ماذا تعني وما هي دلالات ألوان علم الجهورية العربية السورية وبعض البلدان العربية وأغلب دول العالم..- محمد قاسم الخليل..


ــــــــــــــــــــــــــــ

دلالات الألوان في العلم السوري
ماذا تعني الوان علم الجهورية العربية السورية :
تغير العلم عدة مرات خلال القرن العشرين إلا أن ألوانه بقيت على حالها :

الأبيض :يرمز الى الدولة الأمويية – الى المستقبل المشرق للشعب السوري .

الأسود : يرمز الى الدولة العباسية وإبى دولة الخلفاء الراشدين – والى العهود الماضية حيث كان التخلف والجهل .

الأخضر : إلى الدولة الفاطمية – وللثورة الخضراء خاصة في مجال الزراعة ..

الأحمر يرمز إلى النضال العربي وإلى دماء الشهداء ..- الى الثورة والى تضحيات الشعب وكفاحه في سبيل حرية الوطن ..
وقد كانت الألوان المعتمدة في أعلام معظم الدول العربية مأخوذة من ألوان علم الثورة العربية الكبرى عام 1916م..
محمد قاسم الخليل
اتخذت الأمم والأقوام عبر التاريخ رايات ترمز إليها لتميز نفسها عن غيرها من الأمم والقبائل، وكانوا يحملون الرايات في الحروب لأداء وظيفة حربية لها دلالاتها في المعركة، ويحرصون على بقاء الراية مرتفعة وكان سقوطها يعني الهزيمة، كما يعني تراجعا لغير المناورة الهروب من ساحة القتال.
كانت الأعلام بلون واحد عند بدء استخدامها، ولم يكن العلم أو الراية بألوان متعددة كما هو حال الأعلام في مختلف دول العالم، ومن طريف ما يروى أن الجيوش كانت تصطحب معها علمين الأول أبيض والثاني أسود، فإذا عاد الجيش منتصرا كانوا يرفعون العلم الأبيض، وإذا عادوا منكسرين رفعوا العلم الأسود، ولم أعثر في كتب التاريخ على نص يشير إلى هذا القول، ولكن من الثابت تاريخيا أن الأعلام كانت مختلفة في الدول الإمبراطورية كالرومانية والفارسية، وكذلك الأمر عند القبائل العربية، وفي مقدمتها قريش.‏
ومن الثابت تاريخياً أن راية النبي العربي محمد كانت باللون الأسود، وسميت (العقاب)، وبقيت الراية بهذا اللون في عهد الخلفاء الراشدين، وحملت هذه الراية الجيوش العربية التي توجهت لفتح العراق والشام ومصر.‏
وعندما استولى الأمويون على مقاليد الأمور جعلوا الراية باللون الأبيض، وعندما انقلب عليهم العباسيون عادوا إلى الراية السوداء، ثم رفع الفاطميون الراية الخضراء، كما استخدم الهاشميون في الحجاز اللون الأحمر، وهذه الألوان الأربعة هي ألوان أغلب الأعلام العربية.‏
ويتألف العلم العربي السوري من ثلاثة مستطيلات ونجمتين تحمل الألوان الأربعة الرئيسية المستخدمة في أغلب الأقطار العربية، والمعروفة في الأعلام التي رفعتها الدول المتعاقبة على المنطقة العربية، فالمستطيل الأعلى باللون الأحمر والأوسط باللون الأبيض تتوسطه نجمتان خضراوان، والمستطيل الأسفل باللون الأسود.‏
وهذا العلم هو علم الوحدة السورية – المصرية التي حدثت في شباط عام 1958 واستمرت حتى أيلول 1961، وتمت إعادة اعتماده في عام 1982 للتأكيد على تمسك سورية بالوحدة العربية في وقت تخلى فيه آخرون عن الوحدة والتضامن وانفردوا بخطوات استفاض الحديث عنها في وقتها.‏
