طريقة شبك الطيور ومعلومات عن الصقور
يعتبر الصقر من اشهر الطيور الجارحه وذلك لقوته ورشاقته وسرعة بديهته وذكائه – وقد عرفت الصقور منذ قديم الزمان ففي العصر الجاهلي كان الحارث بن معاويه يصطاد بالصقر ثم اتخذه العرب فيما بعد للصيد .
وتختلف الصقور في اشكالها والوانها واحجامها ومهارتها وذلك نظرا لاختلاف الظروف الطبيعيه والموطن , فمن كان افضلها من حيث القوه والذكاء والمهاره والشكل – كان هو المحبب والغالي الثمن , ولقد اطلق وصف على افضل الصقور والذي ياتي في المرتبه الاولى بلا منازع متى توفرت فيه الصفات الاتيه ( احمر اللون , عظيم الهامه , من غير مدامع , تام المنسر , طويل العنق , رحب الصدر , ممتليء الزور , عريض الوسط , جليل الفخذين , قصير الساقين , قريب القعده من الفقار, طويل الجناحين , قصير الذنب , سبط الكف , غليظ الاصابع , اسود اللسان ) .
والصقر طائر يمتاز بشدة صبره حتى قيل ان الصقور بمنزلة البغال من الدواب نظرا لما يمتاز به من الصبر والتحمل .
كما ان الصقر طائر صيود لا تفلت الفريسه منه مهما قاومت ولا يتركها قط بل يتفانى للظفر بها , ويمتاز ايضا بقوة ابصاره ويرى من بعد حتى يقال ان الصقر يبصر فريسته لمسافه تتجاوز 10 كيلومترا . ( والله اعلم )
يلاحظ في بعض الدول الاخرى ان الصقور تستخدم لصيد الفرائس الكبيره الحجم التي تفوق حجم الصقر اضعاف مضاعفه من ذلك يتم صيد الغزلان و بالاضافه الى الطيور الكبيره الحجم , الا ان في الخليج لا يستخدم الصقر الا لصيد ( الحبارى والكروان والارنب ) وبعض الطيور الاخرى .
ان الصقر يعتبر بحاجه ماسه الى ( البرقع ) وذلك لتغطية عينيه لكيلا يثب على يد صقاره لغير الحاجه اليه – وايضا كيلا ينطلق الى الفريسه قبل الاوان بالاضافه الى ان ( البرقع ) يجعله هاديء السلوك من المؤثرات الخارجيه التي منها الاضاءة المبهرة , وقد شبهت ( البرقع ) للصقور بمثابة الاغماد بالنسبه للسيوف , فان الغمد يصون السيف من الصدا وهو لايجرد منه الا وقت الحاجه ونفس الشيء ( للبرقع ) بالنسبه للصقر .
في شهر الخريف يبدا موسم مرور الصقور بالخليج من مواطنها الاصليه في الشمال باتجاه الجنوب الاماكن الاكثر دفئا وتمر الصقور على المناطق التي تقع في شمال الخليج بعيده عن الاماكن الامؤهوله لانها تنزعج من الضوضاء فيخرج الصيادون في هذا الموسم لاصديادها ( بالشباك ) وهذه الطريقه تحتاج الى صبر طويل في سبيل ذلك , ووسيلة صيده تكون باحدى هذه الطرق :-
الطريقه الاولى ( الشبك ) :
يقوم الصياد بحفر حفره كبيره تاويه بالكامل ويغطيها بطبقه من الطين او السعف لها فتحات للرؤيه وبالقرب منها تنصب ( الشبك ) وبالقرب منه ايضا تكون حفره صغيره مغطاه ( بالخيش ) وبداخلها الفريسه وتكون مربوطه بحبل متصل ( بالشبك ) والطرف الاخر بيد الصياد – يقوم كذلك الصياد باحضار غراب ويربطه بحبل طويل متصل بعدد من الريش ويقوم الصياد بتطييره عدة مرات , فعندما يرى الصقر الغراب ويرى ايضا الريش فيظن ان هناك فريسه ظفر بها الغراب فيتجه نحو الهدف ففي هذا الاثناء يقوم الصياد بابعاد الغراب لانتهاء دوره ثم يسحب الحبل الاخر فتظهر الحمامه فيتجه اليها الصقر فيسحبها الصياد عن طريق الحبل النتصل ( بالشبك ) حينئذ يطبق ( الشبك ) على الصقر .
