Category: الإبداع والإختراع

  • تعرف على الكاتب والصحفي الجزائري / مصطفى نطور / ..’عام الحبل’ تعد من أقوى الأعمال التي تفتخر بها الرواية الجزائرية..

    تعرف على الكاتب والصحفي الجزائري / مصطفى نطور / ..’عام الحبل’ تعد من أقوى الأعمال التي تفتخر بها الرواية الجزائرية..

     

    الموت يُغيّب الكاتب الجزائري ‘مصطفى نطور’

    ‘عام الحبل’ تعد من أقوى الأعمال التي تفتخر بها الرواية الجزائرية، فقد التقى فيها الحكي الشعبي بالاركيولوجيا، والإسقاط التاريخي والقراءة السياسية.

    ميدل ايست أونلاين

    كتب ـ محمد ياسين رحمة

    بوقرة
    لم يُمهله العمر أن يُمدّد “عام الحبل” لينسحب على زمن التحولاّت العربية الكبرى، ولم تمهله الأيام أن يعيد تفحّص «العلاقات الثقافية بين المشرق والمغرب» في زمن الفيس بوك والتويتر والتواصل الرقمي بين العرب، فقد رصد ذات حديث عربي “السجال ذو النبرة المبطنة بنوع من اللوم المثقل بغواية المناحات الباكية على غياب التواصل الثقافي بين البلدان العربية”، ويعدّد الأسباب ” في البيروقراطية المستشرية، وفي محدودية توزيع الإنتاج الثقافي، وفي عوائق القوانين التجارية والجمركية، وفي الرقابة… الخ ما يسرده كل سارد حسب اجتهاده، ثم يزيدون وصفة اللغة المشتركة والدين والتاريخ… الخ، الوصفة التي كانت من المفترض أن تُوحّد جهدهم بدلا من أن تفرقه، ولا يتوقف المغاربة عند هذه الوصفة، بل يضيفون حبهم للمشارقة غير المتبادل، وتيهانه في شساعة الجغرافية وبعدها، ما جعل علاقة الحب تنحصر في طرف واحد، والطرف الآخر غير مبال بالمحب”.

    فقد غيّب الموت الكاتب والصحفي الجزائري “مصطفى نطور” بعد صراع مع المرض، غير أن “بوقرّة” بطل رواية “عام الحبل” لمّا يزل يسحب حبله عبر تضاريس عام جزائري لن ينقضي حتى تستيقظ الأحلام المتحجّرة التي خبّأها الروائي في بطله منذ زمن البايات في مدينة الجسور المعلقة.

    مصطفى نطّور هو كاتب وقاص وصحفي وباحث جزائري أبصر النور في 18 ديسمبر/كانون الأول 1950 بـالقل ولاية سكيكدة، في الشمال الشرقي للجزائر. من أسرة ثورية وابن شهيد، التحق في سنة 1963 بمدارس أشبال الثورة التي خصصتها الجزائر لأبناء الشهداء، تابع دراسته عبر مختلف أطوارها، ثم اشتغل بحقول التربية والتعليم والصحافة وتقلّد عديدا من المناصب في المؤسسات الثقافية، وقد أثرى المكتبة بمجموعة من الكتب أهمها: أحلام الجياد المفجوعة، من فيض الرحلة، لوجهها غوايات أخرى، الثلج الآخر، نصوص من الشعر الشعبي.

    تٌعتبر روايته “عام الحبل” من أقوى الأعمال التي تفتخر بها الرواية الجزائرية، فقد التقى في “عام الحبل” الحكي الشعبي بالاركيولوجيا، والإسقاط التاريخي والقراءة السياسية وزمن البايات وأزمنة الاشتراكية وما بعدها. ويعتبر كثير من الدارسين أن “عام الحبل” هي رواية لا شرقية ولا غربية بل هي جزائرية خالصة.

    مضى مصطفى نطور إلى رحاب رب كريم، لكن “بوقرة” لمّا يزل يجرجر حبله منذ عهد البايات.

    * بوقرة اسم علم يُطلق قي الجزائر على من يُولد في ظروف جوية قاسية كالبرد الشديد مع تساقط الثلوج.. وغالبا ما تعني التسمية من تلازمه المتاعب والأثقال وكوابيس الواقع عموما، لنقل أن بوقرة بالمفهوم الشعبي الجزائري هو سيزيف وصخرته.

     

     

    مصطفى نطور

    ويكيبيديا
    ‘مصطفى نطور كاتب وصحفي جزائري ولد يوم 18 ديسمبر 1950 بالقل ولاية سكيكدة, من أسرة مجاهدة, استشهد والده في ساحة الجهاد ابان ثورة التحريرالجزائرية سنة1961، التحق في سنة 1963 بمدارس اشبال الثورة التي خصصتها الجزائر لأبناءالشهداء، تابع دراسته في مختلف المراحل التعليمية بقسنطينة، بعد عمله في مجال التربية والتعليم والصحافة عين على رأس مديرية الثقافة لولاية تيارت سنة 2003 ومدير الثقافة بولاية قسنطينة سنة 2007 ومحافظ المهرجان الوطني لموسيقى المالوف سنة 2007، ومحافظ المهرجان الدولي لـ الانشاد سنة 2009،ينحدر من قبيلة بني تيفوت أو بني توفوت BENI toufout ومعناها : أبناء الشمس، المنتشرين من القل إلى قسنطينة.حائز على وسام الاستحقاق للدولة الجزائرية عام 1984

    مؤلفاته

    نشر 05 كتب مذكورة أسفله, يعتبر من الأدباء جزائريون وأحد المدافعين على إعادة الاعتبار لموقع تيديس الأثري الذي كان مركزا متقدما للدفاع عن سيرتا القديمة العاصمة الشرقية لمملكة نوميديا وذلك في إطار اشرافه على مخطط يرمي إلى حمايته وتثميته إلى جانب المدينة القديمة لـقسنطينة.مؤلفاته نشر 06 كتب. 04 مجموعات قصصية ورواية

    01 أحلام الجياد المفجوعة

    02 من فيض الرحلة

    03 لوجهها غوايات أخرى

    04 الثلج الآخر

    05 عام الحبل *رواية*

    06 نصوص من الشعر الشعبي من مواليد قرية علي الشارف بلدية بني زيد دائرة القل ولاية سكيكدة ابن الحسين المدعو الزدام لشجاعته وبسالته وسعدة توفى أبوه اثر اشتباك مع قوات الاحتلال وبترت رجلاه ونقل إلى المستشفى، اين تبعه أحد افراد الحركى (عملاء فرنسا) وصفاه جسديا بالمستشفى

    ولد مصطفى نطور في القرية اعلاه وما وفيت حقها إطلاقا فقد ضحت بكوكبة من اعز الشهداء يتقدمهم الشهيد: بكوش لخضر، نطور حسين، والمجاهد الكبير سعد عبد العزيز نطور وغيرهم كثير ومن لا يعرف هؤلاء فليسأل : علي كافي-الشادلي بن جديد- إبراهيم شيبوط الذين يعرفون المنطقة جيدا واكلوا على يد نساءها الباسلات

  • تعرف على الدكتور / نبيل فياض  / كاتب وصحفي وناقد علماني سوري. درس الأديان بتعمّق و يهتم بمسألة المقارنة النقدية بين الأديان و حتى بين الطوائف ، يتناول في أبحاثه المجتمع العربي و خاصة التراث الإسلامي ..

    تعرف على الدكتور / نبيل فياض / كاتب وصحفي وناقد علماني سوري. درس الأديان بتعمّق و يهتم بمسألة المقارنة النقدية بين الأديان و حتى بين الطوائف ، يتناول في أبحاثه المجتمع العربي و خاصة التراث الإسلامي ..

    نبيل فياض

    ويكيبيديا
    محمد نبيل فياض
    ولد -القريتين – حمص – سوريا
    الإثنية عربي
    المواطنة – سوري

    نبيل فياض كاتب وناقد علماني سوري. درس الأديان بتعمّق و يهتم بمسألة المقارنة النقدية بين الأديان و حتى بين الطوائف ، يتناول في أبحاثه المجتمع العربي و خاصة التراث الإسلامي و يطرح أبحاثه بموضوعية و البحث العلمي الأكاديمي لمحاولة خلق مفهوم ديني صحيح بوعي علمي ، يتناول في كتاباته الأديان والتراث الإسلامي والمجتمع العربي والإسلامي بالنقد العلمي الباحث عن الجذور والخلفيات لخلق حالة من الوعي العلمي إزاء المفاهيم والظواهر الدينية من منظور علماني لاديني.

    سيرة :

    نبيل فياض يحمل شهادة صيدلة حصل عليها من جامعة دمشق و مارس مهنته في بلدته الناصرية بريف دمشق . هو في منصف العقد الرابع من عمره ، ولد في محافظة حمص ببلدة اسمها ” القريتين ” شرق حمص ، و ينحدر من أسرة مسلمة سنية شافعية[1] ، رغم دراسته الصيدلة إلا أن ميوله الفكرية واهتماماته الثقافية لها قصة أخرى، حيث بدأت بقراءة مستلهمة للفلسفة الأوربية، خصوصاً نيتشه، والأدب الأوربي، ودرس اللاهوت المسيحي في الكسليك بلبنان، وفي هذا الاتجاه تعلم العبرية والآرامية، مما فتح له آفاقاً كبيرة في الرجوع إلى مصادر الفكر الديني بلغتها الأم، وهذا فضلاً عن إتقانه للّغات الألمانية والإنكليزية والإيطالية.

    اهتم بدراسة الطوائف والأقليات الدينية والمذهبية، يبحث عن جذورها وتاريخها، ويدافع عن حقوقها، ويلقي الضوء الكافي على ما لحق بها من اضطهاد وقمع في ظل الدول السُّنّيّة المتعاقبة.

    وقد عمل فترة في الصحافة اللبنانية، وقام في هذا الإطار بدراسات ميدانية للطوائف والفِرَق الدينية في المنطقة.
    وله مجموعة كبيرة من الأعمال الفكرية المطبوعة التي أثارت الجدل في الأوساط الثقافية ومعظمها ممنوع من التداول في الدول العربية ما عدا لبنان.

    من أعماله المنشورة

    ـ كافكا ـ التحوّل: دراسة حول شخصية غريغور سامسا في قصة كافكا الشهيرة “التحوّل”، وقد حوّلت هذه الدراسة إلى مسرحيّة قدمت بالتعاون مع السفارتين التشيكية والنمساوية في دمشق. ونشر العمل في دمشق.

    ـ الشاعر المرتد: عزرا باوند: دراسة حول فلسفة هذا الشاعر الأمريكي الهام.

    ـ التلمود البابلي، رسالة عبدة الأوثان: ترجمة دقيقة لهذه الرسالة الهامة من التلمود البابلي عن العبرية والإنكليزية.

    ـ مقالة في القمع: دراسة حول منهجية القمع في التعليم الديني الإسلامي.

    ـ نيتشه والدين: دراسة حول الدين في أعمال نيتشه مع الباحثين الألمانيين ميشائيل موترايش وشتيفان دانه.

    ـ حوارات في قضايا المرأة والتراث والحرية.

    -يوم انحدر الجمل من السقيفة.

    ـ أم المؤمنين تأكل أولادها: دراسة نقدية لسيرة عائشة صاحبة الجمل.

    ـ القصص الديني: ترجمة عن الألمانية للفصل الأول من كتاب شباير الهام: الحكايا الكتابية في القرآن.

    ـ حكايا الطوفان: الفصل الثاني من كتاب شباير.

    ـ القرآن ككتاب مقدّس: ترجمة عن الإنكليزية لعمل جفري الشهير.

    ـ حكايا الصعود: دراسة مجمّعة من نصوص عديدة من الإيطالية والإنكليزية والألمانية لأسطورة الإسراء والمعراج الشهيرة.

    ـ نصّان يهوديّان حول بدايات الإسلام: ترجمة مع مقدمة وخاتمة وتفسير لنصوص يهودية مكتوبة منذ بدايات الإسلام.

    ـ الهاجريون: ترجمة عن الإنكليزية لكتاب (باتريشيا كرونه) و(مايكل كوك).

    ـ محمد نبيّ الإسلام: ترجمة عن الإنكليزية لعمل (مايكل كوك).

    ـ مدخل إلى مشروع الدين المقارن.

    ـ النصارى: دراسة لاهوتية موسَّعة حول هذه الطائفة التي انقرضت.

    ـ إبراهيم بين الروايات الدينيّة والتاريخيّة.

    ـ مراثي اللات والعزّى: عمل ساخر.

    ـ رسالة إلى اليمن: ترجمة عن نص لابن ميمون مكتوب بالحرف العبري واللغة العربية، والرسالة لاهوتية الطابع.

    ـ المسيح والميثولوجيا: نرجمة لنص بولتمان.

    – فروقات المصاحف: الفروقات بين مصحف ابن مسعود والمصاحف الاخرى.

    و عشرات المقالات التي تُعْنَى بالشأن السياسي أو الديني أو الاجتماعي. إضافة إلى عمل جديد سيظهر قريباً: كمشة بدو.

    أعمال رداً على أعماله

    و قد صدرت عنه أو ضدّه أعمال، منها:

    – هذه مشكلاتهم، للبوطي.

    – هذه مشكلاتنا، للبوطي.

    – عائشة أم المؤمنين، للبوطي.

    – وجهاً لوجه أمام التاريخ، لحامد حسن.

    – دعوة إلى حوار إسلامي، مفتوح لنذير مرادني.

    – الرد على فيّاض، لسليم الجابي.

    أعمال عن دراساته

    وصدرت عن أعماله دراستان بالألمانية: واحدة لـ (إيكارت فولتس) والثانية لـ (أندرياس كريستمان)، وقد كانتا رسالتيْ دكتوراه.

  • المبدع / فليبي توماسو اميليو مارينيتى / ( 1876 – 1944 ) كان شاعر وأديب ورئيس تحرير مصرى ايطالي في الفن والموسيقي والأدب في بداية القرن العشرين ..وإيطاليا تحتفل بابن الإسكندرية “مارينيتي” مؤسس الحركة المستقبلة (Futurism   ..- بقلم:   ابراهيم فاروق ..

    المبدع / فليبي توماسو اميليو مارينيتى / ( 1876 – 1944 ) كان شاعر وأديب ورئيس تحرير مصرى ايطالي في الفن والموسيقي والأدب في بداية القرن العشرين ..وإيطاليا تحتفل بابن الإسكندرية “مارينيتي” مؤسس الحركة المستقبلة (Futurism ..- بقلم: ابراهيم فاروق ..

    فيليبو توماسو مارينيتي

    من ويكيبيديا
    فيليبو توماسو مارينيتي
    فليبي توماسو اميليو مارينيتى اتولد في 22 ديسمبر 1876 واتوفي في 2 ديسمبر 1944، كان شاعر وأديب ورئيس تحرير مصرى ايطالى وهو اللى اوجد الحركة المستقبلة (Futurism) في الفن والموسيقي والأدب في بداية القرن العشرين

    الحركة دى اتميزت بالدعوة لترك التقليد ومحاولة التعبير عن الطاقة الدينامية المميزة لحياتنا المعاصرة.

    طفولتة ومراهقتة[تعديل]

    اتولد إيميليو أنجيلو كارلو مارينيتي لعيله إيطالية في اسكندرية، مصر اللى اتربي ودرس فيها، حبه للأدب تزامن مع دراسته، في سن 17 أنشأ مجلته المدرسية الاولانيه ” ورق البردى ” Papyrus، هددته المدرسة اليسوعية بالفصل منها لأنه نشر رواية إعتبرتها “فاضحة” إميل زولا.

    أرسلته عيلته لباريس، فرنسا فتخرج واخدالبكالوريوس في سنة1893، إنضم لكلية القانون بجامعة بافيا اللى هى جامعة إيطالية مقرها مدينة بافيا بمقاطعة لومبارديا مع اخوه الأكبر “ليون”.

