صورة

سليمان فرنجية: العاشق والهاوي والسياسي بالوراثة حتى العظم — “حسين زلغوط ـ اللواء”

هو ذاك الشاب، الذي تنبأ له جده الرئيس الراحل بتبوء مراكز سياسية مهمة منذ صغره، فكان لـ«سليمي» كما كان يناديه الرئيس سليمان فرنجيه ما قدر له، في بلد لا يزال حكامه يجهدون لتكريس مفهوم «الوراثة السياسية»، رغم مجاهرتهم بغير ذلك.

سليمان طوني فرنجية، البالغ من العمر 49 عاماً، دخل المعترك السياسي قبل 23 عاماً، وبايعه جده الزعامة بعد اغتيال والده الوزير والنائب طوني فرنجيه عام 1978، ومن هنا كان وزيراً في السادسة والعشرين من عمره، ونائباً في السابعة والعشرين بموجب المرسوم 1307 الذي قضى بتعيين النواب في عهد الرئيس الياس الهراوي عام 1991.

سليمان الزاهد هذه الفترة بالنيابة والوزارة، والذي أعلن قبل عامين عزوفه عن الترشح لمصلحة نجله طوني سليمان فرنجية، الحائز على إجازة في إدارة الاعمال من لندن، يتطلع الى رئاسة الجمهورية، متكئاً في فرضية فوزه على تحالفاته القوية مع فريق الثامن من اذار وشعبيته الكبيرة لدى الشارع المسيحي.

تأثر النائب سليمان فرنجيه بسياسة جده، فهو الذي عاش بكنفه وتشرّب من نهجه، فكما انشأ الجد «تكتل الوسط» في أواخر الستينات مع الرئيسين كامل الأسعد وصائب سلام وربح مع «الحلف الثلاثي» الذي كان مؤلفاً من الرئيس كميل شمعون والعميد ريمون إده والشيخ بيار الجميل على عهد الشهابية، أنشأ الحفيد «التكتل الوطني المستقل» عام 1996، الذي ضم انذاك تسعة نواب من مختلف الطوائف، علماً أنه ترأس والرئيس عمر كرامي «لائحة الائتلاف الوطني» في انتخابات 23 آب 1992 وانتخب نائباً عن الشمال كمحافظة ودائرة انتخابية.

وبهدف تحييد زغرتا عن الخلافات، تحالف فرنجية مع النائب نائلة معوض في الانتخابات البرلمانية عام 1996، قبل ان يذهب كل طرف في طريقه فيما بعد.

رغم خلاف سليمان مع البطريرك الماروني نصر الله بطرس صفير، الا انه اصر على ان لا تكون بكركي مكسر عصا، وذلك في خلال حديث له قدم اعتذاره للبطريرك عما قاله تعقيباً على التصريحات التي اطلقها صفير انذاك امام وفد من أمهات الشهداء، قائلاً «لدينا بطرك واحد هو البطرك صفير، نتبعه دينياً، ولكننا في السياسة نعمل ما نراه الأفضل… وعلى الصعيد الشخصي نحبه بقدر ما يحبنا… وبكركي ليست مكسر عصا». في حين وصف بيان مجلس المطارنة الموارنة في 5 نيسان 2005 بانه «ورقة نعوة»، وسأل :» إذا كانت بكركي تبكي فلمن نشتكي ونبكي؟»

علاقة سليمان بالرئيس الراحل رفيق الحريري شهدت الكثير من التجاذبات، الا ان الخلاف في وجهات النظر بينهما، لم تمنعه من الاعلان صراحة أن الحريري «هو شهيد كل لبنان»، لحظة اغتياله عام 2005، رافضاً «أن يكون شهيداً لفريق».

هذه العلاقة انسحبت بتجاذباتها وخلافاتها على علاقته مع الحريري الابن، وزادت حدة الخلاف بينهما بعدما تقدم سعد الحريري بشكوى ضد النائب فرنجية بجرم القدح والذم بسبب تصريحاته الاعلامية، ومن بينها كلام فرنجية على محطة الـANB، «هل المطلوب أن يكون رئيس الجمهورية خاتماً في إصبع سعد الحريري؟»، اضافة الى تأكيد عام 2007 اثر زيارة قام بها للأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله أن «كرامتنا قبل الحريري الأب والابن».

