Category: تربية وتعليم

  • المستشرقة الأمريكية د. سوزان ستيتكيفيتش ..- حاورها: ناصر أبو عون.

    حوار المستشرقة الأمريكية د. سوزان ستيتكيفيتش مع جريدة “عالم الثقافة”

    حاورها: ناصر أبو عون

    • بحوثي تستوعب الشعري العربي الكلاسيكي من منظور الدراسات الإنسانية
    • مشروعي العلمي في القصيدة العربية القديمة محاولة لاكتشاف نظريات أدبية
    • كرسي السلطان قابوس للدراسات العربية والإسلامية طوق نجاة لي ولبحوثي

    د. سوزان بينكني ستيتكيفيتش، أستاذة كرسي السلطان قابوس للدراسات العربية والإسلامية، في جامعة جورج تاون بواشنطن، زارت سلطنة عمان  ضمن فعاليات مؤتمر: (المناهج النقدية الحديثة. النص الشعري: قراءات تطبيقية) الذي نظّمته جامعة السلطان قابوس بالاشتراك مع النادي الثقافي والجمعية العمانية للكتاب والأدباء. وتمثّلت الإستضافة في جلسة نقاشيّة افتتحتها بالحديث عن دور كراسي السلطان قابوس في عمليّة التواصل الثقافي، وخدمة اللغة العربيّة، وآدابها، في الأماكن المتواجدة فيها بالجامعات العالميّة، ورأت أنّ هذه الكراسي تقدّم خدمات كبيرة للأدب العربي، وقد تلمّست هذا من خلال إقبال الدارسين عليها من مختلف دول العالم. وشملت النقاشات التي شارك فيها الشاعر شوقي عبد الأمير، والدكتور صالح الفهدي، والإعلاميّة لميس الكعبي وآخرون  آراء  ناقشتها الدكتورة (سوزان بينكني ستيتكيفيتش) في كتبها التي أهمها: «الشِّعر والشِّعريّة في العصر العبّاسيّ»، وهو  أطروحة الدكتوراه للباحثة، التي نالت درجتها من قسم لغات الشرق الأدنى وحضارته في جامعة شيكاغو، (مارس، 1981)، بإشراف بيير كاكيا (جامعة كولومبيا). وتطرّقت د. سوزان ستيتكيفيتش في حديثها معنا إلى  العديد من قضايا الشعر العربي القديم  والاستشراق، ودور المستشرقين في خدمة الأدب العربي، وتحدّثت عن النظريات والمناهج النقدية، وتداخل الفنون، وجهودها في إثبات مكانة الشعر العربي القديم بين الأشعار العالمية الكبرى، مؤكّدة على دعوتها  إلى إعادة تقييم القصيدة العربية القديمة بطريقة مقنعة لكل من القارئ العربي والغربي، وما طرحته في مؤلفاتها من إن “وعي أبي تمّام هو الذي مكّنه من الإحاطة بعناصر شِعريّة وأفكار جديدة، فاتت النقّاد العرب في العصور الوسطى، مثل الآمدي، بمفهومهم السكونيّ والمحدود عن الشِّعر العربيّ وهذا، بالتالي، سَمَح بإعادة استيعاب التقليد العربيّ – الإسلاميّ في تقليد شرقيّ قديم، بحيث يمكن للمفهوم العباسيّ عن الخلافة والأُمّة، على سبيل المثال، من المنظور الشِّعريّ على الأقلّ، أن يتجاوز القياس على الشيخ والقبيلة في الجاهليّة إلى القياس على مبادئ المَلَكِيّة الكهنوتيّة في بلاد ما بين النهرين القديمة.” ….. وقد التقيناها ودار معها الحوار التالي:

    ** بعد انتقالك من (شيكاغو) إلى جامعة (جورج تاون) في واشنطن ورئاستك لكرسي السلطان قابوس للدراسات العربية والإسلامية هناك،، هل تبدّلت أحوالك الأكاديمية؟

    ** في الحقيقة لقد كنت أتعرض لمعاناة شاقة في شيكاغو وجاء كرسي السلطان قابوس للدراسات العربية في واشنطن بمثابة طوق نجاة لي ولبحوثي بل أقول أكثر من هذا فقد انتقلتُ معه من حالة (الإهمال والتناسي المهين) إلى حالة أكثر يفوعةً ونشاطًا وحيوية وإنقاذًا من حالة الجمود التي كنت أعيشها في شيكاغو.. فكرسي السلطان قابوس كان بمثابة صفحة جديدة وحياة أجد مملؤة بالأمل يداخلك هذا الإحساس عندما تكتشف أنّ هناك أناس يقدرون جهودك العلمية بل يدعمون بحوثك ماليا ومعنويا.. فشكرا من القلب والعقل للسلطان قابوس وسلطنة عُمان التي لا تفتأ تدعم مشاريع التقارب الثقافي والإنساني حول العالم متمثلة في كراسي السلطان قابوس الممتدة في جامعات العالم العريقة وتتوزّع على جوانب عديدة من الكرة الأرضية وقارات العالم المختلفة.

    ** كتابك (القصيدة والسلطة في القصيدة العربية الكلاسيكية) اعتبره النقاد خطوة رائدة في مجال استكشاف الجوانب الشعائرية والطقوسية والاحتفالية للقصيدة العربية القديمة وفي تطبيق النماذج والمناهج الانتروبولوجية والتأريخانية الجديدة على الأدب العربي الكلاسيكي. فما أهم الأسرار التي يكشف الكتاب عنها؟

    ** الهدف الأساسي من كتابي هذا، كما أشرت في مقدمة الكتاب، هو استيعاب التقليد الشعري العربي الكلاسيكي ضمن الدراسة المعاصرة للثقافة العربية الإسلامية من منظور الدراسات الإنسانية. وتعد قصيدة المدح الأطروحة الأساسية والموجهة إلى الممدوح أو الحاكم، اتمّ إبداعها وتضمينها أساطير وأيديولوجيات معينة عن شرعية الحكم العربي الإسلامي، وقد استطعت من خلال بحوثي بيان أن هذه القصيدة شديدة الصلة بصورة جوهرية ومتكاملة بالجوانب السياسية والمراسمية لحياة البلاط، وإنها بعيدا عن كونها مجرد قصيدة وصيغة تعليمية أو متملقة بطريقة مذلة، كما زعم بعض النقاد، بل تلعب دوراً فعالاً في طقوس التبادل والمفاوضات ذات الطبيعة الحرجة وصنع الأساطير في البلاط العربي الإسلامي. وفي سبيل ذلك استخدمتُ أفكاراً معاصرة في العلوم الإنسانية والاجتماعية كي تستكشف تقليد إنشاء قصائد المدح وإنشادها بين يدي الحكام العرب المسلمين في إطار كل من الملكية المقدسة في الشرق الأدنى القديم، والتوسل والتفاوض والجنوسة والسلطة السياسية والطقوس واحتفالات الولاء والتقليد والمنافسة على شارة الشرعية الدينية / السياسية.

    ** في دراساتك الأدبية والاستشراقية لابد هناك من نقطة انطلاق.. من أين كانت بداياتك مع أدبنا العربي القديم؟

    ** نقطة الانطلاق لمشروعي تمثلت في محاولة اكتشاف بعض النظريات الأدبية وبالضرورة ابتداع أدوات تحليلية جديدة استطعت من خلالها إعادة وزن أو تقييم القصيدة العربية القديمة بطريقة مقنعة لكل من القارئ العربي والغربي. متوسلةً بالمنهج الطقوسي وطقوس العبور وطقوس تبادل الهدايا، والتاريخية الجديدة، ونظرية الأداء، كما سأقدّم أيضا أعمال بعض تلاميذي٬ في أمريكا والعالم العربي واليابان، في تطبيق وتطوير هذه المناهج مع الاستفادة من أدبيات نظرية ما بعد الاستعمارية ونظرية تداخل الفنون ونظرية الشعر على الشعر٬ وذلك لعرض القصيدة العربية القديمة على المسرح الشعري العالمي.

    كتابك (الشِّعر والشِّعريّة في العصر العبّاسيّ) هو في أصله أطروحتك للدكتوراه التي نلتِ عنها درجتكش العلمية من قسم لغات الشرق الأدنى وحضارته في جامعة شيكاغو، (مارس، 1981)، بإشراف بيير كاكيا (جامعة كولومبيا). وعلى الرغم من بعض المآخذ النقدية والملحوظات التي يمكن أن نجادلكِ فيها فإن أطروحتك تكشف عن تلك الحريّة الفكريّة والثقافة المقارنة، التي تُعوز المدرسة التقليديّة في قراءة شِعرنا العربيّ، قديمًا وحديثًا؟!!

