Category: الإبداع والإختراع

  • أبدعوا بين جنباتها أعمالاً باهرة ..أمثال : تولستوي وتشيخوف وبونين وبوشكين وغوركي..- مشاركة:سامي عمارة.

    أبدعوا بين جنباتها أعمالاً باهرة ..أمثال : تولستوي وتشيخوف وبونين وبوشكين وغوركي..- مشاركة:سامي عمارة.

    شبه جزيرة القرم جذبت كبار الأدباء الروس وتركت فيهم أثرا (1-2)

    تولستوي وتشيخوف وبونين وبوشكين وغوركي أبدعوا بين جنباتها أعمالاً باهرة

  • كتب الأستاذ ميمون التونسي ..يفوز الاستاذ عبد العزيز غزال ..في مسابقة بصمات من أجل مؤلف جديد..

    كتب الأستاذ ميمون التونسي ..يفوز الاستاذ عبد العزيز غزال ..في مسابقة بصمات من أجل مؤلف جديد..


    الاستاذ عبد العزيز غزال يفوز في مسابقة بصمات من اجل مؤلف جديد
    ميمون التونسي novembre 23, 2020

    ستون  عنوان العمل الادبي الاول  لرجل التربية والثقافة بولاية مدنين الاستاذ  عبد العزيز غزال ، وهو  سيرة ذاتية روائية حسب ما  به صرح به للاعلامي ميمون التونسي  ،واضاف محدثنا ان ستون هو اول عمل له واول محاولة في كتابة الرواية ..شارك  بها في مسابقة “بصمات من اجل مؤلف جديد  ،اصداري الاول “وهي مسابقة اعلنت عليها وزارة الثقافة في شهر سبتمبر عن طريق المؤسسة التونسية لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة وتم الاعلان عن نتايجها صباح اليوم   الاثنين 23 نوفمبر 2020  حيث ستتكفل المؤسسة المذكورة بطبع الكتب التي فازت في هذه المسابقة .

    واشار محدثنا  ان فكرةتاليف  الروايةانطلقت يوم احيل  على شرف المهنة ..وكان  يومئذ يخشي  السقوط في مفسدة الفراغ ففكر في تاليف هذا العمل ،كما افاد الاستاذ  عبد العزيز غزال ان روايته هي سيرة ذاتية في شكل روائي وقد اختار  هذا النمط حتى يبتعد  عن السير الذاتية المنفصلة : لكل حدث تاريخ ..اراد  الربط بينها في شكل روائي سردي لجملة من الاحداث والذكريات .فيها شيء من نفسه واشياء كثيرة من غيره على حد تعبيره.

    واكد رجل التربية والثقافة انه لم يكتب  هذا العمل بحثا عن الشهرة اوجلب الاضواء فهو ليس  من هواتها ولا من طلابها اراد  فقط ان يطلع  القراء على تجربة انسانية في فترةزمنية امتدت من الطفولة الى اليوم …
    تنطلق الاحداث من صرخة مخيفة وكابوس لعين وحريق في نفق لا يترك ولايذر …
    الاحداث دارت اغلبها في جزيرة جربة اين عاش  طفولته وجزءا من مراهقته وكذلك العديد من الاحداث دونها حول مسقط راسه مدنين ،بعض الاحداث واقعية والبعض الاخر اقتضته ضرورة السرد فكان للخيال فيه صولات وجولات حسب ما صرح به محدثنا .
    واختتم حديثه الاستاذ عبد العزيز غزال انه في النهاية  الانسان الحديث لا يختلف كثيرا عن جده الاول الذي خلد تجربته عنوو طريق الرسوم في الكهوف والجبال حبا للخلود لانه كان مقتنعا ان الذكر للانسان  عمر ثاني
  • بالصور مسيرة العالمة الفيزيائية السورية #شادية_رفاعي _حبال Shadia Habbal..مواليد مدينة حمص.. سيدة الشمس التي تبحث عن كون بلا ألغاز وتكتشف أسرار نجمنا القريب..- مشاركة:عبدالسلام الشبلي.

    كوكب يا بلدي - العالمة الفيزيائية السورية شادية حبال... | Facebook
    المشهد أونلاين - "شادية حبال" واحدة من أهم العلماء السوريين على مستوى العالمسيدة الشمس) السورية شادية الرفاعي حبال | Al-Raafed Syria
    عبدالسلام الشبلي

    شادية حبال عالمة سورية تكتشف أسرار نجمنا القريب

    العالمة السورية هي المرأة الأولى في العالم التي تشرف على التحضير لرحلة مسبار شمسي لوكالة ناسا، والذي يعد المركبة الفضائية الأولى التي تدور داخل هالة الشمس وتقترب منها. الثلاثاء 2019/04/16م
    حبال سيدة الشمس التي تبحث عن كون بلا ألغاز “كنت أنظر من نافذة غرفتي إلى السماء، وأفكر في أنه ليس من المعقول أن ينتهي العالم عندها، ولا بد من وجود أشياء خلفها تحتاج إلى أن نتعرف عليها”. كانت هذه هي الأفكار التي تراود عقل العالمة السورية شادية رفاعي حبال في صغرها، قبل أن يقودها القدر والشغف المعرفي إلى أن تصبح إحدى أبرز العالمات في مجال الفيزياء الفلكية. المعهد العربي الأميركي صنف حبال في شهر مارس الماضي كإحدى أكثر النساء تأثيرا في مجالها العلمي. فقدرات هذه العالمة رشحتها إلى أن تصل كإحدى النساء القلائل في هذا المجال إلى عضوية كل من “الجمعية الفلكية الأميركية”، “الجمعية الأميركية للفيزياء الأرضية”، “جمعية الفيزيائيين الأميركيين”، “الجمعية الأوروبية للفيزياء الأرضية”، “الاتحاد الدولي للفلكيين” ودرجة الزمالة في “الجمعية الملكية للفلكيين”، مدونة اسمها في قائمة أهم الباحثين في ماهية الرياح الشمسية التي حيرت العلماء لزمن طويل، لكن ذلك كان قبل أن تضع هذه العالمة العربية بصمتها في هذا المجال، داحضة الكثير من الافتراضات السابقة في ما يتعلق بالرياح الشمسية وسرعتها.

    رحلة إلى البعيد

    المعهد العربي الأميركي يصنف حبال في شهر مارس الماضي كإحدى أكثر النساء تأثيرا في مجالها العلمي
    المعهد العربي الأميركي يصنف حبال في شهر مارس الماضي كإحدى أكثر النساء تأثيرا في مجالها العلمي
    في مدينة دمشق عام 1948 ولدت حبال، وهي ابنة عالم النفس السوري نعيم الرفاعي، لتنشأ كما تقول، في أسرة متعلمة مثقفة، تحب العلم وتعتبره أولوية في بناء أفرادها، وليكون حبها لقصة حياة عالمة الفيزياء البولندية الفرنسية ماري كوري التي قرأتها في سن الثانية عشرة، بداية الطريق لتعلقها بالفيزياء، قبل أن تبدأ دراستها الفعلية لها في جامعة دمشق، حيث نالت شهادة البكالوريوس في علوم الفيزياء والرياضيات بداية سبعينات القرن الماضي. انتقلت حبال بعد ذلك إلى دراسة الماجستير في الفيزياء النووية بالجامعة الأميركية في بيروت، إلا أن الأحداث التي عصفت في العاصمة اللبنانية قبيل الحرب الأهلية اللبنانية، أدت إلى توقف دراستها قبل أن يحملها الحظ إلى أوهايو الأميركية بعد نصيحة أحد المدرسين لها، بأن تتقدم إلى قسم الفيزياء في جامعة سينسيناتي وتجرب حظها في القبول هي وزوجها فواز حبال. نجحت في الالتحاق بتلك الجامعة سنة 1977 ونالت شهادة الدكتوراه في الفيزياء، منطلقة في مسيرتها العلمية الممتدة حتى الآن بين الولايات المتحدة وبريطانيا، حياة علمية حافلة بالعديد من الشهادات والمؤهلات خلال نحو أربعين عاما. أنجزت حبال العديد من الأبحاث والدراسات خلال سنوات عملها كباحثة في المركز الوطني لأبحاث الغلاف الجوي في بولدر بداية، ثم باحثة في مركز فيزياء الفضاء التابع لجامعة هارفارد. حصلت على كرسي الأستاذية في جامعة ويلز، وأصبحت محررة مجلة البحوث الجيوفيزيائية في قسم الفضاء، فضلا عن ترؤسها للعديد من الرحلات البحثية لرصد عملية كسوف الشمس بهدف دراسة الهالة الشمسية، كما كان لها دور مهم في التحضير لرحلة مسبار شمسي لوكالة ناسا، والذي يعد المركبة الفضائية الأولى التي تدور داخل هالة الشمس وتقترب منها.

    مع يوليسيس وغاليليو

    "ساعة" واحدة فقط من بيانات الشمس، تقول حبال إن عشر سنوات من الرصد تطلبتها بعد أن تنقلت هي وفريقها بين سوريا وليبيا وجنوب أفريقيا وأستراليا
    “ساعة” واحدة فقط من بيانات الشمس، تقول حبال إن عشر سنوات من الرصد تطلبتها بعد أن تنقلت هي وفريقها بين سوريا وليبيا وجنوب أفريقيا وأستراليا
    من خلال إبحارها في هالة الشمس قدمت حبال نحو 60 ورقة بحثية في هذا المجال قبل أن تصل إلى قيادة الحركة الأكاديمية النسوية العلمية “النساء المغامرات” التي ضمت جمهرة من النساء الأكاديميات حول العالم. لعل هذا اللقب “سيدة الشمس“ أحد أكثر الألقاب الملائمة لحبال، كيف لا، وهي التي ظلت مشغولة بالبحث عن الرياح الشمسية وماهيتها. ظاهرة حيرت العلماء الذين افترضوا أن هناك نوعين من الرياح التي تنطلق من الشمس أحدهما بسرعة 800 كيلومتر في الثانية، والأخرى بطيئة ثقيلة الحركة تأتي من المنطقة الاستوائية للشمس. إلا أن حبال التي استمرت تجاربها وأبحاثها سنوات طويلة، والتي استخدمت خلالها حالة الكسوف الكلي للشمس، تقول إن الكسوف هو الوضعية الوحيدة التي تساعد على البحث في هالة الشمس ومعرفة حركة رياحها وسرعتها، حيث أثبتت، بعد العشرات من التجارب التي اعتمدت فيها على الكسوف الطبيعي ومحاكاة الكسوف بأدوات مبتكرة بشريا، أن تلك الافتراضات التي وضعها العلماء لم تكن صحيحة. حسب حبال، مكونات الرياح الشمسية، تأتي من كل مكان في سطح الشمس وتعتمد سرعتها على مغناطيسية المناطق التي قدمت منها، وقد أكدت المركبات الفضائية التي تولت رصد الشمس صحة ما أثبتته حبال، مثل تلك التي أرسلتها وكالة الفضاء الأوروبية “يوليسيس” و“غاليليو”، فضلا عن سفن الفضاء العاملة في مشروع “راصد الشمس” التابع لوكالة ناسا. عمل حبال يحمل جانبا كبيرا من الإثارة لمتابعيه، فقد كانت كما تؤكد، بحاجة لنحو عشر سنوات لكي تجمع ساعة واحدة من البيانات حول الشمس مع فريق عملها الذي تنقل معها بين سوريا وليبيا وكينيا وزامبيا وجنوب أفريقيا وأستراليا، متحملة العديد من المصاعب التي كان أولها أحوال الطقس السيئة التي قد تعطل عملية الرصد خلال الكسوف، حيث قامت بدمج تلك البيانات التي حصلت عليها خلال هذه السنوات حاصلة على عملية كسوف مدهشة جدا، مؤكدة أن كل صورة لكسوف الشمس يمكن أن تقدم استكشافا جديدا. تقول إن دراستها لم تتوقف عند رياح الشمس، بل تناولت خلال بحوثها دراسة الطبيعة الدينامية للانبعاثات الشمسية في مناطق الطيف الراديوية والضوء المرئي والمنطقة القريبة من موجات الطيف تحت الحمراء وفوق البنفسجية وما يليها، ناهيك عن دراسة الرياح الشمسية الهادفة لتحديد العوامل الفيزيائية المسؤولة عن خواصها وكذلك دراسة سطح الشمس وامتدادات ما ينبعث منه إلى كواكب المجموعة الشمسية.

