Author: almooftah

  • تعلمي كيفية تحضيرك شوربة الكاري بالدجاج ..

    تعلمي كيفية تحضيرك شوربة الكاري بالدجاج ..

     

    لسفرة متكاملة:

     حضري شوربة الكاري بالدجاج

    موقع العرب وصحيفة كل العرب – الناصرة (تصوير: Thinkstock)

    المكونات
    1 كيلو قطع دجاج فيليه مقطع
    2 ملعقة طعام دقيق
    2 ملعقة شاي كاري
    1 ملعقة شاي كركم
    1/2 ملعقة شاي زنجبيل
    60 غرام زبدة
    6 حبات قرنفل
    12 حبة فلفل أسود
    1 حبة تفاح
    6 أكواب مرق دجاج
    2 ملعقة طعام عصير ليمون
    1/2 كوب كريمة

    لسفرة متكاملة: حضري شوربة الكاري بالدجاج

    طريقة التحضير
    1- يقشر التفاح و يفرم و يتم تنظيف الدجاج من الدهون و من ثم تتبيله بالدقيق و الكاري و الكركم و الزنجبيل.
    2- يحمر الدجاج في الزبدة و ثم تضاف مرق الدجاج و يوضع القرنفل و الفلفل الأسود في قطعة شاش و تضاف إلى مرق الدجاج و يترك على نار هادئة إلى أن يغلي.
    3- ترفع قطعة الشاش و الدجاج من المرق ثم يفرم الدجاج و تصفى المرق ثم يعاد الدجاج و المرق إلى الإناء و يضاف عصير الليمون و الكريمة و يترك ليغلي على نار هادئة ثم يقدم ساخنا.

  • من – رواية ” الاحتجاج ” ج 6 – بقلم القاص والروائي السوري نبيه اسكندر الحسن ..

    من – رواية ” الاحتجاج ” ج 6 – بقلم القاص والروائي السوري نبيه اسكندر الحسن ..

    رواية ” الاحتجاج ” بقلم القاص والروائي السوري نبيه اسكندر الحسن

    حمص سوريا – ص – ب – 5121 جوال 0966326100
    نبيه اسكندر الحس

    الاحتجاج
    رواية
    ( يبكي ويضحكُ لا حزناَ ولا فرح ..كعاشقٍ خطَ سطراً في الهوى وم ..من بسمةِ النجمِ همسٌ في قصائدهِ ..ومن مخالسةِِ الظبي الذي سنح ..قلبٌ تمرسَ باللذاتِ
    وهو فتى كبرعمٍ لمستهُ الريح   فانفتح مالي الآقاحيةِ السمراءِ قد صرفت عنا هواها أرقُ الحسنِ ما سمح لو كنتِ تدرينَ ما القاهُ من شجنٍ لكنتِ أرفقَ من آسا ومن صفح )

    بدا النزل كحمام قطع ماؤه ، و بدا دخان السجائر كدوائر يشكل سحابات ضبابية بين أرجاء الصالون ، ، فرأى نفسه واقفاً أمام أبي ” صابر ” يتوسل له أن يعود لكن توسلاته لم تجد نفعا لحمله على الإياب ، و بروعة الحلم جاءه أستاذه :”  ينبغي أن تكون الاستثناء . أمك في
    قبرها حزينة ، ومجللة بالتراب ، و أحذرك من بنات الهوى ، قريبا سترقص الغجرية احتفاء بعودتك “.
    سحرته الكلمات تساقطت أمامه كالثلج ، فأحس بأن البذور تنمو، لتجعل الثلج ملونا بالأخضر ، وهناك شريان أحمر يشق هضبتين ،و من على القمة تلوح أمّ صابر بمنديلها ، وبجانبها جماعات من الغجر ،فأخذت إحداهن  ترقص ، حتى جعلت النجوم تبادلها الوميض . فسأل نفسه : ” يا
    ترى هل سأجد مهدي ؟ … و أين سأجده مساحة العراق واسعة ” .
    من كان يظن أن ” صابرا” سيذهب إلى بغداد ، في مثل هذه الظروف ، كان يدرك أنه يندفع إلى أتون النهاية ، بدا كفراشة وسط اللهب .لكن يترتب عليه أن يكسب الوقت .
    ساد الصمت بضعة لحظات ،قبل  أن يلتقي مع أمّ ” فادي ” كان يستسهل الأمر ، ربما لأن الكلام مجرد كلام فقط ، و ربما يكون بدافع اليأس … و ربما رغبة منه أن يمسك بطرف خيط القضية ، قضية تصفعه بسياطها . نظر إلى النافذة ، شق ستارها عن سماء صافية ،فيها قمر غارق بين
    النجوم ، بدت كمصابيح ، لكن الحافلة استطاعت أن تسرق متعة التأمل ،حيث غيرت وجهتها مع تعرجات الطريق ،كان يرغب بالسفر إلى العراق ،ولو ترتب على ذلك أن يصل في الليل ،والبحث عن الصبي ،ولو كانت الرحلة تشتمل على بعض المخاطر . وقع بصره على خيام الغجر، رأى الغجريات
    يرقصن تحت أضواء القمر ، و فجأة عرض التلفاز فيلما ، عن مجموعة من جيش الأمريكان ، تهاجم معسكرا في فيتنام ، قتلت قادته ، وقد  أسرت بعض الجنود ، و منهم  من تعاطف مع الأمريكان فقال لنفسه : ” هذه هي عادتهم ، قبل أن يبدأ الهجوم العسكري ، يبدأ الهجوم الإعلامي ،
    بمساعدة  العملاء ، و فجأة يقومون بتنفيذ ما خططوه  ، ترى علام يضع سائق الحافلة مثل هذا الفلم ،  وبهذا الظرف بالذات ” ؟ ! …
    جعله الفلم يسخر من نفسه و من السائق ، و شتم كل شيء … ثم عاد يفكر أين سيجد ” مهدي ” لعله يرتاد مقهى الهافانا ، اقتربت الحافلة من العاصمة ، و بادر بعض الركاب بالتأهب لمغادرتها ، نزل في محطة الركاب، فلم يذهب إلى الفندق ، أحب التجوال في شوارع دمشق ، جلس في
    مقهى الحجاز … بعد تناول القهوة ، ولج إلى أحد المطاعم ، تناول وجبة الفطور ، عاد إلى الفندق ، سأل عن ” مهدي ” بلغه أحد العراقين أنه سافر إلى العراق .
    قال :
    – سأسافر إلى بغداد ..
    أجابه العراقي :
    – لن تجده … لأنه اختار العيش في البوادي .
    – أمره غريب ، ماذا يفعل في البادية ، أتراه عاد إلى الرعي … أم باع كل ما لديه ، و أخذ أهله ليعيش معهم , كما عاش أجداده قبل دخول الإنكليز؟ …
    فكر في المغامرة :
    – ماذا لو بدأت الحرب و قتل الطفل ؟ و أكيد سوف تستخدم أمريكا بعض الأسلحة المحرمة دولياً ؟ وهل من الضروري أن يظهر أمام الجيش و الشرطة ؟.
    صمت هنيهة و سرّ لذاته : ” أكيد ستفتح الحدود أمام السوريين على الأقل ، و في هذه الحالة سيأتي أبو فادي ، وولده بدون أي جهد ، و ربما تعرف أم فادي و تستبق الأحداث أنها امرأة غير عادية ، سوف تتلاعب مع أبي فادي ، مثلها مثل الأمريكان في البداية ،لقد تلاعبت مع
    الزعماء العرب ، ثم بدأت بتنفيذ خططها  .
    ولج مقهى الحجاز ،سند ذقنه على مرفقيه ،غيبه النوم ، أشار إلى سيارة أجرة نقلته إلى المقبرة ، بحث عن قبر زوجته ، جلس قرب الشاهدة أخرج بقايا من قطع البخور ، أشعلها و وضع باقة من الورد . و راح يسألها :
    – علام رحلت ، أنت تدركين أنني لا أسقط بسهولة ، و إن سقطت فسيكون سقوطي على رأسي ، كي لا أقف مرة ثانية . أنت تدرين أنني سقطت عشرات المرات . و قال الناس :
    – قضى الأستاذ نحبه …
    لكنني مثل طائر ” الفينيق ” أسقط و أعود ، و لا أعلن التوبة ،  أنا أعرف لو أنني أعلنت التوبة مرة واحدة لنأت عني المصائب . و لكن المصاب يدوس على ذاكرتي لكي أنسى و ما نسيت ، حتى ابتعدت المسافات بين رجرجة الفجر ، و خيوط الشمس هي المسافة بين التباسات العشق و
    نور النهار .
    جاء حارس المقبرة ، كانت تربطاهما أواصر صداقة :
    – هل استيقظت ليلاك يا قيس ؟
    – لا لكنها تسمعني … تعال … ضع أذنيك على حافة القبر .
    – يا مجنون .. لم يعد مثل هذا الحب موجودا .
    – لا أبداً أنه موجود .
    – إن شاء الله أكون الأخير …
    – لا قدر الله أن يوجد أمثالك … أيها المعتوه .
    و اندفع حارس المقبرة بين القبور يكلم نفسه : ” الشيطان فقط يعرف كلامه ” .

    دفعت ماجدة  له جواز السفر ،وقدمت له كل المعلومات ،وصورتها مع علوان يوم الزفاف ،وصورتها وهي حامل ،وصورة  فادي على صدرها،كما زودته بمبلغ كبير :
    – المكافأة عندما تعود مع فادي .
    ودعها وسط الشارع ،ومضى وهي تشيعه حتى غيبه المنعطف ،وفجأة بدأت تستعيد ملامحه ،تمعن في التخيل ،تذكرت صابر قرينها .لكن بعد فوات الوقت ،ضربت على صدرها :” يا إلهي !..كيف أعميت بصيرتي “؟.
    سكن اللحن في خلايا دماغ ” صابر ” يردده سكون الليل ، وقفت الغجرية على ضفاف الفرات , و خيوط البوح تلملم أطرافها ، خلعت ثيابها ، جمعته بطريقة عشوائية قذفتها بعيداً ، و كان القمر يلون شعرها الأسود ، تأبطت ذراعه و قذفت الحذاء كلاعب كرة قدم ، و بدأت تتصاعد
    موسيقى جنائزية ، لا يعرف مؤلفها . كانت عروس النهر تقابلها و تتلوى فتتكسر صورتها مع التيار ، فجأة بدت أنثى من عهد الأمومة ، فاستيقظ على إيقاع صاخب ، فقال :
    – يا إلهي ! …. مرّ أسبوع ، و لم تطأ قدماي شوارع بغداد .
    سافر مع أحد السائقين ، على أساس أنه معاون له ،سأله في الطريق عن رجل يدعى أبو فادي يرافق طفلا :
    – لن أنسى فضلك .
    – سأدلك على موقف قوافل السيارات. المحملة بالبضائع، فأبو ” فادي ” يأتي المكان حين تخلو المنطقة من الدوريات… فتلتقي به بين الساعة الخامسة و السابعة صباحاً أشار السائق إلى طريق يتلوى بين كثبان الرمل ، قائلا :
    – هناك ضالتك .
    ترجل ” صابر ” من السيارة ، و هام على وجهه في البراري يبحث عن مأوى يأوي إليه حتى يطلع الفجر .كان مغمورا في تلك المغامرة ،فأخذ يسترجع تلك المقابلة التي رسخت في ذاكرته ،سأل ذاته ” حقا أنني أندفع من أجل المكافأة التي ستغير حياتي ،أم أن المرأة لها في أعماقي
    سيطرة ،هل خطر لي أن أنظر إلى وجهها نظرة رجل إلى امرأة جميلة ،أو أفكر بأموالها ،وهل كان علي أن انسحب في اللحظة التي حددت فيها الفواصل ،ماذا كانت تريد عندما قالت :
    – يا صابر لن أنسى ما تفعله لأجلي ،لهذا انس كل شيء المال وتوابعه ،أنس انك تقوم بهذه المغامرة ، لأجل المال ،هذا يجعل القلب أسودا ،يجعل الرجولة تتراجع ،اعتبر فادي ولدك ،آه لو كنت تعرفت عليك في  ذلك الزمن ،ولكن يبدو أننا لا نستطيع فعل شيء أمام الأقدار .
    غصت بالبكاء ،وارتمى رأسها على صدره ،ماذا كان يستطيع أن يفعل غير الذي فعله ؟.تأملها واصطنع ابتسامة ،لم يفكر بشيء غير أن يجفف دمعها بمنديل نظيف ،ولم يحاول أن يستغل ضعفها ولم يخطر بباله أن يقبلها بالرغم من صراخ حواسه( هاهي بين يديك حقلا للبذار ) .
    فلم يكن يدري أنه حقل من البور ،تمنى لو تحول إلى طائر ليصل منزله ،ويدخل إلى غرفته الوحيدة على السطوح ،ويجلس أمام طاولته ،ليكتب أي شيء ،أي كلام ،ربما تكون الكتابة جزء من التراجع الداخلي ،وربما تكون ترويحا عن النفس ،أو  تعويضا عن حالة ما ،أو نقص ما في الأنا
    التي راحت تتضخم في داخله .