    في الحقيقة هذا الكتاب يكشف عن معترك التناقض الجوهريّ الذي وَقَع فيه نُقّاد العصر العبّاسيّ، بين (جعل الشِّعر القديم هو معيار الإبداع)، و(القول بأن محاكاة ذلك المعيار قد باتت مستحيلة)؛ لاختلاف البيئة زمانًا ومكانًا. والنتيجة هي نفي الإبداع عن غير القديم. وتلك نتيجة ثقافيّة في حقيقتها لا نقديّة، تمخّضت عن نزوع طاغٍ إلى تقديس القديم وازدراء الجديد، في الأدب وغير الأدب. إلاّ أنني أُفسِّر ذلك، بل أرى أن التحوّل من الثقافة الشفويّة إلى الثقافة الكتابيّة قد كَمَن وراء تلك الأزمة؛ لأن بناء القصيدة العربيّة – من أوزانٍ وقوافٍ وفنون بيانٍ وبديعٍ – ما كان إلاّ لأن “وظيفة الشِّعر في التقليد الشفويّ الجاهليّ هي حفظ المعلومات” وتلك الأدوات تساعد على الحِفظ، وحين أضحت الثقافة كتابيّة تعطّلت وظيفة تلك الأدوات، ومن ثمّ تعطّلت وظيفة الشِّعر القديمة.

    ** على الرغم من اتصال أعمالك بمدرسة شيكاغو الاستشراقية إلا أنك تحتلين مكانة متميزة فيها حيث قمت بتطوير أعمالك النقدية لتصل بالقارئ الغربي قبل العربي إلى فهم أعمق لطقوسيات القصيدة العربية القديمة ومدارها الأسطوري لاحظنا ذلك من خلال مطالعتنا لكتابك (أدب السياسة وسياسة الأدب).

    في الحقيقة أنا أنتمي كما قلت إلى (مدرسة شيكاغو) التي أسسها المستشرق (الأوكراني الأصل) ياروسلاف ستيتكيفيتش (تلميذ السير هاملتون جب)، قبل نحو ثلاثين عاما. وهي مدرسة ذات توجه فارق في تاريخ الاتجاهات الاستشراقية التي رصدت أو ترصدت بموضوعات الأدب العربي القديم فقد أسهم باحثو (مدرسة شيكاغو في تصفية المثالب التي لفتت انتباههم في دراسات المستشرقين ذوي المرجعية الدينية القامعة القاصرين معرفيا. وكذلك الدراسين العرب الواقعين في أسر التبعية الذهنية لمناهج الغرب المفارقة لمعطيات الأدب العربي بمعنى الكلمة، كما هو الحال في الآداب الغربية، برغم الاختلاف القائم بين نوعيهما. وأيًا كانت صعوبة فهم الأدب العربي واستغلاقه المبدئي المعرفي على النظرة الغربية التي تضيق به فإن قصائده هي أعمال فنية في ذهنية الثقافة التي أنتجتها، في سياق وعي سوسيوتاريخي خاص. ومن ثم لا يمكن أن نخضع تقييمها، أو تفسيرها للمقاييس النقدية التابعة، أو للمناهج القائمة على الآداب الغربية أساسا حيث تصير تطبيقا ملتويا مفرغا وسطحيا تماما، مما يندرج تحت نمط غير أصيل من التحليل، ولا يضمن هذا التطبيق أكثر من كونه مجاريا أو لاهثا وراء أحداث (موضات) النقد في باريس أو نيويورك أو غيرهما.

    ** تقولين: إن للشعر العربي القديم وظيفتين!! أليس هناك وظائف أخرى تمّ اكتشافها حديثا؟

    ** لقد توصلت عبر دراستي للشعر العربي القديم أنّ هناك ثمة وظيفتين جديدتين نَجَمَت حينئذٍ للشِّعر؛ الأولى طقوسيّة، تأتي تعبيرًا عن الهويّة العربيّة، وتنبني على أساس البنية الطقوسيّة العميقة- النموذج الأصليّ للتضحية كما عُرف في الشرق الأدنى القديم. والثانية تفسيريّة، بحيث أصبح شِعر البديع العبّاسيّ “ما بعد شِعر أي أن الشِّعر صار وسيلة تفسيرٍ للشِّعر القديم من أجل مجتمع متحضّر في العصر العبّاسي لم يألفه. هذا إضافة إلى توظيف تلك الوسائل الفنّيّة، التي عُطّلت لاستغناء الذاكرة عنها، للتعبير عن المفاهيم التجريديّة الكلاميّة، ومن ثم جاء توظيف أبي تمّام للوعاء الشِّعريّ التقليديّ لتفسير أحداث عصره.

    ** ما الهدف الاستراتيجي والأكاديمي من وراء بحثك في الشعر العربي؟! وإفناء حياتك فيه؟!

    ** سعيت، ولا أزال، في دراساتي للشعر العربي القديم ونشاطاتي الأدبية والجامعية أن أثبت مكانة الشعر العربي القديم بين الأشعار العالمية الكبرى. ومما حال دون ذلك عراقيل متعددة، نقدية كانت أم جمالية٬ تاريخية كانت أم سياسية. وسأسعى طوال اشتغالي بالبحث العلمي وإذا امتد بي العمر أن أقدّم بعض الأفكار والملاحظات في هذا الموضوع، من حيث المعوقات السياسية والتاريخية، مثل ظاهرة الاستعمار الغربي مع كل ما أسفرت عنه من “صدام الحضارات”، و(الاتجاه إلى الماضي) من جهة، و(رفض الماضي ومعه الهوية التقليدية) من جهة أخرى، وتبنّي القيم الغربية بدايةً من الرومانتيكية وصولا إلى الحداثة، وما بعدها.

  • الشاعرة السعودية تهاني الصُبيح ..- حاورها : صبرى الموجى.

    عالم الثقافة تحاور الشاعرة السعودية تهاني الصُبيح

    تهاني الصبيح: آمل أن تكون “الفسائل” مهادًا لنخيل سامق

    حوار- صبرى الموجى:

    لقبتها الصحافة السعودية بـ (خنساء الوطن) حيث وقفت تنشد أشعارها العذبة على صخرة سوق عكاظ بمدينة الطائف.. هي عضو بمركز الأحساء الأدبي، وكاتبة في صحيفة اليوم، والقافلة ومجلة الواحة..تعددت جوانبُ إبداعها، فأنشدت الشعر وكتبت القصة، وألمَّت بفنون العمل الصحفي..صنفت العديد من المؤلفات مثل رواية (وجوه بلا هوية)، و(غُرف المعلمات)، وديوان (كانت هنا)، وأخيرا ديوان (فسائل) الحاصل على المركز الثاني في جائزة الشاعر حسن القرشي في دورتها الرابعة لعام 2017م والتي حملت اسم الشاعر الراحل فاروق شوشة.. إنها الأديبة والشاعرة السعودية تهاني حسن الصُبيح، التي جرى معها هذا الحوار.

    بداية حدثينا عن موهبتك، ومَنْ كان وراءها، وعوامل تنميتها؟

    أعتقد أن الموهبة هي رئةُ الموهوب لا تنقطع عنه إلا بانقطاع الهواء عن أنفاسه وليس لها حدودٌ زمانيةٌ أو مكانية، ومحطاتُ الحياة التي أثْرَت موهبتي الشعرية كثيرةٌ يصعُب عليّ تعدادُها سوى أنها مزيجٌ متكامل بين مساندة أب، ووقفة صديقات ورعاية مُعلمة.

    حصولك على العديد من الجوائز آخرها جائزة القرشي يعنى ولوج كثيرٍ من ميادين الإبداع.. فهل تتمتع المرأةُ الكاتبة بنفس الحرية التي يتمتع بها الرجل؟

    المرأة الكاتبة هي روح إنسانية تشق فضاءها في أرجاء الكون دون حدود، والإبداع نافذة مفتوحة للتحليق أياً كان الطائر ذكراً أو أنثى، ورغم تشريفي بالعديد من الجوائز أراني لم أبدأ بعد، ولكنني أعددت مراسيم البدء، وحرثت أرضا خصبة قادرة على الحمل والولادة لتُنجب قيمة تخدم الناس والوطن.

    اختلفت آراء المثقفات حول مُصطلح الأدب النسوي بين مُؤيدٍ ومُعارض فهل تقبل الصبيح هذا المصطلح؟

    أوافق بشدة على مصطلح الأدب النسوي، وأعتقد أنه لا يمثل عائقا للإبداع، إذ لا يمكن للبيئة المحافِظة أن تُقيد الأديب الحقيقي داخل أسوار عادات وتقاليد أو موروث ديني يحدّ من حركته الأدبية طالماً أنه مؤمنٌ برسالته وأهدافه السامية، وهو ما ينطبق علىّ بالفعل، حيث لقبتني الصحافة السعودية بـ ( خنساء الوطن) عندما أنشدتُ شعري على صخرة سوق عكاظ بمدينة الطائف، والمعني: أنه لم يحُل احترامي للتقاليد بيني وبين الحصول علي الجوائز التي كان آخرها حصولي علي المركز الثاني بجائزة السفير القرشي عن ديوان (فسائل)، التي آمل أن تكون مهادا لنخيل سامق يُؤتى ثمره كلما نضج واستوي قولا لذيذا.

