Category: تربية وتعليم

  • المجاهد الأمير عبدالقادر الجزائري .. وجيه دمشق ..وزعيم الجزائر ..- الباحث محمد عصام محو ..

    المجاهد الأمير عبدالقادر الجزائري .. وجيه دمشق ..وزعيم الجزائر ..- الباحث محمد عصام محو ..

     ‏خلدون الخن‏ بمشاركة ‏صورة‏ ‏دقة قديمة‏.
    ‏(صفحة دقة قديمة)<br />
زعيم الجزائر و وجيه دمشق ..<br />
 المجاهد الأمير عبدالقادر الجزائري</p>
<p>جوانب لا يعرفها الناس عن الأمير عبدالقادر :<br />
 ويقول المؤرخ الشيخ أحمد الحضراوي في نزهة الفكر 2/ 222 وهو أحد من لازم الأمير وصحبه في الحجاز وترجم له ترجمة جميلة جدا : (( وأما هو فعالم فاضل صوفي أخذ الطريقة الشاذلية عن أهلها)).<br />
 وقد ألف الأمير كتاب" المواقف الروحية والفيوضات السبوحبة"..</p>
<p>إقامته في دمشق :<br />
 استقر الأمير عبد القادر الجزائري في دمشق من عام 1856 إلى عام وفاته عام 1883، أي 27 سنة. ومنذ قدومه إليها من إسطنبول تبوأ فيها مكانة تليق به كزعيم سياسي و ديني و أديب و شاعر.. وكانت شهرته قد سبقته إلى دمشق، فأخذ مكانته بين العلماء والوجهاء، فكانت له مشاركة بارزة في الحياة السياسية والعلمية. </p>
<p>عبد القادر .. المدرّس في المسجد الأموي الكبير :<br />
 قام بالتدريس في الجامع الأموي، وبعد أربعة أعوام من استقراره في دمشق، حدثت فتنة في الشام عام 1860 واندلعت أحداث طائفية دامية، ولعب الأمير عبد القادر دور رجل الإطفاء بجدارة، فقد فتح بيوته للاجئين إليه من المسيحيين في دمشق كخطوة رمزية وعملية على احتضانهم. وهي مأثرة لا تزال تذكر له إلى اليوم إلى جانب كفاحه ضد الاستعمار الفرنسي في بلاده الجزائر.<br />
 الأمير عبد القادر أثناء حمايته للمسيحيين في دمشق.</p>
<p>بالإضافة إلى مكانة الأمير عبد القادر الوجاهية في دمشق، فقد مارس حياة الشاعر المتصوف، فنجده لا سيما في قدومه من بلاد المغرب (الجزائر) متجولاً في المشرق وتركيا، ثم اختياره لدمشق موطناً حتى الموت. وربما ليس من باب المصادفة أن يدفن الأمير عبد القادر بجانب ضريح الشيخ الأكبر في حضن جبل قاسيون.</p>
<p>تحرير أدمن1 الباحث محمد عصام محو ..<br />
"دقة قديمة الصفحة المختصة بالمواضيع والصور القديمة والنادرة "‏

    (صفحة دقة قديمة)
    زعيم الجزائر و وجيه دمشق ..
    المجاهد الأمير عبدالقادر الجزائري

    جوانب لا يعرفها الناس عن الأمير عبدالقادر :
    ويقول المؤرخ الشيخ أحمد الحضراوي في نزهة الفكر 2/ 222 وهو أحد من لازم الأمير وصحبه في الحجاز وترجم له ترجمة جميلة جدا : (( وأما هو فعالم فاضل صوفي أخذ الطريقة الشاذلية عن أهلها)).
    وقد ألف الأمير كتاب” المواقف الروحية والفيوضات السبوحبة”..

    إقامته في دمشق :
    استقر الأمير عبد القادر الجزائري في دمشق من عام 1856 إلى عام وفاته عام 1883، أي 27 سنة. ومنذ قدومه إليها من إسطنبول تبوأ فيها مكانة تليق به كزعيم سياسي و ديني و أديب و شاعر.. وكانت شهرته قد سبقته إلى دمشق، فأخذ مكانته بين العلماء والوجهاء، فكانت له مشاركة بارزة في الحياة السياسية والعلمية.

    عبد القادر .. المدرّس في المسجد الأموي الكبير :
    قام بالتدريس في الجامع الأموي، وبعد أربعة أعوام من استقراره في دمشق، حدثت فتنة في الشام عام 1860 واندلعت أحداث طائفية دامية، ولعب الأمير عبد القادر دور رجل الإطفاء بجدارة، فقد فتح بيوته للاجئين إليه من المسيحيين في دمشق كخطوة رمزية وعملية على احتضانهم. وهي مأثرة لا تزال تذكر له إلى اليوم إلى جانب كفاحه ضد الاستعمار الفرنسي في بلاده الجزائر.
    الأمير عبد القادر أثناء حمايته للمسيحيين في دمشق.

    بالإضافة إلى مكانة الأمير عبد القادر الوجاهية في دمشق، فقد مارس حياة الشاعر المتصوف، فنجده لا سيما في قدومه من بلاد المغرب (الجزائر) متجولاً في المشرق وتركيا، ثم اختياره لدمشق موطناً حتى الموت. وربما ليس من باب المصادفة أن يدفن الأمير عبد القادر بجانب ضريح الشيخ الأكبر في حضن جبل قاسيون.

    الباحث محمد عصام محو ..
    “دقة قديمة الصفحة المختصة بالمواضيع والصور القديمة والنادرة

  • الباحث‏  ‏/ عامر رشيد مبيض..  هذا المؤرخ يدهشني . .. / – ‏كلمات عفوية من الذاكرة البصرية  – عادل مرعي مهنا‏…

    الباحث‏ ‏/ عامر رشيد مبيض.. هذا المؤرخ يدهشني . .. / – ‏كلمات عفوية من الذاكرة البصرية – عادل مرعي مهنا‏…

    1. تمت مشاركة ‏الحالة‏ ‏عامر رشيد مبيض مؤرخ‏ من قبل ‏عادل مرعي مهنا‏.
      بطاقة شكر للمصورين الأوائل الأرمن في سورية
      عامر رشيد مبيض ، مؤرخ حلب عالم آثار Aleppo
      إن جميع المصورين الفوتوغرافيين الأوائل في سورية نحترهم ونقدر جهودهم الفردية وأعمالهم التوثيقية والإبداعية … هؤلاء لم يكن يعلمون أن صورهم أصبحت وثائق تاريخية ذات قيمة .. جعلونا نقرأ تاريخنا المعاصر في القرن العشرين … كان وزن بعض الكاميرات أكثر من عشرين كيلو غراماً مع قواعدها الخشبية … كانوا يحملونها للتصوير … ولايمكن مقارنة أعمالهم التوثيقية بأعمالنا اليوم من خلال استخدامنا لأحدث كاميرات الديجتال الرقمية ..
      ونحن لايسعنا إلا أن نتقدم بجزيل الشكر والعرفان لجميع المصورين الأوائل في سورية لاسيما المصورين الأرمن الذين نستعين بوثائقهم التاريخية لقراءة بعض صفحات التاريخ السوري والشخصيات ونتعرف على مدننا وقرانا والحياة الاجتماعية . ونادرا ما ننصفهم ولانذكر اسم أحد منهم … بل تتملكنا الأنانية والغرور ونضع أسماءنا على أعمالهم التاريخية والتوثيقية والإبداعية ولا أستثني نفسي …
      وللحديث صلة …

      (‏9‏ صور)

      صورة ‏عامر رشيد مبيض مؤرخ‏.
      صورة ‏عامر رشيد مبيض مؤرخ‏.
      صورة ‏عامر رشيد مبيض مؤرخ‏.
      صورة ‏عامر رشيد مبيض مؤرخ‏.
      صورة ‏عامر رشيد مبيض مؤرخ‏.
      • Fareed Zaffour
    2.  عامر رشيد مبيض مؤرخ

      تمت مشاركة ‏الحالة‏ ‏عامر رشيد مبيض مؤرخ‏ من قبل ‏عادل مرعي مهنا‏.
      كلمات عفوية من الذاكرة البصرية ….. عادل م مهنا _ 13 / آذار / 2014 م
      ____________________________________
      عامر رشيد مبيض
      هذا المؤرخ يدهشني . ..
      .. : عالم مجتهد الصفات .. ..
      ينبش .. من تحت الآثار عن أخبار ..؟
      من فوق التراب ..
      عن تفاصيل في المحراب . ..
      لايمل ولايكل ..
      والمعلومة عنده للكل ..
      تعلقت به وبعلمه ..
      فأعطاني الأمل ..
      أدعوك ربي أن تجزيه ..
      أضعاف .. إجتهاده في العمل ..
      _________________________________
      إستغنى يوماً .. عن منزل ..يأويه
      ليكمل ..طموحه.. البحثيّ
      دون كلل أو ملل ..
      ونتاجه للناس .. كل الناس ..
      بوجدان وإحساس ..
      إختار التاريخ ..
      من الأساس ..
      صوناً للحقائق ..
      في مواجهة الوسواس الخنّاس
      الذي يوسوس في صدور الناس …
      _________________________________
      عرفته مهاتفاً له .. يوماً
      .. إلى حلب .. صوت بلا صورة ..
      .. ملأ حب الناس له..
      أرجاء المعمورة ..
      كريم .. عفيف النفس ..
      وبحوثه .. بالصدق ممهورة . ؟
      __________________________________
      عادل مرعي مهنا .. عضو الجمعية العلمية السورية للجودة
      مؤسس بجمعية المخترعين السور يين
      .. بالقرارالوزاري رقم 105 لعام / 1994/ م
      _______________________ دمشق 13 / آذار / 2014 م
      عالصوره امضيلي عالصورة 
  • ماهي ثالثة الاثافي ..في المثل العربي : “تلك ثالثة الأثافي ..يضرب للذي يُعين عليك عدوّك.. والأثافي جمع أُثفيِّة ، وهي الحجر أو الدعامة التي توضع تحت القِدر ليستوي ..

    ماهي ثالثة الاثافي ..في المثل العربي : “تلك ثالثة الأثافي ..يضرب للذي يُعين عليك عدوّك.. والأثافي جمع أُثفيِّة ، وهي الحجر أو الدعامة التي توضع تحت القِدر ليستوي ..

    ماذا نقصد بـ ثالثة الاثافي – عنايات الماحي (عنايات الماحي)
    يقولون في المثل العربي : “تلك ثالثة الأثافي” ، ويقولون أيضا : “هو إحدى الأثافي” يضرب للذي يُعين عليك عدوّك . فما الأثافي ، ولم كانت ثلاثا : الأثافي جمع أُثفيِّة ، وهي الحجر أو الدعامة التي توضع تحت القِدر ليستوي .
    وقد عرف الإنسان القديم منذ أن صنع القدور الآجرية ومن ثم المعدنية ، أن أُثفيتين لا تكفيان لاستواء القدر ، وأن أربعة تزيد عن الحاجة ، فالأثافي الثلاث كافية تماما لكي يعتدل القدر فوق النار فلا ينقلب .

    وتنبىء اللقى الأثرية في أقاصي الشرق ، أن الأثافي كانت ثلاثا في الصين شأنها في الجزيرة العربية ، فمنذ ما يزيد عن 3000 عام ، وُجد الإناء البخاري مثلث القاعدة في حوض النهر (الأصفر) ، وعُرف آنذاك باسم (لي) ، وكانت قواعده الثلاث مفرغة لتعريض مساحة واسعة منه للنار ن فضلا عن حفظ القدر منتصبا (بهجة المعرفة : مسيرة الحضارة مجلد1 ص82) .

