Category: الإبداع والإختراع

  • ماهي المشكلة الفلسفية… د. قاسم المقداد….- . وماهي نظرية المعرفة وطرق اكتشافها.. أستاذ الابستمولوجيا في جامعة أدنبرة «دنكان بريتشارد»  .. والبدهية التي لا تحتاج إلى التأمل والدراسة, بينما نجدها في الواقع من المسائل الفكرية المعقدة..

    ماهي المشكلة الفلسفية… د. قاسم المقداد….- . وماهي نظرية المعرفة وطرق اكتشافها.. أستاذ الابستمولوجيا في جامعة أدنبرة «دنكان بريتشارد» .. والبدهية التي لا تحتاج إلى التأمل والدراسة, بينما نجدها في الواقع من المسائل الفكرية المعقدة..

    المشكلة الفلسفية
    د. قاسم المقداد
    لو فقدت مفتاح بيتك وأنت تريد دخوله ، فهل هذه مشكلة؟ وهل فقدان المفتاح مشكلة؟ . للمشكلة حدان متلازمان: فقدان المفتاح وإرادة الدخول، وفقدان أحدهما يعني سقوط المشكلة.
    المشكلة تعبر عن نفسها بجملتين مختلفتين ومتعارضتين، لكنهما متلازمتان. وهنا لا يوجد تناقض ، بل صراع بين نية الدخول إلى البيت وفقدان المفتاح.
    هذا مثال بسيط لكنه نموذج لقضايانا الحياتية تقريباً ، والتي يلخصها الصراع بين الرغبة أو النية من جهة وحدث محتوم من جهة أخرى.وسبب قضايانا كلها وجود عائق معين .
    المشكلة أعلاه تحتمل عدة حلول : (1) كسر الباب أو(2) الدخول عبر النافذة أو(3) الاتصال بمتخصص بالأقفال . أما البحث عن المفتاح والعثور عليه فحلٌّ للمشكلة يتميز عن سواه لأنه لا يحل المشكلة ولا يلغيها لأن العثور على المفتاح يلغي أحد حديّ المشكلة أي الصراع. في المقابل ثمة حلول لا تدمر المشكلة بل تحلها من خلال الاحتفاظ بها بوصفها مشكلة. هذه الحلول لا تنكر المشكلة بل تتجاوزها من خلال الإبقاء عليها. وبالتالي هناك حلول تلغي المشكلة وأخرى تتجاوزها. لكنها لا تتمتع بالقيمة نفسها بسبب انعدام قيمة نتائج بعضها. بمعنى آخر ، بعض الحلول قد تطرح بدورها قضايا ما كان لها أن توجد من دونها. لذلك لا تتساوى الحلول ، وينبغي اختيار الحل الأقل صعوبة.
    نحن إزاء مشكلة وحل لا معنى لهما إلا من خلال علاقتهما بالمعيش . وهي مشكلة تختلف عن المشكلة الفلسفية، مع ما بينهما من تشابه .هناك ثمة اختلاف بين القضايا المعيشية كامنة فينا ،نقع عليها وتطرح نفسها بنفسها ولا نستطيع تجنبها ، بينما نستطيع ذلك فيما يتعلق بالمشكلة الفلسفية التي لا تسعى إلى إشباع الرغبة في تحقيقها ، بل إلى اكتشاف الحقيقة ومعرفتها ،وإلا فلا معنى لها .
    المشكلة الفلسفية ليست صراعاً بين رغبة وواقعة، بل صراع بين جملتين، وبين خطابين يفتقران إلى التجانس ، بمعنى أن المشكلة الفلسفية تُطرح بصيغة منطقيّة تعبر عن تناقض. والتناقض شكلاً، هو تعارض ملفوظين لا يصدُقان في الوقت نفسه. إذ لا بد أن يكون أحدهما صحيحاً والآخر خاطئاً حتماً ، والعكس صحيح. لكن هذا لا يعني أن التناقضات كلها قضايا فلسفية، لأن التناقض وحده غير كاف لكي تكون هناك مشكلة فلسفية، لضرورة أن تتوافر الصحة(الصدق) في حديّ التناقض . كل القضايا الفلسفية تناقضات ، لكن ليس كل التناقضات قضايا فلسفية. فالتناقضات التي يتجلى خطأ أحد حديها بوضوح تدخل في باب التناقضات ، لكننا لانعدها قضايا طالما لا شيء يعوق بحثنا عن الحقيقة في هذه الحالة.لكن كيف يمكن للتناقضات أن تكون حقيقية وتتناقض مع بعضها في الوقت نفسه ؟ فالمعروف أنه إذا كان أحد التناقضين حقيقياً ،فلا بد أن يكون الآخر خاطئاً.فقد حبا الله الناس كلهم بالعقل ، أي القدرة على تمييز الصح من الخطأ ، وفي الوقت نفسه ، جعلهم معرضين للوقوع في الخطأ.فهل نحن قادرون على معرفة الحقيقة أم نفتقر إليها؟
    القضايا الفلسفية ليست من اختراع الفلاسفة. إنهم، بطرحهم لها إنما يوضحون التناقضات بين الأفكار التي نظنها صحيحة أو تدفعنا أسبابُنا إلى الظن بصحتها . إنهم يريدون من الآخرين الاعتراف بالخلل المنقي الذي تقوم عليه أفكارنا.
    ــــــــــــــــــــــ
    مشكلة فلسفية

    من ويكيبيديا

    المشكلة الفلسفية هي تلك التي تتعلق بالمبادئ (الأصول أو الأسس أو الكليات)، بعكس المشاكل التي تتصل بالجزئيات كالعلمية (أو الدينية، الفنية، الحياتية … الخ)، وتتميز المشكلة الفلسفية في كونها تنقح وتهذب ولا تنتهي إلى حل قاطع كما نرى في المشكلات العلمية وغيرها.

    تنطوي المشكلة الفلسفية على بناء وتركيب، أي أنها ينبغي أن توضع في سياق من التصورات التي تختلف عن المشكلة ذاتها. فقد تثار الأسئلة حول أي شيء دون سياق توضع فيه، أما المشكلة فيجب أن تبنى وتركب في سياق، لأنها نتاج تركيب فكري، إنها تنبع عن ارتباط موضوع يعد – ولو مؤقتا – إطارا لإمكان الحل. وبهذا المعنى يمكن أن يقال إن وضع المشكلة يؤذن بحلها. ومن هنا كذلك يمكن أن يقال عن مشكلة ما أنها أسيء وضعها، أي أن وضعها على ذلك النحو لا يؤدي إلى حلها.

    إن المشكلة الفلسفية سؤال لم يجد حلاً مقبولاً لدى الجميع، فهي سؤال حي لا يزال يوضع، إنها إذن مفعمة بالحياة. إن المشكلة هي “بؤرة التوتر” التي تؤرق الإنسان، وتحثه على إيجاد الحل، مع أنها ذاتها، أي المشكلة، ليس لها حل، و”البؤرة الأكثر توترا تتجلى في كوننا لا نفكر بعد. دائما ليس بعد، رغم أن حالة العالم تدعونا باستمرار إلى التفكير وتسمح به.” (مارتن هيدجر)

    المشكلة: مدخل لغـوي

    Crystal Clear app kdict.png مقالة مفصلة: مشكلة
    شَكَلَ الأمر يشكُل شَكلاً، أي: التبس الأمر، والعامة تقول شَكَل فلان المسألة أي علّقها بما يمنع نفوذها [1]. وعند التهانوي : “المشكل اسم فاعل من الإشكال وهو الداخل في أشكاله وأمثاله، وعند الأصوليين اسم للفظ يشتبه المراد منه بدخوله في أشكاله على وجه لا يعرف المراد منه إلاّ بدليل يتميز به من بين سائر الأشكال والمشكل ملا ينال المراد منه إلا بالتأمل بعد الطلب” [2]، كما أننا نجد عند الجرجاني، بالإضافة إلى المعنى المذكور عند التهانوي حول المشكل، نجد مفهوم المسائل، وهي عنده : “المطالب التي يبرهن عليها في العلم ويكون الغرض من ذلك معرفتها” [3].

    أما المشكلة (بالإنجليزية: Problem) كما نجدها في المعاجم الفلسفية فهي : “المعضلة النظرية أو العملية التي لا يتوصل فيها إلى حل يقيني.” [4]، والمعضلة (بالإنجليزية: Dilemma) تعني حالة لا نستطيع فيها تقديم شيء، وهي تفيد معنى التأرجح بين موقفين بحيث يصعب ترجيح أحدهما على الآخر. والمشكلة تختلف عن المسألة في كون الأولى نتيجة عملية تجريد من شأنها أن تجعل “المسالة” موضوع بحث ومناقشة، وتستدعي الفصل فيها. وقد أكد أرسطو هذه التفرقة في كتاب “الطوبيقا” (المقالة الأولى) حين وضع “المشكلة الجدلية” في مقابل “القول الديالكتيكي”، فقال إن المشكلة الجدلية: “هي مسألة موضوعة للبحث، تتعلق إما بالفعل أو بالترك، أو تتعلق فقط بمعرفة الحقيقة إما لذاتها أو من أجل تأييد قول آخر من نفس النوع، لا يوجد رأي معين حوله، أو حوله خلاف بين العلة والخاصة، أو بين كل واحد من هذين فيما بين بعضهم وبعض” [5]، ويذكر الدكتور عبد الرحمن بدوي بأن المنطق التقليدي (الأرسطي) لم يعالج موضوع “المشكلة” إلا نادرا، وذلك يرجع إلى كون المشكلة بوصفها من موضوعات ” الطوبيقا “ (الجدل) تنتسب إلى منطق الاحتمال لا إلى منطق اليقين، فهي تدخل في موضوع إفحام الخصم، وبالتالي فهي أقرب إلى الخطابة منها إلى المنطق.[5]

    تختلف المشكلة كذلك عن الإشكالية (بالإنجليزية: Problematic) ، حيث أن الإشكالية تعني الاحتمال والحكم الاحتمالي يدرس في موضوع أحكام الموجهات (بالإنجليزية: Judgements of modality) وهي أحكام تتميز بأنها تكون مصحوبة بالشعور بمجرد إمكان الحكم، بينما الحكم التقريري يكون مصحوبا بالشعور بواقعة الحكم. والإشكال عند إيمانويل كانت مرادف للإمكان، وهي مقولة من مقولات الجهة، ويقابله الوجود والضرورة، والأحكام الإشكالية عنده هي الأحكام التي يكون الإيجاب أو السلب فيها ممكناً لا غير، وتصديق العقل بها يكون مبنياً على التحكم، أي مقرراً دون دليل. وهي مقابلة للأحكام الخبرية [6].

    ويذكر أندريه لالاند في موسوعته الفلسفية بأن الإشكالية (بالفرنسية: problematique) (ويترجمها مترجم الكتاب بـ : مسألية) هي : “سمة حكم أو قضية قد تكون صحيحة (ربما تكون حقيقية) لكن الذي يتحدث لا يؤكدها صراحة”.[7]

    ماهية المشكلـة الفلسفية

    تتعلق المشكلة بصورة عامة بالصعوبات المرتبطة بموضوع ما، فإن كانت الصعوبات تتصل بالجزئيات ؛ كانت مشكلة علمية (أو دينية، فنية، حياتية … الخ)، أما إذا كانت الصعوبات تتصل بالمبادئ، الأصول، الأسس، الكليات … الخ فإن ذلك يعني أنها مشكلة فلسفية على وجه التحديد. ومن هنا يمكن القول بأن ” أَمَـارَة “ المشكلة الفلسفية هي أن تتعلق بالمبادئ الكلية. ولذلك فإن أوّل ” مشكلة فلسفية “ ظهرت في تاريخ الفلسفة هي مشكلة ” أصل الوجود “ والتي طرحها طاليس (حوالي 630 – 570 ق.م) حين تسائل عن أصل الكون.

    سمات المشكلة الفلسفية وخصائصها

    إن أول سمة تميز المشكلة الفلسفية عن غيرها من المشكلات هي أنها تتعلق بالمبادئ أو الأصول الكلية. فالسؤال عن الكل، المبدأ، الأصل، والأساس هو الذي يضع الحد الفاصل بين كون هذا السؤال يعبر عن مشكلة فلسفية أم مشكلة علمية.

    تتميز المشكلة الفلسفية كذلك بأنها على درجة عالية من التجريد والبحث النظري. ولذلك ترتبط بمن يثيرها، ولذلك فالمشكلة الفلسفية نسبية، أي تتحدد بالنسبة لمن يطرح السؤال، وتعتمد على مدى قبول أو رفض الآخرين لهذا السؤال.

    و يعد السؤال عن الماهية من سمات المشكلة الفلسفة أيضا، وهذه مسألة هامة في نظرية المعرفة على وجه الخصوص. وبشكل عام؛ ترتبط المشكلة الفلسفية بـالقول وليس بالأشياء ذاتها.

    العلاقة بين المشكلة والسؤال

    يرتبط مفهوم المشكلة بمفهوم السؤال أشد ارتباط، فوراء كل مشكلة سؤال، مع أنه ليس بالضرورة أن يكون وراء كل سؤال مشكلة بالمعنى الفلسفي، وأول من تعرض لمفهوم السؤال وجعل منه قضية فلسفية في كتاباته المنطقية هو أرسطو، ففي كتاب المسائل (باللاتينية: Topica) يقول :” والمسألة (المشكلة) إنما تخالف المقدمة (القضية (بالإنجليزية: proposition)) بالجهة.”[8]

    على اعتبار أن الفرق بينهما هو فرق في تحوّل صيغة العبارة، فإذا وضعت العبارة على هذا النحو : ” أليس الحي جنساً للإنسان ؟ “.”[8] كانت مقدمة أو قضية. أما إذا قيل : ” هل قولنا ”الحي” جنس للإنسان أم لا ؟ “ فإن العبارة تكون مسألة.”[8]، أي مشكلة. كما يضيف أرسطو بعد ذلك تمييزا آخر بين المقدمة المنطقية وبين المسألة المنطقية بأن يقول : “والمقدمة المنطقية هي مسئلة ذائعة إما عند جميع الناس، أو عند أكثرهم، أو عند جماعة الفلاسفة … وجميع الآراء أيضا الموجودة في الصناعات المستخرجة قد تكون مقدمات منطقية” [9]، أما المسألة المنطقية فهي “طلب معنى ينتفع به في الإيثار للشيء والهرب منه، أو في الحق والمعرفة؛ مثال ذلك قولنا هل اللذة مؤثرة أم لا.” [10].