    هرطقة مؤكدة

    اكتشافات حبال تثير الجدل بين العلماء، البعض يصفها بمفجّرة ثورة علمية، وآخرون يعتبرون أبحاثها هرطقة يصعب دحضها
    اكتشافات حبال تثير الجدل بين العلماء، البعض يصفها بمفجّرة ثورة علمية، وآخرون يعتبرون أبحاثها هرطقة يصعب دحضها
    الذهول ما يزال يسيطر على متابعي اكتشافات حبال التي تثير الجدل في الأوساط العلمية، فالبعض يصفها بصاحبة الثورة العلمية، وبأن عملها خطوة عملاقة إلى الأمام، بينما وصل الأمر بالبعض إلى وصف ما توصلت إليه حبال بالهرطقة التي يصعب دحضها، بعد أن اكتشفت ما اكتشفته من أسرار الرياح الشمسية وصنعت اتجاها جديدا في فيزياء الشمس، فضلا عن مساهمتها في تصميم العديد من الكائنات الآلية للاستكشافات الفضائية التي ساعدت في معرفة ماهية تلك الرياح التي اختصت بدراستها. لقد كان الغموض يحيط بتلك الظواهر بشكل كامل قبل معرفة أن لهذه الرياح الشمسية الدور الأبرز في حماية الحياة في الأرض من الأشعة الكونية المهلكة. وكما يؤكد نايجل كالدر، رئيس التحرير السابق للمجلة العلمية البريطانية، كانت حبال أول من كشف عن أهم مفارقات الهالة الغامضة، وذلك في بحثها الذي نشرته عام 1995 وتوقعت فيه أن تكون البروتونات أشد سخونة بكثير من الإلكترونات في الهالة الداخلية للرياح الشمسية السريعة، ونظمت بالتعاون مع “مركز غودارد الفضائي” و“مختبر الدفع النفاث” التابعين لوكالة ناسا فرقا جوالة لرصد الهالة ميدانيا، وقادت هذه الفرق التي ضمت علماء فيزىاء ومهندسين وطلابا ساهموا في رصد الهالة خلال حوادث الكسوف في الهند وغواديلوب وعين ديوار في سوريا. جمعت حبال خلال سنوات عمرها بين كونها زوجة وأمّا لولدين، الأمر الذي يتطلب منها الرعاية الكاملة لأسرتها، والعلم الذي احتاج منها الكثير من الوقت والتفرغ لأجل تحقيق الإنجاز المنشود. تقول إن الأمر لا يتم بسهولة، وأن الكثير من الصعاب تواجه الأم الأكاديمية، إلا أنها طالما اعتقدت أن المساندة الأسرية تلعب دورا مهما في دعم الأبناء المتعلمين لاجتياز مثل هذه الصعوبات، فضلا عن الثقة بالنفس التي يجب أن تتحلى بها الفتاة المتعلمة لأجل اجتياز أي نوع من العراقيل والصعوبات التي قد تواجه طريقها في التعليم ومتابعة الدراسة المتخصصة، وتعتقد أن الثقة وعدم الاستسلام هما أول مبادئ النجاح، كذلك فإن العالمة السورية لم تتخل عن موهبتها في عزف التشيلو وحضور الحفلات الموسيقية التي طالما أحبتها.

    شخصية علمية فريدة

     لقب “سيدة الشمس“ أحد أكثر الألقاب الملائمة لحبال
     لقب “سيدة الشمس” أحد أكثر الألقاب الملائمة لحبال
    لم تغير الغربة الطويلة من طبيعة حبال التي طالما اشتاقت لوطنها ولم تتنكر له ولتقاليده وللغته يوما، حيث طالما أعلنت رغبتها بنقل علومها وتوظيفها في خدمة بلادها إلا أن أحلامها اصطدمت بواقع صعب، ففي العام 1977 عادت إلى سوريا وزارت قسم الفيزياء بجامعة دمشق، ثم عادت مرة أخرى في 1999 لتقابل وزيرة التعليم في ذلك الوقت وتعرض عليها أن يشارك بعض مدرسي قسم الفيزياء في أبحاثها، إلا أنهم وصلوا إلى عين ديوار متأخرين، ما جعل من تعليمهم أمرا صعبا كما تؤكد حبال. وفي العام 2007 دعيت مرة أخرى إلى دمشق التي كانت عاصمة الثقافة العربية في ذلك الوقت، وألقت محاضرة فيها قبل أن تجتمع بمسؤولي قسم الفيزياء في الجامعة وتعرض عليهم تطوير المناهج العلمية السورية إلا أن أحدا لم يستجب لعرضها. وتعد الحرب في سوريا والتي خلفت الآلاف من الضحايا أحد أبرز الأسباب التي تمنع حبال من العودة إلى بلادها، حيث أكدت مرارا أن فرصة العودة إلى دمشق التي ولدت فيها باتت صعبة بعد أن غيرت الحرب المعادلة كلها. وقد يكون السفر إلى الشمس وعوالمها أسهل على هذه المرأة من العودة إلى بلادها في مثل هذه الظروف. تذكر مجلة “ساينس” الشهيرة الناطقة بلسان حال الجمعية الأميركية لتقدم العلوم، أن بحوث حبال أطاحت بالتصورات التي كانت سائدة من قبل عن مصدر رياح الشمس، مثنية على جهودها العلمية الجبارة، وأن ما قدمته ليس أقل من ثورة في مجال علوم فيزياء الشمس، في الوقت الذي حصلت فيه حبال على العديد من الجوائز والتكريمات مثل شهادة تقدير المركز الدولي لأبحاث الغلاف الجوي، وشهادة تقدير مركز هارفارد سميثونيان للفيزياء الفلكية، فضلا عن جائزة الرواد من مؤسسة الفكر العربي والذي أقيم في مراكش عام 2004. ويذكر جود جونسن وهو أحد المهندسين المرافقين لحبال في رحلاتها الاستكشافية، أنها شخصية علمية رائعة في ما يتعلق بإنجازها العلمي أو قدرتها على الحصول على التمويل اللازم للأبحاث، والذي تؤكد حبال في الكثير من أحاديثها أنه يتم وفق شروط معينة وسط تنافسية شديدة بين الباحثين والعلماء. أما غانثر هاسينجر مدير معهد علم الفلك في جامعة هاواي فيؤكد في حديثه عن حبال أنه لأمر هام أن يكون رئيس طاقم التدريس وقائد الكلية امرأة، فهذا الأمر نادر للغاية في مثل هذه العلوم، مشيرا إلى أن كون حبال من الشرق الأوسط فهو أمر أكثر أهمية فهي قدوة للأصل الذي انحدرت منه.https://www.youtube.com/embed/ZbfMJi6Ni60?autoplay=0&start=0&rel=0
    العالمة الفيزيائية السورية شادية رفاعي حبال
    شادية حبال من ويكيبيديا، الدكتورة شادية حبّال معلومات شخصية الميلاد القرن 20 تعديل قيمة خاصية (P569) في ويكي بيانات حمص، سوريا الجنسية سوريا الولايات المتحدة الحياة العملية المدرسة الأم جامعة دمشق، الجامعة الأميركية في بيروت، جامعة سينسيناتي المهنة عالمة فلك، وفيزيائية تعديل قيمة خاصية (P106) في ويكي بيانات مجال العمل فضاء جوي، فيزياء شمسية تعديل مصدري – تعديل طالع توثيق القالب الرياح الشمسية شادية رفاعي حبال (بالإنجليزية: Shadia Habbal)‏ (مواليد حمص، سوريا) هي عالمة فلك وفيزياء سورية أمريكية، وابنة عالم النفس السوري الدكتور نعيم الرفاعي، بروفيسورة أستاذة كرسي فيزياء شمسية في جامعة ويلز في بريطانيا وتتركز بحوثها حول الرياح الشمسية وكسوف الشمس. حياتها ودراستها ولدت الدكتورة شادية رفاعي الحبال في سوريا بمدينة حمص حيث حصلت على شهادتها الثانوية ثم نالت درجة البكالوريوس في علوم الفيزياء والرياضيات من جامعة دمشق، والماجستير في الفيزياء النووية من الجامعة الأمريكية في بيروت، ثم الدكتوراه في جامعة سينسيناتي في ولاية أوهايو الأمريكية عام 1977. مؤهلاتها العلمية عملت كباحثة لمدة عام واحد في المركز الوطني لأبحاث الغلاف الجوي في بولدر (1977-1978) ثم عينت باحثة في مركز فيزياء الفضاء «سميث سونيان» التابع لجامعة هارفارد (Harvard-Smithsonian Center for Astrophysics) وبقيت ما يزيد عن عقدين من الزمن. وحصلت على كرسي الأستاذية في جامعة ويلز في بريطانيا عام 2000، وفي سنة 2002 تم تعيينها محررة في مجلة البحوث الجيوفيزيائية قسم فيزياء الفضاء. نشاطاتها العلمية ترأست 10 حملات علمية لرصد كسوف الشمس حول العالم، حيث زارت أماكن مثل الهند (1995)، جواديلوب (1998) الصين (2008) وبولينيزيا الفرنسية (2010). وقادت عِدة فرق علمية مشاركة في دراسة الهالة الشمسية أثناء الكسوف بالتعاون مع وكالة ناسا في عام (2006,2008، 2009). كما لعبت د.شادية دوراً رئيساً في الإعداد لرحلة المسبار الشمسي لوكالة الفضاء الأمريكية “ناسا”، وهو أول مركبة فضائية تدور فعلياً داخل الهالة الشمسية. وتقدمت بحوالي 60 ورقة بحث لمجلات التحكيم العلمية، كما شاركت بثلاثين بحثاً آخر في المؤتمرات العلمية، كما أنها قائدة حركة أكاديمية لنساء العلم عرفت باسم “النساء المغامرات”. عضويتها بالجمعيات العلمية الجمعية الفلكية الأمريكية. الجمعية الأمريكية للفيزياء الأرضية. جمعية الفيزيائيين الأمريكيين. جمعية النساء المغامرات. الجمعية الأوروبية للفيزياء الأرضية. الاتحاد الدولي للفلكيين. تتمتع الدكتورة شادية بدرجة الزمالة في الجمعية الملكية للفلكيين. التقديرات العلمية Pioneer، مؤسسة الفكر العربي، ديسمبر 2004. Certificate of Guest Professor، من جامعة العلوم والتكنولوجيا الصينية 4 سبتمبر 2001. شهادة تقدير من مركز هارفارد سميثونيان للفيزياء الفلكية 19 ديسمبر 1997. شهادة تقدير من المركز الدولي لأبحاث الغلاف الجوي والمناخ 1996.
    برومو "مغتربون" - عالمة الفيزياء شادية حبال - YouTube
    شادية حبال.. عالمة سورية فجرت "قنبلة" فيزيائية | احكي
    Shadia Habbal From Wikipedia, the free encyclopedia Jump to navigationJump to search Shadia Habbal Born Homs, Syria Citizenship Syrian, American Alma mater University of Cincinnati Scientific career Fields Aerospace Shadia Rifa’i Habbal (Arabic: شادية رفاعي حبال) is a Syrian-American astronomer and physicist specialized in Space physics. A professor of Solar physics, her research is centered on Solar wind and Solar eclipse. Life and education She was born as Shadia Na’im Rifa’i in the city of Homs where she finished secondary education, she enrolled in the University of Damascus where she received her bachelor in physics and math. She received a master in physics from the American University of Beirut before receiving her PhD from the University of Cincinnati.[1] Career She completed a one-year ASP term at the National Center for Atmospheric Research (1977-1978) and joined the Harvard–Smithsonian Center for Astrophysics in 1978 where she established a research group in solar-terrestrial physics, a position she kept until 2000. Habbal was also appointed as a professor of solar terrestrial physics at the Institute of Mathematical and Physical Sciences at the University of Wales, Aberystwyth.[2] Between (1995-2000) she was a lecturer at Harvard University.[3] In 2002 she was appointed editor in the Journal of Geophysical Research, Space Physics Section. Prof Habbal is a member of many professional bodies including the American Astronomical Society, the International Astronomical Union, the Hawaii Institute for Astronomy as well as being a fellow of the Royal Astronomical Society.[2] Research Prof. Habbal focus on the origin and evolution of the solar wind, solar magnetic fields and eclipse polarimetric observations.[4] She led 10 solar eclipse expeditions, visiting places such as India (1995), Guadeloupe (1998),[5] China (2008) and French Polynesia (2010).[3] Habbal led a team of the Hawaii Institute for Astronomy that took part in the observation of solar corona during eclipse in association with NASA in 2006, 2008 and 2009,[6] she also played a key role in establishing the NASA Parker Solar Probe which, if launched, will be the first spacecraft to fly into the solar corona.[2] Honors Pioneer, Arab Thought Foundation, December 2004.[4] Certificate of Guest Professor from the University of Science and Technology of China, Hefei, September 4, 2001.[4] NASA Group Achievement Award, Spartan 201 white Light Coronagraph Team, Washington DC, August 14, 2000.[4] Adventurous Women Lecture Series Award, Harvard-Smithsonian Center for Astrophysics Women’s Program Committee, June 8, 1998.[4] Certificate of Appreciation for outstanding service and support – Harvard-Smithsonian Center for Astrophysics, December 19, 1997.[4] Certificate of Appreciation for outstanding service -National Research Council, Board on Atmospheric Sciences and Climate, 1996.[4] Certificate of Award in recognition of special achievement reflecting a high standard of accomplishment, Smithsonian Institution, July 25, 1993.[4]
    شادية حبال عالمة سورية تكتشف أسرار نجمنا القريب | عبدالسلام الشبلي | صحيفة  العرب
    شادية رفاعي حبال - YouTubeعالمة الفيزياء السورية شادية حبال وأبحاثها عن الرياح الشمسية | نون بوست
    من دمشق إلى هاواي: رحلة عالمة اختارت اصطياد الهالة الشمسية
    شادية حبال العالمة السورية الأصل التي لا يعلم عنها الكثيرين #المرأة_مستمرة  | Inspirational people, People, Inspiration
  • صدر  للمؤلفة خلود الخليفة ..كتاب «كيف تربي مبدعاً» يشرح مفاهيم النظرية المتعلقة بعملية التعلّم مع أمثلة تدريبية.

