احتفاء باليوم العالمي للشعر الذي يصادف يوم 21 مارس من كل سنة، استضافت جسور الإبداع وسانتا كروز بأكادير مائة ألف شاعر من أجل التغيير في الدورة الخامسة، بفضاء دار الحي السلام بأكادير يوم السبت 25 مارس 2017 ابتداء من الساعة الخامسة بعد الزوال .
أمسية شعرية فنية تألقت فيها الكلمة العذبة الموزونة بكل اللغات العربية الأمازيغية الفرنسية والأنجليزية، والنوتات الموسيقية العالمية بامتياز، وكان ضيف شرف كشاعر هذه الدورة أبرز مثقفي مدينة أكادير منذ السبعينيات: الفنان المسرحي المقتدر عبد القادر عبابو ، فهو الفنان المسرحي الذي ساهم بشكل كبير في مسح غبار الإهمال واللامبالات والركود والمعانات عن هذه المدينة، بعروضه المسرحية الجادة والملتزمة بالأرض والإنسان، وحضوره ودعمه للأنشطة الجمعوية والثقافية ،
والقليل من مثقفي أكادير يعرفونه كشاعر انغمص في تجربة شعرية خاصة به منذ الثمانينات، بالفصيح والزجل، هذه التجربة ذابت ولا زالت تذوب بين أحضان نصوصه المسرحية العديدة، فنكهة الشعر ترافقه في ترحاله وفي غوصه في الشخصيات الممسرحة وفوق الركح. فهو وإن لم يعرف كشاعر فبكل بساطة لأنَّ المسرح احتواه سنوات وسنواتٍ أي احتواء. وسافر به إلى عوالمه الجذابة والمتعبة أحيانا.
افتتحت الأمسية بوصلات موسيقية لكل من الفنانين الحبيب الواعي الحسين دسجي وابراهيم شكدا ثم كلمات الترحيب لسنتا كروز وجسور الإبداع وحركة مائة ألف شاعر من أجل التغيير للدفاع عن القيم الكونية مثل السلام والتضامن والحرية والعدالة الاجتماعية، التي أسس بُنيانها الشاعر الأمريكي: مايكل روتنبرغ في 24 مارس 2011 بسان فرانسيسكو الأمريكية.
وقد شارك في هذه الأمسية كل من الشعراء:
عبد القادر عبابو من أكادير الذي أتحف الحاضرين عشاق الشعر المتذوقين للكلمة الجميلة الساحرة التي تنسينا عوالم التعب اليومي وتناقضات الحياة العصيبة. وقد شارك بقصيدتين الأولى بالفصيح والثانية من الزجل المغربي.
ثم تناوب على المنصة كل من الشعراء:
الشاعر حكم حمدان من أكادير
الشاعرة خذيجة الحمراني من أكادير باللغة الفرنسية
الشاعر صلاح آيت صلاح من البيضاء بالأمازيغية
الشاعر الحسن الكامح من أكادير
الشاعر الحبيب الواعي من أكادير بالإنجليزية
الشاعرة فاتحة لمين من أكادير
الشاعر نوفل السعيدي من الصويرة الذي شارك مؤخرا في مسابقة الشارقة للشعر، وقد مثل القصيدة المغربية أفضل تمثيل.
الشاعر حسن أومولود من أكادير بالفرنسية
الشاعر موليد إليش من أكادير
والشاعر محمد همزان المقيم بأمريكا
وفي الختام قدمت للفنان المسرحي عبد القادر عبابو ، الشهادة التقديرية، وصورة فوتوغرافية له بعدسة الفنان الفوتوغرافي يونس العلوي. ومجموعة من دواوين الشعراء المشاركين موقعة له، ومجموعة من الكتب المسرحية مهداة من مؤسسة آفاق للدراسات والنشر والاتصال، وبدوره قدم الفنان المسرحي عبدالقادر عبابو الشواهد التقديرية للشعراء والفنانين المشاركين.
