Category: تربية وتعليم

  • عامر رشيد مبيض ، مؤرخ حلب عالم آثار Aleppo – يكتب عن السوري حسن كامل الصباح ((  1894 – 1935))  مخترع الكهرباء وليس أديسون ..- الرئيس الأمريكي آنذاك يؤكد فيه إعجابه باختراعاته ..- خلدون الخن‏ ..

    عامر رشيد مبيض ، مؤرخ حلب عالم آثار Aleppo – يكتب عن السوري حسن كامل الصباح (( 1894 – 1935)) مخترع الكهرباء وليس أديسون ..- الرئيس الأمريكي آنذاك يؤكد فيه إعجابه باختراعاته ..- خلدون الخن‏ ..

    ليش مامنعرف عنه؟ ليش مادرسونا سيرته؟ ليش مافي شارع وحي بكل مدينة باسمه ؟
    ‏السوري حسن كامل الصباح مخترع الكهرباء وليس أديسون ..
عامر رشيد مبيض ، مؤرخ حلب عالم آثار Aleppo
1ـ بعث إليه الرئيس الأمريكي آنذاك بخطاب يؤكد فيه إعجابه باختراعاته
2ـ أرسلت إليه شركات الكهرباء الكبرى شهادات تعترف بصحة اختراعاته، ومنها شركة وستنجهاوس في شيكاغو وثلاث شركات ألمانية أخرى.
3ـ عمل مدرساً للرياضيات في دمشق
4ـ اكتشف طرائق الانشطار والدمج النووي المستخدمة في صنع القنابل الهيدروجينية والنووية والنيترونية .
5ـ وصل عدد ما اخترعه من أجهزة وآلات في الهندسة الكهربائية والتلفزة وهندسة الطيران والطاقة إلى أكثر من 76 اختراعًا سجلت في 13 دولة .
.................................
حسن كامل الصباح عالم سوري ولد في 16 آب عام 1894 في بلدة النبطية جنوب سورية ـ قبل تقسيم فرنسا ، لسورية .
ـ حسن كامل الصباح :
من نوابغ المخترعين وكبار المكتشفين ورائد من رواد العلم البارزين على مستوى العالم ، أولع بالرياضيات والطبيعيات ، أول من صنع جهازاﱟللتلفزة يخزن أشعة الشمس ويحولها ﺇلى تيار وقوة كهربائية ، سجل اختراعاته في 13 دولة منها :
الولايات المتحدة الأمريكية، وبلجيكا، وكندا، وبريطانيا، وفرنسا، وإيطاليا، وأستراليا، والهند، واليابان، وأسبانيا، واتحاد دول أفريقيا الجنوبية، بالإضافة إلى العديد من النظريات الرياضية في مجال الهندسة الكهربائية، لذلك لقب بـ"أديسون الشرق"، اغتيل الصباح في الولايات المتحدة، وأحاط حادث اغتياله الغموض إلى يومنا هذا.
ـ حسن كامل الصباح :
عندما بلغ سن تأدية الخدمة العسكرية اضطر "حسن كامل الصباح" إلى التوقف عن الدراسة عام 1916 والتحق بسرية التلغراف اللاسلكي وفى عام 1918 توجه إلى العاصمة السورية دمشق؛ حيث عمل مدرساً للرياضيات بالإضافة إلى متابعته دراسة الهندسة الكهربائية والميكانيكا والرياضيات، كما وجه اهتمامًا للاطلاع على نظريات العلماء في مجال الذرة والنسبية، وكان من القلائل الذين استوعبوا هذه النظرية الشديدة التعقيد، وكتب حولها المقالات فشرح موضوع الزمان النسبي والمكان النسبي والأبعاد الزمانية والمكانية والكتلة والطاقة وقال عنه العالم إستون فيما بعد :
كان الوحيد الذي تجرأ على مناقشة أراء أينشتاين الرياضية وانتقادها والتحدث عن النسبية كأينشتاين نفسه.
ـ فى 1921 غادر دمشق وعاد إلى الجامعة الأمريكية مرة أخرى؛ لتدريس الرياضيات، وكان حريصاً على شراء المؤلفات الألمانية الحديثة في هذا المجال، ولكن في الوقت نفسه كان تواقاً إلى التخصص في مجال الهندسة الكهربائية.
إلى أمريكا .
ـ فى عام 1927 توجه "حسن كامل الصباح" إلى أمريكا، والتحق بمدرسة الهندسة الكبرى المسماة مؤسسة ماسانشوستش الفنية .
ـ فكر حسن الصباح في بدء حياته العملية؛ فالتحق بشركة الكهرباء العامة في ولاية نيويورك ، وكانت تعتبر أعظم شركات الكهرباء في العالم، وفيها ظهرت عبقريته وتفوقه على المئات من المهندسين العاملين بالشركة، ولم تمضِ سنة واحدة على عمله بها حتى بدأت سلسلة اختراعاته التي نالت إعجاب رؤسائه؛ فخصصوا له مختبراً ومكتبًا وعينوا عددًا من المهندسين الذين يعملون تحت إدارته. ووضع حسن كامل الصباح نظريات وأصولا جديدة لهندسة الكهرباء؛ فشهد له العلماء بالعبقرية ومن بينهم العالم الفرنسي الشهير موريس لوبلان، وبعث إليه الرئيس الأمريكي آنذاك بخطاب يؤكد فيه إعجابه بنبوغه واختراعاته، وأرسلت إليه شركات الكهرباء الكبرى شهادات تعترف بصحة اختراعاته، ومنها شركة وستنجهاوس في شيكاغو وثلاث شركات ألمانية أخرى.
ـ فى عام 1932 منحه مجمع مؤسسة الكهرباء الأمريكي لقب "فتى مؤسسة مهندسي الكهرباء الأمريكية"، وهو لقب علمي لا يُعطى إلا إلى من اخترع وابتكر في الكهرباء، ولم ينل هذا اللقب إلا عشرة مهندسين في الشركة.
"فتى العلم الكهربائي"
ـ في مطلع عام 1933 تمت ترقيته في الشركة، ومنح لقب "فتى العلم الكهربائي" وذلك بعد انتخابه من جمعية المهندسين الكهربائيين الأمريكيين في نيويورك. واستطاع الصباح اكتشاف طرائق الانشطار والدمج النووي المستخدمة في صنع القنابل الهيدروجينية والنووية والنيترونية. وقد شملت علوم الصباح نواحي معرفية عديدة في مجالات الرياضيات البحتة والإحصائيات والمنطق والفيزياء وهندسة الطيران والكهرباء والإلكترونيات والتلفزة، وتحدث عن مادة "الهيدرولية" وما ينتج عنها من مصادر للطاقة.
ــــــ اختراعات الصباح :
وصل عدد ما اخترعه حسن كامل الصباح من أجهزة وآلات في مجالات الهندسة الكهربائية والتلفزة وهندسة الطيران والطاقة إلى أكثر من 76 اختراعًا سجلت في 13 دولة منها: الولايات المتحدة الأمريكية، وبلجيكا، وكندا، وبريطانيا، وفرنسا، وإيطاليا، وأستراليا، والهند، واليابان، وأسبانيا، واتحاد دول أفريقيا الجنوبية. وبدأ اختراعاته عام 1927 بجهاز ضبط الضغط الذي يعين مقدار القوة الكهربائية اللازمة لتشغيل مختلف الآلات ومقدار الضغط الكهربائي الواقع عليها. وفي عام 1928 اخترع جهازًا للتلفزة يستخدم تأثير انعكاس الإلكترونيات من فيلم مشع رقيق في أنبوب الأشعة المهبطية الكاثودية، وهو جهاز إلكتروني يمكن من سماع الصوت في الراديو والتليفزيون ورؤية صاحبه في آن واحد.
كما اخترع جهازًا لنقل الصورة عام 1930، ويستخدم اليوم في التصوير الكهروضوئي، وهو الأساس الذي ترتكز عليه السينما الحديثة، وخاصة السينما سكوب بالإضافة إلى التليفزيون. وفي العام نفسه اخترع جهازًا لتحويل الطاقة الشمسية إلى طاقة كهربائية مستمرة، وهو عبارة عن بطارية ثانوية يتولد بها حمل كهربائي بمجرد تعرضها لأشعة الشمس . وكان قد شرع قبيل وفاته في تصميم محرك طائرة إضافي يسمح بالطيران في الطبقات العليا من الجو، وهو شبيه بتوربينات الطائرة النفاثة.
ــــــــ الموت المفاجئ :
حدثت الوفاة المفاجئة مساء يوم الأحد 31 آذار ـ مارس 1935 وكان حسن كامل الصباح عائدًا إلى منزله فسقطت سيارته في منخفض عميق ونقل إلى المستشفى، ولكنه فارق الحياة وعجز الأطباء عن تحديد سبب الوفاة خاصة وأن الصباح وجد على مقعد السيارة دون أن يصاب بأية جروح مما يرجح وجود شبهة جنائية خاصة وأنه كان يعاني من حقد زملائه الأمريكيين في الشركة، وذكر ذلك في خطاباته لوالديه‏

    السوري حسن كامل الصباح مخترع الكهرباء وليس أديسون ..
    عامر رشيد مبيض ، مؤرخ حلب عالم آثار Aleppo
    1ـ بعث إليه الرئيس الأمريكي آنذاك بخطاب يؤكد فيه إعجابه باختراعاته
    2ـ أرسلت إليه شركات الكهرباء الكبرى شهادات تعترف بصحة اختراعاته، ومنها شركة وستنجهاوس في شيكاغو وثلاث شركات ألمانية أخرى.
    3ـ عمل مدرساً للرياضيات في دمشق
    4ـ اكتشف طرائق الانشطار والدمج النووي المستخدمة في صنع القنابل الهيدروجينية والنووية والنيترونية .
    5ـ وصل عدد ما اخترعه من أجهزة وآلات في الهندسة الكهربائية والتلفزة وهندسة الطيران والطاقة إلى أكثر من 76 اختراعًا سجلت في 13 دولة .
    ……………………………
    حسن كامل الصباح عالم سوري ولد في 16 آب عام 1894 في بلدة النبطية جنوب سورية ـ قبل تقسيم فرنسا ، لسورية .
    ـ حسن كامل الصباح :
    من نوابغ المخترعين وكبار المكتشفين ورائد من رواد العلم البارزين على مستوى العالم ، أولع بالرياضيات والطبيعيات ، أول من صنع جهازاﱟللتلفزة يخزن أشعة الشمس ويحولها ﺇلى تيار وقوة كهربائية ، سجل اختراعاته في 13 دولة منها :
    الولايات المتحدة الأمريكية، وبلجيكا، وكندا، وبريطانيا، وفرنسا، وإيطاليا، وأستراليا، والهند، واليابان، وأسبانيا، واتحاد دول أفريقيا الجنوبية، بالإضافة إلى العديد من النظريات الرياضية في مجال الهندسة الكهربائية، لذلك لقب بـ”أديسون الشرق”، اغتيل الصباح في الولايات المتحدة، وأحاط حادث اغتياله الغموض إلى يومنا هذا.
    ـ حسن كامل الصباح :
    عندما بلغ سن تأدية الخدمة العسكرية اضطر “حسن كامل الصباح” إلى التوقف عن الدراسة عام 1916 والتحق بسرية التلغراف اللاسلكي وفى عام 1918 توجه إلى العاصمة السورية دمشق؛ حيث عمل مدرساً للرياضيات بالإضافة إلى متابعته دراسة الهندسة الكهربائية والميكانيكا والرياضيات، كما وجه اهتمامًا للاطلاع على نظريات العلماء في مجال الذرة والنسبية، وكان من القلائل الذين استوعبوا هذه النظرية الشديدة التعقيد، وكتب حولها المقالات فشرح موضوع الزمان النسبي والمكان النسبي والأبعاد الزمانية والمكانية والكتلة والطاقة وقال عنه العالم إستون فيما بعد :
    كان الوحيد الذي تجرأ على مناقشة أراء أينشتاين الرياضية وانتقادها والتحدث عن النسبية كأينشتاين نفسه.
    ـ فى 1921 غادر دمشق وعاد إلى الجامعة الأمريكية مرة أخرى؛ لتدريس الرياضيات، وكان حريصاً على شراء المؤلفات الألمانية الحديثة في هذا المجال، ولكن في الوقت نفسه كان تواقاً إلى التخصص في مجال الهندسة الكهربائية.
    إلى أمريكا .
    ـ فى عام 1927 توجه “حسن كامل الصباح” إلى أمريكا، والتحق بمدرسة الهندسة الكبرى المسماة مؤسسة ماسانشوستش الفنية .
    ـ فكر حسن الصباح في بدء حياته العملية؛ فالتحق بشركة الكهرباء العامة في ولاية نيويورك ، وكانت تعتبر أعظم شركات الكهرباء في العالم، وفيها ظهرت عبقريته وتفوقه على المئات من المهندسين العاملين بالشركة، ولم تمضِ سنة واحدة على عمله بها حتى بدأت سلسلة اختراعاته التي نالت إعجاب رؤسائه؛ فخصصوا له مختبراً ومكتبًا وعينوا عددًا من المهندسين الذين يعملون تحت إدارته. ووضع حسن كامل الصباح نظريات وأصولا جديدة لهندسة الكهرباء؛ فشهد له العلماء بالعبقرية ومن بينهم العالم الفرنسي الشهير موريس لوبلان، وبعث إليه الرئيس الأمريكي آنذاك بخطاب يؤكد فيه إعجابه بنبوغه واختراعاته، وأرسلت إليه شركات الكهرباء الكبرى شهادات تعترف بصحة اختراعاته، ومنها شركة وستنجهاوس في شيكاغو وثلاث شركات ألمانية أخرى.
    ـ فى عام 1932 منحه مجمع مؤسسة الكهرباء الأمريكي لقب “فتى مؤسسة مهندسي الكهرباء الأمريكية”، وهو لقب علمي لا يُعطى إلا إلى من اخترع وابتكر في الكهرباء، ولم ينل هذا اللقب إلا عشرة مهندسين في الشركة.
    “فتى العلم الكهربائي”
    ـ في مطلع عام 1933 تمت ترقيته في الشركة، ومنح لقب “فتى العلم الكهربائي” وذلك بعد انتخابه من جمعية المهندسين الكهربائيين الأمريكيين في نيويورك. واستطاع الصباح اكتشاف طرائق الانشطار والدمج النووي المستخدمة في صنع القنابل الهيدروجينية والنووية والنيترونية. وقد شملت علوم الصباح نواحي معرفية عديدة في مجالات الرياضيات البحتة والإحصائيات والمنطق والفيزياء وهندسة الطيران والكهرباء والإلكترونيات والتلفزة، وتحدث عن مادة “الهيدرولية” وما ينتج عنها من مصادر للطاقة.
    ــــــ اختراعات الصباح :
    وصل عدد ما اخترعه حسن كامل الصباح من أجهزة وآلات في مجالات الهندسة الكهربائية والتلفزة وهندسة الطيران والطاقة إلى أكثر من 76 اختراعًا سجلت في 13 دولة منها: الولايات المتحدة الأمريكية، وبلجيكا، وكندا، وبريطانيا، وفرنسا، وإيطاليا، وأستراليا، والهند، واليابان، وأسبانيا، واتحاد دول أفريقيا الجنوبية. وبدأ اختراعاته عام 1927 بجهاز ضبط الضغط الذي يعين مقدار القوة الكهربائية اللازمة لتشغيل مختلف الآلات ومقدار الضغط الكهربائي الواقع عليها. وفي عام 1928 اخترع جهازًا للتلفزة يستخدم تأثير انعكاس الإلكترونيات من فيلم مشع رقيق في أنبوب الأشعة المهبطية الكاثودية، وهو جهاز إلكتروني يمكن من سماع الصوت في الراديو والتليفزيون ورؤية صاحبه في آن واحد.
    كما اخترع جهازًا لنقل الصورة عام 1930، ويستخدم اليوم في التصوير الكهروضوئي، وهو الأساس الذي ترتكز عليه السينما الحديثة، وخاصة السينما سكوب بالإضافة إلى التليفزيون. وفي العام نفسه اخترع جهازًا لتحويل الطاقة الشمسية إلى طاقة كهربائية مستمرة، وهو عبارة عن بطارية ثانوية يتولد بها حمل كهربائي بمجرد تعرضها لأشعة الشمس . وكان قد شرع قبيل وفاته في تصميم محرك طائرة إضافي يسمح بالطيران في الطبقات العليا من الجو، وهو شبيه بتوربينات الطائرة النفاثة.
    ــــــــ الموت المفاجئ :
    حدثت الوفاة المفاجئة مساء يوم الأحد 31 آذار ـ مارس 1935 وكان حسن كامل الصباح عائدًا إلى منزله فسقطت سيارته في منخفض عميق ونقل إلى المستشفى، ولكنه فارق الحياة وعجز الأطباء عن تحديد سبب الوفاة خاصة وأن الصباح وجد على مقعد السيارة دون أن يصاب بأية جروح مما يرجح وجود شبهة جنائية خاصة وأنه كان يعاني من حقد زملائه الأمريكيين في الشركة، وذكر ذلك في خطاباته لوالديه

  • عشتار السورية – متحف حلب – سورية تكتب بالتاء المربوطة ، معناها السيدة ، وسوري السيدعامر رشيد مبيض ، مؤرخ حلب عالم آثار Aleppo – و كتابه : شمس سورية تسطع على أوربا ..- خلدون الخن ..