الطريقه الثانيه ( الدرك ) :
تؤخذ حمامه وينتف جزء من ريش جناحها كي لا تستطيع الطيران المرتفع ثم يقوم الصياد بتلبيسها شبكه تعرف ( بالدرك ) في طرفي جناحها فتكون هذه الشبكه شبيه بالستره التي تعرف ( بالسديري ) .الشبكه لها فتحات دائريه من الخيوط الحريريه فعندما يرى الصقر الحمامه ينقض عليها فتدخل براثنه مابين الفتحات فلا يستطيع اخراجها باي حال من الاحوال كما ان الصقر لا يستطيع الطيران هروبا بالحمامه بارتفاع لا يتعدى الثلاث امتار , فمن ثم ياتي الصياد لتخليص ( الصقر ) من الشبكه ( الدرك ) . ان هذه الطريقه سهله ولا تحتاج لمجهود كما ان الصياد يستطيع استخدام كثير من الحمام بنف الطريقه وفي اماكن متفرقه ولكن هذا يستلزم مراقبه الفريسه من بعد ( بالدربيل ) الذي هو عباره عن المنظار .
الطريقه الثالثه ( شبكة الهواء ) :
هي عباره عن شبكه مربعه تعرف ( بشبكة الهواء ) طولها بحدود مترين والعرض كذلك , تنصب وهي مفتوحه من الامام ويوضع في اطرافها ثقل وتكون غير مثبته باحكام , كما يوضع تحتها حمامه او طائر حي , فعندما يرى الصقر الطائر ينقض ويصطدم ( بشبكة الهواء ) حينئذ لا يستطيع الفرار لوقوع الشبكه عليه .
ملاحظات 00
من الملاحظات الهامه في هذا المجال ان نجاح طريقة صيد الصقور وامثالها من الطيور الجارحه يعتمد على عوامل ثلاث هي , الصبر , والاعصاب الهادئه , ووفرة الطيور في منطقة الصيد .
ومن الجدير بالذكر ايضا ان على الصياد ان يسارع الى مسك الصقر قبل ان يفقد شيئا من ريشه لان فقد الريش يؤثر في سعر وقيمة الصقر .
* الطائر الذي يتم صيده حديثا يكون شرسا ( وحشيا ) ولذا يعد له رابط لرجليه هو ( السبوق ) يشد به الى كف الصياد او غطاء اليد النسمى ( بالمنقله ) . كما يلف جسم الصقر بقماش ( القبا ) لضم اجنحته الى جسمه بهدوء وعزم ويتم ذلك بوضع الابهامين على ظهر الصقر والاصابع الوسطى حول صدره والاصابع الصغيره لمنع المخالب من جرح الجسم ثم يترك مستريحا على ظهره . ويعمل هذا الغطاء على سلامة الصقر والمحافظه على هدوءه .
* يوضع على راس الصقر وعينيه( البرقع ) يحول دون الصقر ورؤيته لما حوله فيهدا بذلك روعه وينسى خوفه ووجله .( والبرقع ) بديل لخياطة الجفن .
* اذا كان الصقر الذي تم صيده يتميز بشيء من الهدوء يفحص جفناه فاذا تبين فيهما موضع لغرز فذلك يعني انه سبق صيده وتقطيب عينيه ويكون قد افلت من صاحبه .
* عند الوصول للمخيم يربط الصقر من رجليه بالسبوق ويوضع فوق قاعدة محشوه بالقطن او فوق مكان لين ككيس مليء بالرمل ليهدا من روعه وحتى لا يؤذي نفسه .