    ولا شك أن إدراك الإنسان القديم في مختلف أصقاع الأرض . كفاية الأثافي الثلاث للقدر الواحدة بما في ذلك توزيع هذه الأثافي على رؤوس مثلث متساوي الأضلاع تقريبا . كان إدراكا رياضيّا وهندسيّا أوّليّا ، اكتسبه بالتجربة .
    ـــــــــــــــــــ
    ثالثة الأثافي
    1- العباب الزاخر للصاغاني
    أثف:
    أبو عبيد: الأثفيَّة القدر. وذكر الليث فيها قولين: أحدهما أنَّها فُعُّولة، والثاني أنها أُفْعولة. فعلى أحد القولين ذكرناها في هذا التَّركيب، وسنعيد ذكرها – إن شاء الله تعالى – في باب الحروف اللَّيِّنة لمكان الاختلاف في وزنها. والجمع الأثافيُّ مثال قماري، وقد تخفف.
    ويروى بالتَّثقيل والتَّخفيف قول زهير بن أبي سلمى:
    أثَافِي سُفْعاً في مُعَرسِ مِرْجَلٍ ** ونُؤْياً كحَوْضِ الجَرِّ لم يَتَثَلَّمِ
    ويروى: ” كَحَوْضِ الجُدِّ “، ويروى: ” كجِذْم الحَوْض “.
    وقال الأصمعيُّ: بقيت من فلان أُثْفِيَّة خشناء: أي بقي منهم عددٌ كثير.
    وقال الأصمعيُّ: من أمثالهم في رمي الرَّجل صاحبه بالمعضلات: رماه بثالثة الأثَافيِّ. ثالثةُ الأثافيِّ: القطعة من الجبل يجعل إلى جنبها اثنتان فتكون القطعة متَّصلة بالجبل.
    قال خفاف بن ندبة:
    وإنَّ قَصيْدَةً شَنعاءَ منِّي… إذا حَضَرَتْ كَثالِثةِ الأثافي
    وقال أبو سعيد الضَّرير: معناه أنه رماه بالشَّرِّ كلِّه فجعله أُثْفيَّة؛ حتى إذا رماه بالثَّالثة لم يترك منها غاية.
    قال علقمة بن عبدة وخفَّف ياء الأثافيِّ:
    بَلْ كُلُّ قَوْمٍ وإنْ عَزُّوا وإن كَثُروا… عَرِيْفُهُم بأثافي الشَّرِّ مَرْجُوْمُ
    ألا تراه قد جمعها له.
    وقال الأزْهريُّ: ما كان من حَديْد سموه منصبًا، ولم يسموه أُثفيَّة.
    والآثف: التابع، وقد أثفه يأثفه مثال كسره إذا تبعه. وقال أبو عمرو: أثفة يأثُفُه ويأثِفُه: إذا طلبه.
    2- تاج العروس من جواهر القاموس للزبيدي
    أ- (و) يقالُ: (رَماهُ الله بثَالِثَةِ الأَثَافِي)، وهي الدّاهِيَةُ العَظِيمَةُ، والأَمْرُ العَظِيم. وأَصلُهَا أَنّ الرّجُلَ إِذَا وَجَدَ أُثْفِيَّتَيْنِ لِقِدْرِهِ، ولم يَجدِ الثَّالِثَةَ جَعلَ رُكْنَ الجَبَل ثَالِثَةَ الأُثْفِيَّتَيْنِ.
    و(ثالِثَةُ الأَثافِي: الحَيْدُ النَّارِدُ من الجَبَلِ يُجْمَعُ إِليهِ صَخْرَتَانِ، فَيُنْصَبُ عَلَيْها القِدْرُ).
    ب- وثَالِثَةُ الأَثَافِي: الْقِطْعَةُ مِنْ الْجَبَلِ يُجْعَلُ إِلَى جَنْبِهَا اثْنَتَانِ، فَتَكُونُ الْقِطْعَةُ مُتَّصِلَةً بِالْجَبَلِ، وذلك إِذا لم يَجِدُوا ثالثةََ الأَثافِي. وبه فُسِّرَ قولُهم في المَثَلِ: رَمَاهُ الله بِثَالِثَةِ الأَثَافِي: أَي بالجَبَلِ: أَي بدَاهِيَةٍ مثلِ الجَبَلِ. قالَه ثَعْلَبٌ.
    قال خُفَافُ بنُ نُدْبَةَ:
    وَإِنَّ قَصِيدَةً شَنْعَاءَ مِنِّى * إِذَا حَضَرَتْ كَثَالِثَةِ الأَثَافِي
    وقال أَبو سعيد الضَّرِيرُ: معناه أَنَّه رَمَاه بِالشَّرِّ كُلِّهِ أُثْفِيَّةً بَعْدَ أَثْفِيَّة حتى إِذا رَمَاهُ بالثَّالِثَةِ لم يَتْرُكْ منها غَايَةً. وقال الأَصْمَعِيُّ: معناه رَمَاه بالمُعْضِلاتِ.
    وقال عَلْقَمَةُ ابن عَبَدَةَ وخَفَّفَ ياءَ الأَثَافِيّ:
    بَلْ كُلُّ قَوْمٍ وإِنْ عَزُّوا وإِنْ كَثُرُوا * عَرِيفُهُمْ بِأَثَافِي الشَّرِّ مَرْجُومُ وهو مُجَازٌ
    ج- ثفو: و(الأُثْفِيَّةُ، بالضَّمِّ والكَسْرِ). (واقْتَصَرَ الجَوْهرِيُّ والجماعَةُ على الضمِّ. وتقَدَّمَ للمصنِّفِ ضَبْطه بالوَجْهَيْن في أَثَفَ، وهو قَوْلُ أَبي عبيدٍ. ثم رأَيْتُ الكَسْرَ للفرَّاء.
    وقالوا: هو أُفْعُولَةٌ.
    قالَ الازْهرِيُّ: مِن ثَفيْت، كأُدْحِيَّة لَمِبيضِ النّعامِ مِن دَحَيْت.
    وقالَ اللَّيْثُ: أُثْفِيَّة فُعْلوية مِن أَثْفَيْت. وقالَ الزَّمَخْشريُّ: الأُثْفِيَّةُ ذاتُ وَجْهَيْن، تكونُ فُعْلوية وأُفْعُولَة، وقد ذُكِرَ في الفاءِ.
    (الحَجَرُ تُوضَعُ عليه القِدْرُ).
    (قالَ الأزْهرِيُّ: حَجَرٌ مِثْل رأْسِ الإنْسانِ، (ج أَثَافِيٌّ) بتَشْديدِ الياءِ، (و) يَجوزُ (أَثافٍ)، تُنْصَبُ القُدُورُ عليها، وما كانَ مِن حديدٍ ذي ثلاثِ قوائِم فإنَّه يُسَمَّى المِنْصَب، ولا يُسَمَّى أُثْفِيَّة.
    يقالُ أَثاثِيُّ، نَقَلَه يَعْقوب، قالَ: والثاءُ بَدَلٌ مِن الفاءِ، وشاهِدُ التَّخْفيفِ قَوْلُ الشاعِرِ:
    يا دارَ هِنْدٍ عَفَت إلاَّ أَثافِيها * بينَ الطَّوِيِّ فصاراتٍ فَوادِيها
    وقالَ آخَرُ:
    كأَنَّ وقد أَتَى حَوْلٌ جدِيدٌ * أثافِيَها حَماماتٌ مُثُولُ
    (ورَماهُ اللَّهُ بثالِثَةِ الأَثافِي: أَي بالجبلِ)؛ لأنَّه يُجْعَل صَخْرتانِ إلى جانِبِه وتُنْصَبُ عليه وعليهما القِدْر، فمعْناهُ أنَّه رَماهُ اللَّهُ بما لا يقومُ له.
    (والمرادُ) رَماهُ اللَّهُ (بداهَيَةٍ، وذلك أَنَّهُمْ إذا لم يَجِدُوا ثالِثَةَ الأَثافِي أَسْنَدُوا القِدْرَ إلى الجَبَلِ).
    (قالَ الأَصْمعيُّ: يقالُ ذلكَ في رَمْي الرَّجُل صاحِبَه بالمُعْضلاتِ. وقالَ أَبو عبيدَةَ: هي قطْعَةٌ مِن الجبلِ يجعل إلى جانِبِها اثْنَتانِ فتكونُ القطْعَةُ متَّصِلَةٌ بالجبلِ.
    قالَ خُفافُ بنُ نُدْبَة:
    وإِنَّ قَصِيدَةً شَنْعَاءَ مِنِّي * إذا حَضَرَت كثالثةِ الأُثافِي
    وقالَ أَبو سعيدٍ في معْنَى المَثَلِ: رماهُ بالشرِّ كُلِّه، فجعَلَه بعْدَ أُثْفِيَّة حتى إذا رُمي بالثالِثَةِ لم يترك منها غَايَة، والدَّليلُ على ذلِكَ قَوْلُ عَلْقَمة:
    بل كلّ قوم وإن عزُّوا وإن كَرُمُوا * عَرِيفُهم بأَثافِي الشرِّ مَرْجوم

    3- معجم الغني للدكتور عبد الغني أبو العزم
    “ثَالِثَةُ الأثَافِيّ”: القِطعَةُ مِنَ الجَبَلِ يُجْعَل إلَى جَانِبهَا أُثْفِيَّةٌ وَتَكُونُ هِيَ الثَّالِثَةُ.
    “رَمَاهُ بثَالِثَةِ الأثَافِيّ”: بِالشَّرِّ وَالْمُصِيبَةِ العَظِيَمَةِ.
    وَلِي جَسَدٌ كَوَاحِدَةِ الْمَثَانِي* لَهُ كَبِدٌ كَثَالِثَةِ الأثَافِيِّ
    ــــــــــــــــــــ

  • ثنائية المفترس والفريسة في لعبة الحياة بــ أفلام الطبيعة الوثائقية..والفيلم الوثائقي يتشكل من عدة مفاهيم تبحث عن ثيمات مختلفة لتحديد أبعاد أخرى لعناصر محسوسة تسجل لحظات من الواقع المعيش – فيلم “نانوك رجل الشمال” يعتبر أول الأفلام الوثائقية التي تتمحور حول الطبيعة..

    ثنائية المفترس والفريسة في لعبة الحياة بــ أفلام الطبيعة الوثائقية..والفيلم الوثائقي يتشكل من عدة مفاهيم تبحث عن ثيمات مختلفة لتحديد أبعاد أخرى لعناصر محسوسة تسجل لحظات من الواقع المعيش – فيلم “نانوك رجل الشمال” يعتبر أول الأفلام الوثائقية التي تتمحور حول الطبيعة..