    صورة ‏عامر رشيد مبيض مؤرخ‏.
    صورة ‏عامر رشيد مبيض مؤرخ‏.
    صورة ‏عامر رشيد مبيض مؤرخ‏.
    صورة ‏عامر رشيد مبيض مؤرخ‏.
    صورة ‏عامر رشيد مبيض مؤرخ‏.

    سورية تكتب بالتاء المربوطة ، معناها السيدة ، وسوري السيد
    كلمة سورية وردت في نصوص أوغاريت العربية الأمورية 1450 ق.م .
    عامر رشيد مبيض ، مؤرخ حلب عالم آثار Aleppo
    الأم السورية : هي السيدة الأولى في التاريخ والعالم . وأقدم صنم في التاريخ للأم عشتار اكتشف عام 2006م ، في محافظة حلب يعود إلى 8700 قبل الميلاد ، لهذا استحقت سورية لقب أم الدنيا وأبوها .
    سورية :
    تُكتب بالتاء المربوطة لأنها كلمة عربية أمورية وردت في نصوص أوغاريت ، وليست مشتقة لا من آشور ، ولا من سريان ، وليست أعجمية مثل فرنسا .
    ـ معنى « سورية » السيدة ، من صفات الأم السورية عشتار ، وهو مدلول ديني .
    ـ معنى « سوري » السيد . وكلمة « السير Syri » ـ انتقلت إلى الإنكليزية من العربية الأمورية الآرامية السورية .
    ـ عشتار :
    هي الأم السورية التي اختلفت أسماؤها ، وشكلها واحد ثابت في سورية ومواقع انتشار السوريين في العالم . ومن صفات الأم السورية عشتار التي لاتذكر باسمها بل بصفاتها هو : سورية .
    ـ الصنم :
    كلمة تُطلق على الصنم المكتشف في المعابد القديمة . والصنم حضارة وتراث وهو غير التمثال . وابن الكلبي ، يعد أول من ألف كتاباً عن الأصنام ، جمع فيه ما بقي من أشعار الجاهلية في الأصنام وما قيل فيها .
    ـ أسماء الأصنام الواردة في القرآن الكريم 11 صنم وهي :
    البعل ـ سُواع ـ العجل ـ العُزّى ـ اللات ـ مناة ـ نسر ـ ود ـ يعوق ـ يغوث ـ أنصاب
    قال الله تعالى :
    1ـ وَقَالُوا لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدّاً وَلَا سُوَاعاً وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً .
    2ـ أَفَرَأَيْتُمُ اللاتَ وَالْعُزَّى(19)وَ مَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأَخْرَى .
    ـ السوريون « السادة » SYRIANS عرب أموريون . وكلمة سورية وردت في نصوص أوغاريت 1450 ق.م ؟
    ـ العرب الأموريون ، والعرب الآراميون ـ السريان ـ أبناء عمومة .
    عامر رشيد مبيض ، مؤرخ حلب عالم آثار Aleppo
    للتوسع
    انظر كتابي : شمس سورية تسطع على أوربا

  • للشاعر المهجري : سامي جبرين – قصيدة : حمل الشآم  ..حمل الشآم بمشرق من وده *** حمل الربيع بغوطتيه ووروده ألقيت بمؤتو القمة العربية وامريكا الجنوبية مابين 9-11- 2005م – قدمها الشاعر :غسان عوض – تين السبيل – حمص – سورية

    للشاعر المهجري : سامي جبرين – قصيدة : حمل الشآم ..حمل الشآم بمشرق من وده *** حمل الربيع بغوطتيه ووروده ألقيت بمؤتو القمة العربية وامريكا الجنوبية مابين 9-11- 2005م – قدمها الشاعر :غسان عوض – تين السبيل – حمص – سورية

    قصيدة : حمل الشآم للشاعر المهجري : سامي جبرين
    حمل الشآم بمشرق من وده *** حمل الربيع بغوطتيه ووروده
    الشاعر مواليد 1926م- نبع كركر – والدته : ملينا طعمة

    – قدمها الشاعر :غسان عوض – تين السبيل – حمص – سورية

     

     

     

  • تعرفوا على  “ابن رشد .. هو أبو الوليد محمد بن أحمد بن رشد الأندلسي القرطبي، ولد سنة 520 هجرية، اشتهر بالطب والفلسفة والرياضيات والفلك، توفي سنة 1198 ميلادية.؟

    تعرفوا على “ابن رشد .. هو أبو الوليد محمد بن أحمد بن رشد الأندلسي القرطبي، ولد سنة 520 هجرية، اشتهر بالطب والفلسفة والرياضيات والفلك، توفي سنة 1198 ميلادية.؟

    “ابن رشد

     

    هو أبو الوليد محمد بن أحمد بن رشد الأندلسي القرطبي، ولد سنة 520 هجرية، اشتهر بالطب والفلسفة والرياضيات والفلك، توفي سنة 1198 ميلادية.

    سيرته:

    هو أبو الوليد محمد بن أحمد بن رشد الأندلسي القرطبي، ولد سنة 520 هـ. وقد اشتهر في العلوم الفلسفية والطبية.
    كان فيلسوفا، طبيباً، وقاضي قضاة.. كان نحويا. لغوياً، محدثاً بارعاً يحفظ شعر المتنبي وحبيب ويتمثل به في مجالسه.. وكان إلى جانب هذا كله. متواضعاً، لطيفاً، دافئ اللسان، جم الأدب، قوي الحجة، راسخ العقيدة، يحضر مجالس حلفاء “الموحدين” وعلى جبينه أثار ماء الوضوء.

    لم يكن “ابن رشد” غمراً مبتوت النسب، فوالده وجده وُلِّيا قبله قضاء “قرطبة”، المدينة التي أحبته وعشقها.

    لم يجلس “ابن رشد” على عرش العقل العربي بسهولة ويسر، فلقد أمضى عمره في البحت وتحبير الصفحات، حتى شهد له معاصروه بأنه لم يدع القراءة والنظر في حياته إلا ليلتين اثنتين: ليلة وفاة أبيه وليلة زواجه.

    لا، لم يكن “أبو الوليد محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن رشد القرطبي الأندلسي، من المتسلقين وطلاب الشهرة. ولكنه كان من المؤمنين “بالكمال الإنساني” عن طريق المعرفة.. فعنده أن تمييز الإنسان بالمخلوق العاقل الناطق تتم لنسبة ما يحصله من عتاد ثقافي معارفي.

    أخذ الطب عن أبي جعفر هارون وأبي مروان بن جربول الأندلسي. ويبدو أنه كان بينه وبين أبي مروان بن زهر، وهو من كبار أطباء عصره، مودّة، وأنه كان يتمتع بمكانة رفيعة بين الأطباء. وبالرغم من بروز ابن رشد في حقول الطب، فإن شهرته تقوم على نتاجه الفلسفي الخصب، وعلى الدور الذي مثّله في تطور الفكر العربي من جهة، والفكر اللاتيني من جهة أخرى.

    عكف فيلسوفنا على نصوص “المعلم الأول” يستجليها ويلخصها، حتى اقتنع بأنها الفلسفة الحقة، والحكمة الكاملة الواقية، وهنا استقر رأيه على مشروعين: أولهما التوفيق بين الفلسفة والشريعة وتصحيح العقيدة مما علق بها -في ظنه- من مخالطات المتكلمين و “تشويش” الإمام الغزالي بالذات (1176 – 1182)، وثانيها تطهير فلسفة أرسطو مما شابها من عناصر غريبة عنها، والمضي بها قدماً. عن طريق طرح الحلول لمشاكل مستقبلية قد تعترض سبيلها (1182 – 1194).

    تولّى ابن رشد منصب القضاء في اشبيلية، وأقبل على تفسير آثار أرسطو، تلبية لرغبة الخليفة الموحدي أبي يعقوب يوسف، وكان قد دخل في خدمته بواسطة الفيلسوف ابن الطفيل، ثم عاد إلى قرطبة حيث تولى منصب قاضي القضاة، وبعد ذلك بنحو عشر سنوات أُلحق بالبلاط المراكشي كطبيب الخليفة الخاص.

    لكن الحكمة والسياسة وعزوف الخليفة الجديد (أبو يوسف يعقوب المنصور 1184 – 1198) عن الفلاسفة، ناهيك عن دسائس الأعداء والحاقدين، جعل المنصور ينكب فيلسوفنا، قاضي القضاة وطبيبه الخاص، ويتهمه مع ثلة من مبغضيه بالكفر والضلال ثم يبعده إلى “أليسانه” (بلدة صغيرة بجانب قرطبة أغلبها من اليهود)، ولا يتورع عن حرق جميع مؤلفاته الفلسفية، وحظر الاشتغال بالفلسفة والعلوم جملة، ما عدا الطب، والفلك، والحساب.

    كانت النيران تأكل عصارة عقل جبار وسحط اتهام الحاقدين بمروق الفيلسوف، وزيغه عن دروب الحق والهداية… كي يعود الخليفة بعدها فيرضى عن أبي الوليد ويلحقه ببلاطه، ولكن قطار العمر كان قد فات إثنيهما فتوفي ابن رشد والمنصور في السنة ذاتها (1198 للميلاد)، في مراكش.

    من مؤلفات ابن رشد

    تقع مؤلفات ابن رشد في أربعة أقسام: شروح ومصنفات فلسفية وعملية، شروح ومصنفات طبية، كتب فقهية وكلامية، وكتب أدبية ولغوية.

    أحصى جمال الدين العلوي 108 مؤلف لابن رشد، وصلنا منها 58 مؤلفاً بنصه العربي. وابن رشد كان قد كتب المقالات، وألف الكتب، وشرح النصوص الكثيرة ولكنه اختص بشرح كل التراث “الأرسطي”. وشروحه على أرسطو تنقسم إلى ثلاثة أقسام:

    مختصرات وجوامع: وهي عبارة عما فهمه ابن رشد من “أرسطو” دون أن يتعلق الشرح بالنص مباشرة.

    تلاخيص: وتسمى أيضاً شروح صغرى: وهي عبارة عن مواكبة أرسطو دون إيراد متونه.

    شروح كبرى: وفيها يورد ابن رشد قول الحكيم، ثم يأتي بالشرح المسهب – وهاهي بعض الكتب المؤلفات المهمة بتواريخ كتابتها التقريبية:

    الكليات 1162: كتاب في أصول الطب
    بداية المجتهد ونهاية المقتصد 1168: كتاب في أصول الفقه
    تلخيص القياس 1166: شرح صغير
    تلخيص الجدل 1168: شرح صغير
    جوامع الحس والمحسوس 1170
    تلخيص الجمهورية 1177: وهو تلخيص “لجمهورية أفلاطون”. أصله العربي مفقود ولكنه ترجم في 1999
    مقالة في العلم الإلهي 1178
    فصل المقال وتقرير ما بين الشريعة والحكمة من الاتصال 1178: وهو تأصيل لشرعية الفلسفة. من أشهر كتبه
    الكشف عن مناهج الأدلة في عقائد الملة 1179: يحاول تصحيح العقيدة الإسلامية
    شرح أرجوزة ابن سينا في الطب 1180
    تهافت التهافت 1181: نقض كتاب الإمام الغزالي المسمى “تهافت الفلاسفة”. من أشهر كتبه
    شرح البرهان 1183: شرح كبير على أرسطو
    شرح السماء والعالم 1188: شرح كبير على أرسطو
    شرح كتاب النفس 1190: شرح كبير على أرسطو
    شرح ما بعد الطبيعة 1192 – 1194: لعله أغنى شروحه، وأكثر إنتاجه إبداعاً. من أشهر كتبه

    مؤلفات إضافية: تلخيص كتاب المزاج لجالينوس، كتاب التعرّق لجالينوس، كتاب القوى الطبيعية لجالينوس، كتاب العلل والأعراض لجالينوس، كتاب الحمّيات لجالينوس، كتاب الاسطقسات لجالينوس، تلخيص أول كتاب الأدوية المفردة لجالينوس، تلخيص النصف الثاني من كتاب حيلة البرء لجالينوس، مقالة في المزاج، مقالة في نوائب الحمّى، مقالة في الترياق

    connaissance-de-base.blogspot.com
    100+آخرين

  • أعظم من صنف علم المثلثات ..الحسن المراكشي .. هو أبو علي الحسن بن علي بن عمر المراكشي، من علماء المغرب، عاش في عصر الموحدين في النصف الأول من القرن السابع الهجري..وقد اشتهر المراكشي في الفلك، والرياضيات، والجغرافيا، وصناعة الساعات الشمسية…

    أعظم من صنف علم المثلثات ..الحسن المراكشي .. هو أبو علي الحسن بن علي بن عمر المراكشي، من علماء المغرب، عاش في عصر الموحدين في النصف الأول من القرن السابع الهجري..وقد اشتهر المراكشي في الفلك، والرياضيات، والجغرافيا، وصناعة الساعات الشمسية…

    أعظم من صنف علم المثلثات ..الحسن المراكشي ..



    الحسن المراكشي .. أعظم من صنف علم المثلثات

    هو أبو علي الحسن بن علي بن عمر المراكشي، من علماء المغرب، عاش في عصر الموحدين في النصف الأول من القرن السابع الهجري / منتصف القرن الثالث عشر للميلاد، وقد اشتهر المراكشي في الفلك، والرياضيات، والجغرافيا، وصناعة الساعات الشمسية.

    إسهاماته العلمية


    له بحوث في المثلثات مع إدخال عدد من التجديدات عليها. فقد أدخل فيها الجيب، وجيب التمام، والسهم. وعمل أيضاً الجداول للجيب، كما جاء بحلول لبعض المسائل الفلكية.

    وقدم المراكشي تفصيلات عن أكثر من 240 نجماً لسنة 622هـ. وهو أول من استعمل الخطوط الدالة على الساعات المتساوية، إضافةً إلى ذلك، قام المراكشي بإدخال تصحيحات جغرافية مهمة، وجدد في رسم خريطة المغرب.

    مؤلفاته


    اشتهر المراكشي بين علماؤ الغرب بكتابه “جامع المبادئ والغايات في علم الميقات” ، حيث اعتبروه من أعظم فلكيي العرب والمسلمين، ووصف “حاجي خليفة” الكتاب بأنه أعظم ما صنف في هذا الفن، وقال إنه مرتب على أربعة فنون، هي الحساب، ووضع الآلات، والعمل بالآلات، ومطارحات تحصل بها الدراية والقوة على الاستنباط؛ وهو يشتمل على بعض المسائل في الجبر والمقابلة.

    أما “سارطون” فيقول عنه إنه من أحسن الكتب وفيه بحوث نفيسة في المثلثات، والساعات الشمسية المتنوعة. وقد ترجمه “إمانويل سيديو”، ونشر ابنه (لويس أميلي سيديو) هذه الترجمة 1836-1834، كما أن “كارادي فو” نشر من هذا الكتاب الجزء المتعلق بالإسطرلاب.

    وللمراكشي كتب أخرى في الرياضيات منها : “كتاب القطوع المخروطية”، و”رسالة تلخيص العمل في رؤية الهلال”.

    وفاته


    توفي المراكشي سنة 660هـ/1262م

  • تعرف على مؤسس علم الاجتماع ..ابن خلدون..هو عبد الرحمن بن محمد بن أبي بكر محمد بن الحسن. ولد ابن خلدون في تونس عام 732هـ لأسرة عربية يصل نسبها إلى الصحابي وائل بن حجر وتوفي في رمضان عام 808هـ في مصر ..

    تعرف على مؤسس علم الاجتماع ..ابن خلدون..هو عبد الرحمن بن محمد بن أبي بكر محمد بن الحسن. ولد ابن خلدون في تونس عام 732هـ لأسرة عربية يصل نسبها إلى الصحابي وائل بن حجر وتوفي في رمضان عام 808هـ في مصر ..

    مؤسس علم الاجتماع ..ابن خلدون..

    ابن خلدون.. مؤسس علم الاجتماع

    هو عبد الرحمن بن محمد بن أبي بكر محمد بن الحسن. ولد ابن خلدون في تونس عام 732هـ لأسرة عربية يصل نسبها إلى الصحابي وائل بن حجر وتوفي في رمضان عام 808هـ في مصر وتم دفنه بها . له العديد من الاسهامات ويعتبر ابن خلدون مؤسس علم الاجتماع .

    وتمتع ابن خلدون بمكانة علمية عالية سواء على المستوى العربي أو العالمي، فيقول عنه المؤرخ الإنجليزي توينبي “في المقدمة التي كتبها ابن خلدون في تاريخه العام، أدرك وتصور وأنشأ فلسفة التاريخ وهي بلا شك أعظم عمل من نوعه خلقه أي عقل في أي زمان”.

    شغل ابن خلدون عدد من المهام أثناء حياته فتنقل بين عدد من المهام الإدارية والسياسية، وشارك في عدد من الثورات فنجح في بعضها وأخفق في الأخر مما ترتب عليه تعرضه للسجن والإبعاد.