    الوضع والمسألة

    والوضع هو رأي مبدَع لبعض المشهورين بالفلسفة، فالوضع أيضا مسألة، وليس كل مسألة وضعا، لأن بعض المسائل يجري مجرى ما لا يعتقد فيها أن الأمر فيها كذا أو كذا” [11] . وللسؤال أهمية خاصة في الفلسفة، فهو المدخل الأساسي إلى الحكمة، إلى الفلسفة. والسؤال هو الذي يشكل المشكلة ؛ فالمشكلة في نهاية الأمر سؤال يبحث عن إجابة. وقد حظي مفهوم ” السؤال “ بأهمية خاصة في الفلسفة الوجودية، وبوجه خاص لدى هيدجر الذي ذهب إلى تأويله على أنه سؤال عن الكينونة (بالألمانية: Seinsfrage) أو سؤال عن معنى الكينونة(بالألمانية: Sinn von Sein) يعود إلى ماهية الوجود الإنساني [11]

    أهلية السؤال

    يحدد ديكارت ثلاثة شروط لأهلية السؤال كتمهيد للمعرفة وهي :

    ينبغي أن يكون في كل سؤال شيء غير معروف.
    أن يكون هذا المجهول معروفا على نحو معين أو إلى حد معين.
    أن هذا المجهول لا يمكنه أن يصبح معروفا إلا بواسطة ما هو معروف.
    وفي السؤال يتحدد أيضا الفرق بين العلم والفلسفة، فالعلم يطرح السؤال حول ما هو جزئي في الظاهرة التي يبحثها، ولا يبتعد بالمسالة وحلها إلى “الشمول الكلي”، كما هو الحال في الفلسفة، وإنما يظل مقيدا بحدود المسألة كما يجري طرحها ضمن نطاقه الخاص. “إن المشكلة بمثابة سؤال تأزم وتعذر الوصول إلى حل متفق عليه، فإذا كان هذا التأزم على المستوى النظري فيسمى مشكلة، وإذا تعلق بأمور الحياة الإنسانية فيسمى إشكالية، وغالبا ما يتعذر الوصول إلى حل للإشكالية.[12]

    يصاغ السؤال في اللغة العربية من جملة خبرية أو إنشائية بإضافة أداة استفهام إلى أولها : ” سقراط معلم أفلاطون.”، ” هل سقراط معلم أفلاطون ؟ ” ؛ ومن أدوات السؤال : هل، لماذا، كيف، لم، لمن، ماذا، متى، من أين، إلى أين … أما في اللغات الأجنبية (الهندو – أوربية) فيصاغ السؤال عادة من خلال عكس الجملة فيأتي الفعل أو الفعل المساعد في أول الجملة.

    علاقة السؤال بالجواب

    قد يبدو بأن بين السؤال والجواب علاقة تضايف، فبما أن لكل جواب سؤال، فيظن بأن لكل سؤال جواب، ولكن الواقع غير ذلك وهذا يقودنا إلى مسالة الأسبقية المنطقية بين السؤال والجواب، ففي حين تبدأ الفلسفة بوصفها نسق شامل بالجواب، إلا أن النشاط الفلسفي ذاته قد يبدأ بالسؤال أولاً. وقد اعتبر هيدجر السؤال نقطة البداية الحقة في الفلسفة. والسؤال الفلسفي كان دائما يتميز عن باقي أنواع الأسئلة بكونه أعم وأشمل، شأنه بذلك شأن الفلسفة ذاتها واختلافها عن باقي الفروع العلمية الخاصة.

    العلاقة بين السؤال والتفكير

    كل سؤال لا بد وأن يصاغ بلغة سليمة، واللغة السليمة ترتبط بالتفكير السليم، وبالتالي، ثمة علاقة بين المشكلة (كونها سؤال متأزم) وبين التفكير. يقول هيدجر : “إننا لا نستطيع أن نفكر إلا حينما نحب ما يكون في ذاته” الشيء الذي هو محط عناية ” وحتى نصل إلى هذا الفكر يجب علينا من جانبنا أن نتعلم التفكير … سندعو ما هو في ذاته ” الشيء الذي يعنى به ” ب : بؤرة التوتر. كل ما هو متوتر يسمح بالتفكير. [13]، يقود هذا إلى مسألة الأهمية في السؤال، وبالتالي أهمية المشكلة.

    المشكلة والحل

    الحاجة إلى حل مشكلة ما هي العامل المرشد دائما في عملية التفكير كما أشار جون ديوي، وراء كل مشكلة رغبة في الوصول إلى الحل، وحل المشكلات ما هو إلا محاولة وضع وتنظيم للمفاهيم لكي تصل إلى الحل المناسب. والوصول إلى الحل يرتبط بشكل أساسي بنمط التفكير المتبع والمعتقدات التي يؤمن بها الشخص. فمشكلة فيضان النيل على سبيل المثال تم حلها من قبل قدماء المصريين من خلال إلقاء عروس النيل بهدف إرضاء الآلهة، في حين عالج المصريين حديثا ذات المشكلة بتفكير علمي من خلال بناء السدود.

    ثمة أمر آخر يتعلق ” بالحل “، وهو السلطة التي يستند عليها ؛ فكان التساؤل عن مصدر الحل هل هو روح الأجداد، أم الآلهة، أم العقل الإنساني. واضح أن هناك علاقة بين مصدر الحل وسلطته من جهة، وبين نوع التفكير المتبع من جهة أخرى.

    الأسباب المؤدية لظهور المشكلة

    تبدأ الفلسفة عندما نقول شيئا ما، وتبدأ المشكلة الفلسفية عندما نؤكد ذلك “القول”. (كانت)

    لكل مجال أو فرع من فروع المعرفة مشكلاته الخاصة، ولكل مشكلة أسبابها المتعلقة بها أيضا، أما فيما يتعلق بالمشكلات الفلسفية، فقد حدد ديكارت أربعة أسباب رئيسية يرى أن المشكلات الفلسفية قد تنشأ بسببها وهي :

    الأحكام المبتسرة التي اتخذناها في مقتبل عمرنا.
    أننا لا نستطيع نسيان هذه الأحكام المبتسرة.
    أن ذهننا يعتريه التعب من إطالة الانتباه إلى جميع الأشياء التي نحكم عليها.
    أننا نربط أفكارنا بألفاظ لا نعبر عنها تعبيرا دقيقاً [14]
    و تقود النقطة الرابعة بالتحديد إلى مسألة هامة ظهرت في منتصف هذا القرن مع حركة الوضعية المنطقية، وهي مسألة إنكار ورفض معظم المشكلات الفلسفية، بل وكل مشكلات الميتافيزيقا، بحجة أنها لغو فارغ من المعنى.

    المشكلات الزائفة في الفلسفة

    انطلق أصحاب الوضعية المنطقية في رفضهم لمعظم المشكلات الفلسفية بحجة أنها لغو فارغ من المعنى من معيار التحقق (بالإنجليزية: Verification) والذي وضعه رودولف كارنب (بالإنجليزية: Rudolf Carnap) في كتابه المشكلات الزائفة عام 1966، وخلاصة هذا المبدأ أن كل عبارة لا نستطيع أن ” نتحقق “ منها تجريبيا – أي أن يكون لها مقابل في الواقع – هي عبارة فارغة من المعنى، ولذلك تم إنكار كل قضايا الميتافيزيقا على اعتبار أنه لا يمكن التحقق من عباراتها تجريبيا. كما أرجع لودفيج فتجنشتين، في كتابه “بحوث فلسفية” معظم المشكلات الفلسفية إلى “سوء استخدام اللغة”، وهو يقول في ذلك : “إن المشكلات التي تنشأ نتيجة لسوء تفسير صورنا الخاصة باللغة، تتصف بأنها ذات عمق. إنها اضطرابات عميقة، جذورها ضاربة في أعماقنا بعمق صور لغتنا، ودلالتها كبيرة بنفس قدر أهمية لغتنا.” [15]

    ولما كانت المشكلات الفلسفية في نظر فتجنشتين هي مشكلات زائفـة ؛ فهي إذن لابد وأن تزول تماما، طالما أن الهدف الذي نطمح إليه في الفلسفة هو الوضوح الكامل. والوضوح الكامل لا يتأتى إلا بلغة سليمة، خالية من العيوب والأخطاء المنطقية، ومنها التحدث عن أشياء لا يمكن التحقق منها تجريبياً. ولذلك قال فتجنشتين مقولته المشهورة : “إن كل ما يمكن التفكير فيه على الإطلاق، يمكن التفكير فيه بوضوح، وكل ما يمكن أن يقال، يمكن قوله بوضوح.” [16]

    إن مشكلة القضايا أو “المشكلات الفلسفية” الزائفة التي أظهر فتجنشتين مفارقاتها الممكنة في المرحلتين المبكرة والمتأخرة من فلسفته، وكذلك الحال مع كارنب وبقية المناطقة الوضعيين، إنما ترتبط أساسا بمشكلة المعنى والصدق، أو مشكلة الحقيقة في العلم الميتافيزيقا[17]. ولذلك ستبقى هذه المشكلات الفلسفية ما بقيت الفلسفة ذاتها بوصفها “مشكلة فلسفية”.

    ــــــــــــــــــــــ

    وجهات نظر في نظرية المعرفة وطرق اكتشافها

    تبدو لنا المعرفة من المسائل البدهية التي لا تحتاج إلى التأمل والدراسة, بينما نجدها في الواقع من المسائل الفكرية المعقدة,

    لكن أستاذ الفلسفة في جامعة سترلنغ وأستاذ الابستمولوجيا في جامعة أدنبرة «دنكان بريتشارد» حاول تقديم وجمع أكبر كمية من التجارب و التحليلات ضمن إطار هذه النظرية في كتابه «ما المعرفة؟» الصادر عن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في الكويت, محاولاً تبني بعض وجهات النظر الموضوعية إزاء هذا المفهوم.
    إذ ركز اهتمامه على المعرفة الافتراضية من أجل التوصل إلى المعرفة بشأن افتراض معين, بشرط أن يكون ذلك الافتراض حقيقياً, ويعتقد فيه الإنسان, فالاعتقاد الحقيقي لا يكفي وحده للتوصل إلى المعرفة, لأنه رجح أن يكون لدى المرء اعتقاد حقيقي بمحض المصادفة, وتنطوي وجهة النظر هذه على القول إن مجرد الاعتقاد في أن شيئاً ما هو حقيقي بالعموم, لا يمكن أن يجعل ذلك الاعتقاد حقيقياً بالفعل. ليوضح لنا أن أحد الاهتمامات الأساسية للابستمولوجيا «أي ما يعرف بنظرية المعرفة» هو تقديم تفسير لقيمة المعرفة لعدم وضوحها تماماًَ, مبيناً وسائل يمكن أن تتبعها في تفسير قيمة المعرفة, كأن يلاحظ المرء أنه إذا كان يعرف افتراضاً معيناً, فذلك يعني أن لديه اعتقاداً حقيقياً بذلك الافتراض, وتكون للاعتقادات الحقيقية فائدة لا يمكن التغاضي عنها, ولهذا فهي ذات قيمة, غير أن الاعتقاد الحقيقي هو قيمة فعالة إذ إنه يتيح السبيل لتحقيق أهدافنا, لكن هناك مشكلة تواجه هذا الافتراض حيث إنه لا يبدو واضحاً إذا كانت كل الاعتقادات الحقيقية ذات قيمة فعالة, إذ إننا نرى بعض الاعتقادات الحقيقية ترتبط بأمور تافهة بحيث يبدو أن تلك الاعتقادات لا قيمة لها, وفي الوقت ذاته يعتبر أنه من المفيد للمرء أحيانا أن يكون لديه اعتقاد زائف, فهذا أفضل مما لو كان لديه اعتقاد حقيقي حسب رأيه, وحتى لو استطعنا تجاوز هذه المشكلة تبقى عقبة المعرفة من الناحية البدهية, لأن قيمتها تصبح أكبر من مجرد اعتقاد حقيقي, عندئذ علينا أن لا نكتفي بالقول ببساطة إن المعرفة تستلزم وجود اعتقاد حقيقي, أو إن للاعتقاد الحقيقي قيمة فعالة, أما السبل المتاحة للتصدي لهذه المشكلة القول إن للمعرفة قيمة فعالة أكبر من مجرد اعتقاد حقيقي, ما دامت المعرفة أكثر فائدة بالنسبة إلينا «إنها تتيح لنا تحقيق الكثير من أهدافنا بشكل أفضل من الاعتقاد الحقيقي وحده» يتمثل جانب من هذا التفسير بما يطرح في هذا الشأن بملاحظة وجود حالة «استقرار» تمتاز بها المعرفة, وهذا ما يفتقر إليه الاعتقاد الحقيقي وحده, فالمرء حين يعرف حقيقة شيء ما في الواقع فذلك لا يمكن أن يحتمل الخطأ بسهولة, إضافة إلى افتراض آخر طرحه مبني على بعض أشكال المعرفة التي تكون ذات قيمة جوهرية, أي إنها ذات قيمة في ذاتها, أما أهم التساؤلات التي تطرحها الابستمولوجيا, تتعلق بالشيء المشترك الذي يربط بين كل الأنواع المتشعبة من المعرفة التي ننسبها إلى أنفسنا «الجغرافية, اللغوية, الجمالية,الرياضية, الأخلاقية» وغيرها، أكد المؤلف في بحثه أنه من الواجبات الأساسية للابستمولوجيا تقديم تعريف للمعرفة, غير أن مشكلة المعايير التي ينبغي أن تتبع تظهر لنا أن هذه المهمة في واقع الأمر بالغة الصعوبة إن لم تكن مستحيلة, فلو حاولنا أن نبدأ مهمة تعريف المعرفة بأن نشير إلى الحالات التي نحصل فيها على معرفة, ثم نحاول تحديد الأشياء المشتركة في تلك الحالات, نجد أن المشكلة التي ترتبط بهذا المقترح, اننا قادرون مسبقاً على تحديد حالات المعرفة, وبهذا نحن نعرف مسبقاًً ما مؤشرات أو معايير المعرفة, أو على النقيض من ذلك, ربما نبدأ مهمة تعريف المعرفة ببساطة من خلال التأمل في طبيعة المعرفة وتحديد جوهرها, أو بعبارة أخرى, عن طريق التأمل قد نتمكن من التوصل إلى معايير المعرفة, أيضاً هناك مشكلة ترتبط بهذا المقترح, وهي صعوبة إيجاد طريقة تتيح لنا تحديد معايير المعرفة من دون أن نتمكن في بداية الأمر من تحديد حالات محددة للمعرفة, يبدو إذاً أنه يتعين على المرء إما الافتراض أنه قد حصل على المعرفة «أو بعض المعرفة» التي يتصور أنه يمتلكها, وإما يتعين عليه الافتراض أنه يعرف, بمعزل عن التفكير في أي مثال محدد للمعرفة, أو ما معايير المعرفة, ولا يعتبر أي واحد من الافتراضات أعلاه مقبولا أو قابلا للتصديق، ويمكن أن تكون معايير المعرفة بسيطة للغاية, أو بسيطة إلى درجة يغدو فيها من المعقول أن نتمكن بعد شيء من التأمل التوصل إليها من دون التطرق إلى حالات محددة للمعرفة، يقول بريتشارد: «إذا أردنا أن نعرف تركيبة المعرفة يتوجب علينا بدايةً طرح تبرير لما نعتقد به» أي ما الذي يمكن أن يبرر هذا الاعتقاد, فطرح لنا سؤال عن ماهية التبرير وفق معضلة الفيلسوف الإغريقي «أغريبا» والتي لخصها بثلاثة بدائل فقط يمكن أن تطرح في هذا المجال, وأي واحد من هذه البدائل لا يبدو مفيدا على وجه التحديد, البديل الأول أن ننظر إلى اعتقاد المرء على أنه غير مبرر بأي شيء مطلقاً, أو أنه لا يستند إلى شيء آخر, المشكلة التي تعترض هذا الاختيار تبدو واضحة, لأنه في حال عدم وجود شيء يدعم الاعتقاد, كيف يمكننا أن نقول عنه إنه اعتقاد مبرر, البديل الثاني أن ننظر إلى الاعتقاد على أنه مبرر بدليل آخر, وهذا الدليل على ما يبدو سوف يكون ذاته عبارة عن اعتقاد آخر, المشكلة في هذا الاقتراح أن ذلك الاعتقاد الآخر سوف يحتاج هو أيضاًَ إلى تبرير, فإذا كان الاعتقاد الأصلي يستند إلى اعتقاد آخر غير مبرر فمن الصعوبة أن نستوعب كيف يمكن للاعتقاد الثاني أن يدعم الاعتقاد الأول, إذا كان الاعتقاد الثاني يحتاج إلى تبرير, فذلك يعني أنه هو أيضاً سوف يحتاج إلى إسناد من اعتقاد إضافي, وهنا نحتاج سلسلة من التبريرات, أما الثالث بخصوص إسناد الاعتقادات في مرحلة معينة من سلسلة التبريرات تظهر اعتقادات سبق أن وردت في مكان آخر من السلسلة, وهذا الاختيار يفسح المجال لظهور سلسلة دائرية من التبريرات, يظهر فيها الدليل المساند أكثر من مرة. هنا أراد الكاتب من هذا اللغز أن يوجهنا على الطرق المختلفة التي تتشكل بها المعرفة, معتمداً على أنواع محددة هي «اللامحدودية, الترابطية المنطقية, التأسيسية» وكلها مستوحاة من النظريات الابستمولوجية.
    كما عدّ المؤلف أن أي شخص توصل إلى الحقيقة بمحض المصادفة أو الحظ, لا يمكن اعتباره حاصلاً على المعرفة, لأن المعرفة انجاز إدراكي «فإن توصل اعتقادك عن طبيعة طقس الغد من خلال رمي قطعة نقدية (طرة ونقش, صيف وشتاء) وحتى لو اتضح لاحقاً أنك أصبت واعتقادك صحيح, فهذا لا يعني أنك تعرف, لأنك توصلت إلى الاعتقاد الحقيقي اعتماداً على حسن الحظ فقط, وبمحض المصادفة, وليس بطريقة إدراكية ونحن بحاجة إلى طريقة موثوق بها» والمقصود «بالموثوق» أنه على أقل تقدير أن تكون الطريقة التي تستخدم توصلنا إلى الحقيقة, وهنا يبدو أن هناك شيئاً من العقلانية في فكرة الموثوقية التي تنص على أن المعرفة هي بالأساس اعتقاد حقيقي يتم التوصل إليه بطريقة موثوق بها, لكن هناك مشكلة تعترض وجهة النظر هذه أننا إذا فهمنا تلك الفرضية ببساطة على أنها تتضمن اعتبار المعرفة اعتقاداً حقيقياً موثوقاً به فإننا عندها سنواجه عدد من المشكلات الخطرة, أهمها أنه من الممكن التوصل إلى اعتقاد حقيقي بطريقة موثوق بها, ومع ذلك ربما يكون الأمر مرتبطاً بالحظ الذي يقوض المعرفة أحياناً, لذلك فهذه الموثوقية قد لا تفيدنا في تمييز المعرفة الأصلية المميزة التي تنطوي على إنجاز إدراكي ينسب إلى المرء عن غيرها من الانجازات الإدراكية التي تتحقق بفعل الحظ ليس إلا, والتي لا يمكن اعتبارها من حالات المعرفة، مع كل ما ذكرناه إلا أن هناك شيئاًَ من الصواب بشأن الفكرة الموثوقية لأنها تنص على أن المعرفة ينبغي أن تكتسب ضمن سياق هدفه التوصل إلى الحقيقة, إن السمة البارزة على أي حال التي تميز التفسير القياسي للتبرير الذي تحدثنا عنه هي أنه بإمكان المرء التوصل إلى اعتقاده الحقيقي المبرر بطرق لا تميل بأي شكل من الأشكال باتجاه الحقيقة, وعلينا أن نكون حذرين من استبعاد مقترح الموثوقية بالكامل، الجزء الثاني من الكتاب خصصه الباحث لتعريف القارئ بمصادر المعرفة والتي لخصها بالإدراك الحسي من خلال اعتمادنا على قدراتنا الحسية «النظر، السمع، اللمس» والمعرفة التي نستمدها من تجارب الآخرين, مع تحذيرنا من الخداع الذي يمكن أن تمارسه علينا تلك الحواس «كالانحناء الذي يصيب العصا عندما ندخلها الماء», أما بالنسبة للمعرفة التي نستمدها من شهادة الآخرين فقد أكد ضرورة أن نكون قادرين على تقديم إسناد لا يعتمد على الشهادة فقط, بل يتوجب علينا أن نقدم تبريراً لا يتخذ شكل سلسلة دائرية لاعتقادنا التي تستند إلى الشهادة, أو ما أطلق عليه «الاختزالية», في النهاية نجد أن كل الأفكار, والدلائل التي قدمها لنا الكاتب, كان يعود ليدحضها بوجهات نظر منطقية ليوصلنا في النهاية إلى نظرة واقعية حول ماهية المعرفة.
    قدّم المؤلف في نهاية بحثه مقترحات للقراءة حول المعرفة من كتب مرجعية في الفلسفة, ومجموعات ضخمة من المقالات التي تابعت آخر المستجدات بشأن جميع مجالات الابستمولوجيا, إضافة لبعض الكتب المنهجية, ومختارات من مجموعات تغطي الموضوعات الأساسية حول المعرفة وبعض القراءات الكلاسيكية والمعاصرة حول نظرية المعرفة, وبعض وجهات النظر الفلسفية, ومختارات خاصة من مواقع الانترنت تتعلق بالموسوعة الرئيسة للفلسفة, إضافة لملحق خاص بالمصطلحات والأمثلة الرئيسة التي مرت خلال البحث.