    صدر للمؤلفة خلود الخليفة ..كتاب «كيف تربي مبدعاً» يشرح مفاهيم النظرية المتعلقة بعملية التعلّم مع أمثلة تدريبية.

    2

    «كيف تربي مبدعاً» ومفاهيم التعلم
    24 نوفمبر 2020م
    صدر حديثاً عن الدار العربية للعلوم «ناشرون» كتاب «كيف تربي مبدعاً» لخلود الخليفة، وهو كتاب يشرح مفاهيم النظرية المتعلقة بعملية التعلّم مع أمثلة تدريبية يتم فيها التفاعل بين الطفل والبيئة المحيطة به؛ بهدف إنجاح عملية التعلّم، فنعرف من خلاله الفرق بين «التعليم السطحي» و«التعليم العميق»، و«الفروق الفردية»،
    وما «البيئة المحفّزة للتعليم العميق»، كما نطلع على أنماط التعلّم «البصري، السمعي، الحركي»، ودور اللعب في تنمية ذكاء الطفل،
    وبعض الأنشطة لتطوير ذكائه، ونتعرف إلى آلية عمل مخ الطفل، وأنواع الذكاء المتعددة، والمشاكل السلوكية، ونقرأ عن أفكار
    لتنمية مهارة ضبط النفس، وتحمّل الطفل مسؤولية قراراته، إلى جانب تعليمه فن الاعتذار، إضافة إلى أفكار أخرى عن الأنشطة في وقت الفراغ وغيرها.

  • كتبت: مايسة عزب.. – المعماريات – الجزء الثالث..البنجلادشية :مارينا تبسم..الإيرانية ليلى أرغيان..المصرية شهيرة فهمي..

    كتبت: مايسة عزب.. – المعماريات – الجزء الثالث..البنجلادشية :مارينا تبسم..الإيرانية ليلى أرغيان..المصرية شهيرة فهمي..

     

    المعماريات – الجزء الثالث

    عام 2016، كانت زها حديد واحدة من بين ثلاث معماريات مسلمات حصلن على جائزة الأغاخان للعمارة المرموقة، وتمنح الجائزة كل ثلاثة أعوام تقديرًا للمشروعات المعمارية المتميزة التي صممت لتحسين الحياة في المجتمعات الإسلامية حول العالم. وقد أعلن عن الفائزات الثلاث من بين 248 منافسًا من 69 دولة.

    كان تصميم زها حديد الفائز لمبنى معهد عصام فارس للسياسة العامة والشئون الخارجية؛ حيث صمم المبنى بعد أن دعت الجامعة الأمريكية ببيروت للمنافسة على تصميم مبنى يكون «متسقًا مع باقي مباني الجامعة، يعير اهتمامًا خاصًّا بالمحيط الأخضر، ويحافظ قدر المستطاع على مجالات رؤية البحر المتوسط». وقد صنع تصميم زها حجرة «طافية» ومساحة للبحث فوق المدخل؛ فوصف المبنى بأنه «مبنى حديث راديكالي التكوين، ولكنه يحترم السياق التقليدي في الوقت نفسه».

    https://www.youtube.com/watch?v=rGgLmusfE7I

    صممت المعمارية البنجلادشية مارينا تبسم مسجد «بيت أور روف» في عام 2005، وقد استكمل بناؤه عام 2012 ليكون أحد التصميمات الفائزة. يشمل التصميم المبتكر «مساحة أسطوانية داخل مربع، ما يسهل الحركة الدائرية داخل بهو الصلاة، ويشكل مناور للإضاءة على الجوانب الأربعة». وللحفاظ على التهوية داخل بهو الصلاة، يتكون التصميم الخارجي للمسجد من جدران طوب ماصة.

    كان المشروع الفائز الثالث هو كوبري مشاة الطبيعة الذي صممته المعمارية الإيرانية ليلى أرغيان. لا يصل التصميم الحالم بين متنزهين يفصلهما طريق سريع في شمال طهران فحسب، بل يسمح أيضًا للمشاة بالاستمتاع بمنظر جبال ألبرز. فإلى جانب وظيفته الأساسية المتمثلة في توفير ممر للمشاة للعبور من أحد المتنزهين إلى الآخر، يقدم الكوبري مساحات خضراء حيث «يمكن للناس التجمع وتناول الطعام والاستراحة، وليس العبور فقط إلى الجانب الآخر»، أو التوقف والاستمتاع بالمنظر الطبيعي فحسب.

    https://www.youtube.com/watch?v=TjzfVZLSHI4

    https://vimeo.com/225073653

    هذه هي المرة الأولى التي يتم فيه تكريم النساء بصفة عامة والمسلمات بصفة خاصة من قبل جائزة الأغاخان في هذا المجال الذي يكاد يسيطر عليه الرجال. فيقول سام بيكنز، المتحدث الرسمي عن مؤسسة الأغاخان: «لقد كان هناك معماريات كجزء من فريق عمارة أو ترميم، ولكن لم يكن هناك قبل الآن مثل هذا العدد من المعماريات القائدات».

    بالتركيز في الثقافة العربية، نرى أنها دائمًا لها أثر كبير في التصميم والعمارة في جميع أنحاء العالم. فيستوحي المعماريون العرب من تلك الثقافة الثرية ويدمجونها بالمحيط الطبيعي لابتكار تصميمات رائعة؛ حيث ترك بعضهم علامة مميزة في عالم العمارة والتصميم، وستظل أسماؤهم مرتبطة بالإبداع والتألق. ومن ضمن هذه الأسماء المعمارية المصرية شهيرة فهمي.

    ولدت شهيرة عام 1974، وهي حاصلة على درجة الماجستير في العمارة من جامعة القاهرة عام 2004. أسست شهيرة شركتها الخاصة في القاهرة وترأسها منذ عام 2005، وهو العام نفسه الذي حصلت فيه على جائزة مسابقة مكتبة الإسكندرية المعمارية المقدمة لشباب المعماريين. منذ ذلك الحين لشركة شهيرة فهمي وجود على الساحة الدولية؛ حيث فازت في مسابقات في سويسرا ولندن، كما نشرت أعمالها في عدد من الإصدارات حول العالم.

    تسعى شهيرة في أعمالها المعمارية إلى التوازن بين المفاهيم الفراغية الحديثة والسياق القائم من ثقافة، وتقاليد، وشكل حضري. فهي ضمن من يقودون مسيرة العمارة المصرية؛ حيث تظهر كيف يمكن للتصميم المعماري – بل يجب عليه – أن يرتقي بالمستوى العام من خلال منهج شمولي يمزج بين التحليل السياقي والتجربة المرحة وروح المسئولية الاجتماعية. وقد أشادت بها دار نشر «فايدن بريس» عام 2011 بصفتها من ضمن «المعماريين الذين يبنون المستقبل». يتراوح عملها ما بين التصميم المعماري والتخطيط الرئيسي لتصميم المنتجات، وتعكس شراكاتها – سواء في المشروعات أو المعارض – إيمانًا قويًّا بقيمة العمل الجماعي.

