Author: almooftah

  • الأديب/ واسيني الأعرج  / روائي جزائري وأستاذ كرسي بجامعتي الجزائر المركزية والسوربون بباريس.

    الأديب/ واسيني الأعرج / روائي جزائري وأستاذ كرسي بجامعتي الجزائر المركزية والسوربون بباريس.

    واسيني الأعرج

    من ويكيبيديا،
    واسيني الأعرج
    ولد    8 أغسطس 1954
    قرية سيدي بوجنان الحدودية- تلمسان
    المهنة    جامعي وروائي جزائري
    واسيني الأعرج. (ولد 8 أغسطس 1954 بقرية سيدي بوجنان الحدودية- تلمسان) جامعي وروائي جزائري. يشغل اليوم منصب أستاذ كرسي بجامعتي الجزائر المركزية والسوربون بباريس. يعتبر أحد أهمّ الأصوات الروائية في الوطن العربي.
    على خلاف الجيل التأسيسي الذي سبقه، تنتمي أعمال واسيني، الذي يكتب باللغتين العربية والفرنسية، إلى المدرسة الجديدة التي لا تستقر على شكل واحد وثابت، بل تبحث دائما عن سبلها التعبيرية الجديدة والحية بالعمل الجاد على اللغة وهز يقينياتها. إن اللغة بهذا المعنى، ليست معطى جاهزا ومستقرا ولكنها بحث دائم ومستمر.
    إن قوة واسيني التجريبية التجديدية تجلت بشكل واضح في روايته التي أثارت جدلا نقديا كبيرا، والمبرمجة اليوم في العديد من الجامعات في العالم: الليلة السابعة بعد الألف بجزأيها: رمل الماية والمخطوطة الشرقية. فقد حاور فيها ألف ليلة وليلة، لا من موقع ترديد التاريخ واستعادة النص، ولكن من هاجس الرغبة في استرداد التقاليد السردية الضائعة وفهم نظمها الداخلية التي صنعت المخيلة العربية في غناها وعظمة انفتاحها.
    جوائز

    في سنة 1997، اختيرت روايته حارسة الظلال (دون كيشوت في الجزائر) ضمن أفضل خمس روايات صدرت بفرنسا، ونشرت في أكثر من خمس طبعات متتالية بما فيها طبعة الجيب الشعبية، قبل أن تنشر في طبعة خاصة ضمت الأعمال الخمسة.
    تحصل في سنة 2001 على جائزة الرواية الجزائرية على مجمل أعماله.
    تحصل في سنة 2006 على جائزة المكتبيين الكبرى على روايته: كتاب الأمير، التي تمنح عادة لأكثر الكتب رواجا واهتماما نقديا، في السنة.
    تحصل في سنة 2007 على جائزة الشيخ زايد للآداب.
    تُرجمت أعماله إلى العديد من اللغات الأجنبية من بينها: الفرنسية، الألمانية، الإيطالية، السويدية، الدنمركية، العبرية، الإنجليزية والإسبانية.
    أعماله
    البوابة الحمراء(وقائع من أوجاع رجل). دمشق/ الجزائر 1980
    طوق الياسمين (وقع الأحذية الخشنة). بيروت1981 (سلسلة الجيب: الفضاء الحر-2002 Libre Poche )
    ما تبقّى من سيرة لخضر حمروش. دمشق 1982
    نوار اللوز. بيروت 1983 – باريس للترجمة الفرنسية 2001
    مصرع أحلام مريم الوديعة. بيروت 1984 (سلسلة الجيب: الفضاء الحر-2001 Libre Poche )
    ضمير الغائب. دمشق 1990 (سلسلة الجيب: الفضاء الحر-2001 Libre Poche )
    الليلة السابعة بعد الألف: الكتاب الأول: رمل الماية. دمشق/الجزائر 1993
    الليلة السابعة بعد الألف: الكتاب الثاني: المخطوطة الشرقية. دمشق- 2002
    سيدة المقام. دار الجمل- ألمانيا/الجزائر 1995 (سلسلة الجيب: الفضاء الحر-2001 Libre Poche )
    حارسة الظلال. الطبعة الفرنسية. 1996- الطبعة العربية 1999 (سلسلة الجيب: الفضاء الحر-2001 Libre Poche )
    ذاكرة الماء. دار الجمل- ألمانيا 1997 (سلسلة الجيب: الفضاء الحر-2001 Libre Poche )
    مرايا الضّرير. باريس للطبعة الفرنسية. 1998
    شرفات بحر الشمال. دار الآداب. بيروت 2001، باريس للترجمة الفرنسية 2003 (سلسلة الجيب: الفضاء الحر-2002 Libre Poche )
    مضيق المعطوبين. الطبعة الفرنسية.2005 (سلسلة الجيب: الفضاء الحر-2005 Libre Poche )
    كتاب الأمير. دار الآداب. بيروت. 2005 – باريس للترجمة الفرنسية 2006 (سلسلة الجيب: الفضاء الحر-2006 Libre Poche )
    رواية البيت الأندلسي . دار الجمل – 2010.
    جملكية أرابيا منشورات الجمل 2011 م
    راواية مملكة الفراشة ٢٠١٣ م

    ـــــــــــــــــــــــــ

     

    أصابع لوليتا رواية جديدة للأديب الجزائري واسيني الأعرج
    عمان- في المرصاد- تعاين رواية “أصابع لوليتا” للأديب الجزائري واسيني الأعرج الصادرة حديثا ضمن سلسلة كتاب مجلة دبي الثقافية الشهرية اجواء جديدة مفعمة بأحاسيس شاعرية التقطتها مخيلة روائي رحبة من بين ثنايا الحياة اليومية في بيئة قاسية.
    تتباين موضوعات الرواية عن تلك القضايا والوقائع التي اشتغل عليها الأعرج في أكثر من رواية سابقة حيث يجنح في “أصابع لوليتا” إلى استدعاء صفحات من سيرته الذاتية ويعرضها بأسلوبية فطنة وكأنها تسرد صورا وأحداثا من الوجع الإنساني برمته.
    تتغلغل الرواية، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الأردنية (بترا)، بسلاسة إلى دواخليات القارئ وهي تنبش في ذاكرة على نحو يحيط بأشكال الوعي الشديد الصلة بالحوارات الذكية وهي تفسح مساحات واسعة من الرؤى التي تنحاز إلى ابعاد وهموم وتطلعات إنسانية رغم قتامة وسخونة الواقع.
    تتوقف الرواية التي سطرها الأعرج بين باريس وتونس والجزائر في محطات عديدة يجري فيها توظيف مفردة المكان بشكل طاغ ولئن كان ذلك لا يمنع الروائي من الغوص في أعماق شخصياته العديدة التي تلقي بظلالها على الأمكنة والأحداث بجسارة ودون استئذان.
    وزع الأعرج روايته إلى خمسة فصول جاءت تحت عناوين : (خريف فرانكفورت، انتظار على حافة النهر، رماد الأيام القلقة، صحراء الفتنة والقتل، فصل في جحيم التيه).
    يعتبر واسيني الأعرج من بين ابرز كتاب الرواية العربية الجديدة حيث قدم مجموعة من الإصدارات الروائية التي أثرت السرد العربي بألوان من المعالجات المبتكرة لأسئلة الواقع على غرار روايات: كتاب الأمير، شرفات بحر الشمال، طوق الياسمين، سيدة المقام وفي جميعها وضع بصمته الإبداعية الخاصة في استشراف الحدث على خلفية من اللوحات الإنسانية التي تأسر المتلقي بطلاوتها السردية وتفاصيلها الفريدة والممتعة.

  • الدكتور  /الطاهر بن جلون  /روائي وأديب مغربي فرنكفوني متوّجاً في بلاده ..

    الدكتور /الطاهر بن جلون /روائي وأديب مغربي فرنكفوني متوّجاً في بلاده ..

    الطاهر بنجلون أديب مغربي، فرنكفوني، من مواليد فاس في الأول من دجنبر 1944، حاصل على دكتوراة في علم النفس الاجتماعي سنة 1975 بفرنسا، له عدة مؤلفات أدبية من شعر و روايات و محاولات، أشهرها “الليلة المقدسة” و الذي نال من خلالها جائزة الغونكور، ويعتبر من أكثر من ترجمت مؤلفاته من بين الأدباء الفرنكفونيين.

    الطاهر بن جلون متوّجاً في بلاده

    قد ينسى بعضنا أن «غونكور» المغربي شاعر قبل أن يكون روائيّاً. صاحب «ليلة القدر» الذي كرّس بصفته الثانية، عاد إلى المنزل الأوّل، ليتسلّم «جائزة الأركانة»… ويوقّع مختارات معرّبة من دواوينه

    ياسين عدنان

    الرباط| حين يردّد الطاهر بن جلون هذه الأيام أنّ القصيدة ملاذ حقيقي، لا يجب أن يؤخذ كلامه هذا على محمل الاستعارة. فقد احتضن الشعر صاحب «ليلة القدر» بالفعل هذه المرة. بعد الحرب الشرسة التي شنّتها الصحافة الفرنسية عليه أخيراً، إثر اعتراضه على ترشيح رواية ميشال ويلبيك «الخريطة والإقليم» لجائزة «غونكور»، غادر الروائي المغربي كرسيه في «أكاديمية غونكور» موقتاً