    أفلام الطبيعة الوثائقية: ثنائية المفترس والفريسة في لعبة الحياة
    الفيلم الوثائقي يتشكل من عدة مفاهيم تبحث عن ثيمات مختلفة لتحديد أبعاد أخرى لعناصر محسوسة تسجل لحظات من الواقع المعيش.
    العرب
    عدنان حسين أحمد


    معلقة فيلم ‘مسيرة البطريق’ للوك جاكي

    لندن – قد لا نلتفت في “أفلام الطريق” إلى سحر الطبيعة وجمالها الخلاّب على الرغم من أنها تشكّل مادة أساسية في الفيلم الروائي، لكننا نصبّ كل اهتمامنا عليها إذا كانت هي الثيمة الرئيسة في الفيلم الوثائقي.
    على الرغم من سعة مفردة “الطبيعة” لما تنطوي عليه من عناصر متعددة تشمل الأرض برمتها وما عليها من جبال وهضاب وصحارى وسهول وأراض منبسطة، ومحيطات وبحار وبحيرات وأنهار وروافد وجداول وينابيع، وغابات وبستانين وحدائق ومتنزهات.
    كما أن عناصر الطبيعة لا تقتصر على السطوح والأشياء المرئية، وإنما تتعداها إلى أعماق المحيطات والبحار والأنهار الكبيرة وما تنطوي عليه من حيوات نباتية وحيوانية.
    وربما يذهب البعض الآخر إلى الكواكب والمجرّات المرئية وغير المرئية بوصفها جزءا من فضائنا الخارجي -الذي لم نفضّ منه إلاّ الجزء اليسير- ونعتبرها جزءا مهما من هذه الطبيعة الكونية إن صحّ التعبير.
    مادة بصرية
    يُعتبر أول الأفلام الوثائقية التي تتمحور حول الطبيعة وتتخذ منها مهيمنة بصرية، هو فيلم “نانوك رجل الشمال” لروبرت فلاهرتي الذي أنجزه عام 1922، بعد أن تعايش مع قبائل الأسكيمو نحو عشر سنوات، مُتعرّفا على بيئتهم الثلجية القاسية وطريقة حياتهم وتأمينهم لهاجس الطعام.
    كما تمكن الإشارة إلى أول فيلم وثائقي طويل وهو “الصحراء الحيّة” لجيمس ألغار الذي بُث على الشاشة الكبيرة عام 1953، بالمواصفات السينمائية التي نعرفها عن الأفلام الوثائقية في أقل تقدير، ثم تتابعت الأفلام الوثائقية المهمة مثل “القارة السادسة” و”العالم الصامت” وما إلى ذلك من أفلام تتناول الطبيعة، وتتخذ منها موضوعات أساسية يحاول مخرجوها أن يجذبوا انتباه المتلقي ويغرونه بمادتهم البصرية الجديدة التي لم يألفها من قبل.
    ثمة أفلام وثائقية عديدة راسخة في الذاكرة الجمعية لأنها تمحورت حول الطبيعة بكل ما تحتويه من نبات وحيوان وجماد.
    ونظرا لأهمية الحيوانات والطيور وبعض الحشرات في حياة الإنسان، فقد صنع المخرجون آلاف الأفلام عن هذه الكائنات الحية، وطرق عيشها وتكاثرها وفنائها والمواطن أو البيئات التي تعيش فيها بغية البقاء على قيد الحياة، خصوصا وأنها تعيش ثنائية المفترِس والفريسة في لعبة الحياة، التي قد تمتد إلى بضعة عقود إن هي أتقنت فن البقاء ونأت بنفسها عن المخاطر الجدية التي قد تطالها في أية لحظة.
    ففي فيلم “الحيوانات مخلوقات جميلة” للمخرج الجنوب أفريقي جيمس أويس والذي أنجزه عام 1974، يصوّر الحياة البريّة في جنوب أفريقيا ويتخذ من صحرائيْ ناميب وكالاهاري ونهر أوكاﭬـانكو ودلتاه، أمكنة لتصوير مادته السينمائية التي تريد أن توثق للحياة البريّة وما تنطوي عليه من مفاجآت قد لا تخطر ببال المتلقي.

    فيلم “نانوك رجل الشمال” يعتبر أول الأفلام الوثائقية التي تتمحور حول الطبيعة وتتخذ منها مهيمنة بصرية

    من الأفلام الوثائقية الراسخة في ذاكرة متابعي أفلام الطبيعة هو فيلم “الفراديس الأخيرة: على طريق الحيوانات النادرة” ليوجين شوماخر وهيلموت بارث اللذين أنجزاه عام 1967، لكنهما ذهبا مع طاقم التصوير إلى 60 بلدا ومنطقة يمكن أن تحسب في إطار المحميات، من بينها تركيا وأسبانيا وألمانيا وبولندا وأستراليا وتشيلي ونيوزيلاند وغويانا والهند وجاوة وبيرو والولايات المتحدة الأميركية، من أجل متابعة الحيوانات النادرة وعلى رأسها الكركي الأميركي الذي كان يعتبر من أندر الطيور في ستينات القرن العشرين، ولكن المخرجيْن، للأسف الشديد، لم يحصلا على إذن لتصوير هذا الطير النادر. يا ترى، هل يستسلمان لمثل هذا القرار الغريب؟ وبما أن إطعام طائر الكركي الأميركي يتم بواسطة طائرة، فإن حركة هذا الطائر قد تأتي به إلى هذا الجانب من السياج أو ذاك، لذلك تهيّأ المخرجان لأن يتخذا من زورق عائم على قناة مكانا للرصد والتصوير، وقد خدمتهما سانحة الحظ حيث أن الطائرة التي تزوّد الكراكي بالغذاء، جاءت من جهة القناة فاستطاعا أن يصورا الكراكي، هذه الطيور النادرة، في أوضاع وزوايا مختلفة. تحتاج أفلام الطبيعة إلى مدد زمنية طويلة كي يتعايش المصورون مع المكان، ويعرفون سلوك الحيوانات وعاداتها اليومية.
    أزمنة طويلة
    في فيلم “مسيرة البطريق” الذي أنجز عام 2005 من قبل المخرج لوك جاكي، والذي استغرقت مدة تصويره سنة كاملة، حيث تسلل المصوران لوران شالي وجيروم ميزون إلى مكان الحدث بهدف التقاط الصور للبطاريق التي تعيش في القارة القطبية الجنوبية، وبالذات البطاريق التي بلغ عمرها خمس سنوات، لأنها ستغادر موطنها الطبيعي وتقوم برحلات شاقة بغية جلب الطعام إلى صغارها حتى يكبروا ويتمكنوا من الاعتماد على أنفسهم.
    ربما يكون فيلم “الطيور المجنّحة” أو “المهاجرة” في ترجمات أخرى هو من بين الأفلام الوثائقية التي استغرقت زمنا طويلا، يقارب الأربع سنوات وفي القارات السبع كلها، حيث ثُبتت الكاميرات على متن الطائرة التي كانت مُعدّة لهذا الغرض.
    وجدير ذكره في هذا الصدد أن المصورين قد صوروا ما طوله 590 ميلا ليختاروا منه ما مدته 89 دقيقة فقط. والأغرب من ذلك أن المصورين قد صوّروا لمدة شهرين كاملين في مكان محدّد، لكن “المونتير” قد نفذ من هذه المدة الطويلة أقل من دقيقة واحدة لا غير!
    لقد أشرنا في مقالات سابقة إلى أفلام ديفيد آتنبارا التي تناولت جوانب مختلفة من الطبيعة، من بينها “الحياة على الأرض” و”الكوكب الحي” و”حياة الطيور” وسواها من الأفلام الوثائقية التي ترسخت في ذاكرة الجمهور، وكشفت لنا جانبا بسيطا من الحياة البرية على كوكب الأرض الذي لا يزال بكرا، ويحتاج إلى المئات وربما الآلاف من المخرجين المبدعين الذين يكشفون لنا أسرار هذا الكوكب الغامض الذي نعيش على سطحه دون أن نعرف أسراره الكثيرة المحيّرة.

  • من ديستويفسكي إلى جان جينيه.. الجريمة والأدب..حيث ظلت قضايا الحق العام حافزا للعمل الروائي، وخادما مطيعا لخيال المبدع، في شكل تقارب مع الواقع كما هي الحال مع دعاة الواقعية..- أبو بكر العيادي..

    من ديستويفسكي إلى جان جينيه.. الجريمة والأدب..حيث ظلت قضايا الحق العام حافزا للعمل الروائي، وخادما مطيعا لخيال المبدع، في شكل تقارب مع الواقع كما هي الحال مع دعاة الواقعية..- أبو بكر العيادي..

    الجريمة والأدب من ديستويفسكي إلى جان جينيه
    قضايا الحق العام ظلت حافزا للعمل الروائي، وخادما مطيعا لخيال المبدع، في شكل تقارب مع الواقع كما هي الحال مع دعاة الواقعية.العرب أبو بكر العيادي


    دستويفسكي أبدع الجريمة والعقاب أيقونة النصوص الأدبية في الجريمة

    باريس – ليس من السهل على المبدع أن يتخذ من قضية من قضايا الحق العامّ مادة روائية، لأنها عادة ما تكون معروفة لدى الناس، بدوافعها وجرائرها وأسماء أبطالها وصفاتهم، بعد أن تتلقفها وسائل الإعلام الباحثة عن الإثارة، أو الراغبة في إشباع فضول قراء تواقين إلى أحداث تنأى بهم عن رتابة المعيش اليومي، وغالبا ما تمعن في التنقيب عن أدق تفاصيلها، بشكل لا يترك أدنى جزئية خارج مدار الضوء. فكيف يستطيع الكاتب تناول أحداث معلومة ليصوغ منها نصا أدبيا لا يكون في نظر قارئه رجع أصداء قريبة، يحيد فيه عن تحقيقات الميديا، فيما المنطلق واحد؟ليس من السهل على المبدع أن يتخذ من قضية من قضايا الحق العامّ مادة روائية، لأنها عادة ما تكون معروفة لدى الناس، بدوافعها وجرائرها وأسماء أبطالها وصفاتهم، بعد أن تتلقفها وسائل الإعلام الباحثة عن الإثارة، أو الراغبة في إشباع فضول قراء تواقين إلى أحداث تنأى بهم عن رتابة المعيش اليومي، وغالبا ما تمعن في التنقيب عن أدق تفاصيلها، بشكل لا يترك أدنى جزئية خارج مدار الضوء. فكيف يستطيع الكاتب تناول أحداث معلومة ليصوغ منها نصا أدبيا لا يكون في نظر قارئه رجع أصداء قريبة، يحيد فيه عن تحقيقات الميديا، فيما المنطلق واحد؟
    يعرّف ميشيل فوكو قضية الحق العام بكونها مصطلحا عصيّا عن الإمساك، فهي أشبه بـ “مبدّل يتوسط المألوف والخارج عنه”، فيما يرى رولان بارت أن لها قوة تستدعي الأدب بشكل مفارق، فهي بطبيعتها لا تخرج عما يجدّ في المجتمع من خروق لنواميس الحياة، بينما الأدب الروائي عمل فني يجمع بين الخيال والذاكرة واستقراء الواقع. ولكن ما يبهر الكتاب منها تفرّد بعض القضايا بخصائص أغرب من الخيال، واشتمالها على شخصيات معقدة، غير نمطية، وأحداث تتناسل وتتطور حتى بعد نشر القضية أمام المحاكم، دون أن تحلّ عقدتها أو تشهد لحظة انفراجها.
    قد ينطلق الكاتب من حادثة عابرة أو قضية تزول من البال بصدور الحكم فيها، فيضفي عليها من أدوات فنه ما يخلدها في الذاكرة، كتحفة أدبية راقية يحلل النقاد والدارسون والقراء مراميها الإنسانية وأبعادها الفلسفية دون اعتبار الحدث الذي انطلقت منه. فمن الذي يريد اليوم أن يعرف أن إيمّا بوفاري كانت في الواقع زوجة ضابط يدعى دولامار عاش في عهد لويس فيليب، ملك فرنسا، وتداولت الصحف النورماندية وقتها بإطناب نبأ انتحاره؟ أو أن تولستوي نحت شخصية أنّا كرنينا بعد أن شاهد جسدا ممزقا لامرأة شابة في محطة لاسّينكي؟ يقول الفيلسوف جان برتران بونتاليس في كتابه “الجريمة، ذات يوم”: “ما ننتظره من الأدب هو أن يحوّل أكثر الأحداث خصوصية إلى شيء يلامس الكونية، وفي الأقل يلتقي بها في تميزها دون أن يفقد ذاته”.

