي المساحات الضيقة هذه تقال الآراء الحقيقة حول الكتابة الجيدة والكتابة الرديئة.
    اقرأ أيضاً: أشهر 5 شعراء عرب قتلتهم قصائدهم
    “حفريات” التقت الكتّاب المصريين؛ أحمد عبد اللطيف، وهشام أصلان، وأحمد شوقي علي، وأحمد مجدي همام، والروائية السورية مها حسن، الذين أدلوا بآرائهم حول موضوع النميمة في الأوساط الأدبية.
    يقول الروائي والمترجم أحمد عبد اللطيف: “أعتقد أنّ هناك سعياً طوال الوقت لتكوين رأس مال مادي من خلال الجلوس في المقهى وأحاديث النميمة، ففكرة أن يكون هناك كاتب حاضر في أجواء وسط البلد في القاهرة ومقاهيها، وعلى احتكاك دائم مع الناس، يكوّن شيئاً أقرب لـ “السمعة الحسنة”، إن جاز التعبير، تحميه من النقد، وتمنحه مزايا من بينها أنّه موجود وسط أناس وأصدقاء يدافعون عن كتاباته وعن وجوده، بالطبع موضوع النميمة على المقهى، ليس بالجديد، إنّه قديم جداً في أجواء الأوساط الأدبية، مرتبط أيضاً بفكرة الشلة الثقافية، وهذا تقليد ثقافي حاضر من أيام نجيب محفوظ وشلّة مقهى ريش، على سبيل المثال، وكان موجوداً أيضاً في فترة التسعينيات”.
    جلسات المقاهي مرتبطة بفكرة التواصل مع الأجيال
    هل خفت بريق النميمة؟
    وأضاف عبد اللطيف: “مع بداية الألفية الجديدة، خفت بريق النميمة على المقاهي؛ إذ باتت النميمة موجودة أيضاً في مواقع التواصل الاجتماعي، كـ “الفيسبوك”، وعبر رسائله الخاصة، لكن يبقى المقهى هو المكان الشرعي الذي يعبّر عن فكرة “الشلّة”؛ لأنّه يقوم على فكرة الجماعة؛ مجموعة من الكتّاب والأدباء يتقابلون في مكان محدّد هو “المقهى” أو “البار”، ويناقشون كتابات بعضهم وكتابات غيرهم، وبالطبع يناقشون كتاباتهم بكثير من المديح وكتابات غيرهم بكثير من الذمّ”.
    الروائي شوقي علي: النميمة منتجة، تربي الرغبة في التجاوز، تكسر صورة الذات بمثل تكسيرها صورة الآخر، تكشف هشاشتها
    ويرى عبد اللطيف؛ أنّ جلسات المقاهي مرتبطة بفكرة التواصل مع الأجيال من خلال المقهى “فعادة نرى الكتّاب الكبار الذين ما يزالون موجودين بسيرهم، هم الكتّاب الذين تربطهم علاقات واسعة بأجيال أصغر منهم، وكانوا يتقابلون معهم بكثير من التواضع، التواضع بوصفه احتواء واستيعاباً لهذا الجيل، فالكتّاب الكبار كانوا معفيين من أن ينتقد أحد أعمالهم، كما أنّهم كسبوا أجيالاً أصغر منهم تقرأ أعمالهم بشكل مستمر، انطلاقاً من فكرة أننا عرفنا هذا الكاتب والتقينا به، فتجب علينا قراءة أعماله، فإذا كان هناك كاتب غائب عن جلسات المقاهي، فغالباً يكون قد تخلى تماماً عن رأس المال الذي يتكون على هامش هذه الجلسات”.
    ويرى عبد اللطيف أنّ هذا الشيء “له سلبياته وإيجابياته، وأنا لست ضدّ فكرة أن تكون هناك شلّة ثقافية أو أدبية، جماعة ما تعبّر عن أفكارها بالكتابة، وقد تجمّعوا على هذا الأساس، لكن بالمقابل يجب أن تكون الجماعة ضدّ إقصاء الآخر الذي يكتب كتابة مختلفة عن هذه الشلّة أو الجماعة من الكتّاب، أو دعم تجارب أدبية ضعيفة فقط لأنّ الصداقة تربطهم، وهذا موجود، ولأنّ هذه الجلسات قائمة على النميمة أساساً، وهو شعور إنساني في النهاية لا نستطيع منعه أو رفضه”.