    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    المصدر: الأهرام -الطبعة الدوليةإيطاليا تحتفل بابن الإسكندرية “مارينيتي” مؤسس المستقبلية

    القاهرة:
    – FutuRoma – هو عنوان المهرجان الذي تحيي به روما، تزامنا مع عدد من العواصم الأوروبية ومدن إيطالية أخري، ذكري مرور قرن علي مولد الحركة الفنية المعروفة بالحركة المستقبلية. بتنظيم من بلدية روما بالتعاون مع وزارتي الشئون الخارجية والثروات والأنشطة الثقافية يأتي الحدث غنيا بالمبادرات والاحتفالات ذات الأهمية العالمية، بدءا من 20 فبراير وامتدادا إلي الشهور القادمة، بغية السماح للزائر بأن يعيش الحركة المستقبلية أو المستقبلة ويعرفها مع تحقيق انطلاق جديد لعناصر الحداثة التي تتسم به رسالتها الفنية.
    في 20 فبراير 1909 خطّ الكاتب “فيليبو تومّازو مارينيتي” بيان المستقبلية ونشره علي جريدة “لوفيجارو” الفرنسية. والبيان يعد الإعلان المؤسس لحركة سرعان ما أحدثت ثورة في جزء كبير من المعايير الشعرية في النصف الأول من القرن العشرين. حركة قُدر لها أن تؤثر كل الأشكال الفنية بنظريات وأفكار رافقت الحياة الثقافية والفكرية للقرن بأكمله.
    هكذا ولدت الطلائع الإيطالية الأكثر خصوبة، التي كان من سماتها الرفض الجذري للماضي وللتقاليد، والقائمة علي طموحها إلي أن تعطي لعملها التجديدي بعدا شاملا كاملا، أثر لاحقا علي كل أشكال التعبير وكل أنواع الفنون (الأدب والمسرح والرسم والنحت والموسيقي والرقص)، من أجل الغوص في كل مجالات الحداثة في الحياة الاجتماعية والعادات (السينما والتصميم والدعاية والأثاث والمأكولات والتصوير الفوتوغرافي والهندسة المعمارية والموضة).
    وفيليبو توماسو إميليو مارينيتي ولد في 22 ديسمبر 1876 وتوفي في 2 ديسمبر 1944، كان شاعرا وأديبا و رئيس تحرير و هو من أوجد الحركة المستقبلة Futurism في الفن و الموسيقي والأدب أوائل القرن العشرين و تميزت بالدعوة إلي طرح التقليد جانبا ومحاولة التعبير عن الطاقة الدينامية المميزة لحياتنا المعاصرة.
    ولد إيميليو أنجيلو كارلو مارينيتي لأسرة إيطالية في الاسكندرية، مصر حيث تربي ودرس فيها، حبه للأدب تزامن مع دراسته ، في سن السابعة عشرة أنشأ مجلته المدرسية الأولي “ورق البردي” Papyrus، هددته المدرسة اليسوعية بالفصل منها لأنه جلب رواية اعتبرتها “فاضحة” لإيميل زولا.
    أرسلته أسرته إلي باريس، فرنسا حيث تخرج وحصل علي البكالوريوس في 1893، انضم إلي كلية القانون بجامعة بافيا مع شقيقه الأكبر “ليون”.
    – والمستقبلية واحدة من اهم حركات الحداثة الفنية والادبية التي ظهرت في العقدين الاولين من القرن العشرين علي يد الشاعر الايطالي مارينيتي (1876 ـ 1944) تميزت هذه الحركة بالدعوة الي تحطيم كل شيء، قواعد الفن واللغة والادب والموسيقي وكل مؤسسات الحضارة الغربية من متاحف واكاديميات ومسارح وقطع كل صلة مع الماضي وتراثه الفني لانه حسبها مثل الجمود والسكون أي (الموت) فوظيفة الفن المستقبلي ليس باتباع اثر الماضي انما باتباع ايقاع الحاضر والمستقبل والمتمثل في التقدم العلمي والتكنولوجي، فاصبحت الالة والنظريات العلمية هي التي تلهم الفنان المستقبلي وحجتها في ذلك أنه لا انفصام بين الفن والحركة، لذا فإن البيان المستقبلي الاول الذي وقعه مارينيتي الذي نشرته صحيفة لوفيجارو في (22) من شباط عام 1909 اعلن فيه صراحة موت فن الماضي وولادة فن مستقبلي يستلهم الانجازات العلمية والتكنولوجية التي اخذت تظهر متسارعة مع دخول البشرية القرن العشرين،
    – فبعد ان مجد البيان الحركة والسرعة هاجم ما أسماه طغيان الهارموني في الموسيقي الغربية وعلي كل الاساليب والاشكال التقليدية (الكلاسيكية) في مجال الشعر فقد دعا البيان الشعراء المستقبليين الي تبني اسلوب الاشادة بالاندفاع والطيش وحب المخاطر، فتأثيرات نيتشه والاراديين واضحة في البيان المستقبلي الاول، بالاضافة الي تأثيرات هنري بيرجسون في ان فعل الانسان يجب ان يكون مرتبطا بالحاضر وليس بالماضي والاموات، ومنه اخذ مارينيتي فكرة الحركية (الدينامية) وربطها بوظيفة الفن المستقبلي الذي قطع كل صلة بالماضي، البيان عبر عن رؤية المستقبليين لدور الشعر، وسجلوا في البداية اعتراضهم علي شعر (الماضي):
    لم يعبر الشعر حتي يومنا هذا الا عن الاشياء الخامدة والاستسلام للملذات. فوظيفة الشعر المستقبلي الان هي في تمجيد (الحركة): اما نحن فسوف نمجد الحركة المغامرة، والارق المحموم. سنمجد الحياة بكل عنفوانها، وبكل بهلوانياتها وصفعاتها ووخزاتها.
    مارينيتي يريد بهذا ان يحصر وظيفة الشعر في تسجيل (الصراع) وذلك لان (الجمال) مسكون فيه: لا (جمال) الا في الصراع. ولا عمل يفتقر الي روح المغامرة، والعدوان يمكن اعتباره اثرا رائعا.
    فكر الفاشية الايطالية لم يكن بعيدا عن (المستقبلية) في تمجيد روح الحرب والعدوان والمغامرة، مارينيتي نفسه كان ناشطا بارزا في حزب موسوليني الفاشي، البيان المستقبلي الاول مجد الحرب والروح العسكرية، كثير من النقاد الفنيين اعتبر الحركة المستقبلية تعبيرا عن تطلعات مثقفي البورجوازية الايطالية الصغيرة في ان تقوم ايطاليا بلعب دور اكبر في الثقافة والسياسة والحرب في اوربا خدمة لمصالحها المستقبلية، الحركة لم تخف موقفا شائنا تجاه المرأة وذلك بتأثير الفكر الفاشي الشمولي الذي يمجد القوة والعنف والعدوان:
    سوف نمجد الحرب ـ عافية العالم، والروح العسكرية، والوطنية، والروح التخريبية عند الفوضويين، والافكار العظيمة التي يستشهد في سبيلها الرجال.. اما المرأة فسوف تكون موضع احتقارنا.
    بيان المستقبلية يبشر بهدم كل المؤسسات الثقافية والنضال ضد الاخلاقية: سوف نهدم المتاحف، والمكتبات والاكاديميات بلا تمييز ونكافح ضد الاخلاقية، والدعوة للمساواة بين الجنسين، وكل الدوافع النفعية الشريرة.
    المستقبليون يرون ان حاجة الانسان المعاصر انسان المخترعات والتكنولوجيا هو ليس الي (المعرفة) المرتبطة بالماضي وانما هو بحاجة الي الفعل الي الدينامية الي الحاضر، التأثيرات المستقبلية لم تنحصر فقط في مجال الشعر الذي راح يمجد الحرب والالة والطوربيدات والطيران بل امتد الي مجال الرسم والنحت والموسيقي، امبرتو يوتشيوني رسام ونحات مستقبلي استلهم (العنف والقوة) بعد اشتعال الحرب العالمية الاولي في رسومه وكانت لوحته (الرماحون) قد اظهرت العنف بوضوح، هذا الرسام اصدر من جانبه بيان الرسم المستقبلي حيث انكر فيه ان يكون الشكل واللون يعبران عن (الحقيقة) كما كان الامر في رسومات الماضي، وانما (الحركة) هي التي تعبر عن الحقيقة لان كل شيء في الوجود هو في (حركة) و(تغيير) مستمرين وانكر ايضا وجود (الفراغ) اذ ان الفراغ هو “عبارة عن الجو الذي تتحرك وتتداخل الاجسام”.
    الاجسام عند الرسامين المستقبليين ظهرت علي هيئة (حركة وضوء) واللون عن “لحن موشوري”، فاهتمامهم بالحركة دفعهم لرسم الات السباق، الرقص، الخيول، وقد استعاروا من المدرسة التكعيبية (السطوح المتقاطعة) و(الزوايا الحادة) في التعبير عن الحركة، الرسام المستقبلي (بالا) رسم كلبا صغيرا ظهرت ارجله وكأنها عجلة دراجة تسير، الناقد الفني هربرت ريد رأي لوحات المستقبليين زاخرة بالحركة والزمن والفراغ، الخطوط والاشكال الهندسية لها مدلولات جمالية ونفسية. عند الفنانين المستقبليين فالخط المستقيم عندهم يدل علي الطهر الخالص وهو يعبر عن الالية، لذا فان الرسام المستقبلي يرفض المكعب والهرم لانها اشكال جامدة، اما الزاوية الحادة فهي عنده تعبير صارخ عن الحركة والانفعال، اما الخطوط المائلة فانها اشبه باسهم سقطت من السماء فهي تقوم بوظيفة استفزاز (حواس) المشاهد. الرسام المستقبلي مأخوذ لحد الهوس برسم الدوائر والتي تبدو وكأنها (دوامات) اما المخاريط فانها تذكرهم بانفجارات القنابل، اختلاف الاشكال والاشياء المتعددة الايقاعات تحقق عندهم اللاتوافق (اللاهارموني) الذي يعتمد عليه الرسام المستقبلي وهذا ما عبر عنه اشهر الرسامين المستقبليين وهو (كارلو كارّا).
    امبرتو بوتشيوني يندد بالنحت الكلاسيكي:
    في بيان النحت المستقبلي الذي اصدره بوتشيوني عام 1915اظهر ازدرائه واحتقاره للنحت الكلاسيكي والذي شبهه بالفن (البربري) داعيا النحاتين المعاصرين الي التخلي عن نحت التماثيل التي تجسد (عري) الجسد البشري، ودعاهم الي التركيز علي ما سماه (الايقاع التشكيلي الخالص) عوضا عن (الشكل الخالص)، والي تجسيد الحركة في الجسد بدلا من نحته، اما ما يخص (مواد النحت) فقد رفض بوتشيوني في بيانه (لرخام والبرونز) واجاز استخدام اكثر من مادة في نحت عمل واحد كالزجاج والخشب وغيرها من المواد، فنانين من مدارس فنية اخري يتفقون مع المستقبلية من ان الفن هو حركة بحد ذاته مثل الرسام (بول كليه): “ان الفن التصويري ينبع من الحركة، وهو بحد ذاته حركة ويدرك من خلال الحركة”.
    من مأثرة المستقبليين انهم نادوا باستخدام المواد الشفافة كالزجاج في الاعمال الفنية فاستخدمت في الفن المعماري.
    المستقبلية والموسيقي:
    وضع مارينيتي والمستقبليون هدف الغاء (الايقاع التوافقي) الهارموني في الموسيقي فلجأ بعضهم الي ابتكار الات ميكانيكية تقوم بعزف ما سموها (موسيقي الضجيج) كما سعوا الي اكتشاف (الاصوات الغريبة) وتدوينها رواد الموسيقي الكونكريتية سعوا بدورهم ايضا الي نفس الاتجاه فالموسيقي عندهم هي تتابع امواج صوتية من مختلف المصادر، نوطه، ضوضاء، ايقاع وغيرها.
    المستقبلية تمهد الطريق للدادائية والسوريالية:
    مأثرة المستقبلية هو (الحداثة) التي طبقتها في مجالات الرسم والنحت والشعر والموسيقي ورفضها لفن الماضي الذي مات ودعوتها الي فن يمجد الحركة والتغيير والسرعة، لان الفن الحالي هو تعبير عن ايقاع الحاضر، هذه الفكرة القائلة بموت فن الماضي وجدت صدي وقبول لدي الحركات الفنية والادبية التي ظهرت بعدها مثل الدادائية التي اسسها الشاعر كريستان نزارا والسوريالية الاكثر شهرة وديمومة والذي اوجدها الشاعر اندريه بروتون، الحركتان قامتا ايضا علي فكرة (موت فن الماضي) والقطيعة مع كل ما يمت بصلة الي الماضي سواء في الفن والادب او في السياسة والسلوك والاخلاق والدين، فالحداثة عند الدادائية والسوريالية هي نفسها عند المستقبلية: الانكار والرفض لكل قواعد واساليب الفن القديمة.
    100عام علي مانفستو المستقبلية.
    وفي دراسته حول مارينيتي وحركته يقول الدكتور ” حسين محمود ” رئيس قسم اللغة الايطالية بجامعة حلوان: 20 فبراير الماضي مرت مائة عام علي صدور مانفستو الحركة المستقبلية، والذي نشر في مثل ذلك اليوم بصحيفة لوفيجارو الفرنسية وبدأ به عهد جديد في الأدب والفن في أوروبا. أما توقيع المانفستو فكان لشاعر إيطالي شهير، ربما لم نعرفه حق المعرفة في اللغة العربية، رغم أنه، بشكل أو بآخر، ممن ينتمون إلينا، وممن أنجبتهم مدينة الإسكندرية مشاهير الأدب الإيطالي مثل أونجاريتي وانريكو بيا وفاوستا شالنتي.
    إنه فيليبو تومازو مارينيتي، ابن الإسكندرية الذي فتح باب الأدب أمام العلم، وفتح باب العلم أمام الأدب، ودعا إلي الأخذ بأسباب العلم والتكنولوجيا، باعتباره السبيل الوحيد للوصول إلي القوة التي ينبغي أن يتسلح بها الإنسان العصري. بعد مارينيتي لم يعد هناك خلاف أو اختلاف بين العلم والأدب، وإنما أصبح نقيضا القرن التاسع عشر هما توأم القرن العشرين، يسيران جنبا إلي جنب، مع ما انطوي علي ذلك من خطورة أوهام القوة التي ترجمها القرن العشرين في حربين عالميتين أبادتا الأخضر واليابس في القارات الخمس، وأثارت جدلية العلاقة بين الفكر والسلطة.
    ولد مارينيتي، في الإسكندرية يوم 22 ديسمبرعام 1876، من أبوين كانا يعيشان معا في الإسكندرية (بزواج عرفي)، واسمه الحقيقي يثير مشكلة كبيرة، فاسمه المعمد به هو ايميليو انجلو كارلو، ويظهر في كثير من الوثائق مثل شهاداته الدراسية باسم فيليبو اكيلله إيميليو وفي الفرنسية كان اسمه فيليب اكيل اميل، وفي العائلة كانوا يسمونه تومازو أو توم أو توماس. وعندما كان شاعرا شابا كان يوقع باسم فيليبو تومازو، وأخر اسم اشتهر به نقله عن والده هو فيليبو تومازو مارينيتّي.
    استقر أبوه وأمه في الإسكندرية بعد قصة حب دامية في إيطاليا هرب علي أثرها الشابان وجاءا إلي الإسكندرية، حيث عمل الأب محاميا مدنيا، وكانت الأم قبل نزوحها إلي مصر ابنة أستاذ أدب بجامعة ميلانو. ولسابق زواج أمه قبل حضورها من إيطاليا جاءت شهادة ميلاده “من أم مجهولة” أما الأب فهو فيليبو تومازو، أكبر محام في عصره في مدينة الإسكندرية. وورث الابن من أبيه قوة الشكيمة والإصرار، أما أمه فكانت ناعمة رقيقة ربت ابنها علي الشعر والفن.
    في الإسكندرية كان مارينتي يدرس في مدرسة سان فرانسوا خافيير، وهي مدرسة للجزويت. ولكنه في فبراير عام 1894 أنشأ مع زملائه بالمدرسة مجلة مدرسية اسمها “أوراق البردي، أو Papyrus” وهي المجلة التي جرت عليه المتاعب مع الرهبان الجزويت الذين غضبوا منه وعليه عندما نشر في مجلته نصوصا عن إميل زولا، فاضطرت أسرته علي إثرها أن ترسله إلي إيطاليا لكي يكمل تعليمه الجامعي هناك. ولكن المهم أن بوادر المستقبلية كانت قد بدأت تظهر في مثل هذا العمر الصغير، كما أظهرت كتاباته كما كان شجاعا جريئا لا يرضي بالتوافق والاتفاق مع السائد.
    وفي بافيا بإيطاليا التحق مارينتي بكلية الحقوق ولكنه واجه فيها موقفا صعبا عندما فقد شقيقه الوحيد ورفيق صباه ودراسته والذي مات بسبب نوع غامض من مرض ضمور الأطراف، وهو الموقف الذي هزه بعنف وأثر عليه مدة طويلة من حياته. وتخرج مارينتي في كلية الحقوق ولكن من جامعة أخري بإيطاليا هي جامعة جنوة، وكانت رسالته عن “التاج في الحكومة البرلمانية” ولكنه لم يعد إلي القانون بعد ذلك قط.
    اتسمت التجارب الشعرية الأولي لمارنيتي بالرمزية، وشارك في مسابقة عام 1898 بقصيدة قصيرة في مسابقة فرنسية وفاز بها، مما جعله يتمكن من التعاون مع العديد من المجلات والصحف في إيطاليا وفرنسا. وفي عام 1902نشر أول عمل شعري له بعنوان “غزو النجوم” وهي ملحمة بالفرنسية من 91 أنشودة يصف فيها الحرب بين البحر والنجوم. وفي عام 1904 نشر أول أعماله المسرحية الكبري بعنوان “الملك بومبانس” ودائما باللغة الفرنسية، تلاها بمسرحية أخري بعنوان “الدمي الكهربية” بطولة اثنين من الروبوت.
    وما بين عامي 1905 وعام 1909 أسس مع صديقين مجلة في ميلانو باسم “الشعر” اهتمت بتقديم الشعراء المجيدين من إيطاليا، ومن سائر أنحاء أوروبا، ولم يكن مسموحا فيها بالكلام إلا عن الشعر. وعندما مات أبوه عام 1907ورث عنه ثروة ضخمة، وفي نفس الوقت بدأت تظهر عليه أعراض النزعة القومية.