    أطفئت الفوانيس ، وهجعت البراري إلا من عواء ذئاب ، ازدادت الجذوة اشتعالاً في داخله ، تذكر ماجدة حين ودعته ، رغم المال الطائل ، كان يخيم الحزن على كيانها . لم يدر كيف غيبه النوم بين خوف و طوفان من الخوف ،  رأى نفسه في صحراء شاسعة ، فجأة شق ” ديناصور ” كثبان
    الرمال . و راح ينفث اللهب . شعر بالنار تجتاح جسده حاول أن يولي الأدبار :
    – النجدة ، النجدة .
    فتح صابر عينيه كان الليل يفرد وشاحه على المكان ،فوجد نفسه داخل الأرض العراقية على مقربة من الحدود السورية التركية ،حث خطاه صوب الماء ،ناداه أحد البحارة :
    – أتريد أن تقطع إلى الجانب الآخر .
    – أجل …
    أطفأ المركب ضوء فانوسه ،وعبر النهر ،وحين انبلج الفجر ،كان قد توغل في الأراضي العراقية ،وراح ينتقل من مكان إلى آخر حتى وصل أطراف مدينة بغداد ،وراح يسأل عن موقف السيارات حسب المعطيات الواردة في المخطط .
    وقع بصره على سيارات شحن تأخذ رتلا طويلا ، فسر في نفسه : ” هذا ما أكده السائق ” .
    حث خطاه صوب السيارات ، شاهد عددا من السائقين يشكلون حلقة . و من بينهم أبي ” فادي ” يتناولون الفطور . استقبلوه مرحبين ، جلس بينهم و شاركهم الطعام ، و راح أبو فادي يعطي أوامره :
    – قم يا ولد .
    يقف الولد :
    مر …
    – احضر الماء ، وصب على يد عمك  .
    قال صابر :
    – دع الولد.. الخدمة ذاتية.
    وقعت العبارة على رأس أبي فادي كصاعقة ، جحظت عيناه ، رمى ” صابر ” بنظرة ذات معنى . ثم هرب بنظراته ، و أشعل لفافة التبغ .
    سأله أحد السائقين بعد الفطور :
    – ما حاجتك ؟ .
    – لا شيء . سوى الذهاب إلى الحدود السورية . و من لي غير الشباب الطيبين .
    – سافر بطريقة نظامية .
    – فقدت جواز سفري .
    ردّ السائق ذاته ،و نصب نفسه شخصية في المسرحية التي افتعلها ” صابر “:
    – إيه … يا أبا فادي، يا لك من محظوظ . جاء رفيق دون حساب .
    نظر أبو” فادي ” إلى ” صابر “:
    – إن وجدت طريقة لا تنسانا.
    وضحك ساخراً:
    – أنتم كثر ؟ .
    – لا .. أنا و ابني فادي .
    قال السائق الأول :
    -الأفضل أن تسلموا أنفسكم للشرطة .
    يقف أبو فادي :
    – سامحك الله ، أتعرف نتائج ذلك ؟ .
    ردّ صابر :
    – أنا أفكر بذلك .
    أبو فادي :
    – يعني …
    وأشار إلى عنقه .
    صرخ صابر :
    – معقول .
    سائق آخر :
    – ليس ملكنا هذه السيارات ، هي أمانة في أعناقنا ، من يضحي بالملايين ، من أجل الفارين ، الله يعلم ما جرمهم ؟ ..
    قدم أحد السائقين كأساً من الشاي :
    – تفضل يا أخ العرب .
    تناول صابر الكأس ، و راح يرتشف الماء الملون ، بصمت و هو ينظر إلى الولد الذي تكور تحت إبط أبيه ، فقال صابر : فصل جديد من المسرحية التي شارك فيها الجميع :
    –  الحل عندي إذا وافق الأخ .
    جعل صابر ” أبا فادي ” يتوسم خيراً ، و غمزه ، ووقف جميع السائقين بعيداً عن رتل السيارات ، جلس صابر وعينيه على الولد فقال :
    – نرحل مشياً على الأقدام .
    و نظر إلى أبي فادي :
    – ما رأيك ؟ .
    – كنت أنتظر رفيق الدرب .
    ابتسم صابر ، و أدرك أن أبا فادي وقع في التباس اللعبة :
    – فكرة منطقية  . و لكننا لا نعرف الطريق .
    قال أبو فادي : نسير بمحاذاة الطريق العام .
    – الدوريات كثيرة .
    – نسير بعيداً عن ” الاوتستراد ”  مسافة تحمينا من التعرض للدوريات … لنا الله يا أخي .
    – من أين نؤمن الطعام و الشراب ؟ .
    أبو فادي :
    – لو كان لدينا نقودا . لكان الأمر في غاية السهولة .
    – لدي نقوداً كثيرة ، هيا لنبتاع الزاد .
    – و لم لا …
    – خذ … سأترك ولدي معك … و سأحضر لوازم الطريق .
    – لا تتأخر .
    وجد ” صابر ” نفسه مرغماً على العيش مع رجل غبي متغطرس وولد ضعيف  … سلبته الغربة كل شيء ، و هو مضطر أن يعيش دون أمّ ، و دون معطيات الحرية ، و تبين أن أبا فادي غير أهل لأخذ المواقف ، و لم تأخذ أحاديثهم أهميتها إلا بعد ابتعادهم عن الطريق . و من شدة التعب ،
    عرجوا إلى كهف صغير بعيداً عن أعين الدوريات ، و المراقبين و المتطفلين .

    غمر المكان ضوء الشمس ، و ازدادت الجذوة اشتعالاً في داخل صابر ، فتعهد بإعداد الطعام ، و أخذ أبو ” فادي ” يفتش عن المذياع الصغير ، الذي أصبح صديقه في الحل و الترحال ، فقال :
    – هل تعلم كم عمر هذا المذياع ؟ ؟؟؟
    – لا ….
    – منذ جئت إلى العراق …
    – ما هي الجهة الصانعة ؟ .
    – بلد أجنبي … و هل لدينا صناعة ؟ .. اشتريته من حمص .
    صابر يسأل :
    – هل لك تنظيم سياسي ؟ .
    – الطريق طويل ..ستعرف كل شيء . ( الصديق قبل الطريق ) . يبدو أن الظروف وفرت لي الصديق ، و الطريق معاً .
    – أجمل ما فيك يا أبا فادي صدق مشاعرك .
    بخبث قال صابر ذلك ، و مد يده إلى رأس فادي ، ومسد شعره السبل ذو اللون الأسود ..
    أجاب أبو فادي :
    – لولا صدقي لما رأيتني هنا .. طول عمري أكره الكذب ، و لكنني وقعت في أكبر كذبة عرفها إنسان .
    – كيف ؟ .
    – عرض علي أحدهم ، أن ألتحق بدورة تدريبية ، بعد أن تركت فادي برعاية أحد العائلات ، و حين انتهت الدورة ، علمت أنهم سوف يرسلوني إلى سوريا ، تحت جنح الليل .
    – علام ؟ .
    – من أجل … قتل ابنة الحرام .
    – من تكون ؟ .
    دنا من أذن ” صابر ” ووشوشه ، كي لا يسمع فادي :
    – قتل ماجدة أمّ فادي .
    – هل نفذت الأمر ؟ .
    – لا .. رحلت إلى لبنان .
    و هزّ طرف ثوبه ببراءة ما ذكر .
    كان ” صابر ” يلتزم الصمت فسرّ في نفسه : ” ما زالت المدينة قريبة ،والمسافة غير كافية للمفاجأة ،( تسمح لأبي فادي ، اللجوء إليها مع فادي ) ، هذا ما جعل ” صابر يتريث … و في قرار نفسه كان يزداد فهماً لشخصية أبا فادي , و بقدر ما  اكتشف من حقيقة ، يكيل اللعنات
    .
    قال أبو فادي :
    – نعم …
    شرد بخياله بعيداً ، تذكر أنه كان يقرأ القرآن و يحفظ الأحاديث النبوية عن ظهر قلب على يد رجل مؤمن أحب الله و رسوله ، و إذا جاء الرجل إلى بيته ، يراه غير مخالف لتعليماته ، نفذ طلباته ، فطلب من أمّ فادي أن تلبس الحجاب ، فلم تنصاع ، و بعد جدل طلبت الطلاق .
    وحين صحا من  شروده :
    – هل سمعت أن امرأة تطلب الطلاق من زوجها . لذا قررت أن أحرق قلبها ، فأخذت الولد … أليس من حقي أن أحميه ، ماذا كانت ستعلمه سوى قلة الشرف .
    دفعته الأوقات السحرية من غسق الفجر ، إلى رؤية ما وراء الحقيقة ، فعثر عليه يعيش في دياجير مسكونة بالضلالات ، فأخذ على عاتقه أن ينبش الأزمنة السحيقة ، و الأعمال التي قام بها الإنسان ،وكلم نفسه: ” يجب أن أعريه من براثن تخمر أفكاره ،و إعادة بنائه، لكن اللبنات
    متفسخة لا يمكن إعادتها إلى جدارها الأول” ؟ .
    اهتز وميض نجمة الصبح ، و تحركت النسمات ، لترسم على جدار الذاكرة ، رونقاً بديعاً ، لا يدري كيف سقط نظره على نخلة تتدلى منها عناقيد البلح ، تفسح مجالاً لعبور حبال الشمس الناعسة ، يظهر خيال امرأة أمام ناظره ، تنزع ثيابها ، هرب بنظره إلى أبي” فادي ” الذي كان
    قد انتهى من إعداد الطعام ، و فجأة تعالى صوت المذيع :
    – أطلقت الصواريخ العراقية على إسرائيل .
    ما إن وقع الخبر على مسمع أبي فادي ، حتى انبرى يرقص في جوف الكهف ، و يهلل طرباً .
    قال صابر :
    – لا تفرح يا صاح .
    – علام ؟.
    – دائما” البدايات لها شأن عظيم .
    – الذي يبدو واضحاً الآن قد  يعتم غداً .
    – ما قصدك ؟ .. ألست عربياً ؟ ..
    – نعم وطنيا” ..
    – لم أفهم عليك ؟ . ..
    – كشف صاحبك كل الأسلحة التي من شأنها التصدي لهجمات إسرائيل .
    – كيف ؟ ..
    ابتسم :
    – ببساطة سوف تبني إسرائيل شبكة من صواريخ مضادة .
    هز رأسه :
    – أرجوك .. لا تقل أنك خدمت في الجيش ، و أنك أكثر فهماً من الذي يقف في رأس الهرم . لماذا تظن نفسك عالماً ؟ .. و لماذا … ؟
    – إذاً كلانا جاهلان ؟ .
    – لا … قد أكون أكثر منك معرفة ، علام تصادر رأي ؟ . تحلقوا حول المائدة ، في جو مشحون بالقلق و الخوف و الحذر ، فأخذ ” صابر ” فسر في نفسه : ” يا إلهي ! … من يكون هذا الرجل ” ..
    كان أبو فادي يرتجل نقاشاً لا فائدة منه يأكل و عيناه ترصدان ” صابر ” الذي بدا كعدو أمامه . فسأل نفسه :
    –      ” علام  لا ينطق البسملة على الطعام ، ولا يصلي أيضا”.
    صمت مليا :
    –  جعله خواء المعدة يصمت على حرقة.

    رسمت حبال الشمس على الرمال ، رسم امرأة تقرأ الطالع ، و على الطرف الآخر رسمت الرطوبة ظلالا لسرب من القطا ، يبحث عن مكان آمن ليخلد إلى النوم . فتذكر ” صابر ” مجنون ليلى حين طلب من القطاة أن تعيره جناحيها ، فهو بحاجة أجنحة تحمله إلى ” ماجدة ” . فقال :
    – هيا بنا …
    حمل حوائجه و من خلفه صاحبيه ، يمّم وجهه شطر الحدود السورية ، و من خلال نجمة المساء ، أدرك ” صابر ” وجهة السير الصحيحة ، كان يراقب تشعب الدروب الموحشة ، و بعد مسير بين خوف و اطمئنان ، ظهرت أجسام ذات ابر مشعثة دكناء ، أمسك فادي بطرف ثوب ” صابر ” خوفاَ من
    عواء الذئاب ، و انفرجت البادية عن أرض شاسعة  تربد بسكون  إلا من حركة طير هنا ، و عيون ثعالب هناك ، جعلتهم المواقف أكثر حذراً  و توثباً ، و ما زال أبو فادي يحدثهم عن بطولاته . بدءاً من صفوف المدرسة ، إلى أن دخل العراق ، بصفة مجاهد في سبيل الله …. فأدرك ”
    صابر ” أنه يتحدث من وحي الخيال ، متخذاَ الجانب الذي يراه محط اهتمام الآخرين . بغية السيطرة عليهم . لكنه وقع مع ” صابر ” فلم يستطع فهمه جيداً .
    فجأة ظهرت الأحجار على مرمى البصر ، يضيئها نور القمر ، فبدت كحيوانات مفترسة ، تتربص بفرائسها ، و من شدة الحذر ، تهيأ لهم أن أصداء خطاهم خطوات حيوانات مفترسة تقتفي إثرهم ، على أثر ذلك صمت أبو ” فادي ” و لم ينبس بحرف عن بطولة الخيالية ، سر ” صابر ” كثيرا لكن
    السرور لم يدم إلا دقائق ، و همسات الولد تتأتى لسمع صابر ، كأنها صادرة عن خطوات تتخفى وراء الآكام ، فازداد توثباً ، و سارعت عيناه تجوبان كل الاتجاهات ، و فجأة أدرك أن الهمسات صادرة عن الولد ” فادي ” يعلن خوفه ، فسأله :
    – ما بك ؟ ..
    – أبي …
    – ما به ؟ .
    – سقط خلفنا ….
    رسم النبأ في مخيلة صابر آلاف الصور و الاحتمالات عاد مسرعاً ، يسيطر عليه الهلع ، وجد أبا فادي مدداً على الأرض ، يبكي من ألمه ، محتضناً ساقه الأيمن ، فسأله :
    – ما أصابك ؟ ..
    يتلعثم :
    – قفزت فوقعت ساقي تحتي … ربما كسرت .
    حمله ” صابر ” على ظهره ، و انتحى مكاناً بعيداً عن الطريق خوفاً من عتمة تزجهم في كمائن التيه ، وجد صخرة كبيرة ترتكز على قاعدتها ، قمتها مندفعة إلى الأمام كجناح طائر النعام ، جلس القرفصاء بظل  الصخرة ، و بهدوء مدده على الرمل ، و راح يتلمس الساق ، عله يعرف
    هل كسرت ساق أبي ” فادي ” أم  مجرد تشجن , ثمة قافلة عسكرية تتقدم باتجاه بغداد ، أضواء الآليات تشق العتمة ، و خوفاً من حزم الضوء ، لاذوا بحفرة  ، كان يدرك إذا سقطوا بين أيادي الجيش سوف يتهموا باتهامات تودي بهم إلى الإعدام ، لكن القافلة مضت دون أن يراهم أحد
    .
    مضى على مسيرهم أسبوعاً ، فلم يتجاوزا سوى بضع كيلو مترات بعدد أصابع اليد ، هذه المسافة القصيرة بعثت في داخل صابر الهم ، ومن أين له أن يعرف ما يدور في داخل أبي فادي ، الذي يجر ساقه المكسورة مكابراً ، و لكن عبثاً فالمخبوء بضعف الجناحين ولا يفيد الطير عند
    مقاومة الريح . تجربة مخاض المسير عرت أبا “فادي ” كرجل ادعى من اللحظة الأولى ، القوة و الصبر ، ولما وصلوا مشارف منطقة الهيت ، سبقه ” صابر ” ومن خلفه ” فادي “، فصرخ أبو فادي صرخة ،رددت صداها الفيافي . وقف صابر هيئ له أن صاحب الصوت وقع بين براثن وحش مفترس ،
    فعاد مسرعاً ، ليستطلع الأمر ، كشف عن صديقه ، رأى ما لا يصدق ، منظر تقشعر له الأبدان ، غدت الساق تأخذ لونا أحمر يخالطه السواد ، من بداية القدم و حتى نهاية الركبة ، وقف صابر حائراً ، حدث نفسه : ” حالته صعبة ، فمن أين لي بطبيب في مكان لا تسكنه إلا بنات آوى و
    قشعم الطير ” ؟ …
    تمدد فادي بمحاذاة أبيه ، و راح صابر يفكر ، أ يكون القدر الذي لم يؤمن به يوماً ، قد فعل فعله ، و زجه في لعبة يعجز عن فعل أي شيء أمامها . و إذا امتثل لفاجعة وقعت مع رفيقه ، فكاد يصرخ صرخة أشد و أقسى من صرخة أبي فادي لكنه استطاع تمالك أعصابه مبدياً التجلد و
    الصبر ، و راح يبحث عن حل ، لكن الخيبة كالغول الفاتح شدقيه عندما أتت لحظات النهاية . ومضت أحلام بناها بالانكسارات ، جعلته يشعر بعجز ،لكنه بقي يسكن نفسه ، منتظراً هدوء عاصفة تكيلهم بوابل من حبات الرمل المتدفق ، لا يدري كيف لفتت هضبة أنظاره ، فحمل رفيقه ، و
    انصرف إلى الكهف ، علهم يقضوا الليل في جوفها ، خوفاً أن تجعلهم الرمال في بطنها ، ساعدته الريح فأسرع و من خلفه الولد ، اندفع إلى المغارة ، وضع أبا فادي جانباً ، و راح يتفقد إذا ما كانت خالية من الوحوش ، و بعد تدقيق رجل حصيف أدرك أنها عبارة عن صخرة عملاقة
    جاثمة على أرض فارغة ، و في جانبها انهيارات  ، فأدرك أنها أكثر أماناً من العراء . فأسرع و جاء بأبي ” فادي ” وولده . و قبعوا في أحد الزوايا .
    بدت حركاتهم بطيئة ، و تمضي الدقائق سريعة سوداء ، فأسرع ” صابر ” يعد القهوة على نار القش ، فالقهوة تنعش داخله ، كرجل أنهكه التعب ، واليأس و العذاب و الحيرة ، أخذت المواقف تمتص اندفاعه ، رغم ما في النفس من نزعات فاضت على سطح المعرفة ، متحدية إصراره ، و فجأة
    انتشرت رائحة الهيل مدعمة بروائح الشيح و البلان و سعف النخل ، صب الفنجان الأول قدمه لأبي فادي ، و تناول الآخر ، وهو يمج دخان لفافة التبغ التي لم تنطفئ جذوتها منذ أن دخل الكهف .
    كانت السماء  مائلة للاصفرار ، و راح يبحث عن قمر ضائع .