    ، باتجاه خيمة القصيدة. خيمة رفع أوتادها «بيت الشعر في المغرب»، وسط «مسرح محمد الخامس» في الرباط، مساء الاثنين 13 كانون الأول (ديسمبر) الحالي، حيث تسلّم بن جلون «جائزة الأركانة العالمية للشعر» في دورتها الخامسة.
    في العاصمة الفرنسية كانت تصريحات بن جلون نارية في وجه ويلبيك، المعروف بمواقفه العنصريّة تجاه العرب والقضيّة الفلسطينية. أنكر بن جلون على الروائي الفرنسي انتماءه إلى الأدب، مشيراً إلى أنّه مجرّد «نجم روك»، وأنّه ما كان ليقرأ روايته «الخريطة والإقليم»، لولا أنّ مسؤوليته في لجنة «أكاديمية غونكور» تُلزِمه بذلك. أما في المغرب، فقد تحوّل فوزه بـ«الأركانة» إلى محفزٍ للوشوشات في المجالس: كيف ينال من يلقِّبه الفرنسيون بـ«بلزاك العصر» أرفع جائزة شعرية مغربية؟ أما كان أولى لو عادت الجائزة إلى شاعر استثمر في القصيدة مجمل مساره الأدبي، ونسج حروف اسمه كاملة على نول القصيدة؟
    لم يكن بن جلون يملك إجابات عن هذه الأسئلة. فهو عادة لا يجرؤ على تقديم نفسه بصفة الشاعر. لكن لجنة تحكيم هذه الدورة التي ترأسها الشاعر المغربي الكبير محمد السرغيني توجته بجائزتها، في مغامرة شعرية تحفَّظ عليها بعضهم همساً، فيما حيّا آخرون جرأتها. وبعيداً عن النقاش بشأن مدى صوابيّة هذا الخيار، يحسب لـ«بيت الشعر» أنّه أفسح المجال لتكريم الطاهر بن جلون، لأول مرة في المغرب. فالروائي المغربي الحاصل على «جائزة غونكور» عام 1987 عن روايته الشهيرة «ليلة القدر»، يبقى أكثر الأدباء المغاربة اقتناصاًً للجوائز العالمية، وترجمةً إلى اللغات الأجنبية (44 لغة)… إلا أن «الأركانة» هي أول جائزة يحصل عليها في بلده. أنصف المغرب بن جلون متأخراً، كأنّه فضل تكريمه على الصفة التي غادر بها البلاد للمرة الأولى باتجاه منفاه الفرنسي: صفة الشاعر.
    لم تأتِ قصيدة بن جلون الأولى عن المرأة، وعيون الحبيبة، كما هي أغلب قصائد البدايات، بل جاءت عن الجرح والغضب والألم. كتب قصيدته الأولى «فجر الشواهد» أثناء اعتقاله في «ثكنة هرمومو» بين تموز (يوليو) 1966 وكانون الأول (ديسمبر) 1967. وسرعان ما احتضن عبد اللطيف اللعبي في «أنفاس» هذا الصوت الشعري الشاب، قبل أن يتطوع المناضل اليساري أبراهام السرفاتي لتقديم ديوانه الأول «رجال تحت كفن الصمت». وبقي الشاعر يواصل نشر قصائده في «أنفاس» بعد خروجه من السجن، وحتى عام 1971حين عُرِّبت مادة الفلسفة، ليختار المدرِّس الشاب الهجرة نهائياً إلى فرنسا…
    في تلك السنة كتب بيانه الشعري الشهير «أكتب لكي لا يكون لي وجهٌ. أكتبُ لأقول الاختلاف»، وهو البيان الذي ذيّل به مجموعته الشعرية «ندوب الشمس». ثم توالت دواوين بن جلون على امتداد أربعة عقود: «حديث الجمل»، و«مجهولو الهوية»، و«أشجار اللوز من جروحهم تموت»، و«في غفلة عن الذكرى»، و«مارسيليا مثل صباحِ أرقٍ»، و«مُصابٌ بالصحراء»، و«صاعداً الرماد»، و«جِنين وقصائد أخرى».
    لعلَّ صدور هذه الأعمال مجتمعة عام 2007 عن منشورات «غاليمار» الفرنسية، هو ما أعاد إلى الواجهة صوت الطاهر بن جلون الشعري. وكان محمد برادة أوّل من قرّب هذا الصوت من قراء الضاد إذ ترجم ديوانه «حديث الجمل» عام 1975، قبل أن يتصدى كاظم جهاد لترجمة كل من «صاعداً للرماد»، القصيدة الطويلة التي خصصها لحرب الخليج الأولى، و«مجهولو الهوية» الديوان الذي يحتفي بمجموعة من الشهداء الفلسطينيين. هذا المسار الشعري، إضافةً إلى التزام الطاهر بن جلون بالقضايا الوطنية، وارتباطه بالتراث الشعبي، وانحيازه إلى الشعر ليس في القصيدة فقط، بل في أعماله الروائية أيضاً… كلّها عناصر جعلت بن جلون جديراً بـ«الأركانة».
    بدا الطاهر سعيداً بأول جائزة له في المغرب، وبأول تتويج له شاعراً. لأنّنا «نستشهد بالشعراء لا بالروائيين أو المؤرخين. نجعل منهم شهوداً حينما نردّد: «كما قال المتنبي»»، كما لاحظ في كلمته خلال حفل التكريم. بدا سعيداً أيضاً لأنّ تصفيق جمهور الشعر في «مسرح محمد الخامس»، وأغاني فرقة «ناس الغيوان» التي أحيت الحفلة، أنسياه معاركه مع الصحافة الفرنسية، مع روائيي فرنسا الجدد الذين لا يملكون من الرواية إلا صرعة الموضة الزائلة.

    The Sand Child (1985)

    نبذة حول الأديب: الطاهر بن جلون

    الاسم: الطاهر بن جلّون .

    مولده :
    ولد في فاس في 1 / 12/ 1944م.

    تعليمه :
    درس في طنجة عام 1955 حيث التحق بإحدى المدارس الفرنسية هناك. ودرس الفلسفة في الرباط ثم بدأ يدرسها إلى غاية 1971 حين إعلان الحكومة المغربية عزمها تعريب تعليم الفلسفة. ورداً على هذه الخطوة، غادر المدرّس الفرنكوفوني المغرب صوب فرنسا حيث حصل على شهادة عليا في علم النفس.

    محطات :
    – اعتقل عام 1966 مع 94 طالب آخر لتنظيمهم ومشاركتهم في مظاهرات 1965 الطلابية، وهي تجربة دفعته بحماس إلى تبني نوع آخر من المقاومة أساسه الكلمة لا الفعل.

    آرائه :
    – بالنسبة للطاهر بن جلون، فيتجلى صدى نزعته الإنسانية العلمانية في آرائه السياسية التي غالبا ما يعبر عنها في مقالات تنشرها الصحف الفرنسية.

    فعلى الرغم من انتقاده للعنصرية في المجتمعات الأوروبية، فهو يعتبر أن العنصرية جاءت نتيجة الإخفاق في إدماج جاليات المهاجرين في بيئاتها الجديدة. فهو يرى أن اللوم يقع على الطرفين. حيث يقول إن الحكومات قد أخفقت في إدماج المسلمين ذوي الأصول الشمال أفريقية في ثنايا تكوينها العلماني فتركتهم داخل “غيتوهات” يترعرع فيها التطرف وتتجه عكس العلمانية التي مافتئت أوروبا تباهي بها. والمهاجرون من جهتهم بقوا متبعين لأساليب حياتهم المعاكسة لمبادئ المساواة التي يعتقد بن جلون في ضرورة معانقتها إن هم أرادوا البقاء في أوروبا.

    – قال لموقع موروكو تايمز على الويب “المرأة يجب أن تكون مساوية للرجل في العالم العربي…إن نحن أردنا التقدم إلى الأمام”. وتربط دعوة بن جلون إلى المساواة بين كتاباته وبين منظومة اعتقاد راسخ في المثل الفرنسية التعادلية والعلمانية.

    ما قاله النقاد :
    – يقول هشام الصباحي:
    لا تستطيع أن تتملص من سطوته وقوته وقدرته على احتواءك والسيطرة عليك تماما حتى لو استحضرت كل ما تملك من وعى وقوة ومقاومة حتى لا تقع تحت تأثيره وفى اللحظة التي تتأكد أنك أصبحت حرا منه هي نفسها اللحظة التي تدرك انك واقع كاملا تحت سطوته وتدور وتعيش وتتنفس عالم هذا الرجل الذي يجبرك أن تبحث عن أعماله وتتابع بدقة ما ينتجه.

    مؤلفاته :
    – تلك العتمة الباهرة .
    – أن ترحل
    – ليلة القدر
    – الليلة المقدسة
    – طفل الرمال
    – الإسلام مشروحاً
    – تفسير العنصرية لابنتي
    – غزالة وتنتهي العزلة
    – يوم صامت في طنجة
    – حرودة
    – نزل المساكين
    – المرتشي
    – صلاة الغائب
    – أعناب مركب العذاب
    – الكاتب العمومي .
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    كلمات له

    كان القبر زنزانة يبلغ طولها ثلاثة أمتار وعرضها متر ونصف أما سقفها فوطئ جداً يتراوح ارتفاعه بين مائة وخمسين ومائة وستين سنتيمترات . و لم يكن بإمكاني أن أقف فيها.
    ***
    طوال ساعة أو أقل ، أبقيت عيني مفتوحتين ، و فمي فاغراً ، لكي أتجرع ما أمكن من الضوء ، لكي أستنشق الضياء و أختزله في داخلي ، و أحفظه ملاذاّ لي فأستذكره كلما أطبقت العتمة ثقيلة فوق جفني ، ابقيت جذعي عارياً لكي يتشبع جلدي بالضوء و يختزنه كأثمن ما يقتنى .
    ***
    أحلم بأن أسمع كلمات ، بأن أدخلها في رأسي ، و أكسوها بالصور و أجعلها تدور كدولاب مدينة الملاعب و أضن بها و أستذكرها عندما أشعر بالألم ، عندما يستبد بي الخوف من الجنون. هيّا ، لا تكن مقتراً ، إحكِ ، إخترع إذاً ما شئت و لكن إمنحنا شيئاً من مخيلتك .
    ***
    أن نعمر الأشياء مجدداً كأن الحفرة لم تكن هي القبر ، ذلك كان قوام نضالنا ، المتصل ، الدؤوب ، المعاند. ألا نستسلم. ألا نفكر لا في جلادينا و لا فيمن خطط و رسم مسبقاً أدق تفاصيل السبيل الذي سيسلكه الموت ، متباطئاً ، متباطئاً جداً ، الى ان ينتزع أرواحنا دمعة تلو دمعة ، كيما يحل العذاب في الجسد و يخمد ناره وئيداً حتى الإنطفاء الكلي .
    ***
    عندما أتذكر .. ما عدت أخشى الموت من الحنين. حتى إني لم أعد لم أعد محتاجاً الى إحراق الصور و إعادة ترتيبها. صرت أقوى من إختبار الدموع الذي يفضي الى نفق آخر. أرى الى ذكرياتي كأنها ذكريات شخص آخر. و لست ، أنا سوى دخيل متلصص .

    ***
    فلسوف أكون من الناجين ما دامت لي القدرة على الصلاة و على التواصل مع الخالق. لقد بلغت أخيراً عتبة الأبدية ، هناك حيث لا وجود لحقد البشر و خستهم و صغاراتهم. هكذا بلغت ، او كنت أعتقد أني بلغت ، وحدة سامية ، تلك التي ترتقي بي فوق الظلمات و تبعدني عن المتجبرين على كائنات ضعيفة. ما عاد في صدري لأنين. لقد أحيلت جميع أعضاء جسمي كلها الى الصمت ، إلى شكل من أشكال السكون الذي لم يكن تماماً هو الراحة ، و لا الموت .
    ***
    الشيء الوحيد الذي تمكنت من المحافظة عليه هو رأسي ، عقلي. كنت أتخلى لهم عن أعضائي , و رجائي ألا يتمكنوا من ذهني ، من حريتي ، من نفحة الهواء الطلق ، من البصيص الخافت في ليلي. ألوذ بدفاعاتي متغافلاً عن خطتهم. تعلمت أن أتخلى عن جسدي. فالجسد هو ذلك المرئي. كانوا يرونه ، و يستطيعون لمسه و بضْعَه بنصلٍ محمّى بالنار ، بإمكانهم تعذيبه ، و تجويعه ، و تعريضه للعقارب ، للبرد المجمد ، غير إني كنت حريصاً أن يبقى ذهني بمنأى عنهم. كان قوتي الوحيدة .

    القصيدة السابقة (من رواية ( تلك العتمة الباهرة ))

  • توقعات موقع المفتاح الإجتماعية والعامة لــ عام 2014م..وقريباً عن كل الأبراج..ترقبونا..وانتظرونا قادمون..

    توقعات موقع المفتاح الإجتماعية والعامة لــ عام 2014م..وقريباً عن كل الأبراج..ترقبونا..وانتظرونا قادمون..

    توقعات الابراج 2014

    وجميع التوقعات الخاصه بجميع الابراج

    التوقعات العامة
    1-يكون الشتاء قاسياً ومتأخراً حتى أيار .
    2- يعمّ الرخص للطعام والشراب .
    3- يكثلا أعداد الحشرات والقوارض

    4- تكثر الأمراض التي كانت شبه زائله..كشلل الأطفال والسل.وغيره.
    5- هذا العام يحمل موسماً جيداً للزيتون والحمضيات والتفاح إنشاء الله.
    6- ينتشر الطلاق وتكثر الزيجات السريعة والمفاجئة..
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    التوقعات الإجتماعية:
    1- تكثر حالات الموت المفاجيء .
    2- نسمع كثيراً عن حالات خطف وفدية.
    3- أحداث وإشكالات فردية تجر إلى ضحايا أبرياء.
    4- لايثبت الحال على ماهو اليوم مثلاً حمص هادئه ..حلب مشتعلة وهكذا دواليك.
    5- سوف تظهر مجموعات ليس لها صفة سوى القتل والمال.
    6- تهتز الأرض في أيار.
    7- مقتل شخصيتان على جانب من الأهمية تفيران اتجاه ومحور الأمور.
    8- في بداية الصيف تبدأ  الحل ..
    9- مع آب تشتد الأمور وحرب تلوح بالأفق ونزاعات تبدأ وأخرى تنتهي .
    10- الحرب مستمرة وكذلك إعادة البناء والعمل مستمر.
    11- سقوط أردغان في الساحات وظهور شخص يقلب الموازين لصالح سورية.
    12- خوف وهلع سعودي من أحداث تعم مكة والمدينة والأرجح أن دفع ثمن الظلم قد بدأ ..
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    ملحوظة: ترفبوا الأبراج النسائية والرجالية ..قريباً جداً

  • التشكيلة المحتملة للمنتخب البرازيلي وأسعار التذاكر لمباريات كأس العالم التي ستعقد في عام 2014 في البرازيل ..