  • الشاعر محمد مهدي الجواهري في وصف دمشق .. يــا جلـــق الشــام إنـا خلقـة عجــــب..-  *** لــم يــدر ما سرها إلا الذي خلقــــا – Sheereen Alhousaini .

    الشاعر محمد مهدي الجواهري في وصف دمشق .. يــا جلـــق الشــام إنـا خلقـة عجــــب..- *** لــم يــدر ما سرها إلا الذي خلقــــا – Sheereen Alhousaini .

    الجواهري في وصف دمشق .. يــا جلـــق الشــام إنـا خلقـة عجــــب- Sheereen Alhousaini .

    Sheereen Alhousaini


    لو بضل بقرأها مئات المرات … حتضل نفس الدهشة .. والقشعريرة .. والمتعة .. من اجمل ما كتب الجواهري في وصف دمشق
    —————————
    يــا جلـــق الشــام إنـا خلقـة عجــــب *** لــم يــدر ما سرها إلا الذي خلقــــا
    إنــا لنخنـــق في الأضـــلاع غربتنـــــا *** وإن تنزّلــت على أحداقنــا حرقــــا
    معــذبون وجنـــات النعيـــم بنـــــا *** وعاطشـون ونمري الجونة الغدقـــــا
    وأنــت لـــم تبرحي في النفس عالقــة *** دمــي ولحمي والأنفاس والرمقـــــا
    تمــوّجيــن ظلال الذكريــــات هـــوى *** وتسعديــن الأسى والهم ّوالقلقـــــا
    فخــــراً دمشـــق تقاسمــنا مـراهقـــة *** واليـــوم نقتسم الآلام والرهقــــــا
    دمشق صبراً على البلوى فكم صهرت *** سبائك الذهب الغالي فمااحترق

  • رسومات مذهلة يخيل للناظر انها واقعية والمثير للإعجاب انها رسمت بأقلام خشبية ملونة ذو الطراز القديم ..

    رسومات مذهلة يخيل للناظر انها واقعية والمثير للإعجاب انها رسمت بأقلام خشبية ملونة ذو الطراز القديم ..

    رسومات تشع منها الحياة

    رسومات تشع منها الحياة

    نقدم لكم رسومات مذهلة يخيل للناظر انها واقعية والمثير للإعجاب انها رسمت بأقلام خشبية ملونة ذو الطراز القديم ولم يتم استخدام اي نوع من الفوتوشوب على اي من هذه الرسومات٠

    كما ان بعضا منها يجمع بين الواقع والخيال بصورة رائعة٠٠٠

    مع الصور – رسومات تشع منها الحياة

    رسومات تشع منها الحياة

    رسومات تشع منها الحياة

    رسومات تشع منها الحياة

    رسومات تشع منها الحياة

    رسومات تشع منها الحياة

    رسومات تشع منها الحياة

    رسومات تشع منها الحياة

     

  • الفنان ديفيد وايت يقوم بنحت رسومات ساحرة من الخزف الأبيض

    الفنان ديفيد وايت يقوم بنحت رسومات ساحرة من الخزف الأبيض

    إبداعات فن النحت …منحوتات رائعة من السيراميك تبدو وكأنها من الأخشاب ..

    منحوتات رائعة من السيراميك تبدو وكأنها من الأخشاب

    إبداعات كثيرة وعديدة ورائعة ومبتكرة في الفن وتحديداً فن النحت, فكل يوم يقدم لنا النحاتون العديد من الإبتكارات الجديدة والغريبة والرائعة.
    الفنان ديفيد وايت يقوم بنحت رسومات ساحرة من الخزف الأبيض ولكن من يراها يحسبها من الأخشاب ولكنها من السيراميك الخالص ولا يوجد بها أي قطعة ولو صغيرة من الأخشاب.
    يقول كريستوفر أن ذلك العمل هو خداع للنظر فهو يستخدم ألواناً لتلوين القطع المنحوتة من السيراميك ولكن يكون التلوين بلون الأشجار, حيث يكون هناك لون العفن المطحلب على الأشجار في المنحوتات وأيضاً الإلتواءات التي توجد في الأخشاب والأشجار الحقيقية كل ذلك يصنعه من السيراميك والألوانكل تلك الأعمال الفنية الرائعة تبدو مخادعة بتفصيلاتها الدقيقة مثل الخشب.









  • تعرف على الأم تريزا (اسمها الحقيقي : آغنيس غونكزا بوجاكسيو  1910 – 1997 ) هي الراهبة ذات الأصول الألبانية والممرضة التي عملت في كالكتا بالهند  – الأم تريزا حازت على جائزة نوبل في السلام عام 1979م..

    تعرف على الأم تريزا (اسمها الحقيقي : آغنيس غونكزا بوجاكسيو 1910 – 1997 ) هي الراهبة ذات الأصول الألبانية والممرضة التي عملت في كالكتا بالهند – الأم تريزا حازت على جائزة نوبل في السلام عام 1979م..

    الأم تريزا

    من ويكيبيديا

    الأم تريزا الحائزة علي جائزة نوبل في السلام عام 1979.
    ولادة 26 أغسطس 1910
    سكوبيه، جمهورية مقدونيا
    وفاة 5 سبتمبر 1997
    كالكتا، الهند

    الأم تريزا هي الراهبة ذات الأصول الألبانية الممرضة العاملة في كالكتا، الهند والحائزة على جائزة نوبل للسلام عام 1979 م. توفيت في كالكوتا في 5 سبتمبر 1997 م بعد مرض عضال.

    اسمها الأصلي آغنيس غونكزا بوجاكسيو ولدت في 26 أغسطس 1910 م في قرية سوكجية من عائلة متدينة للغاية مهاجرة إلى يوغسلافيا أصلها من ألبانيا كانت تعمل في الفلاحة، تعلمت في بداية حياتها في مدرسة لليسوعيين في الرهبانية اليسوعية اليوغسلافية. وعندما كانت في سن العاشرة توفى أبوها فإزدات تعلقا بالإيمان. في نوفمبر 1928 م أرسلت إلى دبلن في إيرلندا للدراسة والتأهيل الديني وفي عام 1929 م أرسلت للبنغال لتعمل في دير لوريتو.

    في عام 1931 م دخلت آغنيس في سلك الرهبنة اتخذت اسم الأخت تريزا لها، وفي عام 1937 م نذرت نفسها وأصبحت الأم تريزا.

    في عام 1948 م اهتمت الأم تريزا بالعناية بالأطفال المهملين وعلى أثر ذلك خلعت زي الرهبنة ولبست الساري الهندي القطني بلونه الأبيض والخط الأزرق على كمية الذي عرفت به فيما بعد حيث توجهت إلى دير للرهبنة الأمريكية يعنى بالعناية الطبية والتمريض، وكذلك لم ترضي توجهاتها مسئولي الدير فاعتمدت على نفسها في البداية، ثم جاءتها المعونة من متبرعات أخرىات فأسست جمعيتها لراهبات المحبة عام 1950 م، التي اهتمت بالأطفال المشردين والعجزة.
    الأم تريزا تتلقى ميدالية الحرية عام 1985 من رونالد ريغان
    في عام 1957 م اهتمت بموضوع المجذومين والعناية بهم ومع اتساع عملها أسست جمعية أخوة المحبة عام 1963 م خاصة بالرهبان، وهي في الخامسة والسبعين من العمر ذهبت للحبشة لمساعدة المنكوبين هناك وأغاثتهم من الجوع والتشرد. إلا أن عمل الأم تيرزا العظيم لم يخلو من أن يجابه بانتقادات عديدة منها أن فريق الأم تيريزا لم تكن له دراية واسعة بالطب, وأيضا أن الأساليب المتبعة في العناية الطبية لم تراع المعايير الطبية مثل استخدام الحقن عدة مرات وبدون تعقيم, كما أن عدد الذين تمت العناية بهم قد تم التشكيك به كثيرا. وكان رد الأم تيريزا على بعض تلك الانتقادات هو أن النجاح ليس المقياس بل الصدق والأمانة والإخلاص في العمل هي المقياس.

    لم تهتم الأم تريزا بالمال يومًا ما فقد عرفت برفضها للمال والتبرعات المالية حيث كانت تصر على المساعدة والمشاركة الشخصية.

