في قلب« مدينة حمص القديمة» وفي منطقة سوق الحب بالتحديد يتربع ما تبقى من مبنى دار الحكومة( السراي القديم) الذي يعود بناؤه الى عام 1809 م ـ « 1224هـ» الى العصر العثماني، وحسب الوصف العقاري للمبنى في عام 1930 م فهو يتألف من( بناء طابق أرضي يحتوي على غرفتين للسكن، وغرفة لوضع الحبوب واسطبلين وأروقة وبئر ماء وفسحة سماوية) وقد أرخ تشييده الشاعر الحمصي الكبير الشيخ أمين الجندي بيتين من الشعر، حيث يقول:
قولاً ناصحاً ادخلوها بسلام آمين
فلبيت الله أرخ مخلصاً والعون شاده
هذا المبنى الجميل المبني من الحجارة البيضاء والسوداء المشذبة والمصقولة الذي تعود ملكيته منذ عشرات العقود الى بلدية حمص يعيش واقعاً مأساوياً وسيئاً للغاية فبدلاً من ترميمه وتحويله( الى متحف للفترة العثمانية جرى وعلى مدى سنوات اقتطاع أجزاء منه( بعد أن كانت مساحته تبلغ 330 متراً مربعاً) ويعاني الآن من الإهمال الذي لايليق بمبنى أثري عاصر فترة إبراهيم باشا المصري.
وكان شاهداً على العديد من الاحداث التاريخية المهمة التي شهدتها المدينة حتى عام 1887 مع قيام الدولة العثمانية بتشييد مبنى جديد للسراي في شارع القوتلي ولاحقاً استعمل البناء من قبل بلدية حمص كمستودع للطنابر والمعدات التابعة لها: كمدفع رمضان وغيره كما يذكر المؤرخ نعيم الزهراوي في مقاله( أماكن الحاكمية في حمص) المنشور في مجلة البحث التاريخي، العدد الثامن، فهل ستنتبه المديرية العامة للآثار والمتاحف لهذا المبنى العريق أم ستتركه هكذا ليلقى مصيره ويندثر رويداً رويداً شأنه في ذلك شأن العديد من المباني الاثرية والتاريخية المهمة التي فقدتها حمص على مدى سنوات عديدة لايتسع المجال لسردها هنا..؟؟!

تتميز طريقة تعشيق الحديد ببعضه وتداخله بالحجر بالمتانة والقوة الشديدتين، والتي لا تتزعزع إلا بهدم الجدار كله.

(نعتذر عن رداءة التصوير، الصورة تعود إلى تسعينات القرن الماضي)

وقد استخدم هذا التعشيق المعدني في الدرابزينات وحديد الحماية وفوق أغلاق المحلات وفي الشبابيك العلوية، وكان لهل أشكال جميلة جداً أشهرها شبكة الحديد الشمسية (على شكل نصف شمس).
وسنورد تالياً ما يتوفر لنا من نماذج لهذه المصنوعات التاريخية.
الصورة مستعارة من صفحة أبيض وأسود مع الشكر.

