الذكرى الـ89 لميلاد أسطورة الإغراء الأمريكي “مارلين مونرو” أحمد غنام
تحل اليوم الذكرى الـ89 لميلاد أسطورة السينما الأمريكية، الممثلة، والمطربة، وعارضة الأزياء، وأيقونة الإغراء نورما جين بيكر، أو كما يعرفها معجبوها حول العالم “مارلين مونرو”.

ميلادها
ولدت مارلين مونرو في يوم 1 يونيو 1926، بولاية كاليفورنيا الأمريكية، تحت اسم “نورما جين مونتصن”، إلا أن والدتها غيرت اسمها لاحقًا إلى “نورمان جين بيكر”، حيث لم تكن متأكدة من شخصية أبيها الحقيقية.

طفولتها
قضت مارلين طفولة لم تكن بالسعيدة، حيث ترعرت في دار “فوستر” للأيتام، والتي دخلتها في سن السابعة، بعد تخلي والدتها عنها، وتعرضت لمضايقات – لا أخلاقية – متعددة، مما أدى لإصابتها بعدد من الأمراض النفسية، كما قالت هي في إحدى رسائلها: لا أستطيع أن أحل مشكلة طفولتي المتشردة، لا أشعر أنني نجمة، ما أطلبه هو بعض السعادة، وأريد أن أعرف من هو أبي الحقيقي ولا أعرف عن نفسي إلا أنني كنت لقيطة، لا أحب أن أموت ولكن رغبة فيها”، كما كانت تعاني من “التأتأة”.

حياتها الشخصية
تزوجت “مونرو” ثلاث مرات، وانتهت جميعها بالطلاق، وكانت أولى زيجاتها عندما بلغت السادسة عشرة، حيث تزوجت من المصور “جيمس دورتي”، واستمر زواجهما لمدة 4 سنوات، حيث تزوجا في يونيو 1942، بعد 6 أشهر من دخول الولايات المتحدة في الحرب العالمية الثانية، وتطوع “دورتي” في الجيش الأمريكي، مما ترك “مارلين” وحيدة، ودفعها لطلب الطلاق بعد عودته من آسيا سنة 1946، ووجهت اللوم بعدها لحاضنها الرسمي “جريس ماكي” على تشجيعه لها بالزواج في سن مبكر.

وكانت زيجتها الثانية من جو ديماجيو، أحد النجوم المتعزلين للعبة البيسبول، حيث كان أحد لاعبي الفريق الأمريكي “اليانكي”، وتزوجا في 14 فبراير سنة 1954، في قاعة مدينة سان فرانسيسكو الأمريكية، إلا أن زواجهما لم يستمر إلا لعدة أشهر بسبب غيرة زوجها الشديدة، كما صرحت مارلين.

وفي يونيو 1956، تزوجت مارلين للمرة الثالثة من الكاتب المسرحي “آرثر ميللر”، والذي كتب لاحقًا فيلمين لها، والتقيا لأول مرة أثناء تصوير فيلم “Bus Stop”، وبدأ برؤية بعضهما البعض مرة ثانية، بعد سنة من طلاقها من “ديماجيو”، بعدها بأشهر قليلة، دعي “ميللر” للإدلاء بشهادته أمام الأمم المتحدة الأمريكية لأنشطة مجلس النواب الأمريكي، لمواجهة ادعاءات انتماءاته الشيوعية، وحث مدراء أعمال مونرو بالتخلي عن ميللر بدلًا من المجازفة بحياتها المهنية، إلا أنها رفضت ونعتتهم بالجبناء، وتزوجا بعد أن حولت ديانتها إلى اليهودية إرضاءً لعائلته، وحظرت مصر جميع أفلامها بناء على ذلك واستمر زواجهما لمدة 5 سنوات، حتى انتهى بالطلاق عام 1961.

إشاعات
لاحقت مارلين مونرو العديد من الإشاعات حتى بعد وفاتها بفترة طويلة، حيث كشفت ملاحظات كتبها مايكل جوردن، طبيبها الخاص، تتحدث عن حالتها الطبية في الفترة من عام 1950 حتى 1962، وجاء من بينها أن نجمة الإغراء العالمية أجهضت جنين لها عام 1957، وأيضًا خضوعها لجراحات تجميل في أنفها، وأخرى فى ذقنها وهي في عمر 26، الأمر الذي شكل صدمة لمحبيها حول العالم، وذكر الملف أيضًا أن أن ملكة الإغراء الراحلة كان طولها 1.67 متر، ووزنها 52 كيلو جرامًا.

إلا أن مارتن نولان، المدير التنفيذي لصالة جوليين للمزاد الذي بيع به الملف قال: لم يفكر أحد حقا في أن مارلين مونرو خضعت لجراحات تجميل، كلها كانت تكهنات هل أقدمت على ذلك أم لا، الكل كان يعتقد أن هذا جمال طبيعي.. كانوا لا يريدون أن يصدقوا أمرا غير ذلك.

مشوارها الفني
ظهرت مارلين مونرو لأول مرة على أغلفة إحدى المجلات التي كان ينشرها زوجها جيمس دورتي للجنود أثناء تطوعه في الجيش كنوع من الترفيه، عندما طلب منه قائده في الجيش أن يضع صور بعض الفتيات كنوع من الترفيه، وتعاقدت معها إحدى شركات الدعاية الأمريكية، للعمل كموديل، بعد أن رأت صورتها بالمجلة.

