أكثر من 30 صورة مذهلة .. رحلة إلى الفضاء مع تلسكوب هابل الفضائي
تلسكوب هابل الفضائي وهو في مداره حول كوكب الأرض
تلسكوب هابل الفضائي وهو في مداره حول كوكب الأرض
منذ 10 أعوام أطلقت الوكالة الفضائية الأوروبية القمر الصناعي ( انفيسات ) والذي يزن 8 طن لمراقبة الأرض ، وعلى مدى العقد الماضي التقطت الآلاف من الأقمار الصناعية صوراً رائعة للأرض ، الصور تكشف لنا مدى جمال الأرض والتي جعلتنا نتعجب من روائعها المذهلة ، فسبحان الله الخالق ، لهذا اخترنا لكم مجموعة من هذه الصور التي نالت إعجاب الكثير ممن شاهدوها .
الصورة في الأعلى لجبال الهيمالايا
اعصار كاترينا
القطب الشمالي
نهر الجانج أكبر مجرى مائي في الهند
دلتا يوكون – ألاسكا
الصحراء الجزائرية
مضيق جبل طارق
جزر غالاباغوس في المحيط الهادي
سحابة غيوم فوق المحيط الأطلسي
الحاجز المرجاني العظيم ، استراليا
جزء من الممر الشمالي الغربي خالي من الجليد في عام 2007
شبه جزيرة كامتشاتكا ، روسيا
جزء من القارة الأمريكية
اللون الأزرق قبالة ايرلندا
ثوران بركان اتنا
يبلغ الطول الإجمالي للدلفين العادي حوالي 2,6 متر، ويزن نحو 140 كغ، وعادة ما يكون الذكر أكبر قليلاً من الأنثى وهذا الجنس ينقسم إلى أجناس فرعية توجد في البحار والمحيطات المختلفة، وبحسب البيئة والموقع الجغرافي يختلف لون وحجم الدلافين.
هناك بين (30 إلى 50) سناً على كل جانب لكل فك، وهو يقتات بالأسماك في المقام الأول، وزعانفه كلها حادة مثلثة الشكل.
تتنفس الدلافين الهواء، لهذا فهي تصعد الى سطح البحر لاستنشاق الهواء ثم تعوص فى الماء ثانية.
وللدولفين رئة واحدة فقط، وهو يتنفس بشكل إرادي لأنه يقضي جزءاً كبيراً من وقته تحت الماء، فيضطر أثناء ذلك أن يمتنع عن التنفس، وعندما ينام يبقى جزء من دماغه يعمل للمحافظة على تحكمه بالتنفس، وتبقى إحدى غينيه مفتوحة أثناء النوم.
تدوم فترة الحمل عند الدلافين 11 شهراً، وترضع الدلافين أولادها سنة كاملة، وعادةً ما تصبح الدلفين بالغة تمام النضج الجنسي بعد 3 أو 4 سنوات من ولادتها، وهي تعيش (25 – 30 سنة).
السلوك:
يحيا ضمن قطعان يتراوح عدد أفرادها بين 10 و 100 دلفين. وقد يصل تعداد أفراده إلى 1000 دلفين أحياناً يهاجر بشكل مستمر فيهاجر من البحر الأبيض المتوسط إلى شواطىء أميركا ويعود إلى المكان نفسه متبعاً جولة دائرية.
ويتمتع الدولفين بحس جماعي فعندما يجد نفسه مثلاً في خطر يصدر صوتاً يشبه الصفير يجذب رفاقه فيأتون لنجدته، وعندما يمر الدلافين أمام قطيع من السمك يقوم الدلافين بمحاصرة هذا القطيع من كل الجهات ثم الانقضاض عليه.
وقد اكتشفت الدراسات الحديثة أن للدولفين لغة خاصة به، تتكون من 32 صوتاً مختلفاً يستعملها للتفاهم.
وتستخدم الدلافين صوتها لكي تحدد الاتجاهات، فهي تطلق أصواتها مرتفعة ثم تستقبل صداها لتحديد اتجاه وبُعد الأشياء من حولها، و تسخدم ذلك من أجل البحث عن الطعام والسباحة في البحر دون الاصطدام بالعوائق.
كما تصدر بعض الدلافين أصواتاً عالية جداً تتسبب في غيبوبة السمك الصغير الذي يسبح من حولها داخل مدى تلك الموجات الصوتية ثم يلتهم الدولفين تلك الأسماك.
وتستطيع الدلافين التعرف على حجم وبعد وسرعة أي شئ في أعماق البحار من خلال الا ستماع إلى الذبذبات الصوتية التي تصدر عن هذه الأشياء . ويمكنه التمييز بين شكلين كرويين لا يختلفان أكثر من ربع بوصه في الحجم ، وقد استفاد سلاح البحرية الأمريكي من هذه المهارات بتدريب الدلافين على العثور على الألغام البحرية.
كما كشفت الأبحاث أن سمع الدولفين مرهف لدرجة أنه يستطيع أن يلتقط أي صوت تحت الماء على بعد 15 ميلاً،
وقد لاحظ العلماء أن سرعة جريان الماء حول الدولفين كبيرة جداً ولمعرفة هذا السبب قاموا باجراء عدد من التجارب والأبحاث العلمية فوجدوا أن جلد الدولفين يتكون من ثلاث طبقات:
الطبقة الخارجية تكون مرنة ورقيقة، وأما الطبقة الداخلية فتكون ثخينة وذات شعيرات بلاستكية شبيه بالفرشاة وتوجد فيها أيضا قضبان مرنة. أما الطبقة الوسطى فتتكون من طبقة تشبه الإسفنج.
وهكذا فإن الماء الذي يصطدم بالدلافين وهي تسبح بسرعة كبيرة يشكل دوامة ماء، وهذه الدوامة لها ضغط كبير على جلد الدولفين فتقوم الطبقة الأولى من الجلد بتخفيف الضغط ونقله إلى الطبقة الداخلية، وبهذا فإن الدوامة تنتهي قبل أن تكبر.
ويشكل القرش العدو الأخطر بالنسبة للدولفين، ولذلك تحرص الدلافين على أن تعيش ضمن جماعات، وعندما يقترب القرش من هذه الجماعة يقوم الدلافين بعملية تمويه فيبتعد اثنين من الدولافين عن الجماعة ليلفتا انتباه القرش ويقوم بملاحقتهما، وعندئذ تنتهز الجماعة تلك الفرصة بإبعاد الصغار عن الخطر، ثم تقوم بتوجيه الضربات تلو الأخرى لهذا العدو المفترس.
