Category: الإبداع والإختراع

  • تكريم الفنان : محمد بري العوايني ..من السيد وزير الثقافة السوري محمد الأحمد – مشاركة تقرير : جوني ضاحي / حمص

    تكريم الفنان : محمد بري العوايني ..من السيد وزير الثقافة السوري محمد الأحمد – مشاركة تقرير : جوني ضاحي / حمص

     

    ربما تحتوي الصورة على: ‏شخص واحد‏ربما تحتوي الصورة على: ‏‏10‏ أشخاص‏

    ربما تحتوي الصورة على: ‏‏نص‏‏25299456_1542553905820990_2813351905483000834_n

    ثم كرم الأستاذ محمد الأحمد وزير الثقافة و السيد طلال البرازي محافظ حمص وممثل الرفيق أمين فرع الحزب في حمص كوكبة من كبار المفكرين والمثقفين والفنانين وهم : “فرحان بلبل – د.عبد الإله النبهان – د. نزيه بدور – عصام جنيد – بسام جبيلي – د. رضوان قضماني- محمد بري العواني- ليندا بيطار – عمار يونس – عبد القادر عزوز – عبد النبي التلاوي- عيس مسوح “.
    وختم الحفل الذي أخرجه عوض قدور فقراته بحفل كورال جرحى الجيش العربي السوري التابع لجمعية المقعدين وأصدقائهم في اللاذقية بقيادة : أحمد حمودي وإشراف المايسترو ميساك باغبودريان وقدموا مجموعة من الأغاني التراثية والوطنية.
    تقرير : جوني ضاحي

    لا يتوفر نص بديل تلقائي.

    اليوم ١٦/ ١٢ / ٢٠١٧ كرمتني حمص وما أعظمه وأجمله من تكريم.
    اليوم كرمتني وزارة الثقافة، والسيد وزير الثقافة الأستاذ محمد الأحمد الناقد السينمائي الممتاز.
    اليوم كان جمهور حمص وفيا، وكان محافظ حمص الأستاذ طلال برازي سعيدا بنا.
    شكرا لوزارة الثقافة.
    شكرا لمحافظ حمص.
    شكرا لمدير ثقافة حمص الأستاذ معن إبراهيم الذي رشحني للتكريم.

     بواسطة ‏مديرية ثقافة حمص‏.
  • ألف مبروك التكريم الجميل للدكتور: نزيه بدور ..من السيد وزير الثقافة السوري محمد الأحمد – مشاركة تقرير : جوني ضاحي / حمص

    ألف مبروك التكريم الجميل للدكتور: نزيه بدور ..من السيد وزير الثقافة السوري محمد الأحمد – مشاركة تقرير : جوني ضاحي / حمص

    ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏يبتسم‏‏ 25299456_1542553905820990_2813351905483000834_n

    ثم كرم الأستاذ محمد الأحمد وزير الثقافة و السيد طلال البرازي محافظ حمص وممثل الرفيق أمين فرع الحزب في حمص كوكبة من كبار المفكرين والمثقفين والفنانين وهم : “فرحان بلبل – د.عبد الإله النبهان – د. نزيه بدور – عصام جنيد – بسام جبيلي – د. رضوان قضماني- محمد بري العواني- ليندا بيطار – عمار يونس – عبد القادر عزوز – عبد النبي التلاوي- عيس مسوح “.
    وختم الحفل الذي أخرجه عوض قدور فقراته بحفل كورال جرحى الجيش العربي السوري التابع لجمعية المقعدين وأصدقائهم في اللاذقية بقيادة : أحمد حمودي وإشراف المايسترو ميساك باغبودريان وقدموا مجموعة من الأغاني التراثية والوطنية.
    تقرير : جوني ضاحي

    ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏4‏ أشخاص‏، و‏‏أشخاص يبتسمون‏، و‏‏‏أشخاص يقفون‏ و‏بدلة‏‏‏‏‏

      ‏سامر بدور‏ مع ‏نزيه بدور‏.
    ألف مبروك دكتور نزيه بدور:التكريم الجميل من السيد وزير الثقافة
    ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏4‏ أشخاص‏، و‏‏أشخاص يبتسمون‏، و‏‏‏أشخاص يقفون‏ و‏بدلة‏‏‏‏‏
     بواسطة ‏مديرية ثقافة حمص‏.
  • ماهي أفضل الــ 6 هواتف ذكية وتمتلك كاميرا إحترافية كانت للعام 2016 م – مشاركة وكتابة / مؤنس حواس

    ماهي أفضل الــ 6 هواتف ذكية وتمتلك كاميرا إحترافية كانت للعام 2016 م – مشاركة وكتابة / مؤنس حواس

    Image result for ‫موبايل بكاميرا ذكية‬‎

    أفضل 6 هواتف ذكية تمتلك كاميرا احترافية لعام 2016

    الخميس، 22 ديسمبر 2016 م

    أفضل 6 هواتف ذكية تمتلك كاميرا احترافية لعام 2016
    هاتف آيفون 7 بلس
    كتب مؤنس حواس

    هد هذا العام ظهور العديد من الهواتف الذكية التى تأتى بمواصفات مميزة وراقية للغاية، فيما ركزت بعض هذه الهواتف على مدى جودة الكاميرا الخاصة بها لالتقاط الصور لعشاق التصوير، وفيما يلى نرصد أبرز هواتف ذكية تم إطلاقها فى 2016، ومزودة بكاميرات رائعة كما يلي:

    – هاتف Apple iPhone 7 Plus:

    من الهواتف المميزة التى تمتلك كاميرا مزدوجة فى الخلف بدقة 12 ميجا بيكسل، ويمكن للكاميرا التقاط صور واسعة المدى وغيرها من الأمور الأخرى التى يسهل القيام بها.

    iPhone7Plus

    – هاتف Google Pixel XL:

    يأتى هاتف جوجل بيكسل XL  بكاميرا خلفية 12.3 ميجا بيكسل، ويمتلك فلاش مزدوج LED فى الخلف، مع ميزة ليزر للتركيز التلقائى خلال التقاط الصور، مما يتيح للمستخدمين التقاط صور مميزة.

    pixel-xl-camera

    – هاتف Galaxy S7 edge:

    من الهواتف المميزة من شركة سامسونج، وهو يمتلك كاميرا خلفية 12 ميجا بيكسل، مع فلاش LED ، ويأتى بتكنولوجيا بيكسل مزدوجة تتيح نقاء أفضل الصور التى يتم التقاطها، ويتيح دعم ميزة التركيز التلقائى بشكل أفضل عند التقاط الصور.

    s7edge

    -هاتف Motorola Moto Z:

    يمتلك كاميرا خلفية 13 ميجا بيكسل، مزودة بمستشعر ليزر للتركيز التلقائى، مع ميزة OIS وفلاش LED مزدوج، ويمكنها التقاط صور ذات دقة عالية وجيدة للغاية.

    moto-z-droid-camera-2

    – هاتف OnePlus 3T:

    تم إطلاقه مؤخرا، ويمتلك كاميرا خلفية بدقة 16 ميجا بيكسل، مع ميزة تثبيت التركيز البصرى للصورة، وميزة HDR، وقد قامت الشركة بتعديل برنامج الكاميرا لإتاحة صورة طبيعية بشكل أفضل.

    OnePlus3

    -هاتف Xiaomi Mi 5:

    يأتى بكاميرا خلفية 16 ميجا بيكسل، مع فلاش مزدوج LED، وميزة PDAF و  4-axis OIS ويمكنه التقاط صور مميزة للغاية تناسب عشاق التصوير.

    Xiaomi Mi 5
  • كتبت منال ظفور.. حكاية ريا (أم الغيث).. من حبة حنطة وحبة مطر وموعدن مع الموت  ليجسدوا فلسفة بعث الحياة عند السوريين…

    كتبت منال ظفور.. حكاية ريا (أم الغيث).. من حبة حنطة وحبة مطر وموعدن مع الموت ليجسدوا فلسفة بعث الحياة عند السوريين…

    ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏وقوف‏‏‏

     تمت إضافة ‏‏2‏ صورتين جديدتين‏ بواسطة ‏‎Manal Zaffour‎‏ — مع ‏‎Salman AlAhmad‎‏.
    من حكايا سوريا والسوريين