وهذه الألوان هي ذات ألوان العلم العربي الذي رفع على بلدية دمشق في الأول تشرين الأول 1918 بعد تحريرها من العثمانيين.‏
ومع أنه لانص في الدستور أو قانون العلم عن رموز ودلالات ألوان العلم الوطني، إلا أن الاجتهادات مستمرة، وكان كل يدلي بما يجول في خاطرة وبما توصل إليه اجتهاده حول دلالات ألوان العلم.‏
فمنهم من يرى أن اللون الأحمر يشير إلى تضحيات الشعب وكفاحه في سبيل الوطن، ويشير اللون الأبيض للعهد الحاضر والأمل ويشير اللون الأسود إلى عهد التخلف والجمود، وترمز النجمتان إلى سورية ومصر إبان الوحدة.‏
بينما يرى بعضهم أن اللون الأبيض لون علم الدولة الأموية واللون الأسود لون علم الدولة العباسية واللون الأخضر لون علم الدولة الفاطمية واللون الأحمر لون الهاشميين، وأن الأحمر هو لون الراية العربية في الأندلس، ومنهم من يرى أن اللون الأحمر رمز للثورة، وأن الأحمر يرمز إلى دماء الشهداء، والأبيض يعبر عن النقاء والصفاء، والأسود يعبر عن معارك العرب وكفاحهم ضد الاستعمار.‏
وإذا عدنا إلى النشيد العربي السوري فسنجد الدلالات الأوضح لألوان العلم، بعيدا عن الاجتهادات والتكهنات.‏
فقد جاء في نص النشيد:‏
رفيفُ الأماني وخَفقُ الفؤادْ على عَلَمٍ ضَمَّ شَمْلَ البلادْ‏
أما فيهِ منْ كُلِّ عينٍ سَوادْ ومِن دمِ كلِّ شَهيدٍ مِدادْ‏
ما يعني أن النشيد يشير إلى اللون الأسود برمزية بؤبؤ العيون، وبما تعنيه كلمة سواد في اللغة العربية الفصحى إلى الأرض والشعب، فيقال سواد الشام ويعنون معظم أرضها، ويقال سواد الناس بمعنى أغلب الناس.‏
كما يشير النشيد إلى اللون الأحمر بذكر تضحيات الشهداء (روح الأضاحي)، وإلى الأبيض لون الأمويين والأسود لون العباسيين من خلال ذكر الوليد الأموي وهارون الرشيد العباسي، وكما يشير إلى السيادة والبناء ورمزهما الأخضر.‏
ففي نص النشيد:‏
نفوسٌ أباةٌ وماضٍ مجيدْ وروحُ الأضاحي رقيبٌ عَتيدْ‏
فمِنّا الوليدُ ومِنّا الرّشيدْ فلمْ لا نَسُودُ ولِمْ لا نشيد‏
ومما ذكر عن دلالات العلم السوري والأعلام العربية أن ألوانها مذكورة في قصيدة للشاعر صفي الدين الحلي ومطلعها:‏
سلي الرماح العوالي عن معالينا واستشهدي البيض هل خاب الرجا فينا‏
والشاهد في القصيدة قوله:‏
بيض صنائعنا سود وقائعنا خضر مرابعنا حمر ماضينا‏
وعند شرح القصيدة يمكن أن ندرك عدم قصد الشاعر لما يعنيه الناس بعده، فالصنائع هي الأعمال الخيرة، والوقائع هي المعارك والمرابع هي الديار والمواضي هي السيوف المرهفة.‏
ومن العجيب أن الحلي عاش في عصر الهزائم وفر عند هجوم جيوش المغول من الحلة في العراق إلى ماردين وتوفي عام 1349 ميلادية، وهذا الحال يتناقض مع ما جاء في قصيدته من الفخر بالقوة والبأس.‏
**‏
الألوان الأكثر انتشاراً في أعلام الدول‏
العلم هوية وطنية ورمز للبلاد، وقد تنوعت دلالات العلم، وصار اللون فيه يحمل دلالات جديدة، ومن الأبحاث اللافتة للنظر في هذا الجانب دراسة حول ألوان أعلام مختلف دول العالم، وقد شملت الدراسة مئة وواحداً وتسعين علما تمثل أعلام الدول الأعضاء في هيئة الأمم المتحدة، وبحث فيها الألوان المستخدمة فيها.‏
