Category: الإبداع والإختراع

  • للشاعر السوري أدونيس  ..قصيدة : يخيطون شفاههم بخيوط غزلتها أيديهم..

    للشاعر السوري أدونيس ..قصيدة : يخيطون شفاههم بخيوط غزلتها أيديهم..

    Image result for ‫أدونيس‬‎

    يخيطون شفاههم بخيوط غزلتها أيديهم () – أدونيس

    أدونيس
    I
    تنبؤات من جهة الواقع
    للسكان في الضفة اليمنى من نهر هذا العالم حقوقٌ على الجميع أن يدافعوا عنها. في ضفته اليسرى لا حقوق للسكان، وعلى الجميع أن يرضوا بذلك. أحيانًا يكون العكس هو الصحيح.
    سياسة يقودها شرطيٌّ كونيٌّ، باسم السلام والحرية وحقوق الإنسان.
    عبثٌ ساحرٌ يحوِّل العالم إلى فضاء ليس فيه غير أنابيب تنفث دخان الحروب.
    عبثٌ يفرض على الناس أن يخيطوا شفاههم بخيوط صنعتها أيديهم.
    عبثٌ يُسكَب في رؤوس البشر: يخيَّل إليهم أنَّ الدجاجة تبيض فيلاً، وأنَّ الفيلَ يصدح كالطير.
    *
    ثمر ربيعيٌّ يتساقط غبارًا بين خطواتي ولا أرى نجمة تقلُّني لكي ألحق بفرس الوقت.
    *
    ثمة حروف تكتب خطأً. وها هي بسلطة الخطأ تمحوني.
    *
    يقرأ: يتبخَّر. يكتب: لا شيء.
    *
    جسمٌ على حافة الكلمة. الكلمة مسمارٌ حديدٌ في فرنٍ / تقدر بيضة
    الدجاجة أن تتحوَّل فيه إلى جناحٍ ينتمي إلى أجنحةٍ تنتمي إلى طيور
    ودواجن وحيوانات أخرى.
    *
    حاسوبٌ يتنقَّل بين أصابع الأفق. كل إصبعٍ إشاعة.
    *
    رئة الفجر مليئةٌ بهواء القتل. الهواء فاتحٌ ذراعيه لاستقبال الغبار.
    *
    في قلب اللغة جبرٌ – برجٌ من الحروف الإسمنتية يحتلُّ الساحات
    ويخطط لغزو الفضاء.
    *
    لا كتابة في علم المال إلا إذا كان حبرها مالاً.
    *
    حجرٌ يمكن باسمه أن تتحوَّل الحشرة إلى بقرةٍ، والبقرة إلى شجرة.
    وكلَّما شاخ شبَّ.
    *
    كلمات اللغة العربية اليوم،
    تشكو علم المعنى.
    علم المعنى، اليوم،
    يشكو كلمات اللغة العربية.
    *
    سرٌّ يجعل سمُّ الأمس ترياق اليوم:
    هل تغيَّر المنظر أم تغيَّر الناظر؟ أم العلَّة في النظر؟
    *
    لم يعد فعل القتل يحتاج إلى غاية خارقة، عليا. صار هو
    الغاية. فالمروءة اليوم هي أن تقتل لا أن تعفو.
    *
    ماذا جرى لقرنٍ من الكلام حول حرية الفكر وحرية الرأي
    وكيف صارت الكلمة رصاصة؟
    ما أسرع ما تتغيَّر الخرائط والموازين، ما أسرع ما تنهار قلاع
    الكلام!
    *
    الفرق بين الفيل والبعوضة في ثقافة هذا الواقع، هو أنَّ
    البعوضة أكثر ضخامة من الفيل لأنَّ الحروف التي تتكوَّن منها
    هي الأكثر عددًا.
    الغراب في هذه الثقافة أبيض، والحوت غزالٌ،
    والمال هو وحده، المآل.
    ضع شفتيك خلف أذنيك إن شئت أن تدخل في معجم هذه الثقافة.
    *
    استيقظت الشمس، كما كان منتَظَرًا، غير أنها لم تستطع أن تفعل
    شيئًا ضدَّ الضباب الذي كان يملأ الفضاء.
    *
    II
    تنبؤات تجيء من جهة الحياة
    من ابتكر الرقص؟
    من أسَّس للخطوة الراقصة الأولى؟
    أكيدٌ أنه كان عاشقًا.
    وانظروا: هاهم عشَّاقٌ يرقصون،
    كأنهم يتطايرون في ساحة من الأجنحة.
    *
    لم يعد الإنسان موجودًا إلا في كلمة ماتت، أو في كيسٍ يُرمى
    من النافذة.
    يا لهذا العار، أزرقَ محفورًا على عنق الأرض. أهو تاريخٌ آخر
    لسماء أخرى؟
    *
    أهكذا يريدك الغرب أيها العربي:
    قنديلاً منطفئًا،
    يتدلى من عنق تاريخ ينطفىء؟
    *
    الموت يتزلَّج هانئًا على سطوح الأشياء. ثلجٌ في الروح، وثلجٌ هي المادة. ولا نارَ إلا في رفض الانتماء إلى هذا العصر الذي يفترس نجومه.
    *
    ثقافةٌ بثورٌ تحت البشرة. عثُّ الأصول ينخر غابة الحياة. لا تُطاقُ هذه الأبواق التي تملأ أفواه الملائكة. لا أريد أيَّة إيماءةٍ أو أيَّةَ إشارةٍ لكي ألتحق بأيَّة قافلة. ثمَّة زاويةٌ في آخر طريق في آخر تخمٍ في آخرِ إقليم. لن يفهم القاعدون ما أقول. حشد نساءٍ يتقنَّعن بأطباقٍ سوداء. وكانت النجوم تفرغ فوق أجسامهنَّ أمعاء الليل.
    *
    تلزمني مغارةٌ أقرأ فيها مثال أفلاطون في ظلِّ النِّفّري. تلزمني تنبؤاتٌ تعرف كيف تثقب جدران الرَّماد، لكي ترسم تخوم زمن آخر.
    كلا، أيها الشاعر، لا تتردد في أن تقذف بكلماتك في جوف الريح تيمُّنًا بالتعب والخطأ. الريح هي أيضًا تخطىء وتتعب، وإلا كيف نفسِّر احتضانها للرماد؟
    *
    تشهق الرئة بالشهادة، فيما تخضع المسامير لثقوب فتحتها هي نفسها: تعليقٌ أخير تكتبه جمرةٌ أخيرة.
    *
    لم يعد بيننا جنيَّات يعلِّمن شهوات المادَّة. وها هو القمر يترنَّح مكسورًا على خشبة الرغبة.
    *
    الموت آخر مقصٍّ للورق الذي نرتجله لنقصَّ عليه أحلامنا.
    *
    عصرٌ عربيٌّ يزدهي بغباره.
    *
    كيف تكون حلمًا غامضًا في عين واضحة؟ كيف تكون إنسيًّا في صورة وحشٍ يخرج من غابةٍ غامضة؟
    *
    حياةٌ تمارس غيابها.
    يا للخير الذي لا يتضمَّن غير الشرِّ.
    *
    كلمات تحلُّ محلَّ الأشياء. تصبح هي نفسها الأشياء.
    *
    ربما لم يعد ثمَّة مكان لريحٍ عربية إلا إذا هبَّت من الغرب. وها هي العروبة: جسمٌ يكشط جلده ويمدُّه فراشًا للهول.
    كأن الأوضاع العربية، بيمينها ويسارها، لم تعد إلا ممرَّات آمنة لسفن القراصنة الذين يمخرون في دماء العرب.
    *** *** ***
    الحياة، الخميس 17 مايو 2012علي أحمد سعيد إسبر المعروف باسمه المستعار ولد عام 1930 بقرية قصابين التابعة لمدينة جبلة في . تبنى اسم (تيمناً بأسطورة أدونيس الفينيقية) منذ العام 1948. متزوج من الأديبة خالدة سعيد ولهما ابنتان: أرواد ونينار. يعتبر أدونيس أحد ألمع رواد القصيدة الحديثة و العربية. درّس في الجامعة , ونال درجة الدكتوراة في الأدب عام 1973 من جامعة القديس يوسف, وأثارت أطروحته الثابت والمتحول سجالاً طويلاً. بدءاً من عام 1955, تكررت دعوته كأستاذ زائر إلى جامعات ومراكز للبحث في و و و . تلقى عدداً من الجوائز العالمية وألقاب التكريم وتُرجمت أعماله إلى ثلاث عشرة لغة. حصل سنة 1986 على الجائزة الكبرى ببروكسل ثم جائزة الإكليل الذهبي للشعر في جمهورية مقدونيا تشرين الأول 1997. رشح عدة مرات لنيل ولكنه لم يحصل عليها حتى الآن.

    يخيطون شفاههم بخيوط غزلتها أيديهم (قصيدة) – أدونيس

    Related image

  • كتب : ‏القاص والروائي نبيه الحسن.. أمس تعاهدنا لنزرع  الورد  بصدق العشق والقمر  شهود ..

    كتب : ‏القاص والروائي نبيه الحسن.. أمس تعاهدنا لنزرع الورد بصدق العشق والقمر شهود ..

    ربما تحتوي الصورة على: ‏‏القاص والروائي نبيه الحسن‏‏

    أمس تعاهدنا لنزرع
    الورد
    بصدق العشق والقمر
    شهود
    نطير عصافيرا بمناقيرها شتلات
    الزهور
    تشق عباب الفضاء والدنيا
    ضياء
    تجوب عالم المدارات لتنشر
    السلام .
    بلقيس أنت نجمة
    الصبح
    رفرفت أمس حول وسادتي
    بالمنام
    تنسمت طهر عطرك ممزوجا
    بقهوتي
    وترانيم فيروز يتهادي
    بصومعتي
    بلقيس البداية وعطر
    الحكاية
    يدا بيد بقلم ورع كتبنا
    الوصية
    بلقيس ياطفلتي الذكية
    المدللة
    لاذت بجدار صومعتي تنشد
    الدفء
    فاضاءت مكامن تجاعيد
    الزوايا
    فرشت شغاف القلب
    وسادة
    بلقيس نامي بهدوء حروف
    الصحاف
    وقلمي يرسم لون عينيك
    بالشعاع
    عينيك بوصلتي في عالم
    الظلمة
    بوحك ادمل مخارج
    الجراح
    بلقيس ..يابلقيس أنت البداية
    والنهاية
    نبيه
  • العلاقة بين الفن التشكيلي والخط العربي ..  تجربة حسن المسعود الخطية وعدنان يحي الحروفية  ..-مشاركة: بشرى بن فاطمة

    العلاقة بين الفن التشكيلي والخط العربي .. تجربة حسن المسعود الخطية وعدنان يحي الحروفية ..-مشاركة: بشرى بن فاطمة

    الفنان التشكيلي الفلسطيني عدنان يحي

    الخط العربي من الأطر الكلاسيكية إلى صور التجديد في التجريد الحداثي

      تجربة حسن المسعود الخطية وعدنان يحي الحروفية   

     

    العلاقة بين الفن التشكيلي والخط العربي علاقة جمالية بصرية تحوّل الفكرة من الذهن إلى الصورة ومن التفاعل الذاتي إلى انسياقات الصور المرئية التي تواكب العلامات ودلالاتها.