    ما ننتظره من الأدب هو أن يحوّل أكثر الأحداث خصوصية إلى شيء يلامس الكونية

    لقد ظلت قضايا الحق العام حافزا للعمل الروائي، وخادما مطيعا لخيال المبدع، في شكل تقارب مع الواقع كما هي الحال مع دعاة الواقعية، الذين وجدوا فيها وسيلة للتمرد على الرومانسية. هذا اللقاء بين الأدب وقضايا الحق العام بدأ منذ القرن التاسع عشر، مع ظهور الصحافة، فكان أن تلقف الكتاب بعض الأحداث، حتى ما يرد منها في شكل أخبار مقتضبة لا تتعدى بضعة أسطر، ليصوغوا منها عملا أدبيا مرموقا، كالفرنسي ستندال الذي استقى روايته الشهيرة “الأحمر والأسود” من جريمة قتل ارتكبها عام 1827طالب إكليريكية يدعى برتيه في مدينة غرونوبل، فاستفاد من أحداث الواقع ولكنه أضفى على البطل المتخيل جوليان سوريل سمات تنأى به عن الأصل، ليسبر نفسية البطل ووعيه الباطن. وكذلك الروسي دستويفسكي الذي استوحى روايته “الأشرار” من اغتيال رجل سياسي عام 1871 يقال له نتشاييف، وتصرف في نسجها بأسلوبه المعروف وكأنها صيغت على غير مثال.
    واستمرت العلاقة بين الصحافة والأدب على هذا النحو حتى منتصف القرن العشرين، عندما بدأ الروائي يعي تفرد ذلك الواقع المعتم، إذ ألف جان جينيه “الخادمات” عن قضية الأختين بابان، ثم كتبت مرغريت دوراس “جسور السين والواز″ و”العشيقة الإنكليزية” عن مقتل رجل على يد زوجته أميلي رابيّو. وكانت في تلك الفترة تتابع القضايا وتنشرها في الصحف في شكل تحقيقات ومقالات. ومما كتبته في هذا الباب قولها: “أعتقد أنه ينبغي القبول بحقيقة الظلمات، والكف عن تأويلها، لأننا لا يمكن أن نعرفها حين يطلع النهار”. أي أن مهمة الأدب في تصورها ليست الشرح والتأويل، بل الغوص في ظلمات النفس، وسبر أغوارها وسرد حقيقتها انطلاقا منها هي بالذات، وهذا من عمل الروائي، وما عدا ذلك متروك للصحافة.
    وهو ما قام به الأميركي ترومان كابوتي بعدها بأعوام قليلة في رواية أطلق عليها صفة رواية غير متخيّلة non-fiction “بدم بارد”، مثّلت منعرجا في التاريخ الحديث لعلاقة الأدب بقضايا الحق العام، فقد ابتكر تقنية جديدة ليس في الكتابة فحسب، وإنما أيضا في الكيفية التي صور بها جريمة قتل في بلدة أميركية صغيرة حيث عاد إلى مكان الجريمة، ولم يكتف باستنطاق عشرات الشهود بل التقى أيضا بالقاتلين ديك هيكوك وبيري سميث، وأقام معهما علاقة صداقة جعلته يعرف منهما تفاصيل ما كان ليتوصل إليها لو اكتفى بحضور مداولات القضية في المحكمة. وبذلك قيل إن كابوتي قلب الموازنة، بجعله الأدب مدينا للصحافة والحوادث. ومنذ صدور الكتاب عام 1966، حذا حذوه كتاب كثرٌ. وإذا كانت أعمال جينيه ودوراس تقرّ بالحتمية التراجيدية والقدر الذي لا مهرب للفرد منه، فإن الكتاب المعاصرين يسيرون في خط آخر، كان بدأه أندري جيد في “سجينة بواتييه” ومارسيل جوهاندو في “ثلاث جرائم طقوسية” وجان جينيه في “ملاحظات حول قضية دومنيتشي”، ووفّقوا في صياغة أعمال متميزة اتخذت صبغة تحقيق يضع قضية الحق العام في صميم المادة السردية، بفضل قدرتهم على الغوص في جحيم النفس الإنسانية يسبرون شرورها وطغواها، ونظرتهم العميقة إلى “دراماتورجيا” العدالة في تفاعلها مع المجتمع. ثم طوّره كابوتي كما رأينا، حتى عُدّ اللاحقون، في أميركا (نورمان ميلر) وبريطانيا (كونــان دويل) وفرنسا (عمـانويل كارّير) وسواها، ورثته الطبيعيين.

    جان جينيه كتب “الخادمات” عن قضية الأختين بابان

    تقول مارتين بواييه وينمان، أستاذة الأدب المقارن: “الملاحظ اليوم أن الأدب عاد إلى الاستحواذ على الفضاء الاجتماعي ومناطق الأشياء غير المحددة وعالم الانحراف والجريمة مستفيدا من بحوث العلوم الاجتماعية والفلسفة ( بيير بورديو، ميشيل فوكو، وميشيل مافيزولي على وجه الخصوص)، بغية تطوير مقاربته، وفي الأقل وضعها في مسار سابقه. هذه الصلات بين السابق واللاحق نجدها لدى فرنسوا لوبون في “قضية حق عام” و”كانت حياة بأكملها”، وعمانويل كارّير في “الخصم” و”رواية روسية”، ومارك ويتزمان في “زواج مختلط”، ولوران موفينييه في رواية “في الزحام” ، من حيث العناية بأكثر الجزئيات خصوصية لدى الشخصيات المسرودة”.
    وهذا لا يعني أن الكتاب كلهم التزموا بتقنية محددة ساروا عليها، بل إن كل واحد منهم اختار موقفا مخصوصا من حكايته / روايته، ولكن سواء توسلوا بفنيات الرواية البوليفونية متعددة الأصوات، أو بنقد النقد أو النقد المضاد métacritique، فالمهم بالنسبة إليهم هو أن يحلّوا القول على نحو يثير أشدّ الأسئلة إحراجا، كما فعل كارّير مثلا في “الخصم” حيث وضع نفسه في مواجهة بطله المخادع، أو في “رواية روسية” حين تحولت السيرة الذاتية إلى بحث بوليسي. فيما اختارت الإيطالية روزيتّا لوي شكل الخرافة أو الحكاية الشعبية في رواية “قلوب محطمة” لتصوير ثلاثة حوادث تمثل العنف اليومي والجرائم التي اعتاد عليها سكان مقاطعة بيومنتي طوال العشرية الماضية. أما ديدييه دوكوان الذي يعتبر الرواية المتخيلة أقوى من الواقع فيلح على ضرورة إقامة علاقة بين الكاتب والحادثة، كالتعاطف أو اللقاء مثلا أو كصدى لحياته الخاصة، حتى يحس القارئ بحضور الكاتب.
    واليوم، صار أحفاد ترومان كابوتي يعدّون بالعشرات، ولا يكاد يمرّ موسم حتى يثب هذا الكاتب أو ذاك على قضية من القضايا التي شغلت أو تشغل الرأي العام. حتى أن دار غراسيه بباريس خصصت سلسلة لهذا الجنس الأدبي، دشنها فيليب بيسّون بعمل عنوانه “طفل أكتوبر” عن مقتل طفل عمره أربع سنوات يدعى غريغوري فيلمان يوم 16 أكتوبر 1984 ولم يمط اللثام عن قاتله حتى الآن. وكان للشخصية المحورية شبه كبير بوالدة الفقيد مما حملها على رفع قضية ضدّ الكاتب. ورغم أنها كسبتها فإن بعض الكتاب لم يتنكبوا عن تناول مثل هذه القضايا، بل لا يزالون ينجذبون إليها بقوة لاحتوائها أحيانا على بناء درامي جاهز. يقول بيسون في حديث لجريدة لوفيغارو: “ما يهمني في قضية الحق العام هو أن الواقع أقوى من الخيال. كنت مخيرا بين اختلاق حادثة أو إنشاء بنية سردية انطلاقا منها، أو تخيّر حكاية أصبحت جزءا من المخيال الجمعي ومحاولة قراءتها قراءة جديدة. اخترت قضية غريغوري لأنها، في نظري، ذات دلالة عميقة، ورمزية تبهرني وهي التقاء الإنسان بالوحش”.
    ويزداد إقبال الكتاب على هذا الجنس الأدبي إذا كان أحد أطراف القضية شخصية عامة، لها حضور بارز في المشهد السياسي، كما هي الحال مع السقوط المدوّي لدومنيك سترواس كان، هذا الرجل الذي كان له نفوذ كوني كرئيس لصندوق النقد العالمي، وطريق معبّدة لترؤس إحدى الدول العظمى، حتى صار علما يستدل إليه بأحرفه الأولى دي. إس.كا، ولكن الغواية أضلت سبيله، فهوى من شاهق ثم انحدر انحدار المنحرفين. وكان من الطبيعي أن تكون قضيته أو قضاياه مادة روائية لأكثر الكتاب الفرنسيين اشتغالا على هذا اللون، ونعني به ريجيس جوفريه، وله في هذا المجال سبق، إذ نشر “قاسية” عام 2010 عن مقتل رجل الأعمال إدوارد شتيرن على يد عشيقته خلال عملية غرامية شاذة، “التقى فيها الحب بالفظاعة” كما يقول جورج باطاي. ثم نشر “كلوستريا” عام 2012 عن النمساوي جوزيف فريتزل الذي احتجز ابنته في قبو لم تغادره طوال أربع وعشرين سنة وأنجب منها سبعة أطفال. ومنذ بضعة أشهر صدرت له رواية بعنوان “ترنيمة رايكرز آيلند” عن سقوط دي. إس.كا. الذي اشتملت قضيته على سمات فاقت الخيال، ما جعل جيروم بيغلي يقول: ” إن دي. إس.كا قتل الكتاب. فلا أظن أنهم يستطيعون أن يأتوا بما أتى به على شتى المستويات، علم النفس، التراجيديا، التقلبات…”.
    الطريف أن هذا الجنس لم يستهو الكتاب وحدهم، بل استقطب أيضا أناسا يمارسون في حياتهم حرفا أخرى، حاولوا الاستحواذ على جانب من الواقع كانوا في لحظة ما طرفا فيه. من ذلك مثلا المحامي الألماني فرديناند فون سكيراخ، الذي نشر أخيرا مجموعة قصصية عنوانها “جرائم” استقاها من قضايا إجرامية ترافع فيها أمام محكمة برلين. كذلك ستيفان دوران سوفلان الصحافي بجريدة لوفيغارو الذي نشر كتابا بعنوان “اختفاء امرأة” عن حادثة واقعية جدّت في إحدى الأسر البرجوازية بمدينة تولوز، واتّهم فيها الزوج، واعتمد فيه شكل بحث مليء بالتشويق والمفاجآت المرعبة على طريقة أفلام هيتشكوك. كما استهوى هذا الجنس الضحايا أنفسهم، نقصد أولئك الذين أسعفهم الحظ بالنجاة، كما في رواية “الليلة المتوحشة” للأميركية تيرّي جانتز، التي عادت إلى حادثة الاعتداء عليها بفأس عام 1977 من قبل راعي بقر مجهول، وهي لم تبلغ بعد عامها العشرين، لتقدم ما يشبه الشهادة أو الاعتراف في سرد متوتر يدين تلك الأعوام التي شهدت نهاية حماس طوباوي لم يولّد سوى العنف.
    وبرغم انتشار هذه الظاهرة، وإقبال القراء عليها، يبقى الكتّاب مختلفين بشأنها، وإذا كان الإيطالي أنطونيو سكوراتي يرى أن مثل تلك الأحداث باهرة، فاتنة، ولكنها في الواقع عابرة، زائلة، خالية من أي معنى، فإن الفرنسي ريجيس جوفريه، الذي يعرف أنه سيخسر القضية التي رفعها ستروس كان ضدّه، يقول: “بعد أعوام، سوف ينسى الناس دي. إس.كا ويبقى الأدب. فالشرط أن يشتمل النص على أدبية تصونه من عوامل الزمن، لكي يحوز خلوده مثل سائر الأعمال الكلاسيكية التي استقت مادتها من قضايا كانت شائعة لدى الخاص والعام”.

  • الكاتب الصيني / مو يان  / ثراء الشخصية الروائية عند حامل نوبل  ..ويقدم صورة مغرقة في محيلتها ولكنها بديعة لشخصيات شاهدة على التناقضات التي يعانيها المجتمع..