    بدت المغارة كحمام ، تصفر بين أرجائها الريح ، تعطر أنوفهم رائحة الشيح ، و رائحة مشبعة برطوبة الملح . ذكرته الرائحة بأيام الطفولة حين كان يحشر رأسه تحت إبط جدته ، و هي تقص عليه حكاية عن الضياع و مكرها ، و رائحتهم الكرهية أيقظه سؤال أبا  فادي :
    – ترى ماذا حل ببغداد ؟ ..
    – فكر في وجعك أولاً …
    – إذن افتح على نشرة الأخبار .
    تفقد أبو ” فادي ” جيوبه فلم يعثر على المذياع ؟ ..
    بحث صابر بين حوائجهم ، و بعد لأي قال :
    – لا بد ظل هناك … أكيد ستبلعه الرمال .
    قال أبو فادي :
    – كيف سقط ؟ ..
    – اللعنة …المذياع وحده يضعنا في حقيقة هذا العالم المجنون .
    تحركت مشاعر فادي ، واشتعلت شرارة في مخيلته دفعته لأن يظهر مهارته ، فانسل من بينهما ، و اندفع وسط صخب العاصفة ، و موسيقى الرمال الجنائزية ، التي لا يعرف مؤلفها ، و حين أدرك صابر أن الولد ولج العاصفة ، تبادر لذهنه أن العاصفة ، ستحمل الولد و تقذف به إلى
    المستنقعات المجاورة ،أو إلى النهر ، فتهيأ للمغامرة بنفسه في سبيل إنقاذ الولد ، و فجأة وقع بصره على كتلة تتقدم على قوائم أربعة ، ظنها في بداية الأمر ، من فصيلة الوحوش ، فاحترز للمجابهة ، عاد إلى هدوءه حين غابت عن ناظره ، وقف صابر يعيش الصراع مع ذاته ، و
    راح يقارن بمن سيضحي بالولد أم بالأب ، و راح يعيش جانبي الصراع ، صراع يدفعه إلى الجانب الإنساني ، و جانب يدفعه كيف سيقف أمام أم فادي التي تنتظر عودة ابنها ، ألم يؤكد لها أنه لن يعود إذا لم يكن معه ” فادي ” . لقد أفلح فادي و عثر على المذياع ، و قفل أدراجه
    يعاند الريح حاملاً المذياع بيده ، والفرحة تغمر قلبه ، دفعته الريح إلى فوهة الكهف ، اندفع صابر صوبه ، و راح يشجعه :
    – سيكون لك شأن .
    وقف الولد أمامهم سعيداً ،وكاد تأنيب والده يحطم معنوياته . لكن مغامرة الولد كانت بداية تأسيس ذاته ، كانت الرحلة تعني ” لصابر ” استراحة المقاتل ،الذي يعشق الحياة و الحرية ، و تعني لأبي فادي هروبه من ثوبه .
    حركات أبو فادي تلفت النظر ، فأدرك أنه يؤدي احتفالاً خاصاً ، وعند انتهاء وليمة الأخبار ،لم يتفوه بحرف ، و راحت الأسئلة تحرك ذاكرة ” صابر ” فجأة أخذ قراراً لا رجعة فيه ، فسر في ذاته : ” يجب التخلص من أبي فادي مع الحفاظ على الولد ” .
    انتبه صابر على شرود أبي فادي الذي كان يفكر أن يحافظ على نفسه بطريقة ما . فغدا الولد ” فادي ” رهن الحالتين ، يرفض وصية أبيه ، و لا يقبل مساعدة ” صابر ” كان مصراً أن يعتمد على نفسه ، لكن الأقدار لها دور في المواجهة معهم . وغدت الرحلة طرف في الصراع .

    جلست أمّ ” فادي ” قلقة ، فهي خبيرة بالرحيل … و أمور الرحالة ، لكنها لا تعرف ملابسات الرحلة ، لأنها لم تثق بكل ما خططته . بدا كل شيء أمامها ضبابياً ، لم تكن رؤية واضحة . حين تعلن الحرب ، تعلن أم ” فادي ” انكفاؤها في المنزل ، و تبحث عن محطات أكثر مهارة في
    الانخراط بالحياة السياسية و الإعلامية . و منذ الصباح الباكر ، تبتاع الصحف و المجلات ، تعود إلى البيت تقرأ ما بين السطور ، ثم تقرأ صفحة الأبراج ، فيرسم الخط صورة يومها ، وعلى أساسه تبدأ يومها برحلة متشائمة ، أو متفائلة .
    و ما إن تخلد إلى النوم ، حتى تبدأ رحلة الكوابيس و الأحلام الصادرة عن اللاشعور ، هكذا يمضي الليل ، و ما أن يطلع الفجر ، حتى تبدأ معه رحلة جديدة ، على تداعيات ما خطته قارئة أبراج الحظ .

    حاول صابر اكتشاف الحقيقة ، لعله يعيد اللحظات الحالمة ، دبت الروح بالصلصال ، وفرت الأحلام ، و تركته الظلمة يتذكر الهجران ، وراح يراقب قمر السماء ، ثم نظر إلى أبي فادي و سأله :
    – هل تستطيع السير … و لو كيلو متراً ؟ ..
    – و ماذا بعد …. هل نسيت أن البوكمال تبعد أربعمائة كيلو متراً .
    و راح صابر يبحث عن فكرة تصل به إلى حل . و يبقى على هذه الحال حتى بدت الكواكب الفضية تتدحرج في عليائها ترسل إشعاعات لاهبة ، شعر كأنها استهلالات لقصيدة تأتيه مع الفجر ، تذكره بزوجه ، وهما يعودان في آخر الليل محملا بآمال يظن أنه سيعلن التوبة أمام قمر اكتملت
    دائرته ، تذكر اتفاقه مع أم فادي فقال لنفسه : ” و كيف لا .. و اسمها ملأ الآفاق على صناديق البضائع التي وصلت إلى ما وراء البحار ، لتعود إليها بالملايين ” .
    كان يرثي لحال أبي ” فادي ” و يلعنه في قرارة نفسه ، تساءل عما أوصله إلى هذا الحال ، فأدرك أن أبا فادي كان ضحية ، فسرّ لنفسه : ” و أنا و فادي و من لف لفنا ، ليس إلا بيادق في لعبة غير دقيقة للاعب ، أخذ يضحي بهم دون هدف ” .
    تنهد ” صابر ” بألم ، ونظر إلى قمر ابتعد في رحلته ، و هدأت الريح ، و ما زال يبحث عن مكامن ضعفه ، وشيئاً فشيئاً ، ينحدر مع نفسه إلى درك سحيق ، وصف نفسه بالجبان و الدونية ، و تمنى لو أنه يمتلك الشجاعة ليبوح عما يختلج في داخله ، لكنه عندما ينظر إلى أبي ” فادي
    ” يجده قد ارتقى أعلى درجات الدونية ، فأخذ يلعن عقله و قلبه ، و فجأة انتفض في مكانه ، ونظر إلى كثبان الرمال و هي تستحم بضوء القمر ، خرج إلى باب الكهف ، بسط  يداه و شدهما كطائر يتهيأ للطيران ، ثم عاد إلى جوف الكهف ، ونظر إلى الصبي الذي أسلم جفنيه للنوم ،
    كان وجهه مكلل بالطهر ، كأي طفل محروم ، تظهر عليه آثار طفولة محرومة ، أنهك جسده التفكير ، فتوسد الأرض و غط بالنوم .
    فاستيقظ مذعوراً على هذيان أبي ” فادي ” الذي أخذ يتكلم في نومه ، كأنه يعيش تداعيات أيام الماضي مع أم ” فادي ” فخيل لصابر ، عندما ترجم العبارات أنه يقف أمام فيلم يروي قصة عشق بطلته أم فادي . و هي ترتدي ثوباً فاضحاً عن صدر بارز يحوي قمتين .فقال كل هذا لصابر
    النائم ،أجابه :
    – يبدو الفكر الغيبي غيبك يا صاح .

    فجأة ارتجت الأرض ، أحس صابر أنه اقتلع من مكانه ، و امتلأت المغارة غباراً ، فأسرع إلى انتشال أبي فادي . وأسرع إلى فوهة المغارة ، رأى بريقاً من شهب تنطلق من الأرض ، ثم تتلاشى في الفراغ ، و ثمة تفجيرات تدوي متلاحقة ، تأكد أن المعركة تدور رحاها ، و ثمة مضادات
    تتصدى للطيران ، هذه الأحداث ، دفعته إلى إخلاء المكان ، كان يترتب عليه أن يحمل أبا فادي ، و أشار إلى الصبي أن يحمل الأغراض ، و ابتعدوا عن المنطقة قدر المستطاع ، لا مصلحة لهم أن يبقوا في مكان موبوء .
    سكنت التساؤلات في داخله أمام صخب المكان ، لكن الصخب قد انتشر مبدداً الحركات ، فافترش الرمال ، قائلاً :
    – ليحدث ما يحدث .
    جلس الولد يبكي بصمت .
    فسأل أبو فادي الذي نزل عن كتف صابر لتوه ، غير آبه بما يجري :
    – هل بدأت الحرب ؟ .
    – نعم .
    – إذن سنموت هنا و لن يقبرنا أحد .
    – لا … عليك القذيفة تدفنك في أعماق الأرض .
    اجتاح الخوف كيان أبا فادي ، فقد كان بحاجة إلى طبيب يعالجه ، أو قل ليقطع ساقه ، لكن من أين سيأتي الطبيب ، الجبال و الوديان ، أعلنت عن سرائرها ، و الكهوف أيضا . أعلنت البراءة ، فهل يطلب من ولده الرحمة ، لأنه بلغ الحلم ، أم يطلب المغفرة من صابر الذي بلغ حد
    اليأس ، فهل يواسيه ، أم يبكي معه .
    أدار كل من أبي فادي و صابر ظهريهما ، وهما في بكاء مرير ، و ارتحل كل منهما إلى أعماقه في تداعيات لا حصر لها …. يحاول كل منهما ، إحضارها من غياهب الماضي .
    كان الصبي جالساً في وسطيهما ، ينظر إلى أبيه الذي تبلل وجهه بالدموع ، ثم ينظر إلى صابر ، يراه يطوق صدغيه بكفيه . سأل الصبي :
    – هل النجاة في بقائنا هنا ؟ …
    صحح صابر جلسته ، تغزوه أفكار عديدة ، تذكر حين كان يؤكد لأعضاء الحزب أن يرفدوا الكوادر بدماء جديدة . هؤلاء ولدوا لمجابهة المصائب . فأجاب على سؤال الصبي :
    – هل تستطيع حمل أبيك أربعمائة كيلو متراً ؟ …
    – لا …. مستحيل .
    رد أبو فادي :
    – دعوني هنا .
    سأله صابر :
    – علام ؟ …
    – ليس من الفضيلة أن تموتا من أجلي ، و أنا لا أستطيع أن أفعل لأحكم شيئاً .
    صرخ صابر :
    – لا … نموت معا ، أو نعيش .
    رد أبو فادي :
    – ما أمرنا الله بذلك .
    – و لم يأمرنا بقتلك .
    – إذاً نعود إلى الكهف .
    و صمت أبو فادي ، و ثمة نسمات راحت تندفع شيئاً فشيئاً ، تحمل بين طياتها حبات الرمال . فأخذ حفنة من التراب و قذفها في الهواء .