    وفي نهاية عام 1908 نضجت لدي مارينتي فكرة أن يؤسس حركة جديدة باسم المستقبلية، فظهرت في يناير من عام 1909 أولي المنشورات التي تحتوي علي النقاط الأساسية لمنافستو المستقبلية والجزء الختامي منه. وفي 20 فبراير من نفس العام ظهرت النسخة الكاملة من البيان في الصفحة الأولي من صحيفة الفيجارو تحت عنوان “المستقبلية”. وفي إبريل من العام نفسه نشر “بيانه الثاني” بعنوان “لنقتل ضوء القمر” والذي سوف يصبح من أهم نصوصه علي الإطلاق، لأنه ينطوي علي برنامج تطبيقي للمانفستو المستقبلي علي الأدب.
    ومن ينظر إلي حياة مارينيتي يري فيه الإسكندراني “ابن البلد” الذي يثأر لكرامته مهما كلفه ذلك، فقد حدث أن نشر ناقد باريسي شهير، تشارل هنري هيرش، مقالا هاجم فيه بحدة مسرحيته “الملك بومبانس” وتناول فيه سيرته وعاب في والدي الشاعر، فجاءه مارينتي في اليوم التالي، في مسرح كان يشاهد فيه عرضا، وصفعه علي وجه صفعة قوية سمعها جمهور المسرح كله. ولكن الناقد لم يستطع الرد ساعتها واتفقا علي النزال، واختارا السيف سلاحا، وفي أثناء النزال الدراماتيكي شعر مارينيتي بألم في رسغه، ولكنه تحامل علي نفس وجرح خصمه في ذراعه في الجولة الحادية عشرة التي أعلنت انتصاره علي خصمه، ليس فقط في ساحة النزال ولكن أدبيا أيضا.
    ومن المعارك الأخري التي خاضها مارينتي يوم ترجمت روايته “مفاركا” إلي الإيطالية، فتم تقديمها إلي المحاكمة بتهمة “الإباحية”، فاسترجع مارينيتي تكوينه القانوني ودافع بنفسه عن روايته في خطب بليغة هزت الرأي العام ساعتها، بل إنه استدعي أحد رواد مدرسة “الحقيقية” وهي إحدي فروع المذهب الطبيعي في الأدب، لكي يكون شاهدا في القضية، وهو لويجي كابوانا، والذي حضر من الجنوب الإيطالي، وكان مناصرا للمستقبلية، التي استقبلها النقاد المعاصرون بكثير من الرفض والعدوانية. وكانت لحديث كابوانا أثر كبير علي دعم حرية الفكر والإبداع في إيطاليا في السنوات التالية وربما حتي اليوم. ورغم أن القضاء أصدر حكما ببراءة مارينيتي من تهمة الإباحية في الدرجة الأولي، إلا أن محكمة الاستئناف حكمت بسجنه شهرين، استبدلت بغرامة، ومنع توزيع ونشر الرواية.
    وما بين عامي1910 و1913 بدأت الأمسيات المستقبلية والتي شهدت مشاركة الشاعر الشهير الدو بالاتسسكي، كما شهدت انخراط الفن التشكيلي في المدرسة المستقبلية، ولعل أبرز ما خرج من هذه الأمسيات الموقف السياسي للحركة، وأنها، علي حد قول مارينتي، تعتبر نفسها “يسار الأدب المتشدد”. كما صدر عنها مجموعة من المانفستوهات الأخري عن المستقبلية في الفن التشكيلي، وفي قضايا المرأة وغيرها. ولكن هذه الأمسيات المستقبلية كانت في كثير من الأحيان تنتهي “بخناقة” و”كرسي في الكلوب” بين الحضور في القاعة.
    ومعركة أدبية أخري، وقعت عند عرض بعض اللوحات المستقبل في معرض بعنوان “الفن الحر”، ولما هاجمها أحد نقاد مجلة “لا فوتشه” وكانت من أشهر المجلات الأدبية في إيطاليا، أرسل إليه مارينيتي ثلاثة من الشعراء المستقبليين “لتأدبيه” فحدثت معارك بينهم بمختلف الأسلحة من شوم وعصي ومطاو وسكاكين، في الشوارع والمقاهي، وحتي محطة السكك الحديدية في فلورنسا، وانتهت في قسم الشرطة، حيث عقد المتنازعان صلحا جعل منهما حليفين أدبيين علي قدر كبير من الأهمية في تاريخ الأدب الإيطالي في القرن العشرين. ولكن هذا التحالف زاد ترسخا بعد أن أعلن مارينيتي في سلسلة المانفستو عن البيان الفني للمستقبلية الأدبية، والذي تضمن عدم التزام الشعر بالوزن والقافية، أو قواعد تركيب الجملة، أو علامات الترقيم، واستخدام “الكلمات الحرة”. ويدين عظماء الشعر الإيطالي لمارينيتي بداية باونجاريتي وحتي مونتاليه بهذه القوانين الشعرية الجديدة والتي صمدت في وجه الزمن وأصبحت اليوم تراثا من الماضي.
    وظل مارينيتي يثير الصخب الفكري في أوروبا، وخاصة في فرنسا وإيطاليا، بسبب المقالات التي كان ينشرها، وخاصة في أعقاب رحلاته التي كان يقوم بها للمناطق الساخنة في العالم آنذاك، وظهرت هذه المقالات في البداية في الصحف التي أرسلته، ثم في كتب مستقلة. وأهم هذه الرحلات كانت إلي ليبيا ثم إلي البلقان، وفي هذه الرحلة الأخيرة كتب قصيدة جسد فيها نظريته عن الكلمات الحرة وجاءت بعنوان: “زانج تم تم”.
    ظل مارينيتي طيلة أكثر من خمس سنوات بعد نشره بيان المستقبلية يلقي الاستهجان الكثير والدعم القليل من المناصرين، فكانت المؤتمرات التي يعقدها والمناقشات التي يشارك فيها غالبا ما تنتهي بمعارك بين أنصاره وخصومه، ويتلقي هو ومن معه لعنات القاعة وزخات الفاكهة الفاسدة، ومنها مرة في نابولي عندما انقلب الجمهور الساخط عليه إلي التعاطف معه، عندما استطاع برشاقة _ تشابه رشاقة بوش مع حذاء الزايدي _ أن يمسك ببرتقالة طائرة في الهواء وجلس بكل هدوء يقشرها ويأكلها فصا فصا، فهدأت القاعة وراحت تتابعه وهي تضحك. ومرة أخري عندما أصابت عينه حبة بطاطس فاسدة، فقال قولته الشهيرة: “أنتم ستة آلاف من المتواضعين في مواجهة ثمانية فنانين لا تستطيعون أن تنكروا عليهم عبقريتهم الفذة، ولن تستطيعوا أن تدفعونا للخلف خطوة ولو بطلقات البنادق!”
    ونشر مارينيتي عام 1913البرنامج السياسي للمستقبليين، وكان غير محدد بدقة، ولكن يغلب عليه الاتجاه القومي، ولكنه يعادي التراث القديم والاتجاهات الأكاديمية وعبادة الماضي. ولم تمض سنتان علي ذلك إلا وكان مارينيتي قد انخرط في العمل السياسي، ولكن بممارسات زرعت الشقاق بين صفوف المستقبليين، وحدث أول تفرق بينهم عندما انفصل جناح منهم احتفظ بتسمية المستقبليين واتهم مارينيتي بالدوجماتية ووصف أصحابه بالمارينتيين. كما ذاع صيت اتجاهه في أوروبا الشرقية فعرفت روسيا الاتجاه المستقبلي وانضم إليه شعراء وكتاب روس كبار منهم علي سبيل المثال ماياكوفسكي. لكن الروس كغالبية لم يتلقوا المستقبلية بارتياح.
    وجاءت الحرب العالمية الأولي كفرصة لكي يعلن المستقبليون أفكارهم، فأصدروا بيانهم المستقبلي عن الحرب، وهي البيان الذي اشتهر بعنوان “الحرب تنظف العالم”، وطبقا لنظريتهم في الحرب فإنها هي وحدها القادرة علي نسف العالم القديم وبناء عالم جديد مكانه، خالي من كل مثالب الماضي وسطوته الفكرية علي الحاضر وعلي المستقبل، وجاء في بيان المستقبلية عن الحرب رسم لمجموعة من الشعوب المستقبلية توجه ضرباتها الساحقة للرجعيين الماضويين الممثلين في النمسا وألمانيا وتركيا. ولكن موقف مارينيتي لم يكن غريبا عن موقف معظم المفكرين الإيطاليين الذي كانوا قد احتشدوا مع فكرة دخول إيطاليا الحرب. وفي عام 1915 اعتقل مارنيتي وزج به إلي السجن مع مجموعة من الشبان، من بينهم الشاب موسوليني. ولكن الاتجاه المنادي بالتدخل في الحرب هو الذي انتصر في النهاية، وخرج مارينيتي من السجن، بل وتطوع هو ورفاقه في الحرب، وأبلي فيها بلاء حسنا، أصيب خلالها مرة بالالتهاب الرئوي، ومرة في الحوض والفخذ عندما انفجرت فيه قنبلة يدوية وهو يسعف أحد الجنود المصابين. وعندما نقلوه إلي المستشفي تلقي زيارة مهمة من أديب إيطاليا الكبير في ذلك الوقت جبراييل دانونزيو ومعه باقة ورد. ونال عن أدائه في المعارك نوطين للشجاعة واعتبروه بطلا قوميا لإيطاليا.
    وفي أثناء الحرب صدرت أول مجلة إيطاليا تحمل اسم المستقبلية، كما عرض أول فيلم سينمائي وصدر بيان مستقبلية السينما. ولكن أثناء الحرب حدث ما هو أهم، ففي شهر يوليو 1918 عبر موسوليني عن رغبته في لقاء رائد المستقبلية، والتقيا بالفعل، وكان انطباع مارينيتي مترددا ما بين الاعجاب والريبة في بعض اتجاهات موسوليني الرجعية والمحافظة.
    بعد الحرب قرر مارينيتي التفرغ للسياسة وأصدر بيان تأسيس الحزب المستقبلي الإيطالي وأوضح فيه اتجاهه القومي الثوري ومن برامجه القضاء علي الأمية وعلمانية المدارس والتعليم والغاء مجلس الشيوخ والغاء الكهنوت الكنسي، وحق الاقتراع الحر المباشر لجميع النساء والرجال واقرار حق الطلاق والإعداد لملكية الأراضي المشتركة وحرية الإضراب والاجتماعات والتنظيم والصحافة والغاء البوليس السياسي ومجانية العدالة ومعاشات للعمال وإصلاح جذري للبيروقراطية. ولكن مارينيتي ميز بين المستقبلية كحزب سياسي والمستقبلية كاتجاه أدبي.
    والتقي مرة أخري مع موسوليني بعد تكوين الفاشية المستقبلية الأولي في كبري المدن الإيطالية وعقد تحالفا مع الأرديتي (الشجعان) وهي جماعة تكونت داخل الجيش الإيطالي أثناء الحرب. ولكن اللقاء مع موسوليني لم ينته إلي التحالف، بل انتهي إلي إعلان تحالف المستقبليين مع الفوضويين والأحرار. ودخل انتخابات عام 1919مع لائحة الفاشيين ولكنه لم يحصل علي أي مقعد، بل دخل السجن مع موسوليني بعد اشتباكات بين الفاشيين والاشتراكيين، ضبطت بعدها أسلحة في مقرات الفاشيين، وفي السجن زاد اكتشافه للخلافات مع الفاشيين وخاصة فيما يتعلق بالحرية في التظاهر والإضراب، ومعاداة الملكية، والكهنوت الكنسي، فقرر الاستقالة من عضوية لجنة الفاشيين العليا.
    وفي نفس العام أصدر كتابه المهم “تجاوز الشيوعية” الذي انتقد فيه المذهب الشيوعي ووصفه بأنه “استفحال الورم السرطاني البيروقراطي” وأعلن تحالفه النهائي مع الفوضويين، ومع الفنانين علي رأس السلطة.
    ولكن علاقة مارينيتي بالسلطة الفاشية ظلت مثار جدل كبير أثناء وبعد الفاشية، ليس فقط لأنه كان يتلقي منحة من الحكومة بعد أن أنفق كل أمواله علي الدعاية لحركته المستقبلية، ولكنه لأنه كان يلتقي معها في نقاط كثيرة، ولم يكن يبتعد بقدر نقاط الاختلاف الكثيرة أيضا، إلي جانب انتمائه لليسار اسميا ولكنه فعليا كان أقرب إلي الفوضوية. وخاض مارينيتي مع النظام الفاشي حربين، الحرب الاثيوبية، والحرب العالمية الثانية وكان قد تجاوز الستين، علي الجبهة الروسية، وعاد منها لينهي حياته في شمال إيطاليا بميلانو، كاتبا وشاعرا ومحاربا، وأقيمت له جنازة رسمية من الحكومة الفاشية وشعبية وأدبية، شارك فيه أنصاره وخصومه وعامة الشعب، وكل من كان ذات يوم يقذفه بالبيض الفاسد والطماطم، فقد أدرك الجميع عند وفاته أن رؤيته للمستقبل رغم ما بها من جنوح إلا أنها كانت واثقة واضحة.
    (الإسكندرية)
    وتمر المدن في الذاكرة مثل القصائد، بعضها يمكث معاندا النسيان، وبعضها يمضي منسّلا مثل برق عابر. وقليل من المدن تصبح النصوص المكتوبة عنها جزءا من كينوتنها، وملمحا من ملامح روحها. ولعل الاسكندرية بين موانئ المتوسط، حصدت أجمل القصائد وأبهي النصوص، فغدت أيامها الخوالي، ذاكرة أدبية عالمية.
    في كتاب جديد عنوانه (الإسكندرية سراب) لمؤلفه يواخيم سارتوريس، وهو شاعر ألماني ومنظم مهرجان برلين للكتاب، تستعاد اسطورة المدينة ضمن جولة في شوارع أدبها الخلفية، مع مقدمة ووثائق عن تواريخها في عصور مختلفة. ترجم الكتاب فارس يواكيم وحرره خزعل الماجدي،و صدر عن الدار العربية للعلوم، وبدعم من مؤسسة أحمد بن راشد آل مكتوم، وبالتعاون مع ديوان شرق وغرب.
    الإسكندرية التي حوت أكبر مكتبة في العالم، باركت كفافيس اليوناني الذي ولد ومات علي أرضها، والأيطالي أونجاريتي، أحد أكبر المجددين في الشعر العالمي، حيث تحدث عن الاسكندرية كما لو كانت شعره، علي حد تعبير سعدي يوسف. أما رباعية الاسكندرية للورانس داريل، فقد كانت جوستين بطلتها التي لاتنسي، مرآة زمن المدينة اللعوب الماكث بين الحلم والحقيقية. وفي عزها وازدهارها، وانكسارها وخيباتها، كانت الاسكندرية تنتقل بين سطور المراثي والمدائح.
    كم من كتاب صدر عن الاسكندرية، وكم من رواية وفيلم ومؤتمر وبحث واحتفال أقيم من أجلها. المهاجرون من الكتاب والشعراء الذين وفدوا إليها من اليونان وايطاليا وفرنسا ومختلف مدن الغرب والشرق، شاخوا في عشقها، فورث عنهم الأبناء والأحفاد تباريح الفراق ولوعة الأيام التي تركتهم ماكثين في تواريخها يرفضون المغادرة. لم يبقَ إذن لمؤلف هذا الكتاب إلا القليل، ولكنه جمع منه شوارد التواريخ وسمر الاخوانيات مما كتبه إ.م. فوستر عن قصائد كفافيس الاسكندرانية، وما أرسله داريل القنصل الايرلندي خلال الحرب العالمية الثانية من رسائل الي هنري ميلر عن مدينة الجمال والضجر، وأمسية لكافافيس سجلها في الثلاثينيات مارينيتي في كتابه (سحر مصر)، ومقطع من رحلة فلوبير الي مصر في القرن التاسع عشر، وتذكارات رئيس بلديتها في عهد الخديو الأول، وما كتبه مؤرخو الاسكندر عندما اضحت اعظم مدينة في العالم. وهكذا تصبح تلك المواد بمعظمها هوامش الكتابات لا متونها، ولكنها تمتلك سحر الوثيقة وجاذبيتها. يقول المؤلف إن بنية كتابه مصممة كعجلة كبيرة تدور الي الوراء: القسم الأول منها، يجمع شهادات من عصر الازدهار الثاني الكبير للاسكندرية، من فلوبير الي كفافيس ومن اندريه جيد الي أسيمان. قصائد، مقالات، رسائل، سير ذاتية.
    النصوص في القسم الثاني تقدم نموذجا لحيوية هذه الاسطورة وتألقها، عملية إعادة البناء الشعرية من غيرهارد فاجنر الي سيسلاف ميلوش، تعود بنا الي الوراء، الي تأسيس المدينة، الي جذورها وعصر التألق الأولي. القسم الثالث العصر الهليني وحقبة البطالسة، استنادا الي نصوص شعراء المكتبة العظمي، وخلاصة الروايات والرسائل الخاصة والتقارير. وما بين مغادرة الإسكندرية زمنها الكوزموبولتي الذي يسجله ادوارد خراط في نصه الجميل (النوارس بيضاء الجناح) سيرة حياتية وثقافية، ونص اندريه أسيمان الكاتب اليهودي الذي يدوّن يوم رحيل عائلته إلي ايطاليا نهاية الاربعينيات، يستعيد الكتاب تواريخ المدينة مذ وطئ رملها الاسكندر المقدوني، لحين ما أعلن جمال عبدالناصر تأميمها ليرحل تجارها وسماسرة أسواقها المالية، وتغلق مصارفها وتصمت الموسيقي وتنطفئ الأنوار المتلامعة علي واجهات أرصفتها.
    يستحضر الايطالي فيليبو توماس مارينيتي، المولود في الاسكندرية، ومؤسس التيار المستقبلي في الأدب، يوم زيارته لبيت كفافيس واستماعه نص قصيدة (وداعا الاسكندرية التي تفقدها) في ثلاثينيات القرن المنصرم: (ألقي كافافيس أبياته الحرة ببطء ووضوح، وصاحبها بحركات يده التي رصّعت الحجرة بزخرفة دقيقة.
    بين الحين والحين، كانت اليد تسقط تحت الوزن المتلهف لموسيقي الكلمات.
    (ودعها الإسكندرية، الراحلة / قبل أي شيء، لاتخدع نفسك، لاتقل،/ كان حلما وسمعك قد خانك / لا تذل نفسك بمثل هذه الآمال غير المجدية / اقترب بشجاعة من النافذة/ وانصت الي الحركة/ لكن من دون توسلات وتضرعات جبانة / استمتع بالنغمات الأخيرة/ بالآلات الرائعة للفرقة الغامضة/ وقل وداعا للاسكندرية التي تفقدها).
    لورانس داريل الذي يتحدث في رسائله الي هنري ميلر عن شغفه بنساء الاسكندرية،اللواتي لوحّت بشرتهن شمس المتوسط بلون الزيت وندي البحر، يضع في رسالة منها الخطوط الأولي لشخصية بطلة رباعيته جوستين التي التقاها في هذا المكان (من المفيد أن أعيد صياغة تجاربها علي مسمعها، وأن أشفي فظائعها، وأن أوفر لها الكتب كي تدرك كم هو كبير عالم الحياة والفكر، ما لايعرفه الذي يعيش في الاسكندرية).