    التشكيلة المحتملة للمنتخب البرازيلي وأسعار التذاكر لمباريات كأس العالم التي ستعقد في عام 2014 في البرازيل ..

     التشكيلة المحتملة للمنتخب البرازيلي في كأس العالم 2014علامات: دييغو ألفيس دانيال ألفيس باولينيو تياغو سيلفا منتخب البرازيل أدريانو لوكاس مورا ديفيد لويز هالك نيمار البرازيل أوسكار كأس العالم لاعبين كرة قدم
    الجميع يعلم مسبقاً أن المنتخب البرازيلي لكرة القدم ينتظر كأس العالم 2014 بفارغ الصبر لمفاجأة العالم بما يمكن للاعبي الكرة البرازيليين تقديمه، خاصة بعد الإخفاق الكبير في آخر بطولتي كأس عالم، لذا دعونا نتعرف على التشكيلة المحتملة لمنتخب السامبا في هذه البطولة طبقاً للإحصائيات والأرقام التي تمت على اللاعبين البرازيليين في الفترة الأخيرة.

    бразилия чемпионат мира по футболу 2014 талисман броненосец бразилия ЧМ-2014 2012 сентябрь коллаж

    كشف الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) عن أسعار التذاكر لمباريات كأس العالم التي ستعقد في عام 2014 في البرازيل، ذكرت ذلك وكالة اسوشيتدبرس.
    وسوف يكون أرخص ثمن لتذاكرالاجانب 90 دولارا، مما يسمح للمشجع الاجنبي ان ياتي الى البرازيل لحضور واحدة من مباريات المجموعات المتنافسة. اما الحصول على مكان في مدرج الملعب لحضور المباراة النهائية سيكلف المشجع الاجنبي 440-990 دولارا.
    وستجري المرحلة الأولى من بيع التذاكر لكأس العالم 2014 على موقع الفيفا من 20 أغسطس/اب – 10 أكتوبر/تشرين الاول. أما المرحلة الثانية من مبيعات التذاكر ستبدأ يوم 8 ديسمبر/ كانون الاول، بعد أن يكون قد أصبح جدول مباريات مرحلة المجموعات معلوما.

    الكشف عن تميمة كأس العالم 2014 في البرازيل
    برازيليا، البرازيل (CNN)– كشفت اللجنة المنظمة المحلية لكأس العالم بالبرازيل 2014 عن تميمة (تعويذة الحظ) للبطولة والذي اتخذ شكل حيوان “أرماديلو” ذي الثلاث أشرطة على ظهره، والذي تعتبر البرازيل موطنه الأصلي.
    وجاء في تقرير نشر على موقع الإتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” أن إزاحة الستار رسمياً عن التميمة تم في برنامج “فانتاستيكو” الترفيهي الذي تبثه أسبوعياً قناة “تي في جلوبو” البرازيلية، حيث تم الترحيب به من قبل أسطورة كرة القدم في بلاد السامبا وعضو مجلس إدارة اللجنة المنظمة المحلية، رونالدو.
    ونقل التقرير على لسان رونالدو قوله: “إني سعيد بالترحيب بهذا العضو الهام البطولة 2014 حيث ستلعب التميمة دور سفير هام على مدى السنتين المقبلتين.”
    وأضاف رونالدو “إني على ثقة أن التميمة ستُلهم الكثير من جماهير كرة القدم اليافعين في البرازيل وحول العالم من خلال الشغف الكبير التي تملكه تجاه هذه الرياضة والبلاد.”
    وجاء الإعلان عن التميمة بعد أسبوع من الأنشطة قامت خلالها التميمة بسلسلة من الزيارات غير الرسمية حول البرازيل، حيث شملت هذه الفعاليات زيارة لشاطئ بوا فياجيم في ريسيفي وتوزيع 2014 كُرة زرقاء ترمز لقوقعته الفريدة.
    ويذكر أن التصميم النهائي للتميمة قد تم اختياره بعد أن قامت “فيفا” واللجنة المنظمة المحلية بتحليل 47 اقتراحاً مختلفاً تقدمت بها ست وكالات برازيلية، ثم جرى تحليل التصاميم بشكل معمّق عبر استطلاع لرأي الجمهور المستهدف الرئيسي وهو أطفال البرازيل الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و12 عاماً حيث وقع خيارهم على “أرماديلو” الذي صممته وكالة “100% ديزاين.”
    Large

  • الباحث الدكتور إبراهيم الفقي  Ibrahim Elfiky ) 1950 – 2012 ) – خبير التنمية البشرية المصري الراحل ..

    الباحث الدكتور إبراهيم الفقي Ibrahim Elfiky ) 1950 – 2012 ) – خبير التنمية البشرية المصري الراحل ..

    الدكتور إبراهيم الفقي  Ibrahim Elfiky ) 1950 – 2012 )- خبير التنمية البشرية
    الدكتور إبراهيم الفقى واحد من أقوى ستة مدربين في النجاح في العالم بأسره… فهو مؤسس ورئيس مجلس إدارة مجموعة شركات إبراهيم الفقى العالمية التى تتألف من أقوى شركات التنمية البشرية

    من ويكيبيديا
    إبراهيم الفقي

    ولادة “5 اغسطس 1950
    أبو النمرس المنيب الجيزة
    وفاة “10 فبراير 2012 (العمر: 61 سنة)
    مدينة نصر, القاهرة
    مواطنة – مصر
    عمل- مدرب، مستشار، مؤلف
    أولاد- نانسي
    نرمين
    موقع
    www.ibrahimelfiky.com
    إبراهيم محمد السيد الفقي (5 أغسطس 1950 – 10 فبراير 2012)، خبير التنمية البشرية[1][2] والبرمجة اللغوية العصبية ورئيس مجلس إدارة المركز الكندي للتنمية البشرية ومؤسس ورئيس مجلس إدارة مجموعة شركات إبراهيم الفقي العالمية، واضع نظرية ديناميكية التكيف العصبي ونظرية قوة الطاقة البشرية.

    نشأته
    ولد الدكتور إبراهيم محمد السيد الفقي في قرية أبو النمرس حي المنيب بمحافظة الجيزة حصل على بطولة مصر في تنس الطاولة لعدة سنوات ومثل مصر مع المنتخب الوطني في بطولة العالم لتنس الطاولة بألمانيا الغربية عام 1969. وفي الحياة المهنية فقد تدرج في الوظائف حتى درجة مدير قسم في قطاع الفنادق بفندق فلسطين بالإسكندرية ووصل إلى الدرجة الثالثة وهو في سن الخامسة والعشرين. هاجر إلى كندا لدراسة الإدارة، وبدأ هناك في وظيفة جلي الأطباق وفي وظيفة حارس لمطعم وحمال كراسي وطاولات في فندق بسيط.
    نجاحه

    يحكي الدكتور الفقي في محاضراته أنه سافر إلى كندا مع زوجته وهو لا يمتلك شيئا وعمل في أقل الوظائف في فندق بالرغم من نجاحه في الفندقة قبل سفره الي كندا, ثم تدرج في وقت قصير جدا الي ان أصبح مدير أكبر الفنادق في كندا وحصل علي الكثير من الشهادات الدولية وأكثر من دكتوراة في علم التنمية البشرية, و يقول الدكتور إبراهيم الفقي إنه قام بتأليف علمين جديدين مسجلين باسمه وهما: علم قوة الطاقة البشرية وعلم ديناميكية التكيف العصبي.

    المحاضرات والدورات التدريبة

    درب الدكتور الفقي أكثر من 600 ألف شخص في محاضراته حول العالم، كما أنه حاضر ودرّب بثلاث لغات: الإنجليزية والفرنسية والعربية.[3]

    مؤلفاته
    الكتب

    الدكتور الفقي له عدة مؤلفات ترجمت إلى الإنجليزية والفرنسية والعربية والكردية والاندونيسية وحققت مبيعات ملايين النسخ من النسخ في العالم. من أبرز كتب الدكتور:

    قوة التفكير
    البرمجة اللغوية العصبية وفن الاتصال اللامحدود.
    المفاتيح العشرة للنجاح.
    قوة التحكم في الذات.
    قوة الحب والتسامح.
    حياة بلا توتر.
    إدارة الوقت.
    سيطر على حياتك.
    أيقظ قدراتك واصنع مستقبلك.
    سحر القيادة.
    التنويم بالايحاء.
    الطاقة البشرية والطريق الي القمة.
    استراتيجيات التفكير.
    التفكير السلبي والتفكير الإيجابي.
    الأسرار السبعة للقوة الذاتية.
    كيف تتحكم في شعورك وأحاسيسك.
    اسرار التسويق الاستراتيجي.
    الطريق إلى النجاح.
    الطريق إلى الامتياز .
    قوة الذكاء الروحى .
    احترف فن الفراسة .
    الثقة و الاعتزاز بالنفس .
    اعرف نفسك .
    العمل الجماعى .
    حلل شخصيتك بنفسك .
    سحر الكلمة .
    غير حياتك في 30 يوم .
    فن خدمة العملاء .
    فن و أسرار اتخاذ القرار .
    قوة التحفيز .
    قوة العقل الباطن .
    كيف تصبح نجماً اجتماعياً لامعاً .
    نم قدراتك الذهنية .
    احترف التحدث و الإقناع .
    و الكتب المتوفرة للمؤلف في المكتبة والأرشيف الوطني لكندا عبارة عن عشرة عناوين كلها نشرت خلال التسعينات من القرن الماضي. وتدرجت مواضيعها زمنيا من تناول تقنيات البيع مرورا بفن التدبير الناجح ووصولا إلى الكتابة عن التطوير الذاتي والنجاح بشكل عام[4].

    مواد مرئية

    المفاتيح العشرة للنجاح.
    قوانين العقل الباطن.
    فن وأسرار اتخاذ القرار.
    قوة التحكم في الذات.
    قوة الثقة في النفس.
    قوة الحب والتسامح.
    شرائط سمعية
    اللقاء المفتوح مع د. إبراهيم الفقي.
    البرمجة اللغوية العصبية، وتطبيقاتها في حياتنا العملية.
    نجاح بلا حدود.
    الأسطوانات الرقمية DVD
    قوة الحماس.
    استراتيجيات الاتصال الفعال.
    طريقك للتميز.
    أسرار قادة التميز.
    مجموعة شركات إبراهيم الفقي العالمية
    المركز الكندي للتنمية البشرية.
    المركز الكندي لقوة الطاقة البشرية.
    المركز الكندي للبرمجة اللغوية العصبية.
    المركز الكندي للتنويم بالإيحاء.
    الحياة الشخصية
    تزوج من أمال الفقي في سنة 1974 وله بنتان نانسي ونرمين.[5]

    وفاته
    يوم الجمعة 10 فبراير 2012 صباحا، وجد الدكتور إبراهيم الفقى وشقيقته، وكذلك سيدة أخرى من العائلة (ليست مربية أو خادمة) موتى اختناقا إثر اندلاع حريق هائل بالشقة التي يقيم بها. وقد نشب الحريق في مركز الدكتور إبراهيم الفقى(61 عاما) للتنمية البشرية بالطابق الثالث وامتد لباقى أدوار العقار الذي يمتلكه الفقى ويقيم به مما أدى إلى وفاته وشقيقته فوقية محمد الفقي (72 سنة) والسيدة الأخرى التي كانت تقيم معهم وتدعى نوال.[6][7]

    من اقواله
    “ابتعد عن الأشخاص الذين يحاولون التقليل من طموحاتك بينما الناس العظماء هم الذين يشعرونك أنك باستطاعتك أن تصبح واحداً منهم” كانت هذه الكلمات بمثابة الوصية الأخيرة التي كتبها الراحل الدكتور إبراهيم الفقي على حسابه الخاص بموقع “تويتر” قبل ساعات قليلة من رحيله، حتى أنه أوصى أصدقاءه بإعادة نشرها مرة آخرى، وكأنه كان يعرف مصيره الذي ينتظره فأراد أن يحمل رسالة إلى الجميع يدعو من خلالها الجميع بالتمسك بطموحاته أيا كانت صعوبة تحقيقها بحسب صحيفة الأهرام المصرية.
    كما قال عش هذه اللحظة كأنها آخر لحظة, عش بحبك لله عز وجل , عش بالتطبع بأخلاق الرسول عليه الصلاة والسلام , عش بالأمل , عش بالكفاح , عش بالصبر عش بالحب , وقدر قيمة الحياة .