وقد قدم الأمسية الشعرية الفنية القاص محمد إدسان بحنكة واقتدار.
التوثيق: يونس العلوي
المحافظة: جمال حجاج
Author: يونس العلوي
-
احتفاء باليوم العالمي للشعر الذي يصادف يوم 21 مارس من كل سنة، استضافت جسور الإبداع وسانتا كروز بأكادير مائة ألف شاعر من أجل التغيير في الدورة الخامسة – مراسلة يونس العلوي / أكادير جنوب المغرب
-
رئيس مدار للابداع الاستاذ المقتدر إدريس الملومي يعلق: اه على أمسية “مدار” ليلة الجمعة… بهاء الصديقة السورية الجميلة “وعد بوحسون” و بهاء جمهور غمرنا باندهاش جماعي . مراسلة يونس العلوي / أكادير جنوب المغرب
من تنظيم ” مدار للابداع ” كان عشاق الفن الراقي والجميل يوم الجمعة 17 مارس 2017 بقاعة ابراهيم الراضي بمدينة أكادير جنوب المغرب مع الأمسية التي احيتها الفنانة السورية وعد بوحسون والتي أطربت بأناملها العذبة وصوتها الشجي لأول مرة جمهوره أكادير ، على نغمات العود بكلمات منتقاة بعناية من أجمل ما جاد به كبار شعراء الأندلس مثل جلال الدين الرومي و أشعار أدونيس وابن زيدون وابن العربي ورابعة العدوية ، الفنانة وعد بوحسون نثرت علينا ورودا من الحب والغزل وشدت للجمال والعشق وأطربت القلوب ، ثم أخدت الحضور بأيديهم وحملتهم على انغام صوتها الرائع إلى الشام العزيز من خلال تراث الشعر النبطي.
كما كان لأداء فرقة سفير العود العربي إدريس الملومي في تقديم فقرات الأمسية ومشاركة وعد بوحسون في أغانيها، كان لأدائهم الراقي أثر في تقديم صورة جميلة أمتعت وجعلت الحضور الجماهيري الكبير يتفاعل مع الأمسية بصورة أكبر، وبتصفيق كبير يناسب ابداع الافتتاحية الجميلة التي جمعت فيها كل أنواع الشعور الإنساني السيدة ربيعة والسيد إدريس الملومي.
الأستاذ المقتدر إدريس الملومي يصف هذه الأمسية قائلا:
” اه على أمسية “مدار” ليلة الجمعة…
بهاء الصديقة السورية الجميلة “وعد بوحسون” و بهاء جمهور غمرنا باندهاش جماعي …
عودة إلى مجد صغناه بشغف طفولة و مراهقة ماض مشترك بنفس القاعة …
برأيي،الموسيقى هشة، رهيفة، ومع ذلك لها قدرة نسف وجع الانكسار و تبديد القلق على الامل و ترميم اعطاب الروح … محاسنها جمة و أشد لذة من أعراضها السلبية … يستحسن أن نتناولها بإلحاح واع …
آه أمسية “مدار” ليلة الجمعة …
بدأنا نتعود على وجوه كثيرة تلفّنا بجمال حضورها و قريبا سنصاب بعاهة القلق عليها حين غيابها …
نحن الموقعان اسفله (ربيعة و إدريس الملومي)
نعتذر لكل من لم يجد بالقاعة مقعدا يحتوي محبته وعطفه لنا واستمر معنا -رغما عن ذلك – واقفا أو جالسا على الارض فيما يشبه تتويجا جماعيا لحقنا المشترك بحصة ضرورية من موسيقى راقية … انتصار صغير لكنه ضروري … و لذيذ … والبقية آتية.. ربيعة وادريس الملومي”.وقد علق الأستاذ والكاتب المغربي محمد الملاخ عن هذه الأمسية كذلك :
دأبت المؤسسة الثقافية “مدار للابداع” على تصميم و خلق حدائق للفرح الانساني في اعمق
واجمل صوره، حدائق لها اكثر من شذى واكثر من لون واكثر من بعد..