    حكاية ريا (أم الغيث)..
    من حبة حنطة وحبة مطر وموعدن مع الموت
    ليجسدوا فلسفة بعث الحياة عند السوريين…
    لصﻻة حانو قريثو للربة ريا..وحبوبية البربارة المحمية بصواعق بعل….
    ومطرح مابينزل المطر ببيت البعل بجبل صافون بيركعوا السوريين
    وبيصلوا صﻻة اﻹستسقاء لتوصل تراتيلن للسما…
    بتقول الحكاية انو حبة الحنطة ما بتثمر وبتعطي سنبلة قمح إﻻ إذا ماتت وضربت الصاعقة اﻷرض ونزل المطر..
    ومتل ما بتعرفوا عنا بسوريا نوع المناخ أو اﻹقليم معتدل أو وسط وغني باﻷمطار الضرورية للزراعة..وأراضينا كلها بعلية بتعتمد بالسقاية عا مياه اﻷمطار
    وكانوا السوريين يفسروا ظواهر الطبيعة بأنها صراعات بين اﻵلهة فلما بيعم الجفاف والقحط عاﻷرض فهالشي بيعني انو اﻹله بعل راكب الغيوم وسيد اﻷمطار والسحاب غاب بالعالم اﻷسفل وعم يصارع اﻹله موت (اسطورة بعل وموت حكيتلكن اياها من فترة)..طبعا السوريين خلقوا اسطورة البعل ليفسروا المناخ بسوريا المتميز بتناوب سبع سنين خصب ووفرة وسبع سنين قحط وجفاف (سبع سمان وسبع عجاف ) وبتكون شدة وقساوة هالسنين بحسب شدة وعنف المعركة بين بعل وموت_الخير والشر _الحياة والموت_(وهاد تفسير للدورة الزراعية السنوية) وعقيدة الخصب السورية اللي فيها اﻵلهة اﻷنثى الممثلة للقوة اﻹخصابية الكونية :عناة..عشتار ..انانا…..واﻹله الذكر المتمم للقوة اﻷولى والمتمثل بقوى السحاب والمطر والبرق والصاعقة والرعد وهو : البعل حدد..تموز..أدونيس…..
    وقوة الخصوبة اﻷولى ما بتكون فاعلة دون مساعدة التانية (اﻷمطار بالشتاء والندى بالصيف…)
    واتجسدت الخصوبة بربات الخصب (اﻵلهات المولودات من تزاوج واقتران السماء مع اﻷرض)..وهنن بنات بعل اﻷربعة : _بعليت بنت التراب _بدرية بنت النور _طلية بنت المطر (الندى) _ريا (أم الغيث)بنت السحاب_ وكلهن بيعبروا عن عناة اﻷرض…عشتار ..انانا…
    منرجع شوي ﻹسطورة بعل وموت : لما بيقبل البعل تحدي موت للقتال وبينزل للعالم اﻷسفل وبيشترط موت عالبعل انو يجيب معو بناته بدرية وطلية وينفذ تعليماته لينزل عالجحيم…بتقول تعليمات موت :
    ” عليك أن تأخذ معك غيومك..ورياحك..وعواصفك..وأمطارك
    وتأخذ معك أيضا أتباعك السبعة..وخنازيرك الثمانية
    ومعك أيضا بدرية ابنة النور..ومعك طلية ابنة المطر
    ثم توجه شطر الجبل..ارفع الجبل على يديك..
    والتل على أعالي رؤوس الشجر..
    اهبط إلى أقاصي اﻷرض العميقة..
    حتى تصبح مع من غادر هذه اﻷرض……
    …ليدخل بعل في أعماق جوف الموت…هابطا إليه من فمه
    فتجف أشجار الزيتون وكل منتجات اﻷرض وثمار جميع اﻷشجار
    خاف عليان بعل منه وارتجف.. نعم لقد فزع راكب الغيوم”..
    طبعا هاد وصف لحالة القحط والجدب وشح اﻷمطار اللي بتصيب اﻷرض وقت الجفاف بغياب الخصب ووصف لتغيرات المناخ وحال الطقس…
    وأثناء غياب البعل وقواه بحربه مع موت…هون حكايتنا بتبدا :
    عاﻷرض ..الناس بيتابعوا حياتن مطمئنين انو في حدا عم يدافع
    عنن ويقاتل من أجلن (موهيك).. فبيحرثوا وبيفلحوا اﻷرض
    وبيزرعوها وبيمشوا حالن بالري والسقاية من اﻷنهار و
    السواقي..لكن هالحكي ما بيمشي حاله معن بشهر تشرين2 وكانون1 وقت زراعة بذار القمح ومابتكفيه السقاية وخاصة بعد زراعته بيحتاج لشوية مطر وبرق ورعد وصاعقة (حبة القمح بتموت بالتراب وحبة المطر بتحييها) …وهالمطر بينحبس ما بينزل فبيبلشوا يتذمروا ويطالبوا بالمطر…وبيتجمعوا النساء وبيطلعوا عاجبل صافون لعند بيت البعل ليبتهلوا ويصلوا صﻻة اﻹستسقاء لجلب المطر…وبيكونوا صايمين ليستعطفوا آلهة الخصب (عشتار..انانا..عناة…ريا أم الغيث ) على حالن بسبب قلة الخير والخضرة بغياب البعل ..بيعتمدوا بهالفترة عا مخزونهن من الحبوب والحنطة والفواكه المجففة( تين وزبيب) والنباتات البرية من بساتين البعل …طبعا الفكرة المهمة هون هي انو النساء هنن ﻻزم يرفعوا صﻻة اﻹستسقاء الحقيقية ﻷنن بيتمثلوا بربات الخصب وهنن قوة اﻹخصاب المؤنثة فﻻزم هنن يطلبوا قوى اﻹخصاب المذكرة ( بقصد المطر ﻻ يروح فكركن لبعيد.) ..وبيضلوا معتكفين لحتى تحس عناة بحالتن ووجعهن فبتبعت بنتها ريا أم الغيث لتنزل المطر وتروي حقولهن وبساتينهن..وهون خلقت بين الناس حكاية ريا أم الغيث..وصارت طقس بيقوموا فيه أهلنا بمختلف أنحاء سوريا بأول كانون1 وبهالطقس بتقوم النساء بتجهيز هيكل من خشب على شكل صليب قائمته مغرفة طعام كبيرة (رمز ودﻻلة على التوسل وترجي اﻵلهة وعرض حال المعيشة والجوع اللي صايبن) وبيلبسوها ثياب عروس وبيحملوا الهيكل وبيتجولوا عابيوت القرية بيت..بيت..وهنن عم يرتلوا ويغنوا أهزوجة أم الغيث ريا..وطبعا بيرافقها حركات الرقص المؤثرة..وبيجمعوا تبرعات من الحبوب والحنطة من كل بيت بيوقفوا عنده وبيغنوا : أم الغيث غيثينا بشيت راعينا
    أم الغيث زعﻻنة جابت مطر من عانا
    أم الغيث يا ريا عبي الحواوي مية….الخ..
    وطبعا بتقوم ست البيت باستقبال موكب الهيكل وبترش المي عا وجوهن (تفاؤول و استبشار بالمطر وتمثيل لحالة هطوله) بعدين بتعطيهن شوية حنطة منشان ينتقلوا ويروحوا عابيت تاني و هيك حتى يدوروا عابيوت القرية كلها وبعدين بيجتمعوا بالبيادر (الحقول والبساتين) وبيحطوا الهيكل بمكان عالي وبيبلشوا يسلقوا الحنطة اللي جمعوها (سليقة ..حبوبية) وبعدين بيوزعوها عاﻷوﻻد والفقراء والمحتاجين وبيرشوا شوي فوق سطوح البيوت (تمثيل لحالة الزراعة) وبيضلو يعيدوا مشهد الموكب وجولته لحتى تسمعن ريا أم الغيث وترد عليهن وتبعت المطر…
    في شكل تاني لطقس أم الغيث بيعملوه أهلنا السريان واﻵشوريين بالجزيرة السورية اسمه (عروسة المطر) ..مع شوية اختﻻف وهو انو الصبايا بيجمعوا البرغل والسمن واللحم المجفف بدل الحنطة ..وبيطلعوا فرش بيت واحد غني وميسور لخارج البيت وهنن عم يغنوا اﻹهزوجة مع اختﻻف بسيط باﻷلفاظ..وبتقوم مجموعة منهن بالتنكر بلباس الرجال وبيتلثموا وبيهجموا عا راعي القرية القريبة وبيضربوه بالعصا (طبعا تمثيل) وبيربطوه بالحبل وبياخدوا كبش من الغنم وبيجيبوه عا قريتن ..وبيندبح الكبش وبيطبخوه مع البرغل اللي جمعوه وبيعملوا وليمة ﻷهل القرية وبيطمروا قسم من اﻷكل بالتراب بيسموه حصة العروس (بمثابة قربان ﻷم الغيث) وهنن عم يرددوا اﻷهزوجة :
    كنتنا بدها برغل ..وغنمتنا بدها عشب
    ودجاجتنا بدها حنطة ..وعروستنا جوعانة …
    وكمان في شكل تالت للطقس اسمه هد الكوارة (الجرة) :
    وهو بيشبه مباراة بين فريقين بيمثلوه قريتين او حارتين..فبيجتموا نساء القرية وبيهجوا فجأة عا أقرب ضيعة وبايدن كرة (طابة) من القماش أو القش وبيحاولوا يقتحموا حرمة المكان ويدخلوا عامضافة المختار أو كبير الضيعة وبيقلبوا دﻻل القهوة وبيحطوا الكرة بقلب الخابية (جرة الماء) وطبعا نسوان الضيعة بيحاولوا يصدوا الهجوم وبيتحول المشهد لمعركة وهمية بين فريقين وبياخدوا الكرة وبيردوا الهجوم بأقرب فرصة وطبعا واجب المختار أو كبير الضيعة اللي خبوا الكرة بخابيته انويدبح كبش ويستضيف الفريقين ويعمل مصالحة بيناتهن (الدبيحة هي قربان) وبيرمز هالطقس اللي بيتجاوزوا فيه العادات وتبادل اﻷدوار ..التنكر والمباراة والتنافس وقلب دﻻل القهوة ورمي الكرة بخابية المي…كأنهم عم يخبروا آلهة الخصب بسوء أحوالن بسبب انحسار المطر وانن رح يتخلوا عن كتير من القناعات والثوابت اذا ما بعتتلن المطر (تهديد خفي لﻵلهة بانو الكرم والجود والضيافة رح ينتهوا اذا ما استجابت لطلبهن )…
    أما الرجال فكانوا يطلبوا المطر بطريقتن واتجسدت بعادات اعتراض وتهديد بترك الفﻻحة والزراعة اذا ما نزل المطر ..فكانوا يقوموا بطقس اسمه (صلب عدة الفﻻحة) فعند انحباس المطر بيقوموا بطقس احتجاجي انو يربطوا عدة الفﻻحة بأسفل السكة أو بيعلقوها بالهواء كاحتجاج عند اﻵلهة وتهديد بأنه ماعاد يشتغلوا بالزراعة ويتعبوا عالفاضي طالما مافي مطر وبيشنقوا العدة وكأنو عم يقولوا للآلهة الخصب انن تركوا العمل بالزراعة وهاد شي خطير وبيهدد وجود الحياة اﻹنسانية عا سطح اﻷرض..وشنق عدة الفﻻحة وتقديمها كقربان كأغلى شيء بيملكو الفﻻح هو تضحية كبيرة) وبيضل هيك لحتى ينزل المطر فبيرجع العدة عالشغل وبيعتقها من الشنق (حلو هالطقس)..
    وطبعا اذا استمر هطول المطر بغزارة فبيسبب اﻷذية والضرر للبيوت وبيمنع العمل بالزراعة والرعي..وكمان بيعترضوا (يعني آلهة الخصب ان حبسوا المطر ما بيخلصوا من نق البشر و ان بعتوا مطر مابيخلصوا..) واعتراضن بيكون بطقس اسمه (الحباس) : بيطلعوا الفﻻحين عالحقول وبيغرسوا فأس باﻷرض وبيصيحوا (حباس ..حباس) وكل واحد بيصرخ ليوصل صوته للتاني وهيك حتى يسمع آخر واحد بالبيادر…طبعا بيقصدوا بهالطقس انو تسمع اﻵلهة طلبن وتحبس المطر وبينبهوها لضرورة توازن الطبيعة….
    والشكل الرابع لطقوس أم الغيث اتجسد بحكاية (حانوقريثو) :
    حنا بنت القرية ..بالقرن اﻷول ميﻻدي..ومعظمكن بيعرف حكايتها أو سمع اﻷهزوجة اللي بتقول (بعض اﻷبيات منها) :
    حانو حانو قريثو برثي د قاشو ميثو =حنة يا حنة يا بنت القرية يا بنت القسيس الميت
    ميشروغو دو زيتو كرخينا بكول بيتو =سراج الزيت بيدور بكل بيت
    زمريتا ليحقو ميدينا مدكيتو =لحنة رح منغني وناخد شو بيطلع من خاطركن…
    وحكاية حانو (حانا_حنة) الها عﻻقة بطقوس وصﻻة اﻹستسقاء..وهي بنت كاهن (قسيس) بسيط ومو بنت ملك …بعد ما مات أبوها طلعت مع صديقاتها عالجبل بطور عابدين (جبل عابدين) ليعتكفوا ويصلوا صﻻة اﻹستسقاء ويطلبوا من آلهة الخصب انو تبعت المطر ..وبتصدف طلعتن قبل الصوم اﻷربعيني اللي بيعتمدوا فيه الناس على أكل الخضار والحبوب وبيمتنعوا عن أكل اللحوم..وبيكون بنهاية الخريف وقت اﻷرض مابينبت فيها ﻻ نبات وﻻ خضرة بس النباتات البرية طبعا بيضلوا معتكفين لتستجيب اﻵلهة لطلبن..وهيدي هي الحكاية الحقيقية لحانو قريثو مو متل ما حرفوها وحولوها لحكاية بنت الملك اللي بيندر اذا بينتصر بالحرب بانو يضحي باول شخص بيلتقى فيه بعد رجعتو عا مدينته وكان هالشخص بنته حانا اللي طلعت لإستقباله وبيخبرها عن ندره فبتطلب منو انو يمهلها 40 يوم تطلع فيهن عالجبل للصﻻة والتعبد.. وبعدين بتنزل وبيدبحها ابوها وبيضحي فيها وبيقدم نذره..طبعا هالحكي موصحيح ابدا ﻷن مافي بتاريخ السوريين أو تراثن اي تقديم لاضاحي بشرية (طبعا هﻷ في مين عم يروج لهالفكرة بانو السوريين كانوا يقدموا أضاحي وقرابين بشرية وانو اليهود هنن الوحيدين بالتاريخ اللي ما قدموا أضاحي بشرية يمكن نسيوا قصة الأب توما اللي دبحوه بالشام القديمة وعملوامن دمه فطير العيد تبعهن اللي هو جزء من عقيدتن….)
    وآخر شكل من طقوس ريا أم الغيث اتجلى بحكاية القديسة بربارة (يعني اسم بربارة هو القمح المدفون بالتراب..بر= قمح.. بار= حفر_ خبأ_ دفن_ طمر)
    طبعا مع تغيير وتحريف بالحكاية لتناسب ظروف زمنا الحالي وبقيت طقوس التنكر وسلق القمح (لقدسية القمح بمعناه اللي بيدل عالخير والبركة) وجولة النساء واﻷطفال عالبيوت مو ليجمعوا تبرعات من الحنطة ..لكن ليعايدوا بعض ويضيفوا حبوبية (مجموعة من الحبوب المسلوقة مع الحنطة والمزينة بالملبس والسكاكر والمكسرات) وطبعا اﻷهزوجة اتغيرت وصارت :
    بربارة يا قديسة..رموكي بالديسة.. وكبوا عليكي هريسة…الخ
    وحكاية القديسة بربارة باختصار : هي بنت رجل غني جدا وهي فتاة رائعة الجمال وصل اﻹيمان بالمسيحية لقلبها وأخفته عن أبوها الوثني اللي بيحبسها بقصر خوفا عليها..ولما بيكتشف ايمانها بالمسيحة بيطلب منها ترجع للوثنية وهي بترفض فبيعذبها وبيضربها وبيسجنها وبيحاول بكل الوسائل ليغيرلها رأيها وبيفشل.. وبتهرب من سجنها وبيلحقها ابوها وبيركض وراها وبتوصل قدام صخرة كبيرة وبتنشق الصخرة لتتخبى وراها وبيضل أبوها يدور عليها لحتى يﻻقيهاوبيقدمها للمحاكمة وبيعذبوها هو والحاكم وبيجروها بالشوارع وهي مكبلة باﻷصفاد وبيحكموا عليها بالموت وبياخدوها عالجبل لتنفيذ الحكم وبيقتلها أبوها..واستشهدت القديسة بربارة ولما رجع أبوها من الجبل ضربته صاعقة فمات فورا..لهيك صارت هي شفيعة الناس وحاميتهن من الصواعق.
    وهيك لحقنا أهزوجة ريا أم الغيث من زمن لزمن لعرفنا حكاية حبة الحنطة وحبة المطر..واﻷرض السورية معبد السوريين الحقيقي وصﻻة اﻹستسقاء وطقوس السوريين لطلب الخير والمطر من السما بسنين الجفاف …وبعتقد صرنا بالسنة السابعة من السبع العجاف ومعركة موت مع البعل قربت تنتهي وأكيد المنتصر هو البعل السوري والحياة رح ترجع لطبيعتها…
    فياسوريات ..يا ربات الخصب ..يا عشتاريات …
    أكيد عرفتو وفهمتوا منيح شو الهدف من هالحكاية…
    خلونا نتوجه بقلوبنا لجبل صافون ونصلي سوا صﻻة اﻹستسقاء بطريقتنا..
    ونطلب من ريا أم الغيث انو ترويلنا أرضنا بأمطار الخير وتطهرها بعد هالحرب القاسية…لترجع تخضر وتتمﻻ بالخير وتتعمر بالحب… وتحيا من جديد…
    وتحيا دايما…وتحيا سوريا….

    ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏وقوف‏‏‏
    ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏‏نبات‏، و‏‏عشب‏، و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏‏ و‏طبيعة‏‏‏

     

    ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏‏نبات‏، و‏‏عشب‏، و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏‏ و‏طبيعة‏‏‏

  • تعرفوا على ( شعريّة الأليغوريا ) أو لعبة الوجه والقفا في الشعر العربي الحديث – شــوقي العنَيزي ..- مشاركة: سعدي يوسف

    تعرفوا على ( شعريّة الأليغوريا ) أو لعبة الوجه والقفا في الشعر العربي الحديث – شــوقي العنَيزي ..- مشاركة: سعدي يوسف

    23844607_563058330702165_7959841941852102159_n

    شعريّة الأليغوريا
    أو لعبة الوجه والقفا في الشعر العربي الحديثشــوقي العنَيزي

    “إذا لم تجد البحر فانظر في باطن كفيك”

    أوجين غيوفيك

    نعنى في هذه الدراسة بضرب مخصوص من صور التخييل Figure d’expression par fiction الناجم أساسا من تعالق السرد بالشعر في الممارسة الشعريّة المعاصرة، وهو الأليغوريا allégorie.

    ويعود أصل هذه اللفظة إلى الكلمة اليونانيّة allégoreïn وتعني “الكلام بطريقة أخرى” أي “أنّ الكلام عن شيء هو كلام عن شيء آخر”. وقد عدّ فونتانيي الأليغوريا من المجازات التي تكون بعبارة متّصلة Tropes en plusieurs mots وأدرجها ضمن صور التعبير بالتخييل[1]. وعرّف هنري مورييه هذه الصورة المجازيّة قائلا: “إنّ الأليغوريا حكاية ذات طابع رمزيّ أو تلميحيّ وهي باعتبارها سردا تقوم على تسلسل أعمال وتعرض شخصيّات (كائنات بشريّة أو حيوانيّة أو تجريدات مشخّصة) تكون لصفاتها وأزيائها ولأعمالها وحركاتها قيمة العلامات، وتتحرّك هذه الشخصيات في مكان وزمان لهما بدورهما طابع رمزيّ (…) وتضمّ الأليغوريا دائما مظهرين: مظهرا مباشرا حرفيّا ومظهرا ثانيا يتمثل في الدلالة الأخلاقيّة أو النفسيّة أو الدينيّة”[2].

    وتبدو صلة الأليغوريا بالسرد من خلال هذا التعريف وثيقة فالأليغوريا “لا تكون بلفظة مفردة وإنّما تقوم (…) على إحياء عالم معيّن مؤلّف من عدّة عناصر متداخلة”[3] فهي إذن صورة تنشأ داخل عالم تخييلي لمكوّناته أبعاد رمزيّة أو لنقل مع ميشال أكيان هي “صورة تنجم في سياق سرديّ ذي بعد رمزيّ”[4] وإذا ما استثنينا أحمد شوقي في حكاياته وأمثاله التي نسج فيها على منوال لافونتين ضمن ما اصطلح عليه بالأليغوريا الساذجة أو البسيطة allégorie naïf فإنّ هذه الظاهرة تكاد تنعدم في الشعر العربيّ الحديث ولم ننتبه إلى تواترها إلاّ في المدوّنة الشعريّة المعاصرة لا سيّما مع الشاعرين سعدي يوسف من العراق، وفتحي النصري من تونس ما جعلها تمثل بلاغة جديدة ما تزال تفتقر إلى التدبّر والدرس، ولعلّ الإحساس العميق بعدم الالتفات إلى هذه الظاهرة هو الذي دفع حسب اعتقادنا الشاعر فتحي النصري إلى الانكباب على دراستها في أطروحة الدكتوراه التي أنجزها سنة 2003 تحت عنوان “السرديّ في الشعر العربيّ الحديث، أشكال حضوره ووظائفه” وأصدرها بعد ذلك بثلاث سنوات في كتاب موسوم بـ”السرديّ في الشعر العربيّ الحديث، في شعريّة القصيدة السرديّة”، ثمّ أشفع هذا الكتاب بثانٍ عُني فيه بـ”شعرية التخييل، قراءة في شعر سعدي يوسف” وكأنّ الغربة التي يعيشها الشاعر في ممارسته الإبداعيّة هي التي أملتْ على الناقد فيه العناية بهذه الظاهرة الجديدة عساه يقلّص المسافة بين النقد وهذا الضرب الجديد من الكتابة الذي يعزف أصحابه عن التوسّل بالأدوات البلاغيّة المألوفة في إنتاج الصورة مثل الاستعارة والتشبيه ويجنح إلى المجازات المرسلة التي تتلاءم وطبيعة السرد وفي مقدّمتها الأليغوريا[5]. لذلك فقد أفدنا من عمليْه النقديّين أيّما إفادة في الإطلالة على تجربته الشعريّة التي تمثـّل في نظرنا استثناءً في المشهد الشعريّ العربيّ، وتعميق رؤيتنا لشعر سعدي يوسف، فباستثناء هذين الكتابين، ومقالٍ لصبحي البستاني، موسوم بـ”الدلالة المجازيّة في الحكاية الرمزيّة والرمز”[6] لم نعثر في ما اطّلعنا عليه في المدوّنة النقديّة العربيّة الحديثة على أيّ كتاب يُعنى بهذه الظاهرة.

    إنّ هذه الأسباب مجتمعةً هي التي حدت بنا للنظر في مدوّنة الشاعرين سعدي يوسف وفتحي النصري بغية الوقوف بجلاء على طرائق تشكّل المعنى في هذا الصنف من القصائد التي تنحو منحى سرديّا واضحا لا لبس فيه، فإذا أنعمنا النظر فيه وجدنا أنّ معاني القصيدة الظاهرة حجاب لمعاني أخرى أخفى وأدقّ. وسوف نعتمد في مقاربتنا لقصائد المدوّنة التي اخترنا على الفصل الذي أجراه هنري مورييه بين الأليغورية المقصودة allégorie volontaire وهي تلك التي يقصدها الكاتب عن وعي منه بهدف تجنّب الوقوع في الخطاب المباشر المفضوح وفيها يكون الانتقال من المعنى الحقيقي أو الظاهر إلى المعنى الرمزيّ أو الخفيّ ضروريّ لتستقيم دلالة النصّ، فلا مبرّر لوجود الحكاية إلاّ نقل المعنى الرمزيّ وهو ما يفيد وجود قصد أو تخطيط سابق لها، وبين الأليغوريا غير المقصودة allégorie involontaire أو الممكنة[7] allégorie contingente وهي تلك التي تنجم من السياق السرديّ دون تخطيط سابق لها، وتكون الدلالة الرمزية في هذا الضرب من الأليغوريا غير ضروريّة، أي أنّ الحسّ السليم لا يقتضيها ليستقيم المعنى في النصّ، وإنّما هي ممكنة فحسب، بفعل القراءة والتأويل.

    1) الأليغوريا المقصودة:

    كثيرا ما تقترن الأليغوريا المقصودة بمضامين سياسيّة أو تحوّلات إيديولوجيّة يتجنّب الشاعر التعبير عنها بشكل مباشر مثلما هو شأن قصيدة “الوردة المستحيلة” لسعدي يوسف والتي نجتزئ منها هذا المقطع:

    “منذ عشرين عاما وعامين

    لي منزل بدمشق العتيقةِ،

    جدرانه راحتايَ

    وأشجاره لهفتي،

    منزل في دمشق العتيقة

    حاذرتُ أن يطأ العابرُ المتعجّل أعشابه،

    أو يراهُ المتاجرُ،

    أو تدّعيه الغيوم الجديدهْ،

    إنّه الآن يمشي معي

    في البلاد التي كرهتْ

    والبلاد التي هويتْ

    والبلاد التي لا أراها”[8].

    يمنح هذا المقطع نفسه لمقاربتين مختلفتين أو هو يوهم بمعنى ظاهر بيّن إذا تتبّعناه أسلمنا إلى معنى آخر خفيّ، فالظاهر المقصود استرجاع الشاعر لمنزل له بدمشق العتيقة يمثل الإطار الذي قضّى فيه فترة من حياته أثناء إقامته بدمشق، وتتعزّز هذه الدلالة المباشرة من خلال حرص سعدي يوسف على تحديد الإطار الزمانيّ بدقّة “منذ عشرين عاما وعامين” أي منذ اثنين وعشرين عاما، فإذا انتبهنا إلى تاريخ كتابة هذه القصيدة ومكانها من خلال الإطار الذي ذيّلها به الشاعر “دمشق آذار 1979” – وغالبا ما يعمد سعدي يوسف إلى تحديد تواريخ قصائده والأمكنة التي كُتبت فيها- تفطّنّا إلى أنّ الفترة الزمنيّة التي تخبر عنها القصيدة تعود إلى سنة 1957 زمن المدّ الشيوعي في سوريا والعراق وزمن الإعداد للثورة.

    ههنا، تحديدا يقف في وجه القراءة الأولى ركام من الصور المجازيّة تتعطّل بموجبه هذه المعاني الظاهرة لتسلمنا إلى قراءة ثانية: “حاذرتُ أن (…) تدّعيه الغيوم الجديدهْ /إنّه الآن يمشي معي (…)” فما معنى أن يحافظ الشاعر على هذا المنزل حتى لا تدّعيه الغيوم الجديدة لها؟ وما معنى قوله: “إنّه الآن يمشي معي /في البلاد التي كرهتْ/ والبلاد التي هويتْ/ والبلاد التي لا أراها”؟.

    يقول أمبرتو إيكو: “إنّ المتلقي يؤوّل ملفوظا ما تأويلا مجازيّا عندما يُدرك عبثيّة المعنى الحرفيّ. أمّا إذا كان المقصود من هذا الملفوظ هو بعده الحرفيّ، فسنكون حينها أمام شذوذ دلاليّ”[9].

    إنّ امتناع المعنى المباشر الظاهر هو الذي يفضي بنا إلى المعنى الثاني فإذا المنزل معادلٌ موضوعيٌّ[10] لإرهاصات الثورة “جدرانه راحتاي/ وأشجاره لهفتي” وإذا الغيوم الجديدة معادلٌ موضوعيّ للاتّجاهات الإيديولوجيّة الجديدة لذلك فقد كان الشاعر يحرس هذا الحلم من خطى العابر المتعجّل وعين المتاجر رمز التقلّب والانتهازيّة في هذا السياق. فالقصيدة لا تخبر عن سيرة الذات بقدر ما تخبر عن تحوّلات الثورة وتملّك اليأس لهذه الذات نتيجة استعصاء الحلم عن التحقّق وابتعاده شيئا فشيئا لذلك وسمها الشاعر بـ”الوردة المستحيلة” وانغلق مقطعها الأخير على جملة من الاستفهامات تظلّ معلّقة ما لم يتحقّق الحلم:

    “هل أتى حبّنا الصعب؟

    هل آذنتْ، بعدنا الوردة المستحيلةُ؟

    هل آذنتْ مدنٌ في دمشق:

    انتسبتُ إلى بعضها

    وتناسبتُ في بعضها

    وتناسيتُ بعضا؟”[11]

    تضيءُ كلّ هذه الإشارات المعنى الثاني للقصيدة وتفرضه فرضا لتغدو أليغوريا مدارها على اليوتوبيا أو المدينة الفاضلة التي كان يحلم الشاعر بتشييدها زمن انتمائه إلى الحزب الشيوعي العراقي، وقد تحاشى التعبير عنها بشكل مباشر وإنّما جسّدها عبر جملة من العناصر: “المنزل، الغيوم الجديدة، الوردة المستحيلة…” فتجنّب بذلك الوقوع في فخّ الوضوح الفجّ الذي من شأنه أن يسقط القصيدة في التقريريّة المباشرة ويحدّ من طاقتها الإيحائيّة، وإنّما عبّر عن هذه الأفكار المجرّدة من خلال الصورة واضعا مفاتيح قراءتها في القصيدة ذاتها بحيث لا تستقيم معاني القراءة الأولى إلاّ بواسطة الانتباه إلى المعاني الخفيّة المقصودة.