    في عام 2015، فازت شهيرة فهمي بزمالة لوب بكلية هارفارد للخريجين من المصممين، كما أنها حاصلة على زمالة بركمان من مركز بركمان للإنترنت والمجتمع عام 2016 بكلية هارفارد للحقوق. وهي أستاذ مساعد بكلية كولومبيا للخريجين من المعماريين منذ عام 2014.

    https://www.youtube.com/watch?v=S91DTLVYV6k

    المراجع

    archnet.org

    mvslim.com

  • كتبت: مايسة عزب.. – المعماريات – الجزء الثاني..المعمارية العراقية: زها حديد..

    كتبت: مايسة عزب.. – المعماريات – الجزء الثاني..المعمارية العراقية: زها حديد..

    المعماريات – الجزء الثاني

    في الجزء الأول من هذا الملف كتبت عن الوضع العام للنساء في مجال العمارة؛ فيكفي أن أذكر في هذا الشأن أنه بالبحث في تاريخ العمارة لم تظهر أسماء النساء سوى في نهاية القرن التاسع عشر! بالفعل، فإن العمارة مجال سيطر عليه الرجال تاريخيًّا؛ فاستمر هذا الوضع لمئات ومئات السنين. إلا أن النساء قد اخترقن حواجز هذه الجبهة أيضًا؛ فحلقن عاليًا في غضون قرن واحد من الزمان من طيات النسيان إلى النجومية.

    وبالحديث عن النجومية فربما لم يسطع نجم لامرأة في مجال العمارة حتى الآن أكثر من نجم زها حديد، التي للأسف رحلت عن عالمنا عام 2016 عن عمر يناهز السادسة والستين. لطالما أشارت الصحافة إلى زها حديد بوصفها سيدة العمارة الأولى في العالم، وأطلقت عليها لقب «ملكة المنحنيات». فحقًّا، كانت لرؤيتها غير التقليدية والريادية دور كبير في إعادة تشكيل العمارة في القرن الواحد والعشرين؛ فخطفت ألباب العالم أجمع. وقد دمجت مشروعاتها الحالمة بين تفاؤلها منقطع النظير بالمستقبل واقتناعها بقوة في الاختراع باستخدام التصميم المتقدم والمواد والابتكار الإنشائي. فعكست ابتكاراتها غير التقليدية والمدهشة تقدمًا اجتماعيًّا لا يضاهيه أي عمل معماري آخر. لذلك حصدت أعلى أوسمة الشرف من المؤسسات العالمية المدنية والأكاديمية والاحترافية.

    وفخري بالكتابة عن زها حديد مزدوج؛ فلم تكن أيقونة نسائية في مجال سيطر عليه الرجال طويلًا فحسب، بل هي أيضًا رمز للمرأة العربية الناجحة. لكن يجب التنويه هنا أن زها لم تكن حريصة على توصيفها امرأة في مجال العمارة أو كونها عربية. فقد رغبت في أن تُعرف فقط بصفتها معمارية. ومع ذلك، فعلى مدار مسيرتها المهنية كانت معلمة دءوبة تدفعها طاقة الشباب. فقد ذكرت في أحد الحوارات المنشورة في مجلة «أيكون»: «إنني لا أتطرق أبدًا إلى كوني امرأة في مجال العمارة، ولكن إذا كان ذلك يساعد الشباب ليعلموا أنهم يستطيعون اختراق السقف الزجاجي، فإنني لا أمانع».

    ولكنها قالت في حوار آخر نشر في جريدة «الجارديان»: «لا يزال الأمر صعبًا على النساء للعمل بشكل احترافي لأنه لا تزال هناك عوالم غير متاحة لهن… ولكن الأمر قد تغير كثيرًا؛ فنصف طلبة العمارة الآن من النساء، ونرى كثيرًا من النساء المرموقات في مجال العمارة طوال الوقت. إلا أن هذا لا يعني أن الأمر أصبح سهلًا؛ فكثيرًا ما تكون الصعوبات مبهمة، فالعمارة مجال شاق.

    في حالتي، فأنا امرأة عربية. وبالطبع، فإن كوني امرأة عربية لا يتعارض مع كوني معمارية حديثة؛ ففي أثناء نشأتي في العراق كان هناك عديد من المعماريات النساء. ومع ذلك، فلا يمكنك تخيل المقاومة الهائلة التي قابلتني لأني عربية وفوق ذلك امرأة، وهو سلاح ذو حدين؛ فما إن يتم تقبل كوني امرأة، حتى يضحى كوني عربية مشكلة. إلا أنني تخطيت ذلك الحاجز، ولكن الصراع كان طويلًا؛ فجعلني أقوى وأكثر دقة، وهو ما ينعكس في أعمالي المعمارية. ورغم كل ذلك، فما زلت أختبر بعض المقاومة، ولكن أعتقد أن ذلك يستمر في دفعي إلى الأمام».

    لمعرفة المزيد عن آراء زها حديد، اقرأ الحوار كاملًا في جريدة «الجارديان» من هذا الرابط.

    ولدت زها حديد في بغداد عاصمة العراق عام 1950، وقد درست الرياضيات في الجامعة الأمريكية ببيروت، قبل أن تنتقل إلى لندن لاستكمال دراستها بمدرسة الجمعية المعمارية؛ حيث تخرجت مع مرتبة الشرف عام 1977. وقد قامت بالتدريس في مدرسة الجمعية المعمارية لعشرة أعوام بعد ذلك؛ حيث تقلدت عدة مناصب ودرَّست في عدة جامعات حول العالم. أنشأت زها حديد شركتها المعمارية عام 1979، وذاع صيتها في بداية مسيرتها بمحاضراتها وكذلك تصميماتها ومشروعاتها الراديكالية المفعمة بالألوان، والتي نشرت بشكل موسع في الدوريات المعمارية، ولكن معظمها لم يتم تنفيذه.

    إلا أن شهرة زها الدولية برزت بشكل كبير عام 1988 حين تم اختيارها لعرض رسومها ولوحاتها من ضمن سبعة معماريين تم اختيارهم للمشاركة في معرض «الحركة التفكيكية في العمارة» في متحف نيويورك للفن الحديث. وبحلول نهاية تسعينيات القرن الماضي انطلقت مسيرتها المهنية عندما فازت بمهمة تصميم متحفين ومبنى صناعي ضخم. وقد تنافست أمام معماريين معروفين لتصميم مركز الفنون المعاصرة في سينسناتي بولاية أوهايو (1997–2000)؛ حيث فازت لتصبح أول امرأة تقوم بتصميم متحف للفن في الولايات المتحدة الأمريكية.

    أبرز ذلك المشروع قدرات زها في استخدام الأشكال المعمارية لصنع دراما داخلية، بما في ذلك العنصر المحوري، وهو درج طويل أسود اللون ارتفاعه 30 مترًا، يمر بين منحنيات ضخمة وجدران خرسانية مزوية. وتصميم المتحف عبارة عن سلسلة رأسية من المكعبات والفراغات؛ حيث تتكون واجهة المتحف المطلة على الشارع من واجهة زجاجية شفافة تدعو المارة إلى النظر إلى الداخل على الأعمال الداخلية، وهو ما يخالف الفكرة التقليدية عن المتحف أنه مكان منعزل وغير جذاب للعامة. فينحني مخطط المبنى رويدًا إلى أعلى ريثما يدلف الزائر إلى المتحف؛ فذكرت زها أنها أَمَلَت أن يصنع ذلك «بساطًا حضريًّا» يرحب بالزائرين داخل المتحف.

    في عام 2004، على الرغم من أنها لم تكمل سوى أربعة مبانٍ، فقد أصبحت أول امرأة تحصل على جائزة بريتزكر للعمارة، وهي بمنزلة جائزة نوبل في العمارة. وفي إعلانه عن الجائزة قال توماس بريتزكر – رئيس لجنة التحكيم: «على الرغم من أن مجموع أعمالها المكتملة صغير، فقد حازت استحسانًا كبيرًا؛ فتبشر طاقتها وأفكارها بمستقبل واعد بشكل كبير».

    شاهد هذا الفيديو: https://www.pritzkerprize.com/video-full-ceremony-zaha-hadid

    وفي عام 2010، كان تصميمها الخيالي الجريء لمتحف ماكسي للفن والعمارة الحديثة في روما سببًا لحصولها على جائزة سترلنج المرموقة من المعهد الملكي للمعماريين البريطانيين (ريبا)، وذلك عن أفضل مبنى من تصميم معماري بريطاني تم الانتهاء منه في العام المنصرم. وقد حصلت على جائزة سترلنج مرة أخرى في العام التالي عن تصميم أنيق قامت بابتكاره لأكاديمية إيفلين جريس، وهي مدرسة ثانوية بلندن.

    https://www.youtube.com/watch?v=-L4x87LdS-Q

    كذلك حصل تصميمها الانسيابي المتموج لمركز حيدر أليف – وهو مركز ثقافي افتتح في عام 2012 في باكو بأذربيجان – على جائزة لندن لتصميم المتاحف في عام 2014. كانت زها حديد أول امرأة تحصل على تلك الجائزة التي تحكم التصميمات في العمارة، والأثاث، والموضة، والجرافيك، والمنتجات، والتنقل.  وشملت أعمالها البارزة مركز لندن للرياضات المائية، ومتحف الفن بجامعة ولاية ميتشيجان، ودار أوبرا جوانجزو في الصين.

    https://www.youtube.com/watch?v=mF0DPT1Xuyc

    https://www.youtube.com/watch?v=0OgaaY62CTo

    لقد كانت أعمال زها حديد المعمارية مبتكرة وأصلية ومدنية؛ حيث منحت الجمهور مساحات سخية منظمة بشكل واضح تكون الحركة فيها بدهية. لكل من مبانيها مكان مرموق في تاريخ العمارة لبراعة الإنشاء، ولأيديولوجية العمارة، ولوجوده الجذاب المحض. فتصميماتها تجسيد لإطار العمل الفلسفي المستنير والانضباط المبدئي. لقد كانت أعمالها موضوعًا لمعارض حازت الإعجاب والتقدير؛ فبالإضافة إلى ما ذكر من أوسمة شرفية لقبت زها حديد بـ«فنان للسلام» من قبل اليونسكو، كما كرمتها جمهورية فرنسا بوسام القيادة في الفنون والآداب، وكذلك قلدت وسام القيادة بالإمبراطورية البريطانية على يد الملكة إليزابيث الثانية في عام 2010.

    في أعقاب وفاتها في مارس 2016، كتب مايكل كيملمان في جريدة «نيويورك تايمز»: «لقد تركت منشآتها المحلقة علامة على الأفق وفي الخيال، وفي أثناء ذلك قامت بإعادة صياغة العمارة للعصر الحديث… فقد جسدت زها حديد ما يطلق عليه عصر النجومية المعمارية بكل ما فيه من إسراف ووعد؛ حيث يحلق نجوم العمارة حول الكوكب سعيًا وراء العبقرية الإبداعية الخاصة بهم، ومقدمين أثناء ذلك المعجزات». كذلك وصفها ديان سودجيك في جريدة «الجارديان» بأنها: «معمارية تخيلت أولًا، ثم أثبتت أن الفضاء يمكنه أن يعمل بطرق راديكالية جديدة».

    لمعرفة المزيد عن إرث زها حديد الرائع، شاهد هذا الفيلم القصير:
    https://www.youtube.com/watch?v=GW3CDwcv-X8

    المراجع

    arch2o.com
    britannica.com
    weetas.com
    zaha-hadid.com


  • كتبت: مايسة عزب..عن المعماريات – الجزء الأول..الأمريكيات: نورما سكلاريك وصوفيا هايدن وماريون ماهوني -الإيطالية لينا بو باردي -المعمارية إيلين جراي ..