حتى قبل المدار كان هناك مدار..انها المواظبة و الاصرار منذ التقاط شرارة الابداع و مراعاتها اكتشافا و تكوينا وانجازا و استشرافا و تشاركا..لم تكن الصدفة هي الموحدة لنبض القاعة، ليلة ترنم الفنانة المبدعة وعد بوحسون، بل بوصلة الوجدان و العقل المتاهبين لاحتضان الجمال بصيغه المختلفة لان الجمال اختلاف و تشارك …. شكرا مدار للابداع..شكرا للا ربيعة المثقفة الواعية بالتفاصيل شكرا سي ادريس الملومي المبدع المتفرد و الحريص على التواصل بحرارة الكبار..فشكرا ” مدار ” على الأمسية الرقيقة التي أهدتنا سكونا في أرواحنا بقدر ما أثارت من شجون وذكرى.
مواليد 1979 ملحنة ومغنية وعازفة عود سورية من دبل العرب. تمتلك خامة وثقافة موسيقية وامتهنت غناء الطرب العربي الأصيل. امتازت الفنانة السورية الشابة بوحسّون بالغناء الصوفي وعزفها على العود الشرقي، والغناء الطربي والصوفي، وبذاك الصوت أنشأت الأساسات الثلاثة لمشروعها الموسيقي الذي يرتكز على العزف على العود، والغناء، والتأليف الموسيقي.
تأثرت بصوت فيروز، وعازف العود منير بشير، وبأعمال إديت بياف لإغناء لغتها الفرنسية، وموسيقا الشعوب، اللاتينية بخاصة.
في البدايات نسجت وعد أول خيوط علاقتها بالموسيقا عبر الكاسيتات التي كان يسجلها والدها، كان الأخير يرصد إذاعات تبثّ أغاني أم كلثوم واسمهان وفريد الأطرش.. حبّ العائلة للموسيقا انتقل إليها، فاشترى لها والدها عودها الأول وهي في السابعة من عمرها، ولقّنها العزف عليه. أما إطلالتها الأولى فانحصرت في البدء ضمن المناسبات العائلية، إذ كانت تعزف وتؤدي الأغنيات التي حفظتها، ثم راحت تشارك في المسابقات الوطنية.
تقول بوحسون «آلة العود رافقتني منذ الصغر، وتحديداً عندما كان عمري ثماني سنوات، كان أبي عاشقاً لآلة العود، وهو الذي زرع فيّ حبها, وفي حقيقة الأمر، أنا محظوظة إذ ترعرعت في وسط أسرة تعشق الطرب القديم، وكنت دائما مولعة بالعود، وأعده صديقي وهو، حقيقة، يعبر عن أفكاري من خلاله، ومن خلال الغناء أيضاً».
دخلت المعهد العالي للموسيقا في دمشق، لم يكن في المعهد فرعٌ خاص بالغناء الشرقي، فاضطرت إلى دراسة أصول الغناء الأوبرالي، إلى جانب متابعة دروس العود مع أستاذها عسكر علي أكبر (من أذربيجان). طُلِب منها إتقان العزف على آلة غربية كي تتمكن من الانخراط في ” الأوركسترا السمفونية السورية ” لكنها تمسّكت بالعود، ونالت عام 2003 شهادتها العليا في العزف عليه.
مع تفضيلها الموسيقى الكلاسيكية، حقبة الباروك، وتحديداً باخ الذي عزفت من ريبرتواره الكونشرتو الأول للكمان والأوركسترا (أدت ما كُتِبَ للكمان على العود، ورافقها البيانو الذي أدى توليف الجزء الأوركسترالي) وهذا يعد سبقا موسيقيا.قدّمت وعد حفلات عدّة، أهمها في دار الأوبرا وفي عدة محافظات سورية، كما غنّت في فرنسا وإيطاليا وإسبانيا وتونس والمغرب. بعد الحفلات التي أدّت فيها الكلاسيكيات الكلثومية والقدود الحلبية.