    ولا يحيد الشاعر التونسيّ فتحي النصري عن هذه الطريقة في التعبير إذ كثيرا ما يتوسّل بالأليغوريا لإبراز التحوّلات التي تعيشها الذات في مستوى الوعي مثلما هو شأن قصيدة “الوهم”:

    “مثلما فاجأتُ نفسي

    ها أنا أفجؤكَ الآن بترتيب جديد

    غرفتي غيّرتُ فيها كلّ شيْ

    إنّني أنسلّ من ذاتيَ كي أغتال أوهامي

    فلا تقسُ عليْ”[12]

    يقوم المقطع الأوّل من هذه القصيدة على خطاب مباشر من الشاعر إلى صديقه ر. م الذي لم يفصح عن اسمه وإنّما اكتفى باختزاله في الحرفين الأوّلين من الاسم واللقب مهديا إليه هذه القصيدة “إلى صديقي ر. م”، فتتوثّق من خلال هذه العتبة علاقة النصّ بمرجعه. لذلك جاء في شكل تقريريّ واضح مداره على التحوّل المفاجئ في حياة الشاعر وارتبط بجملة من المفردات الدالّة على هذا التحوّل “فاجأتُ نفسي، أفجؤك، ترتيب جديد، غيّرتُ..” ومثلت الغرفة إطارا لهذا التحوّل “غرفتي غيّرتُ فيها كلّ شيء” فإذا النصّ رسالة واضحة إلى الصديق تخبر بالتحوّل وتلتمس عدم القسوة وسوء الفهم. ولكن ما الغريب في هذا التغيير حتى يطالب الشاعر صديقه بعدم القسوة؟

    يأتي المقطع الثاني ليقدّم الإجابة ويصبغ على كلّ مكوّنات النصّ بعدا رمزيّا تخرج المعاني بمقتضاه من ظاهر غير مقصود إلى باطن قصده الشاعر وخطّط له:

    هذه الصّورة في أعلى الجدار

    صورتي أقصى اليسار

    تتلاشى

    تتوارى…

    مستحيل أن تراني الآن فيها،

    كم يظلّ الوهم نجما؟

    كم يظلّ الوهم وهمًا؟

    إنّما يسقط حتما

    مثلما غارت ظلالي في الإطار

    مثلما عصفوريَ الطالع من منفاي طار”[13]

    إنّ صورة الذات التي تتلاشى وتتوارى غيرُ مقصودة في ذاتها وإنّما هي وسيط للعبور إلى صورة أخرى هي صورة الشيوعيّ الذي يتلبّس به اليأس من قيمة ما كان يتبنّاه من أفكار فيعلن الخروج من هذا الإطار الفكريّ “أقصى اليسار” لما يتسم به من مثالية وتعالٍ على الواقع “أعلى الجدار” فهو لا يعدو أن يكون ضربا من الشعارات والمثل العصيّة على الإنجاز لذلك لا يرى الشاعر فيها غير وهمٍ سقط وآن الخروج من دائرته، ولعلّ ذلك ما يجعل الصور التي ترشح بها القصيدة عديمة المعنى دون التفطّن إلى جانبها الرمزيّ فالتحوّلات التي تقع في البيت رمز للتحوّلات التي تحدث في العالم، والضّلال الغائرة في الإطار ليست سوى دليل عن غياب الذات من الإطار الإيديولوجي الذي كانت تتحرّك فيه، وهو ما يبرزه التشبيه في قوله: “مثلما عصفوريَ الطالع من منفاي طار” وكأنّ الشاعر يعزف بذلك عن الخطاب المباشر الذي يعرّي القول ويفضحه إلى الأليغوريا بوصفها شكلا من أشكال الترميز، وهذا ما يسم الكتابة الشعريّة لدى فتحي النصري، فهذا الشاعر على عكس أبناء جيله ممّن أمّهم الحزب الشيوعي التونسيّ لا يجنح إلى الخطب المباشرة التي تستمدّ قيمتها من نبل ما تطرح من أفكار متجرّدة أو تكاد من كلّ قيمة فنية، ولا يعوّل على الأساليب البيانيّة المألوفة كالاستعارة في إنتاج المعنى، وإنّما ينحو منحًى آخر في الممارسة الشعرية يقوم أساسا على كسر الغنائيّة، والاحتفاء بالتفاصيل والجزئيات العابرة وهو ما تدعمه النزعة التأمّليّة عند هذا الشاعر وتغذّيه، لذلك فإنّ ميله إلى التعبير من خلال الصور الأليغورية غير مقصور على القصائد ذات المنحى الأيديولوجي مثل “الوهم” أو “القميص”[14] أو قصيدة “حشيش”[15] وإنّما يتجاوزها إلى بقيّة القصائد الأخرى المستلهمة من تجربة الشاعر في الحياة أو من بعض المشاهد العابرة التي يقتنصها ويجعلها مادّة لبناء القصيدة مثلما هو شأن نصّ “العصافير”:

    مساء السبتِ

    تهتاج العصافيرُ

    ولا تهدأْ

    وإذْ تهفو إلى الأشجارِ

    يقصيها أزيز الزنكِ

    أو صفّارة الشرطيْ

    فترتدّ إلى الأجواء أسرابا

    فأسرابا

    تذبّ التيهَ،

    لا تهدأْ

    وقد تستنفر الآفاقَ

    أو توغل في حانٍ

    وما ثمّة من ملجأْ”[16]

    تصف القصيدة مشهد العصافير في الشارع الرئيسيّ في العاصمة التونسيّة، وهو مشهد متكرّر مألوف لكلّ من يقطن هذه البلاد أو يزورها أكثر من مرة، وهي بذلك وثيقة الصلة بمرجعها لا تعدو أن تكون نقلا حرفيّا لما تشاهده العين إذ ينقل الشاعر حالها النفسيّة “تهتاج”، “لا تهدأ” وحركتها “ترتدّ إلى الأجواء أسرابا فأسرابا”، “تستنفر الآفاق” وعلاقة الصراع التي تجمعها بمختلف مظاهر المدينة “أزيز الزنك” “صفّارة الشرطيّ”، ومن هذه الزاوية تستمدّ القصيدة شعريّتها، أي من هذا التوتر بين عالمين مختلفين عالم الطبيعة الذي يجاهد لكي يكون “الأشجار، العصافير، الأجواء، الآفاق” وبين عالم المدينة الذي يبتلع العالم الأوّل ويفضي إلى اغترابه، فينغلق النصّ على هذه المفارقة التي تزيد من تعميق صورة الاغتراب:

    “وقد تستنفر الآفاق

    أو توغل في حانٍ

    وما ثمّة من ملجأْ”

    ولكنّ هذه القراءة سرعان ما تتراجع لتمنح نفسها لقراءة ثانية يدعمها التحديد الزماني “مساء السبت” ويمثل بداية العطلة الأسبوعيّة وفيه يكون الإطار المكانيّ الموصوف آهلا بالناس ضاجّا بزحامهم، واستعارة “توغل في حان” لتغدو حركة العصافير صورة أليغورية ترصد حركة الناس في الشارع الرئيسي للعاصمة وكأنّ مشهد العصافير وهي تهفو إلى الأشجار قد ألمح إلى الشاعر بمشهد الناس وهم يبحثون عن ملاذ يحتمون به من الزحام، فاختار الصورة الأولى للتعبير عن الثانية وبذلك يكون مغزى الأليغوريا الإبانة عن حالة الضياع التي تتلبّس بالكائن وتدخل به في دوامة البحث عن مأوى.

    إنّ هذه السمة تحديدا هي التي تجعل الكتابة عند فتحي النصري أو سعدي يوسف في هذا الضرب من النصوص خاضعة إلى تخطيط مسبق، ففي البدء تكون الفكرة أو المشهد ثمّ تأتي اللغة لتنقل ذلك المشهد بشكل غير مباشر من خلال الصور الأليغورية، لذلك يمكن وسْم هذه الشعريّة بكونها شعريّة مدلول لا شعريّة دالّ لأنّ الحركة فيها تكون من الأشياء إلى الكلمات لا من الكلمات إلى الأشياء مثلما هو شأن بعض التجارب المعاصرة ولا سيّما تجربة أدونيس. ولعلّ هذه العناية الفائقة بالجزئيات والتفاصيل هي التي عمّقت المنحى التأمّلي لدى هذين الشاعرين فاختارا التعبير بالصورة حتى في أكثر المواضيع تجريدا أو أكثر الأسئلة حيرة مثل السؤال الوجودي. وهو ما تتكفّل بإبرازه قصيدة “الورقة”[17] لسعدي يوسف وقد استهلها الشاعر بحركة بحث عمّا يمنح الإنسان الإحساس بقيمة الحرّية:

    “ماذا في غرفة هذا الفندق، كي تشعر أنّك حرّ؟”

    ثمّ ينتقل الشاعر بعد هذا الاستفهام إلى تحديد فضاء الغرفة ونقل مكوّناته:

    “مروحة السقف اصفرّت منذ سنين

    وأغصان السّجادة ناصلةٌ،

    والأستارْ

    ورق الحائطِ

    والطاولةُ…

    الكرسيّ المخلوع على قائمتين ونصفْ

    والدولاب بلا باب”

    إنّ كلّ مكوّنات هذا الفضاء توحي بالترهّل والبلى وتدعم الإحساس بالجمود والثبات، لذلك سرعان ما يتجاوزها الشاعر إلى الورقة عساه يظفر فيها بهذه الحرّية المفقودة:

    “لكنّك تبحث، ملدوغا، عن ورقهْ

    واحدةٍ

    حتّى واحدةٍ…

    ………………..

    ………………..

    أتكون هي المرآة؟”

    فتتكشّف حينئذ وظيفة الكتابة بوصفها وسيلة لمجابهة الإحساس بالفقد، ألا تنبني كلّ كتابة أصيلة على الشعور الممضّ بالغياب؟ أليست استحضارا للغائب وإنشاءً للمفقود؟

    إنّ الاستفهام الذي تنغلق عليه القصيدة “أتكون هي المرآة” هو الذي سيخرج بجمّاع التفاصيل التي وردت في المقطع الأوّل من دلالتها المباشرة لتتلبّس بأبعاد جديدة إذ تغدو هذه الأشياء الموصوفة بمثابة المرآة الأولى التي ترى فيها الذات ذاتها فينتابها الإحساس بالثبات والجمود في عالم لا يتغيّر، لذلك يلوذ الشاعر بالكتابة عسى تكون الورقة المرآة الحقيقيّة التي يرى فيها ذاته كما يشتهي أن تكون ويستمدّ منها الإحساس بهذه الحريّة المفقودة. وباكتشاف هذه الدلالة نكون قد تبيّنا وظيفة الحكاية وخضوعها الكلّي للمعنى المجرّد، ولعلّ هذا ما يجعل قدرتها على الإيحاء الشعريّ محدودة إذ أنّ طاقتها تستنفذ بمجرّد اكتشاف دلالة الحكاية ولهذا السبب غضّ بعض الباحثين من قيمتها الشعرية[18]. ولئن كانت القصديّة الواضحة والتخطيط السابق للنصّ من أبرز سمات الأليغوريا المقصودة، فإنّنا كثيرا ما نظفر في مدوّنة الشاعر بصور أليغورية لا تخضع إلى قصديّة واضحة، بل تنجم من السياق السرديّ دون تخطيط سابق لها.

    2) الأليغوريا الممكنة

    لئن كان العبور من الدلالة الحرفية الظاهرة إلى الدلالة الخفية أمرا ضروريا في الأليغوريا المقصودة إذ لا تستقيم معاني القصيدة دونه، فإنّ الأليغوريا الممكنة تقدّم نفسها بوصفها صورة مكتفية بذاتها في غير حاجة إلى قراءة ثانية كي تستمدّ شعريّتها وتستوي معانيها وهي، إضافة إلى ذلك، لا تمنح مفاتيحها إلى المتقبّل بيسر وتشي بأسرارها وإنّما يتفطّن إليها بعد طول تدبّر للنصّ وطول معاشرة لتجربة الشاعر بالنظر في علاقة القصيدة بصاحبها والأواصر التي تشدّها إلى السياق المفرز لها أو بالنظر في بعض الرموز العرضية التي بدأت تتشكّل في تجربة شاعر ما دون وعي منه بدلالتها أو بوضع النصّ في إطاره العام إذ يعقد علائق خفيّة بغيره من نصوص الشاعر. ولعلّ قصيدة “صاحب الورد”[19] لفتحي النصري كفيلة في هذا السياق بإبراز الطريقة التي تتشكّل بها الأليغوريا الممكنة:

    “كان تحت سماء الخريف الثقيلةِ

    وفي ضجّة الزاحمينَ

    ينضّد ورداتهِ

    ثمّ يأخذها وردةً

    وردةً

    لينقّيَ أوراقها من شوائبها

    أو ليستلّ ذابلها

    فإذا ما استوت عبّ من سرّها

    ثم أودعها الآخرينْ

    كان يفعل ذلك متّئدا

    غير مكترث بسماء الخريف الثقيلة

    أو ضجّة الزاحمينْ”

    ينقل الشاعر في هذه القصيدة مشهد بائع الورد والأطوار التي يمرّ بها في عمله مبرزا الإطار الذي يتحرّك فيه “تحت سماء الخريف الثقيلة/ في ضجّة الزاحمين” وهو إطار مفارق لطبيعة الفعل الذي يقوم به.

    ومن هذه المفارقة الأمّ ستتولّد في النصّ جملة من المفارقات تشيع فيه جوّا من التوتّر (الخريف ≠ ورداته) (الضّجة ≠ الهدوء والتراخي في القيام بالفعل: ينضّد… ثمّ…) ( الزاحمين: جمع ≠ هو: مفرد). والقصيدة كلّها منشدّة إلى بائع الورد إذ تقدّم جملة من الأحداث الرّئيسيّة المتعلقة به يمكن إجمالها في النقاط التالية:

    1- استغراق بائع الورد في موضوعه والعناية الشديدة به.

    2- الانفتاح على الآخر بعد اكتمال الموضوع.

    3- عدم الاكتراث بالسياق الخارجيّ.

    وتقودنا كلّ هذه الأحداث إلى الطبيعة الذاتية لمثل هذا العمل لما يتطلّبه من ذوق وحبّ في معالجة الموضوع (الورد) لذلك لم يسم الشاعر قصيدته بـ”بائع الورد” وإنّما وسمها بـ”صاحب الورد” لما توحي به هذه العبارة من علاقة حميمة بين الورد وبائعه، منها يكتسب الفعل قيمته فرغم ما يومئ إليه السياق الذي يحيط به من دلالات الموت والذبول وما تومئ إليه البنية الدائريّة للقصيدة من حصار يطوّق هذا الفاعل، ينتصب صاحب الورد في مواجهة السياق ليمنح البهجة للآخرين، فمن عمق الخريف تينع وروده ومن قلب الضجّة تنبع حركته المتّئدة.

    تبرز هذه السمات مجتمعة أنّ القصيدة مكتفية بذاتها تستمدّ شعريّتها من هذا النسيج من العلاقات الذي أجراه الشاعر بين الفاعل وسياقه، وهي بذلك لا تحتاج إلى قراءة ثانية لتنجلي معانيها.