    أسرع صابر و من خلفه الصبي إلى الكهف ، و أخذا يوسعان مكاناً للنوم ، و عاد صابر ليحضر أبي فادي و لم يمض إلا  قليلاً من الوقت ، حتى شعروا بالراحة ، و جلسوا يراقبون الأتربة التي تملأ المكان بفعل الريح ، لتنتهي هناك في الوهاد ، حيث المستنقعات و نباتها من قصب و
    بردي و غيرها .
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    استسلم الصبي للنوم ، و تمدد والده قربه ، و حمل ساقه ليستطيع النوم على جانبه الأيمن ، و ظل صابر مستيقظاً يفكر بطريقة تنقذهم من حالة يرثى لها ، و خاف أن يسرقه سلطان النوم ، فتباغتهم الوحوش على حين غرة ، لذلك خرج إلى الأرض ليجمع الحطب ، فوق سطح الكهف تتراكم
    جذوع أشجار قديمة يابسة ، قلعها بيديه ، و ألقى بها أمام باب المغارة ، و لما جمع كفايته ، هبط إلى فوهة الكهف ، وقع بصره على أثر روث حيوانات ، جعله الأثر ، يستطلع المكان عله يعثر على خيام للبدو ، لكن الليل منعه أن يحظى بضالته ، أوقد النار في أكثر من مكان بين
    أرجاء الكهف ، و راح ينتظر جمراتها ، التي بدت تلمع في الظلام .
    سكنت التساؤلات في داخله ، وفسح مجالاً للرغبات بالانطلاق ، تسري مثل ماء في أرض عطشى ، فالشيء لا يظهر إلا  بضده ، حضر طيف امرأة في ذاكرته ، بتفاصيل مغرية ، فاتحة صدرها لتتعرض للقاء ، هذه اللحظات تضخم الأعصاب و تصعد النار إلى صلب الإنسان ، تبدو النار صاعدة
    من القلب ، وتهبط من الرأس ، فيهتز البنيان إثر اندفاعات تبعث في داخله آلاف الصور ، أبعدته المرحلة عنها .
    تطاولت ألسنة اللهب ، في مغارة موحشة ، كيف سيتصرف صابر مربي الأجيال و رجل القانون الذي لم ينحن إلا لطفل ، أو كتاب ، فضحك لتبديد الرغبات بهجوم مضاد من سكينة ،اتخذها  طريقة لطرد الوساوس ، و دفع حيوان الجسد إلى إيقاظ فادي بغية الرحيل … فسأل نفسه : ” من يكون
    أبا فادي … ألم يختر طريقة بنفسه ” ؟ …
    وقف كالرمح و سأل نفسه ذات السؤال : ” من أكون أنا ” .
    فوجد أن مجيء أبو فادي بغية الحصول على المال ، بدون شك هو ليس بأفضل منه ، ألم يأت هو لذات الغاية .
    تساؤلات ، راحت تسهل طرقات وعرة في نفسه ، فلم يدر كيف ركع أمام قمر أضاء بدائرته الفضية كثعبان الرمال ، فأقسم أن يكون مخلصاً لنفسه ، و لهذا الطفل الذي سيعود إلى أمه و ينعم معها بالحياة ، و أن يكون مخلصاً لأبي فادي حتى اللحظة الأخيرة التي تفصله عنه باعتبارها
    حتمية لكل صراع تتأرجح ، وقع بصره على بشر قادم نحوهم ،فأحس بأن الفرج اقترب ،عاد ليوقظ الصبي و أباه .
    انطلق صابر صوب النار ، وجد نفسه يقف أمام خيام البدو ، تبعثرت ماشيتهم في كل اتجاه ، خبت الجمال باتجاه الشرق ، تركض ثلة من الشبان وراءها ، و أحد الرجال تقنع بكوفية حمراء ، يعتلي صهوة جواده0 عله يسبق النوق ، ليردها إلى المضارب  ، و اندفعت الأغنام نحو الهضبة
    تشكل قطيعاً متلاحماً ، و ثمة نساء يركضن ترافقهن الكلاب ، تنبح على القطيع و تجمعه ، فاندفع صابر لمساعدتهم ، يفكر :
    – ننادي بالتلاحم دون أن ندرك أن التلاحم غايته تجمع القطعان بسبب الخوف ، الأكياس القوية تلجأ إلى الوسط و المواشي الضعاف يتلقون الصدمات القوية ، لأن الذئاب تمزقهم أولاً . نجح الشبان و الفارس في إعادة النوق إلى المضارب بعد لأي ، و تفقدوا عددها ، و إذا كان
    هناك بعض الإصابات ، اقترب الفارس الملثم متسائلا :
    – من أنت ؟ .
    – عابر سبيل .
    تقدم صابر باتجاه ملثم ، يتمنطق بسلاح حربي رمى السلام ، التحية نوع من المعاهدة الشفوية ، وضعت أسسها الأعراف ، و تعاملت بها الشعوب ، عبر التاريخ ، رد الفارس على السلام ، و ترجل عن صهوة جواده :
    – سألتك من أنت و لم تجب .
    – أنا في المغارة من ليلة أمس .
    – هربتم من الحرب .
    – لا … نحن من سوريا .
    شرح صابر سبب وجودهم ، و ما آلوا إليه من وحشة المكان .. قذف الفارس سلاحه و كشف وجهه ، و اندفع يصافح صابر بسرعة ، وضع صابر صديقه في حقيقة الأمر . فأمر الشبان أن يحضروا أبا فادي حملاً على الأكتاف ، و ما زالت يد الفارس تشد بحزم على يد صابر .
    كان يدرك أن البناء حامل و محمول ، إلا الخيام هي محمولة غير حاملة ، تهب الريح و تسكن سكون الأفق لحظات هدوء قائظ ، تصنع النسمة الجذلة فتوقظ في النفوس العطاء و الشعرية ، و تبدو الخيمة كالأفق الملتاع بشفافية الضباب المتساقط من سماء تغلفها مزنة مضيئة ، فقال
    صابر لنفسه : ” المشيمة تعيش مع الوليد حتى الولادة تنفصل عنه إلى العدم ” .
    إذا خفقت الخيام في مكان ملئت   بحكايات سكانها تنتقل معهم في ترحالهم ، و تخلق في الأذهان طرائق و قواعد ، و أعراف ، تتحول إلى تراث ، الابتعاد عنه مذلة ، و التمسك به تكريسا  للقيم حتى تنشأ قواعد و حكايات جديدة .
    حين جاء الرجال بأبي فادي وولده اندفع البدوي يساعده على الجلوس في صدارة الخيمة ، أما صاحبة البيت ، فقد احتضنت الصبي ، و أخذته يحنو الأمومة إلى الخيمة المجاورة .
    رحب البدوي بالضيوف ، قدم لهم الماء و اللبن و حين انتهوا من الشراب ، تقدم من أبي فادي يتفحص ساقه :
    – سنحضر الطبيب .
    قال صابر :
    – حدثتك بصدق ، لا نريد أن يكون الطبيب مطباً لنا .
    قرأ الرجل قلقه ثم أجاب :
    –  أنت ضيف مهدي أبو فايد .. هل نسيت الهافانا ؟ ..
    – أ و  ه … أنت ؟ ! . ..
    – نعم آني .
    ردّ أبو فايد بطريقة بدوية … و تذكر صابر قول مهدي :
    – ( ماكو   وطن ) .
    فاندفعا يتعانقان من جديد ، تعجب أبو فادي من وقع المصادفة ، و راح يرقبهما و هما يكفكفان الدمع ، و حين جلسا . نادى ” مهدي ” ، على أمّ ” فايد ” تضع يدها على كتف ” فادي ” الذي خرج لتوه من حمام صغير خلف الخيم ، و أشرفت أمّ ” فايد ” بنفسها عليه و صبت الماء
    الفاتر على جسده ، فبدا وجهه جميلاً كالقمر ، فأومأ له ” مهدي ” . عرف قصيدة ، فجلس في صدر المضافة متكئاً على مرفقه ، كمن يعلم مقامه كغريب ( الوافد من بعيد غريب ، و القاطنين بالنسبة للوافد غرباء ) كان ” فادي ” منزوياًّ كهر صغير يراقب كل شيء بحيادية من يريد
    أن يتعلم من تجربة الحياة بشقيها الحلو و المر . يوصوص بعينيه الجوالتين الباحثتين عن كل شيء بخوف وحذر .
    اعتذر ” مهدي ” لبعض الوقت :
    – أنتم أصحاب البيت .
    ظن صابر أنه هرب من دموعه ، في الوقت الذي بقي فيه صابر يجفف دموعه بطرف المنديل .
    أسرع ” مهدي ” اعتلى صهوة جواده ، ولكزه برجله فأخذ يشق عباب الصحراء ، و تولت صبية في عقدها الثاني و شاب لم يبلغ الحلم ، و اجب الضيافة ، و أوقدت أم فايد النار ، وضعت القدور فوق النار ، لم يدم طويلاً من الوقت حتى عبقت رائحة اللحم المسلوق ، و ما زالت الصبية
    تقدم القهوة المرة مع حبات التمر .
    أدرك صابر أنها مقدمة لوجبة دسمة . فبدت الحياة كتاباً مغلقاً مليئاً بأسرار مخبوءة ، و عندما يفتحه المرء و يكشف رموزه لم يعد سراً .
    دخلت أمْ  فايد رمت التحية :
    – الله بالخير ..
    تقدمت من الضيوف سلمت عليهم باليد ، وحين وصلت إلى أبي فادي حاول الوقوف ، لكنها أقسمت :
    – بالله عليك خليك جالس .
    الإحساس بالعجز أمام المرأة ، رآه صابر في عيني صاحبه ، و قرأ في وجهها الحذر و التوجس ، حين نظرت إلى وجه صابر سألت نفسها : ” من يكون هذا الشخص الذي أبكى زوجها ” ؟ …
    تشابكت العيون فأحست بدفء عينيه ، و أحس صابر برعشة اختطاف الومض حيث للأمل ، في ميزان النفوس ثقل معادن فولاذية، فما من حد لتماثل النشوة المغلفة باكتشاف الوفاء . تتلاشى في مثل هذه اللحظة ، تظهر الغربة في كينونتها و تحفر حروفها في لوح الذاكرة ، تتفجر في لحظة
    تداخل عناصرها ، فتتوحد بالانصهار لتتحول إلى أفعال للحماية الأبية .
    قدمت أمّ فايد الطعام مع آيات الترحيب الصادرة عن جميع أهل البيت ، و خصوصاً أمّ فايد :
    – يا هلا بك يا صابر … و الله شرفت البيت …
    نظر إليها و أشار بطرف عينه فهمت ما رمى إليه ، فاتجهت إلى أبي فادي :
    – يا هلا … و الله جبرت على نفسك يا خوي .
    أشارت إلى فادي أن يتبعها إلى خيام أخرى … و قالت بفرح :
    – ها … وصل أبو فايد .
    ترجل أبو فايد عن جواده و من خلفه رجل يعتلي صهوة الذلول ، أمر الدول أن يبرك بطريقته ..
    دخل رجل في عقده الخامس ، يحمل حقيبة تحوي أدوات طبيب جراح ، تقدم من أبي فادي تفحص ساقه ، فأجل كلامه إلى انتهاء وجبة الطعام .
    سأل أبو فادي الطبيب :
    – ما قولك يا أخي ؟ .
    و أشار إلى ساقه .
    رد الطبيب :
    – بعد الطعام .
    أدرك صابر قصد الطبيب ، الحديث يطول و زمن الطعام قصير فقال :
    – لا تستعجل .
    تكلم الطبيب بدقة ، صمت أبو فادي و لم يقل شيئاً ، لكن عينيه أخذت تأكلان السجادة ،ويرحل بهما بعيداً ، حتى يحسب المرء  أن  سوادهما يذوبا في النقوش ، ثم اتجه إلى الطبيب ، وبشجاعة مغلفة بالمزاح :
    – أعرف أن ساقي خشبة تالفة! ..
    – لا عليك … أنت بحاجة لغذاء و راحة .
    بدت أوداج أبا فادي منفوخة ، بعيدة عن قول الطبيب ، حاضرة في ميسم المفاجأة … يدرك أن الطبيب وحده ، يكتشف الخوف الذي يسيطر على مريضه ، فأخذ يتصنع الابتسامة  ، في مثل هذه الأوقات تتباين الأحاسيس ، و ثمة يقيناً يلملم الإيقاعات المجهولة ليوضح مصير كل فرد .
    خرج الطبيب و دعا الجميع ، مبعداً الالتباسات التي من شأنها إثارة التساؤلات ، فلم تعد تعنيه التقاليد ، ففي مثل هذه الحالة تتشابه عنده المواقف ، يحس بأنها تنطلق منه و إليه ، هكذا تبدأ خيوط شبكة من الأعراف لا حدود لها . فقال لنفسه : ” يجب الدخول في صميم
    المشكلة ” .
    يدرك أن الشيء المنصهر في عقله ، لا يمكن التعبير عنه بالكلام ، أو الإشارات فسر في نفسه :” ربما السبب طبعه العملي ” .
    حياة الإنسان غاية ليس فيها شيء من المقدمات .. المقدمات مسألة صورية ، إنها تعبير عن أحكام  وجدانية ، لكن الممارسة فعل في اللحظة . فقال :
    – أنت تحتاج إلى طبيب . و إذا دخلت المشفى سيقطعون ساقك .
    رد أبو فادي :
    – هذا مستحيل ! …
    خفقت الخيام بالريح …. الإبل هادئة ترعى الأشواك و تجتر ، لا يعنيها الأمر ، تندفع خبباً إلى المستنقعات ، تظل ترعى حتى المساء ، فإذا استخدموها لعمل ما … رحلت بترادف وراء حمار أبله ، و إذا هاج أحد الجمال ، يذبح و يقدم على الموائد وجبات شهية ، و هناك تجتر
    الأغنام ، و تعطي الألبان دون إرادة وحده الحمار سعيداً ، لأنه يبقى في مقدمة القطيع ، فجأة جلجل رعد ، قطع الصمت و التداعيات ، انكشفت أمام العيون أسراباً من طائرات أمريكا و أصدقاءها تشق الفضاء ، تقابلها شهباً ترسم خيوطاً وهمية ، فقال صابر في نفسه : ” كل
    الدروب تؤدي إلى الطرق ، إلا طريق المجرة ، لا يؤدي إلا إلى السقوط ” .
    كان صابر ينظر أمامه تارة ، و إلى السماء تارة ، و حين عاد سرب الطيران على ارتفاع منخفض ناقة واحدة مدت عنقها .

    استلقى على الفراش منهاراً ، حاول أن يتخلص من القلق ، وقع بصره على عينين تحدقان به كجهاز إسقاط تحركت عروة الخيمة شدها بقوة ، دخلا حزم الشمس لتمحو ما هيئ له ، سمع نقرات خفيفة ، فأدرك أن الأمر ، ليس مجرد حلم ، حاول اكتشاف الحقيقة ، لم يقع على شيء ، كان يدرك
    أن الخيال حقيقة ، انبرى إلى الفسحة ، رأى الأطفال فرحين ، باستثناء فادي . يقف و يراقب بحذر ، جلس صابر يضيء الرواق يدخن دنا منه فايد متسائلاً :
    – حقاً ستدخل سورية التحالف ضد العراق ؟ …
    رد صابر :
    – تحاربون إخوانكم ؟ …
    – سياسة تأتي نتاجها فيما بعد .
    مسد أبو فادي لحيته :
    – السياسة ( أن تقاتل أخوك في الدين ).
    أجاب أبو فايد :
    – لا … معاوية قاتل علياً ، و يزيد قتل الحسين . و احتلت تركيا الوطن العربي .
    أبو فادي :
    – مجرد فتوحات .
    ضحك صابر … فصرخ أبو فادي :
    – لم يعجبك حديثي …
    – نعم ، حديثك عن الساسة مثل لعب الميسر ، إذا وقعت ورقة البنت الثالثة أمام اللاعب  ، يسعى لامتلاك الرابعة .
    أبو فادي :
    – لعب الميسر شطارة و قليلا من الحظ .
    أجابه صابر :
    – لا … لعب الميسر انحراف في الأخلاق . أما السياسة فهي علم .
    أبو فايد :
    – نعم ، وبرأي السياسة امتلاك مصالح .
    مسد أبو فادي لحيته :
    – ما مصلحة سوريا ، إذا دخلت التحالف ؟ .
    صابر :
    – لتبعد الحرب عن أرضها .
    انبرت ابنة أبو فايد :
    – استقراء القادم … يعني المستقبل ، علم يسعى لإيجاد الممكن و الأقوى . و يجب أن لا ننسى أن السياسة فن الممكن .
    صابر :
    – غدت أمريكا قوية بعد سقوط السوفييت ،لهذا إبعاد الحرب أفضل من الغطرسة .
    انسحبت ابنة أبو فايد و قال صابر بهدوء و تعقل :
    – تضرب أمريكا البنى التحتية ، دون تواجد على الأرض . تهيئ الظروف لمعركة نهائية .
    صمت قليلا :
    – المهم ساق أبا فادي … دعونا من تقييم سلوك أمريكا …
    قال أبو فادي ببرودة أعصاب :
    – أنا موافق على بتر ساقي .
    أسرع الطبيب و تناول أدواته الجراحية .