    المشاركة في المحافل الثقافية المحلية والدولية من أهم سبل إثراء الإبداع.. كيف تغلبت الصبيح على تلك المشكلة؟

    أعتقد أن إثراء الإبداع ليس صعباً فإذا لم أوفق لحضور المحافل الأدبية والثقافية فأنا بعون الله قادرة على أن أزاحم محافل الشعر وأزور مجالس الأدب، وأقتاتُ على فُتات تجاربهم المبهرة بالمتابعة والقراءة، ولوطني المملكة العربية السعودية دورٌ مُؤثر في حياتي من حيث كمّ الدعوات المتتالية التي تصلني للمشاركة في المناسبات الثقافية والمحافل الوطنية؛ مما أثرى تجربتي الشعرية، وأكسبني الكثير من الخبرات.

    رغم قِدم تجربة المرأة الشاعرة بالسعودية إلا أنها تأخرت بالمقارنة بالأديبة القاصة والروائية؟

    كتابةُ الشعر في نظري ليست سهلة علينا نحن النساء؛ لأن اختراع الفكرة وابتكار أسلوب جديد لعرضها على المُتلقي في قالب عروضي قد يستنزف الكثير من الوقت مقارنة بالرواية التي قد تتطلب رسما كليا للفكرة وأبعادها وصبها في قالب نثري تتخلله أحداث ربما تعتمد على خيال الكاتب ودوره التمثيلي في العمل من واقع حياته مما يُعبّد طريقاً مختصراً لاكتمال النص.

    ألم يحُل كونك امرأة بينك وبين البوح التحرري والاحتجاجي اللذين يُثريان الإبداع؟ وهل (غُرف المعلمات) صورة من صور هذا البوح؟

    لا يوجد بوحٌ تحرري لدي فليس لدي ما أُخفيه ثم أتحرر من قيوده أو أتمرد ضده، فلقد نشأت في أسرة كانت تشجعني على قراءة جميع موضوعات الشعر، وحفظتُ أغلب قصائد نزار قباني الغزلية وأنا في الرابعة عشرة من عمري، وكنت أتغنى بها دون قيد أو شرط أما (غُرف المعلمات) فهي قصصٌ قصيرة من حياة مُعلمات عايشتهن بحكم عملي كمعلمة وأحببت أن أفتح بعض النوافذ المطلة على عالم أنثوي ملوّن .. حالم .. مليء بالمتغيرات.

    رواية (وجوه بلا هوية) مليئة بالحزن والمآسي فهل فيها إسقاط لما تعانيه المرأة في المجتمع الشرقي من قهر وتضييق حفاظا على سمعتها؟

    وجوه بلا هوية أشبه بانتفاضة على مجتمع يقطنه أفرادٌ ذوو تفكير ضحل يُقدس الألقاب الخاطفة ويمتهن الضعفاء وفي هذا العمل إسقاط واضح لبعض ما تعانيه المرأة في المجتمع الشرقي والريفي بالذات من وجع وهي مأساة مُتكررة أطمع أن تكون لها حنجرة مُترجمة تصل بها للعالمية

    تقييمك للأدب النسائي؟ وتصورك للارتقاء به؟

    الأدب النسائي خصب وهو كالمرأة الودود الولود التي سنباهي بها الأمم في يوم ما، وأعتقد أن الارتقاء بالأدب النسائي سينضج عندما تذوب الحواجز بين الأدباء والأديبات وتكون اللغة المتبادلة هي لغة النقد البناء الذي يُقوّم أي اعوجاج قد تضيق أو تضعف به الفكرة دون مُجاملة أو تطبيل أجوف لا طائل منه .

    هل للصبيح مشروع ثقافي؟

    الحلم هو إنشاء دار مثالية للنشر، تنتقي الكتاب الهادف والفاعل في المجتمع وقضايا الأمة، وتُختار نصوصه برعاية، ويتم تشذيبها وإخراجها للمُتلقي في صورة مُبهرة تُثري المكتبات العربية التي تعانى زخما يختلط فيه الغث بالسمين، والصالح بالطالح .

  • الإعلامية الليبية انتصار بوراوي..- حاوراتها : ريم العبدلي.

    عالم الثقافة تحاور الإعلامية الليبية انتصار بوراوي

    شغفي بعالم الأدب والكتابة أهداني إلى شجرة المعرفة

    الكتابة موقف ورؤية من العالم والوجود والمجتمع

    حاوراتها :- ريم العبدلي

    عرفت طريقها منذ طفولتها من خلال روايات الآداب العالمي المصور للأطفال والعديد من المجلات العربية، كتبت ونشرت نصوص النثرية والمقال والقصص في عدة  صحف وحول رحلتها مع الكتابة وموضوعتها الثقافية كان لي شرف محاوراتها :-

    س: انتصار كيف بدأت علاقتك مع الأدب والكتابة؟

    ج: بدأت منذ أول تهجئة تأتأة القراءة والمعرفة، فحين كنت في الثالثة عشرة من عمرى تقريباتفتحت عيناي على روايات الادب العالمي المصورة للأطفال وعلى مجلة البيت ومجلة العربي والدوحة ، كان أبى شغوفا بالقراءة وحريصا على اقتناء المجلات في كل شهر، ووجدت أمامي مكتبة كبيرة بها كل صنوف الأدب العربي والعالمي فغصت وسافرت في عوالمها ولازلت عاشقة مغرمة في محراب القراءة ،أما الكتابة فلقد جاءت تلقائيا نتيجة عشقي للقراءة، القراءة حفزت عقلي للأسئلة التى دفعتنى للكتابة.

    كيف توفقين بين كل أنواع الكتابة؟ وفي أي حقل من الحقول الأدبية تشعرين بحريتك الفكرية أكثر؟

    ج: ليست ثمة تخطيط الأمور تأتى تلقائية مثل بداية الكتابة والنشر التي كانت بالصدفة فبدايتي كانت مع الصحافة حين عملت في مجلة “لا ” كنت اجرى تحقيقات واستطلاعات صحافية، ثم بعثت للمجلة قراءة أدبية عن قصة للكاتبة غادة السمان بعنوان “لعنة اللحم الأسمر”واطلع مدير فرع المجلة آنذاك في مكتب بنغازي استاذى عبد الرسول العريبي – الله يرحمه -، على ما أكتبه وبعثه للملف الثقافي لصحيفة الجماهيرية التي كان يتولى رئاسة تحريرها آنذاك الدكتور علي محمد وريث الذى رحب بمقالاتي الأدبية وأفرد زاويته للاحتفاء بها، من هنا بدأت الانطلاقة في الكتابة والنشر في الملحق الثقافي والاجتماعي.

    كنت حينها في أواسط العشرينيات من عمرى ممتلئة بالحلم والأفكار الكبيرة، وكتبت مقالات كثيرة رافضة وناقدة لمجتمعنا ولنظرته الدونية للمرأة ومحرضة على استعمال المرأة لعقلها والاعتماد على نفسها بالعلم والدراسة، كتبت ونشرت في الملحق الاجتماعي والملحق الثقافي عن الشئون الثقافية، وعن الكتب التي تلمس عقلي وفكري  ، فلم يكن  يهمني اسم الكاتب أو جنسيته إنما ما يطرحه في كتابه من فكر يستحق أن يطلع عليه القراء والمهتمون، واهتممت  أيضا بالكتابة عن الكتب التي تسرد تاريخ  ريادة المرأة الليبية  والكتب التي تعرض  سيرة حياة الرواد في بلادنا بصورة عامة.

    س: تكتبين القصة القصيرة فهل تعتبرين هذا النوع من الفن الأدبي يحمل رؤية أم ماذا؟

    ليس هناك نوع أدبي لا يحمل رؤية، الكتابة أساسا موقف ورؤية من العالم والوجود والمجتمع الذي نخلق فيه، وأي كاتب ليس لديه رؤية للعالم لا معنى لكتاباته، مهما كان أسلوبه اللغوي والأدبي جميل، القصة هي البراح الذي وجدت فيه ذاتي وأغلب قصصي كتبتها من وحى علاقاتي بالأخرين والمجتمع، والأحداث التي وقعت في حياتي والتقاط ما يحدث حولي.

