دون كيشوث وتنطق بالاسبانية ( دون كيخوتة) الكتاب الذي ظفر بنجاح في اسبانيا منذ ظهوره عام 1605 ثم في بقية انحاء العالم يكاد ان يكون منقطع النظير، حيث طبع (500) مرة في اللغة الاسبانية و (200) مرة في الانجليزية وما يعادلها في الفرنسية وانه مترجم الى معظم لغات الأرض.
وفي هذا دلالة واضحة على انه عبارة عن قصة انسانية لم يقف تأثيرها عند شعب دون شعب، ولم يقتصر نفوذها على زمان دون زمان.
نجاح غير متوقع
عندما اصدر ميجيل دى سيرفانتس (1547- 1616م) روايته هذا عام 1605م لم يكن معروفا في الاوساط الادبية ولم يكن احد يتوقع له هذا النجاح الساحق، بل كان مجرد جندي متقاعد يعاني من الضيق المادي وله بعض المحاولات غير الناضجة في كتابة التمثيليات والروايات والنقد الادبي.
الرواية وخلاصتها
دون كيشوت هو رجل نحيف طويل قد ناهز الخمسين – بورجوازي متوسط الحال يعيش في احدى قرى اسبانيا ابان القرن السادس عشر لم يتزوج من كثرة قراءاته في كتب الفروسية كاد يفقد عقله وينقطع ما بينه وبين الحياة الواقعية ثم يبلغ به الهوس حدا يجعله بفكر في ان يعيد دور الفرسان الجوالين وذلك بمحاكاتهم والسير على نهجهم حين يضربون في الارض ويخرجون لكي ينشروا العدل وينصروا الضعفاء، ويدافعوا عن الأرامل واليتامى والمساكين.
فأعد عدته للخروج بان استخرج من ركن خفى بمنزله سلاحا قديما متآكلا خلفه له آباؤه فأصلح من امره ما استطاع، واضفى على نفسه درعا، ولبس خوذة وحمل رمحا وسيفا وركب حصانا اعجف هزيلا.
وانطلق على هذه الهيئة شأن الفرسان السابقين الذين انقرضوا منذ أجيال.
ثم تذكر وهو سائر في طريقه فرحا مزهوا ان الفارس الجوال لا بد له من تابع مخلص أمين، فعمد الى فلاح ساذج من ابناء بلدته وهو سانشوبانزا فيفاوضه على ان يكون تابعا له وحاملا لشعاره، ويعده بان يجعله حاكما على احدى الجزر حين يفتح الله عليه، ويصدقه سانشو ويضع خرجه على حماره ويسير خلف سيده الجديد.

معركة طواحين الهواء

واول المعارك التي سعى هذا الفارس الوهمي الى خوضها كانت ضد طواحين الهواء اذ توهم ( ولم يكن شاهد مثلها من قبل!) انها شياطين ذات اذرع هائلة واعتقد انها مصدر الشر في الدنيا، فهاجمها غير مصغ الى صراخ تابعه وتحذيره ورشق فيها رمحه فرفعته اذرعها في الفضاء ودارت به ورمته ارضا فرضت عظامه.

معركة الأغنام

ثم تجىء بعد ذلك معركة الاغنام الشهيرة فلا يكاد دون كيشوت يبصر غبار قطيع من الاغنام يملأ الجو حتى يخيل اليه انه زحف جيش جرار فيندفع بجواده ليخوض المعركة التي اتاحها له القدر ليثبت فيها شجاعته ويخلد اسمه وتنجلي المعركة عن قتل عدد من الاغنام وعن سقوط دون كيشوت نفسه تحت وابل من احجار الرعاه يفقد فيها بعض ضروسه.