  • المبدع الدكتور / حميد خلف العكيلي / عالم عراقي فقد عقله – دكتوراه بالكيمياء الذرية وبروفيسور في الكيمياء النووية وأستاذ جامعة كمبرج البريطانية سجن في زمن صدام ، واخرج من السجن بعد ان جنّ ..- الكاتبة ماجدة غضبان المشلب ..-  كتبت – إيمان عمر..

    المبدع الدكتور / حميد خلف العكيلي / عالم عراقي فقد عقله – دكتوراه بالكيمياء الذرية وبروفيسور في الكيمياء النووية وأستاذ جامعة كمبرج البريطانية سجن في زمن صدام ، واخرج من السجن بعد ان جنّ ..- الكاتبة ماجدة غضبان المشلب ..- كتبت – إيمان عمر..

     

    خلف العكيلي..عالم عراقي فقد عقله


    هذا هو الحال “فقدان العقل، الملابس المتسخة والممزقة، الشعر الطويل الحامل للاوساخ” الذى وصل اليه الدكتور حميد خلف العكيلي، العراقى و الحاصل على دكتوراه الكيمياء الذرية وبروفيسور في الكيمياء النووية وأستاذ بجامعة كمبردج البريطانية،والذى خرج من السجن بعد ان فقد عقله.

    ودعا رئيس كتلة المواطن البرلمانية “باقر الزبيدي”، السبت الماضى، الحكومة للبحث عنه وكتب الزبيري في صفحته الشخصية بمواقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك “أنه من جرائم نظام صدام حسين البائد – على حد وصفه.

    وأضاف الزبيدى: “وكي لا ننسى وفي هذا الزمن نسيانهم الجريمة الأكبر والأعظم، هو الدكتور حميد خلف العكيلي دكتوراه الكيمياء الذرية وبروفيسور في الكيمياء النووية أستاذ جامعة كمبردج البريطانية، سجنه النظام البائد ولكثرة التعذيب الجسدي والنفسي اصيب بخلل عقلي”.

    وتابع أن “البروفيسور” رفض في ذلك الوقت العمل في وكالة ناسا، وفضل ان يخدم وطنه ويرتقي به، مشيرا الى انه حتى الأن يساعد الطلبة به في حل مسائلهم المستعصية.

    ودعا الزبيدي الحكومة إلى “البحث عن هذا الرجل وإرساله الى خارج البلد للعلاج النفسي ليعود مشافي ويقوم بخدمة البلد فالرجل لايزال يحمل عقليه وذكاء.

    indءex

     

    الكاتبة ماجدة غضبان المشلب
    اعلم ان الوقت ليس مناسبا ، فهذا هو الصباح ، لكن هذا الرجل يجب ان لا ينسى ، إنه الدكتور حميد خلف العكيلي دكتوراه الكيمياء الذرية وبروفيسور في الكيمياء النووية أستاذ جامعة كمبرج البريطانية سجن في زمن صدام ، واخرج من السجن بعد ان جنّ …. والان يستعينون به الطلبة في حل مسائلهم المستعصية ….
    الى وزير العمل نصار الربيعي البحث عن هذا الرجل ، وارساله الى خارج البلد للعلاج النفسي ليعود مشافي ويقوم بخدمة البلد فالرجل لايزال يحمل عقليه وذكاء.

    index

  • الأب الروحي وشاعر الشعب الروسي وشاعر روسيا الاكبر الكسندر بوشكين (1799-1837) والذكرى الــ 214 على ميلاده ..

    الأب الروحي وشاعر الشعب الروسي وشاعر روسيا الاكبر الكسندر بوشكين (1799-1837) والذكرى الــ 214 على ميلاده ..

    في ذكرى مولد بوشكين شاعر الشعب الروسي

     

    في ذكرى مولد بوشكين شاعر الشعب الروسي
    في ذكرى مولد بوشكين شاعر الشعب الروسي في 6 يونيو/حزيران تحل ذكرى مرور 214 عاما على مولد شاعر روسيا الاكبر الكسندر بوشكين(1799-1837). وتقام بهذه المناسبة الاحتفالات والندوات وتقدم البرامج التلفزيونية عنه وتفرد الصحف المقالات والريبورتاجات للحديث عن مكانته في الادب الروسي وشخصيته الفذة.ويعتبر بوشكين مدرسة كاملة حددت مسار تطور اللغة الروسية الفصحى والأدب الروسي في الفترة التي تلت إصلاحات بطرس الاكبر. وقال الكاتب نيقولاي غوغول صديق الشاعر عنه “ان بوشكين ظاهرة غير عادية ، بل ربما إنها الظاهرة الوحيدة التي تجسد الروح الروسية “. ونسب الكاتب ايفان تورجينيف الى بوشكين الفضل في كونه قد صاغ اللغة الادبية الروسية فأصبحت بإعتراف حتى اللغويين الاجانب أول لغة بعد اليونانية القديمة من حيث الثراء والقوة والمنطق وجمال الشكل ، وجسد بأعماله الشخوص النموذجية والاصداء الخالدة لجميع تلاوين الحياة الروسية ، وبفضله اصبحت اللغة الروسية ” جبارة “. بينما قال الفيلسوف نيقولاي تشيرنيشيفسكي عنه ان بوشكين كان أول من أدخل في الادب الروسي العنصر الوطني وأعاد الى اللغة كرامتها ” وكان أول شاعر احتل بأعين الجمهور الروسي كله المكانة الرفيعة التي يجب ان يشغلها كاتب عظيم”. لقد أعد بوشكين كل الامكانيات لتطور الادب الروسي ويمارس تأثيره فيه حتى الآن. أما الكاتب فيودور دوستويفسكي فقال انه لو لم يوجد بوشكين لما ظهرت لاحقا المواهب المعروفة في الادب الروسي. لقد ظهر بوشكين في مجتمع تتألف غالبيته من الفلاحين الاقنان الاميين الذين يرزحون تحت نير العبودية. لكن هذا الشعب كان رغم ذلك يتمتع بما أنعم عليه الخالق من أسمى درجات العاطفة والخيال والحس الموسيقي المتمثل في الفولكلور الشعبي الذي استمد منه بوشكين الكثير من مواضيع قصائده وحكاياته. ولهذا اطلقت عليه بحق تسمية “شاعر الشعب”. ولد بوشكين في 6 يونيو/حزيران عام 1799 في الضاحية الالمانية(نيميتسكايا سلوبودا) بموسكو في أسرة من النبلاء لها صلة بالشرق عن طريق الأم حيث كانت حفيدة ابراهيم هنيبعل أحد قادة الاسطول الروسي في عهد بطرس الاكبر. ويعتقد ان نسبه يرتبط بالحبشة او بلدان المغرب. وكان افراد الاسرة يتبادلون كغيرهم من النبلاء الروس الاحاديث في البيت باللغة الفرنسية وليس بالروسية. ولهذا تعرف بوشكين منذ سن اليفاع على اعمال الكتاب الاجانب من الفرنسيين والانكليز في مكتبة والده الذي كان ينظم الشعر أيضا. وأعجب بوشكين بصورة خاصة بالشاعر الانكليزي بايرون وتأثر به لحد كبير الى جانب تأثره بأعمال الفيلسوف الفرنسي جان جاك روسو في التطلع الى الحرية والعدالة الاجتماعية. لكن بوشكين تأثر كثيرا أيضا بجدته ماريا هنيبعل التي تولت تربيته وكانت تحفظ الشعر الروسي وبثت في قلب حفيدها حب اللغة الروسية وآدابها. أما مربيته آرينا روديونوفا فقد عرفته بالحكايات الشعبية الروسية. وقد تجسدت تأثيرات ذلك لاحقا في رواياته الشعرية والنثرية الرائعة مثل “روسلان ولودميلا” و” بوريس غودونوف” و”نافورة بختشيسراي” و” إبنة الآمر” وغيرها. وكانت نهاية حياته مأساوية حيث لاحقه جلاوزة القيصر ولقي حتفه في مبارزة مع البارون دانتيس المقرب من القيصر بعد تحرش الاخير بزوجة الشاعر.ودفن في دير سفياتوغورسك في قرية ميخايلوفسكويه ومنع جمهور المعجبين به من مرافقة جثمانه الى مثواه الاخير. وقد جذب بوشكين إهتمام القارئ العربي بصورة خاصة ليس برواياته الشعرية والنثرية التي لم يترجم أكثرها الى اللغة العربية حتى الآن بسبب صعوبة ذلك ، بل لقصائده الاسلامية المعروفة ب” محاكاة قرآنية”. وقد نظمها بعد ان استمع الى تلاوة القرآن الكريم خلال وجوده منفيا في القوقاز والقرم. وبعد ان قرأ الترجمة الفرنسية لمعاني القرآن استلهم منها مجموعة قصائده القرآنية. كما أطلع بوشكين على السيرة النبوية وأعجب بمآثر الرسول العربي الذي أسس أول دولة عربية وحدت القبائل المتخاصمة في جزيرة العرب واصبح لها شأن عظيم في تأريخ الحضارة العالمية.

    روسيا اليوم
    ـــــــــــــــــ
    ألكسندر بوشكين

    ويكيبيديا

    ألكسندر بوشكين
    ألكسندر بوشكين أمير شعراء روسيا و كاتب روائي و مسرحي، ولد في موسكو في 6 يونيو عام 1799م. نشأ في أسرة من النبلاء كانت تعيش حياة الترف. كان والده شاعرًا بارزًا فساهم ذلك على إنماء موهبته الشعرية.

    ترجع جذوره إلى أصول حبشية. والدته ناديشد أوسيبافنا كانت حفيدة إبراهيم جانيبال أفريقي ومن الضباط المقربين لدى القيصر بطرس الأول، ورث بعض الملامح الإفريقية، حيث امتلك شعرا أجعد، وشفتين غليظتين.

    يعد من أعظم الشعراء الروس في القرن التاسع عشر، ولقب بأمير الشعراء. ودراسة هذا الشاعر تدفع إلى دراسة الأدب الروسي جملة، ومعرفة مراحل القيصرية الروسية منذ بطرس الأول حتى نيقولا الأول، وكذلك معرفة الحوادث التاريخية التي وقعت في النصف الأول من القرن التاسع عشر. سميت فترة إنتاجه بالعصر الذهبي للشعر الروسي، وهو عصر التقارب بين الأدب الروسي من جهة والآداب العربية والشرقية من جهة أخرى.

    عرف أيضا عصره بالاستبداد الاجتماعي. حيث كانت السلطات مركزة بين القيصر والنبلاء. كان بوشكين بإنتاجه الشعري يعبر عن انحلال وسطه، ويطالب بحرية الشعب، بوصفه المرجع الأول والأخير للسلطة، وكان أول من دعا إلى الحد من سيادة النبلاء في روسيا، وكان ناقما على مجتمعه مطالبًا بتقييد الحكم القيصري وإعلاء شأن النظام الديمقراطي بين الناس.

    وبالرغم من أن بوشكين لم يعش أكثر من 38 عامًا من جراء نقمه على أحد اصدقاء زوجته وهو البارون داتين أحد اشراف الفرنسيين ولا سيما بعد أن اقترن البارون بأخت زوجته ناتالي ليسهل عليه الاتصال بناتالي وانتهى الامر بالمبارزة وفي الساعة التي اتفقا فيها على المبارزة اطلق النار عليه مرتين فأصاب الشاعر بأصابات خطيرة فقضى نحبه، توفي عام 1837م، فإنه قد ترك الكثير من الآثار الأدبية؛ لدرجة أن قراءه يشعرون أنه قد عمَّر كثيرًا.

    مؤلفاته

    روسلان ولودميلا (1820)
    أسير القفقاس (1822)
    نافورة باختشي سراي (1823)
    الغجر (1824)
    بوريس غدونوف (1825)
    قصيدته الوطنية الملحمية بولتافا (1828)
    التراجيديات الصغيرة (1830)
    بيت في كولومنا (1830)
    قصص بيلكين (1831)
    يفغيني اونيغين (1825-1832)
    ملكة البستوني (1833)
    دوبروفسكي (1833)
    الفارس النحاسي (1833)
    ابنة الآمر (1836)
    زنجي بطرس الأكبر (1837)

  • تعرف على الشاعر الانكليزي (جون ملتون John Milton 1608-1674) ومن أشهر أعماله الفردوس المفقود Paradise Lost – أ د.حميد حسون بجية ..

    تعرف على الشاعر الانكليزي (جون ملتون John Milton 1608-1674) ومن أشهر أعماله الفردوس المفقود Paradise Lost – أ د.حميد حسون بجية ..

     

    الشاعر الانكليزي جون ملتون John Milton(1608-1674) وفردوسه المفقود Paradise Lost

    أ د.حميد حسون بجية
    تعد حياة الشاعر الانكليزي ملتون و أعماله النموذج الأكمل لوحدة الغرض عبر التأريخ الطويل للأدب الانكليزي بكامله، فمنذ وقت مبكر كان ملتون ينظر إلى نفسه على أنه مقدر له أن يقوم بعمل جبار. فقد كانت السنون الأولى المبكرة التي أمضاها في جامعة كيمبرج و منفاه الذي فرضه على نفسه في أحدى القرى و عقده العزم على نصرة القضية البيورتانية (التطهرية)Puritan cause، كان كل ذلك جزءا من ذلك النموذج، إذ أدى ذلك إلى اللحظة السامية من الانجاز أي(النعيم الضائع أو الفردوس المفقود) و كانت الفكرة الرئيسة أو الغرض الأساسي لملحمته المشهورة تلك هي أن عقل الإنسان يجب أن ينتصر في النهاية على عواطفه التي تشغله عن ذلك العقل. و هذا الغرض هو لب قصيدته (أغنية الصباح لميلاد السيد المسيحOde on the Morning of Christ’s Nativity)كما أنها اللباس التنكري لقصيدته (كوموسComus )وهو اله المرح عند الإغريق . وفي قصائد أخرى نجد لمحة شخصية للشاعر منهمكا في عمله وكذلك لأحلامه و طموحاته و استغراقه في متعة العيش. و لم تكن قصيدته(ليسيداسLycidas )(1639)مجرد مرثية حول موت أحد أصدقائه و هو ادوارد كنك بقدر ما كانت تأملا من ملتون في خلجات نفسه وفي المستقبل الممتد أمامه.
    لم يبدأ ملتون بكتابة (الفردوس المفقود)حتى جرب أهوال الحرب الأهلية و تحول إلى مدافع عن قضيته من خلال كتبه التي ألفها نثرا حول حرية الكنيسة و حرية الصحافة و الحرية الفردية. و في عام 1652فقد بصره و منذ ذلك الحين أصبح ملتون الشاعر الذي كرس جهده لهدف واحد ألا و هو كتابة قصيدة ملحمية كبرى. و أخيرا أكمل كتابة(الفردوس المفقود) و نشرها عام1667م. أما قصيدتاه(عودة الفردوسParadise Regained )و(صراع شمشونSamson Agonistes)فقد ظهرتا عام1671م. توفي ملتون عام 1674م. كانت ملحمة(الفردوس المفقود)أكثر أعمال ملتون شهرة فقد أدت كل أعماله المبكرة إلى هذا الانجاز الرئيسي الفريد, إذ وضع فيهما كل مشاعره الحسية للعالم المادي و طموحه و حبه للحرية و لبيوريتانيته الراسخة. فهي قصيدة ملحمية تركز على غواية الإنسان و سقوطه. يروي ملتون القصة الغيبية حول سقوط الملائكة المتمردين و تجمعهم في الجحيم و قرارهم بالانتقام والبعثة التي قام بها الشيطان لانجاز دمار البشرية و خرابها, في 12مجلدا يتضمن كل منها ما يقارب800بيتا من الشعر. تكشف القصيدة قوة الأسلوب عند ملتون على أرفع مستوى، فشمول الرؤية في الوصف و السرد المفعم بالحيوية و اللحظات شديدة الدرامية، كل ذلك لابد أن يؤدي إلى الجمالية الرصينة للخاتمة. أن الصراع الواسع الذي كان ملتون يبحث عنه ليبرز للعيان و كذلك الصراع الداخلي الذي كان يعانيه في دخيلته يعطيان(الفردوس المفقود) أثرا مباشرا و قوة درامية قلما يوجدان في قصائد في هذا الطول. فنرى أن الأشكال العملاقة من الملائكة المتمردين تتحرك بوقار لا نظير له إلى مجلس الحرب في مبنى عاصمة الجحيم. و يظهر الشيطان أمام أبواب الجحيم و يواجه توأما الرعب و هما الخطيئة و الموت.

    فالشيطان شخصية متميزة و معروفة بشكل كامل ربما كان ذلك مفهوما سلفا.

    و يعد الغرور هواية الشيطان المسيطرة و يأتي بعد الغرور المتهور و طول الأمل. و هذه كلها تتواجد بمقدار متساو و في ذات الشاعر نفسه. و غالبا ما يبدو الشيطان متحدثا إلى ملتون بشكل مباشر كما في الأبيات التالية:

    و ماذا يهم لو أنا خسرنا المعركة؟

    فلم نخسر بعد كل شيء. فالهوى الذي لا يقهر

    و التأمل في الانتقام و البغضاء الأبدية

    و التهور لا تذعن و لا تستسلم.

    تنبع القصيدة ككل من تجارب ملتون المفعمة بالحياة بمستواها الشخصي و العام على حد سواء فهو يتعامل مع شكل القصيدة الشعري و تخيلاته بمهارة فنية عالية. لا شك أن لهذا العمل الملحمي الرائع لحظات من الملل و مقاطع من الاهتمام اللاهوتي المحض لكن قلة من القصائد تعبر بهذا الشكل الرائع عن واحدة من أكثر المشاكل الإنسانية قدما و معاصره أيضا,في الصراع الطويل المر في نفس الإنسان بين الخير و الشر, سهم ما شئت الصراع بين الين Yin(السلبي)أو اليان Yan (الايجابي) (في الفلسفة الصينية)أو بين الأنا Super-egoو الهوَ Idَ, فسيبقى الحال كما هو : فمن جانب هنالك صراع الإنسانية الأبدي في سبيل العقل و السلامة و الحب, و من جانب آخر صراعها مع القوى الشريرة كالأنانية و الجشع و البغضاء مما يصعب على الإنسان أن يتغلب عليها.

    أ د.حميد حسون بجية

  • تعرف على  / ديميتري مندلييف  – Dmitri Mendeleev – 1907- 1834 ..كيميائي روسي ..إشتهر بـ اختراع الجدول الدوري للعناصر الكيميائية ..

    تعرف على / ديميتري مندلييف – Dmitri Mendeleev – 1907- 1834 ..كيميائي روسي ..إشتهر بـ اختراع الجدول الدوري للعناصر الكيميائية ..