    ولكنّنا إذا وضعناها في إطار أكبر بالنظر في علاقتها بالشاعر وببقيّة قصائد المجموعة أمكن لنا أن نذهب وجهة أخرى في التأويل. فما الذي حرّك الشاعر في هذا المشهد حتى ينقله لنا؟ ولماذا خصّص القسم الأوّل من ديوانه قالت اليابسة الموسوم بـ”طفولة الورد”[20] للعناية بالطفل والوردة؟ أليس الشاعر سوى ذلك الطفل الماثل فيه؟ ألم يرَ الشاعر في صاحب الورد نفسه. فحرّك فيه هذا المشهد الرغبة في الكتابة إذ أضاء فيه نقطة خفيّة من ذاته؟

    تفضي بنا هذه التساؤلات إلى قراءة ثانية وهي قراءة غير ضروريّة لأنّ القصيدة لا تحتاج إليها لكي تنهض، بل تظلّ في حيّز الإمكان تثري النصّ ولا تجرّده من شعريّته ومدارها على الممارسة الشعريّة بما تنطوي عليه من شطب وتشذيب “ينضّد ورداته / ثمّ يأخذها وردة / وردة/ لينقّي أوراقها من شوائبها / أو ليستلّ ذابها” وبما يحرّكها من غايات لعلّ أبرزها إسعاد الآخرين، فالكتابة مكابدة ذاتيّة ومجاهدة هدفها انتشال المتقبّل من عالمه والدخول به في عالم جديد عناصره اللغة وماؤه الخيال فمثلما يجاهد صاحب الورد لتستوي وروده وتكون في أجمل مظهر، يجاهد الشاعر حتى يخلّص قصيدته من زوائدها ويقدّمها بوصفها عملا فنّيا متكاملا إذا حذفنا منه كلمة اختلّ بناؤه وتهاوت معانيه.

    وإذا كانت الأليغوريا المقصودة سمة لقصائد الشاعر الأولى أملاها عليه في أغلب المواضع نداء الإيديولوجيا، فإنّ الأليغوريا الممكنة سمة أساسيّة لقصائد الشاعر التي ستتعاقب في تجاربه المتقدّمة بعد ذلك، وهي ناجمة عن هذا التداخل العفوي للذات بموضوعها، مثلما هو شأن نصّ “صرصرة”[21] في ديوان سيرة الهباء، حيث يعيدنا صوت الصرّار بفعل الأليغوريا الممكنة إلى صوت الشاعر:

    “الآنْ

    في شبه الظلّ،

    على الإسفلتْ

    ماذا يقصد

    هذا الظليل سليلُ الليلِ

    الخارج أعقاب الفصلْ

    إذ يطلق في سمع العالمْ

    بجناحينْ

    مغدورينْ

    أقوى من صفّارة إنذارٍ

    أنقى من شبه مأساةْ

    أطولْ صرصرة خرساءْ

    هرستها العرباتْ؟”

    تقوم القصيدة على سؤال إنكاريّ مداره على حال الغربة والضياع التي يعيشها الصرّار، هذا الكائن الذي يتميّز بصياحه الليليّ الرقيق، بفعل التحوّلات التي داخلت العالم من تراجع لحضور الطبيعة وزحف للصناعيّ بما يحمله من ضوضاء وتشييئ للذات. وهي بذلك إنّما تستمدّ شعريتها من المفارقات التي تحفل بها بين الطبيعي “سليل الليل/ أعقاب الفصل..” والصناعيّ “الإسفلت / صفّارة إنذار/ العربات” وما يتولّد عن التداخل بينهما من معاني الغياب “شبه الظلّ” والغدر “بجناحين مغدورين” والموت “أطول صرصرة خرساء /هرستها العربات”. ولكنّ التصدير الذي افتتح به الشاعر هذا الديوان يدعم إمكانية أخرى في القراءة يغدو بمقتضاها صوت الصرّار صوت الشاعر أو الفنّان عموما في عالم تغلّقت فيه أبواب الخلاص وانهارت على قارعته شتّى الإيديولوجيّات، وصار قرية منذورة للحروب والتطاحنات انطفأت فيها الجواهر وعمّ اليأس:

    يقول فتحي النصري في تصدير ديوانه “سيرة الهباء” وفي عنوان هذا الديوان أكثر من إيحاء:

    “لا جدوى من الذهاب هناك

    لا عزاء في البقاء هنا

    ذلك هو العذاب الذي يعذّبنا دون أن يمنحنا أيّة متعة

    إنّ الموجة التي لم ترتق أسباب السماء ولم تغرها الهاوية ظلّت وعودها زبدا يتطاير من رغاء بعير كظيم.

    فهل تقدر هذه الإيقاعات القاسية أن توقظ في المياه الحزينة رغبة الخرير؟

    إنّها تؤلّف للروح مسيرة أحراش لم تطأها أقدامنا أبدا

    وليكن أنّها بلا حكمة

    وليكن أنّها لا تسمّي بديلا.

    فلعلّها ما بقي من متعة في عالم لا يمحنا أيّة متعة.

    ولعلّ الآتين لا تكون عزلاتهم أشدّ وطأة”[22].

    إنّ هذا التصدير الذي يرشح بمعاني اليأس وغياب المعنى في عالم تتساوى فيه الأضداد وتتوحّد المتناقضات “لا جدوى من الذهاب هناك / لا عزاء في البقاء هنا” وتغدو فيه الذات غريبة منكفئة على نفسها في “عالم لا يمنحها أيّة متعة”، هو تحديدا الذي قادنا إلى القراءة الثانية التي تجعل من الصرّار رمزا لمحنة الشاعر وضياعه، ولكنّها كما أشرنا إلى ذلك سابقا، تبقى قراءة ممكنة تثري المعاني الظاهرة للقصيدة وتوسّع من دلالتها دون أن تطرحها جانبا أو تغني عنها. فكثيرا ما تتلبّس ذات الشاعر بالأشياء فتقولها وتقول نفسها من خلالها فتصبح العلاقة بين الذات وموضوع تأمّلها شبيهة بالثنْية[23] Le pli حيث يلتبس الداخل بالخارج والخارج بالداخل فإذا النظر في الأشياء نظر في الذات وإذا الإخبار عن صيرورتها إخبار عن صيرورة الذات، وفي هذا السياق تتنزّل كثير من قصائد سعدي يوسف إذْ لم يكن نصيب شعره من الأليغوريا أقلّ  وفرة من شعر فتحي النصري  ولكنّنا نكتفي في مقامنا هذا بواحدة من قصائده وهي قصيدة “القنفذ” التي يستمدّ الشاعر مرجعيّتها من الواقع الطبيعي المهمل فيلتقط صورة “القنفذ” بطريقة تبدو بسيطة وكأنّه يقدّم شخصية مجهولة تعرّف لأوّل مرة. أو نسيها القارئ والشاعر يذكّره بخصائصها:

    “يكمن في قارّته القديمة

    منكمشا بين تراب الشمس والعشب المسائيّ

    وحيدا،

    بطنه الأبيض مشدود كجلد القوس

    والعينان تشتفّان صوت النمل

    والرجفة في الماء الذي يخترق الجذع

    وتشتفّان ما يلمسه الطفل إذا جنّ

    وما يلبسه الليل إذا جنّ

    وما تأتي به الأشجار أو تأتيه”[24]

    يبدو المقطع الأوّل من القصيدة واضحًا جليًّا مداره على وصف “القنفذ” بتحديد إطاره المكانيّ “في قارّته القديمة / بين تراب الشمس والعشب المسائيّ” وإبراز أحواله “منكمشا / وحيدًا” ونقل أوصافه من خلال التشبيه “بطنه الأبيض مشدود كجلد القوس” وكأنّ الكتابة ههنا استحضار للقنفذ من عالمه المجهول وانتشال له من دائرة النسيان عبر اللغة.

    ولكنّ هذا النصّ الواضح الجليّ سرعان ما يشرع في الابتعاد عن فهم القارئ بارتكاز الموضوع الشعريّ فجأة على عينيْ القنفذ، فتبدأ الحيرة تنشأ متدرّجة إذ ما هو الشيء الذي يلمسه الطفل إذا جنّ ويلبسه الليل إذا جنّ وتأتي به الأشجار؟ هل هو المجهول في عين الطفل أم الظلام في لباس الليل أم الظلّ في هيأة الشجر؟

    وبمجرّد نشوء السّؤال يدخل موضوع الشعر في ضبابيّة لا تخلو من تشويش، مها تستمدّ القصيدة طاقتها الإيحائيّة إذ تقود القارئ باستمرار إلى معنى أعمق وهو يكتشف في كلّ مرة وجها أخفى لهذا الموصوف:

    “هذا الكامن المأخوذ بالأشياء في قارّته القديمة

    والمحتبى في الغفلة العظمى”[25]

    فنلاحظ أنّ المرجع الأساسي الذي هو القنفذ” ليس سوى مرآة يرى من خلالها الشاعر ذاته، ما يجعل القراءة الثانية ممكنة فيغدو القنفذ رمزا للشاعر المنغلق على ذاته في عالم يلفّه الهجر والنسيان.

    إنّ الدلالة الرمزية في الأليغوريا الممكنة تظلّ إمكانا من إمكانات القراءة وليست ضروريّة مثلما هو الشأن في الأليغوريا المقصودة حيث يكون المعنى الظاهر أو الحقيقي غير مقصود لذاته وإنّما هو مجرّد مجاز إلى المعنى الخفيّ ولذا لا يمكن الاكتفاء به. والحقّ أنه لا فرق في تقديرنا بين الأليغوريا الممكنة وما يدعوه مورييه رموزا ممكنة[26] Symboles Contingents بل إنّ الأليغوريا الممكنة رمز ممكن وهي مثله متعدّدة الدلالات. ولا يسعنا إلاّ أن نقرّ ما ذهب إليه هذا الباحث من أنّ هذا الضرب من الأليغوريا، وهو في تقديره إفراز للتأمّل العميق في العالم أقرب أنواع الأليغوريا إلى روح الشعر[27] ذلك أنّ وظيفة الشعر الأساسيّة وهي الإيحاء تقتضي منه أن يشير ولا يسمّي وأن يومئ ولا يقرّر أو يُعلم.

    ولكنْ مهما يكن من فرق بين الأليغوريا المقصودة أو الممكنة، فكلاهما ينتمي إلى شعريّة المدلول حيث يكون المعنى مجازا إلى معنى آخر خفيّ. ولئن اختار هذا الاتجاه في الممارسة الشعريّة المعاصرة هذه الآليات المخصوصة في إجراء المعاني وتصريفها، فإنّ اتجاها سينشدّ بتأثير من التصوّرات الغربيّة للكتابة،إلى شعريّة الدّالّ ويذهب في الاحتفاء بها إلى أقصى طاقاتها التعبيريّة حتى تتعطّل الوظيفة التواصليّة للغة وتدخل القصيدة مدارات غامضة يتناثر فيها المعنى وتغيم الدلالة.

     

     

     

     

    [1]- Pierre Fontainier, Les figures du discours, p111-114.

    نقلا عن فتحي النصري، شعريّة التخييل: قراءة في شعر سعدي يوسف، مسكيلياني للنشر، تونس 2007.

    [2] -Henri Morier, Dictionnaire de poétique et de rhétorique, P.U.F, 1981, p65.

    نقلا عن فتحي النصري، شعريّة التخييل

    [3] – صبحي البستاني، الدلالة المجازيّة في الحكاية الرمزيّة والرمز، الفكر العربيّ المعاصر، ع 3/1986، ص15.

    نقلا عن فتحي النصري، شعريّة التخييل.

    [4] – Michèle Aquien, Dictionnaire de Poétique, Librairie Générale Française, 1993, p45.

    [5] – إنّ الكلام على المجاز المرسل يدخل في إطار العناية بصور المجاورة، فهو عند البلاغيين العرب “كلمة استعملت في غير معناها الأصليّ لعلاقة غير المشابهة مع قرينة مانعة من إيراد المعنى الأصليّ.. ومن علاقات المجاز المرسل عندهم: واعتبار ما يكون والمحليّة والحاليّة. وهذا التحديد لت يتعارض إجمالا مع ما نجده عند الغربيّين قبل ظهور الدراسات اللبنانية المعاصرة، ولقد تنامى الاهتمام بهذه الصورة البيانيّة في الأبحاث اللسانية فذهب جاكبسون إلى أنّ اللغة تقوم على قطبين هما قطب المجاز المرسل وقطب الاستعارة إذ “يمكن للخطاب أن يتقدّم على خطّين دلاليين مختلفين، هناك موضوع يسوق موضوعًا آخر إمّا بالتماثل أو بالتجاور، ومن الأفضل على ما يبدو أن نتكلّم عن عمليّة استعاريّة في الحالة الأولى وعن عمليّة مجازية (Métonomique) في الحالة الثانية، ذلك لأنّ الأولى تجد تعبيرها الأشدّ كثافة في الاستعارة والثانية تجده في المجاز المرسل “ولعلّ هذا ما يفسّر هيمنة الاستعارة في المدرستين الرّومنطيقية والرمزية، في حين أنّ المجاز المرسل هو الذي يسيطر على التيّار الأدبي المسمّى بالواقعيّ ويحدّده بالفعل (…) فالكاتب الواقعيّ بتتبّعه طريق علاقات المجاورة يقوم باستطرادات مجازيّة يتنقّل فيها من الحبكة إلى جوّها ومن الشخصيات إلى الإطارين المكاني والزماني، إنه شغوف بالتفاصيل المجازية”. – فتحي النصري، السردي في الشعر العربي الحديث، في شعريّة القصيدة السردية، مسكيلياني للنشر، تونس 2006، ص ص 205-207.