    كتبت: مايسة عزب..عن المعماريات – الجزء الأول..الأمريكيات: نورما سكلاريك وصوفيا هايدن وماريون ماهوني -الإيطالية لينا بو باردي -المعمارية إيلين جراي ..

    المعماريات – الجزء الأول

    لنعترف أنه عندما يأتي ذكر مهنة «المعماري» فإن أذهاننا دومًا ما تتجه إلى المعماري الرجل. بل إننا للأسف ندهش عندما نعلم أن المعماري المصمم لأحد الأبنية الملفتة للنظر في الواقع امرأة. وأنني – وأنا امرأة على قدر جيد من التعليم والثقافة – لأشعر بالخجل لوقوعي في مثل هذا الخطأ المخزي؛ ولذلك، فإني أكتب هذا المقال في محاولة متواضعة للغاية لتصحيح هذا الخطأ من جانبي.

    الواقع أنه منذ قرن ونصف القرن والنساء يثبتن شغفهن وموهبتهن في مجالي التصميم والعمارة، وهما مجالان يسيطر عليهما الرجال. وللأسف، فإن النساء ما زلن ونحن في القرن الواحد والعشرين يواجهن تحديات كبرى في مهنة العمارة؛ حيث يستمر تأثير التمييز الجنسي فيها. فالواقع أن عدد النساء الحاصلات على درجات علمية في العمارة يفوق عدد أقرانهن الرجال في كثير من الدول اليوم. ومع ذلك، فهذا الوضع لا يمتد خارج حدود الجامعات، فلا ينعكس في الحياة العملية؛ حيث يقل بشكل ملحوظ تمثيل المرأة في تلك المهنة على جميع المستويات تقريبًا.

    تقول أليسون أريف في مقال حديث لها بجريدة نيويورك تايمز: «لتخيل حالة الفرص المتاحة للمرأة في مجال العمارة، دعونا ننظر إلى الشركة الحاصلة على العمليات الأعلى مستوى في العالم الآن؛ فسنجد مديرتين من النساء فقط». ولا يوجد تفسير وحيد، أو بسيط، لتلك الحالة؛ كما لا يظهر لها حل سهل. فحتى اليوم تستمر الأفكار الخاطئة مثل الافتراض بأن النساء يتركن العمل من أجل الزواج، أو أنهن لا يستطعن فرض سيطرهن في مواقع العمل، أو حتى أن قدراتهن الابتكارية ليست على المستوى؛ مما يؤدي إلى عدم المساواة في أجورهن، وعدم تقديرهن، وحرمانهن من الفرص بشكل متكافئ.

    ومع ذلك، فهناك معماريات تركن أثرًا عميقًا في تطور العمارة لتصل إلى ما هي عليه الآن. فعلى الرغم من المصاعب والتحديات، نجحت معماريات متميزات في حفر أسمائهن في تاريخ العمارة؛ ولعل أشهرهن زها حديد التي رحلت عن عالمنا مؤخرًا. ولكن، دعونا أولًا نتذكر بعض المعماريات الأخريات اللاتي ساهمن بشكل كبير في تطور العمارة.


    كانت صوفيا هايدن (1868-1953) المعمارية الأمريكية أول امرأة تحصل على درجة علمية في العمارة من معهد مساتشوستس للتكنولوجيا. عرفت بتصميماتها الجميلة التي شملت عناصر من النهضة الإيطالية، واستخدمت فيها الأجنحة البارزة والمناور. وفي سن الواحدة والعشرين فازت بمسابقة لتصميم «مبنى المرأة» في المعرض الكولومبي العالمي لعام 1893، وتنفيذه في شيكاغو. وعلى الرغم من أن عملية البناء لم تكن سهلة، فإن المبنى حاز جائزة بفضل «رقة الطراز، والتذوق الفني، والإبداع، وأناقة التصميم الداخلي».


    تخرجت المعمارية الأمريكية ماريون ماهوني (1871-1961) أيضًا في معهد مساتشوستس للتكنولوجيا، وهي فنانة وإحدى أوليات المعماريات الحاصلات على ترخيص لممارسة المهنة في العالم. وصفها الكاتب راينر بانهام بأنها «أعظم مصمم معماري في جيلها»؛ حيث ساهمت في تطوير مدرسة البراري ونشرها، وهي المدرسة التي أحدثت ثورة في العمارة الأمريكية. وكان لسعيها لتحقيق مبادئ الديمقراطية في العمارة والتخطيط المجتمعي في أستراليا، وبالأخص في كانبرا وكاستلكراج، وكذلك الولايات المتحدة الأمريكية، أثر كبير. وعلى مدار حياتها حافظت على موقفها المعلن فيما يتعلق بالأمور البيئية والتخطيطية.


    على الرغم من أن إيلين جراي (1878-1976) تم تجاهلها خلال معظم تاريخها المهني، فإنها معروفة الآن لكونها أحد أهم مصممي الأثاث والمعماريين في بدايات القرن العشرين، ولكونها أكثر امرأة أثرت في تلك المجالات. فقد ألهمت أعمالها كلًّا من المدرسة العصرية ومدرسة الآرت-ديكو؛ حيث أضفت لمسة فاخرة ومترفة على الأشكال الهندسية والخامات المصنعة المستخدمة من قبل مصممي الطراز الدولي. ومن أهم أعمالها المنزل المعروف برقمE-1027 ، والذي عملت على تصميمه مع جون بادوفيشي على منحدر يطل على البحر المتوسط في روكبرون بالقرب من موناكو. وقد زكت فيما بعد كثيرًا من الأفكار التي طورت في هذا العمل؛ حيث واجهت تحدي تصميم منزل ضيق للغاية والعيش فيه، فطورت أدوات موفرة للأماكن، مثل الكرسي المطوي على شكل حرف S.


    كانت لينا بو باردي (1914-1992) البرازيلية إيطالية المولد معمارية عصرية، ومصممة صناعية، ومحافظة تاريخية، وصحفية، وناشطة؛ فقد تحدت التصنيفات التقليدية. قامت بتصميم هياكل تمييزية جريئة دمجت ما بين العصرية والشعبية. وفي عام 1950، أسست مجلة «هابيتات»، وفي عام 1951، قامت بتصميم منزلها الذي عرف باسم «المنزل الزجاجي» في ساو باولو؛ ويعدُّ المنزل أحد أعمال نقل النموذجية التابعة لمدرسة المذهب العقلي الفنية في البرازيل. ولاحقًا، في عام 1957، شرعت في بناء المقر الجديد لمتحف الفن في ساو باولو؛ حيث علقت المبنى فوق مربع طول ضلعه 70 مترًا. في السلفادور استمرت بو باردي في تصميم المشروعات الرمزية؛ بما في ذلك: إحياء مجمع «سولار دو أونهاو» في عام 1940، ومنزل «شام-شام» في عام 1964، ومصنع «سيسك بومبيا» في عام 1977، ومسرح «تياترو أوفيشينا» في عام 1984.

     

     


    تخرجت نورما سكلاريك (1928-2012) المعمارية الأمريكية ذات الأصول الإفريقية في جامعة كولومبيا. وبالرغم من أن جميع الظروف بدت كأنها تعمل ضدها، فإنها نجحت في أن تكون أول امرأة أمريكية ذات أصل إفريقي تنتخب زميلًا في المعهد الأمريكي للعمارة، وكذلك أولى النساء الأمريكيات ذوات الأصل الإفريقي، التي تحصل على رخصة ممارسة العمارة. وقد شاركت في تأسيس أكبر شركة عمارة مكونة فقط من السيدات في الولايات المتحدة الأمريكية، وهي شركة سكلاريك، وسيجال، ودياموند. عرفت بمشروعاتها الإنشائية والتنفيذية الممتازة؛ حيث أكملت هياكل ضخمة في الموعد وفي حدود الميزانية؛ بما في ذلك: مبنى الركاب رقم واحد في مطار لوس أنجلوس، وسفارة الولايات المتحدة الأمريكية في طوكيو، ومبنى فوكس بلازا في سان فرانسيسكو.


    لقد تغيرت الأمور كثيرًا بالنسبة إلى النساء في جميع المهن، بما في ذلك تلك التي عادة ما يسيطر عليها الرجال. يرجع الفضل في ذلك إلى نساء شجاعات حاربن بضراوة ضد التمييز والتجاهل. ومع ذلك، فلا يزال الطريق أمامنا طويلًا؛ وأنا أومن أن الأمر يرجع إلينا نحن النساء للتأكد من توجيه العالم نحو مسار العدالة والمساواة إلى المستقبل. فلا أستطيع أن أفكر في مقولة أختم بها هذا المقال أفضل من مقولة نورما سكلاريك: «في العمارة، لم يكن لدي أي قدوة أحتذي بها؛ ولكنني أسعد اليوم لكوني قدوة لأخريات».

    المراجع

    arch2o.com

    archdaily.com

    architectsjournal.co.uk

    britannica.com

    designmuseum.org

    griffinsociety.org

    nytimes.com

    thoughtco.com

  • السوبرماتية التي وقفت عند حافة التجريدية وتخطتها إلى اللانهائي والمطلق..

    السوبرماتية التي وقفت عند حافة التجريدية وتخطتها إلى اللانهائي والمطلق..


