تمثال ملك دمشق حزائيل -تيسير خلف -الحضارة السوريّة المجهولة
تيسير خلف
تمثال ملك دمشق حزائيل
–
هذا التمثال العاجي يعود لملك دمشق حزائيل موجود الآن في متحف اللوفر في باريس، وقد عثر عليه ضمن تحف عاجية في قصر الملك الاشوري أدد نيراري الثالث في شمال سورية في موقع ارسلان طاش حدتو القديمة في ريف حلب الشرقي، تمثل رموزاً الهية كتب على إحدى القطع الملك حزائيل، يعتقد العلماء انها منهوبة من قصر حزائيل في دمشق اثناء الحملات الاشورية على المدينة التي نهبت مرتين؟
ورد ذكر الملك حزائيل في الكثير من النقوش الاشورية، ويبدو انه كان معاصرا للملك سنحاريب 705 – 681 ق.م. وذكره أسر حدون وآشور ناصر بال بصفته ملك العرب وملك قيدار.
ويبدو ان مملكة قيدار وشعبها الذي كان يسكن في دمشق وريفها وصولاً إلى البقاع وحوران، وكان يسيطر على طريق التجارة الاستراتيجي المار من جبل حوران وصولاً إلى دومة الجندل في شمال السعودية، قد تهلينت في الفترة الهلنستية بشكل كامل، واصبحت تعرف باسم إيتوريا وفق الصيغة اليونانية – الرومانية لمملكة قيدار. فالأماكن التي كانت تخص قيدار في العصر الاشوري هي نفسها اماكن إيطوريا في العصر الهلنستي – الروماني.. ويعتقد الكثير من علماء الاثار أن إقليم الجيدور إلى الجنوب من دمشق بين حوران ودمشق والجولان هو منسوب لقيدار.
النقوش القيدارية التي عثر عليها قليلة ولكنها جميعا مكتوبة بالحرف الآرامي المربع، كآنية الملك قينو بن جاشم من القرن الخامس قبل الميلاد، المهداة إلى الآلهة اللات، والتي عثر عليها في تل المسخوطة شرقي الدلتا المصرية، وهو ما يشير إلى توسع تجارة القيداريين.
زي تمثال الملك حزائيل يتطابق مع النقوش الآشورية التي ترسم الأسارى العرب بهذا الشكل، وخصوصاً قصة شعره الدائرية التي وصفها المؤرخ الاغريقي هيرودوت في القرن الخامس قبل الميلاد الذي قال إن العرب يقصون شعورهم على طريقة إلههم أورتال.
مملكة قيدار القديمة هي مملكة آرامية – عربية تثبت الاصل الآرامي لعرب سوريا، من حيث الاسماء واللغة والكتابة.
هناك الكثير من الأساطير حول الملك حزائيل ملك دمشق في التراث الكتابي اليهودي، ولكنها أساطير متأخرة، لعل مصدرها النقوش الآشورية.
يبقى ان اشير إلى ان معنى اسم حزائيل هو المتكهن للاله.. وهي وظيفة دينية بقيت متواصلة حتى القرن السابع الميلادي والحازي هو أحد انواع الكهنة المتنبئين.. وحزا رأى.
تذكر النقوش الاشورية ابناً لحزائيل يدعى يوثع او يوشع..