* خياطة جفن الصقر كانت تستخدم قبل ابتكار( البرقع ) , والغرض منها تعمية الطائر وتامين الهدوء له وامتصاص كثير من اثار اعصابه المشدوده .
* عند رفع الخيوط عن جفني الصقر فان الجفن يلتئم سريعا .
* المدرب الحاذق هو الذي يستطيع معرفة الجيد من الصقور والتمييز بين الطائر السليم والمريض حتى بالنظر . وهو الذي يعرف عند شراء الطائر كم من الوقت مضى على صيد الطير . وكم هو بقى في الاسر , وذلك من قياسه لوزن عضلاته . ويستطيع من ذلك تصور طبيعة الطائر وقت اصطياده , وكم من الناس تبادلو شراءه , ويعرف الصقار ذلك من النظر الى عيني الصقر , فان كانتا مخيطتين فذلك دلاله على انه مازال جديدا . وان كانت مواقع الغرز مندمله فذلك يدل على انه صيد منذ وقت حيث ان جفن الطائر يرفض الخيط بين اسبوع الى عشرة ايام ويندمل الجرح فيع اسرع كلما وقع خيط القطن اسرع .
* والمدرب الحاذق يستذل على الطير الجديد من خلال نظرته الوحشيه , اذ ان الليونه في الطير غير المدرب تدل على فقدانه الحماس والنشاط .
ولان الكل يطلب صقرا جديدا لم يتداوله احد , ولانه ليست هناك سجلات وارقام توضح مدى تداول الطيور , فان المدرب الحاذق يبقى هو المرجع في هذا الشان .
* يتم شراء الطيور هذه في سوق خاص تتم فيه المزايدات اذ يعلن الذلال عن الطيور التي بحوزته .
والبعض منهم يحجز عددا من طيوره على انها ليست للبيع ( خاصه اذا لم تجد سوقا من قبل ) . وهو يعلن انها ليست للبيع وانها هي له وحده بغرض رفع سعرها وزيادة الطلب عليها .
* والبعض الاخر من المهتمين بالصيد يشترون صقورهم من اناس ثقه ومعتمدين عندهم يتولون جلب الصقور من اماكن صيدها في الخليج او في اماكن اخرى من العالم .

يتميز مدرب الصقور بوفرة معلوماته عن الصقور المختلفه من حيث انواعها واشكالها وطبائع كل نوع منها وكيفية نقلها من مكان لاخر وحسن معاملتها وتربيتها اضافه الى حسن تدريبها .
وعملية التدريب هي الاساس الذي يعتمد عليه في تطويع الصقر وجعله اليفا يستبدل خوفه الطبيعي من الانسان بالتطلع نحو الطعام كجزاء ومكافاه يلتمسها عند صاحبه , وجعله في مستوى ذهني وعضلي مرتفع يحقق له حسن التفاهم والتفاعل مع مدربه لاداء المهام المطلوبه منه وصولا الى ميدان القنص .
وبمعنى اصح فان التدريب هو طريقة اعداد الصقر للصيد في الحقل .
ومرحلة التدريب مرحلة شاقه لا يستطيع القيام بها الا المدرب المحنك ذو النفس الطويل والاعصاب الهادئه والخبره الطويله . ولذا يقتصر التدريب على البعض على صقر او اثنين فقط في الموسم الواحد اذ تستغرق فترة تدريب بعض الصقور الى ثلاثة او اربعة اسابيع , وهي الفترة الازمه للصقر حتى يستطيع بعدها ان يتعرف على صاحبه ومجالسيه وسماع ندائهم والتعرف على الاسم الذي يطلق عليه ثم تلبية النداء .
والمدربون المهرة في الخليج ( الصقاقير ) يستطيعون تدريب طير الشاهين في اقل من عشرة ايام , وطير الحر في مدة اسبوعين الى ثلاثة اسابيع بينما يدربون فرخ الشاهين في اقل من خمسة ايام .
