‏الدكتور بشار خليف

حول إله الشمس الحمصي

وكان المعتقد الشمس السوري يتميز بطقس حازم وتحضيرات صارمة من التطهر ولم يكن المؤمنون يُقبلون في الاحتفالات والصلوات إلا بعد التطهر .
ما يقدم دليلاً على أن جوهر الأرضية المعتقدية بطقوسها المتوارثة بقيت سائدة بغض النظر عن المعبود بحيث أننا نقرن الآن مجمل العبادات والصلوات بحالة التطهر والقربان والابتهال والصلاة.
وقد أصبح المعتقد الشمسي الحمصي فاعلاً بقوة كما أشرنا مع حكم أسرة شمسي جرام.
ومنذ بداية القرن الثاني الميلادي وحتى منتصفه تسلمت عرش روما أسرة سورية حمصية هي سليلة كاهن معبد الشمس في حمص ولاسيما الإمبراطورة جوليا دومنا زوجة سبتيم سوروس وأخواتها وأولادهن الأباطرة أيضاً.
وتذكر المعطيات أنه حين تسلم ايلا جبال /إله الجبل/ عرش روما فإنه شيد معبداً لإله الشمس الحمصي في روما أمام أسوارها.وفي منتصف الصيف كان القيصر هذا ينقل الحجر المقدس على عربة إلى هذا المعبد حيث كانت ستة خيول بيضاء تجر العربة التي لم يسمح لإنسان الجلوس فيها ولا أن يمسك أزمّتها التي لُفت حول الحجر المقدس حيث أن الإله نفسه حسب اعتقادهم كان يقود العربة .
أما ايلا جبال فكان يمشي في المقدمة وظهره إلى الأمام حتى لا يغض النظر عن وجه إلهه أبداً .
وهذا المشهد يعيدنا إلى ما عثر عليه منقوشاً على سقف معبد بل في تدمر حيث نجد الموكب المقدس للحجر المقدس الذي يتم نقله على جمل في وقت يسير كبير كهنة إله الشمس أمام العربة المحمولة بالحجر المقدس واضعاً قدميه إلى الوراء ويمسك بزمام الجمل وعيناه مركزتان على الإله .
وإن الحيوانات التي تحمل الحجر تعرف طريقها بنفسها / حسب ذهنيتهم آنذاك / .
وبعد تململ الرومان من هذا المعتقد المشرقي وموت ايلا جبال اغتيالاً تم إعادة الحجر المقدس إلى وطنه سوريا وتم إعطاء معبده في روما لإله آخر .
يقول التهايم :"إن "الديانات" السورية كانت منذ القديم تميل إلى التوسع وتطمح إلى الانتقال من العبادة المحلية إلى العبادة العالمية وكان الهدف المنشود نصب الإله الأوحد والشامل الذي تكون الشمس أعلى تجلياته .. حتى يبدو أن رب حمص يتحول إلى إله عالمي".
وهنا لا يسعنا إلا أن نركز على مفهومنا هو أننا أمام توحيد مجرد وليس توحيد إلهي.
الجدير ذكره أن الحجر المقدس كان كما أسلفنا بيتاً ورمزاً للإله ومكاناً لعبادته وبما أن الحجر والإله متلازمان كانت حمص مسكن الإله مادام الحجر موجوداً فيها .
وبالعودة إلى محاولة ايلا جبال فإن محاولته تلك والتي أفضت إلى نقل عبادة إله الشمس الحمصي إلى روما عبر طموحه باعتلاء عرشها تزامن مع كونه كاهن إله الشمس لذا نجد أنه قد سبق حضوره إلى روما بأن جعل صورته الضخمة في زي الكاهن تسبقه إلى روما طالباً أن يقدم لها الناس تحية الإجلال حيث أنه بفعلته هذه أدخل إلى روما الطقوس السورية بشكلها المشرقي الخالص.

