Category: تربية وتعليم

  • كتبت: أسماء رمضان..رسائل سيلفيا بلاث: حياة مليئة بالصراع مع الحياة والألم والاكتئاب.

    نشر بتاريخ 02/02/2020
    رسائل سيلفيا بلاث: حياة مليئة بالصراع مع الحياة والألم والاكتئاب

    كتب بواسطة: أسماء رمضان

    في مفردات اللغة العربية قلّ أن نجد مفردة اختزلت بداخلها ذلك الفيض الهائل من المعاني والدلالات والإحالات النفسية والعاطفية كما فعلت الرسائل، فنحن حين نقرأ رسائل الكتاب التي تم تجميعها لاحقًا في إصدارات مختلفة يداهمنا ذلك الشعور بسقوط الجدار الصلد الذي كان يفصلنا عنهم، وبأنهم بعيدًا عن عبقريتهم وإبداعهم الأدبي يشبهوننا تمامًا في حزنهم وفرحهم ووقوعهم في شرك المرض والفقر والحب.

    لكن تبقى المتعة الاستثنائية المتجسدة في الرسائل هي قدرتها على الجمع بين فنون السرد والاعتراف والسيرة الذاتية وما يتخلل ذلك من بوح عفوي جميل وتتبع لتفاصيل العيش بكل دقائقه وجزئياته، فقد مكنتنا كتب الرسائل بأطيافها وأشكالها كافة من تجميع الحياة المفككة لأصحابها، يشبه الأمر كثيرًا قطع الأحجية، فنحن حين نقرأ لكاتب نفكر كثيرًا في منبع إبداعه وكيف عاش التجربة الثرية التي مكنته من كتابة إبداعاته ولكن بقراءة رسائله يمكننا وضع الأمر في نصاب واحد.

    صحيح أن الرسائل ثمرة اللحظات العابرة ولكن حين توضع بشكل متسلسل فإنها تقدم صورة متكاملة عن حياة كاتبها وتحولاته ومحطاته المختلفة، ومن ناحية أخرى تشكل الرسائل إحدى أهم الوثائق التي تعبر عن أحوال المجتمع وطرق عيشه وثقافته والشاهد الأصدق والأمين على العصر الذي تنتمي إليه.

    في رسائل سيلفيا بلاث على سبيل المثال، وبين طيات السطور نجد الاضطراب والحزن الذي رافقها من عمر الثامنة إثر وفاة والدها، ونجد الألم والحماس ولحظات الفرحة، رسائل بلاث هي ما يقرب من 600 صفحة تحتوي على حياة كاملة مليئة بالصخب والهوس والعواطف المتضاربة.
    من سيلفيا بلاث؟

    “أريدُ للحياة أن تمسّني بعمق؛ لكن دون أن أعمى عن رؤية وجودي في نور الخفة والفكاهة”.

    ولدت بلاث في ولاية ماساتشوستس بالولايات المتحدة الأمريكية عام 1932، وفي نوفمبر عام 1940 وبعد عيد ميلادها الثامن توفي والدها إثر مضاعفات خطيرة أدت إلى بتر قدمه بسبب إصابته بمرض السكري، وقد بدأت بلاث كتابة القصائد الشعرية في أثناء زياراتها المتكررة لقبر والدها، وكانت تلك القصائد تحمل الكثير من الحزن والألم.

    كانَ عليّ أن أقتُلكَ، يا أبي.

    مِتَّ قبلَما يتَوفَّرُ لي الوقتُ…

    كَيِّسٌ، ثقيلٌ رخاميٌّ، مِلؤهُ الله،

    تِمثالٌ شَبَحيٌّ بإصبَعِ قَدَمٍ رماديةٍ.

    اعتدتُ أن أُصلِّي، لأستعيدكَ،

    وأنا أَئِنُّ.

    درست بلاث في جامعة سميث وجامعة نيونهام في كامبريدج، وتعرفت بعد ذلك على زوجها الشاعر البريطاني الكبير تيد هيوز، وبعد تخرجها أضحت كاتبة محترفة للشعر والرويات والقصص القصيرة وذلك حتى أصبحت واحدة من أكثر شاعرات القرن العشرين شهرة، تقول بلاث في إحدى رسائلها لأمها: “الكتابة هي حبي الأول. علي أن أعيش بعافية وثراء وبعدٍ لكي أكتب، لا يمكن إطلاقًا أن أكون كاتبة منطوية ضيّقة، مثلما هو حال العديدين، لأن كتابتي تعتمد على الكثير من الحياة”.
    صوت سيلفيا بلاث الداخلي الذي لا يسكت

    في إحدى قصائدها الأولى كتبت بلاث: “تسألني لماذا أمضي عمري في الكتابة.. إن كانت مصدر تسلية.. إن كانت تستحق.. وفوق كل شيء إن كانت ذات جدوى.. إن لم يكن إذن؟ أثمة سبب.. أنا أكتب فقط لأن هناك صوتًا في داخلي لن يسكت”.

    في أثناء دراستها بجامعة سميث وبسبب ضغط المصروفات الدراسية كانت بلاث تقسم وقتها بين الكتابة والعمل الجزئي كنادلة بأحد المطاعم

    في رسائلها كانت بلاث دومًا تتأرجح بعنف بين التصريح الدائم بأنها تريد أن تنغمس بشدة في الكتابة دون الالتفات إلى عملية النشر، وهاجس خوفها الدائم ألا تملك صوتًا خاصًا بها، ولهذا ظلت تصارع دومًا للبحث عن هويتها التي يمكن بواسطتها أن تتقدم إلى حدود اللغة والحياة، ولكن نظرًا للسياق الاجتماعي في تلك الحقبة الزمنية وبسبب سياسة النشر التي فرضها السوق في ذلك الوقت فإن صوت بلاث لم يُسمع فيما هو أبعد من المعاناة النسائية الدرامية، إذ وُصفت دومًا بأنها امرأة مصابة بالاكتئاب.

    في ذلك الوقت كانت بلاث تحظى بالكثير من رسائل الرفض من الناشرين والمحررين وهو الأمر الذي أدخلها في نوبة شديدة من الاكتئاب وجعلها تشعر بالفشل وأن الأمر الوحيد الذي ظنت طوال حياتها أنها تتقنه وهو الكتابة أضحت فاشلة فيه، ولكن بلاث لم تستسلم وظلت تكتب وتكتب، ففي أثناء دراستها بجامعة سميث وبسبب ضغط المصروفات الدراسية كانت بلاث تقسم وقتها بين الكتابة والعمل الجزئي كنادلة بأحد المطاعم، ولكن بعد أن درست بلاث عامًا كاملًا بجامعة سميث تخلله الكثير من العمل المضني والكتابات التي كانت تُرفض اتضح لبلاث انها أخطأت في اختيار التخصص المطلوب ولهذا قررت الانتحار.

    ففي العطلة الصيفية استغلت فرصة خروج أمها التي كانت تعمل كمعلمة إلى العمل، وسرقت حبوبها المنومة وذهبت إلى القبو بعد أن كتبت لأمها رسالة بأنها ذاهبة إلى نزهة طويلة، ولكن فور أن لاحظت أمها اختفاء حبوبها حتى اتصلت بالإسعاف ووجدها أخوها في القبو عن طريق الصدفة لتمكث بعدها بلاث بإحدى المصحات العقلية لمدة 6 أشهر ويتم علاجها بالصدمات الكهربائية.
    الحب والوجع والخيانة التي أدت للموت

    حين فاقت بلاث من صدمتها الأولى ووقفت على أقدامها مرة أخرى عادت لحياتها في جامعة سميث، اختارت تخصصها هذه المرة بعناية وأكملت دراستها وفازت بجميع الجوائز الكبرى في الأبحاث العلمية والكتابة، كما حررت مجلة الجامعة “مادموزيل – Madmoizelle” وحصلت على جائزة جلاسكوك على كتاباتها: “المتجول على البحر” و”المحبوبان”.

    بعد ذلك حصلت بلاث على منحة جامعة نيونهام في كامبردج، ونشرت ديوانها الشعري الأول “العملاق وقصائد أخرى” وذلك في أواخر الستينيات في بريطانيا، ورغم النجاح الكبير الذي حصدته، فإنها كانت تعاني دومًا من ذلك الخوف الكامن في أعماقها بأنها لن تقابل يومًا شخصًا يحبها وأنها ستعاني دومًا من الوحدة وبشكل أو بآخر لن تصبح إلا نسخة مكررة من والدتها، وفي تلك الفترة تحديدًا ظهر في حياتها الشاعر الكبير “تيد هيوز” الذي وقعت بلاث في غرامه على الفور إذ كانت ترى فيه ذلك الشخص الناضج والناجح والمفعم بالطموح والحماس.