    فقد عرف الخط العربي دهشة العمق الروحي والإيماني في تعامله مع النصوص المقدسة، كما جمع إثارات الجمال الفاتنة في الشعر وصوّره بهندسة صاغها التشكيل في غموضه الجمالي في التجريد الحداثي المبتكر لأساليب عميقة من بيئة زاخرة بتوافقات بصرية وجمالية.

    الخطاط العراقي حسن المسعود

    فعلاقة الخط بالفن التشكيلي تبدأ من الحرف لتفرض قيم تقليدية الهندسة حديثة التقنيات والمواضيع ذات تأثير جمالي، فاللوحات التشكيلية التي اعتمدت أسلوب الخط العربي والتوجه الحروفي، ارتكزت ملامحها على عمق النص والبيت في  القصيدة في الشعر القديم والحديث، وهو ما بدا في تجربة التشكيليين حسن المسعود من العراق، عدنان يحي من فلسطين حيث تميزت تجربتهما بالتشابه في اعتماد عنصر الخط العربي والاختلاف في توظيفه بنائه وتشكيله، ما منحه اندماجا جماليا عالميّ الخصائص خلق تجاوبا بين علامات اللغة والخط والصور والمجاز إضافة إلى التعبير عن القضية الإنسانية الوجودية والسياسية، وهو ما ميّز التجربتين ومنح كلا منهما التفرد والجمالية سواء على الورق أو القماش والخشب.

    فقد أصبح متلقي النص الديني أو الشعري قادرا على التواصل مع اللوحة واستدراك المعنى في عناصرها البصرية، باعتماد موسيقى اللون ومجاز الإيقاع الخطي وفضاء اللوحة نفسها الذي بات يعكس عالما وجغرافيا وطبيعة وحلما يتفاعل داخله الحرف مع امتداداتها وارتفاعاتها انحناءاتها وتوازناتها سكونها وصخبها وتمردها الذي مزج الحرف مع التشكيل ومع خيال الفنان ومهارته في الانتقاء وفق انتمائه ومشاعره ومواقفه وحنينه.

    الفنان التشكيلي الفلسطيني عدنان يحي

    فلبنية الشعر مثلا أوهندسة الصورة المقدسة رمزية قابلة لقراءة تتخطى أطر اللغة لتكون في حد ذاتها إلقاء بصريا مبالغا في التأصيل ومنفتحا بشكل يخرق حدود الفهم المادي والمعنوي التي تتجاوز المعرفة باللغة نفسها وقراءتها، نحو استيعاب ملامح لغة تشكيلية شاملة قابلة للتأمل البصري.

     

    تجربة حسن المسعود من جمالية الخط إلى ابتكارات الشكل والمعنى

     

    تبدو الحركة متناغمة بين الفكرة والصورة في التجريد والجمالية الفاتنة باعتماد الخط العربي في تجربة حسن المسعود، لأن الحروف العربية في مقاماتها هي تراث حي استطاع توظيفه خدمة للصورة وارتقاء بالمعنى في الكلمة خاصة باعتماده الشعر الذي يعتبره روح التراث العربي وسحر تجلياته كما أنه انعكاس لمرونة الخط في النضج والتطور وتقمص عصره ومواكبة الزمن في تبني المعنى بأكثر فتنة وجمالية ليبعث في الحروف تناغما يتكامل حداثيا مع التجريد بالحرف والتشكيل الخطي وفق أصوله وقدرته على انتزاع الكلي من الجزئي وتخليص المعنى من المادة حتى تستثار التفاصيل الدقيقة وتتفجر علاماتها.

    حسن المسعود خطاط عراقي استطاع التوجه عالميا بالخط العربي وإكسابه مرونة تقمص حروف اللغات الأخرى وقواعدها الهندسية، ولد بمدينة النجف سنة 1944 بدأت علاقته مع الخط بمدينة بغداد متأثرا بخاله ومنبهرا بآثار الحضارة الإسلامية التي كانت تبوح بجمالها وعراقتها وزخرفها في العراق، سافر سنة 1961 إلى فرنسا، تحصل من مدرسة الفنون الجميلة بباريس على ديبلوم في الفنون التشكيلية، وهناك استقر ليختص و يعمل على نشر القيمة الفنية للخط العربي عالميا، قدم قرابة 36 فيلما وثائقيا عن الخط، كما أقام أكثر من 60 معرضا شخصيا بفرنسا وأوروبا والولايات المتحدة الأمريكية والدول العربية، واقتنت أعماله عدة مؤسسات دولية عامة منها مطار الملك خالد الدولي بالرياض ومتحف الفنون الإفريقية بباريس، متحف ستيدلجك ومتحف ستيفري بهولاندا، والمتحف البريطاني بلندن، له عدة مؤلفات عن الخط العربي وعن تجربته التشكيلية الإنسانية معه نذكر منها “الخط العربي”، “حسن المسعود الخطاط”، “خطوط الأرض”.

    يعتبر المسعود من الخطاطين المنفتحين على كل أنماط الخط في العالم وخصوصا خط منطقة الشرق الأقصى معجبا بالحرف الصيني ومتأثرا بتجارب الرسامين اليابانيين مستلهما منهم أسلوب ارتجال الرسم الحرفي وقد خاض هذا الأسلوب مع الخط العربي في استعراض فني أمام الجمهور في فرنسا.

    لم يهدأ يوما عن البحث في عمق الخط إسلاميا بجذوره وطبيعته تراثيا وعالميا فقد ساعده اكتشاف الشحن الحراري للصورة في الخط الصيني وترابطه مع الطاقة وما تمنحه الكتل للمعاني، ليخلق تمازجا هندسيا حسابيا بينها في لوحاته التشكيلية التي هيّأت الفضاءات لاستقبال الكيان الحرفي دامجا إياها مع أسس الجماليات البصرية العربية بهندسة الفضاء ومكانة الحرف داخله وتقنياته اللونية والتشكلية حيث خلقت توازنا عمّق تفاعل كل حرف مع الفكرة وثباته في موقعه دون تجميده، فقد مكّنه من الانفلات من المشاهد الكلاسيكية ما ميّز الحضور الشكلي الحداثي في التجريد بخلق إيقاع متوازن بين الخط واللون والدلالة.

    يخوض المسعود داخل المساحات جدالات صاخبة بين الشكل والمعنى والحس الذاتي مع الألوان المتناسقة التي تحمل الأبعاد الجمالية ببساطة موشحة بموجات مغنطيسية شفافة متدرجة في تلاوينها لتبدو البناءات الحروفية للوحة عنده مسكونة بالفضاء في لغز المعنى بخط القصب يبتكر غنائية تتماهى مع عذوبة الانسياق اللحني خاصة وأن انتقاءه للنصوص والأبيات والقصائد والحكم والأشعار يحررها من مقصدها التاريخي ليعبُر من خلالها نحو موقفه الإنساني وتفاعله مع واقع بلاده بتفاصيل التاريخ والجغرافيا والطبيعة والحياة وفي هذا السياق يقول حسن المسعود

    “تأثير الصورة الشعرية تنعكس عليّ.. فلا يمكن خطها دون التأثر بعواطف قائلها وتقمصها، بالنسبة لي فإنني أستخدم الخط بطريقة أخرى وتغلب على خطوطي تأثيرات المناظر والصور أبدأ دائما بتخيل الصورة الشعرية وأنتظر أن تفرض إحدى الكلمات نفسها لكي أكبّرها وأعطيها مظهرا جديدا أحسب عدد الحروف المستقيمة ثم الحروف المنحنية لكي أكوّن بناء متناغما من خلالها فأبقى أتصور أشكالا مختلفة لهذه الكلمة أفكر بها بكل الأساليب التي أعرفها فأعمل بقلم الرصاص تخطيطا سريعا للشكل الجديد أغير أشكال بعض الحروف التي لا تريد المشاركة بالشكل العام أو أبدل مكانها في الكلمة…ولا أنسى في هذه اللحظات الصورة الافتراضية للشاعر فأخمن بالحدس ما أراد قوله خلف الكلمات”.

    إن خصوصية الخط العربي الإسلامي عند المسعود لها مدركات حسية وروحية وجماليات بصرية ولها طاقة وإحساس وفنيات في تجلي التجريد مع الشعر العربي وهو ما يتوافق مع الخط إذ يسمو به لدرجات بصرية ذهنية تميزه في تشكيلاتها.

    حسن المسعود: أرضعتني العراق ثدي هواها وغزتني بطرفها بغداد ابن الحسن مطرف

     

    كلما نضج شغف المسعود بالشعر كلما تطور تشكيل حروفه وطريقة خطه، فتعلقه بالنصوص الأدبية الشعرية العربية بإيحاءاتها الغائبة والمرمّزة والمصقولة بقدرة اللغة على الالتحام مع الحرف بثقة، سرب بداخل الخطاط فيه الفنان التشكيلي التي طوّر خلفية الحروف مع انفجار الحنين داخله بحثا عن التفرد في صور العراق وحضارته الإسلامية بتداخلاتها وفتراتها وقصائدها وشعرائها “الكلمات لم تعد كلمات لأنني اخترت أن أعيد تشكيلها وبناءها من جديد لتتوافق مع النص الشعري وصوره وهو ما جعلني أجد نفسي أمام اكتشافات جديدة ومساحات أوسع منحت الحروف طاقات تعبيرية تمثلت في الحركات التي أصبحت تُغني المشاهد عن القراءة لأن كل حرف له حركاته الفصيحة بمعانيها”.

    حسن المسعود: فالحب ديني وإيماني ابن عربي

    *حسن المسعود: مالي أطيل على الديار تغربا أفبالتغرب كان طالع مولدي ابن حمديس

     

     

    الحروفية وتجلياتها الوجودية في تجربة عدنان يحي

    تجربة عدنان يحي الحروفية لم تكن وليدة صدفة ولا مجرد تقليد فهو يعد من التشكيليين الملتزمين جدا بالمعنى الذي يخدم الانسان والانتماء والقضية والموقف والعطاء بتوظيفاته الوجودية وقد أنضجت الخبرة تجربة يحي حين طوّع الحرف خدمة لها واستغل المعنى لترويض الفكرة فحقّق ابتكارا واسع المنافذ قدمه ليحاكي الفكرة “الوطن والقضية” في كل إنجاز حروفي يعبر عن الانتماء للذات للوطن للأصل والحرف في مدلولاته التراثية.