    تنقل ابن خلدون بين كل من مراكش والأندلس وتونس ومن تونس سافر إلى مصر وبالتحديد القاهرة ووجد هناك له شعبية هائلة فعمل بها أستاذاً للفقه المالكي ثم قاضياً وبعد أن مكث بها فترة أنتقل إلى دمشق ثم إلى القاهرة ليتسلم القضاء مرة أخرى، ونظراً لحكمته وعلمه تم إرساله في عدد من المهام كسفير لعقد اتفاقات للتصالح بين الدول، ومن بين المهام التي كلف بها تمكن ابن خلدون من إيجاد الوقت من أجل الدراسة والتأليف.

    إسهاماته


    ترك ابن خلدون عددًا قليلا من المؤلفات أشهرها كتاب (العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر) ، ومن من أكبر إنجازات ابن خلدون أنه المؤسس الحقيقي لعلم الاجتماع وعلم العمران وواضع أسس علم التاريخ. وكثير من الكتاب الغربيين وصفو تقديم ابن خلدون للتاريخ بأنه أول تقديم لا ديني للتأريخ ، وهو له تقدير كبير عندهم.

    وتعد ترجمة حياة ابن خلدون من أكثر ترجمات شخصيات التاريخ الإسلامي توثيقا بسبب المؤلف الذي وضعه ابن خلدون ليؤرخ لحياته و تجاربه و دعاه التعريف بابن خلدون ورحلته شرقا وغربا، تحدث ابن خلدون في هذا الكتاب عن الكثير من تفاصيل حياته المهنية في مجال السياسة والتأليف والرحلات، ولكنه لم يضمنها كثيرا تفاصيل حياته الشخصية والعائلية.

    مؤلفاته


    قدم ابن خلدون عدد من المؤلفات المهمة أهمهما “المقدمة” الشهيرة والتي قام بإنجازها عندما كان عمره ثلاثة وأربعون عاماً، وكانت هذه المقدمة من أكثر الأعمال التي أنجزها شهرة، ومن مؤلفاته الأخرى “رحلة ابن خلدون في المغرب والمشرق” وقام في هذا الكتاب بالتعرض للمراحل التي مر بها في حياته، حيث روى في هذا الكتاب فصولاً من حياته بجميع ما فيها من سلبيات وإيجابيات، ولم يضم الكتاب عن حياته الشخصية كثيراً ولكنه عرض بالتفصيل لحياته العلمية ورحلاته بين المشرق والمغرب، فكان يقوم بتدوين مذكراته يوماً بيوم، فقدم في هذا الكتاب ترجمته ونسبه والتاريخ الخاص بأسلافه، كما تضمنت هذه المذكرات المراسلات والقصائد التي نظمها، وتنتهي هذه المذكرات قبل وفاته بعام واحد مما يؤكد مدى حرصه على تدوين جميع التفاصيل الدقيقة الخاصة به لأخر وقت.

    ومن الكتب التي احتلت مكانة مهمة كتاب ” العبر” و ” ديوان المبتدأ والخبر” والذي جاء في سبع مجلدات أهمهم “المقدمة ” حيث يقوم في هذا الكتاب بمعالجة الظواهر الاجتماعية والتي يشير إليها في كتابه باسم “واقعات العمران البشري” ومن الآراء التي قدمها في مقدمته: “إن الاجتماع الإنساني ضروري فالإنسان مدني بالطبع، وهو محتاج في تحصيل قوته إلى صناعات كثيرة، وآلات متعددة، ويستحيل أن تفي بذلك كله أو ببعضه قدرة الواحد، فلابد من اجتماع القدر الكثيرة من أبناء جنسه ليحُصل القوت له ولهم- بالتعاون- قدر الكفاية من الحاجة الأكثر منهم بإضعاف”.

    فلسفته


    أمتاز ابن خلدون بسعة إطلاعه على ما كتبه الأقدمون وعلى أحوال البشر وقدرته على استعراض الآراء ونقدها، ودقة الملاحظة مع حرية في التفكير وإنصاف أصحاب الآراء المخالفة لرأيه.

    كان لخبرة ابن خلدون في الحياة السياسية والإدارية وفي القضاء، إلى جانب أسفاره الكثيرة في شمالي إفريقية وغربيها إلى مصر والحجاز والشام، أثر بالغ في موضوعية وعلمية كتاباته عن التاريخ وملاحظاته.

    ويرى ابن خلدون في المقدمة أن الفلسفة من العلوم التي استحدثت مع انتشار العمران، وأنها كثيرة في المدن ويعرِّفها قائلاً: إن قومًا من عقلاء النوع الإنساني زعموا أن الوجود كله، الحسي منه وما وراء الحسي، تُدرك أدواته وأحواله، بأسبابها وعللها، بالأنظار الفكرية والأقيسة العقلية وأن تصحيح العقائد الإيمانية من قِبَل النظر لا من جهة السمع فإنها بعض من مدارك العقل، وهؤلاء يسمون فلاسفة جمع فيلسوف، وهو باللسان اليوناني محب الحكمة. فبحثوا عن ذلك وشمروا له وحوَّموا على إصابة الغرض منه ووضعوا قانونًا يهتدي به العقل في نظره إلى التمييز بين الحق والباطل وسموه بالمنطق”.

    وكانت لابن خلدون فلسفته الخاصة والتي بنى عليها بعد ذلك أفكاره ونظرياته في علم الاجتماع والتاريخ، حيث عمل على التجديد في طريقة عرضهم، فقد كان رواة التاريخ من قبل ابن خلدون يقومون بخلط الخرافات بالأحداث، هذا بالإضافة لتفسيرهم التاريخ استناداً إلى التنجيم والوثنيات، فجاء ابن خلدون ليحدد التاريخ بأنه “في ظاهره لا يزيد على أخبار عن الأيام والدول، وفي باطنه نظر وتحقيق وتعليل للكائنات ومبادئها، وعلم بكيفيات الوقائع وأسبابها” ، وذلك لأن التاريخ “هو خبر عن المجتمع الإنساني الذي هو عمران العالم، وما يعرض لطبيعة هذا العمران من الأحوال”.

    سعى ابن خلدون من أجل الإطلاع والمعرفة فكان مطلعاً على أراء العلماء السابقين، فعمل على تحليل الآراء المختلفة ودراستها، ونظراً لرحلاته في العديد من البلدان في شمال إفريقيا والشام والحجاز وعمله بها وإطلاعه على كتبها، وعلى الرغم من اعتراض ابن خلدون على آراء عدد من العلماء السابقين إلا أنه كان أميناً سواء في عرضه لهذه الآراء والمقولات أو نقده لها، وكان يرجع أرائهم الغير صحيحة في بعض الأمور نظراً لجهلهم بطبائع العمران وسنة التحول وعادات الأمم، وقواعد السياسة وأصول المقايسة.

  • تعرف على  الطبيب الفيلسوف.. ا بن باجة  ..هو أبو بكر محمد بن يحيى بن الصائغ التجيبي الأندلسي ابن باجة. كان ابن باجة فيلسوفا ومُنظرا وعالما بالشريعة وطبيبا مُبَرزا ونباتيا وحيوانيا ومَنطقيا وعارفا بالتغذية..  – جمال بامي ..

    تعرف على الطبيب الفيلسوف.. ا بن باجة ..هو أبو بكر محمد بن يحيى بن الصائغ التجيبي الأندلسي ابن باجة. كان ابن باجة فيلسوفا ومُنظرا وعالما بالشريعة وطبيبا مُبَرزا ونباتيا وحيوانيا ومَنطقيا وعارفا بالتغذية.. – جمال بامي ..

    ابن باجّة

    ابن باجّة

    في تاريخ الفكر الإسلامي والإنساني شخصيات أثرت بشكل كبير في تقدم المعرفة الإنسانية في ميدان الفلسفة والنظر العقلي، لاسيما إذا كانت الرؤية الفلسفية تنبثق من تصور كوني يرتق المعارف وفق تصور نسقي يتناول الإنسان ككائن كوني متعدد الأبعاد.. من هؤلاء الفلاسفة الكبار الفيلسوف الأندلسي المتوفى بفاس ابن الصائغ التّجيبي المعروف بابن باجّة..


    جمال بامي

    جمال بامي
    هو أبو بكر محمد بن يحيى بن الصائغ التجيبي الأندلسي ابن باجة. كان ابن باجة فيلسوفا ومُنظرا وعالما بالشريعة وطبيبا مُبَرزا ونباتيا وحيوانيا ومَنطقيا وعارفا بالتغذية.. عاش صاحبنا ابن باجّة خلال القرنين الخامس والسادس الهجريين، ولد في مدينة سرقسطة الأندلسية، ثم انتقل إلى حاضرة اشبيلية على الأرجح سنة 512 للهجرة…

    بعد فترة قضاها فيلسوفنا بإشبيلية، سينتقل إلى مدينة غرناطة قبل أن يعبر العُدوة في اتجاه المغرب الأقصى -بعد محنة أصابته- حيث دخل فاس، وكان الحكم وقتئذ في يد المرابطين، ويبدو أن صاحبنا ابن باجة قوبل بترحاب في البلاط المرابطي…


    ابن باجّة
    كان ابن باجة -رحمه الله- يؤمن أن ما ينتظم المنظومة الكونية الشاملة هو علاقة جدلية بين الجزء والكل بحيث يفترض أن يكون المنهج الباحث عن النسق الكوني يعتمد التبسيط من أجل الوصول إلى التعقيد، وينطلق من التعقيد من أجل الوصول إلى التبسيط في إطار دورة حلزونية تكون عدتها المعرفية والمنهجية معتمدة على رتق العلوم والمعطيات الكونية فيما بينها بعد فتق طالها على مدى قرون.. من هنا نفهم استعادة ابن باجة لفلسفة الإمام الفارابي، وفلسفة أرسطو بما يمكن اعتباره انخراطا ضمن تصور كوسمولوجي سعى إلى التوفيق بين الشريعة والحقيقة، مثلما سيفعل العلامة ابن رشد الحفيد بعد ذلك، وتأثر هذا العالم الفذ بابن باجة لا مراء فيه.. ويمكن أن نقول أن ابن باجة لم يكتف بالجمع بين عدة علوم-انطلاقا من الطابع الموسوعي لثقافة عصره- فحسب، بل سعى إلى بناء فلسفته على العلوم الطبيعية التي خبرها ومارسها خصوصا علمي الطب والحساب وعلم الحياة، وهو يعتبر بذلك من الأوائل الذين بنوا فلسفتهم الكونية على معطيات العلوم الطبيعية.. وهذا درس أراه بليغا على مستوى استعادة الوعي بضرورة بناء فلسفة إسلامية كونية على أسس العلوم التطبيقية، لكننا لازلنا متأخرين عن إدراك مقاصد ابن باجة في هذا المضمار..

    لا أستطيع أن أفهم والحالة هذه ما قاله الفتح بن خاقان صاحب “قلائد العِقيان” في حق الأستاذ ابن باجة: “إن الأديب أبا بكر بن الصائغ هو قذى في عين الدين وعذاب لأهل الهدى… وقد اشتهر بين أهل عصره بهوسه وجحوده واشتغاله بسفاسف الأمور، ولم يشتغل بغير الرياضيات وعلم النجوم، واحتقر كتاب الله الحكيم وأعرض عنه، وكان يقول بأن الدهر في تغير مستمر، وأن لا شيء يدوم على حال، وأن الإنسان كبعض النبات أو الحيوان، وأن الموت نهاية كل شيء …”

    إن ما قاله الفتح بن خاقان في حق صاحبنا ابن باجة يعبر بالنسبة إلي عن وجود مسارين فكريين في فهم الدين وتمثل ماهيته، مسار فلسفي يقرأ القرآن بالكون ويقرأ الكون بالقرآن ضمن جدلية الغيب والإنسان والطبيعة بتطبيق منهج القراءتين: قراءة بالله وقراءة مع الله حسبما أُعلن إلهيا في سورة العلق، وقراءة ترى من الدين وجهه البياني الطُهراني “الفقهي” القاطع مع الفلسفة والتأمل الكوني وتوظيف العلوم الكونية في بناء تصور فلسفي للإنسان والوجود.. وقد أثار انتباهي وصف ابن خاقان لابن باجة بالأديب -وهو كذلك- دون التأكيد على تخصصه الأكثر وضوحا، وهو العلوم الطبيعية التي بنى عليها فلسفته، ثم لا ننسى أن ابن خاقان كان وزيرا بالأندلس.. على كل حال سيبقى مثل موقف ابن خاقان من ابن باجة قائما مادامت السماوات والأرض…

    تُجمع المصادر أن براعة ابن باجة في الطب ألّبت عليه خصومه من الأطباء “التقنيين” لدرجة محاولة قتله، والراجح أنه مات مسموما، ودفن في مدينة فاس سنة 529هـ..

    لصاحبنا ابن باجة تآليف في مختلف العلوم الطبية والمنطقية والفلسفية والرياضية وكتب في علوم الحيوان، منها “رسائله الإلهية”، وكتاب في الطب حول “كتاب الأدوية المفردة لجالينوس”، وكتاب “اختصار الحاوي للرازي”، و”كتاب التجربتين على أدوية بن وافد”، و “كلام في المزاج”. ويبدو أن تأثير ابن باجة في ابن طفيل وابن رشد كان كبيرا. وقد أشاد ابن طفيل (تـ581هـ) بعمق تفكير ابن باجة فقال في مقدمته الرائعة “حي بن يقظان”: “ثم خلف من بعدهم خلفٌ أحذق منهم نظراً، وأقرب إلى الحقيقة، ولم يكن فيهم أثـقب ذهناً، ولا أصدق رؤية من أبي بكر بن باجّة”، وقد كنت كتبت مقالا عن ابن طفيل في جريدة ميثاق الرابطة، ويبدو أن فكر هذا الرجل متأثر بشكل كبير بفلسفة ابن باجة..

    ومعلوم أن الأصول العربية لكتابات ابن باجّة ضاعت، ولولا كتبه المترجمة إلى اللاتينية، وبعضها إلى العبرية لكانت خسارة كبرى للفكر الإنساني… واشهر كتب ابن باجة كتاب “تدبير المتوحد”، وله أيضا رسالة “الاتصال” و “كتاب النفس” وكتاب “الكون والفساد” و”رسالة الوداع”..

    وقد ذكر ابن أبى أصيبعة في كتابه “عيون الأنباء في طبقات الأطباء” كتبا في صناعة الطب لابن ماجة ضاع أكثرها، ومما بقي من كتبه “مجموعة في الفلسفة والطب والطبيعيات”، وله كتاب في “النبات” وآخر في “الحيوان”، وله رسالة “اتصال العقل” و “تعليق على كتاب الفارابي في القياس”، و”كتاب النفس” و “تعليق على كتاب العبارة للفارابي”) نقلا عن الإعلام للعلامة الزركلي، بتصرف).

    قام ابن باجة بإعادة قراءة أرسطو، محاولا إعادة ترتيب علاقة البرهان بالعرفان، وليس الأمر كما فهم البعض من أن الأمر يتعلق في فلسفة ابن باجة بفصل العرفان عن البرهان ضمن ما اعتبروه نقدا للأفلاطونية الجديدة.. ولا يخفى التأثر الكبير لابن باجة بالفيلسوف الفارابي، ثم تأثر ابن طفيل وابن رشد بابن باجة.. ويبرز تفكير ابن باجة في “الأرض” كتفكير نسقي يربط بين الجمادات والكائنات الحية، وموقع الإنسان في الكون، وقد اعتبر الحيوان كشريك للإنسان على الرغم من تميز الإنسان بالنظر العقلي، وهذا يقع في صلب ما يسمى في أدبيات “الفلسفة البيئية” المعاصرة بأخلاق الأرض.
    وهو غير هذا وذاك مؤول كبير ساهم بكيفية منطقية، في بعث نصوص قديمة لأرسطو من مرقدها وأحسب أن المشاكل التي وضعها الأقدمون تعد بمعنى من المعاني مشاكل خالدة، لذلك اعتبرها ابن باجة جديرة بالشرح والتأويل والاستدعاء فأعمل “الكلام” فيها..

    ويبدو من خلال “رسالة الوداع” لابن باجة التي كان وجهها إلى تلميذه أبي الحسن علي السرقسطي قبيل رحلته إلى المشرق، وقد بث ابن باجة في هذا الكتاب دُررا فلسفية بعيدة الغور والمقصد، وتكلم فيها عن الارتقاء بالإنسان من نوازع الفردية إلى مرتبة الإتحاد بالعقل الكوني، وهو هنا يذكرنا بما سيقوله الشيخ الأكبر ابن عربي الحاتمي من بعده: “خرج الإنسان من رحم الطبيعة بالكون، وسيعود إليها بالوعي”، وآمن صاحبنا ابن باجة أن التقرب إلى الذات العلية لا يكون إلا بالفلسفة والعلم، وهذه مسألة تبدو بديهية ضمن النسق الفكري لابن باجة، وقد نشر “رسالة الوداع” المستعرب العلامة الإسباني ميكيل آسين بالاثيوس مع ترجمة إسبانية سنة 1943م بمدريد، وقد رفد الإنسانية بعمل فلسفي كبير..