    ___________________________الى اللقاء في الحلقة القادمة من – رواية ” الاحتجاج ” بقلم القاص والروائي السوري نبيه اسكندر الحسن

  • تعلمي تزيين سفرتك بسلطة الباذنجان المشوي ..

    تعلمي تزيين سفرتك بسلطة الباذنجان المشوي ..

    سيدتي: زيني سفرتك بسلطة الباذنجان المشوي

    موقع العرب وصحيفة كل العرب – الناصرة (تصوير: Thinkstock)

    المقادير
    2 حبة كبيرة باذنجان
    نصف كوب خل
    نصف كوب عصير ليمون
    2 عود بصل أخضر مفروم مع الأوراق
    2 فص ثوم مهروس
    نصف حبة كبيرة فليفلة حمراء مفرومة (حلوة)
    نصف حبة كبيرة فليفلة خضراء مفرومة (حلوة)
    حبة كبيرة فليفلة صفراء مفرومة
    حبة كبيرة خيار مفرومة
    حبة كبيرة بندورة  مفرومة
    2 ملعقة صغيرة ملح
    1 ملعقة صغيرة فلفل اسود
    نصف ملعقة صغيرة كمون
    كأس معكرونة مسلوقة

     سيدتي: زيني سفرتك بسلطة الباذنجان المشوي


    طريقة تحضير سلطة الباذنجان المشوي
    نضع حبات الباذنجان عل نار متوسطة لتشوى لمدة 10 دقائق مع التقليب بين الحين والآخر إلى أن تنضج.
    نقشر الباذنجان وهو ساخن ونضعه على لوح التقطيع
    نأتي بسكين حادة ونفرم الباذنجان إلى قطع صغيرة جدا
    نضع الباذنجان في طبق عميق ونضيف المكونات (الخل، البصل، الثوم ، الليمون، الفليفلة ، الخيار ، البندورة ، الملح والكمون ) وحتى لاتهرس حبات الباذنجان نقوم بتقريب المكونات منها دون دمجها أو دمجها بحذر.

  • من – رواية ” الاحتجاج ” ج5  – بقلم القاص والروائي السوري نبيه اسكندر الحسن

    من – رواية ” الاحتجاج ” ج5 – بقلم القاص والروائي السوري نبيه اسكندر الحسن

    رواية ” الاحتجاج ” بقلم القاص والروائي السوري نبيه اسكندر الحسن

    حمص سوريا – ص – ب – 5121 جوال 0966326100
    نبيه اسكندر الحس
    الاحتجاج
    رواية
    ( يبكي ويضحكُ لا حزناَ ولا فرح ..كعاشقٍ خطَ سطراً في الهوى وم ..من بسمةِ النجمِ همسٌ في قصائدهِ ..ومن مخالسةِِ الظبي الذي سنح ..قلبٌ تمرسَ باللذاتِ
    وهو فتى كبرعمٍ لمستهُ الريح   فانفتح مالي الآقاحيةِ السمراءِ قد صرفت عنا هواها أرقُ الحسنِ ما سمح لو كنتِ تدرينَ ما القاهُ من شجنٍ لكنتِ أرفقَ من آسا ومن صفح )
    13

    عاد ” صابر ” إلى البيت خوفا أن يصاب بأذى المطر ،دخل على زوجه ،وجدها طريحة الفراش تعاني من مرض مفاجئ ،ومازالت في ريعان الشباب ، كان يحبها كثيرا ،قبل أن يسعفها إلى المشفى سألته :
    – كيف حصلت على المال ؟.
    – أرجوك …أنت بحاجة للراحة …
    – ولكن …
    – لا تشغلين بالك .
    تعرف أنه لم يملك شيئا من المال ،يومذاك جمع من رفاق العمل بعض المال ،كجمعية يأخذها كل واحد  حسب ترتيبه بالقرعة ،أيعقل أن يعترف لها بالحقيقة ،تمنع الكرامة أن يبوح الرجل لزوجه بكل شيء.وخصوصا في وأوقات المرض .
    اسند رأسها على كتفه ،وطوقها بذراعيه ،وهما في جوف سيارة الإسعاف ،ما إن وصلت السيارة إلى المشفى ،حتى أسرعت الممرضة ونقلتها إلى غرفة الإنعاش ،وقف صابر ينتظر على أحر من الجمر ،فجأة خرجت الممرضة ،تسأل :
    – من صابر ؟.
    – نعم .
    – زوجتك في حالة مخاض ،وعليك مقابلة المدير .
    ولج غرفة المدير ،لم يكن يدري أن المدير يخفي شيئا ،وراء بشاشة وجهه فقال :
    – الأمر بسيط …نريد موافقتك على إجراء العمل الجراحي .
    وقع بصره على عبارة احتشاء في عضلة القلب ،لم يدر من هو المقصود، الجنين أم الأمّ ،وجد نفسه محاطا بكل أتون الخيارات ،كتب اسمه على الأوراق ووقع عليها ،على مبدأ الطبيب يعرف واجبه ،وقبل أن يغادر الغرفة طلب المدير:
    – أجرة العمل الجراحي مبلغ كذا …
    – أليس المبلغ كبيرا ؟.
    – خذها إلى مشفى عام .

    أختزل طلب الطبيب مساحة عمر تجمعه ورقة فضفاضة ، تلقى في سلة مهملات ،دفع كل ما بحوزته من مال ، ولم يبق لديه إلا بضع قطع معدنية لا تفي بشيء ،وعليه أن يتدبر أمره على جنح السرعة ،خرج من غرفة المدير.كانت الممرضات يركضن في البهو ،ألقى نظرة سريعة على غرفة
    العمليات ،تخيل أشباحا في داخلها ،لمح أمامه جسد ممدد ،لم يدرك أنه جسد زوجه ،فغض الطرف عن ساق عار ، انبرى إلى الشارع ،يبحث عن مكتب عقاري ،حس بفرح حين وجد ضالته ،فلم يساوم على السعر ،رهن بيته مقابل مبلغا لا يتعدى ثمن أرض زراعية غير معدة للبناء ،عاد أدراجه
    إلى المشفى ،دفع المبلغ للمدير ،وفجأة وجد نفسه يغوص بالفاجعة .
    كان الطبيب يرصد حركاته وموجات الكآبة ،وبدت عروقه بارزة  تلتف حول جبينه العالي ،بدت كخرائط بلدان يضمر الأعداء على تقسيمها ،وقد سموها الشرق الأوسط الجديد دنا الطبيب منه :
    – هون عليك …الموت قانون الحياة ،وليس إلا حالة تعيدنا إلى السكينة والإيمان بالله .
    – هل نعتبر فساد الأخلاق إيمان .؟..
    تركه الطبيب وأغلق باب غرفته ،تجمع الناس وعمال المشفى على صراخه واحتجاجه .قال أحدهم :
    – جنّ الرجل !….
    اخترقت كلماته جدران الزمن ،اندفعت كشلالات ،تحرك الأشياء الهاجعة ،وترصد دوائر مكتب المدير ،الذي يرغب بامتصاص كل شيء ،قبل بروزه للعيان ،ليحوله إلى أطياف ماضية في أتون ،تحوله الأصابع إلى ذكرى .
    فجأة خرج شرطيان من مكتب المدير ،وضعا الجامعة بيد ” صابر ” دفعاه بقوة إلى جوف السيارة ،فأحس أنه خرج من داخل إسفنجه ماصة للكلمات ، وثمة تساؤلات في عيني الشرطي ، لم يعرفها ” صابر ” طيلة عمره .

    بدأ رحلته مع نفسه بشفافية ليل رطب و ريح ندية، تعرت الطفولة ،و تجردت الروح عن الثوابت ، خرج من سجن المخفر، بعد ساعات حيث أحضرت الشرطة سيارة الإسعاف و نقلت الزوجة إلى مثواها الأخير .
    مشى مع الجمع وراء الجنازة و من أمامهم الشيخ الذي سمعه يكفر لكنه صمت حتى نهاية التلاوة فتقدم صابر لينقده أجرته سحب يده حوقل و عوذل و قال :
    – أيها المارقون .
    نظر إلى عيني صابر ، رأى بحارا و أمواجا ، و ثمة طيور ستهاجمه و تغرس مخالبها في وجهه و عينيه ، فبرقت في نفسه لوثة الخوف ، فأخذ المبلغ دسه في جيبه و طلب للمرحومة متسعا من الجنة .
    بعد حديث و حوار بين الناس ، قال صابر :
    – نعطيه مالنا و يتكبر علينا .
    ضحك ضحكة حزينة ، فاستاء بعضهم من حديثه و انسحبوا واحد تلو الآخر ، و هناك قرب الحديقة تجمعوا بغية قسطا من الراحة ،و راحت ألسنتهم تسوط صابر و تقطعه إرباً .
    لكن أحد الأصدقاء أدرك ما يجتاحه من حزن و ألم ، جلس بجانبه و بكل محبة  :
    – اسمع يا صاحبي أنت لست الناصري ..
    – لكن …
    ضحك :
    – لا تستطيع أن تصلح العالم و لو أنك تدفع من دمك ثمن ذلك .
    – هذه ليست مشكلة .
    – أرجو … أن تحافظ على هدوئك .. و انتبه لنفسك و إلا خسرناك .
    دس مبلغا في جيب صابر . اغرورقت عيناه بالدموع وحصلت مشاجرة بين النفس اللوامة و بين النفس المتمردة في داخله ، فاعتذر من صديقه و تركه ينصرف إلى شأنه ،و انزوى وحيدا غريبا بائسا في عقله زخم الأفكار و آلاف الأسئلة  ، تتسلق أفكاره سقف الغرفة ، حيث بدا الوقت قطار
    يصفر دون توقف ،إلا في المحطة فآن له الالتحاق به ، كان صفيره يعلن الوصول إلى محطة سيبدأ منها الرحيل ، و كانت اللفافة تحترق بين إصبعيه  .
    تحركت المشاعر كتيار جاري ،اشتعلت شرارة في مخيلته لتستطلع حالة التأهب للأهوال في ليلة زفافه ، ازدحم المنزل بالناس وضجيج  الموسيقا يلف  أرجاء المنزل فلم يمض شهر العسل حتى أضحى فارغ اليدين وتعالت السحب الداكنة تزحف إلى القبة الفيروزية تعلن أن الشتاء على قاب
    قوسين لذا يترتب عليه أن يحضر نفسه لشتاء عاصف فكر أن يبتاع مدفأة و كمية من المازوت و مؤنه، فهو بحاجة أشياء كثيرة و لا باليد حيلة و بعد تفكير طويل قفزت فكرة إلى ذهنه فقصد جاره صاحب المنزل القريب من بيته
    ليقترض مبلغا  يفي حاجته حتى نهاية الشهر و بعد جدل مع ذاته حشد كل قوته و قرع  الباب استقبله الجار مرحبا  و انفرجت شفتاه عن أسنان مطوقة برقائق ذهبية فتذكر أحدهم حين قال بكبرياء :
    – أعمل عند متعهد و أكسب مالا  كثيرا.
    – ما عملك ؟ .
    – فقط أقوم بجمع عظام الموتى من المدفن ، و قبل ترحيلها إلى مكان آخر أتفقد أسنان الموتى و أصابعهم و لن أنسى الأضراس أيضا ، فكلما وقع بصري على خاتم أو سن ذهبي أقلعه و أحتفظ به .
    جعلته الذكرى يشرد بخياله بعيدا  و لم يصح حتى سأله جاره :
    – إيه .. نصف الألف خمسمائة . أهلا  بك يا جار الرضا ، ماذا سنشرب ؟ .
    – أرجوك …. في الحقيقة لست ضيفا  بل صاحب حاجة . ( لك أم للديب ) ؟ .
    – تفضل …
    – يلزمني بعض المال .
    أجاب صاحب الأسنان الذهبية ، ارهن مصاغ زوجك ، شعر صابر بطعنة من جاره .. لم يدرك الجار أن زوجة صابر لا تعرف الذهب لا من قريب و لا من بعيد ، فصمت صابر هنيهة فداخلته لحظات نسختها أرواح الكتب على روحه و تحكمت بانطباعاته الحديثة فلا تخرج من رفعتها إلا كما تشاء
    ممزوجة بالكبرياء ، فرجفت يده و رجف كأس الشاي بين أصابعه ، فارتشف منه رشفة بغير لذة ، و راح ينظر إلى نصف الكأس الفارغ و النصف الملآن ، فلا يجد إلا فراغا مخيفا وراء شفافية الزجاج و أخذ يبحث في نفسه عن شبيه لصاحب الأسنان المذهبة فلم يجد شبيها إلا في أحد
    الكتب المنسية على الرف فلم يأخذ منه سوى الجانب المضحك ، فضحك ساخرا .
    سأله :
    – أراك تضحك ؟ .
    فلم يرد عليه ، و دارت قصص البخلاء دورتها في رأسه :
    -رأيت كلبا أبرشا .
    – أين .. لا وجود للكلاب في حينا .
    حدق بوجه جاره جامعا جذوة عينيه :
    – نعم ، يشبهك يا جار .
    صمت الجار على حرقه و راح يستحضر جوابا فبلع لعابه :
    – و لو .. لم أتوقع هذه الإهانة من مثقف مثلك .
    نهض من مكانه بزهو مازجه فخر ينبع من أخدود عميق في النفس و وقف بمحاذاة الباب و يده على قبضة الإغلاق :
    – اسمع.. الكلب حيوان وفي للإنسان ، يبدو أني ظلمته ، وربما تحتج جميع الكلاب على وصفك بأحدهم .