    ففي لوحاته يتشكل الحرف من عناقات المجاز ومداعبات المعاني البصرية الماورائية مع تنفيذ حركيته على الخشب بتوظيف الألوان الزيتية التي تقع على مسطح داكن تحاول الحروف أن تثبت وجودها تشكيليا بموسيقى تؤسس الانعتاق والتحرر لتلامس النور وتفتش عن أبعاده النفسية وتحاكي عمق المعنى في اللوحة.

    فرغم أنه ركّز على أكثر على الآيات القرآنية إلا أنه اختار أيضا أبيات شعر ذات منحى صوفي أو وطني أو وجودي انساني ليمنح اللوحة سمة تعبيرية لا تنفصل عن التراث الموروث في تنفيذ الحرف العربي ومنحه قدسية متأصلة في منشئه ولكنه كان جرئ التنفيذ الحداثي إذ حرّرها من أطر الزخرف بعلامات تشكيلية وعن هذه التجربة يقول يحي “التجربة الحروفية التي أقدّمها هي تجربة تتعلق بالحرف العربي من منطلق تشكيلي فقد حاولت أن أجعل منه حرفا موسيقيا أكثر من أن يكون حرفا مقروء وذلك من خلال الحركة والضوء التي تتماشى مع فكرة الهدم والبناء”.

    لوحات عدنان يحي الحروفية تسير في انفتاحات بيانية تلتحم مع عصرها دون تفسخ تعبر بجماليات حداثية.

     

    فهو يستفز توتر الخط  بين المعنى والاحساس في تعازفات أوتاره وانفلات عصبه وتحكمه بتداخلاته وهنا يكون قد أوقعه في موهبته وخبرته وحساسيته ليحوّله إلى عمل فني حيوي مستقل يتوهج مع الألوان الحارة والذهبية والألوان الباردة بدرجاتها الهادئة وبؤرها التي تراوغ العتمة وتنصف الأصوات الضوئية وتمنح إيماءاتها حركية وتناغما يرتب الفوضى تلك التي يعيشها في تواتراتها ليتناسجها ويتفاعل بها حتى تصل إلى الضوء وتخترق المعنى من علاماته المباشرة بتفكيك الصور والتشابيه في تلاوين الحرف وخصوصية الدلالات وتعابيرها بانفعالاتها وصراعها وتداخلاتها وتشابكها وحضورها الراسخ حفرا وتكوينا.

     

    يتجسد حفر الحرف بشكل ثنائي الأبعاد يتشكل من ملامح الفكرة إلى عمق الروح في اللوحة كدلالة بصرية على التوحد بالأرض بالتراث بالفضاء وبالذات التكوينية، وذلك بتشريح الحرف مع الخطوط والأشكال وتكثيفها وتكتيلها متكئا على نظرية الظل والنور التي تعبث بالأضواء وتحدد المسارات التي تسطع على منافذها في توجيه الحروف نحو مسارات العمق التشكيلي بالتعامل مع شكل الحرف والخط وهندسة الفضاء الخاص باللوحة ككيان تعبيري يتجانس مع المعنى بندية.

     

     

    فهو لا يتجاوز دوره كمكمّل للمعنى بل يروضه ليكون كيانا بصريا جماليا، يهندسه ليصبح رمزا تعبيريا قائم الذات يعبّر عن فلسفة روحانية ساطعة ببريق أمل، إذ أنه لا ينجز لوحة خطية بل لوحة تشكيلية  تقع على مسطح حيوي يخلق منافذ متعددة تهيؤ الحرف لاستقبال الانفعالات والمحتوى وفق حركة اليد التي تحفر داخله بحثا ونبشا عن المسارات الجمالية فيتكون متفردا في تشكيل الخطوط بهندسة فوضوية وبترتيب يتقمص الأشكال المكونة في النص المنتقى في الفعل المنجز فنيا حيث الحرف عنصر فاعل يخدم المشهد ويستفز للبحث عن طريق تبصر المعنى.

     

     

    إن التجديد في الانتقاء بين تجربتي المسعود ويحي  سواء في النص والشعر وفي اختياراته التشكيلية التجريدية الحداثية بالصياغة الخطية أو الحروفية تطلب أيضا تجديدا في الحركة وتبسيطا لتكوينات الخط المنجزة ما خلق تفاعلا بين اليد التي تحمّل الفكرة حروفا وانفعالاتها المتفاعلة مع الريشة وتسارعاتها في تحديد المساحة وهندسات الخط المفتعلة بين المعنى والدلالة والرمز واللون والصيغ والفضاء وتحديد إيحاءاته الصارخة بمجازات النص وتعابيره ما يخلق صورا أخرى وتجليات تتواصل وتتصل بين الصورة في النص والمعنى في الخط، فتتفاعل الحركة كرقصات صوفية تعانق أفق السماء وتتشبث بالأرض والانسان.

    فالرؤية الحداثية في الأسلوب التشكيلي طورت الخط كعنصر جمالي من خلال حركة الخط وتشكيلها وخلقت شبكة هندسية بينها لامست الخيال بفنيات حملت الحنين والشوق الألم والأمل الوجد والفرح إذ عبر المسعود من ابن برد إلى السياب ومن المتنبي إلى الذبياني ومن جبران خليل جبران إلى محمود درويش وهو ما خلق ابتكارات موسعة للحضور الخطي على الورقة بين الأشكال وتوافقاتها والنقاط ورقصاتها بالتحليق في التقاطعات والمنافذ التي غيرت الأحجام والألوان والاشكال والمكان والمكانة والعلاقة بينها بتجريد صاعد سقط  على مظاهر الثقل والخفة في موازين المساحة بحركة ديناميكية ثابتة لكنها متناغمة لاكتمال التكوين الخطي.

    كما لم ينفصل يحي عن الواقع رغم خيالات وانفعالات الحلم الخطية وفضاءاته التاريخية وجمالياته الحالمة المعتقة بالعلامات ولا عن السياسي في لحظات رافقت تاريخ المنطقة وخاصة فلسطين، فتفاعل مع جوهرها بالالتزام موقفا وحسا وانتماء بدا في الخطوط التي كانت تتجدد وتنفلت بين ثنايا الواقع لتعبر عن الحدث الممزوج بالألم والحنين والخوف كحركة تمنح النص علامات نفسية تبدأ من الذاتي لتلامس الإحساس من خلال ارتباطه بالإنسانية وبكل تفاصيلها وطبيعتها حيث يتشابه الفنان والمتلقي في معايشتها.

    فالفضاء المتناغم بين الحروف ينصب على المعنى وشكل الحرف وهو يستقبله بين الجسم المتفرد والأجسام المتلاحمة بتجريد يتجاوز الفضاء، وهو ما يخلق جمالية ناطقة العلامات روحانية تثير التفاعل الشكلي والذهني في حساب العلاقة بين العناصر الجمالية في التجربتين سواء في التشابه أو الاختلاف.

     

    *الأعمال المرفقة:

    متحف فرحات الفن من أجل الإنسانية

    Farhat Art Museum Collections

     

     

     

  • البعد الرمزي في الشعر العربي الحديث* البنى الشعرية في تجربة الشاعر العراقي# سركون_ بولص .. كتب الناقد # ‏علاء _الحامد.. – مشاركة / ‏ ‏لجين الفي‏ ..

    البعد الرمزي في الشعر العربي الحديث* البنى الشعرية في تجربة الشاعر العراقي# سركون_ بولص .. كتب الناقد # ‏علاء _الحامد.. – مشاركة / ‏ ‏لجين الفي‏ ..

    الأستاذ: علاء الحامد

    لا يتوفر نص بديل تلقائي.

    ربما تحتوي الصورة على: ‏‏3‏ أشخاص‏ Ø±Ø¨Ù…ا تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏نص‏‏‏

    جريدة كلّ الاخبار تنشر نصّ المادة : البعد الرمزي في الشعر العربي الحديث
    الشكر كل الشكر للاستاذ الموقر الرشيد عبد الرزاق المشرف على الصفحة الثقافية ، ولكادر الجريدة التحايا والمحبات .. طبعا وابدا اجمل القرنفلات للجميع ..
    ….
    البعد الرمزي في الشعر العربي الحديث*
    البنى الشعرية في تجربة الشاعر
    العراقي سركون بولص
    قصيدة النصّ