    ديميتري مندلييف

    ويكيبيديا
    ديميترى مندلييف :
    ولد في 8 فبراير 1834
    Verhnie Aremzyani، توبولسك، الإمبراطورية الروسية
    توفي في 2 فبراير 1907 (العمر: 72 سنة)
    سانت بطرسبرغ، الإمبراطورية الروسية
    جنسية روسي
    مجال البحث الكيمياء، الفيزياء والمجالات المتشابهة
    اشتهر بـ اختراع الجدول الدوري للعناصر الكيميائية
    ديميتري إيفانوفيتش مندليف “(بالإنجليزية: Dmitri Ivanovich Mendeleyev) “(الاسم بالروسية Дми́трий Ива́нович Менделе́ев (عن هذا الملف ru-Dmitri_Mendeleev.ogg (؟·معلومات)) كيميائي روسي (8 فبراير 1834 – 2 فبراير 1907). له شهرة كبيرة لانه هو وعالم أخر كانا أول من فكر في النسخة الأولي من الجدول الدوري للعناصر. وعلى عكس الذين ساهموا في فكرة الجدول الدوري, استطاع مندليف توقع الخواص الكيميائية للعناصر التي لم تكتشف في وقتها. وفى حالات عديدة غامر بالسؤال عن دقة الأوزان الذرية المقبولة وقتها, وكان يجادل بانها لا تتطابق مع المتوقع لها بواسطة القنون الدوري, وقد أثبتت الأبحاث لاحقا صحة كلامه.

    نبذة عن مندليف

    ولد مندليف في توبولسك, [[سيبيريا] ]فى روسيا, فى 8 فبراير عام 1834 وكان أصغر إخوته البالغ عددهم 14, للأب إيفان بافلوفيتش مندليف ” Ivan Pavlovich Mendeleyev” والأم ماريا ديمتريفنا كندليفا (ني كورنيليفيا) ” Maria Dmitrievna Mendeleeva (nee Kornilieva)”. وفى سن الرابعة عشر, بعد موت والده, التحق مندليف بالجيمانيزيوم في توبولسك.

    وفى عام 1849, استقرت عائلة مندلييف الفقيرة في سان بطرسبرج, حيث التحق بالمعهد التربوي العالي في عام 1850. وبعد التخرج, أصيب بالسل مما جعله ينتقل إلى شبه جزيرة القرم بالقرب من البحر الأسود في عام 1855, حيث أصبح الرئيس العام للعلوم في المدرسة الثانوية المحلية. ثم استعاد صحته ورجع إلى سان بطرسبرج عام 1856.

    وفى الفترة من 1859 إلى 1861 عمل في كثافة الغازات في باريس., وأعمال المطياف مع جوستاف كيرشوف ” Gustav Kirchhoff” في هايدلبيرج. وفى عام 1863, وبعد رجوعه إلى روسيا, أصبح مدرس الكيمياء في المعهد التقني وفى جامعة سان بطرس برج. وفى نفس العام, تزوج من فيوزفا نيكيتشنا ليشتفا ” Feozva Nikitichna Leshcheva”, وانتهى الزواج بالطلاق. ثم تزوج بعدها أنا إيفانوفا بوبوفا ” Anna Ivanovna Popova”, وتزوجت إبنتهم ليوبوف “Lyubov” الشاعر الروسي المشهور ألكسندر بلوك ” Alexander Blok”.

    وبالرغم من أن مندليف تم تكريمه من كل المؤسسات العلمية في أوروبا, بما فيها حصوله على ميدالية كوبلي من المجتمع الملكي في لندن, فإن نشاطه السياسي كان يقلق الحكومة الروسية, مما أدى لإقالته من جامعة سان بطرسبرج في 17 أغسطس عام 1890. وفى عام 1893, تم تعيينه مدير لديوان الأوزان والقياسات.

    وفى سنواته الأخيرة, عمل خارجه واخترع المواصفات القياسية للفودكا ” vodka” الروسية. وأكثر أهمية من ذلك قام بالتحقق من حقول وتركيب النفط. وساعد في عمل أول مصفاة زيت في روسيا. وقد مات في سان بطرسبرج بسبب الإنفلونزا. وتم تسمية العنصر رقم 101, مندليفيوم باسمه.

    الجدول الدوري
    نموذج من جدول مندلييف الدوري، من أول نسخة إنجليزية لكتابه (1891، استنادا إلى الطبعة الخامسة الروسية)
    في عام 1866, نيولاندز ” John Alexander Reina Newlands” قام بنشر نظرية الثمانيات. ولكن عدم وجود فراغات كافية للعناصر التي لم يتم اكتشافها, وتواجد بعض العناصر في نفس الخانة كانت من الانتقادات الموجهة لهذه النظرية, وبالتالى لم يتم قبولها. وبإغفال هذا, قام مندليف بالعمل على فكرة مشابهة, وفى 6 مارس عام 1869, تم تقديم الشكل الأساسي لها للمجتمع الروسي للكيمياء, بعنوان “العلاقة بين خصائص العناصر وأوزانها الذرية”، والتي نصت على أن:

    لو تم ترتيب العناصر طبقا لوزنها الذري فإن خصائصها تتكرر دوريا.
    العناصر المتشابهه في خواصها الكيميائية لها أوزان ذرية إما قريبة من بعضها (مثل Pt, Ir, Os) أو تزيد بانتظام مثل (K, Rb, Cs).
    ترتيب العناصر, أو مجموعة من العناصر حسب أوزانها الذرية, يتفق مع ما يسمي التكافؤ, وأيضا, إلى درجة ما, إلى خواصهم الكيميائية المميزة, كما يظهر بوضوح في سلسلة Li, Be, Ba, C, N, O, Sn.
    العناصر المنشرة بكثرة لها أوزان ذرية صغيرة.
    تحدد قيمة الأوزان الذرية صفات العنصر, كما أن قيمة الجزيء تحدد صفات المركب.
    يجب توقع اكتشاف عديد من العناصر الغير مكتشفة وقتها مثلا عنصر مشابه للألومنيوم والسيليكون – والذي يتوقع له وزن ذري بين 65 و 75.
    يمكن ضبط الوزن الذري للعنصر بمعرفة الأوزان الذرية للعناصرالملاصقة له. وعلى هذا يكون الوزن الذري لعنصر التيلوريم يجب أن يكون بين 123 و 126 ولا يمكن أن يكون 128.
    يمكن توقع خواص معينة للعناصر طبقا لوزنهم الذري.
    وكان لوثر ماير الغير معروف لمندليف يعمل أيضا على الجدول الدوري. وفى بحثه المنشور عام 1864, قام ماير بعرض 28 عنصر فقط, مقسمين حسب تكافؤهم وليس حسب وزنهم الذري. ولم يكن عن عند ماير أى فكرة عن توقع العناصر الغير موجودة أو تصحيح الأوزان الذرية للعناصر الموجودة. وبعد أشهر قليلة من نشر مندليف لجدوله لكل العناصر المعروفة وقتها (وتوقعه عديد من العناصر التي سوف تكمل الجدول الدوري, بالإضافة لتصحيح بعض الأوزان الذرية), قام ماير بنشر صورة مطابقة للجدول, على الرغم من توقعات مندليف الدقيقة لما سماه تحت- سيليكون (جيرمانيوم), تحت-ألومنيوم (جاليوم), تحت-بورون (سكانديوم) أعطاه نصيب الأسد في الجدول الدوري. وبأى حال, فإنه في وقت عرض توقعات مندليف فإنها أثرت بشدة على كل زملاؤه وإتضح صحتها بعد ذلك .

    الإنجازات الأخرى

    ميدالية مندلييف
    في عام 1902, في محاولة منه لفهم الإثير, افترض (بالخطأ) انه يوجد هناك عنصرين لهما وزن ذري أقل من الهيدروجين, وأخفهما خامل كيميائيا, ويتعدى في حركته, كل الغازات النفاذة, وهذا العنصر يكون الإثير. كما كرس مندليف كثيرا من وقته لدراسة طبيعة المركبات المجهولة مثل المحاليل, والتي إعتبرها أنظمة سوائل متجانسة لمركبات متفككة غير ثابتة للمذيب مع المادة المذابة, وتمسكه بالرأى الذي ينص على أنهم مجرد شاهد على المركبات الذرية, تحت تأثير معادلة دالتون.

    في قسم اخر من الكيمياء الفيزيائية قام بالتحقق من تمدد السوائل بالحرارة, وقدم معادلة مماثلة لمعادلة جاى لوساك لتجانس تمدد الغازات, بينما قام بتقديم T من قبل ذلك 1861. وافتراضات أندرو لدرجة الحرارة الحرجة للغازات بتعريف نقطة الغليان المطلقة للمادة على أنها درجة الحرارة التي تساوى عندها قوى الالتصاق وحرارة التبخرصفر ويتغير السائل إلى بخار, بغض النظر عن الضغط والحجم.

    قام مندليف بالكتابة بتوسع في الموضوعات الكيميائية, وأكثر كتبه المعروفة يمكن أن يكون “مبادئ الكيمياء”, 1868-1870, وتم نشر الكتاب بإصداراته المتتالية بلغات عديدة. ويحسب لمندليف للتحديد لعلمي لأفضل نسبة للكحول المستخدم في الفودكا لتكون 40%, وكان مصدر النسبة أطروحته لنيل درجة الدكتوراه “حول خلط الماء بالكحول”. وتعامل في بحثه في الأساس مع الخواص الفيزيائية لمحلول الماء والكحول, مثل الكثافة. وقام بتقديم النظام المتري للإمبراظورية الروسية وقام باختراع “بروكولوديوم”, وهو نوع من بارود بدون دخان المبني أساسا على نيترو سيليلوز, وفى عام 1892 قام بتنظيم عملية تصنيعه.

  • البرازيلي / أوسكار ريبيرا آلميدا نيمايير «1907-2012» / عملاق الفن المعماري المعاصر ..يرحل الى مثواه الأخير عن عمر ناهز 105 أعوام..

    البرازيلي / أوسكار ريبيرا آلميدا نيمايير «1907-2012» / عملاق الفن المعماري المعاصر ..يرحل الى مثواه الأخير عن عمر ناهز 105 أعوام..

    «نيمايير» المعماري العملاق

    يعتبر المعماري البرازيلي أوسكار ريبييرا آلميدا نيمايير «1907-2012» من عمالقة الفن المعماري في العالم في القرن العشرين، تميز ببناء المباني الأكثر لفتاً في العالم والأضخم والمقوسات والهياكل الزجاجية التي تفوق الوصف

    عايش نيمايير أحداثاً تاريخية كبرى كانتفاضة الجياع في البرازيل والحرب العالمية الثانية والنهوض الكبير للحركة الثورية في البرازيل في الخمسينيات وانضم إلى الحزب الشيوعي البرازيلي مع نهاية الحرب ونفي إلى أوروبا في عهد الحكم الديكتاتوري العسكري، وترك الكثير من الصروح المعمارية في مدينة برازيليا العصرية التي خططها ورسمها بقلمه قبل أن يجسدها بالأحجار والأسمنت.
    كان نيمايير صديقاً مقرباً لفيديل كاسترو، الذي غالباً ما كان يزوره في شقته وفي الاستديو الخاص به في البرازيل. علق كاسترو ذات مرة قائلاً: «نيمايير وأنا أقدم شيوعيين في هذا الكوكب». وكان من زواره أيضاً الرئيس الفنزويلي الراحل هوغو تشافيز.
    كان أوسكار نيمايير مهندساً معمارياً لامعاً ومحظوظاً توفرت له فرص تحقيق أحلامه وتصوراته الثورية في مجاله، فنجح بالتالي في تجسيد ما فشل في تحقيقه أستاذه وشيخه المهندس المعماري العبقري السويسري لوكوربوزييه الذي عَبّدتْ أفكارُه وفلسفته المعمارية الطريقَ أمام جيل كامل من أترابه وتلاميذه ليغيِّروا ثقافة العمران وأساليب البناء في العالم بأسره.
    مدينة الرئيس التي افتتحت عام 1960 كان قد خططها المعماري البرازيلي لوتشيو كوستا تحت رعاية نيمايير واحدة من المدن المميزة في العالم وبشكل لا يوصف حيث كان أقوى تأثير رمزي لمبنى الكونغرس وأروقة قصر العدالة بالإضافة إلى رئاسة الوزراء والكاتدرائية الثورية والفاتنة وبلوكات الشقق فائقة الحداثة.
    بنى نيمايير في فترة نفيه إلى أوروبا، المركز الثقافي في فرنسا في مدينة هافر ومقر الحزب الشيوعي في باريس لدرجة قال البعض إن لا أحد يجرؤ على التشبه به لأنه من المستحيل نسخ العمارة التي يرسمها، فهو شخصية موهوبة فريدة لم يتعلم فنه في مدرسة.
    من أعماله أيضاً بناء الأمم المتحدة في نيويورك والقصر الرئاسي ومقر وزارة الخارجية في برازيليا وأيضاً جامعة هواري بومدين في العاصمة الجزائر وجامعة منتوري في قسنطينة، وغيرها من الإنجازات في كبريات المدن والعواصم العالمية.
    في عام 1945، أطلق سراح المناضلين الشيوعيين الذين اعتقلوا في ظل ديكتاتورية «فارغاس»، وكان نيمايير يحتفظ بمكتب له في كوندي لاغيس في غلوريا، وقرر أن يؤوي بعضاً منهم. سمحت هذه التجربة له بلقاء لويس كارلوس بريستس الشخصية الشيوعية الأهم في البرازيل. بعد عدة أسابيع تخلى عن منزله لبريستس وأنصاره، وأصبح مكتبه لاحقاً مقراً للحزب الشيوعي البرازيلي في نشاطه العلني. بعدها انضم نيمايير إلى الحزب الشيوعي البرازيلي وأصبح رئيسه في عام 1992. في فترة الديكتاتورية العسكرية في البرازيل جرت مداهمة مكتبه ونفي إلى أوروبا. علق وزير الطيران في ذلك الوقت قائلاً: «إن مكان المعماري الشيوعي هو موسكو». من ثم زار نيمايير الاتحاد السوفييتي والتقى عدداً من قادة البلاد. ونال في عام 1963 جائزة لينين للسلام.
    انتقد البعض عدداً من أعماله التي قالوا عنها بأنها تحمل طابعاً برجوازياً وتتناقض مع وجهة نظره السياسية. فدافع نيمايير قائلاً: «يشك في قدرة العمارة على تغيير مجتمع غير عادل. وقال مرة: إن قلقنا سياسي أيضاً، العمارة هي عملي، وأنا قضيت جل حياتي على طاولة الرسم. ما يهم هو تحسين حياة البشر».

    «نيمايير» المعماري العملاق

    رحيل عملاق الفن المعماري المعاصر أوسكار نيمايير

    الجمعة 21 كانون الأول (ديسمبر) 2012

    شيعت البرازيل جثمان عملاق الفن المعماري المعاصر أوسكار ريبيرا آلميدا نيمايير إلى مثواه الأخير بعد وفاته الأربعاء الماضي .

    ولد أوسكار نيماير في ريو دي جانيرو في 15 كانون الأول 1907، عايش نيمايير أحداثاً تاريخية كبرى كالثورة الاشتراكية العظمى 1917 والحرب العالمية الثانية حيث انضمّ إلى الحزب الشيوعي البرازيلي مع نهاية الحرب، ثم نفي إلى أوروبا في عهد الحكم العسكري في البرازيل، وظل متمسكاً بقناعاته.

    برازيليا المدينة العصرية التي خطّطها ورسمها بقلمه قبل أن يجسِّدها بالأحجار والإسمنت قامت بتنكيس الرايات على المباني العامة حدادا على رحيل هذا العملاق الملتزم بالدفاع عن القضايا العادلة الشاهد على قرن كامل من الأحداث المصيرية في تاريخ البشرية. جثمان أوسكار نييمايير نُقل إلى القصر الرئاسي الذي يُعدُّ أحد أبرز إنجازاته المعمارية وأبت رئيسة البرازيل والعديد من الشخصيات المحلية والأحبة والأقارب إلا أن يلقوا نظرة أخيرة على الفقيد قبل دفنه.

    أوسكار نييمايير الذي كان يقول إن جذوره ألمانية وبرتغالية، كان دائمَ التباهي، خصوصا خلال سنواته التي قضاها في الجزائر، بأن في عروقه تجري أيضا دماءٌ عربية… وقد رحل عن الحياة بعد أن ترك إنجازات معمارية متعددة ومتنوعة تنوُّع جذوره العرقية في مختلف بقاع العالم، لعلّ من أبرزها بناء الأمم المتحدة في نيويورك والقصر الرئاسي ومقر وزارة الخارجية في برازيليا وأيضا جامعة هواري بومدين في العاصمة الجزائر وجامعة منتوري في قسنطينة، وغيرها من الإنجازات في كبريات المدن والعواصم العالمية. أوسكار نييمايير كان مهندسا معماريا لامعا ومحظوظا توفرت له فرص تحقيق أحلامه وتصوراته الثورية في مجاله، فنجح بالتالي في تجسيد ما فشل في تحقيقه أستاذه وشيخه المهندس المعماري العبقري السويسري لوكوربوزييه الذي عَبّدتْ أفكارُه وفلسفته المعمارية الطريقَ أمام جيل كامل من أترابه وتلاميذه ليغيِّروا ثقافة العمران وأساليب البناء في العالم بأسره.

    لقد حثّه الرئيس البرازيلي ذو الشعبية الواسعة (جوسلينو كوبيجيكت- كي جي) وتعهد بعد تسلمه موقعه أن يختصر خمسين عاما من الازدهار والتقدم في خمس سنوات. ولم يخذله الذين كانوا معه في المسؤولية في إظهار ملامح أحلامه.