1- فترة التطويع :
فمنذ صيد الصقر تتم تعميته بتخييط عينيه او بوضع البرقع عليه مع تركه في مكان هادىء حتى يذهب وجله وخوفه .
والبعض يترك الصقر لمدة اثنتي عشرة ساعه او اربعه وعشرين ساعه دون طعام لاثارة شهيته , وعندها ينقل الى المنقله او الداس فوق يد المدرب الذي يكون قد اختار له اسما , ويبدا في تقديم اللحم الطرى له في نفس الوقت الذي يكرر فيه مناداته بالاسم الذي اختاره له بصوت عال .
وبعد الانتهاء من وجبه الطعام يوضع الصقر على الوكر في مكان هادىء حتى يهضم طعامه في راحه وسكون مع بقاء البرقع على عينيه.
وتكرر هذه العمليه من فترة التطويع مرتين كل يوم احداهما في الصباح الباكر والاخرى في اخر النهار مع الاكثار من النداء على الصقر باسمه الى حين استجابة الصقر لهذا الصوت وادارة راسه في اتجاهه ومحاكاة مدربه بفتح فمه وكانه يجيب النداء .
ويحرص المدرب على مرافقة صقره طيلة الوقت تقريبا ليرعاه وليزيد من بينهما من الفة وتفاهم , حتى صار من دواعي الشرف والعزة ان يرى الشخص وهو يحمل صقرا على يده خاصه وقد اصبح سعر الصقور مرتفعا .
وعدم اصطحاب الصقر معناه قصور في قدرة المدرب على تدريب صقره .
والصقر المثالي هنا هو حديث الصيد والماخوذ من الشبكه او الفخ الى التدريب مباشره , حتى ان اي قصور يظهر في سلوك هذا الصقر يكون نتيجة قصور في قدرة المدرب نفسه . ومن هنا يعتمد مستوى الصقر على الايدي التي تناوبت رعايته واطعامه قبل ان يؤخذ الى سوق الصقور للبيع او لاستمرار فترة تدريبه واستخدامه في الصيد .
ويحرص المدرب على ابقاء عيني الصقر معصوبتين بالبرقع طيلة هذه المده . وخلال ذلك يلاحظ ان الصقر يستطيع ان يحس باقل الاصوات التي حوله ويصفق لها بجناحيه , وهو يعبر عن اي وضع غير طبيعي او مزعج له بصفق الوكر او المنقلة او الداس التي يقف فوقها بجناحيه او نقرها بمنقاره او خربشتها بمخالبه .
وتستمر فترة التطويع بان يعمل الصقار على تعويد صقره على تناول الطعام من يده كلما خفف عن عينيه البرقع وتسرب النور اليها , اي يربط الطعام بفترات تسرب النور الى عينيه مع مداعبة الصقر برفع اليد التي تحمله الى اعلى واسفل مع المناداة عليه بقوة وهو يرفرف باجنحته قائلا له عبارات حافزه مثل … ها ها … ها … ها ها , وذلك بصوت مرتفع يتبعها باسمه .
ووصول الصقر الى هذا الحد من الربط بين النداء والطعام وبين الاستجابه لما يسمع يعني زوال رهبته ويجعل الاستمرار في تدريبه امرا ميسورا .
والصقر بطبيعته لا يحب المداعبه بملامسة جسمه كالقط مثلا حيث ان مثل هذه المداعبه قد تفقده بعض ريشه الثمين . ولكن البعض يرى ان الصقر الذي يرضى المداعبه يكون اسرع تقبلا للتدريب . كما يشير اخرون الى ان التدليل الزائد للصقر يفقده حماسه في الصيد .
ويتميز العرب عن غيرهم في هذا المجال من تطويع الصقر في قدرتهم على جعل صقورهم تعرف اسمائها وتستجيب للنداء عند سماع اسمها , ولذا يعمد العربي على مناداة صقره باسمه بصوت عال كل لحظه واخرى مع تحريك يده التي عليها الصقر ليرفرف بجناحيه ليعلم ان النداء بالاسم هو له حتى يستطيع مع الايام ان يميز اسمه ويستجيب للنداء له به .