    الكاتب الصيني / مو يان / ثراء الشخصية الروائية عند حامل نوبل ..ويقدم صورة مغرقة في محيلتها ولكنها بديعة لشخصيات شاهدة على التناقضات التي يعانيها المجتمع..


    ثراء الشخصية الروائية عند حامل نوبل الصينيّ مو يان
    الكاتب الصيني مو يان يقدم صورة مغرقة في محيلتها ولكنها بديعة لشخصيات شاهدة على التناقضات التي يعانيها المجتمع.
    العرب هيثم حسين [نُشر في 18/03/2014، العدد: 9501، ص(14)]

    مو يان صور التغيرات التي أصابت المجتمع الصينيّ بعد الثورة الثقافية
    يختار مو يان السارد في معظم رواياته -على الأقلّ المترجمة إلى العربيّة حتّى الآن- طفلا يعاين العالم من وجهة نظر خاصّة به، وهي التي تعكس رؤية الروائيّ في كثير من الجوانب، كما يكون الريف مسرح رواياته المكانيّ، ومعترك الأحداث، حتّى أنّ طبيعة الريف تغدو شخصيّة روائيّة، تحتل دور البطولة، وتكون قريته «كوامي» المكان الأثير الذي يرتقي إلى الفردوس، ويتجسّد كشخصيّة فعّالة في وعي الشخصيّات ومصائرها.
    في خطابه لتسلّم جائزة نوبل 2012 تحدّث الصينيّ مو يان (كاومي – شاندونغ 1955) عن روايته «مكابدة الحياة والموت»، وركّز على شخصيّة «لان ليان» التي وصفها بأنّها بوقوفها موقفا فرديّا متحدّيا في وجه تيار الزمن، بدت له مكتملة لمعاني البطولة الحقيقيّة، وذكر أنّ النموذج الأصليّ لتلك الصورة مأخوذ عن شخصيّة حقيقيّة لأحد القرويّين ممّن يقيمون في بلدة متاخمة لبلدته، كان يراه دائما في صباه الباكر، مارّا أمام بيته على الطريق الرئيسيّ، يدفع عربة بعجلات خشبيّة تصدر صريرا حادّا وهي تدور بصعوبة، والعربة يجرّها حمار أعرج، وثمّة امرأة قصيرة الساقين تسحب الدابّة بجهد خارق.

    فكان ذاك المنظر الذي بدا له غريبا بدأبه الانعزاليّ وفريق عمله المحدود، في زمن العمل الجماعيّ ومجتمع الكتل العاملة لافتا بغرابته، وتحدّيه لسمة العصر السائدة وقتئذ، فكان يراه مشهدا لأحد المهرّجين ممّن يعاندون مسار الزمن، حتّى بدأ مع غيره من الصبية يقذف الرجل بالطوب والحجارة كلّما مرّ بطريقهم.

    ويذكر أنّه بعد سنوات طوال، وبينما كان جالسا ذات مرّة ويهمّ بالكتابة، لاحت في ذهنه فجأة صورة تلك الشخصيّة، فأدرك أنّه لا بدّ أن يكتب يوما ما رواية يضمّنها إيّاها، وأنّه سيقصّ على الناس حكايته. ويذكر أنّ الفكرة ظلّت في رأسه حتّى زار أحد المعابد البوذيّة في 2005 وطالع على الجدران صورة الأقسام الستّة الكبرى في عجلة الكارما المقدّسة، وهناك تجلّت أمامه الطريقة المثلى لكتابة الرواية.
    طفل يرى العالم

    يتشابه مو يان في انتقاء شخصياته مع الكولومبي ماركيز الذي ظلّت قريته أراكاتاكا (ماكوندو في مئة عام من العزلة) مثاله المنشود والمكان الذي ينطلق منه ويعود إليه. ويعتمد مو يان على هذه التقنية بالموازاة أحيانا مع إسناد دور البطولة إلى حيوانات، كما فعل في روايته «الثور»، إذ كان الثور المسمّى شوانجين بطل الرواية دون منازع، البطل الحامل لرؤى مو يان وتصوّراته حيال مرحلة تاريخيّة بعينها.

    الذاكرة الشعبية والفلكلور الصينيّ يشكلان خير معين لمو يان في بناء عالمه الروائيّ
    في «الذرة الرفيعة الحمراء» مثلا يسرد على لسان فتى حكاية عائلة صينيّة قرويّة تعمل في صناعة النبيذ، بحيث تكون حياتها نموذجا للتغيير المفجع الحاصل جرّاء الحرب والرعب الذي أنتجته، يتخلّل ذلك الكثير من التفاصيل والحكايات التي تصوّر الريف وجماليّاته، بحيث تحتلّ الطبيعة دور البطولة في الرواية بما تشتمل عليه من جماليّات وأدوار.ولا يسعى مو يان إلى حكاية وقائع الحرب التاريخيّة، بل يحكي آمال بطله، المتماهي معه، وسط الفواصل التي تخلقها حوارات الفلّاحين وأحاديثهم.

    وفي روايته «الحلم والأوباش» صوّر التغيّرات العميقة التي أصابت بنية المجتمع الصينيّ عقب الثورة الثقافيّة، والتي ساهمت بشكل كبير في تغيير أنماط حياة الناس، وصوّر خلالها ممارسات تمّت باسم الثورة، عبر سرده حكاية الطفل شوكن، الذي يعني اسمه جذر الشجرة، بقريته النائية في عمق الريف الصينيّ.
    مو يان يحكي في كتابه آمال بطله
    يفصح عن قدرته المدهشة على الحلم بالكثير من الأمور الفظيعة التي تتحقّق لاحقا، وكأنّها تقوم بالتطابق مع حلمه السابق لها، وكأنّما الحلم لديه يقود الواقع، ينذر ويبشّر في الوقت نفسه، يمرئي له ما يمكن أن يحدث، يستعيد ما حدث، يقوم بدور المنتصر له.
    يتحقّق الفتى عبر أحلامه من أحداث ماضية، يستجليها ويعيد اكتشافها وفكّ الغموض الذي تلبّسها حينها، ويتنبّأ بالكثير من المجريات اللاحقة. يشتهر في المنطقة، يغدو مثار حديث الناس وموضع تندّرهم في بعض الأحيان، ما يدفعه إلى التكتّم على أحلامه فيما بعد، والتغافل عمّا تنبئه بها أو عمّا تحذّره منها.

    وفي روايته «الثور» يحرص مو يان على تصوير وقائع سنة السبعين من القرن العشرين التي يتّخذها كمسرح زمانيّ لأحداث روايته، حين يفترض بالثورة الثقافيّة أن تكون في ذروتها، يلتقط أثناء ذلك التغيّرات الاجتماعيّة الحاصلة والانقلاب الناتج عنها، وتغيّر نظرة الناس لبعضهم بعضا، والخلخلة الحاصلة في سلّم القيم ومعايير الرجولة والمكانة والاعتبار.
    مرايا الشخصيات

    تنهض الشخصيّة لدى مو يان بأدوار مؤثّرة، ففي حالة الثور شوانجين، يجد القارئ أنّ مشكلته تكشف خواء المؤسّسة الرسميّة المتمثّلة بالسلطات الثوريّة، إذ تعكس الروتين البائس والتوجّس المرَضيّ المتبادل بين الناس، والفوقيّة التي يتعامل بها مسؤولو الوحدة الإنتاجيّة مع الفلاّحين والقرويين، وكأنّهم بصدد الانتقام من ماض بائس، وتكشف كذلك مقدار الفساد المتنامي في ذروة زعم مكافحته والتمهيد لمرحلة جديدة في ثورة شاملة قائمة.

    يأتي ترميز مو يان إلى كيفيّة كشف العورات من خلال بعض الشخصيّات التي تمرئي السلوكيّات والممارسات التي قد تبدو غير ذات قيمة. إذ يتبدّى كيف أنّ إخصاء ثور يكشف محنة جيل بكامله بعد محاولة محو آثار الماضي وزعزعة القيم الاجتماعيّة في مسعى لتسييد القيم الثوريّة، وإزالة الفروقات التي كرّست فروقات أخرى أعمق أثرا وأشدّ تأثيرا.

    كما أنّ الذاكرة الشعبيّة والفلكلور الصينيّ يشكّلان معينا لمو يان ينهل منه ليبني عالمه الروائيّ، بحيث يتعرّف القارئ إلى الكثير من العادات والطقوس الخاصّة، وكأنّ الكاتب بصدد تقديم صورة مغرقة في محلّيتها في حلّة روائيّة بديعة.

     

  • أجمل وأصدق ماقرأت عن الأم..للأستاذ ناجي درويش Naji Darwish : وماذا أقول ؟.. وكيف لي أن أشرح للوردة عطرها ..أمي ..يا سيدة العطر والشمس والقصيدة والحق والجمال .. كل ما سأقول أني سأحيا وسأكون .. لأكون مستحقاً هذا الشرف الرفيع .. أن أكون ولدك ..

    أجمل وأصدق ماقرأت عن الأم..للأستاذ ناجي درويش Naji Darwish : وماذا أقول ؟.. وكيف لي أن أشرح للوردة عطرها ..أمي ..يا سيدة العطر والشمس والقصيدة والحق والجمال .. كل ما سأقول أني سأحيا وسأكون .. لأكون مستحقاً هذا الشرف الرفيع .. أن أكون ولدك ..

    1240093_10152075861281220_1123241464_n
    وماذا أقول ؟..
    وكيف لي أن أشرح للوردة عطرها ..
    وأي أحرف ستسعفني لأعطي للنهار شمسه ..
    وأي وحي سيجعلني أكتب للقصيدة شعراً ..
    وأي بلاغة ستؤهلني لأمنح العدالة حقها ..
    وأي أله سيعطيني القدرة لأرسم للجمال حياة ..
    أمي ..
    يا سيدة العطر والشمس والقصيدة والحق والجمال ..
    أمي ..
    وماذا أقول ؟..
    أأقول بأنك لست التضحية بل الضحية ..
    أأقول بأنك لست الحنون بل الحضن ..
    أأقول بأنك لست المربية بل التربية ..
    أأقول بأنك لست الشمعة بل الاحتراق ..
    أأقول بأنك لست الحياة بل القيامة ..
    ولو قلت فهل سأفيك لحظة مما وهبتني من عمر ؟..
    ولو قلت فهل سأرد لكّ صاعاً من ألف قبلة ؟..
    ولو قلت فهل سأكون مستحقاً لأن أكون ولدك ؟..
    أمي ..
    كل ما سأقول أني سأحيا وسأكون .. لأكون مستحقاً هذا الشرف الرفيع .. أن أكون ولدك ..
    صورة: ‏وماذا أقول ؟.. 
وكيف لي أن أشرح للوردة عطرها ..
وأي أحرف ستسعفني لأعطي للنهار شمسه .. 
وأي وحي سيجعلني أكتب للقصيدة شعراً .. 
وأي بلاغة ستؤهلني لأمنح العدالة حقها .. 
وأي أله سيعطيني القدرة لأرسم للجمال حياة  .. 
أمي .. 
يا سيدة العطر والشمس والقصيدة والحق الجمال .. 
أمي .. 
وماذا أقول ؟.. 
أأقول بأنك لست التضحية بل الضحية  .. 
أأقول بأنك لست الحنون بل الحضن .. 
أأقول بأنك لست المربية بل التربية .. 
أأقول بأنك لست الشمعة بل الاحتراق .. 
أأقول بأنك لست الحياة بل القيامة .. 
ولو قلت فهل سأفيك لحظة مما وهبتني من عمر ؟.. 
ولو قلت فهل سأرد لكّ صاعاً من ألف قبلة ؟.. 
ولو قلت فهل سأكون مستحقاً لأن أكون ولدك ؟.. 
أمي .. 
كل ما سأقول أني سأحيا وسأكون .. لأكون مستحقاً هذا الشرف الرفيع .. أن أكون ولدك ..‏
    10151283_296374607178847_23846289_n
  • تعرف على الاخوان فليفل ملحني النشيد الوطني السوري .. قصيدة «حماة الديار» كلمات الشاعر السوري الكبير خليل مردم بك عام 1938م وكان هاشم الأتاسي رئيساً للجمهورية. .