    ومن أشهر مقولات العلامة ابن باجّة حديثه عن منازل الناس الذين هم عنده مراتب: المرتبة الجمهورية: والإنسان هنا لا يعبأ إلا بالمعقول، والمرتبة النظرية: والإنسان في هذه الحالة ينظر إلى الموضوعات قبل كل شيء، ثم إلى المعقول في الثانية، ومرتبة السعداء: وهم الذين يمسّون جوهر الأشياء..

    كان ابن باجة أيضا شاعرا رقيقا مجديدا، ومن شعره المتداول قوله في مدح المرابطين:

    قــــوم إذا انتقبـــوا رأيتَ أهلّــة وإذا همُ سَفــــروا رأيت بـــدوراً

    وقوله في رثاء أبي بكر بن عمر اللمتوني:

    وسألنا متى اللقاءُ فقيلَ الحشرُ قلنــــــا صبراً إليـــــــه وحزنــــــاً

    ومن قوله رحمه الله وهو يُحتضر:

    أقول لنفســـي حين قابلهـــا الـــردى فراغت فراراً منـــه يُسْرى إلى يُمنـى

    قَرِي تحملــــي بعضَ الــذي تكرهينـه فقد طـالمـــا اعتدت الفرار إلى الأهنا

    وفي كتاب المقري “نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب” مختارات من شعر ابن باجة، فلتنظر في محلها..


    ابن باجّة
    ولابن باجة كتاب شهير هو “تدبير المتوحد” حققه العلامة معن زيادة ونشر في بيروت سنة 1978م، وانطلق ابن باجة في كتابه هذا من كون التدبير عملية عقلية كونية فلسفية “تنظم” الفعل الإنساني في اتجاه رتق العرفان بالبرهان بحثا عن “الوحدة” التي يتوق إليها “المتوحد”؛ شيء من هذا رأيناه في الصلاة المشيشية للقطب ابن مشيش في المقالة التي خصصناها له في جريدة ميثاق الرابطة..

    ذكر ابن أبي أصيبعة في “عيون الأنباء في طبقات الأطباء” كتابا في الطب لابن باجة هو “شرح كتابي الأدوية المفردة للطبيب اليوناني جالينوس Galien (ت201ـم)، وذكر الدكتور ماجد فخري في تحقيقه ل”تعاليق ابن باجة على منطق الفارابي” (دار الشروق، بيروت، طبعة: 1، 1994) كتاب “شرح السماع الطبيعي” لأرسطو، وهو كتاب يتمحور حول “الكلام في الطبيعة” كمدخل للتفلسف الكوني..

    أما علاقة ابن باجة بالفارابي فقد انبرى ليعالج المسألة الدكتور ماجد فخري في تحقيقه لـ “تعاليق ابن باجة على منطق الفارابي” (دار الشروق، بيروت، طبعة: 1، 1994)، ويتصدر المجموعة المنطقية للفارابي-والتي اهتم بها ابن باجة أيما اهتمام- طائفة من التعاليق على ما يمكن دعوته “بكتب التوطئة” عن الفارابي، ومعروف أن الفارابي قد ألف عددا من هذه الكتب هي “المدخل أو إيساغوجي”.

    يقول الدكتور فخري أن أبا بكر بن الصائغ المعروف بابن باجة توفر، بوجه خاص على نهج أبي نصر الفارابي (تـ 950م) دون سواه، إن في فلسفته الخلقية والسياسية أو في المنطق. وقد أقبل الفيلسوف ابن باجة على تدبر منطق الفارابي والتعليق على أجزائه المختلفة في سلسلة من النصوص كان شرع في نشرها الدكتور ماجد فخري، وقد أتبث الأستاذ جدولا بالآثار الفارابية الوارد ذكرها في مؤلفات ابن باجة، المطبوع منها والمخطوط.. وقد استعان الباحث بذلك على التثبت من صحة نسبة مجموعة من الأعمال للفارابي، لاسيما أن عددا لم يكشف عنه حتى الآن.. وهذا عمل علمي كبير..

    ومن أهم الآثار الفارابية التي شرحها صاحبنا ابن باجة كتاب “الأخلاق إلى نيقوماخس” الذي يدعوه كل من الفارابي وابن باجة نيقوماخيا.. فقد نسب ابن النديم في “الفهرست” إلى الفارابي “تفسير قطعة من كتاب الأخلاق” لأرسطو طاليس.. ومع أنه ليس من اليسير التحقق من الجانب الذي شرحه الفارابي من كتاب “الأخلاق إلى نيقوماخس”؛ فإن إشارات ابن باجة إلى هذا الشرح في “رسالة الوداع”، وفي شرحه لمقالات السماع” تؤيد ما يذكره ابن النديم من اقتصاره على أجزاء من هذا الكتاب وحسب، هذا ما ذهب إليه الدكتور ماجد فخري في تحقيقه لـ “تعاليق ابن باجة على منطق الفارابي” (دار الشروق، بيروت، طبعة 1، 1994)..

    وبعد فقد قصدت من هذا المقال حول ابن باجة إثارة الانتباه إلى منهج في التفكير ساد في التاريخ الإنساني حول علاقة الفلسفة بالدين، وهو منهج يرتق المعارف الكونية ولا يفتقها، وإن فعل ذلك فلمقصد تفكيكي من أجل إعادة التركيب والبناء الفكري وفق قواعد المنهج الكوني.. وليس غريبا أن نرى موقفا مثل موقف الفقيه الفتح ابن خاقان من صاحبنا ابن باجة (أنظره بتفصيل في نفح الطيب للمقري)، وهو موقف ملازم يذكي التدافع في اتجاه معانقة الدين والكون معا وفق منهج القراءتين: قراءة بالقلم وقراءة بالقرآن ويتيح إعادة الوفاق بين الإنسان والطبيعة الكونية..

    وأبو بكر بن باجّة هو الذي قال في حقّه لسان الدين في الإحاطة: إنّه آخر فلاسفة الإسلام بجزيرة الأندلس.. توفي ابن باجة في الغالب مسموما بمحروسة فاس، ودفن بها سنة 529هـ، رحمه الله ونفعنا بعلمه، والله الموفق للخير والمعين عليه

    ميثاق الرابطة – جمال بامي
    ـــــــــــــــــــــــــــــــ

    ابن باجة .. الطبيب الفيلسوف

    الطبيب ابن باجة

    هو أبو بكر محمد بن يحيى بن الصائغ التُجيبي السرقسطي المعروف بابن باجّه، وهو أول مشاهير الفلاسفة العرب في الأندلس، وقد اشتغل بالسياسة والعلوم الطبيعية والفلك والرياضيات والموسيقى والطب، وأسهم في الطب خاصة, توفي في فاس المغرب مسموما سنة 529 هـ.

    أقام ابن باجة في إشبيلية زمنا، ثم سافر إلى غرناطة وأقام بها حينا، ثم رحل إلى المغرب فكان موضع الإجلال والإكبار لدى أمراء المرابطين، وكان ابن باجة متوقد الذكاء وذا سعة في الفكر، وفاق أهل عصره في الفلسفة والحكمة، فهو يمثل في الغرب المدرسة الأرسطوية الأفلاطونية الجديدة.

    وامتاز ابن باجة بأنه جمع إلى جانب الفلسفة، علوم الطب والرياضيات والفلك والطبيعيات والموسيقى، وقد وضع علومه في خدمة فلسفته لذا يعتبره الدارسون أول من أقام العلوم الفلسفية على أسس من العلوم الرياضية والطبيعية.

    نال ابن باجة مكانة رفيعة لدى حكام الأندلس، فكان لهذه المرتبة أن أثارت حسد عدد من الوزراء فكتب فيه الفتح بن خاقان الوزير “إن الأديب أبا بكر بن الصائغ هو قذى في عين الدين وعذاب لأهل الهدى.

    ترصد له زملاؤه الأطباء وحاولوا قتله أكثر من مرة لنبوغه في الطب وعلو شأنه فيه، فكان ينجو مرة بعد مرة حتى مات مسموما ودفن في مدينة فاس. ترك ابن باجة مصنفات عديدة في شتى العلوم فمنها كتب في الطب والرياضيات والحكمة والطبيعيات والحيوان. كما ترك كتبا لم يتم له أن ينجزها منها كتاب في النفس والمنطق، وعدد كبير من الرسائل. أما أشهر مؤلفاته كتاب تدبير المتوحد ورسالة الوداع، وترك مدرسة فلسفية كبيرة تتلمذ فيها من العلماء ابن رشد وأبو الحسن الغرناطي وهو فاضل متميز في العلوم والآداب.

    إسهاماته :


    أسهم ابن باجة في حقل العلم بالعديد من المؤلفات منها:
    – تأليف اشراقية
    – رسائل ابن باجة الإلهية
    – مصنفات في الطب
    – كلام على شيء من كتاب الأدوية المفردة لجالينوس
    – كتاب التجربتين على أدوية بن وافد
    – كتاب اختصار الحاوي للرازي
    – كلام في المزاج بما هو طب

    مشروعه :


    عمد ابن باجة إلى العودة بالفلسفة إلى أصولها الأرسطية خالصة كما هي في كتب أرسطو مبتعدا عن أفكار العرفان و الأفلاطونية المحدثة فكان بذلك أحد أفراد تيار تجديدي أندلسي حاول فصل الأفكار العرفانية التي اختلطت كثيرا بالفكر الإسلامي و الذي بدأ بمشروع ابن حزم الذي عمد إلى تأسيس منهج العودة إلى الأصول واستبعاد القياس في الفقه واستأنف بعد ابن باجه بابن رشد الذي عمد إلى فصل نظام البيان الفقهي عن نظام البرهان الفلسفي. بمصطلح آخر فصل الدين عن الفلسفة كأنظمة استنتاجية و ربطهما عن طريق الغايات و الأهداف.

    فلسفته :


    في الإنسان : كل حي يشارك الجمادات في أمور, وكل إنسان يشارك الحيوان في أمور… لكن الإنسان يتميز عن الحيوان غير الناطق والجماد والنبات بالقوة الفكرية، ولا يكون إنسانا إلا بها. في منازل الناس : المرتبة الجمهورية: وهؤلاء لا ينظرون إلا للمعقول. المرتبة النظرية : وهؤلاء ينظرون إلى الموضوعات أولا، وإلى المعقول ثانياً ولأجل الموضوعات. مرتبة السعداء : وهم الذين يرون الشيء بنفسه.

  • تعرف على المعلم الثاني ..الفارابـي..هو محمد بن محمد بن طرخان بن أوزلغ، أبو نصر الفارابي، ويعرف بالمعلم الثاني لدراسته كتب أرسطو (المعلم الأول) وشرحه لها، ويعرف الفارابي في اللاتينية باسم (Alpharabius)، ولد في مدينة “فاراب” في تركستان حيث كان والده تركياً من قواد الجيش،..

    تعرف على المعلم الثاني ..الفارابـي..هو محمد بن محمد بن طرخان بن أوزلغ، أبو نصر الفارابي، ويعرف بالمعلم الثاني لدراسته كتب أرسطو (المعلم الأول) وشرحه لها، ويعرف الفارابي في اللاتينية باسم (Alpharabius)، ولد في مدينة “فاراب” في تركستان حيث كان والده تركياً من قواد الجيش،..

    الفارابـي.. المعلم الثاني

    أبو نصر الفارابي

    هو محمد بن محمد بن طرخان بن أوزلغ، أبو نصر الفارابي، ويعرف بالمعلم الثاني لدراسته كتب أرسطو (المعلم الأول) وشرحه لها، ويعرف الفارابي في اللاتينية باسم (Alpharabius)، ولد في مدينة “فاراب” في تركستان حيث كان والده تركياً من قواد الجيش، وفي سن متقدمة، غادر مسقط رأسه وذهب إلى العراق لمتابعة دراساته العليا، فدرس الفلسفة، والمنطق، والطب على يد الطبيب المسيحي يوحنا بن حيلان، كما درس العلوم اللسانية العربية والموسيقي.

    ومن العراق انتقل إلى مصر والشام، حيث التحق بقصر سيف الدولة في حلب واحتل مكانة بارزة بين العلماء، والأدباء، والفلاسفة، وبعد حياة حافلة بالعطاء في شتى علوم المعرفة طوال ثمانين سنة، توفي الفارابي أعزب، بمدينة دمشق سنة 339هـ/950م.

    إسهاماته العلمية


    يعدّ الفارابي أكبر فلاسفة المسلمين، وقد أطلق عليه معاصروه لقب “المعلم الثاني” لاهتمامه الكبير بمؤلفات أرسطو “المعلم الأول”، وتفسيرها، وإضافة الحواشي والتعليقات عليها، ومن خصائص فلسفة الفارابي أنه حاول التوفيق من جهة، بين فلسفة أرسطو وفلسفة أفلاطون، ومن جهة أخرى بين الدين والفلسفة، كما أنه أدخل مذهب الفيض في الفلسفة الإسلامية ووضع بدايات التصوف الفلسفي.

    ورغم شهرة الفارابي في الفلسفة والمنطق، فقد كانت له إسهامات مهمة في علوم أخرى كالرياضيات والطب والفيزياء، فقد برهن في الفيزياء على وجود الفراغ، وتتجلى أهم إسهاماته العلمية في كتابه “إحصاء العلوم” الذي وضع فيه المبادئ الأساس للعلوم وتصنيفها؛ حيث صنف العلوم إلى مجموعات وفروع، وبين مواضيع كل فرع وفوائده.

    وبجانب إسهامات الفارابي في الفلسفة، فقد برز في الموسيقى، وكانت رسالته فيها النواة الأولى لفكرة اللوغارتم حسب ما جاء في كتاب “تراث الإسلام”، حيث يقول كارا دي فو (Carra de Vaux) : أما الفارابي الأستاذ الثاني بعد أرسطو وأحد أساطين الأفلاطونية الحديثة ذو العقلية التي وعت فلسفة الأقدمين، فقد كتب رسالة جليلة في الموسيقى وهو الفن الذي برز فيه، نجد فيها أول جرثومة لفكرة النسب (اللوغارتم)، ومنها نعرف علاقة الرياضيات بالموسيقى.

    وتؤكد زغريد هونكه الفكرة نفسها حين تقول : إن اهتمام الفارابي بالموسيقى ومبادئ النغم والإيقاع قد قربه قاب قوسين أو أدنى من علم اللوغارتم الذي يكمن بصورة مصغرة في كتابه عناصر فن الموسيقى.

    سجل مؤرخو الموسيقى أن الفارابي قد طور آلة القانون الموسيقية، وأنه أول مَن قدم وصفا لآلة الرباب الموسيقية ذات الوتر الواحد، والوترين المتساويين في الغلظة، وأنه أول مَن عرف صناعة الموسيقى ومصطلح الموسيقى، وأنه قد وضع بعض المصطلحات الموسيقية وأسماء الأصوات التي لا تزال تستعمل إلى اليوم.

    وقد ذكر الفارابي نظرية في الجاذبية الأرضية سبق بها العالم نيوتن بألف عام مما أدهش علماء الغرب وجعلهم يتساءلون عن سر هذا التشابه بين آراء الفارابي ونيوتن، ويعد الفارابي أول مَن عرف علاقة الرياضيات بالموسيقى، ومن هذه العلاقة كانت بوادر علم اللوغاريتمات وقد أكد ذلك العلماء الغربيون، وربما كان هذا هو السر الذي يكمن في اهتمام الفارابي بالموسيقى ومبادئ النغم والإيقاع ويظهر ذلك في كتابه الموسيقى الكبير .

    مؤلفاته


    ألف الفارابي العديد من الكتب والرسائل خلال حياته وأسفاره، فقد ذكر مؤرخو العلوم أنه ألف أكثر من مائة مؤلف، ألف في المنطق خمسا وعشرين رسالة، وكتب أحد عشر شرحا على منطق أرسطو، وسبعة شروح أخرى على سائر مؤلفات أرسطو، ووضع أربعة مداخل لفلسفة أرسطو، وخمسة مداخل للفلسفة عامة، وعشر رسائل دفاعا عن أرسطو وأفلاطون وبطليموس وإقليدس، وخمسة عشر كتابا في ما وراء الطبيعة، وسبعة كتب في الموسيقى وفن الشعر، وستة كتب في الأخلاق والسياسة، وثلاثة كتب في علم النفس.

    ووضع تصنيفا للعلوم في كتابه: إحصاء العلوم وترتيبها والتعريف بأغراضها، ومعظم كتب الفارابي ورسائله وشروحه مفقودة، وبعضها لا يوجد إلا في ترجمات عبرية، ومن كتبه في علوم الحياة: المدينة الفاضلة . تحصيل السعادة . سياسة المدينة . أصل العلوم . ومن أهم رسائله في علوم الحياة: علم النفس . الحكمة . فصوص الحكمة . أسماء العقل .

    ولعل من أهم كتبه: الموسيقى الكبير وله في الموسيقى أيضا كتب منها: المدخل إلى صناعة الموسيقى ، الموسيقى . وله في الفيزياء: المقالات الرفيعة في أصول علم الطبيعة . وله في الطب: فصل في الطب ، علم المزاج والأوزان . المبادئ التي بها قوام الأجسام والأمراض . وله في الرياضيات: المدخل إلى الهندسة الوهمية . الأسرار الطبيعية في دقائق الأشكال الهندسية . وله في الفلك: كتاب: تعليق في النجوم . مقالة: الجهة التي يصح عليها القول في أحكام النجوم . وقد رفض الفارابي صناعة التنجيم، وأظهر فساد علم أحكام النجوم في رسائل ومن أهمها رسالته العلمية: “النكت فيما لا يصح من أحكام النجوم” .

