هلوسةْ عربية
قصيدة لـِ عبـَّاس سليمان علي
*^*^*^*^*^*^*^*^*^*
• هل أنا عربي ..!!
أم أنَّ أمّي لم تكنْ أرضاً
ولا ..
كان الشّهيدُ أبي..!!
لملمْ من الغيطان أشلائي
والصقْ على الحيطان أسمائي
داويتُ دائي
من سفير الموتْ ..
بالدّاءِ
أو من أبي لهبِ
• لو كان يبدا
فجرُ شمسٍ للرّضيع غدا
من واحة الشّهدا
كي تصبح الأشجارُ باسقةً
كي تصبح الأزهارُ عابقةً
أو تصبح الغدرانُ رائقةً
كي تصبح الأمطارُ ..
رافدةً
عجـِّلْ بإنهائي
وازرع رصاص الغدرِ في جسدي
واجعلْ سمادَ الأرض … من كبدي
فاقتلْ هَنا الأفراح في عيدي
واخنقْ زغاريدي
فامسح مواعيدي
واكسرْ بواريدي
هل أستحقُّ الموتْ ..
كي يجعلوا بالموت تخليدي ..!!
أم أنَّ موتي قد يقول غداً
هذا القتيلُ ..
غبي
إني رهينُ الموت ما وعدا
فالحقُّ حقّي والعـَلا
… أرَبي
طفلٌ أنا ..!!
لا لم أكنْ
ماذا إذنْ … ماذا إذنْ ..!!
مشروعُ موتٍ للغويِّ غداً ..!!
طفلٌ أنا ..!!
هل كان لي يوماً وطنْ ..!!
هل نمتُ ليلاً في سكنْ ..!!
هل ضمَّني صدرٌ أحنْ ..!!
أم هل تجرَّعتُ اللّبنْ ..!!
لا لم أذُقْ يوماً لبنْ
هل لي إذا حلَّ الرّدى
من مِزقةٍ لفُّ الكفنْ ..!!
لَحْدي جراحي ..
والدّماءُ كفنْ
قد لا أجدْ قبراً من التّربِ
هل كلُّ موتٍ يصنعُ الشّهداءْ ..!!
أم تُرفعُ الجنّاتُ بالأشلاءْ ..!!
هل كلُّ كَرٍّ .. كان قبلَ بلاءْ
لنقدِّسَ الأسماءْ ..
لنباركَ الأشياءْ ..!!
لا ..
لا يا أمّةَ الشهداءْ
ما كلُّ منْ مَرَقَ الرَّصاصُ بهمْ ..
فتناثروا أشلاءْ..
ماتوا كما الشّهداءْ
لا يا أيها الشهداءْ
يا رونقَ الآلاءْ
ليس موتُ الغانياتِ رِدا
ليس في موتِ الزُّناةِ فِدا
حلَّقْ بعيداً وانتشي غرِدا
وامزجْ أذى الأخبار بالطَّـرَبِ
أو ..
فادفن التّلفازَ في الخِرَبِ
مزِّقْ كثيراً من خنا الكتـُبِ
واجعلْ سعيرَك هانئَ اللّهبِ
رغم أنف الأشقياءْ
رغم ألوان البلاءْ
رغم غيلان البغاءْ
رغم أنّاتِ الشّقاءْ
رغم من سفح الطفولةَ والكهولةَ والنساءْ
رغم من بَخَسَ المعيشة والنـّماءْ
أو حدَّ ماءً أو غذاءْ ..
أو دواءْ
رغم من دعمَ الضغينةَ والرَّذيلةَ والعَداءْ
رغم أنفِ أسيرِ جهلٍ أو غبي
و معمـَّمٍ ومتوَّجٍ
إذ عضَّ شَدْقاً ..
عند أرداف الصَّبي
إنّي أنا عربي
إنّي أنا العربي
وابني أنا عربي
والأرضُ أمّي ..
والشهيدُ أبي
= ســ 16/9/2005 ــورية = جميع الحقوق محفوظة لناظمها = عباس سليمان علي ==

من almooftah

اترك تعليقاً