    مدينة الرئيس التي افتتحت عام 1960 كان قد خططها المعماري البرازيلي (لوتشيو كوستا) الذي عرض رعاية نيمايير هبة العصر المعمارية لتصميم المباني المحددة لواحدة من المدن المميزة في العالم وبشكل لا يوصف. حيث كان أقوى تأثير رمزي لمبنى الكونغرس وأروقة قصر العدالة بالإضافة إلى رئاسة الوزراء الصقيلة والكاتدرائية الثورية والفاتنة وبلوكات الشقق فائقة الحداثة. في فترة نفيه إلى أوروبا، إبان العهد الديكتاتوري العسكري في البرازيل، بنى نيماير في فرنسا المركز الثقافي في مدينة هافر ومقر الحزب الشيوعي في باريس حتى قال عنه البعض ان لا احد يجرؤ على التشبه به لأنه من المستحيل نسخ العمارة التي يرسمها، انه شخصية فريدة للغاية، موهوبة لم يتعلم فنه في مدرسة. في عام 1945، جرى إطلاق سراح المناضلين الشيوعيين الذين جرى اعتقالهم في ظل ديكتاتورية «فارغا»، ونيمايير الذي كان يحتفظ بمكتب له في كوندي لاغيس في غلوريا، قرر أن يؤوي بعضاً منهم. هذه التجربة سمحت له بلقاء لويس كارلوس بريستس الشخصية الشيوعية الأهم في البرازيل. بعد عدة أسابيع تخلى عن منزله لبريستس وأنصاره وهذا المكتب أصبح لاحقاً مقراً للحزب الشيوعي البرازيلي في نشاطه العلني. بعدها انضم نيمايير إلى الحزب الشيوعي البرازيلي الذي أصبح رئيسه في عام 1992. في فترة الديكتاتورية العسكرية في البرازيل جرت مداهمة مكتبه أجبر على المنفى في أوروبا. وزير الطيران في ذلك الوقت علق قائلاً: «إن مكان المعماري الشيوعي هو موسكو». من ثم زار نيمايير الاتحاد السوفييتي ملتقياً عدداً من قادة البلاد. وفي عام 1963 نال جائزة لينين للسلام. نيمايير كان أيضاً صديقاً مقرباً لفيديل كاسترو، الذي غالباً ما كان يزوره في شقته وفي الاستديو الخاص به في البرازيل. كاسترو علق ذات مرة قائلاً:«نيمايير وأنا أقدم الشيوعيين في هذا الكوكب». وكان من زواره أيضاً الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز.

    انتقد البعض نيمايير حول عدد من أعماله التي قالوا عنها بأنها تحمل طابعاً برجوازياً وتتناقض مع وجهة نظره السياسية. فدافع نيمايير قائلاً: يشك في قدرة العمارة على تغيير مجتمع غير عادل. وقال مرة: إن قلقنا سياسي أيضاً، العمارة هي عملي، وأنا قضيت جل حياتي على طاولة الرسم. ما يهم هو تحسين حياة البشر.

    تزوج نيمايير من أنيتا بالدو في عام 1928 وأنجب ابنة واحدة هي آنا ماريا، ولاحقاً أصبح لديه خمسة أحفاد وثلاثة عشر ابن حفيد وسبعة أحفاد أحفاد. توفيت زوجة نيمايير الأولى عام 2004 عن عمر 93 سنة، بعد 76 سنة زواج. في عام 2006 وقبل عيد ميلاده الـ99 بقليل، تزوج نيمايير من فيرا لوتشيا كابرييرا سكرتيرته لفترة طويلة، تزوجا في شقته في ريو دي جانيرو. توفيت ابنته الوحيدة آنا ماريا في 6 حزيران 2012 عن عمر 82 عاماً.

    بعد بلوغه سن المائة قضى نيمايير فترات عدة في المستشفى. في عام 2009 وبعد قضائه أربعة أسابيع في المستشفيات للعلاج من حصى في المرارة وورم معوي، نقل عنه قوله: “المستشفى عبارة عن وحدة كبيرة جداً، وأنا أحتاج أن أبقى مشغولاً، والبقاء على تواصل مع الأصدقاء، والحفاظ على إيقاع حياتي”. في 5 كانون الأول 2012 توقف قلب نيمايير في مشفى بريو دي جانيرو قبل 10 أيام من عيد ميلاده الـ105، حيث جرى نقله إلى المستشفى جراء إلتهابات تنفسية قبل وفاته. بعد وفاته قالت عنه الـبي بي سي أنه «تميز ببناء المباني الأكثر لفتاً في العالم والأضخم والمقوسات والهياكل الزجاجية التي تفوق الوصف» وأشادت به بأنه “واحد من المهندسين المعماريين الأكثر ابتكاراً وجرأة في السنوات الـ60 الماضية”. والجدير ذكره أنه كانت تجمع صداقة كبيرة بين أوسكار نيماير وأنطون تابت أكبر معماري في المشرق العربي وعضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي في سوريا ولبنان.

    إعداد: بدر الكردي

  • تعرفوا على القصاص الشعبي / حكمت محسن  1910 – 1968م / – الشام لا تنسى ابنائها – الأستاذ : نزيه شيخ السروجية – المصور : خلدون الخن ..

    تعرفوا على القصاص الشعبي / حكمت محسن 1910 – 1968م / – الشام لا تنسى ابنائها – الأستاذ : نزيه شيخ السروجية – المصور : خلدون الخن ..

    قام ‏خلدون الخن‏ بمشاركة ‏صورة‏ ‏نزيه السروجية‏.
    نزيه شيخ السروجية
حتى لا ننسى
الشام لا تنسى ابنائها 
القصاص الشعبي :حكمت  محسن 1910 / 1968

وُلد حكمت محسن عام 1910 في استنبول، لأب وأم سوريين. انخرط والده، صبحي محسن، في الجيش العثماني، أثناء الحرب العالميّة الأولى، وحفظاً على سلامة العائلة، أرسل الأب زوجته وطفله حكمت إلى دمشق، ليتابعا مسيرة حياتهما عند أهل زوجته، لكن الأب الضّابط فُقِد في حرب «السّفر برلك» ولم يعد.

تمزّقت خيمة الأمان التي كان يحتمي بها الطّفل حكمت محسن وأمّه، ثانية، حين توفّي جدّه الضّابط، تاركاً راتباً تقاعدياً بسيطاً، لزوجته وأولاده، فعملت والدة حكمت محسن كمدرّسة للأطفال لتعيل ابنها، فما كان من الأخير إلا أن انخرط في العمل ليساعد والدته وهو لم يتجاوز التّاسعة من عمره، ثم انتقلا إلى بيت جديد بسهولة كبيرة، نظراً لقلّة الممتلكات.

رضع حكمت محسن الفن من أمّه خيريّة، تلك المحدّثة البارعة، والتي كانت تصحبه إلى حفلات الاستقبال، وتتنصّت على الحكواتي في مقهى مصلبة العمارة بدمشق، ثم تحكي بالسّهرة لابنها ما سمعت، فكانت معلّمه الأول، والحكواتي بمثابة معلمه الثاني.

تخرّج حكمت محسن في العاشرة من عمره، من مدرسة الإسعاف الخيري (لفقره)، وهذه المدرسة لا تزال حتّى هذا اليوم على نفقة أهل الخير، تقدّم العلم، المنامة والطعام والشراب للمحتاجين.

سكن حكمت مع أمّه في عدّة غرف بالأجرة في سوق ساروجة والمهاجرين وقبر عاتكة والقنوات وباب سريجة، مستمتعاً بقراءة الكتب على ضوء الشّمعة!

مْسَبِّع الكارات

عانى حكمت محسن من الحرمان والجوع بالرّغم من محاولاته الفاشلة في تعلّم مهنة ما وهو لم يتجاوز العاشرة من عمره، فعمل كأجير عند البقّال، الخضري، الكوّا، الحلاّق، الحدّاد، النّجار، الخيّاط، ولم ترق له إلا مهنة التّنجيد، فأحسن التّعامل مع كافّة أنماط النّاس، وتعرّف على طبائعهم وأحاديثهم وأساليب حياتهم، وقصصهم وحكاياهم الشّعبية، فكان يدوّنها لتكون أساساً لمسرحيّات فكاهيّة.
الشّرارة الأولى

لم تقدر أكوام الصّوف، على محو موهبة حكمت محسن الفكاهيّة، وعجز الكشتبان والإبرة، عن حياكة فم الفكاهة، وما إن تجاوز الطفل الرابعة عشرة من عمره، حتّى وجد نفسه يحضُر عرضاً مسرحياً لفرقة أمين عبد الله القادمة من مصر، فسحرته كواليس المسرح ومفاجآته، وأشعلت في قلبه شرارة توق، لم يقدر الليل على إطفاء نيرانه، فعجز في تلك الليلة عن النوم، حتّى جاء الصّباح، فنهض وذهب ليقابل الفنّان المصري، أملاً بالانضمام إلى فرقته المسرحيّة، كمتطوّع من دون أجر، فوافق الفنّان على طلبه.

بدأ حياته الفنية ككومبارس في مسرحية «حمام بنت الملك»، فعمل بالنّهار وسهر باللّيل ما أثار حفيظة زوج خالته، الذي لم يقبل أبداً فكرة الفن، حفاظاً على شرف العائلة، فهدّده ساخراً:
«إن عملت مع كشكش بك ، وإن دست بيتي لأكسر رجلك»، ثم طرده من البيت.

فرقة أمين عطا الله المصرية

في سن الرابعة عشرة من عمره، شاهد حكمت محسن عروض فرقة أمين عطا الله المصرية في دمشق، فأحب فن التمثيل، وانضم إلى الفرقة إبان عروضها في سورية ولبنان. وبعد عودة الفرقة إلى مصر، قام حكمت محسن مع لفيف من أصدقائه بتشكيل فرقة تمثيلية، بدأت بتقديم التمثيليات في بعـض البيوت الدمشـقية الكبيــرة، كما كانت تقدم الأغاني والمونولوجات الناقدة. وبسرعة استقطبت الفرقة جمهوراً كبيراً، وكانت المونولوجات التي كتب كلماتها تهاجم الاستعمار الفرنسي. ثم انتقل مع فرقته ليقدم عروضه على المسارح، ومنها مسرح العباسية الذي كان أكبر مسارح دمشق وقتئذٍ. وفي أثناء ذلك اطلع على المسرحيات العالمية المترجمة، ليتعرف منها أصول الكتابة المسرحية.
في بيروت قالت له الممثلة فكتوريا حبيقه: «أنت باين عليك ابن أوادم، اسمع مني وارجع لبلدك، لا تغتر بحياتنا، نحن شحادون بثياب ملوك، حرام عليك».

عاش حكمت مع الفرقة بالجوع، سكن في بيروت، في غرفة صياد سمك في المينا البيضا، وعمل في جوقة علي العريس، ومثل دور الرجل الشامي، ولكن قبضايات مرج عيون أجبروه على العودة إلى دمشق.

في دمشق مثّل دور مرجان في فرقة «نادي الفنون الجميلة» لوصفي المالح وذلك على مسرح مدرسة اللاييك. واشترك في مسرحية «استقالة إبليس» التي حضرها فخري البارودي.

رئيس نقابة المنجّدين

بعد أن يئس من التّرحال جائعاً ومنهكاً، مع الفرقة المسرحيّة، التي تنقّلت بين المحافظات السّورية، وبيروت، ترك حكمت محسن الفرقة وعاد إلى دمشق، لتحصيل لقمة العيش، في مهنة التّنجيد، فانخرط في تأسيس أوّل نقابة مهنيّة للمنجّدين في سورية، وأضحى أوّل رئيس لها، ثم علّم نفسه الموسيقى سماعاً، وعزف على العود، ولحّن ما كان يكتبه ويؤدّيه من مونولوجات غنائيّة، منتقداً الاستعمار الفرنسي، والحالة الاجتماعيّة، فطارت شهرته إلى كل الأرجاء، ما ساعده على تقديم حفلات خاصّة به على مسرح سينما العباسية بدمشق، في مطلع الثلاثينيات.

تميّز حكمت محسن بقدرته الهائلة - بالرغم من نزقه - على التّعامل مع النّاس، وتسليتهم، إسعادهم وتقديم المتعة والفائدة، مؤكّداً لهم طبيعتهم الخيّرة، محوّلاً غضبهم أو عدوانيّتهم إلى ضحكات، دون أن ينسى أثقال المسؤوليّة الإنسانيّة الملقاة على عاتقه، فكان رائد المونولوجات، المسرح، الإذاعة والتّلفزيون، ومبتكر أعمق الشّخصيات الدراميّة الشعبيّة مثل «أبو رشدي»، «أبو فهمي»، «أبو شاكر»، «سعد حَنّي كفّك» (الذي جسده الفنان رفيق سبيعي عام 1962)، «صابر أفندي»، «أبو صيّاح»، «درويش».

كتب شخصية «أم كامل» عبد الهادي الدّركزلي أول الأمر، وقُدّمت أوّل مرّة كقابلة شعبيّة في تمثيلية إذاعية اسمها «إصابة مشتبهة» ومثّلها سامي أبو نادر الذي ترك الفرقة، فأعطى الدّور لأنور البابا، وكذلك غادر الدركزلي فتابع حكمت محسن الكتابة، فأثرى الشخصيّة وذاع صيت أم كامل، ثمّ تتابعت أعمال حكمت محسن، مثل «سلسلة حكايات الجدّة»، «انسى همومك»، «اضحك واربح»، «سهرات الفن» وغيرها، فصارت أم كامل الأخت والأم، الحماة والأرملة، والعانس التي تُضحِك العالم بسذاجتها وحنكتها بآن.

وقد تتابعت كتابات حكمت محسن وعروضه: «زوجتي رقم 2»، «أم كامل في عيادة الطبيب»، «يا مستعجل وقّف لقلّك»، «الكرسي المخلوع»، حيث وصل صيت أم كامل إلى الوطن العربي بأكمله.

بدأت المرحلة الأهم في مسيرة حكمت محسن مع افتتاح الإذاعة الوطنية السورية بعد الاستقلال، فكان من أوائل العاملين فيها، إذ بدأ بتقديم التمثيليات الإذاعية التي كان يكتبها ويخرجها ويمثل فيها. واشتهر بالشخصية الشعبية «أبو رشدي»، إلى جانب فهد كعيكاتي بشخصية «أبو فهمي»، وأنور البابا بشخصية «أم كامل»، ثم انضم إليهم تيسير السعدي. وكانت هذه التمثيليات تعالج القضايا الاجتماعية، ولكن بأسلوب شعبي قريب من عامة الناس. ومع افتتاح التلفزيون عام 1960، بدأ بتقديم التمثيليات التلفزيونية على الشاشة الصغيرة.

اتفق حكمت محسن مع فرقة موسيقية لتحيي حفلته على مسرح سينما العباسية، لكنّها خيّبت أمله في الحضور، بعد أن أغراها خصومه ومنافسوه بالمال، لتنسحب وتتركه وحيداً على المسرح من دون ديكور أيضاً، وحين طالبه عمّال المسرح بأجورهم، لم يجد مالاً على الإطلاق، لأن قاطع التّذاكر كان قد سرق المال أيضاً وهرب، ولكن بما أن الدّنيا لا تفرغ من الطيّبين، فقد تطوّع أحد أصدقاء والد حكمت محسن، في مرافقته على الأكورديون من خلف الستارة، وبما أنّه كان مبتدئاً، فلم يقدر على أن يواكبه جيداً في غنائه، ما أدّى إلى فشل الحفلة، وإغماء حكمت محسن، الذي قال حين استعاد وعيه متفكّهاً: «كأن الجنّ كانوا يعزفون من ورائي». لم توقف الصّدمة حكمت محسن عن العمل، بل تابع كتابة التمثيليات، الزّجل والمونولوج، بلغة العامة، وأبدع نصوصاً مسرحية مثل «أبو رشدو»، دون أن يتمكّن من تجسيدها على خشبة المسرح.

التقى حكمت محسن الممثل والمؤلف عام 1948، بالمخرج تيسير السعدي في أحد الأسواق، فأطلعه على قصة كتبها باللّغة الدّارجة، داعماً إياها بالأمثال الشعبية، فنالت إعجاب تيسير السعدي، وكانت بداية تشكّل الثّنائي، فسجّلا في إذاعة الشرق الأدنى في قبرص (B.B.C)، مسرحيتين هما: «يا آخد القرد على ماله»، «نهاية سكير»، ثم سجّلا ثلاثين حلقة إذاعية بعنوان: «صندوق الدنيا عجايب»، والتي نالت إعجاب الجماهير.

تولى حكمت محسن، بنفسه تمثيل دور «أبو رشدي»، وهو شخص فصيح اللسان، ذو صوت رجولي، يتمتع بمقدرة كبيرة على النطق السليم، وضبط مخارج الحروف، متحوّلاً إلى «كراكتر» كوميدي متميز.