    س: أقرب كتاباتك إليك؟

    ج: كل ماكتبته كان من وحى الصدق والتأمل ومحاولة معرفة العالم، لم يستكن عقلي المشاغب لليقينيات، وكان دائما يناوشني ويشاغبني لذلك كل ما كتبته أحبه لأنه صادق وحقيقي ومعبر عنى تماما ولا أتملص من أي شيء كتبته، وخاصة كتاباتي القصصية وربما أقرب قصة لي هي قصة قصيرة بعنوان “أكاذيب الشهوة” التي  قام الأديب والمترجم إبراهيم النجمي  باختيارها للترجمة للغة الإنجليزية ضمن مشروعه لترجمة القصة القصيرة في ليبيا إلى اللغة الإنجليزية.

    س: باعتبارك امرأة وتكتبين القصة كيف تنظرين إلى قضايا المرأة والصعوبات التي تواجهها؟

    قضايا المرأة لم ترتبط ببداية كتاباتي للقصة، بل بالقراءة والمعرفة بصورة عامة منذ أن وعيت وجودي كامرأة في مجتمع صعب به كثير من التعقيد والشيزوفرينيا، كان الطريق طويلا ومعتما وربما لا يزال كذلك، بصورة عامة لا أحد يريد أن يكون للمرأة صوت أو فكر أو رأى، هم فقط يجاملونك بكلمات ولكن الحقيقة أن آخر شيء يشجعه المجتمع هو عقل المرأة وفكرها، وهذا سبب من أسباب اتجاهي لكتابة كثير من المقالات عن المرأة و المجتمع منذ بداية الكتابة والنشر، وتركيزي من خلال كتاباتي  لدعوتها بأن تضع الأولوية في تفكيرها لدراستها وتعليمها وتحقيق استقلالها المادي والفكري مثلها مثل الرجل تماما، وتتوقف عن التماهي مع تربية المجتمع لها كقاصر  تبحث عن رجل  يتولى رعايتها، وهذا الاهتمام بقضايا المرأة في مجتمعنا  وكتاباتي عنه لسنوات، كان سبب اهتمام وتواصل الأستاذ إدريس المسماري معي في عام 2013 وعرضه لي لأتولى مسئولية رئاسة تحرير مجلة “المرأة” التي حاولت من خلال سياستي التحريرية بها مع طاقمها الصحفي أن أركز على قضايا ومشاكل المرأة في مجتمعنا الليبي، وفى تلك الأعداد التي أشرفت عليها تم فتح مواضيع كثيرة عن المرأة في السجون والمرأة العاملة والمطلقة وأرامل الحروب وفتيات الرعاية الاجتماعية بالإضافة إلى تسليط الأضواء على النساء اللواتي يعملن في مجالات القضاء والمحاماة والعمل السياسي والمدني، كانت تجربة مجلة المرأة من أجمل التجارب الصحافية في حياتي ولكنها للأسف انتهت قبل أوانها مثل كل المشاريع الإعلامية الجميلة في بلادنا.

    س: هل كتبتِ قصة كنتِ أنت بطلتها؟

    ج: كثير من قصصي تحكى الكثير منى، وهذا شيء لا أتهرب منه فالنوع الذى أكتبه من القصة هو أقرب لشرفات للبوح عن ذاتي وعن علاقاتي بالرجل الحلم ، والرجل الواقعي بكل تناقضاته واحزانه وخيباته وكذبه وصوره ومرأيه ومرايا وجهى معه  وقصص  أخرى عن الشخصيات  والأحداث التي مررت بها من فقد ومرض أحبة وموت.. الكتابة كانت ولازالت بالنسبة لي هي البلسم والدواء في مواجهة محن الحياة.

    كيف يمكن للقاص أن يصنع عالما مختلفا ؟

    ج: كل قاص له رؤيته وأسلوبه، فالقصة القصيرة عالم رحب وشاسع وهي متعددة الأنواع فهناك القصة السيكولوجية التي أرى أنها هي الأقرب لما أكتبه، وهناك القصة الفانتازيا والقصة الميثولوجيا وأنواع أخرى  كثيرة في عالم القصة القصيرة الثري، وأسلوب القاص وطريقته في ابتكار قصصه  هو الذي يخلق عوالم قصته.

    س: هل القصة القصيرة قادرة على أن تحدث تغييرا إذا كانت فكرتها مؤثرة؟

    ج: بالتأكيد مع الوقت والزمن يحدث تغيير، فالقصص التي تعرى المجتمع وتفضح ازدواجيته لها تأثير، وكذلك القصص التي تعرى الفساد السياسي والمجتمعي تعمل على إضاءة الفكر لدى قارئها ومع الزمن تحدث تغيير وإذا كانت مكتوبة بأسلوب مبتكر وجذاب لغويا فبالتأكيد ستجذب القارئ ويكون لها تأثير.

    س: ماهي مشاريعك الآن؟

    ج: مشاريعي دائما هي القراءة والكتابة، هذا ما أفعله كل يوم فأنا مهووسة وعاشقة ومغرمة في محراب الكلمة والقراءة، بحيث تنازعني حتى عن الكتابة أحيانا، لهذا أنا  في المجمل أعتبر نفسى مجرد هاوية في مجال الكتابة، لدى مجموعة مخطوطات في مجال الكتابة عن  الثقافة والكتب والمجتمع ومخطوطين قصصين أعمل على تجهيزهن للنشر قريبا.

    س: ما الذي يشغلك الآن؟

    ج: يشغلني التفكير في بلادنا وأحوالها، كان هذا شغلي الشاغل منذ أن خلقني الله في هذا الوطن، ولا زال يشغلني كل يوم ولم أتوقف يوما عن  التفكير والكتابة والحلم بالحرية والعدالة ودولة القانون والمؤسسات  لكل الوطن.

    ما الذي منحه لك عالم الأدب والكتابة؟

    س: عالم الأدب والكتابة وهبني الكثير أكثر من أي شيء منحه لي أي  إنسان طيلة حياتي، منحنى ذاتي وكينونتي خارج الفهم القاصر المتخلف لمجتمعنا، وهبني الحرية في الفكر والخيال  وتأمل الحياة فشغفي بعالم الأدب والكتابة أهداني إلى شجرة المعرفة السحرية فذقت كل ثمارها بشغف، وعمق بداخلي الإحساس بالحب والتماس الجمال في تفاصيل الحياة الصغيرة، والخروج من الدائرة الضيقة لمجتمعنا الخانق، لذلك لا أستطيع  تخيل الحياة بدون عوالم الأدب والفكر والفن والكتابة وأنا  بعيدا عن هذه العوالم الثرية بالتأكيد سأذوى وأموت.

  • كتبت: د.عائشة الخضر لونا عامر..بعنوان:رقصة “El Baile”..- ترجمة للإسبانية: فتيحة بجاج السباعي.

    رقصة “El Baile”

    ترجمة للإسبانية: فتيحة بجاج السباعي

    نص: د.عائشة الخضر لونا عامر

    Poema de la doctora Aisha El Khedir Lona Amer

    Traducido al español por Fatiha Bejjaj Sbai

    ,, En esta guerra ,, y este país

    … soy adicta al baile.

    … Sí ,, sí ,,  el baile.

    ¡ Cuidado que se acomode tu mirada!

    Y que tu boca revente en una carcajada como una pista de baile.

    ¡Y que tus ojos dejen de moverse!

    ¿Escuchaste?

    Hoy, me he convertido en adicta al baile en este país.

    … Un país,  de los mil Profetas.

    Un país ,, en el que Izraël se ha entregado a quedarse.

    Incluso tiene en cada casa una habitación

    y en cada corazón  ,,, una botella de perfume

    de aquella categoría. .. como un último adiós… a sus queridos.

    Y quizás ,, sin perfume

    Un país ,,, cuyos habitantes olvidaron  lo que es la jurisprudencia de las flores.

    Intentaron afilar sus cerebros

    la paz

    ¡pero descubrieron que el color de la sangre es negro!

    …como la falda de nuestra vecina la gorda.

    Cuando vuela en las aires al caer el misil

    … y su color se hace rojo.

    ¡… venga… tú, oh, mocoso!

    Bailaremos el tango.

    Este baile requiere un compañero.

    Coloque tu mano en mi espalda

    mientras mi mano, la paralizada por la bala de un cazador,

    voy a fingir que está colocada en tu hombro

    ¡¡… vaya ,, al baile!!

    ….

    النص باللغة العربية

    (رقصة)                      

    في هذه الحرب ،، وهذا البلد ،، أدمنت ُ الرقص ..

    نعم ،، نعم ،، الرقص !

    حذار ِ أن تتسع حدقتك َ ..

    وينفجر ُ فمك َ في قهقهة ٍ كساحة ِ رقص !

    حذار ِ أن تفتح َ فمك َ كدولاب ِ سباحة ..

    وأن تتوقف عيناك َ عن الحركة !

    أسمعت ْ …؟

    أنا أدمنت ُ الرقص في هذا البلد !

    بلد ،، الألف نبي ّ ….

    بلد ،، أدمن فيها عزرائيل المكوث ..

    حتى أصبح له في كل بيت غرفة !