    النميمة من سمّاعة الهاتف إلى المقهى
    أما القاصّ والصحفي هشام أصلان، فقال: “بحكم النشأة، كبرت وإلى جانبي هاتف منزلي، أستطيع وصفه بصندوق أسود لنميمة المثقفين لعشرات السنين، لك أن تتخيل كيف طالت كلّ أشكال النميمة أعداداً هائلة من أبناء الوسط الثقافي على اختلاف أجيالهم، من هنا لم يكن مفاجئاً لي، حين أصبحت بشخصي فرداً من هؤلاء، إننا مجتمع نمّام، غير أنني لا أرى المسألة شديدة السوء، بالأحرى أتفهمها، لا أرى في النميمة بين الكتّاب والأدباء على المقاهي شكلًا للشرّ، في أغلب أشكالها هي منطقة للتسلية والسخرية، ربما يستخدمها البعض أحيانًا كأكتاف قانونية لأشخاص يريد إزعاجهم بخفة ظلّ، وهو ما لا أعتبره أيضاً شرّاً صرفاً.
    محاولة شعبية عفوية بسيطة لـ “النقد”
    ويضيف أصلان: “ببساطة، ما الذي سيتحدث عنه صديقان يعملان بالثقافة سوى تبادل بعض من القراءة والمشاهدة وسيرة من حولهما من الأصدقاء أو غيرهم؟ هذه هي الأحوال؛ الناس فيما بينهم يتحدثون عن بعضهم، جيران، رفقاء مقهى، زملاء عمل، الفرق الوحيد لدى المثقفين أنّهم يعيشون داخل دوائر صغيرة مفتوحة على بعضها، لتكوّن دائرة كبيرة تشملهم جميعاً، طبعاً شهدت الأعوام العشرة الأخيرة تضاعفاً في هذه الحالة، بسبب الانفتاح المهول على وسائل التواصل، ربما هذه الأعوام وطبيعة هذا الانفتاح أضافا مساحة جديدة للأمر قد تكون مؤذية أحياناً، لكنها مساحة أوسع من مجرد النميمة، ولا تقتصر على الحياة الثقافية، أقصد مساحة الفضح والوصم سواء المستحقة أو غيرها”.
    اقرأ أيضاً: صحفي مصري ينشئ متحفاً للصور جمع مقتنياته من القمامة
    وأردف أصلان قائلاً: أذكر تعبيراً للصديق والناقد الكبير محمد بدوي، قال مرة إنّ المثقفين في مصر لديهم خصائص الأقليات، وأنا أتفق معه، يأكلون بعضهم نميمة، لكنّهم أيضاً يستسهلون الحياة مع بعضهم، ولا يستريحون بسهولة إلى العلاقات الإنسانية من الخارج، وإن كان هذا الخارج هو العائلة نفسها، الصراعات الشخصية فيما بينهم ترتدي دائماً رداء الخلافات الفكرية، مع ذلك هم على قلب رجل واحد في أي خلاف مع الخارج، ليس لأسباب نبيلة طيلة الوقت، ولكنّها حكمة خصائص الأقلية.
    لم أشعر أبداً أنّ خلافات المثقفين فيما بينهم خلافات فارقة مع العالم، هي خلافات صغيرة مهما بدت كبيرة، بالتالي حتى في حالة النميمة بوصفها طريقة للانتقام، يظلّ انتقاماً صغيراً في معارك صغيرة”.
    أحبّ النميمة
    أما الروائي والصحفي أحمد شوقي علي فيعترف: “أحبّ النميمة”، ويتساءل: “هل هذا شائن؟ ربما”، ويتابع: “أفكر في النميمة كنشاط جدلي، ولا أقول ذلك لأبرئ نفسي مما أحب، المسألة ليست السخرية أو الرغبة في تعويض نقص عبر شعور زائف بالاكتمال، ثمة طرق للتنفيس عن الغضب في النميمة، للَعن الحياة والواقع، لإبداء الرأي حول الكتابة؛ النميمة الأدبية، موقف من الكتابة الأخرى، الكتابة النقيض… سؤال متصل حول الذات: ما حققتْ؟ ماذا تريدُ؟ وإلى أين يمكن أن تصل؟”.