    فقر مدقع
    تذكر فقرهم المدقع ، و قرعت العبارات أذنيه ، نحن نموت جوعا و أنت تعاند و تكتب ما نفع ما تكتبه و طلبك لم يوافق عليه ، الناس الأقل موهبة نالوا الحظوة و أكثرهم لم يكن لديهم أكثر من بيضة الديك ، ضحك صابر :
    – و هل للديك بيضة ؟ .
    – لا …. لكن يستعير بيضة من دجاجة و تنسب إليه .
    – الأيام تحكم .تجاوزت البيضات أصابع اليد ، لكن لي قصة مع أولاد … أعرفهم بالأسماء رغم أنهم يبدون كل احترام ..
    و راح يسترجع الأسماء أمام ( المحظية ) ، بعثت نظراتها في داخله قلقا ، و بخبث أسدلت جفنا و رفعت آخر قائلة :
    – ما حاجتك ؟ .
    – الأستاذ .
    – إياهم ؟ .
    – ما شاء الله كم أستاذ عندكم ؟ .
    قال متعجبا :
    – تنهدت بحدة :
    – الإناث عشرة ، و الذكور حدث و لا حرج …
    – يا إلهي ! ….إذن عددهم بعدد أيام السنة .
    – و أكثر .
    فاخترع اسماً من بنات أفكاره :
    – الأستاذ نحس،الذي يتذرع أنه جاء بعرش بلقيس إلى سليمان عوضا عن الجني .
    – باسم الله ، ما هو طلبك ؟.
    – أنت تعرفينه، ربما يدرأ عني العوز في عاديات الزمان .
    نظرت إلى جيبه الخاوية و يديه الفارغتين:
    – يا فارغ اللب ، أين الهدية ؟ . نحن لا نبيع الخيار .
    ضحك حين وقع اسم الخيار على مسمعه :
    – يقولون عندكم خيار و فقوس .
    – أيعقل ؟ … أنت تقول هذا .
    –  معاذ الله … أبيع نفسي و لا أصفكم بهذه الأوصاف يا مدام .
    – تجاوزت حدك ، أنا عذراء.
    – ما صلة القرابة مع الأستاذ نحس ؟ .
    – ماذا يعني إذا كنت خادمته ؟ أنت ظنون و أبله ، أين الديك البلدي و الخروف و سلة البيض الملقحة ؟ ..
    – أقسم أن كل البيض لدينا ملقح بجدارة ، تشهد على ذلك (بحيرة الملح) القابعة بهدوء على تخوم البادية ،فتغنى الشعراء بفطرتها ،والفدية ( الذبح  العظيم )،  جاء به جبريل إلى سيدنا إبراهيم ، و فك إسماعيل من ذبح محتم ، و هل تتوقعين (غضب النورس )تصوري رغم وداعته ،
    إذا غضب غضبت لغضبه كل أمواج البحر ، و أكيد سيصيبك الهول من (مطر الملح ) الذي يشفي قروح الأدمغة التي أصيبت بالأدران ،و لأنك عذراء ستقابلين (عاشق أخرس ) يدلك إلى الصراط ،و ستتوقفين بهدوء أمام ( محراب العشق )،فيذكرك بمعبد ” عشتار “، و أكيد سيصيبك التباس
    عندما تقرئين ( أحلاما مشتتة ) ،التي نوهت إلى سرقة أثار بابل ،ردا على ثأر قديم ، و عندما يهاجمك العدو تدركين أنك بحماية ( سورية الأم )،فتؤكد لك  أن الأرض هي العرض ، و ( الهدية ) تشد أزر أطفال الحجارة ، ستنال موافقتك ولو كانت البيضة الأولى،لكن مذاقها شهيا .
    فجأة تغير لون وجهها و بتلعثم قالت :
    –   تفضل .
    عبر الممر و هو يتلو أسماء الأنبياء و الرسل و لم ينس الصالحين و الصالحات الأحياء منهم و الأموات ، و راح يردد أسماء الله الحسنى ، و يطلب من السموات السبع ،أن يفرج عن طلبه المعتقل منذ نصف عقد ،و أن يوافق الأستاذ عليه ،هذا الأستاذ الذي يدعي أنه جاء بعرش بلقيس
    إلى ” سليمان بن داوود” ، ولج المكتب و جلس على طرف الكرسي ،كمن يجلس على كرسي الاعتراف أمام الكاهن ، فتذكر حلم ليلة أمس حين صرخت جدته :
    –  اترك الديوك يا صابر .
    وقد نسي باقي الحلم عندما أقبل الأستاذ بقامة طويلة و جسم هزيل تؤطر  وجهه المثلثي لحية سوداء كثة ، فبدا كناسك من النساك على غرار ذلك الناسك الذي صادف أحد الفقراء ، فسأله :
    -علام تكفر .
    – خرجت لأطلب من ربي أن يرزقني .
    وراح يضحك بجنون ،مما أثار فضول الناسك فسأله :
    – وهل استجاب لطلبك ؟.
    – لا … جاءت زوجي و أخبرتني أن الذئب افترس شاتنا اليتيمة فأخذت أكفر عوضا عن الدعاء .
    فقال له :
    -لا عليك ، سوف أجعلك تدفن الفقر و إلى الأبد .
    تعجب الرجل:
    – اتركني و شأني .
    أجابه الناسك :
    – أستطيع  بلمح البصر أن أتحول إلى طاووس لا يضاهيه طاووس في الجمال، و ما عليك إلا أن تأخذني إلى الوالي ،و تقبض ثمني أكياسا من الدراهم ،و تنصرف إلى شأنك .
    وبلمح البصر تحول الناسك إلى طاووس لا يضاهيه طائر بالجمال .
    سرّ في نفسه :” تدفعك الحاجة أن تتعامل مع أبالسة ،يلبسون مسوح النساك ،لكنهم يجهلون أنك تعرفهم ،ولأنك لا تحب النميمة تقطع لسانك على  حرقة ،وهؤلاء ليس في وجوههم حياء يظنون أنك رعديد “.
    صمت مليا ،فتذكر بيتا من الشعر قتل صاحبه .كان سيلقيه بصوته الجهوري لولا ،أن وقع بصره على الأستاذ الذي جاء بعرش بلقيس ،وقبل أن يجلس على الكرسي الوثير سأله :
    – أنت صابر ؟.
    مع حفظ الألقاب :
    – حضرتك من جاء بعرش بلقيس..
    – نعم ،طلبك سرق ،ضاع والله اعلم ،لكن كيف تسأل عن حقك ،ولم تسأل نفسك أين الديك ؟.
    – هل لديكم دجاج ؟.
    – نعم ،و إوز  . ولدينا حمارة وخادمة أيضا
    – دون يمين الديك موجود ،ومعه ذكر من الإوز .وحضرتنا الخادم ،و زوج جارتنا لحمارتكم ) .
    وانبرى إلى عرض الشارع ،يشير إلى البناء …ولم يعط فرحته لأحد .

    عبر الشارع الطويل ، تزدحم الأفكار في مخيلته ،تذكر ذلك اليوم حين غادر الحافلة ،وفي داخله عشرات الصور ،لم يشعر بمسافة الطريق ،وحين دخل البيت ،كانت جالسه تعد الدقائق بانتظار عودته ،تألقت لملكوت التوحد ،فأخذها على ذراعيه ،مقلدا البجع الأبيض ،ارتقى معها هضاب
    التيه ،وقبل أن يصلا الذروة وشوشته :
    – الحر شديد .
    برر لها لظى الدفء :
    – البقاء في النار أفضل ….
    – أحب البحر …
    – ألسنا في خضمه .
    كانت مشغولة بأشياء عابرة ,كلم نفسه : ” يا إلهي !…انتهى العمر ولم ارتو من ارتشاف كأسي ” .
    لم يكن يدري ،أنه شرب الكأس من اللحظة الأولى ،وربما لم يحسن الارتشاف ،حركت الأسئلة شعلة الذاكرة ،وفجأة ابتعدت الأسئلة ،ككل سنوات عمره ،فلم يبخل بالعطاء ،ولكنها طوت كل الأزمنة ،وانزلقت كالزئبق  .
    قطع أبو زايد انسيابه مع الذكرى حين استوقفه ،وأقسم بالثلاثة :
    – ألسنا أصدقاء يا أستاذ ؟.
    – نعم .
    – ستشرب الشاي بضيافتنا .
    – أنت في القلب .
    – كنت مع أبي الأسنان الذهبية .
    – نعم .
    – أراك مشغولا ؟.
    – حقيقة الأمر ،أركض وراء الحياة ولم الحق بها .
    هزّ أبو زايد رأسه :
    – غيرك الحياة تركض خلفه .
    صمت أبو زايد مليا ،ثم نادى على زوجه ،وطلب منها أن تعد وجبة غداء لضيفهم العزيز ،وقفت تسترق السمع من خلف الباب ،سأله أبو زايد  :
    – هل انتهت المشاكل معهم ؟.
    – أي مشاكل ؟.
    – سمعت أنهم أحالوك إلى دائرة ما .
    لم يرد على السؤال .
    وتابع أبو زايد :
    – ترى أستاذ مثلك ما نفعه في غير اختصاصه . مع عدم المؤاخذة أنت لم تعرف غير فك الحرف ؟.
    حديث أبو زايد ذكره بمثل لجدته : ( إذا جارت عليك الأيام فدونك أولاد الدلال ).
    ضحك صابر :
    – يا أخ …فك الحرف يتضمن تعليم الأخلاق ،وتعليم حب الوطن .خلق  الإنسان بلا وطن .
    –  وأنتم تبنون له وطنا .
    ابتسم صابر :
    –  نعم ،لكن الوطن ليس سروالا تحيكه أمّ زايد على مقاسك .
    – تعني الوطن كلمة تكتب بجريدة ،يلقيها متعلم ؟.
    – لا …لا تقولني كلاما لم أقله .
    – إيه …حيرتني !…
    – يا أخي …الوطن يعني المتعلم والجاهل والصانع ،وكل الناس خير وبركة .
    – أنا وأختك أمّ زايد وطننا هذا الدكان فيه خبز …بندوره…خس …فجل وغيره ،وعندما يكون الخبز مفقودا .والله العظيم يصبح الوطن سرابا .
    – ولكن …
    قاطعه أبو زايد :
    – قال المسيح  ( ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان ) .
    – يتغير الزمن و نحن أيضاً .
    – سألتك عن أمورك … و لم أسألك عن الأنبياء و الصالحين .
    شرد بخياله بعيدا ، يحاكم الأمور ، لقد غلب من أول معركة ، و أمام من ؟ شخص مثل أبي زايد ، الذي جعله يقف على رجل واحدة مثل دجاجة كسرت ساقها .كل ذلك سببه رفض الطلب ترك في نفسه أثر كبير، وقد نال حصته من نظرات الأدنى منه ،فجعله الرفض أن يبدأ مشواره بين اندفاع و
    تراجع ، لقد باع كل ما تركه والده من ثروة في القرية ليبني ذلك البيت الصغير ،و يتزوج كغيره من الشباب ، و لكن القدر كان أقوى منه ، فقد أخذ زوجه بعد أن رهن البيت و لم يبقى شيئا مما جنته يداه ، غير مكتبة عامرة بأمهات الكتب ، فجرت الأحرف بدمه مع الكريات الحمر،
    فهو من شجع بعضهم على الكتابة ،و عندما تبوؤا منصبا في مؤسسات ثقافية تنكروا له ،فقد أغرتهم الكراسي ،و ما زال يوثق قراءاته و كتاباته على حساب لقمة العيش و شراء القميص ،ضخمت القراءات عقله و يبست عروقه حتى تحول إلى هيكل عظمي و رغم ذلك بقي محافظا على رشاقته .

    اختزن ” صابر ” اللوحات الجميلة في ذاكرته ،تذكر  أحد،الأصدقاء،يدعوه  إلى حضور معرض لأحد الرسامين في المركز الثقافي بدمشق، في أثناء صعوده إلى جوف الحافلة ، شعر اضطرابا، جلس في المقعد يحمل في داخله نفحات حب نقي ، ومن خلال النافذة تأمل الأفق ، وارتسمت غيوم
    معلقة بأهداب شروق الشمس ، رحل المنظر به إلى ذلك اليوم ،لقد تخيل رتلاً من النساء، جئن ليودعن عشاقهن ، و في قلب كل منهن لوعة فراق لا لقاء بعده ، فتذكر زوجه عندما قبلت أطراف بنانها و قذفت قبلة عبر الأثير فقال لنفسه : ” رغم الفاقة منحتني أجمل ما في الحياة ” .
    بكى بصمت ،و هو يتخيل وجهها بين أرجاء الضباب ، أصبحت الدقائق عناكبا أمام ناظره  ،وارتدت الثواني ثياب اليعاسيب ،و تحولت كل الأشياء من حوله إلى نقاط و إشارات تعجب .
    لم يشعر بمسافة الطريق ، ولج المركز الثقافي ، طاف بين اللوحات ، صادف أحد الشبان ، تعرف عليه و هما يطوفان بين اللوحات في المعرض ،أدرك ” صابر ” أن صديقه ليس من الرجال الذين تخور عزائمهم ،كان “صابر ” واقفا أمام إحدى  اللوحات ،حين سأله ” مهدي “:
    – هيّا بنا إلى  الفندق …
    فسأله وهو يتفرس فيه تفرس من يقرأ ما بذهنه :
    – بكل سرور .لكن أين ؟.
    – فندق ابن الوليد .
    كان ” صابر ” يتنبأ بأسئلة يلقيها عليه ” مهدي “و من هناك ذهبا معا إلى فندق ابن الوليد ، ظلا  مستيقظين حتى لونت الشمس زجاج النافذة ، و قبل أن يغادرا الفندق بدقائق قدم النادل الأبكم لهما إبريقا  من الشاي ، ضحك مهدي :
    – يجب أن نقطع لسانينا .
    هز صابر رأسه ، و ارتبطت فكرة قطع اللسان ، مع قصة الدمشقي هشام بن عبد الملك فسأل مهدي :
    – ما الحل يا أخوي ؟ .
    – يكمن الحل في نضوج البطيخة .
    قال مهدي :
    – ما أدراك … أن تجد السكين ؟ …
    – وضعت الشاي على نار هادئة .
    أشعل لفافة تبغ مجّ الدخان ، رسم حلقات ضبابية في الغرفة على شكل سحابات حلزونية فقال :
    – ماذا لو هاجمنا التنين ؟ .
    – سندافع عن أرضنا .
    – هل نحن أكفاء … لحماية الأوطان ؟ .
    – ربما …
    انتهى من شرب الشاي ، و ظل الشك قائما .
    سكبت الشمس حبالا حمراء على الستائر الزرقاء ، فعبر مهدي عن مشاعره :
    – منظر و لا أجمل …
    قال صابر مازحا . بغية أن يلمس جانب اللاشعور عند ه :
    – نعم ، ينسحب على رومانسية ، فاقعة من نوع مثالي ، ذاتي .
    ردّ مهدي ساخرا :
    – أتقصد على طريقة النشمي؟ .
    – هل لديه مرتزقة ؟ .
    – نعم ، لقد عمل بنظرية تعدد الأنماط السياسية .و أعتقد هذا الأبكم أحد الجواسيس .
    انتصف الليل من ليالي عام 1989 ، انسل كليهما إلى فراشه و قال صابر :
    – عمت صباحا على فكرة جديدة ، لا علاقة لها بالبكم .
    كان” صابر ” يعيش حلما ، رأى طيورا ذات أجنحة معدنية ، تجوب الآفاق تنفث حمما تحرق واحات النخيل ، حطت على أرض الرافدين ، و أخذت تطأ بأرجلها كل شيء ، حتى ورد القداح لم يسلم من أظافر أصابعها ، و كانت جدته تلوح بمنديلها :
    – ماكو خير يا مهدي . أين النشامة ؟ .
    ردّ مهدي :
    – لا عليك …. سنبدد ظلمة الليل .
    – كن كفؤا … أرى الأغصان تتفرق .
    – اطمئني ….. الأغصان ستلد من جذع النخلة الأمّ . يا ما عبثت الزوابع بها، ولكن بقيت الأرض ،و بقي الفرات يشق طريقه بين الحصى .
    استيقظ ” مهدي ” على حركة داخل الغرفة ،فأيقظ  صابر وسأله :
    – لم تنم يا صديقي .
    – نعم أغمضت عيني فقط …. أما أنت نمت كطفل لعب لدرجة الإرهاق .
    – أين تشرب القهوة ؟ …
    ردّ صابر :
    – أصبت … لا أعرف ،لكن هاجسي التعرف على ذلك المقهى .
    فتح صابر دفتره و كتب عليه بعد غد سيكون عيد رمضان لعام 1989 .
    قال مهدي :
    – ماكو بيت ماكو عيد .
    تلقى صابر كلمة ( ماكو ) بيت ( ماكو ) عيد ، بمساحات جسده ، دارت مع الكريات الحمر دورتها بدت مؤلمة حادة ، كنصل أنغرس في القلب ، فاستدرك :
    – بيتي بيتك ،و بلدك سوريا .
    كادت تسقط دمعة من عيني ” مهدي ” ، دمعة أبية تجمدت في ساحة العين، و بدأ بكاءه صامتا ، أدرك ” صابر ” ما يدور بداخل صديقه ،فهو يعد رجلا واسع المعرفة ،وكان ارتياب الرجل يزداد مع نبضات القلب ،  أشاح ” صابر”  بوجهه ، و سبقه بخطوات ، فلا مجال في مثل هذه الحالة
    لأي تردد ،عبر رصيف المشاة  و من خلفه ” مهدي ” ،كان الناس في حركة دائمة ذهابا و إيابا ، هياكل متحركة ، فقال مهدي :
    – ما شفاعة المعابد بدون وطن . بالأمس ، نوهت  سوريا عن مؤامرة .
    هز رأسه :
    – من يعلم ما هو المخبوء ؟ .
    قفل حاجبيه ، حدق بالأرض ،كأنه وجد ضالته ، أيقظه صابر من رحلة ضيعته :
    – أين شردت ؟ .
    تأمل مهدي وجه صابر ،وقد استرد أنفاسه بكثير من المشقة ،فجمع جذوة عينيه :
    – لا تفاجأ يا صاح …إذا دخل أحدهم شاهرا  مسدسه  و أطلق النار ! …
    ضحك صابر :
    – إن هذا عمل مجنون ! …
    – مهلك هناك من يفعلها …
    – اطمئن كل الاطمئنان … أنت في سوريا .
    – ما قصدك ؟.
    – دولة المؤسسات .
    – عندنا أفعال لا تخضع لسلطان العقل .
    سأله صابر :
    – كيف نرى الأشياء بتجلياتها ؟ … في الحقيقة تحاصرنا المفاهيم ، و جميع الأبواب مفتوحة نصف فتحة ، و نحن نعيش على النصف في كل شيء .
    و انتهى الحوار ، لأن ثمة من جلس على الطاولة المجاورة ، يشنف أذنيه فقال صابر:
    – لنذهب إلى طاولة أخرى .
    -علام ؟.
    حين انتبه مهدي ضحك:
    – انتبه لنفسك .
    شعر بدهشة :
    -” فهمت “.
    – حسنا .
    وساد الصمت .