    وكل ّ قلب ،، زجاجة عطر …

    من ذلك الصنف ،، كوداع ٍ أخير لأحبتهم …

    وربما ،، بدون عطر …

    بلد ،، نسي َ فيها الناس  فقه الزهور ….

    حاولوا شحذ أدمغتهم ..

    لكنهم ،، اكتشفوا أن الدم لونه أسود !

    كتنورة ِ جارتنا البدينة ..

    حين تتطاير عند سقوط القذيفة ،،

    فيصبح ُ لونها أحمر …

    تعال .. أيها المشاكس ،،

    سنرقص التانغو ..

    هذه الرقصة يلزمها ” partner “

    ضع يدك على ظهري ،،

    ويدي التي شّلت برصاصة قنّاص ..

    سأتظاهر بأنها على كتفك ،،

    وهلم ّ ،، رقصا ً …..!!

  • بدأ مهرجان برلين السينمائي فعالياته في نسخته الـ 70

    إقبال على شراء تذاكر المهرجان (أ ف ب)

    18 فيلماً تنافس على ذهبية «برلين السينمائي»
    21 فبراير 2020

    إقبال على شراء تذاكر المهرجان (أ ف ب)

    برلين (د ب أ)

    بدأ مهرجان برلين السينمائي فعالياته في نسخته الـ 70 أمس بعرض فيلم للمخرج الكندي فيليب فالاردو، تدور قصته حول شابة تقوم بالرد على رسائل معجبين مرسلة للأديب دي جي سالينجر.
    وتدور أحداث فيلم «ماي سالينجر يير» في نيويورك في التسعينيات من القرن الماضي، ومقتبس من مذكرات تحمل الاسم نفسه للمؤلفة جوانا راكوف، وتعمل بطلة العمل في وكالة تمثل الكتاب والمؤلفين لدى دور النشر وتحلم بأن تصبح كاتبة، ويقوم ببطولة الفيلم الممثلتان الأميركيتان مارجريت كوالي وسيجورني ويفر.
    ويشار إلى أن مهرجان برلين يعد من أبرز المهرجانات السينمائية في العالم بجانب كان وفينيسيا، ولن يتنافس معظم الـ340 فيلماً المقرر عرضها طوال فترة المهرجان، التي تمتد عشرة أيام على جائزة الدب الذهبي لأفضل فيلم، حيث يتنافس فقط 18 فيلماً، بينها 16 فيلماً يتم عرضها لأول مرة، على جائزة الدب الذهبي.
    ومن المقرر أن تقوم هيئة الحكام المؤلفة من ستة أعضاء، ويترأسها الممثل البريطاني الحائز جائزة أوسكار جيرمي أيرونز، بتسليم جوائز المهرجان في حفل الختام في 29 فبراير الجاري، وسوف يمنح مهرجان برلين جائزته الفخرية هذا العام للممثلة البريطانية هيلين ميرين هذا العام.

  • يؤكد حمد الشرقي..بأن الإمارات حاضنة للمواهب والمبدعين.- مشاركة: تامر عبد الحميد

    حمد الشرقي يشهد افتتاح المهرجان بحضور محمد بن حمد ومحمد بن سعود (تصوير صادق عبد الله)

    حمد الشرقي: الإمارات حاضنة للمواهب والمبدعين
    21 فبراير 2020
    تامر عبد الحميد (الفجيرة)

    أكد صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة أن دولة الإمارات بفضل قيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، أصبحت وجهة فنية عالمية وحاضنة رئيسة للمواهب والمبدعين، وذلك ينبع من الجهود الحثيثة التي تبذلها القيادة الرشيدة في ترسيخ مكانتنا بين شعوب العالم، استناداً إلى ما نمتلكه من أصول ثقافية وفنية، وحضارة تمتد لأكثر من ستة آلاف سنة.
    وأضاف خلال افتتاح سموه مساء أمس فعاليات مهرجان الفجيرة الدولي للفنون: أن أهمية إقامة المهرجانات الفنية في دولة الإمارات يرتكز هدفها الرئيس، على ترسيخ قيم الفنون الراقية والاهتمام بالتراث وتعزيز قيمته في النفوس، وكذلك تشجيع السياحة الداخلية عبر تسليط الضوء على المدن والمناطق في الدولة، وإمارة الفجيرة أصبحت منبراً إماراتياً ودولياً متميزاً في تنظيم المهرجانات الفنية والثقافية، فمهرجان الفجيرة الدولي للفنون، ثبت نفسه على خريطة المهرجانات الفنية الدولية، لما يحتويه من منتج فني راقي يخاطب عقول وعواطف مختلف شعوب دول العالم.
    وأشاد صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي بالجهود التي بذلتها اللجان العاملة من أجل الخروج بمهرجان الفجيرة الدولي للفنون في نسخته الثالثة، بصورة تعكس أهمية الفجيرة كمحطة فنية هامة في استقطاب كبرى النشاطات الفنية والثقافية، متمنياً سموه لضيوف المهرجان وللمشاركين فيه النجاح في عروضهم الفنية وطيب الإقامة في إمارة الفجيرة.
    وشهد حفل الافتتاح سمو الشيخ محمد بن حمد بن محمد الشرقي ولي عهد الفجيرة وسمو الشيخ محمد بن سعود بن صقر القاسمي ولي عهد رأس الخيمة والشيخ الدكتور راشد بن حمد الشرقي رئيس هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام رئيس اللجنة العليا للمهرجان، والشيخ مكتوم بن حمد الشرقي وعدد من الشيوخ ومعالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي وزير التغيير المناخي والبيئة ومدراء الدوائر الرسمية وعدد كبير من الفنانين وجمهور غفير من محبي الفن.
    المهرجان في دورته الثالثة، التي تنظمها هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام «من 20 إلى 28 فبراير»، في مسرح الكورنيش الكبير على شاطئ الفجيرة، تضمن أوبريت«من التراب إلى السحاب»، الذي شارك فيه الفنانون محمد عبده وحسين الجسمي وأحلام، ومن إخراج وتصميم الفنان السوري ماهر صليبي، وموسيقى وليد الهشيم، واحتوى على مجموعة من القصائد الوطنية، وعرض ثلاث مراحل زمنية متعاقبة، مرت على دولة الإمارات، التي بدأت من النشأة الأولى للدولة التي كانت تعتمد على صيد الأسماك وجمع اللؤلؤ، إلى الثانية مرحلة تطور الاقتصاد والتجارة والإعمار، ليختتم العرض بالمرحلة الثالثة التي تتحدث عن دخول الإمارات نادي الفضاء العالمي.
    كما تضمن الأوبريت مجموعة كبيرة من الاستعراضات التراثية والفلكلورية إلى جانب لوحات مزجت بين الجرافيك والواقع، مقدمين من خلالها لوحات عالمية ووطنية مميزة، مستعينين في الخلفية بشاشة كبيرة عكست العديد من تقنيات الإبهار الضوئي، وتقنيات الجرافيك الذي تداخل مع المشهد على المسرح، ليأتي بعدها عرض الألعاب النارية التي استمرت أكثر من 10 دقائق.

    بصمة فنية
    وأكد الشيخ الدكتور راشد بن حمد الشرقي، أهمية المهرجانات الفنية، كحدث ثقافي اجتماعي، يحتفي بالفنون الراقية ويسهم في تبادل الخبرات والمعارف واحتكاك الثقافات بين الدول المشاركة من مختلف أنحاء العالم، لافتاً إلى أن مهرجان الفجيرة الدولي للفنون، ساهم في ترك بصمة فنية على خريطة الفنون العالمية، لما يحتويه من تنوع فني وثقافي هادف يهتم بالفنون الراقية.
    وقال إن المهرجان شهد قفزات نوعية في نشاطاته التي تجمع بين الفنون التي تحاكي التراث والأصالة وعرض تجارب الدول المشاركة والذي يعكس الاهتمام الذي توليه الدولة بالفنون والثقافة والمعرفة.
    وأشار إلى أن مهرجان الفجيرة الدولي للفنون، كرس فكرة روح التطوع لدى أفراد المجتمع، عن طريق مشاركتهم في فعاليات المهرجان والبرامج المختلفة التي يتم تنظيمها بشكل دوري في إمارة الفجيرة، بما ينسجم مع التوجه الحيوي للدولة في مسار العمل التطوعي، لافتاً إلى أهمية دور الفجيرة في استقطاب كافة الأنشطة المجتمعية والثقافية، الأمر الذي ساهم في ترسيخ مكانتها ليس على الصعيد المحلي والعربي فقط بل الدولي أيضاً، وخلق مناخ يساهم في نشر قيم التسامح والمحبة بين جميع ثقافات الدول.