    القاص هشام أصلان: كبرت وإلى جانبي هاتف منزلي، أستطيع وصفه بصندوق أسود لنميمة المثقفين لعشرات السنين
    كما يرى شوقي علي؛ أنّ “النميمة مراقبة للذات والآخر، اختبار دائم لما تتوهم أنّك تعتنقه من قيم، وضمير يضعك في اختبار مستمر أمام رغباتك الوضيعة، ونزوع بشري أصيل نحو الاكتمال”، مضيفاً: “ثمة دناءة في النميمة، أو افتراض لقيمة متوهمة حول ذاتك، ربما، ولكنّك كذلك تعمل، أنت لا تقف، أنت تكتبك النميمة وتكتبها، وتعيد تشكيل ذاتك بين الحالتين.
    “النميمة غير الحقد؛ النميمة منتجة، تربي الرغبة في التجاوز، تكسر صورة الذات بمثل تكسيرها صورة الآخر، تكشف هشاشتها، وهشاشة غيرها أيضاً.
    أفكر في الشخص الذي يسير غير مشغول بالآخر، ويكفي نفسه عناء التفكير في غيره، وعناء انتقاده، كم هو بائس! كيف ينتج؟ وكيف يرى نفسه من خلال ذاته وحدها؟ كيف يغضب؟ وكيف ينفّس عن ذلك الغضب؟”.
    ويرى شوقي علي أنّ ادّعاء الفضيلة للأسف شوه النميمة “مثل تشويهه الأشياء الجميلة كلها، مثل تشويهه النفس البشرية عموماً؛ الادعاء هو الحقد، هو الشعور الزائف بالاكتمال، وليس السعي لإدراكه، وأنا لا أدعي الفضيلة، أنا أحب النميمة، مثل الأشياء الجميلة كلّها”.
    الروائي والصحفي أحمد مجدي همام رأى أنّ “مسألة النميمة ليست متعلقة بنوع من الخصومة، وأنّ بقية الكتّاب الذين يختلف معهم أدبياً ليسوا خصوماً”، يقول همّام: “الفن عموماً قائم على التكامل؛ أن تعرف منجز السابقين وتحيط به ثم تبني عليه وتبدأ من حيث انتهوا، عكس الرياضة القائمة على التنافس.
    اقرأ أيضاً: العراق… شحيح على مبدعيه كريم على ناهبيه وقتلته!
    الجلسات التي تجمع الكتّاب في المقاهي والمحافل العامة، والتي تشهد عادة حوارات وآراء حول إنتاج كتّاب آخرين، ربما تندرج تحت بند النميمة، لكنّها، من وجهة نظري، ليست سوى آراء فنية، لم تتم صياغتها على شكل مقال نقدي أو قراءة أو عرض، وبالتالي هي لا تستهدف بالطبع زعزعة ثقة أيّ شخص في نفسه، وإنما هي محاولة شعبية عفوية بسيطة لـ “النقد”، ولكن بصيغة شعبوية، ولأنّنا، كمصريين، معروفون بخفة الدم وروح السخرية، تخرج تلك المناقشات على شكل يبدو حاداً أو مستهزئاً، لكنّ جوهر تلك المناقشات هو “الرأي”، وغالباً تكون تلك المناقشات مبنية على معرفة حقيقية بفنيات الكتابة”.
    اقرأ أيضاً: روائي فلسطيني يقيم حفلاً لتوقيع روايته على بسطته لبيع القهوة
    هل تتسبب تلك “النمائم” في هزّ ثقة كاتب ما في نفسه؟ عن هذا السؤال يجيب همام: “لا أظن، وإلا فخير له ألّا يطرح نتاجه الأدبي ويحتفظ به لنفسه، لأنّ انطباعي عن كتاب ما، الذي أدردش به مع كاتب آخر، لا هدف منه سوى تبادل الآراء، بالتالي؛ فإنّ من يتعرض لهزة في الثقة هو في الواقع كاتب غير ممتلئ بنفسه”.
    يعيشون داخل دوائر صغيرة مفتوحة على بعضها
    النميمة تحمل الدعابة أكثر من الأذى

