كاتدرائية طرطوس ـ المتحف

 

إن تاريخ كاتدرائية طرطوس يشكل جزءاً هاماً من تاريخ المدينة الذي يعتبر حتى الآن غير مكتمل بسبب المراجع و الوثائق المتعلقة به لقد دخلت المسيحية باكراً إلى مدينة طرطوس و اعتنق شعبها الدين الجديد و قاموا بتحطيم أصنامهم و ألقوا بها في البحر و قد زارها القديسين بطرس و لوقا حيث أقام القديس بطرس الذبيحة الإلهية في الموقع و قداساً احتفالياً و كرّس المكان باسم السيدة العذراء، وأقام القديس لوقا برسم أيقونة السيدة العذراء في المذبح .
وتذكر بعض الروايات أن السيدة العذراء والقديس بولس شاركا في بناء كنيسة صغيرة في هذا المكان و اعتبرت كنيسة طرطوس أقدم كنيسة في العالم كرّست باسم السيدة العذراء .
وفي عام 387 م ضرب مدينة طرطوس زلزال مدمر فهدمت الكنيسة و كل ما حولها و لكن المذبح و الأيقونة بقيا سالمين و قد اعتبر هذا الحادث عجائبياً و بدأ الناس يتوافدون على المكان لقدسيته و خاصة أنه يحوي مذبح القديس بطرس و أيقونة السيدة العذراء .
لقد كانت الفترة الصليبية هي الفترة الأكثر تدويناً للمدينة و الكاتدرائية فبعد احتلال الصليبيين النهائي للمدينة في عام 1102 م بدؤوا بتحصين المدينة و الاهتمام بها و قد ذكر بعض الشهود أن الكنيسة القديمة كانت بسيطة و صغيرة حتى العام 1220 م و بعد ذلك تم بناء القسم الأجمل و الأكبر منها و قد ألحقت الكنيسة الصغيرة بالكاتدرائية بعد بنائها و يذكر\” كاميل أنلارت \” أنه بدئ ببناء الكاتدرائية في عام 1130 م .
و من خلال طراز البناء للكنيسة القديمة يمكن الافتراض أن هذه الكاتدرائية كانت غير مكتملة حتى العام 1150 م .
وفي العام 1154 م زار مدينة طرطوس الجغرافي العربي الإدريسي الذي أشار إلي وجود كاتدرائية عظيمة تشبه القلعة حسب مقاييس ذلك الزمان و أنها كانت محط تبجيل و تقديس لجميع الطوائف ، كما أن طرازها المعماري هو الذي أضفى عليها هذا المظهر المميز .
ـ ضرب الكاتدرائية زلزال مرة ثانية أثناء بنائها في عام 1177 م و في عام 1188 م هدم صلاح الدين الأيوبي الأبراج أثناء احتلاله المدينة و بعد ذلك أعيد ترميمها ،أثناء الوجود الصليبي في مدينة طرطوس وفي فترة سيطرة فرسان الهيكل على المدينة قاموا بتقسيم المدينة إلى قسمين :
القسم الأول
المدينة الأسقفية : و هي المدينة التي يعيش فيها الناس و يمارسون حياتهم اليومية و يحيط بها السور الأول من المدينة والذي يمتد من الباب الشمالي للمدينة و يتجه شرقاً حتى المجمع الحكومي ثم ينحرف جنوباً حتى يصل إلى ساحة المشبكة ثم ينحرف غرباً حتى يصل إلى البحر عند برج الطاحون و كان يحيط بهذا السور خندق عميق و عريض اختفى آخر قسم من السور منذ 30 عام و كانت الكاتدرائية مركز المدينة الأسقفية و قد سمي أول أسقف لها \” راؤول \” في 17/ شباط / 1130 م .
القسم الثاني
القلعة أو حصن الهيكليين : و هي الموقع الذي يسمى اليوم المدينة القديمة التي كانت محاطة بسور مزدوج و خنادق تملأ بالمياه و كان يعيش في هذا الحصن الفرسان الهيكليون فقد كان حصنهم المنيع و الدرع الذي يقيهم من الهجمات لاسترداد المدينة
و بعد بناء هذه الأسوار و التحصينات حول المدينة و قلعتها ازداد هذا الموقع سهرة و بدأ يتوافد إليه الحجاج المسيحيون من كل أنحاء العالم و أصبحت هذه الكنيسة من أهم الكنائس في الشرق و قد كان منتصف القرن الثالث عشر ذروة اكتمال بناء الكاتدرائية .
و يجب أن نشير هنا إلى أنه في العام 1204 م زار المدينة كونراد أسقف مدينة هالبرشتات ،وكان يعاني من مرض عضال أصيب به و بعد زيارته الكاتدرائية شفي من هذا المرض بشكل عجائبي .
واجهت الكاتدرائية خطراً كبيراً بعد النصر الكبير الذي حققه الظاهر بيبرس على الصليبيين بعد انتصاره على المغول في معركة عين جالوت في عام 1263 م .
انطوى هذا الخطر على هدم الصرح الديني المسيحي في الشرق بطريقة استراتيجية و منها كاتدرائية طرطوس غير أن البابا كليمانث الرابع أدان هذه الأعمال التي تتضمن هدم هذه النفائس و قام بإصلاح ما تهدم و قرر تحصين هذه الكاتدرائية لتتم حمايتها بشكل جيد .ولكن هذه الكاتدرائية تحولت إلى متحف و تحول اسمها من كاتدرائية طرطوس إلى متحف طرطوس و إن هذه الكاتدرائية و آثارها مازالت حتى يومنا هذا صامضة وتحوي بداخلها الآثار المسيحية ( أيقونة من الفسيفساء , الهيكل وفيه المذبح , جرن المعمودية , وبعض الحجارة التي نقش عليها باللغة اليونانية )
موسوعة قنشرين للكنائس والأديرة

طرطوس

متحف طرطوس
من ويكيبيديا
متحف طرطوس كان كاتدرائية وجدت عام 1105 م. تهدمت بزلزال 387م ثم أعيد إنشاؤها في القرن الثاني عشر. وهي تتألف من ثلاثة أجنحة طولها 40م وعرضها 27م ولها باب ضخم تزينه قولبات وبابان جانبيان، رممتها إدارة الآثار السورية وحولتها إلى متحف يضم أجزاء من آثار الساحل السوري ومنطقة طرطوس. يضم المتحف ثلاثة اجنحة، ففي الجناح الجانبي الأيمن عرضت آثار الأزمنة التاريخية القديمة. وفي الجناح الرئيسي عرضت آثار العصور الإسلامية، أما في الجناح الجانبي الأيسر فلقد خصص للفنون الشعبية الساحلية. وفيما يتعلق بالعصور القديمة خصصت خزائن لمكتشفات أوغاريت وأخرى لمكتشفات تل سوكاس وغيرها لمكتشفات عمريت؛ منها قناديل وتماثيل صغيرة تعود إلى القرن الرابع ق.م وتماثيل نصفية، وتمثال بالطين المشوي ومصنوعات برونزية فيها آلات جراحية تعود إلى العصر الكلاسيكي الإغريقي-الروماني.

من almooftah

اترك تعليقاً