والدلافين حيوانات ذكية ويمكنها القيام بكثير من المواقف الطريفة، إحدى الدلافين و أسمها (أكى) تعودت على أن تتلقى مكافأة مقابل مساعدتها فى تنظيف الحوض الذى تعيش فيه، فهى تحضر أوراق الشجر، أو أى فضلات أخرى بالحوض الى مدربهامن أجل الحصول على وجبتها المفضلة يا لها لفكرة!،
أنواع الدلافين:
هناك أكثر من 30 نوعاًَ من الدلافين تسبح مياه محيطات و الأنهار العالم، وتعد دلافين الماوي أصغر الدلافين حجماً وتعيش جنوب المحيط الهادىء، و يقارب طولها متراً واحداً أما أكبر أنواع الدلافين حجماًً فهو دولفين (أوركا) الذي يعرف باسم الحوت القاتل، ويصل طول الذكر الأوركا إلى 10 أمتار تقريباً .
الدولفين الباسيفيكي الأبيض الجنب :
يوجد هذا النوع بكثرة في شمالي المحيط الباسيفيكي، ويتميز باللون الأسود على ظهره، ويكون اللون رمادياً قاتماً على الجانبين ثم يتحول إلى الأبيض في الناحية السفلى، وهناك خط أسود يسير من زاويتي الفم على طول الزعانف الجانبية يفصل بين الجانب السفلي الأبيض واللون الرمادي على الجانبين.
يحيا ضمن قطعان يصل عدد أفرادها إلى 100 دلفين، وقد يصل عددها في بعض الأحيان إلى عدة آلاف، وفي الخريف يهاجر من المياه الشمالية الباردة إلى المياه الدافئة.
دولفين الأمازون:
يعيش في الأنهار العذبة والبحيرات ويوجد بكثرة في حوض الأمازون الأعلى على مسافة 3 كم عن مصبات النهر.
لهذا الدولفين ظهرٌ رمادي وأجزاؤه السفلى باهتة، وعلى أنفه توجد شعيرات صغيرة جداً، وعيناه صغيرتان شوكة مرنة في ذيله تمكنه من التحرك بسهولة عبر العوائق الموجودة في النهر.
الدولفين ذو الأنف الشبيه بعنق الزجاجة:
وهو أكثر أنواع الدلافين انتشاراً، يعيش في كل البحار المعتدلة، ويألف المياه الساحلية، يبلغ طول هذا الدلفين حوالي 4 أمتار، ويزن نحو 227 كلغ، وقد يصل أحياناً إلى 650 كلغ، اللون الأساسي له هو الرمادي الفضي لكنه قد يأخذ لوناً آخر بحسب البيئة التي يوجد فيها.
يتميز بمنقاره القصير وفمه الذي يبدو كأنه يبتسم، وفكه السفلي أكثر بروزاً من العلوي، وزعنفته الظهرية تميل بزاوية إلى الوراء وهي مثلثة الشكل.
وهو معروف بذكائه ومرحه، ويهوى مرافقة السفن، وكثيراً ما ترى الدلافين تلاحق الزوارق السريعة، وتغوص وتقفز بالقرب منها ويمكنها القيام بكثير من الألعاب، كما يمكنها أن يسبح بسرعة تصل إلى (27كم/سا).
الدلفين المبقع:
يوجد هذا الدلفين في المناطق الإستوائية من المحيط الأطلسي، والمحيط الهندي، وهو يألف العيش في المياه العميقة وتوجد بقع وعلامات باهتة وداكنة في الأجزاء العليا والسفلى من جسمه، وكلما تقدمت السن بالدولفين ازدادت البقع في جسمه.
وبعكس ما تقوم به كثير من أنواع الدلفين التي تغوص في أعماق المحيط بحثاً عن طعامها نجد أن الدلفين المبقع يبحث عن طعامه في المياه السطحية، حيث الرخويات والقشريات.
وتعد هذه الدلافين من الأنواع النادرة، وقد تعرضت للموت بسبب الكمائن التي تنصب لأسماك الطون.
صورة نادرة لقصر البارون أثناء أعمال البناء فيه وقد إلتقطت سنة 1909م وعلى ما يبدو أن المصوّر واحد من مهندسي البناء لأن هذه المنطقة وقتها كانت نائية ولا يزورها أحد سواء مصريين أو أجانب ..
وبدأت القصة بعد إفتتاح قناة السويس جاء من الهند إلى مصر مليونير بلجيكي وهو البارون إدوارد إمبان .. جاء وهو يريد الإستقرار في مصر وفي ذهنه مشروع يريد عرضه على الحكومة المصريةوقتها وهو إنشاء منطقة سكنية جديدة خارج القاهرة وقام مستشاروه وأخذوا يبحثوا عن أنسب مكان للمشروع وإستقروا في النهاية على صحراء شرق القاهرة في مكان بين القاهرة والسويس وهي مصر الجديدة الآن التي كانت صحراء بدون خدمات .
أخذ وقتها الفدان بجنيه وأول شيء بناه هو بناء عدد من الفيلات الجميلة وبكل فيلا ألحق بها حديقة كبيرة وبنى فندقاً وفكر كيف يجذب الناس ليتركوا القاهرة ويسكنوا في هذه الصحراء التي تفتقر للخدمات فرأى أن أنسب شيء هو مد خط ترام إليها لتسهيل الإنتقال منها وإليها وهو الخط الموجود إلى الآن ..وبعد وقت قليل أخذ خطوة جريئة بأن بنى له قصراً وسط هذه الصحراء وترك التصميم للمهندس الفرنسي ألكسندر مارسيل وأنهاه سنة 1911م طبعاً وعرف المهندس من البارون بأنه عاشق للفن الهندي حيث كان موجوداً في الهند فترة قبل مجيئة لمصر فصمم له القصر خليط من الفن الأوروبي والهندي وصنع له تماثيل هندية كثيرة تزينه من الخارج والداخل .
واليكِ طريقة عمل العرقسوس بالمنزل باستخدام القماش
المقادير:
250 كجم عيدان عرقسوس مطحونة
ملعقة صغيرة بيكربونات الصوديوم.
لتران من الماء.
شاهد: اصل رمضان ” “اصل العرقسوس “
طريقة التحضير
افردي قطعة القماش الخفيف، وضعي عليها العيدان المطحونة، وبيكربونات الصوديوم
قومي بلف القماش على العرقسوس، واربطيها جيدًا وبإحكام.
ضعي القماشة بالمياه، واتركيه يومًا كاملًا، حتى يتغير لون المياه، ومن ثم احفظيه في الثلاجة ليقدم باردًا.