    تعرف على الاخوان فليفل ملحني النشيد الوطني السوري .. قصيدة «حماة الديار» كلمات الشاعر السوري الكبير خليل مردم بك عام 1938م وكان هاشم الأتاسي رئيساً للجمهورية. .

    قام ‏‎Ajaj Salim‎‏ بمشاركة ‏صورة‏ ‏Syrian History التاريخ السوري‏.

    ملحنا..النشيد الوطني السوري .

    ‏الاخوان فليفل يعملان على تلحين النشيد "حماة الديار" لعرضه على رئيس مجلس النواب فارس الخوري - 1938
ولد الأخوان فليفل في حي الأشرفية في بيروت: الشقيق الأكبر محمد في عام 1899 وأخوه أحمد عام 1903. أما الحكاية الحقيقية.. فكانت عند تلحين القصيدة فقد أعلنت الحكومة السورية عن مسابقة لتلحين قصيدة «حماة الديار» من كلمات الشاعر السوري الكبير خليل مردم بك عام 1938، وكان هاشم الأتاسي رئيساً للجمهورية. وتقدم لتلحين القصيدة نحو ستين موسيقياً. وكان من جملة المتقدمين الموسيقيين الأخوان أحمد ومحمد فليفل من بيروت، وشكلت لجنة لاختيار اللحن الأفضل ولما تقدم الأخوان فليفل، رفضت اللجنة حتى مجرد استقبالهما والاستماع إلى لحنهما، فذهب الأخوان إلى فارس الخوري الذي كان رئيساً لمجلس النواب آنذاك، وشكوا عدم استقبال اللجنة لهما فطلب سماع النشيد فوجد لحنه جميلاً ولم يشأ التدخل في عمل اللجنة فطلب من الأخوين فليفل تعليم النشيد لطلاب المدارس، حتى يحين وقت اختيار النشيد.  نفذ الأخوان طلب فارس الخوري، وانتشر النشيد انتشاراً واسعاً، ليس كنشيد رسمي، وإنما كنشيد وطني عادي إلى جانب أناشيد الأخوين فليفل الأخرى مثل أناشيد «بلاد العرب أوطاني»، «في سبيل المجد»، «موطني»، «نحن الشباب» .... ولم يتم البت في أمر النشيد السوري، حتى انعقاد اجتماع سان فرانسيسكو الذي بحث استقلال سورية، ومثل سورية فيه فارس الخوري. في ذاك الاجتماع تم إقرار حق سورية في الاستقلال، ومن هناك أعلن فارس الخوري أن النشيد الوطني الرسمي لسورية سيكون «حماة الديار» للحن الأخوين فليفل. وأثناء العرض العسكري الذي أقيم احتفالاً بالجلاء لجيشنا الفتي عام 1946، كانت مكبرات الصوت تذيع النشيد الوطني بلحن الأخوين فليفل.

- See more at: http://www.syrianhistory.com/ar/photos/2900#sthash.A6GJyeUA.dpuf‏

    الاخوان فليفل يعملان على تلحين النشيد “حماة الديار” لعرضه على رئيس مجلس النواب فارس الخوري – 1938
    ولد الأخوان فليفل في حي الأشرفية في بيروت: الشقيق الأكبر محمد في عام 1899 وأخوه أحمد عام 1903. أما الحكاية الحقيقية.. فكانت عند تلحين القصيدة فقد أعلنت الحكومة السورية عن مسابقة لتلحين قصيدة «حماة الديار» من كلمات الشاعر السوري الكبير خليل مردم بك عام 1938، وكان هاشم الأتاسي رئيساً للجمهورية. وتقدم لتلحين القصيدة نحو ستين موسيقياً. وكان من جملة المتقدمين الموسيقيين الأخوان أحمد ومحمد فليفل من بيروت، وشكلت لجنة لاختيار اللحن الأفضل ولما تقدم الأخوان فليفل، رفضت اللجنة حتى مجرد استقبالهما والاستماع إلى لحنهما، فذهب الأخوان إلى فارس الخوري الذي كان رئيساً لمجلس النواب آنذاك، وشكوا عدم استقبال اللجنة لهما فطلب سماع النشيد فوجد لحنه جميلاً ولم يشأ التدخل في عمل اللجنة فطلب من الأخوين فليفل تعليم النشيد لطلاب المدارس، حتى يحين وقت اختيار النشيد. نفذ الأخوان طلب فارس الخوري، وانتشر النشيد انتشاراً واسعاً، ليس كنشيد رسمي، وإنما كنشيد وطني عادي إلى جانب أناشيد الأخوين فليفل الأخرى مثل أناشيد «بلاد العرب أوطاني»، «في سبيل المجد»، «موطني»، «نحن الشباب» …. ولم يتم البت في أمر النشيد السوري، حتى انعقاد اجتماع سان فرانسيسكو الذي بحث استقلال سورية، ومثل سورية فيه فارس الخوري. في ذاك الاجتماع تم إقرار حق سورية في الاستقلال، ومن هناك أعلن فارس الخوري أن النشيد الوطني الرسمي لسورية سيكون «حماة الديار» للحن الأخوين فليفل. وأثناء العرض العسكري الذي أقيم احتفالاً بالجلاء لجيشنا الفتي عام 1946، كانت مكبرات الصوت تذيع النشيد الوطني بلحن الأخوين فليفل.

     

  • الباحث / محمد نجيب معاذ / مؤرخ حمصي من سورية – رئيس الجمعية التاريخية .. – الحفاظ على المعالم الأثرية ..ترجمة لتنامي الوعي عند المواطن ..وليست المدينة مجرد تجمع بشري في مكان جغرافي واحد بل هي تفاعل بين الإنسان والإنسان.. وبين الإنسان والبيئة الجغرافية والوسط الاجتماعي ..

    الباحث / محمد نجيب معاذ / مؤرخ حمصي من سورية – رئيس الجمعية التاريخية .. – الحفاظ على المعالم الأثرية ..ترجمة لتنامي الوعي عند المواطن ..وليست المدينة مجرد تجمع بشري في مكان جغرافي واحد بل هي تفاعل بين الإنسان والإنسان.. وبين الإنسان والبيئة الجغرافية والوسط الاجتماعي ..

    الحفاظ على المعالم الأثرية
    ترجمة لتنامي الوعي عند المواطن

    ألقيت في المركز الثقافي في حمص


    بتاريخ 10/3/1997
    محمد نجيب معاذ
    رئيس الجمعية التاريخية

    أيها السادة الحضور
    وليست المدينة مجرد تجمع بشري في مكان جغرافي واحد بل هي تفاعل بين الإنسان والإنسان. وبين الإنسان والبيئة الجغرافية والوسط الاجتماعي ضمن زمن بعيد  معين ، تحكمه أطر فكرية واجتماعية وتكنولوجية تعبر عن الصيرورة التاريخية لهذا المجتمع وذلك المكان .
    وللتراث دور جوهري وأساسي في تحديد ماهية الحاضر واتجاهات التطور في المستقبل والتراث ليس نظرة متحفية قاصرة لمبان أو منشآت خلفتها أجيال سابقة وإنما الفهم الواعي والموضوعي لتأصل التجديد وتطوير الحاضر ضمن مفهوم الهوية والانتماء الواضحين.
    لمحة تاريخية:
    إذن لابد ضمن هذا المفهوم للمدينة القديمة من لمحة تاريخية موجزة عن تاريخ أولئك الأجداد وارتابطهم بمبانيهم وتراثهم الذي خلفوه لنا. وواجب الحفاظ عليه بكل ما أوتينا من حب لآولئك الأجداد وهذا الوطن الذي نعيش على أرضه. ونتنسم هواءه.

    وفي عهد الممالك انحط شأن حمص بسبب إهمال الحكام وبسبب الحروب الصليبة0ثم الغزو المغولي في عهد تيمورلنك ثم الطاعون الهائل الذي حصد عددا كبيرا من سكان حمص فيما حصد من سكان بلاد الشام عام 1342م  ثم فتن الأعراب …كل هذا أدى إلى انحطاط شأن حمص فقل عدد سكانها وخمل ذكرها (أحمد وصفى زكريا) في كتابه جولة أثرية .
    واستمر الوضع على هذا النحو حتى مجيء العثمانيين عام 1516م بقياده السلطان سليم الأول الذي مر من حمص في نفس العام
    وبقيت حمص طيلة العهد العثماني مهملة يعيش سكانها حياة بسيطة م تغلق أبواب المدينة بعد الغروب خوف هجوم الأعراب ويأوي كل امرئ إلى بيته…