    السوبرماتيَّة.. ابدِعْ لا تكرٍّرْ
    الأربعاء 26 أغسطس 2015م

    وقفت السوبرماتية عند حافة التجريدية وتخطتها إلى اللانهائي والمطلق، وقد ركب ماليفيتش رأسه وأبى أن ينسب أعماله إلى التجريد واعتبرها «لا واقعية» لأنه ساح من خلال أشكاله الهندسية في عالم لا نهائي وغير محدود ويميزه النقاء التام، فعبر عن نكوص كامل عن كل ما هو واقعي في سعيه الحثيث مع حركات فنية أخرى لتحييد الفن عن وظيفته التمثيلية. ولم يكتف ماليفيتش بالتشكيل فقط وإنما أبحر في التنظير لتجربته ليمنحها مشروعيتها وليكون مقنعا، فألف كتابا ضمنه رؤيته حول «العالم اللاموضوعي». السوبرماتية ليست وليدة فراغ وإنما جاءت نتيجة ما ساد في أوروبا وروسيا من أفكار جديدة وتطورات همت الفلسفة والفيزياء والرياضيات والفن، وقد حدث بين كل هذه المجالات تفاعل أكيد، كما أن هناك البعد الرابع أو الزمن الذي نظر له إنشتاين وغذى خيال الكثير من الفنانين والمبدعين. ماليفيتش لم يبق خارج التجربة، وحاول دمج النظريات العلمية والأفكار الفلسفية والرسوم التوضيحية لاختراعات عصره ليخرج بسوبرماتيته إلى الوجود، فحاول تبسيط العالم الذي يتجاوز مجال الرؤية بالعين المجردة، أو الكون الواسع، وتقديمه بطريقة فنية يمزج فيها الرؤية العلمية مع التصور الروحي والفلسفي، فهل استطاع أن يدمج كل ذلك في تجربته ليحقق خصوصيتها وتميزها حتى عن التجارب التي تبنى أصحابها التجريد من مجايليه مثل كاندنسكي وبول كيلي وغيرهما؟ أشكال سابحة في فضاء اللوحة هل قام ماليفيتش بخلق لغة بصرية جديدة؟ يمكن تأكيد ذلك، باعتبار هذه اللغة قائمة على الشكل الهندسي الخالص والنقي والذي لا تشوبه شائبة وينبئ بعوالم لا نهائية، لقد حاول ماليفيتش ترجمة أفكاره ورؤاه ليصبها في الرسم، واعتمد أساسا على المربع والمثلث والدائرة والمستطيل، بالإضافة إلى خطوط رفيعة مستقيمة ومنحنية، وما ميز هذه الأشكال هو طفوّها على خلفية بيضاء فتبدو سابحة في فضاء لا متناهي، الأمر الذي ينفي عنها الثبات ويمنحها حركيتها. واعتمد الألوان الأساسية النقية والمتقشفة ليؤكد خلفيته المنغرسة في الصوفي والروحي والمطلق، وبرر ذلك بقوله: «اللون هو ما تحيا به اللوحة. وهو ما يعني أنه الأكثر أهمية. وهنا أصل إلى أشكال لونية خالصة». وخص أرضية اللوحة أو فضاءها، مجازيا، باللون الأبيض، أما الأشكال الهندسية فقد جاءت بالألوان الأساسية، باستثناء لوحة (مربع أبيض على خلفية بيضاء) المثيرة للجدل، وهذا التوزيع للألوان على اللوحة لم يكن عشوائيا وإنما كان مقصودا، فالأبيض يحيل على الفضاء اللانهائي والذي لا يمكن رؤيته بالعين المجردة، أما الأشكال الهندسية التي تملأ الفراغ، والطافية أو المحلقة في فضاء أبيض، فتبدو متحركة في كل الاتجاهات، ومتوترة ومشتتة ومتفجرة ومتداخلة في بعضها البعض أحيانا، لكن ما يطبعها هو الانسجام، فتحيل على انسجام وتوازن الكون الواسع بكل مكوناته، لقد حاول من خلال السوبرماتية أن يعبر عن عالم روحي متكامل منزه عن الواقع. البحث عن الكمال من خلال الرسم حاول ماليفيتش إيجاد الكمال كما هو في الكون الكبير، والخطوط الرفيعة الرابطة بين الأشكال الهندسية في بعض أعماله، إشارة إلى ذلك الترابط غير المرئي بين مكونات الفضاء اللانهائي، وفي استثماره للألوان الأساسية والمتقشفة وتلاعبه بها يحاول ملامسة المطلق، فيؤكد جدوى اللامرئي على المرئي، والروحي على المادي. ورؤاه هذه وأفكاره كانت مصدر متاعب شتى له، ففي الوقت الذي كان يحاول إقناع السلطة الروسية برؤيته، اعتبرت الواقعية الاشتراكية التي كانت سائدة خطوطه ومربعه الأسود ودوائره ومستطيلاته مجرد بورجوازية فجة وبذخ فني لا داعي له، وتفاقم الأمر لدرجة مصادرة لوحاته ومنعه من الرسم ومن العرض وإدخاله السجن أيضا، لكنه لم يستسلم. وعبر عن رؤيته للفن ولخصها من خلال قوله: «لن نشهد عملاً فنياً خالصاً وحيّاً، إلا مع اختفاء عادة من عادات الفكر التي ترى في اللّوحة زوايا الطبيعة الصغيرة مثل صور العذراء وتماثيل فينوس العادية. لقد حوّلت نفسي إلى الشكل الصفر، وسحبت نفسي من بركة الفن المدرسي المكتظة بالقمامة. لقد دمرت حلقة الأفق وهربت من دائرة الأشياء، من الأفق الدائري الذي يقيد الفنان ويقيد أشكال الطبيعة». ثم يستمر في الحديث عن لا جدوى الفن التمثيلي وأن الفنان في حاجة إلى استنباط حقيقة الأشياء وروحها وليس شكلها الخارجي: «الفنانون الأغبياء والعاجزون فقط هم الذين يقومون بعملهم بإخلاص. في الفن هناك حاجة إلى الحقيقة لا الإخلاص. تتلاشى الأشياء مثل دخان. ولاكتساب الثقافة الفنية الجديدة يقارب الفن الإبداع بوصفه غاية بحد ذاته وسطوة على أشكال الطبيعة». (*) إنه يسحب نفسه إلى منطقة معزولة عن السائد في الفن ولم يجسّر معه واعتبره وعياً زائفاً، وتبنى بديلا تمثل في الشكل الهندسي الخالص الذي يعد الأساس الذي تقوم عليه السوبرماتية، وانخرط من خلاله في عوالم روحية وصوفية لا نهائية، ميزتها الأساسية هي الصفاء الكامل. مربع أسود ومربع أبيض يمكن أن نقول إن ماليفيتش اختزل السوبرماتية بين مرَّبعيْن: أحدهما أسود والآخر أبيض، أنجز الأول سنة 1915، والثاني سنة 1918، والمربع هو الشكل المفضل لدى ماليفيتش، إنه شكل علمي وروحي في آن، منه تتولد الأشكال الهندسية الأخرى وهو أصل العالم ومركز الكون في المفهوم الفلسفي. ولوحته التي تتكون من مربع أسود على خلفية بيضاء، (1915) زيت على قماش، تعد فريدة في التجربة السوبرماتية، إنها تصوير روحي لشكل هندسي، والمربع الأسود في اللوحة بلا حجم أو أعلى أو أسفل، أو يمين أو يسار، وبذلك يكون قد وصل من خلاله إلى أبعد مراحل التصوف والروْحَنة، وهذه اللوحة تدفع بالمتلقي إلى الحيرة، فلا يصل من خلال مشاهدتها إلى مغزى محدد، فتظل مفتوحة على التأويلات المتعددة، ونظرا لأهميتها اقتنع الكثير من الفنانين الشباب بجدوى تيار السوبرماتيَّة، ولا يزال تأثيرها مستمرا إلى اليوم. وهناك من يعتبرها من أهم تجليات الفن الروسي لما تحتويه من قيم صوفية وروحية، الأمر الذي يجعلها متجددة وملهمة للفنانين التشكيليين عبر السنين. وتم مؤخرا إقامة معرض في الغرب شارك فيه العديد من الفنانين التشكيليين الشباب كلهم استوحوا أعمالهم من المربع الأسود لماليفيتش، وقال أحدهم إن أهمية مربع ماليفيتش تنبع مما يحمله من مفاهيم روحية وفلسفية وصوفية وهو يحيل حسب رأيه على أشكال روحية كالكعبة الشريفة. لم يقف ماليفيتش عند حد المربع الأسود، وإنما اعتدّ بفلسفة الفراغ واللانهائي والصفاء الخالص؛ فأنجز مربعا أبيض على خلفية بيضاء (1918)، ومثّل ذلك مرحلة أصبح الفضاء فيها عند ماليفيتش مفتوحا على المطلق، فلم تعد الألوان مرئية، واستعمل في لوحته لونين أبيضين لكن أصلهما مختلف، وقد حدد دينيس ريوت درجة بياضهما بقوله: «الأول بياضه بارد وبه مسحة زرقاء خفيفة جدا لا تكاد تبين هذا بالنسبة للمربع، أما الأرضية فبياضها دافئ ويميل قليلا إلى الرصاصي». (**) لقد بلغ ماليفيتش من خلال مربعه الأبيض أقصى درجات الإشراق والتحليق في عالم قوامه الصفاء، إنه يمنح الأولوية للشعور الخالص والنقي، ويجد ما يعادله في شكل خالص ونقي، ينتفي فيه أي معنى منطقي أو رمزي، فقلص تبعا لذلك معجم الأشكال الهندسية والألوان إلى مربع أبيض خالص. وقد اعتبر بعض النقاد الغربيين المربع الأبيض، الرمز الأكثر تمثيلا للسوبرماتية بلا منازع، لأنه مكن اللوحة من تخطي الظاهر إلى الباطن وملامسة الكمال والمطلق، حيث إرادة عيش اللحظة التي تمنحها اللوحة ولا غير ذلك، فيها تخلى ماليفيتش عن الألوان والواقع وبدأ من نقطة الصفر وكأن الفن لم يكن موجودا أبدا، لكن بالمقابل أثار هذا المربع عند نقاد آخرين سخرية شفيفة ومنهم من هاجمه واتهمه بكون لوحاته تناصب العداء للطبيعة ولحب الحياة. إن أعمال ماليفيتش وبالخصوص تلك التي تمثل مرحلة السوبرماتية كانت صادمة للمتلقي الذي صعب عليه فهمها فبدت له مبهمة لكنها في نفس الوقت استفزته ودعته إلى معاودة النظر في مسلماته وربما تغييرها. وماليفيتش في فترة ما بعد السوبرماتية، عاد إلى الأشكال الطبيعية ولكن من خلال تبسيط أساسي لها من خلال وجوه مجهولة الهوية، الأمر الذي يعكس مرارة وألم وعزلة الفنان في أواخر حياته، وقد بدأت عنده هذه المرحلة قبل موته ببضع سنوات. ظلت السوبرماتية ملهمة للفنانين التشكيليين عبر العالم، وتعد علامة على التطور الذي عرفه الفن التشكيلي في بداية القرن العشرين، وتدين التجريدية الهندسية بالكثير لهذا التيار. ………………………………………………………… * مقالة له نشرها في 1916. (**) denys riout. La peinture monochrome.1996 (folio essais 2006 chapitre لعل أفضل ما يليق كتقديم للسوبرماتية أو التفوقية، أنها حسب النقاد الغربيين مغامرة رجل واحد هو كاسيمير ماليفيتش (1879م و1935) أو «ثائر الفن التشكيلي الروسي». واللقب الأخير مستمد من عنوان معرض نظم مؤخرا بلندن وشمل أعمال ماليفيتش الفنية. والسوبرماتية تضرب جذورها عميقا في التكعيبية ذات العمر القصير والمستقبلية، ومن الفنانين الذين انضموا إلى السوبرماتية رودشنكو ورزاندوف وليسلكي. تأسيس ظهرت السوبرمائية لأول مرة في ديسمبر 1915 في سانت بطرسبرغ في معرض للمستقبلية التي كان شعارها هي والسوبرماتية «اخلق، لا تكرر» وشمل هذا المعرض 39 لوحة لماليفيتش. روْحَنَة المربَّع من الفنانين العرب الذين تأثروا بالسوبرماتية في تجربتهم التشكيلية الفنان العراقي مهدي مطشر، الذي استدعى الأشكال الهندسية في تجربته وبالخصوص المربع الأسود والأرضية البيضاء. وحسب شاكر حسن آل سعيد فإن: «هذه التربيعة تمثل مدى التكامل بين علم الظاهر والباطن، وهي تمثل أيضا نوعا من الرؤية البصرية التي تتخلل الرؤية الفلسفية العامة التي هي في الواقع تنطوي على شيء (من خداع البصر) حيث الموازاة ما بين الشيء المكتوب باللون الأسود الغامق والأرضية ذات اللون الأبيض الفاتح»، لكن ما ميز تجربة مهدي مطشر أنه تلاعب بالمربع ووظفه في الكثير من الأحيان مفتوحاً، كما جعل تجربته تمتح من الفن الإسلامي أيضا وبالخصوص الكوفي المربع، وأخضع أشكاله الهندسية للألعاب البصرية التي تغري العين المبصرة وتسقطها في فتنة متوهمة، فتجاوز بذلك ما هو محسوس إلى ما هو روحي، وقد امتلك الفراغ عنده أهمية الامتلاء.