    تقول الروائية السورية مها حسن، التي تقيم منذ سنوات طويلة في فرنسا: “ربما ساهم عيشي في بلد أوروبي في ابتعادي عن أجواء النميمة، وحين أتواجد في بلد عربي، بين زميلات وزملاء كتّاب، لا يتيح لنا الوقت “ترف النميمة”، بسبب انشغالنا بالندوات والتفرعات الثقافية الناتجة عن الحدث، حيث غالباً ما يترافق حضوري ضمن فعالية ثقافية، لهذا فإنني أرى أنّ النميمة ترف غير متاح لي، وحين أحضر بالصدفة حديث النمائم، فإنني لا آخذ الأمر على محمل الجدّ؛ إذ أرى أنّ لفظة “نميمة” في حدّ ذاتها فيها موسيقى تحمل الدعابة أكثر من الأذى”.
    اقرأ أيضاً: هل يستجير المصريون بأدب الرعب هروباً من رعب الواقع؟
    وأضافت حسن: “لهذا فالنمائم في قاموسي الشخصي، لا تهدف للنيل من أحد أو الإساءة، بل غالباً مجرد “فشات خلق” نفسية، تعبر عن إحباطات شخصية؛ كأن تحدثني زميلة، مثلاً، عن تجاهل زميلة لها وهي تصادفها، أو عن انتقاد غير شجاع، لشخص غائب، لا يحمل الإساءة. لكن من جهة أخرى، قد تكون النميمة شريرة، وتهدف إلى النيل من شخص وصل إلى مكانة مميزة، فيحاول الحسَّاد محاربة هذا النموذج الناجح، بإطلاق نمائم مؤذية، وهنا ينبغي اتخاذ مواقف نقدية صارمة، أخلاقياً وفكرياً، لعدم الانجرار خلف ظاهرة تتحول من مزحة أو دعابة، إلى موقف فكري مليء بالكراهية ومسيء للمشهد الثقافي”.
    وتختم حسن كلامها بالقول: “في النهاية، لا أعتقد أنّ النميمة تساهم في زعزعة صورة الكاتب أمام نفسه أو أمام جمهوره، ولا حتى تزعزع ثقة الكاتب بنفسه؛ بل على العكس، أرى شخصياً أنّ النمائم تطال الناجحين، وهي دليل على أهمية الشخص الذي يشغل أذهان مطلقي النمائم ضدّه، كما يقول المثل الشعبي: “الشجرة المثمرة تُضرب بالحجارة””.
  • تعرفوا .. لماذا استحقت هدى بركات الفوز بـجائزة «البوكر للعام 2019م»؟