    ___________________________الى اللقاء في الحلقة القادمة من – رواية ” الاحتجاج ” بقلم القاص والروائي السوري نبيه اسكندر الحسن

  • يامال الشام يازبداني .. حضري  للأطفال ..أعواد التفاح بصوص الكراميل الأحمر…

    يامال الشام يازبداني .. حضري للأطفال ..أعواد التفاح بصوص الكراميل الأحمر…

    حضري أعواد التفاح بصوص الكراميل الأحمر للأطفال

    موقع العرب وصحيفة كل العرب – الناصرة (تصوير: Thinkstock)

    المقادير:
    كيلو تفاح يفضل صغير الحجم.
    مقدار كوب كبير سكر.
    عصير ليمونة واحدة.
    ألوان طعام حمراء (أو حسب الرغبة).
    أعواد خشبية.

    حضري أعواد التفاح بصوص الكراميل الأحمر للأطفال
    حضري أعواد التفاح بصوص الكراميل الأحمر للأطفال
    صورة توضيحية


    طريقة الإعداد:
    يضاف السكر في وعاء ويضاف إليه 1/2 كوب كبير من الماء و1/2 مقدار عصير الليمون، ويرفع الوعاء على النار.
    عندما يبدأ الشربات في الغليان يضاف إليه باقي كمية عصير الليمون وألوان الطعام ويترك على النار حتى تزداد كثافته ويصبح لزجاً.
    يرفع الإناء من على النار، ويثبت التفاح في الأعواد الخشبية ثم يغمس في الشربات الكثيف الذي تم تجهيزه ويرص على صينية ويترك حتى تتماسك طبقة الشربات مع التفاح. يقدم التفاح بعد ذلك كصنف حلو مغذ ولذيذ للأطفال

  • النجمة اللبنانية نانسي عجرم تنشر صورة لحذائها الجديد ذو الرموش ويحصد 30 ألف لايك ..

    النجمة اللبنانية نانسي عجرم تنشر صورة لحذائها الجديد ذو الرموش ويحصد 30 ألف لايك ..

    حذاء نانسي عجرم ذو الرموش يحصد 30 ألف لايك

    موقع العرب وصحيفة كل العرب – الناصرة

    نانسي عجرم:

    أحب حذائي الجديد المضيء

    على نهج الممثلات اللواتي يشاركن الجمهور صور لأحذيتهم الجديدة والغريبة قامت النجمة اللبنانية نانسي عجرم بنشر صورة لحذائها الجديد . وكتبت : “أحب حذائي الجديد المضيء” .والغريب أن صورة الحذاء حصلت على 30 ألف لايك حتى الآن وهو حذاء غريب ولكنه ناعم يلائم قدم نانسي.

    حذاء نانسي عجرم ذو الرموش يحصد 30 ألف لايك

    حذاء نانسي عجرم ذو الرموش يحصد 30 ألف لايك

    حذاء نانسي عجرم ذو الرموش يحصد 30 ألف لايك

    حذاء نانسي عجرم ذو الرموش يحصد 30 ألف لايك

  • في المجتمع الذكوري لماذا يفرق القانون بين الرجل والمرأة في عقوبة الخيانة؟

    في المجتمع الذكوري لماذا يفرق القانون بين الرجل والمرأة في عقوبة الخيانة؟

    نقطة ساخنة ومحرجة جدا .. ما الفرق بين خيانة المرأة وخيانة الرجل ؟ وايهما اصعب !

    لماذا يفرق القانون بين الرجل والمرأة في عقوبة الخيانة؟
    بغداد / المدى
    قد لا تجد المرأة التي تتورط في علاقة غير شرعية مع رجل غير زوجها ادنى تعاطف من احد … بينما على النقيض يجد الرجل الف مبرر لخيانته لزوجته يكسب بها بعض التعاطف ، لكن لماذا تخون المرأة ؟ وان خانت ما هي مبرراتها ؟ طرحنا هذا السؤال على الأستاذ الدكتور كامل المراياتي رئيس قسم الاجتماع في بيت الحكمة فأجاب : ان خيانة المرأة هي جريمة بكل المقاييس خاصة في مجتمع متدين تحكمه العادات والتقاليد واذا بحثنا في شخصية المرأة او الزوجة الخائنة نجد انها امرأة مريضة نفسيا لكنها مسؤولة عن سلوكها وتصرفاتها ولا تفيد بكونها مريضة نفسيا لا أمام القانون ولا أمام الناس ولا أمام الله فالخيانة من جانب الأنثى تأخذ شكلا مختلفا عن الخيانة بالنسبة للرجل فالمرأة لا تستطيع ان تقيم علاقة مع رجل إلا اذا كانت بدايتها قصة حب ، أما الرجل فمن السهل عليه الانتقال من امرأة لأخرى دون حب والمرأة حينما تذهب الى بيتها تضطرب حياتها الأسرية وتحمل معها ليلة الخيانة الى فراش الزوجية ولا تتحمل لقاء زوجها بعد لقاء حبيبها وتصاحب ذلك آلام مبرحة بعد معاشرة زوجهاله…
    ومن أرشيف الحوادث التي وصلتني … اقدم هذه النماذج عن الخيانة الزوجية .
    المدير العام في غرفة نوم السكرتيرة
    كاد الروتين اليومي ان يجعل منه مجرد إنسان آلي خال من أية مشاعر وأحاسيس فحياته كلها انحصرت في عمله حيث المنصب المرموق في دائرة مهمة ، وبيته الذي حولته زوجته الى أشبه بفرقة عسكرية فهي أيضاً موظفة في مركز مرموق تدير شؤون منزلها بالضبط والربط ، كل شيء عندها بموعد، الطعام وموعد النوم وموعد الاستيقاظ وموعد زيارة الأقارب والأصدقاء طبقا لجدول زمني محدد سلفا ، كل هذه الأشياء وغيرها جعلت الزوج يشعر انه مجرد آلة تؤدي دوراً او أدواراً مطلوب منه ان يؤديها فقط … وفي هذا المدخل بدأت تتسلل له الرغبة في ان يرفه عن نفسه ويخرج بعضا من رغباته المكبوتة، ووجد ضالته المنشودة في سكرتيرته الشابة التي غيرت حياته بجمالها الذي تطل به عليه كل صباح وبنوع خاص من العطور المثيرة التي تعطر بها جسدها الممشوق فأظلت حياته بنوع من السعادة كان يفتقدها مع زوجته ( العريف) كما كان يطلق عليها ! وفي اول لقاء مع السكرتيرة خارج الدائرة تلاقت رغبتيهما عندما حكت له السكرتيرة الشابة ان زوجها رجل لا يفهم في النساء ولا يشعرها بأنوثتها مثلما يفعل الرجال وان علاقتهما معا أصبحت فاترة ليست فيها أية مثيرات حتى ان علاقتهما الجنسية معا تشعر وانها مجرد واجب يؤديانه معا وعلى فترات متباعدة جدا وتخلو من أية أحاسيس ومشاعر فكل منهما اصبح جافا بعدما كان يداعب مسامعها بكلمات الغزل الرقيقة ! فشعر كل منهما انه في حاجة الى الاخر. المدير العام في حاجة الى امرأة تلهب حماسة ومشاعره كرجل والسكرتيرة الحسناء ترغب في رجل يشعرها بأنوثتها وجمالها ويفتش فيها عن الحب الذي يستخرجه منها بالعزف على أوتار مشاعرها ! وفي احد الايام وبعد لقاءات متعددة في الفنادق والمطاعم الشهيرة تواعد العاشقان في منزل السكرتيرة وبالفعل ذهب المدير العام في الموعد ولم يكن يعلم ان زوجته تراقبه بعدما شكّت في سلوكه وتصرفاته في الايام الاخيرة وما ان دخل الزوج إلى دار السكرتيرة حتى طرقت الزوجة جرس باب البيت فخرجت السكرتيرة وهي ترتدي ملابس النوم لتفتح لها، ولأنها لا تعرفها فلم يخطر ببالها أنها زوجة المدير العام ، سارعت الزوجة الى غرفة نوم السكرتيرة لتضبط زوجها عاريا ولتبلغ أخوته وأخوتها الذين حضروا على الفور الى بيت السكرتيرة . وتشاجر الجميع فيما بينهم وعندها بدأت معركة بالشتائم وانهالت الكلمات النابية ولتنتهي القضية في احد مراكز الشرطة !
    العشيق في دولاب الملابس
    عاد الزوج فجأة من دائرته الى المنزل ليحضر بعض الأوراق المهمة التي نسيها صباحا … طرق باب البيت وبعد دقائق فتحت له الزوجة وهي ترتدي قميص نوم اسود شفاف يظهر من جسدها اكثر مما يخفي … لم يرها به منذ فترة طويلة ، شك الزوج في امر زوجته وآثار الارتباك تبدو على ملامحها وحركاتها بينما تحاول ان تقضي طلبه بسرعة حتى يعود بسرعة الى دائرته … دخل الزوج غرفة النوم لإحضار الأوراق … شعر بحركة غير عادية في الغرفة … السرير غير مرتب وكأنه مسرح لمعركة جنسية ملتهبة بين اثنين ، لكنه لم يدع الشك يتسرب الى نفسه فهو يثق بزوجته لكنه سمع صوت حركة في دولاب الملابس … وعندما فتح باب الدولاب وجد رجلا عاريا الا من ملابسه الداخلية … صعق الزوج من منظره .. امسك به وحاول ان يطرحه على الأرض وتعارك الاثنان فما كان من الرجل الغريب الا ان امسك سكينا كان يقطع بها الفاكهة وأصاب الزوج بها وفر هاربا ومن خلفه يجري الزوج يحاول اللحاق به. فوجئ الناس في الشارع بمدينة المنصور بهذا المشهد أمامهم، ولم يكن الرجل العاري الذي يجري أمامهم سوى “مصلح الهواتف” ومن خلفه يجري الزوج والدماء تسيل من وجهه فامسك الناس بالعامل وسلموه الى شرطة النجدة ليعترف بانه كان على علاقة آثمة بزوجة الموظف بدأت بالإعجاب عندما كان يطرق بابها ليصلح الهاتف العاطل ثم تعددت اللقاءات المحرمة بينهما مستغلين غياب الزوج في عمله لكن حظه العاثر هو الذي أتى بالزوج في غير موعده … امر قاضي التحقيق في حينها بتوقيفه بتهمة الشروع في قتل الموظف المسكين الذي طلب الطلاق من زوجته الخائنة عن طريق المحاكم !

  • قبيلة افريقية لا يتم حساب تاريخ ولادة الطفل لحظة ولادته، ولا لحظة تشكله في بطن امه، وانما في اللحظة التي يخطر في فكر امه ..

    قبيلة افريقية لا يتم حساب تاريخ ولادة الطفل لحظة ولادته، ولا لحظة تشكله في بطن امه، وانما في اللحظة التي يخطر في فكر امه ..