  • من رواية ” الاحتجاج ” بقلم القاص والروائي السوري نبيه اسكندر الحسن – 1 –

    من رواية ” الاحتجاج ” بقلم القاص والروائي السوري نبيه اسكندر الحسن – 1 –

    رواية ” الاحتجاج ” بقلم القاص والروائي السوري نبيه اسكندر الحسن

    حمص – سوريا – ص – ب – 5121 جوال 0966326100
    نبيه اسكندر الحس

    الاحتجاج
    رواية
    ( يبكي ويضحكُ لا حزناَ ولا فرح ..كعاشقٍ خطَ سطراً في الهوى وم ..من بسمةِ النجمِ همسٌ في قصائدهِ ..ومن مخالسةِِ الظبي الذي سنح ..قلبٌ تمرسَ باللذاتِ
    وهو فتى كبرعمٍ لمستهُ الريح   فانفتح مالي الآقاحيةِ السمراءِ قد صرفت عنا هواها أرقُ الحسنِ ما سمح لو كنتِ تدرينَ ما القاهُ من شجنٍ لكنتِ أرفقَ من آسا ومن صفح )
    اكتظت الأزقة بالناس حين حل “علوان ” ضيفاً على القرية ، تطلع حوله رأى الصبايا يحملن الجرار الفخارية على أكتافهن ،من بين الصبايا أعجب بقوام ” ماجدة ” الرشيق ،وبقي طيلة الليل يحلم بوجهها الملائكي ،عند الصباح تناول الفطور مع جلوي ومازالت صورة ماجدة تطوف في
    تجاعيد دماغه ،دون أن  يفصح عمّا يجول بخاطره لصديقه الشيخ “جلوي ” .
    خرج ليرى خيوط الشمس الزاحف يمشط مياه النبع ليقطع برودة الصباح ،وبدا النبع في سفح التل كآلهة أسطورية تعطي الحياة لأهل القرية ،وتحولت الأشجار إلى مخبئ للعصافير التي بنت أعشاشها بين الأغصان فحضنتها كأم حنون أضفى المنظر جملا على القرية ،جلس  قرب النبع وفي
    قلبه لوعة تحثه على مقابلة الفتاة التي رآها مساء أمس وكم تمنى لو عرف اسمها ،هزّ رأسه ونظر إلى الأفق وقع بصره على سرب من الطيور يرسم ظلالا على الأرض فشكل اسم عائدة ،اتجه إلى رأس النبع المتدفق لينتشي من برودة ماء فيها نشوة البادية ،وقسوة الصحراء الصباحية ،
    رفع رأسه طالعته وجوه  الصبايا وهن يحملن الجرار على أكتافهن  يصدن   النبع ،كانت أسراب الطيور قد توحدت و انعكفت في دورة نصف دائرية لشكل خطا متناثرا فيما الظلال لامست سطح الماء ،وكانت الصبايا تأخذ دورها على نسق كأنها تستعد للاستعراض وراء لوحة تشكيلية ،كانت
    عائدة تقف بشموخ أرض بعل ،كلما عبأت صبية جرتها تفسح مجال لصديقتها ،وحين اتجهن صوب البيوت قالت مزنة أنا بانتظارك على السهرة يا عائدة ،وقع الاسم عل سمع علوان كشرارة على الهشيم إبان يوم قائظ ،نهض وسار خلفهن وعند مفترق الأزقة سلكت عائدة مسلكا يفضي إلى دارهم
    ،دون أن تدري أن علوان يقتفي أثرها ،عاد علوان من حيث جاء بعد أن عرف دار ضالته ،كان جلوي ينتظره على أحر من الجمر ،يسأل نفسه أين ذهب علوان في هذا الصباح ،وحين غرة ولج علوان البيت ، شعر بالهدوء ،فراح يمازحه :
    – ما بلك فرحا !.
    – وجدت الفاتنة .
    – لم أفهم .
    – لم انم طول الليل .
    – لا تقل أنك عشقت من قريتنا !.
    – نعم ،واسمها عائدة .
    فهم جلوي من كلام علوان أن مزاجه غير قابل للمزاح فقال :
    – أعانك الله .
    – يا شيخ لم أر مثلها في حياتي .
    نظر الشيخ إلى وجهه ليقرأ العشق من تعابير ه :
    – قليل من الصبر .
    – المسألة لا أريد سواها .
    – إن ماجدة عنيدة وتحب صابر علاوة أنها مثقفة دون بنات القرية .
    قال الشيخ ذلك مستكشفا ليس ما يدور بذهنه بل ما مدى تعلقه بهذه الفتاة من النظرة الأولى .فسرّ لنفسه : ” إن هذا الرجل باع نفسه للشيطان ،كيف  أساعده لينال مبتغاه ،وكيف سيكون موقف صابر مني ؟…لكن غيابه طال وربما يكون ارتبط مع فتاة من بنات المدينة ،منذ مدة لم
    نسمع عنه أي خبر ” .
    – هون عليك .
    – ما الحل برأيك ؟.
    – تعال معي .
    خرج جلوي ومن خلفه علوان يقصدان بيت زوج أمّ عائدة ،طيلة الطريق يسترجع كيف ساعد الأفندي  وحبك معه مكيدة أودت بحياة والدها الذي كان يحث الفلاحين على المطالبة بحقهم من الأرض التي بقروا بطنها بأياديهم وبذروا فيها البذور فنبتت قمحا وأشجارا مثمرة ،كان يدرك أنه
    باع نفسه للشيطان .كان زوج أمّ عائدة يجلس على المصطبة وهو يمضغ لقمة ظهرت آثارها على شاربيه ،وسمع زوجه من داخل البيت تناديه :
    – اشبع جاء جلوي .
    وقف مرحبا بالضيف وصاحبه ،نظر علوان خلسة إلى غرفة عائدة المزدانة بأطباق القش المزخرفة فحدث ذاته : ” أكيد صنعتها رائعة الجمال ” !..
    كان  يفهم أسرار جلوي العميقة ،بقليل من الدراهم يقلب الحق باطل والعكس أيضا .لا يدري أين طرحه الصمت لحظة  تعرف على زوج أمّ ” ماجدة ” ،كان ذلك عن طريق صاحبه ،بعد تساؤلات عن أحواله والموسم ،أدرك أنه بحاجة حيث مرت السنة دون أمطار ،اكتف بذلك ولم يقل شيئا سوى
    عرفه من يكون الضيف وقبل أن ينصرف قال :
    – سنزورك قريبا .
    وانصرف مع صاحبه .
    في صباح اليوم التالي ذهبا معا إلى المدينة ثم عرجا إلى البيت . غاب علوان  لدقائق ثم عاد وما هي إلا لحظات حتى نادى :” تعال يا شيخ فدعان ” .
    كانت الطاولة ملأى بالأطايب والشواء هذه المادة الرئيسية التي  يقدمها ابن المدينة للضيوف الأعزاء عربونا للوفاء ،وبثقة وعينين خاليتين من البريق كعيني تمساح قال فدعان :
    – ماجدة لك لو كلفني ذلك أن أسخر كل جن الأرض .
    – أنت عند وعدك ؟.
    – ألم تثق ؟.
    – العغو ولكن !..
    – ماذا ؟.
    وراح يلتهم الطعام بشراهة نار شبت في الهشيم أ،في تلك اللحظة تحرك الهواء وتحرك الغبار والشمس تجاهد لتنفذ الذرات فتصب شواظها في أزقة المدينة تحول التراب إلى رمضاء ،لم يكن جلوي معتادا على هذه الحرارة وكيف وهو ابن القرية والهواء الطلق المضمخ برائحة الأزاهير
    ،لا يدري كيف قضى الليل لم تر عينه النوم من خراطيم البعوض ،كانت  أشد فتكا من لسع براغيث القرية  أيام الحصاد .كانت الديكة تنقر خيوط الفجر عندما دخل علوان وأيقظه ليؤدي صلاة الفجر ،ورح يتمايل كطاؤوس خرج من الخم .وفي سرّه يقذف صاحبه بالشتائم ،وما هي إلا دقائق
    حتى سمع جلبة في الشارع ، وتعالت أصوات أصحاب الطنابر وصرير عجلات العربات على الأحجار البازلتية .فجأة دوى الصراخ وتشابكت الأصوات ،نهض فدعان  وعزم أن يخرج إلى الشارع ،فمنعه علوان :
    –      لا شان لنا .
    –      ما قصدك ؟.
    –      مظاهرة تأيد للوحدة .
    –      مع أي دولة ؟.
    –      مصر .
    –      مصر عبد الناصر .
    سرّ علوان  لنفسه : ” أيكون صابر معهم ،ربما من يدري ” ؟.

    تمدد زوج أم ماجدة على الفراش ،كان يفكر أن يبتاع عربة وأدهمان ،ولكن ليس باليد حيلة هذه الفكرة منقوشة في دماغه من زمن ،والآن أصبح بوسعه أن يحقق حلمه ولم لا أليس ابن المدينة جاء إليه دون دعوة ،إذن سيعتمد على جلوي ،ومن المؤكد سيكفله عند ابن المدينة ،وراح ترقب
    عودتهما حسب الوعد ،عبرت طيور متراتلة تؤلف خطا في الفضاء أرسلت ظلالا على الأرض وراحت تكبر وتتسع مؤلفه رسما عجيبا يوقظ في الإنسان قصة ( هابيل وقابيل ) في لحظة مسكونة بالخوف والقلق والمباغتة ،بعد ثلاثة أيام حضر جلوي وعلوان ليكتبا مصير عاهدة على مائدة زوج
    أمّها العامرة بالأطايب والمشروب الخاص بالأكابر . ولكن بدراهم علوان ، لم يمض كثيرا من الوقت حتى عاد إلى زيارتهم .بقي مدة في ضيافتهم ،وفي الليلة الأخيرة طلب يد ماجدة واتفق مع زوج أمّها على المهر ، شربا الخمر معا حتى بزوغ الفجر ، كان يضع ثقته بصاحبه الشيخ
    “جلوي ”  يعتمد عليه لأسباب عدم وجود أي شخص من أقاربه في القرية ، طلب منه أن يكتب عقد الزواج ،بكت أمها لعلها تنقذ ابنتها فقال جلوي :
    – هذا الكلام لا يليق بك .
    ردت عليه عاهدة :
    –      ما قصدك ؟…هل تعلمنا الكلام والأخلاق ؟.
    –      نعم .
    والتفتت إلى الحضور ،لكن لا من مجيب كانت الرؤوس مهترئة ،كان الفقر ينفخ في البيوت ويدور وماجد  منشغلة وفجأة توقفت عن الكلام حين أقسم زوج أمها بالطلاق إن لم توافق .
    أحضر الشيخ شاهدين من أهل القرية ،وقعا على  العقد ،نهض ” علوان ” ليقبل يد الشيخ ،ولم ينس يد زوج أمّ ماجدة أيضا .
    زغردت زوجة الشيخ و صبايا القرية أيضا.دنت زوجة الشيخ  من ماجدة لتقبل خدها، وحذت الصبايا حذوها :
    –      مبارك عليك .
    من بعيد دوت صرخة أو هكذا هيئ لها ،فقالت لنفسها :” ليته صوت صابر “.
    ومازالت تقذف الشتائم وهي ترقب العيون الكليلة .

