محمود جمعة ..وما زالوا .. يعبثون ..كثير من السياسيين ومن المحللين السياسيين و الإعلام




وما زالوا .. يعبثون ..
* محمود جمعة
كثير من السياسيين ومن المحللين السياسيين و الإعلاميين وكثير ممن يتابعون تفاصيل الأزمة التي تعصف ببلدنا الغالي سورية.. يتحدثون عن مفاهيم غريبة طغت و ظواهر من الخيال خرقت الواقع , تجاوزت التصور.. حتى أصبحت .. بديهيات …. رغم أن هذه الخروقات شملت كافة أطياف المجتمع السوري إلا أني هنا أخص من يصنفون أنفسهم معارضون فما بدا عليهم من ظواهر سرطانية فاقت أي منطق أو تسلسل منطقي للأحداث .. هل هناك دوافع خفية ؟ هل هذه هي حدود ثقافتهم ؟ أفهم دوافع من قبض المال .. أو من جند نفسه للشيطان و يعي ما تم تدريبه عليه , وهو يعرف ما الهدف مما يفعلون .. لكن ماذا عن غالبية من يصنفون بالبيئة الحاضنة ( للثائرين ) ضد النظام ؟ ماهي دوافعهم , تطلعاتهم و طموحاتهم , ما الفائدة .. المادية أو المعنوية أو حتى الروحانية التي يأملونها ؟!!! نعرف أن أغلبهم انساق وراء ما يسمونه ثورة بحكم العصبية الأسرية , القرابة , أو كل أفق ضيق مما شابهها من الروابط الاجتماعية والعقائدية .. إلا أن تلك الظواهر التي رافقت أزمة سوريا … تتنافى مع أي هدف روج له وبرأيي ستبقى تلك الظواهر بلا عنوان غير مقروءة , غير مفهومة الدوافع والأبعاد .. و أكثر ما لفتنني في هؤلاء .. أنهم مدركون تماما لمدى خطورة ما يقومون به على أنفسهم أولا , وعلى أسرهم وذويهم وكل من يحيط بهم من أقاربهم وجيرانهم وحتى بلدهم بأكمله , يظنون أنفسهم نجوما في تمثيلية الموت فيه غير حقيقي منسجمون حتى العظم في فيلم خيالي هم فيه متفرجين , هم طاهرون و لم تلطخ أياديهم بلعنة الدم , هم ليسوا طرفا في معركة دموية فيها ويلات فيها قتل ودمار … فيها مصير أمة .. و أرشيف الشواهد التي تكشف ذلك متخم .. ولطالما شاهدنا وتابعنا وسمعنا عن مواقف مريعة حدثت أو فبركت أبطالها ( متبرعون ) من تلك البيئة اختتموها بضحكات هستيرية وعبارات لا مبالية تدل على صوابية حكمي هذا .. نساء تزغرد لاغتصاب فتاة تساق عارية في الأزقة …؟ رجال ( بشوارب ) يصيحون للمشهد … الله أكبر .. أطفال بعمر البراءة يلوح بحافة كفه منشدا … بالذبح جئناكم ..؟ ونفذوا وعيدهم فذبحوا رجالا مكبلين بلا رفة جفن…؟ كيف روجت فتوى جهاد النكاح بلا مشقة لتطغى على عقول مئات من العذارى ليتحف مجتمعنا المسلم .. بعشرات من مجاهدات نكاح غالبتهن تجهد و تخمن تخمينا من يمكن أن يكون أبا لجنينها ..؟ من وراء فتوى أطلقها دجال , باستباحة عرض نساء في ضاحية عسكرية … وقبل أن ينزل الدجال عن منبره تسابق حوالي مئة وخمسون ( فحلا ) لاكتساح ما ملكت يمينه , فصاروا (( شهداء )) شهوتهم وفتواه … يرى الكثيرون أن ذلك يعود إلى هذه الأزمة جاءت من العدم بدون مقدمات , فجأة انقلبت الدنيا فتجاوز الأمر عتبة إدراكهم , فقدوا اتزانهم فانساقوا باللعبة بغريزة القطيع .. ويرى آخرون أن النشوة التي تعتريهم نتيجة معرفتهم المسبقة بالكثير من السيناريوهات لأحداث ستقع ووقعت أو لمشاهد ومواقف ستجري و جرت… كان قد تم تحضيرها و توزيع أدوارها وحتى تأدية مشاهدها وصولا إلى منابر و فضائيات موظفة و تطورات سياسية واقتصادية و عسكرية محلية و دولية إقليمية وعالمية .. وهذا ترك لديهم شعورا بأنهم يسيطرون على مقدرات كبرى أحيت في بعضهم بذرة جنون العظمة… ويؤكد ذلك هفوات الميديا التي تكشف تهكمهم وضحكهم الهستيري بغض النظر عن الكم الكبير من الفظائع التي رافقت كل مشهد وكل حدث و مصائب ألمت بأناس هم جيران أو حتى أقارب لهم … ورغم عدم جدوى كل ما سبق وفشله في تحقيق ما كانوا يخططون له عبر المحافل الأممية وحتى جامعة النعاج فما يزالون يفبركون مواقف مصطنعة ويستخدمون ذات الألفاظ المستهلكة والتي لم تعد تشكل فارقا أو تدفع لعقد جلسة أو مؤتمر .. فهذه المصطلحات تستثمر ضمن مساحة زمنية ضيقة , لا تتيح اكتشاف استخدامها الخادع … ما زالوا يصرون أن (جيش النظام ) يتعمد قصف المدنيين وكأنه يتعمد تجنب المسلحين … يتحدثون عن تطهير عرقي .. وفضائح مجازرهم العرقية روعت الكون .. يروجون أنهم ثورة شعب وهم من يقتل الشعب .. ينتقدون تدخل لأطراف إقليمية لصالح النظام في الأزمة حتى بات كل ملتح هو مقاتل في الجيش إما إيرانيا أو عراقيا أو لبنانيا , فيما يجيزون لأنفسهم مشاركة حتى قوم يأجوج و مأجوج في ثورتهم الداخلية , حتى السلاح الكيماوي والذي بات بلا جدوى أو فاعلية وتحت عهدة أممية أعادوا إثارته في معركة (( النبك )) ولم ينصت لهم أحد .. واليوم ..هاهم (( كبار )) قادتهم يقتلون بنيران حلفائهم المهاجرين ومنهم أدرك أن اللعبة انتهت فولى الأدبار.. تركوا وطنهم ( الذي ادعوا غيرتهم عليه ) ليحرق بنار المتطرفين الذي كانوا هم جسرا للولوج في قلبه وشرايينه … تاركين من تورط معهم لمصيره.. واليوم ورغم أنهم يرون أن من كان يلقنهم ويدربهم بات لا يعير نواحهم و استجداءهم المبتذل بالا , وأن جميع اللاعبين الأساسيين يعلنون عن قرب انعقاد مؤتمرات دولية تحضر لإنهاء الأزمة في سورية تراهم يتابعون ما بدأوا به … ويبررون لأنفسهم أن هذا جزء من اللعبة .. .. وما زالوا يكابرون على الخطيئة .. كأنهم لم يستيقظوا بعد من حفلة تنويم مغناطيسي رغم أن الحاوي .. خلع قفازيه و غادر المسرح … لكنه لم يعطهم إيعازا بالاستيقاظ , متعمدا , يتهيأ الجمهور لمغادرة الصالة و يسخر من بقائهم على الخشبة يتابعون دورهم … أسدل الستار .. وأطفئت الأنوار … وهم .. غافلون .

من almooftah

اترك تعليقاً