    تزوجت بلاث من هيوز عام 1956 وعاشا في الولايات المتحدة أولًا ثم انتقلا إلى بريطانيا، وبسبب عملهما ككاتبين من المنزل كانا عادة ما يجوبان بلاد العالم لأن هيوز كان يحب السفر كثيرًا، وفي هذه المرحلة عاد الاكتئاب يسيطر مرة أخرى على بلاث ولكي تجدد شعورها بالطمأنينة قررت إنجاب الأطفال.

    ولكن بعد ست سنوات من الزواج اكتشفت بلاث أن هيوز يخونها مع إحدى معارفها القدامي “آسيا ويفيل” وحين علمت بلاث بالخيانة لم تتخل عن هيوز فورًا ولكنها تركت له العديد من الفرص ليعاود الكرة في حياتهما معًا مرة أخرى وذلك حتى وجدت في مكتبه قصيدة عذبة كتبها زوجها إلى عشيقته يخبرها فيها أنه سيتخلص قريبًا من الإخطبوط الذي يحاصر حياته حاليًّا ويقصد به بلاث.

    الحياة هي وِحدة. رغم كل المرح المبهرج الصاخب، الحفلات التى بلا جدوى، رغم الوجوه المبتسمة الزائفة

    حاولت بلاث مرارًا المقاومة ولكنها وجدت أنها تعيش مع زوج خائن وحياة لا تستحق أن تُعاش، فقررت أن تنهي حياتها بأن حشرت رأسها داخل الفرن حيث ماتت إثر التسمم بأول أكسيد الكربون، ولأن بلاث كانت حريصة بشدة على حياة أطفالها فقد وضعت مناشف مبللة تحت الأبواب حتى تكون حاجزًا بين المطبخ وغرف أطفالها.

    “الحياة هي وِحدة. رغم كل المرح المبهرج الصاخب، الحفلات التى بلا جدوى، رغم الوجوه المبتسمة الزائفة التى نرتديها جميعًا.. وعندما تجد في النهاية أحدًا تشعر معه أنك تستطيع أن تثبت لواعج نفسك، تتوقّف فى الحال مذعورًا من كلماتك، هي صدئة جدًا، قبيحة جدًا، تافهة جدًا، وواهنة.. لأنها بقيت زمنًا طويلًا حبيسة فى الظلام الخانق لداخلك. أجل، يوجد فرح، ارتياح، عِشرة. لكن وِحدة الرُوح في وعيها الفظيع بذاتها هى رهيبة.. وطاغية!
    الاكتئاب الذي عصف بحياة سيلفيا بلاث

    في رسائلها التي بدأت بلاث تكتابتها منذ الصغر كان يبدو وبشدة أنها تحتمي بالكتابة من ثِقل الواقع وتتجاوز بها عن قسوته، ولذلك فقد نسجت من قصادئها ثوبًا رقراقًا تداخلت فيه خيوطه الذهبية مع مهاراتها الشعرية، ولكن يبدو أن بلاث انسحقت في عالمها الخيالي ولم تكترث كثيرًا للواقع الذي كانت كلما تعود إليه يداهمها الاكتئاب ولهذا كانت تواجهه دومًا بالمزيد والمزيد من الكتابة.

    ولكن كان لدى بلاث أيضًا ذلك الخوف من كونها لا تملك هوية خاصة بها وهو الأمر الذي جعلها تعتقد دومًا حتى بعد أن حققت نجاحًا كبيرًا أنها بائسة لا روح فيها ولا حياة، وأن كتاباتها جوفاء لأنها بالأساس شخصية جوفاء لا تملك ذاتًا حقيقية، فكل ما تملكه خواء وهو الأمر الذي يتضح من رسائلها إلى والدتها إذ كانت تخبرها بلاث بأنها امرأة منتهية، ورغم كل محاولات بلاث لتجميل حياتها عبر الكتابة والأمومة التي وصفتها بأنها توسيع لتجربة الحياة، فإن جميع محاولاتها باءت بالفشل، وقد يكون انتحارها في جزء منه بجانب خيانة زوجها هو انطلاقًا من إيمانها بعقاب ذاتها على الفشل.

    وفي منحى آخر فالموت المأساوي للكاتب هو العنصر الأساسي القادر على فهم إنتاجه الأدبي، بلاث ماتت في الثلاثين من عمرها، وبموتها هذا وبشكل غير مباشر بالمرة حلت معضلة مشتركة بين كاتبات هذا الزمن، إذ إن بلاث حاولت دومًا تأليف نصوص ملتزمة يرضاها المجتمع وذلك من خلال اللعب على وتر اللغة ولكن دون جدوى، ففي النهاية كانت هناك معضلة الكاتبة الأنثى المستنزفة التي كانت تُدفع إلى حرق كتابات كانت ستبدو جيدة لو تم العمل عليها، ولكنها تُحرق في نهاية الأمر خوفًا من الرقابة.

  • لعماد حمدي..رواية جنازة جديدة: الصراع الدائم بين السلطة والفن كتبت: أسماء رمضان..



    نشر بتاريخ 30/01/2020
    رواية “جنازة جديدة لعماد حمدي”: الصراع الدائم بين السلطة والفن

    كتب بواسطة: أسماء رمضان




    في منتصف القرن العشرين قاد عدد من الروائيين الفرنسيين مثل ناتالي ساروت وغرييه وكلود سيمون وميشيل بوتور، عملية إحداث تحول في شكل الرواية ومضمونها وتكوينها الفني وذلك بهدم بنيان الرواية التقليدية مع محاولات إفراز أشكال جديدة بتقنيات ورؤى مختلفة انصب هدفها على إرباك القارئ وذلك للحصول على نوع مختلف من التأثير.
    وقد جاءت عملية هدم الرواية التقليدية لتعصف بأهم مكونات السرد التقليدي وذلك من خلال إفراغ الرواية من الطابع الكلاسيكي من حيث وضوح العقدة وتوازن الأحداث وتطورها وهو ما يعني التركيز على الوصف مع تراجع السرد، ويمكن القول إن هذه المعادلة الجديدة التي فرضها رواد الرواية الحديثة تعطي الرواية بُعدًا أشد كثافة في المعالجة وذلك من خلال التركيز على ظواهر الأشياء عوضًا عن تعليلها.
    ويمكن القول إن الكاتب المصري “وحيد الطويلة” يعد واحدًا من أهم الكتاب الذين قفزوا فوق حواجز الرواية التقليدية، فالكاتب القادم من ميدان الشعر متسلحًا بخياله إلى ملعب الرواية قدم العديد من الأعمال القوية التي كُتبت لتعيش وذلك لأن سطورها حية لا يمكن أن تُنسى بمجرد قراءتها، فبداية من رواية “ألعاب الهوى” ومرورًا برواية “أحمر خفيف” وباب الليل” و”حذاء فيلليني” ووصولًا إلى روايته الأخيرة “جنازة جديدة لعماد حمدي” نرى أن الطويلة لديه ثيمة تؤرقه وظلت ترافقه طوال مشواره الأدبي وهي الصراع مع السلطة السياسية، فشخوص روايته دومًا ضحايا السلطة التي ترفض وبكل قوة أن يتسلل الرعاع إلى عالمهم، وبين طيات رواياته وبشكل غير مباشر يحكي كاتبنا عن كل بلد غادره الأمل منذ اعتلاء الديكتاتوريات العربية لسدة الحكم.
    الصراع بين دولة الضباط ودولة المرشدين
    “لو ترك أبناء الضباط المهنة للرعاع سيتسلل الأوباش إلى حياتنا ولن نستطيع أن نعيش، ثم إن الزمن القادم زمن الضباط”.
    احترس أيها القارئ، قف مكانك.. بهذه الكلمات تبدأ رواية “جنازة جديدة لعماد حمدي” ويبدأ معها تورطنا كقراء في النص المكتوب أمامنا وكأن الكاتب سيمسكنا من أيدينا ليعرفنا على شخصياته ويطلعنا على مسار الأحداث الممتد على ثلاثمائة صفحة، وأول حدث نتورط به هو الذهاب مع ضابط الشرطة المتقاعد “فجنون” لسرداق عزاء هوجان ابن ناجح زعيم جمهورية المسجلين خطر.
    في أثناء الطريق إلى الجنازة يحكي لنا الكاتب قصة “فجنون” الذي وجد نفسه ابنًا لضابط شرطة كبير ورغم عشقه وولعه بالرسم، أجبره والده على دخول كلية الشرطة، ورغم جميع محاولات الابن للدفاع عن رغبته في أن يصبح فنانًا، فقد انهزم أمام سلطة والده وعمل في نهاية المطاف كضابط مباحث في أقسام الشرطة.
    “والدك الضابط الفخيم قال إنك يجب أن تتواجد في بيئة شرطية.. حتى في المصيف!.. وفي الحمام إن أمكن، الجرابيع في المصايف الأخرى، وحذار أن تتهور ويعرف أحد أنك زفت، رسَّام”.
    يدرك فجنون من كلام والده أنه لا مكان للفن في عالمه الجديد، هناك فقط البطولات الزائفة التي يتفاخر بها زملاؤه الضباط وعالم الجريمة الذي يحاصره شيئًا فشيئًا، فمن خلال ذكريات فجنون نطلع على العلاقة المشبوهة بين المسجلين خطر والشرطة، تلك العلاقة المبنية على تبادل المصالح تارة والتهديد تارة أخرى، فالشرطة كانت تستعين بالمسجلين خطر على الدوام من أجل توجيه عملية الانتخابات وكانت مهمتهم ترتكز على تخريب سرداق مرشح وحماية سرداق مرشح آخر.

