شاعر اعجبني
عبد الكريم الكرمي ابو سلمى:
ولد عبد الكريم الكرمي( ابوسلمى) في طولكرم عام 1909م، وبعد أن أحرز شهادة البكالوريا السورية عام 1924 قصد بيت المقدس وعين معلما في المدرسة (العمرية) والمدرسة الرشيدية. انخرط في صفوف النضال الوطني الفلسطيني في فلسطين والمنافي وتولى رئاسة الإتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين. نال درع الثورة الفلسطينية وجائزة لوتس العالمية، كما منح اسمه وسام القدس للثقافة والفنون. توفي في الولايات المتحدة عام .1980
قال عن دمشق سنعود :
خَلعتُ على ملاعبها شـــــَبابي وأحلامي على خُضــرِ الرَّوابي
ولي فــي كُلِّ مُنعَطَفٍ لـــقاءُ مُوَشّي بالســَّلام وبالعِتــاب
وما رَوَت المروجُ ســوى غنائي وما رَوّى الكرومَ سـوى شرابي
سلي الأفـُقَ المُعَطَّرَ عن جَناحــي شذاَ وصباً يرفُّ على السـحاب
ولي في غوطتيك هــوى قــديم تَغلـغل في أمــانيّ العــِذاب
وفـــي ((برداك)) تاريخ الليـالي كأني كنت أقــرأ في كــتابي
درجت على ثراك وملء نفســـي عبير الخـالـدين من الــتراب
ألمـلم من دروبـــك كل نــجم وأنثرة , أضــيء به رحـابي
وعدت إلى حــماك خيال شـعب يطوف على الطلول وفي الشعاب
أتنكرني دمشـق؟..وكان عــهدي بـها أن لا تـلوح بالســراب
أتنـــكرني؟ .. وفي قلبي سـناها وأعراف العــروبة في إهابي
أمالي في ظــلال الديار حــب شفيع صـــبابتي عند الحساب
******من روائع شعر أبي سلمى – داري*******
هل تسألين النجم عن داري
وأين أحبابي وسمّاري
داري التي أغفت على ربوة
حالمة بالمجد والغار
تفتّح الزهر على خدها
فعطرت أيام آذار
الشمس لا تضحك إلا لها
تهدي إليها وشي أستار
والتينة الخضراء في ظلها
تاريخ أشواقي وآثاري
ملعبنا يوم رفيف المنى
وملتقى الجارة بالجار
والعين خلف الدار في المنحنى
تروي حكاياتي وأخباري
درب الصبايا لو تنورته
مهوى صبايا وأسرار
حام على أنفاسهن الهوى
ما بين مشوار ومشوار
الأمل الحلو على وجهه
يُعقَد في أطراف زنار
والكرم ما أرحم أفياءه
أحلام عشاق وأطيار
من عرق الفلاح أنداؤه
أكرم من طل وأمطار
والبيدر السمح على صدره
حبات أكباد وأبصار
أغنية الراعي وراء الربا
منشورة في الأفق العاري
يا عجباً للحب ملء الدنى
يموج في أنغام مزمار
***
داري التي توشحت بالسنى
فيه لظى قلب وأفكار
ما خطر الجبار في ساحها
إلا صرعنا ألف جبار
وما أطل العار من موطن
إلا محونا العار بالنار
ما خفقت عند اللقا راية
إلا موكب أحرار
كيف يلوح الفجر بعد الدجى
إن لم تلح رايات ثوار
***
داري! وفي عيني بعد النوى
ألا ترى خيالها الساري؟!
خضّبه الحلم بألوانه
فخضبت بالدمع أشعاري
ضحية الحسن! وكم فتنة
تجني على حسناء معطار
جار عليها مدَّع بالهوى
جور عدو في الحمى ضارِ
والشعب كم حاكم من حاكم باسمه
يظلمه ظلم سنمار
في عينه دمعة باكٍ وفي
راحته سكين جزَّار