    هناك قبيلة افريقية لا يتم حساب تاريخ ولادة الطفل لحظة ولادته، ولا لحظة تشكله في بطن امه، وانما في اللحظة التي يخطر في فكر امه. و عندما تقرر المرأة ان يكون لها طفل ، تخرج لتجلس تحت شجرة ، لوحدها ، و تصغي الى ان تتمكن من سماع أغنية الطفل القادم. و بعد سماعها الاغنية ، تذهب الى الرجل الذي سوف يكون والد الطفل ، وتعلمه الاغنية. عندها يمارسان الحب لتحقيق قدوم الطفل جسديا وهما يغنيان ذات الاغنية كدعوة منهما لقدومه. عندما تحمل الام ، تعلم أغنية الطفل إلى القابلات و النساء العجائز من القرية، بحيث عندما يولد الطفل، يغني له العجائز و الناس من حوله اغنيته للترحيب به. و بعد ذلك، عندما يكبر الطفل يكون جميع اهل القرية قد تعلموا اغنيته. ان وقع الطفل ، واصاب ركبته ، يرفعه احدهم ويغني له اغنيته. كما يغنيها له اهل القرية كتكريم لشخصه مثلا إن قام ( او قامت) بعمل جميل، أو عند مراسم البلوغ. وهناك مناسبة أخرى التي يعتمد فيها سكان القرية الغناء. في حال اركب (ت) هذا الشخص خلال حياته جريمة أو قام بعمل عدواني او شاذ على الصعيد الاجتماعي ، حينهايدعى الفرد إلى وسط القرية و يشكل الاهالي دائرة من حوله. ثم يغنون له اغنيته. تعتبر هذه القبيلة بأن تصحيح السلوك المعادي للمجتمع لا يتحقق بواسطة العقاب ، بل بالحب و بتذكير الفرد بهويته. فعندما تتعرف على اغنيتك الخاصة بك، لن تبق لديك الرغبة أو الحاجة إلى القيام بأي عمل من شأنه أن يضر الآخرين. وهكذا تستمر حياتهم. تغنى الاغاني معاً خلال الزواج. وفي النهاية عندما يرقد على الفراش ، استعداداً للموت، يغني له كل القرويين للمرة الاخيرة اغنيته هذه. (ش)

  • تعرف على أهم وأفضل 10 أفلام رومانسية سينمائية في العالم..

    تعرف على أهم وأفضل 10 أفلام رومانسية سينمائية في العالم..


    أفضل 10 أفلام رومانسية
    أفضل 10 أفلام رومانسية

     

     

     

    الحب عاطفة أسبغت على بعض الأفلام السينمائية ،مشاهد ولقطات لا تنسى، وأصبحت قصصها أثيرة لدى رواد السينما، وبعض تلك الأفلام الخالدة بالنسبة للمشاهد: “كازابلانكا” ولقاء قصير.
    نبدأ العدّ عكسياً: 
    10. جولا وجيم
    حقق هذا الفيلم نجاحاً قياسياً لم تحصل عليه الموجة السينمائية الجديدة في فرنسا، وعندما افتتح الفيلم عرضه الأول في باريس، “كانون الثاني 1962″، ظل الإقبال عليه متواصلا لأكثر من ثلاثة اشهر، كما انه حقق نفس النجاح في كافة أرجاء العالم، وفي أمريكا كان من بين مشاهديه شابان وهما روبرت بينتن وديفيد نيومان، وبدأ بعدها في كتابة نص اصبح عنوانا بعدئذ “بوني وكلايد” وعلى الرغم من ان أحداث الفيلم دارت في خلال الحرب العالمية الأولى، فان الأجواء الجنسية، عكست أعوام الستينات.
    وكان الفيلم من بطولة جان مورو وأسكار فيرنر وهنري سير، من إخراج تروفو، الذي انسجم مع الشخصيات التي قدمها.
    9. غرفة تطل على مشهد
    هذا الفيلم كان الأول للمخرج جيمس آيفيري والمنتج إسماعيل ميرجنت، وهذا الفيلم يأسر المشاهد، بقصته، وتمثيل الفنانين وجودة الإخراج ومثلت في الفيلم هيلينا بونهام كارتر بدور لوسي وماغي سمث بدور ابنة عمها، وهما تطوفان في فلورنسا: لوسي تريد التحرر من حياتها القديمة، وتقابلان في تلك الجولة رجلاً ذا تفكير حر وابنه الحالم، وتبدأ علاقة بين الشابة والشاب، ولكن ابنة العم ترفض تلك العلاقة، ومع ذلك فان نهاية الفيلم سعيدة.
    8. شمس دائمة السطوع
    ولد يقابل فتاة، يقعان في الحب.. تضجر الفتاة من الولد، تمسح كافة ذكرياتها مع الولد، هذه هي القصة الرومانسية، وعنوانها مأخوذ عن قصيدة للشاعر ألكسندر بوب (1717). ومخرج الفيلم هو جون ماكوفيج وبطولة جيم كيري وكيت وينسليت، وعندما يتقابلان في قطار في رحلة شتائية، ويبدو وكأنهما يقابلان بعضهما للمرة الأولى، ثم ندرك، انهما كانا عاشقين، وان نسيان بعضهما البعض يعود إلى شركة في نيويورك، تحرر زبائنها من ذكريات لا حاجة لهم بها، ويقول الفيلم ان شخصين يحب احدهما الآخر قادران على النسيان بعد فراق مؤلم.
    7. هنّا وأخواتها
    هذا الفيلم حقق لوودي ألين، نجاحاً كبيراً في الإيرادات لم يحققها أي فيلم آخر له، ويتحدث الفيلم عن ثلاث شقيقات في نيويورك وهنّ: ميا فيروهنّا المتزوجة من إليوت لي، “مايكل كين” الذي ينجذب بدوره إلى شقيقتها “باربرا هيرشي”، وتبدأعلاقة بين الاثنين، وعلاقة لي مع فردريك، “ماكس فون سيدو” تتأرجح والأخت الثالثة هولي “دايان ويست”، تصبح مثار اهتمام منتج للتلفزيون.
    إن ما أدى إلى نجاح هذا الفيلم هو التوازن ما بين الكوميديا والرومانسية، ولم يكن المخرج راضياً بالنهاية السعيدة للفيلم.
    6. الشقّة
    المخرج بيلي وايدر والكاتب دايموند والنجم جاك ليمون، تعاونوا لتقديم هذا الفيلم بعد نجاح فيلمهم السابق “البعض يحبها ساخنة”.. وفي الفيلم يمثل جاك ليمون شخصية شاب يتقدم في عمله، ترقية إثر أخرى، ولكن سر نجاحه هو إعارة شقته للمنفذين في الشركة التي يعمل فيها، والفيلم بطولة جاك ليمون وشيرلي ماكلين، وقد حقق الفيلم نجاحاً كبيراً ونال خمس جوائز أوسكار: أفضل فيلم، أفضل مخرج وأفضل سيناريو.
    5. في حالة حب
    إنها قصة حب يزدهر بدون اعتراض، من إخراج كريستوفر دويل، وونغ كار-وي عن قصة حب غير اعتيادية، وتعتبر العمل الأفضل، لمخرجها، وقد اهتم وونغ بتفاصيل الفيلم، وملابس البطلة “فساتين أشبه ما تكون بما كانت ترتديه أودري هيبورن، والبطل في أناقة كلارك غيبل، إضافة إلى دقة الديكور وأناقته.
    4. من دون أنفاس
    في عام 1946، كان همفري بوغارت قد مثل دور “بوجي” في فيلم “النوم الكبير” مع لورين باكال، التي تزوجها بعد ذلك، ثم نجد بعد 15 عاماً، ان بوغارت قد مات، ويأتي بعد ذلك جان لوك غودار، يكن حبا للمثولوجية القديمة لهوليوود، وجاء أيضاً جان بول بيلموندو.
    كان الفيلم الأول لغودار يأخذ بالأنفاس، ومبهراً ومعبراً عن رأي يريد قلب الحلم الهوليوودي وعنوانه “من دون أنفاس” وقد صنع الفيلم من نص في اربع صفحات، وميزانيته 48،000 دولار، ذهب ربعه أجرا للممثلة “جين سيبيرغ” ولم يحقق النجاح في هوليوود لكنه أثار الاهتمام في باريس الستينات، والبطلة أمريكية تبيع صحيفة نيويورك هيرالد في الشارع وهو “جون بيلموندو” الوجودي الأحمق الذي اطلق النار على شرطي.
    3. قبل الشروق/ قبل المغيب/ قبل منتصف الليل
    رجل أمريكي وامرأة فرنسية في العشرينات من العمر، يلتقيان في قطار يسير عبر أوروبا، يقفان في فيينا 14 ساعة، ويبدآن في التجوال، وتنشأ علاقة حب بين الاثنين، وعندما يأتي الصباح، يتفق الاثنان على اللقاء في فيينا في خلال ستة أشهر.
    أما قبل المغيب “الجزء الثاني من الفيلم فقد انتج عام 2004، فتكون الفتاة فيه قد أصبحت كاتبة ناجحة بعد رواية تتحدث عن الحب في ليلة واحدة.
    وتسافر إلى باريس للالتقاء بـ سيلين، حيث يتجولان في المدينة، ولكن الأشياء قد تغيرت ولم يعودا ممتلئين بالآمال والحياة ممتدة أمامهما والحديث بينهما لا يطول وتنصحه هي بالسفر إلى زوجته وابنه في أمريكا.
    أما في الجزء الثالث، “قبل منتصف الليل” نجدهما معاً يعيشان في باريس ويتحدثان عن الأطفال والخيبة ولكن من دون أية هموم.
    2. كازابلانكا
    كان الموضوع الأهم في الأفلام التي تناولت الحرب العالمية، أن الفيلم يجب ان يخاطب المشاعر الإنسانية في تلك المرحلة الزمنية، عندما يفترق الحبيبان بسبب الحرب، وهناك عامل آخر في العمل “حيث كانت الرقابة آنذاك تشدّد على مشاهد الحب” وهو ان الحب قادر على البقاء على الرغم من الفراق.
    وفي كازابلانكا، مارس الحبيبان “همفري بوغارت” و”أنغريد برغمان” الحب في باريس، ولكنهما تجنباه اثر لقائهما في شمال أفريقيا، مع وجود الزوج في المكان، وقد حصل الفيلم على أوسكار أفضل فيلم.
    وتم عرض الفيلم بعد احتلال الحلفاء لمدينة كازابلانكا، وفي تلك المرحلة من الحرب، ازدادت حالات الخيانة الزوجية والطلاق.
    1. مواجهة قصيرة
    هذا الفيلم يعتبر أفضل فيلم رومانسي في تاريخ السينما! وقد يعتبر كذلك بالنسبة لجيل شاهد قطارات تسير في مواعيدها ومطاعم صغيرة نظيفة، وكانت بريطانيا في تلك الحقبة قد تغيرت، وربما من المحتمل ان فيلم ديفيد لين ونوبل كوارد، مايزال نموذجا للعواطف المكبوتة في إنكلترا، والفيلم كان يقدم شخصيات إنكليزية حقة..
    وكانت الأفلام في تلك المرحلة، تتجنب العلاقات الصريحة بين الجنسين وخاصة ما بين المراهقين، وكانت هناك رقابة مفروضة على الأفلام، ومع ذلك فان هذا الفيلم، مايزال يحتفظ بجودته وتميّزه، ربما بسبب التمثيل الجيد للممثلين والموسيقى التصويرية.
     عن: نقاد السينما في “الغارديان الأوبزرفر”

     

  • الفنان الفرنسي هنري ماتيس قام في سن 84 بتكوين قطائع cutouts ورقية ملونة على نحوٍ جريء جعلت حتى بيكاسو يشعر بالغيرة.

    الفنان الفرنسي هنري ماتيس قام في سن 84 بتكوين قطائع cutouts ورقية ملونة على نحوٍ جريء جعلت حتى بيكاسو يشعر بالغيرة.


    هنري ماتيس .. في قطائعه التي أثارت غيرة بيكاسو

    هنري ماتيس .. في قطائعه التي أثارت غيرة بيكاسو

    ترجمة/ عادل العامل 

    الفنان الفرنسي هنري ماتيس قام في سن 84 بتكوين قطائع cutouts ورقية ملونة على نحوٍ جريء جعلت حتى بيكاسو يشعر بالغيرة.

    و سيقام في نيسان من العام القادم معرض ” هنري ماتيس : القطائع ” في تيت مودرن بلندن، ثم في متحف الفن الحديث بنيويورك، و هو معرض سيحشد حوالي 120 قطيعة من قطائع ماتيس المثيرة للمدهشة، أكثر مما تم تقديمه في مكان واحد على الإطلاق. و تتراوح هذه القطائع في الحجم بين المصغَّرات و الأعمال التي تغطي جداراً كاملاً.
    ” و هو ببساطة تامة المعرض الأهم لهذه المرحلة من عمل ماتيس الذي عُرض دائماً و سيظل كما أعتقد هكذا باستمرار “، وفقاً لتصريح نيكولاس سيروتا، مدير تيت، في مؤتمر إخباري عُقد مؤخراً. و كانت معارض استعادية سابقة في السبعينات في ديترويت و قبل عقدٍ من الزمن في فرانكفورت قد جمعت بين 60 تقريباً من القطائع، التي أصبحت الوسيلة الفنية المفضلة لدى الفنان ” المتحرر من التقاليد Fauvist ” في شيخوخته. و يتضمن المعرض الجديد أشكال عاريات، و نماذج تقليدية لنوافذ زجاجية مبقَّعة لكنيسة روزاري في فينس بفرنسا، و مشاهد من السيرك و مجموعة دراسات لكتاب دُعي أخيراً بـ ” جاز Jazz “. و الكثير من هذه الأعمال معمول كلياً من قطع من الورق، و أحياناً مرتب على صفحة ورق أخرى ثم على قطعة قماش.
    ” و أعتقد بأنه سيكون واحداً من أجمل المعارض التي نستطيع تقديمها على الإطلاق في تيت مودرن. و سيكون معرضاً استحضارياً نابضاً بالحيوية جداً “، قال سيروتا، و أن من المرجح أن يجتذب العرض الذي سيستمر خمسة أشهر في لندن ربع مليون زائر للمتحف، المقام في محطة للكهرباء غير مستخدمة على ضفة النهر.
    و لقد كان ماتيس، الذي غدا مشهوراً كقائد للفنانين ” الفوفيين “، المعروفين باستعمالهم الجريء للألوان و الشكل، ملازماً لكرسي عجلات طوال الفترة الأخيرة من حياته. و تخلى تدريجياً عن الرسم، لكنه بدأ باستخدام القطائع قبل ذلك بوقت طويل، كما قال نيكولاس كولينان، و هو أمين سابق لمتحف تيت عمل على إقامة المعرض لمدة أربع سنوات قبل انتقاله في العام الماضي إلى المتحف الميتروبوليتي للفن في نيويورك.
    و كان ماتيس، منذ أواسط الثلاثينات من القرن الماضي، يستخدم القطائع الورقية لتصميم غلاف مجلة فنية لأن عملية الطباعة الحجرية كانت تستخدم الصبغات نفسها مثل الورق. و بدأ يستعمل التقنية لأعمال أخرى، و حين زاره بابلو بيكاسو في مشغله في نيس، أصابته الغيرة، كما قال كولينان. ” و مثل هذا التحول بالأحرى أمر لا يمكن تصديقه بالنسبة لفنانين في نهاية مسيرتهما الفنية ــ أن يخترعا ليس فقط أسلوباً جديداً بل بشكل أساسي وسيلة جديدة من صنعهما. و أرى أن معظم الناس سيضعون هذه الأعمال بين الأعمال العظيمة المتأخرة لأي فنان “، كما قال.