قصة شجرة الدر بواسطة: بانا ضمراوي
محتويات
١ شجرة الدر
٢ نسب شجرة الدر
٣ صفات شجرة الدر الخَلقية والشخصية
٤ نشأة ومكانة شجرة الدر
٥ معلومات عامة عن شجرة الدر
٦ السلطان عز الدين أيبك
٧ المراجع
شجرة الدر
قَلَّ أن تَحظى امرأةٌ بما حَظيت به من عناية المؤرّخين؛ فعَلى الرغم من أهميّة كونها زوجة آخر السلاطين الأيوبيين، ثمّ زوجة لأوّل سلاطين المماليك فإن الذي منح شَجرة الدّر مزيداً من الاهتمام والشهرة على مَن سِواها من زوجات السلاطين هي أنّها كانت سلطانة مصر لمدّة يسيرة، وذلك بعد أن كانت مَحض جارية مغمورة مجهولة النسب والهُوية، فوافَقَ حالُها حالَ الأرقاء الّذين سادوا الدولة فيما بعد، وسُمُّوا المماليك. كانت مصر قبل وفاة السلطان نجم الدين أيّوب نافرةً تصدّ الحملة الفرنسية عليها، فكانت وفاة السلطان كفيلةً بترجيح كفّة المعركة لصالح لويس التاسع، إلا أنّ التدخّل السريع لشجرة الدر درأ عن مصر خطر الهزيمة باتّخاذها إجراءاتٍ سياسيّةٍ وعسكريّةٍ صائبة أكسبتها احترام قادة الجند الذين رضوا بها سلطانةً عليهم، وإن لم يطُل ذلك.
نسب شجرة الدر
لا يُعرف لشجرة الدر أصلٌ أكيد على وجه التعيين؛ إذ ذهب مؤرّخون إلى أنّها إمّا تركيّة أو أرمينية، على حين أنّ آخرين يَطمئنّون إلى أنّها تنحدر من بيئةٍ بدويّةٍ تكشف الوجه، وتركب الخيل، شأنها في ذلك شأنُ الرّجال مُساواةً وقَدْراً، [١] بيد أنّ مؤرّخين لا يَهتدون إلى نَسبٍ مُحدّدٍ لها، نافين بالجملة أن تكون شجرة الدر تركيّةً أو أرمينيّةً أو جركسيّة، أو حتى من بنات الفرنجة.[٢]
صفات شجرة الدر الخَلقية والشخصية
كانت شجرة الدر بيضاء البَشرة، وشَعرها أسود غزير مُتدلٍّ، وكانت تقرأ وتَكتُب وتُغنّي،[٢] ووُصفت بأنها شديدة الذكاء،[٣] وذات شخصيّةٍ حازمة، وصاحبة مَنطق صائب، وصوتٍ عذب،[١] وكانت ذات ورعٍ ودين.[٤] نشأة ومكانة شجرة الدر تاريخيّاً، تعود بِداية ذِكر شجرة الدر إلى عام 1239م؛ حيث كانَت جارِيةً عند الخليفة العباسي المُستعصِم إلى أن جَعلَها السلطان نجم الدين أيوب (آخر الملوك الأيوبين) ضمن جواريه عام 1240، فكان يَشملها دون سواها من الجواري باهتمامِه وحُبّه.[٥][١]. بَعدَ عودة نجم الدين أيّوب من قلعة الكرك عام 1248 إلى القاهرة أعلنها وقتئذٍ على الملأ “زوجةً مفضّلة” بعد أن أنجبت له ولده خليل، فَعَلَا شأنها، ورسخت حظوتها في نفسه.[٦]
معلومات عامة عن شجرة الدر
الدراية السياسية عَدَّ مؤرّخون شجرة الدر محنَّكةً سياسياً؛ ذلك لأنه صادفتْ للدولة أحوال وأهوال خطيرة كانت كفيلةً بذهاب رِيح دولة المماليك آنذاك لولا حكمة شجرة الدر،[٧] فأمّا الأحوال فتجسّدت في إدراك الموت زوجَها السلطان نجم الدين أيوب في يوم 23 من شهر نوفمبر لعام 1249، وأما الأهوال فتمثّلت في أنّ الحرب كانت مُشمرةً عن ساقيها ناشبةً بين الدولة الأيوبيّة وملك فرنسا لويس التاسع فيما عُرف آنذاك بالحروب الصليبية، فكتمت عن الشعب المصري والجيش المُحارب على الجبهة نبأ وفاة السلطان، ووارته الثرى خِفيةً عنهم؛ حمايةً لمَعنويات الجيش، ومنعًا للحزن في ذلك الوقت شديد الحساسية، وسداً للطريق على العدو الذي ستقوى عزيمته، ولا سيّما أنّ القوّات الفرنسية كانت على تُخوم المَنصورة وقتئذٍ. [٨][٩] إدارة الحرب أطلعتْ شجرة الدر فئةً قليلةً على نبأ وفاة السلطان نجم الدين أيوب ليكونوا لها عوناً؛ فأَمَّرت على الجيش فخر الدين بن شيخ الإسلام، واستقدمتْ ابن زوجها الراحل وولي عهده على الحكم توران شاه على وجه السرعة، وكانت تُوقّع الوثائق الرسمية ممهورةً بخاتم السلطان كأنما هو الذي يوقعها بنفسه،[١٠] فضلًا عن أنّها تدخّلت في سير المَعارك على الأرض ومُتابعتها من خلال تأمين التعزيزات اللازمة، وترتيب صفوف الدفاعات، والانتقال من الدّفاع إلى الهجوم حتّى أمكن الله المسلمين من أكتاف الصليبيين الذين هُزموا، وأُسر لويس التاسع، وبهذا كلّه أحكَمَت سيطرتها على المقاليد السياسيّة والعسكرية في آن واحد.[٨]
الجلوس على العرش
يغلب على رأي المؤرّخين أنَّ ما أظهرته شجرة الدر من قُدرةٍ على تَصريف شؤون الدولة، وإدارة الدفّة السياسية داخل نظام الدولة يدلّ على ذكائها العسكري، وجرأتها التي أبدتها أثناء المعارك الصليبيّة. إنّ محاولة المماليك إضفاء شرعيةٍ دستورية لوجودهم بإيجاد نَسبٍ بينهم وبين الأيوبيين، مع أخذ المماليك بالحسبان كراهة الناس لإمارة الأرقاء المماليك؛[١١] كل هذه عوامل ربما تكون حملتْ المماليك على القبول بشجرة الدر حاكماً عليهم؛ فصكّوا العملة النقدية باسمها، وأطلقوا عليها لقب أم خليل، وذلك على الرّغم من اعتراض أمراء سورية على تلك الإمارة النسوية، ورفضهم القبول بها سلطانةً عليهم[١٢]، لتكون بذلك أول سلطانة في الإسلام[١٣].