    كان عقل ماجدة  مشغولا على  صابر ،رغم قرار زوج أمّها،هذا ما حصل  لقد  تزوجها علوان بعد بالاتفاق معه وبماركة من جلوي  الذي أرغمها على لبس ثوب العرس .وما برحت  صورة صابر في مخيلتها .
    كانت ليلة العرس غير كل الليالي .قال زوج أمّها :
    – ما أجمل الفرح ؟!.
    تذكرت ماجدة أيام الحصاد وعرس ابن المختار،الذي أقامه على بيادر القرية ، وما هي إلا دقائق حتى وصل قارع الطبل الغجري والزمار معهما الغجرية شوق التي رعت في الرقص ،من لا يعرفها بدت كبنات الأساطير ،ترتدي ثيابا زاهية ،وخلاخيل من نحاس موشاة بالفضة ،حين خطرت بدت
    تسرق الألباب ،ثمة وشم يشطر الشفة السفلى  فقسم الذقن إلى نصفين ،كانت  تفرد ذراعيها كأنها تحتضن الفرح ،يومذاك اتفقت مع  صابر  أن ترقص شوق في عرسهما ،هذا الخبر ما زال  يتردد على ألسنة أبناء القرية ،لكن الذي حصل سافر صابر إلى المدينة ليتطوع في الجيش دون أن
    يطلعها على ذلك ،ورغم انزعاجها غفرت له ،لأن مصاريف العرس باهظة فمن أين له تسديد النفقات التي سترهق كاهله ؟ .لكنه سافر  وتركها  تواجه  زوج أمّها ..
    في صباح اليوم التالي أخذ علوان ماجدة  إلى  أزقة المدينة المهمشة،اكتفى أن يعلن عن زواجه بحفلة  متواضعة .تغير كل شيء فهي لت تألف أجواء المدينة من قبل ،كانت معتادة أن تذهب إلى الحقل كل صباح لتجمع الحشيش للماشية ،وتجمع الهندوبة والفطر أحيانا وحين تشعر بالتعب
    تجلس في مكانها تراقب الفراشات والعصافير المغردة بين أغصان الشجر ،وتفتح صدرها للهواء الطلق ،ومنذ جاءت إلى بيت علوان باتت حبيسة جدران حجرية ،تقف في فسحة البيت تنظر إلى السماء فلم تر سوى العصافير تجوب الفضاء ،وحين بضيق صدرها لم يكون أمامها سوى الخلود للنوم
    ،هكذا  مرت الأيام بطيئة ،لم يمض على زواجها سوى أشهر  حتى تحرك الجنين في أحشائها ،فغدا الجنين أنيسها في وحدتها .يخرج  علوان مع الفجر ولم يعد إلى البيت حتى منتصف الليل يناول طعام العشاء ويندس تحت الفراش ،فلم تعد تسمع سوى الشخير .ذات يوم خطر ببالها أن تتخلص
    منه فقررت في قرارة نفسها أن تقضي عليه ،لكنها تراجعت خوفا من العقوبة .  كان علوان يشرب الخمر قبل زواجه ، فجأة  مال إلى الهدوء وراح  يرتاد زاوية في أحد الجوامع . لا تدري كيف طرأ عليه هذا التحول الذي جعل ماجدة  تحس بالراحة النفسية ، لكن بعد حادثة حلب سيطر
    الخوف على كيانها  ،أحست بحدسها أن تحولا آخر سيطرأ على علوان ،حاولت أن تضعه في حقيقة  ما يقلقها فسألته :
    – علام تقضي جل الوقت في الجامع .
    – هل يزعجك ذلك ؟.
    – لا .
    – إذن يجب أن تغيري مظهرك .
    – ما قصدك ؟.
    – السفور  حرام .
    – يوم زواجنا لم تعترض على سفوري .
    – الحمد لله تغيرت .
    – لكنني  لم أتغير .
    – عليك أن تكوني مثلي .
    – لا …
    – علام ؟.
    – هكذا عشت بين أحضان أمي .
    – الآن تعيشن بين أحضان زوجك …وعليك إطاعته.
    – لا وألف لا .
    – أتخالفين أمري ؟.
    – هل أنت منهم ؟.
    – ما قصدك ؟.
    – أولئك الذين قتلوا الناس …
    – اعتبريني منهم ،هل تكونين عدوه لزوجك ؟..
    –  فسر الأمر كيفما تشاء .
    – دعك من العناد .

    ذات مساء كانت تجاس قبالته  ترقب أمواج الليل من خلال النافذة ،لم تعرف النوم طيلة ذاك الليل ،كانت أنغام الموسيقى تتصاعد من مذياع الجيران ،نظرت إلى علاقة الثياب يتأرجح منها مسدس في جرابه ذا حلقة كانت تحين الفرصة للانقضاض عليه فجأة وثبت وتناولته ،هذا ما جعل
    علوان يفتح شدقيه دهشا وقال :
    –      احذر أنه محشوا .
    –      هذا ما أريده .
    –      سترتكبين جريمة .
    –      لا تخف منذ زمن أبحث عن هذه الفرصة لأنهي حياتي .
    –      حياتك ؟.
    –      نعم الآن  ستأخذ حياتي معناها النهائي .نفذ ما سأقوله
    –      ماذا تريدين ؟.
    –      سأرجع إلى القرية .
    لم يجد بدا من الخضوع لآمرها لقد جهز كل شيء استعدادا لهذا المشهد ظنا مجرد مزاح في البداية ثم اكتشف حالة غير متوقعة هي جادة فيما تريد ،حاول منعها عسى تتخلى عن فكرتها الجنونية .فقالت :
    –      كن عاقلا ودعك من أوهامك البطولية ،اسمع لا تأخذك الحيرة فأنا اسمي ماجدة وليس وليس خيرية ،انا أحب صابر فحين لا تعرف معنى الحب ،ستذهب إلى متاهات عقلك الصغير .
    جمعت أغراضها الخفيفة ،وخرجت من البيت ، عبرت الأزقة الضيقة وما إن وطئت قدماها تراب الطريق الذي يفضي إلى القرية ،أطلقت ساقاها للريح ،فبدت كعصفور يجرب جناحيه وصموده أمام الريح ،حين وصلت إلى القرية مع خيوط الفجر،وقفت أمام الباب  متهالكة وما إن ولجت البيت
    حتى وجدت جناحيها ثبتت بالشمع كجناحي ” عباس بن فرناس ” ماإن تقترب من الوهج حتى يذوب الشمع ، سقطت على الفراش كثوب عبثت فيه ريح الخريف ،غطت بنوم عميق ، جلست أمها ترقب صدر أبنتها الذي يعلو ويهبط ككير حداد قريتهم ،شعرت بأنها تعيش كابوسا ،دنت منها بلطف لتوقظها
    ،نهضت ماجدة مذعورة :
    –      لن أتغير أبعد عني .
    بسملت الأمّ وحوقلت :
    –      ما أصابك كفى الله الشر ؟!.
    دعكت ماجدة عينيها ،التفتت يمينا وشمالا :
    –      أرجوك يا أمي أبعده …
    –      ما قصدك ؟.
    –      علوان لا غيره .
    بعد أن هدأ روعها أخذت تقص على أمها ما جرى  لتضعها في حقيقة الأمر .حاولت أمّها أن تخفف من ثورتها، وبعد حوار طويل بينهما لم تصل إلى حل فقالت :
    –      سأترك القرار الأخير لصاحب الرأي.
    –      لمن ؟.
    –       لزوج   هكذا تقضي العادة .
    سألتها ماجدة :
    –       رأيك  المهم عندي  .
    –      لا أستطيع حمايتك بدونه .
    تذكرت حين وعدها صابر بالحرية ،ولكنه سافر ولم يصمد أمام المختار ،والآن يجب أن تنال حريتها بنفسها ،علوان سيأخذ كل شيء دون أن يعطي للآخرين شيئا ،وهي أصبحت سلعة في بيته ليس أكثر وما عليها إلا أن تتمرد على الواقع وإلا ستبقى سلعة بيده .
    يومذاك قالت :
    –      أنا لا أريد غير الحرية
    لم يصمد أمامها :
    –      أنت حرة .
    يصمت مليا ثم يردف :
    –      كل ما في البيت تحت تصرفك .
    –      هل الحرية في المأكل ؟.

    كانت أمّ ماجدة تجلس في فسحة البيت وتلطم وجهها والدموع تنهمر مدرارا وهي تردد : ” آه …ضاعت ماجدة “.فجأة دخل زوجها مهرولا على صوتها وكرشه يندفع أمامه :
    – هل أصابك مكروه ؟.
    – ضاعت ماجدة .
    نظر إلى داخل البيت وقع بصره على ماجدة فقال :
    – كيف ضاعت وهي بطولها وعرضها .
    ضربت بكلتا يديها على الأرض ثم رفعتهما كأنها تكيل التراب على رأسها ،فبدت كأنها تقف على خشبة المسرح لتقوم بدور النائحة وقالت :
    – ماجدة طلقت .
    بهدوء الرجل الرزين قال :
    – هدئي من روعك ود عيني أفهم .
    نادى ماجدة جاءت لتقف أمامه لتشرح له ما حصل  وتسمع رأيه لكنه وضعها في حقيقة أن على المرأة أن تنصاع لرغبات زوجها مهما كان الأمر ،وحين أدركت أمها عدم استجابتها لرأي زوجها كادت أن تنفجر في وجهه لكنها حسبت ألف حساب أن يرمي عليها الطلاق ،فتصبح هي وماجدة في
    الشارع ،ولما لا يفعلها أليس هو من نقل ملكية زوجها أبو ماجدة إلى اسمه بمساعدة الأفندي الذي دبر المكيدة لزوجها ،وتزوجها عنوة دون رضاها .وحين قال :
    – يجب أن نسمع من الطرفين .
    – هدأ من روعها بعض الشيء .
    – كما تريد .
    قالت ماجدة .ونظرت إلى وجه أمها بعد أن غلق الباب خلفه وانصرف إلى بيت جلوي ،وراحت تجتر لعابها وتجمع ما في فمها من لعاب بعد أن نخرة من أنفها ثم كورة كل عباراته وقذفتها دفعة واحدة :
    –      ( أخ تفوه ) .
    ضحكت أمها :
    – ابنة أبوك .