    كتابة : علاء حمد **
    قصيدة الشاعر سركون بولص ، من القصائد التقاطعية ، لذلك أطلقت عليها قصيدة النصّ ، فهي تراوغ مابين النصّ السردي في الشعرية ومابين قصيدة المخيلة والرمزية في العمل القصائدي ، فالاشتغال على مثل هذا النوع من الشعر من البديهي يقودنا الى محطات وشبكات كبيرة ، ومنها نسنتج ماهية هذه المحطات ، فكلّ محطة لها وفودها ومنقبوها وكلّ شبكة لها بثها وفضاءها الواسع ، وعلى سعة هذا الفضاء لانستطيع أن نغطيه بالشكل المتاح والعادي ؛ بل نذهب معه الى محمولات القصيدة اللفظية ومحمولات المعاني ، كي نستطيع التحدث عن منطوق سلبي وآخر إيجابي .. فالتقاطعية هي تقاطعية قصائدية نصية ، لذلك سميت المصطلح بـ قصيدة النصّ ، ومن النصّ ” الشعري ” الواحد تتوالد إلينا عدة قصائدة ، وهي تحمل عدة عناوين ، وشروحات هائلة مع الأدوات الفنية والأنساق ، حسب جاهزية النصّ ” الشعري ” والإبحار بين أمواجه المتقلبة ، وكلّ موجة قصيدة ، ولكن ليس كلّ قصيدة نصّ ، هذا مارسمه الينا الشاعر الراحل سركون بولص من خلال مجموعته الشعرية ” عظمة أخرى لكلب القبيلة ” وكذلك أعماله الشعرية الكاملة والتي سنوظف الرؤى والتغلغل بين القصائد .
    قصيدة النصّ تجعلنا الذهاب معها الى المستوى التكويني والمستوى التعييني ، ومن تاج النصّ واشتقاقه الأول على المستوى التكويني المستقل ” العنونة ” التي تقودنا أيضا الى المقاربات النصيّة ، ومن خلال التأويل نشتق من العنونة ، وهذه الميزة التركيبية التي يعتمدها الشاعر سركون بولص ، نشتقّ ميزة مستقلة أخرى ، فنحن أمام ثورة لغوية ، والثورة اللغوية لاتتواجد على أرض صحراوية خالية من الحياة اليومية ، وإنما تتواجد أمام النصوص المثقلة والتي تقرأ من منافذ وزوايا عديدة (( كما قدمنا دراستنا النقدية حول تجربة الشاعر العراقي سلمان داود محمد )) ، وتتجه بنا الى عدة مسالك ؛ ومنها على سبيل المثال ، الرمزية والسريالية ، ولا نستثني هنا أيضا وظيفة النظرية الشعرية ، فهي الطعم المتواصل مع أدوات الفن ، وفنية القصيدة ، وتدلنا على أسرارها ؛ وعندما نتجه نحو النظريات ، فهناك النظرية التوزيعية والتي جاء بها : (( زيلغ سابيتي هاريس /Zelling Sabbetai Harris 1909)ولد (هاريس) سنة 1909م في روسيا . أشهر مؤلفات هاريس في علم اللغة ذلك الذي يعد المؤلف الرئيس في علم اللغة التوزيعي، والذي شرح فيه آراءه حول هذا المنهج، وهو كتاب موسوم بـ (مناهج في اللسانيات البنوية)، وبه ظهر هاريس صاحب مدرسة جديدة .. وقد تحدث في مقالة نشرها عام 1952 عن استعمال الرموز لتحليل الجملة – النظرية التوزيعية: أسس و إنجازات – إعداد : الأستاذة فوزية دندوقة – الجزائر )) .
    أقوال الذات وإنجازاتها هي مرئية الواقع وانعكاسه نحو الذات المتحركة ، فالمستوى التكويني للنص ” القصائدي ” مستوى الذات المتحركة نحو الفعل وتوظيف أنا الحركية نحو الشعور ، لذلك الشاعر ينسب أناه الى الاخر ، ليكشف الأنا الحاضرة أمامه من خلال الشعرية … واللغة ليست بناء علامات فقط وانما هناك بناء فعلي ، وحتى وأن كان هذا البناء يشكل جزئيا من النصّ الشعري ، فنأخذ بهذا الجزء لنتائج القصيدة المختفية خلف النصّ أو الغائصة بالنصّ الشعري من خلال لغة الكلام ، ومقاصده وكذلك من خلال البحث عن نوعية الكلام ومايحمله من رموز ودلالات ، ومايحمله من رؤية واتجاهها ، فالرمزية ليست كافية لتصفيفها في النصّ ، وإنما هناك رؤية متجهة ، وهناك بوصلة الشاعر وإمكانياته في فنية القصيدة ..
    (( إنّ اللغة وحسب جوهرها ليست نظام علامات فحسب ، بل إنّها قبل أي شئ وفي الأساس نشاط تواصلي ، إذ لايشترط الكلام بلغة ما وفهمها معرفة بنظام علامات فقط بل يشترطان بناء على ذلك تمكنا من استخدام العلامات اللغوية . ويقدّمنطوق ، تكوّن في موقف محدد ، فعلا كلاميا معقدا . ويمكن للمرء أن يفرّق في ذلك بشكل تجريدي بين أفعال جزئية معيّنة ، ويعني الفعل المتحقق ، بوصفه فعلا جزئيا لفعل كلامي ، التحقق الصوتي والخطى لمنطوق ما . ويعد الفعل القولي ” فعل الكلام المحض ” اسم المحتوى المادي لمنطوق ما . أمّا الفعل الإنجازي ” قوة فعل الكلام ” فيعني المعنى القصدي لمنطوق ما . ويمكن للمنطوقات اللغوية أن تكون متعددة الوظائف ، أي يمكن أن تنتج بالفعل القولي نفسه أفعال إنجازية مختلفة كثيرة . – ص 21 – مدخل الى علم النصّ – زتسيسلاف واروزنياك – ترجمة : أ . د . سعيد حسن بخيري )) .
    ما إن يبلغ الشاعر من صورة رؤيوية من الواقع ، لينقلها نصّا الى البياضات حتى تحكمه رؤيا أخرى أكثر تقنية ليرسمها ويغطي على الواقعة الأولى ، ومن هنا بلغت القصيدة حدّ النصّ ، فالنصّ منقول والقصيدة رؤى ذاتية داخلية ، بيتم التعاون مابين اللغة المحققة ومابين اللغة الذاتية للذات الشاعرة ، فتنتج الينا القصيدة المأخوذة من نصّ الشاعر المنقول :
    قد يقول لي أحدهم ، وقد لايقول
    تعال رجاءً قل لي ماهي القصّة .

    ماهذا المظروف على المائدة .

    تقطّرات الشحم المائع
    من ذاكرة جثّة الغائب ، صنّارة الصيّاد
    في غلاصم السمكة – ماهي القصّة .

    -أذهب الى البحر في هذه الأيام
    لأنني مريض ، أحتاج الى أنسام عليلة .

    أجلس في مقهى على الرملة
    متطلعا الى الصخور عندما تغرب الشمس .
    لا أحدٌ يأتي هنا . أحيانا ، امرأة وكلبها . صيّاد عجوز .

    ص 15 من قصيدة المظروف – مجموعته الشعرية ” عظمة أخرى لكلب القبيلة ”
    تختلف طرائق الوصول الى العمل الرمزي لدى قصيدة بولص الشعرية ، فالرؤية الرمزية تختلف من شاعر الى آخر ومن ناقد الى آخر ، ومن قارئ الى آخر ، وتعدد التأويلات ، هذا هو النهج الخلاب للرمزية والطيران في الفضاء الشعري الخاص ؛ فقصيدة المظروف وبداية مع المستوى التكويني للجملة الشعرية ومسلكها الهرمي ” العنونة ” فبدلا من الصندوق اختار الشاعر المظروف ، وكلاهما يغلقان بتحكم ، ولكن المظروف أقل اتساعا ، والشاعر ذهب الى مصاحبة اللغة ومصاحبة اللفظة من خلال العنونة ، فالعنوان معجميا ، وطالبه باتساعه أيضا ، وقد توسعت معاني المظروف من خلال الجمل التكوينية للنصّ الشعري ، ومن خلال هذه المصاحبة نذهب الى معان أخرى ، يفقدها المتلقي وينتظر مصاحبة الشاعر إليه ” الاقتراب منه أكثر وأكثر ” فالرمزية لدى سركون تحتاج الى هذه المصاحبة مع المتلقي ومع المفردات الشعرية المركبة ..
    ماهذا المظروف على المائدة . ( فراغ ) = تقطّرات الشحم المائع + من ذاكرة جثّة الغائب ، // صنّارة الصيّاد + في غلاصم السمكة – ماهي القصّة .
    يحمل المظروف مصاحبة الجمل الشعرية ، فالمظروف هو المحتوى الأول ، والجمل التوصيفية ” الرمزية ” التي اعتمدها الشاعر سركون بولص ، فقد كانت ظنونه الشاعرية ونقلها بواسطة رسالة ، أو رسائل مطروحة على الطاولة ، وهو يتساءل ” ماهي القصّة ” دون أن يدعم سؤاله بعلامة استفهام كما تعوّد الشعراء على ذلك .. ولكن كيف يتبدى الشاعر مع تحولاته بمظروف واحد ؟

    هذا المظروف من وضعه على طاولة الشاعر ؟ ليس هناك رسالة واحدة ، هناك عدة ذوات كلمت الذات الانية ، وكل هذه الذوات رمز الشاعر اليها بالمظروف ؛ إذن حركة النصّ الداخلية اتجهت نحو القصيدة ، وكلّ ذات شكلت قصيدة من النصّ الشعري ” لنقل ماطرحه الشاعر أيضا على الطاولة ” لمَ لا ، فالطارح كان غائبا ، والمتلقي هو الحاضر :
    -أذهب الى البحر في هذه الأيام + لأنني مريض ، أحتاج الى أنسام عليلة .
    الرسالة الثانية في نفس المظروف ، والشاعر يقرأ مظروفه من على الطاولة ؛ فالتحسس النصّي متواصل ، تواصل من خل شبكة تعددية ، وإذا نظرنا إليها بتفهم آحادي ، فسوف ندخل الى المنظور المشهدي للقصيدة ، والمنظور المشهدي ، ضمن النصّ الشعري الذي لاذ به الشاعر أن يطرحه بصوت مسموع ، وعندما قلنا بأن المتلقي هو الحاضر ، وفي الحالتين لابدّ أن يغيب أحدهما ، أما الباث ” المرسِل ” أو ” المتلقي ” المرسَل إليه .. وهنا تعددت لدينا العناصر العاملة والتي كانت بمساعدتها على تحريك النصّ الشعري ، والعناصر العاملة كثيرة ، منها الباث والمتلقي والمنظور الشاعري ومشهدية الحدث الشعري والمشهدية الرمزية للكلمات وللجمل الشعرية ، واللغة التصويرية واللغة الوصفية ، والمحفزات والتقطيع والإحالة خارج البصرية ، وتحريك الذهنية الصامة بلغة غير مسموعة ، فمن خلال هذه العناصر العاملة من الصعوبة حصر النصّ الشعري إلا بدراسة تشريحية تفصيلية لمعرفة كلّ عنصر وواجباته في حركية النصّ وقصدية الشاعر الذي يعتبر المحرّك الأساسي للمشهد الشعري المنقول مابين البياضات ـ بل راح يرسم بعض البياضات التقطيعية ويعتمدها كأسلوبية في المتن ، ومن خلال هذه التعددية من الطبيعي يقودنا الشاعر الى تكثيف أعماله الحسية بواسطة الرمزية ، خارج التفاصيل المملة ، وهكذا هي الشعرية وهدفها من القصيدة المشتقة من النصّ الشعري ، أو النصيّة التي ، اشتقت من قصيدة تحمل المشاهد اليومية والمشاهد الحسية للشاعر ..
    أجلس في مقهى على الرملة + متطلعا الى الصخور عندما تغرب الشمس . + لا أحدٌ يأتي هنا . أحيانا ، امرأة وكلبها . صيّاد عجوز . = المظروف
    المصاحبة المشهدية التي يعتمدها الشاعر هنا من خلال تبنيه حالة ” المظروف ” والتي أصبحت هذه الكلمة هي البؤرة المحرّكة للمتن ، فقد كان المشهد ذات حركة فاعلة أعتمدها الشاعر كعنصر من عناصر النصّ الشعري …
    قصيدة النصّ الشعري ؛ لايمكن إحالته الى أي عنصر بسيط ، وألا يختل المشهد الشعري المنقول من خلال الرؤية الجمالية ، لذلك فهو يعتمد العناصر ، والمخاتلات اللغوية ، لتصفية المشهد النصّي القصائدي ، فالعملية عملية تفكيرية ذهنية بالإضافة الى كونها عملية حسية ، خارج البساطة ، بل الاعتماد على النسيج ومدى مهارة الشاعر في فنّ الحياكة ، وجودة الخيطان ” الأدوات ” وكيفية اتقانها ، وكيفية تعيين الرموز والاعتماد على نظرياتها في التقنية الشعرية ..
    سأمدح حتى الكلاب قليلا
    وأقسم أنّ الرموز
    ليست أحذية مدربة على السّفر
    وإنّ النوم
    ليس السامريّ الصالح
    يسوط حماره في أحلامي نحو مدن الحرب
    وإنّ هذه المرأة الإسبانية التي تبكي من أجل ابن
    لاتشبه كثيرا امرأة
    لها نفس الوجه في بيروت
    وإنّ الحشرات في كلّ مكان
    تلبس نفس البدلة
    ويحرسها البوليس بنفس الطاعة