التنحّي عن العرش
أمضت شجرة الدر في الحكم ثلاثة شهور،[١٣] فما إنْ أصدر قاضي القضاة العز بن عبد السلام فتواه التي لا تُجيز إمارة المرأة على الرجال مع ما رافق هذه الفتوى من رفض الخليفة العباسي المُستعصم، وغضبه على تلك الإمارة حتّى خرج المصريّون في مظاهراتٍ تُطالب بعزل شجرة الدر عن الحكم إمضاءً للفتوى الشرعية، فأشارت شجرة الدر على المماليك بتولية المملوكي عز الدين أيبك حاكماً، فاستجاب المماليك لتلك المشورة فملَّكوا عليهم أيبك الذي تزوّج شجرة الدر، واختاروا أحد الأمراء الأيوبيين ليكون سلطاناً مُشاركاً صوريَّاً؛ لإرضاء الأيوبيين، وإن كان أيبك هو الحاكم الحقيقي.[١٣] السلطان عز الدين أيبك سلطان الصدفة حسب المؤرّخين، لم يَكُن السلطان عز الدين أيبك أجدر المماليك للولاية، فقد كان هناك من هو أكفأ منه، وخاصّةً أن أيبك اتّصف بصفاتٍ تدلّ على نزق ورعونة؛ فكان غليظًا طائشًا خفيف العقل، لكنَّ الذي لا شك فيه أن اختياره من الظل كان غطاءً شرعياً لوجود المماليك أولًا، ثم لتمكين شجرة الدر من متابعة الحكم؛ حيث إنّ أيبك لم يكن يقطع بشيء دون مشورتها؛ إذ كانت شخصيتها طاغية، وبهذا صار أيبك أول سلاطين المماليك.[١٤]
اغتيال أيبك
تزوّج السلطان عز الدين أيبك ابنة والي الموصل، وكان هذا الزواج الجديد شرارة غضب أوغلت صدر شجرة الدر عليه، فعَزَمت على قتله وهي ترى أنّها سببٌ في كلّ ما وصل إليه أيبك من مُلك ومشورة، فلمّا زارها في 29 أبريل لعام 1257 تلبيةً لدعوتها سلّطتْ عليه جواريها يَضربنه بالقباقيب الخشبية حتى الموت، وقيل عمدت إلى تسليط الخصيان عليه في حمامه فقتلوه، وعلى الخلاف في تحديد كيفيّة موته فإنّ الثابت أنه مات بإحداهما.[١٥] القصاص رغم محاولات شجرة الدر بإخفاء مقتل أيبك، وإظهار الأمر كما لو أنّه وقع عن حصانه، انكشف المستور الذي حاولت شجرة الدر ستره عن المماليك، فحار المماليك في أمر شجرة الدر، غير أنّهم اجتمعوا بعد خلاف شديد على حبسها، وقتلها؛ فسُجنت في برج القلعة، وقُتلت بالطريقة ذاتها التي قُتل بها أيبك، فضربت بالقباقيب الخشبية حتى الموت.[١٦]
المراجع ^ أ ب ت نور الدين خليل (2005)، شجرة الدر قاهرة الملوك ومنقذة مصر ، مصر: دار الكتب المصرية، صفحة 72، الجزء الأول. بتصرّف. ^ أ ب محمد سعيد العريان (2015)، رواية شجرة الدر _ محمد سعيد العريان. شجرة الدر (الطبعة الأولى)، مصر: دار الصحوة للنشر والتوزيع، صفحة 26. بتصرّف. ↑ نور الدين خليل (2005)، شجرة الدر قاهرة الملوك ومنقذة مصر ، مصر: دار الكتب المصرية، صفحة 81. بتصرّف. ↑ نور الدين خليل (2005) شجرة الدر قاهرة الملوك ومنقذة مصر ، مصر: دار الكتب المصرية، صفحة 87. بتصرّف. ↑ د. محمد عبد الحميد الرفاعي (22/10/2011 )، “حكم السلطانة شجرة الدر”، الألوكة الثقافية، اطّلع عليه بتاريخ 10-6-2017. بتصرّف ↑ نور الدين خليل (2005)، شجرة الدر قاهرة الملوك ومنقذة مصر ، مصر: دار الكتب المصرية، صفحة 73،72. بتصرّف. ↑ نور الدين خليل (2005)، شجرة الدر قاهرة الملوك ومنقذة مصر ، مصر: دار الكتب المصرية، صفحة 73. بتصرّف. ^ أ ب نور الدين خليل (2005)، شجرة الدر قاهرة الملوك ومنقذة مصر ، مصر: دار الكتب المصرية، صفحة 74،73. بتصرّف. ↑ محمود شلبي (1987)، حياة شجرة الدر (الطبعة الثانية)، بيروت- لبنان: دار الجيل، صفحة 21،20. بتصرّف. ↑ نور الدين خليل (2005)، شجرة الدر قاهرة الملوك ومنقذة مصر ، مصر: دار الكتب المصرية، صفحة 74،73. بتصرّف. ↑ محمود شلبي (1987)، حياة شجرة الدر (الطبعة الثانية)، بيروت- لبنان: دار الجيل، صفحة 147. بتصرّف. ↑ نور الدين خليل (2005)، شجرة الدر قاهرة الملوك ومنقذة مصر ، مصر: دار الكتب المصرية، صفحة 75. بتصرّف. ^ أ ب ت نور الدين خليل (2005)، شجرة الدر قاهرة الملوك ومنقذة مصر ، مصر: دار الكتب المصرية، صفحة 77. بتصرّف. ↑ نور الدين خليل (2005)، شجرة الدر قاهرة الملوك ومنقذة مصر ، مصر: دار الكتب المصرية، صفحة 82،81. بتصرّف. ↑ نور الدين خليل (2005)، شجرة الدر قاهرة الملوك ومنقذة مصر ، مصر: دار الكتب المصرية، صفحة 84،83. بتصرّف. ↑ نور الدين خليل (2005)، شجرة الدر قاهرة الملوك ومنقذة مصر ، مصر: دار الكتب المصرية، صفحة 86،85،84. بتصرّف.
نظام الماكروبيوتك هو نظرية فلسلفية قام بتأسيسها معلم ياباني يدعى جورج أوشاوا ، و تعتمد هذه النظرية على تحديد أنواع من الأغذية مفيدة للإنسان و الإبتعاد عن الأغذية الضارة و التي تتسبب في الأمراض ، و هذا النظام تم إبتكاره للجميع سواء كانوا مرضي أو أصحاء ، فهو يمنح الجسم الحيوية و النشاط بصورة دائمة ، و في حقيقة الأمر قد نجح هذا النظام في علاج عدة أمراض خطيرة كالسرطان و الإيدز و أمراض القلب .
ما هي النظرية الفلسفية للماكروبيوتك ؟
تعتمد هذه النظرية على النظر إلى الإنسان كجزء مما حوله في الكون يؤثر و يتأثر به ، و إنه ليس منفصلا عن ما حوله كالشمس و الهواء و الأرض و الماء و إلى غير ذلك من عناصر الطبيعة ، حيث تبين نظرية الماكروبيوتك أن صحة الإنسان معتمدة إعتمادا كليا على ما يتم تناوله من الطبيعة المحيطة به ، فهناك عناصر يستطيع الإنسان السيطرة عليها مثل إختياره نوع الطعام و الشرابب الذي يتناوله .