حب مارلين للسينما دفعها إلى دراسة التمثيل في استوديو بنيويورك، بعد أن أدت عددًا من الأعمال كاكومبارس، وساعدها صوتها وجمهالها إلى التقدم في عملها، حيث كانت نموذجا للصورة التي كانت تريد أمريكا أن تكون عليها بعد الحرب العالمية الثانية وكانت – كما يقول النقاد – ليس فيها شيء من الحقيقة، وكان يتحتم عليها ان تبقى دمية تشكل حسب الطلب أمام العالم وعلى شاشات السينما لتصور حالة أمريكا التواقة للابهار والاغراء والهيمنة على شعوب العالم، في غلاف برئ ساحر لايوحي بأي مكر أو نية غير مرغوبة، وارتبط اسم مارلين مونرو “المرأة الحلم”، بأميركا “الدولة الحلم”، وتأثر بها العديد من النجوم حول العالم.

شاركت مارلين في عدة أفلام وجاء من أهمها كيف تتزوجين مليونيرا (1953)، والرجال يفضلون الشقراوات (1953)، ونهر بلا عودة (1954)، وهرشة السنة السابعة (1955)، وموقف الأوتوبيس (1956)، والأمير وفتاة الاستعراض (1957)، والبعض يفضلونها ساخنة (1959)، واللامنتمون (1961)، ودعنا نمارس الحب (1960)، والألماس صديق الفتاة الوفي (1953)، وتمت ترجمة أفلامها إلى عدة لغات حول العالم من بينها العربية، وشاركت في 32 فيلم، و55 أغنية، والعديد من الأعمال الأخرى.

وفي عام 2001، تم إنتاج مسلسل درامي، يحكي حياة مارلين مونرو بعنوان “Blonde” أي الشقراء، يتضمن أحداث من حياتها الحقيقية، والقصة لـ”جويس كارول أوتس”، وكتبها للشاشة الصغيرة “جويس الياسون”، وإخراج “جويس شوبرا”.

في عام 2012، صدر حكم قضائي بأن مونرو أصبحت ملكية عامة، ولا يحق لأحد ملاحقة المؤسسات التي تستخدم صورها، بعد أن ظل ورثة النجمة الأمريكية الراحلة يتقاضون طوال الأعوام الماضية مبالغ كبيرة في مقابل إعطاء تصاريح للمستفيدين من صور مونرو سواء مكتبات أو أي مؤسسات خاصة بالملابس والتذكارات وغيرها، وطالبتهم برد المبالغ التي تقاضوها، وربما استندت المحكمة في حكمها لمقولة الفنانة الشهيرة “لقد علمت أنى ملك للعامة وللعالم، ليس لأنني موهوبة أو جميلة، ولكن لأنني لم أنتمِ يوماً لأي شيء أو أي شخص آخر”.

وفاتها
توفيت نورما بيكر (مارلين مونرو) في يوم 5 أغسطس عام 1962، عن عمر يناهز 36 عامًا، حيث وجدت عارية في سريرها ببيتها في لوس أنجلوس، في حادث غامض، وعزي سبب الوفاة إلى (الانتحار بالحبوب المنومة والكحوليات)، وانتشرت إشاعات عديدة حول وفاتها وأهمها أن السناتور روبرت كينيدي الشهير باسم “بوبي” أمر باغتيال الفنانة عبر حقنة قاتلة، وذلك خوفاً من أن تكشف العلاقات “الساخنة” التي أقامتها مع عائلة كينيدي، بمن فيهم هو -أي بوبي- وشقيقه جون، وتبنت الإشاعة فكرة أن المنفذون هم الفنان بيتر لوفورد، والطبيب النفسي لمارلين الدكتور رالف غرينسون، وذلك بحسب ما جاء في كتاب للكاتب الأميركي جاي مارجوليز بعنوان (مقتل مارلين مونرو: القضية المغلقة)، وقيل أيضًا أنها كانت ضحية لمؤامرة منظمة من الـ FBI والـCIA على خلفية علاقتها بآل كيندي ويقال انها كانت الضحية الأولى في جريمة منظمة سياسياً طالت فيما بعد آل كينيدي ومالكوم إكس ومارتين لوثركينج.

إلا أن تقرير الطبيب الشرعي أفاد بأن “مارلين” توفيت بجرعة زائدة من المهدئات التي كانت تتناولها حيث كانت في آخر أيامها محبطة وفي حالة نفسية سيئة بعد أن تم منعها من حضور حفل عيد ميلاد الرئيس الأمريكي جون كينيدي بأوامر من زوجته جاكلين، وأيضا بسبب عمليات الإجهاض التي كانت تحدث لها بعد زواجها من الكاتب أرثر ميلر، وتكرار الأمر أكثر من مرة، فبدأت بالافراط في الشراب.

وعرضت رسالة لمارلين، أرسلتها لأستاذ التمثيل الذي كان يعلمها، لي ستراسبيرج، في 30 مايو 2013، بمزاد علني، بدت وكأنها كتبتها بخط يدها كإشعار للانتحار، وجاء فيها إرادتي ضعيفة ولا أقدر على تحمل أي شيء، أبدو مجنونة، وأعتقد أنني أصاب بالجنون، أظهر أمام الكاميرا وكل تركيزي وكل ما أحاول القيام به يتركني، فأشعر أنني غير موجودة في الجنس البشري.

من almooftah

اترك تعليقاً