    من أقوالها

    “إذا شعر أحدُنا أنّه مدعوٌ للتجديد في المجتمع، فهذا أمرٌ يعنيه ويعني علاقته الخاصة بالله. فمفروضٌ علينا أن نخدم الله حيث يدعونا. أمّا بالنسبة لي، فإنّني أشعر أني مدعوة لخدمة كل إنسان ولمحبته بطريقةٍ خاصةٍ به حسب حاجاته. وإنّني لا أفكّر قطعاً أن تكون محبتي شاملةً للجميع كأنّها دون تحديد، بل تهدف لمحبة كل إنسان بمفرده. فإذا فكرتُ بالناس جميعاً كجماعات وحسب، فهذا ليس حباً كما يريده المسيح. إنّ الفرد هو المعني بالحب الحقيقي. وإنني أؤمن بالحب وجهاً لوجه”
    “لكل مرضٍ هناك عدد كبير من الأدوية والعلاجات، ولكن إذا لم يكن هناك يد ناعمة وحاضرة للخدمة، وقلب كريم حاضر للحب، فإنني لا أعتقد أنّه بالإمكان شفاء ما يسمّى بنقص الحب. إنّ الأشياء التي تؤمّن لنا دخول السماء هي أعمال المحبة والكرم التي يجب أن يمتلئ وجودنا بها. هل نعرف كم تقدم بسمة محبة إلى مريض؟ هكذا نعلن من خلال بسمتنا كم أنّ الله سامحنا إذا أحببنا مرضانا وساعدنا الفقراء. إنّه بذلك يغفر لنا جميع خطايانا”
    “إنّ عدم اكتراث بعض الناس الذين يمرّون بالمرضى والفقراء والأطفال ولا ينظرون إليهم، يعود إلى أنّهم فقدوا الإيمان والوعي. فلو كانت لهم القناعة الحميمة بأن الذي يزحف على الأرض وهو يتألم هو أخوه أو أخته، لكان تصرّف بعكس ذلك، ولكان اهتم قليلاً لأمرهم. ولكن، مع الأسف، فإنّهم لا يعرفون معنى الشفقة ولا يأبهون لهؤلاء التعساء. ولو فهموا قيمة هذا الإنسان المتألم لكانوا تصرفوا بوعي وعرفوا أن الله يسكن فيه، وحينئذٍ يبدؤون بمساعدته وبخدمته كما خدمهم المسيح نفسه”
    “يسوع أتى إلى العالم ليقول لنا إنّ الله يحبنا، وإنّ الله يحبنا، وإنّ الله محبة، وإنّ الله يحبّك أنت ويحبني أنا. فكيف أحبنا يسوع، أنت وأنا؟ أحبنا بموته من أجل خلاصنا، والإنجيل كلّه يُختَصَر بهذه المحبة. لذلك علينا، تجاوباً مع حبّ الله لنا، أن نحبّه بالتأمل وبروح الصلاة وبالتضحية وبحياة داخلية مليئة به تعالى. فلا نفكّر بأنه يجب أن يكون حبّنا لله خارق العادة لكي يكون صادقاً. إنّ كل عملٍ بسيط نعمله بمحبة لله يكون عظيماً.”
    “هناك ألوف من الناس ترغب في أن تكون مثلنا، ولكن الله اختارنا نحن لنكون حيث نحن، وذلك لكي نساهم في فرح الآخرين ونحن نحبّهم. إنّ الله يريد أن يحبَّ بعضنا بعضاً، وأن يقدّم واحدنا ذاته للآخر حتى ولو كان ذلك صعباً للغاية. ما هم كم نعطي للآخرين، المهم أن نعطي الحب. وحيثما يكون الحب، يكون الله هناك. وحيثما يكون الله، يكون الحب كذلك هناك. فالعالم عطشان إلى الحب، لذلك علينا أن نحمل إليه هذا الحب الذي هو الله”.
    ولكن بجانب هذه الأقوال كشفت يوميات الأم تيريزا جانبا آخر من شخصيتها القلقة الشكاكة، مثل الأقوال التالية:
    لا يوجد في داخلي سوى الصقيع
    لم تعد الأرواح تجذبني
    لم تعد السماء تمثل شيئا بالنسبة لي, تبدو السماء مثل مكان خال وموحش
    هذه الأقوال وغيرها كشفت عن أزمة إيمان حادة ظلت الأم تريزا تعاني منها لمدة عقود. إلا أن ذلك لم يمنع الفاتيكان من إعلانها كقديسة وتم تبرير ذلك أن جوانب الروح المظلمة شأن معروف عند كثير من القديسين.

    كفاح القديسين في الهند

    و في كلكوتا حولت الأم تريزا جزءا من معبد كالي (إلهة الموت والدمار عند الهندوس) إلى منزل لرعاية المصابين بأمراض غير قابلة للشفاء والعناية بهم في أيامهم الأخيرة لكي يموتوا بكرامة، ويحسوا بالعطف والقبول بدل البغض والرفض من مجتمعهم، وتوالت بعد ذلك المؤسسات التي أنشأتها الأم تريزا، فأقامت “القلب النقي” (منزل للمرضى المزمنين أيضا)، و”مدينة السلام” (مجموعة من المنازل الصغيرة لإيواء المنبوذين من المصابين بأمراض معدية). ثم أنشأت أول مأوى للأيتام. وبازدياد المنتسبات إلى رهبنة “الإرسالية الخيرية”، راحت الأم تريزا تنشئ مئات البيوت المماثلة في طول الهند وعرضها لرعاية الفقراء ومسح جروحاتهم وتخفيف آلامهم، والأهم من كل ذلك لجعلهم يشعرون بأنهم محبوبون ومحترمون كبشر. وقد اختارت الأم تريزا لرهبنتها ثوبا بسيطا هو عبارة عن ساري أبيض اللون ذي إطار ازرق مع شارة الصليب على الكتف الأيسر، لكي يصير بإمكان المحتاجين معرفة الراهبات.

    عنوان طريق الأم تريزا في الرهبنة

    وكانت مهمة الرهبنة، كما حددتها الأم تريزا لدى تلقيها جائزة نوبل للسلام عام 1979(العناية بالجائعين والعراة والمشردين والعاجزين والعميان والمنبوذين. كل هؤلاء البشر الذين يشعرون بأنهم غير مرغوب فيهم أو محرومون من العناية والمحبة. أولئك الذين يعتبرهم أفراد المجتمع عبئا عليهم فيتجنبونهم). وفى عام 1965 م منحها البابا بولس الثاني الإذن بالتوسع والعمل في كافة أنحاء العالم، لا الهند وحسب. وهكذا راح عدد المنتسبات إليها يزداد وفروعها تشمل معظم دول العالم الفقيرة أو التي تشهد حروبا ونزاعات. فعملت في أثيوبيا المهددة بالجوع إلى جيتوات السود المقفلة في جنوب أفريقيا، إلى ألبانيا مسقط رأسها بعد سقوط الشيوعية، ومن أعمالها المشهودة أنها استطاعت خلال الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982 ان توقف إطلاق النار لمدة معينة إلى ان تمكن رجال الدفاع المدني من إنقاذ 37 طفلا مريضا كانوا محاصرين في إحدى المستشفيات. ولكن صحة الأم تريزا بدأت تتدهور منذ عام 1985. ويعود ذلك في جزء منه إلى عمرها، وفي جزء آخر إلى الأوضاع الصحية للمرضى الذين عملت معهم، والى إنفاقها معظم وقتها في رحلات حول العالم لجمع الأموال والمساعدات من أجل الفقراء، دون أن تصرف وقتا كافيا للعناية بصحتها،

    معاناة الأم تريزا

    أصيبت بذبحة قلبية عام 1985 فيما كانت في روما. وأخرى عام 1989 كانت أخطر وكادت تودي بحياتها، ما اضطرها إلى أن تخضع لعملية جراحية جرى خلالها زرع منظم للنبض ،عام 1991 كانت في المكسيك وأصيبت بمرض ذات الرئة فأثر ذلك على عمل القلب، عانت من مرض الملاريا والتهاب الصدر وخضعت لعملية جراحية في القلب عام 1996، توفيت في كالكوتا في 5 سبتمبر 1997 م.

     

  • تكتب الفنانة الفلسطينية ريم بنا ..عن الشاعر محمود درويش .. إلى محمود درويش في عيد ميلاده 13-3-1941 .. – شكراً محمود درويش .. لأنك الضوء في نبضنا ..

    تكتب الفنانة الفلسطينية ريم بنا ..عن الشاعر محمود درويش .. إلى محمود درويش في عيد ميلاده 13-3-1941 .. – شكراً محمود درويش .. لأنك الضوء في نبضنا ..

    الفنانة الفلسطينية ريم بنا

    تكتب عن

    محموددرويش

    article darwish

    أردت منذ فترة أن أكتب عن لقائي بشاعر فلسطين “محمود درويش” … لكني لم أفعل خوفاً من دخولي في غيبوبة من الأسى … لهذا أجّلتها ..

    إلى محمود درويش في عيد ميلاده 13-3-1941 ..

    أشاركك بما مرّ بي .. وأريدك أن تعرف ما تعني لي .. أريدك أن تعرف أن فلسطين بالنسبة لي هي قصائدك …

    سأروي لك ما كان .. يوم 22 كانون أول (ديسمبر) 2013 ..

    منذ أن رحلت .. لم أتجرّأ أن أزور ضريحك الساكن على تلّ في رام الله والمُطلّ عليها كما “لا تريد” .. ربما .. كانت “البروة” مسقط رأسك .. موطنك الأقرب إلى مُشتهاك ..

    كان ذلك في شتاء 2013 .. يوم بارد .. صامت .. ماطر .. لكنه جميل .. كنت أسير في شوارع رام الله .. أتسكّع ريثما يحين موعد التدريب مع الأوركسترا النرويجية في قصر الثقافة .. والمحاذي لمتحف “محمود درويش” .. حيث الضريح ..

    استوقفت سيارة أجرة وعدت إلى شارع “قصر الثقافة” المُشرف من أعلى الجبل على بلاد ضاعت .. دخلت من البوابة الرئيسية .. وفجأة .. لا أعرف ما الذي استوقفني .. كأنه جداراً شفافاً من الحنين والشغف حال دون خطواتي ..

    التفت يساراً .. إلى ذلك التل الصامت المحاط بأحجار بيوت فلسطين القديمة .. “هنا يرقد بسلام – محمود درويش -” .. شُلّت حركة التفكير في رأسي .. ورجعت إلى البوابة .. خرجت .. وسرت كالهائمة إلى مكان رقدت فيه روح “درويش” ..

    هناك .. حيث يتصاعد السلم الحجري إلى الأفق .. كتصاعد أنفاس الشمس في الصباح .. صعدت .. صعدت كثيراً كأني أصعد إلى “جدارية” درويش في رحلته مع الحب والشعر والجنون .. في “قصيدة لا تنتهي” وما زلنا ننتظر أن يكتب نهايتها ويأتينا بجديده .. لكنه حاضر في الغياب ..

    قلبي كان ينتفض من مكانه .. يضرب صدى المكان من شدّة الإنفعال .. أحاسيسي كانت تحمل وطناً بحاله .. بكل تفاصيله وكل وجعه وفرحه وانتظاره .. خفت أن لا يحتمل قلبي الصغير ويتوقّف عن الدفاع عن الحياة .. وعن بحر وهواء وأرض تستحق ما استطعنا إليها سبيلا .. أو ربما لو توقّف للحظة كان سيصغي إلى أنفاسه في رئتي .. كأنفاس محمود درويش في قصيدة “انتظرها” (دروس من كاماسوطرا) .. أو “شتاء ريتا الطويل” .. أو في قصيدة “تلك صورتها” ..

    كنت أصعد بجهد لاهثة .. وكأنني أصعد إلى الشمس ..

    نعم .. لتلتقي بمحمود درويش .. عليك أن تصعد إلى الشمس .. وصلت إلى قمة التل .. التفت أولاً ورائي .. رأيت ما يراه شاعري المُفضّل كل يوم .. هذه رام الله .. وبعدها هناك في الأفق .. كل فلسطين ..

    أحسست وكأني أتهرّب من لحظة اقترابي إلى الضريح وهذا اللقاء المؤجّل .. لا أعرف ما كان يدور بجنبات روحي .. لكني أذكر أني كنت أحبس دموعي من أن تنفلت ..

    تأملت المكان .. الشاهد .. الشمس .. الغابة وراءه .. المغيب .. الصمت المُطلق .. حالة التأمّل نفسها .. اقتربت .. انفاسي لم تعد تصعد بانتظام .. كانت كالدوامة في كابوس حزين .. هي حقيقة مُرّة .. “لقد فقدناه الآن” .. رغم أني أعيش مع قصائده .. لكني أدرك أنه لن يكتب من جديد ..

    لم أكن أرى شيئاً أمامي .. كل شيء غير واضح .. وممتزج بالأسى والشفق .. حالة من الإنفجار الرطب في العيون ..

    دخلت إلى حديقة متواضعة حيث الضريح .. كنت وحدي .. لم يكن أحداً في باحة المتحف .. ولا في الشارع .. ولا في الحي .. ولا في المدينة ولا في فلسطين كلها .. كان هو وأنا وحدنا صامتين ..

    لم يكن في يدي قصفة “حبق” .. ولا بنفسج ولا سنابل قمح ولا باقة ورد .. لم يكن في كفّي شيئاً إلا حرارة أودعتها فوق الضريح حين لامسته ..

    ركعت في حضرته .. سقط رأسي ثقيلاً .. مستسلماً بين كتفي .. وبكيت .. ذرفت دموعاً كثيرة .. بل أجهشت في بكاء كان يُشبه النشيج ..

    أعرف أني لم أزورك خوفاً من تلك اللحظة .. أعرف أني حين سمعت خبر وفاتك كنت في الشام .. حينها أحسست بوحدة وغربة موجعة ..

    لم أكن في جنازتك … ولا في وداعك .. ولا في تأبينك ..

    لم أستطع أن أكون بين الملايين المنتكبة على موتك ..

    بقيت وحدي .. عرفت حزني بفقدانك دون أن يستعجلني أحد ..

    ألا تُدرك أنك كنت لي مقاماً للأنبياء؟ كانت قصائدك في روحي تُبرعم كنوّار الليمون الذي لا يموت في أرض كنعان ..

    فجأة .. تدراكت نفسي .. أحسست ببرد وحرقة شديدة في عيوني الدامية .. رفعت رأسي قليلاً .. شدّني الإنتباه إلى ما كان مخطوطاً على الضريح “ونم يا حبيبي .. عليك ضفائر شعري .. عليك السلام” ..

    قرأت المقطع بصوت منخفض مُغلّف ببحّة في حنجرتي .. وابتسامة مُعلّقة بين دمعتي وكوفيتي .. وبعفوية مُطلقة .. أخذت أغنّي “أثر الفراشة” التي سجلتها في ألبومي الأخير “تجليات الوَجد والثورة” .. أحسست براحة .. وبفرح طفيف في الخاصرة .. حملت عيوني المُثقلتَيْن من روحه الراقدة إلى أعلى .. إلى الشمس ..

    وإذ بي أرى على الشاهد وقد حُفر عليه هذه القصيدة: “أثر الفراشة لا يُرى .. أثر الفراشة لا يزول .. هو جاذبية غامض يستدرج المعنى .. ويرحل حين يتضّح السبيل .. هو خفّة الأبدي في اليومي .. أشواق إلى أعلى وإشراق جميل .. هو شامة في الضوء تومئ حين يُرشدنا إلى الكلمات .. باطننا الدليل .. هو مثل أغنية تحاول أن تقول وتكتفي بالاقتباس من الظلال ولا تقول”

    ابتسمت أوسع من غيمة ماطرة .. كان فرحاً خفياً .. جميلاً .. تائهاً في حالة من التجلّي ..

    وعلت خفّة في عيوني .. تحمل القصائد على نبرات صوتي إلى أعلى .. إلى روحه .. حلّقت بشرود معها نحو الشمس ..

    شكراً محمود درويش .. لأنك الضوء في نبضنا

  • “مدام بيكاسو الفنانة  “عائشة عجم”روشاك أحمد   –  (فن تلقائية الكبار)  – د. غازي الخالدي – عبد الرحمن مهنا..

    “مدام بيكاسو الفنانة “عائشة عجم”روشاك أحمد – (فن تلقائية الكبار) – د. غازي الخالدي – عبد الرحمن مهنا..

    ريشة “عائشة” تنطلق بعد 85 عاماً

     روشاك أحمد

    رسمت وهي في الخامسة والثمانين من عمرها، فلقبتها إحدى الصحف بـ”مدام بيكاسو”، وسطر أحد النقاد مقالته في جريدة “المحرر” بقول “بيكاسو”: «كلما ذهبت في الزمن، ذهبت في الالتباس»، لقد استوحت “عائشة عجم” رسوماتها من ذاكرتها التي حملت الكثير من القصص، الحكايا والأساطير، وذلك كان يدفعها إلى الرسم وهي واقفة لساعات طويلة تروي بلسانها وتخطّ بيدها لتترجم ذلك الموروث الحضاري الذي بداخلها.