    الكاتب وحيد طويلة وغلاف روايته
    بنية السرد الروائي
    في رواية “جنازة جديدة لعماد حمدي” ليس هناك قالب للنص أي بداية ووسط ونهاية، هناك فقط لوحة تفرقت ملامحها مثل قطع الأحجية ليجمعها القارئ ويتعرف على شخوصها وحكاياتهم المعقدة والمتشاكبة، تبدأ الرواية بذهاب الضابط فجنون إلى سرداق العزاء وخلال الطريق نستمع إلى الكثير من الحكايات التي تشكل عالمه المريب والغامض للأشخاص الأكثر شرًا والمجرمين والمنسيين والمهمشين، مع فجنون نذهب إلى قاع المدينة، ذلك العالم السفلي الذي نتعرف فيه على المعلم ناجح وابنة هوجان وأم خنوفة وأم حواء وسيد كباية.
    اعتمد الكاتب في سرده على آلية تعاقب الرواة


    والحقيقة أن الكاتب أبدع في السرد الروائي وأقنعنا بشكل كبير أن البطل الذي يحكي فنان، إذ استطاع بشكل مبهر أن يرسم أشخاصه بقصصهم المروعة وتحايلهم على القانون، وبروح الفنان التي تسكنه وبمبضع النحات الماهر ينقل لنا فجنون عالم المجرمين بشكل تفكيكي دون الوقوع في مغبة الأحكام الأخلاقية ومن غير محاولة اكتساب التعاطف المجاني.
    وقد اعتمد الكاتب في سرده على آلية تعاقب الرواة، فالضابط فجنون يحكي أغلب الأحداث من سيارته في طريقه للعزاء، ثم تطل علينا بعد ذلك آلية سرد الراوي العليم التي ترتكز على استخدام ضمير المخاطب في نقل ما يحدث بداخل سرداق العزاء والغوص داخل الشخصيات الموجودة، بعد ذلك يظهر الراوي المتخفي وهو المتأمل البعيد الذي يراقب الأحداث دون التورط فيها، ويشتبك هؤلاء الرواة مع بعضهم البعض طوال سير الأحداث دون إرباك القارئ وإنما على العكس نشعر خلال القراءة بأن الكاتب يقدم لنا مشاهد سينمائية ويتحرك السرد وفقًا لحركة الكاميرا، فهناك الحركة الثابتة وهي التي نراها في سرد الضابط القابع في سيارته، وهناك حركة “الزوم أوت” أو التكبير والتركيز بشكل موغل في التفصيل على تناقضات النفس البشرية وخبراتها وتعقيداتها شديدة الثراء وهو ما يتجسد في كل أحداث سرداق العزاء، كما أن هناك التصوير البانورامي وهو ما تكرر بشدة في الفصل 29 حين كنا نتتبع مصائر الشخصيات التي تعرفنا عليها في العزاء بشكل متتالي. 
    سلطة الشرطة تتضاءل لصالح سلطة المسجلين خطر
    من صفحات الرواية الأولى يظهر لنا جليًا الصراع الخفي بين سلطة الدولة الرسمية وسلطة المسجلين خطر، فقد تبدو الصورة شديدة القتامة ومرعبة إلى حد كبير ولكن عالم دول المرشدين والمجرمين يتضخم بشدة على حساب سلطة الضباط وهو ما ظهر بوضوح في مشهد العزاء، إذ كان الضابط فجنون يجلس على كرسي شاغر بالصف الثالث وحيدًا فلم يجلس بجواره أحد وتنكر له الجميع وذلك على عكس المعلم ناجح كبير دولة المرشدين الذي كان يحتل المشهد كاملًا بجوار رجاله، وهنا يخبرنا الطويلة في مقطع من نصه على لسان الراوي العليم “يعود ناجح إلى مقعده صلبًا مثل البارحة، على وجهه علامات تحدٍّ وارتياح، جاءته الحكومة بثوب باهت، وهو كطاووس في مقعده”.
    مات عماد حمدي وكان يحرس جنازته ضابط شرطة يحمل بيده سلاحًا ولكن روحه روح فنان، قتلها والده حين حرمه من امتهان الرسم


    ولمزيد من الكوميديا السوداء يخبرنا الضابط فجنون في مشهد فلاش باك بأن المعلم ناجح من صنيعته حيث كان عاشقًا للسلطة ولهذا عمل مرشدًا للمباحث ولكن قوته مع مرور الوقت طغت على قوة الشرطة وأضحى يلقب في دولته باسم الدكتور ناجح.
    ما علاقة عماد حمدي بالرواية؟
    منذ الصفحة الأولى من الرواية يبدأ التساؤل عن علاقة عماد حمدي بهذا النص، وما الرمزية التي يحملها اسم الرواية؟ ولكن الحقيقة أن تلك العلاقة ستتكشف مع استمرار القراءة، إذ سيخبرنا البطل أن بدايات عمله في جهاز الشرطة ترافقت مع مشهد جنازة عماد حمدي، ففي ذلك اليوم تحديدًا مات عماد حمدي وكان يحرس جنازته ضابط شرطة يحمل بيده سلاحًا ولكن روحه روح فنان قتلها والده حين حرمه من امتهان الرسم ولكن هل ينتصر الفن في النهاية على حساب السلطة؟
    في هذه الرواية يبدو أن الكاتب انتصر للفن، إذ تنتهي الرواية بعلاقة حب محتملة في حياة البطل ولوحة جديدة رسمها، والحقيقة أن الانتصار الذي حققه البطل لم يكن في تحقيق حلمه الخاص بعد 20 سنة قضاها في أقسام الشرطة، ولكن الانتصار تجسد في حفاظه على روح الفنان بداخله طوال كل السنوات رغم كل التحديات التي كانت تواجه تلك الروح.
  • كتب:أحمد الملاح..كن عراقيًا لتصبح شاعرًا.. عن بلاد السياب ومتلازمة القصيدة.