الصورة: عملة ذهبية تعود للامبراطور اليغالبوس الحمصي وتظهر عليها عربة نقل اله الشمس الحمصي إلى روما‏

الدكتور بشار خليف

حول إله الشمس الحمصي

وكان المعتقد الشمس السوري يتميز بطقس حازم وتحضيرات صارمة من التطهر ولم يكن المؤمنون يُقبلون في الاحتفالات والصلوات إلا بعد التطهر .
ما يقدم دليلاً على أن جوهر الأرضية المعتقدية بطقوسها المتوارثة بقيت سائدة بغض النظر عن المعبود بحيث أننا نقرن الآن مجمل العبادات والصلوات بحالة التطهر والقربان والابتهال والصلاة.
وقد أصبح المعتقد الشمسي الحمصي فاعلاً بقوة كما أشرنا مع حكم أسرة شمسي جرام.
ومنذ بداية القرن الثاني الميلادي وحتى منتصفه تسلمت عرش روما أسرة سورية حمصية هي سليلة كاهن معبد الشمس في حمص ولاسيما الإمبراطورة جوليا دومنا زوجة سبتيم سوروس وأخواتها وأولادهن الأباطرة أيضاً.
وتذكر المعطيات أنه حين تسلم ايلا جبال /إله الجبل/ عرش روما فإنه شيد معبداً لإله الشمس الحمصي في روما أمام أسوارها.وفي منتصف الصيف كان القيصر هذا ينقل الحجر المقدس على عربة إلى هذا المعبد حيث كانت ستة خيول بيضاء تجر العربة التي لم يسمح لإنسان الجلوس فيها ولا أن يمسك أزمّتها التي لُفت حول الحجر المقدس حيث أن الإله نفسه حسب اعتقادهم كان يقود العربة .
أما ايلا جبال فكان يمشي في المقدمة وظهره إلى الأمام حتى لا يغض النظر عن وجه إلهه أبداً .
وهذا المشهد يعيدنا إلى ما عثر عليه منقوشاً على سقف معبد بل في تدمر حيث نجد الموكب المقدس للحجر المقدس الذي يتم نقله على جمل في وقت يسير كبير كهنة إله الشمس أمام العربة المحمولة بالحجر المقدس واضعاً قدميه إلى الوراء ويمسك بزمام الجمل وعيناه مركزتان على الإله .
وإن الحيوانات التي تحمل الحجر تعرف طريقها بنفسها / حسب ذهنيتهم آنذاك / .
وبعد تململ الرومان من هذا المعتقد المشرقي وموت ايلا جبال اغتيالاً تم إعادة الحجر المقدس إلى وطنه سوريا وتم إعطاء معبده في روما لإله آخر .
يقول التهايم :”إن “الديانات” السورية كانت منذ القديم تميل إلى التوسع وتطمح إلى الانتقال من العبادة المحلية إلى العبادة العالمية وكان الهدف المنشود نصب الإله الأوحد والشامل الذي تكون الشمس أعلى تجلياته .. حتى يبدو أن رب حمص يتحول إلى إله عالمي”.
وهنا لا يسعنا إلا أن نركز على مفهومنا هو أننا أمام توحيد مجرد وليس توحيد إلهي.
الجدير ذكره أن الحجر المقدس كان كما أسلفنا بيتاً ورمزاً للإله ومكاناً لعبادته وبما أن الحجر والإله متلازمان كانت حمص مسكن الإله مادام الحجر موجوداً فيها .
وبالعودة إلى محاولة ايلا جبال فإن محاولته تلك والتي أفضت إلى نقل عبادة إله الشمس الحمصي إلى روما عبر طموحه باعتلاء عرشها تزامن مع كونه كاهن إله الشمس لذا نجد أنه قد سبق حضوره إلى روما بأن جعل صورته الضخمة في زي الكاهن تسبقه إلى روما طالباً أن يقدم لها الناس تحية الإجلال حيث أنه بفعلته هذه أدخل إلى روما الطقوس السورية بشكلها المشرقي الخالص.

الصورة: عملة ذهبية تعود للامبراطور اليغالبوس الحمصي وتظهر عليها عربة نقل اله الشمس الحمصي إلى روما

من almooftah

اترك تعليقاً