    تكبير الصورة

    موقع “eSyria” وللوقوف عند أهم المحطات في حياة الفنانة “عائشة عجم” والدة الفنان “عبد الرحمن مهنا” التقى عدداً من النقاد والتشكيليين الذين تحدثوا عنها وعن رشتها العفوية التي خطت ملامح مسيرتها الفنية في سن متأخرة، وعن ذلك يحدثنا الأستاذ “معد استانبولي” ناقد تشكيلي الذي تحدث عن ربة المنزل قائلاً: «كانت زوجة مثالية تعيش مع زوج متواضع الإمكانيات تزوجت في سن الخامسة عشرة من عمرها، وأنجبت تسعة أطفال بقي منهم خمسة على قيد الحياة انشأتهم على حب الفن ومعاني الجمال، رأت ذاتها المبدعة وحققت طموحاتها في الفن والحياة من خلالهم، ومن صعوبات الحياة تعلمت الكثير وضيق الحال دفعها لأن تصنع أشياء جميلة بيديها لتأسيس منزلها، ومن سحاحير الخضرة وقصاصات القماش تنسجها وتزخرفها عوضاً عن المفروشات اللازمة، وعلى الرغم من صعوبات الحياة كانت تشعر بالسعادة، وهذه الإبداعات التي تضفيها وتزين بها بيتها كانت تساعدها على نسيان صعوبة الحياة».

    يتابع: «عندما تفجرت طاقاتها الإبداعية وهي في سن متأخرة عادت إلى ذكريات الطفولة وصعوبة الحياة التي مرت بها تنهل منها ما علق في ذاكرتها من قصص، حكايا وأساطير تستمد منها بعض حالات الفرح القليلة التي كانت تطل عليها بين الحين والآخر في غفلة من الزمن، فجاءت رسوم هذه الفنانة فيها حس الطفولة وبراءتها، استعادت حيويتها ونشاطاها عبر رسوم تطوي من خلالها تلك السنين الطوال التي مرت على حياتها، فحين سمحت لذلك المارد الذي حبسته في داخلها طوال تلك السنين بالخروج؛ فجر أعمالاً فنية ورسوماً تحمل أصالتها وتعبر عما كان يعيش في وجدانها بعيداً عن ثقافات وتناقضات وتلوثات العصر الحديث».

    وصف “استنبولي” أسلوب “عائشة” بكلمات قالها الفنان الفرنسي “جان دوبوفي”؛ «إنه الفن البدائي فن “البروث” هو هذا الأسلوب الذي يميز الأعمال التي أنجزها أشخاص لم تؤثر بهم الثقافة الفنية»، نعم هي أعمال بعيدة عن التقليد أو ما يؤخذ من خبرات الآخرين في اختيار المواد والإيقاع وأسلوب التعبير.

    كتب الكثير عن فنها وعفويتها التشكيلية المرتبطة بذاكرة طفولية عاشت الكثير من الصعوبات، وعن هذه السمة يقول المدير السابق لمعهد ثربانتس بدمشق “كارلوس بارونا”: «تنبثق الطاقة من الروح أحياناً أكثر مما تنبعث من الجسد والبرهان على لحظات تشارك فيها “عائشة عجم” الرسامة التي تحمل الستة

    تكبير الصورة
    ألوان الإبداع

    والثمانين عاماً، والتي بدأت فقط بالرسم منذ فترة قصيرة في آواخر عمرها، فهي تفرش لزائرها حشد من قصص الخيالة، الوحوش، التنانين، الشعراء، الفرسان، المغنين، المحاربين والسيدات.. بحيث تعرض له كل هذه الحكايا التي تحتفظ بها منذ الطفولة الأولى؛ مخزنة في مخيلتها المشرقة الجلية، فأساطير ما قبل الإسلام وقصص القرآن الكريم والحكايا التي حدثها بها والدها في زمن لم يبق فيه شاهد عليها إلا ما ندر، تقفز كلها بين يديها لترسمها وتخطها على أكثر أنواع الأوراق اختلافاً دون كلل أو توقف للراحة، فمن الود أن ترى رسوماتها الفطرية، ولكن من الود أكثر أن تتأملها وهي في منزلها ترسم وتلون على طاولتها، طاولة تلميذة ابتدائية، مع ألوانها ودفاترها».

    بدأت بالرسم من ألوانها العادية التي لا تشبه ألوان الآخرين من الفنانين، وعلى صفحات ورقية جاهزة كانت أولى معارضها في “دمشق” العاصمة التي احتضنت حبها وعشقها وولهها بالألوان، وعن اكتشاف ولدها لموهبتها يقول الشاعر “محمد خالد الخضر”: «عندما اكتشف موهبتها الزاخرة ولدها الفنان “عبد الرحمن مهنا” انفتح ضوء موهبتها على عالم جديد، فأدركنا أنها سليل موهبة تختزن شموس وأقمار “حلب” موطن والديها، حينها سالت أصابعها بمواجع التاريخ منذ أن أطلق قيّمها “عنترة العبسي” إلى أن طرد المناضلون الغزاة والاستعمار الجديد إلى يومنا هذا، من هذا وذاك أدركت بفطرتها أن الفن رسالة اجتماعية وإنسانية سامية، تثبت أن لوجودها معنى وبسرعة فائقة خلال أيام انطلاقتها الأولى وهي في عامها الخامس والثمانين قدمت مجموعة أحلام مزهرة، تحولت فجأة إلى عالم فني قائم له خصوصية وذاتية رغم كل المعوقات، فها هي اليوم كونت شخصيتها الأصيلة المتجذرة من تراث عريق ليبقى تراثنا على وجه التاريخ».

    رئيس جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين، رئيس رابطة نقاد الفن في “العراق” “نوري الراوي” عنها قال: «ثمة إيقاع خفي بين الرغبة اللاعجة في التعبير عن دواخل النفس، وبين رؤية أخرى تفصح عن تعلقها بالتعبير عن مراءٍ واقعية لمشاهد الحياة المنظورة، تنطلق دوافع الفطرة الخالصة النقاء لتلبية تلك الرغبة عبر تأليفات تشكيلية مفعمة بالرؤى والألوان، وهكذا تتحرك يد الفنان الفطري طوع إيحاء إيمائي لتعبر عن الهواجس الخفية للنفس، من خلال الصور عبر لغة تشكيلية ذات خصوصية تتسم بالبراءة».

    يتابع: «مثلما تتميز بالعفوية والتفرد،

    تكبير الصورة
    خلال الرسم

    باعتبارها لغة الينابيع الصافية للرؤية الإنسانية، فيما تلتقي ظواهر هذه اللغة الجميلة بفن الشعوب البدائية تارة، وبفن الأطفال تارة أخرى، لأنها تخضع لما يشبه النمذجة الجوانية، وهي ذات القوانين التي تمتلكها الفنانة الفطرية “عائشة عجم مهنا” وتطبقها على مشاهد عالمها الطريف الذي تتوهج فيه الألوان حتى درجاتها القصوى كما تتحد فيه صور الحياة وفق مسرحةٍ تلقائية بقصص الخيال الشعبي، حيث يتجاسد الحياتي المنظور بالخيالي المتصور، وتنتهي الرؤية بما يمكن أن يؤنسن فيه الحيوان والنبات ليصبحا عالماً كلياً لا تعارض في مشاهده ولا تقاطعات. ثمة واشجة تجمع ما بين هذا العالم الذي أبدعته الفنانة السورية ابنة التسعين، وبين مثيله في الفن الفطري التونسي».

    رحلت تاركة وراءها لوحات تتحدث عن ذاكرة حملت الكثير من الحب والأحلام والطفولة، في رحيلها يقول الناقد التشكيلي “أديب مخزوم”: «بدأت الرسم في الخامسة والثمانين من عمرها، أي دخلت دائرة الخطوط والألوان في مرحلة متأخرة جداً، وطرحت في لوحاتها الأجواء التشكيلية الأكثر تلقائية وعفوية من خلال التأكيد على ملامح الانحياز نحو العناصر الزخرفية والشعبية والتراثية عبر إطلالات عناصر إنسانية وحيوانية ونباتية جسدت من خلالها تداعيات القصص الشعبية المستمدة من التراث الحضاري القديم، هكذا زاولت الرسم الفطري بعد أن خمرت حبها للفن سنوات طويلة جداً، وعملت على إيجاد ما هو خارج عن المألوف في حياتنا الفنية حين عادت لمزاولة التشكيل في الخامسة والثمانين من عمرها».

    يتابع “مخزوم” ليتحدث عن أهم إنجزاتها ومعارضها الفنية الفردية والجماعية: «شاركت خلال السنوات القليلة الماضية في ملتقيات فنية كملتقى “خان الحرير”، وقامت بالرسم أمام الجمهور، الشيء الذي أكد بطريقة لا تقبل الجدل قدرتها على التشكيل بدعوى الإثبات الفعلي القاطع لكل الشكوك، هذا إلى جانب المعارض الفردية التي أقامتها، وكان آخرها في مركز ثقافي “أبو رمانة”، كما شاركت في معارض جماعية، وحازت عضوية شرف من نقابة الفنون الجميلة، إلى جانب المعارض الجماعية التي أقيمت كتحية لها وبمشاركة مجموعة من الفنانين، نأمل أن يتم تكريمها بمعرض يتضمن مجموعة من لوحاتها، فألوانها المتشحة بالسواد لا تغسلها إلا الأحلام الباحثة عن مزيد من البياض الآتي بعد كل سواد».

    يذكر أن أول ظهور للفنانة “عائشة عجم مهنا” على الساحة الفنية التشكيلية كان في شهر أيار 2000

    تكبير الصورة
    من الأساطير

    خلال سوق الأحد للفنون الذي أقيم في فندق “شيراتون” دمشق؛ حيث كانت ترسم في الهواء الطلق بشكل مباشر وباسترسال وثقة أدهشت الجمهور الذي أخذ يراقب عملها عن كثب مبدياً إعجابه ودعمه، وسرعان ما أقامت معرضها الأول في الثالث عشر من شباط عام 2001 في المركز الثقافي الإسباني بدمشق الذي رشحها في العام التالي من خلال معهد “ثربانتس” للمشاركة في مسابقة “فكر مع يديك”، وجاء معرضها الثاني في شهر أيار عام 2001 في صالة نقابة الفنون الجميلة بحلب، كما أنها شاركت في مهرجان “خان الحرير” بجناح خاص أقيم لها مع ورشة عمل حيث مارست الرسم بحرية وانطلاق أمام الجمهور، فنالت شهادة تقدير من المهرجان، وحصلت على عضوية اتحاد الفنانين التشكيليين السوريين، فغادرت رسومها وألوانها بعد ست سنوات من بداية مسيرتها الفنية.

     

    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    عائشة عجم مهنا… ظاهرة جديرة بالدراسة نحو تغيير حياة المسنين في دور العجزة!
    د. غازي الخالدي
    موعدنا مع التلفزيون كان قبل رحيلها بأسبوع واحد.. كنت على موعد مع عبد الرحمن مهنا..
    لنتحدث عن تجربة متفردة في التعبير اللوني من خلال فن خاص اسمه (فن تلقائية الكبار) وقد أطلق عليه النقاد الغربيون اسم فن (الناييف)، أي فن الناس الذين لم يرسموا في حياتهم ولم يدرسوا الفن.. ولم يتأثروا بمدرسة أو بفنان، فن يعتمد على الإحساس الفطري العفوي الذي يلتقي مع فنون الأطفال بقواسم مشتركة أهمها: الصدق، والجرأة، وعدم التخطيط المسبق.. فن غير مطالب صاحبه بالأبعاد أو النسب أو إظهار البعد الثالث.. أو التشريح، أو محاكاة الطبيعة في تفاصيلها وأشكالها وألوانها.. فن أساسه الحرية الكاملة شكلاً وموضوعاً ومضموناً! ‏
    هذه الفنانة الشعبية عائشة عجم مهنا، دخلت موسوعة الفن التشكيلي السوري متأخرة.. وأعطت في سنواتها الأخيرة مجموعة لوحات لا تقل أهمية من حيث التعبير التلقائي عن أي فنان (ناييف) في العالم.. ‏
    فهذا النوع من الفن هويته الأساسية: البيئة المحيطة بالفنان، والبيئة لا تعني الجغرافيا بقدر ما تعني التقاليد والعادات والموروثات الشعبية من تراث الزخرفة، والتصوير والعمارة.

    تأملت أعمالها مطولاً، وشعرت أن مفرداتها كثيرة، والأرضية التي تعتمد عليها في توزيع هذه المفردات غنية ومتشابكة مع تاريخ عريق وبعيد يمتد إلى الأجداد والجذور القديمة. إن رسمها وتلوينها يذكرنا بصناعة السجاد اليدوي المزدحم بالأشكال والزخارف النباتية والهندسية والإنسانية والحيوانية لدرجة تشعر أنك أمام ملحمة من العناصر المتداخلة بحيث لا تترك أي فراغ في اللوحة، وهذه الميزة خاصة بهذه الفنانة المبدعة، فهي تبدأ برسم بطل اللوحة وغالباً ما يكون رجلاً أو امرأة له شاربان مفتولان يقف عليهما الصقر.. وتستكمل باقي الفراغات بأشكال قد لا تكون لها علاقة بالبطل كالأشجار والأزهار.. إنها ترسم من وسط اللوحة من مركزها الرئيسي وتنطلق إلى الأضلاع الأربعة حتى تملأ كامل المساحة حتى لو احتاجها الأمر إلى وضع عناصر تزيينية على أطراف الشكل دون مبرر لأنها ترسم كما تشعر وكما تحس وإحساسها دائماً يرتبط بإشغال الفراغ حول بطل اللوحة وبطلتها. ‏
    والذي يلفت النظر أكثر كيف تعكس أحاسيسها في رسم التعبير الإنساني الذي يطل بإلحاح في القسوة المباشرة التي تبدو في العيون.. والتي قد تتداخل مع الأنف.. و قد تكون أبرز ما في الوجه، إلى جانب ذلك تقرأ مجموعة معطيات تبدو للعين لأول وهلة أنها هامشية، ولكنها في الواقع هي تفسير عفوي وتلقائي بل غريزي لمشاعرها وأفكارها المختزنة عبر سنوات طويلة، ولكن لم يتح لها أن تظهر وأن ترى النور إلا بعد أن اكتشفها ابنها الفنان عبد الرحمن مهنا الذي أدرك ما معنى أن ترسم سيدة وهي في الخامسة والثمانين من العمر. ‏
    إن هذه الأم الطيبة تشكل ظاهرة هامة جديرة بالتأمل والدراسة.