بعد ذلك يتم تعويد الصقر على اخذ غذائه من على الارض دون ان يطير اليه كما تعود في الجو , الى ان يستطيع مع الايام تحريك راسه للتعرف على الجهه الاسهل التي يمكن ان ينفذ منها الى الطعام , ثم يعود على القفز والعوده الى المنقله او الداس على يد صاحبه , وكذلك الطيران الى ابعد مايمكنه المرسل , وهذا اول تمهيد للخروج به فيما بعد الى البيئه الخارجية .
والتمهيد التالي هو بداية اطعام الصقر لحوم الطير التي يراد صيدها مثل الحمام ليالف لحمها وشكلها ومن اي جهة ياتيها , وذلك على مدى ايام متتاليه , بعدها يدرب على صيدها وهو مشدود للمدرب او الصقار بخيط مع ذبح طيور الصيد التي سيمسك بها الصقر وقت التدريب بين رجليه واشباعه من لحمها , مع استمرار تعويده الاقبال على مدربه عندما يدعوه باسمه والربط بين المناداة والطعام .
والخطوات التاليه في فترة التطويع هي ان يرفع البرقع عن عيني الصقر ليرى صاحبه وهو قادم اليه من على بعد عشرات الخطوات حاملا له اللحم . وعند وصوله اليه يخفي عنه الطعام ويضع لقيمات صغيره على الوكر .
يكرر هذه المحاوله مع صقره حتى يطمئن الى انه لن ينزعج او يجفل اذا راى انسانا قادما اليه لانه تعود على الربط بين القادم اليه والطعام .
وبذلك تترسخ الالفه بين الصقر ومن حوله من الناس في الموقع , وهذا تمهيد لنقله الى الفلاة لتدريبه على التلواح .

والغرض من هذه الفتره تعويد الصقر الطيران من على بعد نحو التلواح الذي يمثل الطير الذي سيصيده . ويتم دس اللحم بين ريش التلواح حتى اذا انقض الصقر على التلواح ظن انه طير حي .
واختلاط الريش بطعام الصقر امر مهم لان الريش الذي يدخل مع الطعام يفيده كثيرا في تنظيف معدته , حيث انه بعد حوالى 12 – 14 ساعه من تناوله الطعام يقذف بالريش خارج معدته محمولا بالاوساخ والزوائد التي تناولها مع الطعام وهي التي تعرف باسم
( الربايه ) .
يبدا الصقار او المدرب تدريب صقره بربط حمامه حديثة الذبح بالتلواح , ثم يلقيه اسفل موضع الصقر بعد ان يرفع البرقع عن عينيه . فيقفز الصقر فوق الحمامه ويروح ياكل منها . ولكن المدرب يقطع عليه استمرار الاكل منها بتلقيمه عدة لقيمات من اللحم ويعيده الى موضعه على يده فوق المنقله او الداس .
ومن هذه المحاوله التي قد تتكرر عدة مرات يعرف الصقر قيمة التلواح , ويتعود ان يطير اليه حتى ولو كان على مسافة بعيده منه . وفي كل مره يكافا بما يشتهي من اللحم .
وهو يقفز الى التلواح , لا بفعل الجوع , بل من واقع العادة الفطريه فيه حينما كان يلحق بالطيور في الجو وقتما كان طليقا .
ولضمان تدريب الصقر على التلواح يتعاون المدرب مع مساعد له . ثم يوضع الصقر على يد المساعد بعد ربطه بخيط طويل طرفه برجل الصقر والطرف الاخر بيد المساعد .
يذهب المدرب بعيدا ويبدا النداء على صقره باسمه بصوت عال عدة مرات مع التلويح له بالتلواح عاليا في الهواء .