وعد تقوم بتلحين الأشعار، وهي باحثة موسيقية أيضاً، فهي عندما لحنت أشعار جلال الدين الرومي قرأت مئات الصفحات عنه وعن شعره وعن طريقته الصوفية المسماة بالمولوية، وكذلك فعلت الشيء ذاته مع ابن زيدون وولادة رابعة العدوية التي درست حياتها وشعرها وجمعت كل ما تم تلحينه من شعرها ودرسته.
ألبوم صوت الحب
مشوارها الاحترافي كان مع بدء تسجيل عملها الأول في فرنسا الذي شاركها في جزء منه محمود شغالة. وهكذا حوى ألبوم «صوت الحب» أعمالاً من تلحين وعد التي اختارت قصائدها من الشعر الغزلي والصوفي، الديني والدنيوي (ابن زيدون ، ولادة ، جلال الدين الرومي ). وكذلك، أدّت بعض كلاسيكيات الطرب، مثل «يا فجر لمّا تطلّ» و«عرفت الهوى» و«برضاك يا خالقي» و«أوقدوا الشموع».
حازت اسطوانة «الهوى» للمغنية السورية وعد بو حسون المرتبة الأولى في جائزة جريدة اللوموند الفرنسية لموسيقا العالم لعام 2016. وتضمنت اسطوانة الهوى التي صدرت في شهر ايلول 2016 بباريس عن دار اسطوانات «بودا ميوزك» 16 مقطوعة تناولت قصائد الحب الغزلية والصوفية وهو الخط الذي بدأت فيه بو حسون مشوارها الفني.
وبينت المغنية بو حسون أن أغلبية المقطوعات الموسيقية في الاسطوانة تحاكي تراث منطقة جبل العرب من الشعر النبطي موضحة أن «دراستها الأكاديمية للموسيقا في فرنسا سمحت لها بالنظر للموسيقا بمنظور يختلف عن منظور العازف والمؤلف والمغني» ما يساعدها على العمل مع موسيقيين دون النظر إلى ما يقدمونه من موسيقا مختلفة عما تقدمه.
-
قرنان من النهضة ويستكثرون علينا اليوم حتى الوجود.. بقلم الدكتور يوسف بن الغياثية – مشاركة يونس العلوي
منذ الاجتياح الفرنسي لمصر في عهــد بونابرتَ، والعالم الإسلامي والعربي يزدادان تشتتا وترسيما لمفهوم جديد ساد وهو “الدولة الوطنية” [Nation State]؛ هذا على مستوى الخارج، ومستوى الموضوع، أما على مستوى الداخل، ومستوى الذات، واجه خطط الاستبداد والعسكرة، متأهبةً لنفْي المخالفين، ومسارعة إلى الدماء، وإزهاق الأنفس ماديا ومعنويا. وتبدو هاته الخلاصة للوهلة الأولى وكأنها حُكْــمُ قيمة، أو تحيزا ضد الجهود التي تُبْذَل طيلة التاريخ الحديث على الأقـل، في استنهاض الهمم، وإيقاظ الفِكَـر، وتجاوز الواقع السيء المبني على تاريخ سحيق هاته الممارسات، وغيرها، غير أن القصد لدينا هو الانكفاء على نقد ذاتي فعّـال ينهض بهِمم عالية متوفرة، وينبه إلى أخطاء الماضي والحاضر، ويستعجل المساءلة من أجل المصالحة الفورية، والتعالي إلى إنسانية فكرا وممارسة، نابعيْن من إعادة حضورنا بصفتنا أُمَّة، أو أمة أمم، لا ضير، تتطلع إلى أن تكون مزيدا في العالم، ومساهمة في تطوير القيم الأخلاق، بدلا من المرابطة على ثغر الإرهاب، والتدمير، ولوم بقية الإنسانية على كونها تتآمر على هاته القطعة الجغرافية، وإنسانِها.