    أولاً: إن اهتمام ولدها بها أتاح لها فرصة التعبير عن مشاعرها وأحاسيسها وأفكارها مما أوصل رأيها إلى الآخرين بيسر وسهولة، وهذا يعني دعوة غير مباشرة لكل الأسر ولكل الشابات أن يفكروا في هذا الاتجاه والبحث بشكل جاد عن السيدات أو السادة المسنين سواء من المتقاعدين أو غير المتقاعدين إذ يمكن اكتشاف مواهب فطرية لديهم رغم أنهم لم يمارسوا الفن طوال حياتهم، وقد تكون المفاجأة مذهلة عندما يتوفر لهم الأدوات اللازمة لممارسة الرسم كالورق والألوان، والأهم من ذلك الرعاية الصادقة والجدية التي تتمثل بالكلمة الطيبة والمتابعة المخلصة لمن يعيشون حولها، وبالوقت نفسه تكون بمنزلة اعتراف بالفضل ورد جميل لها ولأمثالها لما قدموه لنا من تربية ورعاية وسهر الليالي والأيام على صحتنا وعلى حياتنا. ‏
    ثانياً: إن التوجه لهؤلاء المسنين لا يحتاج إلى خبرة فنية أو معرفة بمبادئ الفن التشكيلي بل يكون فقط محصوراً في طلب استكمال المساحة التي بين أيديهم ومراعاة النظافة، ويفضل عدم استخدام الأدوات الهندسية، والابتعاد عن الرسم بالقلم الرصاص، والرسم بالألوان مباشرة. ‏
    والمطلوب عدم التدخل وعدم إعطاء أي ملاحظة لهم أثناء الرسم مهما كان شكل أو مضمون أو موضوع اللوحة التي يرسمونها، حتى لو كان أحد أفراد الأسرة فناناً أو خبيراً بالفنون التشكيلية وهذا ما نفعله مع الأطفال عندما يرسمون. ‏
    ثالثاًَ: إن إشغال أوقات فراغ هؤلاء المسنين برسم لوحات بالألوان يفتح أمامنا أفقاً جديداً وهو دعوة المسؤولين عن الدور الخاصة برعاية المسنين أن يدرسوا جدياً هذه الظاهرة، ولنبدأ في ممارسة الرسم واللون أثناء أوقات الفراغ، لاسيما أن أوقات الفراغ لدى المسنين تشكل ظاهرة خطيرة أصعبها هي التفكير المستمر بأوضاعهم وشعورهم بالإحباط والحزن لهذه العزلة الاجتماعية التي يعيشونها، وقد يكون الرسم والتلوين هو مخرج جديد لحياة أفضل وأحلام أجمل وتفكير سليم أكثر.. يخرجهم من عزلتهم ويأسهم ومعاناتهم. ‏
    لاسيما إذا ما فكرنا بإقامة معرض لأعمالهم سواء في الدار نفسها، أو في أي مركز ثقافي عربي تابع لوزارة الثقافة، حتى لا يتحكم بهم وبأعمالهم أصحاب المصالح التجارية والمادية من أصحاب الصالات الخاصة التابعة للقطاع الخاص. ‏
    رابعاً: ان مجرد اهتمام الولد بوالده أو بجده أو بجدته، أو بأي شخص مسن في العائلة، يحقق أمرين إيجابيين اثنين، الأول أن الحفيد يشعر بأعماقه أنه يقوم بعمل تربوي وأخلاقي وحضاري مقدس، ومفيد للمجتمع ويحفزه على المتابعة في دراسة هذه الظاهرة ووضع معايير وأسس دقيقة لتقويمها بالمقارنة مع الفنون التشكيلية التقليدية التي نعرفها ونقرأ عنها. ‏
    أما الهدف الإيجابي الثاني: فهو إيجاد حل جذري لمسألة العطالة الفكرية التي يعيشها المسن التي ينتج عنها عطالة كاملة بين أفراد الأسرة لدرجة أن أفراد الأسرة يحاولون أو يتمنون إبعاد هذا المسن عن البيت ووضعه في دار العجزة تخلصاً منه ومن ملاحظاته ومن حضوره الذي أصبح متعباً ومعوقاً لهم ولنشاطاتهم ولأعمالهم ولمشاريعهم. ‏
    خامساً: وفي حال اكتشاف موهبة حقيقية دفينة، أزيح عنها الغطاء، وظهرت إلى الوجود إمكانات بسيطة، وبظروف سهلة قابلة للتحقيق نجد أنفسنا أمام كسب حضاري وفني وأخلاقي واجتماعي يغير شيئاً فشيئاً طبيعة المجتمع من حالة الاسترخاء واللامبالاة والموت البطيء إلى حالة اليقظة والعمل والنشاط ومحاولة تحقيق الذات بشكل إيجابي جميل ومفيد له وللآخرين الذين يعيشون معه. ‏
    ومن هذه الزاوية نجد في تجربة الفنان عبد الرحمن مهنا مع والدته المرحومة عائشة عجم مهنا، تجربة رائدة رائعة أعطت أفضل النتائج في زمن قياسي رغم أنها بدأت الرسم في عمر متأخر كثيراً. ‏
    وهي مع ذلك تشكل موهبة نادرة استطاع الفنان عبد الرحمن بخبرته الفنية الواسعة واطلاعه على مجموعة تجارب فنية مشابهة مثل تجربة الفنان /أبو صبحي التيناوي/ صاحب لوحات أبي زيد الهلالي والزير سالم، وعنترة وعبلة.. وكذلك اطلاعه على تجارب فنية عالمية مشابهة مثل تجربة هنري روسو الذي ذاع صيته في العالم كرسام (ناييف) رغم أنه بدأ الرسم في عمر متأخر بعد أن تقاعد من عمله الوظيفي في الدولة ـ إدارة الجمارك ـ وعاش في الغابات خمس سنوات كاملة يرسم كما يحلو له دون التقيد بتعاليم مدرسة فنية أو توجيهات فنان معين. ‏
    إن اطلاع عبد الرحمن مهنا على كل ذلك ساعده في اكتشاف موهبة والدته وجعلته يتابع تجربتها وأعمالها ويعرضها علينا حتى أصبحت معلماً هاماً من معالم الحركة الفنية التشكيلية السورية المعاصرة. ‏
    تحية لك أيها الفنان الوفي المخلص لوالدتك أولاً، وللحركة الفنية ثانياً ورحم الله الفنانة الشعبية المتميزة عائشة عجم مهنا. ‏

  • تعرف  من هو المبـدع وما هي صفاته – الدكتور وليد سرحان – وليد الشوبكي – باسل نيصافي ..

    تعرف من هو المبـدع وما هي صفاته – الدكتور وليد سرحان – وليد الشوبكي – باسل نيصافي ..

    ‏من هو المبـدع؟ ...
يكثر الحديث عن المبدع والمبدعين والإبداع ، وتفهم أحياناً على أنها من أنجز عملاً فنياً أو قصيدة شعرية أو رواية، ويتم الخلط بينهما وبين المجتهد والذكي والعبقري و الموهوب، وسأخصص الحديث بتعريف الأشخاص المدعين مستعرضاً 32 صفة بإمكان كل فرد أن يجد مدى إنطباق كل صفة عليه، وليس بالضرورة أن يكون الإنسان لديه كافة الصفات وبنفس القوة أو ليس لديه أياً منها، وهنا يأتي دور أهمية معرفة هذه الصفات حتى يتمكن الإنسان الذي لديه بعض صفات الإبداع من تطويرها، وهذه الصفات على النحو التالي:

1. الحساسية: وهذه الحساسية تقود صاحبها إلى الإنتباه للمشاكل المعروفة وغير المعروفة، وتساعده على تلمس أمور الحياة المختلفة بسرعة، وتجعله مهتماً بالآخرين وملزماً نفسه بالقضايا والتحديات.
2. لا يكون دافعه المال: رغماً أن المال في المجتمع والإقتصاد هو قوة محركة ودافعة للناس جميعاً بما فيها المبدعين، إلا أن المبدعين وبإحساسهم الفطري يقدرون بالإحساس المال اللازم لحاجاتهم، وعندما يتحقق ذلك لا يعود الدافع وراء نشاطهم في الحياة هو المال.
3. الشعور بوجود الهدف: بالفطرة و البداهة يكون المبدعون قد حددوا هدفاً في الحياة، ويعلمون أن بإستطاعتهم إختبار هدف أو خلق هدف لتحفيزهم ليصلون إلى درجات عالية من المهارة والقدرة والموهبة.
4. سرعة التكيف: لا يمكن للمبدع إلا أن يكون متكيفاً وبسرعة مع كل الظروف والأجواء، وبإمكانه أن يجبر نفسه على هذا التكيف، خصوصاً إذا كان هذا التكيف ضروري لتحقيق الطموح.
5. حب الغموض: إن المبدعين يتحملون تواجد فكرتين أو أكثر ويستوعبون إمكانية وجود الحقيقة النسبية مع أية فكرة، وإنهم يعشقون الغموض والتحدي مع الناس والأفكار، والغموض يساعدهم على رؤية الأشياء من جوانب مختلفة طول الوقت.
6. دقيقي الملاحظة: المبدعون عادةً يستعملون كل حواسهم و إنتباههم ومقدراتهم لملاحظة ومراقبة ما يحدث حولهم.
7. نظرة المبدع إلى العالم مختلفة عن نظرة معظم الناس: يلاحظ أن المبدع يقرع الطبول والأبواب والأفكار التي لا يقرؤها غيره، وينتعش وقت تعدد وسائل إدراك الأشياء ورؤيتها وسماعها ولمسها وشمها وتذوقها، مما يفتح تفكير المبدع نحو إحتمالات لا نهائية.
8. رؤية الإحتمالات: إن الشخص العادي البعيد عن الإبداع يخشى ويقاوم الإبداع والمبدعين والتفكير الإبداعي، ويفضل أن يعمل ضمن حدود واضحة ومسؤوليات دقيقة، بينما المبدعون يعشقون أن يروا إحتمالات كثيرة ولا نهاية لأي موقف أو تحد أو مشكلة.
9. متسائلون: المبدعون وخصوصا ً من إرتقى منهم على سلم الإبداع يخرج من رحم أمه وهو يطرح الأسئلة، وطبيعتهم أن يسألوا، والسؤال ليس لهدف النقد أو الإحراج ، وقد يتساءلون عن ماهية الأشياء وما وراءها،مما قد يفهم على أنه نقد لها، ولكنهم في الحقيقة لا يقصدون ذلك بل يسألون ويستكشفون ويختبرون الأشياء ويلعبون بها كما يمكن أن تكون فقط لغاية المعرفة و الإستكشاف وما هي أهم الفضائل في عقلية المبدع.
10. القدرة الفطرية على الربط والتركيب الدقيق: ويعني ذلك القدرة على رؤية الصورة الإجمالية الكاملة للأشياء والأنماط الموجودة فيها، و إلتقاط الحلول ولو من أجزاء بسيطة من تلك الصورة، حتى لو أن أساسياتها كانت مفقودة، وهم يثقون بقدرتهم "الفطرية" و بداهتهم حتى لو لم تكن صحيحة 100% طوال الوقت.
11. القدرة على الخيال: يلاحظ المبدع حتى في طفولته من قبل المدرسين والآباء بأنهم كثيري السرحان والشرود، ويعشق المبدعون التجول في عالم من الخيال، وقد يلفت نظر الطفل المبدع فيلم الكرتون الميال نحو الخيال أكثر من الواقع الثابت.
12. المرونة: إن المبدعين شديدو المرونة وخصوصاً في تبادل الأفكار، ويحبون أن يروا الأشياء من زوايا مختلفة، وأن يراكموا الإجابات و الإحتمالات والإمكانات والإجابات التقريبية، بينما يرغب غير المبدعين بحل أو إجابة واحدة مريحة.
13. الإنسياب: يلاحظ أن عند سؤال المبدع سؤالاً بسيطاً مثل إستعمال الطوبة فإنه لا يكتفي بإجابة واحدة، بل من الممكن أن يقول أنها تستعمل لسند الباب أو لربط القارب أو ممكن إستعمالها كسلاح أو ثقل لموازنة الأشياء ويتدفق في الإحتمالات بلا حدود.
14. الخيال الخصب في التجريب و إختبار الأفكار.
15. الفطرة والبديهة: كلما إزداد إبداع الفرد كلما اعتمد على قدرته الفطرية التلقائية مثل القدرة على معرفة الإجابة بحقائق بسيطة أو الإحساس بالمشاكل حتى أنها لم تحدث بعد.
16. الأصولية (Original): إن أحد القوى الدافعة التي يترعرع عليها المبدعين هي أن لا يكون مقلداً، بل خلاقاً مبتكراً منه تنبع الأفكار والأعمال.

17. المهارة و الحذاقة (Ingenuous): عمل الأشياء غير المألوفة وحل المشاكل والمعادلات الصعبة هما من ميزاتهم، ولهم دائماً رغبة في التفكير فيما لم يفكر فيه أحد، مما يعطيهم ميزات هذه الصفة.
18. الحيوية والنشاط (Energetic): التحديات والمشاكل والأفكار الجديدة عندما يتمسك بها المبدع تصبح فعلياً مصدر إثارة و إهتمام وشحذ للهمم وتطلق طاقات هائلة لا حدود لها.
19. روح النكتة: الدعابة والإبداع يبدو أنهم يسيران معاً، والإعتقاد الأغلب أن الإبداع من الصعب حصوله دون وجود لمسة من الفرح والفكاهة، أما الجدية الزائدة فقد تعيق الإبداع.
20. تحقيق الذات: وصفها أبراهم ماسلوا في 1960، ويبدو أنها أكثر إنطباقاً على المبدعين من غيرهم، وهي تحقيق الأهداف والدوافع إلى أقصى حد ممكن والوصول إلى تحقيق الذات.
21. ضبط النفس: تبدو هذه الصفة متناقضة مع المبدعين، إذ قد يبدون غير منظمين ويميلون إلى الفوضى أحياناً، إلا أنهم ذوي قدرات هائلة في التنظيم النفسي الداخلي، وهم في نفس الوقت يقاومون الإنضباط الروتيني والممل وغير المبدع من الآخرين.
22. التعرف على الذات: في الإطلاع على حياة أكثر من 4000 من المبدعين المعروفين في العالم ، تبين أنه من الأشياء المشتركة بينهم إحتفاظهم بمذكرات وسجلات عن نفسهم، يقومون من خلالها بمعرفة ذاتهم وفهمها وتطويرها
23. الإهتمامات المتخصصة: وهذه صفة أخرى تبعث على الحيرة في المبدعين ذلك أنهم على السطح يبدون مهتمين في كل شئ، ومع ذلك يكون لديهم القدرة على تركيز إهتماماتهم و إلتزامهم وتوجيه طاقاتهم نحو شيء ما، ويبدو أنه مع توزيع وتشعب إهتماماتهم يساهم هذا بطريقة غير مباشرة في الإلمام والإثراء بموضوع إهتمامهم الأساسي.
24. إنحراف التفكير: يرغب المبدعين في إنحراف تفكيرهم عن الخط الطبيعي ليروا الأشياء من جوانب أخرى ويتحدون ما هو قائم، وبذلك قد يراهم المجتمع بأنهم متمردون غير عاديين، يصعب فهمهم أو أنهم قد أفلتوا زمام الأمور.
25. الإستطلاع: المبدعون مسرفون في حب الإستطلاع و الإكتشاف والبحث، حتى تظنهم كالأطفال في بعض الأحيان لشدة رغبتهم في معرفة ما يدور حولهم بعمق وتفاعل كبير.
26. عدم التحديد: حتى يتمكن المبدع من إكتشاف عدة إحتمالات فإنهم غالباً ما يرغبون بترك المواضيع مفتوحة دون جواب نهائي قطعي أو حل إنتظاراً لمزيد من الأفكار والتشعب.