    منبر محلي ودولي
    وأوضح محمد سعيد الضنحاني نائب رئيس هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام، رئيس المهرجان أن المهرجان يمثل منبراً محلياً ودولياً متميزاً لنشر قيم المحبة والتسامح بين شعوب العالم، مشيراً إلى أن المهرجان عزز دوره في دعم الفنون إلى مستوى عال واحترافي واحتل مكانة محلية ودولية.
    وأشار المهندس محمد سيف الأفخم مدير المهرجان، إلى أن الدورة الثالثة للمهرجان، واحدة من أبرز الفعاليات الفنية والثقافية العالمية والتي تُقام كل عامين في الفجيرة احتفاءً بالفنون الراقية، وإثراء دور الإمارة، كوجهة دولية للفنانين والمبدعين. ويستضيف المهرجان عدداً كبيراً من نجوم التمثيل والغناء والفنون الأدائية، حيث يحل أكثر من 600 نجم عربي وأجنبي ضيوفاً على المهرجان، من 60 دولة عربية وأجنبية.

    9 فرق إماراتية
    تقدم 9 فرق إماراتية للفنون الشعبية عروضها طيلة أيام المهرجان في القرى التراثية التي يقيمها المهرجان في الفجيرة ودبا الفجيرة، ويصاحب فعاليات المهرجان معرض نحت تحت عنوان «نحت الفجيرة» كحدث ثقافي وفني مميز، حيث يتم اختيار اثنين من النحاتين على مستوى العالم والذين سيعملون على عمل منحوتة خاصة هدية لإمارة الفجيرة في مدة لا تقل عن 16 يوماً، كما يتضمن مهرجان الفنون إقامة متحف للفنان عبد الحليم حافظ.
    ويقدم المهرجان 42 عرضاً موسيقياً وغنائياً من مختلف الدول العربية والأجنبية، تتوزع بين فرق موسيقية وعروض غنائية وفنون شعبية ورقص معاصر، حيث يحيي الفنانون شيرين عبد الوهاب، وعاصي الحلاني، وفيصل الجاسم، والمغنية تاميلا من كوستاريكا، والفنانة هند البحرينية، والفنانة السودانية ستونة، وسليمان القصار، والفنانة فطومة، ومصطفى حجاج، وهزاع الضنحاني، ونانسي عجاج، ووائل جسار.

    تظاهرة فنية
    قال الفنان حسين الجسمي إن مهرجان الفجيرة الدولي للفنون تظاهرة فنية وعرس ثقافي كبير، يهتم بدعم ونشر الثقافة والفنون ويؤكد أهميتها لزيادة تثقيف المجتمع ومستقبله، موجهاً شكره لهيئة الفجيرة للثقافة والإعلام على ما بذلته لإنجاح هذا المهرجان المميز.
    وشدد على أهمية تواجده ومشاركته في هذه النوعية من الأعمال الفنية التي دائماً ما تترك الأثر الثقافي والفني الراقي لدى المتلقي، موضحاً أن الغناء في الفجيرة الإمارة الغالية على قلبه له طابع جميل، ولفت الجسمي إلى أن أنشطة الفجيرة الثقافية والفنية المختلفة، حملت صدى واسعاً على مستوى الدولة والخليج والوطن العربي، وحققت خلال السنوات الماضية نقلة نوعية في هذه المجالات، ومؤكداً أن مهرجان الفجيرة للفنون يحمل رؤية وبعدا واضحين في موضوع الفنون والثقافة وانعكاسها على الفرد والمجتمع الذي سيكون له الأثر الواضح.

  • يوم إستضافت مبادرة «ألف عنوان وعنوان» كلا من الكاتب الجزائري واسيني الأعرج والكاتبة الليبية نجوى بن شتوان..

     واسيني الأعرج (من المصدر)

    واسيني الأعرج ونجوى بن شتوان يقدمان برنامج «خلوة الكتابة الإبداعية»
    21 فبراير 2020

    واسيني الأعرج (من المصدر)

    الشارقة (الاتحاد)

    بالتزامن مع فعاليات الشارقة العاصمة العالمية للكتاب 2019، تستضيف مبادرة «ألف عنوان وعنوان» كلا من الكاتب الجزائري واسيني الأعرج والكاتبة الليبية نجوى بن شتوان لتقديم ورش وفعاليات برنامج «خلوة الكتابة الإبداعيّة» الذي أطلقته بهدف تدريب نخبة من الكُتاب الشباب على أساليب مبتكرة تثري المحتوى المعرفي والإبداعي في دولة الإمارات العربية المتحدة، ويقام البرنامج بدعم من جائزة اتصالات لكتاب الطفل، وبالتعاون مع مكتب الشارقة العاصمة العالمية للكتاب 2019.
    وحول أهمية البرنامج وتأثيره، قال الروائي واسيني الأعرج: «إن الشارقة تؤكد من خلال هذا البرنامج أن الكتاب أصيل في مشروعها الحضاري، وأن جهود الارتقاء به على مستوى النشر والتأليف تراكمية ولها جذورها التي قادتها لتحمل لقب العاصمة العالمية للكتاب، إذ لم تكتفِ بكل ما تقوده على مستوى المعارض الدوليّة وعلى مستوى صناعة المعرفة وإنما اختارت أن تأخذ بيد كتاب شباب وتساندهم ليكونوا قادرين على استكمال مشاريعهم الإبداعية».
    وأضاف: «الاستثمار بالأجيال الجديدة من الكُتاب، هو التزام بضرورة المعرفة وأهميتها لبناء المستقبل، وتبديد مختلف أشكال النزاع والصراع، فالحاجة إلى المعرفة والإبداع اليوم هي حاجة لبناء أجيال من القراء القادرين على تحقيق تطلعات بلادهم والتمسك بقيم السلام والمحبة».
    بدورها أشارت الروائية نجوى بن شتوان إلى أن برنامج (خلوة الكتابة الإبداعية) يؤكد حجم العناية والرعاية التي يلقاها المبدع في الشارقة، ويكشف الرؤى والتوجهات الصادقة الرامية إلى النهوض بالثقافة العربية.

  • قصة صوت التاريخ ( أم كلثوم ) مع دولة الإمارات العربية المتحدة خلال التحضير لقيام الاتحاد.- مشاركة: إميل أمين