    ص 9 من قصيدة ألف ليلة وليلة ” الأعمال الشعرية الأولى ”
    (( بما أنّ الأدب ينتمي الى حقل الممارسات الرمزية ” بيار أنصار ، العلوم الإجتماعية المعاصرة ، ترجمة : نخلة فريفر – بيروت ، الدار البيضاء ص 162 ” فإنّ الدلالة الأدبية ، ينبغي البحث عنها في اشتغال الرمز . والمسألة هي معرفة الأوالية التي تمكن هذه الممارسة الدلالية من الإشتغال . إنها تكمن في المفهوم الأساسي : الإيحاء . ص 45 – إستراتيجية التأويل من النصيّة الى التفكيكية – محمد بو عزة – منشورات الإختلاف – الرباط )) .
    نحن أمام قصيدة النصّ ، ومازلنا نفكك ونعتمد عناصرها في التكوينات التي إعتمدها الشاعر العراقي الراحل سركون بولص ، وقد قادنا الشاعر الى تعاليل رمزية ، وهو يكتب ماوراء الواقع بفن التشكيل اللغوي ، خارج اللغة الوصفية ، فالشاعر هنا قد تغلغل في أغوار النصيّة القصائدية ، وجعلنا أن نعلل معه ونمنحه الفكرة كما منحنا التجربة السريالية في الوصول الى مفاهيم قد تكون أكثر اشتباكا مع عناصر القصيدة النصية …
    سأمدح حتى الكلاب قليلا + وأقسم أنّ الرموز + ليست أحذية مدربة على السّفر
    واو العطف الذي توسط الجمل الشعرية هنا قد دلّ الى تواصل الحدث الرمزي ، والشاعر يبين ويشير من خلال رمزيته الى الكلاب ، والى الرموز نفسها ، والى حالة من حالات الترحال ، وقد يكون الترحال أبدا غير منسق ، ولكن الذي علل في الشطور الأولى من القصيدة ، فهو القادر على منحنا جواز التعليل في وسط القصيدة ، فهناك علاقة رمزية بين الكلاب والبوليس : وإنّ الحشرات في كلّ مكان + تلبس نفس البدلة + ويحرسها البوليس بنفس الطاعة .
    هذا مايذهب به النصّ القصائدي ويجرنا الى التغلغل بين جمله المرسومة ولكن مايذهب اليه المرسِل ، هناك تأويلا آخر .. فيصبح لدينا معاني النصّ ومعاني المرسِل ” الباث ” من خلال نصين ، النصّ الشعري الذي ألزمه النصّ ووكّله الباث والنصّ القصائدي الذي يحوي على هندسته الشعرية والتأويلية ..
    فالأوّل بالمعنى القائم والواضح وان كانت الرمزية هي التي تغطي المفردات ، والثاني دخول المرسِل ورؤيته نحو الاخرين والابتعاد عن الذات وان كانت الذات الشاعرية هي البؤرة الأساسية في تقييم الحدث ؛
    وإنّ هذه المرأة الإسبانية التي تبكي من أجل ابن
    الشاعر بين نساء اسبانيا تارة وبين نساء بيروت = لاتشبه كثيرا امرأة + لها نفس الوجه في بيروت
    وهنا اصبح لدينا النصّ التفاعلي ، بين قصدية الباث وقصدية النصّ القصائدي ، باعتبار أنّ النصّ له تأيلاته العديدة وكذلك توظيف بعض الأدوات الفنية وتفاعلها بشكلها الإنسيابي ، بين الكتابة وبين المفرداتية المعنونة ، وقد كانت المفرداتية المعنونة قد حرّكت الجمل بشكلها التفاعلي بين الذات المحمولة والذات الناطقة .. ” أقصد بالمفرداتية المعنونة ؛ المفردات الرئيسية والتي تحمل على أكتافها معاني النصّ الشعري وتبويبه ، ومثال على ذلك : الكلاب والرموز والأحذية والوجه والحشرات والبدلة والبوليس ” كلها مفردات منتخبة انتخابا من قبل الباث ، وتصلح أن تكون بعناوين ممكنة ، لتجرنا الى قصائد أخرى ضمن النصّ الشعري ، وتذهب بنا الى النصّ القصائدي .
    (( إنّ الشعرية في المقدمة تحدثنا عن امكانية وجود شعرية لأشياء ، ولكن القصيدة على الأقل هي أكثر هذه الأشياء فاعلية في حمل الشعر ، ومن هنا يمكن أن نطلق صفة الشعرية على طريقة ” الوعي الشعري ” التي تعد القصيدة وسيلتها المفضّلة ، ولنقل بما يسمى قصيدة هو بالتحديد تكنيك لغوي لحصاد نمط من الوعي لاتغله مشاهد العالم في الأحوال العادية . – ص 230 – النظرية الشعرية – جون كوين – ترجمة وتقديم وتعليق : الدكتور أحمد درويش )) .
    ونرى من خلال قصائد الشاعر العراقي سركون بولص ، على منطقية التراكيب للجمل ، وكذلك للمفردات التي حملت رموزها ، وهو يحلّق بفضاء متشابك مع الأشياء ، وقد حدد القصيدة كشئ أولي لرحلته الشاعرية ، والنصّ الشعري هو الذاكرة التي تجمعت في حوضه تلك الأشياء ، ومن هنا كانت شاعرية سركون تجذب الاخر وتقربه بالتفاعل الحدثي وقد كانت الصورة الاستعارية محطات وقوف بما يطرحه من خلال القصيدة ، والصورة الكلية ، هي الحاضن الأساسي للنصّ الشعري ، لذلك كتبت : قصيدة النصّ ، كمصطلح ملائم بما يطرحه الشاعر وما في سلته من أفكار تجعلنا خلفها على نهاية محطاته من ناحية المعنى اللفظي ومن ناحية الألفاظ المفردة الدالة .
    ………………………

    * ضمن دراسة نقدية موسعة بالمؤلفات الكاملة للشاعر العراقي سركون بولص تصدر
    قريبا عن دار النخبة – القاهرة

    **علاء حمد : عراقي مقيم في الدنمارك ..

    ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏نص‏‏‏
    ربما تحتوي الصورة على: ‏‏3‏ أشخاص‏
      العامرية سعدالله الجباهي
    رد علاء الحامد ·
    Mimi B Odicho

    Mimi B Odicho دائم التدفق .. ينبوع الإبداع

      
    رد علاء الحامد ·
    سلمان داود محمد
    سلمان داود محمد مثابر وعميق في رؤاك ولغتك وشعريتك في تناول إسم مهم في ثقافتنا العربية بطبعته العراقية الشاعر والقاص سركون بولص الذي اختط لجربته ذلك المسار المتفرد في جادة الإبداع الراسخ في كل حقبة من زمن الإبتكار اللامع …
    شكراً فعلاً لك صديقي المبدع علاء الغالي …
    والى المزيد من انتباهاتك المضيئة وكشوفاتك العارفة ..
    محبتي التي تعرف …

    رد علاء الحامد · 
    عبد العزيز الحيدر

    عبد العزيز الحيدر بهي كالعادة..متوغل جميل

    رد علاء الحامد ·
    كريم جبار كريم

    كريم جبار كريم تحية لك استاذ علاء وانت تغور في دراستك شعرية النص عند الراحل الشاعر سركون بولص وبتقانة عالية تنم عن وعي نقدي مميز ..

      
    رد علاء الحامد ·
    منذر الغباري

    منذر الغباري رائع جداً وأكثر.. كل الشكر والتقدير أستاذنا.. أمتعتنا هذه الدراسة الموسعة حقيقةً.. تحايا الصباح الجميل لكم

      
    رد علاء الحامد ·
    Murad S Allo

    Murad S Allo دمت متألقا في دنيا الشعر والشعراء…الشاعر سركون بولص علامة مميزة في الشعر العربي الحديث…

      
    رد علاء الحامد ·
    سعد ناجي علوان

    سعد ناجي علوان حبيبي

      
    رد علاء الحامد · 
    كريم القيسي

    كريم القيسي دراسه مضيئه عميقه بهذا الفضاء الواسع من النصوص الشعريه للشاعر سركون بولص دام تألقك ,,انت فخر

      
    رد علاء الحامد ·
    صدام غازي محسن

    صدام غازي محسن بوركت كما العادة استاذ علاء النقي

      
    رد علاء الحامد ·
    ال محامي حبيب النايف
    ال محامي حبيب النايف دراسة معمقة تماهت مع النص وسبرت أغواره لتضيء الجوانب الخفية به لتجعله اكثر اشراقا ومتعة في التلقي
    دمت بألق

     
    رد علاء الحامد ·
    رشيد مؤمن
    رشيد مؤمن دوام التألق والإبداع أستاذ علاء الحامد 
    أيها الشاعر النقي

    رد علاء الحامد 
    عدلي شما
    عدلي شما دراسة راقية وعميقة ، دمت استاذ علاء الحامد وننتظر منك المزيد

    Zainab Alkenane

    Zainab Alkenane سلمت الانامل التي تترك هذه البصمة الرائعة للشعراء والادباء الذين تخلدهم من خلال حرفك الراقي الصادق.
    دراسه رائعة جدا.. لايسعني الا ان انثر لك الورد لهذا الجهد المميز
    الف شكرا لك وللشاعر سركون بولص الذي راق لنا حرفه الجميل فهو شاعر غني عن التعريف. والف مبارك لك استاذنا البهي الذي تنحني له القصائد. استاذ علاء لك ارق التحايا… . محبتي والورد
    إدارة
    ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏‏زهرة‏، و‏نبات‏‏ و‏طبيعة‏‏‏

     

    انتصار السري
    انتصار السري كل التوفيق لك ..مزيد من العطاء.