    وما تبقى من مؤلفاته المنطقية والفلسفية وشروحه لأرسطو جعل منه مفكرا إسلاميا ملقبا بالمعلم الثاني وكان له أثر كبير في الفكر الأوربي والفكر العربي ومنها: الحروف . الألفاظ المستعملة في المنطق . القياس . التحليل . الأمكنة المغلطة . الجدل . العبارة ، المقولات . الفصول الخمسة لإيساغوجي . البرهان .

    ومن كتبه أيضا : شرح كتاب “المجسطي” في علم الهيئة لبطليموس، و”شرح المقالتين الأولى والخامسة من كتاب إقليدس في الهندسة”، وكتاب في المدخل إلى الهندسة الوهمية، وكلام في حركة الفلك، ومقالة في صناعة الكيمياء.

    وفي كتابه “إحصاء العلوم” قسم الفارابي العلوم، إلى ثماني مجموعات، ثم ذكر فروع كل مجموعة، وموضوع كل فرع منها، وأغراضه، وفوائده، وقد ترجمه جيرار الكريموني هذا الكتاب إلى اللاتينية.

    فلسفته


    إيمانه بوحدة الحقيقة كان يعتقد أن الحقيقة الطبيعية الفلسفية واحدة وليس هناك حقيقتان في موضوع واحد بل هناك حقيقة واحدة وهي التي كشف عنها أفلاطون وأرسطو، وبرأيه أن كل الفلسفات التي تقدم منظومة معرفية ينبغي أن تحذو حذو أفلاطون وأرسطو.

    كان الفارابي يعتقد أن فلسفة أفلاطون هي عين فلسفة أرسطو ووضع كتاب (الجمع بين رأيي الحكيمين أفلاطون وأرسطو) أفلاطون وأرسطو كلاهما يبحثان في الوجود من جهة علله الأولى، وعند أفلاطون الوجود والعلل الأولى هي (المثل) وأرسطو (العلل الأربعة)، ولكن الفارابي كان يعتقد في كتابه أنه لا فرق وحاول أن يوفق بين الفيلسوفين وقدم مجموعة من الأدلة ليقول أن هؤلاء كشفا الحقيقة وكل من جاء بعدهما يجب أن يحذو حذوهما.

    التمييز الذي قام به الفارابي بين النبي من ناحية والفيلسوف من ناحية: المعرفة تكون بتجريد المعاني الكلية من المحسوسات، النبي والفيلسوف كلاهما يتلقى حقائق وينقلها للآخرين، ويقول الفارابي أن معرفة الحقائق القصوى كلها مصدرها الله لكن فرق بين حقائق النبي وحقائق الفيلسوف فالفيلسوف يتلقى الحقائق بواسطة العقل الفعال فتكون طبيعتها عقليه وليس حسية، الرسول تأتيه المعارف منزلة من عند الله بتوسط الملك جبريل ويتلقى الوحي بالمخيلة ثم يتم تحويل الصور المتخيلة إلى صور ومعاني تنقل للناس، المعارف النبوية هي معارف المخيلة أساس فيها.

    وتميز الفارابي بالمنطق في فلسفته في السياسة والأخلاق ومن أشهر كتبه: “آراء المدينة الفاضلة” و”الموسيقى الكبير”، وتتمثل أرائه في أهل المدينة الفاضلة بأنه خير المدن الممكنة على الأرض بالنسبة للبشر، وقضية الكاتب هي قضية السعادة التي يطلبها جميع الناس ويقسم الكتاب إلى قسمين: قسم يبحث فيه الفارابي نظرية الوجود ونرى فيها التمييز بين الممكن والواجب، القسم الثاني خاص بالمدينة وآراء أهل الجماعة الفاضلة القسم الأول يقابله القسم الثاني والمدن المضادة للمدينة الفاضلة.

    ويبني الفارابي المدينة على غرار الوجود بأسره، فكما للوجود مبدأ أعلى كذلك المدينة الفاضلة لها مبدأ أعلى وهو الرئيس، ويقول الفارابي إن القصد في المدينة الفاضلة الإبانة عن الجماعة التي تسود فيها السعادة والمدينة الفاضلة هي التي يطلب جميع أهلها السعادة والمدن المضادة يطلب فيها أهلها أشياء مضادة، والسعادة عند الفارابي مرتبطة بتصوره للتركيبة الإنسانية والنفس الإنسانية والسعادة تكون عندما تسيطر النفس العاقلة (وفضيلتها الحكمة) على النفس الغضبية (وفضيلتها الشجاعة) والنفس الشهوانية (وفضيلتها العفة) فيصل الإنسان للسعادة.

    أما المدينة الجاهلة فهي عكس المدينة الفاضلة، يطلب أهلها السعادة الآتية من النفس الغضبية والشهوانية، والمدينة الفاسقة هي التي عرف أهلها المبادئ الصحيحة وتخيلوا السعادة على حقيقتها ولكن أفعالهم مناقضة لذلك، والمدينة المبدلة: أيضا مضادة للمدينة الفاضلة ويكون السلوك فيها فاضل ثم يتبدل، والمدينة الضّآلة التي يعتقد أهلها في الله والعقل الفعال آراء فاسدة واستعمل رئيسها التمويه والمخادعة والغرور ويصّور الله والعقل الفعال تصوير خاطئ وكانت سياسته خداع وتمويه.

    وجعل الفارابي مجموعة سمات مميزة لأهل المدينة الفاضلة هي معرفة السبب الأول وصفاته (أي الله) معرفة العقول والأفلاك معرفة الأجرام السماوية معرفة الأجسام الطبيعية معرفة الإنسان يعرفون السعادة ويمارسونها أي معرفتهم كاملة بالوجود وبكل الموجودات وعلى رأس المدينة الفاضلة، يضع الفارابي الرئيس مثلما للوجود رئيس هو الله وللإنسان رئيس هو القلب.

    والذي يقول على المدينة الفاضلة (الرئيس) له صفات: – تام الأعضاء – جودة الفهم والتصور – جودة الحفظ – جودة الذكاء والفطنة – حسن العبارة في تأدية معانيه – الاعتدال في المأكل والمشرب والمنكح – محبة الصدق وكراهية الكذب – كبر النفس ومحبة الكرامة (أي تقدير الذات) – الاستخفاف بأعراض الدنيا – محبة العدل بالطبع وكره الجور – قوة العزيمة والجسارة والإقدام – ويتوج هذه الصفات بالحكمة والتعقل التام – جودة الإقناع – جودة التخيل – القدرة على الجهاد ببدنه.

  • لقاء الدكتور / دارم طباع / أستاذ الصحة العامة في كلية الطب البيطري بجامعة البعث – عميد كلية الطب البيطري – وع حماية الحيوان (سبانا) في سورية ..-

    لقاء الدكتور / دارم طباع / أستاذ الصحة العامة في كلية الطب البيطري بجامعة البعث – عميد كلية الطب البيطري – وع حماية الحيوان (سبانا) في سورية ..-

    الأمن الغذائي وواقع الإنتاج الزراعي في سورية في لقاء مع الدكتور دارم طباع
    ن-ج
    شؤون محلية
    الاثنين: 5-9-2011
    تؤكد الدراسات الإحصائية أن عدد سكان العالم سيبلغ في نهاية العام الحالي سبعة مليارات نسمة ليرتفع إلى تسعة مليارات في العام 2045، وهذا يعني

    أن العالم سيضطر إلى مضاعفة الإنتاج الغذائي مرتين،بشقيه النباتي والحيواني،لتغطية الاحتياجات السكانية المتزايدة.‏

    وقد يعتقد البعض أن الأزمة التي يعيشها العالم اليوم في تأمين الغذاء تنحصر في دول أفريقيا التي اجتاحتها موجة الجفاف وبعض الدول الأخرى الفقيرة،لكن الحقيقة أن هذه الأزمة قد تطال جميع دول العالم،حيث يتراجع الإنتاج الزراعي تحت تأثير عوامل عدة أهمها التغيير المناخي والأمراض الجديدة التي تهدد الأصناف المحسنة.‏

    للحديث حول هذا الموضوع التقينا الدكتور دارم طباع أستاذ الصحة العامة في كلية الطب البيطري بجامعة البعث وعضو منظمة الصحة العالمية وكان لنا معه هذا الحوار:‏

    د.دارم… يعيش العالم حالياً ثورة الإنتاج الزراعي والحيواني وفق تقنيات حديثة في تطوير الإنتاج وتحسينه وزيادة الإنتاجية،باستخدام أنظمة وقاية مكثفة،برأيكم ما هو انعكاس هذه الإنتاجية على الصحة العامة للبشر وعلى الإنتاج الزراعي المستقبلي؟‏

    لقد أعتقد الناس في القرن الماضي أن الثورة الزراعية الخضراء التي استطاعت أن تساهم في تكثيف الإنتاج الزراعي، وتحسين منتجات نباتية وحيوانية قادرة على إنتاج كميات مضاعفة من الغذاء في وحدة المساحة المحددة، وفق تكنولوجيا عالية تعتمد على نظام انتاجي دقيق ونظام وقاية مكثف يعتمد على استخدام الكثير من الكيماويات التي باتت اليوم مصدر قلق كبير للبشرية،نظراً لآثارها الجانبية وخصوصاً إحداثها للأمراض المزمنة الخطيرة على المدى البعيد، مما بدأت آثاره تظهر مع بدايات القرن الحالي،بحيث بدأ الإنسان من جديد يفكر بالعودة إلى نظم الإنتاج التقليدي للأصول الوارثية المحلية التي دجنها عبر عشرات الآلاف من السنين والتي طورها المزارعون والمربون بعناء،كسلالات الماشية والدواجن والمحاصيل الغذائية الملائمة على نحو أمثل للخصوصيات البيئية والمناخية لكل منطقة.‏

    لكن الواقع الحالي للسلة الغذائية خطير جداً في العالم،فقد تعودنا في معظم نظم إنتاجنا على السلالات المحسنة من أصناف الخضروات والفواكه والدواجن واللحوم وغيرها كمحاصيل واسعة التكيف وعالية الإنتاجية،مع العلم أن الإنتاجية العالية لهذه الأصناف جعلتها أضعف جينياً من السلالات المحلية الأصلية،فهي تحتاج إلى الأسمدة الكيميائية والمبيدات السامة الباهظة الثمن والأعلاف المكلفة والرعاية الدوائية للعيش في بيئات صنعية،وهذا ما أدى إلى اختفاء آلاف الأصناف المتوازنة عبر التاريخ.‏

    وماذا عن الواقع الإنتاجي الزراعي بشقيه النباتي والحيواني في سورية؟‏

    لقد كانت سورية وعبر التاريخ ومنذ أكثر من تسعة آلاف سنة قبل المركز الأول لإنتاج الغذاء في العالم, حيث تم فيها تدجين واستئناس معظم أنواع الحبوب والحيوانات واشتهرت هذه المنطقة بتنوع خضرواتها وفاكهتها ووفرة إنتاجها من الحبوب, لدرجة أنه أطلق عليها مستودع الغذاء للإمبراطورية الرومانية, ولا نجد كتاباً يؤرخ لبلاد الشام إلا ونعثر فيه على وصف رائع لهذا التنوع الزراعي الذي أذهل كل من زارها منذ بدايات التاريخ حتى القرن.‏

    ولعل أكبر مثال على هذا التنوع ما ذكره أبي البقاء عبد الله بن محمد البدري المصري الدمشقي في كتابه ((نزهة الأنام في محاسن الشام)) الذي ألفه في القرن التاسع الهجري, ما أورده من كنوز سورية من أصناف الفاكهة والخضار كالمشمش والإجاص , والكمثرى والتفاح والدراق والخوخ والرمان والعنب واللوز والسفرجل والتين, وغيرها الكثير من الأنواع ما يجعلنا نذهل بهذا التنوع الكبير في دمشق وحدها ولو قيس بما هو متوافر في ذلك الوقت بكامل سورية لأدركنا الكنوز الحقيقية التي تحويها هذه البقعة المقدسة من الأرض. في حين انحصرت سلتنا الغذائية اليوم على أصناف محددة لكل نوع لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة ومعظمها تم تحسينه واستكثار بذاره في مراكز الغرب بحيث يصدر إلينا كبذور محسنة نستسهل زراعتها غير مدركين خطورة ذلك على المدى البعيد, عندما تنقرض أصنافنا المحلية فنصبح مستهلكين لما ينتجه الغرب, و لا ينطبق ذلك على الخضروات والفواكه والحبوب فقط, بل يتعداه إلى أصناف الدواجن والماشية, والمؤسف أن هذا التنوع الحيواني بدأ أيضاً بالانقراض بعد أن استسهل معظم الفلاحين تربية الدجاج المحسن في المداجن طمعاً بالربح السريع وحولوا أبقارهم المحلية المقاومة للأمراض وذات الاستهلاك المحدود للعلف إلى أبقار محسنة ذات إنتاج عالٍ على حساب خسائر أخرى في العلف المركز والأدوية ومشكلات التأقلم مع البيئات الغريبة عنها.‏

    ما هي الإجراءات الوقائية لحماية إنتاجنا الغذائي؟‏

    لقد أصبح من الضروري اليوم أن نهتم جدياً بحفظ الأصول الوراثية لكنوزنا الوطنية وإكثارها إذا أردنا أن نعيش في أمن غذائي , ولا يكفي أن يقوم المركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة (إيكاردا) بحفظ الأصول الوراثية لحوالي 125000 مدخل زراعي لمحاصيل النجيليات والبقوليات الغذائية والعلفية-يرات ترشيد استهلاك الأغذية من خلال تعديل النظام الغذائي وعدم هدر الغذاء إطلاقاً, والتوازن في تناول المواد الغذائية وفق حاجة الجسم, فالأمن الغذائي اليوم هو الرهان الوحيد الذي علينا كسبه لنستطيع أن نتجاوز التحدي الكبير في حصول المجاعات البشرية.‏

    عميد كلية الطب البيطري “سنحل مشكلات التدريب العملي”
    التعليم العالي
    قال الدكتور دارم طباع عميد كلية الطب البيطري بجامعة البعث أن الكلية “بصدد إنهاء تأسيس مزرعة الكلية التي أنجز منها حتى الآن ما يقارب 70٪، ويتوقع افتتاحها في بداية عام 2008، ويتم تأسيس مشفى طبي بيطري ضخم في منطقة الغاب بحماه تابع للكلية للهدف نفسه”.
    وأشار د. طباع في معرض رده على مقال نشرته صحيفة البعث بعنوان «مرض مزمن في كلية البيطرة» يتناول مشكلة التدريب العملي لطلاب الكلية إلى أن “تزايد أعداد الطلاب الدارسين في الكلية يشكل مشكلة لنا بالنسبة للتدريب العملي، وهذا مرده عدم قدرتنا على تأمين نماذج حية كافية من الحيوانات المريضة تكفي لتدريب ثلاثمائة أو أربعمائة طالب، مما يجعلنا نستخدم أسطولاً كاملاً من العيادات المتنقلة وهو مكون من ثلاثة باصات وعيادتي إسعاف وأربع عيادات متنقلة تابعة لمشروع حماية الحيوان من أجل إجراء زيارات يومية للحقول والقرى، والبحث عن حالات مريضة في المناطق المحيطة بحماه لتغطية هذا الجانب”.
    وأضاف د. طباع بأن الكلية تمتلك “أدوات عملية تدريسية متميزة تفوق قيمتها 300 مليون ليرة سورية ومخابر الكلية وأقسامها مجهزة بأحدث التجهيزات العالمية”، وطالب بضرورة “التمييز بين الاسم الحقيقي للكلية وهو كلية الطب البيطري، لأنها تدرس كافة العلوم الطبية البيطرية، وبين ما يطلق عليها أحياناً خطأ كلية البيطرة، وهو يعني كلية فقط لتنعيل حافر الخيل والعناية به”.
    يشار إلى أنه أنجز مؤخرا في كلية الطب البيطري مشروع بناء القدرات وذلك بالتعاون مع الوكالة اليابانية للتعاون الدولي (جايكا).
    سيريانيوز
    الدكتور دارم طباع،
    مدير مشروع حماية الحيوان (سبانا) في سورية، أشرف مؤخرا على إعداد المعرض البيئي المتنقل «عالم الحيوان العجيب»، الذي تنظمه وزارة التربية السورية بالتعاون مع «سبانا»، وانطلق من مدينة حمص، ليتجول في جميع المحافظات السورية.

    تكبير الصورة

  • الذئاب والتهجين مع أنواع أخرى – الصلة بالكلاب – الاستئناس – الاختلافات الجسدية والسلوكية – الوضع الحالي والسابق -تمثيل الذئب الرمادي في الثقافة الإنسانية ..في الفلكلور، الدين، والميثولوجيا ..- الذئاب آكلة الإنسان – افتراس الماشية والحيوانات المنزلية – صيد الذئاب – إعادة الإدخال – في المناطق الحضرية – الذئاب كحيوانات منزلية وعاملة

    الذئاب والتهجين مع أنواع أخرى – الصلة بالكلاب – الاستئناس – الاختلافات الجسدية والسلوكية – الوضع الحالي والسابق -تمثيل الذئب الرمادي في الثقافة الإنسانية ..في الفلكلور، الدين، والميثولوجيا ..- الذئاب آكلة الإنسان – افتراس الماشية والحيوانات المنزلية – صيد الذئاب – إعادة الإدخال – في المناطق الحضرية – الذئاب كحيوانات منزلية وعاملة

     

    التهجين مع أنواع أخرى

    هجين ذئب وكلب من سلالة الملموت الألاسكي.