وعندما يلاحظ المساعد ان الصقر سمع النداء بتلفته نحو الصوت ورفع قامته , يرفع عنه البرقع ويطلقه من على يده , فيسارع منطلقا نحو مدربه , وبمجرد وصوله للمدرب يقدم له اللحم مع تكرار المناداة باسمه .
وتكرر هذه العمليه عدت مرات مع زيادة المسافه بين المدرب والصقر المرة تلو الاخرى حتى تصل الى قرابة الكيلومتر .
وعندما يصل التدريب الى هذه المسافه يبدا المدرب محاورة الصقر بالتلواح بسحبه عنه عندما يصل وينقض عليه , ومرة اخرى بالدوران به حوله وهكذا دون ان يمكنه منه مع استمرار المناداة عليه باسمه بصوت مرتفع .
وبعد عدة محاورات يمكن الصقر من الانقضاض على التلواح ويدس له خفيه قطعه من اللحم بين الريش ويتركه ياكل منها حتى يشبع مع تكرار النداء عاليا باسمه .
وعندما ينتهي الصقر من وجبته يحمله المدرب على يده ويضع له البرقع تمهيدا لنقله الى الوكر ليهضم طعامه في هدوء .
وقد يتكرر هذا التدريب مرتين ايضا مره في الصباح واخرى في المساء وان كان المعتاد مره واحده في اليوم .

عندما يتكرر هذا التدريب يستبدل التلواح بحمامه حيه تكون موضوعه في المخلاه كخدعه للطائر ولحفزه على الطيران البعيد نحو الفريسه وهو مربوط بخيط طويل من القطن او النايلون .
يقوم المدرب بالنداء على صقره من على بعد بصوت مرتفع . وعندما يعرف من المساعد ان الصقر تنبه للنداء يطلق المدرب الحمامه المربوطه بخيط طويل طرفه في يده بينما يطلق المساعد الصقر بعد رفع البرقع عن عينيه .
وينطلق الصقر تجاه الحمامه ويحاورها الى ان ينقض عليها ويمسك بها . وهنا يواصل المدرب النداء عليه باسمه مع شد حبل الحمامه الى ان يصبح الصقر في متناول يده , فيعالجه بربطه من قدمه والقبض عليه مع وضع البرقع على عينيه , ثم يحمله على المنقله او الداس وهو يداعبه وينادي عليه .
ويفيد هذا التدريب عند اخذ الصقر الى الصيد في الفلاة , اذ قد يحدث ان يطير الصقر خلف طريده تبعد به عن اعين المدرب او الصقار او قد يختفي بين الشجيرات بطريدته . وهنا يلحق به المدرب ومساعدوه وفي المنطقه التي يعتقدون وجوده فيها يطلق المدرب او الصقار نداءاته باسم الصقر مع التلويح له بالتلواح اضافه الى اطلاق حمامه مربوطه في الجو.
فاذا راها الصقر فانه يترك طريدته ويلحق بالحمامه , وعندما يسارع المدرب بسحب الحمامه بهدوء الى حين القبض على الصقر .
وقد يكون هروب الصقر وهو يلاحق الطريده ناتج عن ظهور طائر جارح كبير يخشاه الصقر كالعقاب , ويصبح استخدام الحمامه المربوطه افضل وسيله لاسترجاعه .
وعودة الصقر الى صاحبه دلاله اكيده على حسن تدريبه والتي يستحق عندها المزيد من الطعام والاهتمام والرعايه .

4- التدريب على صيد الحبارى :
من خلال وسائل التدريب السابقه يصبح الصقر مؤهلا لصيد الطرائد كالحبارى والكروان وغيرها من الطيور التي يحب الناس اكل لحمها او الاحتفاظ بها .
ومن اجل ان ينجح هذا التدريب على المدرب او الصقار ان يساعد صقره على النجاح في مهمته اذ ان كثيرا من الصقور قد تهرب اذا لم تفلح في صيد طريدتها .