    (أرشيفية)
    صوت التاريخ
    19 فبراير 2020
    إميل أمين
    في الثالث من فبراير من عام 1975، وفي مستشفى القوات المسلحة في ضاحية المعادي بالقاهرة فاضت روح أم كلثوم، الفتاة البسيطة التي ولدت في قرية طماي الزهايرة، التابعة لمركز السنبلاوين، محافظة الدقهلية، والتي بلغت لاحقاً مرحلة من العظمة، جعلت منها سيدة العصمة بعد تكريم ملك مصر وقتها فاروق الأول لها، ومنحها نيشان الكمال من الدرجة الثالثة، عطفاً على تكريمها في غالبية الأقطار والأمصار العربية والإفرنجية.
    رحلت أم كلثوم، أو «الست»، ولم يملأ أحد فراغها حتى الساعة، رغم كل الوسائل التكنولوجية المتقدمة التي تساعد المغنين والمؤدين على تجويد ألحانهم ونغماتهم، فقد كانت وبحق القيثارة التي تصدح بحنجرة ذهبية، هدية من الخالق.
    هل كانت أم كلثوم مغنية اعتيادية عرفها التاريخ المصري والعربي؟
    أفضل من تصدى لهذا السؤال الكاتبة الأميركية «فرجينيا دانيلسون»، في كتابها الذي حمل عنوان «صوت مصر»، وفيه ترى أنها قصة مطربة ناجحة في مجتمع يتصف بطبيعته المركبة، ولذا فهي قصة متعددة الأوجه. إنها قصة فتاة ريفية كبرت لتصير رمزاً ثقافياً لأمة كاملة، وهي أيضاً قصة امرأة تؤدي العمل الذي احترفته باقتدار، امرأة اعتمد نجاحها في مجال عملها على بذل جهد مضن كي تشق مساراً لنفسها وسط الأعراف والمؤسسات الموسيقية السائدة في مصر. لقد وجدت أم كلثوم وسائل للتأثير والتحكم في الأعراف والمؤسسات التي كان لها صلة باشتغالها بالغناء، كما أن قصتها قصة تطور مطربة قديرة رائعة كان غناؤها – ولا يزال – ينظر إليه على أنه مثال معاصر جدير بأن يحتذى لفن عربي قديم يحظى باحترام عميق. كانت أم كلثوم بلا شك أوسع المغنين انتشاراً وشهرة في العالم العربي في القرن العشرين، لقد ظلت تغني لما يزيد على خمسين عاماً، من عام 1910 تقريباً منذ أن غنت مع والدها في الأفراح والمناسبات الخاصة بقرى ومدن شرق الدلتا حتى مرضها في عام 1973 قبيل وفاتها.
    بلغ عدد الأغنيات التي سجلتها نحو ثلاثمائة، وعلى مدى ما يقرب من أربعين عاماً، كانت الحفلات التي تقدمها في ليلة الخميس الأول من كل شهر تنقل في بث مباشر على موجات الإذاعة المصرية المعروفة بقوتها، ولذلك كانت سفيراً لدى العالم العربي بأكثر من كونها مطربة تصدح بأبلغ الكلمات أو أجمل الألحان.
    أبوظبي.. ليلة تاريخية
    تكاد جوانب عديدة من الحياة الخاصة لأم كلثوم أن تكون غائبة عن الكثيرين شرقاً وغرباً، لاسيما أنها عاشت للفن وللغير في إنسانية منقطعة النظير، فقد كانت وفية لأهالي قريتها لا سيما من الفقراء، وعلى الرغم من شهرتها وضيق وقتها، إلا أنها كانت دائماً تجد الطريق إلى هناك لتحنو على فقيرهم وضعيفهم، توزع المساعدات المالية، وفي الشتاء الملابس، وفي الأعياد اللحوم، بل إنها قامت بتوزيع أراض على بعض الفلاحين بالقرية في الإصلاح الزراعي، واتفقت مع المهندس عثمان أحمد عثمان صاحب شركة المقاولين العرب على جعل القرية نموذجية، وإعادة بنائها إلا أن هزيمة مصر في عام 1967 غيرت من خريطة عملها.
    ضربت أم كلثوم مثالاً رائعاً بالفنان الملتزم بوطنه، في السراء والضراء، إذ كانت في طليعة المصريات اللواتي وقفن وراء مصر وتبرعن بمجوهراتهن لصالح الوطن، وقد أعطت مثالاً رائعاً في انكار الذات، بل إنها جابت أرجاء العالم لجمع المال للمجهود الحربي كما كان يطلق عليه في ذلك الوقت.
    ولأم كلثوم قصة مع دولة الإمارات العربية المتحدة خلال التحضير لقيام الاتحاد، فقد أحيت احتفالاً تاريخياً وفنياً بديعاً بمناسبة الذكرى الخامسة لتولي المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» مقاليد الحكم في أبوظبي، الأمر الذي يبين أن أبوظبي كانت وستظل واحة وارفة للثقافة الجادة والفن الرفيع والموسيقى الراقية، وأقامت أم كلثوم حفلها الأول في الدولة في 28 نوفمبر 1971، على مسرح وزارة الدفاع، وكان حفلاً استثنائياً بكل المقاييس بدأته بأغنية «أغداً ألقاك» قصيدة الشاعر السوداني الهادي آدم، وفي 30 نوفمبر استقبل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» أم كلثوم في ديوانه بقصر المنهل، كما أقامت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية «أم الإمارات» مأدبة عشاء كبرى تكريماً لأم كلثوم. وقد أهدى الأب المؤسس قلادة نادرة من اللؤلؤ لأم كلثوم تزينت بها في حفلها الثاني، وهي المعروضة الآن في متحف اللوفر أبوظبي.
    سيدة الغناء والقلوب
    وعلى مر السنين صارت أم كلثوم ذاتها من نتاج الشهرة التي أحرزتها، كان المستمعون يعمدون إلى تقييم أسلوبها وأساليب غيرها من أهل الطرب وكانوا يتأثرون بالتغييرات التي تجريها هي وغيرها في الأساليب الموسيقية المعروفة، وكانت اختياراتها الموسيقية – ومن ثم مكانتها في المجتمع المصري – تعتمد على طريقة استقبال المجتمع لفنها.
    لم تكن أم كلثوم تغني الرباعيات فحسب.. بل إنها كانت تكسبها معنى على حد قول أحد عازفي الكمان في معرض تعليقه على ترجمة لقصيدة عمر الخيام الشهيرة التي شدت بها أم كلثوم، ويضيف قائلاً: يجب أن نفهم الكلمات.. أننا لن نتذوق هذه الموسيقى إذا لم نفهم أبعاد ومعنى ودلالات الكلمات.
    لم يكن صوتها السبب الوحيد في نجاحها، فالسبب الحقيقي في نجاحها هو شخصيتها.. المصريون لا يحبون صوتها وحسب، إنهم يحترمونها.. عندما ينظرون إليها يرون خمسين عاماً من تاريخ مصر والعالم العربي، ولهذا فهي بالفعل والحق أكثر من مطربة أو مؤدية، فهي ليست مجرد مطربة.
    لا يزال مشهد جنازة أم كلثوم شاهداً على مكانتها في قلوب المصريين والعرب، فقد جاءت في تاريخ جنازات المصريين العظماء، الثانية بعد وداع عبد الناصر المهيب. رحلت الست لكن من النادر أن تخلو ليلة عربية من شدوها بأعذب الألحان… الفنان لا يموت.
  • استطاعت الإمارات أن تنهض بالقطاع الثقافي والفني..عين على التشكيل الإماراتي..- مشاركة: عز الدين بوركة

    عين على التشكيل الإماراتي

    عين على التشكيل الإماراتي
    19 فبراير 2020
    عز الدين بوركة

    استطاعت الإمارات أن تنهض بالقطاع الثقافي والفني في هذه الجغرافيا العربية الضاربة في القدم والعتيقة، جغرافيا حافلة بالأحداث والتجارب الإنسانية والحضارية التي مكنت لها أن تمتلك ماضياً ثقافياً وجمالياً غنياً، وإن كان الفن التشكيلي في الإمارات لم يتسن له أن يرى النور بالمعنى الأكاديمي والتطبيقي إلا في بدايات سنوات السبعينيات من القرن المنصرم، بالتحديد منذ عام 1972.
    وساهم في إرساء دعائم الفنون الجميلة والممارسة التشكيلية بمختلف أنساقها، إلى جانب التجارب الفردية والجماعية، كل ما قامت به دولة الإمارات من تشييد لمؤسسات فنية وأخرى داعمة للفن ومساندة للتجارب، ما رسخ الممارسة التشكيلية. وقد توج هذا المسار الذي ناهجته الدولة بتدشين متحف «اللوفر أبوظبي»، سنة 2017، بالإضافة لمتاحف مهتمة بميادين تاريخية أو مختصة في توجه معين.

    ساهم وعي الدولة بالدور المنوط بالفنون البصرية للرقي بالمجتمع وتقدم وتطوره، بشكل كبير في إرساء وترسيخ الفنون التشكيلية بشكلها الأكاديمي والمعاصر في الإمارات العربية المتحدة. وكما يؤكد الباحث محمد يوسف صاحب كتاب «الفن التشكيلي في الإمارات العربية المتحدة»، فالثورة الثقافية والفنية في البلاد بدأت «لا من الصفر ولكن من حيث انتهى الآخرون معتمدين على الإرث الذي خلفه الأجداد، ومكملين مع الأسلاف في شتى المجالات الثقافية والتشكيل في عهد المغفور له الشيخ زايد، طيب الله ثراه، وله نصيب بارز في التحرك الفني المحلي والعربي والدولي، وذلك من التشجيع والمشاركات الخارجية والدولية في انتشار الإمارات دولياً».
    وعلى إثر هذا التوسع الفني والثقافي، شرعت دولة الإمارات في إنشاء منطقة الثقافة في جزيرة السعديات، وذلك عبر بناء متحف الشيخ زايد الوطني، ومتحف الشارقة الإسلامي، ومتحف الفن الحديث بأبوظبي، ومتحف اللوفر أبوظبي، والمتحف البحري، ومتحف الشارقة للتراث، وغيرها من الصروح العمرانية الكبرى التي تعكس تصاميمها، إلى جانب انفتاحها على العصرنة، الطابع العربي والإسلامي الذي تحافظ عليه الإمارات.
    وكان لفترة السبعينيات من القرن الماضي دور مهم في إنعاش وبروز الفن البصري بالإمارات، حيث شهدت تلك الفترة حركة تشكيلية سريعة ونشطة، «إذ تعددت الجهات الحكومية والمحلية التي تهتم بالفن التشكيلي، وزاد عدد المعارض الفنية داخل الدولة، وانتشرت أسماء مجموعة من الفنانين الذين يمكن اعتبارهم الرعيل الأول في الحركة التشكيلية الإماراتية.. كما تم تأسيس جمعية الإمارات للفنون التشكيلية، عام 1980. تم بعدها قبول الإمارات عضواً في اتحاد التشكيليين العرب، ثم عضواً في الرابطة الدولية للثقافة والفنون بباريس، وبعد عودة المبعوثين إلى الوطن نشطت الحركة التشكيلية على يد الفنانين الوطنيين والعرب المقيمين بالدولة».