    جاء علوان إلى القرية وذهب  إلى بيت جلوي تحت جنح الليل ولج البيت وجد عم ماجدة عنده .راح يستدر عواطفه  ،قدم له هدية لائقة ,حين كسب موافقته ،  ذهب معه البيت حيث ماجدة تنتظر رأي عمها،ولحق بهما جاوي  حاول زوج أمّها إقناعها بالعودة الى بيت زوجها ،وقبل أن توافق
    ،ضحك علوان قال :
    –      على شرط أن تلتزم بما أريد .
    –      لا أريدك .
    وقطبت ما بين حاجبيها .
    رفضت ماجدة  كل مقترحاته .فأقسم أنه سيرف دعوة ألزامها في بيت الطاعة وانصرف مع جلوي دون أن يرتشف القهوة مما جعله يسافر إلى المدينة قبل انبلاج الفجر ،وأخبر جلوي  أنه سيرفع دعوى طلاق بحقها .
    لفها الصمت والظلام ،وسمعت صوتا هادئا جميلا :
    – سأعود ..
    – آه …أين أنا ؟.
    نظرت إلى أسفل رأت قمم الجبال تزيل عن جبينها الضباب .
    في اليوم التالي سافر إلى المدينة ذهب علوان إلى الرعية وقدم بلاغ بحق ماجدة يطلب الطلاق ونفذ وعده ،لم تمض إلا أيّام حتى تلقت مذكرة دعوى تلزمها بالحضور إلى المحكمة الشرعية ،أو حضور وكيلا عنها وإلا سيصدر بحقها حكما غيابيا ،مما جعلها تحضر الجلسة ،وحين امتثلت
    أمام قاضي المحكمة قالت :
    – أنا موافقة على الطلاق .
    – هل تنازلت عن المهر ؟.
    – لا …هذا حقي ثمن عذريتي .
    – نحدد جلسة أخرى .
    لم تبت المحكمة بالدعوى قبل ولادتها ، مرّت الأيّام  ولم يسأل عنها حتى جاءه خبر ولادتها .فقال لنفسه :
    –      سوف ترين كيف سأنزع الصبي من أحضانك .
    وقد تدبر أمره عندما وجد شاهدين زور قالا :
    – سنشهد أنها زانية .
    رسم الشعاع  هالة من نور فوق سرير امرأة تنام تحت غطاء ،ظهرت ساقها  عارية ،وبقيت الساق اليمنى ،تحت طيات الغطاء  تأخذ شكل زاوية،تعذر على الضوء الزاحف  إلى ثنايا الغطاء  أن يصل إلى الركبتين ،حين أحست بالدفء قذفت الغطاء بحركة لا شعورية ،مما فسح المجال للضوء أن
    يمضي في رحلة ليلف جسدا عاريا .أجهدت نفسها لتعود إلى طبيعتها ،أنبأتها الرؤيا بأمر مرعب ،وقف “علوان ” أمامها في لحيته الشعثاء،وشعره المنكوش ،وجسد شبه عار يلونه التراب ،كان ولدها يستحم بماء الفرات العذب ،بعث الرعب في قلبها ،تضرعت إليه أن يترك ” علوان ” ويعود
    إليها ،أخبرته أن منزلته في نفسها كبيرة  ،نظرت من النافذة ،رأت الخريف يعري الأشجار مع جنون ريح تدفع الأوراق نحو البعيد ،ألفت زوبعة يتحاشاها الناس ،وما أكثرهم في شارع يفضي إلى أزقة ضيقة ،تاهت في تفكيرها وهي  تنظر إليه نظرة مذعورة ، طفح غضبها حين تلاشى الضوء
    ،أرادت أن تتحرر من الألم ، صرخت :” سيكون محالا عليك ” …
    استيقظت من رقادها ،سرحت نظرها في البعيد ،أوغلت في ذكريات أججت اللهب في داخلها ،أعادتها إلى أيّام الطفولة ،كانت تجمع الورد عارية الجسد ،تلحق بها أمها إلى الحقل منادية :
    – عودي إلى البيت .
    غير أنها  تحلم بالزهور في واحات البادية ، يلاحقها طفل في عمر الورد مثلها ،عصفور يقفز من فنن إلى فنن ،يغني للفراشات حزنه المألوف .
    كانت الثلوج تمنع القطيع من الرعي ،كل من عرفها سماها ماجدة ( حسن صبي ) لا لشيء ،سوى دخولها المدرسة دون باقي البنات ،كان والدها يحرس القرية من الوحوش الضارية ،ورث المهنة  عن جده ،كان يتأبط بندقية الصيد ويغني الموال على أطراف خط المطر ،غير أن الطفلة كانت
    تكبر عاما بعد عام في كنف زوج أمّها ،تسهر الليل مفكرة حالمة . تنتظر إشارة من قرينها ” صابر ” الذي يقرأ أكثر من ساعتين ليستيقظ عند طلوع الفجر مع الديكة يحذر من اللصوص ،يسكن بيتا من الطين .
    منذ ذلك المساء لم تعرف عنه شيئا سوى أنه سافر تحت جنح الليل .
    فسألت ذاتها : ” أين أنت يا صابر ” ؟.

    بدا النزل كحمام قطع ماؤه ، و بدا دخان السجائر دوائراً  يشكل سحابات ضبابية بين أرجاء الصالون ، ثمة رائحة مرحاض قلما يخلو من صاحب حاجة ، كان يتوق أن يتعطر أنفه برائحة أنثوية ، يبدو أن  ليس له من الطيب نصيب ، لا يوجد سوى عبق أجساد متعرقة مشبعة برطوبة الملح
    .. اعتاد عليها منذ طفولته ، وسرعان ما غالبه النعاس، رأى نفسه واقفاً أمام أبي ” صابر “، يتوسله أن يعود ، لكن دون جدوى .
    جاءه الأستاذ بروعة الحلم :
    – ينبغي أن تكون الاستثناء . أمّك حزينة و مجللة بالسواد . أحذرك من بنات الهوى . سترقص أمّك و تزغرد احتفاء بعودتك .
    سحره الخبر و غدت العبارات أمام ناظره تتساقط كالثلج ، فأحس بأن البذور تنمو لتلون الثلج. و شريان أحمر يشق هضبتين ، و من على القمة تلوح أمّ ” صابر” ومن خلفها فتاة رائعة القوام : ” لك ماجدة  ” .
    استيقظ على صوت أحد العمال : رجاء … لا أطلب إلا حقي يا خواجة .
    – أي حق لك يا  زبر  ؟…
    فقال صابر لنفسه : ” يا إلهي ! … زمان ينال فيه الأحمق كل شيء ” .
    و لأنه لا يستطيع أن يفعل شيئاً ، تناول دفتر مذكراته  هارباً من الضجيج ، قرأ حروفاً ، ركز عينيه على لوحة قلب ثقبته ثعلبة سهم قطرت دماً ، اتسعت لتشكل بحيرة تطوق وردة من الجوري . تسرب ضوء الشمس من النافذة ، رفع رأسه فوقع بصره على  أمّ ” خليل ” نظر إليها
    بدهشة شديدة ، كانت  تعبر عتمة الممر .  ثمة صبي يسير خلفها يحمل بيده دفتراً . أخذ بجسمها المكتنز ، وقفت أمامه بكبرياء سألته :
    – ما اسمك ؟ .
    – صابر …
    – صابر على الفراق ، أريد اسمك الحقيقي .
    – نعم صابر يا أمّ خليل .
    – إذاً ناولني ربع ليرة .
    أنقدها ليرة ورقية :
    نظرت إلى الصبي :
    – سجل … ليرة من صابر .
    سألها الصبي :
    – هل أسجل ليرة يا جدتي ؟ .
    – نعم . سينام ثلاثة أيّام بعد اليوم .
    استرسلت في الحديث مع ” صابر ” ،  أخذت تتفحصه من أعلى هامته حتى أسفل قدميه ، عرفت من يكون ، هي خبيرة بالرجال … سألته :
    – ما هو عملك ؟ ..
    حاول أن يضع حداً لتساؤلاتها ، خوفاً من زلة لسانه ، هي خريجة أكاديميات  في بيروت و عارفة بأصناف الرجال :” عامل بناء ” .
    – مش باين عليك …. أنت ابن نعمة .
    – لا … رحل صاحب النعمة إلى جوار أبونا إبراهيم ،وترك خمسة أنفار كالجراد يأكلون الأخضر و اليابس … و ربما أصبح جواره ، قبل الحصول على حصر الإرث .
    – ألم يقسم ملكته قبل وفاته ، هل حصتك محرزة ؟ .
    – مليون ليرة فقط ليرة تنطح ليرة .
    – ربي يسكنه الجنان .
    – و أنت يا أمّ الكل .
    غمز بعينه .لأنه شك في أمرها. عرفت ما يضمر .لكنها بلعت البحصة .
    هزّت رأسها ، و انصرفت تجمع النقود من النزلاء .
    ضحك في سرّه ،لا يدري لم نسب الموت لأبيه ، و قد ورثه و هو حياً يرزق  قال لنفسه : ” كيف سيكون حالها ، إذا عرفت أن والدي يركض و الرغيف يهرب من أمامه حتى أصبح في أحداقنا كالقمر ” .
    يومذاك استطاع أبو ” صابر ” أن يؤمن له طريق الهروب حين جاؤوا لاعتقاله ، فقال :
    – قتلتني يا صابر ، نحن نموت جوعاً ، و أنت تعاند الحكومة .
    كانت ” ماجدة ” تقف على السطوح ، حين وثب من كوة الزريبة ، قذفت محرمة في داخلها بعض النقود . سلك مسلكاً يفضي إلى حقول القمح ، رأى عربة يجرها أدهمان ، وثب كنمر إلى جوفها ، تكور فوق سوق القمح ، تاركاً لروحه العنان .
    و ما زالت أمّ ” خليل ” تجمع نقودها من النزلاء ، كانت تتقن كل فنون الإغراء ، تبدو أحياناً طيبة ، و أحياناً غاضبة ، و إذا ما غضبت تقذف من فمها كافة شتائم السوق و السوء . خصوصاً إذا تأخر أحد النزلاء عن دفع ربع ليرة .
    لم تمض إلا ساعة حتى سمع صوتاً كنغمة ناي :” ماما .. ماما  الشاي جاهزة ” .
    نظر إليها بدهشة شديدة ، تذكر حلم لم يمض عليه سوى دقائق ، لكنه غض طرفه عن ملاك هبط لتوه بثوب إنسان ، خوفاً من لسان أمّ ” خليل ” السليط ، هي العارفة ، فلا تفوتها مثل هذه الحركات ، أليست هي خريجة متاهات بيروت . ثمة رجل يتدفق بالحقد و الحسد ، علق :” تعجبك
    الأمورة الحلوة “.
    –  يستر عليها .
    وحول نظره جانباً ،خوفاً من إقحام نفسه في حوار مع رجل قميء ،  سرّ لنفسه : ” زمان ينال فيه الحكيم الكراهية ” .ردّ الرجل : ” كيف ستكون مستورة بين هؤلاء الرجال ” ؟ ! . جعلته العبارة حذراً  من عيون ترقبه ، ضاق ذرعاً ، أو لم يكن محط الأنظار سأل نفسه : ” أو ليس
    للحكومة عيوناً ” ؟ .
    كان ” صابر ” غارقاً بالذهول ، حين أقبلت الفتاة كالفجر ، تأخذ ملامح من ماجدة لكن بفارق بسيط ، دفعت صينية الشاي :
    – تفضل …
    – لم أطلب الشاي .
    – تزعل …ماما .
    – شكراً .
    لم ترد على الشكر ، ربما كانت الكلمة جديدة على أمثالها ، فمن الأجدى عليه أن يقول ” ميرسي ” .
    انصرفت تتمايل ، أشارت أمّ ” خليل ” بيدها ، ردّ ” صابر ” على الإشارة ، أدرك أن الفتاة تستحق الاهتمام ، لكنه امتعض حين تذكر فقر والده المدقع ، قرعت العبارات أذنيه :”  نحن نموت جوعاً و أنت تعاند الحكومة “.
    شعر بالخيبة تماماً . عادت الفتاة لتجمع الكؤوس ، انصرف بأفكاره إلى اكتشافها ، لكنه تراجع خوفاً من لسان أمّ ” خليل ” السليط . مدت عنقها بطريقة ما . ظهر الصدر كبياض الثلج، وتدلت هضبتين ، يشطرهما سلسال جميل ،ليرسم لوحة قل نظيرها ، جعلته يرحل بأفكاره إلى
    مدارات لا حدود لها :
    – هل الشاي لذيذة ؟ .
    – زادها جمالك حلاوة .
    – ما رأيك … بكوب آخر ؟.
    – هل أقول شكراً أمْ ميرسي ؟.
    – كما تشاء .
    أقبلت أمّ “خليل ” ، و الحيرة تأكل لبابها : انقلاب عسكري .
    هب صابر واقفاً ،ودون أن يسأل عن شيء ،  هبط درجات السلم ، يمم وجهه شطر المكتبة ، ابتاع جريدة ،  قرأ ما بين السطور ، عاد أدراجه إلى الفندق ،حمل الحقيبة ، لم يعد ثمة ما يبرر اغترابه ، استوقفته أمّ خليل :إيه ما هي الأخبار ؟ ..
    – أمي استأصلت المرض .
    – ما خاب ظني .أمك أم دولة الانفصال ؟.