     

    حسين عنون السلطاني

     

    مرجانة اتويجري السباعي
    مرجانة اتويجري السباعي دراسة شاملة وجامعة لمجموعة الشاعر ” ساركون بولص” والتي تنا ول فيها الناقد كل ما يميزها وما تمتاز به من حيث العنونة والتي تعتبر المدخل الرئيسي للمجموعة،بل ومفتاح لسبر أغوار باقي النصوص المنضوية ضمن هذه المجموعة مثل قصيدة المظروف،حيث الدراسة تناولت النصعرض المزيد
    Sihem Mohamed
    Sihem Mohamed منهجية وبراعة …ضاقت حلقات الصمت فنطق الإبداع ..ما أروعك ناقدنا القدير أنرت على الحرف فبانت كل مكامن الجمال والعمق فيه …سلم فكرك المضيئ

     

    محمد العصامي
    محمد العصامي أيها الدؤوب .. لك تقدير بحجم السماء ومحبة وارفة
    Ikbal Awadi
    Ikbal Awadi دراسة دقيقة وافية جدا لمجموعة الشعرية المطالب بنقدها بين يدي ناقد عادل التوسع ب الموضوع مطوب جدا للقراء ..ما تقدمه لنا استاذي الفاضل من معلومات وافية وفيرة لك جدا ممتنين كقراء لما تنشره و بكل تأكيد اختياركم لكلمات الشاعر كان شيء راقي جدا من خلال هذه الافكار المضيىة جعلتنا ان نكون اكثر قربا ..وو ضوح
    استاذي الفاضل لكم جزيل الشكر لما اطلعت انا والقراء عليه لكم كل الامتنان

     

    صباح موسى القاضي
    صباح موسى القاضي مبارك
    وكل عام وانت بألف خير
    سعد ابو زهراء
    سعد ابو زهراء دام التالق كل التقدير والحب لعطائك استاذ علاء الحامد العزيز

    ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏يبتسم‏، و‏‏‏وقوف‏ و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏‏‏‏

  • تمثال بوذا الكبير أو تمثال تيان تان بوذا Tian Tan Buddha في هونج كونج ..

    تمثال بوذا الكبير أو تمثال تيان تان بوذا Tian Tan Buddha في هونج كونج ..

    • Related image

     

    تمثال تيان تان بوذا 天壇大佛 المعروف ببوذا الكبير إفتتح عام 1993 يواجه تمثال بوذا الناحية الشمالية لجهة بر الصين الرئيسي، يرتفع التمثال 26.4 أمتار عن الأرض على عرش على شكل زهرة اللوتس ويبلغ ارتفاعه 34 متراً بما فيه القاعدة، بلغت تكلفة التمثال 60 مليون دولار هونج كونج، يجتذب التمثال حجاجاً من جميع أنحاء آسيا، للوصول إلي التمثال يجب صعود 268 درجة.
    – أوقات العمل:
    يومياً من الساعة 10:00 صباحاً حتى 05:30 مساءاً
    – معلومات الاتصال:
    العنوان: Ngong Ping, Lantau Island, Outlying Islands, Hong Kong
    الهاتف: +85229855248
    الموقع الإلكتروني: www.plm.org.hk
    – طريقة الوصول:
    أقرب محطة أتوبيس Ngong Ping Bus Terminus
    أقرب محطة مترو Tung Chung Station Exit B ثم تلفريك نغونغ بينغ

    إحداثيات
     تمت مشاركة ‏منشور‏ من قبل ‏‎Shaitan Singh Chouhan‎‏.

    Tian Tan Buddha

    From Wikipedia, the free encyclopedia
    Tian Tan Buddha
    天壇大佛
    Tian Tan Buddha by Beria.jpg
    Coordinates 22.254106°N 113.905144°ECoordinates: 22.254106°N 113.905144°E
    Location  Hong Kong
    Material Bronze
    Height 34 metres (112 ft)
    Completion date December 29, 1993

    Tian Tan Buddha from afar

    “The Offering of the Six Devas”: Buddhistic statues praising and making offerings to the Tian Tan Buddha. Po Lin Monastery can be seen in the background.

    View from the upper platform, with the detail of the Buddha’s robes clearly visible.

    A view of Big Buddha from Ngong Ping Village. Lantau Peak is visible in the background.

    Tian Tan Buddha, also known as the Big Buddha, is a large bronze statue of Buddha Shakyamuni, completed in 1993, and located at Ngong Ping, Lantau Island, in Hong Kong. The statue is sited near Po Lin Monastery and symbolises the harmonious relationship between man and nature, people and faith. It is a major centre of Buddhism in Hong Kong, and is also a popular tourist attraction.[1]

    Contents

    Description

    The statue is named Tian Tan Buddha because its base is a model of the Altar of Heaven or Earthly Mount of Tian Tan, the Temple of Heaven in Beijing. One of the five large Buddha statues in China, it is enthroned on a lotus on top of a three-platform altar.[2] Surrounding it are six smaller bronze statues known as “The Offering of the Six Devas” that are posed offering flowers, incense, lamp, ointment, fruit, and music to the Buddha. These symbolise the Six Perfections of generosity, morality, patience, zeal, meditation, and wisdom, all of which are necessary for enlightenment.[citation needed]

    The statue is 34 metres (112 ft) tall, weighs over 250 metric tons (280 short tons), and was constructed from 202 bronze pieces. In addition to the exterior components, there is a strong steel framework inside to support the heavy load. Reputedly the figure can be seen across the bay from as far away as Macau on a clear day. Visitors have to climb 268 steps to reach the Buddha,[2] though the site also features a small winding road for vehicles to accommodate the handicapped. The Buddha’s right hand is raised, representing the removal of affliction, while the left rests open on his lap in a gesture of generosity. He faces north, which is unique among the great Buddha statues, as all others face south.[citation needed]

    There are also three floors beneath the statue: the halls of the Universe, of Benevolent Merit and of Remembrance. One of the most renowned features inside is a relic of Gautama Buddha,[3] consisting of some of his alleged cremated remains. Only visitors who purchase an offering for the Buddha are allowed to see the relic, entering to leave it there. There is a huge carved bell inscribed with images of Buddhas in the show room. It was designed to ring every seven minutes, 108 times a day, symbolising the release of 108 kinds of human vexations.[citation needed]

    History

    The Tian Tan Buddha was constructed beginning in 1990, and was finished on 29 December 1993, which the Chinese reckon as the day of the Buddha’s enlightenment. When the statue was completed, monks from around the world were invited to the opening ceremony. Distinguished visitors from mainland China, Hong Kong, Taiwan, India, Japan, Korea, Thailand, Malaysia, Singapore, Sri Lanka, and the United States all took part in the proceedings.[4]

    On 18 October 1999, the Hong Kong Post Office issued a definitive issue of landmark stamps, of which the HK$2.50 value depicts the Tian Tan Buddha.[5] On 22 May 2012 it was also featured on the HK$3 value of the Five Festival set, this one celebrating the birth of Sakyamuni Buddha. The MTR corporation has also issued a souvenir ticket featuring a photograph of the statue.[citation needed]

    Visiting and access

    Entrance of Tian Tan Buddha

    Po Lin Monastery and the Buddha are open to the public between 10:00 and 17:30. Access to the outside of the Buddha is free of charge, but there is an admission fee to go inside the Buddha.

    Visitors can reach the site by bus or taxi, travelling first to Mui Wo (also known as “Silvermine Bay”) via ferry from the Outlying Islands piers in Central (pier No. 6) or to Tung Chung station via the MTR, or cable car. Visitors may then travel to and from the Buddha via the following bus routes:

    • Mui Wo ↔ Ngong Ping — NLB No. 2
    • Tung Chung ↔ Ngong Ping – NLB No. 23

    The Ngong Ping 360 gondola lift between Tung Chung and Ngong Ping (25 minutes).[6]

    Nearby attractions

    • One of the many sacred cows that openly roam the grounds of the Po Lin Monastery

      Lantau South Country Park, 3.37 km away: a 56.4 square kilometres (21.8 sq mi) Country park/natural area

    • Lantau Trail, 3.85 km away: Ngong Ping section of trail connecting with Sham Wat Road and mountain pass at Pak Kung Au
    • Tai O, 4.36 km away: fishing village on Lantau Island with access by car (via Ngong Ping Road, Keng Shan Road, Tai O Road) or bus (New Lantao Bus Route 21)

    See also

    References

    External links

     بوذا الكبير ودير بو لين

    بوذا الكبير ودير بو لين

    كان دير بو لين في الماضي ديرًا نائيًا تحتضنه الأعشاب الخصبة ومناظر الجبال، إلاّ أنّه برز على خريطة العالم عندما انتصب تمثال تيان تان بوذا (المعروف بشكل غير رسمي ببوذا الكبير) عام 1993. يجتذب تمثال بوذا البرونزي المهيب الذي يرتفع 34 متراً عن الأرض حجاجاً من جميع أنحاء آسيا، ويقف مواجهاً للشمال ليطلّ على الشعب الصيني.

    تجتمع العينان والشفتان وانحناءة الرأس واليد اليمنى التي ارتفعت لتبارك الجميع لتضفي فطنةً وكرامةً إلى تمثال بوذا الكبير الذي استغرق انجازه 12 سنة. اصعد الدرجات المئتين والثمانية والستين لتشاهد عن كثب هذا التمثال اللافت وتستمتع بمناظر الجبل والبحر الفاتنة التي يمكن رؤيتها من قاعدته.

    في الجهة المقابلة للتمثال، يشكّل دير بو لين واحداً من أهم الأماكن المقدّسة في هونغ كونغ وقد أطلق عليه اسم ’العالم البوذي في الجنوب‘. يزخر هذا الدير، الذي يعتبر مأوى للعديد من الرهبان المتديّنين، بأيقونات بوذية زاهية الألوان وتتراقص حديقته الجميلة على تغريد العصافير وعطور الأزهار. يمكنك أن تطلق العنان لشهيتك في مطعم الدير النباتي الشعبي.

    Image result for ‫ببوذا الكبير في هونج كونج Wikipedia‬‎

    Image result for ‫ببوذا الكبير في هونج كونج Wikipedia‬‎


  • قصيدة بعنوان :  زمن الشغب  ..كتبتها الشاعرة الشعبية : صفية قنص ..من وحي الأحداث ..

    قصيدة بعنوان : زمن الشغب ..كتبتها الشاعرة الشعبية : صفية قنص ..من وحي الأحداث ..

    ربما تحتوي الصورة على: ‏شخص واحد‏

     

    تمت مشاركة ‏منشور‏ من قبل ‏‎Fareed Zaffour‎‏.