  • المبدعون المصريون ( نجاة علي – صفاء عبد المنعم – خيري دومة – إيمان يحيى )..-كتابة السيرة الذاتية… من أدب الاعتراف إلى استدعاء الذكريات.

    المبدعون المصريون ( نجاة علي – صفاء عبد المنعم – خيري دومة – إيمان يحيى )..-كتابة السيرة الذاتية… من أدب الاعتراف إلى استدعاء الذكريات.

    كتابة السيرة الذاتية… من أدب الاعتراف إلى استدعاء الذكريات
    مبدعون مصريون: تمنحنا حيوية التعبير عن همومنا بحرية بعيداً عن الحواجز
    الأحد – 17 صفر 1442 هـ – 04 أكتوبر 2020 مـ
    نجاة علي – صفاء عبد المنعم – خيري دومة – إيمان يحيى
    القاهرة: حمدي عابدين

    طغت كتابة السيرة الذاتية على أعمال روائية وقصصية لكتاب مصريين ينتمون لأجيال أدبية مختلفة، وأصبحت السيرة بوقائعها وأحداثها ورموزها مادة صريحة للكتابة لدى البعض، بينما استخدمها آخرون بحذر شديد، باعتبارها مجرد رافد مهم لصناعة عمل إبداعي يتجاوز نطاق السيرة ذاتها، ليحلق في آفاق أرحب فكرياً وجمالياً.
    في هذه التحقيق آراء لكتاب خاضوا هذه التجربة، ولأحد النقاد المختصين الذين انشغلوا برصد وتحليل هذه الظاهرة.
    – الدكتور إيمان يحيى (روائي): مخزن أسرار الكاتب
    سيرة الروائي الذاتية هي خزانته ومخزن أسراره الذي يلجأ إليه في أعماله الإبداعية، ليسترجع بعض اللحظات أو التجارب، أو حتى وصف الأماكن بعين الروائي في زمانها. بعض الروائيين يكون إنتاجهم غزيراً، فيضفروه بلقطات من سيرهم الذاتية وسير الآخرين. وهناك روائيون يضعون إلى جانب رواياتهم تجاربهم الذاتية، وذكرياتهم في صيغ أدبية. لعل أهمهم في مصر نجيب محفوظ ويحيى حقي. وهناك روائيون مصريون أخرجوا سيرتهم عبر قالب روائي، ولعلهم الأغلبية. وهذه الأغلبية تحافظ وتتمسك لآخر لحظة في الحياة بذلك المخزون لإبداعاتهم، لعل أشهرهم صنع الله إبراهيم، وفتحي غانم، ومحمد المخزنجي، وبهاء طاهر.
    الرواية هنا تعطي للأديب فرصة ليسرد من حياته وتجربته الذاتية دون أن يظهر مباشرة للقارئ. إنها وسيلة للتخفي عند البوح. ولكن دائماً نجد قراء أذكياء يستطيعون اكتشاف ذلك. في روايتي الأولى «الكتابة بالمشرط» وضعت جزءاً كاملاً من حياتي المهنية، وفي روايتي الثانية «الزوجة المكسيكية» كتبت لمحات من سيرتي وتجارب ذاتية، ومشاهدات ذاتية على لسان أبطال عاشوا في زمن غير زماني، ولكنها التجربة الإنسانية التي تأخذ سمات عامة بين حيوات البشر!
    أعتقد جازماً أن كتب السيرة الذاتية هي أهم ما يقتنيه الروائي؛ لأنها تعطيه الفرصة للعيش في حيوات أخرى، بإحساسه الذاتي وانفعالاته. وتهبه سرداً موازياً وتاريخاً للمشاعر والأحاسيس والهواجس والأفكار. ليس التاريخ البشري تاريخ أحداث سياسية أو اجتماعية محضة؛ بل هو تاريخ الذات أيضاً.
    – صفاء عبد المنعم (روائية): ذات الكاتب مفاجئة
    عندما يكتب الكاتب جزءاً من سيرته الذاتية، فهو يراها ذاتاً لا تنفصل عن الواقع، مثلما يكتب عن أي شخصيات أخرى عرفها أو قابلها، وعندما يكتب عن ذاته داخل أي عمل، سواء قصة أو رواية، تكون هذه الذات مستقلة بنفسها عن شخصية الكاتب (المبدع) أو تكون ذاته ذاتاً ممتلئة، أو مرت بتجارب قاسية أو عنيفة، مثل تجربة الموت أو الحب، وهو هنا لا يدخل العمل بنية أنه سوف يكتب عن نفسه، ولكن هي ذات خرجت منه وفوجئ بوجودها.
    وأحيانا الكاتب يكتب جزءاً أو مناطق في حياته دون تصريح مباشر، قد يخفي بعض المعلومات أو المناطق لسببين: الأول أنه ربما لا يريد أن يجرح شخصيات تتماس مع هذا الموقف، أو يفضحها بشكل كامل، والثاني حتى لا يفهمه البعض بشكل خاطئ لو فرض وكتب عن خيبة تعرض لها؛ لأن الكاتب إنسان قد يخطئ وقد يصيب.
    – أحمد فضل شبلول (شاعر وروائي): تطفئ حرائق المبدع
    ربما تكون الرغبة في أن يقول الكاتب شيئاً عن نفسه وعن البيئة التي نشأ فيها، وعما لاقاه في حياته من أحداث، ربما يريد أن يؤشر على مفاصل معينة ووقائع محددة في حياته، ويرغب في أن يطلع الآخرون عليها، وهذا سبب آخر من أسباب كتابة السيرة الذاتية.
    في روايتي «رئيس التحرير… أهواء السيرة الذاتية» دُفعت دفعاً نفسياً لأن أكتب جزءاً من سيرتي الذاتية، حتى أستطيع أن أطفئ بعض الحرائق المشتعلة بداخلي التي بدأ لهيبها يخبو بعد كتابة هذا الجزء الذي أضفتُ عليه بعض الخيال، ليصبح عملاً روائياً، وليس مجرد سرد أحداث ووقائع حدثت دون أن يكون لها أدنى صلة بالفن الروائي. لكنني لم أجنح في هذا الجزء إلى الفانتازيا والغرائبي كما حدث في رواية «الماء العاشق» على سبيل المثال؛ خشية أن يخرج العمل من كونه جزءاً من السيرة إلى عوالم أخرى، قد تتعارض مع مفهوم السيرة الذاتية الأدبية. كما أن حياة الكاتب السارد ليست مرتبطة بهذا الجانب فقط، المعني بالصحافة والثقافة والسفر والعمل داخل المطبخ الصحافي. وبالتأكيد هذا الانتقاء كان مقصوداً، فلم يتعرض السارد إلى جوانب أخرى من حياته؛ خصوصاً العاطفية. ولعل فكرة الانتقائية جاءت لتحافظ على قوام العمل وتماسكه في اتجاه معين، أيضاً هناك مناطق لا يستطيع السارد البوح بها؛ لأنها ربما تمثل فضائح لأناس معينين في حياته، لا يملك شجاعة الكتابة عنهم.
    – الدكتورة نجاة علي (شاعرة): الكتابة مرآة لسيرة الكاتب
    لدي اعتقاد قديم بأن كل كتابة أدبية تحمل في طياتها أطرافاً من سيرة الكاتب الذاتية أو الفكرية، وأنه يمكننا من خلال القراءة أن نرسم صورة متخيلة عن مؤلف العمل في أذهاننا، وإنْ ظلت صورة غير مكتملة. وحين يقرر الكاتب أن يكتب سيرته الذاتية فإنه يمنحنا بذلك فرصة لاستكمال هذه الصورة الناقصة التي رسمناها له من قبل. هناك من يرى أن كتابة السيرة الذاتية تنهض بالأساس على تقديم عصارة أو خلاصة تجربة أو تجارب إنسانية عاشها الكاتب؛ لذا فإن هناك عدداً من المبدعين يرون أن كتابة السيرة الذاتية في وقت مبكر من العمر هي كتابة ينقصها كثير من العمق والخبرة في التجربة، وتحرم الكاتب من أن يجعل عمله أكثر ثراءً لو أنه تمهل حتى ينضج وعيه الجمالي وتجربته الحياتية.
    من يكتبون سيرتهم مبكراً يقعون تحت هوس الرغبة أو الاعتقاد بأن كتابة سيرة ذاتية مليئة بالنميمة والفضائح، تجلب لهم الشهرة، وهو أمر به استسهال واستهانة بقيمة الأدب.
    وهناك كتاب أيضاً يندفعون إلى كتابة السيرة الذاتية بغرض تقديم كتابة أقرب للكتابة الاعترافية، رغم أن هناك قيوداً كثيرة ما زالت موجودة على الإبداع في العالم العربي، لأي كتابة تخترق التابوهات. وفي تصوري الشخصي أن أي كاتب يُقدم على كتابة سيرته الذاتية أو أي عمل أدبي آخر، لديه بالتأكيد دوافع خاصة؛ سواء جمالية أو نفسية، أو حتى الرغبة في التعبير عما يعتمل داخله ولا يجد شكلاً أدبياً ملائماً له سوى السيرة الذاتية، وكل ما يكتبه عن حياته يحمل وجهة نظره ورؤيته للعالم خاصة، فهو ينتقي الزوايا والأحداث والأسلوب الذي يساعده على إيصال وجهة نظره.
    لكن ينبغي أن ننحي عن أذهاننا تصور أن الكتابة لا بد من أن تحاكي الواقع؛ لأن الكاتب لا يقول الحقيقة الحرفية عن نفسه أو العالم من حوله، ولا ينقل الواقع أو يسجله؛ بل يسعى إلى تفكيكه وإعادة رؤيته من خلال وعيه ومنظوره الجمالي. هناك مبدعون يسعون لإظهار سيرتهم الذاتية بقدر من المثالية، وهناك مبدعون على العكس تماماً يكتبون بعصب عارٍ، ورغبة محمومة في اكتشاف ذواتهم أو علاقتهم بالعالم. وبالنسبة لي حين أقدمتُ على كتابة يوميات «الطريق إلى التحرير» كنت مدفوعة برغبة عارمة في تسجيل لحظات استثنائية عشتها لأول مرة في حياتي، وكنت شاهدة عليها، فجاء الكتاب مزجاً بين أطراف من سيرتي الذاتية وبعض الأحداث التاريخية في ثورة يناير (كانون الثاني).
    – الدكتور خيري دومة (ناقد أدبي): دوافع متشابهة
    كتابة السيرة الذاتية على هذا النحو الروائي، أمر حديث نسبياً، ومختلف عن كتابة القدماء لترجمة حياتهم. كان القدماء يكتبون في العادة الحقائق الثابتة عن حياتهم ومؤلفاتهم، أما المحدثون فيستعيدون حياتهم من البداية معتمدين اعتماداً كبيراً جداً على الذاكرة، ولهذا تلعب الذاكرة الدور الأكبر في اختياراتهم، وفي تلوين الذكريات بلون الحاضر.
    ربما كانت دوافع كتابة السيرة الذاتية لدى القدماء والمحدثين متشابهة، وهي فكرة ترك أثر يبقى، وتستطيع الأجيال القادمة أن تلمسه، وربما تفيد منه؛ لكن الطريقة التي يستعيد بها المحدثون سيرهم تفتح مساحة واسعة للمراجعة الخيالية مع الذات أحياناً، وللرد والانتقام أحياناً ممن أعاق رحلتهم. وهذه الاستعادة تحركها دوافع قوية، محسوسة أحياناً، وغير محسوسة أحياناً أخرى.
    والمثال الشهير على ذلك «أيام» طه حسين التي يستعيدها بعد أزمة كتاب «الشعر الجاهلي» رداً على القوى التي يراها مسؤولة عما وقع له، وكيف تغلب عليها حتى يصل إلى هذه النقطة من حياته. والمثال الثاني الدال الكتاب الصغير الجميل الذي كتبته لطيفة الزيات تحت عنوان «حملة تفتيش أوراق شخصية»، وبدأت كتابته في أعقاب سجنها عام 1981، ليصير مراجعة عميقة لنفسها، واكتشافاً لمنحنيات حياتها.
    وطبعاً حين نفتح صندوق الذاكرة يأخذنا إلى مناطق لم نخطط لها ولم نكن نراها، تماماً كما يحدث في كل كتابة إبداعية، وتتدخل القوة المنظمة لتعيد ترتيب الوقائع التي تترى على الذاكرة، وتضعها في نسق دال أقرب إلى الرواية في حبكتها العامة وفي تفاصيلها أيضاً. لذة الاستعادة هذه واللعب بها، هي ما يدفع الكتاب المحدثين إلى كتابة سيرتهم الروائية، حتى لو كانوا في مقتبل حياتهم. والأمثلة كثيرة جداً لدى جيل الكتاب والكاتبات المعاصرات اللواتي استعدن وقائع شخصية وحولنها إلى «رواية»، مثل «دنيا زاد» لمي التلمساني، و«قميص وردي فارغ» لنورا أمين… وغيرهما.
    في هذه الكتابات تنمحي الحدود تقريباً بين الكتابة الإبداعية عموماً، شعراً ورواية وقصة وسينما ومسرحاً ومقالات، وبين عناصر من السيرة الذاتية تستعاد من الذاكرة، فتصبح أوغل في الخيال. والمسألة لا علاقة لها بالأمانة، ولا حتى بالانتقام من أحد، ولا بعملية إخفاء ناتجة عن مخاوف من الفضائح والمواجهات مع الأحياء المذكورين في السيرة، وإنما منبعها هذا الإيمان بانمحاء المسافة فعلاً بين الواقع والخيال.
    أعتقد أن كتابة السيرة الذاتية كانت حاضرة على مدار التاريخ؛ لكنها تحولت في العصور الحديثة، وأفسحت للخيال الإبداعي مساحة أوسع وأعمق وأكثر تأثيراً. فحولت نصوص السيرة الذاتية من وثائق نعود إليها إلى روايات لا يمكن الاعتداد بواقعية ما يجري فيها.