    ( بكره وأنت جاي
    راح زين الريح
    وخلي الشمس مراي
    والكنار يصيح
    وجمع ناس وعلي قواس
    وبكل شارع ضوي حكاي
    بكره وأنت جاي )
    يوم ولادتها كانت السماء مليئة بالغيوم ،وأشجار التين عارية ،والصقيع يقص المسمار ،لبس الحقل ثوبا من العشب الأصفر ،ثمة قراد مهووس يمص دماء أهل القرية ،لا تعرف ” ماجدة ” كيف ولدت لكنها تعرف أنها ولدت في بيوت الطين بين شجيرات الشوك ،هبت واقفة :
    – نعم سأتزوجه لأنجب مثل كل العاشقين أولادا .
    وقفت كغانية على ضفة النهر ، و خيوط البوح تلملم أطرافها ، خلعت ثيابها  جمعتها بطريقة عشوائية ، كان شفق الشمس يلون الماء. تأبطت ذراعه  و قذفت الحذاء كلاعب كرة قدم ، كانت محاولتها الأولى ، أيقظتها حوارات الليل لتظهر الرغبات . خيل لها أن ظله يذوب في الظلام
    ،ظلت لحظة صامتة ،ثم عادت إلى فراشها ،غطت بالنوم ، يهيئ لها أنها مع رجل يضمها،كانت تحس أنفاسه وانفعالاته ،فقال :
    مساؤك جلس على شفتي ليستريح وهاهو يطالب الفجر ببناء مملكة القبل ،ابتسامتك غربت شمسها لحظة الذروة الفاتنة ،فهل تعودين قبل رحيل القطار الأخير ،أقمارك التي غازلتني في كل لغات الأرض هاجرتني ،فرحت أركض خلف نجمة القطب ،أنت لم تولدي للهلع أو التفاهة والغيرة
    المضادة لم تولدي لتبكي ،أنا الذي عشتك عاشقا وشربت الحبر دواء ،ورأيت أوراقك لحظة هبوب العاصفة ،فتذكرت كل فصول العشق ،وفي العراء كنت العري الوحيد الذي أضع قدمي بجوار قدميك العاريتين الجميلتين ،فما عدت أرى في صلواتي التائبة غير وجهك وأنا أتصور الطفل المعجزة
    الذي ستلدينه ،فمن أكون ؟. ومن تكونين ؟. لما تأخذين كل هذه المساحة من الأرصفة في ذاكرتي ومن تكونين لأراك شمسا تركب عربتها وتطلق عنان جيادها وتسافرين وحيدة إلى اللامكان . وحين لامست أصابعه المناطق المثيرة :
    – الآن عرفتك .
    – هل تودين صحبتي ؟.
    – إنه لشرف عظيم  …
    –  أأنت واثقة ؟.
    – أعرفك من زمان .
    – حقا ؟.
    ___________________________الى اللقاء في الحلقة القادمة من – رواية ” الاحتجاج ” بقلم القاص والروائي السوري نبيه اسكندر الحسن

  • توقعات الفلكية اللبنانية / ماغي فرح / ‘ربيع ساخن وخريف عنيف’ في عام 2014 م –  كتابة: كارين اليان ضاهر

    توقعات الفلكية اللبنانية / ماغي فرح / ‘ربيع ساخن وخريف عنيف’ في عام 2014 م – كتابة: كارين اليان ضاهر

     

     

    برج الحمل

    برج الجدي
    برج الثور

     

    برج الجوزاء
    برج العذراء
    برج الأسد
    برج العقرب
    برج الحوت

     

  • ماهي أهم الأحداث الثقافية في العالم لعام  2013 م – كتابة: مايا الحاج

    ماهي أهم الأحداث الثقافية في العالم لعام 2013 م – كتابة: مايا الحاج

    أحمد فؤاد نجم

    زياد الرحباني

    أمين معلوف

    خالد خليفة

    ألبير كامو

     

    باسم يوسف


    عتيق رحيمي وغولشيفته فراهاني

     

    نضال الأشقر


    إديت بياف

     

    سعود السنعوسي
    أليس مونرو

    باتريسيا كاس

    عام يمرّ فيحمل معه أحداثاً وذكريات كثيرة. جوائز، إصدارات، إحتفالات، وفيات… ومع كلّ نهاية عام يحاول كلّ واحد منّا استعادة أهم المحطات على مدى 365 يوما. فما هي الأحداث الثقافية التي حملتها سنة 2013؟ من رحل؟ من نجح؟ من أخفق؟ … أسئلة تُجيب عنها هذه البانوراما السريعة لأبرز المحطات الثقافية لعام 2013:

    ● توفي في أواخر هذا العام الشاعر المصري الكبير أحمد فؤاد نجم عن عمر يناهر 84 عاماً (3 كانون الأول/ ديسمبر 2013)، وهو شاعر الفقراء أو «سفير الغلابة» كما كان يُطلق عليه بعدما تكلّم بلغة البسطاء والضعفاء والفلاحين، وتمسّك بلهجتهم العامية ليرتقي بها إلى مصاف الشعر العربي الكبير. ومن أبرز قصائده «غيفارا مات»، «عزّة»، «نيكسون»، «كلب الستّ»، «كأنه مفيش»..

    ● اختيرت العاصمة العراقية بغداد عاصمة ثقافية لعام 2013، واستطاعت برغم الأحداث الصعبة أن تعقد المؤتمرات والندوات وتستضيف الكتّاب والمعارض احتفالاً باختيارها عاصمة للثقافة العربية.

    ● فاز الكاتب الكويتي الشاب سعود السنعوسي بجائزة بوكر 2013 عن روايته «ساق البامبو»، بعدما شكلت اللائحة القصيرة صدمة في الوسطين النقدي والثقافي، لكونها ضمّت أسماء كتّاب غير مكرسين أدبياً تفوقوا على كتّاب معروفين مثل واسيني الأعرج وهدى بركات والياس خوري وغيرهم…

    ● فوز الكاتب السوري خالد خليفة بجائزة نجيب محفوظ عن روايته «لا سكاكين في مطابخ هذه المدينة» التي صدرت عن «دار الآداب» وحققت  نجاحا لافتاً، ومن أشهر روايات خليفة «مديح الكراهية»…

    ● شكّل فوز القاصة الكندية أليس مونرو بجائزة نوبل للآداب تكريماً للقصة القصيرة التي غيّبت عن الجوائز العالمية الكبيرة لسنوات طويلة. والمعروف أنّ مونرو تكتب باللغة الإنكليزية ولم يسبق أن تُرجمت أعمالها إلى العربية ولم تكن من الكتّاب المترجمين بكثرة في العالم.

    ● نجحت إمارة دبي في الفوز باستضافة المعرض العالمي الأهمّ «إكسبو» 2020، واعتبر هذا الفوز بمثابة إنجاز كبير لدولة الإمارات العربية باعتبار أنها أول دولة عربية تستضيف مهرجاناً بهذا الحجم. علماً أنّ معرض إكسبو الدولي هو من أضخم وأهم المعارض في العالم، ويُنظّم كل خمس سنوات في إحدى الدول العالمية منذ انطلاقة في القرن التاسع عشر.

    ● صوّر عتيق رحيمي روايته «حجر الصبر» فيلماً سينمائياً تولّى إخراجه بنفسه، وحاز العمل الذي لعبت بطولته الممثلة الإيرانية غولشيفته فراهاني جوائز عدّة. ويأتي نجاح الفيلم مكملاً لنجاح الرواية التي نالت جائزة «غونكور» الفرنسية عام 2008. كما نُشرت الترجمة العربية لها عن «دار الساقي».

    ● استضاف معرض الكتاب الفرنكوفوني في بيروت في دورته العشرين الأكاديمية الفرنسية، وحضر من بين أعضائها الروائي اللبناني أمين معلوف الذي سلّمه رئيس الجمهورية اللبناني ميشال سليمان وسام الأرز الوطني من رتبة الوشاح الأكبر، وأعلن عن نيّة الدولة اللبنانية إصدار طوابع بريدية تحمل صورة صاحب «صخرة طانيوس».

    ● عادت الممثلة نضال الأشقر إلى المسرح بعد 20 سنة على غيابها كممثلة، من خلال نصّ لبريشت أخرجه المسرحي ناجي صوراتي بعنوان «الواوية»، وشاركها البطولة خالد العبدالله.

    ● بعد عقدين على انقطاع زياد الرحباني عن التمثيل، عاد هذا العام إلى الخشبة من خلال دور مسرحي في «مجنون يحكي» للمخرجة اللبنانية لينا خوري.

    ● احتفل العالم بذكرى مرور مئة سنة على ولادة الكاتب الفرنسي الكبير ألبير كامو (ولد عام 1913)، فصدر  في فرنسا الكثير من الكتب عنه وأبحاث في فلسفته وأدبه ومسرحياته وحياته، وطبعات جديدة من رواياته، إضافة إلى نشر رسالة مجهولة كان كامو قد كتبها لصديقه «اللدود» جان بول سارتر…

    ● الاحتفال بمئوية كتاب ليس أمراً معتاداً في الوسط الثقافي العالمي، لكنّ رواية «البحث  عن الزمن الضائع» هي طبعاً مختلفة لكونها تعدّ واحدة من أهم وأشهر الروايات في التاريخ. وبهذه المناسبة احتفلت فرنسا والعالم بذكرى مرور مئة عام على صدور الجزء الأول من سلسلة «البحث عن الزمن الضائع» لمارسيل بروست الذي أصدرها عام 1913 بعد خمس سنوات من كتابتها.

    ● أحيت فرنسا والعالم ذكرى مرور خمسين عاماً على وفاة أيقونة الغناء الفرنسية (1915 – 1963) إديت بياف صاحبة «الحياة وردية». وفي هذا الإطار جالت الفنانة الفرنسية باتريسيا كاس العالم لتُقدّم استعراضاً غنائياً أهدته إلى روح فنانتها المفضلة «بياف»، فغنّت أجمل أغنياتها وجسّدت بعضاً من أدوارها مسرحياً، وقدّمت هذا العرض في ختام مهرجانات بيت الدين في لبنان.

    ● فاز فيلم «آرغو» الذي أخرجه الممثل الأميركي بين أفليك وأنتجه بالتعاون مع زميله جورج كلوني بجائزة أوسكار أفضل فيلم، بعدما أعلنت النتيجة مباشرة من البيت الأبيض السيدة الأميركية الأولى ميشيل أوباما.

    ● فاز الإعلامي المصري الساخر باسم يوسف بجائزة حرية الصحافة التي قدّمها له صديقه الإعلامي الشهير جون ستيوارت في الولايات المتحدة، علماً أنّ برنامجه الشهير «البرنامج» توقف عن العرض بعد الحلقة الأولى في موسمه الجديد نظراً إلى انتقادات وجهها إلى وزير الدفاع المصري الفريق عبدالفتاح السيسي.

    كتابة: مايا الحاج

  • يُبشر بربيع السينما اللبنانية سنونو فيلم «وينن» ..عن مفقودي الحرب حيث اخرج الفيلم سبعة مخرجين شباب من خريجي جامعة سيدة اللويزة  ..

    يُبشر بربيع السينما اللبنانية سنونو فيلم «وينن» ..عن مفقودي الحرب حيث اخرج الفيلم سبعة مخرجين شباب من خريجي جامعة سيدة اللويزة ..