هنا يأتي دور الماكروبيوتك و الذي يعمل على إقامة توازن من خلال تناول غذاء متوازن بين الين و اليانج أي أنثى و ذكر ، و هذا التوازن ينعكس بدوره على الصحة العامة للإنسان ، و لقد فسر العلماء أن الأمراض المزمنة سببها عدم التوازن خلال فترة زمنية طويلة .
ما هو الغذاء المتوازن ؟
فسر نظام الماكروبيوتك الغذاء المتوازن على أنه يتكون من 50 % إلى 60 % من الحبوب ، و ما بين 25 % إلى 30 % من الخضروات ، و 5% إلى 10 % من البقوليات و أعشاب البحر و 5 % من الحساء ، و طبقا لهذه النسب فإن الغذاء المتوازن يتضمن كاربوهيدرات مركبة بنسبة 73 % ، و دهون بنسبة 15 % ، و بروتين بنسبة 12 % ، و من الجدير بالذكر أن نوعية الغذاء تختلف منن منطقة لأخري .
كيفية تغيير العادة الغذائية إلى نظام الماكروبيوتك ؟
الحبوب يجب تناول الحبوب كاملة يوميا كالرز و الخبز الحب و الطحين الأسمر و المكرونة ، و يجب أن تمتنع عن تناول الحبوب المنزوعة القشرة و ذلك أثبتته عدة دراسات حيث بينت أن عند نزعع قشرة حبة الأرز فنحن نتخلى عن الآتي : 40 % من الكالسيوم ، 55 % من الفوسفور ، 55 % من الحديد ، 56 % من البوتاسيوم ، 78 % من فيتامين ب 1 ، 69 % من فيتامين ب 2 ، 70 % منن الألياف .
اللحوم لا يفضل نظام الماكروبيوتك تناول اللحوم و الدواجن و البيض ، حيث أنه يعتبر هذه الأنواع من فئة اليانج المتطرفة ، و لأن اللحوم وجبة أساسية بطعامنا فيجب التخلص منها تدريجيا و إستبدالها بالسمك ، و لا يجب أن يكون السمك هو الطبق الرئيسي بالوجبة بل قطعة صغيرة تكفي ، و علاوة على ذلك يجب الإعتماد على الحبوب و السلطة الخضراء كطبق أساي بالوجبة .
السكر يجب تبديل السكر بالفاكهة مثلا كالتمر و الدبس ، لأن السكر يعتبر من أغذية اللين المتطرفة ، حيث يمكن تناول الحلاوة الطحينية المصنعة من الدبس و التي يكون طعمها أفضل من نظيرتها المصنعة من السكر الصناعي .
الحساء يجب تناول الحساء يوميا و إعتباره من الوجبات اللأساسية ، و لا بد ان يشمل الخضروات بأنواعها و كذلك إضافة أعشاب البحر إلى الحساء تدريجيا .
الألبان و مشتقاتها يجب إستبدالها بمشتقات نباتية ، حيث أنه طبقا لإحصائية أجريت في اليابان و دول شمال أوروبا للنساء المصابة بهشاشة العظام فقد تبين أن النساء باليابان نادرا ما يصبن بهشاشة العظام عكس نساء شمال أوروبا و يرجع هذا إلى أن العادة الغذائية باليابان هي أقرب إلى نظام الماكروبيوتك .
الكافيين يجب الأمتناع عن شرب المكيفات متمثلة في القهوة و الشاي و النسكافيه و إستبدالها بمشروبات طبيعية لا تحتوي على هذه المادة .
الفواكه يجب إختيار الفواكه المناسبة ، نظرا لأن الطقس حار بالمنطقة العربية فيجب الإعتماد على الفواكة المرطبة و التي يتم زرعها بالبيئة المحلية و في موسمها حيث ان الفاكهة التي تظهر في غير موسمها فهي ضارة لأنها تتعرض لقدر كبير من الكيماويات .
و ختاما… من الواضح بعد إستبيان نظام الماكروبيوتك فهمو نظام يتبع الحمية النباتية ، و يعنى بإستغلال العناصر البيئية المحيطة بالإنسان ليستخلص منها غذائه حسب المنطقة التي يقطنها ، و أن يتخلى عن كافة الأغية الضارة أو التي لا تفيد الجسم و التركيز على الأنواع التي تكسب الجسم الطاقة و الحيوية و النشاط و تجعله سليما معافى .
الشيخ “عربي القباني”… دمج التجويد بالموسيقى
الجمعة 16 أيار 2014
دمشق
مجوداً للقرآن الكريم بصوت جميل ومقدرة فريدة.. محباً للموسيقا ومولعاً بالموشحات.. له الفضل في الحفاظ على جوانب من التراث الموسيقي الديني…
![]() |
مدونة وطن “eSyria” التقت ابن الشيخ “عربي القباني” الموسيقي “صلاح القباني” بتاريخ 25 نيسان 2014 ليتحدث عن شخصية أبيه ومسيرته في خدمة التلاوة والإنشاد، ويقول: «ولد الشيخ الفضيل “محمد عربي القباني” عام 1930 لأسرة فقيرة في “دمشق”، توفي والده عندما كان في السابعة من عمره، فعاش في كنف أمه يتيم الأب، درس في مدرسة “الإسعاف الخيري” وحصل على شهادة الثانوية الشرعية، ودخل بعدها جامعة الأزهر في “القاهرة” وحصل على شهادة البكالوريوس في العلوم الشرعية منها».
ويضيف: «درس قراءة القرآن الكريم وتتلمذ على يد شيخ المقرئين في العالم الإسلامي الشيخ “مصطفى إسماعيل”، وكان مولعاً بقراءة الشيخ “محمد رفعت” ما أكسبه روحانيات في قراءته، وقد قرأ وحفظ الكتاب الكريم على يد كبار القراء في “دمشق” أمثال الشيخ “صالح الفرفور الحسني”، وحصل على لقب مقرئ “سورية” الأول لقراءة القرآن الكريم وكان من مقرئي الإذاعة السورية والتلفزيون السوري، وقام بتسجيل تلاوات قرآنية وقصائد وابتهالات دينية في أغلب المحطات في العالم الإسلامي، وعيّن في وزارة الأوقاف بصفة إمام وخطيب في أحد مساجد “دمشق”، ثم ترفع إلى درجة “محدث”».