27. الإستقلالية: يتطلب المبدع درجة عالية من الإستقلالية ويقاوم الإعتماد ومن الممكن أن يترعرع على الإعتماد المتبادل مع من هم مثله.
28. شديدي النقد: المبدعون يتحدون ويعترضون وينتقدون كل شيء تقريباً وكل فكرة وكل قاعدة وكل قانون، ويستمرون في تحديهم ويبالغون به حتى أن الكثيرين يروهم كناقدين مزعجين أحياناً.
29. غير موافقين وغير ملتزمين(nonconforming): يتصف المبدعون أنهم لا يقبلون الحدود والقواعد والعادات والتقاليد والأعراف السائدة وغالباً ما يسبحون ضد التيار.
30. الثقة: وفيها أيضاً إشكالية لدى المبدعين، فبالإضافة إلى إبداعهم فإنهم شديدو الثقة، حتى في الحالات التي يحبطون بها ولا تسير الأمور بالشكل الذي يرغبون، وإذا إهتزت ثقتهم فإنهم سرعان ما يعودوا لثقتهم بأنفسهم، متحديين مشاعر الإحباط والقهر والهزيمة والفشل بثقة داخلية غريبة تنقلهم من جديد إلى البحث عن حلول ومخارج دون إستسلام.
31. مخاطر ون: وفي هذه الصفة يكمن سوء فهم إذ يرى الناس أن المبدعين يخاطرون ويدخلون في أمور لا داعي لها، في حين أن المبدع لا يرى فيما يفعل مخاطرة أو مغامرة، بل يرى أن ما يقوم به هو حل ممكن وأسلوب من الأساليب المطروحة، كما أنهم في طبيعتهم يحبون إيجاد قائمة من الإحتمالات والبدائل والحلول، بحيث إذا لم ينجح أحد البدائل ينتقلون مباشرة ودون تردد إلى التالي، حتى أن أديسون عندما سئل كيف شعر عندما فشل سبعة آلاف مرة في محاولة إكتشاف الشعيرات التي تضيء أجاب أن آلاف المرات هذه لم تكن فشلاً، بل أن كل واحدة منها كانت حلاً لمشكلة لم تكن قد حلت حتى تلك اللحظة.
32. المثابرة: كثير من المبدعين ومن عرفوا في التاريخ أمضوا سنوات طويلة ليصلوا إلى ما وصلوا إليه دون كلل أو ملل أو إستسلام، ولذلك يلاحظ إصرار المبدع على ما يرغب في تحقيقه مهما كانت الصعوبات والمدة والفشل.

 الدكتور وليد سرحان‏

    من هو المبـدع؟ …
    يكثر الحديث عن المبدع والمبدعين والإبداع ، وتفهم أحياناً على أنها من أنجز عملاً فنياً أو قصيدة شعرية أو رواية، ويتم الخلط بينهما وبين المجتهد والذكي والعبقري و الموهوب، وسأخصص الحديث بتعريف الأشخاص المدعين مستعرضاً 32 صفة بإمكان كل فرد أن يجد مدى إنطباق كل صفة عليه، وليس بالضرورة أن يكون الإنسان لديه كافة الصفات وبنفس القوة أو ليس لديه أياً منها، وهنا يأتي دور أهمية معرفة هذه الصفات حتى يتمكن الإنسان الذي لديه بعض صفات الإبداع من تطويرها، وهذه الصفات على النحو التالي:

    1. الحساسية: وهذه الحساسية تقود صاحبها إلى الإنتباه للمشاكل المعروفة وغير المعروفة، وتساعده على تلمس أمور الحياة المختلفة بسرعة، وتجعله مهتماً بالآخرين وملزماً نفسه بالقضايا والتحديات.
    2. لا يكون دافعه المال: رغماً أن المال في المجتمع والإقتصاد هو قوة محركة ودافعة للناس جميعاً بما فيها المبدعين، إلا أن المبدعين وبإحساسهم الفطري يقدرون بالإحساس المال اللازم لحاجاتهم، وعندما يتحقق ذلك لا يعود الدافع وراء نشاطهم في الحياة هو المال.
    3. الشعور بوجود الهدف: بالفطرة و البداهة يكون المبدعون قد حددوا هدفاً في الحياة، ويعلمون أن بإستطاعتهم إختبار هدف أو خلق هدف لتحفيزهم ليصلون إلى درجات عالية من المهارة والقدرة والموهبة.
    4. سرعة التكيف: لا يمكن للمبدع إلا أن يكون متكيفاً وبسرعة مع كل الظروف والأجواء، وبإمكانه أن يجبر نفسه على هذا التكيف، خصوصاً إذا كان هذا التكيف ضروري لتحقيق الطموح.
    5. حب الغموض: إن المبدعين يتحملون تواجد فكرتين أو أكثر ويستوعبون إمكانية وجود الحقيقة النسبية مع أية فكرة، وإنهم يعشقون الغموض والتحدي مع الناس والأفكار، والغموض يساعدهم على رؤية الأشياء من جوانب مختلفة طول الوقت.
    6. دقيقي الملاحظة: المبدعون عادةً يستعملون كل حواسهم و إنتباههم ومقدراتهم لملاحظة ومراقبة ما يحدث حولهم.
    7. نظرة المبدع إلى العالم مختلفة عن نظرة معظم الناس: يلاحظ أن المبدع يقرع الطبول والأبواب والأفكار التي لا يقرؤها غيره، وينتعش وقت تعدد وسائل إدراك الأشياء ورؤيتها وسماعها ولمسها وشمها وتذوقها، مما يفتح تفكير المبدع نحو إحتمالات لا نهائية.
    8. رؤية الإحتمالات: إن الشخص العادي البعيد عن الإبداع يخشى ويقاوم الإبداع والمبدعين والتفكير الإبداعي، ويفضل أن يعمل ضمن حدود واضحة ومسؤوليات دقيقة، بينما المبدعون يعشقون أن يروا إحتمالات كثيرة ولا نهاية لأي موقف أو تحد أو مشكلة.
    9. متسائلون: المبدعون وخصوصا ً من إرتقى منهم على سلم الإبداع يخرج من رحم أمه وهو يطرح الأسئلة، وطبيعتهم أن يسألوا، والسؤال ليس لهدف النقد أو الإحراج ، وقد يتساءلون عن ماهية الأشياء وما وراءها،مما قد يفهم على أنه نقد لها، ولكنهم في الحقيقة لا يقصدون ذلك بل يسألون ويستكشفون ويختبرون الأشياء ويلعبون بها كما يمكن أن تكون فقط لغاية المعرفة و الإستكشاف وما هي أهم الفضائل في عقلية المبدع.
    10. القدرة الفطرية على الربط والتركيب الدقيق: ويعني ذلك القدرة على رؤية الصورة الإجمالية الكاملة للأشياء والأنماط الموجودة فيها، و إلتقاط الحلول ولو من أجزاء بسيطة من تلك الصورة، حتى لو أن أساسياتها كانت مفقودة، وهم يثقون بقدرتهم “الفطرية” و بداهتهم حتى لو لم تكن صحيحة 100% طوال الوقت.
    11. القدرة على الخيال: يلاحظ المبدع حتى في طفولته من قبل المدرسين والآباء بأنهم كثيري السرحان والشرود، ويعشق المبدعون التجول في عالم من الخيال، وقد يلفت نظر الطفل المبدع فيلم الكرتون الميال نحو الخيال أكثر من الواقع الثابت.
    12. المرونة: إن المبدعين شديدو المرونة وخصوصاً في تبادل الأفكار، ويحبون أن يروا الأشياء من زوايا مختلفة، وأن يراكموا الإجابات و الإحتمالات والإمكانات والإجابات التقريبية، بينما يرغب غير المبدعين بحل أو إجابة واحدة مريحة.
    13. الإنسياب: يلاحظ أن عند سؤال المبدع سؤالاً بسيطاً مثل إستعمال الطوبة فإنه لا يكتفي بإجابة واحدة، بل من الممكن أن يقول أنها تستعمل لسند الباب أو لربط القارب أو ممكن إستعمالها كسلاح أو ثقل لموازنة الأشياء ويتدفق في الإحتمالات بلا حدود.
    14. الخيال الخصب في التجريب و إختبار الأفكار.
    15. الفطرة والبديهة: كلما إزداد إبداع الفرد كلما اعتمد على قدرته الفطرية التلقائية مثل القدرة على معرفة الإجابة بحقائق بسيطة أو الإحساس بالمشاكل حتى أنها لم تحدث بعد.
    16. الأصولية (Original): إن أحد القوى الدافعة التي يترعرع عليها المبدعين هي أن لا يكون مقلداً، بل خلاقاً مبتكراً منه تنبع الأفكار والأعمال.

    17. المهارة و الحذاقة (Ingenuous): عمل الأشياء غير المألوفة وحل المشاكل والمعادلات الصعبة هما من ميزاتهم، ولهم دائماً رغبة في التفكير فيما لم يفكر فيه أحد، مما يعطيهم ميزات هذه الصفة.
    18. الحيوية والنشاط (Energetic): التحديات والمشاكل والأفكار الجديدة عندما يتمسك بها المبدع تصبح فعلياً مصدر إثارة و إهتمام وشحذ للهمم وتطلق طاقات هائلة لا حدود لها.
    19. روح النكتة: الدعابة والإبداع يبدو أنهم يسيران معاً، والإعتقاد الأغلب أن الإبداع من الصعب حصوله دون وجود لمسة من الفرح والفكاهة، أما الجدية الزائدة فقد تعيق الإبداع.
    20. تحقيق الذات: وصفها أبراهم ماسلوا في 1960، ويبدو أنها أكثر إنطباقاً على المبدعين من غيرهم، وهي تحقيق الأهداف والدوافع إلى أقصى حد ممكن والوصول إلى تحقيق الذات.
    21. ضبط النفس: تبدو هذه الصفة متناقضة مع المبدعين، إذ قد يبدون غير منظمين ويميلون إلى الفوضى أحياناً، إلا أنهم ذوي قدرات هائلة في التنظيم النفسي الداخلي، وهم في نفس الوقت يقاومون الإنضباط الروتيني والممل وغير المبدع من الآخرين.
    22. التعرف على الذات: في الإطلاع على حياة أكثر من 4000 من المبدعين المعروفين في العالم ، تبين أنه من الأشياء المشتركة بينهم إحتفاظهم بمذكرات وسجلات عن نفسهم، يقومون من خلالها بمعرفة ذاتهم وفهمها وتطويرها
    23. الإهتمامات المتخصصة: وهذه صفة أخرى تبعث على الحيرة في المبدعين ذلك أنهم على السطح يبدون مهتمين في كل شئ، ومع ذلك يكون لديهم القدرة على تركيز إهتماماتهم و إلتزامهم وتوجيه طاقاتهم نحو شيء ما، ويبدو أنه مع توزيع وتشعب إهتماماتهم يساهم هذا بطريقة غير مباشرة في الإلمام والإثراء بموضوع إهتمامهم الأساسي.
    24. إنحراف التفكير: يرغب المبدعين في إنحراف تفكيرهم عن الخط الطبيعي ليروا الأشياء من جوانب أخرى ويتحدون ما هو قائم، وبذلك قد يراهم المجتمع بأنهم متمردون غير عاديين، يصعب فهمهم أو أنهم قد أفلتوا زمام الأمور.
    25. الإستطلاع: المبدعون مسرفون في حب الإستطلاع و الإكتشاف والبحث، حتى تظنهم كالأطفال في بعض الأحيان لشدة رغبتهم في معرفة ما يدور حولهم بعمق وتفاعل كبير.
    26. عدم التحديد: حتى يتمكن المبدع من إكتشاف عدة إحتمالات فإنهم غالباً ما يرغبون بترك المواضيع مفتوحة دون جواب نهائي قطعي أو حل إنتظاراً لمزيد من الأفكار والتشعب.

    27. الإستقلالية: يتطلب المبدع درجة عالية من الإستقلالية ويقاوم الإعتماد ومن الممكن أن يترعرع على الإعتماد المتبادل مع من هم مثله.
    28. شديدي النقد: المبدعون يتحدون ويعترضون وينتقدون كل شيء تقريباً وكل فكرة وكل قاعدة وكل قانون، ويستمرون في تحديهم ويبالغون به حتى أن الكثيرين يروهم كناقدين مزعجين أحياناً.
    29. غير موافقين وغير ملتزمين(nonconforming): يتصف المبدعون أنهم لا يقبلون الحدود والقواعد والعادات والتقاليد والأعراف السائدة وغالباً ما يسبحون ضد التيار.
    30. الثقة: وفيها أيضاً إشكالية لدى المبدعين، فبالإضافة إلى إبداعهم فإنهم شديدو الثقة، حتى في الحالات التي يحبطون بها ولا تسير الأمور بالشكل الذي يرغبون، وإذا إهتزت ثقتهم فإنهم سرعان ما يعودوا لثقتهم بأنفسهم، متحديين مشاعر الإحباط والقهر والهزيمة والفشل بثقة داخلية غريبة تنقلهم من جديد إلى البحث عن حلول ومخارج دون إستسلام.
    31. مخاطر ون: وفي هذه الصفة يكمن سوء فهم إذ يرى الناس أن المبدعين يخاطرون ويدخلون في أمور لا داعي لها، في حين أن المبدع لا يرى فيما يفعل مخاطرة أو مغامرة، بل يرى أن ما يقوم به هو حل ممكن وأسلوب من الأساليب المطروحة، كما أنهم في طبيعتهم يحبون إيجاد قائمة من الإحتمالات والبدائل والحلول، بحيث إذا لم ينجح أحد البدائل ينتقلون مباشرة ودون تردد إلى التالي، حتى أن أديسون عندما سئل كيف شعر عندما فشل سبعة آلاف مرة في محاولة إكتشاف الشعيرات التي تضيء أجاب أن آلاف المرات هذه لم تكن فشلاً، بل أن كل واحدة منها كانت حلاً لمشكلة لم تكن قد حلت حتى تلك اللحظة.
    32. المثابرة: كثير من المبدعين ومن عرفوا في التاريخ أمضوا سنوات طويلة ليصلوا إلى ما وصلوا إليه دون كلل أو ملل أو إستسلام، ولذلك يلاحظ إصرار المبدع على ما يرغب في تحقيقه مهما كانت الصعوبات والمدة والفشل.

    الدكتور وليد سرحان

  • الشاعر المتألق علي محمد الجندي ( من سورية مدينة السلمية )..تخرج في كلية الآداب – قسم الفلسفة – جامعة دمشق ..- من قصيدتي : المطر والخوف ..-الحجر.. والماء.

    الشاعر المتألق علي محمد الجندي ( من سورية مدينة السلمية )..تخرج في كلية الآداب – قسم الفلسفة – جامعة دمشق ..- من قصيدتي : المطر والخوف ..-الحجر.. والماء.

    علي الجندي

    • علي محمد الجندي (سورية).
    • ولد عام 1928 في السلمية.
    • تخرج في كلية الآداب – قسم الفلسفة – جامعة دمشق عام 1956.
    • عمل في سورية ولبنان, ومارس الصحافة, كما عمل في الإعلام السوري, وتقاعد عام 1989.
    • دواوينه الشعرية: أصدر اثنتي عشرة مجموعة شعرية, منها: في البدء كان الصمت 1964 – الراية المنكّسة 1969 – الشمس وأصابع الموتى – طرفة في مدار السرطان 1971 – النزف تحت الجلد – 1973 قصائد موقوتة 1978 , بعيداً في الصمت قريباً في النسيان 1982 – الرباعيات 1980 – صار رقاداً 1987 – سنونوة الضياء الأخير 1992.
    • ترجم بعض الكتب إلى العربية.
    • كتب العديد من المقالات في الصحافة.
    • كتب عن مجموعاته الشعرية كثيرون.
    • عنوانه: اتحاد الكتاب – اللاذقية – سورية.