وتبين الدراسة التي قام بها الدكتور قاسم حسين صالح رئيس الجمعية النفسية العراقية وجود ستة ألوان هي الأكثر انتشارا في الأعلام، وهي الأحمر والأبيض والأزرق والأخضر والأصفر والأسود، وقد اعتبرها صاحب الدراسة أنها الأولى من نوعها.‏
ولاحظ الدارس أن أربعة من هذه الألوان عدا الأبيض والأسود تظهر لدى تحليل ضوء الشمس بالموشور فيما الأحمر والأخضر والأزرق تمثل الألوان الثلاثة الأساسية، وتتفق هذه النتيجة مع حقيقة فسيولوجية، وهي أن العين البشرية تميز هذه الألوان أكثر من غيرها، وتستطيع رؤيتها عن بعد.‏
وبحسب الباحث احتل اللون الأحمر المرتبة الأولى، فهو مستخدم في 143علما، والدلالة أنه يرمز إلى البطولة والتضحية من أجل الحرية، ودماء شهداء الوطن، واحتل الأحمر المساحة الكلية للعلم (باستثناء الرموز) في عدد من الدول.‏
وجاء اللون الأبيض بالمرتبة الثانية إذ استخدم في 128علماً ويرمز هذا اللون إلى السلام والصفاء والانسجام والمساواة، وكان هو لون راية الدولة الأموية، واحتل اللون الأبيض المساحة الأكبر في أعلام عدد من الدول.‏
وجاء اللون الأزرق والسماوي بالمرتبة الثالثة، مستخدما في 87 علماً، ويرمز هذا اللون إلى السمو والرفعة وعلو المكانة، واحتل هذا اللون المساحة الأكبر في أعلام 16 دولة.‏
وجاء اللون الأخضر بالمرتبة الرابعة مستخدما في ثمانين علماً، ولهذا اللون دلالات متنوعة، فهو يرمز إلى النباتات والنمو وتجدد الطبيعة ووفرة الخير، كما يعني السلام والحرية والرفاهية والطمأنينة والشعور بالأمل، واعتمدته الدولة الفاطمية شعاراً لها، واحتل المساحة الكلية للعلم في أربع دول.‏
واحتل اللون الأصفر المرتبة الخامسة مستخدما في سبعين علماً، ويرمز إلى الشمس والضوء والحياة والحكمة والتفاؤل والسعادة والسيطرة والإرادة، ويحتل هذا اللون المساحة الأكبر في أعلام ست دول.‏
وكان اللون الأسود آخر الألوان الأكثر استخداماً إذ ظهر في 36 علماً، ويرمز في دلالاته للبسالة والوقار والعظمة، كما أنه يمثل جموع الناس وسوادهم، ولم يحتل هذا اللون المساحة الأكبر في أي من أعلام الدول القائمة الآن.‏
وآخر لونين مستخدمين في أعلام دول العالم هما البرتقالي والرصاصي وقد استخدم كل منهما في عشرة أعلام مناصفة.‏
وتبين من الدراسة أن اللون الأكثر استخداماً في أعلام الدول بحسب قاراتها كان الأبيض في آسيا والأحمر في إفريقيا وأوروبا والأزرق في الأميركيتين وأستراليا وجزرها.‏
وكان الأسود هو الأقل استخداما في دول أوربا، والأصفر هو الأقل استخداما في أعلام آسيا وأوروبا، والأكثر استخداما في أعلام دول الأمريكتين وإفريقيا، بينما كان اللون الأخضر هو الأقل استخداما في أعلام أوروبا، والأكثر استخداما في أعلام دول إفريقيا، وتفرد اللون الأحمر بوصفه القاسم المشترك بين أعلام دول العالم.‏
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

من almooftah

اترك تعليقاً