نقف اليوم بصفتنا أفرادا متفرقين من هذا الكمّ الهائل من الناس الذين وضعهم القدر في منطقة ملتهبة، واجهت التحرشاتِ الصليبيةَ، وقاومت الاحتلالَ بأنواعه، وصارعت من أجل تحديات الاستقلال، وتصفية الاستعمار، وانقسمت بين أُمم الحرب الباردة، وخدمت أمّة الشرق تارة، ورعت مصالح أمّة الغرب تارة أخرى؛ ولكنها لم تستفد شيئا من هاته الرعاية، إذ من توسل غطاء الآخرين بقي بغير كساء.
إلا أن الذي لم يفارق منطقتنا كان متلازمة واحدة، وهي الاستبداد، وقهر أبناء البلد، والتآمر على أبناء المنطقة على أن عرض هذه الأزمة الذاتية والبنيوية بقيَ ولم يتغير ونعني به “إسرائيل”، التي تشكل حقا أزمة ضمير إنساني عالمي مزمنة بامتياز. غير أن الذي يمكن ملاحظته هم ما يصرفه هذا الكيان على الطفل إلى أن يتخرج من الجامعة يضاعف بسنوات ضوئية ما تصْرفه “خير أمة أخرجت للناس” على إنسانها، مما يجعل أي مواجهة لهذا الكيان العنصري خاسرةً قبل دخولها، لأن المسألة لا تتعلق بمقاومة مادية وعسكرية، وحسب، بل هي مواجهة بين إنسان صالح، وآخر أينما توجهه لا يأت بخير، وهو كَلّ على عدوه، فهو يطعمه، ويسقيه، ويكسيه، ويسلحه، لمواجهته، إلى غير ذلك من سخريات القضاء ومآسي القدر التي تدفعنا إلى وجوب إعادة النظر في القضية برمتها، ونقد الذات دون خوف أو وجل، ولا أي عقد نقص، سواء أمام أصدقاء الأمة الذين يقلون يوما عن يوم بسبب بعدهم الإنساني عنها، أو أمام أعدائها المفترضين، أو أولئك الدائمين، أو الموقتين لسبب علينا رفعُه، أو لسبب سيرفعه الزمن، وتحسن الظروف المحيطة.
لقد ضحت منطقتنا بأهلها قبل أن يُضحيَ بهم شركاؤها المتشاكسون، لأنها ضحت بالتعليم والعناية الصحية، ونبذت العدل القضائي المستقل، واتخذت من الاحتكار الاقتصادي عقيدةً وديناً، وردمت الأخلاق في هُوّة سحيقة، وقبحت الجمالَ وعادت الفنونَ عداءً عقديا حتى تصحّر ذوقُ أبنائها وتاهوا، وضلت الرحمة قلوبَهم، فأصبحوا كأنهم بهائم تهيم في الأرض، وهي تظن أن الدينَ يقودها، وأن الشريعةَ الصحيحةَ رائدتُها. وفي هذا الباب، إذا نحن لم نواجه ديننا، وإيمانَنا بقوة، فلا ينبغي انتظار رسوما كرتونية جديدة، أو أفلاما.
أما من بقيَ من هذا الكيان؛ وخصوصا بلدان المغرب،(بلدان الغرب الإسلامي في التسمية القديمة) فهي تتلمّس طريقا غير السلامة، لأن أعراضَها هي أعراض البلاد الضعيفة؛ حيث تجدها مُمْعِنـةً في إعلاء الحَجَــر على البَشر، وترفع معدَّل نمو المباني دون التفات أو اكْتِـراثٍ لبنيها، وتستعرُّ من لسانها العربي المبين (الفصحى وليس اللغة العامية)، فهما على طرفي نقيض، وشتان بين لسان قوي بذاته، وآخر لغو لا قرار له، يتغير بتغير الطوارئ، كما أنها تستعير لسانا آخر فتتيه مقاصدها، ويا ليتها استعارت لسان العصر، وسايرت تقدمها العلمي، وقوّت من الترجمة وأنفقت عليها حتى تستطيع أن تبلغ الإشعاع اللازم، والاستقلال بآدابها وتراثها الفني والعلمي، في تصالح مع الحداثة المتأصلة من الذات، والنابعة من حاجاتها النفسية ومشاغلها الحقيقية، وليس تلك التي تقوم باستيراد الأسئلة واستيراد أجوبتها، وفي المحصلة لا نجد أن مشاكلها عولِجَت بالقدر الكافي وهي على مثل هذه الحال أزيد من قرن.