    يمكن للذئاب أن تتناسل والكلاب المستأنسة، لتنتج هجيناً غير عقيم. يُقال أن هجائن الكلاب والذئاب تكون متمتعةً بصحة جيدة في أغلب الحالات، حيث أنها تتأثر بعدد أقل بأشواط من الأمراض الوراثية من العدد الذي تتأثر به سلالات الكلاب المستأنسة، ويعود السبب وراء هذا إلى عامل “قوة الوراثة”.[135] يفيد اتحاد الكلاب الذئبية الوطني (بالإنكليزية: National Wolfdog Alliance)، بأن 40 ولاية أمريكية تحظر ملكية، إكثار، أو استيراد أي كلب ذئبي، بينما تقوم ولايات أخرى بوضع بعض القواعد التنظيمية المتعلقة بهذا الموضوع.[136] تنطبق ذات المسألة على معظم الدول الأوروبية والكثير من بلديات ومقاطعات الولايات المتحدة، التي إما تجعل تملّك الحيوان مسألةً مخالفةً للقانون، أو تقيد من حرية تربيته.[137] على الرغم من أن الذئاب تفتك بالكلاب في البرية، إلا أنه تمّ توثيق حدوث بعض حالات التزاوج بين ذئاب وكلاب وحشية عن طريق الاختبارات الوراثية، التي أظهرت أن بعض الجمهرات تحمل مورثات انتقلت إليها من سلف من الكلاب. يعتقد بعض العلماء أن هذا التهجين الطبيعي يُشكل خطراً محدقاً بجمهرات الذئاب النقية المعزولة، لا سيما وأن هناك بعضاً من القطعان المهددة التي وإن اختلطت بأي جمهرة هجينة، فسوف تكون قد اندثرت بطريقة أخرى. عادةً ما يحصل التهجين الطبيعي بين الذئاب والكلاب بالقرب من المستوطنات البشرية، حيث تقل كثافة الذئاب ويرتفع عدد الكلاب. إلا أن الدلائل الملموسة، كالخصائص المورفولوجية البارزة وتحاليل الحمض النووي للمتقدرات، تنص على أن القول بانتشار التهجين بين الكلاب والذئاب قول خاطئ، إذ أنها تُظهر ندرة حصول أي تزاوج بين النوعين في البرية.[10] يُقال في بعض الأحيان أن وجود زمعتين عند الذئاب البرية هو خير دليل على أنها ملوثة وراثيّاً من قبل الكلاب، والزمعة عبارة عن أصبع خامس لاوظيفي يظهر في قوائم الكلاب الخلفية، ويختفي عند الذئاب النقية ذات الأصابع الأربعة.[13] لوحظ أن هجائن الذئاب البرية في الإتحاد السوفياتي السابق، كانت تؤلف قطعاناً أكبر من قطعان الذئاب النقية، كما تمتعت بقدرة أكبر على التحمل عندما طاردت فريستها.[8] أظهرت الأبحاث الوراثية في جامعة كاليفورنيا بمدينة لوس أنجلوس، أن الذئاب ذات الأهاب الأسود تحمل هذا اللون نتيجة طفرة برزت في بادئ الأمر عند الكلاب المستأنسة حديثاً وانتقلت لاحقاً إلى الذئاب عن طريق التهجين مع الكلاب التي غدت وحشية.[18]

    ذئب أحمر أسير. أظهرت العديد من الأبحاث الوراثية أن هذه الذئاب عبارة عن هجائن بين الذئاب الرمادية والقيوطات.[138]

    تتناسل الذئاب مع القيوطات لتنتج هجائن غير عقيمة كذلك الأمر، وهذا الأمر يطرح التساؤل المثير للجدل حول ما إذا كان يُمكن اعتبار كل منها نوعاً مستقلاً بذاته.[139]يُعرف نتاج الذئب والقيوط باسم “الذئب القيوطي” أو “القيئب”، وهو عادةً ما يكون حجمه وسطاً بين حجم أبويه، أي أكبر من قيوط نقي وأصغر من ذئب. أظهرت إحدى البحوث في ولاية ماين، أن 22 قيوطاً من بين 100 تم أسرها، تتحدر من أصول ذئبيّة، وكان أحدها يحمل خصائص مماثلة لخصائص الذئاب بنسبة 89%. تفترض إحدى النظريات أن القيوطات الشرقية الضخمة في كندا ليست سوى هجائن بين القيوطات الغربية الصغيرة والذئاب، التي التقت بها وتزاوجت معها منذ عقود، عندما هاجرت القيوطات من موطنها الغربي إلى منطقة نيو إنغلند.[140] كذلك، يقول بعض العلماء أن الذئب الأحمر ليس بنوع مستقل وإنما هو هجين أخر بين الذئاب الرمادية والقيوطات. وقد دعمت الأبحاث الوراثية الحديثة هذا الافتراض، حيث تبين أن الذئاب الحمراء لا تتميز وراثيّاًَ عن الذئاب الرمادية والقيوطات إلا بنسبة بسيطة، وقد ظهر أيضاً، من خلال احتساب المسافة الوراثية بين الأنواع الثلاثة، أن الذئاب الحمراء تأتي وسطاً بين الذئاب الرمادية والقيوطات، وأنها تُشابه هجائن الأخيرة قاطنة جنوب كيبيك ومينيسوتا. تبين من خلال تحاليل الحمض النووي للمتقدرات، أن جمهرات الذئب الأحمر الباقية، يتحدر أغلبها في الأصل من القيوطات.[138]

    الصلة بالكلاب

    تثير مسألة صلة الذئب الرمادي بالكلاب الجدال بين العلماء منذ سنين طويلة، على الرغم من أن معظمهم يرون الذئب على أنه السلف المباشر لجميع سلالات الكلاب المستأنسة. اعتبر حل هذه المسألة غاية في الصعوبة، بما أن فصيلة الكلبيات فصيلة حديثة النشوء وبسبب تناسل الأنواع المختلفة مع بعضها بسهولة، إلا أن دراسات القرابة الجزيئية تظهر حاليّاً أن الكلاب المستأنسة والذئاب قريبة من بعضها بشكل وثيق، وبناءً على هذا فإن جميع العلماء أخذوا يصنفون الكلب على أنه سلالة من الذئب الرمادي، يحمل الاسم العلمي “Canis lupus familiaris“. كذلك، فقد أظهرت التجارب في ألمانيا، على كلاب البودل والذئاب، أن الصغار الهجينة تولد غير عقيمة ولا تواجه صعوبة في التواصل مع بعضها أو مع أبويها حتى تلك التي ولدت بعد أجيال، وكذلك كانت النتيجة بالنسبة للوالدين، حيث تزاوجت مع بعضها تلقائيّاً دون أي قيد، ولم تواجه صعوبة في التواصل عبر الأصوات ولغة الجسد. تتعارض هذه النتائج مع تلك التي برزت من تزويج البودل بالقيوط وبنات آوى، إذ تبين أن خصوبة كل الهجائن أخذت تقل جيلاً بعد جيل، كما أخذ التواصل يصعب عليها شيئاً فشيئاً، وازدادت نسبة أمراضها الوراثية بعد 3 أجيال من التزاوج الداخلي. وبناءً على هذا، استنتج العلماء أن الذئاب الرمادية والكلاب تُشكل نوعاً واحداً.[141] أظهرت فحوصات الحمض النوويأن الكلاب المستأنسة والذئاب الرمادية وثيقة الصلة ببعضها، فكلاهما يمتلك 39 كروموسوماً، تُمثل 19000 مورثة، منتشرة على 2.4 مليارات كيلو قاعدة.[142] في عام 2005، تم إجراء دراسة لتحديد مدى الشبه الوراثي عند أفراد السلالات المستأنسة وبين تلك السلالات المختلفة، وبين سلالات الذئب الرمادي، عن طريق قياس درجة تواتر نوكليوتيد تعدد الأشكال المنفردة الخاصة بكل منها. بينت النتائج أن الكلاب المستأنسة من ذات السلالة كانت مشابهة بشدة لبعضها البعض، كما تبين أن السلالة المستخدمة في الدراسة، وهي من كلاب البوكسر، كانت قريبة بشكل كبير لسلالات مستأنسة أخرى، على الرغم من وجود بعض التفاوت بين السلالة والأخرى، فعلى سبيل المثال، ظهر بأن البوكسر أقل قرباً إلى كلاب الملموت الألاسكية من باقي السلالات. كما ظهر أنه الأقل من بين السلالات المستأنسة شبهاً بالكلبيات الأخرى، مثل الذئب الأوراسي والقيوط. وبناءً على هذا التحليل، يمكن القول بأن الفروقات الشكلية بين الذئب الأوراسي والكلب المستأنس هي ضعف الفرق بين سلالات الكلاب المستأنسة، وأربعة أضعاف الفروقات الموجودة بين أفراد سلالة مستأنسة معينة.[142]

    الاستئناس

    طالما كان هناك جدال قائم بين العلماء حول مسألة تشعب الكلاب المستأنسة من الذئاب، وحتى الآن ما زال تاريخ حصول هذا التشعب، كيفية حصوله ومكان ذلك، غير محدد بشكل قاطع. تظهر المستحثات التي عُثر عليها أن الكلاب انشقت عن الذئاب منذ 15,000 سنة، إلا أن هذا يمكن أن يكون قد حصل منذ فترة سابقة على هذا التاريخ بكثير. يقول معظم علماء الآثار أن الكلاب تشعبت من الذئاب في الفترة الممتدة بين 15,000 و35,000 سنة، وأن الاستئناس حصل نتيجةً لتغيّر نمط حياة البشر، إذ أنه في تلك الفترة بدأ الإنسان بالاستقرار وتوقف عن حياة الترحال. يتفق جميع العلماء أن التدجين حصل في أوراسيا، وأن الكلاب دخلت أمريكا الشمالية مع إحدى موجات الهجرة البشرية على الأرجح، منذ 12,000 عام فقط، وبالتالي فإنه يُفترض أن الكلاب انتشرت بسرعة فائقة في جميع أنحاء العالم.[143] لا تزال مسألة أي سلالة من الذئاب تتحدر منها سليلتها الأليفة موضع نقاش، فيقول البعض أن هذه السلالة هي السلالة التبتية، حيث أن القسم الأعلى من فكها السفلي يميل إلى الخلف كما في الكلاب المستأنسة، وعلى العكس من باقي سلالات الذئب الرمادي، بينما يقول آخرون أن السلالة الأكثر ترجيحًا هي السلالة الهندية بسبب حجمها الصغير وطبيعتها الأكثر وداعة.[144] يقول بعض الخبراء أن سلالات الشرق الأوسط وآسيا الجنوبية هي الأكثر احتمالاً لتكون أجداد الكلاب، إذ أنها تُصدر أصواتاً شبيهة بأصوات الأخيرة، كما أنها أصغر حجماً وأكثر وداعةً من السلالات الشمالية.[54]

    الاختلافات الجسدية والسلوكية

    تُظهر بعض سلالات الكلاب المستأنسة، مثل هذا التمسكان، شبهاً كبيراً بالذئاب، على الرغم من عدم ارتباطها بالأخيرة بشكل أوثق من باقي السلالات.

    على الرغم من أن الكلاب والذئاب وثيقة الصلة ببعضها البعض، إلا أنها تُظهر عدداً من الاختلافات الجسدية والسلوكية. يقول بعض العلماء بعدم صحة النظرية القائلة بأن الكلاب تتحدر من الذئاب، بناءً على هذه الاختلافات بين الحيوانين،[3] بينما يقول أخرون أن غياب بعض الخصائص أو العادات عند الكلاب، مثل تقيؤ الطعام للجراء أو عيشها في قطيع ذو بنية الصارمة، ليس بدليل على خطأ النظرية، وإنما هو بمثابة “انحلال” لتلك الخصائص بسبب التزويج غير الانتقائي أو اللامسؤول لسلالات الكلاب المختلفة، كما أن الكثير من الكلاب، وبشكل خاص تلك التي تتحول إلى الوحشية، تظهر لديها هذه الخصائص، بينما تبقى غير بارزة عند غيرها.[141][145]

    قد لا تُظهر الكلاب بعض أشكال السلوك الغريزي أو الاجتماعي التي تُظهرها الذئاب بسبب عدم وجود أي فرصة لها للقيام بذلك في محيطها الأهلي، وكذلك عندما تتحول إلى الوحشية أو تعيش حياة شبه وحشية، فإنها تبقى تُظهر اختلافات معينة عن أسلافها البرية. وفي دراسة مقارنة أجريت على الذئاب وكلاب البودل، قام العالم المختص بدراسة الذئاب “أريك زيمن” ومساعديه بتسجيل 362 سلوكاً مختلفاً تقوم به الأخيرة، 64% منها قامت به كلاب البودل باختلاف طفيف أو دون أي اختلاف على الإطلاق، بينما لم تُظهر أي سلوك مشابه لنسبة 13% الباقية. تبين من هذه الدراسة أن 23% من السلوكيات الذئبية موجود لدى الكلاب ولكن بشكل معدل بطريقة ملحوظة، فعند الإتيان بأي منها، أظهرت البودل عدم تركيزها على هدف معين وعشوائية وعدم فعالية انتقائها “لطريدتها”، تماماً كما هي الحال عند جراء الذئاب اللاهية أو العابثة. كذلك، فقد ظهر أن الكثير من تعابير الوجه والتعابير الجسدية التي تقوم بها الذئاب، كانت مبسطة بشكل كبير عند البودل أو غير بارزة على الإطلاق، فكانت الوضعيات العدائية والدفاعية لديها قليلة إلى حد كبير، وذلك بسبب كونها أقل خوفاً وعدائيةً، وأكثر تحملاً للكائن الذي يقترب منها كثيراً. وعلى العكس من الذئاب البالغة، التي تتفادى الاحتكاك الجسدي مع بعضها البعض عندما تنام، فإن كلاب البودل استمرت بالاستلقاء قرب بعضها عندما بلغت 8 أشهر من العمر أو ما يزيد عن ذلك بعض الشيئ، حتى في الأيام الحارة، عندما لا يكون هناك حاجة للتكويم من أجل الحفاظ على حرارة الجسد.[146] تعتبر الكلاب البالغة أكثر تقبلاً للغرباء من الذئاب البالغة، التي تصبح كارهةً للأجانب مع تقدمها بالسن. كذلك، فإن تقنيات القتال تختلف بين الكلاب والذئاب، فالأولى غالباً ما تركز على الهجوم على الرأس، العنق، والأكتاف، بينما تهاجم الثانية جميع أنحاء الجسد وتسبب ضرراً أكبر، كما تصد العديد من الهجومات المضادة.[147]

    تمتلك الكلاب، المماثلة في حجمها لحجم الذئاب، جمجمةً ودماغاً أصغر بحوالي 20 و 10% على التوالي، وأسنان صغيرة بالمقارنة مع أنواع أخرى من الكلبيات.[15] تكون طواحن وأضراس الكلاب متراصة بشكل أكبر من الذئاب، كما أن أنماطها المستدقة أقل تعقيداً، وفقاعة طبلة أذنها أصغر بكثير.[148] تتطلب الكلاب المستأنسة سعرات حرارية أقل من الذئاب كي تستطيع البقاء، بما أن دماغها أقل حجماً، ويعود السبب في ذلك إلى أن اعتمادها على بقايا طعام البشر منذ القدم، أدى إلى التقليل من حجم الدماغ وقوة عضلات الفك اللازمين للصيد. يُعتقد أن السبب وراء ارتخاء آذان الكلاب هو ضمور عضلات الفك.[15] تبلغ أكف الكلاب في حجمها نصف حجم أكف الذئاب، وتميل أذيالها إلى أن تلتف نحو الأعلى، وهذه سمة غير موجودة عند الذئاب.[6]

    الوضع الحالي والسابق

    الانتشار الحالي لسلالات الذئب الرمادي المختلفة.

