الشــــــاعـــــــــرة السّــــوريّـــــة
عبــــيــر موســى الديــب
قصيدة :أنثى الحب و الحرب

نادتهُ يوماً
و كحلمهِ كانتْ جميلةْ
خضراءُ عيناها خميلةْ
وشاحها القاني …
كقطفٌ من شفيقٍ
وجناتها البيضاءُ بدرٌ مكتمل
والشعرُ كان الليلَ منثوراً طويلا
قالت : اليَ اتى الغزاة
فهل تجيبُ على ندائي
قبلَ أن أجثو على عتباتهم
اجثو كجاريةٍ ذليلةْ
نظرتْ في عينهِ والدمعُ سكينٌ
من المقلاتِ يرفضُ ان يسلاااا
ودعتهُ بالأدعيةْ
وتركتهُ لندائها
وامامَ صرخاتِ الوطنْ
كانتْ دموعيَ مستحيلةْ
انثاهُ من قبلي هي
هي امهُ
هي بنتهُ
هي كل اهليهِ وافرادُ القبيلةْ
من يستكينُ من الرجالِ امامَ بلواها
لا بدَ رعديدٌ يكونُ
وفاقدٌ للحس مبتورُ الرجولةْ
ما كان يوماً هكذا
انثاهْ من قبلي هي
هي امهُ هي بنتهُ
واذا على الاعراضِ مدتْ في فجورْ
ايدٍ ملوثةٌ بداءِ الحقدِ مجبولةْ
لبى نداءَ الحقِ في عجلٍ
وذادَ عن الحمى
وجرى لساحات الوغى
كالبرقِ في رحمِ الصواعقْ
للحربِ محمولا
انفاسهُ غابت
وليلي مظلمٌ
لكن انفاسَ البنادقِ في يديهِ وفي يدي من مثلهِ
ستخطُ في صدرِ البغاةِ
من الملامحمِ اسفاراً طويلة
ومرارَ كأسٍ سوف تسقيهمْ
وسوفَ تردها الكيلَ كيولا
فإذا أتى في الصبحِ يوماً
والسواعدُ من دمِ الاعداءِ مبلولةْ
سيكونُ عرسي من جديدْ
والغارُ غارُ النصرِ فوقَ الرأسِ إكليلا
واذا اتى في النعشِ فوقَ مناكبِ الابطال
يلتفُ مختالاً ببعضِ ثيابها
ودماهُ سالتْ في ثراها شهادةً
وروتها دفقاً سلسلبيلا
سأقولُ يكفيني اعتزازاً وافتخاراً
انه يوماً و عند ترابِ رجليها
ادى النذورَ وما كانت قليلةْ
أدى النذورَ وما كانت قليلةْ

من almooftah

اترك تعليقاً