    علي الجنديعلي الجندي

     


    الحجر.. والماء

    … لا تطفو روح الأموات على سطح الماءْ

    ليست هادئة أنفسهم خلف حجاب الماءْ

    تبدو لي أعينهم فارغةً مندهشه

    وشفاههمُ قاتمةً زرقاءْ

    تبدو الأسنان ملوثة هشَّه

    تطفو بعض الأنياب المهترئه

    تسبح فوق أظافر صدئه

    ويظل يلوح الماء على البعد نقيا

    البحر يظل له عمقٌ وعيون شَبِقه

    البحر يرنّحنا, يترنح, يحمل سرّاً مطويَّا..

    الأسماك الصفراء, السوداء الناعمة الزَّلِقَه

    مهما حاولنا إمساك حراشفها

    نفشلْ

    فهي تروغ, تَواثَبُ, تسبح تحت الماء,

    وفوق الماء ومن بين أصابعنا تتسربْ

    تتوارى بين الأمواج العشبية

    تدخل في ثقبٍ صخريٍّ

    تمرق من عين في جمجمةٍ منسيَّه!!

    لكنا لا نبحث في الماء المالح عن سمك طيار

    إنا إذ نلقي بالسنارة في الماء فحتى تعلق

    في قافية مَوْتيه..

    أو حتى تتشبث بالفكرة وهْي تنوس بعيداً في

    الأعماق العتميه..

    أو حتى تترمَّد في القاع المظلمة الأشعار!

    .. هذا البحر الماثل للأعين ليس الماء

    هذا ألوانٌ مازَجَها ملح

    ذوّبها فنان مهووس كي تحرس كنزاً فنيّا

    كي تخفي سرَّ بلاد غاصت في الأرض بما فيها

    وتظل دليلاً للشمس يجنِّبها الأنواء

    ولكي نحلم, أو نبكي ونصلي

    أو نرغب في أن نرحل فيها

    أن نبنيَ قصراً عند شواطئها, بيتاً سريّا!.

       

    يا بحراً

    يا لوناً ممزوجاً بالأعين والأنفاس العاشقة

    ويا قبر الأشواقْ

    حدِّثنا عن تلك المدن الشائكةِ المائية

    عن سرِّ الأعماقْ

    عن عاشقةٍ – قالوا – طفله

    كانت تولم في عينيها الضاحكتينْ

    للفجر الخمريِّ المحزونْ

    كانت تزرع في ليل غدائرها فلَّه

    حدِّثنا كيف تنام الآن قريباً من نبع الأحداثْ

    متجلدةً تنبت بين أصابعها الأعشاب بلا أوراقْ

    تمرق من عينيها الأسماك الذهبيه

    هل مازالت تنتظر هناك مواعيد العشاقْ?!

    وتحملق في ذعرٍ بالعينين الفارغتين إلى النار الوحشيه?!

    .. انهضْ من قاع الهاوية الوهمية ياراوية الأحزانْ

    أكلتْ شفتيك الكلمات الهمجية واستشرى

    في جلدك وخز الأحرف, لذْع الأوزانْ

    لوِّنْ أفقك بالبحر القزحيّ وبالشفق الزاهي

    أقلِعْ عن تسويد رؤاك, وهادنْ نفسك

    روّح عن دفترك المفتوح على الليل

    وشرِّعْ صدرك للإيمانْ

    حدثني ياليل الريح المهووسة

    صِفْ لي أعماق الغابة, أغوار البحر

    ارسم لي لوحة مَن غابوا تحت الماء المالح

    قل لي ما شأن اللحظة في دنياهم,

    أخبرني كيف اقتتلوا كي يصلوا لكنوز القرصانْ?!

    … كانوا, كانوا.. وتجلَّدتِ الأحرف في (صاروا)

    قد صاروا صوراً جامدة, أجساداً..

    من طين مشويٍّ ودخان

    مابين شفاههمُ, في حفر عيونهمُ

    عشَّشتِ الديدانْ

    بعضهمُ يده مازالت تمتد بسيف

    قد صار الآن بقايا شيءٍ مهتريءٍ, صديءٍ

    نبتت في حدَّيهِ حراشف

    أعشابٌ آسنةٌ..

    والبعض يضم حكايته المهجورة

    وينام على حلم.. ظمآنْ..

    قل لي ياسيف القدرة ماذا حلَّ بكنز القرصان?

    حدِّثْني عمَّا ضمَّ الكنز من اللؤلؤ والمرجانْ

    أين هو الكنز الآنْ?!

    …. الكنز.., الكنز حديثٌ إفكٌ

    الكنز الضائع وهْمٌ.. كذبة نيسانْ!!

    لكنْ, لو لم يوجد كنز, كان اخترع الناس

    الكذبة, حتى يورق, يلمع لؤلؤهُ في أعينهم

    حتى يقتتلوا فيدمَّر تمثال الصلصال

    وتُخْنق فيهِ.. روح الإنسان!!

       

    من قصيدة: المطر والخوف

    .. يكسونا مطر الشهر القادمْ

    يتسرب حتى عُقَدِ الأعصاب, ولا يترك ذكرى غافيةً

    إلا ويفلِّيها ويغرّقها بالعرق النادم!

    لا ثلجَ يمازج هذا المطر الشفهيّ

    وليس لنا من حطب الغابة ما ندفيء

    في وهج أغانيه الريح الداهم

    .. وتظل خيوط الماء تسوّرنا

    وتغطّينا وتداهمنا في صمت ليالينا الفاحم..

  • تعرف على الأديب / سامي الدروبي  /  والناقد والمترجم والدبلوماسي السوري من مدينة حمص ..اشتهر بترجمته لجميع اعمال دوستويفسكي..

    تعرف على الأديب / سامي الدروبي / والناقد والمترجم والدبلوماسي السوري من مدينة حمص ..اشتهر بترجمته لجميع اعمال دوستويفسكي..

    سامي الدروبي

    ويكيبيديا
    اديب وناقد ومترجم ودبلوماسي سوري. اشتهر بترجمته لجميع اعمال دوستويفسكي، والتي تعد الترجمات الأشهر لهذا المؤلف. له ترجمات لمؤلفين اخرين كتورلستوي وبوشكين وليمنتوف وغيرهم. ولد في مدينة حمص عام 1921 م. عمل مدرسا للفلسفة في حمص، ثم عميدا لكلية التربية بجامعة دمشق فاستاذا للفلسفة، فوزيرا للمعارف. ثم سفيرا للجمهورية العربية السورية في يوغسلافيا، ومصر، وإسبانيا، ومندوبا لسوريا في جامعة الدول العربية. توفي 1976 م. ومنح جائزة لوتس في عام 1978 اي بعد أن مات.

    حياته[

    وُلِدَ سامي الدروبي في حمص في أبريل عام 1921 م، والدته تدعى سامية أما أشقاؤه فهم سمير، الدكتور ثابت، عبد الإله، الدكتور غازي، المهندس عزام، الدكتورة إلهام.

    دراسته

    درس في مدارس حمص الابتدائية والثانوية، ثم واصل دراسته في تجهيز دمشق، القسم الثانوي للبكالوريا. تابع دراسته في دار المعلمين العليا لمدة عامين، وعُيِّنَ معلماً، وظل في وظيفته هذه كمعلم سنة واحدة درَّس خلالها في قرية المخرم الفوقاني في محافظة حمص. أُوفِدَ إلى القطر العربي المصري في أواخر عام 1943 حيث تعلم في القاهرة، فدخل كلية الآداب، قسم الفلسفة، وتخرَّج منها سنة 1946.عاد إلى القطر العربي السوري عام 1947 فعُيِّنَ مدرّساً للفلسفة والمنطق بثانويات حمص. انتقل خلال الأعوام 1948 – 1949 إلى دمشق (كمعيد في الجامعة). أوفِدَ إلى باريس خلال الأعوام 1949 – 1952 لتحضير الدكتوراه في الفلسفة. عاد من باريس وعُيِّنَ مدرّساً في كلية التربية، ثم أستاذاً لعلم النفس.

    سيرته المهنية

    مارس سامي الدروبي التعليم الابتدائي في مدارس الجولان بالقطر العربي السوري. تابع دراسته في دار المعلمين العليا لمدة عامين، وعُيِّنَ معلماً، وظل في وظيفته هذه كمعلم سنة واحدة درَّس خلالها في قرية «المخرم الفوقاني» في محافظة حمص. أُوفِدَ إلى القطر العربي المصري في أواخر عام 1943 حيث تعلم في القاهرة، فدخل كلية الآداب، قسم الفلسفة، وتخرَّج منها سنة 1946. عاد إلى القطر العربي السوري عام 1947 فعُيِّنَ مدرّساً للفلسفة والمنطق بثانويات حمص. انتقل خلال الأعوام 1948 – 1949 إلى دمشق (كمعيد في الجامعة). أوفِدَ إلى باريس خلال الأعوام 1949 – 1952 لتحضير الدكتوراه في الفلسفة.عاد من باريس وعُيِّنَ مدرّساً في كلية التربية، ثم أستاذاً لعلم النفس.

    أوفِدَ إلى القطر العربي المصري عندما قامت الوحدة المصرية السورية سنة 1958 كمدير في وزارة الثقافة، ومدرّس في جامعة القاهرة عام 1959 – 1960. عُيِّنَ مستشاراً ثقافياً لسفارة الجمهورية العربية المتحدة في البرازيل عام 1960 – 1961. بعد الانفصال مباشرة طلب إعادته إلى دمشق حيث عاد للتدريس في جامعة دمشق.

    كان الدروبي عضوا في حزب البعث العربي الاشتراكي، وقد عين وزيرا للتربية في حكومة ما يسمى ثورة الثامن من آذار.

    عُيِّنَ سفيراً للجمهورية العربية السورية في المغرب في 1/9/1963. عُيِّنَ سفيراً للجمهورية العربية السورية في يوغوسلافيا في 1/12/1964. عُيِّنَ مندوباً دائماً للجمهورية العربية السورية في الجامعة العربية في 1/9/1966.

    عُيِّنَ سفيراً للجمهورية العربية السورية في مدريد بإسبانيا في 27/11/1971. وفي 12/10/1975 طلب إعادته إلى دمشق لأسباب صحية وبقي سفيراً في وزارة الخارجية، وظل يعمل في أعماله الأدبية وفي حقل الترجمة وإنجاز مشاريعه الأدبية رغم ظروفه الصحية القاسية.

    أعماله

    الترجمات في الفلسفة

    1. تفكير كارل ماركس: نقد الدين والفلسفة، تأليف: جان إيف كالفيز، ترجمة: سامي الدروبي، جمال الأتاسي.

    2. المذهب المادي والثورة، تأليف: جان بول سارتر، ترجمة: سامي الدروبي، جمال الأتاسي.

    3. المجمل في فلسفة الفن، تأليف: بندتو كروتشه، ترجمة: سامي الدروبي.

    4. منبعا الأخلاق والدين، تأليف: هنري برغسون، ترجمة: سامي الدروبي، عبد الله عبد الدايم.

    5. مسائل فلسفة الفن المعاصر، تأليف: ج.م.جويو، ترجمة: سامي الدروبي.

    6. الطاقة الروحية، تأليف: هنري برغسون، تعريب: سامي الدروبي.

    7. الضحك: بحث في دلالة المضحك، تأليف: هنري برغسون، ترجمة: سامي الدروبي، عبد الله عبد الدايم.

    8. الفكر والواقع المتحرك، تأليف: هنري برغسون، ترجمة: سامي الدروبي.

    الترجمات في العلوم السياسية

    1. مدخل إلى علم السياسة، تأليف: موريس دوفرجيه، ترجمة: جمال الأتاسي، سامي الدروبي.

    2. معذبو الأرض، تأليف: فرانز فانون، ترجمة: سامي الدروبي، جمال الأتاسي، تعليق سليمان الخش.

    الترجمات في التربية وعلم النفس

    1. المعلم العربي: إعداد المربي، تأليف: روجه كوزينة، ترجمة: جميل صليبا، حكمة هاشم، سامي الدروبي.

    2. علم النفس التجريبي، تأليف: روبرت س. ودروث، ترجمة: سامي الدروبي.

    3. سيكولوجية المرأة، تأليف: ج. هيمانس، ترجمة: سامي الدروبي.

    الترجمات في الأدب

    1. وقائع مدينة ترافنك، تأليف: إيفو آندريتش، ترجمة: سامي الدروبي.

    2. جسر على نهر درينا، تأليف: إيفو آندريتش، ترجمة: سامي الدروبي.

    3. بطل من هذا الزمان، تأليف: ميخائيل ليرمنتوف، ترجمة: سامي الدروبي.

    4. كونكاس بوربا، تأليف: ماشادو دي أسيس، ترجمة: سامي الدروبي.

    5. الموسيقي الأعمى، تأليف: ف. كورولنكو، ترجمة: سامي الدروبي.

    6. النول، الحريق، الدار الكبيرة؛ تأليف: محمد ديب، ترجمة: سامي الدروبي.

    7. لحن كرويتزر، تأليف: ليف تولستوي، ترجمة: سامي الدروبي.

    8. الأعمال الأدبية الكاملة (18 مجلداً.، تأليف: دوستويفسكي، ترجمة: سامي الدروبي.

    9. الطفولة – المراهقة – الشباب (الأعمال الأدبية الكاملة؛ مجلد1.، تأليف: ليف تولستوي، ترجمة: سامي الدروبي.

    10. أقاصيص سيباستوبول وغيرها(الأعمال الأدبية الكاملة؛ مجلد2.، تأليف: ليف تولستوي، ترجمة: سامي الدروبي.

    11. القوزاق وقصص أخرى (الأعمال الأدبية الكاملة؛ مجلد3.، تأليف: ليف تولستوي، ترجمة: سامي الدروبي.

    12. الحرب والسلم (الأعمال الأدبية الكاملة؛ مجلد4.، تأليف: ليف تولستوي، ترجمة: صياح الجهيم، سامي الدروبي.

    13. ابنة الضابط، تأليف: الكسندر بوشكين، ترجمة: سامي الدروبي.

    مؤلفات

    1. علم النفس ونتائجه التربوية، تأليف: سامي الدروبي بالاشتراك مع حافظ الجمالي.

    2. دروس علم النفس، تأليف: سامي الدروبي، سمير الدروبي.

    3. الموجز في علم النفس، تأليف: سامي الدروبي، عبد الله عبد الدائم.

    4. علم النفس والأدب: معرفة الإنسان بين بحوث علم النفس وبصيرة الأديب والفنان، تأليف: سامي الدروبي.

    5. علم الطباع: المدرسة الفرنسية، تأليف: سامي الدروبي.

    6. الرواية في الأدب الروسي، تأليف: سامي الدروبي.

    مخطوطات

    1. من أغاني السكارى على نهر العاصي بمدينة حمص.

    مقالات في الدوريات

    1. مجلة «الشهر» العدد الثاني، أبريل 1958، مقالة: «النظر الفلسفي في ثقافتنا المعاصرة»، بقلم: سامي الدروبي.

    2. مجلة المعرفة عدد 7 عام 1962، مقالة: «طبيعة الأدب»، بقلم: سامي الدروبي.

    3. مجلة المعرفة عدد 8 عام 1962، مقالة: «طبيعة الأدب والفنان في ضوء التحليل النفسي»، بقلم: سامي الدروبي.

    4. مجلة المعرفة عدد 12 عام 1963، مقالة: «الإنتاج الفلسفي في الثقافة العربية المعاصرة»، بقلم: سامي الدروبي.