     
    نشر بتاريخ 31/12/2019
    كن عراقيًا لتصبح شاعرًا.. عن بلاد السياب ومتلازمة القصيدة
    كتب بواسطة: أحمد الملاح
    “الشِّعْرَ يُولَدُ في العراقِ، فكُنْ عراقيّاً لتصبح شاعراً يا صاحبي!”.. هكذا اختصر الشاعر الفلسطيني محمود درويش الحكاية، في قصيدته “أتذكّرُ السيّاب“، ومنح لقب شاعر لكل عراقي، فالشعر يولد على هذه الأرض. لم يبالغ درويش في وصفه كعادة الشعراء، فالعراقي والقصيدة متلازمة متعددة الوجوه ومختلفة الملامح، لكن الثابت فيها هو الريادة لهذا الفن، فقد برع شعراء العراق في الحفاظ على الكلاسيكية الجزلة السحرية في الشعر العربي، وتمكنوا من إضافة الحديث وتطوير القديم وخلق حالة فريدة خاصة بهم. وفي هذا القرير سنحاول أن نضيء على شعر وشعراء العراق الحديث.
    الإضافة العراقية
    لم يعرف العرب القصيدة العمودية إلى أن كسرت الشاعرة العراقية نازك الملائكة أعمدة الشعر التقليدي في قصيدتها المبتكرة “الكوليرا”، بالتزامن مع نشر بدر شاكر السياب قصيدته “هل كان حبًا؟” التي كانت أول قصائده في الشعر الحر، ورغم الصراع الذي نشب بين الإثنين منذ 1947م تاريخ نشر القصائد حيث لم يحسم إلى اليوم بين الباحثين باسم من يسجل هذا التجديد الكبير في الشعر العربي، ومن الذي سبق الآخر بهذا الإنجاز؛ إلا أنه مما لا شك فيه أنه إنجاز عراقي خالص لا ريب فيه إن كان عبر نازك أو السياب الذي يعتبر أحد أشهر الشعراء الذين أرسوا قواعد الشعر الحر.
    لم يقتصر التجديد في كسر العمود بل في لون الشعر ذاته، فأبدع الشاعر العراقي أحمد مطر لونًا فنيًا جديداً في القصيدة العربية وهو شعر اللافتات الذي نشر أول قصائده “عباس وراء المتراس” في افتتاحية جريدة القبس الكويتية ليكون بذلك مؤسسًا لهذا النمط الأدبي الجديد ورائد مدرسته.
    قصيدة لمن نشكو مآسينا ؟ بصوت أحمد مطر
    إن التركيب الفني للافتات أحمد مطر أقرب لقصائد الهايكو اليابانية التي كانت تجسد فكرة واحدة مركزة، استخدم الشاعر من خلال هذه التقنية الأدبية طريقة لخطاب المتلقي العربي وقد نجح بذلك، فقد بيع ديوانه المطبوع كويتيًا ما يزيد عن مليون ومئتين ألف نسخة في المغرب العربي فقط.
    شعراء بلا ورثة
    “آخر شعراء الكلاسيكية السحرية في الشعر العربي” بهذه الكلمات يوصف شاعر العرب الأكبر محمد مهدي الجواهري (1899-1997م) الذي يعتبر أبرز شعراء القرن العشرين، ويكتب الجواهري الشعر الجزل ولا يظهر فيه تأثر بشيء من التيارات الأدبية الأوروبية، وقد استمر في العطاء الشعري لحين وفاته في العاصمة السورية دمشق ودفن في مقبرة الغرباء وعلى قبرهِ نحتت خارطة العراق من حجر الجرانيت مكتوب عليها «يرقد هنا بعيدًا عن دجلة الخير»، في إشارة إلى قصيدته الشهيرة.
    <br />
    قصيدة “اخي جعفر” يرثي فيها الجواهري أخاه الأصغر جعفر 
    لم يظهر وريثًا للجواهري من الشعراء في الأجيال الحديثة، مما جعل وصفه بأخر شعراء الكلاسيكية الشعرية وصفًا دقيقيًا.
    ومن الجواهري إلى عبد الرزاق عبد الواحد، الذي يشارك صاحبه غياب الورثة، فالشاعر الملقب بـ “شاعر القرنين” الذي كتب الشعر الحر والعمودي وفضل الأخير وتجاوزت قصائده النطاق العربي فترجمت للانجليزية والفرنسية والروسية والرومانية والألمانية وعدد آخر من اللغات العالمية، لم يجد الشعر العربي رديفًا له بجزالة الشعر وقوة الصورة الشعرية لذلك لقبه البعض بـ “المتنبي الأخير”.
    ويعتبر الجواهري وعبد الواحد من النماذج الصارخة على الريادة العراقية للقصيدة وهذا ما يجعل مهمة الشعراء الشباب في العراق مهمة صعبة للحاق بقامات عملاقة جسدتها ألقاب مثل شاعر العرب الأكبر والمتنبي الأخير.
    شعر اللهجة العراقية
    لم يقتصر الشعر في العراق على العربية الفصحى بل تسلل إلى العامية العراقية فكتب العراقيون العتابة و الأبوذية والزهيري والدارمي والبدوي والعامودي وكل هذه الوجوه من الشعر الشعبي العراقي كتبت باللهجة المحكية.
    وقد حمل رواد هذا الشعر الشعبي على رأسهم مظفر النواب ثم عريان السيد خلف وكاظم إسماعيل كاطع رسالة المجتمع العراقي عبر شعره الشعبي، وقد عالج الشعر الشعبي الكثير من المواضيع الاجتماعية والسياسية العراقية بشكل عميق وقريب من شخصية العراقية كونه يستخدم المفردة العامية العراقية وكذلك الصور الشعرية من الواقع العراقي فكان وقعه وتأثيره يفوق في الكثير من الأحيان القصيدة الفصحى.
    وهذا الفن الأدبي المحلي الثري لا يوجد في بلد عربي آخر بهذا التنوع الشامل، فالشعر الشعبي العراقي بألوانه الست يعتبر طيف واسع يضاف للقصيدة الفصحى في بلد صدق فيه وصف درويش “الشِّعْرَ يُولَدُ في العراقِ”.
  • كتبت: أسماء رمضان..عن الأدب السنغالي: دعم من السلطة السياسية وأساس ثقافي متين..

    أدب وفن

    تحتوي هذه الصورة على سمة alt فارغة; اسم الملف هو images%20%281%29.jpeg

    نشر بتاريخ 31/01/2020

    الأدب السنغالي: دعم من السلطة السياسية وأساس ثقافي متين

    كتب بواسطة: أسماء رمضان

    تمكن الأدب السنغالي من سرد تاريخ القارة الإفريقية كما احتل مكانة كبيرة بين تيارات السرد العالمية

    منذ استقلالها عن فرنسا عام 1960 رفعت السنغال شعار “الثقافة هي الرافعة للتوجه السياسي”، إذ اختار رئيسها الأول بعد الاستقلال ليوبولد سيدار سنغور صياغة سياسته حول محورين أساسيين وهما؛ التجذر بقيم الحضارة الإفريقية، ثم الانفتاح على الحضارات الأخرى، هذا إضافة إلى إعطاء الأولوية لتنمية الإنسان والفنون.

    والحقيقة أن اهتمام الرئيس السابق للسنغال بالفنون نابعاً من كونه مولعاً بالأدب، إذ تخرج سنغور في جامعة السوربون الفرنسية، فكان أول أفريقي يتخرج من هذه الجامعة متخصصاً في علم الأدب الفرنسي، وهناك في باريس تعرف سنغور على الأديب الفرنسي الراحل إيميه سيزار، إذ عاشا سوياً لمدة طويلة وجمعتهما ظروف الدراسة الجامعية، وأطلقا سوياً الميثاق الأدبي والسياسي لحركة “الزنوجة” التي أضحت بعد ذلك بطاقة هوية اجتماعية وأدبية للزنوج، وقد ارتكزت هذه الحركة على كلمة سيزار الشهيرة “ليس لون البشرة هو ما يوحدنا، لكن المثالية في الحياة والتعطش إلى التحرر هو ما يجمعنا”.

    تمكن الأدب السنغالي بجدارة سرد تاريخ القارة الإفريقية واحتل مكانة كبيرة بين تيارات السرد العالمية خاصة مع الاهتمام بحركة الترجمة

    والزنوجة هي مجموعة القيم الفكرية والسياسية والاقتصادية والفنية والاجتماعية والمعنوية لدى شعوب القارة الإفريقية والأقليات السوداء في آسيا وأمريكا وأوقيانيا، جدير بالذكر أن سنغور تنازل طواعية عن السلطة السياسية عام 1980 من أجل التفرغ لكتابة الأدب، وقد حصد العديد من الجوائز الأدبية أهمها: الجائزة الذهبية في الأدب الفرنسي، والجائزة الكبرى الدولية للشعر في فرنسا، وفي عام 1984 أصبح سنغور عضواً بالأكاديمية الفرنسية للأدب، واحتفاءً به تم تأسيس جائزة تحمل اسمه “ابن خلدون/ليوبولد سيدار سنغور للترجمة في العلوم الإنسانية”.

    وتكرسياً للسياسة الثقافية التي انتهجها سنغور، فقد مُنحت السنغال أساساً ثقافياً متيناً، ففي عام 1966 أقيم أول مهرجان عالمي للفنون الإفريقية في السنغال، فمنذ البداية وضعت السنغال نصب عينيها الإعلاء من قيمة الثقافة والفنون بكافة أشكالها؛ بداية من الفنون الحية مثل المسرح والرقص والموسيقى ومروراً بالفنون البصرية كالسينما والتصوير.

    وبالنسبة للأدب السنغالي، فقد تمكن بجدارة من سرد تاريخ القارة الإفريقية واحتل مكانة كبيرة بين تيارات السرد العالمية خاصة مع الاهتمام بحركة الترجمة، فمن خلال الرواية السنغالية تعرفنا على تاريخ الاستعمار والنضال في البلاد وكذلك أنماط المعيشة اليومية والعادات والتقاليد التي تمثل السنغال، ليس هذا فحسب إذ تذخر الرواية السنغالية بالتراث القديم والفلكلور المحلي والعوالم الغرائبية.

    أشهر روايات الأدب السنغالي 

    إذا كان أدب أمريكا اللاتنية قد استقى معظم إلهامه من الواقعية السحرية، فإن الأدب الإفريقي بصفة عامة والسنغالي خاصة انبثق إلهامه من الأساطير الشعبية والقصص الخرافية، إذ أن القارة الإفريقية شديدة الثراء فيما يخص الحكايا الشعبية التي تتناقلها الأجيال جيلاً من بعد جيل، وقد بدأ انتشار الرواية السنغالية مع بداية حركات التحرر والاستقلال التي انطلقت في معظم أنحاء القارة في خمسينات القرن الماضي، أما عن الموضوعات التي تناولها الأدب السنغالي فهي الحديث عن المشكلة الطبقية في السنغال وأشواق مختلف أطياف المجتمع إلى تحقيق أحلامهم التي ناضلوا من أجلها كثيراً أيا كانت هذه الأحلام سواء أحلام بسيطة أو أحلام كبيرة.