لم يحمل حكمت محسن في حقيبته الجلدية، حين رحل إلى قبرص لتقديم تمثيليات إذاعية بمناسبة شهر رمضان، سوى قلم رصاص عريض، يستخدمه النجارون، فما إن طلب مخرج الإذاعة عبد المجيد أبو اللبن الاطلاع على النصوص قبل بداية رمضان بيومين، حتّى أخرج عميد الأدب الشعبي، حكمت محسن، القلم، قائلاً: «لديّ هذا القلم فقط»، وباشر بكتابة الحلقة مساء، باللغة الدارجة في دمشق، على ورق كبير أسمر، لتسجّل صباحاً وتذاع، حتّى اكتمل مسلسله الإذاعي «صندوق الدنيا عجايب»، محققاً نجاحاً باهراً، محيّراً الناس بغنى المفردات الشعبية، واشتقاقاتها ومصادر لهجاتها، وهنا تذكّر إداريو إذاعة دمشق ذلك الكاتب الهام الذي نبذوه سابقاً بسبب ثيابه المتواضعة وهيئته المزرية، فعاودوا الاتصال به، وتعاقدوا معه على راتب ثابت بحدود 100 ليرة سورية بالإضافة إلى 35 ليرة عن كل تمثيلية، فاستمر عمله في الإذاعتين معاً، فكتب لإذاعة الشرق الأدنى فواصل تمثيلية في برنامج «انس همومك»، شارك فيه فنانون كبار أمثال الأخوين رحباني وفريد الأطرش وفيلمون وهبي، وبعد عدوان 1956 على مصر، استقال حكمت محسن من الإذاعة في قبرص.
أعماله
تمثيلية «نهاية سكير»الذي يؤدي به إدمان الكحول إلى الإفلاس وخراب البيت، بشكل تراجيدي شعبي، مؤثر جداً. 
«يا مستعجل وقف لقلك»
«الكرسي المخلوع»
«مرايا الشام»
تحكي كل حلقة منها قصة فنان حكواتي، ملحن، ممثل، راقصة... إلخ، إضافة إلى الاستقاء من التاريخ وحكايات «ألف ليلة وليلة» والسير الشعبية، 
«العصابة»
«الطلعة من ورا...النّزلة من قدّام»

أسس حكمت بعد عودته من لندن «الفرقة السورية للتمثيل والموسيقى» بالتعاون مع تيسير السعدي، أنور البابا، فهد كعيكاتي، وقدّم لإذاعة دمشق تمثيليات اجتماعية ناقدة، تجاوز عددها 800 حلقة إذاعية: «الخطّابة»، «طاقية الإخفاء»، «متعب أفندي»، «تحت الشباك»، على مسرح دار الإذاعة.
«مذكرات حرامي»
فرقة المسرح الشعبي

نزولاً عند رغبة مديرية الفنون في وزارة الثقافة، أسس حكمت محسن وعبد اللطيف فتحي عام 1959 «فرقة المسرح الشعبي»، وفي عام 1960 شكل «فرقة المسرح القومي»، حيث قدّم حكمت محسن أول عروضه عن نص لأريستوفان، كان قد اقتبسه توفيق الحكيم وتم عرضه في 25 شباط 1960، ثم قام بتشكيل «فرقة أمية للفنون الشعبية»، و«فرقة مسرح العرائس»، واقترح حكمت محسن أن تقدم فرقة المسرح الشعبي التابعة لوزارة الثقافة عروضها في كل حي دمشقي، ألهمه وأثرى مخيّلته بالتمثيليات والأغاني والحكايات، فبينما كانت مسرحية أريستوفان تعرض على خشبة المسرح القومي، عرض حكمت محسن «بيت للإيجار» على خشبة مسرح المقاومة الشعبية في سوق ساروجة، ثم في أحياء الميدان والقنوات والمهاجرين وغيرها من أحياء دمشق الشعبية.

ونظراً لحدوث صراع بين النخبة المثقفة التي لا تريد إلا مسرحاً كلاسيكياً، وبين المسرح الشعبي، تمت إعاقة مشروع المسرح الشعبي، إلى أن صدر قرار دمج المسرحين معاً عام 1969، حيث خلع عبد اللطيف فتحي رداء «صابر أفندي» ليؤدي دور «الملك لير» على خشبة المسرح القومي، لكن حكمت محسن لم ينصع لهذا الأمر، بل حاول تأسيس مسرح خاص به، مبقياً على الاسم ذاته، مؤكّداً احترامه العميق لهذا الفن، وكتب مسرحية «الأب»، دون أن يتمكّن من تجسيدها على الخشبة، لنقص في التمويل.

«مأوى العجزة»

كتب منها حلقة واحدة، لكنه لم يتمكن من إكمالها بسبب اشتداد المرض عليه ومن ثم رحيله.
يُعتبر حكمت محسن مؤسس الدراما الشعبية السورية إذاعياً ومسرحياً وتلفزيونياً، والذي قدم على مدار أكثر من خمسين عاماً من القرن الماضي الكثير من الروائع التي كانت تحاكي وتترجم الواقع الاجتماعي، وقد حفظ تراث هذا الفنان الكبير في أرشيف الدراسات الشرقية في باريس.

قال له أحد أصدقائه ذات يوم: «يا أستاذ حكمت، أنت تكتب كل يوم تمثيلية، يا أخي من أين تأتي بكل هذه القصص؟»، فأشار بيده إلى سيل البشر العابرين أمام الدكان وقال: «انظر إلى هؤلاء الناس! هدول، بقى سيدي، كل واحد منهم قصة، وكل واحد منهم حكاية، وطالما أنهم يمرون من هنا، لا تخف على حكاياتي من النضوب»، و«خلف كل باب قصة».
خمس دقائق تأخير ووفاته
اختلف حكمت محسن مع إدارة الإذاعة التي لم تقدر تلك الموهبة الكبيرة حق قدرها، فوجّهت إليه عقوبة خصم 10% من راتبه بسبب تأخّره خمس دقائق عن الدوام الرسمي، حيث كان تيسير السعدي رئيس دائرة آنذاك، فوصل كتاب العقوبة إليه، وعندما رأى حكمت محسن الكتاب وقرأه، لم يقل شيئاً، ولكنه نظر إليه ملياً ثم التفت خارجاً من المكتب، ومن يومها صمت ولم يعد للكتابة، حتى أصيب عميد الأدب الشعبي، حكمت محسن (أبو رشدي)، بالفالج ومات، يوم 19 كانون الأول 1968.

رحم الله الفنان المبدع حكمت محسن أبو رشدي..قدم الكثير  لشامنا حين حظيت تمثيلياته الأذاعية بأعجاب جيل كامل  ولم يحصد غير النكران وخيبة الأمل...لقد كان عملاقاً في زمن الأقزام....
    نزيه شيخ السروجية
    حتى لا ننسى
    الشام لا تنسى ابنائها
    القصاص الشعبي :حكمت محسن 1910 / 1968

    وُلد حكمت محسن عام 1910 في استنبول، لأب وأم سوريين. انخرط والده، صبحي محسن، في الجيش العثماني، أثناء الحرب العالميّة الأولى، وحفظاً على سلامة العائلة، أرسل الأب زوجته وطفله حكمت إلى دمشق، ليتابعا مسيرة حياتهما عند أهل زوجته، لكن الأب الضّابط فُقِد في حرب «السّفر برلك» ولم يعد.

    تمزّقت خيمة الأمان التي كان يحتمي بها الطّفل حكمت محسن وأمّه، ثانية، حين توفّي جدّه الضّابط، تاركاً راتباً تقاعدياً بسيطاً، لزوجته وأولاده، فعملت والدة حكمت محسن كمدرّسة للأطفال لتعيل ابنها، فما كان من الأخير إلا أن انخرط في العمل ليساعد والدته وهو لم يتجاوز التّاسعة من عمره، ثم انتقلا إلى بيت جديد بسهولة كبيرة، نظراً لقلّة الممتلكات.

    رضع حكمت محسن الفن من أمّه خيريّة، تلك المحدّثة البارعة، والتي كانت تصحبه إلى حفلات الاستقبال، وتتنصّت على الحكواتي في مقهى مصلبة العمارة بدمشق، ثم تحكي بالسّهرة لابنها ما سمعت، فكانت معلّمه الأول، والحكواتي بمثابة معلمه الثاني.

    تخرّج حكمت محسن في العاشرة من عمره، من مدرسة الإسعاف الخيري (لفقره)، وهذه المدرسة لا تزال حتّى هذا اليوم على نفقة أهل الخير، تقدّم العلم، المنامة والطعام والشراب للمحتاجين.

    سكن حكمت مع أمّه في عدّة غرف بالأجرة في سوق ساروجة والمهاجرين وقبر عاتكة والقنوات وباب سريجة، مستمتعاً بقراءة الكتب على ضوء الشّمعة!

    مْسَبِّع الكارات

    عانى حكمت محسن من الحرمان والجوع بالرّغم من محاولاته الفاشلة في تعلّم مهنة ما وهو لم يتجاوز العاشرة من عمره، فعمل كأجير عند البقّال، الخضري، الكوّا، الحلاّق، الحدّاد، النّجار، الخيّاط، ولم ترق له إلا مهنة التّنجيد، فأحسن التّعامل مع كافّة أنماط النّاس، وتعرّف على طبائعهم وأحاديثهم وأساليب حياتهم، وقصصهم وحكاياهم الشّعبية، فكان يدوّنها لتكون أساساً لمسرحيّات فكاهيّة.
    الشّرارة الأولى

    لم تقدر أكوام الصّوف، على محو موهبة حكمت محسن الفكاهيّة، وعجز الكشتبان والإبرة، عن حياكة فم الفكاهة، وما إن تجاوز الطفل الرابعة عشرة من عمره، حتّى وجد نفسه يحضُر عرضاً مسرحياً لفرقة أمين عبد الله القادمة من مصر، فسحرته كواليس المسرح ومفاجآته، وأشعلت في قلبه شرارة توق، لم يقدر الليل على إطفاء نيرانه، فعجز في تلك الليلة عن النوم، حتّى جاء الصّباح، فنهض وذهب ليقابل الفنّان المصري، أملاً بالانضمام إلى فرقته المسرحيّة، كمتطوّع من دون أجر، فوافق الفنّان على طلبه.

    بدأ حياته الفنية ككومبارس في مسرحية «حمام بنت الملك»، فعمل بالنّهار وسهر باللّيل ما أثار حفيظة زوج خالته، الذي لم يقبل أبداً فكرة الفن، حفاظاً على شرف العائلة، فهدّده ساخراً:
    «إن عملت مع كشكش بك ، وإن دست بيتي لأكسر رجلك»، ثم طرده من البيت.

    فرقة أمين عطا الله المصرية

    في سن الرابعة عشرة من عمره، شاهد حكمت محسن عروض فرقة أمين عطا الله المصرية في دمشق، فأحب فن التمثيل، وانضم إلى الفرقة إبان عروضها في سورية ولبنان. وبعد عودة الفرقة إلى مصر، قام حكمت محسن مع لفيف من أصدقائه بتشكيل فرقة تمثيلية، بدأت بتقديم التمثيليات في بعـض البيوت الدمشـقية الكبيــرة، كما كانت تقدم الأغاني والمونولوجات الناقدة. وبسرعة استقطبت الفرقة جمهوراً كبيراً، وكانت المونولوجات التي كتب كلماتها تهاجم الاستعمار الفرنسي. ثم انتقل مع فرقته ليقدم عروضه على المسارح، ومنها مسرح العباسية الذي كان أكبر مسارح دمشق وقتئذٍ. وفي أثناء ذلك اطلع على المسرحيات العالمية المترجمة، ليتعرف منها أصول الكتابة المسرحية.
    في بيروت قالت له الممثلة فكتوريا حبيقه: «أنت باين عليك ابن أوادم، اسمع مني وارجع لبلدك، لا تغتر بحياتنا، نحن شحادون بثياب ملوك، حرام عليك».

    عاش حكمت مع الفرقة بالجوع، سكن في بيروت، في غرفة صياد سمك في المينا البيضا، وعمل في جوقة علي العريس، ومثل دور الرجل الشامي، ولكن قبضايات مرج عيون أجبروه على العودة إلى دمشق.

    في دمشق مثّل دور مرجان في فرقة «نادي الفنون الجميلة» لوصفي المالح وذلك على مسرح مدرسة اللاييك. واشترك في مسرحية «استقالة إبليس» التي حضرها فخري البارودي.

    رئيس نقابة المنجّدين

    بعد أن يئس من التّرحال جائعاً ومنهكاً، مع الفرقة المسرحيّة، التي تنقّلت بين المحافظات السّورية، وبيروت، ترك حكمت محسن الفرقة وعاد إلى دمشق، لتحصيل لقمة العيش، في مهنة التّنجيد، فانخرط في تأسيس أوّل نقابة مهنيّة للمنجّدين في سورية، وأضحى أوّل رئيس لها، ثم علّم نفسه الموسيقى سماعاً، وعزف على العود، ولحّن ما كان يكتبه ويؤدّيه من مونولوجات غنائيّة، منتقداً الاستعمار الفرنسي، والحالة الاجتماعيّة، فطارت شهرته إلى كل الأرجاء، ما ساعده على تقديم حفلات خاصّة به على مسرح سينما العباسية بدمشق، في مطلع الثلاثينيات.

    تميّز حكمت محسن بقدرته الهائلة – بالرغم من نزقه – على التّعامل مع النّاس، وتسليتهم، إسعادهم وتقديم المتعة والفائدة، مؤكّداً لهم طبيعتهم الخيّرة، محوّلاً غضبهم أو عدوانيّتهم إلى ضحكات، دون أن ينسى أثقال المسؤوليّة الإنسانيّة الملقاة على عاتقه، فكان رائد المونولوجات، المسرح، الإذاعة والتّلفزيون، ومبتكر أعمق الشّخصيات الدراميّة الشعبيّة مثل «أبو رشدي»، «أبو فهمي»، «أبو شاكر»، «سعد حَنّي كفّك» (الذي جسده الفنان رفيق سبيعي عام 1962)، «صابر أفندي»، «أبو صيّاح»، «درويش».

    كتب شخصية «أم كامل» عبد الهادي الدّركزلي أول الأمر، وقُدّمت أوّل مرّة كقابلة شعبيّة في تمثيلية إذاعية اسمها «إصابة مشتبهة» ومثّلها سامي أبو نادر الذي ترك الفرقة، فأعطى الدّور لأنور البابا، وكذلك غادر الدركزلي فتابع حكمت محسن الكتابة، فأثرى الشخصيّة وذاع صيت أم كامل، ثمّ تتابعت أعمال حكمت محسن، مثل «سلسلة حكايات الجدّة»، «انسى همومك»، «اضحك واربح»، «سهرات الفن» وغيرها، فصارت أم كامل الأخت والأم، الحماة والأرملة، والعانس التي تُضحِك العالم بسذاجتها وحنكتها بآن.

    وقد تتابعت كتابات حكمت محسن وعروضه: «زوجتي رقم 2»، «أم كامل في عيادة الطبيب»، «يا مستعجل وقّف لقلّك»، «الكرسي المخلوع»، حيث وصل صيت أم كامل إلى الوطن العربي بأكمله.

    بدأت المرحلة الأهم في مسيرة حكمت محسن مع افتتاح الإذاعة الوطنية السورية بعد الاستقلال، فكان من أوائل العاملين فيها، إذ بدأ بتقديم التمثيليات الإذاعية التي كان يكتبها ويخرجها ويمثل فيها. واشتهر بالشخصية الشعبية «أبو رشدي»، إلى جانب فهد كعيكاتي بشخصية «أبو فهمي»، وأنور البابا بشخصية «أم كامل»، ثم انضم إليهم تيسير السعدي. وكانت هذه التمثيليات تعالج القضايا الاجتماعية، ولكن بأسلوب شعبي قريب من عامة الناس. ومع افتتاح التلفزيون عام 1960، بدأ بتقديم التمثيليات التلفزيونية على الشاشة الصغيرة.

    اتفق حكمت محسن مع فرقة موسيقية لتحيي حفلته على مسرح سينما العباسية، لكنّها خيّبت أمله في الحضور، بعد أن أغراها خصومه ومنافسوه بالمال، لتنسحب وتتركه وحيداً على المسرح من دون ديكور أيضاً، وحين طالبه عمّال المسرح بأجورهم، لم يجد مالاً على الإطلاق، لأن قاطع التّذاكر كان قد سرق المال أيضاً وهرب، ولكن بما أن الدّنيا لا تفرغ من الطيّبين، فقد تطوّع أحد أصدقاء والد حكمت محسن، في مرافقته على الأكورديون من خلف الستارة، وبما أنّه كان مبتدئاً، فلم يقدر على أن يواكبه جيداً في غنائه، ما أدّى إلى فشل الحفلة، وإغماء حكمت محسن، الذي قال حين استعاد وعيه متفكّهاً: «كأن الجنّ كانوا يعزفون من ورائي». لم توقف الصّدمة حكمت محسن عن العمل، بل تابع كتابة التمثيليات، الزّجل والمونولوج، بلغة العامة، وأبدع نصوصاً مسرحية مثل «أبو رشدو»، دون أن يتمكّن من تجسيدها على خشبة المسرح.

    التقى حكمت محسن الممثل والمؤلف عام 1948، بالمخرج تيسير السعدي في أحد الأسواق، فأطلعه على قصة كتبها باللّغة الدّارجة، داعماً إياها بالأمثال الشعبية، فنالت إعجاب تيسير السعدي، وكانت بداية تشكّل الثّنائي، فسجّلا في إذاعة الشرق الأدنى في قبرص (B.B.C)، مسرحيتين هما: «يا آخد القرد على ماله»، «نهاية سكير»، ثم سجّلا ثلاثين حلقة إذاعية بعنوان: «صندوق الدنيا عجايب»، والتي نالت إعجاب الجماهير.

    تولى حكمت محسن، بنفسه تمثيل دور «أبو رشدي»، وهو شخص فصيح اللسان، ذو صوت رجولي، يتمتع بمقدرة كبيرة على النطق السليم، وضبط مخارج الحروف، متحوّلاً إلى «كراكتر» كوميدي متميز.