سانشو التابع المظلوم

ولا يسلم سانشو المسكين خلال مغامرات سيده المزعوم من الأذى، فالبرغم من انه يحب السلم وتؤثر السكينة على القتال فإن المشكلة تجىء من ان دون كيشوت بوصفه فارسا لا يباح له الا قتال الفرسان فاذا جاء العدوان او الاستفزاز من مدنيين، فقد وجب ان يتكفل بهم سانشو، والنتيجة الحتمية لذلك ان يتحمل سانشو الكلمات والصفقات والضرب بالعصى والرجم بالحصى والتقاذف في الملاءات! تماما كما حدث مع فريق من التجار الذين احتك (بدون قصد) فرس دون كيشوت بافراسهم اثناء مسيرته، وكما حدث مرة اخرى عندما رفض دون كيشوت ان يدفع اجر مبيتهما في فندق على الطريق اذ توهم انه بات ليلته في قلعة من قلاع الفرسان.
وتتولى مغامرات دون كيشوت الذي يجرجر وراءه تابعه المغلوب على امره وتتوالي هزائمه في كل المعارك التي خاضها وهو في كل مرة يدرك انه قد هزم بالفعل، ولكنه لا يفسر الأمر على الوجه الصحيح فيرجعه الى جنونه هو، وانما يفسره على ان خصومه من السحرة قد ارادوا حرمانه من نصر مؤكد فمسخوا بسحرهم العمالقة الشياطين الى طواحين هواء ومسخوا الفرسان المحاربين الى اغنام.

الصراع بين المثالية والواقعية

ولعلنا لا نتجاوز الحق اذا قلنا ان هذه القصة تمثل الصراع الأبدي بين مثالية تتطلع الى الخير والحق والجمال وبين واقع عملي نفعي يفرض وجوده على البشر فدون كيشوت كان مبتغاه الاصلي ان يخرج ليملأ الارض عدلا بعد اذ امتلأت جورا، ولكن جهاده لا ينتهي الى شيء، وربما انعكست الآية فجلبت عليه من المضرة فوق ما حدث له من الخير.
وتابعه سانشو بانزا يمثل الواقعية التي تطلب الفائدة الملموسة والنفع القريب