    رواية المغامرة الغامضة: إشكالية الديني والسياسي في السنغال

    “على الأقل يجب أن تعرف من تكون في صحبته في هذه المعركة، إن قضيتك تستحق الاستماتة في الدفاع عنها، ربما، لكن لسوء الحظ فإن أولئك الذين كانوا سيقفون إلى جانبك ليدافعوا عن قضيتك لن يكونوا في طهرك وقد ينطلقون من القضية للتمويه على خطط وأهداف سافلة”

    أنا لست بصدد إثبات حقي في الحياة كأسود ولكني يجب أن أبحث عن العدالة والحرية

    تتناول رواية للكاتب السنغالي شيخ حميدو كان مسألة الهوية والتحديات التي تواجهها، فمن خلال هذا العمل يأخذنا حميدو كان إلى مفصل تاريخي هام في تاريخ بلاده السياسي والاجتماعي، وذلك في ستينات القرن الماضي، إذ كان التمييز العنصري على أشده في السنغال، فعلى لسان بطل الرواية يقول حميدو كان: “أنا لا أحب كلمة الزنوجة لأنها توحي بأنني يجب أن أدافع عن ذاتي كزنجي، والحقيقة أن ما أبحث عنه هو أوسع من ذلك. أنا لست بصدد إثبات حقي في الحياة كأسود ولكني يجب أن أبحث عن العدالة والحرية”، وهكذا كان يود حميدو كان في عمله تجاوز مسألة الزنوجة إلى الدفاع عن السنغالي كإنسان له الحق في الحرية والحياة بعدالة.

    تتحدث الرواية أيضاً عن الإشكالية القائمة بين الديني والسياسي، حيث تأخذنا الرواية في سفر طويل وبعيد عبر عواصم “بلاد الديابولي” الإفريقية، وهناك تدور مناقشات فكرية ثرية للغاية بين المعلم ومجموعة من التلاميذ في حوارات ملهمة، يهدف الكاتب من ورائها إثبات كيفية استغلال العامل الديني من أجل استغلال الناس وإخضاعهم، إذ يقول المعلم لتلاميذه في الرواية “إذا ضمن الله انتصارهم علينا، فإنه حسب الظاهر أنه نحن عباده المتحمسون أغضبناه، لقد حكم عباد الله طويلاً العالم، فهل فعلوا ذلك طبقاً لشريعته؟ لا أعلم … علمت أن في بلاد البيض الثورة ضد البؤس لا تعنى أبداً الثورة ضد الله “.

    رواية إضراب الشحاذين: الهامش حين يتصدر المشهد الرئيسي

    ماذا لو استيقظنا يوماً ما في الصباح ووجدنا أن الشحاذين قد أضربوا عن العمل وذلك برفضهم تقبل أي صدقات من المارة!! يبدو الأمر مضحكاً أليس ذلك؟ ولكن في رواية “إضراب الشحاذين” للكاتبة السنغالية أميناتا ساو فال لم يبد الأمر كذلك على الإطلاق، فبعد أن ضاقت السلطة السياسية ذرعاً بالمتسولين والمجذومين وأصحاب الأمراض وخارقي النفايات قررت أن تحاربهم لأنهم يضرون بشدة بقطاع السياحة، وهو الأمر الذي رد عليه الشحاذين بإضرابهم عن العمل.

    تبدو عوالم الرواية شديدة الإرباك وشديدة التعقيد، إذ تقتحم الكاتبة حياة الشحاذين وتنقل يومياتهم عن قرب، كما تسجل صراعهم الاستثنائي مع السلطة، وفي إمعاناً من الكاتبة في السخرية والجنون يجد أحد أعضاء الحكومة نفسه في مأزق ولن يخرجه من هذا المأزق سوى الشحاذين! إذ يعلم أحد الوزارء عن طريق عرافه الخاص بأنه سيصبح نائب الرئيس خلال ثمانية أيام فقط ولكن بشرط أن يذبح ثوراً صدقة ويقدمه إلى 77 متسول وهنا يبحث الوزير عن الشحاذين ولكن دون جدوى، إذ امتنع الشحاذين عن قبول صدقة الوزير.

    رواية خطاب طويل جداً: تحديات المرأة السنغالية 

    تحكي رواية “خطاب طويل جداً” للكاتبة السنغالية ميرياما با، قصة امرأة تركها زوجها بعد علاقة متنية دامت عقدين من أجل الزواج بصديقة ابنته، حتى أنه غادر معها إلى خارج البلاد وترك زوجته وحدها ترعى أبناءه الاثنى عشر.

    تأتي الرواية على شكل رسائل طويلة تحكي فيها البطلة عن صراعاتها النفسية لصديقتها التي هاجرت لأمريكا مع بناتها، وذلك بعد طلاقها من زوجها الذي قرر الزواج بأخرى، ومن خلال هذه الرسائل تعرفنا البطلة على عادات وتقاليد المجتمع السنغالى والذي تطغى عليه بشدة الثقافة الذكورية، كما نشاهد عن كثب الحياة القاسية التي عاشتها البطلة بعد سفر زوجها إذ اضطرت إلى العمل الشاق حتى تربي أبنائها.

  • رواية “بوليانا”.. كُتِبت للصغار ويحتاجها الكبار – كتبت: دينا محمد يوسف

    تحتوي هذه الصورة على سمة alt فارغة; اسم الملف هو 84334249_3592000390872705_342415088997685306_n.jpg

    “بوليانا”.. رواية كُتِبت للصغار ويحتاجها الكبار – كتب بواسطة: دينا محمد يوسف

    إنها رواية بوليانا للكاتبة إليانور بورتر، مواليد عام 1868 في ولاية نيوهامبشير الأمريكية، والتحقت بمعهد نيوانغلاد الموسيقي، وفي عام 1892 تزوجت جون ليمان بورتر، ثم انتقلت إلى ماساشوستس وبعد ذلك بدأت الكتابة والنشر حتى توفيت في كامبريدج 1920.

    لم تكن “بوليانا” روايتها الأولى، فقد نُشرت لها عدة أعمال سبقتها مثل “miss Billy” وعدة أعمال أخرى تبعتها، صدرت الرواية في نسختها الإنجليزية عام 1913، وفي عام 1915 أصدرت التتمة باسم “Pollyanna grows up”، وتُرجمت الروايتان للعربية في كتاب واحد العام الماضي من قبل منشورات تكوين ودار الرافين، اللتين يحسب لهما إعادة طبع الروائع الكلاسيكية مجددًا.  

    حققت الرواية نجاحًا مبهرًا، مما أدى إلى تقديم القصة في فيلم روائي طويل من إنتاج ديزني عام 1960 بطولة النجمة هايلي ميلز، وأُعيد تقديمها في فيلم تليفزيوني عام 2003.

    الكتاب الأول

    تستقبل الأنسة “بولي هارنغتن” المتحفظة جدًا، خطابًا يخبرها بقدوم ابنة اختها “بوليانا ويتر” من أجل العيش معها، إثر ذلك تجهز الأنسة بولي غرفة العلية للصغيرة الآتية، بعيدًا عنها وبعيدًا عن أشيائها الغالية التي تخشى أن تفسدها الطفلة، تفعل الخالة واجبها فحسب، فأختها تزوجت رغمًا عن رغبة العائلة ورحلت بعيدًا، الأمر الذي لم تنسه الأنسة بولي، مما يظهر في تصرفاتها مع ابنة الأخت، حتى إنها لم تكلف نفسها عناء الذهاب لاستقبالها.

    منذ وصولها، لم تكف بوليانا عن الحديث عن السيدة وايت وصناديق المعونة والسيدات المحسنات، كان الملمح الأول لشخصيتها أنها فتاة لا تكف عن الثرثرة، الأمر الذي جعل نانسي الخادمة تقرر أن تكون عرابتها، فهي بالطبع لن تتحمل قواعد الآنسة بولي، لكن بوليانا تفاجئها بما يمكنها فعله، إنها قادرة على تحويل كل الأحداث التعيسة إلى أحداث سعيدة بفضل اللعبة، تلك التي علمها لها والدها يوم أرادت دمية ولكن صندوق المعونات جاء وبداخله عكازين، حينها علمها والدها اللعبة، فقد أخبرها بأن عليها أن تفرح، فعلى الأقل، هي لا تحتاج للعكازين، وكانت اللعبة تغدو أمتع حينما يصعب أن تجد ما يسعدك في الأمر. 

    عدوى السعادة

    الجميع يكره الوعظ وينفر منه، وهذا هو ما لم تفعله بوليانا مع السيدة كرو في بوسطن، تلك السيدة التي تحيا بين أطلال الحزن، ولا تسمح للسعادة أن تدخل بيتها، لكن بوليانا بكل تلقائية ودونما قصد، تجعل البيت المظلم يضيء مجددًا وتتخلى السيدة كرو عن الحزن.