ويتابع: «امتلك صوتاً جميلاً وزاده جمالاً علمه بالمقامات الموسيقية، حيث كان متمكناً من الإنشاد بكل القوالب الموسيقية،
![]() |
القباني مع شخصيات دينية دمشقية |
وأبدع في التجويد والإنشاد إلى أن حصل على شهادات عالمية في التحكيم بقراءة القرآن الكريم، وشارك في التحكيم ضمن محافل دولية منها: “السعودية”، و”الهند”، و”الباكستان”، و”ماليزيا”، و”أندونيسيا”، و”إيران”، و”الخليج العربي”، و”المغرب العربي”، كما سجل المصحف المرتل في إذاعة “جدة”، حيث كانت تلك الإذاعة تتباهى بتسجيلها هذا المصحف لخلوه من الأخطاء التجويدية وتنويعه للمقامات الموسيقية؛ إذ جمع بين العلمين التجويدي والموسيقي خلال تلاوة المصحف كاملاً وذلك بشهادة الشيخ “محمود خليل الحصري” شيخ قراء “مصر”، والشيخ “عبد الباسط عبد الصمد”».
يختم “القباني”: «لفضيلة الشيخ “عربي القباني” مؤلفات في علم التجويد للقرآن الكريم والموشحات الدينية من أهمها كتاب “جامع النفحات القدسية” الذي جمع فيه ما لا يقل عن ألف وخمسمئة موشح ديني وأندلسي دوّن خلاله المقام الموسيقي لكل موشح وضرب الإيقاع الذي يغنى به، ويعد هذا الكتاب المرجع الأساس لكل من يود العمل في الإنشاد الديني أو الأندلسي».
أما الموسيقي الكبير “زهير المنيني” فيقول عن كتاب “جامع النفحات القدسية”: «لقد عرفت فضيلة الشيخ “محمد عربي القباني” قارئاً للقرآن الكريم ومجوداً له من عشرات السنين، كما عرفته منشداً متميزاً بصوته الجميل ومقدرته الفائقة، غير أنني فوجئت عندما عرض عليّ كتابه الجديد المسمى “النفحات القدسية”
![]() |
غلاف “النفحات القدسية” |
فوجدت في هذا الكتاب ما أثلج صدري وأسر قلبي، ففيه المئات من الموشحات التي كادت أن تندثر وتنسى بفقد أولئك السلف من المنشدين القدامى الذين كانت تصدح أصواتهم بإنشادها وألحانها البديعة الجميلة».
يضيف: «ومما زاد سروري وإعجابي بهذا الكتاب الرائع ذلك المجهود الكبير الذي بذله فضيلة الشيخ “القباني” في تنسيق هذه الموشحات وترتيبها حسب المقامات مع ذكر إيقاعات بعضها وأوزانها الفنية مع ذكر اسم مؤلفها وملحنها حتى أصبحت غاية في الإبداع والجمال، كما نظم لها الفهارس حسب النغمات إلى جانب الفهارس العامة لسائر الكتاب مرتبة حسب حروف الهجاء ليسهل تناولها والوصول إليها، ولا شك أنه قام بهذا العمل مشكوراً للحفاظ على هذا التراث الإسلامي من الضياع والنسيان؛ فهو عمل جدير بالعناية والاهتمام والحفاظ عليه للأجيال القادمة».
الدكتور “محمد رمضان البوطي” يقول في مقدمة الكتاب ذاته: «أقول كل هذا بين يدي شكري لأخي فضيلة الشيخ “محمد عربي القباني” على هذا العمل النافع والممتع الذي قام به؛ إذ جمع في هذا الكتاب كل ما استطاع جمعه من التوشيحات والأناشيد والقصائد والقدود القديمة والحديثة متوجاً كلاً منها باسم مؤلفه وباسم النغمة التي لحّن بها واسم الملحن إن أمكن ذلك».
ويتابع: «هذه الأعمال فيها نفحة من التأثير الروحي لا توجد في كثير من الألحان والكلمات الحديثة، وكنت أخشى أن تطوى هذه الألحان والتوشيحات القديمة ثم تذهب وتضيع مع رحيل القلة الذين يحفظونها اليوم ويستوعبونها، ولكن هي ذي قد جمّعت أو جمع أكثرها في هذا السفر المبارك إن شاء الله، فالشكر الجزيل للأخ الشيخ “القباني” على هذا الجهد».
يذكر أن الشيخ “محمد عربي القباني” توفي في 23 تموز عام 2003 في “دمشق”.
“فايز فوق العادة”.. توق المعرفة بوصلته
الأربعاء 30 تشرين الثاني 2016
أبو رمانة
السّعي في رحاب المعرفة وفضائها كان الشّغل الشّاغل للمهندس “فايز فوق العادة”، فارتسمت خطوط حياته وتفاصيلها، وتحدّدت معالمها سواء كمهندس أو باحث عن العلم والمعرفة؛ فكانت الجمعيّة الكونيّة السّوريّة.
![]() |
مع تتابع دوران عجلة انتشار المعرفة من حولنا كان لمدونة وطن “eSyria” بتاريخ 16 تشرين الثّاني 2016، فرصة حضور إحدى محاضرات “الجمعيّة الكونيّة” المتابعة لأحدث مكتشفات العلم وتطوراته، والتقت المهندس “فايز فوق العادة”، فحدثنا عن مسار رحلته مع المعرفة قائلاً: «كانت ولادتي عام 1942 في “دمشق”، والدي معلم مدرسة؛ وبذلك تعددت محطات حياتنا، وفي “دمشق” كانت محطتي أيام دراستي للمرحلة الثّانويّة في مدرسة “جودت الهاشمي”، لأكون الأول على طلاب “سورية” في الشّهادة الثّانوية الفرع العلمي، تخرجت كمهندس مدني في جامعة “حلب” عام 1964، وعملت في هذا المجال بوزارة المواصلات؛ لأشارك في عدة أعمال مثل مشروع تحويل روافد الأردن، ومشروع أتوستراد “دمشق – حلب”، حيث قمت بإعداد كامل الدراسة الاقتصاديّة له، وفي عام 1674 اجتهدت في إدخال الكمبيوتر الثّاني إلى “سورية” بعد دخوله الأول إلى مكتب الإحصاء، فقد بدأ انتشار الحواسيب في العالم، واستثمر الحاسوب بالوزارة على أكمل وجه، وعملت في مجال كتابة برامجه مثل البرامج الماليّة، وبرامج تصميم الطرق، وبرامج حسابات طرقيّة، وكان لهذا العمل الدّور الكبير في إعادة تفعيل ذهني وتجديد توق المعرفة الأساسي لدي».
