انطلقت، أمس، في دبي فعاليات مهرجان «دبي كانْفَس» الثقافي الفني الذي ينظمه «براند دبي»، التابع للمكتب الإعلامي لحكومة دبي، على مدار أسبوع كامل في منطقة «ذا بيتش» مقابل جميرا بيتش ريزيدنس، بمشاركة نخبة من أشهر فناني الرسم ثلاثي الأبعاد في العالم، وهو الموضوع الرئيس للدورة الأولى من الحدث الذي سيتم تنظيمه سنوياً.

ويأتي المهرجان، الذي يُعدُّ الأول من نوعه في المنطقة، ويستمر حتى السابع من الشهر الجاري، متناغماً مع توجهات نشر ملامح الإبداع في ربوع دبي، وتأصيل قيمته في نفوس مجتمعها وتحويلها إلى متحف مفتوح، انطلاقاً من أهمية الإبداع كركيزة من الركائز المهمة التي قامت عليها النهضة الشاملة لدولتنا الغالية، وأساس للمشروعات والمبادرات النوعية التي شملتها تلك النهضة ومنحت بلادنا الريادة في شتى القطاعات الحياتية، لتضع دولة الإمارات في مصاف الدول المستشرفة للمستقبل بعين الإبداع والابتكار.

كما يترجم المهرجان استراتيجية «براند دبي» الرامية إلى تقريب المجتمع من الإبداع في شتى صوره وقوالبه، وتوفير منصة مهمة للتواصل بين الطاقات المبدعة الإماراتية مع نظرائهم من مختلف أنحاء العالم، إذ يتحول المهرجان إلى ساحة للتباري الفكري والإبداعي، وملتقى للتعرف إلى الخبرات المتميزة في هذا المجال، لاسيما أن الحدث يستضيف نخبة من أهم الفنانين العالميين الذين برعوا في صنف فني جديد يعرف بالرسم ثلاثي الأبعاد، والذي تقوم فكرته على الرسم بمنظور معين يمنح من يشاهد الصورة شعوراً وهمياً بوجود عمق وهمي وبعد ثالث وغير حقيقي في الصورة ثنائية الأبعاد.

ومن خلال الشراكة مع كل من المكتب الثقافي التابع لحرم سموّ الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، سموّ الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة مؤسسة دبي للمرأة، و«ميراس القابضة»، يقدم المهرجان تجربة لا تُنسى لمحبي الفنون في دبي، من خلال استضافة مجموعة من أكبر وأشهر فناني الرسم ثلاثي الأبعاد في العالم، من بينهم كيرت وينر، مبدع هذا الفن ومبتكر مدرسته التي تمثل أحدث الاتجاهات الفنية، وحققت انتشاراً سريعاً حول العالم، لما يتسم به من قدر كبير من الإبداع ولشعبيته الواسعة، إذ إن البيئة الأساسية لهذا الفن هي أرضيات وحوائط الطرق والشوارع، ما يتيح لأعداد كبيرة من الناس مشاهدته والاستمتاع به.

ويتخلل مهرجان «دبي كانْفَس»، خلال إطلالته الأولى، العديد من الأنشطة ذات الصلة، والتي تشمل محاضرة يلقيها الفنان كيرت وينر، مؤسس فن الرسم ثلاثي الأبعاد في العالم، بالإضافة إلى ورش عمل متخصصة، تتيح للجمهور فرصة الاقتراب أكثر من واحد من أحدث الفنون، علاوة على مجموعة من العروض الإبداعية الأخرى، في حين روعي في الحدث أن يكون ملائماً لجميع الفئات العمرية، إذ لم يغفل المهرجان أهمية تعويد النشء على الفن منذ الصغر، فأفرد ركناً خاصاً يتضمن منطقتين مخصصتين للأطفال لممارسة الهوايات الفنية، وتعلّم أصول ومبادئ الرسم بمنظوره ثلاثي الأبعاد. ويشارك في «دبي كانْفَس» في دورته الأولى، التي تركز حصرياً على الرسم ثلاثي الأبعاد على أرضيات الطرق، إلى جانب كيرت وينر، رائد ومبتكر هذه المدرسة، الفنانون: الألماني «بيتر ويسترنك»، والمكسيكي خواندرس فيرا، والإيطالي انتوني كابتو، والأميركية جولي كيرك بورسيل، وغيرهم من أعلام هذا الفن الحديث، الذين سيتاح لزوار المهرجان متابعتهم والتفاعل معهم خلال تنفيذ أعمالهم يومياً في «ذا بيتش» من الرابعة عصراً إلى العاشرة مساءً من الأحد إلى الخميس، وعلى مدار اليوم خلال عطلة نهاية الأسبوع.

قوبل مهرجان «دبي كانْفَس» باهتمام كبير من قبل الجمهور من رواد منطقة «ذا بيتش»، التي تعد من مناطق الجذب السياحي المهمة في دبي، ويرتادها يومياً الآلاف من المواطنين والمقيمين والزوار، وظهرت بوادر هذا الاهتمام منذ فترة الإعداد للحدث الفني الكبير، إذ حرص أفراد وعائلات على التقاط الصور التذكارية مع شعار المهرجان الضخم المثبت في منطقة الشاطئ، وبادروا إلى مشاركة صورهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي وحتى قبل انطلاق فعالياته.

ومع السعي لتعزيز الوعي بالمهرجان، وتشجيع الجمهور على المشاركة في المهرجان الذي ينفرد بكونه الأول من نوعه في المنطقة، لاسيما الشباب، أطلق «براند دبي» مسابقة تصوير خاصة بمهرجان «دبي كانْفَس»، والتي أفردها لمستخدمي موقع «إنستغرام» وتحمل شعار «صوِّر- حمِّل ـ اربح».

وتتركز فكرة المسابقة على تشجيع مستخدمي موقع «إنستغرام» على التقاط صور متنوعة من موقع المهرجان الذي سيباشر فيه الفنانون العالميون والمحليون تنفيذ لوحاتهم الإبداعية، ويتضمن كذلك العديد من الفعاليات التي تخدم فكرة المهرجان وهدفه، ومن ثم تحميلها ومشاركتها عبر موقع «إنستغرام»، من خلال الوسم (الهاشتاج) الخاص بالمسابقة #DubaiCanvas.

ووفق شروط المسابقة، فإن الموعد النهائي للمشاركة يتزامن مع ختام المهرجان في السابع من الشهر الجاري، في حين تتضمن شروط المسابقة أن يتم التقاط الصور المشاركة بالهاتف المتحرك، ولا تخضع لأي إضافات أو تعديلات أو معالجات رقمية كإضافة الإطار أو التوقيع أو الوقت والتاريخ، وغير ذلك، إذ سيتم استبعاد الصور غير المطابقة للشروط.

وستقوم لجنة التحكيم بفرز وتقييم الأعمال المشاركة مع ختام المهرجان، ومن ثم اختيار ثلاث صور فائزة، حيث تم تخصيص جوائز مالية قيّمة تصل إلى 20 ألف درهم للفائز الأول، بينما يحصل الفائز الثاني على 15 ألف درهم، أما جائزة صاحب المركز الثالث فستبلغ 10 آلاف درهم إماراتي.

وستختار لجنة التحكيم الصور الفائزة وفق معايير فنية دقيقة، من بينها جودة الصورة، ومدى الإبداع الذي يظهر مهارة المصور في اختيار الزوايا المميزة التي تبرز جمال العمل الفني، وإظهاره بالشكل ثلاثي الأبعاد.