سليمان فرنجية لم يبدل تحالفاته وقناعاته الوطنية، فهو الذي وصف تحالفه مع فريق الثامن من آذار بـ»التحالف الحقيقي والوطني»، ويحرص على علاقته الجيدة والمتينة مع رئيس مجلس النواب نبيه بري والعماد ميشال عون والسيد حسن نصرالله.

وعندما طُرحت فكرة اقامة ميثاق شرف بين السياسيين لوقف المهاترات، عام 2006 علق فرنجية قائلاً: «ميثاق الشرف يكون عند الناس الذين لديهم شرف، هناك البعض شرفهم غال عندهم كالسيد حسن نصرالله والعماد ميشال عون والرئيس نبيه بري والنائب بطرس حرب، لكن أمثال النائب وليد جنبلاط وغيره لا شرف لديهم… لا تستطيعون أن تقيموا ميثاق شرف مع الذين لا شرف لهم».

«أنا مرشح للرئاسة.. لكن عون أقوى»
علاقة فرنجية مع العماد ميشال عون كانت ولا تزال ممتازة، رغم محاولة البعض الاصطياد بالمياه العكرة لجهة المفاضلة بينهما في الحصول على منصب رئيس الجمهورية، الا ان فرنجية كان يردد دائماً ان «عون هو المرشح الأقوى مسيحياً للرئاسة»، وهو ما عاد واكده مؤخراً في حديثه لقناةLBCمع مارسيل غانم في 27-3-2014،«قناعتي السياسية وخيارات عون السياسية في السنوات الست الأخيرة تفرض عليّ أن أكون هكذا»، «انا مطروح على رئاسة الجمهورية، ولكن أنا سأكون مع العماد ميشال عون، ولن أقبل الدخول على أي دورة رئاسية من دون موافقته»، فهذا التحالف بين فرنجية وعون له جذوره، حيث تحالف الاثنين في انتخابات 11 حزيران 2009، وأنشأ على أثره العماد عون تكتل «التغيير والإصلاح» المؤلف من 27 نائباً بينهم فرنجيه الذي شارك لمرة واحدة في اجتماعات الرابية مع عضوي كتلته النائبين سليم كرم وأسطفان الدويهي، ثم غاب عن هذه الاجتماعات.

وعن امكانية ترشحه الى رئاسة الجمهورية، لا ينفي فرنجية ان اسمه مطروح فكل ماروني مرشح للرئاسة منذ ولادته، الا ان «اليوم لديّ حظ صفر بالمئة بالوصول الى الرئاسة، فلا يمكن لأحد أن يصل الى رئاسة الجمهورية من دون تسوية سياسية». ويدرك فرنجية ان «فريق 14 آذار لن يسير بالعماد عون أو بي للرئاسة، ويمكن أن نأتي ضمن تسوية اقليمية او دولية، وهذا غير وارد حتى اللحظة».

كما ان تحالفاته السياسية لا تتبدل فهو القائل «اذا كنت رئيساً للجمهورية سأكون رئيساً من صلب 8 آذار، ولكن سأكون منفتحاً على الافرقاء».

الجليد بين جنبلاط وفرنجية لم يكسره الاستحقاق الرئاسي «يجب احترام حيثية جنبلاط، ولكن لن أتخذ خطوة تجاه أحد، واذا كان جنبلاط من يريد أن يجعلني رئيساً فلا أريد أن أكون رئيساً»، ولشخصية رئيس الجمهورية لدى فرنجية صورة خاصة، «يجب إما تقوية الرئيس او تقوية الصلاحيات، ويجب احترام موقع رئاسة الجمهورية».

الصدمة التي احدثها فرنجية في الشارع المسيحي كانت عند مسامحته لقتلة والده وامه واخته ابنة الثلاث سنوات في مجزرة مروعة في اهدن، «عفا الله عما مضى… والموضوع انتهى»، وكان اللقاء والسلام بين فرنجية وقائد «القوات اللبنانية « سمير جعجع، المتهم باغتيال عائلته، في بكركي في إطار اجتماعات الحوار بين القيادات المسيحية بدعوة من البطريرك الكاردينال بشارة بطرس الراعي وكان اللقاء إيجابياً، الا ان وصوله الى رئاسة الجمهورية يزعجه، «يزعجني وصول جعجع إلى رئاسة الجمهورية، ولكن لا أستطيع أن لا أعترف أن جعجع يمثل مسيحياً».