    -R. Jakobson, Huit questions de poétique, Ed. Seuil, 1977, p64.

    [6] – صبحي البستاني، الدلالة المجازيّة في الحكاية الرمزية والرمز، الفكر العربي المعاصر، ع3 / 1986.

    [7] – Henri Morier, Dictionnaire de Poétique et de rhétorique, p83.

    [8] – سعدي يوسف، الأعمال الشعرية الكاملة، المجلد الثاني، دار العودة، بيروت، 1988،  ص52.

     

    [9] – أمبرتو إيكو، التأويل بين السيميائيات والتفكيكية، ترجمة وتقديم سعيد بنكراد، المركز الثقافي العربيّ، الدار البيضاء/ بيروت، 2000، ص147.

    [10] – المعاددل الموضوعيّ هو مفهوم يعود استخدامه إلى الشاعر والناقد الإنجليزي ت. س. إليوت وهو بشير إلى طريقة في التعبير تتمثّل في استخدام الشاعر لجملة من الأحداث والأشياء للتعبير عن عاطفة أو فكرة ذهنيّة مجرّدة. اُنظر: فـــ. أ. ماتيس، إليوت الناقد والشاعر، ترجمة إحسان عبّاس، المكتبة العصريّة، بيروت، 1965. ص133.

    [11] – سعدي يوسف، الأعمال الشعرية الكاملة، المجلّد الثاني، ص53.

    [12] – فتحي النصري، قالت اليابسة، دار أميّة، تونس، 1994، ص81.

    [13] – فتحي النصري، قالت اليابسة. ص82.

    [14] – فتحي النصري، أصوات المنزل، الأطلسيّة للنشر، تونس، 1996، ص31.

    [15] – فتحي النصري، قالت اليابسة، ص87.

    [16] – فتحي النصري، قالت اليابسة، ص ص33-34.

    [17] – سعدي يوسف، الأعمال الشعرية، مجلد3، دار المدى للثقافة والنشر، دمشق 2002، ص. ص. 382-383.

    [18] – انظر فتحي النصري، شعرية التخييل: قراءة في شعر سعدي يوسف، ص110.

    [19] – فتحي النصري، قالت اليابسة، ص7-8.

    [20] – فتحي النصري، قالت اليابسة، ص5-21.

    [21] – فتحي النصري، سيرة الهباء، الشركة التونسية للنشر وتنمية فنون الرسم، تونس، 1999، ص59.

    [22] – فتحي النصري، سيرة الهباء، ص 9.

    [23] – نستعير هذا المصطلح “الثنية Le Pli” من لدن الفيلسوف الفرنسي جيل دلوز الذي أجراه خلال بحثه ليخلخل جملة من الأوهام الميتافيزيقية مثل وهم المطالبة ووهم الحضور.

    للتوسع في هذه المسائل الفلسفية المعقّدة انظر:

    Gilles, Deleuze, Logique du sens, les éditions de Minuit, 1969.

    [24] – سعدي يوسف، الأعمال الشعريّة الكاملة، المجلّد الثاني، دار العودة، بيروت، 1988. ص9.

    [25] – م. ن. ص. ن.

    [26] – H. Morier, Dictionnaire de poétique et de rhétoriques, p. p. 1088-1089

    [27] – م. ن. ص83.

  • المسمار رؤية فلسفية عميقة الدلالة ..في معرض الاعمال النحتية الحديثة للفنان الدكتور ( قيس ابراهيم )..- بقلم الفنان والناقد (  انور الدرويش ) ..

    المسمار رؤية فلسفية عميقة الدلالة ..في معرض الاعمال النحتية الحديثة للفنان الدكتور ( قيس ابراهيم )..- بقلم الفنان والناقد ( انور الدرويش ) ..

    ربما تحتوي الصورة على: ‏‏طعام‏‏لا يتوفر نص بديل تلقائي.

    لا يتوفر نص بديل تلقائي.لا يتوفر نص بديل تلقائي.
     ربما تحتوي الصورة على: ‏‏أحذية‏‏لا يتوفر نص بديل تلقائي.
    تمت إضافة ‏‏36‏ صورة جديدة‏ بواسطة ‏انور الدرويش‏.

    ( المسمار رؤية فلسفية عميقة الدلالة في معرض الاعمال النحتية الحديثة للفنان الدكتور قيس ابراهيم ))

    على قاعة متحف الجامعة في المركز الطلابي لجامعة الموصل وبتاريخ 2 / 11 / 2017
    اقامت جمعية التشكيليين في نينوى وبالتعاون مع رئاسة جامعة الموصل المعرض الشخصي في فن النحت الحديث لاستاذ النحت في كلية الفنون الجميلة الدكتور قيس ابراهيم بعنوان (( تظاهرة مسمارية ))

    عندما نروم زيارة المعارض الفنية ونخص بالتحديد فن النحت يتبادر لاذهاننا مايضم المعرض من ما يمتاز به وهو النصب والتماثيل ليقودنا الخيال من خلال فضاءات الاشكال و الخامات التي شكلت منها الاعمال , الصخور , الفخار , والبرونز وهذا ما اعتدنا علية في المعارض عموما .
    غير ان خامات النحت لا تقتصر على ماذكرنا فحسب ,
    فالنحت الحديث استخدم توظيفات اخرى في تشكيل المجسمات ثلاثية الابعاد , كالخشب , والشمع , وحتى الاقمشة , والاليلاف , والسيراميك , والمعادن .
    اما في معرض الفنان الدكتور قيس ابراهيم نشاهد التوليفة الطبيعية المتوافقة واقعيا بين الخشب والمعادن ( المسمار ) كخامتين اساسيتين في العرض عموما .
    ولقد اراد الفنان ان يطرح من خلالهما فكرة مفادها أن (( للمسمار دورا أساسيا عند اسلافنا السومريين الذين ابتدعوا من خلاله الخط المسماري , ولكن هل يمكن ان يكون لهذا المسمار الملقى على قارعة الطريق أية قيمة جمالية قادرة على اثارة الفكر وبعث البهجة والسرور في النفس ؟ ))
    لقد كان المسمار عند اسلافنا السومريين بمثابة القلم الذي يخط على الطين دواوين بمضامين مختلفة نقلت لنا التاريخ بقوانينه …
    لذا لم يكن عنوان المعرض ( تظاهرة مسمارية ) عنوانا تقليديا عابرا انما اراد الفنان من خلاله ان يبين تمرد المهمشين على الواقع فالمسمار الذي لا تتجاوز وظيفته التعليق او تعشيق الخشب او اية وظيفة عملية تقليدية بأمكانه ان يكون شكلا جماليا وبمضامين مختلفة ,.
    فللمتغيرات العصرية في شتى نواحي الحياة تأثيرها الكبير على الذائقة الانسانية العامة ..
    ان عملية تطويع المعادن الصلبة واحالتها الى اشكال جمالية تحاكي الاحساس والمشاعر لدى المتلقي , تحتاج الى حرفية عالية وروحية فنان شغوف وهذا ما عكسته اعماله الفنية . فأن اعماله النحتية تنتمي الى ذاته الخالصة مع ما تحمله من خصوصية وتجرد , وخيالاته الدافقة تتعمق بجوهر الشكل المرئي بعيدا عن المباشرة والسطحية لقد استطاع ان يمنح مفردة بسيطة مهمشة حريتها الابداعية كي تتجسد رمزا تعبيريا فعالا في انتاج العمل الفني جماليا ,كما في باقة الورد التي جمعها اللحام بكل انسيابية وتناغم او في استعارة وجه امرأة باكية بكل ما تحمل من احساس درامي حزين …لذا اقول ان هذه الاعمال هي غاية في الجمال والشفافية والرقة ..
    فكر خلاق وانامل بارعة في الابداع شكلا ومضمونا ….
    تمنياتنا للدكتورقيس بمزيد من العطاء والتالق …

    انور الدرويش
    فنان تشكيلي / مصور فوتوغرافي / ناقد فني

    للمزيد من الصور:

    https://www.facebook.com/photo.php?fbid=1543453432415617&set=pcb.1543456892415271&type=3&theater

    ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏‏أشخاص يرقصون‏، و‏نبات‏‏ و‏زهرة‏‏‏
    ربما تحتوي الصورة على: ‏‏طعام‏‏
    لا يتوفر نص بديل تلقائي.
    لا يتوفر نص بديل تلقائي.
    لا يتوفر نص بديل تلقائي.
    ربما تحتوي الصورة على: ‏‏طعام‏‏ ربما تحتوي الصورة على: ‏‏منظر داخلي‏‏
    ربما تحتوي الصورة على: ‏‏منظر داخلي‏‏
  • يوم كانت  ندوة الهايكو الثانية في المغرب ..والهايكو.. دعوة إلى الصمت الحضاري  – مشاركة :  محمد الأسعد

    يوم كانت ندوة الهايكو الثانية في المغرب ..والهايكو.. دعوة إلى الصمت الحضاري – مشاركة : محمد الأسعد

     الهايكو.. دعوة إلى الصمت الحضاري

    الهايكو.. دعوة إلى الصمت الحضاري

    31 أغسطس 2016

    ثلاثة أشياء تلفت النظر في أشغال ندوة الهايكو الثانية في المغرب، التي انعقدت وانتهت في مدينة وجدة المغربية خلال الشهر الماضي تحت عنوان “الهايكو العربي وشعريات هايكو العالم”.

    الأوّل، ما تخلّلها وتلاها من إصدارات تنوّعت بين مجموعات شعرية، وكتب نقدية، وأوراق طُرحت للنقاش ما يزال إرسالها متواصلاً من قبل المنظمين إلى المعنيّين بالفن الشعري، وهذا النمط الياباني النشأة والعالمي الانتشار.

    والثاني، دعوة تشكيلة من الشعراء والنقاد من جنسيات متنوّعة عربية وأوروبية ويابانية للمشاركة في الحوار والمراقبة. والثالث، وهو الأبرز، إصدار مختارات من الهايكو العربي من جمع وإعداد الشاعر عبد القادر الجموسي.

    هذه ثاني مرة يحدث فيها هذا اللقاء حول شعر الهايكو العربي، بالترافق مع إطلالة على صور الهايكو في لغات أخرى، وفي اللغة اليابانية على وجه الخصوص. كانت المرة الأولى، وفي المغرب أيضاً في التاسع من شهر تمّوز/ يوليو 2015، وجاءت الندوة الثانية ضمن مهرجان يسمى “الموكب الأدبي”، لتلمّس أفق لاستمرارية الندوة الأولى.

    ولأن أبرز أحداث هذه المناسبة هي المختارات، وبعض الأوراق المقدّمة الحاملة لإضاءات ناضجة بعد سنوات من الضبابية التي أحيط بها هذا النمط الشعري عربياً.

    من الملاحظ أن كل واحد من الشعراء العرب المشاركين فَهِم هذه العبارة على شاكلته، فبعضهم كتب لقطات فوتوغرافية، وبعضهم خلط التصوير بمجازات شعرية مما تحفظ ذاكرته، وبعضهم انتحل قصائد شعراء يابانيين معروفين مثل باشو وبوسون ويوسا بعد أن أدخل عليها تغييراً طفيفاً. والقلّة وجدناها تتأنى وترتبك فتأتي رسومها خطاطات أولية، وشاعت ندرة الهايكو العربية إلى درجة أن القارئ قد يصل إلى عدد لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة لدى هذا الشاعر أو ذاك.

    ومن المؤكّد أن ظاهرة الإكثار عند بعضهم (مئة هايكو، أو ثلاثمئة هايكو) ستصدم حساسية الأستاذ الياباني ماتسو باشو لو انبعث حياً وحضر حلقات الشعراء، هو الذي يعتقد أن شاعر الهايكو لو أنجز واحدة أو اثنتين أو ثلاثاً من الهايكو أصيلة طيلة حياته لكان في ذلك دليل على عظم إنجازه.

    الجيد وسط كل هذا، أن صاحب المختارات حدّد مجال اختياره بين ما أسماه “المدار” و”الحقل”، وكان بذلك واعياً بما بين يديه. فالمدار يمنح هامشاً لاشتغال النصوص ضمن ما يسميه “مدار الهايكو”، وهي صيغة تجنّبه في هذا الطور من التجربة إصدار حكم قيمة على جدارة انتماء النصوص المختارة إلى الهايكو شكلاً وروحاً، ويمنحه مفهوم “الحقل” منهجياً إمكانية حصر مجال الانشغال ضمن نوع أدبي معيّن ذي خصائص مشتركة، ما يساعد على تحديد محتويات متن المختارات وفق معايير حقل هذا النوع الأدبي. وهكذا يتكامل المفهومان ويشكّلان قاعدتين لازمتين في اختيار متن محدّد بما فيه الكفاية.