وتاتي مساعدة المدرب او الصقار في معرفة اماكن تواجد الطيور وتجمعاتها , ومعرفة عاداتها واساليب تخفيها عن عيون الصقر والاستدلال من اثار اقدامها ومخلفاتها ان كانت مازالت موجوده في البيئه ام لا ؟
كما يمكنه مساعدة صقره في الكشف عن تلك الطيور باستخدام المناظير المقربه , حتى اذا ماتاكد من وجود مثل هذه الطرائد في المنطقه الخاصه بالصيد يرفع البرقع عن عيني صقره ويطلقه في الجو ليلحق بالطريده .
وعندما يراه افلح في الصيد يقدم له وجبه شهيه من اللحم مع تدليله ونقله الى الوكر ليهنا بهضم وجبته مع وضع البرقع عليه والعنايه المستمره بتنظيف ريشه ومخالبه ومنقاره .

ادوات الصيد

البرقع :
هو غطاء يغطى به وجه الصقر كله عدا فتحة يخرج منها منقار الطير . وهو مكون من الجلد اللين الملون والذي يتخذ من الخارج زخارف واشكال جميله . ويعد هذا البرقع في الاصل لتغطية عينى الصقر عند صيده او عند الخروج به بين الناس حتى لا يضطرب او يخاف من وجود الناس .
2- السبوق :
وهو رباط من خيوط القطن اللين او الحرير او النايلون بطول ( 15 سم ) مثبت من وسطه , بينما يمتد الخيطان من جهة لينتهي كل طرف منها بشراريب رفيعه بينما يمتد الخيطان من الجهة الاخرى لينتهي كل طرف منهما بجلده او قطعه من المخمل اللين بطول ( 3 سم ) تقريبا وبعرض الاصبع , ويمكن شدها في صوره عروه عندما تلف بها رجل الصقر .
3- المرسل :
يتكون المرسل من ثلاثة اجزاء تخرج من مشبك دوار يعرف بالمدور يسمح للخيوط ان تدور مع الصقر في اي اتجاه دون ان تلتف على بعضها بعضا او تلتوي . اطول هذه الخيوط يصل طوله الى قرابة ( 75 سم ) طرفه السائب متصل بقائم او عمود المجثم من خلال اسوره من الجلد تلتف حول عمود المجثم او الوكر تعرف بالتبلاعه , وتكون متسعه قليلا لتدور بسهوله حول الوكر . اما الخيطان الاخران للمرسل فهما متساويا الطول يصل طول الواحد منهما قرابة ( 30 سم ) , وهما مرتبطان بالمدور من جهة , ومن الجهة الاخرى يرتبط احدهما بسبوق الرجل الايمنى , والاخر بسبوق الرجل اليسرى للصقر .
4- الوكر :
هو المجثم الذي يمضي الصقر فوقه معظم وقته للراحه والنوم والانتظار . وهو في مجمله اشبه بدبوس رسم كبير ضخم راسه محشو بالقش اللين ومنجد بالسجاد او المخمل او الجلد الطري المتين وهو المكان الذي يجلس فوقه الصقر . اما ساقه فمصنوعه من الخشب الجيد والتي تزان بالزخرفه او الحفر في اشكال جميله .
5- الداس :
وهي احدى وسيلتين يستخدمها الصقار في حماية يده اليسرى عاده عندما يحمل الصقر او يمسك به . والداس من الجلد اللين من الداخل , ومن المخمل في الخارج له ثلاثة اصابع او خمسه حسب رغبة الصقار . وتثبت عروة من الجلد او المعدن بالقرب من المعصم او عند نهايته بغرض ربط الصقر فيها من خلال السبوق .
6- المنقله :
هي الوسيله الاخرى التي يحمي بها الصقار يده عند حمل الصقر عليها .