    البنيان الصلب
    لا يمكن لأي مؤرخ أو باحث يتناول تاريخ الفن التشكيلي في الإمارات ألا يتوقف عند تجربة أساسية دعمت أعمدة الأساس للفن التشكيلي. إذ كان للفنان التشكيلي حسن شريف (1951-2016) الدور الرئيس، بصفته فناناً رائداً، في تشييد البنيان الصلب للممارسة التشكيلية الحداثية والمعاصرة في الإمارات، بل إنه يعدّ أحد الذين أسسوا تجربة لافتة في الفن المفاهيمي عربياً وعالمياً، إذ يعدّ من الأسماء العربية الأولى التي انخرطت في فنون ما بعد الحداثة، بوعي كبير بما تتطلبه المرحلة وما يعرفه العالم من تغيير فكري وفني.
    تجاوزت تجربة هذا الفنان المحلية، ليبلغ مبلغ الفنانين الذين كرسوا أسماءهم في الخانة العالمية. إذ عرضت أعماله سنة 2009 في بينالي إيطاليا باعتباره المؤسس لما بعد الحداثة في الفن التشكيلي في الإمارات، إلا أنه ورغم تبنيه الأساليب المعاصرة في الفن التشكيلي من أنستلايشن وغيرها، لم يتخل حسن شريف عن القماشة والصباغة، متنقلاً بين البراديغمين الحديث والمعاصر، دونما أن يُحدث أية قطيعة بينهما، جاعلاً من كل مجال مواضيعه وآلياته للاشتغال، والتي تتداخل في أحايين كثيرة. كل ذلك داخل مختبره/‏‏ ورشته، حيث يشتغل ككيميائي يتقن قياس معاييره ومواده، في محاولة للقبض على المستحيل وبلوغ حجر الفلاسفة الأسطوري. بل لم يكن حسن شريف يشتغل بالصباغة أو ترتيب الأغراض وإعادة تشكيلها فحسب، فاهتمامه بالفن قاده إلى التنظير في الفنون البصرية، وقد ألف في هذا الصدد العديد من المؤلفات المختصة. كل المواد قابلة لأن تكون عملاً فنياً… هكذا اشتغل حسن شريف على خاماته التي تعددت من كارتون ومعادن وأقمشة ومواد مختلطة ومختلفة… لكن كل ذلك ضمن نسق يبتغي إعلاء المعطى الفكري الذي يرتكز عليه الفن المفاهيمي، بالإضافة لإبراز البعد الرمزي والعلاماتي في لوحاته. ما منح منجزاته قوتها، إذ وهو يتنقل من سجل إلى آخر، يتنقل بين طرق ومجالات ومواضيع الاشتغال لكل واحدة خصوصيتها التي يستحضرها وهو يُنتج آثاره. ولم يكن ضد أي تيار أو اشتغال فني، إذ رأى في كل التيارات طريقة لاستحضار الواقع ومساءلته ومساءلة الأفكار، هذه العملية الأخيرة هي التي قادته إلى تبني الاشتغال ضمن النسق الفني المفاهيمي الذي يبرز قوة الفكرة المعالجة على السند ومواد الاشتغال التي ما هي إلا وسيلة من الوسائل اللامتناهية لإخراج الفكرة إلى الوجود.

    الفن للمجتمع
    لم تتوقف شهية حسن شريف الفنية عن الحفر عميقاً في التراث والبحث المستمر في تجديد أساليبه وتقنياته، مبتعداً كل البعد عن السائد والمُنطبع والمألوف، جاعلاً لنفسه بصمة فنية خالصة، ساعياً لجعل الفن حقل سجال وأرض حوار، حيث يطرح المجتمع أفكاره ورؤاه. مقترباً كثيراً في هذا الأمر من رؤى الفنان الألماني المفاهيمي جوزيف بويس، حيث اشتركا في الإيمان بأنه ليس دور الفنان البقاء في ورشته وإنتاج صباغات أو أعمال للعرض والبيع فحسب، بل عليه أن يتواصل مع المجتمع ويحتك به من حيث إن المجتمع فاعل حقيقي في العمل الفني.
    تأسست نظرية حسن شريف حول الفن، انطلاقاً مما راكمه من تجربة خارج بلاده الأم، في بداية السبعينيات من القرن العشرين. تجربة قادته للاحتكاك بفنانين ومنجزات متمردة وثورية في زمنها، خاصة في بدايات العقد السادس من القرن الماضي، حيث بدأت أولى شرارات الفن المفاهيمي والفن ما بعد الحداثة تنتشر في هشيم الفن، وتحرق الأخضر واليابس، إعلاناً عن بزوغ نيران تحرق كل الحدود وتذيب كل الحواجز، وتكسر كل القواعد الجاهزة.
    لم تكن أبداً أعمال حسن شريف قط مجالاً للمواضيع الكلاسيكية والطبيعية الرومانسية التي ظلت تسيطر على مجموعة كبيرة من الفنانين العرب، ولم يتجه إلى التجريد الذي كان موضة عربية في زمنه. بل اختار أن يحمل على عاتقه سؤال التجديد والاختراق، عبر أعماله ما بعد الحداثية.

  • إفتتح معرض تحولات اللحظة البصرية بين دبي وبغداد بمؤسسة العويس الثقافية بدبي .- مشاركة:غالية خوجة

    من افتتاح المعرض بمؤسسة العويس الثقافية بدبي (تصوير: حسن الرئيسي)

    تحولات اللحظة البصرية بين دبي وبغداد
    21 فبراير 2020

    من افتتاح المعرض بمؤسسة العويس الثقافية بدبي (تصوير: حسن الرئيسي)

    غالية خوجة (الاتحاد)

    تمتد اللغة البصرية وراء الأفق الأول للحواس، لتنقلنا إلى غياباتها من خلال حضوراتها اللونية المتشكلة في (72) لوحة تشكيلية و(14) عملاً نحتياً وتكوينياً ومجسماً، هي أعمال المعرض الفني (7 +7) الذي افتتحه الكاتب عبد الحميد أحمد، أول أمس، في مؤسسة العويس الثقافية بدبي، لتأخذنا في رحلة إلى عوالم فنية شارك فيها (14) فناناً إماراتياً وعراقياً، التقت أعمالهم حول حكاية إنسانية تتألف من عدة عناصر موضوعية وفنية.
    هم: عبد القادر الريس، نجاة مكي، سلمى المري، عاصم الأمير، محمد فهمي، فاطمة لوتاه، معتصم الكبيسي، ناطق الألوسي، منى الخاجة، مكي عمران، عبد الرحيم سالم، فراس البصري، خلود الجابري، فرح يوسف..
    والملاحظ أن الأعمال الإماراتية ارتكزت على امتزاج اللحظة بالذاكرة المحلية في اتساعها لتشمل الآخر العربي والعالمي، فأشرقت الحروفية العربية بتشكلاتها التجريدية مع الريس وألوانها الممتدة في العمق الأزرق والبنفسجي وتدرجاتها الملتحمة مع ظلال الألوان الأخرى، إلاّ أن العبور إلى شفافية اللون وعوالمه المؤنثة نراها في أعمال نجاة مكي، كما أن للميثولوجيا حضورها الرمزي في أعمال سلمى المري.
    وفيما تبدو أعماق خلود الجابري متجهة إلى البحث عن الضوء بين الإنسان والواقع، تبدو ملامح الطبيعة مترسبة كما الواقع في أعمال الفنانة فاطمة لوتاه وهي تكشف السكون بحركية اللون، هذه الحركية التي تقدم لنا فضاء آخر لـ «مهيرة» الفنان عبد الرحيم سالم وخرافته الجانحة إلى الأسطورة، وهي العوامل التي تتضح في أعمال الفنانة منى الخاجة بطريقة التحاور مع التراث الإماراتي المعماري.
    أما أعمال الفنانين العراقيين فعكست الحالات الدرامية المشوبة بالتفاؤل، مرتكزة على تناغمات الذات والعالم والصراع المتناثر في الأمكنة والأرواح الراغبة في العودة إلى طمأنينتها الأولى المفقودة «تحت أشجار النخيل»، كمكانية تمزج الفضاء الصحراوي بالمعماري من خلال الفن العراقي الحديث.
    يُشار إلى أن فعاليات المعرض تضمنت ندوة فنية بعنوان «تحت أشجار النخيل.. الفن العراقي الحديث مع محمد مكية وجواد سليم» قدمها الدكتور أحمد ناجي وأدارها الفنان إياد الموسوي.

    من وحي الإمارات
    يأتي المعرض من وحي الإمارات السبع وفي ظل الاستعداد الكبير للاحتفال باليوبيل الذهبي لقيام دولة الإمارات، ويشارك فيه 14 فناناً هم: عبد القادر الريس، نجاة مكي، سلمى المري، عاصم الأمير، محمد فهمي، فاطمة لوتاه، معتصم الكبيسي، ناطق الألوسي، منى الخاجة، مكي عمران، عبد الرحيم سالم، فراس البصري، خلود الجابري، وفرح يوس