    كانت الذئاب الرمادية أوسع الثدييات انتشاراً على سطح الكرة الأرضية سابقاً بعد الإنسان، حيث قطنت المناطق شمال خط العرض 15° و 12° شمالاً في أمريكا الشمالية وأوراسيا على التوالي.[149] وعلى الرغم من هذا الانتشار الواسع، فإن الذئاب اليوم تقطن قسماً صغيراً جداً من هذا الموطن السابق، بسبب تعدي البشر على موائلها وما ينجم عن ذلك من تدمير لمسكنها واحتكاك بينها وبين الإنسان يؤدي في نهاية المطاف إلى استئصالها محليّاً.[149]يظهر هذا الأمر بشكل جلي في المناطق المخصصة للتطوير والاستغلال في أوروبا، آسيا، المكسيك، والولايات المتحدة، حيث يتم تسميم الذئاب واضطهادها عمداً.[149]

    صُنّفت الذئاب الرمادية على أنها معرضة للانقراض بدرجة دنيا من عام 1982 حتى عام 1994 من قبل الإتحاد العالمي للحفاظ على الطبيعة (IUCN). إلا أن قيام العديد من الدول بحمايتها وتغيير طرق استغلال الأراضي، والنزوح من الريف إلى المدن، أدى إلى زيادة أعدادها من جديد.[149]وبالإضافة إلى ذلك، أدت مشاريع إعادة الإدخال وإعادة التوزيع في أوروبا الغربية وغربي الولايات المتحدة، إلى زيادة عدد جمهرات الذئاب في تلك النواحي من العالم.[149] وكنتيجة لكل هذا، أعاد الاتحاد العالمي للحفاظ على الطبيعة تصنيف الذئب عام 1996 من نوع مهدد بدرجة دنيا، إلى نوع غير مهدد على الإطلاق.[149] تختلف اليوم حالة حفظ الذئاب باختلاف المناطق والدول التي تقطنها، فهي تحظى بحماية كاملة في بعض الدول، تُصاد لغرض الترفيه في دول أخرى، أو تتعرض للاضطهاد والإبادة في أماكن معينة بسبب اعتبارها خطراً يهدد المواشي والحيوانات المنزلية.

    تعتبر الكثير من جمهرات الذئاب المحلية مهددة بالاندثار، على الرغم من عدم تهدد النوع ككل.[150] ومن المخاطر التي تواجه هذه الحيوانات قلة التنوع الوراثي وضيقه شيئاً فشيئاً، بسبب تبعثر الجمهرات وتفرقها، إذ أن الانفجار السكاني أدى إلى توسع رقعة الاستيطان البشري، الأمر الذي أدى بدوره إلى إيجاد جيوب معزولة من الذئاب تعاني من التناسل الداخلي. أظهرت الدراسات أن معدل الإنجاب عند الذئاب يرتبط بشكل مباشر بالتنوع الوراثي،[151] وأن الجمهرات المعزولة تتأثر بشكل كبير بإدخال الأليلات الجديدة إليها ولو كانت من ذئب واحد إضافي حتى.[150] يُعتقد أن إحدى الجمهرات المعزولة من الذئاب على الجزيرة الملكية في منطقة البحيرات العظمى بالولايات المتحدة تعاني من مضاعفات نقص التنوع الوراثي، ففي عام 1991 تبين أن عدد أفرادها تناقص من 50 إلى 12 ذئباً، وأظهرت الأبحاث أن هذا التراجع في الأعداد تزامن مع نقص الألزيمات مغايرة اللاقحة.[152]

    يُعرف عن الذئاب أنها حيوانات تعاني من صعوبة التأقلم مع التغيير، وغالباً ما يُشار إليها على أنها نوعاً مؤشراً؛ أي نوع يرسم حدود منطقة بيئية أو يدل على وضع بيئي معين، كانتشار مرض ما، وجود تلوث أو منافسة بين الأنواع، أو تغير حاصل في المناخ. يظهر بأن الذئاب غير قادرة على التأقلم مع التوسع العمراني والحضري كما القيوطات، حيث يتبين أن المناطق التي شهدت انفجاراً سكانيّاً، شهدت تراجعاً في أعداد الذئاب.[15]

    تمثيل الذئب الرمادي في الثقافة الإنسانية

    في الفلكلور، الدين، والميثولوجيا

    منحوتة الذئبة الكابيتولينية (باللاتينية:Lupa Capitolina) وهي ترضع رومولوس ورموس في متحف الكابيلوتين، روما.

    كان للبشر نظرات مختلفة ومتنوعة للذئاب عبر العصور، ففي بعض أنحاء العالم كانت هذه الحيوانات تُحترم وتُبجل، بينما كانت تثير الخوف والنفور في أماكن أخرى. اعتبرت الذئاب حيوانات موقرة في الميثولوجيا الألطية الخاصة بالترك المغول، وكان الكهنة الأرواحيين لتلك الشعوب يعتقدون بأنهم يتحدرون مباشرةً من الذئاب، وتناولت الأساطير التركية عدد من القصص التي لعبت فيها الذئاب دوراً كبيراً، ومنها الأسطورة التي تقول بان ذئباً رماديّاً قاد الأتراك إلى موطنهم المسمى “إرغنكون”، حيث ازدهروا وغزوا كل الشعوب المجاورة لهم.[153][154] كذلك، تنص الميثولوجيا الرومانية أن ذئبةً كانت السبب في بقاء مؤسسي روما، “رومولوس ورموس” على قيد الحياة، فقد كان عم الطفلين “آموليوس” قد أمر خادمه بقتلهما، إلا أن الأخير تردد وترك الصغيرين على ضفاف نهر التيبر، فحملهما النهر بعد أن فاض إلى ضفة أخرى حيث عثرت عليهما الذئبة، المعروفة باسم “لوپا – Lupa” باللاتينية، المقدسة عند إله الحرب “مارس”، وتبنتهما. تظهر الذئاب أيضاً في الميثولوجيا الفنلندية على أنها رمز للدمار والخراب، لدرجة أن اسم الذئب باللغة الفنلدية “سوسي – susi” يعني “شيئاً ليس له قيمة”. وفي الميثولوجيا الإسكندنافية تظهر 3 ذئاب أساسية: “فنرير” العملاق الابن البكر “للوكي” و”أنكربودا“، الذي قُتل على يد ابن أودين “فيدار”،[155] والذئبين “غيري وفريكي”، حيوانات كبير الألهة “أودين” المخلصة والتي قيل بأنها “فأل خير”.[156] كان قوم الآينوفي اليابان يعتقدون بأنهم وُجدوا في العالم عن طريق اتحاد كائن شبيه بالذئب وإلاهة.[157] ولعلّ أبرز الشعوب التي كانت تجل الذئاب هي الشعوب الأمريكية الأصلية، فقوم “التناينا” مثلاً كانوا يعتبرون الذئاب إخوة لهم ويقولون لكل ذئب “الأخ”،[6] وكذلك قوم “الباوني” المزارعين والصيادين الذين ربطوا الذئب بالذرة والبيزون؛ حيث كانت “ولادة” و”موت” نجمة الذئب، أي الشعرى اليمانية، تمثل انعكاساً لذهاب وإياب الذئب على طول درب التبانة، المعروفة عندهم بدرب الذئب.[10] كان العرب يشبهون الرجل القوي بالذئب لما يتحلى به من قوة، كما ووردت قصص كثيرة لأدباء عرب فيها ذكر للذئب مثل قصص ابن المقفع في كليلة ودمنة، كما وذُكر الذئب وصنف من قبل بعض العلماء مثل الجاحظ في كتاب الحيوان، وما زال البعض يُطلق على أولاده حتى اليوم اسم “ديب” و”ديبة”.

    لوحة فسيفسائية على مدخل كنيسة فيالدنمارك تُظهر الراعي الصالح وهو يُدافع عن الحمل.

    يرمز الكتاب المقدس إلى الذئب 13 مرة، غالبًا على شكل استعارات تدل على الجشع والدمار، وينص العهد الجديد على أن يسوع استشهد بالذئاب ليرمز إلى الأخطار التي كان تابعوه سيواجهونها لو لم يتبعوه، حيث قال: “أَنَا هُوَ الرَّاعِي الصَّالِحُ، وَالرَّاعِي الصَّالِحُ يَبْذِلُ نَفْسَهُ عَنِ الْخِرَافِ. وَأَمَّا الَّذِي هُوَ أَجِيرٌ، وَلَيْسَ رَاعِيًا، الَّذِي لَيْسَتِ الْخِرَافُ لَهُ، فَيَرَى الذِّئْبَ مُقْبِلاً وَيَتْرُكُ الْخِرَافَ وَيَهْرُبُ، فَيَخْطَفُ الذِّئْبُ الْخِرَافَ وَيُبَدِّدُهَا”.[158] كذلك فقد ذُكر الذئب في القرآن الكريم 3 مرات في سورة يوسف، عندما قال والد النبييوسف لأبنائه أنه خائف على ولده من أن يأكله الذئب إن ذهب معهم، فطمئنوه أن هذا لن يحصل، وعندما ذهبوا مع أخيهم ألقوه في الجب وعادوا قائلين لأبيهم أن الذئب أكله، حيث جاء: ﴿قَالُوا يَا أَبَانَا مَا لَكَ لَا تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ ۝ أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ۝ قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ وَأَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ ۝ قَالُوا لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذًا لَخَاسِرُونَ ۝ فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ۝ وَجَاءُوا أَبَاهُمْ عِشَاءً يَبْكُونَ ۝ قَالُوا يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِنْدَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ﴾.[159]

    ظهرت الذئاب كموضع خوف وكره في الفلكلور الأوروبي خلال عهد سيادة الكنيسة، على الرغم من أنها كانت تبرز في ذلك الحين أيضاً كرموز على شعارات وقمة العديد من العائلات النبيلة. تعطي معظم الشعوب أسماءً مذكرة لهذه الحيوانات على الأرجح، ومثال ذلك الاسم الإسكندنافي “أولف – Ulf“، الألباني “أوجكو – Ujku“، الألمانيواليديشي “وولف/ڤوولف – Wolf/Volf“، الإنكليزي “وولف – Wolf“، العبري “زئيڤ – זאב מצוי“، المجري “فاركاس – Farkas“، الصربي “ڤوك – Vuk“، الأوكرانيڤوڤك – Вовк“، الروماني “لوپول – Lupul“، الفرنسي “لوو – Loup“، والبلغاري “ڤالكو – Вълк“. والذئاب بارزة أيضاً في الأمثال الشعبية، فالكثير من الأمثال الصينية تتناول الذئاب لتشير إلى شخص سيئ النية ذو هدف خبيث، فيُقال “قلبه كقلب الذئب” (بالصينية: 狼子野心) والتي تفيد ضمناً إلى استحالة إصلاح الأشخاص الأشرار بطبعهم، كذلك يُقصد بقول “قلبه كقلب الذئب ورئتاهكرئتيّ الكلب” (بالصينية: 狼心狗肺) الإشارة إلى شخص ناكر للجميل قام بالغدر بأشخاص كان قد ساعدهم سابقاً، وفي هذه الأمثال شبه بالمثل العربي السائد في بلاد الشام خصوصاً “اذكر الذيب وهيئ القضيب”، وفي هذا إشارة إلى حضور شخص غير مرغوب به يسبب إزعاجاً، يرغب المرء لو يتخلص منه. في اللغة الكازاخية 20 مثلاً شعبيّاً يتناول الذئاب، بينما في اللغة الروسية 253 مثلاً.[8]

    الذئاب آكلة الإنسان

    ذئبان من “قطيع بيريغور” الذي كان مسؤولاً عن مقتل 18 شخصاً وجرح العديد في مقاطعة بيريغور بفرنسا في فبراير من عام 1766.

    عادةً ما تظهر الذئاب على أنها جبانة بحضور البشر، غير أن طريقة تفاعلها مع الناس غالباً ما تعتمد على تجاربها السابقة مع الأخيرة عوضاً عن غريزتها.[73][160] عندما تحظى الذئاب بالمساحة الكافية من المسكن، وبعدد كاف من الطرائد، وعندما يقوم البشر بصيدها بين الحين والأخر، فإنها تميل إلى تفادي الاحتكاك معهم إلى درجة أنها تتخلى عن فريستها عندما تشعر بدنو إنسان منها.[76] إلا أنه على الرغم من ذلك، تمّ توثيق العديد من الحالات التي هاجمت فيها الذئاب أشخاصاً أو تصرفت بعدائية تجاههم، كما عندما يقوم أناساً باستفزازها، أو عند اعتيادها عليهم، أو عند إصابتها بداء الكلب، خلطها بين البشر وكائنات أخرى، تعليمها الصيد للجراء، تهجنها مع الكلاب، وعند النقص الموسمي في مخزون الطرائد،[39][161] أما الهجوم غير المستفز من قبل ذئاب غير مكلبة فيندر وقوعها. كانت أغلبية هجومات الذئاب على البشر تقع تاريخياً خلال الفترة الممتدة بين شهريّ يونيو ويوليو، وتستهدف الأطفال والنساء،[39][74][162] وتقع هذه الهجومات في أماكن وخلال أزمنة متفاوتة، مما يدل على أن افتراس الإنسان ليس شائعاً عند الذئاب ولا يُمثل تصرفاً طبيعيّاً لها، بل هو عبارة عن سلوك يطوره ذئب منفرد أو قطيع معين ويعتاد عليه، ولا يزول إلا بقتل الحيوان.[163] عند مقارنة الذئاب بغيرها من الثدييات التي يُعرف عنها قتل الإنسان، فإنه يتبين أن قيامها بهذا الفعل قليل، مما يدل أنه على الرغم من كونها حيوانات خطيرة، فإنها لا تزال المفترسات الأقل تهديداً واحتمالاً بأن تفترس البشر.[39][163] كانت هجومات الذئاب ظاهرة منتشرة بشكل متقطع في أوروبا خلال العهود السابقة للقرن العشرين، فقد أظهرت الوثائق التاريخية أنه في الفترة الممتدة بين عاميّ 1580 و1830، قتل 3,069 شخصاً على يد الذئاب في فرنسا وحدها، وكان 1,857 شخص منهم قد قتلوا من قبل ذئاب غير مصابة بداء الكلب.[164] ومن أبرز القصص عن الذئاب القاتلة، قص وحش جيفودان، على الرغم من أن الحيوان المتهم بضلعوه في هذه الأحداث لا يزال غير معروف إن كان ذئباً بالفعل أم كائناً أخر شبيه به.[39] تفيد حاليّاً العديد من الوثائق بوقوع أحداث تضمنت افتراس الذئاب للإنسان في آسيا، ومن هذه الأحداث ما تفيد به ثلاثة ولايات هندية عن وقوع عدد من الهجومات، التي وثقها علماء أحياء مخضرمون، من قبل ذئاب غير مكلبة خلال العقود الأخيرة.[39][75] ففي مدينة هزاريباغ بولاية بيهار على سبيل المثال، أصيب 100 طفل بجروح وقُتل 122 منهم في الفترة الممتدة بين عاميّ 1980 إلى 1986.[75] وفي روسيا أيضاً تفيد الكثير من الوثائق بوقوع عدد من الهجومات، وبشكل خاص قبل الثورة البلشفية، وبعد الحرب العالمية الثانية؛ ففي الفترة الممتدة بين عاميّ 1840 و1861، وقع 273 هجوماً من قبل ذئاب غير مكلبة في مختلف أنحاء روسيا، أدت إلى وفاة 169 طفلاً و 7 أشخاص بالغين،[165] وكذلك كان الحال في الفترة الممتدة بين عاميّ 1944و1950، عندما قُتل 22 طفلاً ومراهقاً تتراوح أعمارهم بين 3 و 17 سنة، في كيان كيروف أوبلاست الاتحادي.[166] أما في أمريكا الشمالية، فإن نسبة اعتداءات الذئاب على الإنسان تعتبر أقل من تلك الخاصة بأوروباوآسيا. كان هناك حملة أعلامية منتشرة في الكثير من أنحاء الولايات المتحدة، تهدف إلى حشد التأييد لمسألة ترعاها الولاية، ألا وهي وضع جائزة على رأس كل ذئب، وقد أدت هذه الحملة إلى خلق حافز اقتصادي جعل الناس يُبالغون في وصف الأخطار التي قد يتعرضون لها من قبل تلك الحيوانات؛ وقد أدى هذا بالتالي إلى بروز ادعاءات كاذبة أو مبالغ فيها عن هجومات قامت بها ذئاب.[6] إلا أنه ورد أيضاً بعض من التقارير التي تفيد بوقوع اعتداءات في أمريكا الشمالية، وذلك بسبب تعدي البشر بشكل مستمر على مسكن هذه الحيوانات. قام عالم الأحياء المتقاعد “مارك مكناي” بتجميع 80 وثيقة تفيد بوقوع لقاءات بين الناس والذئاب في ألاسكا وكندا، حيث قامت الذئاب بالاقتراب من البشر أو الهجوم عليهم، وتبين أن 39 حالة عدائية كانت قد وقعت من قبل ذئاب سليمة لا تشكو من أي علة صحية، وأن 29 حالة أخرى كانت عبارة عن اقتراب الذئاب من البشر دون أن تُظهر أي خوف ودون أن تتصرف بعدائية.[167]

    افتراس الماشية والحيوانات المنزلية

    لوحة “بانتظار شينوك” (بالإنكليزية: Waiting for a Chinook)، بريشة “تشارلز ماريون راسل”، وهي تُظهر ذئاباً تحاصر ثوراً وترهقه.