وبحديث “فايز فوق العادة” عن “الجمعيّة الكونيّة”، يقول: «أُطلقت الجمعيّة الكونيّة السّوريّة عام 1980 لتكون
![]() |
الأستاذ “موسى الخوري” |
خطوة خجولة للتعرّف إلى الثّقافة العلميّة ونشرها، وتمحور العمل فيها بالبحث في أصعب المواد العلميّة وأكثرها حداثة، وتبسيطها وتقديمها بمحاضرات تضمّ طيفاً واسعاً من المواضيع، مثل: الرّياضيات، والفيزياء، والفلك، والكونيات، والمعلوماتيّة، والحاسوب، وفلسفة العلوم، وتاريخ العلوم، يصل عدد هذه المحاضرات ما بين أربعين وخمس وأربعين محاضرة سنوياً، كما نقوم بعرض الأفلام العلميّة دورياً، فكان للجمعيّة الحضور الواسع على الأرض السّوريّة وفي بعض الدّول العربيّة، حيث تصلها دعوات لعرض ما لها من محاضرات وندوات».
حدثنا “موسى الخوري” نائب رئيس الجمعيّة الكونية شارحاً ما للجمعيّة من حضور لافت إلى أهدافها ومساعيها وأعمالها، ويقول: «بدأ حضوري العملي في الجمعية بالمحاضرة التي رشحني لإعدادها المهندس “فايز فوق العادة” وشجعني على تقديمها وسجلت انتسابي، وتابعت فيها، فهي إضافة إلى ما تقوم به من دور في التوعية للثقافة العلميّة؛ كانت تشتغل على إيضاح مبادئ العلم الأساسيّة عصب المجتمعات الحديثة والمنتجة للبحث العلمي، فكان للجمعيّة البصمة الواضحة في شباب البلد لنجد فيهم من تبوّأ المراكز المرموقة حتى على المستوى العالمي مثل الدّكتور “عبد القادر حمدو” العضو في برنامج البحث عن الذّكاء الصّنعي في الكون مع عدد كبير من علماء العالم، ومثله كثر».
يضيف “موسى”: «مع بداية انطلاق التلفزيون
![]() |
الأستاذ “عصام النّوري” |
كان للجمعيّة الكونيّة برنامجها “بطاقة إلى الكون”، ثم تحوّلنا إلى إذاعة صوت الشّعب لنقدم برنامج “مجلة العلوم” بصوت “فردوس حيدر” بمعدل حلقتين أسبوعياً على مدار ما يقارب ثلاثين عاماً، فاستقطب عدداً كبيراً من المستمعين في الوطن العربي بما كان يقدمه من محصلة لآخر أخبار العلوم، هذا وقد كان المهندس “فايز” من أول الطّارحين والمشاركين بالأولمبياد العلمي، وكان أحد المحكمين المشاركين، كما استمر “فايز” بدورات البرمجة المتخصصة في مجمل القطاعات الدّاعمة والمهتمة مثل الجمعية المعلوماتيّة السّورية، ومركز الدّراسات والبحوث، ونقابة المهندسين».
يحدثنا “موسى” عن “فايز فوق العادة” الباحث، ويقول: «عمل “فايز” بصمته المعهودة وقدم مجموعة من البحوث العلميّة ونشرها، كما قدم برهاناً مختصراً ومباشراً للمعضلة الرّياضية “فيرما” المطروحة منذ ثلاث مئة سنة من دون أن يستطيع أحد من العلماء حلّها، وتابع بهذا الاتجاه وبرهن المعضلة الرياضيّة التّاريخيّة فرضية “ريمان”».
يحدثنا الحقوقي “عصام النّوري” عن رفقته لحياة “فايز فوق العادة” الثّقافيّة، فيقول: «”فايز فوق العادة” رجل علم ومحب للمعرفة، مكتبته تضم ألف كتاب من أمّات الكتب في الرّياضيات والفيزياء وغيرها من الكتب المتخصصة، التي عالجت وجهات نظر لعلماء معينين، عمر معرفتي برجل العلم تمتد لما يقارب أربعين عاماً، بدأت وتجددت كل يوم أربعاء السّاعة الرّابعة في مركز أبو رمانة الثّقافي موعد محاضرات الجمعيّة الكونيّة، إضافة إلى المحاضرات التي حملناها إلى أغلب بقاع البلد، كما كان لنا موعد مع رحلات الرّصد الفلكي للجمعية في مجمل المناطق».
من الجدير ذكره، أنّ المهندس “فايز فوق العادة” ألّف وترجم ثلاثة وسبعين كتاباً، ونشر ما يقارب خمس مئة وتسع وعشرين مقالاً في صحف عربيّة وأجنبيّة، ويتابع نشاطه في الجمعيّة الكونيّة بنفس وتيرة الجدّ والحماسة لحظة إطلاقها.
“الزركلي”.. موسوعي مجدد على طريقة الأقدمين
الثلاثاء 16 أيلول 2014
دمشق
شاعرٌ وأديب ومحقق موسوعي، له فضل على كثيرين ممن اشتغلوا بالإبداع وصنوفه في العالم العربي طوال القرن العشرين، وبلغ من شأن كتابه الأشهر “الأعلام” ألا تخلو منه مكتبة ولا بيت.
![]() |
يعتبر “خير الدين الزركلي” آخر من وثق وفق طرائق الأقدمين، وتتمثل الطريقة كما يقول الكاتب “محمد زاهد عبد الفتاح” (من موثقي حياة الشاعر، ويقيم في “كندا” حالياً) في حديث مع مدونة وطن “eSyria”، بتاريخ 30آب 2014، في حيادية الكاتب إزاء من يوثقهم، ويضيف الباحث “عبد الفتاح” قائلاً: «يتبين لنا من الكتاب كم كان “الزركلي” دؤوباً على ما انتدب نفسه إليه، دقيقاً في البحث والتحقيق، وما نشره الباحثون من بعده من استدراكات وتصويبات على “الأعلام” لا تزيد المرء إلا إعجاباً بهذا الجهد المبارك، فهو ولا شك صنو في تاريخنا العربي والإسلامي لـ”ياقوت الحموي”».
وقد التزم “الزركلي” ألا يترجم للأحياء من المعاصرين، يقول الباحث: «ذكر “الزركلي” أن سبب ذلك مخافة الوقوع فيما (لا أحمدُ عليه، والإنسان قد يتغير). ولكنه في ترجمته للمتوفين كان يقدم شيئاً من وجهات نظره المبنية على معرفته بهؤلاء الأشخاص، ولكنه وهو صاحب الخلق الجمّ والدماثة الدمشقية، يقدم وجهة نظره في اختصار وإيجاز محاولاً ما أمكن البعد عن التجريح الشديد والمباشر، ويعزو ما يقول إلى مذكراته الشخصية، ولذا فإن مذكرات المؤلف كما يعزو إليها في “الأعلام” مرجع مهم لتراجم الكثيرين من هذه الشخصيات تجد فيها جوانب تفرد بها الزركلي».