    وهكذا بقي الحال م حتى جاء ابراهيم بن محمد علي باشا حاكم مصر من (1832-1840م ) فساد الهدوء، وانتشر الأمن ، وتحسن الاقتصاد من أثار هذه الفترة بناء (الدبويا) أي مستودع الجبخانة موقع السرايا اليوم التي عمرها باقتلاع الأحجار البازلتية التي كانت  تستر سفوح القلعة مما ساعد على سرعة خرابها كما نشاهد اليوم . وعندما خرج ابراهيم باشا عام 1840م رجعت حليمة لعادتها القديمة 0وعاد البدو للاعتداء ، وعادت الفوضى من جديد.
    كان يحيط بها سور من الحجارة البازلتية ، له شك لشبه منحرف يحوي سبعة أبواب.
    طول الضلع أو السور الجنوبي للمدينة 900م يمتد ببن باب الدرب وباب السباع . وطول السور من الشمال 1575 م ء وصد ببن باب تدمر وبرج جامع الأربعين . طول السور الشرقي 900م أيضا يمتد ببن باب تدمر وباب الدريب . وطول السور الغربي 825م ويمتد بين برج الأربعين وباب التركمان فيكون محيط السور كله4200 م
    وما إن أتى عام 1870 م حتى ألغى السلطان عبد العزيز ضريبة المكوس فانعدمت الحراسة على الأبواب التي تركت مفتوحه ليلا نهارا وأهمل ترميمها وبدأ تخريبها هي والسور ، وبدأ الناس يبنون بيوتهم ومرافقهم المختلفة خارج السور وبدأت المدينة تتوسع حول السور وأصبح لدينا مدينة قديمة ضمن السور بمعالمها التاريخية التراثية الأثرية ومدينة حديثة. ونتيجة تطور المدينة السريع فإن مدينة حمص القديمة تقد اليوم في منتصف المدينة يحيط بها العمار من كافة الجهات.
    وقبل أن نتكلم عن كيفية الحفاظ على المعالم الأثرية للمدينة القديمة سأذكر بعض المعالم الأثرية الباقية ضمن السور ونسيج المدينة العمراني وكنت أتمنى لو أقيم المعرض عن حمص القديمة ورافقنا طيلة الأسبوع
    تقسم الأبنية في حمص إلى أبنية أثرية وهي بالمعنى المكتبي أبنية مسجلة لدى المديرية العامة للآثار والمتحف والمتعارف على أن عمرها أكثر مئتي سنة . وأبنية تراثية تاريخية لها شكل معماري متميز، أو قامت بوظيفة اجتماعية ، عسكرية،..إلخ
    الأبنية الأثرية: وتقس إلى ثلاثة أقسام : أبنية عسكرية ،وأبنية دينية ، وأبنية مدنية
    1- الأبنية العسكرية: مثل القلعة والسور والأبراج والأبواب.
    وقلعه حمص أقدم موقع نشأ فيه السكن بحمص إذ أنها كغيرها ل اتخرج عن نظام ارتباط نشأة المدن بوجود القلاع ومحاولة تحصينها للالتجاء إليها عندما يهاجمهم الأعداء ووجود معبد الشمس فيها قبل دخول المسيحية لحمص جعل لها مكانة دينية خاصة حتى أن النقود التي كانت تصك بحمص كانت تحمل صورة هذا المعبد.
    ولد أظهر السبر الذي جرى في القلعة 1975 نصبا حجريا موجود الآن في المتحف جاء فيه بالإغريقية (تقدمة من مايداوس بن خولاسيس إلى إله الشمس ايلو غابال مشكورا ). وحتى في العصور الإسلامية بقيت للقلعة أهميتها حيث بني فيها المسجد السلطاني زمن الأسرة الزنكية التي انتهت عام 1262م لكن أهميه هذه القلعة ازدادت إبان الحروب الصليبة كمركز عسكري زمن الأيوبيين الذين حكموا من عام ( 1154-1262م) والذين حصنوها ووسعوا واديها زمن الملك المجاهد شيركوه الثاني ابن محمد والذي حكم حمص 54 عاماً.
    حيث نقش على البرج الشمالي لها وما يزال حتى اليوم (أمر بعمارته شيركوه بن محمد عام 1197م ودليل متانة هذه القلعة ما جاء على لسان الرحالة فتح الله الصايغ والرحالة التركي أولياتشلبى وأحمد وصفي زكريا وما ورد في كتاب الروضتين : عندما استلمها الأيوبيون من الزنكية (والشيخ الفقيه قد شهد بأنها نجم في سحاب عقاب في عقاب. وهامة لها الغمامة عمامه).
    أما زمن العثمانيين وبعد زوال الخطر الصليبي فقد تضاءلت أهميتها فأصبحت مجرد مركز أمني داخلي . ثم بمرور الزمن ولعدم الحاجة الدفاعية لها تلاشت أهميتها وصارت مجرد مكان يقصده الأهالي في موسم خميس النبات .
    وعندما حكم المنطقة ابراهيم بن محمد علي باشا أمر بنقل حجارتها لاستعمالها في بناء الدبويا( الثكنة العسكرية ) مكان .السرايا اليوم كما سبق ذكرناه أما أيام الاستعمار الفرنسي فقد استعملها الجنود الفرنسيين كثكنة ومعقلا ضد الثوار الوطنيين .يتصيدون ببنادقهم ورشاشاتهم هؤلاء الثوار وخاصة 1945
    ترتفع القلعة في وضعها الراهن عما حولها /32/ مترا ويبلغ محيطها /840/ مترا »
    ولقد بدأت الدراسات عام 1995 للتنقيب فيها ببعثة بريطانية سورية مشتركة برئاسة الدكتور كنغ وهناك محاولات جادة 0 لجعلها متنفسا سياحيا مع الحفاظ على آثارها.
    ب – السور والأبراج:  لم يبق من السور إلا بعض أثاره التحتية ، مثل السور الشمالي الذي ظهر بعد هدم حي الأربعين الممتد من برج الأربعين وإلى الشرق.
    الشمالي 1575م الجنوبي 900 الشرقي 900 الغربي 825
    كما أن هناك قوانين تراعي حرمة السور . كترك وجائب عند البناء قربه وتقييد ارتفاع الأبنية
    أما السور الشرقي فيظهر جزء من أساساته وبقية برج فيه . وأما الأبراج ، فأهمها برج جامع الأربعين وبرج الباب المسدود وبينهما برجان ضمن مساكن شارع الخندق يسكنهما المواطنون حتى اليوم . الأبواب : لحمص سبعه أبواب هي باب هود – باب السباع – باب الدريب – باب تدمر- باب السوق باب التركمان – الباب المسدود. ولم يبق من هذه الأبواب إلا الباب المسدود الذي سد بعد خروج السلطان سليم الأول منه عندما مر بحمص عام 1516كما ذكرنا.

    2-الأبنية الدينية:
    وتشمل المساجد والكنائس والزوايا والتكايا والربط والأديرة والمقامات.. وسنكتفى هنا نظرا لعدم إمكانية التحدث عنها كلها بالتحدث عن بعض المساجد والكناس الأهم أثرياً وسياحيا .

    آ_ جامع النوري الكبير:
    وهو أهم المساجد الأثرية في حمص إذ أنه كان معبدا وثنيا ثم كنيسة . ثم لما دخل حمص العرب المسلمون جعلوا نصفها جامعا حسبما ذكر ذلك حاجي خليفة .
    ولقد قام نور الدين زنكى بترميم هذا الجامع وإعادة بنانه وشراء النصف الشرقي منه من المسيحيين الحماصنة بعد أن تخرب بفعل الزلزال الكبير عام 1157 وعرف منذ ذلك الوقت بهذا الاسم جامع النوري الكبير . وقد أنشأ الملك المجاهد المدرسة النورية فيه ( وهي المكتبة الآن ) عام 1229م . وفى عام 1988 اكتشف باب أثري تحت السور الشرقي للجامع كما اكتشفت جزء من كاتدرائية تحوي تابوت مغطى بالرصاص وأرض بناء من الفسيفساء » ذكرت في مجلة البحث التاريخي للدكتورة تغريد الهاشمي
    ب . جامح خالد بن الوليد:
    يتمتع هذا الجامع بشهره واسعة بين السياح . لجمال بنائه وارتباطه باسم البطل العظيم خالد بن الوليد ولقد بنى الظاهر بيبرس حين مروره بحمص 1265م فوق الضريح مسجداً صغيراً إلى أن قام ناظم باشا أحد ولاة العثمانيين بهدم المبنى القديم وبناء الجامع الحالي زمن السلطان عبد الحميد الثاني عام 1902م ولقد أتى بناء هذا الجامع على غاية من الجمال ومئذنتيه على غاية من الرشاقة . لذلك ولقدسية هذا الجامع حق للسائح أن يزوره . ولقد خصصت إحدى غرفه لتكون متحفا خاصا بأدوات البطل خالد بن الوليد وحاجات أخرى مثل المنبر الخشبي . وهناك العديد من المساجد الأثريه كمسجد وحشي وتوبان ومسجد الملك المجاهد وجامع الشيخ كامل جامع أبو لباده وجامع دحمه الكلبي … الخ
    ومن المباني الدينية الزوايا : ومنها زاوية الخضر الداخلي الذي أشرفنا على ترميمها كدائرة آثار وبرعاية المرحوم الأستاذ نسيب صليبي مدير التنقيب المساعد في المديرية العامة للآثار والمتاحف . ومن الزوايا أيضا زاوية زين العابدين في سوق الحشيش وزاوية الشيخ سعد الدين  السعدي ( الجيباوي) أما التكايا و الربط فلم يبق منها شيء .

    ج – كنيسة مار اليان العجائبي : تقد قرب السور الشرقي  للمدينة القديمة شارع امرؤ القيس تابعة لطائفة الروم الأرثوذكس . ذكر الباحث جبرائيل سعادة عن القديس اليان أنه عاش في مدمنة حمص في القرن الثالث الميلادي ، وحمص المدينة الوحيدة التي تذكر أخباره ، أما الأستاذ نعيم زهراوي فيذكر في الجزء الثاني من كتابه أسر حمص وأماكن العبادة ص131 أن هناك مخطوطات أخرى عرفت فيما بعد ، تذكر حياة هذا القديس إضافة إلى ما ذكر الخوري عيسى أسعد عنه في كتابه حيث اعتمد على مخطوط قبل 1492م يقول فيه أمر أبوه عام 285م بقتله بغرس مسامير في رأسه وفي عام 432 وضعت رفاته في تابوت مازال حتى اليوم في الكنيسة التي جدد بناؤها عدة مرات . والتي تحوي رسوما من الفريسك ترجع إلى القرن الثاني عشر الميلادي كنيسة أم الزنار :
    تابعة لطائفة السريان وشهرتها ترجع إلى زنار السيدة مريم العذراء الذي وجد فها عام 1953م ومازال هذا الزنار معروضا فها حتى الآن، وقد بنيت هذه الكنيسه فوق دير قديم يرجع تاريخه إلى القرن الخامس الميلادي . ولكننا لم نجد ما يؤكد ذلك خلال تنقيبنا عام 1995وأغلب الظن أنه كان مخبأ للمتنصرين الجدد أو مدفنا للقساوسة . 3- الأبنية المدنية:
    وتشمل القصور والحمامات والأسواق والسيباطات و الخانات ..
    وأهمها :
    – قصر الزهراوي: الذي انتهت دائرة الآثارمن ترميمه ليصبح متحفاً للتقاليد الشعبية .وهو في حي باب تدمر شارع عمر المختار . بناؤه من الحجر البازلتي ويتألف من جناحين شرقي : ويرجع للعهد المملوكي 1262م . وغربي يرجع للعصر العثماني .

    ويحوي كل منهما باحة سماوية تحف بها الغرف من جهات ثلاث أما الجهة الجنوبية فتتألف من أيوان تطل عليه غرف الطابق الثاني ويوجد أقبية تحت هذا القصر ترجع إلى العهد البيزنطى بدليل نوع العقود ثم اللقى الأثرية التي وجدت فيه عام 1990.
    واستعمل هذا القصر كأول غرفة تجارة في حمص منذ عام 1261م. . قصر مفيد الأمين : ويقع أيضا في حي باب تدمر شارح السراج . ولقد بني هذا القصر في العصر المملوكي عام 1343 م ليكون دارا للحكم على غرار دار الأبلق ودار السعادة في دمشق / عن كتاب أحمد دهمان : أمراء دمشق / . وبقي هكذا حتى دخول العثمانيين المنطقة عام 1516م وبانيه أحمد شهاب الدين كجك . ويتألف القصر من عدة قاعات جميلة تزدان بالمقرنصات ويتوسطه قاعة كبيرة مقببة مبنية بالآجر المشوي . وله باحة سماوية تتوسطه بركة حجرية أزيلت موخرا .  – ومن القصور والمباني الأخرى ثمان وخمسين منبى مدنياً حسب وثائق دائرة الآثار. ومنها:
    قصر عبدالله فركوح فى بستان الديوان و قصرآل اليافي الرائع تحت المأذنتين وقبة بيت شلب الشام في حي باب هود – الزاوية ، وبيت مصطفى باشا الحسيني في حي باب التركمان والذي يؤلف كتلة معمارية متناغمة للجاع والسيباط والسكن والمضافة ، وقصر محيش في شارع الأبرار حي جمال الدين.
    الحمامات:

    أما الحمامات فقد شيد في حمص خلال العهود البيزنطية والأيوبية . والمملوكية والعثمانية عدد من الحمامات بنيت على الطراز الكلاسيكي للحمامات المترقية والتي تتألف من (البراني والوسطاني- والجواني) وأهم ما تبقى منها حمام الصغير في سوق التجار والذي أصبح محلاً تجارياً ويرجع بناؤه إلى العهد الأيوبي الذي انتهى عام 1262م.
    وحمام العصياتي من العهد العثماني الذي أصبح منشرة خشبية وهو أيضا غير مستعمل . أما الحمامين المستعملين حتى الآن فهما حمام الباشا ذا البناء المملوكي وحمام العثماني ذا البناء العثماني. وتتوسط هذه الحمامات ساحات تنوسطها بحيرات وسقفها من العقد المكون من الحجر البازلتي ، والأرضية مرصوفة بأحجار بازلتية ورخامية جميلة تحوي لواوين وكل ليوان يحوي عدداً من المقاصير تحوي بدورها أجران للمياه وتعلو هذه المقاصير سقوف مقببة بنوافذ صغيرة زجاجية للإضاءة.