    تنتقل عدوى السعادة والرضا من بوليانا إلى كل من حولها، أولهم نانسي التي تتعلم أن تفرح بأن اليوم هو الإثنين لأن أسبوع كامل سيمر قبل أن يأتي الإثنين المقبل، ورجل الحديقة والسيدة سنو، إلى جون بندلتن المتكتم الصامت الذي تقول البلدة إن لديه هيكل عظمي في دولابه، حتى إنه يود أن تنتقل بوليانا للعيش معه، وحتى خالتها التي تساعدها بالنهاية في استرجاع حب حياتها.

    وحينما تكبر بوليانا وتصل للعشرين وتخسر خالتها جميع أموالها، لا تتخلى أبدًا عن السعادة والأمل، حتى إذا اشتد الحزن سرعان ما تعود إلى نظرتها الإيجابية.

    مبدأ بوليانا

    منذ عام 1920 دخلت بوليانا عددًا من القواميس الشهيرة مثل أكسفورد، ويُعني بتلك المفردة “الشخص المفرط في تفاؤله وسعادته”، إذ يدعي هذا المبدأ أيضًا الانحياز الإيجابي، وهو ميل الشخص لتذكر الأشياء الجيدة بدقة أكبر من الأشياء المزعجة، وهذا ما تنادي به دائمًا مناهج علم النفس الإيجابي والتنمية الذاتية، وما يؤكد صلة الأدب الوثيقة بحياة الإنسان وما يخلفه من أثر، فحينما تنتهي من الرواية ربما تنتهج نهج بوليانا لعيش الحياة بنظرة مختلفة عما سبق.

    كانت الرواية سلسلة شيقة كعادة الروايات الكلاسيكية دائمًا، كما أن الترجمة الرائعة لبثينة الإبراهيم تشعرك بأن الرواية كتبت باللغة العربية، إنها من نوع الروايات التي تصلح دائمًا لأي وقت، ولن تشعر معها بالضجر، تصلح للأطفال الذي لا يرضيهم شيء، وللكبار الذين لا يرون إلا الجانب السلبي فقط من الحياة وتحولاتها.

    المواضيع:

  • يوم إفتتح أيام الفن التشكيلي السوري للعام ٢٠١٩ م..تحت شعار: ذاكرة الإبداع..سورية


    أيام الفن التشكيلي السوري ٢٠١٩ تحت شعار ذاكرة الإبداع..سورية
    ديسمبر 15, 2019
    برعاية السيد المهندس عماد خميس
    رئيس مجلس الوزراء
    تقيم وزارة الثقافة
    أيام الفن التشكيلي السوري ٢٠١٩
    تحت شعار
    ذاكرة الإبداع..سورية
    الافتتاح يوم الاثنين 16/12/2019 الساعة الخامسة مساءً في دار الاسد للثقافة والفنون بدمشق
    ويضم حفل الافتتاح فيلم وثائقي عن تاريخ المعارض في سورية وتكريم مجموعة من الفنانين ومعرض لمجموعة من اعمالهم
    وتضم أيام الفن التشكيلي السوري ٢٠١٩ المعارض التالية:
    🛑معرض الخريف السنوي في خان اسعد باشا 17/12/2019 الثلاثاء الساعة ١ ظهراً
    🛑معرض لفناني مابعد الرواد صالة الشعب 18/12/2019 الاربعاء الساعة ١ ظهراً
    🛑المعرض السنوي (خط – تصوير ضوئي – خزف)
    المركز الثقافي العربي ابو رمانة 19/12/2019 الخميس الساعة ١ ظهراً
    بالاضافة لمعارض وورشات عمل وندوات في الصالات العامة والخاصة وكلية الفنون ومعاهد الفنون في جميع المحافظات السورية.
    الدعوة عامة
  • يوم افتتح الدكتور خالد سرور، رئيس قطاع الفنون التشكيلية، وطارق الكومي مدير متحف محمود مختار، الدورة العاشرة لصالون النيل الضوئى..

    فى دورته العاشرة.. الفنون التشكيلية تفتتح صالون النيل الضوئى بمتحف محمود مختار – فالصو

    افتتح الدكتور خالد سرور، رئيس قطاع الفنون التشكيلية، وطارق الكومي مدير متحف محمود مختار، الدورة العاشرة لصالون النيل الضوئى، أمس الخميس، بمركز محمود مختار الثقافى، بحضور الفنانين أعضاء اللجنة المنظمة برئاسة الدكتور سمير سعد الدين، وحازم عبدالرحمن القوميسير العام، أيمن لطفي، أحمد المغربى، أحمد شبيطة، أحمد ماهر، أيمن عمارة، رضا الدنف.

    وقال الدكتور خالد سرور، إن هذه الدورة تطرح إبداعات المصورين الفوتوغرافيين على الجمهور لاكتشاف قدرات وأبعاد جمالية للصورة، وأوضح خالد سرور، أن الصالون يساهم في تُقدم إبداعات الفنانين الكبار ويستمر في البحث عن المواهب الشابة، فيتميز الصالون بتقديم رسالته لإثراء معارف المشاهدين بأحدث ما وصلت إليه قدرات التصوير الرقمي وبرامجه.

    وأضاف خالد سرور، أن الصالون يكشف زوايا وأبعاد غير تقليدية للصورة الفوتوغرافية ليؤكد أنها روح الواقع ويفصح لنا عن واقع الفن، ومن جانبه، قال الفنان محمد حازم عبد الرحمن، القوميسير العام لصالون النيل للتصوير الضوئى، أن الدورة العاشرة لصالون النيل التصوير الضوئى عام 2019 تكرس الاستخدام الجمالى للضوء تحت عنوان “سحر الضوء” موضوعا لمسابقتها.

    • الجزء الرابع من المسلسل الشهير La casa de papel كل ما تريد أن تعرف عنه
    • الفيلم الساخن “سيدة الأقمار السوداء” من خدعنا؟ حسين فهمى أم المخرج؟

    وأوضح محمد حازم عبد الرحمن، أن رغم اختلاف مدارس التصوير الضوئى منذ نشأته، ورغم التطوير المذهل الذى طرأ، لا يختلف اثنان حول بديهية أن جمال الصورة الفوتوغرافية يأتى من قدرة المصور على الاستكشاف المتجدد لتأثير الضوء على المضمون الذى يضعه داخل الإطار.

  • كلوا بعض التمرات كل يوم ، وتخيل ما سيحدث لجسمك..إنه مذهل..

    كل 3 تمرات في اليوم ، وهذا ما سيحدث لجسمك! هذا مذهل!
    كل بعض التمرات كل يوم!
    غالبًا ما يعتبر التمر توعا من الحلويات بدون مبرر. ولكن هناك العديد من الأسباب الجيدة لتناوله بانتظام! لذا ، في المرة القادمة التي تتوق فيها إلى تناول وجبة خفيفة أو عندما تقضي السهرة في مشاهدة بعض البرامج ، كل التمر! سنذكر بعض الفوائد الصحية المذهلة أدناه.
    بعد قراءة هذا ، ستأكل بالتأكيد تمرة او اثنتين في اليوم.
    الأوعية الدموية
    يقي التمر من الجير في الأوعية الدموية، اذ أن الكثير من الجير يمكن أن يؤدي إلى انسداد الشرايين. هذا يزيد من فرصة السكتات الدماغية والنوبات القلبية وغيرها من الأمراض. أكل ثلاثة تمرات في اليوم سوف يحدث فرقا كبيرا!
    الكبد
    أظهرت الدراسات أن التمور تساعد في تقوية الكبد.
    القلب
    التمور مفيدة لقلبك. بما أن الفاكهة تحتوي على الكثير من البوتاسيوم ، فهي فعالة للغاية عندما يتعلق الأمر بالوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية. سوف ينخفض ​​خطر الإصابة بالسكتات الدماغية والنوبات القلبية ، وفي الوقت نفسه ستنخفض معدلات الكوليسترول الضار.
    انتقل إلى الصفحة التالية لقراءة حول الفوائد الصحية الأربعة المذهلة الأخرى التي يمكن أن تقدمها لك هذه الثمار!
  • تستحوذ الحداثة على أعمال الجيل الجديد للتشكيلين القطريين عام 2018م – مشاركة:سمية تيشة.