    نادين لبكي خلال تصوير «ريو... أحبك»

    «وينن» .. فيلم لبناني عن مفقودي الحرب

    دبي – (أ ف ب): يخوض صانعو افلام شباب في “وينن” غمار قضية مفقودي الحرب اللبنانية الشائكة مبرزين معاناة عائلات ما زالت تنتظر عودة ابن او زوج او صديق او تأكيد موته. ويروي الفيلم الذي عرض للمرة الاولى عالميا ضمن البرنامج الرسمي لمهرجان دبي السينمائي الدولي قصة ست نساء يعانين من عدم قدرتهن على معرفة مصير احد احبائهم المختفي منذ الحرب الاهلية.
    وتلعب الممثلة المسرحية القديرة لطيفة ملتقى مع زوجها انطوان ملتقى دور زوجين متقدمين في السن ينتظران عودة ابنهما بعد 20 سنة من اختفائه.
    ولا تزال الوالدة تضع صحن طعام لابنها في كل مرة تجلس مع زوجها الى المائدة وتتكلم معه كأنه حاضر في البيت، قبل ان تنهار باكية وطالبة من السيدة العذراء “اعيديه لي يا عذراء”.
    اما كارمن لبس فهي الزوجة التي تحتاج ان تعرف مصير زوجها وتتأكد من موته الا انها في الوقت نفسه تخشى عودته في اي لحظة لذا تدخل في علاقة مع ميكانيكي من غير طائفتها وتقول له: انها اختارته “لانه يمكنني ان اتركك في اي لحظة”.
    وتلعب الممثلة الشابة ديامان ابو عبود التي شاركت في كتابة السيناريو دور الابنة المتمردة الباحثة عن سبب اختفاء والدها، وتخوض حياة صاخبة متخذة عدة عشاق. اما تقلا شمعون فتلعب دور شقيقة تعيش في الحزن ولا تتمكن من الزواج لانها لم تتصالح قط مع فكرة اختفاء شقيقها، فيما تلعب ندى ابو فرحات دور زوجة النائب الذي يستفيد من التزامها الى جانب اهالي المفقودين ليسجل النقاط سياسيا واعلاميا لنفسه.
    وفي الواقع، سبب التزام زوجة النائب هذه القضية هو ان شخصا كانت تحبه قد اختفى في الحرب.
    والنساء يتشاطرن تساؤلا وحيدا هو الرغبة في معرفة مكان المفقود.
    وتلعب كارول عبود دور مديرة جمعية تهتم بشؤون المفقودين، والذي يقدر عددهم في لبنان منذ بداية الحرب بـ17 ألف شخص.
    ومع تنظيم الجمعية تظاهرة للمطالبة بالكشف عن مصير المفقودين، يتبين ان مفقودا واحدا هو الرابط بين جميع شخصيات الفيلم، فهو الوالد والزوج والابن والحبيب والشقيق لنساء ينتظرنه او ينتظرن تأكيد وفاته، من دون جدوى.
    واخرج الفيلم سبعة مخرجين شباب من خريجي جامعة سيدة اللويزة اللبنانية هم طارق قرمقماز وزينة مكي وجاد بيروتي وكريستال اغنيادس وسليم الهبر وماريا عبدالكريم وناجي بشارة.
    وانتج الفيلم سام لحود ونيكولا خباز الذي كتب السيناريو مع جورج خباز وديامان ابوعبود.
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    100 فيلم عربي في مهرجان دبي السينمائي العاشر
    في ظلِّ غياب مهرجانَيْ القاهرة ودمشق هذا العام، بسبب ما تشهده الدولتان من أحداث سياسية وأمنية صعبة، تتوجه الأنظار إلى مهرجان دبي السينمائي الذي يُفتتح مساء غد الجمعة بدورته العاشرة، ويُعرض خلاله 174 فيلماً تمثل 57 دولة وتقدَّم بـِ 43 لغة..
    واللافت أن من بين هذه الأفلام، 100 فيلم من العالم العربي من بينهم الفيلم اللبناني “وينن؟” لجورج خبّاز من اخراج 7 شابات وشبّان لبنانيين. منظمو المهرجان اختاروا أن يكون الافتتاح مع فيلم “عمر”، للمخرج الفلسطيني هاني أبو أسعد، تقديراً للسينما العربيّة وترسيخاً لرغبة القائمين على المهرجان أن يكون المهرجان الأهم للسينما العربية..
    وسبق أن فاز هذا الفيلم بجائزة لجنة التحكيم الخاصة في مهرجان “كان” في أيار الماضي. المهرجان استقبل على مدى السنوات الماضية المئات من صنَّاع السينما عبر العالم، وبينهم نجوم عالميون، فيما يسعى المنظمون لأن تكون الدورة العاشرة “درة التاج لعشر سنوات من العمل الدؤوب” كما يقولون. كما اختير فيلم “أميركان هاسل” للمخرج دايفيد أو راسل ليُعرض في ختام الدورة العاشرة مساء 14 كانون الأول، وهو من بطولة جنيفر لورانس وبرادلي كوبر وإيمي آدامز وكريستيان بيل وروبرت دينيرو وآخرين.
    وستقدَّم حفلان يومياً في مسرح جُميره وستكون البداية يوم السابع من كانون الاول بعرض فيلم التحريك الكوميدي “Frozen” من إنتاج والت ديزني وإخراج كريس باك وجينيفر لي، يعقبه حفل ليلي لفيلم “أوغست أوساج كاونتري” للمخرج جون ولز.
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    سنونو السينما اللبنانية يُبشر بـ «الربيع»
    بيروت – فيكي حبيب
    الجمعة ٢٧ ديسمبر ٢٠١٣
    لم تشأ السينما في لبنان أن تودّع العام 2013 من دون تحقيق انتصار جديد: 14 صالة مجهّزة بأحدث التقنيات المتطورة، تمتد على مساحة 12 ألف متر مربع (تضم 2200 مقعد)، افتتحتها قبل أيام شركة «سوليدير» في الوسط التجاري لمدينة بيروت بالشراكة مع «وورلد ميديا هولدينغ» (حماد نادر الأتاسي) و«أمبير» (ماريو جورج حداد) في مجمع «أسواق بيروت سينما ســـيتي»، في خطوة لافتة في توقيتــــها، إذ تأتي في ظل أوضاع سياسية متشنجة وتلبّد في الحركة الثقافية، ولكن أيضـــاً في زمن تشهد فيه عواصم عربية عدة، قطيعة مع الصالات. فبينما تعلو أصوات كثيرة في المغرب العربي مثلاً، تُطالب بإنقاذ صالاتها من خطر الإغلاق، تستقبل بيروت دور عرض جديدة، وكأنها غير عابئة بما يدور من حولها من تحديات.
    وليســـت صـــالات الوسط التجاري، الوحيدة، التي افتتحـــت هذا العام، إذ سبقها في نيســان (أبريل) الماضي مجمع صالات سينــــما «فوكس» (شركة ماجد الفطيم) الذي يضمّ 15 شاشة عرض، مع خيارات سينمـــا «فوكس ماكس» (أكبر شاشة عرض في لبنان) و«فوكس غولد»، من دون ان ننسى تجديــد صالات «أمبير بريميير».
    ولم يكتف العام 2013 بولادة مجمعات سينمائية، بل قيل فيه أنه «عام السينما اللبنانية بامتياز»، لاحتضانه رقماً قياسياً من الأفلام التي تحمل تواقيع مخرجين لبنانيين، ولكن أيضاً لـ«تصالح» المشاهد مع الفيلم اللبناني، وإن أطلت مشكلة القرصنة برأسها، خصوصاً مع ما تعرض له فيلم «غدي» (للمخرج أمين درة) من انتشار غير رسمي في سوق الدي في دي، ما قلّص عدد مشاهديه في الصالات، بعدما كان سجّل رقماً كبيراً في شهر واحد، وصل الى 65 ألف مشاهد.
    وفي مقابل الإقبال الجماهيري على الأعمال التي تُصنف ضمن فئة الأفلام الخفيفة او الأفلام التلفزيونية – أي المصنوعة اصلاً للتلفزيون والمعروضة سينمائياً في «غزوة» لا علاقة لها بالفن السينمائي على الإطلاق – («حلوة كتير وكذابة»، «حبة لولو»، «بيبي»)، ظلت الأفلام الجادة أو تلك التي لها علاقة بالحرب اللبنانية بعيدة من اهتمامات المتفرج.
    واللافت ان هذه الاخيرة لم تُسجّل أي اختراق(فيلم «عصفوري» لفؤاد عليوان مثلاً لم يصـــمد إلا في صالة يتيمة)، باستثناء فيلم لارا سابا «قصة ثواني» (رُشح باسم لبنان لأوسكار أفضل فيلم أجنبي لعام 2013) الـــذي وإن لـــم تصل إيراداته الى ما وصلت إليه أفلام التلفزيون غير أنه حقق رقماً مقبولاً بعض الشيء في شباك التذاكر.
    واللافت أن هذه الحركة السينمائية الناشطة التي شهدتها بيروت، لن تتوقف عند عتبة الـ2013 بل ستطأ أقدامها عتبة الـ 2014، كما واضح من الأخبار التي بدأت ترشح من هنا وهناك.
    ويُتوقع ان يشهد العام الجديد افتتاح المزيد من دور العرض، بينها صالات تابعة لشركة ماجد الفطيم في الـ«ووتر فرونت» (waterfront) في ضبية (شمال بيروت). في المقابل تستعد الصالات التجارية لاستقبال أكثر من فيلم لبناني، تتوزع بين السينما الروائية والوثائقية.

    «حلاوة الجنون»
    أبرز العائدين في 2014، نادين لبكي التي حققت في فيلميها السابقين(«سكربنات» و«هلأ لوين؟») نجاحات كبيرة، وصلت الى خارج الحدود اللبنانية. لكنها هذه المرة، لن تقدم فيلماً من النسيج اللبناني، بل فيلماً قصيراً تحت الطلب، يأتي في إطار مبادرة «مدن الحب» التي افتتحت مع «باريس… أحبك» (دورة 2006 لمهرجان كان السينمائي) و«نيويورك… أحبك» (عام 2009) وصولاً الآن الى «ريو… أحبك».
    المشروع الأخير الذي بدأ تصويره في أب (أغسطس) الماضي، يضم 11 مخرجاً من سبع جنسيات اجتمعوا لإعلان حبهم للعاصمة البرازيلية. ولعل نظرة الى قائمة الأسماء، تعطي صورة واضحة عن «النجاح» الجديد الذي تضيفه لبكي الى رصيدها السينمائي، خصوصاً أنها ستدير الممثل هارفي كايتل وتمثل معه، كما تقف الى جانب أسماء مهمة في عالم الفن السابع مثل كارلوس سالدانيا وباولو سورنتينو وإستفان إليوت وغيليرمو أرياغا.
    ومن الأفلام المرتقبة في الصالات اللبنانية خلال العام الجديد، فيلم «طالع نازل» (إخراج محمود حجيج) الذي يدور خلال يوم واحد، عشية رأس السنة، بينما تودّع بيروت عاماً وتستقبل عاماً جديداً، فتتسلل الكاميرا الى داخل الأماكن المغلقة (عيادة للأمراض النفسية او مصعد) في محاولة للولوج الى أعماق 7 نفوس حائرة تعيش اضطراباتها بينما صوت الاحتفالات والألعاب النارية تضعنا امام مدينة تعيش حلاوة الجنون.
    نفـــوس حائــرة أيضاً سيتعــرف إليهــــا المـشاهـــد اللبناني فـــي فــيلم «وينن؟» الـــذي سيكـــون حاضراً في الصالات التجارية العام المقبل في تجربة تحمل تـــوقيع 7 مخـــرجين شباب (طارق قــــرقماز وزينة مكي وجاد بيروتي وكريستال إغناديوس وسليم هبر وماريا عبدالكريم وناجي بشارة) من جامعة سيدة اللويزة.
    «ردّيللي ابني بردلِك إبنك»… صرخة مؤلمة توجهها لطيفة ملتقى في أحد المشاهد الى تمثال السيدة العذراء المركون في مغارة الميلاد منذ 20 سنة في إشارة الى قضية مخطوفي الحرب اللبنانية التي لا تزال من المواضيع العالقة في مدينة لا تسأل عن أبنائها.
    ولن تكون الأفلام الجادة وحدها على شاشة 2014، بل سيكون هناك أيضاً شرائط «تلفزيونية» أخرى تعرف طريقها الى الصالات بقدرة قادر، أبرزها فيلم «صدفة» من كتابة كلوديا مرشيليان وإخراج باسم كريستو، فيما يتردد ان البطولة سترسو على الفنان اللبناني رامي عياش بمشاركة باميلا الكيك.
    في المقابل، يبدو ان حظوظ مجموعة من الأفلام الوثائقية ستكون كبيرة للعرض في الصالات السينمائية، – على خطى الفيلم الذي حققته اليان الراهب عن القيادي السابق في القوات اللبنانية أسعد شفتري وعرف طرقه بدوره الى صالات السينما قبل شهور من دون ان يحقق أي نجاح يذكر باستثناء نجاحه في اعادة إحياء بعض الجوانب الكئيبة من ذكريات الحرب اللبنانية – ومنها فيلم فيليب عرقتنجي «ميراث» وفيلم زينة دكاش «يوميات شهررزاد» وفيلم سارة فرنسيس «طيور أيلول».
    إذاً زحمة صالات وزحمة أفلام تشهدها السينما اللبنانية خلال العام المقبل. فهل ستوفر لها الظروف الأمنية فرصة الاستمتاع بـ «ربيعها»؟
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