وعليه، فإن استمرار الحال كذلك بات خطرا على البيئة الإنسانية، ولذا، ومع هذا العُسْـــر، وهذه العُسْــرة، وعِظَـــمِ العيْلة (الحاجة ماسة التطرف) ينبغي لرواد أمتنا المعاصرين أن يأخذوا زمام المبادرة، وأن يتحملوا مسؤولياتهم التاريخية، وأن يسترخصوا المصالح العاجلة لدرء المفاسد الآجلة، وهي غروب كيانات الأمة الغائبة. فقد رأى من له قلب، وأحس أن شهادتَه على العصر أن الغرب، الذي حافظ كثير من نخبنا سياسيين ومثقفين واقتصاديين، ورجال أعمال، وعمال، لم يشفع لهم ذلك عنده، أن يبقيَنا موجودين، ولو كنا بدون حضور؛ أبى إلا أن يُجْهِز على كياناتنا ويشتتنا أيدي سبإ، لأن وجودَنا بات مشكلة في حد ذاته، وبات يشكل خطراً عليه، بعد أن استيقظ منا من استيقظ، وأعانه على هذا كثيرون من بني جلدتنا، ممن ارتموا في أحضان بريقه الخادع، ودعاواه، ومنها ما يوظف ضدنا من أيديولوجيا حقوق الإنسان، وحقوق المرأة، والحقوق الاقتصادية والاجتماعية التي لا يريد لأحد أن ينافسه فيها ولا أن يكون لأحدنا من استقلال وتفكير غير غربي. والمعنى أنه لم يعد جائزا في العالم أن تفكر خارج الدائرة الغربية، لذلك عواقب سيئة جدا، أن تفكر باستقلال عن الجاري به العمل، ولا أن تخرج عن دائرة التفكير الغربية.
لكن، لا نود أن يُفْهًــمَ من مقالنا هذا أننا نعلِن حربا على جهة، لا أننا نقبل بالموجود، وإنما هدفنا أن نعلن الحرب على الخمول والكسل، والاستبداد والاحتكار، وليعلم كل فرد من هذه الأمة الموجودة ماديا والغائبة تأثيرا في محيطها والعالم أن الوقت قد حان لنقف استهلاك أفكار وعقائد عفا عنها الزمن لكونها استحالت مثل غذاء انتهت صلاحيته. لنجعل من كرامة الإنسان، واحترام القانون وعدم الرضا بالاستبداد والاحتكار الاقتصادي دينا واعتبار ما عداه طقوسا خادعة ومخدرة وأفيونا (ليس مثلما قال ماركس)؛ بل ندعو إلى الانتباه إلى أن الدين الذي يقهر أتباعه، ويمنع عنهم العيش كرماء، وأسوياء ومتساوين وأحرارا أحق أن يحارب أكثر من عدو خارجي، لأن هذا الأخير لن يستطيع القضاء على أمتنا مادام أهلها مُكرَّميـن وعلى خُلُق عظيم، وغير مستقوين بالخارج.
أمتنا، أو ما بقي منها، لا تواجه اليوم خطر التأخر وحسْب، والغياب، فهذا بيّن منذ وقفت إنتاج المعرفة، وإنما تواجه خطر العدم والتلاشي.