    مجلة المفتاح :
    الشاعرة الشعبية صفية قنص – بقصيدتها : زمن الشغب … من وحي الأحداث و ما آلت إليه حال الناس من قساوة القلب و حب المال و الدنيا تختمها بعبرة . ..
    http://www.almooftah.com/?p=6229
    منتديات المفتاح :
    http://almooftah.com/vb/showthread.php?p=289852#post289852

    ربما تحتوي الصورة على: ‏شخص واحد‏
    ربما تحتوي الصورة على: ‏شخص واحد‏
    بديع سليمان

    زمن الشغب
    قصيدة كتبتها والدتي الشاعرة الشعبية صفية قنص من وحي الأحداث و ما آلت إليه حال الناس من قساوة القلب و حب المال و الدنيا تختمها بعبرة .
    يمر الوقت في عجل
    بلا طعم و إحساس
    و كم في الكون من
    بشر بأنواع و أجناس
    لهم في الأرض أملاك
    و تيجان على الراس
    قضوا بالأمس أياما
    بزمر و دق أجراس
    و ليل آثم يروي
    رنين الكاس بالكاس
    زمان الصدق قد ولى
    وولى عهده الماسي
    فما للعدل ميزان
    و ميزان الورى قاسي
    و لا للحق أنصار
    سوى العالي عن الناس
    ضمير الناس مفتون
    بوسواس و خناس
    و عقل الخلق مشغول
    بإكناز و إفلاس
    أعد الله تجربة
    لكل الخلق و الناس
    فلا مال ينجينا
    بآخرة و لا ماس
    فلا يختال ذو حسن
    جميل القد مياس
    و لا يغتر ذو مال
    و ذو فرح و أعراس
    كذا اللذات تقنصنا
    و تلهينا لإبلاس
    و تجرفنا إلى طمع
    بلا لب و إحساس
    يعين الله في البلوى
    و صبر الخلق مقياس
    فبالتقوى تزنرت
    و صدق القول إلباسي
    وعين الله ترعاني
    و جند الله حراسي
    و كل الناس قد طويت
    بأجداث و أرماس
    و لن يبقى سوى الذكر
    و عود الغار و الأس

     

    ربما تحتوي الصورة على: ‏شخص واحد‏

  • كّرمَ ملتقى الثلاثاء الثقافي الأدبي بحمص بمناسة عيد الجلاء بتاريخ 24 نيسان عام 2018 م الأطفال والمواهب المبدعة – مشاركة:عمار نبيه الحسن

    كّرمَ ملتقى الثلاثاء الثقافي الأدبي بحمص بمناسة عيد الجلاء بتاريخ 24 نيسان عام 2018 م الأطفال والمواهب المبدعة – مشاركة:عمار نبيه الحسن

    تكريم الأطفال والمواهب بالجلاء.. تكريم الأطفال والمواهب بالجلاء..

    تكريم الأطفال والمواهب بالجلاء..
    القاص والروائي نبيه الحسن

    ‏24 أبريل‏، الساعة ‏11:50 ص‏ · ‏حمص‏ ·
    تكريم الأطفال والمواهب بالجلاء..


    واصل ملتقى الثلاثاء الثقافي الأدبي بحمص نشاطاته الأسبوعية بمناسة عيد الجلاء بتاريخ 24 نيسان عام 2018 الساعة السادسة في مدرسة الشهيد عبد الكريم عمار البحتري سابقا ، افتتح الأمسية القاص والروائي نبيه اسكندر الحسن بكلمة ترحيب بالزنابق بناة الغد وعماد المستقبل وبحضور مميز من محبي الثقافة والأدب ..وتم تكريم شاب فرقة ملتقى الثلاثاء الثقافي الأدبي بحمص وأطفال الملتقى مياس س سليمان …خاطر سليمان …نسيم سليمان …أشرف ديوب
    حيث شارك كل من الشعراء و الأطفال والشباب المبدعين التالية أسماؤهم :
    الشاعر شريف قاسم
    الشاعر لمك رياني
    الشاعر عبد الحسيب الموصلي
    الشاعر علي عبد الحميد
    الشاعر تركي العاقل
    الشاعة سها العبدالله
    الشاعرة مريم مصطفى
    الشاعرة ليلى آحمد
    الفنان رامز اسماعيل
    الفنان محمد عودة
    الفنان محمد خير
    مدير الملتقى
    نبيه الحسن
    الإعلام والإرشاد
    اسكندر الحسن …عمار الحسن

    للمزيد من الصور على الرابط:
    https://www.facebook.com/photo.php?fbid=912702138936335&set=pcb.91270389893 6159&type=3&theater



    تكريم الأطفال والمواهب بالجلاء..
    تكريم الأطفال والمواهب بالجلاء..
    تكريم الأطفال والمواهب بالجلاء..
    تكريم الأطفال والمواهب بالجلاء..
    تكريم الأطفال والمواهب بالجلاء..





  • كتب الشاعر # عصمت شاهين دوسكي ..قصيدة بعنوان : الفعل والكلام..  صدًق ، شتان بين الفعل والكلام

    كتب الشاعر # عصمت شاهين دوسكي ..قصيدة بعنوان : الفعل والكلام.. صدًق ، شتان بين الفعل والكلام

    ttt777

    الفعل والكلام

     

    عصمت شاهين دوسكي

     

    صدًق ، شتان بين الفعل والكلام

    شتان بين  من يعلم ومن لا يعلم

    لا تلعن الزمان   وتأمل عالمين

    كيف  يكون  قلبك تابع  وخدم

    أموال   الخزائن علناً   تغرف

    وطاعون الطائفية تذل أكبر هِمَم

    لا يقف  الزمن الرديء  لوحده

    والتاريخ في مزبلته عنوان واسم

    الريح في ليل  الفوضى تسوقنا

    تلوي صوراً من  بلاد وعجم

    لا يحم  الأعراض ولا يتذكر

    حقد ،  تواطأ ،  وزيف يختم

    لصوص وميليشيا الظلام تنخر

    جمالا ،  عشقا ، عزة  وقمم

    تطرف، يا للأسى يحرق مدينة

    وتنوح مدينة وتقتل  بكل دعم

    زاد  الفقراء   بعد فقر  فقراً

    والمال الحرام والترف يبني أمم

    دستور دولار ، والمصرف إله

    وبين يديكم مصحف نفع وعلم

    مجزأ الإنسان ، مقسم ، مصنف

    بين شمس  بعيدة وكوكب حلم

    لا أنبياء وطن النفاق والسماسرة

    اعتلوا   المنصة وباعوا  القلم

    فمن يحمل شرف الإنسانية ويقسم

    قسم الكادحين ،بلا حزب  يتلعثم

    قسما بأفعال  الرجال إن فعلوا

    رفعوا  هامات وجبال  وقمم

    الإنسان المكرم يستحق الرفعة

    ماذا تفعلون  ، إنه منبع الكرم ؟

    لا تنتجوا أفلاما يضحك عليها

    الأجيال ، لأنكم مثلتم أسوء فلم

    لا تنتهوا بليالي حمراء كل ليلة

    وفي الصباح تبحثون نعم ، نعم

    مهما مرت الأعوام  سيشهد عليك

    الفعل  والكلام   بين شهد وعلقم

     

  • كتب : سالم كورد من السويد .. نداء الانسانية والمحبة والجمال في عالم الشاعر:عصمت شاهين دوسكي ..

    كتب : سالم كورد من السويد .. نداء الانسانية والمحبة والجمال في عالم الشاعر:عصمت شاهين دوسكي ..

    tt333

    الشاعر عصمت شاهين دوسكي

    نداء الإنسانية والمحبة والجمال

    حريته ليس التحرر من الألم بل تحويله إلى لحظة فرح .

    ثورة الإحساس عنده  تصل ذروتها الرومانتيكية والرومانسية والواقعية إلى إيجاد قوة فكرية بديلة للألم والحرب والتهجير والتشريد .

    بقلم الفنان التشكيلي سالم كورد – السويد

    الشاعر الكبير عصمت شاهين الدوسكي صديقي منذ أن كنا أطفالاً ويحق لنا أن نهتم به معترفاً لم اكتب عن شاعر أو أديب ما ، لكن أكتب هذه السطور للعالم ، إن صديقي الشاعر والناقد عصمت شاهين هو نداء الإنسانية والمحبة والجمال يضيء شمعة بدلاً من أن يلعن الظلام ،روحه الثائرة الحرة كالينبوع الذي لا ينتهي ماءه في محبة الإنسان والأرض والجبل والبحر والحبيبة ، بدلاً من التمسك الفردي لحب الحبيبة قاده هذا الحب إلى حب الإنسانية جمعاء ، يرسل أشعته كما ترسل القيثارة أنغامها وموسيقاها للعالم ، انتزع الموت والدته التي يحبها ويعشقها مثل زهرة انتزعت من غصنها ، مثل الشمس رحلت من سماءنا وبقي عصمت في الظلام يبكي ولا أحد يجيب لذا أصبح أباً ومعيناً في بداية حياته وبقي يتيم الأم والأب ،عمل هنا وهناك ودرس وأعان أهله ثم أشرقت أجنحة الشمس من المجهول لتطير به إلى سماء الحب لكن الرياح تهب بما لا تشتهي السفن ، واندلعت الحروب وفجأة التحق بالدفاع عن الوطن يد تحمل السلاح ويد تمسك القلم ليسطر تداعيات عوالم الحرب والسلام والإنسانية وهو في بداية حلمه للمجهول ، وبدا يحلم ويكتب للحب للوطن للإنسانية وظهرت متعة موهبته الشعرية ، يحول الألم إلى فرح يكتشف الجمال يخلقه الحلم يفجر المعاني السامية للحب والإنسانية وبالرغم إنه وسط الحرب ووسط أكوام الضحايا والمذابح الإنسانية هنا وهناك يا للهول تخيل حب وسط الموت والخراب والدمار والدم ، أصبحت له فلسفة الأمل والحب والحلم هكذا أصبح عصمت شاهين أسيراً للأحلام ولحد الآن لا يعرف اليأس هادئاً خجولاً محباً لا يعرف الكراهية والحقد أبداً ،انه عصمت شاهين الإنسان العاشق الشاعر حريته ليس التحرر من الألم بل تحويله إلى لحظة فرح إنه الإنسان الكوني الذي لا يخشى الفناء ولا الألم له قوة وحكمة في الحب كالمصباح يضيء لنا الطريق يشبع رغبته بأحلامه إنه عصمت شاهين صديقي منذ عقود أعلم عنه مثلما أعلم عن نفسي لكن فرقت بيننا الحرب والغربة والسفر ، تعالوا معاً نقرأ  أحلام حيارى ” التي اختارتها ولحنتها وغنتها الفنانة المغربية المبدعة سلوى الشودري ” بنبرات صوتها النقية وعذوبة لحنها وموسيقاها الراقية المنسجمة التي تنفذ نحو الأعماق وتأخذنا نحو الرحيل إلى منابع الحلم والحب والإنسانية خاصة وهي تغني بإحساس لشاعر كعصمت شاهين غرس فينا وفي قلوبنا منذ ولادتنا الحب ومهما ابتعدنا نعيش على الأمل يرفرف يدفينا يعطينا الإحساس والرجوع إلى الحب الطاهر فانسجمت كلمات الشعر عصمت مع الصوت واللحن والموسيقى كيف لا والفنانة تتقن الحب للحياة للوطن والإنسانية سمعت هذا الألم والأنين بلحن يكاد يبكي الصخر والمستمع ويوقد فيه بركاناً من الغضب لحب منذ الصغر كعاشق لسمفونية ، وأنشودة لحياة عذبة تسيطر على قلوبنا ولتعطي الأمان لنا ،ليس هناك شيء في الدنيا أعذب من سماع كلمات للحب والوطن والحلم غنت لقصة بطل أسطوري هو عصمت شاهين يموت كل يوم وتموت الزهور والأوراق والأشجار حتى الصخر معه لكنه يعطي نهرا ليروي العشاق والإنسانية  .يقول فيها :