«الرئيس السوري بشار الاسد سيظل أخاً وصديقاً، وسأظل أزوره كصديق وكأخ»، عبارة يرددها فرنجية دائماً عندما يتهمه البعض يقربه من النظام السوري، فهو يجاهر علانية بهذه العلاقة ويفتخر بها، ولها تاريخ طويل مع الاجداد، حيث بدأت بسليمان الجد، أي بين سليمان فرنجية وسليمان الأسد، ثم بين الرئيسين سليمان الجد وحافظ الأسد، والعلاقة التي نسجاها خلال عهديهما في لبنان وسوريا بداية السبعينات استمرت وتعمقت اكثر وتوطدت عائلياً بين الحفيدين اي بين بشار الأسد والنائب سليمان فرنجيه.

يجاهر فرنجية بتحالفه مع الأسد إلى اللاحدود، ويرى أنه تحالف جيد ومن قبيل العلاقات العائلية والثوابت وحرصاً على الوضع المسيحي المشرقي، «نحن مقتنعون بنشاط سياسي معين ولدينا توجه سياسي ورأي نمارسه»، وان هذه العلاقة لا تعرقل وصوله إلى الرئاسة، فيما يرى مناوئون أن هذا التحالف في غير محله ويحرقه كمرشح قوي للرئاسة.

فرنجية الهاوي والعاشق
عشق زوجته الحالية الاعلامية ريما قرقفي من النظرة الأولى، وتزوجها مباشرة بعد طلاقه عام 2003 من زوجته السابقة ماريان سركيس، التي ارتبط بها عندما كان عمره 18 عاماً، وله منها ولدان طوني 1987 وباسل 1992، فيما رزق من ريما بطفلته فيرا تيمناً باسم والدته.

علاقته بالبيئة علاقة ابن الأرض بالأرض، فهو لا يرضى للمحيط الأخضر لبيئته بديلاً، ولا يرضى بديلاً لهدوء الضيعة مسكناً، بيئي بامتياز هو الذي شجّر بين زغرتا وإهدن أكثر من مليون شجرة، إضافة لإنجازه بحيرة بنشعي التي يؤكد الخبراء على انها نموذج يحتذى به كمورد مائي، إضافة الى تحولها معلماً سياحياً لمنطقة تخلو ساحلاً من المعالم السياحية. الى اهتمامه وعنايته ومتابعته لمحمية حرج إهدن الأغنى والأهم والأكثر تنوّعاً.

شتاءً يمارس التزلج وعينه على مشروع تزلّج في المنطقة يُدرس بيئياً وحضارياً من أهم الشركات في العالم، وعلاقته بالجبل لا تثنيه عن علاقته بالبحر، الذي يختاره مرات عدة وسيلة للسفر أي الإبحار كما يمارس هواية الغطس.

وفوق الجبل والبحر يحلّق بالطائرة ويتقن قيادتها وهذا التحليق فتح له شهية رؤية الوطن من فوق فصوّره بقعة بقعة، حتى بات يمتلك استديو محترف للتصوير الفوتوغرافي.

ولتيار المرده الذي اسسه عام 82، وتحوّل الى حزب سياسي واجتماعي بعد حل الميلشيات اثر اتفاق الطائف، اختار له اللون الاخضر في رمزية الى البيئة والحياة، والى جانب العلم الكلاسيكي، أطلق الرمز ذات البوصلة المحددة دائماً الى الوجهة الصحيحية والـπالثابتة الواحدة في علم الرياضيات.

اما دليل مشاكسته فكان خلال حديثه الاعلامي مؤخراً، حيث تعهد يـ»سحب الجيش الروسي من القرم اذا اصبحت رئيساً للجمهورية»، وذلك في معرض رده على كلام جعجع انه سيسحب سلاح حزب الله وانه سيخرجه من سوريا في حال أصبح رئيساً للجمهورية.

صورةصورة: ‏فرنجيه: كل التعازي للقناة للمقاومة للاعلام وللبنان

اكد رئيس تيار المرده النائب سليمان فرنجيه عبر تويتر " انه ليس غريبا على المنار وهي قناة المقاومة ان تقدم الشهداء...كل التعازي للقناة للمقاومة للاعلام وللبنان".‏صورةصورةصورة

من almooftah

اترك تعليقاً