    ولكن نلاحظ أن ثمة لُبساً هنا، وخصوصاً في اعتماد مفهوم “المدار” على أساس التمييز بين الجدارة وانتفاء الجدارة؛ فهل المهم معرفة انتماء هذه القصيدة أو تلك إلى “شكل ومضمون الهايكو” أم إلى “الشعرية”؟

    معيار شعرية القصيدة هو الأهم وليس انتماؤها إلى هذا الشكل أو ذاك، ففي عالم الهايكو، كما طوّره حتى المحدثون اليابانيون، لم تعد معتمدة تلك القواعد والخصائص القديمة المتوارثة منذ أيام أساتذته الكبار في القرن السابع عشر، بدءاً من كونه مطلع ما تسمى “قصيدة الحلقات” التي قد تمتد إلى مائة حلقة، ومروراً بإطلاق اسم “هوكو” عليه، وصولاً إلى منحه اسم “هايكو” في القرن التاسع عشر على يد “ماسا أوكي شيكي”.

    بالطبع، المعني بالحقل هو هذه الخصائص الثابتة التي لا يمكن أن تكون محدّدة تحديداً صارماً لدى أي شاعر حقيقي. هي خصائص تنبع عادة من لغة الهايكو الأصلية وتراثها، أي اليابانية، فهل هناك مبرّر لإلزام الهايكو العربية بها مع اختلاف اللغة مبنى وتراثاً؟

    بعض الملحوظات التي تناثرت في أوراق الندوة يمكن أن تكون هادية في هذا السبيل، لأنها تنصبُّ على ما يمكن أن نسمّيه “الشعرية”، وإن كان منطلقها “الهايكو” الياباني.

    يتساءل سامح درويش وهو يكتب قصيدته: “أين أثر الصورة والمشهدية المعتمدة على العين اللاقطة على الخيال الشعري العربي المحتفي بالأذن المتلقية؟”، ويقول الشاعر عبد الكريم كاصد: “.. الهايكو ليست قصيدة فكر أو معنى بالمفهوم الشائع للمعاني، وإنما هي باعثة على الفكر أو الإحساس العميق”، وتكتب بشرى البستاني “الهايكو مشهد يبدو ساكناً لكنه يختزن طاقة حركية شعريتها في اللبس الكامن بين الصمت الظاهر والحركية المضمرة” وتعني بذلك أيضاً التناوب الذي يحيلنا إليه المشهد في الهايكو بين حضور المرئي واللامرئي في آن واحد معاً.

    والأكثر لفتاً إلى النظر هو قولها “يأتينا فن الهايكو في هذه المرحلة من حياة الثقافة العربية المربكة رد احتجاج على ذلك الصخب، بهدوئه ودعوته إلى التأمل والحث على الصمت الحضاري”.

    بالتأكيد مثل هذه الخصائص ليس مطلوباً فقط لرسم قصيدة هايكو، بل لرسم شعر أعمق مما نعرف حتى الآن، وهذه هي فضيلة معرفتنا بالهايكو، أو بأي شكل شعري.

  • أبو خليل القباني عنوان سلسلة أعلام ومبدعون من الهيئة العامة السورية للكتاب شهريا لليافعة – مشاركة: محمد خالد الخضر

    أبو خليل القباني عنوان سلسلة أعلام ومبدعون من الهيئة العامة السورية للكتاب شهريا لليافعة – مشاركة: محمد خالد الخضر

    أبو خليل القباني.. ضمن سلسلة (أعلام ومبدعون)

    دمشق-سانا

    أبو خليل القباني عنوان الإصدار الجديد من سلسلة أعلام ومبدعون التي تصدرها الهيئة العامة السورية للكتاب شهريا لليافعة.

    وجاء الكتاب الذي أعدته هناء أبو أسعد على صورة حكاية فالطفل سامر يعود لبيته مسرورا لأن معلمة مادة التربية الفنية اختارته لتمثيل مسرحية ستعرض على مسرح أبي خليل القباني فيطلب من جده أن يحكي له سيرة حياة هذه الشخصية السورية.

    ويقدم الجد للحفيد في بداية الحكاية تعريفا بالقباني فهو أحمد بن محمد آغا بن حسين آغا آقبيق الملقب بأبي خليل القباني عرف بصفته المؤسس الأول لما عرف بالمدرسة الشامية في المسرح التي اعتمدت على دمج التمثيل بالغناء والرقص.

    وجاء في الكتاب أن القباني تمرد على رغبة أبيه وتحمل الكثير من المحيطين به لمزاولة موهبته الفنية فاستأجر في باب توما قطعة أرض وراح يمرن رفاقه على التمثيل ليقدم عرضه الأول رواية عائدة التي بشرت بولادة المسرح في دمشق تلاها بمسرحيات أخرى اقتبسها من روايات مهمة مثل ناكر الجميل ووضاح ومصباح وقوت الأرواح.

    وبعد تعرض أبي خليل القباني للتشديد والملاحقة على يد المحتل العثماني وإحراق مسرحه انتقل إلى مصر واصطحب معه بعض أفراد فرقته ومجموعة من العازفين وقدم مسرحيات أنس الجليس ونفح الربا وعفة المحبين وعنترة وناكر الجميل والخل الوفي.

    كما اهتم أبو خليل القباني باللغة العربية واعتنى بسلامتها إضافة إلى تركيزه في عروضه على ظواهر اجتماعية سلبية وتعاون مع الفنانين المتألقين والكتاب السوريين المبعدين عن وطنهم جراء الاحتلال العثماني ووصل عدد ما قدمه القباني من حفلات في مدينة الاسكندرية وحدها الى 35 حفلة قدم فيها مسرحيات عديدة.

    ويوضح الكتاب أن القباني أكثر من التنقل بين مصر وسورية ما أتاح للفرق الأخرى منافسته إلى أن وصلت الغيرة بمنافسيه عام 1900 إلى حرق مسرحه في القاهرة عندما كان يقدم عروضه في أقاليم أخرى بمصر فتوقف بعدها نشاطه المسرحي نهائيا.

    عاد القباني إلى دمشق وأصيب بالطاعون وتوفي عام 1903 تاركاً أثره المسرحي والفني الذي دل على شجاعته وقوة رأيه ليكون رائد المسرح العربي الذي تأثر به مسرحيون كثيرون أتوا بعده.

    محمد خالد الخضر

  • تعرفوا على المسرح هو أبو الفنون وأولها منذ أيام الإغريق والرومان وقدرته على الموالفة بين عناصر فنية متعددة حيث كانت المسارح هي الوسيلة الوحيدة للتعبير الفني بعد حلبات المصارعين والسباقات ..

    تعرفوا على المسرح هو أبو الفنون وأولها منذ أيام الإغريق والرومان وقدرته على الموالفة بين عناصر فنية متعددة حيث كانت المسارح هي الوسيلة الوحيدة للتعبير الفني بعد حلبات المصارعين والسباقات ..

    (مارس 2016)

    ساحة المسرح

    المسرح هو أبو الفنون وأولها منذ أيام الإغريق والرومان وقدرته على الموالفة بين عناصر فنية متعددة حيث كانت المسارح هي الوسيلة الوحيدة للتعبير الفني بعد حلبات المصارعين والسباقات . اذن المسرح هو بيت من بيوت الفنانين

    نشأة المسرح

    يرجع أصل المسرح في جميع الحضارات إلى الاحتفالات المتصلة بالطقوس الدينية. والدليل مخطوط لمسرحية دينية مصرية كتبت قبل 2000 ق.م، وتدور حول الآله أوزوريس وبعثه. وقد نشأت الدراما الاغريقية- وهى الاصل في التاليف المسرحي الغربي- عن الاحتفالات بعبادة الاله ديونيسوس، فكان الناس يضعون أقنعة على وجوههم، يرقصون ويتغنون احتفالا بذكراه. ويقال أن ثسبس كان أول الذين انفصلوا عن جماعة المحتفلين ليلقى بعض الأناشيد وحده( 535ق.م)، وبذلك ظهر أول ممثل. وكان مولد المسرح حين اضاف ايسخولوس ممثلا ثانيا، وقد بلغ المسرح اليوناني أوج مجده في القرن 5ق.م. وكان سوفوكليس ويوريبيديس وايسخولوس هم أكبر كتاب التراجيديا وأريستوفان هو أكبر كاتب كوميديا. ولم يصل المسرح الروماني إلى مستوى الدراما اليونانية، وان وصل كتاب مثل سينكا في المأساة، وبلاوتس وتيرنس في الملهاة، وكان لهم تأثير بالغ في الدراما بعد القرن 16. ثم تدهور المسرح في ظل الامبراطورية الرومانية، وكاد يختفي أمام معارضة الكنيسة. وظهر نوع آخر من المسرح في العصور الوسطى في أوروبا، نشأ عن الطقوس الدينية، فشاعت مسرحية المعجزات ومسرحية الأسرار والتي تغيرت تدريجيًا حتى ابتعدت عن الموضوعات الدينية. وفي عصر النهضة بدات حركة إحياء العلوم و الفنون

    المسرح

    المدرج الروماني في عمان. مثال على المسرح.

    يقع هذا المبنى في الأردن، وهو مؤلف من أثنى مدرجا من الحجر الجرانيت علـى شكل دائري ويضـم كراسي رومانية من العصر الروماني وهي مدرجات رخامية غيرمجموعة بحروف وارقام يونانيه لتنظيم عمليه الجلوس تتسع لثمانمائة مشاهد، وكذلك شاشة عرض وأرضية من الفسيفساء، وقد عرفت هذه المنطقة منتزه بان نظراً لأنها كانت تضم حديقة ترويحية يحيطها الفيلات والحمامات الروماني وصف العمارة المبني غير مدرج والمدرجات الرخامية أولها من أسفل من الجرانيت الوردي المكونة من الآحجارالمتينة، ولذا استخدمه المهندس كأساس لباقي المدرجات ويوجد اعلى هذه المدرجات 5مقصورات كانت تستخدم لعمليه النوم لم يتبق منها الا مقصورتين.

    وكان سقف هذه المقصورات ذو قباب تستند على مجموعة من الأعمدة، وتستند المدرجات على جدار سميك من الحجر الجيري يحيط به جدار آخر وقد تم الربط بين الجدارين بمجموعه من الآقواس والآقبية حيث يعتبر الجدار الخارجى دعامة قوية للجدار الداخلي.

    وقد اطلق عليه حظا تسمية (المسرح) ولكن الدراسات المقارنه بينه وبين المسارح المشابهة والتي اكتشفت في اليونان وإيطاليا ومسرح مدينة (جرش) اكدت انه ليس مبني للمسرح لان مبني المسرح عاده مايكون علي شكل حرف c أو نصف دائره حتي يتمكن الجالسون علي الأطراف من المشاهده فضلا علي ان صغر حجم المبني بالنسبة لعدد سكان السكندريه القديمة في هذا الوقت وما كان لها من قيمه ومكانه حضريه مرموقه تؤكد لنا انه ليس مسرحا ومن هنا يمكن لنا تسميته بـ (المدرج الرومانى)

    وكان سقف هذه المقاصير ذو قباب تستند علي مجموعه من الأعمدة وكانت وظيفه تلك القباب حمايه الجالسين من الشمس والأمطار بالإضافة الي دورها الرئيسى في عمليه التوصيل الجيد للصوت والتي سقطت علي اثر الزلزال القوى تعرضت له الإسكندرية في القرن 6 الميلادى. المسرح

    وتستند المدرجات علي جدار سميك من الحجر الجيري يحيط به جدار اخر وقد تم الربط بين الجدارين بمجموعه من الأقواس والاقبيه حيث يعتبر الجدار الخارجى دعامه قويه للجدار الداخلي وقد استخدمت مداميك الطوب الأحمر في هذا الجدار وهو الطراز السائد في المباني الرومانية عامه حيث ان له دورا معماريا في التقويه كما أنه يعطي شكلا جماليا للمبني ولقد نشأ بين هذين الجدارين ممر مغطي بالاقبيه يحيط بالمبني كان يستخدمه العاملون بالمبني.

    وفي مجموعة (الاوركسترا) تسبتها دعامتين رخاميتين ثم صالتين من الموزايكو ذات زخارف هندسيه في المدخل والذي يقع جهه الغرب في العصر البيزنطي حيث كان المبني في العصر الروماني ذا مدخلين احدهما جهة الشمال والاخر جهه الجنوب من خلال ما بين مقوسين في الجدار الخارجى ثم غلقها بعد ذلك في العصر البيزنطى الي جانب وجود حجرتين كبيرتين في المدخل احدهما جهة الشمال والاخر جهه الجنوب كانا يستخدمان كأماكن انتظار العصر الروماني علي شارع من العصر الروماني يسمي بـ (شارع المسرح) وهو يعتبر شارع عرض رئيسي من شوارع الإسكندرية القديمة توجد فيها أساسات لفيلا من القرن الأول الميلادى ويوجد في منطقه كوم الدكه بجوار المسرح عدد من الآثار المصرية القديمة أغلبها يرجع الي عصر الدولة الحديثة وقد عثر عليها في مياه البحر المتوسط ضمن الآثار التي كانت تلقي في المياه خلال العصور الوسطى.

    أنواع المسرح

    وهي جنس أدبي موضوعي أكثر حداثة نسبياً من الجنسين المتقدمين كانت أداته الغالبة هي الشعر حتى القرن التاسع عشر، وله أنواعه المختلفة التي ربما كان أهمها المأساة أو التراجيديا ، الملهاة ، والمسرحية الهزلية ، والمسلاة (وهي مسرحية قصيرة يغلب عليها الرقص والغناء لشغل الجمهور في أثناء العروض الرئيسية أو قبلها)، ومسرحية المعجزات (التي تمثل مشاهد من حياة الأولياء والقديسين ومآثرهم)، ومسرحية آلام المسيح التي تصور الأيام الأخيرة من حياة المسيح)، ومسرحية الأسرار المقدسة ، (التي يصدر مؤلفوها فيها عن قصص الكتاب المقدس)، وغيرها.