ــــــــــــــــــــــــــــــــ
دون كيخوتي من ويكيبيديا
 العنوان الأصلي Don Quijote de la Mancha المؤلف ميغيل دي ثيربانتس[2] اللغة إسبانية البلد علم إسبانيا إسبانيا الموضوع مغامرات، فروسية، هجاء النوع الأدبي رواية الناشر
خوان دي لا كويستا تاريخ الإصدار 1605 العبقري النبيل دون كيخوتي دي لا مانتشا الجزء الأول) 1615 العبقري الفارس دون كيخوتي دي لا مانتشا (الجزء الثاني) ويكي مصدر ابحث ترجمة عبد الرحمن بدوي[3][4] (سليمان العطار[5][6] رفعت عطفة[7] تاريخ الإصدار المترجم 1965 2002 2004 التقديم عدد الصفحات 1086 مؤلفات أخرى لا جالاتيا (1585) link= لا جالاتيا (1585) لا جالاتيا (1585) روايات نموذجية (1613) الجزء الأول أعمال بيرسيليس وسيخيسموندا (1617) الجزء الثاني روايات نموذجية (1613) الجزء الأول أعمال بيرسيليس وسيخيسموندا (1617) الجزء الثاني link= روايات نموذجية (1613) الجزء الأول أعمال بيرسيليس وسيخيسموندا (1617) الجزء الثاني تعديل طالع توثيق القالب دون كيخوتي دي لا مانتشا[8][9] (بالإسبانية: Don Quijote de la Mancha) رواية للأديب الإسباني ميغيل دي ثيربانتس سابيدرا،[10][11] نشرها على جزئين بين أعوام 1605 و1615.[12] اشتهرت الرواية بين العرب بالعديد من الأسماء مثل دون كيشوت[13] ودون كيخوته[3] وضون كيخوتي[14] ودون كيخوط ودون كيخوطي كما تلفظ بالإسبانية[15] تعد واحدة من بين أفضل الأعمال الروائية المكتوبة قبل أي وقت مضى،[16] واعتبرها الكثير من النقاد بمثابة أول رواية أوروبية حديثة[17] وواحدة من أعظم الأعمال في الأدب العالمي والتي تم ترجمتها إلى العديد من اللغات الأجنبية.[18] يحمل الجزء الأول اسم العبقري النبيل دون كيخوتي دي لا مانتشا، وظهر عام 1605،[19] بينما ظهر الجزء الثاني عام 1615 تحت عنوان العبقري الفارس دون كيخوتي دي لا مانتشا. وحُبس ثيربانتس في السجن الملكي في إشبيلية بين شهري سبتمبر وديسمبر من عام 1597 بعد إفلاس البنك الذي كان يضع فيه الودائع المالية.[20] وزُعم أن ثيربانتس كان مختلسًا للمال العام بعد ثبوت وجود مخالفات في حساباته. وفي السجن، وُلدت رواية دون كيخوتي دي لا مانتشا، كما أشار في مقدمة العمل. ولكنه في الوقت ذاته لم يتضح مقصده من كونها تمت كتابتها وهو سجين أم استلهمته الفكرة هناك فحسب.[21] وتعد رواية دون كيخوتي أول عمل يزيل الغموض حول تقاليد الفروسية لمعالجتها الصورية للأمر. وبرهنت الرواية على بداية الواقعية الأدبية كجزءًا من الجماليات النصية وبداية انطلاق النوع الأدبي للرواية الحديثة المسمى بالرواية متعددة الألحان،[22] والتي ستحدث تأثيرًا كبيرًا في وقت لاحق على الأعمال الروائية الأوروبية، من خلال تناول ما تم تسميته بالكتابة غير المشروطة والتي تمكن الفنان من إظهار كل ما هو ملحمي وغنائي وتراجيدي وكوميدي في محاكاة ساخرة حقيقية لجميع الأنواع الأدبية.[19] ووضعت الرواية بجزئيها الكاتب ميغيل دي ثيربانتس على خارطة تاريخ الأدب العالمي جنبًا إلى جنب مع كل من دانتي أليغييري وويليام شكسبير وميشيل دي مونتين وتم اعتبارهما من منظري الأدب الغربي في رائعة هارولد بلوم المجمع الغربي.[23] وفي عام 2002، وبناء على طلب هيئة الكتب النرويجية فقد تم عمل قائمة بأفضل الأعمال الأدبية على مر العصور بتصويت مئة كاتب من الكتاب العمالقة من أربعة وخمسين دولة مختلفة. وظهرت الأعمال مرتبة ترتيبًا أبجديًا دون غلبة لعمل على آخر، ولكن باستثناء وحيد كان لصالح رواية دون كيخوتي التي تصدرت القائمة باعتبارها أفضل عمل أدبي تم كتابته في التاريخ في ذلك الوقت. وتعد الرواية واحدة من أكثر الكتب التي تم نشرها وترجمتها على مر التاريخ. وتدور أحداث الرواية حول شخصية ألونسو كيخانو، رجل نبيل قارب الخمسين من العمر يقيم في قرية في إقليم لامانتشا، وكان مولعًا بقراءة كتب الفروسية والشهامة بشكل كبير. وكان بدوره يصدق كل كلمة من هذه الكتب على الرغم من أحداثها غير الواقعية على الإطلاق. فقد ألونسو عقله من قلة النوم والطعام وكثرة القراءة ويقرر أن يترك منزله وعاداته وتقاليده ويشد الرحال كفارس شهم يبحث عن مغامرة تنتظره، بسبب تأثره بقراءة كتب الفرسان الجوالين، وأخذ يتجول عبر البلاد حاملًا درعًا قديمة ومرتديًا خوذة بالية مع حصانه الضعيف روسينانتي حتى أصبح يحمل لقب دون كيخوتي دي لا مانتشا، ووُصف بـ فارس الظل الحزين. وبمساعدة خياله الفياض كان يحول كل العالم الحقيقي المحيط به، فهو يغير طريقته في الحديث ويتبنى عبارات قديمة بما كان يتناسب مع عصر الفرسان. فيما لعبت الأشخاص والأماكن المعروفة دورًا هي الأخرى بظهورها أمام عينيه ميدانًا خياليًا يحتاج إليه للقيام بمغامراته. وأقنع جاره البسيط سانشو بانثا بمرافقته ليكون حاملًا للدرع ومساعدًا له مقابل تعيينه حاكمًا على جزيرة وبدوره يصدقه سانشو لسذاجته. كما يحول دون كيخوتي بمغامراته الفتاة القروية جارته إلى دولثينيا، السيدة النبيلة لتكون موضع إعجابه وحبه عن بعد دون علمها.[24]

من almooftah

اترك تعليقاً