    هدى بركات مع غلاف روايتها الفائزة بيروت: سوسن الأبطح


    لماذا استحقت هدى بركات الفوز بـ«البوكر»؟

    لجنة الجائزة طلبت ترشحيها وليس العكس الأربعاء – 19 شعبان 1440 هـ – 24 أبريل 2019 مـ

    بعد منافسة بين 6 روايات لروائيين عرب من لبنان، والأردن، وسوريا، ومصر، والعراق، والمغرب، فازت الروائية اللبنانية هدى بركات بـ«الجائزة العالمية للرواية العربية» (البوكر العربية 2019)، عن روايتها «بريد الليل» (دار الآداب)، كما أعلنت لجنة الجائزة في حفلٍ أقيم في أبوظبي، عشيّة افتتاح معرض أبوظبي الدولي للكتاب.

    وكانت الأسماء الأخرى التي تنافست على الجائزة الأولى هي: الأردنية كفى الزعبي «شمس بيضاء باردة»، والسورية شهلا العجيلي «صيف مع العدو»، والمصري عادل عصمت «الوصايا»، والعراقية إنعام كجه جي «النبيذة»، والمغربي محمد المعزوز «بأي ذنب رحلت؟».

    وبررت اللجنة فوز بركات معتبرة «أن رواية (بريد الليل) رواية حول بشر هاربين من مصائرهم، وقد أصبح الصمت والعزلة والكآبة والاضطراب كونهم الجديد، وهي رواية إنسانية ذكية الحبكة توازن بين جدة التكنيك وجمال الأسلوب وراهنية الموضوع الذي تعالجه».

    ورواية «بريد الليل» لا تحديد للمكان فيها، لكن لبنان حاضر في كل تفاصيلها، في ضياع شخصياتها، في آلامهم وتمزقاتهم. وهي رواية تختلف تقنياً عن كل سابقاتها للأديبة. لا بل كل رواية لها، عالم آخر، وفكرة جديدة، وإن دارت جميعها في فلك ألم الحروب ولعنتها. لا بل إن «بريد الليل» عبارة عن 5 رسائل يكتبها أصحابها بما يشبه الفضفضة، التي لا نعرف إن كانت مصارحة أو هذياناً، كذباً أو خبثاً، اعترافات أم مجرد كلام لا يراد منه أن يصل إلى المخاطب. كل رسالة لها نكهتها وأسلوبها وروحها الخاصة. والبوسطجي هذا الذي لن يوصل الرسائل التي كتبت، وليس موجوداً أصلاً، ليس حضوره تقنياً، كما فهم البعض. «هو وجود له رمزيته، لأن دوره الوجودي برمته قد انتهى، ولم يعد له من وظيفة فعلية لتأمين التواصل بين الناس. فـ«الإيميل» بنظري ليس رسالة بالمعنى الذي نفهمه.

    لقد أصبحت الرسالة رمزاً لتواصل قد انقطع»، كما شرحت لنا بركات في مقابلة سابقة أجريتها معها قبل أشهر، ونشرت في «الشرق الأوسط».

    وفي رأينا تستحق هدى بركات فوزها بـ«جائزة الرواية العربية» البوكر، لسببين على الأقل؛ أولهما أنها لم تستجد الجوائز، ولم تأبه لأن «تقولب» كتابتها على مقاسها، أو على مقاس القارئ الغربي ومزاجه، طمعاً في ترجمة، أو اصطياداً لشهرة. ومع ذلك ترجمت إلى الكثير من اللغات، ولجنة «البوكر» هي التي طلبت ترشيحها، وليس العكس، بعد أن كانت قد أصابها اليأس من المداهنات والشللية، ونأت عن الأجواء المشحونة بالحسد والمزاحمة. ولم تكن هدى بركات تخفي رأيها بأن الجمع بين المداهنة الاجتماعية والكتابة محال، لأن الكتابة بحد ذاتها لا تقبل الخيانة وتضييع الوقت.

    ومع ذلك حصلت خلال مشوارها الأدبي على «جائزة نجيب محفوظ»، التي تمنحها «الجامعة الأميركية في مصر»، عن روايتها «حارث المياه»، ووصلت روايتها «ملكوت هذه الأرض» إلى القائمة الطويلة في «جائزة البوكر العربية» عام 2013، ووصلت إلى القائمة القصيرة لجائزة «مان بوكر العالمية» عام 2015، وكرمت من قبل الدولة الفرنسية مرتين، كما حصلت على «جائزة سلطان العويس الأدبية» عام 2017.

    أما السبب الآخر، الذي تستحق من أجله الفوز، فهو أن لهدى بركات تاريخاً روائياً طويلاً وعامراً بالأعمال الأدبية الجميلة. ولو كان لـ«البوكر» أن تعطي الفائز جائزة على كامل أعماله، كما تفعل «نوبل»، وليس عن كتاب واحد، الذي هو «بريد الليل» بالنسبة لهدى بركات، لاستحقت هذه الكاتبة الجائزة عن مجمل أعمالها التي تناولت الحرب منذ كتابها الأول، أي خلال ما يربو على ثلاثة عقود، يوم صدور مجموعتها القصصية الأولى «زائرات» عام 1985.