    ( أنا أمسح الدموع

    وارسم للروح

    جمال الربيع

    وأضيئ الشموع

    كل يوم

    .(  أنا في الحب شهيد

     

    إنها مشاعر منسجمة شفافة مبكية ومفرحة وقوية فكراً وروحاً وإحساساً ولا يمكن توفير مثل هذه القوة إلا من كان بحلم عصمت وتفكيره وحبه ووعيه ليصل إلى قمة عالية في التصوير والحكمة كتصوير الشكسبيري والفكر الأرسطولي ، كلمات عصمت ثروة كبيرة ومتنوعة تصلح لأي مكان وزمان ورغم وجود التكثيف والتركيز في قصائده تضم في مساماتها موسيقى إنسانية حالمة مبدعة تتسلل دون إرادة منك إلى شغاف القلب فتغير الحزن إلى فرح والغضب إلى هدوء والانفعال إلى تأمل إنها ثورة الإحساس الإنساني تصل ذروتها الرومانتيكية والرومانسية والواقعية إلى إيجاد قوة فكرية بديلة للألم والحرب والتهجير والتشريد كما تفعل الثورات رغم إنه نظم قصائده من خلال منطق الحلم والخيال ليتطور من الجدال الكارثي إلى تفاعل بين العقل والحلم والخيال موجهاً قصائده إلى الإنسانية عامة  معالجاً فيها الجهل العصري والفشل الإنساني والعقلية السوداء المهيمنة على الواقع المؤلم فالإثارة والثورة الفكرية في صور قصائده تنزع العامل الحسي من القارئ ليكون مشتركاً في الفعل والحدث والتصور فهو يدق كأس الإحساس ثم يضع إصبعه على الكأس ليوقف رنينه ، يرينا ليس ما يفترض إنه مرئي بل ما يمكن إن يطرحه المشهد الشعري من أفكار وإحساس ورؤية جمالية عميقة واضحة بمجاز ظريف وتشبيه بديع ورمز أنيق بادراك فكري يحلق مع الحلم والخيال والواقع بهمس إنساني عذب .

    ( لا تدع الهموم تركن

    بين الضلوع

    قل ما أردت كما تشاء

    بالكلام ، بالدموع

    ابعد النائبات وطهًر

    شواذ المزروع

    وارسم للحياة سبلاً

    رجوع ) .  للروح بلا

    بهذه اللمسات الرائعة تكشف رقة المقطوعة الشعرية تدخل مباشرة إلى قلوبنا ، مرة أخرى يثبت الإحساس قوته وفاعليته المشحونة بالفكر الواعي وبتكثيف مخفف فإن شدة التكثيف تفقد الأفكار بريقها وتشلها ، يربط الشاعر عصمت الحلم والأمنيات والأوجاع والمعاناة والهواجس والمكابدات والفراق والمسافات ومرور العمر والسنوات بحلم يتجدد رغم كل العذابات بالطبع نفهم ما يعنيه بالإدراك العاطفي للأفكار وهي أفكار ملائمة لإحساسنا وحياتنا ومعاناتنا وواقعنا بخصوصية شعرية مفعمة بالحياة ،فأنا حينما أرسم اللوحة أتطلع إلى الأجزاء واللوحة الكاملة مرسومة في ذهني وهكذا حينما نتطلع إلى أجزاء صور القصيدة يظهر المضمون الكلي لها فالشاعر يريد لأفكاره إن تفكر وتؤثر فالسمة الشعرية للنص وأدارتها لديه تحتل المكان الأول بحلم وعاطفة وإحساس راقي . .

    ( حلم الانتظار وحلم الأمنيات

    رغم الأوجاع والمعاناة

    رغم الهواجس والمكابدات

    رغم الفراق والمسافات

    رغم مرور العمر والسنوات

    يبقى الحلم يتجدد

    (  وتبقى أكاليل الأمنيات

    مشرقة رغم كل العذابات الشاعر عصمت يجعل الصور الشعرية والحلم والإحساس والمعنى مألوفاً فإن هذا التوضيح هو هدف الشاعر المعاصر وهو مفتاح لكل القلوب والعقول وكل ما يضيفه من أشياء جديدة تسهم بفعالية نشطة لمعنى القصيدة بصورة عامة ، مثلما تجديد اللوحة بأشياء فنية خلاقة يبقى ضمن نشاط تأثير اللون الهرموني العام للوحة فالأبعاد التي أحاول ادخلها في اللوحة تجعلني امتلك القدرة الكافية على التصوير أولاً في داخلي ثم أدخلها في اللوحة لتكون أداة حافزة في تحفيز الذهن والإحساس بالرؤية الفنية والجمالية ومساعدة للتأمل ، الشاعر عصمت يستخدم صور شعرية بأبعاد جيدة وجميلة ليوصل لنا الغرض والمعنى بتوافق الأبعاد الفكرية والنفسية والجمالية والفاعلة بانسجام رائع يثير الحيوية الذهنية بأسلوب تأملي ناضج ..

    ( يرسو اللهيب على أديم الفراق

    لا أدري أعز القلب أم الرأس ؟

    مازلت وحيداً أسقي الليالي

    عبرات ، ذكريات وأماني نواس

    همسي ولمسي يعود شوقاً

    وخيال لا ينسى كل أساس

    سفوح جسدي تمردت رباها

    بين ذرى وهوى وعبير رماس

    لست راهباً ولا أميراً ولا ملكاً

    .(   لكن أضيء الشموع لكل الناس

    يهدف الشاعر إلى إطلاق المعنى الإنساني في مجال أوسع ، نسمع خفقات عاطفية ترسو على أديم الفراق فالغربة الروحية والأحلام البعيدة والألم العميق قوة يروضها بأسلوبه الخاص المميز ليجعل للقصيدة روحاً نشاطاً تفاعلاً مؤثراً قبل إن يقدمها للناس وهي نفس القوة التي تجعل للتأمل مساحة أكبر التي تظهر بعاطفة راقية وفلسفة جميلة وبهذا يصح قول أرسطو ” بان الشعر هو ليس الفن الأكثر تكثيفاً فحسب بل هو أيضاً الفن الأكثر فلسفة ”  الحلم يتجدد والكتابة بقدر الحلم تتجدد بقدر سطور حلم العالم يتجدد وحلم الشاعر عصمت وإحساسه رغم الألم يفيض بالضوء في عتمة الأفكار لتنقية النفوس والمعاني الإنسانية .

    ************

    سالم كورد فنان تشكيلي – السويد – ستوكهولم

    ttt543

     

  • من الشاعر السوري # طارق منيرالعباس ..قصيدة بعنوان : نداءُ الحياة ..مهداة إلى فوهات البنادق .. بنادق النصر والكبرياء .. 

    من الشاعر السوري # طارق منيرالعباس ..قصيدة بعنوان : نداءُ الحياة ..مهداة إلى فوهات البنادق .. بنادق النصر والكبرياء .. 

    قصيدة نداءُ الحياة مهداة فوهات

    مهداة إلى فوهات البنادق .. بنادق النصر والكبرياء ..

    نداءُ الحياة
    طارق منير العباس

    شهدوا الخلاصَ دجىً بأقدسِ مشهدِ=ما عاشَ من في الروعِ لم يستشهِدِ
    *** خطِّي أكفَّ المجدِ أقدسَ جملةٍ=وبصرخةِ النصرِ الحفيِّ تشهَّدي
    شهداؤنا عينُ الزمانِ تكحَّلتْ=بدمائهمْ فحلت بأوشى مرْوَدِ
    *** كتبوا على سنن الوداعِ رسائلاً =لما مضوا نحو المحلِّ الأبعدِ
    ناديتُهُمْ .. ماتوا وتلكَ ولادةٌ=لحضارةٍ ملء الدُّنا لم تولَدِ
    *** لا تطرقوا يا إخوتي ففسيحُهُ=حلٌّ لكم والبابُ ليسَ بموصَدِ
    والساحُ في قلبي لكم مسفوحةٌ=وحياضكم والقرب غايةُ منشدي
    *** رقوا مدائننا بقدس ترابكم=ودمٍ طهورٍ من وليٍّ خالِدِ
    فالبزَّةُ الوضَّاءُ درٌّ خالصٌ=والخوذةُ الشمَّاءُ لمعُ زمُرُّدِ 
    *** وثقيلُ درعكم الحصين مشرِّفِيِ=ورباطُ نعلكمُ المقدَّسُ سيِّدي
    صارت رصاصتُكم وقودَ شموسنا=ثقبتْ صدورَ البغيِ ثقبَ المسرَدِ
    *** والله لم تُقحم صدور دونما=حقٍّ بآياتِ الرشادِ مؤيَّدِ
    أأخي المدافعُ لو تكنْ من فزعةٍ=كنتم لها أهل القرار السُّدَّدِ
    *** زودوا كماةَ الجيشِ عن أعراضنا=في الخطبِ نُكرِمْ بالرجالِ الشُّدَّدِ
    يأبى المصابُ بأن يطالَ عزيمةً=لكم فأُسْدٌ بعدَكم لم تولَدِ
    *** ستعود يا وطن السماء منارةً=ليعودَ من ضلَّ السبيلَ ويهتدي 
    وغداً تزفُّ بلادُنا أبطالَها=نصراً يبشِّرُ بانكسارِ المعتدي
    *** فالباطلُ المغمورُ نصراً واحداً=يحظى .. وللحقِّ انتصاراتُ الغَدِ

    من شعر : طارق منير العباس
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
    قصيدة نداءُ الحياة مهداة فوهات
    السيرة الذاتية
    طارق منير العباس – مواليد – حمص 1996
    طالب جامعي
    صدر له ديوان شعر بعنوان: قُصِّي الحجاب
    مقيم في حمص – سورية

    هاتف : 0312169739
    0947613808
    0938783750