ولد “الزركلي” في 3 حزيران عام 1893، في “بيروت” لأبوين دمشقيين حيث كان لوالده تجارة هناك، وينتسب كما يقول الباحث “زهير ظاظا” إلى بلدة تدعى “زرك” تقع في “ديار بكر” (الأناضول حالياً)، وهاجرت العائلة إلى “دمشق”، وهناك نشأ الفتى وتعلم في إحدى مدارسها الأهلية، وأخذ عن علمائها على الطريقة القديمة، ومن أبرز من أخذ عنهم الشيخ “جمال الدين القاسمي”، وأشار إليه في الأعلام بـ”شيخنا الكبير”، وكان كبير علماء “دمشق” في وقته، وأولع بكتب الأدب العربي،
![]() |
غلاف موسوعته الأشهر “الأعلام” |
وبدأ يقرض الشعر مبكراً، وأدى امتحان القسم العلمي في المدرسة الهاشمية الثانوية، ثم أصبح مدرساً فيها”.
انتقل بعد ذلك إلى “بيروت” ودَرَس الأدب الفرنسي في “اللاييك” (المدرسة العلمانية)، وبعد انتهائه درّس الأدب العربي فيها، وفي ذلك الوقت ألّف أول تمثيلية نثرية عرضتها مسارح “بيروت” عام 1914، وكانت بواكير اشتغالاته الإبداعية، ومثلت عدة مرات بعد ذلك، وحملت اسم “وفاء العرب”.
أنشأ بعد عودته إلى “دمشق” عدة صحف كانت السلطات التركية توقفها كل مرة، منها “لسان العرب” و”المفيد”، وكانت غايتها كلها بث الروح القومية في العرب كما يقول عن ذلك في “الأعلام”، وبعد دخول الفرنسيين إلى “سورية” حكموا عليه بالإعدام، فهرب إلى فلسطين فالحجاز، وهناك التقى الملك “حسين بن علي” الذي كلفه مع الشيخ “يوسف ياسين” من “اللاذقية” بتشكيل الحكومة الأولى في شرقي الأردن، وعين فيها مفتشاً عاماً للمعارف، وبقي في عمان عامين وثقهما في كتابه “عامان في عمان”.
يقول في كتابه “عامان في عمان”: “لم يكن في عمان آنئذ سيارات تحمل الناس منها إلى المحطة، ومن المحطة إليها، والمسافة بينهما ثلاثة كيلومترات، وإنما كان الركوب على عجلات الخيل هو كل شيء هناك من وسائل النقل والتنقل”.
انتقل مطلع العشرينيات إلى “القاهرة”، حيث أسس هناك المطبعة العربية التي نشر فيها عدة كتب له ولغيره، منها كتابه “ما رأيت وما سمعت”، تحدث فيه عن رحلته من دمشق إلى الحجاز، ومع انطلاق الثورة السورية الكبرى ضد الفرنسيين عام 1925 تابع نشاطاته في جمع التبرعات للثوار، فألقى في حفل كبير بالقاهرة القصيدةَ التي سمي إثرها بـ”شاعر الشام”، يقول مطلعها:
“الأهلُ أهلي والديارُ دياري… وشعار وادي النَّيربَين شعاري
(من الأعمال الكاملة له، دار الرسالة بيروت، 1980).
أصدر الطبعة الأولى من كتاب
![]() |
غلاف كتابه “عامان في عمان” |
“الأعلام” في ثلاثة أجزاء عام 1927، وكان قد بدأ به سنة 1912، برعاية وتشجيع من “محمد كرد علي”، وقد امتدح ظهوره أغلب علماء اللغة العربية وقتها، ومنهم “محمد رضا”، صاحب “المنار”، فقال فيه: «رأى صديقنا شاعر الشام ما يراه جمهور أهل العلم والأدب من الناطقين بلسان العرب، أن اللغة في حاجة إلى معجم لتراجم أشهر الرجال والنساء من العرب الجاهليين والمخضرمين ومن بعدهم إلى هذا العصر، فشرع في تأليف هذا المعجم، فحقٌّ على جميع كتاب العربية، أن يشكروا لمؤلفه هذه المنة التي لا يستغني عنها أحد منهم، لأنه كما ادّعى واضعه في فاتحته -وصدق- قد ملأ فراغاً في الخزانة العربية قد تُرك له مدة هذه القرون الطويلة».
اختير في العام 1932 عضواً في مجمع اللغة العربية في “دمشق” و”القاهرة” و”بغداد”، ثم سفيراً للسعودية في “مصر”، وتعددت مناصبه السياسية إلا أن هذا الانشغال لم يؤثر في عمله على “الأعلام” بعد أن تلقى الكثير من الملاحظات والتصويبات؛ أشار إليها بعرفان في مقدمة الطبعة الثانية التي صدرت عام 1957، وقال في مقدمتها: “هذا نتاج أربعين عاماً، أمضيتها في وضع الأعلام وطبعه أولاً، ثم متابعة العمل فيه، تهذيباً وإصلاحاً وتوسعاً، وإعداده للطبع ثانياً، وما أطمع من وراء ذلك في أكثر من أن يكون لي، في بنيان تاريخ العرب الضخم، رملة أو حصاة”.
عين سفيراً في المغرب عام 1963، فأضاف إلى “الأعلام” ملحقاً عن كتاب ومؤرخي المغرب، لينتقل بعد عبوره السبعين من العمر إلى “بيروت” ثم “القاهرة” حيث تابع عمله فيها، وبقي يهذب فيه إلى أن وافته المنية عن 86 عاماً في “القاهرة” ودفن فيها.
قال فيه الشاعر الراحل “أنور العطار”: “هو شاعر مجيد معاصر، من أكبر شعراء القومية
![]() |
من أعماله الأخرى |
العربية، ومن أرقهم عاطفة، وأصفاهم أسلوباً”، في حين قال فيه الشاعر “أحمد الجندي”: “هو قمة باذخة في الأدب والفن، يقف إلى جوار حافظ إبراهيم، وإيليا أبو ماضي، وبشارة الخوري، وبدوي الجبل”؛ (من كتاب “خير الدين الزركلي شاعر الوطن”، للكاتب د. أكرم جميل قنبس، منشورات وزارة الثقافة، عام 2011).
صدر له عدا ما ذكرنا أعلاه، أعماله الشعرية الكاملة، و”صفحة مجهولة من تاريخ سورية في العهد الفيصلي”، و”الإعلام بمن ليس في الأعلام” وغيرها، وخلف شاعرنا ابناً واحداً هو المرحوم الطبيب “ليث”، وكان يعمل مستشاراً طبياً بجامعة الدول العربية، وتوفي سنة 2004، وله ثلاث بنات هن: السيدتان “طريفة، ولميس” رحمهما الله، والسيدة “حياة”