    فنانون تشكيليون للشرق: الحداثة تستحوذ على أعمال الجيل الجديد
    29 أغسطس 2018
    سمية تيشة
    وصف عدد من الفنانين التشكيليين الجيل الجديد في الساحة الفنية التشكيلية بأنه جيل طموح، ومبدع، قدم الكثير من الأعمال الفنية المعاصرة، لافتين إلى أن كل فنان يعيش حالة فردية يبني عليها أعماله الفنية وإبداعاته المختلفة.
    وأكدوا للشرق أن الفن هو قدرة لاستنطاق الذات بما يتيح للإنسان التعبير عن نفسه أو محيطه الذي يعيش فيه، لافتين إلى أن الفنانين الشباب أصبحوا اليوم يميلون إلى الحداثة من خلال طرح القضايا المجتمعية والتعبير عن آرائهم الشخصية المختلفة في أعمالهم الفنية.
    واستنكر بعض الفنانين تركيز جيل الفنانين الشباب على الفن المعاصر وما بعد الحداثة، وغياب التراث وماضي الأجداد عن أعمالهم الفنية، موضحين أن الفنان هو سفير لبلاده، وأن ما يقدمه من أعمال فنية قد تصل للعالمية، لذا يجب التركيز على رسم التراث وكل ما يتعلق بالماضي.
    ومع مطالبة الفنانين بضرورة المزج بين المعاصرة والأصالة، فإنهم يؤكدون أن البيئة القطرية أصبحت تستوعب الأفكار والاتجاهات الفنية الجديدة، بما يتناسب مع هذا المزج، ما يعكس الفن التشكيلي القطري، وفي الوقت الذي يحافظ فيه على الأصالة، فإنه ينفتح على التيارات الفنية الحديثة، في إطار من التأثير والتأثر الفني.
    موضي الهاجري: التنوع مطلوب بالأعمال الفنية
    الفنانة التشكيلية والمصورة الضوئية موضي الهاجري أوضحت أن الفن بكافة مجالاته عبارة عن موضوع، يطرح الفنان من خلاله قضايا مجتمعه وما يواجهه في حياته، وكل المواضيع هي مرتبطة ببعضها البعض، لافتة إلى أن الفنان خلال اليوم يتفاعل مع عدة قضايا ومع البحر والصحراء والبيئة وغيرها، ولا يمكن أن يتقيد بموضوع ما.
    وأكدت الهاجري للشرق أن الجيل الجديد من الفنانين قدموا أعمالاً إبداعية، والبعض منها وصلت إلى العالمية، لافتة إلى أن التجديد والتغيير حالة فنية وظاهرة تنصب في مصلحة الفن والفنانين أنفسهم، وأوضحت في السياق ذاته أن الأعمال الفنية التراثية لا تزال محتفظة بموقعها، وهي أعمال خالدة تحتفظ بالذاكرة، مشيرة إلى أن الحداثة مطلوبة في الأعمال الفنية، مع الاحتفاظ بالتراث وتاريخ الأجداد.
    وشددت على ضرورة التنوع في الأعمال الفنية خاصة في مجال الفن التشكيلي، وعدم التمسك بخط واحد طوال المشوار الفني، لأن الحياة تتطور باستمرار.
    عيسى المالكي: الجيل الجديد يميل إلى المعاصرة
    الفنان التشكيلي عيسى المالكي قال “بالنسبة للجيل الأول والثاني كانوا أكثر مثابرة في إعطاء أعمالهم الفنية الوقت الطويل، والممتد إلى شهور تقريباً، وحرصهم على إظهار التراث في تلك الأعمال بصورة جميلة جداً من لوحات الغوص والفرجان والأسواق، وكل ما يتعلق بعبق الماضي، وتاريخ الأجداد، مما كنا نرى الإبداع في تنويع الأعمال الفنية، أما بالنسبة للجيل الجديد من الفنانين فهو جيل طموح، ويسعى إلى الإبداع، والأكثر منهم يميل إلى الحداثة والفن المعاصر، مما نجدهم ينتجون أعمالا سريعة في وقت قصير، بل ويقيمون معارض فنية لعرض تلك الأعمال قبل أن تدخل مرحلة النضج”، لافتاً إلى أن فن “الحداثة” فن جميل لكنه ليس عميقا، والفنان غير مطالب فيه بالدقة، الأمر الذي نجد أن هناك أعمالا فنية كثيرة ظهرت في الآوانة الأخيرة.
    ودعا إلى ضرورة الاهتمام بالتراث وماضي الأجداد، وإظهار ذلك في الأعمال واللوحات الفنية، لافتاً إلى أن الفنان هو سفير لبلاده، وأن ما يقدمه يظهر للعالم أجمع، لذا فإن من المهم جداً التركيز على رسم التراث الأصيل، وكل ما يتعلق بالماضي بهدف تعريف الأجيال القادمة بما قدمه الأجداد للوطن وما قاموا به من أجل الحفاظ على التراث والهوية.
    محمد العتيق: الفنان القطري وصل إلى العالمية بأعمال جديدة
    قال الفنان التشكيلي محمد العتيق “الجيل الجديد في الساحة الفنية يقدم أعمالاً تناسب عصره، وهذا أمر طبيعي لكوننا نعيش اليوم الحداثة بمفهومها الواسع، من المباني الجديدة والأرصفة والشوارع المتطورة، وغيرها من التطور الذي تشهده الدولة في كافة المجالات”، لافتاً إلى أن الفكر التراثي موجود ويجب أن يتناوله الفنان بشكل جديد ومعاصر دون أن يحصر نفسه في هذا المجال.
    وأوضح أن نقل التراث القطري إلى العالم مسؤولية الجميع وليس الفنان وحده، والفنان القطري اليوم وصل إلى العالمية من خلال ما يقدمه من أعمال فنية معاصرة تليق بمكانة قطر اليوم، لافتاً إلى أن تناول التراث وتاريخ الأجداد عبر اللوحات والأعمال الفنية مطلوب ولكن لابد أن يكون بشكل معاصر.
    وأشار إلى أن البعض من الفنانين لا يزالون يرسمون الحصان، والصحراء دون الالتفات إلى الفن المعاصر، موضحا أن الجوائز العالمية تقدم في الأعمال المعاصرة التي تواكب العصر، وأن جميع الفنانين يعتزون بتراث وماضي أجدادهم ولكن لابد من طرح أعمال فنية معاصرة مع الاحتفاظ برموز التراث.
    فهد العبيدلي: تبادل الخبرات ضرورة بين الجيل القديم والآخر الجديد
    أوضح الفنان التشكيلي فهد العبيدلي أن أي فنان في الساحة الفنية التشكيلية يعيش حالة فردية يبني عليها أعماله الفنية وإبداعاته المختلفة، لافتاً إلى أن الفنون بجميع مجالاتها لابد أن تتأثر بالثقافات الأخرى ضمن حدود معينة.
    وأشار إلى أن الفنانين الشباب أصبحوا يطرحون في أعمالهم الفنية عددا من القضايا المجتمعية، ويعبرون عن آرائهم الشخصية المختلفة، مما أصبحت تلك الأعمال محور النقاشات الفنية، والبعض منها وصل إلى العالمية، موضحاً أن قطر في تطور وازدهار ولابد من الفنانين تسليط الضوء على هذا التطور عبر أعمالهم الفنية وعدم التركيز فقط على الصحراء والبحر كما في الأعمال الفنية السابقة. كما لفت العبيدلي إلى الفن هي قدرة لاستنطاق الذات بحيث تتيح للإنسان التعبير عن نفسه أو محيطه الذي يعيش فيه، مؤكداً على ضرورة التعاون بين فناني الجيل القديم والجيل الجديد، وتوطيد أواصر الترابط والتواصل فيما بين بعضهم بعض، بهدف الاستفادة وتبادل التجارب والخبرات بينهم.
  • لنتذكر العدد«96» من مجلة نزوى بملف خاص عن عبده وازن شاعرا وناثرا وناقدا، شارك فيه كل من سيف الرحبي، ديمة الشكر، أنطوان أبوزيد، لندا عبد الرحمن ،ليندا نصار.