    تميل حدة افتراس الذئاب للماشية أن تزيد في شهريّ سبتمبر وأكتوبر، أي في الفترة التي تبدأ فيها الإناث بتعليم جرائها الصيد. عادةً ما تُهاجم الذئاب الماشية وهي ترعى، كما لا يُعد اقتحامها للأراضي المسيجة والحظائر أمراً غير مألوف.[8] تُعتبر الخراف أكثر ضحايا الذئاب شيوعاً في أوروبا، وفي الهند يحل الماعز بدلاً منها، وفي منغوليا الأحصنة، وفي أمريكا الشمالية البقر والدجاج الرومي المستأنس.[10] غالباً ما تتجاهل الذئاب حجم أو سن الطريدة متوسطة الحجم كالخراف والماعز.[168] يقول الرئيس الأمريكي السابق “ثيودور روزفلت” أن ذئاب السهول الجنوبية الصغيرة كات نادراً ما تُهاجم الأبقار أو الثيران مكتملة النمو، وكانت تفضل الحيوانات الصغيرة أو المريضة منها، وعلى العكس من هذا، كانت ذئاب جبال الروكي الشمالية الضخمة قادرة على الفتك بالثيران البالغة بمفردها.[169]تشمل الجروح التي تلحقها الذئاب بالمواشي: كسوراً في الجمجمة، فصلاً للعمود الفقري، نزعاً للأحشاء، وتمزيقاً هائلاً في اللحم. تلجأ الذئاب أيضاً إلى قتل الخراف عن طريق عضها في حلقها تماماً كما تفعل القيوطات، ويُمكن تمييز طرائد القيوط عن طرائد الذئب، بأن الأخير يُمزق الأنسجة التحتية والخلفية بشكل أكبر. غالباً ما ترتكب الذئاب قتلاً فائضاً في المواقع التي يحبس فيها البشر مواشيهم،[168] فقد قام أحد هذه الحيوانات، الذي أطلق عليه اسم “ذئب أكويلا” (بالإنكليزية: Aquila Wolf)، في أريزونا، بقتل 65 خروفاً خلال ليلة واحدة، و 40 رأساً أخر في ليلة أخرى.[83] وفي بعض الأحيان ينجو البعض من المواشي من هكذا مذبحة، لكنها تكون قد تعرضت لتشويه بالغ، الأمر الذي يُسوّغ أحياناً اللجوء إلى القتل الرحيم.[83] قد يظهر لدى المواشي التي تعرضت لمواجهة مع الذئاب بعض المشاكل السلوكية، فقد قيل أن بعضها كان يهرع خارقاً السياج الشائك بمجرد سماعه لعواء الذئاب، أو يرفض الخروج إلى المرعى، مما يتسبب بفقدانه للكثير من وزنه،[8]كما أن هكذا مواش قد تصبح أكثر عدائية تجاه مربيها من البشر وكلاب الرعيان.[42] يصعب توثيق قتل الذئاب لإحدى رؤوس الماشية في معظم الأحيان، إذ أنها تقتات على كامل الحيوان بحال كان حجمه يُماثل أو يقل عن حجم العجل.[83] وفي بعض الحالات، لا تتأثر الماشية سلباً بمجرد هجوم الذئاب عليها؛ بل يكفيها الضغط النفسي الذي تتعرض له عند معرفتها بكونها مراقبة من قبل الذئاب حتى يحصل لها مكروه، حيث يجهض البعض منها، يكتسب الوزن بصعوبة، وتتراجع جودة لحمه.[42] قام الإنسان بتطوير العديد من الأساليب الأقل فتكاً أو غير الفتّاكة على الإطلاق، خلال العقد الأخير، لحماية الماشية من الذئاب، ومن هذه الأساليب: استخدام الرصاص المطاطي وحيوانات الحراسة،[170] كذلك فقد تبين أن التسجيل الصوتي لعواء الذئاب كان فعّالاً في إبعادها في حالة واحدة على الأقل.[27]

    يختلف مدى افتراس الذئاب للماشية باختلاف المنطقة الجغرافية التي تقطنها؛ فهو يتراوح من كونه ضئيلاً، إلى كونه مؤثراً بشكل كبير على الاقتصاد المحلي. تُشكل خسارة الماشية لصالح الذئاب في أمريكا الشمالية نسبةً صغيرةً من إجمالي الخسائر، ففي الولايات المتحدة، يُلاحظ أن قتل الذئاب للمواشي ليس بجسامة نفوق الأخيرة لأسباب ناجمة عن تصرف الإنسان أو مفترسات أخرى.[171] وعلى الرغم من أن افتراس الذئاب للماشية لا يُشكل مشكلة كبيرة بالنسبة لقطاع الزراعة وتربية الحيوانات في أمريكا الشمالية، فإنه يُعتبر أمراً كارثيّاً بالنسبة لبعض المربين الذين يرعون ماشيتهم في المناطق ذات الكثافة العالية من الذئاب.[172] يتبين من الإحصاءات التي أجرتها ولاية مونتانا لمعرفة عدد ضحايا الذئاب من المواشي بدءاً من عام 1987، أن 1,200 خروفاً وبقرة قتلت منذ ذاك الحين حتى الآن، ولا يُعتبر هذا الرقم كبيراً على الإطلاق، إذ أن 8,300 رأساً من البقر و 13,000 رأساً من الخراف نفقت لأسباب طبيعية في منطقة يلوستون الكبرى، في الفترة الممتدة من ذات التاريخ حتى اليوم. يقول الخبراء في مركز الذئاب الدولي (بالإنكليزية: International Wolf Center)، الواقع في ولاية مينيسوتا:

       

    ذئب رمادي

    إذا أخذنا مسألة قتل المواشي بعين الاعتبار، نلاحظ أنه في عام 1986 كان عدد الذئاب يتراوح بين 1,300 و 1,400 ذئب، وكان يُقدّر وجود حوالي 232,000 رأس من البقر، و 16,000 رأس من الخراف في إقليم الذئاب بمينيسوتا. وخلال تلك السنة، قامت الأخيرة بقتل 26 بقرة، أي ما نسبته 0.01% من إجمالي الأبقار الموجودة، و 13 خروفاً، أي ما يُشكل قرابة 0.08% من مجموع الرؤوس. وكذلك كان الحال عام 1996، فكان هناك حوالي 68,000 كلب مستأنس يعيش ضمن نطاق منطقة الذئاب، وقُتل منها 10 كلاب فقط، أي ما نسبته 0.00015% من إجمالي الكلاب الموجودة.
       

    ذئب رمادي

    —نهب الذئاب، مركز الذئاب الدولي، تلقين العالم دروساً عن الذئاب.[173]

    يُضاف إلى ذلك ما لاحظه صانع الأفلام “جيم داتشر”، الذي قام بتربية قطيع أسير من الذئاب، حيث تبين له أن الأخيرة تكون مترددة للغاية في الاقتيات على نوع من اللحوم لم تراه من قبل أو ترى ذئباً أخر يقتات عليه، الأمر الذي يُفسر ندرة افتراسها للماشية، إلا بحال كانت يائسة وتُعاني من الجوع بشدة.[174]

    يستخدم الكثير من الرعاة كلاباً، مثل كلب مرمرة الراعي هذا، لحماية رؤوس ماشيتهم من الذئاب.

    يختلف الواقع سابق الذكر بشكل كلّي في أوراسيا. ففي اليونان على سبيل المثال، بلغت حصيلة ضحايا الذئاب من المواشي في الفترة الممتدة بين أبريل من عام1989 ويونيو من عام 1991، 21000 رأساً من الخراف الماعز، و 2729 من البقر. وفي سنة 1998 بلغت الحصيلة 5894 رأساً من الخراف والماعز و 880 رأساً من البقر وبضعة أحصنة.[93] أظهرت دراسة حول نسبة المواشي التي تسقط ضحية للمفترسات في التبت، أن الذئاب هي أكثر الضواري اقتياتاً على الحيوانات المستأنسة، حيث أن 60% من الماشية يخسرها الرعاة لصالح قطعان الذئاب، يليها نمور الثلج بنسبة 38%، ثم الأوشاق الأوراسية بنسبة 2%. تبين أن الماعز يُشكل أكثر الطرائد المستأنسة المُفترسة شيوعاً، حيث كانت نسبة ما تقتله الذئاب منها تساوي 32%، يليها الخراف بنسبة 30%، القطاس بنسبة 15%، ثم الأحصنة بنسبة 13%، على الرغم من أن الأخيرة هي أكثر المواشي انتشاراً في التبت إلى جانب الماعز.[175] أفادت بعض الوثائق من كازاخستان عام 1987، أن الذئاب فتكت بما يزيد عن 150,000 رأس من الماشية في ذلك العام، و 200,000 أخرى في العام التالي.[8]

    تعتبر الكلاب مصدراً رئيسيّاً لغذاء الذئاب في بعض المناطق، ففي كرواتيا مثلاً، تفيد التقارير أن الكلاب تُصاد وتُقتل بشكل أكثر من الخراف، وكذلك في روسيا، حيث يظهر أن الذئاب تحد من جمهرة الكلاب الوحشية على الدوام. وفي ولاية ويسكنسن بالولايات المتحدة، تدفع الحكومة تعويضاً أكبر لأصحاب الكلاب المقتولة مما تدفعه لأصحاب المواشي.[10] تفيد بعض الوثائق أن أزواجاً من الذئاب تقوم بافتراس الكلاب عن طريق قيام أحدها باستدراج الكلب إلى الآجام الكثيفة حيث يكمن له الذئب الأخر،[8] وفي بعض الحالات، أظهرت الذئاب عدم خوف غير معهود من البشر والمباني عند مهاجمتها للكلاب، الأمر الذي أدى في نهاية المطاف إلى ضربها ضرباً شديداً، أو قتلها.[176] يستخدم الرعاة كلاباً خاصة لحماية مواشيهم من الذئاب في الحقول، على أن وظيفة الكلاب الأساسية تتمثل في إخافة الذئاب فقط وليس قتالها،[177] ومن أبرز السلالات الضخمة التي يستخدمها الرعاة غالباً: كلاب الراعي الأناضولي وكلاب الأكباش وغيرها.

    صيد الذئاب

    ذئب مُصاد في التبت عام 1938.

    تُصاد الذئاب لعدد من الأسباب، منها الترفيه، للحصول على فرائها، لحماية الماشية، ولحماية البشر في بعض الحالات النادرة. كان صيد الذئاب في العصور السابقة يُعتبر عمليةً تتطلب حشد الكثير من المال والرجال لإتمامها، إذ أنه كان يتطلب نشر عدة أمتار من الشباك ووجود عربات مخصصة لتشد الأخيرة، بالإضافة لأكواخ كبيرة مخصصة لتخزين وتجفيف الفراء. كان الخطر الذي تمثله الذئاب على كل من الإنسان والماشية هو ما برر تجنيد قرى كاملةً للقضاء عليها تحت طائلة المسؤولية، على الرغم من الضرر الذي كان يسببه للاقتصاد المحلي.[73] كانت بعض الشعوب، مثل قوم الأباتشي، تصطاد الذئاب كطقس من طقوسالبلوغ عند الفتيان منهم.[178] غالباً ما تُصاد الذئاب في الآجام الكثيفة، وتعتبرها الغالبية العظمى من الصيادين من أصعب الطرائد منالاً، وذلك بسبب طبيعتها المراوغة وحواسها الحادة،[179] ويُقال أن صيدها مماثل لصيد أسود الجبال في الصعوبة، وأنها أكثر حذراً منها في تقبل السم المتروك، أو الدخول في الأشراك المنصوبة. إلا أنه على الرغم من ذلك، فإن الذئاب لا تدافع عن نفسها بنفس فعالية الدببة أو أسود الجبال الملاحقة.[169] تقوم بعض الذئاب بإظهار دهاء ومكر كبيرين، حيث تتفادى الأسر طيلة فترة طويلة من الزمن، فقد قام أحد الذئاب، المُسمى “الأصابع الثلاثة لمقاطعة هاردينغ” (بالإنكليزية: Three Toes of Harding County) بتفادي الأشخاص الذين لاحقوه في داكوتا الجنوبية طيلة 13 عاماً قبل أن يُقبض عليه ويُقتل في نهاية المطاف.[83] وكان هناك ذئب أخر أيضاً عُرف باسم “الخرّاق الحفّار” (بالإنكليزية: Rags the digger)، يقطن بالقرب من بلدة ميكر بولاية كولورادو، والذي كان يخرب العلامات الموضوعة لتعليم مكان الأشراك عن عمد، حيث كان ينبش الشرك المنصوب دون أن يُطلقه.[180] أما في الصيد الترفيهي، فتُقنص الذئاب في أواخر الخريف وبداية الشتاء عادةً، أي في الفترة التي يكون خلالها فرائها أكثر جودةً من ذي قبل، ولأن الثلج يجعل عملية تقفي أثارها أكثر سهولة.[179] قام البعض بقتل الذئاب لغرض الحصول على لحمها في بعض الأحيان، والذي قيل بأنه قاس وشبيه في طعمه بطعم الدجاج.[181]

    على الرغم من أن صيد الذئاب مسألة مؤيدة في الكثير من الدول، إلا أنه يُثير جدالاً في دول أخرى، حيث يرى معارضوه أنه عمل شرير غير ضروري ومبني على مفاهيم خاطئة، بينما يرى مؤيدوه أنه ضروري للحفاظ على استقرار أعداد الطرائد الأخرى التي تجذب الصيادين، وأنه بمثابة تحكم بآفة من الممكن أن تؤذي البشر بحال ازدادت أعدادها عمّا هي عليه.[182]

    إعادة الإدخال

    فريق من العلماء يحمل أقفاص الذئاب المُعادة إلى داخل حظيرة التأقلم في منتزه يلوستون الوطني، في يناير من عام1995.

    يُقصد بإعادة إدخال الذئاب، إعادة توطينها في منطقة كانت تتواجد فيها سابقاً. ولا يُقدم العلماء والباحثون على إعادة أي قطيع لموطنه السابق إلا بحال كان هذا المكان ما زال يحوي مساحات شاسعة من البرية غير الملموسة، ونسبةً معينة من الطرائد المختلفة الكافية لبقاء جمهرة من الذئاب. لا يزال الجدال قائماً في أمريكا الشمالية، وغالباً ما يأخذ طابعاً حاداً، حول مسألة إعادة إدخال الذئاب المخطط لها في بعض الأماكن، أو في تلك التي أعيد أدخالها إليها. ففي المناطق حيث تكللت عملية إعادة الإدخال بالنجاح، مثل منطقة يلوستون الكبرى وأيداهو، لا يزال المعارضون يقولون بافتراس الذئاب للمواشي وقيامها بالقتل الفائض، وتسبيبها لعدد من المشاكل الاقتصادية لهم،[183] وكذلك يقول المعارضين ساكنين المناطق الأخرى المرتقب إطلاق الذئاب فيها. كانت عمليات الإدخال هذه ثمرة ما يزيد عن عقدين من الأبحاث والنقاش، وقد تمّ التعامل مع قضية قلق أصحاب المزارع المحلية من فقدان مواشيهم، عندما قامت منظمة “المدافعين عن الحياة البرية” (بالإنكليزية:Defenders of Wildlife) بتأسيس صندوق تعويضات لمنح أي مزارع متضرر مبلغاً كافياً يعوضه عن فقدانه لأحد حيواناته، مما نقل العبئ المالي من القطاع الزراعي والحيواني إلى مناصري الذئاب أنفسهم.[184] في مارس من عام 1998، تم إطلاق حملة أخرى لإعادة إدخال الذئاب إلى “غابة أباتشي ستيغريفز” الوطنية في أريزونا، واليوم يبلغ تعداد الذئاب المكسيكية في تلك الولاية وفي نيو مكسيكو قرابة 50 ذئباً. تهدف هذه الحملة إلى إيجاد جمهرة مكتفية ذاتيّاً من الذئاب المكسيكية يصل تعداد أفرادها إلى 100 على الأقل.[185]

    الذئاب كحيوانات منزلية وعاملة

    تمّ الاحتفاظ بالذئاب كحيوانات منزلية أو عاملة في بعض الأحيان، إلا أن هذا الأمر لم يخلو من الصعوبة، إذ أن الذئاب حيوانات تتطلب الاختلاط المبكر بشكل أكبر من الكلاب،[15] ولا تفقد شيئاً من غريزة الافتراس لديها.[186] على الرغم من أن الذئاب قابلة للتدريب والتعلم، إلا أن قابلية الاستطراق لديها تكون أقل من تلك الخاصة بالكلاب، إلا بحال تمّ توفير دافعاً مناسباً لها.[187]

    ذئبة تعبر الطريق بالقرب من جسر وادي لامار بمنتزه يلوستون الوطني.

    في المناطق الحضرية

    تتوغل الذئاب أحياناً في المناطق التي يكثر فيها الناس، حيث تمّ توثيق عدد من الحالات التي قامت فيها الذئاب بهذا الفعل في كل من أوروبا، الشرق الأوسط، آسيا، وفي بعض مدن أمريكا الشمالية حتى.[90]

    تقطن الذئاب شوارع مدينة براشوف في رومانيا، بالإضافة لمكب نفاياتها وإحدى مراكزها التجارية، كذلك فقد قامت بعض الذئاب في إيطاليا بحفر أوجارها على بعد 40 كيلومتراً (25 ميلاً) من روما.[4] وفي روسيا، كانت الذئاب تسرح في شوارع مدينة كيروف حتى نهاية الحرب العالمية الثانية،[188] وما زال بالإمكان مشاهدتها بأعداد كبيرة في ضواحي موسكو.[189]

    وفي أمريكا الشمالية، تفيد بعض التقارير أن الذئاب تأتي إلى بعض ضواحي المدن الكبرى في كل من مينيسوتا، مونتانا، وويسكنسن.[90]