    مقلةٌ، غير مستعجلة هدى بركات، وغير آبهة، لذلك لم يتجاوز عدد رواياتها الست خلال مسيرتها الطويلة: «حجر الضحك» (1990) و«أهل الهوى» (1993) و«حارث المياه» (2000) و«سيدي وحبيبي» (2004) و«ملكوت هذه الأرض» (2012)، ومن ثم «بريد الليل» التي نالت عنها «البوكر».

    وإذا كان من سبب ثالث تستحق من أجله هذه الأديبة، التي لم تشف من الحرب، الجائزة، رغم أنها تركت لبنان منذ عقود، وابتعدت عن المنطقة وجنونها، فهو أنها وفي هذا الزمن العنيف بامتياز الذي اختارت فيها روايات الحرب العربية الانحياز للسياسة، قررت هي أن تكون حليفة الإنسان بصرف النظر عن انتمائه وآرائه وتوجهاته. وهذه سمة يكاد يتقاسمها غالبية الكتاب اللبنانيين الذين ورطتهم الحرب بالكتابة عنها، ولم يشفوا أبداً.

    حين اندلعت الحرب الأهلية اللعينة كانت هدى بركات في الثالثة والعشرين من عمرها، من يومها والنيران تحاصرها. عرفت لبنان السلم والازدهار، لكنها سرعان ما بوغتت بالعنف الدموي الذي كان يهجّرها من مكان إلى آخر. مجموعتها «زائرات» كانت بمثابة بروفة لما ستكتبه فيما بعد. مع ولدين كان لا بد لها أن تبحث عن ملجأ. ذهبت إلى باريس بعد روايتها الأولى «حجر الضحك» التي كتبتها عن الحرب ومعاشها وجنونها من خلال شخصية «مثلي»، وأعادت مراجعتها وكتابتها بسبب التشتت. لكن النتيجة كانت مشجعة والحفاوة كانت كبيرة. من يومها، وابنة بشري في شمال لبنان، تلك البلدة الجبلية التي ولد فيها جبران خليل جبران، تنحت في صخر الكلمات، وتنبش في لا وعيها، ولا وعي كل الذين ذاقوا مرارة القتل والتهجير والفقد.

    ربما تسريب نتيجة «جائزة البوكر»، قبل إعلانها بساعات، قد تسبب بانزعاج كبير لباقي المرشحين على اللائحة القصيرة، لكن هذا لا يقلل من قيمة أدب بركات، ولا من جدارة مرشحين ومرشحات أخريات. فقد انسحبت، حسب ما كتبت الزميلة إنعام كجه جي، التي كانت على اللائحة القصيرة، من حفل «البوكر»، وكتبت على حسابها على «فيسبوك»: «الآن بدأ في أبوظبي حفل الإعلان عن الفائز بجائزة (البوكر) للرواية العربية.

    وجدت أن من المناسب الامتناع عن حضور الحفل بسبب التسريبات التي سبقته وتضر بهذه الجائزة. لا يمكنني المشاركة فيما نسميه باللهجة العراقية (عرس واوية). مبروك للعزيزة هدى بركات فوزها بـ(البوكر)، وهي تستحق ما هو أفضل من هذه الجائزة التي كانت على حق يوم دعتني لمقاطعتها».

  • تتفاوض قناة mbc مع ..أنابيلا هلال تقدّم «ذا فويس سينيير»؟.