    4- الأسواق:
    لقد تميزت حمص بتنوع الحياة النباتية والحيوانية ونمط عيش السكان . فظهور الفائض الزراعي استتبع وجود معاصر الزيتون وصناعة الدبس وطحن الحبوب وبالتالي صناعة الأدوات اللازمة للزراعة. وظهور الفائض الحيواني استتبع ظهور صناعة الدباغة وغزل الصوف وصناعة البسط وصبغة الفرو وتصريف هذه المنتجات المصنعة ومن هنا نشأت أهمية حمص كملتقى لهذه الفئات الثلاث وكانت الأسواق الأثرية المسقوفة في حمص تتألف من دكاكين تصطف إلى جانب بعضها لتشكل أروق لها سقف موحد على شكل جملون مبني بالحجارة ثم حل الحديد مكانها في القرن التاسع عشر خشية الحرائق أو الزلازل.
    ولا تخلو هذه الأسواق من جامع ومدروسة وخان وسبيل ماء وتقع هذه الأسواق ضمن المخطط القديم للمدينة على بعد 300-400 متر من السور الغربي والشمالي.
    وحتى لا نطيل سأذكر بعضها:
    آ- سوق النوري: سمي بذلك بمجاورته المدخل الجنوبي لجامع النوري الكبير وكان اسمه سوق الصرماتية لإشغاله ببائعي الأحذية عام 1756م. ثم رصفت أرضه بالبلاط البازلتي أيام السلطان عبد الحميد الثاني. وإلى الغرب منه سوق الحسبة مكان تواجد المحتسب. ولقد قام مجلس المدينة مؤخراً بترميم هذا الشارع بإشراف دائرة الآثار.
    ب- سوق البازرباشي: وهو سوق مكشوفة يتصدرها جامع البازرباشي وهذه كلمة تركية تعني (رئيس بازار السوق) هذا السوق بأسواق مسقوفة لبيع الأقمشة ، كما يتصل بساحة أخرى فيها الحمام العثماني ويعرف بسوق النسوان.
    ج- سوق المنسوجات والصاغة: ويبدأ من أمام المدخل القبلي لجامع النوري على طول 160 متر ويتفرع عنه سوق الحرير وسوق العطارين.
    سوق القيسارية: عرف بهذا الاسم لمجاورته خان القيسارية الذي ني زمن الوالي أسعد باشا العظم عام 1756. ويتألف سقفه من عقد حجري نصف دائري له فتحات علوية للتهوية والإنارة وهناك سوق قيسارية الحرير الذي بني ليكون فندقاً مازال له باب كبير بمصراع واحد وفي وسطه باب صغير يليه دهليز مسقوف بعقد فالدرج المؤدي إلى الطابق الثاني المطل على الباحة المحاطة بمحلات تجارية..
    وهناك أسواق أخرى مثل سوق العبي وسوق الخياطين وغيره..
    هـ- الخانات: الخان لفظة فارسية تدل على مؤسسة اقتصادية اجتماعية بني لعدة أغراض:
    لنوم التجار ودوابهم ولتبادل السلع. ويلحق به قسم للبيطار وقسم لإطعام الدواب ولم يبق منه اليوم سوى قيسارية الزهراوي وخان آخر اسمه خان الحشيش.
    ولقد تنبه شعبنا العربي في سورية إلى ضرورة الحافظ على آثار بلاده بعد أن عبث بها العابثون /كابراهيم باشا باقتلاعه أحجار القلعة/ نهب منها الناهبون كالمستعمرين الفرنسيين وكنهبهم لغالبية المواقع في سوريا ومنها من تل المشرفة وتدمر وقلعة حمص . وسرق منها السارقون من ضعاف النفوس.
    تنبه شعبنا إذا لضرورة الحافظ على تلك المعالم الأثرية فصدر قرار رقم 485 تاريخ 13/11/1945 عن وزير المعارف وفيه قائمة بالمباني الأثرية في سورية. ثم أنشئت المديرية العامة للآثار والمتاحف للحفاظ على هذه الآثار والتنقيب عنها بشكل علمي واستنطاقها من قبل علماء الآثار لمعرفة مخزوناتها من علوم وآداب من خلال الرقم الفخارية أو الأبنية المختلفة أو اللقى والأدوات التي استعملها إنساننا العربي آنذاك. هذه آثارنا تدل عليناك موقع رأس شمرة والأبجدية العالمية. إيبلا وتاريخ 4000 سنة مضت تدمر الحاضرة والتاريخ.
    والآن تل المشرفة عبن دارا .ز مدينة ماري .. الرصافة .. بصرى.. كل موقع منها يحكي قصة المنطقة ويميط للثام عن حضارة.
    وبدأ الوعي الأثري يتنامى عند المواطن السوري لأنه بدأ يعرف قدر نفسه وقدر بلده وأثره. وبدأ يتعاون مع فعاليات وطنه بالإعلان عن مشاهداته للدوائر المختصة وصار المواطن يعلم الدوائر الأثرية عن رؤيته لآثار وجدها أثناء حفر أساسات منزله أو عند حفر قناة في شارع أو حراثة حقل في قرية بدل طمس تلك المعالم ، إضافة إلى صدور قوانين تشجع المواطن على هذا الإعلام وذلك بإعطائه نسبة من قيمة الأثر قد تصل إلى 20 %.
    وما هذا إلا دليل واضح على تنامي الوعي لدى الدولة والمواطن من أجل الحفاظ على آثار البلد
    قد تقولون أنت متفائل جداً فكيف تقول هذا ولقد خربت نسبة كبيرة من آثار حمص فهذه القلعة وأحجارها أيام إبراهيم باشا وهذا واديها المردوم. وهذا هو حي الأربعين الذي نسف وقصر عبد الحميد باشا الدروبي الذي هدم. إضافة إلى غزو الأسمنت المسلح للمباني الأثرية وأصحاب المصالح الذين لا يبخلوا بجهد للاستفادة على حساب الآثار والتراث والتاريخ بحجج كثيرة ومتنوعة.
    أقول: على الرغم من كل ذلك ما زالت الغالبية العظمى من شعبنا الطيب متعاوناً مع الهيئات المعنية وسأورد مثاليين على ذلك.

    أواخر عام 1994 تقدم أحد المتعهدين بكتاب إلى دائرة الآثار يعلمنا فيه عن توقعه وجود آثار تحت أساسات المبنى الذي يهدمه في أول شارع الحميدية قرب جامع الدالاتي لنجد لقى قيمة ما تزال في متحفنا.
    مثال آخر: بتاريخ 25/5/1995 هتف لي مدير ناحية تلبيسة يخبرني أن بعض المواطنين أثناء حفرهم لقاعدة مئذنة انهار التراب تحت التركس وتوجهنا أنا ومديرة المتحف مباشرة إلى الموقع فوجدنا مدفناً يرجع للعهد الهلنستي لم يمس ودام التنقيب الدؤوب شهراً ونصف ووجدنا لقى على غاية من الأهمية وذات قيمة أثرية عالية.
    إذن بمتابعة الدوائر المختصة وتنظيم الدول لعملية الحفاظ هذه وبتشجيعها للمواطن الشريف و الضرب على يد المستهتر أو ذا المصلحة الخاصة نستطيع الحفاظ على الأقل على ما تبقى من آثارنا والتي تكلمنا عن بعض منها
    هذه المباني المضمخة بعبق تاريخ الآباء والأجداد تعيد إلى الأذهان نمط الحياة الذي كان سائداً والمرتبط بالمعالم الأثرية. إذ أننا لا نستطيع محو الأحداث التاريخية المرتبطة بتلك المعالم ولنأخذ مثلاً على ذلك ساحة باب السوق التي كانت الحياة تعج فيها من تجارة تضم الحضر والبدو والريفين ومن حياة سياسية تنطلق منها الاضرابات زمن الاستعمار الفرنسي كاضراب 1936 وينطلق لمضربون يقدمون أرواحهم رخيصة في سبيل الدفاع عن الوطن ويلعلع صوت رصاص العدو ويثبت الأبطال بفؤوسهم وسلاحهم البسيط أما سلاح العدو المتطور ويستشهد الكثير وتنتصر الإرادة . أليس حرياً بنا بعد هذا أيها السادة أن نحافظ على هذا التاريخ النضالي الاقتصادي الاجتماعي المرتبط بهذه الآثار؟
    ما النتاج المادي إلا نتاج فكر المجتمع وإبداع الإنسان ولا يمكن لهذا النتاج والإبداع أن يكون أصيلا ًإلا إذا كان الفكر بتطوره المنطقي أصيلاً أيضاً.
    ولا شك أن هذه النظرة الشمولية للمدنية العربية وخصائصها ضرورية لتحقيق الرؤية الشاملة للمجتمع ومدنه وحواضره وصياغتها في هوية خاصة وكيان عمراني خاص مستقل لتأتي المخططات ملائمة للتكنولوجيا الحديثة وعنفوانها ضمن الربط التاريخي والشخصية العربية المتميزة. لذا وحتى تتابع الدولة القيام بدورها التنظيمي أصدرت رئاسة مجلس الورزاء بتاريخ 25/6/1990 قراراً بتشكيل لجنة تسمى لجنة حماية المدينة القديمة وتضم أربعة عشر هيئة ثقافية تخصصية ومنها جمعيتنا التاريخية للحوار مع مجلس المدينة والمعنين كافة لدراسة نظام ضابطة البناء الجديد لحمص.. وما بين صدور القرار المذكور وصدور نظام الضابطة الصادر عن مجلس مدينة حمص بتاريخ 21/12/1996 أي خلال ست سنوات من اجتماعات مطولة و زيارات ميدانية للمواقع الأثرية في المدينة القديمة دارت مناقشات ساخنة حتى خرج هذا النظام إلى النور بأقل الخسائر اعتماداً على قرار المديرية العامة للآثار والمتاحف عام 1990 .

    تحية لك يا بلدي بتاريخك وآثارك وشعبك وقائدك.
    ألقيت في المركز الثقافي في حمص بمناسبة ثورة آذار المجيدة
    حمص في 10/3/1997
    محمد نجيب المعاذ
    رئيس الجمعية التاريخية

  • الشاعرة فردوس النجار‏ – أمومة  للشاعر الرّاحل علي الجندي ..سلميّتي ..أتعبها الإنجاب ..أبناؤها .. يولدون بوجوهٍ صُلبة ..ويكبرون بسرعة .. – ‏ ‏ظافر النجار..

    الشاعرة فردوس النجار‏ – أمومة للشاعر الرّاحل علي الجندي ..سلميّتي ..أتعبها الإنجاب ..أبناؤها .. يولدون بوجوهٍ صُلبة ..ويكبرون بسرعة .. – ‏ ‏ظافر النجار..

    تمت مشاركة ‏الحالة‏ ‏ظافر النجار‏ من قبل ‏الشاعرة فردوس النجار‏.
    رحمه الله ..ولك وللمدينة الجميلة بأهلها طول البقاء
    أمومة إلى الشاعر الرّاحل علي الجندي سلميّتي أتعبها الإنجاب أبناؤها .. يولدون بوجوهٍ صُلبة ويكبرون بسرعة يضيقون بصدرها المُتعَب ..وربيعِها القصير فيرحلون ..طيوراً مهاجرة ..يتعقّبُها رصاصُ البردِ ..والجوعِ والخوف وفي غربتهم يفترشون الأرصفةَ والدّفاترَ ويكتبون ..رسائلَ اعتذار ..لأمّهم شاعرة الصّمتِ والحزن المؤبّد ..التي تلوّح لهم من بعيد .. آملةً أن يعودوا ..ولو أمواتاً إلى حضنهاسلميّتي أتعبتها الأمومة بيدٍ تقطعُ حبلَ السُّرة ..لوليدٍ شاعر وبالأخرى..تنسجُ له الكفن لتودّعه ..حيثُ يعودُ من غربته وحيداً ..وعارياً ..وأكبرَ من أن يتّسعَ له قبرٌ واحد . …………………………………………………………ظافر