    ملفات خاصة عن رصيف 81 وندوة باريس وقصص مترجمة

    صدور العدد الجديد من مجلة نزوى بملف عن عبده وازن ومجموعة شعرية لزاهر الغافري
    22 أكتوبر، 2018
    صدر العدد الجديد من مجلة نزوى «96» بملف خاص عن عبده وازن شاعرا وناثرا وناقدا، شارك فيه كل من سيف الرحبي، ديمة الشكر، أنطوان أبوزيد، لنا عبد الرحمن، ليندا نصار. وفي الوقت الذي تنهي المجلة نشر الجزء الأخير من رسائل فيلليني وسيمونون، ترجمة أحمد الويزي، تنشر في باب السينما الجزء الأول من سيناريو الفيلم الشهير في وقته «المفقود» للمخرج كوستا جافراس، عن قصة الكاتب توماس هوزار ترجمة: مها لطفي.
    يفتتح سيف الرحبي العدد بعنوان «أعشاش صيفية في ضوء الفجر»، وفي باب كتابات يُطالعنا عبدالرحمن السالمي بمادة عن «رحلات سلاطين زنجبار إلى المملكة المتحدة». في باب الدراسات نقرأ «فلسفة اللاعنف والمسألة الصهيونية (تولستوي وغاندي) لزهير الذوادي، ونقرأ «الرواية العربية حين تفكّر» لمحمود عبد الغني، «الخيزران محظية أم رئيسة دولة ؟» لفاطمة المرنيسي ترجمة عزيز الحاكم، «أين نحن من العالم؟» لعلي حرب، «إشكالية تجنيس كتابة الذّات فـي النقد السعودي»، محمّد الكحلاوي، «طوبى للغرباء..اللجوء والغربة في الموروث الاسلامي» لشتيفان فايدنر ترجمة عبداللطيف بوستة، ونقرأ أيضا «في سيرة حياة الحكيم بوذا» لثيت نات هانه ترجمة عادل خزام .
    وفي باب الحوارات، يطالعنا حسونة المصباحي بحوار مع هشام جعيط، وعبدالصمد الكباص بحوار مع حسن أوزال.
    يكتب محمد سيف في باب المسرح عن «بيتر بروك فـي المسرح والسينما في آن واحد»، كما تشارك آمنة ربيع بالجماليات المسرحية والتجليات السياسية في المسرح العُماني.
    وفي باب الشعر نقرأ قصائد لكَالْبَنَا سِينْغْ لشِيتْنِيسْ، ترجمة محمَّد حلمي الرِّيشة، ونص «في عدم الحاجةِ للموت» لمنذر مصري، «صلوات العنقاء الأخيرة» لفاطمة الشيدي، «لم تبق إلا مرايا الكتاب» لزينب الأعوج، «طريق جازان» عبد الرزاق الربيعي، «ثلاث قصائد من الشعر المنغولي الحديث» ترجمة إبراهيم درغوثي، «لأنّنا لا نروي فضائل الأشجار» خالد العبسي، «حَاشِيَة» لفرناندو بيسوا ترجمة عزيز سوسكي، ونقرأ أيضا «ألوان المياه مختارات من حكميات سيوران»، إعداد عبد السلام الطويل.
    وفي باب النصوص نقرأ، «ليل بيزنطي» لسالم الهنداوي، «أربع قصص» لمحمود الرحبي، «القلب» لـ ف.أس. نيبول، ترجمة علي عبد الأمير صالح، «ذلك اليوم» لايفو آندرتش ترجمة اسماعيل أبو البندوره، «النعاس» لأنطون تشيخوف، ترجمة خليل الرز، «السيدة في محطة الحافلات» لموهَن راكيش ترجمة سعيد الريامي، «اغتراف عبثي» لطالب المعمري.
    في باب المتابعات نقرأ عن «مفارقة باحثي الفيسبوك من قانون تبادل الإعجاب إلى مبدأ الاستجابة البليغة» لعماد عبد اللطيف، كما كتب صالح لبريني عن «البعد التراجيدي في رواية المغاربة» لعبد الكريم جويطي، علي نسر كتب عن« المناهج النقدية: بين العرب والغرب»، محمود فرغلي كتب عن «الحب شرير» لإبراهيم نصرالله، أحمد الفيتوري تناول «ديوانُ النثرِ العربي، يوسف القويري نموذجا»، غالية خوجة كتبت عن «شيفرة ليونورا كارينغتون»، هيفاء بيطار تقول «لازم نبق البحصة»، كتب محمد الدوهو عن «نافذة على الداخل لأحمد بوزفور»، ومحمد الغزي كتب عن جمال العرضاوي «أيها الطارق بابي استقبلني».
    ونقرأ أيضا «انجذاب الطَّبع أو توهّم الأصالة في الفلسفة» لعقيل يوسف عيدان، «في روسيا ستالين لا يزال موجودا مع اختفاء كارل ماركس» لأيه. أم. شيناز ترجمة فيلابوراتو عبد الكبير، «الملابس العربية في الشعر الجاهلي» لناصر السيابي. وبرفقة المجلة ديوان شعري جديد للشاعر العُماني زاهر الغافري، بعنوان « في كل أرض، بئرٌ تحلمُ بالحديقة».صدر العدد الجديد من مجلة نزوى «96» بملف خاص عن عبده وازن شاعرا وناثرا وناقدا، شارك فيه كل من سيف الرحبي، ديمة الشكر، أنطوان أبوزيد، لنا عبد الرحمن، ليندا نصار. وفي الوقت الذي تنهي المجلة نشر الجزء الأخير من رسائل فيلليني وسيمونون، ترجمة أحمد الويزي، تنشر في باب السينما الجزء الأول من سيناريو الفيلم الشهير في وقته «المفقود» للمخرج كوستا جافراس، عن قصة الكاتب توماس هوزار ترجمة: مها لطفي.
    يفتتح سيف الرحبي العدد بعنوان «أعشاش صيفية في ضوء الفجر»، وفي باب كتابات يُطالعنا عبدالرحمن السالمي بمادة عن «رحلات سلاطين زنجبار إلى المملكة المتحدة». في باب الدراسات نقرأ «فلسفة اللاعنف والمسألة الصهيونية (تولستوي وغاندي) لزهير الذوادي، ونقرأ «الرواية العربية حين تفكّر» لمحمود عبد الغني، «الخيزران محظية أم رئيسة دولة ؟» لفاطمة المرنيسي ترجمة عزيز الحاكم، «أين نحن من العالم؟» لعلي حرب، «إشكالية تجنيس كتابة الذّات فـي النقد السعودي»، محمّد الكحلاوي، «طوبى للغرباء..اللجوء والغربة في الموروث الاسلامي» لشتيفان فايدنر ترجمة عبداللطيف بوستة، ونقرأ أيضا «في سيرة حياة الحكيم بوذا» لثيت نات هانه ترجمة عادل خزام .
    وفي باب الحوارات، يطالعنا حسونة المصباحي بحوار مع هشام جعيط، وعبدالصمد الكباص بحوار مع حسن أوزال.
    يكتب محمد سيف في باب المسرح عن «بيتر بروك فـي المسرح والسينما في آن واحد»، كما تشارك آمنة ربيع بالجماليات المسرحية والتجليات السياسية في المسرح العُماني.
    وفي باب الشعر نقرأ قصائد لكَالْبَنَا سِينْغْ لشِيتْنِيسْ، ترجمة محمَّد حلمي الرِّيشة، ونص «في عدم الحاجةِ للموت» لمنذر مصري، «صلوات العنقاء الأخيرة» لفاطمة الشيدي، «لم تبق إلا مرايا الكتاب» لزينب الأعوج، «طريق جازان» عبد الرزاق الربيعي، «ثلاث قصائد من الشعر المنغولي الحديث» ترجمة إبراهيم درغوثي، «لأنّنا لا نروي فضائل الأشجار» خالد العبسي، «حَاشِيَة» لفرناندو بيسوا ترجمة عزيز سوسكي، ونقرأ أيضا «ألوان المياه مختارات من حكميات سيوران»، إعداد عبد السلام الطويل.
    وفي باب النصوص نقرأ، «ليل بيزنطي» لسالم الهنداوي، «أربع قصص» لمحمود الرحبي، «القلب» لـ ف.أس. نيبول، ترجمة علي عبد الأمير صالح، «ذلك اليوم» لايفو آندرتش ترجمة اسماعيل أبو البندوره، «النعاس» لأنطون تشيخوف، ترجمة خليل الرز، «السيدة في محطة الحافلات» لموهَن راكيش ترجمة سعيد الريامي، «اغتراف عبثي» لطالب المعمري.
    في باب المتابعات نقرأ عن «مفارقة باحثي الفيسبوك من قانون تبادل الإعجاب إلى مبدأ الاستجابة البليغة» لعماد عبد اللطيف، كما كتب صالح لبريني عن «البعد التراجيدي في رواية المغاربة» لعبد الكريم جويطي، علي نسر كتب عن« المناهج النقدية: بين العرب والغرب»، محمود فرغلي كتب عن «الحب شرير» لإبراهيم نصرالله، أحمد الفيتوري تناول «ديوانُ النثرِ العربي، يوسف القويري نموذجا»، غالية خوجة كتبت عن «شيفرة ليونورا كارينغتون»، هيفاء بيطار تقول «لازم نبق البحصة»، كتب محمد الدوهو عن «نافذة على الداخل لأحمد بوزفور»، ومحمد الغزي كتب عن جمال العرضاوي «أيها الطارق بابي استقبلني».
    ونقرأ أيضا «انجذاب الطَّبع أو توهّم الأصالة في الفلسفة» لعقيل يوسف عيدان، «في روسيا ستالين لا يزال موجودا مع اختفاء كارل ماركس» لأيه. أم. شيناز ترجمة فيلابوراتو عبد الكبير، «الملابس العربية في الشعر الجاهلي» لناصر السيابي. وبرفقة المجلة ديوان شعري جديد للشاعر العُماني زاهر الغافري، بعنوان « في كل أرض، بئرٌ تحلمُ بالحديقة».