7- المخلاة :
عبارة عن كيس من القماش شبه مربع بطول نصف متر تقريبا تصنع من قماش القطن الابيض عاده او من الخيش . والمخلاه هي المخزن المتحرك للصقار يحتفظ فيها بما يعرف بالتلواح , وبسكين حاد , وبرقع , ومرسل , وبعض الاغراض الشخصيه البسيطه اضافه الى الحمام الحي . وعند نجاح الصقر في صيد طريدته يعمل الصقار على فرد المخلاة امام الصقر والصيد مخفي تحتها ليظهر له ان الفريسه طارت ثم يعود ويلملم اغراضه .
8- التلواح :
التلواح عاده ما يكون من حزم من ريش طير الحبارى تخاط بحيث تعطى من بعد شكل طائر الحبارى مع مراعاة تدرج وضع الوان الريش من الداكن الى الفاتح .
9- القبا :
وهو ثوب خارجي صغير يلف به الصقر او الطير الجارح الوحشي حال صيده .
وهو احد محتويات المخلاة اذ يستخدم في لف الصقور التي تصاد في الفلاة , او عندما يراد نقلها بالسيارات او الطائرات من مكان الى اخر لضمان هدوئها وسلامتها .
10- الدعو :
هو ثوب خارجي ايضا تلف به طيور الحباري الحيه التي تصاد بالفلاة من قبل الصقور ,
وقد تلف به طيور الحباري غير الحيه احيانا .

-اولا : طيور الحر او الحرار
الحر في الخليج انواع رئيسيه هي :
1- الفارسي : وهو الحر الابيض هو افضل الصقور قاطبه
2- الشامي : وهو ابيض اللون
3- الاشقر : وهو بني اللون منقط
4- السنجاري : وهو الاسود الغالي الثمن
5- الادهم : وهو غامق اللون
6- الاخضر : وهو الاقل مرتبه
والصقر الحر مالوف اكثر لجماله وسرعة تاقلمه وتحمله الظروف القاسيه في موسم الصيد وفي القيض ، كما انه اكثر مقاومه للامراض والعدوى بها ، كما انه يبدل ريشه في المقيض في وقت مبكر ولذا يكون جاهزا للقنص مبكرا في الموسم .
وهو صقر صبور اثناء الصيد يتميز بطاقه وهمه عاليه في الطرد وتحمل الطيران لمسافات طويله . ولديه القدره على تحمل الجوع لفتره طويله قد تمتد الى اسبوع كامل . وهو ماهر في ملاحقة الطريده يطير في مستواها الى ان يقبض عليها وينزل بها الى الارض ولا يهمه الحر اذ انه اكثر صبرا على تحمل الجو الحار من غيره .
والمفضل منه الصقر عريض الهامه طويل العنق رحب الصدر ممتلىء الزور عريض الوسط اسود اللسان واسع المنخر جناحاه عند الراحه كشكل المقص على ظهره . كما انه يتميز بكبر حجم الراس والمنقار مع اتساع العينين . وطيور الحر تستطيع العيش في البيت والمقيض على لحوم الاغنام ولحوم الدجاج والحمام . اما في بيئته البريه فانه عند انعدام الطيور التي يتغذى عليها فانه يلجا الى اصدياد الارانب والجرابيع . وهو في البرد يحتاج الى الطعام اكثر . وصغار الصقر احوج الى الطعام , وكما هي الحال عند الانسان فالصقور لها شهيه للطعام تختلف وفق سني العمر وكذلك بالنسبه لوزن الجسم وحجمه ايضا كما يعتمد على الطقس . ففي البرد يحتاج الصقر لمزيد من الطعام . ومعروف عن العربي انه يقدم افضل مافي ذبيحته للصقور عنده .
ورعاية الحر سهله لهدوء طبعه وطول صبره كما انه اضمن في العوده عند القنص . وله تسميات تختلف باختلاف العمر .
فالفرخ : هو الصقر الذي دون السنه من عمره
القرناص : هو الذي بلغ السنتين من العمر
قرناص الهوى : هو اذا عاش هاتين السنتين طليقا
قرناص البيت : هو اذا قضاها في الاسر او في المقيض
——————–النهاية ،،،،