فماذا نحن صانعون؟ من ذا الذي بإمكانه الحياةُ، ويفضل العدم والموت والغياب؟المقال من espacemre/ فضاء مغاربة العالم
-
الاهتزاز الثامن “للطينة… أنْ تُزْهر مرتين” سيرة من كانوا هنا الجزء الثاني للاهتزاز السادس: “بدويُّ الطينةِ” للشاعر المغربي الحَسَن الكَامَح – مشاركة يونس العلوي
عن مؤسسة آفاق للدراسات والنشر والاتصال بمراكش صدر للشاعر المغربي الحسَن الكامَح الاهتزاز الشعري الثامن الموسوم ب “للطينة… أن تزهر مرتين ” سيرة من كانوا هنا وهو الجزء الثاني للاهتزاز السادس: “بدوي الطينة” سيرة مكان، متكون من 165 صفحة من الحجم المتوسط، وقد صدر 2016
تتوسط الغلاف صورة فوتوغرافية لمنطقة مسقط رأس الشاعر ومحور كل القصائد.
ويضم الاهتزاز ثمانية عشرة قصيدة (18) تتوزع بين سنة 1982 وسنة 2016. وهي تدخل في إطار كتابة السير، وجاءت عناوين بعض هذه القصائد كما يلي:
“هنا كانوا”…. “للطينة…. أن تزهر مرتين” … “جدي يؤسس عش العائلة”…. “إرث لا ميراث”… “مرثية مسعودة أما وجدة وروحا”…. “استريحي قليلا يا جدة”… “على فراش المنون”… “شيخ القبيلة.”.. “في بيت يوما ما سيقع”… “لمطرب القرية أنْ لا يتوقف”…. “أقف الآنَ على قبر أبي”…”أرثيه.”… “اقرأ يا بنيَّ ولا تسأم”…. “رحمة الله عليك يا خالة”… “ضيعوه وأي فتى ضيعوا”…. “حروف على قبر محمد”… “سلامٌ لكِ …يا سيدة هذه البلادِ”…. “لهم أهدي كتاباتي”
والقصائد مرثيات لأناس أثثوا المكان في زمن غابر، تاركين خلفهم إرثا إنسانيا لمن بعدهم، فلم يتوقف وجودهم بموتهم بل استمر على تربة الأرض بين الجبال والتلال والهضاب… بين الأشجار والأماكن… والبيوت والمسجد والزاوية… والعيون والأعراس… والأفراح والقراح. وجودهم مرتبط بطينة الأرض وبتينة التين والزيتون والدوالي. فكل جدار من بيت يوجدون في كل العيون والسواقي والآبار وبين الحقول.
والاهتزاز الثامن هو اعتراف ضمني وامتنان لجيل عمر المكان سنوات وسنوات خلت، وكي لا يضيع هذا التراث الإنساني بين حقب الأزمنة وتداخل العصور وتعدد الأجيال.
ونقرأ في الغلاف الأخير:
“ماذا عساني
أنْ أقولَ لسيِّدٍ
سكنَ الذات عمرا ولا زالَ
وأنا وحيدٌ في الوغى تحاصرني الرماحْ
ماذا أقولُ لقَصيدَةٍ
تكْتُبني كلَّ يوم
وتُضاجِعُني بعُنْفٍ مرارا
كلَّ ليْلَةٍ حتَّى الصباحْ..؟؟
قَصيدتُكَ سيِّدي
عاصِيَّةٌ عليَّ وضاربةٌ فيَّ
فارحْمني لعلِّي أولدُ منْ جَديدٍ
فآتيك حفيدا
اوْ آتيك قصيدا
يُعيدُ ترْبيتي بينَ حروف الألواحْ”
وقد سبق للشاعر الحَسَن الكامَح أن أصدر سبعة اهتزازات شعرية:
- الاهتزاز الأول: ” اعتناقُ ما لا يُعْتَنَقُ” 1992 عن دار قرطبة البيضاء
وعن مؤسسة آفاق للدراسات والنشر والاتصال بمراكش
- الاهتزاز الثاني: “هذا حالُ الدُّنْيا بُنَيَّ” 2013
- الاهتزاز الثالث “قَبْلَ الانْصِرفِ”2014
- الاهتزاز الرابع “صَرْخَةُ أُمٍّ” 2014
- الاهتزاز الخامس “أراهُ فأراني” 2014