    أنابيلا هلال تقدّم «ذا فويس سينيير»؟

    أنابيلا هلال تقدّم «ذا فويس سينيير»؟

    • الجمعة 3 كانون الثاني 2020
    • قدّمت أنابيلا هلال سابقاً مجموعة مواسم من «ذا فويس»

    تتفاوض قناة mbc مع أنابيلا هلال لتقديم الموسم الأول من برنامج «ذا فويس سينير» الذي سينطلق تصويره منتصف شهر كانون الثاني (ديسمبر) الحالي. فقد بات معلوماً أن لجنة العمل التلفزيوني الذي يبحث عن المواهب الغنائية لمن همّ فوق سنّ الـ 60، تتألف من: ملحم زين ونجوى كرم والنجم المصري هاني شاكر والمغربية سميرة سعيد. على أن يتألّف البرنامج من أربع حلقات مسجلة تطغى عليها مشاعر الانسانية. في هذا السياق، لم توقّع أنابيلا بعد العقد مع الشبكة السعودية، وستتضح صورة المشروع في الاسبوع المقبل. يذكر أن المقدمة اللبنانية سبق أن تعاونت مع mbc حيث قدمت مواسم عدّة من برنامج «ذا فويس».

  • كتب : نزيه أبو عفش ..الكلُّ يسألُني عن أسبابِ حزني..- مشاركة:Jalal Alhourani

    Jalal Alhourani

    الكلُّ يسألُني عن أسبابِ حزني.
    حسناً! سأختصرُ وأقول:
    أنا حزينٌ بسببِ نفسي، وعلى حسابِ نفسي.
    لا بارَتْ تِجارتي؛ ولا خسرتُ ثروةً في لعبةِ قمارٍ، أو تَآكلَتْ أموالي في أسواقِ النَصّابين وهياكلِ الصيارفة؛ ولا أتى طوفانٌ على رِزقي أو هلكَتْ سلالاتُ مَن أُحِبُّ في ضربةِ زلزالٍ أو هجمةِ أعاصير؛ ولا انهـَـدَّتْ قلاعُ أجدادي، ولا غرقتْ أساطيلي في أعالي البحار، ولا…
    ولا سارقٌ باغتَني في اللّيلِ وسَطا على بقايا ما سرقهُ في النهارِ،
    وبالتأكيدِ (بدليلِ أنني لا أزالُ حيّاً) لم ينطفئ قلبي مِن طعنةِ كابوسٍ أو ينكسر من هزيمةِ حبّْ.
    فإذن: لماذا تَتعجّبون وتسألون؟
    أنا لستُ لِصّاً كي لا أكونَ حزيناً؛ ولا راعيَ أبرشيّةِ حزانى (صاحبَ أيادٍ بيضاءَ على الأحياءِ والموتى) كي لا أكونَ حزيناً؛ ولا قدّيساً كي لا أكون حزيناً؛ ولا داعيةَ سلامٍ مُدَجَّجاً بالفولاذِ والأوسمةِ والدماءِ كي لا أكونَ حزيناً؛ ولا بطلاً خسرَ معركةً ولم يخسر كامِلَ الحربِ كي لا أكونَ حزيناً؛ ولا…
    أبداً، أبداً!
    كلُّ ما في الأمرِ أنني خسرت.
    خسرتُ ما هو أَكثرُ مِن نُبذةٍ في دفترِ ذكريات، وأَثمنُ مِن رقعةِ غبارٍ مطموسةٍ على خارطة:
    خسرتُ بلاداً.
    وها أنا الآنَ، كجثّةٍ معلَّقةٍ على الهواء،
    حزينٌ بسببِ نفسي، وعلى حسابِ نفسي.
    حزينٌ بي.
    : سلاماً وَ فرحاً

  • تعرفوا على موقع ذا بانل ستيشن ..

    نصب بانل ستيشن


    انل ستيشن نصب ؟

    بواسطة freelancer – أكتوبر 14, 2018



    اذا كنت قد سمعت عن موقع ذا بانل ستيشن وتبادر إلى ذهنك ماهو بانل ستيشن وفي نفس الوقت دعاك شخص ما للإشتراك في موقع ذا بانل ستيشن لأنه يقدم الكثير من الجوائز وأنت لا تعرف شيئا عن حقيقة شركة بانل ستيشن فمن الطبيعى أن تسأل نفسك هل بانل ستيشن نصب؟

    نصب شركة ذا بانل ستيشن:

    في البداية لا بد أن تعرف ان شركة ذا بانل ستيشن هي شركة متخصصة في أبحاث السوق والدراسات التسويقية الإحصائية، وكن واثقا أن شركة ذا بانل ستيشن لن تطلب منك إيداع مال بل هي التي ستدفع لك المال، وإذا كنت تريد أن تجرب ذلك فلن تخسر شيئا إن لم تكسب المال على أضعف إحتمال.
    فلا بأس من الإشتراك في موقع شركة ذا بانل ستيشن واذا كنت لا تعرف إليك: طريقة الإشتراك في موقع ذا بانل ستيشن.
    👍نصيحة مهمة جدا يجب الإنتباه إليها والأخذ بها دائما:
    بعض المواقع التي تقدم شروحات ومراجعات لمواقع أخرى تقوم بتخصيص موضوع به مراجعات للمواقع الصادقة والمواقع النصابة، فالبعض منها تضع مواقع احتيالية ونصابة ضمن قائمة المواقع الصادقة مما يجعل الكثيرون يقعون ضحايا لعملية نصب، وينبغي أخذ المعلومة من أكثر من مصدر فالانترنت ليس مجرد بضع مجموعة مواقع بل أكثر من ذلك بكثير.
    ولا تقم بتحويل مال لأي جهة كانت ما لم تكن واثقا منها، معظم الذين يطلبون منك المال في أغلب الأحوال هم ينصبون عليك.

  • قدمت مسرحية الفرضة تقص شريط افتتاح المسرحيات للجمهور..ضمن فعاليات مهرجان صلالة السياحي 2019م.

    تحتوي هذه الصورة على سمة alt فارغة; اسم الملف هو IMG-20190707-WA0218.jpg

    ضمن فعاليات مهرجان صلالة السياحي 2019م مسرحية الفرضة تقص شريط افتتاح المسرحيات للجمهور

    صلالة :-

    مهرجان صلالة السياحي بكل عام بإطلالته البهيجة المشكلة بكل انواع الفرح والسرور من فعاليات ومناشط يشد الرحال اليها من داخل السلطنة وخارجها بكل الفئات العمرية لما يجدون من ضالتهم سواء بالمشاركة أو الاستمتاع والمعرفة والوقوف علي الكثير من العادات والتقاليد الاجتماعية بجانب الترفيه والتسلية ورسم السمة التي تطل عليهم من خشبة المسرح الرئيسي بمركز البلدية الترفيهي الذي يقدم العديد من المسرحيات الهادفة ذات الطابع الكوميدي الساخر الذي يقدم رسائل اجتماعية هادفة للمجتمع .

    مسرحية الفرضة

    يشهد مهرجان صلالة السياحي 2019م مشاركة سبع فرق مسرحية محلية منها خمس فرق من محافظة ظفار وفرقتين من خارج المحافظة وتتنافس عروض تلك الفرق في مسابقة المسرح الجماهيري علي جوائزه المختلفة وتشهد عروض تلك الفرق المسرحية الأهلية الاقبال الجماهيري الكبير وتفتح فرقة السلطنة للثقافة والفن أولى تلك العروض المسرحية الجماهيرية بمسرحيتها ( الفرضة ) مع انطلاقة فعاليات ومناشط المهرجان في 11 من الشهر الجاري علي المسرح الرئيسي بمركز البلدية الترفيهي المسرحية من تأليف واخراج الشاب المبدع الاستاذ شامس نصيب عوض بطولة نخبة من نجوم المسرح بالسلطنة منهم نجم الكوميديا سليم جميع العمري والفنانة تونس رجب والفنانين محمد مسلم وايمن عبد المعين وراسم امين ومؤيد محمد ومرشد ربيع وعامر سايل ونصر سعيد وهيثم البلوشي ومسلم جعبوب والفنانات جيهان ومها الشاكر .

    عروض المسرحية

    جمهور وعشاق الكوميديا والمسرح وزوار مهرجان صلالة السياحي سوف تكون لهم المتعة والاستمتاع ورسم البسمة مع عروض مسرحية الفرضة الستة علي خشبة المسرح الرئيسي بمركز البلدية الترفيهي ابتداء من يوم الخميس 11 من يوليو وحتى يوم الثلاثاء 16 يوليو 2019م من الساعة التاسعة ليلا