  • تقاسم جائزة «نوبل» للطب بريطاني وأميركيين بفضل «مساهمتهم الحاسمة» ضد التهاب الكبد «سي»

    تقاسم جائزة «نوبل» للطب بريطاني وأميركيين بفضل «مساهمتهم الحاسمة» ضد التهاب الكبد «سي»

    صورة للفائزين بجائزة نوبل للطب البريطاني مايكل هوتن والأميركيان هارفي ألتر وتشارلز رايس (أ.ف.ب)
    لندن: «الشرق الأوسط»

    في أوج تفشي جائحة «كوفيد – 19»، مُنحت جائزة نوبل للطب أمس إلى ثلاثة علماء فيروسات، هم البريطاني مايكل هوتن، والأميركيان هارفي ألتر وتشارلز رايس؛ تقديراً لدورهم في اكتشاف الفيروس المسؤول عن التهاب الكبد «سي».
    وأشارت لجنة نوبل إلى أن العلماء الثلاثة فازوا بالجائزة بفضل «مساهمتهم الحاسمة»، بفارق سنوات، في «اكتشاف فيروس التهاب الكبد سي»، وذلك في خضمّ السباق العالمي الراهن لكشف ألغاز جائحة أخرى تجتاح العالم، أي «كوفيد – 19». وفي نهاية سبعينات القرن الماضي، خلص هارفي ألتر إلى أن التهاباً غامضاً في الكبد يحصل خلال عمليات نقل الدم من دون ارتباط بمرض التهاب الكبد من النوعين «إيه» و«بي»، وفق اللجنة؛ ما ساهم خصوصاً في الحد من حالات الإصابة بهذه الطريقة إلى مستوى شبه معدوم.
    وبعد نحو عقد، في 1989، نجح مايكل هوتن وأعضاء فريقه من مقرهم في كندا، في اكتشاف التسلسل الجيني للفيروس.
    أما تشارلز رايس (68 عاماً)، فقد حلّل لاحقاً على مدى سنوات طويلة طريقة تنسخ الفيروس، وهي أعمال قادت خصوصاً إلى تطوير علاج ثوري جديد بحلول العقد الثاني من القرن الحالي، يحمل اسم «سوفوسبوفير».
    وقال رئيس اللجنة التي اختارت الفائزين، باتريك إرنفورس، إن رايس «قدّم الدليل الأخير على أن فيروس التهاب الكبد (سي) قادر على التسبب منفرداً في المرض»
    وأضاف «أظن أنه من السهل إقامة رابط مع الوضع الحالي. الأمر الأول الواجب فعله هو تحديد الفيروس المسؤول، وفور إنجاز المهمة، سيشكّل ذلك نقطة انطلاق لتطوير علاجات للمرض، إضافة إلى لقاحات. لذا؛ فإن الاكتشاف الفيروسي يمثّل لحظة حاسمة».
    وتشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى وجود نحو 70 مليون إصابة بالتهاب الكبد «سي»؛ ما يتسبب في 400 ألف وفاة سنوياً، رغم أن باحثين طوروا في السنوات الأخيرة علاجات فعالة، لكنها باهظة ضد هذا المرض. وهذه أول جائزة نوبل للطب مرتبطة مباشرة بنوع من الفيروسات منذ 2008.
    وكانت جائزة نوبل للطب سنة 1976 مُنحت أيضاً تقديراً لبحوث مرتبطة بالتهاب الكبد «بي».
    وقال هارفي ألتر في تعليق للإذاعة السويدية العامة «لقد أيقظوني من النوم قرابة الساعة الرابعة والربع صباحاً. لم أكن على علم أن الجائزة ستُمنح اليوم. هذا رائع».

    وبات ألتر البالغ 85 عاماً أحد أكبر الفائزين سناً بجائزة نوبل للطب، لكنه لم يحطم الرقم القياسي في هذا المجال (87 عاماً).
    ومنذ أول جائزة نوبل (للكيمياء) أعطيت لعالمي فيروسات سنة 1946، تضاف الجائزة الجديدة إلى 17 مكافأة أخرى مرتبطة بصورة مباشرة أو غير مباشرة بأعمال علمية عن الفيروسات، وفق الأمين العام السابق للأكاديمية السويدية للعلوم إرلينغ نوربي. وبات عدد الأشخاص الذين نالوا جائزة نوبل في «علم الوظائف (فيزيولوجيا) أو الطب» 222 منذ إطلاقها سنة 1901، بينهم 12 امرأة فقط.
    وقد جرى التداول بأسماء خبراء كثر هذه السنة كمرشحين محتملين لنيل الجائزة، بينهم المساهمون قبل أكثر من نصف قرن في اكتشاف الخلايا اللمفاوية البائية والتائية التي تؤدي دوراً أساسياً في عمل جهاز المناعة، وأولئك القائمون أيضاً على الخرق العلمي المرتبط بما عُرف بـ«المقصات الجزيئية» في علم الوراثة في العقد الماضي، مروراً بالأعمال المتصلة بسرطان الثدي. كذلك، سرت تكهنات عن إمكان منح الجائزة لباحثين آخرين ساهما في تطوير البحوث بشأن التهاب الكبد «سي»، وهما الألماني رالف بارتنشلاغر عن البحوث الأساسية التي أجراها، والأميركي مايكل صوفيا عن تطوير علاج «سوفوسبوفير» الذي بات يباع بأسعار باهظة من جانب مختبرات «غيلياد» الأميركية تحت اسم «سوفالدي».
    وتحرص الأكاديمية السويدية للعلوم على التكتم حيال المرشحين للفوز، من دون تأكيد أي من التسريبات التي تشمل سنوياً مئات الأسماء.
    وفي العام الماضي، فاز بجائزة نوبل للطب الأميركيان ويليام كايلين وغريغ سيمنزا، والبريطاني بيتر راتلكيف؛ مكافأة على اكتشافهم، اعتباراً من تسعينات القرن الماضي، «آليات جزيئية مسؤولة عن تكيف الخلايا مع مستوى الأكسجين المتقلب» في الجسم. وقد فتحت هذه البحوث آفاقاً علاجية بدأت تتجلى منذ منتصف العقد الأول من القرن الحالي، خصوصاً من خلال علاجات ضد السرطان.
    وقد ألقت جائحة «كوفيد – 19» بثقلها على موسم جوائز نوبل هذه السنة؛ إذ دفعت بالقائمين على الحدث إلى إلغاء حفل توزيع هذه المكافآت العريقة المقرر أساساً في العاشر من ديسمبر (كانون الأول) في استوكهولم، للمرة الأولى منذ 1944، وقد أبقي على موعد الإعلان عن الفائزين خلال الأسبوع الحالي.
    ويتشارك الفائزون بالجائزة مكافأة مالية تقرب قيمتها من مليون دولار، على أن يتسلّموها في بلد الإقامة.
    وبعد الطب، سيُعلن الثلاثاء عن الفائز بجائزة نوبل للفيزياء، ثم بجائزة الكيمياء الأربعاء، والآداب الخميس، يليها الإعلان عن الفائز بجائزة نوبل للسلام الجمعة في أوسلو. ويُختتم موسم جوائز نوبل هذا العام بالإعلان عن الفائز بجائزة الاقتصاد الاثنين المقبل.
    ويتسم موسم الجوائز هذا العام بمنافسة مفتوحة بدرجة كبيرة، خصوصاً على صعيد جائزة نوبل للسلام التي جرى التداول بمرشحين كثر لنيلها خلفاً لرئيس وزراء إثيوبيا أبيي أحمد الذي نال هذه المكافأة العام الماضي. ومن بين هؤلاء هيئات مدافعة عن حرية الصحافة (كمنظمة «مراسلون بلا حدود») أو ناشطون من أجل المناخ، أبرزهم المراهقة السويدية غريتا تونبرغ.
    كذلك، ثمة تكهنات عن اتجاه لمنح الجائزة لهيئة أممية، بينها على سبيل المثال منظمة الصحة العالمية، أو للأفغانية فوزية كوفي.
    ولناحية جائزة نوبل للآداب، أورد النقاد الذين استطلعت آراءهم «وكالة الصحافة الفرنسية» سلسلة أسماء تشمل الأميركية الكاريبية جامايكا كينكايد، والألباني إسماعيل قادري، مروراً بالكندية آن كارسون، أو الفرنسيين ميشال ويلبيك وماريز كونديه.