- الاهتزاز السادس: “بدويُّ الطينةِ” الجزء الأول: سيرة مكان 2015
- الاهتزاز السابع: “أنْتِ القَصيدةُ” سيرة ذاتية للقصيدة 2016
-
فرقة طيور دجلة تشارك في حفل تخرج رسالة ماجستير في الموسيقى للعازف موكريان ابو بكر- مشاركة يونس العلوي
ستوكهولم – سمير مزبان
فرقة طيور دجلة تشارك في حفل تخرج رسالة ماجستير
شاركت فرقة طيور دجلة العازف ((مركريان ابو بكر)) في الحفل الموسيقي لحصوله على شهادة الماجستير يوم الجمعة الموافق 20 من شهر كانون الثاني 2017
أقيم الحفل في المدرسة الملكية العليا للموسيقى في العاصمة السويدية ستوكهولم
وتظمنت فقرات الحفل عزف موسيقي لمجموعة من العازفيين السويديين ورقص الفالس والفلامنكو لمجموعة من الراقصات
بعدها قدمت فرقة طيور دجلة بقيادة المايسترو علاء مجيد اجمل الاغاني العراقية
بمرافقة ضيف الحفل الدكتور عازف الجوزة الفنان محمد حسين كمر والفرقة الموسيقية من عازفين عراقيين وعرب وأوروبيين وتنوع الاَلات الموسيقية الشرقية والغربية وقدمت الفرقة عدد من الأغاني العراقية منها أغنية يالجمالك (سومري) ، (أتدلل )و( نرگس نرگس )
هذا وقد حضر الحفل جمهور غفير من ابناء الجالية العراقية والجاليات الاخرى المقيمة في السويد ومن الجمهور السويدي الذي اعجب بالموسيقى العربية والغناء ووقف عدة مرات يصفق اعجاباً بهذا العطاء الفني الكبير وحضركذلك عدد من الشخصيات السياسية العراقية ومنظمات المجتمع المدني العراقي والعربي في السويد
وفِي ختام الحفل قدمت السيدة ميلاد خالد رئيسة جمعية طيور دجلة درع الفرقة هدية للعازف موكريان ابو بكر احتفاءا به لمناسبة تخرجة وحصولة على شهادة الماجستير في الموسيقى وتقدير لمشاركاته في جميع الحفلات الموسيقية الغنائية التي تقيمها الفرقة -
الدورة الرابعة لجسور الإبداع تحتضن شعراء شبكة الحروف بأكادير-جنوب المغرب / مراسلة يونس العلوي
احتضنت دار الحي السلام بأكادير الدورة الرابعة لجسور الإبداع المنظمة من طرف جسور الإبداع ومنظمة بدائل للطفولة والشباب فرع اكادير-إداوتنان ذلك يومه السبت 21 يناير 2017 ابتداء من الساعة السادسة على شرف شعراء شبكة حروف المغرب.
وقد سبق لجسور الإبداع أن نظمت في السنة الماضية ثلاث دورات على شرف شعراء:
مراكش وقافلة الحروف وشعراء تارودانت.
وقد شارك في الأمسية الشعرية كل من الشعراء:
مولاي الحسن الحسيني من تارودانت
مصطفى الحومير من أكادير
حنان جراري من البيضاء
الحسن الكامح من أكادير
آسيا الحياني من أكادير
محمد لشياخ من تارودانت
نادية القاسمي من أكادير
محمد منير من آيت اورير
زين العابدين الكنتاوي من بيوكرة
مليكة بزيز من مراكش
عبد الواحد اومهدي من تارودانت
حميد الشمسدي من طانطان
محمد بنزيان من طنجة
الوصلات الموسيقية الفنان جمال الشافعي الذي اطرب الحاضرين بعزفه المتميز على آلة العود وأداء أغاني مارسيل خليفة وفيروز
الأمسية من تقديم نادية اخرزان