لمحة عن الكاتب عبد المعين الملوحي
وزارة الثقافة السورية تنعى الملوحي بعد رحلة مليئة بالعطاء والإبداع
رحيل أمير شعراء الرثاء السوري عبد المعي
الملوحي بعد صراع مع المرض
عبد المعين الملوحي
دمشق – مكتب «الرياض» – محمد احمد طيارة:
بعد رحلة استمرت مايقارب تسعين عاماً كانت مليئة بالعطاء والابداع والحب المفعم بالشقاء والأمل، وبعد معاناة مع المرض رحل أمس الأول المفكر والأديب الموسوعي السوري الكبير عبد المعين الملوحي بعد ان اثرى المشهد الثقافي العربي، فقد كتب وجمع وحقق ما ينوف على المئة وعشرين كتاباً في ميادين الأدب والفكر والسياسة والشعر والتاريخ والترجمة ومختلف صنوف الثقافة، ومن أبرز مؤلفاته وترجماته وتحقيقاته الأدبية: ذكريات حياتي لمكسيم غوركي، داغستان بلدي لرسول حمزاتوف، ديوان ديك الجن الحمصي، ديوان عروة بن الورد، الحماسة الشجرية لابن الشجري، الفكر العلمي عند ياقوت الحموي، الأدب في خدمة المجتمع، ومن دواوينه ديوان بعنوان عبد المعين الملوحي يرثي نفسه.
الملوحي المولود في مدينة حمص عام 1917 وبعد تخرجه من جامعة القاهرة عام 1945 تدرج في عدة مناصب وعمل مدرسا في الجامعات الغربية ومستشارا ثقافيا في القصر الجمهوري، حمل الملوحي في رحلته الكثير من القضايا وكانت محطاته مليئة بالأشواك الناعمة والإيمان بالقدر، في اخر لقاء لي معه كان الشيخ الوقور ممتلئا بالحب والدفء مؤمنا بالله وقدره وبرغم قسوة الحياة ومرارتها كان يقول لي يا بني «الحياة جميلة» ويضيف اني لا ازال احتفظ في اعماقي بجذوة من التفاؤل تحت اكوام الرماد، وانا لذلك ارى في المستقبل اشراقات سوف تغمر وطني الحبيب وتعوض عنه ما خاض من ظلمات … نعم ان مستقبل امتي العربية سيكون مستقبلا غضا كأعشاب الربيع، فواحا كأزهار الرياض. قبل رحيله سألته ماذا سيفعل بكل هذه المخطوطات فقال لي احاول نفض الغبار عنها، رحل الملوحي كما يرحل الكبار تاركا وراءه ارثاً كبيراً للأجيال القادمة، رحل جسدا لكن مآثره وفكره وابداعاته ستبقى منارة يهتدي بها الجميع.
هذا وقد نعت وزارة الثقافة الأديب الكبير الموسوعي والمترجم عبد المعين الملوحي الذي رحل عن عمر قارب التسعين عاماً.