    وثمة فضلاً عن هذه الأنواع المتصلة أساساً بالشكل اليوناني والتي تعدّ تطويراً له، أنواع أخرى كمسرح النو، والكابوكي اليابانيين، ومسرح خيال الظل التركي والعربي، وشعر التعزية الفارسي وغيرها. وعلى الرغم من وجود ظواهر مسرحية عديدة في الأدب العربي القديم فإن المسرحية في الأدب العربي الحديث مستلهمة أساساً من التجربة الأوربية بعيد المواجهة العربية – الأوربية في منعطف القرن التاسع عشر أكثر مما هي تطوير لهذه الظواهر القديمة.

    المسرح الحديث

    ظهرت العديد من أشكال المسرح التجريبي المعاصر والتي ثارت على الشكل التقليدي للمسرحية ذات البداية والمنتصف والنهاية.

    بدأ المسرح العربي بالظواهر الدرامية الشعبية التي ظل قسم منها مستمراً حتى نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، أما القسم الآخر فما زال يقدم حتى الآن مثل فنون الرقص الغجرية، الكاولية، القراقوز، خيال الظل، السماحة، المقامات، السير الشعبية، أو عاشوراء التي كانت سببا لظهور أشكال مسرحية مهمة أخرى مثل: الأخباري والسماح، حفلات الذكر، المولوية في المشرق العربي ومسرح البساط، صندوق العجائب، المداح، الحكواتي، إسماعيل باشا في المغرب العربي.

    البداية الفعلية للحركة المسرحية العربية في لبنان وسوريا فيمكن تأشير مراحلها بالآتي :-

    1. 1847 محاولة النقاش مسرحية (البخيل) عن مولير.
    2. الترجمات: شبلي ملاط: مسرحية (الذخيرة) عن الفرنسية ومسرحية (شرف العواطف)، أديب إسحاق: مسرحية راسين (اندروماك).
    3. التاريخية : هي مرحلة بعث التاريخ الوطني العربي التي من خلالها كتب (نجيب الحداد) مسرحية (حمدان) والتي استمدها من حياة (عبد الرحمن الداخل).
    4. الواقعية الاجتماعية: وتمثلت في كتابات جبران خليل جبران الذي كتب مسرحية (ارم ذات العماد).

    وكان في دمشق قبل الانتداب مقاهي عديدة منها (للحكواتي)، وأخرى (للكراكوز) وثالثة (للمصارعة) ورابعة (للسيف والترس) وخامسة (للرقص

    الربع الأول من القرن العشرين شهد ميلاد نهضة مسرحية واسعة في أغلب أقطار الوطن العربي في كل من (السودان -1902)، (تونس –1908)، (فلسطين –1917)، (البحرين –1919)، (الجزائر – 1921)، (المغرب – 1923) ،(ليبيا ،1925)، (الكويت – 1938) و(قطر والأردن – بداية السبعينات

    المسرح الغنائي

    يتميز المسرح الغنائي، بأهمية عنصر الموسيقى، والغناء حيث تشكل أساس هذا المسرح، الذي يعتبره شكل جديداً محورا عن الأوبرا.

    Teatro LeptisMagna 1997.jpg

    مسرح العبث

    يتميز مسرح العبث بأنه نتاج ظروف سياسية وعالمية كبرى أدت بالفلاسفة المحدثين إلى التفكير في الثوابت

    العبثيون هم مجموعة من الأدباء الشباب الذين تأثروا بنتائج الحروب العالمية فرأوا أن جميع النتائج التي نجمت عن تلك الحروب هي سلبية لأن خلقت نفسية سيطر عليها انعدام الثقة في الآخرين فكان انعزال الإنسان الأوروبي وفرديته، هذا ناهيكم عن الويلات والدمار المادي الذي طال أوروبا كلها.

    لقد كان أول ظهور لهذه المجموعة في فرنسا في الثلاثينات من القرن العشرين وحينها قدموا نمطاً جديداً من الدراما المتمردة على الواقع، فجددوا في شكل المسرحية ومضمونها. بدأ مسرح العبث ظهوره في أوائل الخمسينات من القرن العشرين، وبالذات في العام1953 عندما طلع علينا الفرنسي الموطن والإيرلندي الأصل صاموئيل بيكيت 1906-1989 بمسرحية سماها (في انتظار غودو) اتسمت بغموض الفكرة وعدم وجود عقده تقليدية، وانعدام الحل لما عرضته المسرحية فكانت رمزية مبهمة للغاية ولوحظ قله عدد المسرحيين الذين مثلوها وكان الزمان والمكان محدودين تقريباً وتركت المسرحية سؤالاً طالما رواد النقاد البحث عن توفي صامئيل بيكيت عام 1989م تاركاً وراءه الكثير من الحديث والجدل عن غودو.

    من هو؟ هل سيصل؟ متى سيصل؟ ماذا سيفعل أو يقدم؟ وحتى هذه اللحظة فإن الجدل السائد بين النقاد هو أن غودو لن يصل. لقد ترك صاموئيل بيكيت خلفه ظاهرة أدبية وفنية مهمة ومؤثرة ومثيرة للجدل اسمها العبث أو اللامعقول، وكان رائد هذه الجماعة التي ثارت على كل ما هو مألوف سائرة في طريق العبث دون اهتمام بعامل الزمن لم يكن العبثيون في واقع أمرهم مدرسة أو جماعة وإنما مجموعة من المفكرين والكتاب غلبت على مشاعرهم وأحاسيسهم صفات تشابهت وظهرت في كل كتاباتهم الأدبية خاصة في المسرحية منها. لقد جاء تمرد العبثيين على المدرسة التقليدية العريقة التي أرسى قواعدها أرسطو حينما واضع أسس النقد الأدبي للمسرحية الجيدة ومحدد عناصر نجاحها في ثلاثة هي: الزمان والمكان والحدث. العبثيون بدورهم ضربوا عرض الحائط بأرسطو وكتاباته ومنهجه وكل تاريخ المسرح، فتنكروا للعناصر الثلاثة المذكورة وقرروا أن تكون كتاباتهم في مكان محدود جداً كشجرة (مسرحية في انتظار غودو) أو كغرفة (مسرحية الغرفة) أو كرسي (كمسرحية الكراسي)، وجعلوا عنصر الزمن غير ذي أهمية تذكر أما العقدة أو الحدث فلم يجعلوا لها وجوداً في مسرحياتهم. وإضافة إلى ذلك فقد عادوا بالمسرحية الفصل الواحد والعدد المحدود من الشخصيات.

    أهم ما في مسرح العبث بعيداً عن الزمان والمكان والحبكة هو الحوار لكن ذلك الحوار كان غامضاً مبهماً مبتوراً تعوزه الموضوعية والترابط والتجانس. كل شخوص المسرحية تتحدث دون أن يتمكن أحد منهم من فهم الآخر! ولا من توصيل رسالته للآخر. الحوار دائماً مبتور ولا تستطيع الشخصيات توصيل رسائلها، وقد بالغ كتاب العبث فجعلوا بعض الشخصيات تتكلم ربما كلمة أو كلمتين عند نهاية المسرحية تلخص السخط العام والغضب الشديد، ثم يصل بنا هارولد بنتر إلى ما هو أصعب من ذلك فنراه يقدم لنا شخصية الأخرس كشخصية رئيسية في مسرحية حملت اسمه (النادل الأخرس).

    تعتبر حركة العبث أو اللامعقول والتي سميت بأكثر من مسمى مثل الكوميديا المظلمة وكوميديا المخاطر ومسرح اللاتوصيل امتداداً لحركات أدبية مختلفة ظهرت لفترات قصيرة في بدايات القرن العشرين زمنها على سبيل المثال السريالية، وهي حركة أدبية فنية عبرت بقوة عن غضب الشباب من التقاليد السائدة في تلك الفترة، ثم حركة الشباب الغاضب وهي أيضاً حركة فنية أدبية يدل اسمها على الكثير من طريقة تفكير أصحابها بل ومن أشهر مسرحياتهم (أنظر خلفك في غضب) تعبيراً عن غضبهم من الحروب العالمية ونتائجها غير الإنسانية. لقد ازدهرت هذه الحركات التي عبرت عن مفاهيم ثائرة على القيم الفنية والأدبية في القرن العشرين، وكان ظهورها واضحاً جلياً بعد الحروب العالمية في محاوله للتعبير الصارخ عن التمرد الاجتماعي على الحروب الدامية وما فيها من مصائب وما تبعها من ويلات وأهوال، وما خلفته من القتلى والجرحى والدمار.

    ازدهر العبثيون في الخمسينات من القرن العشرين وبدت مسرحياتهم للقاري العادي وكأنها بلا خطة، وبلا هدف، كما أن نهاياتها غير واضحة المعالم وغير محددة وتعطي انطباعاً أو شعوراً بأن مصير الإنسانية غير معروف، ولا هدف له، وتجدر الإشارة إلى أن رائد العبثيين صامؤيل بيكيت حاز على جائزة نوبل للآداب لما قدمه من جديد في عالم الأدب، ومن أبرز كتاب العبث يوجين يونيسكو البلغاري الذي مثل بيكيت كتب بالفرنسية، وآرثر أداموف الروسي، وجان جينيه الفرنسي ثم هارولد بنتر الإنجليزي ثم هناك زميل ثان تمثل في سمبسون الإنجليزي وادوارد البي الأمريكي وتوم ستوبارد الإنجليزي وهم أصحاب الأفكار التي تقرر الشكل والمحتوي في المسرحية.

    من أهم السمات العامة لمسرح العبث قلة عدد شخوص المسرحية التي غالباً ما تدور أحداثها في مكان ضيق أو محدود جداً كغرفة مثلاً، وعلى سبيل المثال نرى كل مسرحيات هارولد بنتر تدور أحداثها داخل غرفة، والغرفة عادة مظلمة موحشة أو باردة ورطبة ـ لا يشعر من يعيش فيها براحة ولا باستقرار ولا بأمان على الإطلاق ويظل قلقاً دوماً والغرفة وفيها يخاف من بداخلها من كل شيء خارج فهي مصدر قلق لعدم ملاءمتها وفي الوقت نفسه ملجأ حماية من مخاطر خارجية محدقة دوماً، ودور المرآة في مسرح العبث يكون دوماً أقل أهمية من دور الرجل وتكون المرآة أكثر كآبة من الرجل لما تعانيه من اضطهاد اجتماعي واضح كما ونرى الغرفة في مسرحيات يوجين يونسكو إن كان لها مفهوم آخر فهي تبعث على الاطمئنان النسبي لأنها ملجأ ضد الأخطار الخارجية ووسيلة حماية لشخصيات المسرحية، والضوء الخافت أو العتمة والرطوبة العالية من سمات المكان في المسرح العبثي، كما أن اللغة فيها تكرار في الموقف الواحد وهذا التراكم الكمي من الأسباب يعطي مدلولات واضحة للخوف وعدم الطمأنينة والقلق الدائم، تلك العناصر التي تؤدي إلى غياب التفريق بين الوهم والحقيقة، وتؤدي أيضاً إلى عدم ثقة الشخصيات في المسرحية ببعضها البعض كما أنها تبين بما لا يدع مجالا للشك غياب الحلول الفعلية لمشاكل كثيرة، وعدم القدرة على مواجهة الأمر الواقع مع حيرة مستمرة وقلق متواصل وخوف متجدد من ماهية المستقبل وكيف سيكون.

    يعتبر مسرح العبث مهماً للغاية عند الأوروبيون لأنه يعكس واقعهم الاجتماعي المؤلم، ومن أهم المشكلات التي يعرض لها، معضلة الفردية، فالأوروبي يعيش رغم حضارته المادية والتقدم العلمي، إلا أنه يعاني من فرديته وانعزاليته نتيجة لعدم قدرته على بناء علاقات إنسانية اجتماعية أساسية ورصينة مع الآخرين. على أي حال فما زال هناك من النقاد من يعتقد بأن مسرح اللامعقول يتجه نحو حبكة واضحة المعالم، وأنه إذا أريد لهذا المسرح أن يكون شيئاًً فلا بد له من الخروج من دائرة اللاشيء متجها نحو مواضيع فنية وسياسية وأدبية واجتماعية ودينية أكثر وضوحاً لكن المهم هنا هو أنه إذا ما غير مسرح العبث توجهاته وشكله ومضمونه فانه سينتهي كفكرة ومضمون ومغزى. أهم ما قدمه لنا هذا اللون الجديد من الدراما هو دراسة نفسية وفكرية لأوروبا الحديثة وانعزالية الإنسان فيها، وفشله في بناء علاقات اجتماعية فالمادة هناك هي المقياس الأول وهي المعيار والمحك، ومع هذا الوجود المادي العنيف تضاءلت قيم اجتماعية وتلاشت أخرى. في الختام أود أن أسجل حقيقتين أولاهما أنه لم يبق من العبثيين سوى هارولد بنتر الذي لم يضف أي عمل مسرحي منذ سنوات وتفرغ لكتابة المقال، وثانيتهما أن بدايات القرن الحادي والعشرين شهدت تقيماً للنتاج المسرحي في القرن الماضي فاعتبر النقاد مسرحية صاموئيل بيكيت (في انتظار غودو) أفضل مسرحية كتبت في القرن العشرين.

    اقرأ أيضاً