‏ألم تعلم تلك اليد التي تجرأت و اغتالتك أن العظماء لا يموتون... ألم تعلم أن الأبطال خالدون و ذكراهم تبقى منارة ساطعة للأجيال القادمة..

ثلاث سنوات قضاها الأب فرانس صامداً في ديره في حمص القديمة المحاصرة.. ثلاث سنوات كاملة قضاها يزرع الوفاق و المحبة و يسعى للتهدئة و الحوار و الحل.. و اليوم.. و بعد فك الحصار.. و بدء الحلول باجلاء المدنيين.. يقتل عراب الحوار و الحل.. 

ارقد بسلام يا شهيد المحبة و الوفاق.. يا شهيد الانسانية و السلام.. يا شهيد الحق.. أفكارك و صمودك و مبادئك و شعارك (الى الأمام) ستبقى في عقولنا و قلوبنا ما حيينا..

و سننقل الدروس و العبر التي تركتها خلال مسيرتك الى الأجيال القادمة  آملين أن يكون دمك الطاهر فداءاً و عربوناً للخلاص و لبدء السلام و لقيامة سوريا الجديدة...‏
 ‏‎Naji Darwish‎‏ في ‏صورة‏ ‏‎Joseph Megarbane

ألم تعلم تلك اليد التي تجرأت و اغتالتك أن العظماء لا يموتون… ألم تعلم أن الأبطال خالدون و ذكراهم تبقى منارة ساطعة للأجيال القادمة..

ثلاث سنوات قضاها الأب فرانس صامداً في ديره في حمص القديمة المحاصرة.. ثلاث سنوات كاملة قضاها يزرع الوفاق و المحبة و يسعى للتهدئة و الحوار و الحل.. و اليوم.. و بعد فك الحصار.. و بدء الحلول باجلاء المدنيين.. يقتل عراب الحوار و الحل..

ارقد بسلام يا شهيد المحبة و الوفاق.. يا شهيد الانسانية و السلام.. يا شهيد الحق.. أفكارك و صمودك و مبادئك و شعارك (الى الأمام) ستبقى في عقولنا و قلوبنا ما حيينا..

و سننقل الدروس و العبر التي تركتها خلال مسيرتك الى الأجيال القادمة آملين أن يكون دمك الطاهر فداءاً و عربوناً للخلاص و لبدء السلام و لقيامة سوريا الجديدة…

كلمة الأم حمص في وداع فرانس فندرلخت :

إلى أين أنت ذاهبٌ يا ولدي ؟
لماذا هذا الصمتُ في عينيك .. وأنتَ الذي احترفت أسرارَ الكلام ؟..
لقد تعودتك فيَّ هنا ..
هنا حيث صورتك تغوص في كل مكان من القلب ..
هنا حيث تترك جسدك مع من تراكموا على مدى الأيام ليغزلوا ترابي المقدس ..
وروحك ؟.. هل ستغادرني هي الأخرى وهي بعض روحي ؟.. أم ستزورني كلما اشتاقت جسدها ؟
ما هذه الابتسامة المسجاة على ثغرك يا ولدي الجميل ؟..
أتهزأ من الموت وصانعيه .. وأنتِ المُحبّ للحياة ومحبوبها وصانعها ..
أم تهزأ من زمنٍ يحاولون أن يسدّوا على أهله كلّ منافذ الوصول إلى سرّ الحياة .. وها أنت تغادره إلى حيث كلّ الطرق .. إلى حيث كلّ النوافذ ..
إيه يا ولدي ..
يا مليك الصداقات الطويلة كقامات محبّيك الذين تجمعوا اليوم .. مع من ستعقد صداقاتك هناك ؟..
أنتَ الذي أدهشتني دوماً .. ولكنك هذه المرّة أصبتني بالدوار .. أنا التي عقدت اتفاقاً مع الوداع ألاّ يفاجئني ، فإذا بك تأمر ناقوسه بعزف النشيد الحزين .. وإذا بالوداع ينكث بوعده كما يفعل معي كلّ مرة ..
ماذا أفعل يا صانع السعادة ؟.. وأصحاب الفخامة والسمو والجلالة والسَّعادة ( ربما ؟.. ) يقتلوني كلّ يوم .. يقطّعون أوردتي كلّ يوم ..
ماذا أفعل يا صانع السعادة ؟.. أأودعك بالدموع وأنتَ ما أحببتها يوماً وأنا تعودتها كلّ يوم ..
أم أنك فصّلتَ سعادتك على قياسك هناك .. أنت الذي افتديتني وافتديت أولادي .. ليسعدوا هنا ؟..
وماذا تحمل معك اليوم وأنت تسافر كقصيدة لتترك الشعراء ؟..
سأرافق موكبك بدعوة .. بصلاة .. بوصيّة إلى وجه الكريم فاحملها معك :
أخبره جلّ جلاله بأنّ سوريا أرضُ التلاقي الإنساني الرفيع وجسر الوصل بين العابد والمعبود .. تُقتل للمرة الألف
أخبره جلّ جلاله بأن سوريا أرضَ المشرق المقدس .. حيث تستطيع أن تعثر على عيون العالم المبهورة كلِّها .. تُسبى للمرة الألف
أخبره جلّ جلاله بأن سوريا حكايةُ العشقِ والشوقِ والورد .. سوريا جدّة التاريخ والأمُّ والقبلة والمرتجى .. ثَكلى للمرة الألف
أخبره جلّ جلاله بأن سوريا عاصمة جنته على الأرض تجتاحها جحافل الشياطين .. تحرقها نار الشياطين .. تأكلها نار الشياطين للمرة الألف
وأخبره .. وأخبره .. وأخبره
ولكن عِدني : أن تكون دعواتك هناك .. لي ولأولادي هنا ..

— ‏مع ‏‏‎Georg Ilow‎‏ و ‏‎Fadi Ilo‎‏ و ‏‎Waad Kases‎‏

اي أكيد …….. حطو صورو بكل مكان…. ببيوتكن…. على حساباتكن…. بمحلاتكن…. خلينا نتبارك…. من قديسنا….

أبونا فرانس, أيها السوريّ الأصيل…. هنيئا لك القداسة ونعدك وعد أبناء الحارة لكل ما قدمته لنا ….. شوارعنا ستحمل اسمك… كنائسنا ستفرح بصورك… حارتنا وسوريتنا ما رح تنسى شو عمل فرانس فندرلوخت…

وليذكر التاريخ أن رجلا هولنديا أحب سوريا وعرف ما هي سوريا أكثر من معظم السوريين الذين (صادفت ولادتهم على هذه الأرض الطاهرة).

إلى أحضان الرب يا قديس ولا تنسانا من صلواتك وتشفع لنا عند ربنا ليغفر لنا حقدنا وجهلنا….. كنت منارة في بحر الجهل.

صليلنا يا قديس

‫#‏عن_حارتنا_الحميدية_ببساطة‬

من almooftah

اترك تعليقاً