    لم يحمل حكمت محسن في حقيبته الجلدية، حين رحل إلى قبرص لتقديم تمثيليات إذاعية بمناسبة شهر رمضان، سوى قلم رصاص عريض، يستخدمه النجارون، فما إن طلب مخرج الإذاعة عبد المجيد أبو اللبن الاطلاع على النصوص قبل بداية رمضان بيومين، حتّى أخرج عميد الأدب الشعبي، حكمت محسن، القلم، قائلاً: «لديّ هذا القلم فقط»، وباشر بكتابة الحلقة مساء، باللغة الدارجة في دمشق، على ورق كبير أسمر، لتسجّل صباحاً وتذاع، حتّى اكتمل مسلسله الإذاعي «صندوق الدنيا عجايب»، محققاً نجاحاً باهراً، محيّراً الناس بغنى المفردات الشعبية، واشتقاقاتها ومصادر لهجاتها، وهنا تذكّر إداريو إذاعة دمشق ذلك الكاتب الهام الذي نبذوه سابقاً بسبب ثيابه المتواضعة وهيئته المزرية، فعاودوا الاتصال به، وتعاقدوا معه على راتب ثابت بحدود 100 ليرة سورية بالإضافة إلى 35 ليرة عن كل تمثيلية، فاستمر عمله في الإذاعتين معاً، فكتب لإذاعة الشرق الأدنى فواصل تمثيلية في برنامج «انس همومك»، شارك فيه فنانون كبار أمثال الأخوين رحباني وفريد الأطرش وفيلمون وهبي، وبعد عدوان 1956 على مصر، استقال حكمت محسن من الإذاعة في قبرص.
    أعماله
    تمثيلية «نهاية سكير»الذي يؤدي به إدمان الكحول إلى الإفلاس وخراب البيت، بشكل تراجيدي شعبي، مؤثر جداً.
    «يا مستعجل وقف لقلك»
    «الكرسي المخلوع»
    «مرايا الشام»
    تحكي كل حلقة منها قصة فنان حكواتي، ملحن، ممثل، راقصة… إلخ، إضافة إلى الاستقاء من التاريخ وحكايات «ألف ليلة وليلة» والسير الشعبية،
    «العصابة»
    «الطلعة من ورا…النّزلة من قدّام»

    أسس حكمت بعد عودته من لندن «الفرقة السورية للتمثيل والموسيقى» بالتعاون مع تيسير السعدي، أنور البابا، فهد كعيكاتي، وقدّم لإذاعة دمشق تمثيليات اجتماعية ناقدة، تجاوز عددها 800 حلقة إذاعية: «الخطّابة»، «طاقية الإخفاء»، «متعب أفندي»، «تحت الشباك»، على مسرح دار الإذاعة.
    «مذكرات حرامي»
    فرقة المسرح الشعبي

    نزولاً عند رغبة مديرية الفنون في وزارة الثقافة، أسس حكمت محسن وعبد اللطيف فتحي عام 1959 «فرقة المسرح الشعبي»، وفي عام 1960 شكل «فرقة المسرح القومي»، حيث قدّم حكمت محسن أول عروضه عن نص لأريستوفان، كان قد اقتبسه توفيق الحكيم وتم عرضه في 25 شباط 1960، ثم قام بتشكيل «فرقة أمية للفنون الشعبية»، و«فرقة مسرح العرائس»، واقترح حكمت محسن أن تقدم فرقة المسرح الشعبي التابعة لوزارة الثقافة عروضها في كل حي دمشقي، ألهمه وأثرى مخيّلته بالتمثيليات والأغاني والحكايات، فبينما كانت مسرحية أريستوفان تعرض على خشبة المسرح القومي، عرض حكمت محسن «بيت للإيجار» على خشبة مسرح المقاومة الشعبية في سوق ساروجة، ثم في أحياء الميدان والقنوات والمهاجرين وغيرها من أحياء دمشق الشعبية.

    ونظراً لحدوث صراع بين النخبة المثقفة التي لا تريد إلا مسرحاً كلاسيكياً، وبين المسرح الشعبي، تمت إعاقة مشروع المسرح الشعبي، إلى أن صدر قرار دمج المسرحين معاً عام 1969، حيث خلع عبد اللطيف فتحي رداء «صابر أفندي» ليؤدي دور «الملك لير» على خشبة المسرح القومي، لكن حكمت محسن لم ينصع لهذا الأمر، بل حاول تأسيس مسرح خاص به، مبقياً على الاسم ذاته، مؤكّداً احترامه العميق لهذا الفن، وكتب مسرحية «الأب»، دون أن يتمكّن من تجسيدها على الخشبة، لنقص في التمويل.

    «مأوى العجزة»

    كتب منها حلقة واحدة، لكنه لم يتمكن من إكمالها بسبب اشتداد المرض عليه ومن ثم رحيله.
    يُعتبر حكمت محسن مؤسس الدراما الشعبية السورية إذاعياً ومسرحياً وتلفزيونياً، والذي قدم على مدار أكثر من خمسين عاماً من القرن الماضي الكثير من الروائع التي كانت تحاكي وتترجم الواقع الاجتماعي، وقد حفظ تراث هذا الفنان الكبير في أرشيف الدراسات الشرقية في باريس.

    قال له أحد أصدقائه ذات يوم: «يا أستاذ حكمت، أنت تكتب كل يوم تمثيلية، يا أخي من أين تأتي بكل هذه القصص؟»، فأشار بيده إلى سيل البشر العابرين أمام الدكان وقال: «انظر إلى هؤلاء الناس! هدول، بقى سيدي، كل واحد منهم قصة، وكل واحد منهم حكاية، وطالما أنهم يمرون من هنا، لا تخف على حكاياتي من النضوب»، و«خلف كل باب قصة».
    خمس دقائق تأخير ووفاته
    اختلف حكمت محسن مع إدارة الإذاعة التي لم تقدر تلك الموهبة الكبيرة حق قدرها، فوجّهت إليه عقوبة خصم 10% من راتبه بسبب تأخّره خمس دقائق عن الدوام الرسمي، حيث كان تيسير السعدي رئيس دائرة آنذاك، فوصل كتاب العقوبة إليه، وعندما رأى حكمت محسن الكتاب وقرأه، لم يقل شيئاً، ولكنه نظر إليه ملياً ثم التفت خارجاً من المكتب، ومن يومها صمت ولم يعد للكتابة، حتى أصيب عميد الأدب الشعبي، حكمت محسن (أبو رشدي)، بالفالج ومات، يوم 19 كانون الأول 1968.

    رحم الله الفنان المبدع حكمت محسن أبو رشدي..قدم الكثير لشامنا حين حظيت تمثيلياته الأذاعية بأعجاب جيل كامل ولم يحصد غير النكران وخيبة الأمل…لقد كان عملاقاً في زمن الأقزام….

  • رحل التشكيلي السوري والعربي طارق الشريف بصمت ..وهو الناقد والمصور الضوئي ومديرمركز أدهم إسماعيل للفنون الجميلة وعمل كرئيس تحرير(الحياة التشكيلية) وله كتاب (عشرون فناناً من سورية)  – الصحفي الاستاذ الفنان والناقد التشكيلي : سعد القاسم .. – المصور :  خلدون الخن‏ – ‏‎Abdalrazzaq Moaz‎‏. ..

    رحل التشكيلي السوري والعربي طارق الشريف بصمت ..وهو الناقد والمصور الضوئي ومديرمركز أدهم إسماعيل للفنون الجميلة وعمل كرئيس تحرير(الحياة التشكيلية) وله كتاب (عشرون فناناً من سورية) – الصحفي الاستاذ الفنان والناقد التشكيلي : سعد القاسم .. – المصور : خلدون الخن‏ – ‏‎Abdalrazzaq Moaz‎‏. ..

    قام ‏خلدون الخن‏ بمشاركة ‏صورة‏  – ‏‎Abdalrazzaq Moaz‎‏.
    صمت لا يليق بصاحبه..</p><br />
<p>الثلاثاء 19-2-2013م<br /><br />
سعد القاسم<br /><br />
بصمت رحل طارق الشريف..وهو الذي كان صوته يصدح في المشهد التشكيلي السوري والعربي..صمتٌ هو النقيض المطلق لحيوية ملأت معارض وملتقيات الفن التشكيلي..</p><br />
<p>لم ينشر عنه ولو مجرد خبر صحفي وقد كانت كتاباته الصحفية شاغلة التشكيليين ومالئة فضائهم.. وكثيرون من معارفه وأصدقائه لم يعلموا برحيله حتى بعد انتهاء مراسم العزاء،فيما القلة القليلة عرفت ذلك عن طريق صفحات التواصل الاجتماعي على شبكة الانترنت..</p><br />
<p>لكن فضل (الشبكة العنكبوتية) لم يكتمل ففي البحث ضمن أربعين صفحة تحمل اسم طارق الشريف على موقع (غوغل)،لن تجد عن الناقد التشكيلي العربي الشهير سوى ما يتعلق بحفل تكريمه الذي أقامه قبل عامين، مركز أدهم إسماعيل بمناسبة مرور الذكرى الخمسين لتأسيس المركز الذي كان طارق الشريف أحد أهم مديرية، أما معظم الأربعين صفحة فقد شغلت بأخبار أشخاص يحملون الاسم نفسه، يتقدمهم مغني شعبي، فلاعب كرة قدم،فطبيب أردني أقدم على قتل زوجتيه الاثنتين..</p><br />
<p>ولد طارق الشريف في دمشق عام 1935 ودرس الفلسفة في جامعتها حيث تعلق بالدراسات الجمالية والفنية، وتابع آراء كبار الفلاسفة في مجال علم الجمال والنقد الفني أمثال (كانت) و(هيغل) و(سارتر)،وفي الوقت ذاته، تابع المعارض الفنية المحلية،وأقام صلة وثيقة مع عدد من الفنانين التشكيليين السوريين أصحاب التجارب المميزة ومنهم الأخوان أدهم ونعيم إسماعيل،وعبد القادر أرناؤوط، ومروان قصاب باشي. فبدأ يكتب عن تجاربهم بتطبيق الدراسات النظرية على لوحاتهم وينشر مقالاته وترجماته في صحيفة»الوحدة» التي كانت تصدر في دمشق زمن الوحدة مع مصر(صحيفة»الثورة» حالياً) والتي حقق فيها سابقة غير مألوفة حين خصصت له صفحة كاملة لندوة أعدها عن معرض الخريف ،المعرض الرسمي الذي كان يقام في دمشق سنوياً، والذي تولى فيما بعد مسؤولية إدارته في ذروة تألق الحياة التشكيلية السورية..</p><br />
<p>في عام 1959 نال درجة الإجازة في الفلسفة ، وفي العام التالي عمل في وزارة الثقافة المؤسسة حديثاً ليبقى فيها حتى تقاعده عام 2001 ،و في مرحلة تالية تركز اهتمامه حول الاتجاهات الراهنة في الفن التشكيلي السوري (أواخر الستينات) وسعي التجارب الرائدة للموائمة بين التأثيرات الغربية المعاصرة، والإرث الفني المحلي،وتجلى هذا في كتابه (عشرون فناناً من سورية) الذي أنجزه عام 1969 والصادر عن وزارة الثقافة عام1972 متضمناً مقالات عن عشرين فناناً كتبها بين عامي 1967و 1968. وفي الوقت ذاته تابع بحثه حول بدايات الفن التشكيلي السوري الذي أسس لمحاولته الرائدة التأريخ هذا الفن،والتي نشرها في مطلع الثمانينات فكانت مستنداً لكثير من الأبحاث والدراسات التي جاءت بعده، ومنها كتاب (الفن التشكيلي المعاصر في سورية) الذي أصدرته (صالة أتاسي) عام1998 وأثار اهتماماً واسعاً في الوسط التشكيلي..</p><br />
<p>عام 1965 تولى إدارة مركز أدهم إسماعيل للفنون الجميلة، وعلى مدى عشر سنوات استطاع أن يجعل منه حاضنة للمواهب الشابة التي اكتسبت فيه المعارف التقنية، ونمو مواهبها الإبداعية،وثقافة فنية هامة بفضل المحاضرات التي قدمها للطلبة عن المدارس الفنية.وإثر رحيل الفنان نعيم إسماعيل تولى مهام مديرية الفنون الجميلة في واحدة من أزهى مراحل الحياة التشكيلية السورية حين كانت السيدة الدكتورة نجاح العطار ترأس وزارة الثقافة، وقُدّم للفن التشكيلي دعم واسع واهتماماً كبيراً.فكان أن وصل المعرض السنوي إلى ذروة تألقه وترجمته للمشهد التشكيلي الإبداعي السوري،وكان أن اتسعت حركة المعارض والملتقيات والاقتناء، وكان أن صدرت فصلية (الحياة التشكيلية) التي قامت بشكل مطلق على جهده الشخصي كرئيس تحرير لها، والتي نالت سمعة عطرة على امتداد الوطن العربي..</p><br />
<p>إلى جانب عدد يصعب حصره من المقالات والبحوث والدراسات وقد نشر عدداً من الكتب، كان أخرها قبل سنتين عن الفنان لؤي كيالي وقد قمت بتدقيقه بتكليف من أمانة دمشق عاصمة الثقافة العربية بسبب الظرف الصحي الصعب للراحل حينذاك.أما آخر ظهور رسمي له فكان في حفل تكريمه في مركز أدهم إسماعيل، وفيه قال: ان عدم وعينا لأهمية تراثنا سيجعل هذا التراث غريباً عنا، وعدم القراءة الجديدة له عبر واقعنا الراهن سيفسح المجال أمام التشويه المضر بمستقبلنا الإبداعي وبهويتنا الأصلية، فالمرحلة الراهنة للأمة العربية تتميز بوجود غزو ثقافي يستهدف الوجود ما يستدعي من الفن الحقيقي أن يكون شاهداً على عصره، ومسؤوليات الفنان العربي حيال ذلك كثيرة جدا..</p><br />
<p>www.facebook.com/saad.alkassem
    سعد القاسم
    بصمت رحل طارق الشريف..وهو الذي كان صوته يصدح في المشهد التشكيلي السوري والعربي..صمتٌ هو النقيض المطلق لحيوية ملأت معارض وملتقيات الفن التشكيلي..لم ينشر عنه ولو مجرد خبر صحفي وقد كانت كتاباته الصحفية شاغلة التشكيليين ومالئة فضائهم.. وكثيرون من معارفه وأصدقائه لم يعلموا برحيله حتى بعد انتهاء مراسم العزاء،فيما القلة القليلة عرفت ذلك عن طريق صفحات التواصل الاجتماعي على شبكة الانترنت..لكن فضل (الشبكة العنكبوتية) لم يكتمل ففي البحث ضمن أربعين صفحة تحمل اسم طارق الشريف على موقع (غوغل)،لن تجد عن الناقد التشكيلي العربي الشهير سوى ما يتعلق بحفل تكريمه الذي أقامه قبل عامين، مركز أدهم إسماعيل بمناسبة مرور الذكرى الخمسين لتأسيس المركز الذي كان طارق الشريف أحد أهم مديرية، أما معظم الأربعين صفحة فقد شغلت بأخبار أشخاص يحملون الاسم نفسه، يتقدمهم مغني شعبي، فلاعب كرة قدم،فطبيب أردني أقدم على قتل زوجتيه الاثنتين..

    ولد طارق الشريف في دمشق عام 1935 ودرس الفلسفة في جامعتها حيث تعلق بالدراسات الجمالية والفنية، وتابع آراء كبار الفلاسفة في مجال علم الجمال والنقد الفني أمثال (كانت) و(هيغل) و(سارتر)،وفي الوقت ذاته، تابع المعارض الفنية المحلية،وأقام صلة وثيقة مع عدد من الفنانين التشكيليين السوريين أصحاب التجارب المميزة ومنهم الأخوان أدهم ونعيم إسماعيل،وعبد القادر أرناؤوط، ومروان قصاب باشي. فبدأ يكتب عن تجاربهم بتطبيق الدراسات النظرية على لوحاتهم وينشر مقالاته وترجماته في صحيفة»الوحدة» التي كانت تصدر في دمشق زمن الوحدة مع مصر(صحيفة»الثورة» حالياً) والتي حقق فيها سابقة غير مألوفة حين خصصت له صفحة كاملة لندوة أعدها عن معرض الخريف ،المعرض الرسمي الذي كان يقام في دمشق سنوياً، والذي تولى فيما بعد مسؤولية إدارته في ذروة تألق الحياة التشكيلية السورية..

    في عام 1959 نال درجة الإجازة في الفلسفة ، وفي العام التالي عمل في وزارة الثقافة المؤسسة حديثاً ليبقى فيها حتى تقاعده عام 2001 ،و في مرحلة تالية تركز اهتمامه حول الاتجاهات الراهنة في الفن التشكيلي السوري (أواخر الستينات) وسعي التجارب الرائدة للموائمة بين التأثيرات الغربية المعاصرة، والإرث الفني المحلي،وتجلى هذا في كتابه (عشرون فناناً من سورية) الذي أنجزه عام 1969 والصادر عن وزارة الثقافة عام1972 متضمناً مقالات عن عشرين فناناً كتبها بين عامي 1967و 1968. وفي الوقت ذاته تابع بحثه حول بدايات الفن التشكيلي السوري الذي أسس لمحاولته الرائدة التأريخ هذا الفن،والتي نشرها في مطلع الثمانينات فكانت مستنداً لكثير من الأبحاث والدراسات التي جاءت بعده، ومنها كتاب (الفن التشكيلي المعاصر في سورية) الذي أصدرته (صالة أتاسي) عام1998 وأثار اهتماماً واسعاً في الوسط التشكيلي..

    عام 1965 تولى إدارة مركز أدهم إسماعيل للفنون الجميلة، وعلى مدى عشر سنوات استطاع أن يجعل منه حاضنة للمواهب الشابة التي اكتسبت فيه المعارف التقنية، ونمو مواهبها الإبداعية،وثقافة فنية هامة بفضل المحاضرات التي قدمها للطلبة عن المدارس الفنية.وإثر رحيل الفنان نعيم إسماعيل تولى مهام مديرية الفنون الجميلة في واحدة من أزهى مراحل الحياة التشكيلية السورية حين كانت السيدة الدكتورة نجاح العطار ترأس وزارة الثقافة، وقُدّم للفن التشكيلي دعم واسع واهتماماً كبيراً.فكان أن وصل المعرض السنوي إلى ذروة تألقه وترجمته للمشهد التشكيلي الإبداعي السوري،وكان أن اتسعت حركة المعارض والملتقيات والاقتناء، وكان أن صدرت فصلية (الحياة التشكيلية) التي قامت بشكل مطلق على جهده الشخصي كرئيس تحرير لها، والتي نالت سمعة عطرة على امتداد الوطن العربي..

    إلى جانب عدد يصعب حصره من المقالات والبحوث والدراسات وقد نشر عدداً من الكتب، كان أخرها قبل سنتين عن الفنان لؤي كيالي وقد قمت بتدقيقه بتكليف من أمانة دمشق عاصمة الثقافة العربية بسبب الظرف الصحي الصعب للراحل حينذاك.أما آخر ظهور رسمي له فكان في حفل تكريمه في مركز أدهم إسماعيل، وفيه قال: ان عدم وعينا لأهمية تراثنا سيجعل هذا التراث غريباً عنا، وعدم القراءة الجديدة له عبر واقعنا الراهن سيفسح المجال أمام التشويه المضر بمستقبلنا الإبداعي وبهويتنا الأصلية، فالمرحلة الراهنة للأمة العربية تتميز بوجود غزو ثقافي يستهدف الوجود ما يستدعي من الفن الحقيقي أن يكون شاهداً على عصره، ومسؤوليات الفنان العربي حيال ذلك كثيرة جدا..

    www.facebook.com/saad.alkassem